65-استكمال مكتبات بريد جاري

مشاري راشد في سورة الأحقاف

Translate

Translate

الثلاثاء، 16 مايو 2023

ج1. وج2.التكملة لكتاب الصلة أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي التكملة لكتاب الصلة



ج1. التكملة لكتاب الصلة

أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي

التكملة لكتاب الصلة

  بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما

قال الفقيه الكاتب االمحدث الحافظ أبو عبيد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي ابن الابار البلنسي رحمه الله

الحمد لله وارث الأرض ومن عليها من الخلق وباعث محمد رسوله بالهدي ودين الحق وصلى الله عليه وآله وأصحابه ما شيم لماع البرق واستديم هماع الودق

وبعد فهذا كتاب التكملة لكتاب الصلة الذي ألف أبو القاسم بن بشكوال فوصل المنفصل وطبق في معارضة أبي الوليد بن الفرضي المفصل وجاء بحسنة أثمرت له الحسنى وجاد على عفاة العلم بصلة ما أسنى لا جرم أنه أعاد بها من كان فانيا وأعار الأندلس وأهلها عمرا ثانيا كافأ الله صالح اعتماده واعتماله وشكر له واضح احتفائه واحتفاله من رجل ورد النمير المعين ووجد الظهير والمعين فقل في رواية منح الري ونازع فري كيف شاء الفري واتفق أن خلد حتى هيل على أترابه التراب وخبأتهم في حقائبها الأحقاب فانتظمهم حسابه وشملهم كتابه ولو أن هؤلاء الذين جرفهم سيله وصرفهم إلى حجره ذيله سمح بهم غناه وسنح له ضد مأتاه لتل أسماهم في يد من تلاه وأمد بها من رام أن يلحق مداه ولكن أبى إلا أن يوعب ليتعب من بعده وينجز في الاستغراف والاستلحاق وعده وعلى ذلك فإنه أغفل مع أنه احتفل وأسأر مع أنه أكثر إذ الإحاطة لله وحده وأنا وإن كنت ما ظفرت بغير سؤال ولا عجت الا على طلل بال إلى تشعب حال وتقلب بال فقد وفيت ما اقتضاه الوفاء وعند الله في ذلك الجزاء حتى تيسر مع الإجمال في الطلب والاحتمال للنصب المريح إن شاء الله في المنقلب ما بلغ منه المراد وانجح فيه الإصدار والإيراد على تفاوت أمرينا من قرار واضطراب وتباين حالينا من إنفاض وإتراب

____________________

وكان أنبعاثي لهذا التقييد الملتمس من الله فيه حسن العون والتأييد أول شهر الله المحرم مفتتح سنة إحدى وثلاثين وستمائة امتعاضا للجزيرة وارتماضا من كوائنها المبيرة ليعلم أنها ما أفلت أهلتها وإن أعضلت علتها وبطلت على البرء أدلتها ولا هوت نجومها وإن أقوت رسومها وألوت بدولة عربها رومها هذا وجنابها مضاع وخلافها إجماع فلم يبق فيها إلا حبابة كصبابة الإناء وما بقاء اليفن شخص فيه يريد الفناء ومع غربة الإسلام فيها وعجز قومها عن تلافيها فالعلوم بها ما صرمت علقها ولا عدمت بالجملة حلقها ومصداق ذلك وصل إحسانهم والحبل مبتور ونظم جمانهم والشمل منثور إلى أن ذهب السكن والمسكون وكان من أمر الله ما علم أن سيكون وفي وقتنا هذا وهو آخر سنة ست وأربعين وبلاد العدوة بجالية الأندلس غاصة وازدياد الوحشة لا تنفرد به دون عامة خاصة لا سيما وقد ختمت بالمصيبة الكبرى في إشبيلية مصائبها ودهمت بالجلاء المكتوب والرجاء المكذوب عصائبها كثرت مشافهة الإخوان بما في تزجية الأوان وترجية ما لا يبدع بي من الأكوان وجعلوا يخصون باللوم تلومي في هذه الفترة ويحضون على إتمام المرام قبل قواطع الكبرة إلى غيرها من محذور ليس هجومه بمحظور ولا وقوعه غير منظور وأنا أتعلل بما عاينوا من خطوب عانيتها وأتسلل فرارا من خطة ليتني ما تعاطيتها وهم يبرؤون من قبول معذرة ويربؤون بميسرتي عن نظرة وربما لجوا في تهوين المانع من إظهاره واحتجوا بالمخاطب من القاهرة فيه على اشتهاره فاستخرت الله تعالى في الإسعاف والإسعاد واستجرت به نعم المجير في المبدأ والمعاد وعليها من عزمة ما ضية سوفت متقاضية وتخوفت اللائمة في رضا ما ليس راضيه فلما أن استوفى عشرين حولا بل زاد واستولى على الأمد الذي من تأنى فيه أصاب أو كاد أبرزته بعد طول الحجاب وأبرأته ونفسي من دعوى الإعجاب محرجا في إصلاح الخلل ومستدرجا إلى اغتفار الزلل فالنسيان موكل بالإنسان والسهو لا تدخل البراءة منه تحت الضمان ويعلم الله أني وهبت الكرى للسهاد وذهبت أبعد مذهب في الاجتهاد وعنيت بهذا التصنيف أتم عناية وبلغت به من التصحيح أقصى نهاية وما زلت أسمو إليه حالا على حال وأعكف عليه بين حل وارتحال إلى أن بهر فجره وضاحا وزخر وشله نهرا طفاحا ولم أقتصر به على الابتداء من حيث انتهى ابن بشكوال بل تجاوزته وابن الفرضي أتولى التقصي وأتوخى الإكمال وربما أعدت من تحيفا ذكره ولم يتعرفا أمره وإن خالفتهما في نسق الحروف فجريا على النهج المعروف وأفردت لكافة الأدباء كتابا يلحق بهذا في الاكتفاء إلا بعضا ممن دون كلامه أو عرف بمجالس العلم إلمامه وعلى مشارع الخير حيامه

____________________

والذين استضأت بشعاعهم واستمليت من أوضاعهم أتيت بالأسانيد إليهم بدءا ورأيت أن أضع من عناء تكرارها عبثا وكثير ممن أفاد القليل قد أحذفهم لئلا أطيل

فما كان في كتابي هذا عن أبي بكر أحمد بن محمد الرازي فأخبرني به القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة مكاتبة عن أبيه عن أبي عمر بن عبد البر عن أبي محمد قاسم بن محمد بن عسلون وعن أبي عمر أيضا عن ابن الفرضي عن أبي زكرياء العائذي كلاهما عن الرازي

وما كان فيه عن أبي إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان فقرأته بخط القاضي أبي محمد عبد الله بن ربيع ويعرف بابن بنوش وأخبرني به وبرجال مالك أبو بكر أيضا عن أبيه والفقيه المشاور أبو عبد الله محمد بن أيوب بن نوح الغافقي عن أبي الحسن بن هذيل عن أبي داود سليمان بن نجاح جميعا عن أبي عمرو المقرىء عن أبي عبد الله بن قاسم الفاكهي وغيره عن ابن شعبان وبهذا الإسناد إلى أبي عمرو عن أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد التجيبي عن أبي عبد الله محمد بن حارث بما فيه عنه وقرأت بعضه بخطه وكذلك ما فيه عن أبي عمرو وأبي داود المذكورين

وما كان فيه عن أبي بكر الزبيدي فحدثني به القاضي أبو الخطاب أحمد بن محمد بن واجب القيسي بين سماع ومناولة عن أبي الحسن ابن النعمة قراءة عن أبي محمد بن عتاب وغيره عن أبي عمر النمري عن ابن الفرضي عنه وأخبرني به أيضا ابن أبي جمرة عن أبيه عن أبي عمر بمثله وعن أبيه عن جده عن القاضي يونس بن عبد الله الزبيدي وبه إلى يونس بما فيه عنه ولأبي بكر بن عزير قريب أبي مروان ابن مسرة تذييل لطبقات الزبيدي نقلت منه كثيرا

وما كان فيه عن أبي عبد الله بن عبد السلام الطليطلي ويعرف بابن شق الليل فأخبرني به ابن أبي جمرة عن أبي القاسم بن ورد عن أبي محمد بن العسال عنه

وما كان فيه عن أبي مروان الطبني فأخبرني به قاضي الجماعة أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي عن أبيه عن أبي الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري عن أبي الوليد العتبي وعن أبي مروان بن قزمان عن أبي علي الغساني كلاهما عن الطبني وأخبرني أيضا أبو القاسم عن أبي الحسن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم بما فيه عنه

وما كان فيه عن القاضي أبي القاسم صاعد بن أحمد الطليطلي فأخبرني به ابن أبي جمرة عن الخطيب أبي عامر بن شرويه والقاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية جميعا عن أبي بكر عبد الباقي بن برال الحجاري عنه

____________________

وما كان فيه عن أبي جعفر بن الباذش فأخبرني به الأستاذ أبو جعفر أحمد بن علي بن عون الله عن أبي محمد بن عبيد الله عنه وعن أبي عبد الله بن عبد الرحيم الخزرجي عن أبي الحسن والد أبي جعفر بن الباذش بما فيه عنه

وما كان فيه عن القاضي أبي الفضل عياض فأخبرني به ابن أبي جمرة عنه وكذلك عن أبي محمد الرشاطي وأبي الوليد بن الدباغ وأبي بكر يحيى بن محمد بن رزق بما فيه عنهم وأخبرني ابن واجب عن ابن الدباغ وابن رزق منهم

وما كان فيه عن أبي القاسم القنطري فأخبرني به ابن واجب في آخرين عن أبي بكر بن خير عنه وبهذا الإسناذ ما فيه عن أبي بكر هذا وحدثني به بعض أصحابنا عن أبي البقاء يعيش بن القديم الشلبي عن القنطري

وما كان فيه عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر فمن تاريخه الكبير في أهل دمشق والشام وحدثني به الحاكم أبو عبد الله محمد بن أحمد الأندرشي وغيره عنه وأخبرني الحافظ أبو عمر أحمد بن هارون بن عات عن أبي محمد العثماني وأبي طاهر السلفي بما فيه عنهما

وما كان فيه عن أبي عمر بن عياد فأخبرني به المقرىء أبو محمد غلبون بن محمد بن غلبون عنه والقاضي أبو عيسى محمد بن محمد التدميري والحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي عن أبي محمد بن سفيان المعروف بالقونكي عنه وأبو الربيع منهما عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن عياد عن أبيه وأفادني أبو الحجاج بن عبد الرحمن صاحبنا إجازة أبي جعفر بن عياد عن أبيه وغيره وبهذا الإسناد ما فيه عن أبي القاسم بن حبيش وابن سفيان هذا وقرأت أكثر ذلك بخطهما

وما كان فيه عن غير المذكورين من شيوخ شيوخنا فحدثوني به عنهم وكذلك ما كان لهم وأكثرهم إفادة في هذا المعنى جازى الله جميعهم بالحسنى أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي وأبو سليمان بن حوط الله وأبو الربيع بن سالم وهو ندبني إليه وحضني عليه فرواية لي عنهم بين سماع وإجازة منهم

وما كان فيه عن آباء القاسم الملاحي وابن فرقد ابن الطيلسان فحدثت به عنهم وكذلك عن أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن نقطة بما نقلته من تأليفه في المؤتلف والمختلف وما ينقطع إسناده عينته ليكون أشفى وبينته حتى لا يخفى وفي أثنائه عن أبي سعيد بن يونس وأبي عبد الملك بن عبد البر وأبي بكر القبشي والصاحبين وابن عفيف وابن حيان والخولاني والحميدي وغيرهم

____________________

مما وجدته في تواليفهم واستفدته من فهارسهم والطرق إليهم يطول عدها ويصرف عن المقصود سردها وبعضها في تاريخ ابن الفرضي وقرأت جميعه على أبي الخطاب بن واجب عن أبي عبد الله بن عبد الرحيم قراءة عليه عن أبي محمد بن عتاب عن أبي عمر النمري وأبي حفص الزهراوي عنه وفي تاريخ ابن بشكوال وقرأته أيضا على أبي الخطاب عن مؤلفه قراءة وما خرجت لهما من هذين الكتابين وغيرهما فبهذا الإسناد وإلى ربنا الملك الجواد أضرع في العصمة والإنجاد وإياه أسأل رشادا إلى التوفيق وتوفيقا إلى الرشاد فذلك بيده هو حسبي ونعم الوكيل

____________________

. . . .

____________________

& حرف الألف & باب أحمد

1 أحمد بن خالد التغلبي من أهل جيان ومن باغه المنسوبة إليهم ذكره الرازي ورفع في نسبه وقال روى عن بقي بن مخلد وغيره ورحل فلقي يونس بن عبد الأعلى سنة ست وأربعين ومائتين

أحمد بن إبراهيم بن محمد بن باز من أهل قرطبة يعرف بابن القزاز سمع أباه وأخذ عنه القراءة التي دخل بها الأندلس ورواها في رحلته عن عبد الصمد بن عبد الرحمن صاحب ورش سماه الرازي في الذين علا ذكرهم واشتهر اسمهم من المقرئين وقال كان مؤدب جماعة وإمام المسجد الجامع وحكى أبو عبد الملك بن عبد البر أنه صحب أباه في خروجه إلى الثغر للرباط هو وأحمد بن خالد وأحمد بن أبي زرعة رجل من تلاميذ ابراهيم وأنه اعتل في طريقه بمجريط ومات بطليطلة سنة أربع وسبعين ومائتين وصلى عليه ابنه أحمد هذا وكان إمام الجامع

قال وكان إبراهيم قد أوصى أن يصلى عليه أحمد بن خالد فلما قدم نعشه عرضت الصلاة عليه فأبى وقال قد قال أبو إسحاق يصلي علي أحمد ولم يبين لكم بأكثر وابن أحمد هو أحق فصلى عليه ابنه

وقال القاضي يونس بن عبد الله أخبرني أبو بكر يحيى بن مجاهد يعني الكيبري الزاهد قال كان إبراهيم بن باز مقرئا حافظا لكتاب الله عز وجل بصيرا بوجوه القراءات وكان أهل بيته يقرؤون القرآن ويكثرون تلاوته بنوه ونساؤه

وكان له ابن متعبد وابن آخر قارىء للقرآن كان إماما في الجامع بقرطبة قال ابو بكر ولم أسمع في خلق الله أبصر منه بالوقف على التمام في القرآن ولقد بلغني أنه

____________________

غدا في بعض الأيام إلى أبي الجعد أسلم بن عبد العزيز في حاجة عرضت له إليه فحانت صلاة الصبح فقدمه أبو الجعد فصلى به الصبح وقرأ في الركعة الأولى منها سورة الرعد فلما انفتل من الصلاة قال له أبو الجعد ما سمعت أحدا يحسن مثل قراءتك لا بمكة ولا بالمدينة ولا في بلد من البلدان وابن أبي زرعة لم أجد له ذكرا في عريب هذا الخبر فتركته

3 أحمد بن حفص بن رفاع الفهري من أهل قرطبة كان فقيها وتوفي سنة ست وسبعين ومائتين ذكره غريب بن سعيد

4 أحمد بن يحيى بن سليمان بن عيسى بن عاصم المعافري الأندلسي روى بقرطبة عن أبي زكرياء بن مزين حدث عنه أبو عبد الله عيسى بن محمد بن حبيب الأندلسي نزيل مصر حدثنا أبو بكر بن أبي جمرة في كتابه من مرسية غير مرة عن أبيه عن أبي عمر بن عبد البر عن أبي محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ وحدثنا أبو القاسم بن بقي في كتابه أيضا من قرطبة عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح قال نا أبو محمد عبد الله بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الباجي فيما كتبه لي بخطه قال نا جدي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله واللفظ له نا أبو محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي الحافظ بمصر قال حدثني أبو جعفر بن عبد المؤمن الوراق وما كتبته إلا عنه قال حدثني عيسى بن حبيب الأندلسي قال نا أحمد بن يحيى بن سليمان بن عيسى بن عاصم المعافري الأندلسي قال نا يحيى بن إبراهيم بن مزين قال نا يحيى بن يحيى الأندلسي عن مالك قال نا يحيى بن مضر الأندلسي عن سفيان الثوري في قوله عز وجل { وطلح منضود } قال الموز خرج عبد الغني هذا الحديث في غرائب حديث مالك من تأليفه

وقال أبو بكر بن رزق وقرأته بخطه قرىء على شيخنا أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد الجذامي وأنا أسمع أخبركم أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري فقال نعم قال أنا المهلب بن أحمد بن أبي صفرة القاضي قال أنا

____________________

يحيى بن علي بن محمد الحضرمي قال نا أحمد بن محمد بن سدرة قال نا عيسى بن محمد الأندلسي قال نا أحمد بن عيسى الأندلسي قال نا يحيى بن إبراهيم بن مزين قال نا يحيى بن يحيى الليثي عن مالك بن أنس قال حدثني يحيى بن مضر وذكره

وحدثنا ابن أبي حمرة عن أبيه عن العذري بمثله هكذا وقع في هذا الإسناد ذكر أحمد هذا منسوبا إلى جده ولم يذكره ابن الفرضي إلا أن يكون أحمد بن عيسى المعافري من أهل الجزيرة الذي حكى عن ابن حارث أنه كان فقيها مفتيا وذكر عيسى الذي يحدث عنه وذكر الحميدي أيضا عيسى وكناه أبا عبد الله ولم يسم في شيوخه أحمد هذا ورواية مالك هذا التفسير عن يحيى بن مضر مشهورة

قال محمد بن عمر بن لبابة يحيى بن مضر روى عن مالك وروى عنه مالك وأورد هذا الخبر وذكر ابن شعبان أن مالكا روى ذلك أيضا عن ابن هندي الطليطلي عن سفيان الثوري وفيه لأهل الأندلس فخر تليد وذكر بصحبة التخليد

5 أحمد بن حكيم بن رافع الجذامي من أهل مالقة وبيته في الشاميين بها نبيه روى عن ابن وضاح وغيره وكان فقيها ذكره الرازي

6 أحمد بن يحيى بن يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس الليثي أخو عبد الله بن يحيى والد القاضي أبي عبد الله وأخيه أبي عيسى من أهل قرطبة قال فيه الرازي كان من أهل العلم وممن لزم محمد بن وضاح وأخذ عنه وكان بصيرا باللغة راوية للشعر يقول الأبيات الحسان ووفد إلى الثغر الأقصى مع جهور بن عبد الملك وحكى أنه حدثه أن عثمان بن المثنى جمعه مركب في بحر القلزم مع حبيب فأنشده شعره الذي يقول فيه

( الله أكبر جاء أكبر من مشى ** فتعثرت في كنهه الأوهام )

____________________

وكان هذا البيت مبتدأ الشعر فقال له ابن المثنى شعر حسن لولا أنه لا ابتداء له فوقرت في نفس حبيب وابتدأ الشعر بقوله

( دمن ألم بها فقال سلام ** كم حل عقدة صبره الإلمام )

ثم أنشده في اليوم الثاني الشعر بهذا الابتداء إلى إتمامه فقال له ابن المثنى أنت أشعر الناس فعظم في نفس حبيب ثم لقيه في انصرافه وحبيب قد عظم قدره وجل خطره فكان يؤثره ويعرف له فضله وكان أول من أدخل شعره قال ويقال إن كثيرا من غزل حبيب له وذكر ابن الفرضي أحمد بن يحيى هذا مختصرا ولم يرفع في نسبه إلى أبي جده فأعدناه ليرتفع الاشتباه

7 أحمد بن بتري من ساكني قرمونة كان فقيها ونحويا لغويا أخذ عن أبي حرشن عبد الله بن نافع ذكره الزبيدي

8 أحمد بن غانم ويعرف بالمديني من أهل قرطبة رحل مرافقا أبا عبد الله بن مسرة الجبلي في وجهته إلى الحج سنة إحدى عشرة وثلاث مائة وكان أسن منه وحج معه حجتين بعد حجة متقدمة وبقي بعد انصراف ابن مسرة حتى حج حجتين فكملت له خمس حجات ثم انصرف ولزم داره إلى أن توفي رحمه الله وكان فقيها عالما ورعا ناسكا مجتهدا من كتاب في أخبار ابن مسرة وأصحابه

9 أحمد بن عبد الرحيم من أهل قرطبة رحل إلى المشرق وطلب علم الفرائض والحساب وألف في المعنيين ذكره الرازي

10 أحمد بن عبد الكريم من أهل جيان وسكن قرطبة قال الزبيدي كان له حظ من علم العربية والشعر وكان يؤدب بالمدينة وقال الرازي عنده نظر محمد بن أصبغ دريود

____________________

11 أحمد بن عبد الله بن يحيى بن يحيى بن يحيى الليثي من أهل قرطبة روى عن عم أبيه عبيد الله بن يحيى وهو أخو القاضي محمد وأبي عيسى ذكره الرازي ووصفه بالتقدم في اللغة وحسن الشعر والعناية بالعلم وحكى أن عبد الرحمن الناصر ولاه حصن مجريط مرة وثانية فغزا في الثانية وغنم ثم اعترضته خيل العدو عند قوله فاستشهد في ثمانية عشر من المسلمين لم يصب من العسكر غيرهم وأوتي بجثته فدفنت بطلمنكة سنة أربع وعشرين وثلاث مائة

12 أحمد الكاتب من أهل قرطبة روى عن بقي بن مخلد وكان متفننا وقع ذكره غير منسوب في كتاب المسكتة للأمير عبد الله بن الناصر وقد رويتها مسموعة

13 أحمد بن عبد الله من أهل قرطبة وهو ابن أخي قومس كاتب الأمير محمد روى عن ابن وضاح وابن القزاز ورحل فسمع من علي بن عبد العزيز وغيره ذكر ذلك الرازي وذكره ابن الفرضي وسمى بعض شيوخه

14 أحمد بن عمر بن أحمد بن حماد من أهل قرطبة يكنى أبا بكر كان عالما بالحساب والهندسة ذكره الرازي في الفرضيين ووصفه بحدة الذهن ولطافة الكف وقال رحل سنة خمس وعشرين وثلاث مائة وأتى نعيه من مصر سنة إحدى وثلاثين وقد طار له بها وبنواحيها ذكر عظيم

15 أحمد بن مضاء بن عبد الجبار بن مضاء بن عبد الرحمن بن خالد بن نافع من أهل قرطبة يعرف بابن الحصار ونسبه في البربر كان بصيرا بالعربية متفننا في باب الآداب ذكره الرازي وقال أدب عند خاصة وعامة ثم صار إلى تأديب الوصفاء بالقصر

____________________

16 أحمد بن عثمان بن معاوية بن علي بن محمد بن معاوية بن صالح الحضرمي من أهل اشبيلية تولى الصلاة بها

وكان معدودا في نبهائها أكثر خبره عن الرازي وجده معاوية بن صالح كان قاضي الأندلس لعبد الرحمن بن معاوية

17 أحمد بن رحيق بن ابراهيم بن حارث بن خلف بن راشد السماتي من البربر وقال الرازي وذكر كتامة بقرطبة منهم بيت الحسن بن سعد وبيت بن رحيق ولي قضاء الجزائر الشرقية بعد ابن أخيه نافع بن محمد بن رحيق في سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة فلم يزل قاضيا بها إلى أن توفي لعشر خلون من رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة غريقا في البحر مع رشيق عامل الجزائر مولى الناصر ذكر ذلك ابن حارث وذكر ابن حيان أن جعفر بن عثمان المصحفي خرج في يوم الخميس لثلاث بقين من جمادى الأخيرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة قائدا إلى الجزائر الشرقية ميورقة وذواتها وولى أحمد بن رحيق القضاء بها

18 أحمد بن أبي حامد من أهل قرطبة سمع بها من شيوخها ورحل إلى المشرق فسمع هنالك وصحب أبا عبد الله ابن مسرة وكان فقيها ورعا موسرا كثير الخير وأعمال البرتوفي سنة خمس وأربعين وثلاث مائة

19 أحمد بن محمد بن يحيى بن عبيد الله بن أبي عيسى قرأت اسمه بخطه من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم رحل حاجا وسمع بمكة من أبي سعيد ابن الأعراب سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة وببيت المقدس من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسحاق السراج بن أخي أبي العباس الحافظ وسمع بمصر من أبي علي بن السكن معجمه في الصحابة سنة خمس وأربعين وقفت على ذلك بخط ابن السكن وأبو عيسى الذي انتسب إليه هو كثير جد يحيى بن يحيى والد عبيد الله وبه كانوا يعرفون وقد ذكره ابن الفرضي وقال حدث عن عبد الله بن جعفر أظنه ابن الورد محدث مصر ولم يذكر سائر شيوخه وقال الحكم المستنصر بالله فيما وجد بخطه في آخر حديث

____________________

شعبة بن الحجاج نسخ من نسخة أحمد بن محمد بن يحيى بن عبيد الله بن يحيى بن يحيى بن أبي عيسى الليثي يعني هذا سنة سبع وخمسين وثلاث مائة

20 أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الأعلى بن عبد الغافر بن عبد المجيد بن عبد الله بن أبي عبس عبد الرحمن بن جبر الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل قرطبة يكنى أبا بكر ويعرف بابن أبي عبس وكان متقدما في علم العدد والهندسة وكان يجلس لتعليم ذلك في أيام الحكم ذكره القاضي صاعد

21 أحمد بن محمد بن عبد الله بن هانىء العطار من أهل قرطبة يعرف بابن اللباد سمع من قاسم بن اصبغ ومحمد بن عيسى بن القلاس وكان فقيها حافظا حدث وكتب عنه وتوفي في حياة أبيه محمد وكانت وفاة أبيه في شعبان سنة خمس وسبعين وثلاث مائة من خط ابن الفرضي

22 أحمد بن علي بن الحسن المري من أهل بجانة روى عن أبيه حدث بكتاب التحذير عن معاصي الله والرغبة في طاعته لعبد الملك بن حبيب عنه عن عبد الأعلى بن المعلى البجاني عن يوسف بن يحيى المغامي عن عبد الملك حدث عنه أبو بكر محمد بن موسى الشذوني قرأت ذلك بخط ابن ميمون أحد الصاحبين وحكى ابن الفرضي أن علي بن الحسن والد أحمد هذا سمع من المغامي وغيره وفي هذا الإسناد روايته عن رجل عنه فلعله مما لم يسمع منه

23 أحمد بن يونس الجذامي من أهل قرطبة يعرف بالحراني وهو والد أبي سهل يونس بن أحمد الأديب رحل مع أخيه عمر في دولة الناصر ودخلا بغداد وغيرها

____________________

طالبين علم الطب وأقاما في رحلتهما عشرة أعوام ثم انصرفا في أول دولة المستنصر سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة فاستخلصهما لنفسه وآثرهما على سائر أطبائه إلى أن مات عمر منهما وبقي أحمد إلى دولة هشام المؤيد فولاه خطتي الشرطة والسوق ذكره صاعد وفيه عن غيره

24 أحمد بن غرسية المكتب من أهل مدينة الفرح يكنى أبا عمر روى عن وهب بن مسرة قال الصاحبان كتبنا عنه حكاية وكان رجلا صالحا قرأت ذلك بخط أبي جعفر منهما

25 أحمد بن سعد مولى الناصر

كان معنيا بطلب العلم ورأيت سماعه لكتاب علم المصاحف تأليف ابن أشته في سنة إحدى وثمانين وثلاث مائة

26 أحمد بن حكم بن محمد العاملي من أهل قرطبة يكنى أبا عمر ويعرف بابن اللبان ولي قضاء مورور وقرمونة وكان هو وأخوه يحيى بن حكم من أهل العلم وشاور يحيى منهما القاضي محمد بن يبقى بن زرب وتوفي سنة تسعين وثلاث مائة قرأت وفاته وبعض خبره بخط ابن حبيش ولم يذكرها ابن بشكوال وقال أبو بكر القبشي وفضله على أخيه يحيى بن حكم في المعرفة كان متسع الباع في العلم معتنيا بالرواية والقراءة على المقرئين قال وكان القاضي أحمد بن ذكوان صاحب الرد على عناية به فلما مات أخوه يحيى ذكره للمنصور أبي عامر فصيره مكانه وولاه ما كان يتولاه ثم رقاه إلى قضاء طليطلة فمات وهو يتقلده

27 أحمد بن عبد الرحمن بن حاتم التميمي من أهل قرطبة يعرف بالطرابلسي وهو عم حاتم بن محمد الراوية سمع الحديث وكتب العلم عن أبي

____________________

جعفر بن عون الله وطبقته ذكر ذلك أبو علي الغساني وقال أبو عبد الله الخولاني صحبناه في السماع عند أبي إسحاق الشرفي

28 أحمد بن أبي عبد الملك المكتب من أهل قرطبة يكنى أبا بكر سمع منه أبو عمرو المقرىء وقال كانت له رحلة سمع فيها من أبي علي الأسيوطي وابن شعبان القرطبي وغيرهما روى عنه في كتاب الطبقات من تأليفه قال حدثني علي بن محمد المقرىء هو الانطاكي قال نا أحمد بن يعقوب التائب المقرىء عن بكر بن سهل وعن ابن مسكين عن عبد الصمد بن عبد الصمد بن عبد الرحمن عن ورش عن نافع

29 أحمد بن سميق بن محمد من أهل قرطبة وسكن ولده طليطلة روى عن أبي العباس أحمد بن علي الجبلي روى عنه ابنه يحيى بن أحمد وهو جد القاضي أبي عمر بن سميق من خط ابن الدباغ وفيه عن غيره

30 أحمد بن سليمان يكنى أبا سلمة حدث أبو عمر معوذ بن داود الزاهد عنه عن أبي بكر سيد بن أبي مهدي بموعظته قاله أبو عبد الله بن عتاب

31 أحمد بن محمد بن حريش كذا قرأت اسمه بخط حاتم الطرابلسي لم يزد عليه يكنى أبا عمر روى عن أبي الحسن الأنطاكي وأبي جعفر بن عون الله وأبي عبد الله بن مفرح وكان تلميذا لابن النعمان المقرىء وأجاز له أبو عمر الطلمنكي وهو في عداد أصحابه وقد وقفت أنا على سماعه من ابن عون الله في صفر سنة ثمان وسبعين مع محمد بن أحمد الطلمنكي ومحمد بن بنوش وتوفي في نحو الأربعمائة وذكر ابن بشكوال أحمد بن محمد بن سليمان بن خديج الأنصاري ولعله هذا وتصحف اسم جده إلا أنه لم يذكر من شيوخه المسمين غير ابن النعمان

____________________

32 أحمد بن محمد بن اليسع من أهل قرطبة يكنى أبا بكر كان من أهل العلم بالعربية وله في ذلك تأليف أملاه في سنة إحدى وأربعمائة أرانيه بعض أصحابنا

33 أحمد بن يحيى بن سعيد التجيبي من أهل طليطلة يعرف بابن الحديدي يروي عنه ابنه سعيد بن أحمد أبو الطيب من كتاب ابن بشكوال وأغفله

34 أحمد بن محمد بن السمح من أهل قرطبة كان يكنى أبا بكر كان فقيها صاحب وثائق وتوفي يوم الأحد لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعمائة وصلى عليه صاحب الصلاة يونس بن عبد الله بن الصفار عن ابن حبان

35 أحمد بن يحيى بن مالك بن يحيى بن عائذ بن كيسان بن معن بن عبد الرحمن بن صالح مولى بن عبد الملك بن مروان من أهل طرطوشة سمع أباه الراوية أبا زكرياء وأبا عبد الله بن مفرج وأبا محمد بن قاسم القلعي وأبا المغيرة خطاب بن بتري وأبا بكر عباس بن أصبغ الحجاري وغيرهم وقرأت بخط أبيه أنه حضر معه السماع في رحلته من أبي القاسم عبد العزيز بن أعين الشاهد بمصر وأجاز له أبو بكر بن المهندس وأبو محمد الحسن بن رشيق وأبو الحسن علي بن محمد الحلبي قاضي مصر وأبو محمد بن أبي زيد القيرواني وأبو العباس بن أبي العرب التميمي وغيرهم جماعة وعني بسماع العلم ولقاء الشيوخ وكان ممن صحب أبا الوليد بن الفرضي في الأخذ عنهم والتردد عليهم نقلت هذا من بعض معلقاته وفوائده وعاش إلى سنة ثمان وأربعمائة وقرأت بخطه حدثني أبي أبو زكرياء يحيى بن مالك بن عائذ رحمه الله وقرأت على أبي بكر عباس ابن أصبغ الحجاري رحمه الله قالا نا أبو محمد قاسم بن أصبغ البياني قال نا مضر بن محمد ببغداد قال نا العلاء بن مفضل بن غسان قال نا محمد بن عبد الله بن عمر العمري قال نا شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أبيه عن جده عن عائشة رضي الله عنهما يرفع الحديث إليها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أراني إلا سأكون بعدك

____________________

فتأذن لي أن أدفن إلى جانبك قال وأنى لك ذاك الموضع ما فيه إلا قبري وقبر أبي بكر وقبر عمر وقبر عيسى بن مريم صلى الله عليه

36 أحمد بن محمد من أهل مرسية حكى ابن الفرضي أنه كتب إليه بوفاة زكرياء بن التدميري وأظنه أبا القاسم أحمد بن محمد بن بطال التميمي من أهل لورقة المسمى في الصلة والمتوفي سنة اثنتي عشرة وأربع مائة وحكاية ابن الفرضي عنه فائدة زائدة

37 أحمد بن أبي الحكم محمد بن سعد العامري يكنى أبا عمر ذكره ابن عبد السلام الطليطلي في شيوخه ونسبه وقال قرأت عليه وأجاز لي بلفظه جميع ما رواه وذكر قبله أبا عمر أحمد بن سعدى بن محمد بن سعدى المقيم على ساحل البحر بزويلة وهما أبناء عم وأصلهما من إشبيلية والثاني أشهرهما ذكره ابن بشكوال ونسبه قيسيا وكلاهما صحيح لأن عامرا من قيس

38 أحمد بن يوسف بن هارون الرمادي من أهل قرطبة قرأت في برنامج حكم بن محمد الجذامي أن له قصائد في الرد على القبري يعني محمد بن موهب سمعهما عليه وأخوه علي بن يوسف أشهر بالشعر منه وقد ذكرته في تأليفي المترجم بخضراء السندس في شعراء الأندلس

39 أحمد بن الليث الأنسري من أهل قرطبة يكنى أبا عمر وينسب إلى قريتة أنسر وأصله من البربر أخذ عن أبي عمر بن المكوي الإشبيلي وسمع منه وحضر المناظرة عنده زمانا طويلا وكان فقيها مقدما عن القبشي

40 أحمد بن خطاب بن محمد بن لب بن سرتون بن مروان بن واقف بن مروان يعرف بالرهوني ويكنى أبا عمر ذكره ابن عبد السلام وكتب عنه نسبه وقال قرأت عليه وأجاز لي جميع رواياته نقلت ذلك من خط أبي الطاهر التميمي

____________________

41 أحمد بن سعيد بن عمر المعافري البجاني منها يكنى أبا عمر روى عن محمد بن عبد الله بن سيد البجاني مختصر المستخرجة من تأليفه حدث عنه أبو عبد الله بن نبات من خط ابن الدباغ وقال وجدت ذلك بخط ابن نبات في برنامجه الذي كتب به إلى أهل طليطلة

42 أحمد بن يحيى بن عائذ الطرطوشي كذا وجدت اسمه في السامعين من أبي ذر الهروي صحيح البخاري بمكة وبدار خديجة بنت خويلد رضي الله عنها مع أصبغ بن راشد اللخمي وأبي محمد الشنتجالي وغيرهما في ذي الحجة من سنة تسع عشرة وأربعمائة وهو من بيت أبي زكرياء العائذي وغيره الذي تقدم ذكره ولا أعلمه حدث

43 أحمد بن بزيع من أهل قرطبة وكبير سدنه المسجد الجامع بها يكنى أبا عمر رحل حاجا فأدى الفريضة وما أراه كتب عن أحد في رحلته حكى عنه أبو عمر بن عفيف وفي كتاب أعيان الوالي للرازي بزيع بن نافع مولى عبد الرحمن يعني ابن معاوية وهو جد هؤلاء

44 أحمد بن محمد بن أحمد من أهل طلبيرة يكنى أبا عمر قال ابن عبد السلام وسماه في شيوخه سمعت منه أبياتا في الزهد سمعها من ابن طاهر الزاهد يعني أبا عبد الله التدميري الشهيد المعروف بابن أبي الحسام وكان قد رابط بطلبيرة وتردد على بلد العدو غازيا في السرايا إلى أن استشهد رحمه الله

46 أحمد بن إبراهيم بن أبي زيد اللواتي من أهل مرسية سمع من أبي عمر الطلمنكي وغيره ورحل إلى المشرق فلقي القاضي أبا محمد عبد الوهاب بن علي البغدادي بمصر وقرأ عليه بجامع الفسطاط التلقين له والمعونة وغيرهما في جمع

____________________

حاشد أكثر من خمسمائة وسمع أخوه أبو الحسين يحيى بن إبراهيم المقرىء وعنه خبره وأجاز لهما عبد الوهاب كتبه كلها وما رواه وذلك سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة

47 أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين المري من أهل البيرة كان من الصالحين على طريقة أبيه أبي عبد الله وقد سمع منه ومن غيره ولا أعلمه حدث سماه ابن عفيف ووصفه بالصلاح

48 أحمد بن رضا بن أحمد بن محمد من أهل طليطلة أخذ الفقه عن أبي بكر خلف بن أحمد المعروف بالرحوي وسمع منه المدونة هو وأخوه محمد في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وكتبها بخطه وعداده في الفقهاء

49 أحمد بن أدهم مولى بني مروان من أهل جيان وسكن قرطبة يكنى أبا بكر ولي القضاء بالمرة لخيران العامري أميرها في الفتنة وكان صائبا في حكمه قويا في فقهه وأدبه لم يتمول في العمل ورجع قرطبة بعد مغيبه عنها مدة فحالفته بها العلة وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وأربعمائة ودفن بمقبرة الربض العتيقة وشهده جمع من الناس خبره عن ابن حيان وقرأته بخط ابن بشكوال وذكر في الصلة أحمد بن أدهم بن محمد بن عمر بن أدهم وكناه أبا بكر وحكى أنه جياني سكن إشبيلية وأنه روى عن جده محمد بن عمر وروى عنه ابن خزرج أجاز له روايته سنة خمس وعشرين وأربعمائة وذكر مولده ولم يذكر وفاته ولا ما أورد ابن حيان من خبره فلعلهما اثنان والأقوى عندي خلاف ذلك وفي سنة تسع وعشرين المذكورة توفي أبو عمر الطلمنكي والقاضي يونس بن عبد الله وأبو عبد الله بن نبات وأبو عمران الفاسي وأبو نعيم الأصبهاني وقيل فيه سنة ثلاثين وأربعمائة

____________________

50 أحمد بن داود المقرىء المالقي منها ونزل القيروان وعرف بالنسبة إلى بلده يكنى أبا العباس كان خاصا بالفقيه أبي بكر بن اللبيدي وبأبيه قبل وكان له حظ جزيل من أدب بارع وترسيل حسن وقراءات ذكره الطبني وقرأته بخطه

51 أحمد بن محمد بن عامر السكسكي من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر صحب أبا القاسم بن الافليلي وأبا سهل الحراني وأخذ عنهما وكان من أهل الأدب حسن الخط جيد الضبط راوية للأشعار معدودا في النبهاء وكان سماعه من أبي القاسم في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة ومن أبي سهل في سنة ثلاث بعدها قرأت ذلك بخطه

52 أحمد بن محمد الغافقي من أهل سرقسطة يكنى أبا عمر أخذ عن قاضيها أبي الحزم خلف بن أحمد بن هاشم حدث عنه أبو الوليد الباجي بالواضحة لعبد الملك بن حبيب من برنامج الباجي

53 أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن أيمن الأموي مولاهم من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم كان من أهل الفقه وكان بقية بني أيمن توفي سنة أربعين وأربعمائة

54 أحمد بن سعيد من أهل قرطبة يعرف بابن بلاط ويكنى أبا عمر سمع الحديث من أبي محمد الأصيلي وغيره وناظر في الفقه وحمل قطعة من العلم ثم مال إلى خدمة السلطان وكان فهما يقظا شديد العارضة توفي سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ذكره والذي قبله ابن حيان

55 أحمد بن الحسن بن عثمان الغساني من أهل بجانة المرية وسكن دانية

____________________

يكنى أبا عمر ويعرف بابن أبي ريال وأيوب بن غالب المكتب يقول فيه رئال بالهمز وكسر الراء ولي قضاء دانية لمجاهد العامري وأشخصه مع ابنه علي الملقب بإقبال الدولة بعد خلاصه من الأسر بسردانية إلى القيروان في أيام المعز بن باديس الصنهاجي فلقي هنالك أبا عمران الفاسي وطبقته وجرت له معهم مساءلات على أن مجاهدا كان قد نهاه عن مداخلتهم والاختلاط بهم فوضع مائة مسألة في فنون شتى سألهم عنها وكتبها في دفتر وترك بين كل مسألتين بياضا للجواب أولاها في سيادة فاطمة أخواتها رضي الله عنهن ولم يقم بالقيروان إلا اثني عشر يوما أو نحوها وانصرف في الصحبة خوف هجوم الشتاء وتورع عن مال السلطان ورد على المعز فرسين رائعين عينهما له ولولده وشهد معه العيد فترك من أجلهم الخطبة للعبيديين وكان فقيها نظارا له حظ من الأدب والشعر وهو أحد شيوخ المقرىء أبي داود حدث عنه بتلك المسائل المائة قرأت نسبه وبعض خبره بخط ابن عياد وتوفي في حدود الأربعين وأربع مائة

56 أحمد بن كوثر النحوي يكنى أبا عمر كان وقفا على سرقسطة ومدائن ثغرها يتجول فيها ويعلم بها وعنده تعلم الرؤساء بنو هود وكثير من أهل الثغر ذكر ذلك ابن عزير وقال توفي بعد الأربعين والأربع مائة ووجدت لأبي محمد الركلي رواية عن أبي عمر يوسف بن أحمد بن كوثر الشنتريني فلا أدري أهو ابنه أم غلط ابن عزير في اسمه

57 أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن حجاج اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا عمر لم أقف له على رواية وكان بالأدب ذا عناية مع حظ من قرض الشعر قرأت ذلك بخط الخطيب أبي الحكم عمرو بن حجاج وهو جد أبيه

58 أحمد بن محمد يكنى أبا عمر سمع بالبيرة من أبي عبد الله بن أبي زمنين

____________________

ورحل حاجا فسمع منه بالقيروان أبو الحسن علي بن محمد بن أبي القاسم المعروف بابن المعلوف وحدث عنه بكتاب حياة القلوب وبكتاب أنس المريد عن مؤلفهما ابن أبي زمنين ذكر ذلك أبو محمد عبد القادر بن الحناط

59 أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن عمر بن أسود الغساني من أهل المرية يكنى أبا القاسم سمع من أبي محمد قاسم بن عبد الله العذري وغيره من شيوخ بلده وروى في رحلته التي حج فيها عن أبي ذر الهروي وأبي محمد عطية بن سعيد المقرىء الأندلسي وأبي محمد الحسن بن أحمد بن فراس وأبي علي حسين بن يوسف المزاتي وأبي محمد عبد الله بن سعيد الشنتجالي لقيه بمكة وانصرف إلى المرية فولي بها الأحكام وحدث عنه ابنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد ذكره ابن بشكوال مختصرا وحكى أنه توفي سنة تسع وخمسين وأربع مائة

60 أحمد بن محمد بن وهب بن نذير بن وهب بن نذير الفهري من أهل شنتمرية الشرق يكنى أبا جعفر روى عن أبي محمد عباس الخطيب بطليطلة وأبي عبد الله ابن الحذاء لقيه بسرقسطة وعن غيرهما وكان من أهل العناية بالرواية وسماع العلم روى عنه ابنه أبو مروان عبد الملك وقرأت بخطه توفي والدي أحمد بن محمد بن نذير نضر الله وجهه يوم الجمعة لثلاث خلون من شوال سنة تسع وخمسين وأربع مائة

61 أحمد بن سعيد بن عبد الله بن حكم السكوني من أهل يابرة وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا العباس لقي مكي ابن أبي طالب بقرطبة وسمع منه تأليفه في الناسخ والمنسوخ سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وحدث به عنه في سنة تسع وخمسين وأربعمائة

62 أحمد بن محمد بن أحمد من أهل مرسية يكنى أبا العباس ويعرف بابن بلال وهو لقب لجده كان عالما بالنحو واللغة والآداب وله شرح في الغريب المصنف

____________________

لأبي عبيد وإصلاح المنطق ليعقوب أفاد به وأحسن فيه وزاد ألفاظا من الغريب في مالم يأت له ذكر وكان يقرىء العربية وعليه قرأ المظفر عبد الملك في صغره عند كونه بمرسية في حياة أبيه المنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي عامر صاحب بلنسية وإليه نسب شرح أدب الكتاب أبو عبد الله بن خلصة النحوي في رسالته التي ناقض فيها أبا محمد ابن السيد البطليوسي وبكته وذكر أنه أغار عليه وانتحله وهو الذي سماه بالاقتضاب وتوفي قريبا من سنة ستين وأربعمائة ذكر وفاته وأكثر خبره ابن عزير وفيه عن غيره

63 أحمد بن شرف يكنى أبا عمر أصله من جزيرة شقر وسكن بلنسية وبها كان يعلم العربية مع حسن سمت وسكون ظاهر أخذ عنه أبو محمد أبي الفضل البونتي وأبو بكر بن عزير وهو وصفه وقال توفي بعد الستين والاربعمائة

64 أحمد بن يحيى بن ميمون المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا بكر ولي قضاء بلده وهو من بيت وجاهة ونباهة وتوفي في مصلاه بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء لعشر بقين من شوال سنة إحدى وستين وأربعمائة قرأت وفاته بخط ابنه يحيى بن أحمد

65 أحمد بن محمد من أهل بلنسية يعرف بابن الأخ ويكنى أبا عمر كان صاحبا لأبي داود المقرىء وكان له حظ من قرض الشعر كتب إليه من قطعة

( أبا دواد قد أزف الإياب ** إلى من ليس يستر عنه باب )

وتوفي بنظر شارفة وهي قلعة الأشراف في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين وأربعمائة وفاته عن أبي داود وخبره عن ابن عياد

66 أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم من أهل طليطلة يكنى أبا جعفر روى عن جده لأمه أبي عمر أحمد بن محمد بن بدر وعن خاله أبي عبد الله محمد بن أحمد وأبي عمر بن عبد البر وأبي المطرف بن البيروله وغيرهم

____________________

حدث عنه ابنه القاضي أبو عامر محمد بن أحمد وتوفي في رمضان سنة أربع وسبعين وأربعمائة خبره من فوائد ابن الدباغ ووفاته عن غيره

67 أحمد بن سعيد بن مطرف القاضي من أهل طرطوشة يعرف بابن الصباغ ويكنى أبا جعفر سمع من أبي عمرو السفاقسي مع القاضي أبي عبد الله بن فورتش وغيره قرأت ذلك بخط أبي علي الصدفي وحدث برسالة ابن أبي زيد في الفقه عن أبي سعيد خلف الجعفري عنه ووجدت السماع منه في سنة أربع وستين وأربع مائة

68 أحمد بن عبد القوي بن عبد المعطي البطليوسي منها يكنى أبا عمر وسمع بقرطبة من أبي القاسم حاتم بن محمد وأبي عبد الله بن عتاب وكتب برنامجه وأجاز له القاضي أبو عبد الله بن شماخ وأبو عبد الله بن سعدون القروي وغيرهما وقدم بطليوس أبو علي الغساني فحضر السماع منه بها في سنة تسع وستين وأربع مائة وكان ذا عناية بالرواية ولا أعلمه حدث

69 أحمد بن خلف بن أحمد من أهل قرطبة يعرف بابن رضي وهو والد الخطيب أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد روى عن أبي عبد الله بن عتاب وغيره وتوفي سنة سبعين وأربع مائة وفيها ولد ابنه وكان قد تركه حملا قاله ابن بشكوال

70 أحمد بن عبد الرحمن بن أيوب من أهل سرقسطة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن المسلماني كان واحد زمانه في علم الرؤيا والتكلم على وجوهها والشرح لدقائقها واستشهد في وقيعة منزل مرضي في المحرم سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة عن ابن حبيش

71 أحمد بن الحسن بن أبي الأخطل القاضي من أهل طيطلة يكنى أبا جعفر حدث بصحيح البخاري عن كريمة المروزية حدث عنه أبو الحسن

____________________

عبد الرحمن بن أحمد بن المشاط الطليطلي قرأت ذلك بخط أبي القاسم الملاحي

72 أحمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي اللخمي الباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا عمر روى عن عمه أبي عبد الله محمد بن أحمد صاحب الوثائق حدث عنه ابن أخيه القاضي أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك ذكره ابن خير وغيره وأغفله ابن بشكوال

73 أحمد بن بشير الفرضي من أهل غرناطة يكنى أبا العباس كان من أهل العلم بالحساب والفرائض وجمع فيها كتابا كبيرا استعمله الناس روى عنه أبو الحسن بن الباذش وسمع منه عقيدته التي ألفها في أصول الدين وكتبها عنه في سنة سبع وسبعين وأربع مائة ذكر ذلك في برنامجه وحدث عنه أيضا أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي بتأليفه في الفرائض

74 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى بن خليل بن ماسويه بن حمدين الأنصاري يعرف بابن الحداد أصله من ناحية بلنسية ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة فحج وبلغ في طلب العلم وأهله بلاد فارس وواسط وبغداد والموصل وخراسان وغيرها وعاد إلى مصر في سنة سبع وستين قافلا إلى بلده وأقام به إلى أن تغلب الروم على طليطلة فخرج إلى دانية وطلب الجهاد مع الأمير يوسف بن تاشفين فبلغ سبتة وهو قد فصل إلى بطليوس فآيس من لحاقه وعدل إلى طنجة فلقي بها القاضي أبا الأصبغ بن سهل وكانت له معه مناظرة في مسائل من العلم أدته إلى عمل رسالة سماها رسالة الامتحان لمن برز في علم الشريعة والقرآن خاطب بها ابن سهل المذكور وطلب منه الجواب على مسائل عويصة تدل على قوته في العلم واتساعه ذكره أبو القاسم القنطري بأطول من هذا وكان تغلب الروم على طليطلة يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرم سنة ثمان وسبعين وأربعمائة قاله ابن علقمة ووقيعة الزلاقة وهي بمقربة من بطليوس يوم الجمعة لاثنتي عشرة وقيل للنصف من رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة

____________________

75 أحمد بن محمد من أهل وادي الحجارة يعرف بابن الموره يكنى أبا عمر يروي عن أبي عبد الله بن سفيان المقرىء وحدث عنه بالكتاب الهادي من تأليفه في القراءات ويروي أيضا عن أبي عمر الطلمنكي أخذ عنه القراءات أبو الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري ونقلت روايته عنه من خطه وابن خير يقول في اسمه أبو عمر محمد بن محمد وهو وهم

76 أحمد بن عبد الولي بن أحمد بن عبد الولي البتي من أهل بلنسية يكنى أبا جعفر وبتة المنسوب إليها قرية بشرقيها

كان كاتبا شاعر بليغا مطبوعا كثير التصرف مليح التطرف قائما على الآداب وكتب النحو واللغة والأشعار الجاهلية والإسلامية وكان ربما كتب لبعض الوزراء ولم يكن ممن يعلم أحرقه القنبيطور لعنه الله حين تغلبه بالروم على بنلسية وذلك في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة قرأت اسمه وأكثر خبره بخط ابن حبيش وذكره ابن عزير وحكى أن إحراقه كان سنة تسعين وأربعمائة وذكره الرشاطي أيضا وأنشد له

( غصبت الثريا في البعاد مكانها ** وأودعت في عيني صادق نوئها )

( وفي كل حال لم تزالي بخيلة ** فكيف أعرت الشمس حلة ضوئها )

وقد أنشد مؤلف قلائد العقيان هذين البيتين لأبي جعفر البني اليعمري وأحدهما غالط من قبل اشتباه نسبهما والتفرقة بينهما مستوفاة في تأليفي الموسوم بهداية المعتسف في المؤتلف والمختلف

77 أحمد بن خميس بن عامر من أهل طليطلة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن ذمنج كان من لدات أبي الوليد الوقشي ذا عناية بالطب والهندسة ومشاركة في علوم اللسان وكان له حظ صالح من قرض الشعر ذكره القاضي صاعد

____________________

78 أحمد بن مضاء النحوي من أهل سرقسطة يعرف بابن إسماعيل ويكنى أبا طاهر كان شاعرا وله تصانيف مات بمصر من خط ابن حبيش

79 أحمد بن موسى بن أحمد الأنصاري المقرىء يكنى أبا العباس روى عن أبي عبد الله المغامي وأبي داود المؤيدي ورحل فأخذ عن أبي معشر الطبري ورأيت إجازته لبعض تلاميذه في سنة خمس وتسعين وأربع مائة

80 أحمد بن محمد بن أبي تليد من أهل شاطبة يكنى أبا عمر روى عن أبي بكر محمد بن مروان بن زهر أجاز له وعن أبي محمد عبد الله بن محمد بن الدباغ الألبيري حدث عنه أبو عمران بن أبي تليد من خط أبي الوليد بن الدباغ

81 أحمد بن عبد الرحمن بن وليد من أهل مرسية يكنى أبا جعفر له رواية عن أبي محمد بن الوليد نزيل مصر سمع منه أبو العباس بن أبي جمرة وحدث عنه

82 أحمد بن هلال المقرىء من أهل المرية يكنى أبا العباس لقيه بها أبو عبد الله بن سعيد الداني المقرىء وأخذ عنه قاله ابن عياد

83 أحمد بن سعيد الكاتب يكنى أبا القاسم لقي أبا عمر بن عبد البر وحمل عنه الموطأ وبقراءاته إياه سمع أبو داود المقرىء وهي الثالثة من سماعاته قرأت ذلك بخط أبي داود ولا أعرفه

84 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الواعظ من ناحية بلنسية يعرف بالشارقي ويكنى أبا العباس كان فقيها وألف كتابا صغيرا في أحكام الصلاة ووقفت عليه ولم يذكر ذلك عياض القاضي في تسميته في شيوخه وحكى أنه سمع من كريمة يعني المروزية كتاب البخاري في رحلته التي حج فيها وسمع من عبد الجليل الساوي ووصفه

____________________

بالمشاركة في معرفة الأصول على مذهب أهل العراق وطريق الحجاج والنظر وأنه جالسه وسمع كلامه واغتنم دماءه ولم يستوف ذكر هذا ابن بشكوال وتوفي قريبا من سنة خمسمائة

85 أحمد بن حامد من أهل المرية يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي عمرو المقرىء وتصدر ببلده للأقراء وكان من أهل الزهد والتبتل أخذ عنه أبو العباس بن غزوان

86 أحمد بن علي بن خلف النحوي من أهل مرسية يعرف بابن طرشميل ويكني أبا جعفر أخذ عن أخيه أبي بكر محمد وعن أبي الحسن بن سيدة وكانا جميعا معلمي عربية ذكرهما ابن عزير منسوبين إلى طرشميل ولم يسمهما وحكى أن أسنهما يعني محمدا توفي ببلنسية في عشر الثمانين يريد وأربعمائة قال والثاني يعني أحمد بمرسية قرب الخمسمائة وذكر غيره أنه كان بشاطبة سنة ثلاث وخمسمائة

87 أحمد بن هشام القيسي من أهل غرناطة يكنى أبا العباس روى عن أبي إسحاق الألبيري الزاهد بعض منظومه أخبر به عند أبو زيد النميري والد أبي عبد الله الحافظ

88 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحجري من أهل بلنسية يعرف بابن نمارة ويكنى أبا العباس روى عن أبي الوليد الوقشي وأبي بكر بن القدرة وأبي العباس عبد الله بن أحمد بن سعدون وأبي علي الصدفي وغيرهم وكانت له رحلة وحج فيها وعاد إلى بلده فحدث وأخذ عنه وله مجموع صغير في الفقه ووجدت السماع منه لموطأ مالك في رجب سنة ثلاث وخمسمائة

89 أحمد بن محمد بن عمر من أهل تطيلة ويعرف بابن الإمام ويكنى أبا بكر كان من أهل العلم وولي قضاء بلده وتوفي سنة ثلاث وخمسمائة عن ابن حبيش

____________________

90 أحمد بن محمد بن خلف بن محرز بن محمد الأنصاري من أهل شاطبة يكنى أبا العباس رحل إلى المشرق وأقرأ بدمشق القرآن بعدة روايات وكان قد قرأ على أبي عبد الله الحسين بن موسى بن هبة الله الدينوري وأبي الحسن علي بن محمد بن حموش الصقلي وأبي الحسين يحيى بن علي بن الفرج الخشاب المصري وغيرهم وصنف كتابا في القراءات سماه المقنع ذكره ابن عساكر وقال أجاز لي مصنفاته وكتب سماعاته سنة أربع وخمسمائة وسئل عن مولده فقال في رجب سنة أربع وخمسين وأربع مائة بالأندلس وذكر غيره أنه يعرف بالأغرشي نسبة إلى موضع بإقليم بكيران من أعمال شاطبة وأنه سمع مقامات الحريري منه مع أبي القاسم بن جهور في جمادى الأولى سنة خمس وخمسمائة وحكى ابن عياد رواية أبي المظفر الشيباني الطبري عن ابن محرز هذا وتحديثه بالمكتفي لأبي عمرو المقرىء وفي ذلك عندي نظر وقرأت بخطه حكاية عن أبي الحسن بن هذيل أن أبا داود المقرىء كان يقرأ عليه ببلنسية رجل يعرف بأحمد بن محرز قال وكان فتى فاضلا مقلا فقال له أبو داود يوما أتحب أن أزوجك بنتي قال فخجل الفتى من ذلك وذكر له حاجة تمنعه قال فزوجها منه ونظر لها في دار وجهاز وزفها إليه ولا أدري أهو هذا أم غيره

91 أحمد بن مبشر الأموي من أهل اشبيلية يكنى أبا عمر روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن ما شاء الله الطليطلي وكان فقيها حدث عنه أبو عبد الله بن المجاهد بمختصر الطليطلي في الفقه وذكر أنه أكمل قراءته عليه يوم عرفة سنة ست وخمسمائة من خط ابن خير

92 أحمد بن عمران الأنصاري من أهل طليطلة وسكن سبتة يكنى أبا العباس روى ببلده عن أبي المطرف بن سلمة وسمع بقرطبة من أبي علي الغساني وبسبتة من أبي عبد الله بن عيسى روى عنه القاضي عياض وقال قرأت عليه إصلاح الغلط لابن قتيبة في رده على أبي عبيد وأحاديث عالية كانت عنده عن الجياني

____________________

93 أحمد بن حسين الأنصاري الأشهلي الضرير يكنى أبا العباس أخذ بالأندلس القراءات عن أبي عبد الله بن شريح وأبي الحسن علي بن عبد الله الإلبيري وغيرهما ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وأخذ هنالك عن أبي علي الحسين بن علي الدقاق الجرجاني وأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري وتصدر بمكة للإقراء وأخذ عنه الناس ويحدث عنه أبو علي حسن بن عبد الله بن الخراز التلمساني وأبو العباس أحمد بن محمد بن خلوص المرادي بن الدراج الفاسي ولا أدري ألقيه قبل رحلته أم بعدها

94 أحمد بن محرز بن عبد الله بن سعيد بن محرز بن أمية من أهل بطليوس ويعرف بالمنتانجشي روى عن أبي محمد عبد الله بن منتان وعاصم بن أيوب وعمر بن خطاب الماردي وغيرهم حدث عنه ابنه أبو بكر محمد بن أحمد الأديب قاله ابن خير

95 أحمد بن يوسف التنوخي من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس ويعرف بابن الكماد كان من أهل المعرفة بالعدد وصناعة النجامة مقدما فيها على أهل عصره وبنى أزياجه ومنها القبس والمستنبط على أرصاد أبي إسحاق الطليطلي المعروف بالزرقالة واحد أهل الأندلس في ذلك أفادنيه بعض شيوخنا وألزمني إثباته ولم يذكر من روى عنه ولا وفاته

96 أحمد بن ثابت بن عبد الله بن ثابت العوفي الوزير الفقيه أبو جعفر ولد القاضي أبي القاسم يروي عن أبيه وغيره واستشهد في وقيعة البورت منصرف العساكر من غزو برشلونة مع أبي عبد الله بن الحاج وابن عائشة وابن تافلويت وقتل ابن الحاج منهم وذو الوزارتين أبو عبد الله بن الحاج الطرطوشي دليل المسلمين في تلك الغزوة وأبو أحمد بن سيد أمون اللاردي وأبو الوليد بن قبرون اللاردي وأبو عبد الله بن

____________________

مكرو

93 أحمد بن حسن الأنصاري الاشبهلي الضرير يكنى أبا العباس أخذ بالأندلس القراءات عن أبي عبد الله بن شريح وأبي الحسين علي بن عبد الله الإليبري وغيرهما ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وأخذ هنالك عن أبي علي الحسين بن علي الدقاق الجرجاني وأبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري وتصدر بمكة للاقراء وأخذ عنه الناس ويحدث عنه أبو علي حسن بن عبد الله بن الخراز التلمساني وأبو العباس أحمد بن محمد بن خلوص المرادي بن الدراج الفاسي ولا أدري ألقيه قبل رحلته أم بعدها

94 أحمد بن محرز بن عبد الله بن سعيد بن محرز بن أمية من أهل بطليوس ويعرف بالمنتانجشي روى عن أبي محمد عبد الله بن منتان وعاصم بن أيوب وعمر بن خطاب الماردي وغيرهم حدث عنه ابنه أبو بكر محمد بن أحمد الأديب قاله ابن خير

95 أحمد بن يوسف التنوخي من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس ويعرف بابن الكماد يكان من أهل المعرفة بالعدد وصناعة النجامة مقدما فيها على أهل عصره وبنى أزياجه ومنها القبس والمستنبط على أرصاد أبي إسحاق الطليطلي المعروف بالزورقالة واحد أهل الأنندلس في ذلك أفادنيه بعض شيوخنا وألزمنا إثباته ولم يذكر من روى عنه ولا وفاته

96 أحمد بن ثابت بن عبد الله بن ثابت العوفي الوزير الفقيه أبو جعفر ولد القاضي أبي القاسم يروي عن أبيه وغيره واستشهد في وقيعة البورت منصرف العساكر من غزو برشلونة مع أبي عبد الله بن الحاج وابن عائشة وابن تافلويت وقتل ابن الحاج منهم وذو الوزارتين أبو عبد الله الحاج الطرطوشي دليل المسلمين في تلك الغزوة وأبو أحمد بن سيد أمون اللاردي وأبو الوليد بن قبرون اللاردي وأبو عبد الله بن )

____________________

عبد العزيز ولد الأمير الأجل من أهل بلنسية وأبو الحسن غلنده مولى المستعين وأبو عامر ابن المرشاني وابنه وابن سعادة وابن له في نحو ثلاثين من العرب وعشرين من الفرسان الأندلسيين ومائتي راجل وعشرين راجلا قتلوا قبل ابن الحاج وغيرهم وذلك في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسمائة

97 أحمد بن عبد الله الطليطلي منها وسكن شاطبة يكنى أبا عمر روى عن أبي عبد الله المغامي وكان في عداد الفقهاء حدث عنه أبو محمد بن أبي تليد من شيوخ ابن عياد

98 أحمد بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز بن حامد بن رجاء بن شاكر بن خطاب بن نافع بن عبد العزيز التجيبي هكذا يقول في نسبهم أبو سليمان بن حوط الله وغيره وإنما هو قيسي أموي بفتح الهمزة من بني أمة بطين ينمي إلى نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس وقرأت بخط أبي القاسم بن مدير أن أصله من كزنة وإنما ينسبون في تجيب من أهل بلنسية ودار سلفه قرطبة ويعرفون ببني روبش يكنى أبا بكر روى عن أبي الوليد الوقشي وأبي عبد الله بن سعدون القروي وأبي علي الصدفي وغيرهم وأجاز له أبو عمر بن عبد البر وأبو المطرف بن جحاف وأبو مروان بن سراج وولي الخطبة بجامع بلنسية لصلاحه وفضله توفي سنة إحدى عشرة وخمسمائة ومولده سنة تسع وخمسين وأربع مائة بعضه عن محمد بن عياد

99 أحمد بن محمد بن سعود من أهل مرسية يكنى أبا جعفر صحب أبا علي الصدفي قديما ولازمه طويلا وأخذ عنه من روايته كثيرا وأجاز له وقفت على ذلك بخط أبي علي ولا أعلمه حدث

____________________

100 أحمد بن إبراهيم بن معاوية بن غياث من أهل مالقة يكنى أبا العباس يروي عن أبي الحسين بن سراج وكان أديبا حدث عنه ابن الدباغ ونسبه إلى جد أبيه غياث وذكر أنه يحمل عن أبي مروان بن سراج أخبره بذلك بعض أصحابه يعني أبا جعفر أحمد بن بقا بن نميل وكان قد استجازه لنفسه وله وليس كما قال أنا قرأت اسمه وروايته عن أبي الحسين بن سراج بخطه ورأيت السماع منه مؤرخا بالمحرم من سنة إحدى عشرة وخمسمائة

101 أحمد بن عبد العزيز بن عبد الوالي يكنى أبا جعفر روى عن أبي علي الصدفي لقيه بالمرية وحدث ووقفت على الأخذ عنه في شعبان سنة أربع عشر وخمسمائة وقبل ذلك بأشهر فقد أبو علي رحمه الله في وقيعة كتندة

102 أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم الحجري من أهل شاطبة يكنى أبا جعفر أخذ القراءات عن أبي عبد الله محمد بن فرح المكناسي وخلف أباه عبد الله في الإقراء والتعليم وقد أخذ عنهم أبو عبد الله محمد بن عبد االرحمن بن محمد بن فرج المكناسي وتوفي أحمد هذا سنة خمس عشرة وخمسمائة عن أبي عمر بن عياد

103 أحمد بن مبارك من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر ويعرف بالقطان كان من أهل النباهة والصلاح وهو الذي تولى الصلاة على ابنه عبد الله محمد بن أحمد إذ توفي سنة خمس عشرة وخمسمائة ذكر بعضه ابن بشكوال وأثنى على ابنه هذا وقرأت أنا بخطه قال لي أبو بكر بن مفوز رحمه الله كان عمي يعني طاهرا قد استجاز لى ولنفسه أبا عمر بن الحذاء فكان في نفسي من تلك الإجازة شيء يعني لحال صغره قال فلما لقيت الشيخ أبا علي هو الغساني سألته عن ذلك فقال لي عول عليها واعتقدها ففعلت فكان أبو بكر على نقده وعلمه بهده الصناعة وتحريه فيما يشبه هذا يحدث كثيرا بتلك الإجازة ويقول نا أبو عمر بن الحذاء فيما كتب به إلي مع عمي وفي كتابه إلي

____________________

104 أحمد بن عثمان من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر لقي الخطيب أبا عامربن شروية ببلنسية سنة ست عشرة وخمسمائة ورحل حاجا فلقيه أبو طاهر السلفي بالإسكندرية وكتب عنه فيما ذكره ابن نقطة

105 أحمد بن محمد بن ذروة المرادي المقرئ من أهل طليطلة وسكن قرطبة يكنى أبا جعفر أخذ القراءات عن أبي عبد الله المغامي ببلده وتصدر للإقراء وأخذ الناس عنه وكان من أهل الضبط متقدما في هذه الصناعة وقد كتب عن أبي علي الغساني برنامجه وأجاز له في آخره وكناه أبا العباس ومن تلاميذه أبو مروان قزمان وأبو محمد عاشر بن محمد وأبو الحسن صالح بن عبد الملك الأوسي وكناه أبا القاسم في خبره عن ابن عياد

106 أحمد بن عبد الله االعطار من أهل قرطبة يكنى أبا العباس ويعرف بالقونكي له رحلة حج فيها ولقي كريمة المروزية فروى عنها صحيح البخاري ولقي عبد الحق الصقلي وغيره وعاد إلى بلده فحدث روى عنه ابن بشكوال وسماه في معجم شيوخه وأغفل ذكره في الصلة وتوفي عقب رمضان سنة ثمان عشرة وخمسمائة

107 أحمد بن عبد العزيز بن أبي الخير بن علي الأنصاري من أهل سرقسطة وسكن قرطبة يعرف بالموروري ويكنى أبا جعفر وهو أخو القاضي أبي عبد الله الموروري سمع من أبي الوليد الباجي وغيره واستجاز له أبو علي الصدفي جماعة من شيوخه المشرقيين منهم أبو الفوارس الزينبي وأبو الحسين أحمد بن عبد القادر وأبو المعالي ثابت بن بندار وأبو طاهر بن سوار وأبو الحسين العاصمي وأبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب وطبقتهم روى عنه ابن بشكوال وأقفله ومن معجم شيوخه نقلت ااسمه توفي سنة تسع عشرة وخمسمائة بعد أخيه بعام

108 أحمد بن سعيد بن عبد الله بن سراج السبائي المقرئ من أهل مدينة الفرج وسكن سرقسطة يكنى أبا جعفر ويعرف بالحجاري أخذ القراءات عن أبي

____________________

الحسن سعيد بن محمد بن قوطة الحجاري بها وانتقل إلى سرقسطة فأقرأ الناس هنالك وعلم بالعربية أخذ عنه أبو عمرو المعروف بالبلجيطي ذكر ذلك ابن عياد وغيره وقرأت بخط ابن قوطة المذكور وفي إجازته لابن سراج هذا بتاريخ سلخ ربيع الأول سنة خمسمائة أنه أخذ عنه القراءات السبع إلا قراءة الكسائي وبعض قراءة حمزة وحدث عنه أيضا أبو الحكم بن غشليان وتتوفي في نحو العشرين وخمسمائة

109 أحمد بن علي بن يونس بن خلف الثغري التطيلي يكنى أباا جعفر يروي عن أبي الوليد الباجي حدث عنه أبو عبد الله النميري أجاز له

110 أحمد بن خلف بن سعيد بن خلف بن أيوب اليحصببي من أهل دانية وسكن المرية يكنى أبا العباس ويعرف بالمارمي روى عن أبي الوليد الوقشي وغيره ولأبيه خلف رواية عن أبي عمرو المقرئ ولا أدري أروى عنه ابنه أم لا وكان فقيها مشاورا سمع منه بجامع المرية أبو العباس بن اليتيم وأبو العباس بن البراذعي وغيرها وذكر ابن عياد أن أبا عبد الله بن سعيد الداني قرأ عليه بدانية الحساب وقرأت بخطه شهادته عن أبي عمران موسى بن سعادة بتنفيذ وصية صهره أبي علي بن سكرة الصدفي في صدر رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة

111 أحمد بن مسعدة بن مسعدة من أهل طرطوشة وقاضيها يكنى أبا جعفر حدث ببلده ودرس وروى عنه أبو علي بن عريب أبو عامر السالمي وغيرهما وهو من بيت نباهة ذكر ابن مدير أباه في تاريخه وكناه أبا بشر وقال ابن حبيش في أبي جعفر هذا تتوفي سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة

112 أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن بالغ الأنصاري من أهل سرقسطة

____________________

يكنى أبا جعفر روى عن أبي الحزم خلف بن محمد القروذي واستجاز له أبو علي الصدفي جماعة من شيوخه بالمشرق وكان من أهل الفقه والوثائق أكثره من خط ابن حبيش وفيه عن غيره

113 أحمد بن محمد بن سعيد من أهل سرقسطة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن أقلبير كان فقيها مشاورا وخرج من وطنه سرقسطة بعد أن ملكها الروم صلحا يوم الأربعاء لأربع خلون من رمضان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وسكن بلنسية إلى أن توفي بها فيما قرأت بخط أبي محمد أيوب بن نوح عصر يوم الأحد الثاني من صفر سنة خمس وعشرين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب بيطالة

114 أحمد بن إبراهيم بن مسلم من أهل اشبيلية يعرف بالدقاق ويكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن شريح وتصدر للإقراء ببلده وعنه أخذ أبو محمد خليل بن إسماعيل اللبلي ذكر ذلك ابن خير

115 أحمد بن عمر بن خلف الهمداني من أهل غرناطة يعرف بابن قبليل ويكنى أبا جعفر تفقه بقرطبة وروى عن أبي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وأبي الوليد بن العواد وأبي القاسم أصبغ بن محمد وولي الصلاة ببلده ودارت عليه الفتيا وكان من جلة الفقهاء المشاورين وقد ذكره أبو الوليد بن الدباغ في طبقات الفقهاء من تأليفه ودرس واسمع وحدث عنه أبو عبد الله بن عبد الرحيم وأبو خالد بن رفاعة وناظرا عنده وأبو جعفر بن الباذش وأبو القاسم بن بشكوال وأغفله مولده في الستين وأربعمائة وتوفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين لذي قعدة سنة ست وعشرين وخمسمائة

116 أحمد بن عبد الله بن يحيى بن سعيد الأنصاري من ساكني شاطبة له رواية

____________________

عن ابن أبي عامر بن حبيب أجاز له ما رواه ومن أهل سرقسطة أحمد بن عبد الله بن سعيد الأنصاري أبو العباس كانت له رحلة سمع فيها من أبي بكر محمد بن المظفر بن بكران وغيره مع أبي علي الصدفي وأبي عيسى لب بن هود وقفت على ذلك من بعض أصول أبي علي ولا أدري أهو الأول لاتفاق نسبتهما أم هما اثنان

117 أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح الخثعمي من أهل مالقة يكنى أبا عمر ويعرف بالسهيلي وهو جد أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد هذا كان من أهل العلم وولي القضاء وقع ذكره في كتاب الروض الآنف من تأليف أبي القاسم المذكور وحكى عنه أنه انتسخ حديث سؤال النبي صلى الله عليه وسلم إحياء أبويه من كتاب الشيخ معوذ بن داود بسند فيه مجهولون

118 أحمد بن عمروس بن لب بن قاسم من أهل شلب يكنى أبا القاسم روى عن القاضي أبي عبد الله بن شبرين سمع منه صحيح البخاري وكتبه بخطه وكان من بيت علم ونباهة وهم أخوال أبي بكر بن خير

119 أحمد بن أبي الخصال الغافقي من أهل شقورة ومن قرية بها تعرف بفرغلاط وسكن قرطبة مع أخويه أبي عبد الله وأبي مروان يكنى أبا جعفر كان من أهل الفقه وتولى خطة الأحكام وارتسم بها ذكره ابن الدباغ وفيه عن غيره

120 أحمد بن مروان بن محمد التجيبي من أهل المرية يعرف بابن شاب يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي الحسن بن شفيع وسمع منه ومن أبي عبد الله محمد بن الحسن البلغيي وله بقرطبة سماع من أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي الحسن بن مغيث وسمع أيضا من أبي بكر بن العربي وأجاز له أبو عبد الله الخولاني الإشبيلي ومن أهل المشرق أبو عبد الله محمد بن منصور بن الحضرمي وأقرأ

____________________

القرآن وحدث وعلم بالعربية وله كلام حسن على ترجمة الملخص للقابس من أجل الاختلاف في كسر الخاء وفتحها صرح فيه بإبطال الفتح وصحح الكسر وصوبه واحتج له وهو رأي أبي عمرو المقرئ والفتح كان يراه أبو القاسم المهلب بن أبي صفرة وكلاهما حمل الكتاب عن جامعه وسمعه من واضعه حكى عنه ابن الدباغ وذكر بعض خبره وكان في عداد أصحابه وأغفله ابن بشكوال

121 أحمد بن قاسم المحدث الأديب من أهل قرطبة يكنى أبا العباس كان من أهل العلم بفنون الكلام قديمة وحديثه وألف كتابا مفيدا في النفس وأخلاقها وكان له حظ وافر من النظم والنثر ذكره أبو الوليد بن خيرة في شيوخه وقال أدركته وجالسته ونا بكتابه في النفس غير واحد من أصحابنا عنه

122 أحمد بن عبد الرحمن بن فهر السلمي من أهل المرية يكنى أبا عمر ولي القضاء ولا أعلم له رواية وابنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد يروي عنه ابن رزق وابن عبيد الله وغيرهما وهو مذكور في بابه

123 أحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عمير الثقفي من أهل سرقسطة حدث عنه ابنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد وقرأت ذلك بخطه

124 أحمد بن أبي بكر الكناني من أهل طليطلة ونزل قرطبة يكنى أبا العباس ويعرف بابن حنين وهو والد أبي الحسن نزيل فاس سمع بقرطبة أبا عبد الله بن فرج وبقراءته عليه موطأ مالك سمع ابنه ذكر ذلك أبو ذر الخشني وغيره

125 أحمد بن مسلمة بن محمد بن وضاح القيسي من أهل مرسية يكنى أبا جعفر له رواية عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر وعني بالآداب وشعره

____________________

مدون وكان مطبوعا مجيدا روى عنه أبو رجال بن غلبون وقال أبو عبد الله المكناسي جالسته بمرسية ولم يتفق لي أن أسمع شيئا من شعره وأنشدني الحافظ أبو الربيع بن سالم ونقلته من خطه قال أنشدني الأديب أبو رجال بن غلبون قال أنشدني أبو جعفر بن وضاح لنفسه يصف الشجر السرو

( أيا سرو لا يعطش منابتك الحيا ** ولا بز عن أغصانك الورق النضر )

( لقد كسيت أعطافك الملد مثل ما ** تلف علي الخطي راياته الخضر )

توفي في حدود الثلاثين وخمسمائة

126 أحمد بن خلف بن عيشون بن خيار بن سعيد الجذامي المقرئ من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس وكناه ابن الدباغ أبا جعفر يعرف بابن النخاس أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن ابن شريح الحسن العبسي وأبي عبد الله السرقسطي وأبي القاسم بن النخاس وأبي عبد الله محمد بن يحيى العبدري الداني وأجاز له أبو الأصبغ عيسى بن خيرة مولى ابن برد وأبو علي الغساني وأبو عبد الله الخولاني وتصدر للإقراء قديما سنة أربع وتسعين وأربعمائة أو قبلها وأخذ عنه جماعة جلة منهم أبو جعفر بن الباذش وأبو الأصبغ السماتي وأبو بكر بن خير وأبو الحسن نجبة بن يحيى وسواهم وكان يشهر بالمجود لحسن قراءته وإقرائه ومهارته في ذلك مع براعة الخط وجودة الضبط وله تأليف في ناسخ القرآن ومنسوخه توفي في صدر رجب سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ومولده سنة أربع وخمسين وأربعمائة نسبه عن ابن الباذش ووفاته وأكثر خبره عن ابن حبيش

127 أحمد بن محمد الجذامي المتكلم يكنى أبا العباس ويعرف بالزنقي نسبة إلى زنقات مرسية من خارجها واستقر بأريولة سمع من أبي علي الصدفي وأبي بكر بن سابق الصقلي وأخذ عنه علم الأصول وتجول ببلاد الأندلس وكان شيخ المتكلمين

____________________

على مذهب أهل الحق في وقته وأملى مسألة في تكليف مالا يطاق وله شعر ومسائل في علم الكلام قال ابن عياد سألت عنه أبا بكر بن أبي ليلى فأثني عليه خيرا ووصفه بالعلم روى عنه أبو جعفر بن الباذش وأبو الفضل بن عياض وأبو بكر بن النفيس وأبو عبد الله بن عبد الرحيم وحكى عنه ابن الدباغ في برنامجه

128 أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى بن محمد بن اشترمني بن رصيص بن فاخر بن فرج بن وليد بن وليد بن عبد الله بن نعم الخلف بن حسان بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي يكنى أبا العباس وأصل سلفه من شارقة عمل بلنسية وهي قلعة الأشراف وانتقل جده إلى دانية وبها ولد أبو العباس هذا ونشأ وكتب الحديث وتفقه في المسائل ثم تجول في العناية بالرواية فسمع بدانية بلده أبا داود المقرئ وبمرسية أبا علي الصدفي وبالمرية أبا علي الغساني وأبا الحسن بن شفيع وأبا عبد الله بن الفراء وأبا محمد بن العسال وأبا محمد بن عبد القادر بن الحناط وبأوريولة أبا القاسم خلف بن فتحون وسمع من أبي القاسم خلف بن محمد الغرناطي وغيرهم ورحل إلى العدوة فلقي بقلعة حماد أبا مروان الحمداني وبمدينة بجاية أبا محمد المقري وغيرهما ويروي عن أبي عبد الله المازري وأحسبه كتب إليه وانصرف إلى بلده فأسمع وحدث وكانت له أصول عتيقة وولي خطة الشورى بدانية وأفتى بها نيفا وعشرين سنة ودعي إلى قضائها فأبى من ذلك وكان عالما بالمسائل محدثا ضابطا حسن التقييد معتنيا بلقاء الرجال ورعا فاضلا كان أبو محمد القليني يعظمه ويثني عليه وله تصنيف على الموطأ سماه كتاب الإيماء ضاهى به كتاب أطراف الصحيحين لأبي مسعود الدمشقي وعرضه على شيخه أبي علي الصدفي فاستحسنه وأمره ببسطه فزاد فيه وله أيضا مجموع في رجال مسلم بن الحجاج حدث عنه ابنه أبو عبد الله محمد وأبو

____________________

العباس الأقليشي وأبو عبد الله المكناسي وأبو العباس بن أبي قوة وحدث عنه أبو محمد الرشاطي في كتابه عن المقري وقد أخذ عنه أبو الفضل بن عياض وسماه في شيوخه لقيه بسبته وسمع منه فوائد وقال كان علم الحديث أغلب عليه ويميل في فقهه إلى الظاهر وحدث عنه ابن الدباغ في معجم مشيخته قرأت على القاضي أبي الخطاب ابن واجب أخبركم القاضي أبو الوليد بن الدباغ في كتابه فأقر به قال نا الفقيه المشاور الفاضل أبو العباس أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري لفظا من كتابه قال نا الفقيه الأصولي أبو محمد عبد الله بن محمد المقري قال نا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن محمد هو المعروف بكيا قال وكان لا يحدث به إلا مرة في السنة لأنه حديث تداوله الأئمة قال أنا الإمام أبو المعالي عبد المك بن يوسف الجويني قال نا أبي قالنا أبو بكر الحيري قال أنا أبو العباس الأصم قال نا الربيع بن سليمان قال نا الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه مالم يتفرقا ذكره ابن بشكوال في ملحقاته وزياداته التي ذيل بها كتابه بعد الفراغ منه ولم يجوده ولا استوفى خبره وغلط في تاريخ وفاته غلطا لا خفاء به فجعلها في نحو العشرين وخمسمائة كما جعلها القاضي عياض وعنه نقل ذلك في ما أحسب وأنا قرأت السماع منه لصحيح مسلم بدانية في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وتوفي في سابع من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين بعد عام كامل من تاريخ هذا السماع وكذا قال ابن حبيش في وفاته ومولده في الساعة الرابعة من يوم السبت السابع عشر من شوال سنة سبع وستين وأربعمائة قرأت ذلك وبعض خبره بخط ابن عياد

129 أحمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد بن محمد بن وليد بن مروان بن عبد الملك بن أبي جمرة وهو محمد بن مروان بن خطاب بن عبد الجبار بن خطاب بن مروان بن نذير مولى مروان بن الحكم من أهل مرسية يكنى أبا العباس سمع أباه وأبا بكر بن أبي جعفر والد أبي محمد الفقيه وأبا جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن وليد وأبا الوليد هشام بن أحمد بن وضاح واستجاز له أبوه عبد الملك

____________________

جماعة من الجلة منهم أبو عمر بن عبد البر وأبو عمرو المقرئ وأبو العباس العذري وأبو الوليد الباجي حدث عنه ابنه القاضي أبو بكر محمد بن أحمد شيخنا وحكى عنه ابن الدباغ وتوفي بمرسية يوم الجمعة الرابع لرمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وقد حوم على التسعين

130 أحمد بن جعفر بن أحمد بن يحيى بن خصيب القيسي من ساكني قرطبة يكنى أبا العباس ويعرف بالقيجاطي أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأبي جعفر الخزرجي وروى الحديث عن أبي محمد بن عتاب وأبي الحسن بن مغيث وعباد بن سرحان وغيرهم وتصدر لاقراء القرآن وتعليم العربية روى عنه أبو الحسين بن ربيع وأبو عبد الله بن العويص وأبو العباس بن مضا وقال فيه أحمد بن عبد الرحمن وهو وهم وحكى أنه كان أحد الأمناء بجامع قرطبة ومن الشهود المعدلين بها وكان يقرض شيئا من الشعر أنشد له ابن الطيلسان

( ليس الخمول بعار ** على امرء ذي جلال )

( فليلة القدر تخفى ** وتلك خير الليالي )

توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة عن ابن حبيش وغيره

131 أحمد بن عبد الله بن جابر بن صالح الأزدي من أهل اشبيلية يكنى أبا عمر سمع من أبي عبد الله بن منظور وأبي محمد عبد الله بن علي الباجي وأبي محمد ابن خزرج وأبي الحكم العاصي بن خلف المقرئ وكان يؤم بمسجد ابن تقي من داخل اشبيلية ويقرئ فيه القرآن دائبا على ذلك نحوا من ستين سنة لم يخرج عنه الا إلى صلاة الجمعة أو إلى مالا بد للانسان منه وكان مشهورا بالفضل والصلاح حدث عنه ابن بشكوال وأغفله وأبو بكر بن رزق وابن خير وابن عبيد الله وابن مضا وأبو الحسن بن مومن وأبو العباس بن مقدام وغيرهم توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة عن سن عالية وقرأت أيضا بخط ابن حبيش أنه توفي سنة خمس وثلاثين والأول قول ابن خير وابن مضا ومولده سنة سبع وأربعين وأربع مائة وكان ولدة أبي مروان الباجي وأبو الوليد اسماعيل بنن حجاج

____________________

وأبي الحسن بن مغيث وأبي محمد بن أبي جعفر وأبي محمد عبد الله بن علي بن سمجون

132 أحمد بن عبد العزيز بن هشام بن غز وان الفهري من أهل شنتمرية الغرب يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي العباس بن حامد من أصحاب أبي عمرو المقرئ وتصدر ببلده للإقراء وكان من أهل المعرفة بالنحو واللغة والعروض وله أرجوزة مزدوجة في قراءة نافع وثانية في قراءة ابن كثير ومن تواليفه كتاب فوائد الإفصاح عن شواهد الإيضاح في مجلد ووقفت على الأخذ عنه في شوال سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

133 أحمد بن علي بن أحمد بن جعفر من أهل مرسية يكنى أبا جعفر أخذ عن مشيخة بلده ولقي أبا علي الصدفي ولم أقف على ما سمع منه فأما أخوه أبو يحيى محمد بن علي فمن المكثرين عنه ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وكان معدودا في الأدباء وبينه وبين أبي عبد الله بن أبي الخصال مخاطبات جمة وقفت عليها وإحداهما مؤرخة بالمحرم من سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة

134 أحمد بن هشام المقرئ من أهل قرطبة يعرف بالزوزنالي ويكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأخذ عنه أبو القاسم بن الشراط بعضه عن ابن الطيلسان

135 أحمد بن محمد بن سعيد بن حرب يكنى أبا العباس ويعرف بالمسيلي أخذ القراءات عن أبي داود المقرئ وأبي الحسن العبسي وأبي بكر حازم بن محمد وأبي عبد الله بن مزاحم وأبي القاسم بن النخاس وسكن إشبيلية وتصدر بها للإقراء

____________________

وكان من أهل التجويد والعناية بالحديث وألف كتابا في القراءات السبع سماه بالتقريب أخذ عنه أبو الحسن نجبة بن يحيى وسمع منه أبو بكر بن خير وأجاز له جميع رواياته وتواليفه في جمادى الأخرى سنة تسع وثلاثين وخمسمائة

136 أحمد بن محمد بن أحمد بن حصن الأنصاري الخزرجي من أهل بلنسية وأصله من مربيطير عملها يكنى أبا بكر وهو خال شيخنا أبي الخطاب بن واجب روى عن أبي محمد البطليوسي ولازمه طويلا وقيد عليه اللغات والآداب وأخذ عنه العربية ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع في طريقة من أبي طاهر السلفي مع أبي بكر بن هذيل في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ولا أعلمه حدث

137 أحمد بن يعلى من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا العباس وأبا جعفر حدث عنه أبو الربيع المعروف بالخشيني وكان مقرئا نحويا لغويا أديبا بعضه عن أبي سليمان بن حوط الله

138 أحمد بن الفرج بن الفرج التجيبي من أهل قونكة وسكن بلنسية يكنى أبا عامر أخذ عن أبي محمد البطليوسي وكان من أهل العلم والأدب ومن بيت رياسة بالثغر وله تأليف في العروض سماه بالمجمل سمعه منه أبو العباس بن الصقر وحدث به عنه

139 أحمد بن عبد الواحد بن عيسى الهمداني من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر ولي القضاء بوادي آش وكان فقيها مشاورا وكان أبوه أيضا فقيها مشاورا وعنه كان أخذه في ما أحسب ووقفت على استقضائه مما قيد عن إمضائه قبل الأربعين وخمسمائة

140 أحمد بن خلصة بن أبي عامر النفزي من أهل شاطبة يكنى أبا جعفر كان رجلا صالحا وأصابته زمانة أقعدته عن التصرف سنين ثم عوفي وتصرف بعد ذلك

____________________

وله في شفائه حكاية داخلة في كراماته توفي سنة أربعين وخمسمائة ذكره ابن سفيان ولم يسم شيوخه

141 أحمد بن عبد الله بن عامر بن عبد العظيم المعافري من أهل دانية وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا جعفر وأبا العباس روى عن عمه أبي زيد عبد الرحمن بن عامر وأبي بكر اللباتي وأبي الحجاج يوسف بن أيوب وأبي بكر بن برنجال وغيرهم وكان أديبا ماهرا نحويا لغويا حدث عنه أبو عمر بن عياد وأبو الحجاج بن أيوب صاحب الأحكام وأبو زكرياء بن سيد بونة وكان صهرا لأبي عبد الله بن سعيد المقرئ توفي سنة أربعين وخمسمائة وقد خانق السبعين أكثر خبره عن ابن عياد ووفاته عن ابن أيوب

142 أحمد بن عبد الرحمن بن أحمدبن حسين بن عاصم الثقفي من أهل برجة يكنى أبا العباس ويعرف بالقصبي لسكنى سلفه قصبة المرية أخذ القراءات عن أبي عمران موسى بن سليمان وسمع منه ومن أبي خالد يزيد مولى المعتصم بن صمادح ورحل إلى شرق الأندلس فأخذ عن أبي داود المقرئ بدانية وأبي الحسن بن أخي الدوش بشاطبة وأبي الحسين بن البياز بمرسية وله رحلة حج فيها وبعد صدره تصدر للإقراء وإسماع الحديث بجامع المرية وتولى به صلاة الفريضة أخذ الناس عنه وكان جيد الضبط ومن رواته الجلة أبو بكر بن رزق ومن خطه نقلت نسبه وأبو القاسم بن حبيش وأبو يحيى اليسع بن عيسى بن حزم وغيرهم توفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة بعضه عن أبي عبد الله التجيبي وفيه عن ابن سالم

143 أحمد بن إبراهيم بن أحمد الأنصاري المقرئ من أهل المرية يكنى أبا العباس ويعرف بابن السقاء أخذ القراءات عن أبي عمران موسى بن سليمان وأبي الحسين بن البياز وأخذ عنه ابن حبيش وغيره

144 أحمد بن ثعبان بن أبي سعيد بن حرز الكلبي يعرف بالبكي لطول سكناه

____________________

بمكة ثم نزل إشبيلية ويكنى أبا جعفر ونجبة يقول في اسمه أحمد بن عثمان البكي ولعل اسم أبي سعيد عثمان ونسبه إليه وقال فيه ابن رزق وقرأته بخطه أحمد بن محمد بن أبي سعيد وكناه أبا العباس فيكون على هذا ثعبان لقبا لأبيه رحل حاجا وأدى الفريضة وسمع بمكة من أبي معشمر االطبري كتابه في القراءات المعروف بالتلخيص وصحبه طويلا ثم قفل إلى إشبيلية فتصدر بها للاقراء وأخذ عنه جماعة منهم ابن رزق وابن خير وأبو عبد الله بن حميد وابن مضاونجبة وغيرهم وعمر واسن وكثر الانتفاع به وتوفى بعد الأربعين وخمسمائة

145 أحمد بن سعيد بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب الفارسي سكن شلب وأصل سلفه من قرطبة يكنى أبا عمر كان فقيها على مذهب جده أبي محمد الظاهري عارفا به مصمما عليه صليبا فيه مجادلا عنه مع معرفة بالنحو ومشاركة في قرض الشعر وتوفي بعد امتحان طويل من ضربه وحبسه وسلب ماله وتغيير حاله لما نسب إليه من الثورة على السلطان ذكره ابن مؤمن ولم يذكر وفاته

146 أحمد بن محمد بن إسحاق اللخمي من أهل شلب يكنى أبا القاسم ويعرف بابن الملح روى عن أبيه وأبي بكر عاصم بن أيوب وغيرهما وولي الصلاة والخطبة ببلده وكان أديبا كاتبا شاعرا ذكره ابن خير وحدث عنه

147 أحمد بن يوسف بن من الله مذكور في شيوخ أبي القاسم السهيلي قرأت اسمه بخط الأستاذ أبي علي بن الشلوبين ولم يكنه ولا سمى أحدا من شيوخه ووجدت فيما قيدت رواية أبي العباس أحمد بن يوسف النحوي عن أبي الحسن بن الأخضر ولا أدري أهو هذا أم غيره

148 أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي من أهل أريولة عمل مرسية وسكن المرية يكنى أبا العباس ويعرف بالرشاطي وهو أخو أبي

____________________

محمد المحدث النسابة رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وكتب الحديث عن أبي عمران بن أبي تليد وأبي علي الصدفي وغيرهما وكان فاضلا خيارا توفي قبل أخيه فيما أحسب واستشهد أخوه في تغلب الروم على ألمرية صبيحة يوم الجمعة الموفي عشرين لجمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ولم يورد ذلك ابن بشكوال على وجهه

149 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن خاطب من أهل باجة بغرب الأندلس يكنى أبا العباس أخذ العربية والآداب عن أبي حفص عمر بن خطاب الماردي وأبي بكر عاصم بن أيوب البطليوسي وأبي عبد الملك مروان بن الجعديله وأبي عبد الله بن أبي العافية وأبي الحسن بن أفلح المعروف بالقلبق وقرأ عليه برنامجه بإشبيلية وحمل عنه تأليفه المفتح في النحور وعلم ببلده العربية واللغات حياته كلها وكان متحققا بها نافذا فيها مع الصلاح والزهد وروى الحديث عن أبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني وغيره وأخذ عنه أبو حفص عمر بن عديس القضاعي وأبو عبد الله بن مالك الميرتلي وأبو الحسين عقيل بن العقل الخولاني وغيرهم وقرأت بعض خبره بخطه وحكى ابن خير أنه لقيه بباجة في سنة ست وثلاثين وخمسمائة وحضر مجلسه واستجازه فأجاز له ما يحمله عن ابن أبي العافية وغيره من شيوخه قال وتوفي ليلة الأربعاء قريبا من نصف جمادي الأخيرة سنة اثنتين وأربعين وسنه نحو الثمانين

150 أحمد بن الحصين بن عبد الملك بن إسحاق بن عطاف العقيلي القاضي من أهل جيان ومن ولد الحصين بن الدجن أحد القائمين بأمر عبد الرحمن بن معاوية وبابن الدجن كان يعرف ابتدأ بطلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة ورحل إلى قرطبة فسمع بها من أبي محمد بن عتاب صحيح البخاري في سنة تسع وتسعين وأربع مائة وسمع بها أيضا من غيره وأخذ عن أبي الأصبغ بن سهل كتابه في نوادر الأحكام مناولة ولقي بإشبيلية أبا القاسم الهوزني فسمع منه في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وفيها توفي أبو القاسم هذا وسكن غرناطة وأفتى بها ثم انتقل إلى قرطبة فكان بها في عداد المفتين إلى وقت الفتنة الكائنة بالغرب سمع منه أبو محمد بن عبيد الله وغيره وتوفي

____________________

بجيان سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ومولده سنة إحدى وسبعين وأربعمائة قرأت مولده بخطه وكثيرا من خبره وذكر وفاته ابن عياد

151 أحمد بن محمد بن يونس من أهل مربيطر وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا جعفر رحل إلى أبي بكر بن العربي فسمع منه في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وكثيرا من رواياته وأجاز له وسمع أيضا من أبي الحسن طارق بن يعيش في سنة اثنتين وأربعين وكان من أهل العناية بالرواية وسماع العلم وقد ذكرته في معجم أصحاب ابن العربي من جمعي ولم أقف على تاريخ وفاته

152 أحمد بن علي بن الفضل بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم يكنى أبا عمر روى عن أبيه وكان كاتبا أديبا نحريرا ولأبيه علي رواية عن أبيه أبي رافع الفضل وهو مذكور في بابه وتوفي أحمد في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة أو نحوها أفادني ذلك بعض أصحابنا

153 أحمد بن علي بن أحمد بن يحيى بن أفلح بن رزقون بن سحنون بن مسلمة القيسي يكنى أبا العباس أصله من باجة القيروان ومسلمة جده هو الداخل منها إلى الأندلس ويعرف بالمرسي لنزول سلفه مرسية ونزل هو الجزيرة الخضراء أخذ القراءات عن أبي الحسين بن البياز وأبي داود المقرىء وابن أخي الدوش وسمع الحديث بقرطبة من أبي عبد الله بن فرح وأبي علي الغساني وبمالقة من أبي المطرف الشعبي وأبي عبد الله بن خليفة وتفقه بهما وأخذ عن أبي الحسن العبسي بعض القراءات وسمع منه الشهاب للقضاعي والناسخ والمنسوخ لهبة الله وأجاز له وقرأ القرآن برواية ورش عن أبي الحسن بن الجزار الضرير المقرىء بمسجد أبي علاقة وكان من مشاهير أصحاب مكي بن أبي طالب وأخذ أيضا عن أبي القاسم بن النخاس وله رواية

____________________

عن أبي بكر خازم بن محمد وأبي علي الصدفي وأبي الحسن بن الأخضر وتصدر للقراء بالجزيرة الخضراء وأخذ الناس عنه وكان فقيها مشاورا حافظا مقرئا نحويا مفسرا روى عنه أبو عبد الله القباعي ووصفه بهذا كله وأبو حفص بن عذرة وأبو بكر بن خير وأبو عبد الله بن النسرة وأبو الحسن بن مؤمن وغيرهم وذكر بعضهم أنه توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وقال جابر بن أحمد القرشي في مشيخة ابن خير من تأليفه أنه توفي في حدود سنة خمس وأربعين وخمس مائة عن سن عالية

154 أحمد بن عمر بن معقل من أهل شوذر عمل جيان وسكن أبذة يكنى أبا جعفر رحل حاجا وسمع بالاسكندرية من أبي عبد الله الرازي وأبي بكر الطرطوشي وأبي طاهر السلفي سنة أربع عشرة وخمسمائة وبعدها وقفل إلى الأندلس وحدث بشوذر وأبذة وولي الصلاة والخطبة بها حدث عنه أبو بكر بن حسنون البياسي

155 أحمد بن محمد الغافقي الضرير من أهل مالقة ونزل المرية ويكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي داود المقرىء وابن أخي الدوش وأخذ عنه أبو عبد الله المعروف بابن الشواذكي

156 أحمد بن علي بن عبد الرحمن الكلابي من أهل غرناطة له رحلة لقي فيها أبا طاهر السلفي بالإسكندرية وحكى عنه أبو طاهر ما ذكرته في باب هاني عن ابن نقطة

157 أحمد بن يحيى بن سيدبونه الخزاعي من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أبا جعفر يروي عن أبي علي إسماعيل بن محمد بن سفيان أخذ عنه ابنه أبو بكر يحيى بن أحمد

158 أحمد بن علي بن شاب الغساني من أهل المرية صاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا العباس ويعرف بابن الشهادة كان من أهل الأدب والعربية أخذ عنه ذلك ابن عبيد الله وأجاز له جميع ما رواه

159 أحمد بن جعفر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري من أهل

____________________

بلنسية وقاضيها يكنى أبا محمد وأبوه أبو أحمد هو المحرق سمع من أبي داود المقرىء في غرة شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة وفي رمضان منها كانت وفاة أبي داود ويروي أيضا عن أبي علي الصدفي وأبي محمد البطليوسي وذكر ابن عياد أنه له رواية عن أبيه عن جده وولي قضاء بلنسية مرتين أقام فيهما نحوا من خمس عشرة سنة حميد السيرة مرضي الطريقة وكان من سروات الرجال يجمع إلى نباهة السلف وحسن الشارة ووسامة المنظر الحلم والاناة واللين والتؤدة وخفض الجناح والصبر على أذى الخصوم له أخبار مأثورة في حلمه وهو كان أغلب عليه من علمه وقرأت بخطه على ظهر نسخة من كتاب الأنواء لابن قتيبة

( أقول وقد خوفوني القران ** وما هو من سره كائن )

( ذنوبي أخاف فأما القران ** فإني من شره آمن )

توفي ببلنسية مصروفا عن القضاء في الثاني عشر من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة وقد قارب السبعين وصلى عليه ابن أخته القاضي أبو أحمد بن ميمون أكثر خبره عن ابن عياد وابن سفيان

160 أحمد بن حسن بن سليمان بن ابراهيم من أهل بلنسية يكنى أبا العباس سمع أبا البحر الأسدي وأبا علي الصدفي وأبا بكر بن العربي وأكثر عنه وأبا عبد الله بن أبي الخير الموروري وأبا الحسن خليص بن عبد الله وأبا عبد الله بن خلصة النحوي وأبا عامر بن حبيب وأبا الحجاج القضاعي الأندي وأجاز له أبو محمد بن خيرون وأبو عمران بن أبي تليد وأبو محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر وغيرهم وكان من أهل الفقه والمعرفة بعقد الشروط والعناية برواية الحديث وكتب بخطه علما كثيرا وله حظ من النظم ضعيف قرأت بخطه قال شيخنا أبو علي رضي الله عنه يعني الصدفي وقد سألته عن الوجه في سعيد ابن المسيب أبفتح الياء هو أم بكسرها فذكر أن أهل المدينة يسمونه بفتح الياء وأهل الكوفة يكسرونها وقرأت أنا بخط أبي الوليد بن الفرضي حاشية في نسخته من تفسير غريب الموطأ عن عبد الله بن وهب لأهل

____________________

المدينة المسيب ولأهل العراق المسيب ضدا لما قال أبو علي وقرأت أيضا بخط ابن سليمان أنشدني الفقيه أبو الحجاج يوسف بن محمد بن علي القضاعي قال أنشدني ببغداد الإمام أبو عبد الله الحميدي صاحب الإمام أبي محمد بن حزم لنفسه

( من الحذق في كسب العلوم تواضع ** يبلغك الغايات في كل مقصد )

( فكم غالط ظن الترفع رفعة ** فما زال مخفوضا لدى كل مشهد )

كذا قال في اسم القضاعي وإنما هو يوسف بن علي بن محمد وقد غلط في هذا غيره وحمله السماع من الحميدي ولم يدركه ولا سمع منه وإنما يروي عن أبي بكر بن طرخان عنه توفي سنة سبع وأربعين وخمسمائة أو حولها عن ابن عياد وذكر ابن سالم أنه كانت فيه لوثة

161 أحمد بن محمد بن كوثر المحاربي من أهل غرناطة يكنى أبا العباس وأبا جعفر أخذ القراءات عن أبي الحسن بن الباذش وروى عنه وعن أبي بكر غالب بن عطية وأبي محمد بن عتاب وأبي القاسم بن الأبرش وغيرهم ورحل حاجا مع ابنه أبي الحسن وسمعا بمكة من أبي الفتح الكروخي جامع أبي عيسى الترمذي سنة سبع وأربعين وخمسمائة وسمعا أيضا من أبي علي بن العرجاء وغيرهما حدث عنه ابنه أبو الحسن وأبو القاسم بن وضاح صحبه بمكة وأخذ عنه هنالك بعضه عن أبي عمر بن عات

162 أحمد بن عبد الله بن خميس بن معاوية بن نصرون الازدي من أهل بلنسية يكنى أبا جعفر سمع أبا محمد القلني وأبا مروان بن الصيقل وأخذ عنهما النحو والغريب والأدب وأبا بكر بن العربي وأبا عبد الله بن سعادة وأبا الحسن بن هذيل صهرة وله رواية عن أبي القاسم بن ورد وكان فقيها أصوليا فرضيا أديبا ينظم وينثر فيجيد توفي بالجزائر عمل بجاية سنة سبع أو ثمان وأربعين وخمسمائة ودفن بها عند باب الفخارين على ساحل البحر وهو ابن أربعين سنة أو نحوها ذكره ابن عياد وفيه عن غيره

163 أحمد بن عبد الملك بن محمد بن ابراهيم بن أحمد بن عبد الملك الأنصاري من أهل إشبيلية يكنى أبا عمر وأبا جعفر ويعرف بابن أبي مروان سمع من أبي

____________________

الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن طاهر وأبي الحكم بن حجاج وأبي الحسن مفرج بن سعادة وأبي إسحاق بن حبيش البزاز وغيرهم وكان حافظا عارفا بالحديث ورجاله فقيها ظاهري المذهب على طريقة ابن حزم وله تأليف مفيد في الحديث سماه المنتخب المنتقى جمع فيه ما افترق في أمهات المسندات من نوازل الشرع وعليه بنى كتابه أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي في الأحكام ومنه استفاد وكان صاحبا لأبي جعفر هذا أو ملازما له واستشهد بلبلة عند ثورة أهلها والتغلب عليهم يوم الأربعاء الحادي عشر من شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة وصلى عليه أبو الحسن بن مؤمن وقال أبو مروان بن صاحب الصلاة كان ذلك يوم الخميس الرابع عشر من شعبان المذكور

164 أحمد بن عبد الله بن يحيي بن فرح بن الجد الفهري من لبلة يكنى أبا عامر روى عن شريح سمع منه صحيح البخاري وعن غيره وكان أديبا شاعرا ذكره ابن الإمام وهو شقيق الحافظ أبي بكر بن الجد وقتل في كائنة لبله شهيدا

165 أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري من أهل قرطبة يعرف بابن أبي ويكنى أبا عامر أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس والعربية والآداب عن أبي محمد بن منتان وسمع أبا الولي بن طريف وأبا محمد بن عتاب وأبا بحر الأسدي وأبا القاسم بن صواب وأبا عبد الله بن أخت غانم وصحب القاضي أبا بكر بن العربي طويلا وأكثر عنه وأجاز له أبو علي بن سكرة وكانت له عناية بسماع الحديث ولقاء أهل العلم والأدب وولي قضاء قرمونة ثم استجة حدث عنه ابنه أبو الحسين عبد الرحمن بن أحمد وخبره عنه وقال توفي بالمنكب ليلة عيد الفطر سنة تسع وأربعين وخمسمائة ومولده سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة

166 أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن سلام المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا

____________________

جعفر روى عن أبيه وتأدب به وعن أبي علي الصدفي وأبي محمد الركلي سمع منه صحيح البخاري وكان أديبا شاعرا مجودا وهو خال شيخنا أبي عمر بن عات توفي في حدود الخمسين وخمسمائة عن ابن سفيان وفيه عن غيره

167 أحمد بن عبد السلام بن عبد الملك بن موسى الغافقي من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس ويعرف بالمسيلي رحل حاجا وقفل إلى بلده وحدث عنه أبو بكر بن خير بوفاة القاضي ابن أبي حبيب وهو في عداد أصحابه قرأت ذلك بخطه وقال نا الشيخ الأستاذ أبو العباس أحمد بن عبد السلام الحاج الغافقي المسيلي أن أبا عبد الله محمد بن ابن السعادات المروروذي الخراساني بثغر الاسكندرية أنشده عنه وداعه إياه قال أنشدني أبو تراب بن جندل عند الوداع لبعضهم

( السم من ألسن الأفاعي ** أعذب من قبلة الوداع )

( ودعتهم والدموع تجري ** لما دعا للوداع داع )

168 أحمد بن معد بن عيسى بن وكيل التجيبي الزاهد يعرف بابن الأقليشي ويكني أبا العباس أصل أبيه من أقليش وسكن دانية وبها ولد أبو العباس هذا ونشأ سمع أباه أبا بكر وأبا العباس بن عيسى وتلمذ له ورحل إلى بلنسية فأخذ العربية والآداب عن أبي محمد البطليوسي وسمع الحديث من صهره أبي الحسن طارق بن يعيش وأبي بكر بن العربي وأبي محمد القلني وعباد بن سرحان وأبي الوليد بن يعيش وأبي بكر بن العربي وأبي محمد القلني وعباد بن سرحان وأبي الوليد بن الدباع وأبي الوليد بن خيره ولقي بالمرية أبا القاسم بن ورد وأبا محمد عبد الحق بن عطية وأبا العباس بن العريف وروى عنهم ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فأدى الفريضة وجاور بمكة سنين وسمع بها من أبي الفتح الكروخي جامع الترمذي برباط أم الخليفة

____________________

العباسي سنة سبع وأربعين ثم كر راجعا إلى المغرب فقبض في طريقه وحدث بالأندلس والمشرق وكان عالما عاملا متصوفا شاعرا مجودا مع التقدم في الصلاح والزهد والعزوف عن الدنيا وأهلها والإقبال على العلم والعبادة وله تصانيف كثيرة مفيدة منها كتاب الكوكب وكتاب النجم من كلام سيد العرب والعجم عارض به كتاب الشهاب للقضاعي وقد رويته وكتاب الغرر من كلام سيد البشر وكتاب ضياء الأولياء وهو أسفار عدة وحملت عنه معشراته في الزهد وكتبها الناس وأخبرنا بها أبو الربيع بن سالم عن أبي المطرف بن جزي وأبي الحسن بن فزارة وأنا غيره عن أبي أحمد بن سفيان ثلاثتهم عنه ذكره أبو عمر بن عات وأثنى عليه وقال أخبرني عنه الوزير الفقيه أبو بكر بن سفيان وكان يصف لي علمه وإمامته وورعه وزهده وأخبرني ابنه أبو أحمد أنهم كانوا يدخلون عليه بيته والكتب عن يمينه وشماله وأنه كان يضع يده على وجهه إذا قرأ القارىء فيبكي حتى يعجب الناس من بكائه حدث عنه ابن عياد وأبو الحسن بن كوثر وأبو بكر بن بيبش وغيرهم وأنشدنا أبو الحجاج بن إبراهيم المعروف بالغرناطي وكتبها لي بخطه عن أبي بكر محمد بن عتيق بن علي التجيبي الأزدي قال أنشدنا أبي قال أنشدني أبو العباس الأقليشي لنفسه

( أسير الخطايا عند بابك واقف ** له عن طريق الحق قلب مخالف )

( قديما عصى عمدا وجهلا وغرة ** ولم ينهه قلب من الله خائف )

( تزيد سنوه وهو يزداد ضلة ** فها هو في ليل الضلالة عاكف )

( تطلع صبح الشيب والقلب مظلم ** فما طاف فيه من سنا الحق طائف )

( ثلاثون عاما قد تولت كأنها ** حلوم تقضت أو بروق خواطف )

( وجاء المشيب المنذر المرء أنه ** إذا رحلت عنه الشبيبة تالف )

( فيا أحمد الخوان قد أدبر الصبا ** وناداك من سن الكهولة هاتف )

( فهل أرق الطرف الزمان الذي مضى ** وأبكاه ذنب قد تقدم سالف )

( فجد الدموع الحمر حزنا وحسرة ** فدمعك ينبى إن قلبك آسف )

وقد وافق في أول هذه القطعة قول أبي الوليد بن الفرضي أو أخذه منه نقلا توفي في صدره عن المشرق بمدينة قوص من صعيد مصر في عشر الخمسين وخمسمائة ودفن

____________________

عند الجميزه التي في المقبرة التالية لسوق العرب وقال أبو عبد الله بن عياد توفي سنة خمسين أو إحدى وخمسين بعدها وقد نيف على الستين

169 أحمد بن الحسن بن ميمون المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا جعفر ذكره ابن سفيان ووصفه بحفظ الآداب والتواريخ مع النباهة والنزاهة وتوفي ببلده سنة خمسين وخمسمائة وقرأت بخط أبي محمد أيوب بن نوح توفي الوزير أبو جعفر أحمد بن عبد العزيز بن ميمون المخزومي الجزيري يوم الخميس الموفي عشرين من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وهو هذا فيما أحسب وقد أخذ عن أبي الأصبغ بن المرابط أحمد بن علي بن أحمد بن ميمون المخزومي تأليفه في رواية ورش المترجم بالتقريب والحرش في سنة ست أو سبع وعشرين وخمسمائة وكنيته أبو بكر فلعله المترجم به

170 أحمد بن جبير بن محمد بن جبير بن سعيد بن جبير بن سعيد بن جبير بن سعيد بن جبير ثلاثة بن محمد بن مروان بن عبد السلام بن مروان بن عبد السلام بن جبير الكناني من ولد ضمرة بن بكرة بن عبدة مناة بن كنانة بن خزيمة وجبير والد عبد السلام هو الداخل إلى الأندلس مع بلج القشيري في المحرم سنة ثلاث وعشرين ومائة نقلت نسبه من خط ابنه أبي الحسين محمد بن أحمد الأديب الزاهد وهو من أهل بلنسية يكنى أبا جعفر روى عن صهره أبي عمران بن أبي تليد وأبي عبد الله بن خلصة وأبي محمد البطليوسي وتأدب بهما وله أيضا رواية عن أبي الحسن بن هذيل وأبي الوليد بن الدباغ وسماع منهما وعني بالآداب وكان من أهل البلاغة والإدراك كاتبا شاعرا واستوزره أبو عبد الملك مروان بن عبد العزيز عند ثورته ببلنسية في انقراض دولة الملثمين وامتحن يوم خلعه فقبض عليه الجند واعتقلوه حتى فدى منهم نفسه بمال جليل

____________________

وانتقل إثر ذلك إلى شاطبة فسكنها حدث عنه ابنه أبو الحسين وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ذكر وفاته وبعض خبره أبو محمد بن سفيان

171 أحمد بن إبراهيم بن عيسى من أهل المرية يكنى أبا العباس ويعرف بابن المحلول لقي أبا القاسم بن ورد وصحب القاضي أبا بكر بن أسود وقدمه إلى قضاء جزيرة شقر ثم صرف عنه واستقر زمان الفتنة بمرسية وعقد بها الشروط وكان فقيها توفي بشاطبة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة عن ابن سفيان

172 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن العاصي بن سهل الأنصاري من أهل لاردة وسكن شاطبة يكنى أبا الحكم روى عن أبي محمد الرشاطي قال أبو عبد الله بن عياد توفي بشاطبة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة أو نحوها وحدث عنه أبوه عمر بيسير وهو في عداد أصحابه

173 أحمد بن مالك بن مرزوق بن مالك بن عباس من أهل طرطوشة يكنى أبا العباس سمع من أبيه أبي الوليد مالك وأبي علي بن سكرة وأجازا له ومن أبي محمد البطليوسي وأبي محمد بن أبي جعفر الخشني وتفقه به وولي القضاء بطرطوشة بلده ثم انتقل عنها إلى بلنسية عند تغلب العدو عليها وذلك يوم الخميس السادس عشر من شعبان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة حدث وسمع منه وتوفي ببلنسية سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ومولده بطرطوشة سنة سبع وثمانين وأربعمائة ذكره ابن عياد وأخذ عنه

174 أحمد بن عيسى المعلم من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس أخذ عنه أبو الخليل مفرج بن حسين الضرير المقرىء

____________________

175 أحمد بن محمد بن زيادة الله الثقفي قاضي قضاة الشرق من أهل مرسية يكنى أبا العباس ويعرف بابن الحلال روى عن أبي علي بن سكرة وصحب أبا بكر بن فتحون وتفقه بأبي القاسم بن أبي حمرة وحضر عند أبي محمد بن أبي جعفر ومال إلى الرأي والمسائل وشارك في الآداب وولي خطة الشورى ثم استقضي بأوريولة واستعفى منها فأعفي وعاد إلى الفتيا إلى أن قلده الأمير محمد بن سعد قضاء مرسية وأضاف إليه قضاء قضاته بسائر أعماله كلها بعد أن تخلصه من نكبة أبي محمد بن عياض الأمير قبله وأطلقه من معتقله وفوض إليه في أموره ولم يكن حصيف العقل وسعي به إليه فقبض عليه واستصفى أمواله وغربه إلى أندة من أعمال بلنسية واعتقل هنالك شهورا ثم قتل بها ليلا في سنة أربع وخمسين وخمسمائة حدث عنه أبو بكر عتيق بن عطاف وأبو محمد عبد المنعم الخزرجي وأبو عبد الله بن واجب المقرىء وأبو محمد بن سفيان وأكثر خبره عنه

176 أحمد بن عبد الجليل بن عبد الله يكنى أبا العباس ويعرف بالتدميري لأن أصله منها ونشأ بالمرية روى عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن عطية وأبي والحجاج بن يسعون وأبي محمد الزهيري وأبي عبد الله محمد بن عمر وأبي الوليد بن الدباغ وكان عالما بالعربية واللغات والأداب واستأدبه السلطان بمراكش لبنيه وله حظ من قرض الشعر وسكن بجاية وقتا وألف بها لمحمد بن علي بن حمدون وزيرا ابن الناصر الصنهاجيين كتابا سماه نظم القرطين وضم إشعار السقطين جمع فيه أشعار الكامل للمبرد والنوادر لأبي علي البغدادي وله كتاب التوطئة في العربية وله شرح في كتاب الفصيح لثعلب وله أيضا في شرح أبيات الجمل للزجاجي كتاب مفيد كبير الحجم كثير الامتاع سماه شفاء الصدور وآخر اختصره منه سماه المختزل وفرغ من تأليف الأول سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وله أيضا كتاب الفوائد والفرائد وتوفي بمدينة فاس مرجعه من المهدية وحضور فتحها سنة خمس وخمسين وخمسمائة

____________________

177 أحمد بن يوسف بن اسماعيل بن صاحب الصلاة من أهل باجة يكنى أبا جعفر كان من رواة الحديث وأهل العناية به وقد حدث عن أبي عبد الله بن شبرين بصحيح البخاري وأخذ عنه واستشهد عند باب الجامع في غدر العدو بلده وذلك ليلة السبت الثاني والعشرين لذي حجة سنة سبع وخمسين وخمسمائة

178 أحمد بن مسعود بن ابراهيم بن يحيى القيسي يكنى أبا جعفر ويعرف بابن اشكبند أصله من سرقسطة وولد هو بشاطبة ونشأ بها وسمع من أبي عامر بن حبيب وأبي محمد عبد الحق بن عطية وأبي الحسن بن هذيل وأبي الوليد بن الدباغ وأبي الحسن بن النعمة وأبي محمد بن عاشر وأبي عبد الله بن سعادة وغيرهم وتفقه بالقاضي أبي الاصبغ بن إدريس ولازمه وناظر عند أبي بكر بن أسد وأبي عبد الله بن مغاور وولي خطة الشورى بلده وكان عالما بالشروط بصيرا بعقدها محدثا حافظا متقنا فيما قيد ثقة في ما روى على منهاج أهل الحديث ومن أهل المعرفة والتمييز لعلله والذكر لرواته بأسمائهم وكناهم وموالدهم ووفياتهم حسن الحظ جيد الضبط دؤوبا على النسخ يتنافس فيما يكتب ويقيد وله تنابيه مفيدة حدث وأخذ عنه أبو القاسم بن فيره الضرير وغيره وقال ابن عياد لم أر بعد أبي الوليد بن الدباغ أحفظ منه لأسماء الرجال وهو ممن ينبغي أن يلحق في الطبقة الثانية عشرة من أئمة المحدثين يعني التي ألف ابن الدباغ وسمى معه أبا الفضل بن عياض وأبا بكر بن فتحون وأبا القاسم بن حبيش وغيرهم قال وكان ورعا منقبضا فاضلا متواضعا وهو من بيت علم وخير وتزهد في آخر عمره حتى عرف بإجابة الدعوة وسأل الله أن يميته غريبا ذابل الجسم فكان كما تمنى توفي متوجها إلى الحج بالمهدية من بلاد إفريقية في الثالث عشر من رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وقال أبو عبد الله بن عفيون توفي سنة سبع قبلها وحكى نحوا مما تقدم ووصفه بالعدالة والديانة والتحري والمعرفة بالوثائق قال وكان أكثر تصرفه في معرفة الحديث ورجاله أخبرني بذلك أبو عمر بن عات عن ابن عفيون وقال ابن سفيان تحرك لأداء فريضة الحج فتوفي بمدينة تونس فيما بلغنا عام سبعة وخمسين والأول هو الصحيح ومولده سنة خمس وخمسمائة كان لدة أبي عمر بن عياد

179 أحمد بن محمد القيسي من أهل جيان يكنى أبا العباس ويعرف

____________________

بالفندري نزل مرسية وأقرأ بها العربية والآداب ثم سكن الش من أعماله وبها لقيه ابن عياد وقال كان له حظ من علم الطب توفي بمرسية في الرابع وعشرين لربيع الأول سنة تسع وخمسين وخمسمائة ومولده بجيان سنة عشر وخمسمائة

180 أحمد بن محمد بن هذيل الأنصاري من أهل بلنسية وأصله من ثغبرها يكنى أبا العباس سمع من ابن الدباغ وابن النعمة وصحب أبا بكر بن أسد وأبا محمد بن عاشر وتفقه عندهما ورحل إلى قرطبة فلقي بها أبا عبد الله بن الحاج وأبا جعفر بن عبد العزيز وأبا عبد الله بن أبي الخصال وأمثالهم فأخذ عنهم وقدمه ابن الحاج إلى قضاء استجة وقيل إلى قضاء باغه فأقام على ذلك إلى حين مقتله وانصرف إلى بلده فولي قضاء لاردة وشبرانة وغيرهما من بلاد الثغر الشرقي في الدولة اللمتونية فلم تحمد سيرته وكان يميل إلى الأدب ويضرب بسهم في الشعر والكتابة ويعقد الشروط وكتب لأبي محمد بن جحاف وأبي محمد بن عاشر أيام قضائهم وكان حسن الخط نحى فيه منحى ابن أبي الخصال شيخه فقاربه وولي خطة الشورى ببلنسية لأبي العباس بن الحلال ولأخيه زيادة الله ثم ولي بأخره من عمره خطة المواريث وأحكامها ببلنسية في إمارة محمد بن سعد فامتحن وضرب وغرب إلى جزيرة شقر وهنالك توفي مضيقا عليه في ذي القعدة سنة تسع وخمسين وخمسمائة ودفن بقبلي جامعها ولم يبلغ الستين مولده سنة أربع وخمسمائة عن ابن عباد وابن سفيان

181 أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الأنصاري من أهل المرية وسكن مرسية ويعرف بابن البراذعي يكنى أبا العباس روى عن أبي الحسن بن شفيع وأبي عبد الله بن الغراء وابن موهب وابن زغيبة وان ورد وأبي عبد الله البلغي وأبي الأصبغ بن حزم ولقي بمالقة أبا علي منصور بن الخير فأخذ عنه وبقرطبة أبا محمد بن عتاب وأبا الحسن بن مغيث وغيرهما وأجاز له أبو القاسم بن بقي وابن العربي وأبو علي الصدفي

____________________

وأبو محمد البطليوسي وغير هؤلاء وكان مقرئا وله فهرسة منها نقلت أسماء رجاله ولم يكن بالضابط وقد أخذ عنه ورأيت السماع منه بمرسية في سنة تسع وخمسين وخمسمائة

182 أحمد بن خلف بن يوسف بن فرتون ولد الأستاذ أبي القاسم بن الأبرش سكن غرناطة وأصله من شنترين يكنى أبا العباس روى عن أبيه وكان وراقا يبيع الكتب وله مجموع صغير بالمحكم المنتخب من عيون سماه الحكم وقفت عليه وفيه بعض شعره وكان ضعيفا وقد أخذ عنه أبو جعفر بن حكم وأبو القاسم بن سمجون أنشدنا أبو الربيع بن سالم قال أنشدني الشيخ الصالح أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم بغرناطة قال أنشدني أبو العباس أحمد بن الأستاذ أبي القاسم بن الأبرش وكان وراقا

قال أنشدني أبي لنفسه

( ألا حبذا عيش الخمول وحبذا ** مقيلي في أكنافه ورقادي )

( خمول وأمن طال مثواي فيهما ** وقد جهل الحساد لين مهادي )

قال شيخنا أبو الربيع وكتب لي بخطه هكذا أنشدنا أبو جعفر هذه الأبيات لأبي القاسم بن الأبرش وذلك وهم منه أو من المنشد له إنما هي لأبي سليمان الخطابي أنشدها له القاضي أبو الوليد الباجي في كتابه سنن الصالحين من تأليفه وذكر فيها بيتا ثالثا وهو

( هل العيش إلا البأس والصبر والتقى ** وعلم إلى خير العواقب هادي )

183 أحمد بن حسن بن سيد الجراوي من أهل مالقة يكنى أبا العباس روى عن أبي عبد الله بن أخت غانم وأبي الحسين بن الطراوة وأبي الحسن بن مغيث وأبي القاسم بن ورد وغيرهم وعلم العربية والآداب وكان نحويا فاضلا ماهرا له حظ من قرض الشعر حدث عنه أبو عبد الله بن الفخار وأبو كامل الخطيب وغيرهما ويشتبه اسمه بأبي العباس بن سيد الاشبيلي الكتاني الملقب باللص وهما اثنان وقرأت بخط أبي الحجاج العبدري المعروف بالثغري وأخبرني أبو عبد الله التجيبي عنه قال أنشدني صاحبنا الأستاذ النحوي الفاضل أبو العباس المالقي ويعرف بابن سيد لنفسه وكتبه لي بخطه

____________________

( وبين ضلوعي للصبابة لوعة ** بحكم الهوى تقضي علي ولا أقضي )

( جنى ناظري منها على القلب ما جنى ** فيا من رأى بعضا يعين على بعض )

توفي في نحو الستين وخمسمائة

184 أحمد بن خلف بن سيد القيسي من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس أخذ عن أبي العباس بن عيشون وسمع منه الكافي في القراءات لأبي عبد الله بن شريح ورحل حاجا فأدى الفريضة وأخذ عنه بمكة في سنة إحدى وستين وخمسمائة وقفت على نحو ذلك بخطه وهذا ثالث في هذا الباب لا بني سيد المالقي والإشبيلي

185 أحمد بن نصر بن عيسى بن نصر بن سحابة الأنصاري يكنى أبا جعفر أصله من مدينة سالم وسكن شاطبة وولي الخطبة ببعض جهاتها وله رواية عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المكناسي ولا أعلمه محدث

186 أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك الأنصاري سكن بلنسية وداره شبرب من عملها يكنى أبا جعفر ويعرف بابن مشيون صحب أبا الوليد بن الدباغ وسمع منه قديما في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وكتب عنه غير ما شيء من رواياته ومجموعاته وكان معتنيا بالحديث موصوفا بالذكاء والصلاح توفي في ذي القعدة سنة إحدى وستين وخمس مائة وفاته عن أبي عبد الله بن عياد وسائر خبره عن أبيه أبي عمر

187 أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد بن عبد الله الأنصاري من أهل وادي آش يعرف بابن الخروبي ويكنى أبا العباس روى عن أبي بكر غالب بن عطية وابنه عبد الحق وأبي الحسن بن كرز وأبي الحسن بن الباذش وأبي محمد بن عتاب وأبي الوليد بن رشد وأبي بحر الأسدي وأبي الوليد بن طريف وأبي عبد الله بن مكي وأبي

____________________

الحسن شريح بن محمد وأبي الحسن بن موهب وأبي عبد الله بن زغيبة وأبي علي الصدفي وغيرهم وكان مع روايته للحديث متقذا في القراءات والتفسير وأصول الفقه وعلم الكلام والنحو يغلب عليه علم اللغة والأدب وربما نظم اليسير وتصدر للإقراء وولي القضاء والصلاة والخطبة ببلده حدث عنه أبو ذر الخشني وأبو القاسم بن البراق ومن شيوخنا أبو الخطاب بن واجب وابو عبد الله الأندرشي وغيرهم وتوفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة

188 أحمد بن ثابت من أهل وادي آش يكنى أبا جعفر روى بغرناطة عن أبي الحسن بن أضحى وأبي محمد بن عطية وأخذ بها القراءات عن أبي بكر بن الخلوف وتفقه بالمرية عند أبي القاسم بن ورد وشوور ببلده وكان له حظ من الأدب ومعرفة بالأخبار وسعي به للأمير محمد بن سعد فأزعجه عن وطنه وقصره على المقام بمرسية إلى أن توفي بها سنة ثلاث وستين وخمسمائة وفاته عن ابن حبيش وباقي خبره عن ابن سفيان 1893 أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي من أهل مرسية وصاحب الأحكام بها يكنى أبا العباس سمع أباه أبا زيد وأبا علي الصدفي أو أبا محمد بن أبي جعفر وتفقه به وأجاز له أبو الحسن العبسي وأبو داود المقرىء وغيرهما وكان فقيها حافظا مشاورا مدرسا يتقدم في معرفة الأحكام والشروط ويشارك في علوم القرآن والآثار وله حظ من الأدب وتقلد خطة الشورى وأحكام القضاء ببلده سنين عدة بعد أن ولي قضاء شاطبة ثم صرف محمود السيرة معروف التواضع والنزاهة وحكى ابن عياد أنه قرأ على أبيه الموطأ رواية أبي مصعب من حفظه في عام أحد وخمسمائة وهو أول تاريخ سماعه وكان رديء الخط جدا نا عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن واجب وأبو محمد غلبون بن محمد بن غلبون روى عنه أبو عمر بن عياد وابنه محمد وأبو محمد بن سفيان وأبو ذر الخشني وغيرهم وتوفي بمرسية أول يوم الاثنين ثاني عيد الأضحى سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر وما ذكره ابن سفيان في وفاته وهم ومولده سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

____________________

190 أحمد بن عبد العزيز بن محمد الأزدي من أهل شقورة ونشأ بمرسية واستوطنها يكنى أبا العباس ويعرف بابن الاصفر صحب القاضي أبا محمد بن عاشر ولازمه وكتب بين يديه وأكثر عنه وله سماع من أبي الحسن بن هذيل وكان من أهل الذكاء والفهم معروفا بالتيقظ والدهاء ودرس الفقه على الطريقة القرطبية وبه تفقه أبو عبد الله بن تحيا وأبو محمد عبد الكبير بن محمد وغيرهما واتصل بأبي العباس بن الحلال قاضي القضاة في إمارة ابن سعد فتقدم في إشباعه وخاصته وقدمه إلى الشورى بمرسية وأنهضه إلى قضاء شاطبة ثم أضاف إليه قضاء أوريولة فكان يتولاهما إلى أن نكب مع ابن الحلال واعتقل شهورا ثم سرح وأعيد إلى قضاء أوريولة وزيد خطة المواريث بها مع الشورى وتوفي بمرسية وهو يتولى ذلك في المحرم سنة أربع وستين وخمسمائة عن ابن سفيان وفيه عن غيره

191 أحمد بن عمر المعافري من أهل مرسية وأصله من طلبيرة يعرف بابن افرند ويكنى أبا العباس روى عن أبي علي بن سكرة وأبي بكر بن عطية وأبي بكر بن العربي وأبي محمد الرشاطي وأبي إسحاق بن حبيش البزاز وغيرهم وله رحلة حج فيها ولقي أبا الفتح بن الزند انقاني بلد بين سرخس ومرو من أصحاب أبي حامد الغزالي وأنشده عنه مما قاله في وداع إخوانه بالبيت المقدس

( لئن كان لي من بعد عود إليكم ** قضيت لبانات الفؤاد لديكم )

( وإن تكن الأخرى ولم تكن أوبة ** وحان حمامي فالسلام عليكم )

وقد روى هذين البيتين أبو عمر بن عياد وابنه محمد عن ابن أفرند هذا وكذلك عن أبي القاسم بن البراق إنشادا قال أنشدنا القاضي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة بمرسية قال أنشدنا أبو الحسن علي بن سند الزاهد السائح بمكة قال أنشدنا أبو حامد الغزالي برباط سعد بنهر معلى لنفسه فذكرهما مع غيرهما وكان ابن أفرند هذا

____________________

صالحا زاهدا متصوفا نا عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن واجب أخذ عنه اليسير وأبو عبد الله بن سعادة المعمر سمع منه بمرسية وأجاز له وهو حكى روايته عن ابن سكرة ووقفت أنا على تحديثه عن أصحاب أبي علي عنه فالله أعلم

152 أحمد بن عثمان بن هارون اللخمي أندلسي يكنى أبا العباس لقي بغرناطة أبا محمد بن صارة أبا محمد عبد المنعم بن سمجون وأخذ عنهما ورحل حاجا فكتب عنه بالإسكندرية السلفي وغيره قرأت في فوائد أبي محمد العثماني أنشدني أبو العباس يعني هذا قال أنشدني القاضي أبو محمد عبد المنعم بن سمجون بغرناطة لنفسه

( لست وجيها لدى إلهي ** هذا مدى عيشي اعتقادي )

( لو كنت وجيها لما يراني ** في عالم الكون والفساد )

193 أحمد بن محمد بن عبد الله سعيد بن عباس بن مدبر الازدي من أهل قرطبة واصل سلفه من اشونة يكنى أبا القاسم روى عن أبي محمد بن عتاب وأبي الحسن عبد الجليل بن عبد العزيز وغيرهما وكان فقيها كاتبا شاعرا أديبا وولي قضاء رندة واقرأ ببلده العربية والآداب أخذ عنه أبو جعفر بن يحيى الخطيب وربما قلب اسمه فقال فيه محمد بن أحمد وقد وقفت على ذلك بخطه والصواب ما أثبتناه وهو ابن أخي أبي القاسم خلف بن عبد الله بن مدير المقرىء

194 أحمد بن يحيى بن أحمد العبدري من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر روى عن أبي جعفر بن الباذش قال ابن عياد سمعت أبا محمد سفيان بن أحمد صاحبنا هو ابن الإمام البسطي يقول سمعت أبا جعفر أحمد بن يحيى بن أحمد العبدري يقول سمعت الأستاذ أبا جعفر أحمد بن علي بن أحمد النحوي يقول سمعت أبا عامر محمد بن إسماعيل مرتين يقول سمعت الفقيه أبا بكر بن جماهر يقول سمعت القاضي أبا عبد الله القضاعي يقول سمعت أبا سعد هو الماليني أحمد بن محمد الصوفي يقول

____________________

سمعت أبا نصر منصور بن إبراهيم بن عبد الله القصار يقول سمعت أبا بكر الوراق يقول من أرضى الجوارح بالشهوات فقد غرس في قلبه شجر الندامات وأخبرنا به أبو الخطاب بن واجب في آخرين عن أبي الحسن بن النعمة عن أبي عامر محمد بن اسماعيل بمثله

195 أحمد بن يوسف الفزاري من أهل أوريولة يكنى أبا العباس كان معلما بالقرآن وولي الخطبة بجامع بلده مناوبا لغيره أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله التجيبي وسماه في شيوخه المقرئين

196 أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن القشيري من أهل قرطبة يعرف بابن صاحب الصلاة ويكنى أبا جعفر سمع من أبي بكر بن العربي وأخذ عنه جامع الترمذي وغيره ذلك وكان من أهل الحديث والإتقان لما رواه حدث عنه ابنه أبو عبد الله وأبو عبد الله الشنتيالي الخطيب وغيرهما أكثر خبرة عن ابن الطيلسان

197 أحمد بن يوسف بن محمد الأنصاري من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر ولي الأحكام ببلده وكانت له رواية عن أبي الحسن شريح بن محمد أجاز له ولابنه محمد وقد حدث ابنه وأخذ عنه

198 أحمد بن صالح المخزومي الكفيف من أهل قرطبة يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن غفريل وسمع الحديث من أبي القاسم أحمد بن محمد بن بقي وتصدر للإقراء ببلده وكان من أهل الذكاء والفهم والمعرفة بالحديث والقراءات والعربية موصوفا بالصلاح والفضل أخذ عنه أبو عبد الله الشنتيالي وأبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي شيخنا وعرض عليه موطأ مالك وأخذ عنه أيضا أبو محمد عبد الحق بن محمد الخزرجي قراءة نافع وأكثر خبره عنه ويحدث أبو عبد الله بن البقار من شيوخ أبي الحسن بن القطان عن أبي العباس أحمد بن صالح القرطبي لقيه بالعدوة ولا أدري أهو هذا أم غيره

199 أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص النفزي من أهل شاطبة

____________________

يكنى أبا جعفر ويعرف بابن اللاية أخذ القراءات عن أبيه أبي عبد الله بشاطبة وعن أبي عبد الله بن سعيد بدانية وخلف أباه بعد وفاته في الإقراء وأخذ عنه جماعة منهم ابن فيرة الضرير المقرىء نزيل مصر وغيره وكان متقدما في صناعته معروفا بالضبط والتجويد وكان أبوه أيضا كذلك

200 أحمد بن علي بن عيسى بن سعيد بن مختار بن منصور بن شاكر الغافقي من أهل قرطبة ويعرف بالشقوري لأن أصله منها أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأخذها عنه ابنه أبو الحسن علي بن أحمد ولا أراه حدث عنه سواه

201 أحمد بن محمد بن جعفر بن سفيان المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا بكر ويعرف بالعابد صحب أبا العباس الاقليشي وأبا عبد الله بن الصيقل المعروف بأبي هريرة وأخذ عنه ومال إلى الزهد والتصوف وانتابه أهل الخير فأنفق عليهم أموالا جليلة سمعت شيخنا أبا الخطاب بن واجب يحكي ذلك عنه وكان من أهل الثروة واليسار وبيته قديم النباهة وله حظ من قرض الشعر وخاف من الأمير محمد بن سعد فخلع دعوته وضبط بلده في آخر سنة ست وستين وخمسمائة فأدى ذلك إلى محاصرته الطويلة الشهيرة ولم ينفس عن أهله إلا موت ابن سعد في منسلخ رجب سنة سبع وستين وخمسمائة فنالوا بذلك وجاهة عند الولاة بعده واختص ابن سفيان وبنوه بمعظمها حدث عنه أبو عمر بن عياد ببعض تواليف ابن الصيقل وحكى عنه أبو عمر بن عات شيخنا ولم أقف على تاريخ وفاته

202 أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري من أهل غرناطة يعرف بابن الصقر ويكنى أبا العباس كذا قال فيه أبو الربيع بن سالم أنه من غرناطة وقيده لي وبخطه وقال غيره أنه ولد بالمرية وأصله من سرقسطة خرج منها والده عبد الرحمن وسكن

____________________

بلنسية ثم انتقل إلى القرية فسمع من أبي الحسن ابن الباذش وأبي القاسم بن الأبرش وأخذ عنهما العربية والآداب وعن جماعة سواهما وكان معروفا بالفقه والأدب والمشاركة في قرض الشعر مع نباهة القدر وبراعة الخط وولي القضاء بإشبيلية لوالي المغرب وكان ممن يحضر مجلسه مع أكابر الطلبة وتمشى له ذلك في مدة الوالي بعده وأنشدني له بعض أصحابنا

( أرض العدو بظاهر متصنع ** إن كنت مضطرا إلى استرضائه )

( كم من فتى ألقى بوجه باسم ** وجوانحي تنقد من بغضائه )

حدث عنه ابنه أبو عبد الله وأبو خالد بن رفاعة وتوفي بمراكش في جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة ومولده بالمرية في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة

203 أحمد بن موسى بن هذيل العبدري من أهل أبيشة وسكن مربيطر وهما من عمل بلنسية يكنى أبا جعفر وأبا العباس رحل وحج وسمع من أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأندلسي لقيه بالاسكندرية سنة تسع وعشرين وخمسمائة وقفل إلى وطنه وحدث يسير وكان ذا معرفة بالفرائض والحساب وقد أقرأ القرآن روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد وتوفي في حدود السبعين وخمسمائة عن ابن سالم

204 أحمد بن عبد الملك بن بونه العبدري من أهل مالقة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن البيطار سمع أباه أبا مروان وأبا بكر بن عطية وابن عتاب وابن طريف وأبا بحر الأسدي وأبا الوليد بن رشد وغيرهم وأجاز له أبو علي الصدفي وحدث وأخذ عنه وهو من بيت علم وحديث توفي بعد السبعين وخمسمائة بعضه عن ابن سالم

205 أحمد بن يوسف بن علي الأزدي من أهل جيان يكنى أبا جعفر ويعرف بابن الحاج روى عن أبي عبد الله بن اصبغ بقرطبة وله رحلة حج فيها حدث عنه القاضي أبو بكر بن أبي نضير

206 أحمد بن محمد بن مالك من أهل بلنسية واصله من سرقسطة يكنى أبا بكر

____________________

له رواية عن أبي بكر بن العربي وكان أديبا كاتبا وقد روى عنه شيخنا أبو الخطاب بن واجب بعض شعره توفي بإشبيلية سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بعضه عن ابن سفيان

207 أحمد بن علي بن محمد بن عيسى يكنى أبا العباس يروي عن أبي العباس الأقليشي وقدم بجاية مع أبي الوليد بن خيرة في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة من دانية ووقفت على التحديث عنه في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة

208 أحمد بن عبد العزيز بن الفضيل بن الخليع الأنصاري الوراق من أهل شريون وسكن بلنسية يعرف بالقبسي بالباء المعجمة المكسورة ويكنى أبا العباس أخذ عن أ بي عبد الله بن خلصة جاره بشريون وعن أبي ممد البطليوسي ولازمهما حتى أتقن العربية والآداب وتجول في بلاد الأندلس والعدوة وكان أديبا شاعرا أنيق الوراقة بديعها معروفا بالإتقان والضبط يتنافس فيما وجد بخطه من الدواوين وكان مضعفا وقتل صبرا بإشبيلية سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة أو نحوها مولده بشريون قبل الخمس مائة أكثر خبره عن محمد بن عياد

209 أحمد بن عبد الله بن مسلم المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا جعفر ويعرف بابن بروطه سمع من أبي الحسن بن هذيل وصحب أبا إسحاق الخفاجي وأجاز له شعره وقد كتب عنه أبو عمر بن عياد قطعا منه عن الخفاجي

210 أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله اللخمي الباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا عمر روى عن أبيه وأبي بكر بن العربي سمع منه برنامجه وأجاز له وعن أبي الحكم بن حجاج وغيرهم وقد سمع من ابن بشكوال وهو من أصحابه حدث عنه ابناه أو عبد الله وأبو مروان سمعا منه فهرسة جدهم أبي محمد الراوية وأجاز لهما توفي عند صلاة الظهر من يوم السبت الثالث من شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين وخمسمائة وصلى عليه شيخه أبو عبد الله بن المجاهد

____________________

211 أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر الهاشمي من أهل طرطوشة وسكن بلنسية يكنى أبا جعفر سمع ابن هذيل وابن سعادة وابن النعمة واختص به وهو كان القارئ عليه لما يسمع منه ولقي ابن سعيد المقرئ بدانية بعد خروجه من طرطوشة في رجب سنة أربع وأربعين وخمسمائة لعام أو نحوه من تغلب الروم عليها ولم يأخذ عنه شيئا وأخذ عن بعض أصحابه وكان مقرئا ماهرا توفي في نحو سنة خمس وسبعين وخمسمائة عن ابن سالم وغيره

213 أحمد بن عبد الملك بن عميرة بن يحيى الضبي من أهل لورقة يكنى أبا جعفر سمع بمرسية من أبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر ورحل إلى قرطبة في سنة خمس عشرة وخمسمائة فسمع من ابن عتاب وابن رشد وأكثر عنه ومن ابن أبي الخير الموروري وغيرهم ولقي بمالقة منصور بن الخير فأخذ عنه القراءات ورحل حاجا وبعد انصرافه من أداء الفريضة أقرأ القرآن ببلده وأسمع الحديث وكان منقبضا زاهدا صواما قواما حدث عنه من شيوخنا أبو سليمان بن حوط الله لقيه بلورقة في أوائل ذي القعدة سنة خمس وسبعين وكان قد أجاز له ولأخيه أبي محمد قبل ذلك وحدث عنه أيضا قريبه أبو جعفر أحمد بن يحيى بن عميرة وبخطه قرأت أكثر خبره وتوفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة وقد قارب المائة

213 أحمد بن علي بن محمد بن عبد الملك بن سليمان بن سيد الكناني النحوي من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس ويعرف باللص لقبه بذلك أبو بكر الأبيض الأديب في صغره لإغارته بزعمه على الاشعار فغلب عليه روى عن أبي بحر الأسدي وأبي بكر بن فندلة وأبي محمد بن صارة وغيرهم وأقرأ العربية والآداب واللغات وكان قائما عليها متحققا بصناعتها شاعرا مع ذلك مفلقا وشعره مدون ومنه ما قرأته بخطه

____________________

( وقائلة والضنى شاملي ** علام سهرت ولم ترقد )

( وقد ذاب جسمك فوق الفراش ** حتى خفيت على العود )

( فقلت وكيف أرى نائما ** ورامي المنية بالمرصد )

روى عنه من الجلة أبو القاسم بن الملجوم وغلط في اسم أبيه وأبو العباس الجراوي ومن شيوخنا أبو الحسن بن زرقون وأبو الخطاب بن الجميل وغيرهم وتوفي سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة ومولده سنة اثنتين أو ثلاث وخمسمائة

214 أحمد بن محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الأنصاري الأوسي من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر ويعرف بالطيلسان وهو جد أبي القاسم لقبه بذلك شيخنا ابن الأبرش لأنه كان يقصد مجلسه مدة أخذه العربية عنه في كل يوم بثوب يخالف ما أتى به أمس فكان ابن الأبرش يقول لطلبته جاءكم ابن سليمان بطيلسان ثان سمع من ابن مسرة وابن بشكوال وأبي محمد بن مغيث وأبي القاسم ابن الشراط صهره وأخذ القراءات عن شريح روى عه ابنه عبد الله حكى ذلك ابن ابنه أبو القاسم وقال أنشدني عمي أبو محمد قال أنشدني أبي قال أنشدني الأستاذ أبو القاسم بن الأبرش لنفسه

( أيأسوني لما تعاظم ذنبي ** أتراهم هم الغفور الرحيم )

( فذروني وما تعاظم منه ** إنما يغفر العظيم العظيم )

توفي بقرطبة ودفن في الثامن من صفر سنة تسع وسبعين وخمسمائة

215 أحمد بن زرارة بن إبراهيم بن زرارة الأميي من أهل سرقسطة وسكن بلنسية يكنى أبا جعفر ويعرف بابن أبي الخير أخذ القراءات عن زيد بن الوراق وأدب بالقرآن وكان مقرئا ضابطا غاية في الإتقان والأخذ على القارئ في التجويد أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن نوح وهو وصفه ولقيه أبو عبد الله بن سعادة شيخنا ببلنسية وأجاز له

____________________

216 أحمد الشنتريني المقرئ نزيل مدينة فاس ويكنى أبا العباس روى القراءات عن أبيه عن أبي عبد الله بن شريح وأخذ عنه أبو عبد الله بن الدراج ولم ينسبه

217 أحمد بن محمد بن موسى بن عبد الله بن أبي العافية من أهل بلنسية يكنى أبا جعفر سمع من ابن هذيل موطأ مالك وصحيح البخاري وغير ذلك وأكثر عن ابن النعمة وسمع في رحلته التي حج فيها من أبي طاهر السلفي بالإسكندرية مجالسه الخمسة التي أملى بسلماس وقفل فحدث بها وتقلد حسبة السوق فحمدت فيها طريقته يروي عنه أبو عبد الله بن الجنان بعض خبره عن ابن سالم وحكى لي قريبه أبو عبد الله بن أبي العافية المؤرخ العدل أنه توفي في حدود الثمانين وخمسمائة

218 أحمد بن عبد الودود بن غالب بن زنون من أهل مربيطر عمل بلنسية يكنى أبا جعفر روى عن أبي عبد الله بن سعادة وأبي عبد الله بن عبد الرحيم وأبي علي بن عريب وأبي القاسم بن حبيش وغيرهم وولي الأحكام ببلده وكان فقيها مشاورا نبيه البيت حسن الخط ذا رواية وعناية مع إتقان وضبط

219 أحمد بن علي بن أحمد الأنصاري السرقسطي منها ونزل الإسكندرية يكنى أبا العباس ويعرف بابن الفقيه رحل حاجا فأزدى الفريضة وسمع بمكة من أبي علي بن العرجاء إمام الحرمين وأبي الفتح الكروخي وأبي المظفر الشيباني وأجاز له هو وأخوه أبو القاسم عبد الرحمن وسمع أيضا من أبي الفضل بن ناصر وأبي شجاع البسطامي وغيرهما ولقي من الأندلسيين أبا عبد الله بن سهل المقرئ وأبا عبد الله بن سعيد الداني فسمع منهما وحدث بالتيسير لأبي عمرو عن ابن سعيد هذا وكان له حظ من قرض الشعر حدث عنه أبو الحجاج بن الشيخ وأبو بكر بن علي الإشبيلي وأبو الحسن بن مفضل المقدسي وغيرهم

____________________

220 أحمد بن محمد بن مفرح الأميي والأموي بخطه أيضا وكلاهما صحيح نزل مرسية وأصله من سرقسطة يكنى أبا جعفر ويعرف بالملاحي سمع من ابن سعادة وأبي العباس بن إدريس وأبي الحسن بن فيد وأبي عبد الرحيم وابن حبيش وأبي علي الصقلي وغيرهم وأقرأ بمرسية القرآن وحدث وسمع منه وعلم العربية وعنه أخذ أبو عبد الله بن رافع توفي سنة ثمانين وخمس مائة عن ابن سالم وقال غيره يعرف بالملاح وحكى أن وفاته سنة إحدى وثمانين

221 أحمد بن خليل بن اسماعيل بن خلف بن عبد الله السكوني من أهل لبلة يكنى أبا العباس روى عن أبيه وأبي الحكم بن بطال وأبي جعفر بن عبد العزيز وغيرهم وولي قضاء بلده وكان فقيها محدثا خطيبا بليغا شاعرا حدث عنه ابنه أبو بكر يحيى بن أحمد وأبو القاسم الملاحي وأبو عبد الله بن خلفون وغيرهم وتوفي سنة ثمانين وخمسمائة ومولده سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة

222 أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد الأنصاري المقرئ أصله من بادية بلنسية وسكن المرية وبها نشأ يكنى أبا العباس ويعرف بابن اليتيم وبالبلنسي وبالأندرشي أيضا أخذ القراءات عن أبي الحسن بن موهب وأبي علي بن عريب وأبي إسحاق بن صالح وأبي العباس بن العريف وأبي القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي وأبي عمرو الخضر بن عبد الرحمن وغيرهم لقي جميعهم بالمرية وسمع منهم ومن ابن ورد وابن عطية وابن اللوان والرشاطي وابن نافع وأبي عبد الله بن وضاح وابن أخت غانم وسمع من ابن يسعون كثيرا واختلف إليه مدة ومن أبي الحجاج القضاعي ومن أبي عبد الله بن أبي زيد وأجاز له أبو علي الصدفي وابن الفراء في ما زعم وأبو محمد بن السيد وأبو القاسم بن بقي وأبو بكر بن العربي وأبو عبد الله بن زغيبة وأبو الفضل بن شرف وغيرهم ويتكلم في روايته عن بعضهم وكان حافظا حافلا متحققا بالقراءات مشاركا في الحديث والعربية تصدر للإقراء بمالقة وبمسجد العطارين منها مدة طويلة وأقرأ أيضا بجامع المرية

____________________

وأخذ عنه الناس وسمعوا منه نا عنه ابنه أبو عبد الله وأبو القاسم بن بقي وأبو العباس العزفي وأبو الخطاب الكلبي وأبو سليمان بن حوط الله وقال توفي بالمرية في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة زاد غيره وقبره بمقبرة باب بجانة من ظاهرها وبشرقيها يلصق الحائط الغربي من رباط الخشيني وتاريخ وفاته مكتوب في لوح رخام على قبره

223 أحمد بن يوسف بن عبد العزير بن محمد بن رشد بن عبد الله بن محمد القيسي الوراق من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبيه وشاركه في أكثر شيوخه وعن ابن عتاب وابن رشد وأبي بحر الأسدي وابن طريف وأبي عامر بن إسماعيل وأبي محمد اللخمي وابن غشليان وأبي الفضل بن عياض سمع منه وأجاز له سائرهم وحدث عن السلفي بإجازته لمن بقرطبة من الطلبة في حياته بسؤال أبي مروان عبد الملك المرجوني قرأت ذلك بخطه حدث وأخذ عنه جماعة من شوخنا وغيرهم منهم ابن بقي وابن حوط الله وأبو الحسن بن قطرال وكان أصم ولد في صفر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وتوفي بمراكش يوم منى ودفن يوم عرفة بعد صلاة الجمعة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

224 أحمد بن عبد الصمد بن أبي عبيدة محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحق الخزرجي من أهل قرطبة ونزل بجاية وقد سكن غرناطة وقتا يكنى أبا جعفر روى عن أبي عبد الله بن مكي وأبي جعفر البطروجي وعبد الرحيم الحجاري وأبي بكر بن العربي وشريح بن محمد وابن ورد وابن أبي الخصال وغيرهم وكان معنيا بالحديث وروايته وكف بصره في آخر عمره وله تأليف في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم وسماه آفاق الشموس وإعلاق النفوس وتأليف آخر سماه مقامع الصلبان ومراتع رياض أهل الإيمان حدثنا عنه أبو القاسم بن بقي وأبو سليمان بن حوط الله وتوفي بمدينة فاس عقب ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ومولده سنة تسع عشرة وخمسمائة

____________________

225 أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعد بن سعيد بن سعد بن جزي من أهل بلنسية وجده الأعلى سعد بن جزي مذكور في تاريخ ابن الفرضي وقد أعدت ذكره في هذا الكتاب لزيادة عليه يكنى أبا بكر سمع أبا محمد البطليوسي ولم يجز له وأبا الحسن طارق بن يعيش وأبا الوليد بن الدباغ وأبا العباس الأقليشي وغيرهم وغلب عليه علم الفرائض والحساب فقعد للتعليم بذلك بجامع بلنسية وكان ثقة صدوقا حسن الخط وكتب علما كثيرا وعمر حتى انفرد بالرواية عن البطليوسي فكان آخر الرواة عنه بالسماع حدث عنه من شيوخنا أبو عامر بن نذير وأبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن النعمان سمعوا منه وروى عنه في الإجازة أبو القاسم الطيب بن محمد وأبو عيسى بن أبي السداد وغيرهم توفي عقب المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ومولده في رمضان سنة تسع وتسعين وأربعمائة

226 أحمد بن محمد بن أحمد الهلالي من أهل غرناطة يعرف بابن المناصف ويكنى أبا جعفر سمع من أبي الوليد بن بقوة كتاب الإشارة للباجي ومن أبي عبد الله بن زغيبة كتاب التفريع لابن الجلاب وحدث بهما وبغير ذلك عنهما توفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة قاله ابن حوط الله ومولده سنة خمس مائة وفي سنة وفاته كانت الوقيعة الكبرى بوادي شفالة من جوفي جنجالة من ثغور مرسية

227 أحمد بن محمد بن الحسن بن خلف بن يحيى الأموي من أهل دانية يكنى أبا جعفر ويعرف بابن برنجال سمع أباه والقاضي أبا بكر بن أسود وغيرهما وكان فقيها شوور في الأحكام ببلده وتقلد برهة قضاءه وكانت له عند السلطان إذ ذاك وجاهة بذاته ونباهة سلفه وتوفي رحمه الله في بلده في جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمسمائة وقد نيف على السبعين كتبه لي بخطه أبو الربيع بن سالم وقال لقيته ببلنسية

____________________

سنة ثلاث وثمانين وكان قدمها في وفد دانية فأجازلي لفظا جميع رواياته وقرأت بخطه أنه سمعه يقول سمعت أبي أبا بكر بن برنجال يقول سمعت عبد الرحمن بن أبي بكر السرقوسي الفقيه الصقلي يحكي عن أبي محمد عبد الحق بن هارون الصقلي أنه كان يؤذن للصلوات على باب المسجد فيقطع بين التكبيرتين ويقف بينهما وقفة ويقول ما أؤذن إلا لأعلم أن السنة فيه الوقف بينهما

228 أحمد بن محمد بن خلف بن عبد العزيز الكلاعي من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم ويعرف بالحوفي سمع من أبي الحسن شريح بن محمد صحيح البخاري وسمع من أبي بكر بن العربي وغيرهما وولي قضاء إشبيلية مرتين وكان حسن السيرة في أحكامه شديد البأس على أهل الشر والدعارة بصيرا بالوثائق وعني بالفرائض وألف فيها كتابا حسنا سمعه منه الناس وتوفي في شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بعضه عن ابن حوط الله

229 أحمد بن نوار الأنصاري المقرئ أحسبه من أهل غرب الأندلس يكنى أبا العباس يروي عن أبي محمد عبد الله بن محمد المقرئ من أصحاب المغامي وأقرأ القرآن وأخذ عنه أبو الحسن ثابت بن خيار الجياني ذكر ذلك ابن الطيلسان وفي السامعين من السلفي بالإسكندرية أحمد بن علي بن محمد بن نويرة الشلبي وأخشى أن يكون هذا وقيل نوار في نويرة والله أعلم

230 أحمد بن عبد الله بن محمد بن سابق من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس سمع من أبي بكر بن طاهر وشريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وغيرهم وحدث عنه أبو الحسين بن أبي عمرو بن عظيمة وكان موصوفا بالفضل والصلاح وقد أم قي صلاة الفريضة ببعض المساجد من بلده

231 أحمد بن عبد الغفور بن عامر بن عبد الجبار القرشي العبشمي من أهل شاطبة يكنى أبا جعفر سمع من أبي عامر بن حبيب وأبي عبد الله بن سعيد الداني وطارق بن يعيش وأبي إسحاق بن جماعة وابن هذيل وابن الدباغ وابن سعادة وابن

____________________

النعمة وأبي بكر بن أسد وغيرهم واستقضي بغير موضع من جهات شاطبة وكانت له دربة بالأحكام ومعرفة بالشروط وأصابه صمم في آخر عمره صحبه إلى أن مات فكان يسمع بلفظه وكان حسن الخط ينظم اليسير روى لنا عنه أبو الربيع بن سالم وأنشدني ونقلته من خط طاهر بن مفوز قال أنشدني أبو جعفر بغير هذا قال أنشدنا أبو عامر بن حبيب قال أنشدنا أبو الحسن طاهرت بن مفوز لنفسه

( إن كنت ترغب في روح وفي دعة ** وصفو عيش على الأيام مضمون )

( فانظر لمن هو في دنياه دونك في ** مال وجاه وأعلى منك في الدين )

قال هذا طاهر وأثبته بخطه تحت قول أبي الفضل بن العميد

( من شاء عيشا هنيئا يستفيد به ** فواضل العيش إدبارا وإقبالا )

( فلينظرن إلى من فوقه أدبا ** ولينظرن إلى من دونه مالا )

توفي قبل التسعين وخمسمائة

232 أحمد بن يوسف بن السليم المعافري من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر روى عنه أبو القاسم الملاحي ووصفه بالزهد وقال قرأت عليه القرآن بحرف نافع

233 أحمد بن محمد بن صامت من أهل مرسية يكنى أبا جعفر أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع الحديث من أبي القاسم بن حبيش وكان يؤدب بالقرآن ويعلم بالحساب والعربية وقد حدث وأخذ عنه توفي بعد التسعين وخمسمائة عن ابن سالم

234 أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سعيد بن حريث بن عاصم بن مضا بن مهند بن عمير اللخمي قاضي الجماعة من أهل قرطبة وأصله من قرى شذونة

____________________

يكنى أبا العباس وأبا جعفر سمع ببلده من جماعة منهم أبو عبد الله بن أصبغ وعرض عليه الموطأ وأبو جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبو بكر وأبو جعفر البطروجي وابن أبي الخصال وأبو الطاهر التميمي وابن مسرة وأبو بكر بن مدير وأبو القاسم بن رضى وأخذ عنه القراءات وغيرهم وأخذ العربية والآداب عن أبي بكر بن سمجون وأبي العباس بن خصيب ورحل إلى إشبيلية فأخذ عن شريح قراءتي نافع وابن كثير ولازم أبا القاسم بن الرماك لتعلم العربية وسمع منهما ومن أبي بكر بن العربي بعد سماعه منه بقرطبة ولقي بالمرية أبا محمد عبد الحق بن عطية وأبا عبد الله بن وضاح وأبا الحجاج القضاعي وأبا عبد الله الحمزي وأبا الفضل بن عياض وأجاز له ابن موهب وابن فندلة وأبو مروان الباجي وأبو العباس بن ثعبان وغيرهم وأكثر من الروايات إلا أنه امتحن بضياع أسمعته عندما استولى الروم على مدينة المرية ومال إلى العربية وتحقق بذلك وولي قضاء فاس ثم نقل إلى قضاء الجماعة بمراكش يوم وفاة القاضي أبي موسى عيسى بن عمران في شعبان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان جميل السيرة كريم الخلق أديبا له حظ من الكتابة والشعر مشاركا في فنون شتى وله في العربية التي شهر بها تأليف مفيد سماه بالمشرق وكتاب تنزيه القرآن عما لا يليق من البيان وقد ناقضه ابن خروف ورد عليه في هذا التأليف نا عنه جماعة من شيوخنا وتوفي بإشبيلية مصروفا عن القضاء يوم الخميس السابع والعشرين من جمادي الأولى سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وقال ابن حوط الله توفي سنة ثلاث وهو وهم منه وحكى غيره أنه توفي قبيل صلاة العصر يوم الخميس المذكور قيل إلا أنه قال الثاني والعشرين من جمادي الأخيرة ودفن بعد صلاة الجمعة فكانت مدة عمره سبعا وسبعين سنة غير ثلاثة أشهر وسبعة أيام مولده بقرطبة يوم عيد الفطر سنة إحدى عشرة وخمس مائة وقال ابن الطيلسان ليلة عيد الفطر سنة ثلاث عشرة وحكى عنه أنه أجاز عند وفاته لكل من أراد الرواية عنه

235 أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن سعد الخير الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا بكر وهو أخو الأستاذ أبي الحسن روى عن ابن النعمة وطبقته وكان من

____________________

أهل العلم بالفرائض والحساب لا يجارى في التعاليم مع العدالة والصلاح وقعد لتعليم الحساب والهندسة وأخذ عنه جماعة من أهل بلده وانتفعوا به وتوفي بعد سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة خبره عن ابن سالم

236 أحمد بن علي بن أبي بكر عتيق بن اسماعيل المقرىء من أهل قرطبة ونزل دمشق يكنى أبا جعفر ويعرف بابن الفنكي أخذ القراءات ببلده عن أبي بكر محمد بن جعفر بن صاف وسمع الحديث بقراءة والده من أبي الوليد بن الدباغ ثم رحل إلى المشرق فقرأ القرآن بالموصل على أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي وسمع كثيرا على أبي القاسم بن عساكر وسمع بمكة من أبي حفص الميانشي سنة أربع وستين وخمسمائة ومن عبد المنعم الفراوي ومن أبي عبد الله بن صدقة أخذ عنه صحيح مسلم ثم تصدر بدمشق للإقراد والإسماع فأخذ عنه الناس وكان شافعي المذهب وأعقب فأنجب توفي بدمشق سنة سبع وتسعين وخمسمائة عن ابن حوط الله ومولده بقرطبة يوم الخميس منتصف شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وقال أبو محمد عيسى بن سليمان الرندي إنه توفي يوم الاثنين السابع عشر لرمضان سنة ست وتسعين وخمسمائة ودفن من الغد بجبل قاسيون بدمشق

237 أحمد بن محمد بن خلف بن اليسر القشيري المكتب من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر روى عن أبي الوليد بن بقوة كان يزعم أنه قرأ عليه الموطأ وكان أبو محمد بن القرطبي يتكلم في ذلك وروى أيضا عن أبي إسحاق إبراهيم بن أبي تمام سمع منه شيخنا أبو جعفر بن الدلال وأخذ عنه الموطأ سنة سبع وتسعين وخمسمائة وهو عرفني بأمره وحدث عنه أبو القاسم الملاحي في الأربعين حديثا من تأليفه ووصفه بالصلاح ولم يعرض له شيء

____________________

238 أحمد بن سلمة بن أحمد بن يوسف الأنصاري من أهل لورقة وسكن تلمسان يعرف بابن الصيقل ويكنى أبا جعفر وأبا العباس روى عن ابن الدباغ وابن بشكوال وأبي بكر بن خير وأبي إسحاق بن قرقول وابن الجد وابن الفخار والسهيلي وابن حبيش وابن عبيد الله وأبي بكر بن أزهر الشريشي وغيرهم وكان من أهل العناية الكاملة بالحديث والمعرفة بصناعته والتقدم في الضبط والإتقان حدث وسمع منه الناس وروى عنه من شيوخنا أبو عيسى ابن أبي السداد وأبو عبد الله بن الصفار وأبو زكرياء بن عصفور التلمساني وسمع منه أبو الحسن بن القطان وأطنب لي في الثناء عليه أبو الربيع بن سالم توفي في السادس لمحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

239 أحمد بن علي بن حكم بن عبد العزيز بن محمد بن يوسف وقيل فيه حكم بن محمد بن عبد العزيز بن خلف القيسي العطار ويعرف بالحصار من أهل غرناطة يكنى أبا جعفر سمع من أبي الحسن شريح صحيح البخاري بقراءة أبي عبيد الله وغير ذلك ومن أبي محمد بن عطية وأبي بكر بن نفيس وأبي الفضل بن عياض وأبي جعفر بن الباذش وأبي عبد الله النميري وأبي الحسن بن ثابت وأبي إسحاق بن حبيش وغيرهم وأجاز له أبو القاسم بن بقي وابن العربي وابن مغيث وابن مكي وابن رضى وموسى بن حماد القاضي وأبو الحجاج القضاعي وسواهم وسمع من ابن بقوة بعض صحيح مسلم ولم يجز له وأجاز له بلفظه أبو بكر محمد بن إسماعيل بن فورتش السرقسطي جميع ما رواه وكان أبو علي الصدفي قد استجاز له من شيوخه الجلة بالمشرق عدة وكان من أهل الصلاح والخير والعناية بالرواية ثقة صدوقا روى عنه جماعة من شيوخنا وغيرهم وأبوه أبو الحسن ممن حج واتصف بأعمال البر والتزم هو بأخرة من عمره إمامة الفريضة والخطبة بجامع بلده غرناطة بعد أبي عبد الله بن عروس إلى أن توفي بها فجأة ظهر يوم الخميس السادس والعشرين وقيل التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن ظهر يوم الجمعة خارج باب البيرة وصلى

____________________

عليه الوالي يومئذ وتبع جنازته ومولده سنة ثلاث عشرة وخمسمائة لعشر مضين أو بقين من رجب منها الشك منه وقيل من والدته

240 أحمد بن داود بن يوسف الجذامي من أهل باغه بن هيثم عمل غرناطة يكنى أبا جعفر روى عن أبي سليمان داود بن يزيد السعدي وكان أديبا نحويا لغويا مشاركا في علم الطب وله في شرح أدب الكتاب لابن قتيبة تأليف مفيد وآخر في شرح المقامات للحريري وقد أخذ عنه توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة أو نحوها

241 أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن حسان القضاعي أصله من أنده عمل بلنسية وولد بمرسية يكنى أبا جعفر روى عن أبي الحسن بن النعمة ورحل إلى المشرق مرافقا أبا الحسين بن جبير فأديا فريضة الحج وسمع بدمشق من أبي الطاهر الخشوعي وأجاز لهما أبو محمد بن أبي عصرون وأبو محمد القاسم بن عساكر وغيرهما ودخلا بغداد وتجولا مدة ثم قفلا جميعا إلى المغرب فسمع منهما بعض ما كان عندهما وكان أبو جعفر هذا متحققا بعلم الطب وله فيه تقييد مفيد مع المشاركة الكاملة في فنون العلوم وجده لأمه القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية حدث عنه ثابت بن محمد بن خيار الكلاعي وغيره وتوفي بمراكش سنة ثمان أو تسع وتسعين وخمسمائة ولم يبلغ الخمسين في سنه

242 أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضبي من أهل مرسية يكنى أبا جعفر وأبا العباس أخذ عن أبي عبد الله بن حميد وهو أول من قرأ عليه وسنه دون العشر وصحب أبا القاسم بن حبيش مدة طويلة وسمع من ابن عبيد الله بسبتة وابن الفخار بمراكش وأبا جعفر عبد الرحمن بن القصير وأبا الحسن بن كوثر وابن عم أبيه أبا جعفر أحمد بن عبد الملك بن عميرة وأجاز له ابن بشكوال وغيره ثم رحل حاجا فلقي في طريقه ببجاية عبد الحق الإشبيلي وبالإسكندرية أبا الطاهر بن عوف وأبا عبد الله بن الحضرمي وأخاه أبا الفضل وأبا الثناء الحراني وابن دليل وأبا الفضل الغزنوي وأبا

____________________

الرضى أحمد بن طارق بن سنان وقد سمع معه أبو الرضى هذا من أبي الحسن علي بن أحمد الحديثي قال وله أحاديث ساوى بها البخاري ومسلما وأبا محمد بن بري وأبا القاسم البوصيري وعساكر بن علي وإسماعيل بن قاسم الزيات وهؤلاء الأربعة سمعوا من السلفي على بعض شيوخه ولقي بمكة الميانشي وغيره وكان حسن الخط صحيح النقل والضبط ثقة صدوقا جلدا على الوراقة محترفا بها تأثل منها مالا كبيرا وكتب بخطه علما كثيرا وربما تسور على النظم روى عنه جماعة من شيوخنا وكبار أصحابنا وتوفي بمرسية شهيدا سقط عليه هدم فأخرج منه وبه رمق فني بسرعة وذلك ظهر يوم الأحد الخامس والعشرين لشهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وخمسمائة ودفن عصر يوم الاثنين بعده بمسجده إزاء جنته التي وقع حائطها عليه وكانت جنازته مشهودة وهو ابن بضع وأربعين سنة بعضه عن ابن سالم وقال ابن حوط الله توفي في جمادى الأولى من السنة وهو وهم منه

243 أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن السعود العبدري من أهل قرطبة يكنى أبا العباس سمع من أبي جعفر البطروجي وأبي عبد الله بن أبي الخصال وأبي الطاهر التميمي وغيرهم وكتب لبعض الأمراء وكان أديبا حافظا حلو النادرة قوي العارضة صاحب منظوم ومنثور يشارك في فنون من أبرع الناس خطا واقتنى من الدفاتر كثيرا بلغني أن قيمة ذلك بلغت ستة آلاف دينار نا عنه ابن سالم وقال توفي بمراكش سنة تسع وتسعين وخمسمائة

244 أحمد بن عيسى بن عبد البر بن محمد بن عيسى بن عبد البر البكري من أهل قرمونة يكنى أبا القاسم سمع أبا بكر بن خير واختص به وأبا الحكم بن حجاج ولقي بقرطبة أبا القاسم بن بشكوال وأبا عبد الله بن خليل وأبا بكر يحيى بن زيدان فسمع منهم وأجاز له أبو مروان بن قزمان وأبو الطاهر السلفي وغيرهما وأقرأ القرآن وحدث وأخذ عنه ذكره ابن الطيلسان وقال أجاز لي مرتين إحداهما بقرمونة والأخرى بإشبيلية عام تسعة وتسعين وخمسمائة

____________________

245 أحمد بن موسى بن عبد الله بن مزاحم اللخمي من أهل شلب يكنى أبا العباس أخذ القراءات ببلده عن عقيل بن العقل وهشام بن أبان ونزل مدينة فاس وتصدر بها لاقراء القرآن والتأديب بالعربية وكان مقدما في ذلك إلى أن توفي هنالك بعد الستمائة

246 أحمد بن عبد الله بن يونس الغافقي من أهل لبلة يكنى أبا العباس يحدث عنه أبو عبد الله بن خلفون الأونبي

247 أحمد بن عتيق بن الحسن بن زياد بن جرج من أهل بلنسية وأصله من المرية يعرف بالذهبي ويكنى أبا جعفر وأبا العباس أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن حميد والعربية والآداب عن أبي محمد عبدون وله سماع من ابن النعمة وابن حبيش وابن مضاء وأبي بكر بن بيبش وغيرهم وأجاز له أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأبو القاسم بن جاره ومال إلى العلوم النظرية فمهر في كل فن منها وشارك في جميعها واقتدر على تحصيلها في أقرب مدة وكان في الذكاء والفهم وحسن الاستنباط والغوص على دقائق المعاني آية من آيات الله تعالى ومن تواليفه كتاب الإعلام بفوائد مسلم للمهدي الإمام وكتاب حسن العبارة في فضل الخلافة والإمارة وقيدت عنه في الفقه وغيره فتاو بديعة وجوابات حسنة ولم يخل من نظم زان به علمه ونال بخدمة السلطان دنيا عريضة ورأس نظراءه من الطلبة وقد حدث بيسير وأقرأ العربية وأخذ عنه وتوفي بتلمسان قاصدا في جيش المغرب إفريقية وذلك في شوال سنة إحدى وستمائة مولده سنة أربع وخمسين وخمسمائة أكثره عن ابن سالم

248 أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن نصير من أهل شوذر عمل جيان يكنى أبا القاسم أخذ عن أبي جعفر بن الباذش وأبي بكر بن مسعود وغيرهما تصرف للسلطان في ولايات عدة وعمالات جليلة وكان من رجالات الأندلس أدبا وسروا ورجاحة وحلما ذا حظ من الكتابة والشعر توفي بمالقة رابع المحرم سنة اثنتين وستمائة

____________________

249 أحمد بن محمد بن سليمان بن عصام من أهل بلنسية يكنى أبا جعفر ويعرف بالبلالبي نسبة إلى بله ألبه بالثغر سمع أبا بكر بن نمارة وصحبه وأخذ عنه القراءات وكان يكتب المصاحف ويجيد ضبطها ولم أقف على تاريخ وفاته

250 أحمد بن حبيب بن عمر بن عبد الله بن شاكر الغافقي من أهل جيان روى عن ابن بشكوال وغيره حدث عنه ابنه أبو الرضى بسام بن أحمد شيخنا سمع منه وسمع معه

251 أحمد بن محمد بن سعدان الواعظ يعرف بالشنتريني لأن أصله منها ويكنى أبا العباس روى عن السهيلي وغيره وتجول ببلاد الأندلس للوعظ والتذكير حدث عنه أبو عبد الله بن أبي البقاء لقيه بجزيرة شقر وقرأ عليه الرسالة القدسية لأبي حامد الغزالي في سنة ثلاث وستمائة وابن سالم يقول فيه اسماعيل أبو الوليد وهو معاد هنالك لأجل ذلك

252 أحمد بن محمد بن أحمد بن مقدام الرعيني من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن شريح بن محمد وسمع من ومن ابن العربي وصحبه في توجهه لمراكش وحضر وفاته ودفنه بمدينة فاس وأخذ عن أبي عمر بن صالح وأبي القاسم بن الرماك وأبي الحسن علي بن مسلم وأبي الحسن بن عظيمة وعن أبي الحكم بن بطال البهراني وأجاز له السلفي وكان مقرئا زاهدا أديبا حافظا يستظهر شعر المعري المترجم بسقط الزند وعمر حتى انفرد بالأخذ عن شريح وأخذ عنه الناس كثيرا مولده سنة ست عشرة وخمسمائة وقال ابن فرقد مولده عام اثني عشر وتوفي بين عيدي الفطر والأضحى سنة أربع وستمائة

____________________

253 أحمد بن علي بن عبد المجيب بن علي بن أحمد بن عيشون الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا جعفر سمع أبا عبد الله بن نوح وتفقه به وتعلم العربية عنده وسمع أيضا أبا عبد الله بن حميد والحاج أبا بكر بن هذيل وغيرهم وناظر على أبي جعفر الذهبي في فنون تحقق منها بالعربية وكان من كبار أصحابه وأذكيائهم وأهل الفهم والتحصيل توفي بمراكش سنة خمس وستمائة ومولده سنة اثنتين أو ثلاث وستين وخمسمائة عن ابن سالم وقال الشك مني يعني في مولده

254 أحمد بن أحمد بن يعيش بن علي بن شكيل الصدفي الأديب من أهل شريش يكنى أبا العباس وأبوه يعيش يكنى أبا الحكم أخذ عن مشيخة بلده وولي قضاءه أبو عبد الله بن مقصير البلنسي فأخذ عنه العربية وعن أبي بكر بن خليل علم الكلام وسمع الحديث من أبي الحسين بن زرقون شيخنا وصحب القاضي أبا حفص بن عمر وولاه قضاء بعض الكور وشعره مدون وتوفي معتبطا سنة خمس وستمائة ومولده سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

255 أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي هارون التميمي المقرىء من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم أخذ القراءات عن أبي الحكم بن حجاج وأبي إسحاق بن طلحة وأبي بكر بن خير وأبي الحسين عبيد الله بن اللحياني وأبي الحكم بن بطال وأبي محمد بن موجوال البلنسي وسمع من أبي الحسن الزهري وأبي عبد الله بن المجاهد وأبي بكر بن عبيد وأبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن خشرم وأجاز له شريح في صغره وتصدر للإقراء ببلده وأخذ عنه الناس وكان من أهل الورع والزهد ذا حظ من علم العربية والأدب أكثر خبره عن ابن الطيلسان وأجاز لبعض أصحابنا في شهر ربيع الأول سنة خمس وستمائة

256 أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن شراحيل الهمداني من أهل غرناطة ولسلفه بها رياسة يكنى أبا جعفر وأبا العباس روى عن أبيه وعن خاله أبي الحسن بن الضحاك الفزاري وأبي الحسن عمرو بن محمد بن بدر وغيرهم وأجاز له أبو

____________________

الحسن شريح بن محمد وأبو بكر بن العربي وأبو إسحاق بن ثبات وأبو بكر بن طاهر وأبو جعفر البطروجي وجماعة من الجلة وله رحلة حج فيها وسمع بمكة من أبي علي الحسن بن علي البطليوسي وسمع أيضا بالإسكندرية من أبي عبد الله بن الحضرمي وقفل إلى بلده فحدث وأخذ عنه وعمر واسن وهو آخر الرواة بالإجازة عن ابن أبي الخصال مولده سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة قاله ابن الطيلسان وأكثر خبره عنه وقال الملاحي وقرأته بخطه توفي ظهر يوم الثلاثاء الثامن والعشرين لشهر ذي الحجة سنة ست وستمائة ودفن بعد صلاة العصر من يوم الأربعاء بعده

257 أحمد بن علي بن محمد الأنصاري الأوسي من أهل قرطبة وسكن باغه وأصله من واد آش يكنى أبا جعفر أخذ عن أبي بكر بن سمجون وأبي إسحاق بن طلحة وأبي بحر علي بن جامع الكفيف وسمع من أبي القاسم بن بشكوال وكان ذا رواية أديبا ذاكرا لأمالي أبي علي القالي حدث عنه ابن الطيلسان سمع منه وأجاز له في منتصف ذي قعدة سنة ست وستمائة قال توفي بقرب من ذلك ودفن بمقبرة باب عامر

258 أحمد بن عبد الرحمن من أهل جزيرة شقر يعرف بابن حاضر ويكنى أبا جعفر روى عن ابن هذيل وابن النعمة وابن سعادة وأبي بكر بن عقال وأبي جعفر بن طارق المقرىء وأبي محمد بن عاشر وعليم الحافظ وغيرهم وعني بالزهد والتصوف وكان أديبا شاعرا وله تأليف سماه بالاستيقاظ من سنة الغفلة والاستنقاذ من حبل التسويف والمهلة وقفت عليه ولم أقف على تاريخ وفاته

259 أحمد بن عبد الودود بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الملك بن إبراهيم بن عيسى بن صالح الهلالي قرأت اسمه بخطه من أهل غرناطة وكان يسكن المنكب أحيانا يكنى أبا القاسم ويعرف بابن سمجون وعبد الملك وهو الملقب بذلك سمع أباه أبا محمد عبد الودود وأبا بكر بن الخلوف وأبا الحسن المرادي وأبا العباس بن الأبرش وأبا الحسن بن عز الناس وأجاز له أبو بكر بن العربي وأبو طاهر السلفي وأبو إسحاق بن فرقد وابن بشكوال وابن حبيش وابن الرمامة وولي قضاء

____________________

المنكب وخطب بجامع قرطبة وقتا وكان فقيها أديبا ناظما ناثرا بارع الخط واسع الحظ من الفضل والعلم يغلب عليه الحديث والأدب حدث عنه جلة من شيوخنا وكبار أصحابنا وفاتتني الرواية عنه توفي بغرناطة فجأة ليلة الأحد الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وستمائة ومولده فيما قرأت بخطه صبيحة اليوم الثالث عشر من صفر عام ثمانية وعشرين وخمسمائة

260 أحمد بن محمد بن محمد بن عيشون اللخمي من أهل مرسية يكنى أبا بكر سمع من أبيه وأبي محمد بن حوط الله وجماعة من شيوخنا وغيرهم وأجاز له طائفة كبيرة من الأعلام وقيد كثيرا وأفاد وتوفي معتبطا سنة ثمان وستمائة

261 أحمد بن علي بن يحيى بن عون الله الأنصاري آخر المقرئين بشرق الأندلس يعرف بالحصار ويكنى أبا جعفر وسكن بلنسية وداره في دانية وأخذ بها في صغره عن أبي إسحاق بن محارب ثم لقي أبا الحسن بن هذيل فأخذ عنه القراءات عرضا وسمع منه كثيرا ومن ابن النعمة وابن سعادة وأجاز له أبو عبد الله بن أبي عبد الرحيم وابن عبيد الله وعبد الحق الاشبيلي وتصدر للاقراء ورأس في ذلك أهل عصره وكانت الرحلة إليه في وقته في الأخذ عنه ولم يكن أحد من أهل صناعته يدانيه في الضبط والتجويد والإتقان وحسن الأداء وكان تصدره ببلنسية في حياة شيوخه وقد أقرأ بإشبيلية وطال عمره فأخذ عنه الآباء والأبناء واضطرب بأخرة في روايته فأسند عن جماعة أدركهم وكان بعض شيوخنا ينكر عليه ذلك مع صحة روايته عن المذكورين قبل وإكثاره عنهم حتى لقد انفرد بقراءة تأليف ابن النعمة في تفسير القرآن المترجم بري الظمآن ولا أعلم أحدا من أصحابه أكمل قراءته عليه سواه أخذ عنه والدي رحمه الله القراءات أجاز له وأخذتها عنه بعد ذلك بمدة وسمعت منه جملة من روايته وأجاز لي وتوفي بعد

____________________

صلاة الصبح من يوم الخميس ثالث صفر سنة تسع وستمائة قبل الكائنة العظمى على المسلمين بالعقاب ناحية جيان بأحد عشر يوما ودفن لصلاة العصر من اليوم المذكور بمقبرة الجنان خارج بلنسية وقد قارب الثمانين فيما كان يخبر به رحمه الله مولده بدانية في نحو الثلاثين وخمسمائة

262 أحمد بن هارون بن أحمد بن جعفر بن عات النفزي من أهل شاطبة يكنى أبا عمر سمع أباه وأبا الحسن بن هذيل وأبا عبد الله بن سعادة وأبا بكر بن بيبش وأبا عبد الله بن عبد الرحيم وأبا الحسن عليم بن عبد العزيز الحافظ وغيرهم وأجاز له أبو بكر بن نمارة وأبو الحسن بن النعمة وابن بشكوال وأبو عبد الله بن عبادة الجياني وابن حبيش وابن عبيد الله وأبو عبد الله بن حميد وأبو بكر بن أبي حمزة وطائفة سواهم ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وسمع أبا طاهر السلفي وأبا عبد الله بن الحضرمي وأبا الطاهر بن عوف وأبا الطاهر العثماني وأجاز له أخوه أبو محمد وأبو عبد الله الكركنتي وأبو القاسم بن جارة وأبو الفرج الجوزي وآخرون يطول عددهم وكان أحد الحفاظ للحديث يسرد المتون والأسانيد ظاهرا لا يخل بحفظ شيء منها موصوفا بالدراية والرواية غالبا عليه الورع والزهد على منهاج السلف يأكل الجشب ويلبس الخشن وربما أذن في المساجد وله تواليف دالة على سعة حفظه مع حظ من النظم والنثر حدث عنه بعض شيوخنا الجلة وكتب إلي مجيزا لما رواه وألفه في ذي القعدة سنة ثمان وستمائة ثم توجه إثر ذلك غازيا وشهد وقيعة العقاب التي أفضت إلى خراب الأندلس بالدائرة على المسلمين فيها وكانت السبب الأقوى في تحيف الروم بلادها حتى استولت عليه ففقد حينئذ ولم يوجد حيا ولا ميتا وذلك يوم الاثنين منتصف صفر سنة تسع وستمائة ومولده قبل الزوال بيسير في ساعة الرواح من يوم الجمعة الخامس لشوال سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

____________________

263 أحمد بن محمد بن ابراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى زاد أبو سليمان بن حوط الله في نسبه ابن خلصة الحميري من أهل قرطبة والخطيب بجامعها الأعظم يكنى أبا جعفر سمع أبا عبد الله بن مكي وأبا الطاهر التميمي وأبا مروان بن مسرة وأبا عبد الله بن نجاح الذهبي وأبا خالد يزيد بن عبد الجبار وغيرهم وأخذ القراءات عن أبي بكر عياش بن فرج وعبد الرحيم الحجاري والعربية والآداب واللغات عن أبي بكر بن سمجون وأبي الحجاج المرادي وأبي بكر القشالشي وأجاز له أبو عبد الله المازري وكان آخر من حدث عنه بالأندلس وتصدر للإقراء بجامع قرطبة مدة طويلة ودرس علوم اللسان وكان حافظا لها بصيرا بها مشاركا في غيرها مع حظ من قرض الشعر وطال عمره وعلت روايته فأخذ عنه الناس وفاتني أن استجيزه توفي بقرطبة أصابه غشي وهو قائم على المنبر يخطب فخلفه في تمام الخطبة والصلاة بالناس ابنه أبو محمد عصام وتمادى به مرضه نحوا من ثلاثة أشهر إلى أن قضى نحبه في التاسع عشر لصفر سنة عشر وستمائة وصلى عليه ابنه ومولده سنة أربع وعشرين وخمسمائة وقال ابن الطيلسان توفي بين صلاتي الظهر والعصر من يوم الأربعاء ودفن لصلاة العصر من يوم الخميس بعده وهو الموفي عشرين لصفر بمقبرة أم سلمة على مقربة من مسجد كوثر قال وأخبرني أن مولده ما بين عامي أربعة وثمانية وعشرين وخمسمائة

264 أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن سليمان بن خالد العبدري من أهل اندة عمل بلنسية يكنى أبا الوليد رحل حاجا فسمع بمكة صحيح من البخاري من أبي محمد يونس بن يحيى الهاشمي وبدمشق كتاب الجليس الكافي والأنيس الشافي لابن طرارا من أبي جعفر القرطبي وكتبه بخطه مع غير ذلك من كتب الفقه والحديث عنهما وعن سواهما وصحب أبا الحسين بن جبير ثم قفل إلى المغرب واستوطن سلا وحدث هنالك وأخذ عنه وتوفي بها في شعبان سنة عشر وستمائة

265 أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن يحيى الهاشمي من أهل بنلسية

____________________

يكنى أبا جعفر ويعرف بالقلييري نسبة إلى بعض أعمالها روى عن ابن هذيل وابن النعمة وابن نمارة وابن سعادة وعلم بالقرآن وكان أديبا ناظما وله مجموعة في الشروط أخذ عنه ابن خيره وغيره من شيوخنا ولقيته غير مرة بموضع تعليمه وسمعت عليه التلاوة بحرف نافع وبعض فوائده وتوفي فجأة في نحو سنة عشر وستمائة

266 أحمد بن محمد بن إبراهيم الخشني من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر ويعرف بالأجري وأجر حصن بمقربة منها أخذ القراءات عن أبي خالد المرواني وأبي إسحاق بن طلحة ورحل حاجا فلقي أبا الطاهر بن عوف وأبا عبد الله بن الحضرمي والكركنتي وسمع منهم ومن غيرهم وقفل إلى بلده فأقرأ القرآن بمسجد حبيب من شرقيه وأسمع الحديث وكان يؤم به ويذكر الناس توفي ودفن بمقبرة ابن عباس يوم الجمعة السادس عشر من صفر سنة إحدى عشرة وستمائة وهو ابن سبعين عاما أو نحوها عن ابن الطيلسان

267 أحمد بن محمد بن حسن بن عبد الملك الفهري من أهل مرسية يكنى أبا جعفر ويعرف بالقرطاجني وبالحمري أخذ عن ابن هذيل قراءتي نافع وابن كثير فيما وقفت عليه وحدثني الثقة أنه أكمل عليه القراءات السبع وله سماع منه في صحيح مسلم وغيره وتصدر ببلده للإقراء وأخذ عنه وتوفي ودفن في عقب شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وستمائة

268 أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المطرف عبد الرحمن بن سعيد بن جرح من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبي جعفر البطروجي سمع عليه مصنف النسائي بقراءة أخيه أبي جعفر عبد الله وعن أبي إسحاق بن ثبات سمع منه صحيح مسلم ولقي أبا الحسن بن مغيث ولم يأخذ عنه شيئا وكان نزيه النفس نبيه البيت لم يتلبس بولاية ولا أسف إلى مكسوب وعمر وأسن حدث عنه ابن الطيلسان وقال توفي غداة يوم الثلاثاء الرابع عشر لرجب سنة إحدى عشرة وستمائة ودفن عصر يوم الأربعاء بعده بمقبرة أم سلمة وبمقربة من مسجد كوثر ومولده في صفر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة

____________________

269 أحمد بن محمد الأزدي المؤرخ من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر سمع من ابن بشكوال كثيرا وأخذ عن القشالشي وابن سمجون وأبي خالد المرواني وكان ملازما للمسجد الجامع متبتلا لا أهل له ولا ولد حكى ابن الطيلسان أنه قيد عنه كثيرا من التواريخ والمواليد والوفيات قال وتوفي يوم الخميس الموفي ثلاثين لرجب سنة إحدى عشرة وستمائة

270 أحمد بن محمد بن أحمد البكري من أهل شريش يكنى أبا العباس روى عن أبي إسحاق بن قرقول وأوطن سلا وولي بها القضاء ثم بمدينة مكناسة وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة

271 أحمد بن محمد بن يحيى بن أيوب بن شجرة من أهل إشبيلية وإمام مسجد بن الأخضر منها يكنى أبا القاسم أخذ عن أبي عبد الله بن معاذ المعروف بالفلنقي تأليفه المسمى بالإيماء إلى مذاهب السبعة القراء وحدث عنه بعض أصحابنا

272 أحمد بن محمد بن عبد الملك بن أبي جمرة من أهل مرسية يكنى أبا العباس سمع قريبه القاضي أبا بكر شيخنا وكان يسميه النجيب فغلب ذلك عليه وسمع أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وأبا العباس بن الحاج المجريطي وكان ذا مشاركة في الفقه وأصوله وعلم الكلام وولي القضاء بغير جهة من جهات مرسية ثم ولي قضاء دانية مرتين وتوفي آخرهما وهو يتولاه في نحو سنة عشرة وستمائة أفادنية ابن سالم وكتبه لي بخطه

273 أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن مانع الكناني من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس سمع أبا بكر بن خير وأخذ عنه كثيرا وصحبه طويلا وأبا إسحاق بن فرقد وغيرهما وعني بعقد الشروط وحدث وحكى أبو عبد الله بن سعيد الطراز أنه سمع منه وأجاز له في رمضان سنة ثلاث عشرة وستمائة

____________________

274 أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن خلف بن أفلح مولى الناصر من أهل قرطبة وأحد المؤذنين بمنار جامعها الأعظم يكنى أبا جعفر روى عن أبيه أخبار الصالحين بقرطبة وكان عارفا بقبورهم ومتعبداتهم ذكره ابن الطيلسان وقال سمعته يقول وقد وقفني على متعبد ابن زرب القاضي بالجامع سمعت أبي يقول سمعت أبا الحسن يونس بن محمد الصفار يقول كان أبو بكر بن زرب يكثر التنقل بموضع بلصق المقصورة في الركن من جهة الشرق فسئل عن لزومه لذلك الموضع فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه في النوم أربع عشرة مرة توفي في آخر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وستمائة وصلي عليه على باب المسجد الجامع ودفن بروضة الصلحاء قبلي قرطبة وكانت جنازته مشهودة

275 أحمد بن علي بن عبد الرحمن النفزي أندلسي يكنى أبا العباس تجول بالمشرق وسمع ببغداد من أبي الفرج عبد المنعم بن كليب الحراني وبأصبهان من جماعة من أصحاب أبي علي الحداد وبنيسابور من أبي سعد عبد الله بن عمر بن الصفار وجماعة من أصحاب أبي عبد الله الفراوي سمع منه ابن نقطة ببغداد ووصفه بالثقة والحفظ وحكى أنه خرج منها بعد سنة ثلاث عشرة يعني وستمائة فدخل إلى شيراز وأقام بها

276 أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب بن عمر بن واجب القيسي من أهل بلنسية يكنى أبا الخطاب حامل راية الرواية بشرق الأندلس وآخر المحدثين المسندين سمع جده أبا حفص وأبا الحسن بن هذيل وأخذ عنه القراءات وأبي بكر بن نمارة وأبا عبد الله بن سعادة وأبا الحسن بن النعمة وعنده تعلم

____________________

العربية وعليه قيد كتب اللغات والآداب وسمع بمرسية من أبي بكر بن أبي ليلى وأبي عبد الله بن عبد الرحيم وسمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد يسيرا وكان ابن حبيش منهما بجله ويرفعه عن الأخذ عنه لمساواته إياه ببعض شيوخه ورحل إلى غرب الأندلس مرارا أولاها سنة أربع وستين وخمسمائة فسمع بقرطبة من أبي القاسم بن بشكوال وأكثر عنه في رحلته هذه وبعدها واقتصر عليه دون الرواة من أهلها ولقي بأشونة أبا مروان بن قزمان وقد أسن وثقل وهو أعلى شيوخه إسنادا فسمع منه وأجاز له ما رواه مع جلة من أصحابه استجازه لهم حينئذ ولأهل عصره ولم يكثر عنه لتكلفه الإسماع من أجل كبرته وسمع بإشبيلية من أبي بكر بن خير كثيرا ومن أبي الحسن الزهري وأبي إسحاق بن فرقد وأبي بكر محرز البطليوسي يسيرا وأخذ عن أبي عبد الله بن زرقون التقصي لأبي عمر بن عبد البر وبعض روايته وكتب إليه أبو بكر بن العربي وأبو الوليد بن الدباغ وأبو مروان بن مسرة وأبو الوليد بن خيرة وأبو بكر بن رزق وأبو العباس الخروبي وأبو محمد بن موجوال وأبو إسحاق الغرناطي وأبو محمد بن دحمان وأبو عبد الله بن الفخار وأبو محمد بن عبيد الله وغيرهم ولقي الخطيب أبا علي بن عريب وأبا العباس بن إدريس وأبا محمد بن عاشر فأجازوا له ولم يسمع منهم وكتب إليه إيضا من أهل المشرق آباء الطاهر السلفي وابن عوف والخشوعي في آخرين وكان على انتقائه من يأخذ عنه ينتقي ما يسمع منه وساوى شيوخه العلية في درجة الرواية بابن قزمان وصار لا يعدل به أحد من أهل وقته عدالة وجلالة وسعة اسمعة وعلو إسناد وصحة نقل وضبط إلى تقلب في العليا وتقلل من الدنيا مع رسوخ في الدين والورع تخنقه العبرة للرقائق وتعلوه الخشية للمواعظ مع عناية كاملة بصناعة الحديث وبصر به وتحقق بحمله وذكر لرجاله وتهافت على جميع كتبه وما يتعلق بفنه ومحافظة على إسماعه ونشره وترغيب لأهله فيه وكانت الرحلة إليه في زمانه وولي القضاء بيلنسية وشاطبة حقبا عدة وأوقاتا مختلفة فيما نقمت عليه سيرة ولا وقعت به استرابة سوى حدة متعارفة منه ثم صرف أشد حاجة منه حين ولي ولم يكن شأنه ولا الغالب عليه سوى الحديث إليه جنح ومال وفي سماعه رحل وجال واقتنى من الأصول العتيقة والدفاتر النفيسة كثيرا وربما سافر في تحصيلها وهي كانت جل ما أورث سمع منه الناس قديما وحديثا وانتفعوا بلقائه وأخذ

____________________

عنه جماعة من جلة شيوخنا وكبار أصحابنا وقد حكى عنه شيخه أبو بكر بن خير في فهرسته الكبرى وفاة أبي الحسن بن هذيل ورزقت منه قبولا وبه اختصاصا فمعظم روايتي قديما عنه وأجاز لي غير مرة خطا ولفظا وكان يرتاح إلى الآداب وكتب منها كثيرا بخطه واختصر تأليف ابن بشكوال في الغوامض والمبهمات ورتبه ترتيبا مفيدا واختصر ايضا كتاب الفصل للوصل المدرج في النقل لأبي بكر الخطيب وله في غير ذلك تنابيه نبيهة واستدراكات حسنة استلحق على أبي عبيد الله المرزباني في معجم الشعراء له ما يدل على مطالعته وإحاطته توفي رحمه الله بمراكش في رحلته إليها لاستدرار جار من بيت المال انقطع له فقبض بها بعد مضي نحو الثلث من ليلة يوم الاثنين السادس لرجب سنة أربع عشرة وستمائة وهو ابن سبع وسبعين سنة مولده ببلنسية سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

277 أحمد بن يوسف بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن أبي زيد من أهل لرية عمل بلنسية يكنى أبا جعفر ويعرف بابن عياد سمع أباه أبا عمر وأبا الحسن بن هذيل وأبا بكر بن نمارة وأخذ عنه القراءات وغيرهم وأجاز له جماعة منهم أبو حفص بن واجب وأبو الأصبغ بن المرابط وأبو العرب عبد الوهاب بن محمد وأبو العباس أحمد بن مالك وأبو محمد عبد الغني بن مكي وأبو عبد الله بن يعيش وأبو محمد مسعود الإشبيلي وأبو عبد الله بن سيدراي الوراق والسلفي وسواهم وكان شيخا صالحا عارفا بالرواة صدوقا معروفا بالانقباض حدث عنه كبار أصحابنا وقد كتب عنه أبو سليمان بن حوط الله قطعة شعر يرويها عن أبيه حدثنا صاحبنا أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن سماعا منه بلفظه وكثيرا ما كان يذكر أنه استجازه لي قال أنا أحمد بن أبي عمر يعني هذا عن أبيه يوسف بن عبد الله قال أخبرني أبو الحسن طارق بن موسي المخزومي قراءة قال أنا أبو الحسن بن مشرف قراءة أنا أبو زكرياء البخاري إجازة قال أنا عبد الغني بن سعيد وأنبأنا ابن أبي جمرة عن أبيه عن أبي عمر النمري عن عبد الغني

____________________

قال نا أبو الحسين محمد بن الحسن الحداد النهاوندي قال حدثني محمد السقاء وهو صالح فاضل من خيار المسلمين قال ركبت في سفينة من تنيس إلى مصر فاشتد هول البحر علينا فتضرع الناس وجأروا إلى الله عز وجل قال فنبغ رجل من وسطهم فقال

( عجبت لقلبك كيف انقلب ** )

فاستجهلناه وقلنا انظر في أي وقت يخاطب الله بمثل هذا قال ثم زاد الهول فأطلع رأسه مرة أخرى ثم قال

( وشدة حبك لي لم ذهب ** )

قال وكنا عليه في هذه أشد غيظا من الأولى ثم زاد الهول فأطلع رأسه الثالثة فقال

( وأعجب منذا وذا أنني ** أراك بعين الرضى في الغضب )

قال فما أتم الكلام حتى سكن الهول قال فوضعت عيني عليه فقلت هذا ولي من أولياء الله أكون مرافقا له وصاحبا قال فما هو إلا أن وصلنا اتبعته فلم أجده ولم أدر أي طريق سلك نقلت من خط أبي عمر ابن عياد أسماء شيوخ ابنه هذا وأنه ولد قرب الزوال من يوم الخميس التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وأربعين وخمسمائة وتوفي في آخر شوال سنة خمس عشرة وستمائة

278 أحمد بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الخزرجي والتاجر من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبي عبد الله الحمزي وأبي العباس بن العريف وأبي محمد النفزي الخطيب وأبي القاسم بن ورد وأبي محمد الرشاطي وأبي بكر بن النفيس قرأت أسماءهم بخطه وحدثت عن أبي عبد الله بن سعيد المعروف بالطراز أنه وقف على إجازته بخطوط أشياخه فسمى هؤلاء غير ابن النفيس وزاد أبا الحسن بن موهب وأبا بكر بن العربي وأبا القاسم بن رضى وقال استجازهم له والده أبو حفص القرطبي ووثقه وعدله وكان قد خرج من قرطبة زمن الفتنة وانتقل في أهله إلى لبلة واستوطنها ثم نزل

____________________

مدينة فاس واحترف بالتجارة واحتاج الناس إليه لعلو روايته وطول عمره مولده في أول سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة حكاه الطراز عنه إذ لقيه بمنزله في سنة ست عشرة وستمائة وبإفادة أبي العباس بن فرتون وحكى أبو العباس هذا أنه توفي ليلة الأحد لسبع خلون من جمادي الأولى سنة ست عشرة المذكورة

279 أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري المقرىء من أهل إشبيلية وأصله من أبذة عمل جيان وهي وما والاها دار اليعمريين بالأندلس يكنى أبا العباس وهو سبط أبي الحسين بن سليمان اللخمي روى عنه وعن أبي بكر بن خير وأبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر بن صاف وأبي عمرو بن الطفيل وأخذ عنهما القراءات وروى أيضا عن ابن بشكوال وأبي حبيش والسهيلي وابن عبيد الله وأبي محمد بن بونه وابن الفخار وأبي الحجاج بن الشيخ وغيرهم وأجاز له جماعة من أهل المشرق وكان معتنيا بالحديث دروبا على تقييده ولقاء رواته مشاركا في القراءات وغيرها واستأدبه بعض الأمراء لبنيه فأقرأهم القرآن والعربية ولم يتصدر لذلك حدث عنه ابنه الخطيب أبو بكر محمد بن أحمد صاحبنا وقال مولده منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى وستين وخمسمائة وتوفي منتصف جمادى الأولى سنة ثمان عشرة وستمائة وهو ابن ست وخمسين سنة واحد عشر شهرا

280 أحمد بن منذر بن جهور بن أحمد الأزدي المقرىء من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف وروى عن أبي عبد الله بن المجاهد ولازمه وسلك طريقته في الزهد وتصدر للاقراء ببلده وأخذ عنه الناس وله تأليف في قراءة ورش وكان مع معرفه بالأداء وتقدمه في الصلاح فقيها على مذهب مالك قائما عليه ولم

____________________

يكن بداخل الولاة وأصحابهم ولا يقوم لأحد منهم إن رآه وقلما تعدى مسجده وداره واختلف علي في وقاته والذي تقرر عندي أنها قبل سنة ثمان عشرة وستمائة

281 أحمد بن عبد المؤمن بن موسى بن عيسى بن عبد المؤمن القيسي من أهل شريش يكنى أبا العباس روى عن أبي الحسن بن لبال وأبي بكر بن أزهر وأبي عبد الله بن زرقون وأبي العباس بن مقدام وأبي الحسين بن جبير وغيرهم وأقرأ العربية وله تواليف أفاد بما حشر فيها منها شرح الإيضاح للفارسي والجمل للزجاجي وشرح مقامات الحريري في ثلاث نسخ كبراها الأدبية ووسطاها اللغوية وصغراها المختصرة وله في العروض تأليف وجمع مشاهير قصائد العرب واختصر نوادر أبي علي القالي لقيته بدار شيخنا أبي الحسن بن حريق من بلنسية قبل توجهي إلى إشبيلية في سنة ست عشرة وستمائة وهو إذ ذاك يقرأ عليه شرحه للمقامات فسمعت عليه بعضه وأجاز لي سائره مع روايته وتواليفه وأخذ عنه أصحابنا ثم لقيته ثانية مقدمه من مرسية وتوفي بشريش بلده في سنة تسع عشرة وستمائة

282 أحمد بن تميم بن هشام بن أحمد بن حنون البهراني من ساكني إشبيلية وأصله من لبلة يكنى أبا العباس روى عن أبيه وأبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي محمد بن جمهور وغيرهم ورحل إلى المشرق فسمع ببغداد من أبي حفص عمر بن طبرزد وبخراسان من المؤيد بن محمد الطوسي وبهراة من أبي روح وعبد المعز وبمرومن عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني ومن جماعة غير هؤلاء وسمع أيضا بدمشق من أبي الفضل الحرستاني وسواه وبها توفي قبل العشرين وستمائة من خبره عن ابن نقطة وقال فيه ثقة صالح

283 أحمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك الأموي من أهل يابره ونشأ بإشبيلية يكنى أبا العباس وهو أخو الأستاذ أبي بكر محمد بن طلحة أخذ عن أخيه وغيره

____________________

العربية وسمع من أبي عبد الله بن زرقون وكان نحويا أديبا عروضيا وله في ذلك تأليف أخذ عنه وتوفي في نحو العشرين وستمائة

284 أحمد بن محمد بن ابراهيم بن خيرة من أهل إشبيلية يكنى أبا جعفر ويعرف بالمواعيني روى عن أبيه أبي القاسم وقد أخذ عنه بعض تواليف أبيه

285 أحمد بن ابراهيم بن محمد بن أحمد المخزومي من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر ويعرف أبوه بكوران روى عن أبيه وغيره من مشيخة بلده ورحل حاجا فلقي بالإسكندرية أبا الحسن بن المقدسي وسمع منه روى عنه بعض أصحابنا وقال أنشدتني تقية بنت غيث بن علي الارمنازي لنفسها رحمها الله

( لا خير في الخمر على أنها ** مذكورة في صفة الجنة )

( لأنها إن خامرت عاقلا ** خامره في عقله جنه )

( يخاف أن تقذفه من عل ** فلا تقي مهجته جنه )

286 أحمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد الأميبي من أهل مرسية يعرف بالطرسوني ويكنى أبا القاسم سمع أبا عبد الله بن حميد وأبا القاسم بن حبيش واختص بهما وأجاز له أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبو محمد عبد الله بن بري وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وكان يدرس الفقه ويعقد الشروط مع مشاركة في الأدب والطب وحظ من النظم والنثر وامتحن بالقضاة لشذوذ أخلاقه وألفاظه لقيته في رمضان سنة ست عشرة عند توجهي إلى إشبيلية ثم في صدري عنها في رمضان أيضا من سنة تسع عشرة ولم آخذ عنه وسمع منه جماعة من أصحابنا واستشهد في وقيعة نبوط من أعمال مرسية مقبلا غير مدبر يوم السبت الحادي عشر من رجب سنة اثنتين وعشرين وستمائة ومولده قبل الستين وخمسمائة

287 أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبيه أبي الوليد وجده أبي القاسم وابن بشكوال وغيرهم

____________________

وولي القضاء وتوفي في عقب رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة ودفن بروضة سلفه بمقبرة ابن عباس عن ابن الطيلسان

288 أحمد بن ابراهيم بن خلف بن محمد بن فرقد القرشي الفهري ويقال فيه العامري والمخزومي وليس كذلك وعند ذكر أبيه يأتي بيان ذلك إن شاء الله يكنى أبا جعفر أصله من مورور وسكن إشبيلية روى عن أبيه وعمه أبي محمد عبد الله وأبي حفص بن عمر وولي قضاء غرناطة وقضاء سلا فلم تحمد سيرته وقد أخذ عنه بعض ما رواه وتوفي بإشبيلية في ليلة يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وستمائة ودفن ضحاء يوم الخميس بعده بمقبرة مشكة ومولده سنة ست وأربعين وخمسمائة

289 أحمد بن علي بن يوسف الأنصاري يكنى أبا العباس أصله من أليسانة عمل قرطبة وسكن لوشة من عمل غرناطة لقي أبا خالد بن رفاعة وروى عنه وعن ابن حبيش وابن حميد وغيرهم وولي الصلاة والخطبة بجامع لوشة وأسره الروم بها لما تغلبوا عليها ثم تخلص وقصد مالقة فسكنها أياما قلائل وتوفي هنالك في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وستمائة عن ابن الطيلسان

290 أحمد بن عبد المجيد بن سالم بن تمام بن سعيد بن عيسى بن سعيد الحجري من أهل مالقة يعرف بابن الجيار ويكنى أبا العباس سمع من ابن الفخار والسهيلي وأكثر عنهما ومن أبي كامل تمام بن الحسين الخطيب وأبي محمد بن بونة وسمع بقرطبة من ابن بشكوال وأبي القاسم الشراط وبغرناطة من ابن رفاعة وابن كوثر وابن حكم وابن سمجون وأبي زكرياء الدمشقي وأجاز له أبو مروان بن قزمان وابن الجد وابن حبيش وأبو عبد الله بن حفص وابن مضاء وغيرهم ومن أهل المشرق السلفي والخشوعي والقاسم بن عساكر ويونس الهاشمي وابن أبي الصيف وسواهم وكان ذا عناية بالرواية مع ورع وصلاح حدث وأخذ عنه وقدم إشبيلية على واليها حينئذ فتوفي بها من ليلة الجمعة الرابع أو الخامس والعشرين لجمادى الأخرى سنة أربع وعشرين وستمائة ودفن بباب قرمونة وقد خانق الثمانين

____________________

291 أحمد بن محمد بن أحمد المكي من أهل لوشة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن الأصلع روى عن أبيه وأخذ القراءات عن أبي العباس بن اليتيم وأبي ذر محمد بن عبد العزيز المقرىء ولقي بمالقة أبا بحر بن جامع الكفيف وأبا محمد بن دحمان فأخذ عنهما كتاب سيبويه وسمع من ابن بشكوال وابن خير والسهيلي وابن الفخار وابن كوثر وغيرهم وأجاز له أبو عبد الله بن عبد الرحيم وابن النعمة وابن سعادة وابن قرقول وأبو عبد الله بن عبادة وسواهم وأقرأ ببلده القرآن والعربية وأسمع الحديث ليقيه ابن الطيلسان بلوشة وبغرناطة وقال توفي باندوشر أسيرا في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة ومولده سنة أربع وأربعين وخمسمائة

292 أحمد بن بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد الأموي قاضي قضاة المغرب من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم سمع أباه أبا الوليد وجده أبا الحسن عبد الرحمن وأبا عبد الله بن عبد الحق الخزرجي وابن بشكوال وأبا خالد المرواني وابن مضاء وابن فرقد وأبا العباس بن اليتم وغيرهم وسمع من السهيلي تأليفه الروض الأنف وأجاز له شريح بن محمد وهو ابن عامر وابن قزمان وأبو الحسن بن حنين وابن الرمامة وابن مسرة وسواهم وكان من رجالات الأندلس جلالا وكمالا ولا يعلم فيها أعرف من بيته في العلم والنباهة إلا بيت بني مغيث بقرطبة وبيت بني الباجي بإشبيلية وله التقدم على هؤلاء وولي قضاء الجماعة بمراكش مضافا ذلك إلى خطتي المظالم والكتابة العليا فحمدت سيرته ولم تزده الرفعة إلا تواضعا ثم صرف عن ذلك كله وأقام بمراكش مداة طويلة إلى أن تقلد قضاء بلده وصرف عنه قبل وفاته بيسير فسمع منه الناس وتنافسوا في الأخذ عنه وكان أهلا لذلك كتب إلي بإجازة ما رواه وهو آخر من حدث عن شريح بالإجازة وانفرد برواية

____________________

الموطأ عن ابن عبد الحق قراءة عن ابن الطلاع سماعا وأنشدنا الخطيب أبو بكر اليعمري قال أنشدنا القاضي أبو القاسم بن بقي لنفسه

( ألا إنما الدنيا كراح عتيقة ** أراد مديروها بها جلب الأنس )

( فلما أداروها أثارت حقودهم ** فعاد الذي راموا من الأنس بالعكس )

توفي إثر صلاة الجمعة الخامس عشر من رمضان سنة خمس وعشرين وستمائة ودفن بمقبرة ابن عباس إزاء قبر جده بقي ومولده بعد مضي أربع ساعات من يوم السبت الثاني عشر لذي قعدة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

293 أحمد بن حسان بن حسان بن حسان الكلبي من أهل إشبيلية وأصله من ناحية طلياطه من شرقها يكنى أبا القاسم وأخبرت أنه من ولد أبي الخطار الحسام بن ضرار الكلبي أمير الأندلس في خلافة هشام بن عبد الملك سمع من أبي بكر بن الجد ولازمه وأكثر عنه وكانت له عليه ولادة ومن أبي محمد بن بونه وأخذ عن أبي بكر بن مجبر بعض شعره وكان رئيسا في بلده واسع المروة ظاهر السرو جوادا مضيافا مائلا إلى الأدب إخباريا مشاركا في الكتابة واقتنى من الدفاتر والأصول العتيقة كثيرا لقيته مرارا وسمعت منه أخبارا وأشعارا وناولني وأذن لي مقدمه علي بلنسية رسولا في الرواية عنه وتوفي بإشبيلية في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة ست وعشرين وستمائة ومولده بها سنة خمس وستين وخمسمائة كان لدة أبي الربيع بن سالم وقد كتب عنه بعض ما أنشده

294 أحمدبن زكرياء بن مسعود الأنصاري سكن قرطبة وأصله من القبذاق عملها وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا جعفر سمع أبن الفخار وأبا علي الحسين بن عبد الله القلعي وأبا محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي ورحل إلى شرق الأندلس فسمع بمرسية وبلنسية وشاطبة من شيوخنا وغيرهم وأقرأ القرآن وحدث بيسير وقد أخذ عنه وتوفى بقرطبة في نحو سنة ست وعشرين وستمائة

____________________

295 أحمد بن عبد الرحمن بن جمهور الجذامي من أهل إشبيلية يكنى أبا جعفر كان مشاركا في العلم معروفا بالنزاهة والعدالة وله القصيدة المشهورة في المتوسط من النجوم وقد كتبتها عن بعض أصحابنا عنه ولقيته غير مرة بإشبيلية ولم أسمعها منه وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم سنة سبع وعشرين وستمائة

296 أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك بن مطرف التميمي من أهل قنجاير عمل المرية يكنى أبا جعفر وأبا العباس روى عن أبي محمد بن عبيد الله وغيره ورحل إلى المشرق أربع مرات أولاها سنة سبعين وخمسمائة فسمع بمكة من أبي عبد الله بن مفلح اليمني وأبي محمد بن الطباخ البغدادي وأبي محمد يونس الهاشمي وأبي حفص الميانشي وغيرهم ولقي بالاسكندرية أبا الطاهر بن عوف وحضر مجلسه وإجاز له هو وعبد الحق الإشبيلي وغيرهما وجاور بالحرمين ووقف هنالك أوقافا وكان على طريقة الصوفية وحل من ملوك عصره ألطف محل وجرت لهم على يده أعمال من البر عظيمة وقد أخذ عنه وتوفي بسبتة في صفر سنة سبع وعشرين وستمائة خبره عن ابن فرقد وغيره

297 أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد الازدي من أهل لقنت عمل مرسية يكنى أبا القاسم ويعرف بابن منتال سمع أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وأخذ عنه القراءات ولازمه وولي قضاء جزيرة شقر ثم نقل إلى قضاء دانية وكانت له مشاركة في العربية والآداب مع النباهة ببلده والنزاهة والانقباض وكان متشددا في الأخذ عنه والسماع منه وعلى ذلك أجاز لي بلفظه وتوفي صرورة يوم الاثنين الرابع عشر لربيع الأول سنة سبع وعشرين وستمائة ودفن يوم الثلاثاء بعده

298 أحمد بن محمد بن أحمد بن عياش الكناني من أهل مرسية يكنى أبا جعفر سمع من أبي القاسم بن بشكوال موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى والقعنبي وابن بكير بقراءة أبي محمد بن حوط الله ورحل إلى المشرق سنة تسع وسبعين وخمسمائة فحج سنة ثمانين بعدها وأقام بالحجاز والشام مدة ولقي أبا الطاهر الخشوعي بدمشق فسمع منه

____________________

مقامات الحريري وأخذها الناس عنه مما أفاد وزاد في آخر قول الحريري إذا ما حويت جنى نخلة الأبيات قوله

( ولا تأسفن على خارج ** إذا ما لمحت سنا الداخل )

( ولا تكثر الصمت في معشر ** وإن زدت عيا على باقل )

وسمع من أبي القاسم بن عساكر السنن للبيهقي ومن أبي حفص الميانشي جامع الترمذي وقفل إلى الأندلس في سنة سبع وتسعين وحدث بيسير وكان يحسن عبارة الرؤيا وكف بصره سنة ثمان وعشرين وستمائة أو نحوها توفي على أثر ذلك ومولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة

299 أحمد بن هشام بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن خلف بن هشام الحضرمي يكنى أبا العباس أصله من قرطبة وسكن إشبيلية وله رواية عن أبي العباس بن مضاء وأبي جعفر بن يحيى الخطيب وغيرهما أخذ عنه بعض أصحابنا القراءات وحكى أن مولده بقرطبة ليلة عبد الفطر بعد صلاة العشاء سنة ست وسبعين وخمسمائة توفي يوم الأحد منتصف ذي قعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة

300 أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عياش التجيبي وسكن مراكش يكنى أبا جعفر سمع أبا الخطاب بن واجب وأبا القاسم بن بقي وغيرهما وعني بالأدب وكتب لملوك المغرب وولي قضاء سبتة وتلمسان وتوفي في المحرم سنة تسع وعشرين وستمائة

301 أحمد بن مالك بن غالب بن سعيد بن عبد الرحمن التجيبي من أهل أبذة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن السقاء أخذ القراءات عن أبي بكر بن حسنون البياسي وبقرطبة عن أبي جعفر بن يحيى ولقي بمرسية شيخنا أبا محمد بن غلبون فأخذ عنه قراءة نافع وببلنسية أبا علي بن زلال الضرير فأخذ عنه القراءات السبع وسمع من

____________________

جميعهم ومن أبي الخطاب بن واجب وأبي عبد الله بن سعادة المعمر وابن عات وابن بقي والشنتيالي وأبي الحسين بن زرقون وأبي جعفر بن فرقد وعبد الحق بن محمد الخزرجي وأكثر هؤلاء من شيوخنا وأخذ العربية واللغات من أبي عبد الله بن يربوع وتصدر ببلده للاقراء والاسماع والتعليم وكان من أهل الصلاح والانقباض ولما تغلب العدو على أبذة ثانية خرج منها إلى غرناطة فاستوطنها وتوفي هنالك بعد الثلاثين وستمائة

302 أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الأنصاري الأوسي من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن الطيلسان وهو أخو أبي القاسم المحدث روى عن جماعة من شيوخه وعني بعقد الشروط وكان يبصر الفرائض وخرج من وطنه بعد تغلب الروم عليه في يوم الأحد الثالث والعشرين لشوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة فسكن مالقة ثم انتقل إلى غرناطة واستقر بها وهنالك أخذ عنه بعض أصحابنا وحكى أن مولده في رمضان سنة 570

303 أحمد بن يوسف بن محمد بن حسين بن أحمد من أهل مربيطر وسكن بلنسية يعرف بابن الدلال ويكنى أبا جعفر سمع ببلنسية أبا العطاء بن نذير وأبا عبد الله بن يسع وأبا عبد الله بن نوح وأبا الخطاب بن واجب وأبا بكر بن عتيق بن علي القاضي وغيرهم ورحل إلى غرب الأندلس فلقي بغرناطة أبا جعفر بن حكم وأبا القاسم بن سمجون وأبا زكرياء الدمشقي وأبا طالب عقيل بن عطية وأبا محمد عبد المنعم بن محمد وأبا بكر بن أبي زمنين وبمالقة أبا الحجاج بن الشيخ وأبا كامل الخطيب وغيرهم فروى عنهم وسمع منهم وأكثر وأجاز له أبو العباس المجريطي وأبو بكر بن أبي حمرة وأبو العباس بن مقدام وأبو بكر بن حسنون وأبو الحسن بن مؤمن وأبو ذر الخشني وأبو الحكم بن حجاج الأصغر وأبو القاسم بن المجلوم وسواهم وقفل فأوطن بلنسية وقعد بها لعقد الشروط وكان بصيرا بذلك محسنا للفرائض ثبتا ورعا لم يحدث عن عبد المنعم لسماعه منه بعد اختلاله أخذت عنه كثيرا من رواياته وكان من العدالة بمكان وتوفي بعد العشاءين من ليلة يوم الخميس السادس عشر لجمادي الأخرى سنة خمس وثلاثين وستمائة ودفن لصلاة العصر منه بمقبرة باب الحنش وشهدت جنازته

____________________

ومولده بمربيطر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة أخبرني بذلك رحمه الله يوم الخميس الخامس من رمضان بعد وفاته نازل الروم بلنسية وملكوها صلحا يوم الثلاثاء السابع عشر لصفر من القابل

304 أحمد بن محمد بن مفرج النباتي من أهل إشبيلية يكنى أبا العباس ويعرف بابن الرومية سمع أبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وابن جمهور وأبا الوليد بن عفير وأبا القاسم الشراط وعبد المنعم الخزرجي وأبا ذر الخشني وغيرهم وتجول في طلب العلم وسماع الحديث وجاز البحر بعد الثمانين وخمسمائة للقاء ابن عبيد الله بسبتة فلم يتهيأ له ذلك وأجاز له وابن حكم هو وابن الشيخ وابن سمجون وأبو زكرياء الدمشقي وجماعة معهم لقي بعضهم ورحل حاجا فأدى الفريضة سمع ببغداد والموصل ودمشق وغيرها جماعة من أصحاب أبي الوقت الشجزي وأبي الفتح بن البطيء وأبي عبد الله الفراوي وغيرهم من الأئمة وله فهرسة حافلة أفرد فيها روايته بالأندلس من روايته بالمشرق وكان فقيها ظاهريا متعصبا لأبي محمد بن حزم بعد أن تفقه في المذهب المالكي على أبي الحسين بن زرقون وطالت صحبته له بصيرا بالحديث ورجاله كثير العناية به وله على الكامل لأبي أحمد بن عدي في الضعفاء استلحاق مفيد جمعه في سفر ضخم سماه بالحافل سمعت شيخنا أبا الخطاب بن واجب يستحسنه ويثني عليه واختصر الكامل المذكور في مجلدين واختصر أيضا تأليف الدارقطني في غريب حديث مالك وغيره أضبط منه وكانت له معرفة بالنبات وتمييز العشب وتحليته فاق فيها أهل عصره وقعد في دكان لبيعه وهنالك رأيته ولقيته غير مرة ولم آخذ عنه ولا استجزته وسمع منه جل أصحابنا ومولده في شهر المحرم سنة إحدى وستين وخمسمائة وتوفي ليلة الاثنين مستهل ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة وقال ابن فرتون منسلخ شهر ربيع الأول وحكى ذلك عن ولده أبي النور محمد بن أحمد

305 أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب القيسي من أهل بلنسية يكنى

____________________

أبا الحسن سمع من ابن عمه أبي الخطاب وأبي العطاء بن نذير وأبي عبد الله بن نوح وغيرهم وأجاز له أبو طاهر السلفي وابن عبيد الله وابن حكم وابن حسنون وأبو محمد عبد االمنعم الخزرجي وسمع منه بعض السيرة لابن إسحاق وناوله جميعها وولي قضاء بلده وخطب بجامعه وقتا وهو كان يصلي التراويح بالولاة وكان من أحسن الناس صوتا بالقرآن وأبرعهم وراقة وخطا مع نباهة البيت ورجاحة العقل له حظ من الأدب سمعت منه جل ما كان عنده وتوفي بسبتة بعد خدر طاوله واختلال أصابه ودفن بالمنارة لصلاة الجمعة في شهر ربيع الآخر وقال ابن فرتون في التاسع عشر منه سنة سبع وثلاثين وستمائة ومولده في شهر ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة

306 أحمد بن علي بن محمد بن علي بن سكن من أهل مربيطر عمل بلنسية يكنى أبا العباس رحل إلى المشرق وأخذ القراءات عن أبي الفضل جعفر بن أبي البركات الاسكندراني بكتاب التجريد لابن الفحام وسمع أبا القاسم بن الوجيه وأبا محمد بن عبد العزيز بن سحنون الغماري وغيرهما ونزل الفيوم من صعيد مصر وأقرأ هنالك واختصر كتاب التيسير لأبي عمرو المقرىء وسماه بالتذكير وشرح قصيدة ابن فيرة الشاطبي في القراءات وتوفي في نحو الأربعين وستمائة أفادنيه بعض أصحابنا الآخذين عنه

307 أحمد بن محمد بن محمد القيسي من أهل قرطبة يعرف بابن أبي حجة ويكنى أبا جعفر سمع من أبي القاسم الشراط وجعل روايته عنه ومن أبي الوليد هشام بن عبد الله الحاكم وأجاز له وسمع يسيرا من ابن بشكوال وابن حفص وابن مضاء ونجبة وأبي العباس المجريطي ولم يجيزوا له وتصدر لإقراء القرآن والتعليم بالعربية وله تأليف منها كتاب منهاج العباد وكتاب تفهيم القلوب آيات علام الغيوب ومختصر التبصرة لمكي في القراءات وكتاب تسديد اللسان الذكر أنواع البيان في العربية وغير ذلك وسكن إشبيلية

____________________

بعد خروجه من قرطبة وأسرته الروم في البحر وامتحن بالتعذيب وتوفي على أثر ذلك بميورقة في سنة ثلاث وأربعين وستمائة

308 أحمدبن علي بن محمد الأنصاري من أهل مالقة يكنى أبا جعفر ويعرف بابن الفحام سمع بغرناطة أبا القاسم بن سمجون وبشرق الأندلس شيوخنا بن نوح وابن واجب وابن عون الله وابن سعادة وابن عات وابن غلبون وابن زلال وغيرهم واتصلت بابن نوح منهم عند انفصاله عنه وأجاز له أبوعبد الله بن زرقون وابن عبيد الله وابن رفاعة وابن كوثر وعبد المنعم بن محمد وابن عروس وأبوبكر أسامة الداني وغيرهم وكان رائق الوراقة قويا عليها وتعيش بها وقتا جيد الضبط منقبضا عن الناس لا يبرح مسجده أكثر يومه مشاركا في العربية وقد أخذ عنه توفي في جمادي الأولى سنة خمس وأربعين وستمائة

309 أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك بن بونه العبري من أهل المنكب وأصل سلفه من غرناطة وسكنوا مالقة يكنى أبا العباس يروي عن عم أبيه أبي محمد عبد الحق بن عبد الملك وولي القضاء ببلده أخذ عنه بعض أصحابنا

310 أحمد بن محمد بن وهب البكري من أهل شاطبة يكنى أبا جعفر يروى عن ابن نوح وابن عات وغيرهما من شيوخنا وتقدم في صناعة العربية وعلم بها وشارك في حفظ المسائل وعقد الشروط وقد حدث بيسير وجرت بيني وبينه مذاكرة بمجلس القاضي أبي الحسن بن قطرال وكان صاحبا لأبي رحمه الله اشتركا في الأخذ عن ابن نوح وانفرد هو بالأخذ عن أبي بكر بن عتيق بن علي وخرج عند إجلاء الروم أهل بلده ونقض مهادنتهم في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة فتوفي على إثر ذلك بأريولة ودفن بها

311 أحمد بن يوسف بن أحمد الأنصاري من أهل إشبيلية يعرف بابن النجار يكنى أبا العباس أخذ القراءات عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن صاف وتصدر ببلده للإقراء وشارك في العربية والفرائض وله مجموع في رواية ورش قد أخذ عنه وتوفي في حصار الروم إشبيلية آخر سنة خمس أو أول ست وأربعين وستمائة

____________________

312 أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا العباس ويعرف بالبنسولي سمع أبا جعفر بن يحيى الخطيب وأخذ عنه القراءات وأبا محمد عبد الحق بن محمد الخزرجي الحاكم وغيرهما من مشيخة بلده والقادمين عليه ولقي بإشبيلية وجيان من شاركناه في بعضهم وأجاز له ابن سمجون وولي الأحكام ببعض الكور وشارك في عقد الشروط والأدب وكتب لوالي بلده وقتا وله حظ من النظم وكان يغلب عليه الصلاح لقيته بمدينة تونس وأخذت عنه يسيرا وبيان ذلك وما أخذت عن سواه وإجازاتهم لي في المعجم المشتمل على أسمائهم من جمعي وآخر ما سمعت منه بلفظه الباب الأول من المسلسل في اللغة لأبي الطاهر التميمي وناولني جميعه بمنزلي عشية يوم الخميس الحادي والعشرين لشهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وستمائة وقد قصدني مودعا بنية الحج فتوفي في رجب منها بقوص متوجها رحمه الله وتحديثه بالمسلسل عن ابن يحيى الخطيب قراءة عليه على التميمي سماعا وبهذا الإسناد مقاماته اللزومية وكان يعلو فيهما وقد أخذ عني يسيرا

ومن الكنى في هذا الباب

313 أبو أحمد المقرىء نزل تطيلة وأقرأ بها القرآن أخذ عنه أبو عبد الله بن مطرف التطيلي المعروف بابن أبي بقورنية قبل رحلته إلى دانية في سنة سبع وستين وأربع مائة

314 أبو أحمد بن الصفار البريشتري يروي عن محمد بن أبي مروان الجزيري قصيدة أبيه الرائية في السنة رواها عنه أبو خالد باقي بن عبد الله بن إسماعيل الأديب وقال ابن بشكوال في برنامجه عند إيراده كتاب مختلف الحديث لابن قتيبة وقرأت بعضه على من أخبرني به عن أبي أحمد الأديب عن ابن عباس عن أيوب بن حسين يعني الحجاري وكان يرويه عن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن قتيبة عن أبيه عن جده

____________________

وأبو أحمد هذا هو جعفر بن عبد الله التجيبي القرطبي نزيل طليطلة والذي أخبر به عنه هو أبو عامر بن اسماعيل الطليطلي الحاكم نص على ذلك في باب جعفر من تاريخه وعجبا له يفعل هذا ثم يقول زهدت فيه لأشياء أوجبت ذلك غفر الله له والتناقض فيه ظاهر

ومن الغرباء

315 أحمد بن الحسن بن الحرث بن عمرو بن جرير بن إبراهيم بن مالك بن الحرث الاشتر النخعي يكنى أبا جعفر دخل الأندلس في أيام الأمير محمد بن عبد الرحمن وأصله من الكوفة وكان يروي أحاديث عظيمة العدد ذكر ذلك الرازي وحكى أن الأمير محمدا روى عنه منها وأنزله برية

316 أحمد بن أبي عون من أهل وهران وقاضيها قدم قرطبة على عبد الرحمن الناصر في وجوه أهل بلده سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة

317 أحمد بن أبي عبد الرحمن واسمه يزيد بن أحمد بن أبي عبد الرحمن القرشي الزهري من ولد عبد الرحمن بن عوف من أهل مصر وفد على الناصر بقرطبة وكان دخوله إليها في المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة فأكرم الناصر مثواه وكان فقيه أهل مصر ذكره والذي قبله ابن حيان

318 أحمد بن أبي العرب بن تميم من أهل القيروان أنفذه أبو يزيد بن مخلد بن كيداد الخارج على بني عبيد الله الشيعي رسولا إلى الناصر فدخل الأندلس وبلغ قرطبة وكان رجلا كامل الأدوات فطنا حسن الحال كذا سماه ووصفه حماد بن ابراهيم بن أبي يوسف المخومي في تاريخه الذي ألفه للعزيز بالله بن المنصور بن الناصر بن علناس بن حماد الصنهاجي أمير بجاية وقفت على ذلك وابن أبي العرب تمام أبو العباس وتميم أبو جعفر هما المشهوران

____________________

319 أحمد بن حبب القيرواني كان أحد العباد الصلحاء الزهاد وخرج إلى الأندلس غازيا فذكر هنالك ولم تخف حاله وسكن الثغر مرابطا حتى قبض قبل الأربعمائة من كتاب الأنموذج لأبي علي بن رشيق

320 أحمد بن محمد بن عبد الرحمن اليافعي المقرىء من أهل سبتة يكنى أبا العباس ويعرف بابن المعذور روى عن أبي الحسن شريح وأبي الفضل بن عياض وأبي القاسم بن رضا وأبي الحسن علي بن غماد المالقي وغيرهم وتجول في بلاد الأندلس وبلغ بلنسية فسمع بها من أبي الحسن بن هذيل وهنالك لقيه ابن عياد وأجاز له روايته ومنها كتاب الالماع لعياض حدث به عنه ويروي عنه من شيوخنا أبو الخطاب عمر بن الحسين الكلبي وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة ومولده حول الخمسمائة

321 أحمد بن علي الزرهوني المكناسي يكنى أبا العباس حدث عنه أبو القاسم بن سمجون بموطأ مالك قراءة عليه وأجاز له روايته ولا أدري أين لقيه

322 أحمد بن عبد الرحمن بن عطية الربعي التونسي منها يكنى أبا العباس دخل الأندلس وسكن غرناطة وكان من أهل الحديث يروي عن أبي حفص عمر بن عبد السيد وأبي يحيى بن الحداد المهدوي وأبي القاسم بن مشكان القابسي وغيرهم وقد روى عنه ورأيت خطه بالإجازة لبعض أصحابنا في مستهل جمادي الآخرى سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وفي خبره عن ابن فرتون

323 أحمد بن عبد السلام الجراوي الشاعر يكنى أبا العباس سكن مراكش وأصله من تادلى ونسبه في بني غفجوم وله رواية عن أبي الفضل بن الأعلم وأبي العباس بن سيد وغيرهما وكان عالما بالآداب حافظا بليغ اللسان شاعرا مفلقا وقد وقفت على ديوان شعره وألف للسلطان كتابا في معنى الحماسة لحبيب سماه صفوة الأدب ونخبة كلام العرب أخذه الناس عنه وكان شيخنا أبو الحسن سهل بن مالك يثني

____________________

على هذا التأليف وحدثنا به عنه هو وأبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله محمد بن عبد الجبار الرعيني وغيرهم ودخل الأندلس متكررا عليها وتوفي بإشبيلية سنة تسع وستمائة عن سن عالية

324 أحمد بن هلال العروضي من أهل الجزائر يكنى أبا العباس عني بالآداب وشارك في العربية وأخذ علم العروض بمدينة بجاية عن بعض أدبائها ودخل الأندلس فأخذ عنه بمرسية وسكنها مدة طويلة إلى أن توفي بها في نحو الأربعين وستمائة أفادنيه صاحبنا أبو الحسن بن حازم

325 أحمد بن محمد بن حسين بن علي اللواتي من أهل فاس يكنى أبا العباس ويعرف بابن تامتيت سكن إشبيلية وتوجه إلى إفريقية ثم لحق بالمشرق وحدث بمصر وغيرها عن أبي الحسن بن الصائغ الزاهد

326 أحمد بن محمد بن عبد الملك الجذامي الطبيب يكنى أبا العباس أصله من قرطبة وسكن سبتة وبها نشأ وأقام بإشبيلية وقتا له رواية عن أبي محمد بن عبيد الله وغيره وكان مع مهارته في الطب عارفا بالحديث صاحب ضبط وإتقان مشاركا في الأدب توفي بمراكش في سنة خمسين وستمائة & باب إبراهيم &

327 ابراهيم بن شجرة البلوي من إقليم بلي من كورة فحص البلوط عمل قرطبة ولي قضاء إشبيلية بعد الفضل بن أبي هريرة ولاه عبد الرحمن بن معاوية في شعبان سنة تسع وأربعين ومائة وجمع إليه الصلاة مع القضاء وكان من سادة حمص وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة فكانت ولايته تسع سنين وخمسة أشهر عن ابن حارث

328 ابراهيم بن العباس بن عيسى بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان من أهل قرطبة يكنى أبا العباس وقبل أبا إسحاق نسبه ابن حارث في كتاب

____________________

القضاة له وقال استقضاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم على قرطبة بمشورة يحيى بن يحيى وكان محمودا في قضائه عدلا في حكومته متواضعا في أموره غير متصنع ولا متهيب حكى محمد بن عمر بن لبابة قال كان القاضي أبو العباس المرواني ربما جلس في بيته يقضي بين الناس وإن جاريته لتنسج في كسر البيت قال وكانت ولايته هذه وهي الأولى سنة أربع عشرة أو خمس عشرة ومائتين وكانت ولايته الثانية في سنة ثلاث وعشرين ومائتين على أثر سعيد بن سليمان وقال أبو عبد الملك بن عبد البر هو إبراهيم بن العباس القرشي يكنى أبا إسحاق وهو جد بني أبي صفوان هؤلاء القرشيين الوجوه وكان رجلا عاقلا صالحا عالما خيرا وقورا مسمتا أشار به يحيى بن يحيي على الأمير عبد الرحمن فولاه القضاء فاشتغل به وأقسط في حكمه وصار طوعا للشيخ يحيى بن يحيى حتى لحقتهما التهمة عند الأمير فعزل إبراهيم عن القضاء سنة ثلاث عشرة ومائتين وكان يكتب له عبد الملك بن الحسن زونان أشار به يحيى بن يحيى أيضا ويقال إن عبد الرحمن ولاه بوسيلة من زرياب المغني سنة ثلاث وعشرين ومائتين وعزله بسعاية عبد الملك بن حبيب الفقيه لما قال له لا ينبغي أن يشركك في عدلك من يشركك في نسبك ذكر ذلك ابن حيان وهو من شرط ابن الفرضي

329 ابراهيم بن ابان بن عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحكم أندلسي يكنى أبا عثمان روى عنه ابن عفير ذكره أبو سعيد بن يونس

330 ابراهيم بن الجبلي قرطبي روى عن عبد الملك بن حبيب روى عنه أبو سليمان الحبيب بن أحمد المعلم من برنامج من نبات بخط ابن عياد وفيه عندي نظر

331 ابراهيم بن حمدان بن عبد الله أندلسي سكن مصر يكنى أبا إسحاق روى القراءة عرضا وسماعا عن إسماعيل بن عبد الله النحاس وسمع الحروف من علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد روى القراءة عنه عبد العزيز بن محمد بن إسحاق وغيره وسمعوا منه ذكره أبو عمرو المقرىء وحكى عن أبي سعيد بن يونس أنه توفي في المحرم سنة ثمان عشرة وثلاث مائة

____________________

332 إبراهيم بن أصبغ قرطبي روى عن بقي بن مخلد وكان معدودا في أعيان أصحابه ذكره أبو الحسين بن بقي

333 ابراهيم بن خصيب بن عاصم الثقفي من أهل قرطبة كان من فضلاء آل عاصم سرد الصوم نحوا من خمس عشرة سنة وكان ملازما في حصن بلي من أعمال قرطبة وأبوه وعمه عيسى وكثير من أل بيته النبيه موصوفون بالعلم

334 ابراهيم بن عبد الله بن خير بن عبد الملك بن صفوان بن خير بن ابراهيم الكلبي من أهل أبذه روى عن ابن وضاح وغيره

335 ابراهيم بن سعيد بن برقان من أهل قرطبة كان عالما بالحساب والفرض معلما بذلك وله أوضاع حسنة في الحساب ذكره واللذين قبله الرازي

336 ابراهيم بن خلف أندلسي سمع أباه ورحل فسمع بكار بن محمد وأبا سعيد بن الأعرابي وغيرهما روى عنه أبو جعفر أحمد بن نصر الداودي ذكر ذلك أبو الوليد هشام بن عبد الرحمن الصابوني في برنامجه وحدث بموطأ مالك رواية أبي المصعب الزهري وعبد الله بن مسلمة القعنبي ويحيى بن يحيى الأندلسي عن الداودي عنه قرأت ذلك بخط محمد بن عياد وحدثني غير واحد عن أصحاب يونس بن محمد بن مغيث عنه عن أبي عبد الله بن بشير عن الصابوني

337 ابراهيم بن سهل بن نوح بن عبد الله بن جماز من أهل استجة نسبه في البربر ويتولى بني أمية يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن العطار وهو والد أبي القاسم سهل بن ابراهيم حكى عنه ابنه سهل في فضل ميكائيل بن هارون من كتاب الفرضي

338 ابراهيم بن اسماعيل من أهل قرطبة يعرف بالقبري ويكنى أبا إسحاق كانت له خاصة بأبي بكر بن مجاهد الإلبيري وهو مرضه في العلة التي مات منها سنة ست وستين وثلاث مائة وتوجه إلى المشرق وقضى فريضة الحج مع زوجه صواب وعاد إلى قرطبة وكان يؤم بمسجد حبيب منها ذكره القاضي يونس بن عبد الله ووصفه بالصلاح والاجتهاد في العبادة وطول الصلاة وقال شهدته في ليلة من ليالي رمضان

____________________

بالجامع وقد قرأ القرآن كله في ركعة واحدة كانت وتره بدأ به أول الليل وختمه عند التثويب للفجر وحكى عنه أيضا عن أبي وهب الزاهد في بعض أخباره

339 ابراهيم بن فليس الفقيه من أهل شدونة ذكر ابن الفرضي أنه الذي صلى على عتاب ابن هارون بن بشر إذ توفي في شعبان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة

340 ابراهيم بن صدقة من أهل غرناطة سمع في رحلته بالقيروان من أبي عبد الله محمد بن جعفر بن القزاز تأليفه الجامع في اللغة وكان سماعه وسماع المهلب بن أبي صفرة واحدا في سنة ثلاث وأربعمائة

341 ابراهيم بن عبد الله بن حصن بن أحمد بن حزم الغافقي ويقال فيه ابراهيم بن حصن بن عبد الله بن حصن أندلسي سكن دمشق وولي الحسبة بها يكنى أبا إسحاق سمع ببغداد من أبي بكر بن مالك القطيعي وطبقته وبدمشق من عبد الوهاب الكلابي ويوسف بن القاسم الميانجي وبمصر من أبي طاهر الذهلي وأبي أحمد الغطريفي وله أيضا سماع برملة واطرابلس والدينور وغيرها من البلدان وحدث بيسير روى عنه أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله الجبان من شيوخ عبد العزيز بن أحمد الكتاني وكان مالكيا يذهب إلى الاعتزال صارما في الحسبة ووليها سنة خمس وتسعين وثلاث مائة في أيام الحاكم العبيدي وتوفي بدمشق في ذي الحجة سنة أربع وأربعمائة قيل ثاني عيد الأضحى وقيل غير ذلك ذكره ابن عساكر

243 إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبيد الله من أهل قرطبة يكنى أبا الفرج ويعرف بابن العطار وهو ولد الفقيه أبي عبد الله يروي عن أبي المطرف القنازعي والقاضي يونس بن عبد الله وغيرهما وولي في الفتنة قضاء أوريولة حدث عنه أبو القاسم بن فتحون صاحب الوثائق بالموطأ عن القنازعي عن أبي عيسى الليثي قاله ابن عياد وذكر أنه كتبه عن القاضي أبي القاسم خلف بن محمد بن خلف بن فتحون عن

____________________

جده ووجدت أنا سماعه من يونس القاضي في موطأ القعنبي أصل أحمد بن خالد سنة عشر وأربعمائة

343 ابراهيم بن قاسم بن اسماعيل بن يونس المعافري من أهل المرية وأصله من شذونة يكنى أبا إسحاق حدث عن أبيه وغيره روى عنه أبو الحسن بن بطال أجاز له في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وأربعمائة وأجاز أيضا لحاتم بن محمد الطرابلسي وقاسم أبوه من رواة سعيد بن فحلون وأحمد بن جابر بن عبيدة أكثره عن ابن عياد

344 ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الهوزني من أهل إشبيلية يكنى أبا إسحاق ذكره صاعد القاضي وقال كان متفننا في ضروب المعارف وتوفي بمصر سنة عشرين وأربعمائة وهو لم يتمكن في سن الكهولة

345 ابراهيم بن عيسى بن مزاحم الأموي من أهل سرقسطة كان صدرا في نبهائها والمشاورين من فقهائها وهو أحد المفتين في قصة أبي عمر الطلمنكي والشهادة عليه في سرقسطة بمخالفة السنة من فوائد ابن غشليان

346 ابراهيم بن معاذ القاضي من أهل لاردة من الثغر الشرقي يكنى أبا اسحاق حكى ابن عياد قال سمعت أبا عمران بن زرارة المذكر صاحبنا يقول حدثني رجل من إخواني عن ابراهيم بن معاذ القاضي من أهل لاردة قال كات بلاردة دار وقعت فيها النار فاحترق جميع ما كان فيها وكان لي في جملة متاعها خزانة عليها مصحف فاحترقت بما كان فيها مع المصحف وإذا على الخزانة إضبارة بقيت من المصحف فيها مكتوب كان ذلك في الكتاب مسطورا

347 ابراهيم بن مسرة التميمي من أهل مدينة الفرج ومن ولد الفقيه وهب بن مسرة صاحب ابن وضاح وكان من معلمي العربية ببلده وكانت له معرفه وتقدم في الآداب

348 ابراهيم بن حفص من أهل مدينة الفرج كان من أهل العلم بالعربية

____________________

والشعر والتعليم بها وأنجب تلاميذ حذاقا انتفعوا بعلمه ذكره والذي قبله ابن عزيز

349 ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن أبي طالب القيسي من أهل وشقة ويكنى أبا إسحاق له سماع من القاضي أبي هارون موسى بن خلف بن أبي درهم في سنة ست وثلاثين وأربعمائة وابنه محمد بن ابراهيم من كبار الأدباء وهو مذكور في بابه

350 ابراهيم بن موسى من أهل مدينة سالم يعرف بابن الجياب ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي عمر الطلمنكي سمع منه بسرقسطة وحضر القراءة على أبي الحسن علي بن حسن صاحب الصلاة بمدينة سالم في شوال سنة ثمان وأربعين وأربعمائة حدث عنه القاضي بشنتمرية أبو مروان بن نذير

351 ابراهيم بن لب بن إدريس التجيبي من أهل قلعة أيوب واستوطن طليطلة يكنى أبا إسحاق ويعرف بالقويدس كان متقدما في علم العدد والفرائض والهندسة وقعد للتعليم بذلك زمانا طويلا وكان له نفوذ في علم العربية وقد أدب بها بطليطلة ذكره صاعد وأخذ عنه وقال توفي ليلة الأربعاء لثلاث بقين لرجب سنة أربع وخمسين وأربعمائة وهو ابن خمس وأربعين سنة وذكر ابن عزيز أنه جلس لاقراء الأدب والنحو في سقيفة الجامع يعني بطليطلة مدة ثم ذكر لأبي الوليد الوقشي وقد تعرف به هنالك حرصه على علم الهندسة فقال له خذ فيه إن شئت فقرأ عليه كتاب اقليدس واحكمه وتدرج منه إلى قراءة غيره فبرع في ذلك واجتمع الناس إليه وأخذ في اقرائه وترك اقراء العربية إلى أن توفي قرب الخمسين والأربعمائة

352 ابراهيم بن مسعود بن سعد التجيبي الزاهد من أهل غرناطة يعرف بالإلبيري ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي عبد الله بن زمنين وغيره وكان من أهل العلم

____________________

والعمل شاعرا مجودا وشعره مدون وكله في الحكم والمواعظ والإزهاد ومسلكه سلك أبو محمد بن العسال الطليطلي وكانا فرسي رهان في ذلك الزمان صلاحا وعبادة وقد حدث أبو إسحاق وروى عنه ابن أخته وأبو محمد عبد الواحد بن عيسى وأبو حفص عمر بن خلف الهمدانيان الإلبيريان وغيرهم أخبرني التجيبي ومن خطه نقلته قال أنشدني يعني أبا محمد العثماني قال أنشدني الفقيه أبو الوليد ابراهيم بن محمد الصدفي المقرىء وكتبه لي بخطه قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عيسى الغرناطي قال أنشدنا أبو إسحاق ابراهيم بن مسعود الإلبيري لنفسه

( تمر لداتي واحدا بعد واحد ** وأعلم أني بعدهم غير خالد )

( وأحمل موتاهم وأشهد دفنهم ** كأني بعيد عنهم غير شاهد )

( فها أنا في علمي بهم وجهالتي ** كمستيقظ يرنو بمقلة راقد )

هكذا في هذا الإسناد أبو عبد الله محمد بن عيسى ولعله أبو محمد عبد الواحد بن عيسى فهو المعروف بصحبة الإلبيري ذكره ابن بشكوال ولو قال في البيت الثاني

( كأني عنهم غائب غير شاهد ** )

لكان أبدع وأبرع في الصناعة الشعرية من خبره عن أبي محمد بن عطية القاضي وحدث بجميع تواليف ابن أبي زمنين عن عبد الواحد بن عيسى عن أبي إسحاق هذا عنه وتوفي في نحو الستين والأربعمائة

353 ابراهيم بن أحمد بن محمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفي من أهل طليطلة يكنى أبا إسحاق سمع مشيخة بلده وكان أحد من عينه المأمون يحيى بن إسماعيل بن ذي النون من فقهاء طليطلة ونبهائهم للعقد على ابنته مع المظفر عبد الملك بن المنصور عبد العزيز بن أبي عامر صاحب بلنسية فسمع من أبي عمر بن عبد البر حينئذ بها وذلك في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة وبيته عريق في العلم وأحسبه من المحبوسين بعد هذا بقلعة قونكة في جمادي الأولى سنة ستين وأربعمائة بعضه عن أبي داود المقرىء وفيه عن ابن حيان

354 ابراهيم بن عبد الملك الصدفي من أهل شلب وسكن بطليوس يعرف

____________________

بابن العنزي يكنى أبا إسحاق حدث عنه أبو محمد بن الخراز ويوسف بن عبد القاهر بن غالب البطليوسيان ذكره ابن الدباغ

355 إبراهيم بن محمد بن خلف النخلي من أهل المرية يكنى أبا إسحاق روى عن أبي عثمان طاهر بن هشام حدث عنه أبو عبد الله البلغيي وفيه عندي نظر

356 ابراهيم بن خلف بن ابراهيم بن لب بن بيطير التجيبي من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن الحاج سمع أبا عبد الله بن عتاب وأبا جعفر بكر بن عيسى الكندي ورحل حاجا فأدى الفريضة في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ورأى أبا ذر الهروي ولم يسمع منه حدث عنه ابن أخيه القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف وذكر أنه أجاز له في صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة

357 إبراهيم بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي الباجي من أهل قرطبة وهو أخو القاضي أبو الوليد يكنى أبا إسحاق أخذ عن أخيه وتفقه به وسكن معه ميورقة وكان له فهم ثاقب وحفظ وحظ من أصول الفقه ولا أعلمه حدث

358 ابراهيم بن يحيى التجيبي النقاش من أهل طليطلة يعرف بابن الزرقالة ويكنى أبا إسحاق كان واحد عصره في علم العدد والرصد وعلل الأزياج ولم تأت الأندلس بمثله من حين فتحها المسلمون إلى وقتنا هذا مع ثقوب الذهن وإحكام ما يتناول ويستنبط من الآلات النجومية وآخر أرصاده بقرطبة في آخر سنة ثمانين وأربعمائة وكان أكثر رصده قبل ذلك بطليطلة في أيام المأمون بن ذي النون صدر دولة القادر ابن ابنه يحيى بن اسماعيل بن المأمون ومنها انتقل إلى قرطبة وإياها استوطن إلى أن توفي بها في الساعة الثامنة من يوم الجمعة الثامن لذي حجة وهو يوم التروية سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة

____________________

359 ابراهيم بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن عمر بن أسود الغساني من أهل المرية يكنى أبا إسحاق روى عن أبيه أبي القاسم صاحب المظالم وقريبه أبي الأصبغ عيسى بن محمد بن عمر بن أسود وأبي عمر بن عبد البر وأبي العباس العذري وأبي عثمان طاهر بن هشام وأبي الوليد الباجي وأبي محمد حجاج بن قاسم وأبي بكر بن صاحب الاحباس وحاتم بن محمد وأبي عبد الله بن المرابط وأبي إسحاق ابراهيم بن خلف بن القصير وأبي القاسم خلف بن أحمد الجراوي وأبي إسحاق بن وردون وأبي القاسم عبد الرحمن بن مالك الأشعري وأبي بكر أحمد بن سعيد بن أبي الفياض التاريخي وأبي محمد بن العسال وأبي الحسن علي بن سليمان بن أبي قحافة وأبي بكر محمد بن نعمة العابر وغيرهم وكان كثير العناية بالرواية من بيت علم وجلالة وكان أبو حفص بن الرفاء القاضي ابن خالة جده ابراهيم بن أحمد حدث عنه ابنه القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم بجميع روايته وحكى أنه سمع الموطأ منه سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وحدث أيضا عنه أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي وأبو عبد الله بن أبي إحدى عشرة وتوفي في نحو الخمسمائة

360 ابراهيم بن طفيل ويكنى أبا إسحاق كان فقيها عروضيا وولي الأحكام بجليانة من عمل وادي آش قال أبو الحسن بن الباذش صحبته بغرناطة واختلف إليه في عروض أبي إسحاق الزجاج فعلمت ذلك لديه وكان به بصيرا

361 ابراهيم بن محمد بن حسان بن ابراهيم من أهل إشبيلية يعرف بالقرموني ويكنى أبا إسحاق حدث عنه أبو عبد الله بن المجاهد سمع عليه الموطأ في سنة ثلاث وخمسمائة نقلت هذا مما تقيد في نسخة أبي بكر بن خير من مختصر الطليطلي وهو في تأليف أبي بكر بن قسوم الذي سماه محاسن الأبرار أبو العباس القرموني غير مسمى وحكى أنه أول من قرأ عليه ابن المجاهد وأخذ عنه وكان فقيها على مذهب مالك وكف بصره بأخرة من عمره فكان يقول النساء ومعالجة الورق أذهبن بصري فلا أدري أهما اثنان أم كنية ابراهيم أبو العباس

____________________

362 ابراهيم بن عبد ربه بن جهور القيسي من أهل طلبيرة يكنى أبا إسحاق وهو والد أبي القاسم عيسى بن إبراهيم بن جهور المستوطن شريش له رواية عن أبي الوليد عبد ربه ذكر ذلك ابن بشكوال وأغفله وحدث عنه ابنه عيسى

363 ابراهيم بن أبي الفضل بن صواب الحجري من أهل شاطبة يكنى أبا إسحاق روى عن أبيه وأبي عمر بن عبد البر وأبي الحسن بن سيدة وكان من أهل المعرفة بالعربية واللغة والآداب وتجول في البلاد معلما بها وعنه أخذ أبو إسحاق بن خفاجة وله فيه مدح ثم تعلم الطب وقعد للعلاج بطنجة واستقر آخر عمره بمدينة فاس في نحو ست وخمسمائة وتوفي بمكناسة الزيتون وهو ابن إحدى وثمانين سنة أكثر خبره عن ابن عزير وروى عنه أبو علي بن الخراز

364 ابراهيم بن عبد الرحمن بن خمير من أهل دانية يكنى أبا إسحاق وروى عن القاضي أبي زيد بن الحشا وأبي بكر محمد بن الحسن المرادي وسمع من أبي داود المقرىء كتاب أبي بكر بن عزيز وغيره بدانية وبها لقيه أبو الحسن بن هذيل قديما وأخذ عنه كتاب الأنباه في وجوب أجرة القضاة للمرادي حدث به عنه وكان مقيدا ضابطا حسن الخط ذكره ابن عياد وفيه عن غيره

365 ابراهيم بن محمد بن سليمان بن خليفة بن عبد الواحد من أهل مالقة يكنى أبا إسحاق روى عن أبيه أبي عبد الله وأبي بكر خازم بن محمد وأبي علي الغساني ومروان بن سمجون وأجاز له القاضي أبو الوليد الباجي حدث عن جميعهم بموطأ مالك وأخذ عنه في سنة ثمان وخمسمائة ووقفت على ذلك بخطه

366 ابراهيم بن اسماعيل بن عبد الله بن الفتح بن عمر العبدري من أهل المرية يكنى أبا إسحاق روى عن أبي داود المقرىء وأبي الحسين بن البياز وأبي علي

____________________

الغساني وأبي عبد القادر بن الخياط وأبي بكر عمر بن الفصيح وأبي عبد الله بن فرج وأبي الحسن بن شفيع وأبي علي الصدفي وأكثر عنه وسمع معه بنوه وكان من أهل التقييد والضبط وكتب بخطه كثيرا وصارت إلي نسخته من حديث المحاملي التي فرغ منها بقرطاجنة من عمل مرسية يوم الخميس منتصف ربيع الآخر سنة أربع عشرة وخمسمائة وعلى كثرة ما روى فلا أعلمه حدث

367 ابراهيم بن محمد بن محارب الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق ويعرف بالأرغازي روى عن أبي القاسم بن النخاس وحدث عنه ووقفت على بعض ما كتب من روايته في سنة خمس عشرة وخمسمائة

368 ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن عصام من أهل مرسية وقاضي قضاة الشرق يكنى أبا أمية ويعرف بابن منتنال له رواية عن أبي علي الصدفي وكان في عداد أصحابه وولي قضاء بلده مدة وصرف عنه بأبي علي هذا في سنة خمس وخمسمائة ثم أعيد إليه وأقام في ولايته نحوا من خمس وثلاثين سنة وكان ذا جلالة وجزالة في أحكامه مهيبا ممدوحا خارجا عن زي القضاة وسمتهم أقرب إلى الرؤساء منه إلى الفقهاء له حظ من الأدب وقرض الشعر توفي بمرسية وهو يتولى قضاءها سنة ست عشرة وخمسمائة وفاته عن ابن حبيش

369 ابراهيم بن أحمد بن ابراهيم بن سلام المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا إسحاق روى عن أبي علي الصدفي وأبي محمد الركلي وغيرهما وكان من أهل البصر بالفقه والتصرف في الأدب واللغة وعنه أخذ ابنه أبو جعفر وبه تأدب وقد تقدم ذكره وهو جد شيخنا أبي عمر بن عات لأمه وأصيب في وقيعة القلعة على مقربة من جزيرة شقر بولد له فرثاه بأشعار حسنة وكانت هذه الوقيعة يوم الجمعة التاسع من رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة فيه عن ابن سفيان وابن عات وحكى أنه كتب من خطه

____________________

( اغتنم ركعتين زلفى إلى الله ** إذا كنت فارغا مستريحا )

( وإذا ما هممت يوما بنطق ** فاجعلن في مكانه تسبيحا )

370 إبراهيم بن عبد القاهر بن فتوح من أهل أشبونة يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن شفيع لقي أبا الحسين بن الطراوة وأخذ عنه ورحل حاجا فكتب عنه أبو طاهر السلفي حكايات وأشعارا لما قدم عليهم الاسكندرية وسأله عن مولده فقال في سنة تسع وستين وأربعمائة بأشبونة من كتاب ابن نقطة ولم يذكر وفاته

371 إبراهيم بن عبد العزيز بن أبي تمام الطائي من أهل غرناطة يكنى أبا إسحاق سمع بقرطبة من أبي الحسن العبسي وأبي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وكان محدثا نحويا سمع منه أبو عبد الله بن عبادة الجياني وأبو الحسن بن الضحاك وأبو جعفر بن اليسر وغيرهم وتاريخ سماع بن الضحاك منه لموطأ مالك رجب من سنة ثلاث وخمسمائة

372 إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن فورتش الحاكم من أهل سرقسطة يكنى أبا إسحاق عني بالوثائق وكتب بخطه علما كثيرا وولي الأحكامك في عدة كور وتوفي بالمرية وهو يتولى قضاء برجة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة عن ابن حبيش وفيه عن غيره

373 إبراهيم بن أبي الفتح بن عبيد الله بن خفاجة الهواري الشاعر من أهل جزيرة شقر يكنى أبا إسحاق جالس أبا عمران بن أبي تليد ولقي أبا علي الصدفي وأخذ عن أبي إسحاق بن صواب وروى عن أبي بكر بن أسد ولو اعتنى بهذا الشأن لروى عن شيوخ شيوخه وكان عالما بالآداب صدرا في البلغاء متقدما في الكتاب والشعراء يتصرف

____________________

كيف يزيد فيبدع ويجيد ناظما وناثرا ومادحا وراثيا ومشببا ومشبها وكان نزيه النفس لا يتكسب بالشعر ولا يمتدح رجاء الرفد صرورة لم يتزوج قط مقتصرا على ما ملكت يده من ضيعة وديوان شعره متنافس فيه مروي عنه ذكره الرشاطي ووصفه بالمعارف الجمة والآداب وقال فيه واحد عصره ونسيج وحده ذو الطبع الكريم والهدي القويم وذكره أبو الحسن بن بسام وغيره من المؤلفين في الأدباء وروى عنه أبو جعفر بن الباذش وأبو بكر بن رزق وأبو إسحاق بن قرقول وأبو عمر بن عياد وأبو محمد بن عبيد الله وأبو بكر الكتندي وأبو يوسف يعقوب بن طلحة وغيرهم وأنشدنا أبو الربيع بن سالم بحاضرة بلنسية غير مرة قال أنشدنا أبو رجال بن غلبون بمرسية سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في مجلس شيخنا أبي القاسم بن حبيش رحمه الله قال أنشدنا أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن خفاجة لنفسه بجزيرة شقر بلده في بضع وعشرين وخمسمائة مما كان قاله لما بلغ الستين من عمره

( ألا ساجل دموعي يا غمام ** وطارحني بشجوك يا حمام )

( فقد وفيتها ستين حولا ** ونادتني ورائي هل أمام )

( وكنت ومن لباناتي لبينى ** هناك ومن مراضعي المدام )

( يطالعنا الصباح ببطن حزوى ** فينكرنا ويعرفنا الظلام )

( وكان بها البشام سراج أنس ** فماذا بعدنا صنع البشام )

( فيا شرخ الشباب ألالقاء ** يبل به على ظمإ أوام )

( ويا ظل الشباب وكنت تندى ** على أفياء سرحتك السلام )

توفي يوم الأحد السادس والعشرين من شوال سنة ثلاث وثلاين وخمسائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة قال أبو عبد الله بن عبد الرحمن المكناسي سألته عن مولده فقال ولدت سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ولم يزل قبره معروفا بظاهر الجزيرة ومنزله بداخلها إلى أن ملكها الروم صلحا وأجلوا أهلها في آخر سنة تسع وثلاثين وستمائة

374 إبراهيم بن محمد الخطيب يعرف بابن الإمام ويكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي محمد بن أيوب الشاطبي الحديث المسلسل في الأخذ باليد وسمعه منه القاضي عياض وأحسبه غرناطيا

____________________

375 إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن أبي عنقود الباهلي من أهل بلنسية يكنى أبا إسحاق صحب أبا بكر بن نمارة وأخذ عنه وكتب له مقدمة ابن بابشاذ في النحوسنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ولسلفه نباهة والعين المتفجرة بمقربة من الرصافة إليهم كانت منسوبة

376 إبراهيم بن خليفة بن أبي الفتح بن أحمد بن أبي الفتح القضاعي من أهل انده عمل بلنسية وهي دار قضاعة بشرق الأندلس يكنى أبا إسحاق سمع من أبي محمد بن خيرون وأبي عمران بن أبي تليد وأبي علي الصدفي وأبي محمد الركلي وغيرهم وأجاز له أبو محمد البطليوسي وكان شيخا صالحا ذا عناية بالرواية وقد حدث وسمع منه توفي قبل الأربعين وخمسمائة أكثره عن ابن سالم

377 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رشيق الطيلطلي منها وسكن وادي آش يكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي عبد الله المغامي وتصدر للإقراء والإسماع لما كان عنده وقدم للصلاة والخطبة هنالك وكان ثقة عدلا من أهل اصلاح والانقباض حدث عنه أبو جعفر عبد الرحمن بن القصير وأبو بكر بن يحيى بن محمد العقيلي وأبو الحسن بن مؤمن وغيرهم وتوفي في نحو الأربعين وخمسمائة

378 إبراهيم بن أحمد بن خلف بن جماعة بن مهدي البكري بكر بن وائل من أهل دانية يكنى أبا إسحاق سمع من أبي داود المقرئ وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن خلصة المعافري وأبي علي الصدفي وأبي الحجاج بن أيوب وغيرهم وولي قضاء بلده في جمادي الأولى سنة تسع وعشرين وخمسمائة ثم صرف عنه في جمادى الأخيرة سنة ثلاثين وقدم إلى قضاء شاطبة فتولاه مدة طويلة وكان عدلا حسن السيرة معنيا بالحديث وعمر وأسن حدث عنه أبو عمر بن عياد وأكثر خبره عن غيره وعليم بن عبد العزيز وأبو بكر بن مفوز وأخوه أبو محمد وغيرهم توفي بدانية مصروفا عن القضاء لخمس بقين من رجب سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وقد خانق الثمانين وتولى غسله والصلاة عليه أبو عبد الله بن سعيد الداني وقد روى عنه كتاب الزهد لهناد رواية الصاحب عن الصاحب وكان مولده سنة ثلاث وستين وأربعمائة

____________________

379 إبراهيم بن مروان بن أحمد التجيبي البزاز من أهل إشبيلية يعرف بابن حبيش ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني ورحل حاجا فسمع بمكة من رزين بن عمار الأندلسي وببغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة من هبة الله بن الحصين وأبي غالب الماوردي والحسين بن خسرو البلخي وأبي الفضل بن ناصر وأبي الفتح الكروخي الهروي وانصرف إلى إشبيلية وحدث وسمع منه الناس وكان من أهل العدالة والثقة توفي في الفتنة يوم الأربعاء الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ست وأربعين وخمسمائة ودفن بعد صلاة العصر من يوم الخميس بعده عن القنطري وفي خبره عن غيره

380 إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن سعيد الداني منها يكنى أبا إسحاق سمع من أبيه أبي عبد الله وأخذ عنه ورحل معه إلى المشرق فحجا معا وسمعا من أبي علي بن العرجاء وقرأ عليه إبراهيم القرآن من أوله إلى آخره بجميع ما تضمنه الجامع لأبي معشر الطبري من الروايات ويعرف بسوق العروس وفيه ألف وخمسمائة وخمسون رواية وطريقا وقرأ من سورة الصيف إلى أن ختم داخل الكعبة وأجاز له في رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة وقرأ عليه الجامع المذكور وسمع صحيح البخاري وغير ذلك وتوفي في آخر سنة ست وأربعين وخمسمائة قبل وفاة أبيه بثلاثة أشهر أو نحوها بعضه عن ابن عياد

381 إبراهيم بن صالح بن إبراهيم بن صالح المرادي من أهل المرية يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن السماد أخذ القراءات عن أبي الحسن بن شفيع وأبي الحسن علي بن محمد البرجي وسمع من أبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن بن معدان وله رواية عن أبي محمد بن عتاب ورحل حاجا فلقي أبا الحسن بن مشرف وأبا عبد الله الرازي وأبي الحسن الفراء الموصلي وأبا بكر الطرطوشي فسمع منهم وقرأ القرآن على أبي علي المعروف بابن بليمة وأبي عبد الله بن مسيج الفضي ثم قفل من رحلته وتصدر للإقراء ببلده ولما تغلب عليه العدو نزل مدينة لورقة وولي القضاء بها والخطبة وأقرأ هنالك وأسمع حدث عنه أبو عبد الله بن حميد وأبو بكر بن أبي جمرة شيخنا وغيرهم وتوفي بلورقة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قاله ابن عياد وقال أيضا أنه توفي سنة ثمان وأربعين والأول أصح

____________________

382 إبراهيم بن خلف الجمحي المقرئ من أهل مرسية يكنى أبا بكر أخذ عن ابن البياز وابن فرج المكناسي وأجاز له أبو داود المقرئ وابن أخي الدوش ما روياه وأقرأ وأخذ عنه وقال فيه ابن الصيقل المعروف بأبي هريرة أبو بكر بن إبراهيم بن خلف ومن برنامج أبي الحجاج بن أيوب نقلت اسمه كما تقدم

383 إبراهيم بن عتيق بن أبي العيش من أهل بلنسية يكنى أبا إسحاق سمع أبا داود وأخذ عنه وأقرأ ببلده وحمل عنه الأداء وتوفي بشاطبة سنة تسع وأربعين وخمسمائة عن ابن عياد

384 إبراهيم بن علي بن ترحيب المكتب من أهل بلنسية يكنى أبا إسحاق روى عن أبي عبد الله بن باصه وأبي محمد القلني وغيرهما وكان يستخلف على الصلاة والخطبة بالجامع لصلاحه وميل الناس إليه وهو الذي غسل أبا محمد المذكور عند وفاته مع أبي الحسن الزاهد المعروف بالجباح وأعانهما أبو إسحاق بن أبي العيش وكانوا في الخير نمطا واحدا قال ابن سفيان في ابن ترحيب ووصفه بالصلاح والتقشف وسلامة الظاهر والباطن توفي في حدود الخمسين وخمس مائة وقال ابن عياد توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

385 إبراهيم بن أحمد بن عبد الله السلمي الحاكم من أهل غرناطة يعرف بابن صدقة ويكنى أبا إسحاق روى ببلده عن أبي بكر غالب بن عطية وسمع من أبي بكرة رياضة المتعلمين لأبي نعيم ورحل حاجا فسمع بالاسكندرية من السلفي قديما سنة خمس عشرة وخمسمائة ومن أبي بكر الطرطوشي وأبي الحسن بن الفراء الموصلي وبمكة من أبي الفتح البيضاوي وأبي محمد بن غزال المجاور سنة ستت عشرة وقفل إلى بلده فحدث وروى عنه أبو بكر بن أبي زمنين وأبو القاسم بن سمجون وغيرهما وتقدم ذكر إبراهيم بن صدقة وأحسبه من سلفه

386 إبراهيم بن محمد الصدفي المقرئ يكنى أبا الوليد روى بدانية عن أبي داود وأجاز له تصانيف أبي عمرو عنه ورحل حاجا فسمع منه أبو محمد العثماني وسمع هو أيضا من العثماني فتدبجا وقد مرت له في هذا الباب رواية عن غير أبي داود

____________________

387 إبراهيم بن منبه بن عمر بن أحمد الغافقي من أهل المرية ونزل مرسية يكنى أبا أمية سمع ببلده من ابن شفيع وأخذ عنه القراءات ومن ابن سكر ة وابن زغيبة وعبد القادر بن الحناط وبقرطبة من ابن عتاب وابن طريف وأبي بحر الأسدي وابن مغيث وغيرهم ورحل حاجا فسمع بمكة من أبي علي بن العرجاء أحاديث جعفر بن نسطور وغيرها في شعبان سنة ست وعشرين وسمع أيضا من أبي الفتح سلطان بن إبراهيم المقدسي وقفل إلى بلده وانتقل بعد الحادثة عليه إلى مرسية وولي الخطبة والقضاء هنالك وحدث وأخذ عنه وكان فقيها مشاورا وأفادني أبو جعفر بن الدلال عن أبي محمد بن القرطبي أن أبا القاسم ابن حبيش سمع منه الأحاديث النسطورية ووقفت على إسماعه صحيح البخاري في آخر ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة وكان يحدث به عن سلطان بن إبراهيم عن كريمة المروزية وأخبرت عن أبي عبد الله بن بالغ البسطي الخطيب أنه سمع أبا أمية هذا يحكي أن أبا ذر الهروي قال عند موته عليكم بكريمة فإنها تحل كتاب البخاري من طريق أبي الهيثم

388 إبراهيم بن ميمون بن الفتح بن فتحون الحضرمي من أهل أريولة يكنى أبا إسحاق سمع من أبي الوليد بن الدباغ وأكثر عنه وما أراه سمع من سواه وولي قضاء ميورقة وحدث بها وأخذ عنه الموطأ في سنة ثلاث وخمسين وكان فقيها مشاورا ذا نباهة وثروة وتوفي قبل الستين وخمسمائة

389 إبراهيم بن نجاح بن أحمد بن إبراهيم بن مجاح الغساني الواعظ من أهل المرية يكنى أبا بكر له رواية عن ابن ورد وغيره كتب عنه ابن عياد من فوائده وقال توفي بشاطبة سنة اثنتين وستين وخمسمائة ومولده بالمرية سنة أربع وخمسمائة

390 إبراهيم بن محمد بن خليفة النفزي المقرئ من أهل قرية بني عقبة من بيران عمل دانية يكنى أبا إسحاق أخذ القراءات عن أبي الحسن بن أخي الدوش وأخذ قراءة ورش عن ابن شفيع ولا رواية له عن أبي داود وسمع من أبي عمران بن أبي تليد وأبي جعفر بن جحدر وأبي بكر بن الحناط وغيرهم ورحل حاجا فلقي أصحاب أبي بكر الطرطوشي وانصرف إلى موضعه فتصدر للإقراء وأخذ عنه الناس وكان متحققا بالقراءات معروفا بالضبط والتجويد أديبا إخباريا مفوها وعمر وأسن مولده سنة خمس وسبعين

____________________

وأربعمائة وتوفي سنة أربع وستين وخمسمائة ذكره ابن عياد وابن سفيان وفيه عن غيرهما

391 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مفرج الوراق من أهل بلنسية يعرف بالحصار ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي علي بن بهلول وأبي الحسن بن سعد الخير وغيرهما وكان حسن الخط محترفا بالوراقة عاكفا عليها ذا إتقان وضبط وقفت على بعض ما رواه في سنة أربع وستين وخمسمائة

392 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المغربي من أهل بلنسية وأصله من شنتمرية الشرق وإليها كان ينسب يكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي الحسن بن هذيل واختص به وسمع منه كثيرا وكان يخلفه على التعليم في مغيبه ويعلم أيضا بمحضره واتخذ تلاوة القرآن شعارا ليلا ونهارا لا يسأم ولا يفتر مع الصلاح والذكاء وحسن الأداء واستشهد في وقيعة يوم الخميس بظاهر بلنسية الغربي مستهل رجب سنة ثمان وستين وخمسمائة عن ابن سالم

393 إبراهيم بن يحيى بن محمد بن خليفة بن ينق من أهل شاطبة يكنى أبا عمر وسمع من أبي عمران بن أبي تليد وأبي علي الصدفي وكان يحدث عن أخيه أبي عامر وأبي عبد الله بن أبي الخصال ونمطهما من الأدباء والكتاب ويكثر التمثل بالأشعار ويمتع بسعة حفظه للأخبار كتب عنه شيخنا أبو عمر بن عات وذكره ابن سفيان في معجم شيوخه وقال توفي في سنة تسع وستين وخمسمائة

394 إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن باديس بن القائد القائدي الوهراني كذا قرأت اسمه بخطه وشهر بالحمزي لأن أصله من حمزة موضع بناحية المسيلة عمل بجاية يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن قرقول ولد بالمرية ونشأ بها وسمع من

____________________

جده لأمه أبي القاسم بن ورد ومن أبي الحسن بن نافع وكان رابا له وروى عن جماعة كبيرة وطائفة جليلة منهم أبو عبد الله بن زغيبة وأبو الحسن بن معدان ويعرف بابن اللوان وأبو الحجاج القضاعي وأبو الحسن بن موهب وأبو العباس بن العريف وأبو محمد الرشاطي وأبو عبد الله بن وضاح وأبو محمد بن عطية وأبو الحجاج بن يسعون وأبو الفضل بن شرف وأبو عبد الله بن الحاج الشهيد وأبو الحسن بن مغيث وأبو عبد الله بن مكي وأبو بكر بن زيدان وأبو جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبو بكر وأبو مروان الباجي وأبو بكر بن العربي وأبو إسحاق بن حبيش وأبو الحسن بن الباذش وأبو القاسم عبد الرحيم الخزرجي وأبو بكر بن النفيس وأبو عبد الله بن معمر وأبو علي منصور بن الخير وأبو محمد بن أبي جعفر وأبو محمد بن السيد وأبو الحسن عباد بن سرحان وأبو القاسم بن الأبرش وأبو عبد الله بن عبد الوارث وأكثر هؤلاء لقيهم وأخذ عنهم وممن كتب إليه أبو محمد بن عتاب وأبو بحر الأسدي والسبائي والمازري وله أيضا رواية عن طارق بن يعيش وابن هذيل وابن الدباغ وأبي الفضل عياض وابن النعمة وبعضهم في عداد أصحابه وأترابه ولقي بجزيرة شقر أبا إسحاق الخفاجي يحمل عنه ديوان شعره وبمكناسة من المغرب أبا القاسم بن الأبرش وكان رحالا في طلب العلم حريصا على لقاء الشيوخ فقيها نظارا أديبا حافظا يبصر الحديث ورجاله وقد صنف وألف مع براعة الخط وحسن الوراقة حدث وأخذ عنه الناس ولم يزل بمالقة إلى أن انتقل منها إلى ت سبتة في سنة أربع وستين ثم إلى سلا وتوفي بمدينة فاس عند العصر من يوم الجمعة السادس لشعبان سنة تسع وستين وخمسمائة ودفن قريبا من برج الكوكب خارجها ومولده بالمرية في صفر سنة خمس وخمسمائة ذكره ابن مؤمن وغيره

395 إبراهيم بن خلف بن محمد بن الحبيب بن عبد الله بن عمرو بن فرقد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيدة بن وهب بن عبد الله بن يوسف بن عياض بن يوسف الفهري أمير الأندلس المخلوع بعبد الرحمن بن معاوية وهو يوسف بن عبد الله بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحرث بن فهر قرأت هذا النسب بخط ابنه أبي جعفر أحمد بن إبراهيم وهكذا قال الرازي في نسب يوسف وقال ابن حيان زعم أبو بكر بن القوطية أنه

____________________

يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري قال وما وجدت هداية إلى أن يوسف هذا الوالي بالأندلس ولد له يعني لعبد الرحمن المتغلب على ملك إفريقية ولا وجدت منتماه في جذم قومه فالله أعلم بشأنه وقال شيخنا أبو القاسم بن بقي وقرأته بخطه في نسب أبي إسحاق هذا المخزومي وهو غلط بين سكن إشبيلية وداره مورور من أعمالها يكنى أبا إسحاق سمع من أبي محمد بن عتاب وأبي عبد الله بن حمدين وأبي الحسن بن بقي وأبي عبد الله بن الحاج وأبي عمر ميمون بن ياسين أخذ عنه الصحيحين وكان يعلو فيهما وله أيضا رواية عن أبي الحسن سليمان بن أبي زيد المهري وأبي بكر بن عبد العزيز وأبي عبد الله بن أبي الخصال وغلب عليه الأدب وعلم الفرائض وله في ذلك أرجوزة أخذت عنه وولي القضاء بموضعه نا عنه بما ألف وروى أبو الخطاب بن واجب وغيره وتوفي سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ومولده بعد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة

396 إبراهيم بن محمد بن مسلم بن أحمد بن فتحون المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا إسحاق روى عن أبي بكر بن أسد سمع منه ببلنسية في سنة اثنتين وثلاثين وسمع أيضا فيها بشاطبة من أبي الوليد بن الدباغ حدث عنه شيخنا أبو بكر محمد بن محمد بن وضاح سمع منه الشمائل للترمذي في ذي القعدة سنة اثنيتن وسبعين وخمسمائة وروى عنه ابن عياد بعض منظومه ولم يرفع في نسبه

397 إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري الكاتب سكن مالقة وأصله من وادي آش يكنى أبا الحكم ويعرف بابن هرودس كتب لبعض الولاة وشارك في العلم وأنبأني أبو القاسم بن بقي أن أبا الحكم هذا أنشده لنفسه

( أإبراهيم إن الموت آت ** وأنت من الغواية في سنات )

( رجاؤك مثل ظل الرمح طولا ** وعمرك مثل إبهام القطاة )

توفي أول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة

398 إبراهيم بن محمد بن أحمد المخزومي الشاهد من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق ويعرف بكوزان رحل حاجا فسمع بالإسكندرية من أبي عبد الله الرازي وأبي طاهر السلفي ولقي بالمهدية أبا عبد الله المازري فحمل عنه تأليفه المترجم بالمعلم من

____________________

إملائه على صحيح مسلم سمع منه ابن بشكوال وسمع منه هو أيضا فتدبجا وكان ثقة عدلا أنا عنه من شيوخنا أبو سليمان بن حوط الله سمع منه في سنة ست وسبعين وخمسمائة وقد تقدم ذكر ابنه أحمد بن إبراهيم في بابه

399 إبراهيم بن عبد الملك أندلسي نزل دمشق يعرف بابن المالقي ويكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي بكر الطرطوشي وتفقه به يروي عنه شيخنا أبو عبد الله الأندرشي وحكى أنه كان يدرس بجامع دمشق وبزاوية المالكية منه

400 إبراهيم بن الحاج أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن سعيد بن خالد بن عمارة الأنصاري قرأت نسبه بخطه من أهل غرناطة يكنى أبا إسحاق سمع ببلده من أبي بكر غالب بن عطية وأبي الحسن بن الباذش وأبي القاسم الخزرجي وأبي الوليد بن بقوة وأبي الحسن بن القصير وناظر على أخيه أبي مروان في المدونة ورحل إلى قرطبة فسمع من ابن عتاب وابن طريف وابن رشد وأبي بحر الأسدي وابن مغيث وأبي عبد الله القرشي وابن عفيف وابن المطرف ابن الوراق وقرأ عليه القرآن بالسبع وعلي منصور بن الخير بمالقة وعلى ابن شفيع بالمرية وأخذ عن أبي الحسن بن موهب وسمع عليه الموطأ بقراءة أبي عبد الله النميري في يوم واحد وعن أبي عبد الله بن معمر وعباد بن سرحان وأبي محمد بن أيوب الشاطبي سمع منه الحديث المسلسل في الأخذ باليد مرة بعد أخرى وتكرر على أبي محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر وسمع منه بأغمات أيام قضائه بها سنة ست وعشرين وخمسمائة وابتدأ بالأخذ عن هؤلاء من سنة إربع عشرة إلى سنة تسع عشرة وأجاز له أبو محمد بن السيد وشريح بن محمد وأبو بكر الطرطوشي والمازري وغيرهم وكان من أهل المعرفة الكاملة والتفنن في العلوم والنفوذ في الأحكام يتحقق بالقراءات ويشارك في علم الحديث ومسائل الفقه والشروط وله فيها مختصر مفيد وكان مع في ذلك فكه النفس حلو النادرة حميد العشرة نشأ بغرناطة على طلب العلم وتقييد الآثار وولي القضاء بعدة كور من أعمالها وأعجته الفتنة الحادثة بالأندلس عند انقراض دولة الملثمين عن وطنه فطال اضطرابه وتجوله ثم استقر أخيرا بميورقة في جوار أميرها إسحاق بن محمد بن غانية فقلده قضاءها وتصدر قبل ذلك وبعده للإقراء والإسماع فأخذ الناس عنه وانتفعوا به ولم يدخل ميورقة مثله في دولة بني غانية بها وبعدهم إلى أن تغلب

____________________

عليها الروم في يوم الاثنين الرابع عشر من صفر سنة سبع وعشرين وستمائة نا عنه أبو الخطاب بن واجب كتب إليه وتوفي يوم الثلاثاء السابع لجمادى الأولى سنة تسع وسبعين وخمسمائة ومولده بغرناطة يوم الخميس العاشر لشهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وأربعمائة فكان عمره أربعا وثمانين وثلاثة أشهر إلا يومين نقلته من خط بعض الرواة عنه

401 إبراهيم بن علي بن عبد الملك بن طلحة المقرئ من أهل إشبيلية وسكن قرطبة وغيرها يكنى أبا إسحاق أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح وأبي العباس بن عيشون وأبي العباس بن حرب وأبي المطرف بن الوراق وأبي محمد بن بقي المقرئ بجامع بياسة وأبي علي منصور بن الخير وسمع من أبي بكر بن العربي جامع الترمذي وغير ذلك وتصدر للإقراء وأخذ عنه بإشبيلية أبو القاسم بن أبي هارون وبقرطبة أبو عبد الله الشنتيالي وحدث عنه هو وأبو بكر غالب بن أبي القاسم الشراط وأبو جعفر المعروف بالأجري وغيرهم بعض خبره عن ابن الطيلسان

402 إبراهيم بن طريف من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا إسحاق رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بالشرق أبا الربيع المالقي من أصحاب أبي العباس بن العريف وقفل إلى الأندلس فلقي أبا عبد الله بن المجاهد واشتهر بالنسك والورع والإيثار حدث عنه أبو العباس القنجايري برسالة القشيري

403 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن يوسف الأنصاري الخزرجي أندلسي يعرف بالتطيلي ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي محمد بن السيد وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن بن مغيث وأبي مروان بن مرة وأجاز له أبو عمران بن أبي تليد وأبو بكر غالب عطية وأبو الوليد بن رشد ورحل حاجا فلقيه بالاسكندرية على ما زعم أبو القاسم عسي بن عبد العزيز المعروف بالوجيه الشريشي الأصل وادعى الإكثار عنه في السماع منه وقفت على ذلك من برنامجه وأنا بريئ من عهدته لعدم الإحاطة بما فيه من المناكير ولهذا الشيخ من التخليط والغلط الذي لا يقع فيه أحد ممن زاول هذه الصناعة أدنى مزاولة عفا الله عنه وسمح له

404 إبراهيم بن محمد بن فرج اليحصبي من أهل غرب الأندلس يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن حامد كان مقرئا وقد أخذ عنه

____________________

405 إبراهيم بن حسين بن يوسف القيسي من أهل دانية وأصله من ناحية بلنسية ويعرف بابن محارب ويكنى أبا إسحاق أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد وسمع الحديث من أبي بكر بن برنجال وعلم بالقرآن وحملت عنه القراءات وكتبها وكان معروفا بالتجويد والإتقان مع مشاركة في العربية أخذ عنه أبو عبد الله بن واجب وأبو الحجاج بن أيوب وأبو الحسن بن خيرة من شيوخنا وغيرهم وعليه قرأ في صغره أبو جعفر بن عون الله الحصار ووصف لي بشكاسة الأخلاق وكان صرورة لم يتزوج قط وتوفي سنة ثمانين أو إحدى وثمانين وخمسمائة

406 إبراهيم بن محمد بن منذر بن أحمد بن سعيد بن ملكون الحضرمي النحوي من أهل إشبيلية يكنى أبا إسحاق سمع من أبي مروان الباجي وشريح بن محمد وعباد بن سرحان وأبي الوليد بن حجاج وأبي القاسم بن الرماك وعنهما أخذ علم العربية والآداب فرأس فيها ومهر في صناعتها وإقرائها وشارك في سواها وأجاز له أبو القاسم بن بقي وأبو الحسن بن مغيث وأبو بكر بن فندلة ومن تآليفه إيضاح المنهج جمع فيه بين كتابي ابن جني على الحماسة التنبيه والمبهج ووضع شرحا على الجمل للزجاجي وآخر على التبصرة للصيمري وغير ذلك أخذ عنه جماعة من الجلة وأجاز لأبي سليمان بن حوط الله روايته وقال توفي بإشبيلية سنة إحدى وثمانين وخمسمائة زاد غيره في شوال وحكى أبو علي بن الشلوبين أنه توفي في شوال سنة ثمانين ودفن بداره

407 إبراهيم بن محمد بن علي بن بيبش العبدري من أهل شاطبة يكنى أبا إسحاق سمع من أبي عبد الله بن سعادة وغيره وكان من أهل المعرفة والفتيا واستنابه أخوه القاضي أبو بكر بيبش بن محمد في الأحكام فحذا حذوه وتوفي في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة بعد أخيه بيسير ودفن بإزائه عن ابن عات وفيه عن ابن عفيون

408 إبراهيم بن إبراهيم بن محمد الأنصاري المقرئ من أهل أشونة ونزل مدينة فاس يكنى أبا إسحاق ويعرف بالعشاب أخذ القراءات عن أبي القاسم بن رضبى

____________________

وسمع من ابن مكي وأبي بكر بن مدير وابن أخت غانم حدث وأقرأ وأخذ عنه وكان أديبا نحويا حكى أبو الحسن ابن القطان أنه أجاز له جميع رواياته في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة وروى أيضا عنه يعيش بن القديم الشلبي وحكى ابن فرتون أنه توفي سنة ثلاث وثمانين وزاد في شيوخه جماعة وحكى أنه كان يعلم القرآن ويبيع العشب ويقرئ النحو

409 إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أحمد بن ثابت بن ثعبان بن أحمد بن عبد الله بن محمود بن الربيع الأنصاري الخزرجي من أهل غرناطة يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن الجلاء أفادني نسبه بعض أصحابنا يروى عن أبي االحسن بن الباذش وأبي علي منصور بن الخير وأبي الحسن يونس بن محمد بن مغيث وابن أخت غانم وابن ورد وكان شيخا صالحا يعلم القرآن حدث عنه الملاحي وقال ابن الطيلسان إنه خاله وحدث أيضا عنه ابن ابنه أبو عبد الله محمد بن يحيى بن إبراهيم وغيرهما

410 إبراهيم بن أحمد بن محمد بن خلف الأنصاري الطرطوشي وسكن بلنسية يكنى أبا إسحاق أخذ القراءات عن ابن هذيل وابن نمارة وسمع منهما وكان معلم كتاب موصوفا بالصلاح قال ابن سالم وهو أول من فتق لساني بكتاب الله

411 إبراهيم بن محمد بن يوسف الأنصاري من أهل إشبيلية يعرف بابن المالقي ويكنى أبا إسحاق روى عن أبيه وأبي بكر بن زيدون وأبي أسامة يعقوب بن أبي محمد بن حزم وغيرهم وكان فقيها على مذهب أهل الظاهر يتولى الصلاة بدرب ابن الأخضر من إشبيلية حدث عنه أبو العباس النباتي

412 إبراهيم بن محمد الطليطلي يعرف بابن اللقاط ويكنى أبا إسحاق له رحلة حج فيها وسمع من أبي طاهر السلفي سماه التجيبي شيخنا في الآخذين عنه كتاب الرامهرمزي الفاضل بين الراوي والواعي مع طائفة من الأندلسيين ولا أعلمه حدث

413 إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن غليب المقرئ من ناحية جيان يكنى

____________________

أبا إسحاق كان من أهل المعرفة بالقراءات والعربية وله جمع بين كتابي أبي عبيد الهروي وأبي بكر بن عزيز وقفت عليه ولا أعرفه بغير هذا

414 إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى الأموي المكتب من أهل إشبيلية يعرف بالطرياني ويكنى أبا إسحاق سمع من أبي بكر بن العربي وأبي جعفر بن ثعبان وأخذ عن شريح قراءة نافع وأجاز له ويروي أيضا عن أبي الحسن بن عظيمة وأبي بكر بن مدير وكان رجلا صالحا علم بالقرآن وأخذ عنه قال لي ابن سالم لقيته بإشبيلية سنة أربع وثمانين وخمسمائة وأسمعني بلفظه ما كتب من فوائده وتوفي بعد التسعين وخمسمائة

415 إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يعقوب بن أحمد بن عمر الأنصاري من أهل بلنسية وأصله من مربيطر عملها يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن الجمش رحل حاجا فاستوطن الإسكندرية وسمع من السلفي كثيرا وصحبه طويلا ومن أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله بن الحضرمي وبدر الحبشي وأبي بكر محمد بن أبي الوفاء االآمدي وأبي الغنائم المطهر بن خلف الشحامي النيسابوري وغيرهم وقيد من منثور الحديث ما يخرج عن الإحصاء وتزهد وتنسك وبلغني أنه كان ينفق في الشهر درهما ونصف درهم لا يزيد على ذلك لقيه أبو جعفر بن عميرة واستفاد منه وصحبه قبل ذلك في السماع من الشيوخ أبو عبد الله التجيبي ووصفه بالزهد والورع مع كونه حينئذ في ريعان الشباب وحكى أن عبد العزيز بن عيسى الشريشي المعروف بالوجيه مازحه وهو يقرأ على السلفي كتاب فتوح مصر لابن عبد الحكم وقد روى في أوله عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال خلقت الدنيا على خمس صور على صورة الطير الحديث فقال الوجيه اسمع يا أبا إسحاق وشر ما في الطير الذنب يغض منه بذلك ومن بلاد المغرب فقال له في الحين هيهات ما عرفت أنت ما كان ذلك الطائر المشبه به كان طاووسا وما فيه أحسن وأملح من ذنبه قال فاستحسن الحاضرون جوابه قد حدث وسمع منه وكان

____________________

حافظا نبيها متيقظا توفي بالاسكندرية بعد التسعين وخمسمائة في خبره عن ابن سالم

416 إبراهيم بن سعد السعود بن أحمد بن عفير الأموي من أهل لبلة يكنى أبا العباس له رواية عن أبيه وكتب لبعض الولاة وتوفي عبطة بمراكش في نحو التسعين وخمسمائة قاله أخوه أبو أمية وروى عنه بعض منظومه

417 إبراهيم بن نعمان الواعظ من أهل ميورقة يكنى أبا إسحاق حدث عنه أبي إسحاق الغرناطي وقد أخذ عنه

418 إبراهيم بن محمد بن أبي صوفة الحجري من أهل الجزيرة الخضراء يكنى إبا إسحاق رحل حاجا فأدى الفريضة وكان قد صحب أبا الوليد القسطلي الأديب وغيره كتب عنه ابن حوط الله بعض ما أنشده

419 إبراهيم بن موسى بن هارون الأنصاري من أهل إشبيلية يكنى أبا إسحاق حدث عنه أبو بكر بن جابر وكان مقرئا

420 إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خيرة من أهل بلنسية يكنى أبا إسحاق لقي أبا العباس الإقليشي وصحبه وتولى الصلاة والخطبة بموضع سكناه من شرقي بلاده روى عنه أبو الحسن بن خيرة شيخنا وهو عمه شقيق أبيه وكانت وفاته قبل الستمائة

421 إبراهيم بن حسين بن خلف القيسي من أهل أشونة وصاحب الصلاة والخطبة بها يكنى أبا إسحاق ويعرف بالشطاطي سمع أبا مروان بن قزمان وأكثر عنه وله رواية عن غيره وكان يقرئ القرآن ويسمع الحديث لقيه أبو بكر بن عبد النور واستجازه لابن الطيلسان سنة ستمائة

422 إبراهيم بن أحمد بن محمد الازدي المكتب أصله من المرية وسكن قرطبة يكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي إسحاق بن طلحة وأبي القاسم بن غالب وغيرهما وعلم بالقرآن وكان من الدين والفضل بمكان ذكره ابن الطيلسان وحكى أنه قرأ عليه مرار بقراءة ورش عن نافع

____________________

423 إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم اللخمي من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق ويعرف بالمعاجري أخذ القراءات عن أبي الحسن سعد بن خلف المقرئ وتولى الصلاة والخطبة بالجامع الأعظم وناوب غيره في صلاة التراويح وكان أحد القراء المجودين ذا سمت وسكينة وهدى صالح قال ابن الطيلسان صحبته زمانا وسمعت عليه غير ما حديث عن الصالحين وأخبرني بتونس ابن ابنه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن إبراهيم أن جده توفي يوم الاثنين الرابع من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وستمائة وقد أربى على السبعين

424 إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي من أهل غرناطة يعرف بالملاحي ويكنى أبا إسحاق وهو أخو أبي القاسم الحافظ وكبيره له رواية وولي الصلاة بجامع بلده وتوفي صبيحة يوم الأحد الرابع عشر من صفر سنة أربع وستمائة أفادنيه بعض أصحابنا وسألت عنه ابن سالم فلم يعرفه

425 إبراهيم بن يزيد بن محمد بن رفاعة اللخمي من أهل غرناطة يكنى أبا إسحاق روى عن أبيه أبي خالد وأبي عبد الله بن عبد المؤمن الرعيني وغيرهما ما حدث عنه الملاحي ناوله كتاب الزيدوني عن ابن عبد المؤمن عن أبي الفضل عبد الوهاب بن أبي القاسم زيدون بن علي القيرواني عن أبيه مؤلفه وأجاز لأبي عبد الله بن أبي البقاء من شيوخنا ووقفت على السماع منه في جمادي الأولى سنة خمس وستمائة وورث رداءة الخط عن أبيه رحمهما الله

426 إبراهيم بن إسماعيل بن أبي عثمان القيسي من أهل شقورة ولسلفه رياسة بها وسكن هو قرطبة يكنى أبا إسحاق ولي قضاء بعض الكور وأقرأ العربية والآداب بقرطبة وجيان وكان شاعرا مجودا يغلب عليه الصلاح والانقباض توفي سنة سبع وستمائة أو نحوها

427 إبراهيم بن محمد بن شعبة بن عيسى بن محمد بن شعبة بن حنون الغساني من أهل وادي آش يكنى أبا إسحاق سمع أبا عبد الله بن عروس وابن

____________________

كوثر وابن عبيد الله وابن مضاء ونجبة وأبا محمد التادلي وأجاز له أبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وغيرهما وسمع من أبي خالد بن رفاعة كتاب التيسير لأبي عمرو المقرئ ولم يجز له وعني بالرواية أتم العناية وولي قضاء ميورقة وحدث هنالك وأخذ عنه وخرج منها مصروفا عنها في أول سنة ثمان وستمائة

428 إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الحضرمي من أهل إشبيلية يعرف بابن حصن ويكنى أبا إسحاق رحل حاجا وسمع بالاسكندرية من السلفي وابن عوف وله سماع بشرق الأندلس من شيوخنا أبي الخطاب بن واجب وابن عات وابن سعادة وكان مجتهدا في العبادة منقطع القرين في الخير وقيد كثيرا وحدث قال ابن فرقد توفي في السابع والعشرين لجمادي الأولى سنة عشر وستمائة ودفن بمقبرة الصلحاء خارج باب مقرانه

429 إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي من أهل مالقة وسكن مرسية يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن المرأة روى عن أبي الحسن بن حنين وأبي الحسن علي بن إسماعيل بن حرزهم حدث بالموطأ عنهما وكان فقيها حافظا للرأي مشاورا يشارك في الأدب وغلب عليه علم الكلام فرأس فيه واشتهر به وله تواليف منها شرح الإرشاد لأبي المعالي وكتاب في مسائل الإجماع وتجول أحيانا ودرس في غير ما بلد وكانت العامة حزبه ولم يزل بمرسية يناظر عليه ويتحلق إليه إلى أن توفي بها في صدر سنة إحدى عشرة وستمائة

430 إبراهيم بن أبي القاسم بن سيد أبيه من أهل إشبيلية يكنى أبا إسحاق روى عن أبي الحكم بن حجاج وأبي عمرو بن عظيمة وأبي محمد الزقاق وأخذ عنهم

____________________

القراءات وعني بعقد الشروط حكى بعض أصحابنا أنه لقيه وأجاز له في رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة

431 إبراهيم بن محمد بن خلف الأنصاري بن الصيدلاني من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق له رواية عن أبيه قرأ عليه القرآن وعن أبي القاسم بن بشكوال روى عنه ابن الطيلسان

432 إبراهيم بن علي الجياني منها يكنى أبا إسحاق ولي القضاء وكانت له رواية عن أبي بكر بن الجد وغيره وقد أخذ عنه بمرسية سنة أربع عشرة وستمائة

433 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن همام الحضرمي من أهل إشبيلية يكنى أبا إسحاق سمع في رحلته ببغداد من عبد الله بن أحمد الحربي وطبقته وبواسط من أبي الفتح محمد بن أحمد المندائي وبأصبهان من أبي جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني ثم خرج إلى خراسان وسمع بها من أصحاب الفراوي وزاهر الشحامي وغيرهما وأقام بهراة سنين وقدم بغداد في سنة خمس عشرة وستمائة ذكره ابن نقطة وقال سمعت منه وكان ثقة صالحا يخضب بالحناء وحكى عن أبي محمد بن هلالة أنه سمع منه بخراسان ثم خرج من بغداد في شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة فانقطع به في العشر الآخر منه بين تكريت والموصل ولا يعلم أهلك بقتل أو عطش أو غير ذلك رحمه الله

434 إبراهيم بن محمد بن خلف بن سوار بن أحمد بن حزب الله بن عامر بن سعد الخير بن عياش بن محمود الداخل إلى الأندلس بن عنبسة بن حارث بن العباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه من أهل بلفيق حصن من عمل المرية ولد به ونشأ ثم انتقل منه إليها وسكنها يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن الحاج أخذ القراءات عن أبي محمد البسطي الخطيب وأبي القاسم بن البراق وأبي عبد الله بن الغزال وروى الحديث عن أبي الحسن بن كوثر وابن عروس وعبد المنعم الخزرجي وأبي جعفر بن عميرة وأبي خالد بن رفاعة وأبي جعفر بن حكم وأبي بكر بن أبي زمنين وغيرهم

____________________

وكان من أهل العلم والعمل سنيا فاضلا يشارك في الأدب وغلب عليه علم التصوف وكثر من أهله الاجتماع إليه والازدحام عليه فغر به السلطان عن وطنه وتوفي بمراكش بعد إقامته بها أشهرا ليلة الأربعاء غرة جمادى الأخرى سنة ست عشرة وستمائة وهو ابن ثلاث وستين أو نحوها وكانت جنازته مشهودة

435 إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أغلب الخولاني الأديب من أهل اسطبة عمل قرطبة يعرف بالزوالي ويكنى أبا إسحاق سمع بأشبونة من أبي مروان بن قزمان وأكثر عنه وبإشبيلية من أبي إسحاق بن فرقد وأبي عبد الله بن عبد الرزاق الكلبي وله رواية عن أبي الحسن بن هذيل وابن النعمة وابن سعادة وأبي الحسن الزهري وابن دحمان وأبي محمد بن فائز وأبي سليمان السعدي وابن خير وبقراءته سمع علي بن عبد الرزاق الكامل لأبي أحمد بن عدي وغيرهم وعني بالآداب وشهر بها وتجول كثيرا وولي القضاء بألش من أعمال مرسية وحدث وأخذ عنه وقال الملاحي كتبت عنه كثيرا من شعره ولم أستجزه وتوفي بمراكش في آخر سنة ست عشرة وستمائة ومولده في رمضان سنة أربعين وخمسمائة

4366 إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الأزدي من أهل إشبيلية يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن زغلل روى عن خاله أبي القاسم الحربي وأتقن عليه الفرائض وكان متقدما فيها مع النزاهة والعدالة أخذ عنه بعض أصحابنا يسيرا وتوفي في شوال سنة سبع عشرة وستمائة

437 إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن خيرة من أهل بلنسية يكنى أبا إسحاق رحل مع أخيه أبي الحسن شيخنا فأدى الفريضة وشاركه في السماع من أبي عبد الله الحضرمي وأبي الثناء الحراني وغيرهما وكان شاهدا معدلا سمعت منه حكايات وناولني وقد أخذ عنه بعض أصحابنا يسيرا وتوفي في المحرم سنة عشرين وستمائة

438 إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الشلبي منها وسكن المغرب يكنى أبا إسحاق وقفت على خطه مجيزا في صفر سنة عشرين وستمائة

____________________

439 إبراهيم بن مجاهد بن محمد اللخمي من أهل حصن الماشة عمل شاطبة يعرف بابن صاحب الصلاة ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي الحسن بن هذيل وأبي عبد الله بن عبد الرحيم وأقرأ القرآن وأخذ عنه ورأيت السماع منه مؤرخا بشهر رمضان سنة إحدى وعشرين وستمائة

440 إبرهيم بن عبد الرحمن بن أغلب بن زاهر الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق سمع من أبي عبد الله بن حفص ومن ابنه أبي الحسين وجماعة من المتأخرين ورحل حاجا فحضر مجالس الحديث بالحرمين الشريفين وعني بالرواية قديما وحديثا ذكره ابن الطيلسان وقال توفي عصر يوم الخميس ودفن ظهر يوم الجمعة السادس من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وستمائة

441 إبراهيم بن عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الأزدي من أهل قرطبة يكنى أبا إسحاق أخذ العربية عن أبي ذر الخشني وروى عنه وعن أبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن حفص وأخيه أبي عبد الله بن اصبغ وغيرهم وولي قضاء دانية ثم صرف لأول الفتنة المنبعثة في أول سنة إحدى وعشرين وستمائة وسيق إلى بلنسية فصحبته بها وبدار الإمارة منها إلى أن تسرح وتوجه إلى مراكش وكان متحققا بالعربية وله تأليف حسن في مسائل الخلاف بين النحويين أخذ عنه وحدث بيسير وسمعته يذاكر في الرأي وغيره وأنشدت عنه ما كتب من نظمه وتوفي بسجلماسة وهو يتولى قضاءها سنة سبع وعشرين وستمائة

442 إبراهيم بن إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي من أهل مرسية يكنى أبا عمر وله رواية عن أبيه وغيره وقد حدث بالموطأ وأخذ العربية عن أبي الحسن بن الشريك وشارك في الكتابة وقرض الشعر وولي قضاء دانية في صغره ثم تقلد قضاء بلده وخطب بآخرة من عمره وجمع خطبه في أيام الجمع والأعياد وتوفي مصروفا عن القضاء ومقصورا على الخطبة في صدر سنة إحدى وثلاثين وستمائة ومولده سنة تسع وستين وخمسمائة بعد أخيه الكاتب أبي بحر صفوان باعوام

____________________

443 إبراهيم بن محمد بن سلمة بن مقيم بن سيد الناس المكتب من أهل مربيطر وسكن بلنسية يكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي عبد الله بن الخباز قراءة الحرمين وأبي عمر وابن العلاء وأجاز له ولقي ببجاية أبا محمد عبد الحق الاشبيلي ولم يأخذ عنه شيئا ويحدث بالإجازة العامة عن السلفي والخشوعي وغيرهما وأدب بالقرآن دهرا طويلا ثم ترك ذلك وعاد إلى مربيطر وبها لقيته وأجاز لي في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وستمائة وتوفي بعد ذلك بيسير ومولده فيها أخبرني به وكتبته عنه ثامن المحرم سنة إحدى وخمسين وخمسمائة

444 إبراهيم بن محمد بن غالب الأنصاري من أهل مرسية وسكن المرية أخذ عن أبي موسى الجزولي إملاءه على الجمل للزجاجي المترجم بالقانون وبالاعتماد وصحب أبا عبد الله بن هشام وخلفه في حلقته بعد وفاته وأقرأ القرآن والعربية وأسمع الحديث وأخذ عنه وكان رجلا صالحا ورعا منقبضا صرورة ما تزوج قط ولا باع ولا ابتاع ومكث عن الحمام نحوا من أربعين سنة أفادنيه بعض أصحابنا وقال توفي سنة خمس وثلاثين وستمائة ودفن بمقبرة الحوض

445 ابراهيم بن أحمد بن علي بن ابرايم بن خلف الانصاري من أهل مدينة ابن السليم وسكن شريش يعرف بابن البناء وبالمديني ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي بكر بن مالك وأبي بكر بن عبيد وأكثر عنه وولي القضاء ببلده ثم ولي الصلاة والخطبة بشريش وحدث وأخذ عنه وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة أو نحوها أخبرني بذلك ابنه أبو بكر عبد الله بن ابراهيم صاحبنا بمدينة تونس

446 ابراهيم بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم الكلبي من أهل بلنسية ونزل سبته يكنى أبا إسحاق ويعرف باليابري رحل حاجا ولقي بالاسكندرية أبا عبد الله الحضرمي في صفر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة سفمع منه موطأ ابن بكير وغير ذلك من روايته وله أيضا سماع من ابن عبيد الله وغيرهما وكان ثقة عدلا محترفا بالتجارة وتردد على المشرق وحدث وأخذ عنه أبو العباس بن فرتون وغيره وتوفي بسبتة سنة ست وثلاثين وستمائة

____________________

447 ابراهيم بن علي بن أحمد الأنصاري من أهل حصن القصر بشرق اشبيلية يعرف بالمنتانجشي ويكنى أبا إسحاق روى عن أبي عبد الله بن شريح الشرقي وأبي الحجاج بن الروية وغيرهما حدث بيسير وتوفي بنبريشة سنة سبع وثلاثين وستمائة

448 ابراهيم بن محمد بن إبراهيم من أهل بطليوس وسكن إشبيلية يعرف بالأعلم ويكنى أبا إسحاق روى عن أبيه وأبي الحسين بن سليمان المقرىء واختص به وعن أبي عبد الله بن زرقون وأبي العباس بن سيد وابن عبيد الله وغيرهم وعلم بالقرآن والعربية وله شروح في الإيضاح والجمل والكامل والأمالي وغيرها وألف كتابا في آداب أهل بطليوس ويروي من أهلها عن أبي زيد المعروف بابن الجنديرة وغيره ولم يكن بالضابط بلغني أنه توفي في سنة سبع وثلاثين وستمائة أو نحوها

449 ابراهيم بن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن فورتس العذري المقرىء الضرير من أهل جزيرة شقر ونزل شاطبة وأصله من سرقسطة أخذ القراءات من شيوخنا عن أبي عبد الله بن نوح وابن سعادة وأخذها أيضا عن القاضي عتيق بن علي وعليه اعتمد وسمع من أبي الخطاب بن واجب وغيره وأقرأ القرآن وأخذ عنه وكان أديبا له حظ من قرض الشعر

450 ابراهيم بن محمد بن ابراهيم صاحبنا من أهل بلنسية يعرف بالسهيلي ويكنى أبا إسحاق أخذ عن أبي عبد الله بن نوح وغيره من شيوخنا وصحب أبي رحمهما الله عند بعضهم وأقرأ العربية وشارك في الفقه وولي قضاء قرمونة وأوريولة وكان امرأ صدق توفي بمراكش بعد الاربعين وستمائة

451 ابراهيم بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن قسوم اللخمي من أهل اشبيلية يكنى أبا إسحاق روى عن أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي عمرو بن عظيمة وأخذ عنه القراءات وعن ابن عبيد الله وأبي الحسن نجبة بن يحيى

____________________

وكان فقيها أصوليا ناسكا صادعا بالحق تغلب عليه العبادة وهو أخو أبي بكر بن قسوم وقد حدث عنه في تأليفه بالحكايات توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين وستمائة بعد وفاة أخيه أبي بكر بنحو ثلاثة أعوام وكان بينهما في المولد مثل ذلك ودفن بكدية الخيل خارج باب قرمونة إزاء قبر أخيه رحمهما الله

452 ابراهيم بن إسحاق بن محمد بن علي بن خلف بن أحمد بن محمد بن علي العبدري من أهل ميورقة وأصل سلفه من قرطبة يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن عائشة روى الحديث عن أبي عبد الله المعروف بختن فضل وتفقه به ومال إلى علم الرأي ودراسة المسائل وذلك كان الغالب عليه مع الديانة والنزاهة وأسره العدو في الحادثة على بلده وقدم بلنسية بعد خلاصه فولي النيابة بها في الأحكام ثم قدم إلى قضاء دانية ونوظر بها عليه ولحق بتونس حميد السيرة مرضي الطريقة صحبته وسمعت منه أخبارا مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة وتوفي ظهر يوم الثلاثاء التاسع عشر لذي قعدة سنة اثنتين وأربعين وستمائة ودفن لعصر ذلك اليوم خارج تونس وشهدت جنازته في طائفة أتبعوه ثناء جميلا

453 ابراهيم بن محمد بن أحمد الأصبحي من أهل إشبيلية وكان يسكن حصن القصر من شرقها يكنى أبا إسحاق روى عن أبي عبد الله بن مالك الميرتلي وأخذ عنه القراءات السبع وأجاز له في شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وكان أديبا ناظما ناثرا حدث عنه بعض أصحابنا وقال توفي في آخر سنة ست وأربعين وستمائة

454 ابراهيم بن علي بن أحمد بن علي الفهري من أهل شريش يكنى أبا إسحاق ويعرف بالبونسي نسبة إلى قرية بونس بالباء المعجمة منها روى ببلده عن أبي الحسن بن هشام وأبي عمرو بن غياث وأبي العباس بن عبد المؤمن وغيره وقد أخذ عنه وتوفي منتصف سنة إحدى وخمسين وستمائة وقال ابن فرتون أنه توفي في العشر الأواخر من ربيع الآخر من السنة وذكر أنه أجاز له ولابنه عبد الكريم وأن له تآليف منها كتاب التعريف والاعلام في رجال ابن هشام وكتاب كنز الكتاب في نسختين كبرى وصغرى وكتاب التبيين والتنفيح بما ورد من الغريب في كتاب الفصيح قال مولده في عام ثلاثة وسبعين وخمسمائة فيما كتب لي بخطه

____________________

ومن الغرباء

455 ابراهيم بن أحمد الشيباني من أهل بغداد وسكن القيروان يكنى أبا اليسر ويعرف بالرياضي كان له سماع ببغداد من جلة المحدثين والفقهاء والنحويين لقي الجاحظ والمبرد وثعلبا وابن قتيبة ولقي من الشعراء حبيبا ودعبلا وابن الجهم والبحتري ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب وأحمد بن أبي طاهر وغيرهم وهو الذي أدخل إفريقية رسائل المحدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم وكان عالما أديبا ومرسلا بليغا ضاربا في كل علم وأدب بسهم وكتب بيده أكثر كتبه مع براعة خطه وحسن وراقته وحكى أنه كتب على كبره كتاب سيبويه كله بقلم واحد ما زال يبريه حتى قصر فأدخله في قلم آخر وكتب به حتى فني بتمام الكتاب وله تواليف منهما لقيط المرجان وهو أكبر من عيون الأخبار وكتاب سراج الهدى في القرآن ومشكله وإعرابه ومعانيه والمرصعة والمدبجة وجال في البلاد شرقا وغربا من خراسان إلى الأندلس وقد ذكر ذلك في أشعار له وكان أديب الأخلاق نزيه النفس كتب لابراهيم بن أحمد الأغلبي صاحب افريقية ثم لابنه أبي العباس عبد الله وكان أيام زيادة الله بن عبد الله آخر ملوك الأغالبة على بيت الحكمة وتوفي بالقيروان سنة ثمان وتسعين ومائتين في أول ولاية عبيد الله الشيعي وهو ابن خمس وسبعين سنة خبره مختصر من تاريخ أبي إسحاق ابراهيم بن القاسم المعروف بالرقيق وفيه عن غيره وذكره سكن بن ابراهيم الأندلسي وقال عريب بن سعيد توفي يوم الأحد لأربع عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى يعني من سنة ثمان وتسعين ودفن بباب سلم قال وكان أديبا مرسلا شاعرا حسن التأليف وقدم الأندلس على الإمام محمد بن عبد الرحمن وذكر له معه قصة قد كتبتها في تأليفي المترجم بإفادة الوفادة وحكى أن له مسندا في الحديث وكتابا في القرآن سماه سراج الهدى والرسالة الوحيدة والمؤنسة وقطب الأدب ولقيط المرجان وغير ذلك من الأوضاع قال وكتب لبني الأغلب حتى انصرمت أيامهم ثم كتب لعبيد الله حتى مات ومن

____________________

الرواة عنه أبو سعيد عثمان بن سعيد الصيقل مولى زيادة الله بن الأغلب قرأت شعر حبيب على أبي الربيع بن سالم وقرأت جملة منه على غيره وناولني جميعه وحدثاني به عن أبي عبد الله بن عن زرقون عن الخولاني عن أبي القاسم حاتم بن محمد عن أبي غالب تمام بن غالب بن عمر اللغوي عن أبيه أبي تمام عن أبي سعيد المذكور عن أبي اليسر عن حبيب وهو إسناد غريب

456 ابراهيم بن سلم الافريقي الوراق يكنى أبا إسحاق قدم قرطبة وكان بها يلازم المسجد الجامع وكان شيخا صالحا قرأت اسمه بخط شيخنا أبي الخطاب بن واجب وأورد له قطعة شعر أولها

( تزيد على الإقلال نفسي نزاهة ** وتأنس بالبلوى وتقوى مع الفقر )

( فمن كان يخشى صرف دهر فإنني ** أمنت بفضل الله من نوب الدهر )

وذكر له القاضي يونس قصة مع أبي بكر بن مجاهد الألبيري تدل على عفته وفضله وحكى أنه كان يؤم بمسجده بحومة غدير أبي الفيض ويورق للحكم المستنصر بالله وإليه كتب بالشعر المذكور وقد أراد رياضته بقطع جراية عنه وخرج بأخرة عمره إلى مكة بنية الجوار بها والوفاة فيها رحمه الله

457 ابراهيم بن حماد من أهل قلعة حماد عمل بجاية يكنى أبا إسحاق له رواية عن أبي علي الصدفي حدث عنه أبو عبد الله بن الرمامة

458 ابراهيم بن أحمد بن خلف بن الحسن بن الوليد السلمي من أهل فاس يكنى أبا إسحاق ويعرف بابن فرتون وهو جد جد أبي العباس صاحبنا دخل الأندلس وروى بمرسية عن أبي الصدفي وسمع عليه الموطأ وأجاز له وروى أيضا عن أبي علي الغساني وأبي محمد بن عتاب وغيرهم وسمع بفاس من عباد بن سرحان وأبي عبد الله بن الصيقل الشاطبي وأبي الحجاج بن عديس ولقي بسجلماسة بكار بن برهون بن الغرديس سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة فسمع عليه صحيح البخاري حدث

____________________

عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منصور بن أحمد وغيره وتوفي ببلده من ليلة السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ذكره حفيده أبو العباس

459 ابراهيم بن حارث الكلاعي من أهل الاربس بافريقية يكنى أبا إسحاق دخل الاندلس وسمع باشبيلية من أبي بكر بن العربي الشهاب للقضاعي وبعض تواليفه في سنة تسع وخمسمائة وعاد إلى بلده وكانت له به نباهة وبيته معروف إلى اليوم وتوفي في حدود الستين وخمسمائة أفادنيه الخطيب أبو محمد بن برطلة

460 ابراهيم بن محمد اللخمي السبتي يعرف بابن المتقن ويكنى أبا إسحاق روى بالأندلس عن أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي القاسم خلف بن صواب وأبي محمد البطليوسي وأبي إسحاق بن خفاجة ورحل حاجا فسمع بالاسكندرية من أبي طاهر السلفي وبمكة من أبي القاسم عبد الرحمن بن نصرون وغيرهما حدث عنه أبو محمد العثماني ببعض تواليف البطليوسي وبغير ذلك وقال رويت عنه وروى عني وجعله أندلسيا ولعل ذلك لدخوله إياها وكان سماعه من ابن نصرون في شهر ربيع الأول سنة سبعين وخمسمائة قرأته بخط أبي عبد الله التجيبي شيخنا

461 ابراهيم بن خلف بن منصور الغساني الدمشقي يكنى أبا إسحاق ويعرف بالسنهوري وسنهور من ديار مصر روى عن أبي القاسم بن عساكر وأبي اليمن الكندي وأبي المعالي الفراوي وأبي الطاهر الخشوعي وغيرهم قال أبو العباس النباتي قدم علينا يعني اشبيلية سنة ثلاث وستمائة وسمى جماعة من شيوخه وحكى أنه كان يروي موطأ أبي مصعب وصحيح مسلم بعلو وقال أبو سليمان بن حوط الله أجازني وابني محمدا جميع ما رواه عن شيوخه الذين منهم أبو الفخر فنا خسر ابن فيروز الشيرازي وذكر أن روايته بنزول لأنه لم يرحل إلا بعد وفاة الشيوخ المشاهير بهذا الشأن وقال أبو الحسن بن القطان وسماه في شيوخه قدم علينا تونس سنة اثنتين وستمائة واستجزته لابني حسن فأجازه وإياي قال وانصرف من تونس إلى المغرب ثم إلى الأندلس وقدم علينا

____________________

بعد ذلك مراكش مفلتا من الأسر فظهر في حديثه عن نفسه تجازف واضطراب وكذب زهد فيه وإثر ذلك انصرف إلى المشرق راجعا وقد كان إذ أجاز ابني كتب بخطه جملة من أسانيده وسمى كتبا منها الموطأ والصحيحان وغير ذلك قال وقد تبرأت من عهدة جميعة لما أثبت من حاله وحدثني أبو القاسم ابن أبي كرامة صاحبنا بتونس أن السنهوري هذا لما انصرف إلى مصر امتحن بملكها الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب لأجل معاداته أبا الخطاب بن الجميل فضرب بالسياط وطيف به على جمل مبالغة في إهانته

462 ابراهيم بن محمد بن فارس بن شاكلة بن عمرو بن عبد الله السلمي الذكواني من أهل كانم مما يلي صعيد مصر يكنى أبا إسحاق قدم المغرب قبل الستمائة بيسير وسكن مراكش ودخل الأندلس فيما بلغني وكان عالما بالآداب شاعرا مفلقا مع التيقظ والفهم وصدق التأله سمعت شيوخنا يصفونه بذلك ويجملون الثناء عليه وكان لونه مسودا وله في ذلك أشعارا نادرة وأقرأ مقامات الحريري تفهما ولا أدري عمن رواها وتوفي سنة ثمان أو تسع وستمائة

463 ابراهيم بن جابر بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر المخزومي من أهل مراكش ونشأ بمدينة فاس يكنى أبا إسحاق ويعرف بالقفال أخذ عن أبي الحسن بن حرزهم وغيره ومال إلى التصوف وغلب عليه الوعظ والتذكير فقطع في ذلك عمره وكان من أهل العلم والعمل مقلا صابرا على ذلك دخل الأندلس واستوطن اشبيلية وأقام بها سنين عدة ثم انتقل منها في سنة تسع وعشرين وستمائة وقصد مراكش فلم يزل بها يعظ ويذكر إلى أن توفي سنة إحدى وأربعين وستمائة وهو ابن ثمانين سنة حدثني بذلك ابنه وغيره & باب اسماعيل &

464 اسماعيل بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبيه وتوفي في حياته وكان طويلا فائت الطول أديبا شاعرا ذكره الرازي

____________________

465 اسماعيل بن الفضل بن الفضل بن عميرة العتقي من كورة تدمير يكنى أبا أيوب رحل سنة ثلاث وتسعين ومائتين وحج مع أخيه عبد الرحمن بن الفضل وسمعا بالقيروان من حماس القاضي وصالح بن محمد وإبراهيم بن داود وابن عون ذكره ابن حارث وقرأته بخط الحسين بن اسماعيل العتقي

466 اسماعيل بن تاجيت من أهل قرطبة وأصله من البربر من ناحية جيان ويتولى بليا في قضاعة أخذ عن محمد بن الفرح الرشاش صاحب الذراع صناعة من القسم هو وأخوه محمد بن تاجيت وبرعا في ذلك

467 اسماعيل بن خطاب الغافقي من أهل سرقسطة وصاحب الصلاة بها وكان أبوه أيضا يتولى الصلاة بها ذكره والذي قبله الرازي وقال ابن الفرضي في أبيه خطاب بن اسماعيل الغافقي من أهل وشقة صاحب صلاة سرقسطة وذكر الحميدي أنه مولى غافق

468 اسماعيل بن يعيش بن اسماعيل بن زكرياء بن محمد بن عيسى بن محمد بن حبيب بن إسحاق بن ابراهيم بن عبد الجبار الداخل إلى الأندلس بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من أهل بطليوس كان هو وأخوه حزم بن يعيش ممن يحمل عنه النسب قاله الرازي

469 اسماعيل بن محمد من أهل وشقة يعرف بابن الأبار وهو والد الفقيه يروي محمد بن اسماعيل ويروى عن أبي عثمان سعيد بن سعيد بن كثير الوشقي حدث عنه ابنه محمد ذكره ابن الفرضي وكناه أبا القاسم وهنا زيادة عليه

470 اسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن صالح بن تمام بن غالب من أهل سرقسطة يكنى أبا القاسم ويعرف بابن فورتش وجده سليمان بن صالح هو الملقب بذلك فيما ذكره ابن حارث قال ابن الفرضي ينتسبون إلى ولاء بني أمية وقال أبو الفضل بن عياض حدثني بعض أصحابنا أن أصل نسبهم في عذرة رحل حاجا وأدى الفريضة ولا أعرف له سماعا في رحلته وهو والد القاضي

____________________

محمد بن اسماعيل وأخوته ولما صدر عن حجه وكر قافلا إلى وطنه توفي بمصر سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ذكر وفاته ابن حبيش ورثاه أبو عمر بن دراج القسطلي

471 اسماعيل بن محمد بن يحيي التجيبي من أهل قرطبة يكنى أبا العرب ويعرف بالوخشي كان فقيها محدثا وعمر كثيرا وابنه الحافظ أبو عبد الله محمد له رسائل كتب بها من ميلة إلى بعض أخوانه وقفت على ذلك

472 اسماعيل بن خلف بن سعيد من أهل سرقسطة كانت له رحلة حج فيها وقرأ على أبي ذر الهروي صحيح البخاري في ذي الحجة سنة تسع عشرة وأربعمائة بدار خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بتلك القراءة سمع أحمد بن يحيى بن عائذ واصبغ بن راشد والشنتجالي وغيرهم

473 اسماعيل بن أحمد بن المعلم من أهل سرقسطة يعرف بالدراج كان معدودا في فقهاء بلده ونبهائهم وهو أحد الشهود على أبي عمر الطلمنكي بخلاف السنة مع رافع بن نصر بن غربيب والحسن بن محمد بن هالس وجماعة من الأعلام فأسقط القاضي حينئذ بسرقسطة محمد بن عبد الله بن فرتون شهادتهم وسجل على نفسه بذلك في جمادى الأولى من سنة خمس وعشرين وأربعمائة قرأت ذلك بخط أبي الحكم بن غشليان وفيه يسير عن غيره

474 اسماعيل بن أحمد بن جبرون يكنى أبا القاسم سمع من أبي عمر بن عبد البر كثير وكتب عنه تأليفه في الصحابة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وتأليفه في أخبار القاضي منذر بن سعيد وسمعه منه ولا أعلمه حدث

475 اسماعيل بن محمد بن أحمد بن عامر الحميري الأديب من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد ويلقب أبوه بحبيب كان آية في الذكاء والفهم والبلاغة وتجويد الشعر

____________________

على حداثة سنه وله في فصل الربيع تأليف ترجمه بالبديع أفاد به ولم يورد فيه لغير شعراء الأندلس شيئا وهو أخو أبي زيد محمد بن محمد بن عامر شيخ أبي بكر بن العربي توفي معتبطا قريبا من سنة أربعين وأربعمائة وهو ابن اثنتين وعشرين سنة في خبره عن الحميدي

476 اسماعيل بن هارون البطليوسي منها يكنى أبا القاسم يروي عن أبي الحسن علي بن محمد التبريزي المعروف بابن الخازن حدث عنه أبو بكر عاصم بن أيوب وأبو الحسن بن السيد البطليوسيان من فهرسة أبي محمد بن السيد

477 اسماعيل بن يوسف بن حديدي من أهل سرقسطة يكنى أبا القاسم رحل وحج وأم ببلده في صلاة الفريضة وله رواية عن أبي الوليد الباجي سمع منه صحيح البخاري في سنة ثلاث وستين وأربعمائة من خط أبي داود المقرىء

478 اسماعيل بن أبي زيد من أهل مرسية يكنى أبا العرب أخذ عن أبي الوليد الباجي واختلف إليه وعن أبي حفص الهوزني الشهيد أيام كونه بمرسية من كتاب الفرق للباجي

479 اسماعيل بن مهلهل صاحب الصلاة والخطبة بجامع بلنسية لأول فتحها في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة وكان أخا للأمير مزدلي اللمتوني من الرضاعة وأراه الذي ولاه ذلك وهو صلى على أبي داود المقرىء حين توفي للنصف من رمضان سنة ست وتسعين بعد الفتح بعام ونيف ذكره ابن عياد وعندي أنه من الغرباء

480 اسماعيل بن محمد بن سفيان السلمي من ناحية دانية يكنى أبا علي كان من أصحاب أبي العباس بن أبي عمرو المقرىء أخذ بدانية عنه القراءات وأقرأ بها يروي عنه أبو جعفر بن سيد بونه

481 اسماعيل بن غالب اللخمي من أهل لبلة يكنى أبا الوليد أخذ القراءات عن أبي الحسن العبسي وأبوي القاسم بن رزق وابن مدير وتصدر للاقراء ببلده ومن الرواة عنه أبو الحسين بن صاعد اللبلي ذكره ابن خير

482 اسماعيل بن يحيى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله وقد تقدم النسب قبل هذا من أهل سرقسطة يكنى أبا القاسم ويعرف بابن فورتش وهو أخو القاضي محمد بن يحيى وكانا جميعا زاهدين لهما رحلة سمعا فيها من أبي ذر الهروي

____________________

بمكة وعادا إلى بلدهما وولي محمد منهما القضاء وقد لقيهما القاضي أبو علي بن سكرة ولم يسمع منهما ويرويان عن أبي عمر الطلمنكي وأبي الحزم بن أبي درهم وتوفي في نحو الخمسمائة ذكره عياض في المعجم ولم يسم أبا القاسم هذا

483 اسماعيل بن عيسى بن فهد بن أبي مالك الأموي من أهل مرسية سمع من أبي علي الصدفي في الناسخ والمنسوخ لهبة الله في سنة خمس وتسعين وأربعمائة وكتبه عنه بخطه وقفت على ذلك وكتب أيضا الناسخ والمنسوخ لمكي في سنة خمسمائة ولا أعلمه حدث

484 اسماعيل بن أحمد بن محمد بن اسماعيل الأسلمي من أهل ألش يكنى أبا الوليد حدث بالموطأ عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر وكان حسن الخط ذا عناية بالرواية

485 اسماعيل بن عيسى بن محمد بن بقي الحجاري من أهل مدينة الفرج وسكن قرطبة يكنى أبا القاسم أخذ عن أبيه وأبي الحسن سعيد بن قوطة وأبي عبد الله المغامي وأبي المطرف بن سلمة وأجاز له أبو محمد القاسم بن الفتح الريولة وذكره ابن عزيز في أصحاب أبي العيش معمر بن معذل الحجاري ونجباء تلاميذه روى عنه أبو عبد الله بن عبد الرحيم وكناه أبا الحسن وابن بشكوال ولم يذكره في الصلة وقد أخبر عنه في اسم أبي عمر الطلمنكي منها برؤياه المنذرة بوفاته وقال في معجم شيوخه سألنا اسماعيل هذا أن يجيز لنا ما رواه فقال نعم بلفظه وتوفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة

486 اسماعيل بن أحمد بن مسعود بن محمد الرعيني من أهل قصر أبي دانس بغرب الأندلس يكنى أبا القاسم روى عن أبي حفص بن اليتيم واختص به وسمع منه تواليفه وكتبها عنه وكان صاحب تقييد واعتناء مع ضبط وحسن خط ولا أعلمه روى عن غيره وتوفي في شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة

____________________

487 اسماعيل بن الحسين بن الفتح من أهل مالقة يكنى أبا الوليد كان من أهل العلم بالحساب والنجوم وله رسالة البرهان في هذا الشأن

488 اسماعيل بن أحمد العبدري من أهل شنتمرية الشرق وسكن مرسية يكنى أبا الوليد ويعرف بابن الجياب كان من أهل النزاهة والعدالة والتقدم في الورع والذكاء وتخيره أبو العباس بن أبي جمرة إماما لمسجده فكان يؤم به في صلاة الفريضة وأوصى عند وفاته أن يصلي عليه فأمضى ذلك القاضي عاشر بن محمد وكان قد أشار على ابنه أبي بكر محمد بن أحمد شيخنا بأن يصلي على أبيه لما قدم نعشه فتوقف عن ذلك وعرف بوصية أبيه فاستحسن عاشر ذلك منه وتقدم اسماعيل هذا فتولى الصلاة عليه في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وقد ذكرت هذه الوفاة

489 اسماعيل بن عيسى بن عبد الرحمن بن حجاج اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد سمع من أبي عبد الله بن منظور ومن أبي الحجاج الأعلم واختص به وجل روايته عنه ويروى أيضا عن أبي مروان بن سراج وكان أديبا كاتبا عريقا في النباهة سمع منه أبو بكر بن رزق وأبو الحسن بن الضحاك وابن خير وابن ملكون ونجبة وغيرهم وقال ابن الدباغ وقرأته بخط ابن عياد أنشدني الوزير أبو الوليد بن حجاج في مجلس الوزير الكاتب أبي محمد بن عامر للوزير أبي الوليد بن مسلمة

( إذا خانك الرزق في بلدة ** ووافاك من همها ما كثر )

( فمفتاح رزقك في بلدة ** سواها فردها تنل ما يسر )

( كذا المبهمات بوسط الكتاب م ** مفتاحها أبدا في الطرر )

(1)

وقرأت بخط ابن الضحاك توفي شيخنا اسماعيل بن حجاج في شهر جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وخمسمائة زاد ابن حبيش ومولده سنة سبع وأربعين وأربعمائة

490 اسماعيل بن عبد الله بن محمد بن إزراق التميمي من أهل سرقطة يكنى أبا القاسم كان هو وأبوه وجده من أهل النباهة والمشاركة في العلم وهو جد شيخنا أبي عبد الله بن نوح لأمه وانتقل عن وطنه بعد أن ملكه الروم وتجول ببلاد شرق الأندلس

____________________

1- المتقارب

وتوفي بمرسية بعد صلاة الظهرمن يوم الأربعاء منتصف شهر ربيع الآخر سنة أربعين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب ابن أحمد

491 أسماعيل بن مسعود بن عبد الله بن مسعود الخشني من أهل جيان يكنى أباطاهر ويعرف بابن أبي ركب وقد قيل إن أخاه الأستاذ أبا بكر هو المعروف بذلك روى عن مشيخة بلده وكان أديبا شاعرا لقيه أبو عبد الله بن عبادة الجياني المقرئ وأخذ عنه وأنشدني ابن سالم غير مرة وأخبرني في آخرين عن ابن حميد قال أنشدني الأستاذ أبو بكر بن مسعود لأخيه إسماعيل

( يقول الناس في مثل ** تذكره غائباا تره )

( فما بي لا أرى سكني ** ولا أنسى تذكرة )

492 أسماعيل بن عيسى الحضرمي من أهل أشبيلية حدث عن أبي بكر بن العربي بكتاب الشهاب للقضاعي وذكر أنه سمعه بقراءته عليه قديما وقد ذكرته في معجم أصحابه من جمعي ولم يكن بالضابط

493 إسماعيل بن محمد بن موسى بن عطاء الله الاصنهاجي من أهل المرية يكنى أبا الوليد ويعرف بابن العريف روى عن أخيه أبي العباس الزاهد وكتب عنه كثيرا من شعره وعن عباد بن سرحان حكى ذلك بعض أصحابنا عن ابن مؤمن

494 أسماعيل بن عمر بن أحمد القرشي العلوي من أهل إشبيلية يكنى أبا الطاهر رحل حاجا ودخل العراق والموصل وقيد الكثير ورواه ورأيت له سماعا من أبي حفص الميانشي بمكة في سنة سبعين وخمسمائة سمع منه أبو الصبر السبتي وأبو عبد الله بن عبد الكريم الفاسي وأبو عبد الله بن وقاص الخطيب وحدث عنه في الإجازة أبو محمد عبد الغني قاضي ميورقة وقرأت بخط إسماعيل هذا على نسخة من الموطأ تحديثه عن أبي الحسن علي بن هابيل بن أحمد بن محمد الأنصاري المروي عن أبي الوليد الباجي وحدث أيضا عن غيره بما دل على أنه كان يخلط ولا يضبط

____________________

وكذلك قال أبو الصبر كان له فيه يعني الموطأ إسناد عال جدا فتصفحته فوجدته ينقص منه رجل واحد فاستربت في الرواية عنه بعد تحسين الظن به ولم يتنبه أبو الصبر لأن ابن هابيل وغيره من شيوخه مجهولون

495 إسماعيل بن فلان بن محمد بن سعدان الشننريني الواعظ يكنى أبا الوليد هكذا سماه ابن سالم ونسبه وكناه ولم يذكر أباه ومن خطه نقلت ذلك وقال فيه حسن الطريقة في الوعظ سالك به مسلك الجد مقتصر في تمشيته على تفسير كتاب الله وتفهم معانيه أقام عندنا ببلنسية زمانا وكنت قد لقيته في سنة ست وثماني وخمسمائة وأنا قاصد من لورقه إلى مرسية فبتنا تلك الليلة بالطريق وتذاكرنا كثيرا من الأخبار والآداب فكان مما أنشدنيه قال أنشدني أبو القاسم السهيلي لنفسه

( شغف الفؤاد نواعم أبكار ** )

الأبيات الخمسة بكمالها وقد تقدم في باب أحمد عن ابن أبي البقاء أنه أحمد بن محمد بن سعدان أبو العباس دون شك في اسم أبيه فلا أدري من الغالط وكلاهما ناقد ضابط

496 اسماعيل بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري من أهل اشبيلية يكنى أبا الوليد ويعرف بابن السراج سمع من أبي عبد الله بن زرقون يسيرا وأجاز له ومن أبي محمد بن جمهور وغيرهما وأخذ القراءات عن أبي عمرو بن عظيمة والعربية عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي الوليد جابر بن أبي أيوب وصحب الأستاذ أبا العباس بن أمية واختص بالقاضيين أبي حفص بن عمر وأبي محمد بن حوط الله ولطف محله منهما لمشاركته وحسن تصرفاته وحلاوة منطقه وولي قضاء بعض الكور وكان عاكفا على عقد الشروط موصوف بالحفظ حدثني الثقة أنه استظهر أكثر صحيح مسلم رأيته أيام إقامتي بإشبيلية ولم آخذ عنه وما إراه حدث وتوفي في حدود سنة خمس وعشرين وستمائة

497 اسماعيل بن بن سعد السعود بن أحمد بن هشام بن إدريس بن محمد بن سعيد بن سليمان بن عبد الوهاب بن عفير الأموي من أهل لبلة وسكن إشبيلية يكنى أبا أمية وبنو عفير ينتمون في الصريح من ولد عثمان بن عفان رضي الله عنهم ويقال إنهم

____________________

من موالي الأموية ودارهم التي نزلوها أول دخولهم لبلبة روى عن أبيه أبي الوليد وأبي بكر بن صاف وأخذ عنه القراءات وسمع منه صحيح البخاري وغير ذلك وسمع بقرطبة أبا بكر بن خير قرأ عليه بساباط جامعها الأعظم صحيح مسلم وكتبا سواه ولقي ابن زرقون وابن بشكوال وأبا إسحاق بن فرقد وأجازوا له كما أجاز له السهيلي وغير هؤلاء وولي قضاء مراكش في الفتنة ثم صرف عنه وانصرف إلى اشبيلية وكان من أهل العلم والأدب مع النباهة والنزاهة حدث وأخذ عنه أصحابنا وتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة ومولده يوم الخميس ثامن صفر سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

498 اسماعيل بن يحيى بن أبي الوليد الأزدي من أهل غرناطة يكنى أبا الوليد ويعرف بالعطار سمع من عبد المنعم الخزرجي في صغره ومن أبي بكر بن أبي زمنين وابن حكم وابن سمجون وأبي بكر بن حسنون وأخذ عنه القراءات وأجاز له أبو العباس بن عميرة وأبو عبد الله بن صاحب الأحكام وجماعة من شيوخنا وغيرهم كتب إلي بإجازة ما رواه في منتصف رجب سنة تسع وأربعين وستمائة

وممن عرف بكنيته

499 أبو اسماعيل بن حبشي وحبشي لقب له بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عقبة بن بشر بن وكيل بن حفص بن عمر بن المهاجرين بن خالد بن الوليد رضي الله عنه من أهل باجة وبشر هو الداخل الذي نزلها وعقبه بها كان أبو اسماعيل هذا فقيها فارسا شجاعا استشهد ولم يعقب ذكره الرازي

ومن الغرباء

500 اسماعيل بن يوسف الطلاء من أهل القيروان كان من ذوي العلم بالعربية وغاية في النجابة مع تميز بالأدب وتصرف في قرض الشعر ودخل الأندلس ومات بها ذكره الزبيدي وغيره

____________________

501 اسماعيل بن أحمد بن زيادة الله التجيبي من أهل القيروان وسكن المهدية يعرف بالبرقي ويكنى أبا الطاهر أخذ عن أبي إسحاق الحصري تواليفه وسمع من أبي القاسم سعيد بن أبي مخلد الأزدي العثماني وأبي القاسم عمار بن محمد الاسكندراني وأبي الحسن علي بن حبيش الشيباني الأديب وروى عن أبي يعقوب النجيرمي أدب الكتاب لابن قتيبة وحدثني به من طريقه أبو عبد الله التجيبي وأبو عمر بن عات وغيرهما عن أبي الطاهر العثماني الديباجي عن أبي القاسم منصور بن محمد البريدي عن أبي علي الحسين بن زياد ابن الرفاء عن أبي الطاهر البرقي هذا عن أبي يعقوب بن خرزاذ النجيرمي عن أبي الحسين علي بن أحمد المهلبي عن أبي جعفر بن قتيبة عن أبيه وكان عالما بالآداب مستبحرا شاعرا مجودا من أهل التأليف والتصنيف مع جودة الضبط وبراعة الخط داخل الأندلس بعد الأربعمائة ثم سار إلى مصر وكان بها في سنة خمس عشرة وأربعمائة ووقفت وذكر في الرائق بأزهار الحدائق من تأليفه وقرأت ذلك بخطه أنه كان بمالقة من بلاد الأندلس سنة ست وأربعمائة وحكى فيه أن مؤدبه أبا القاسم عبد الرحمن بن أبي اليسير أنشده

( نزل المشيب بعارضي ولمتي ** يا نفس فازدجري عن اللذات )

( ودعي الحياة لأهلها وتجهزي ** يا نفس ويك تجهز الأموات )

( فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ** ولقد وعظتك إن سمعت عظاتي ) (1)

حدث عنه أبو مروان الطبني لقبه بالاسكندرية في رحلته لأداء الفريضة وكان وقوفه في موسم سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة ووقفت من خط أبي الطاهر هذا على ما أرخه في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة

502 اسماعيل بن الاسكندراني أبو الطاهر لقي ببلده أبا طاهر السلفي وسمع منه ودرس عليه كتاب الاصطلاح للسمعاني وقدم الأندلس ودخل مرسية

____________________

1- الكامل

تاجرا وكان فقيها على مذهب الشافعي ذكره لي ابن سالم وأنسي اسم أبيه وأنشدني عنه قال أنشدني السلفي لنفسه

( أنا من أهل الحديث ** وهم خير فئه )

( عشت تسعين وأرجو ** أن أعيش لمائه )

(1)

قال فكان ذلك & باب أسحاق &

503 إسحاق بن عامر بن الحارث الزهري من أهل لورقة ولي قضاء تدمير من قبل عبد الرحمن بن الحكم سنة خمس عشرة ومائتين عن ابن حارث

504 اسماعيل بن سالم قرطبي يكنى أبا ابراهيم روى عن عيسى بن دينار كتاب البيوع من تأليفه حدث به عنه محمد بن عمر بن يوسف الأندلسي من برنامج ابن الوليد نزيل مصر

505 إسحاق بن ابراهيم بن عبد الكريم من أهل الشارة واليها ينسب روى عن سحنون بن سعيد حدث عنه ثابت بن أحمد التغلبي بموطأ ابن وهب حكى ذلك أبو أيوب بن غمرون وذكره ابن الفرضي ولم يذكر من روى عنه

506 إسحاق بن محمد بن ابراهيم بن مزين من أهل قرطبة وأبوه محمد يكنى أبا مضر روسى عن بقي بن مخلد وولي قبرة فأساء السيرة ثم ولي سرته وكركي وقلعة رباح وعزل ومات في السجن ذكره الرازي

507 إسحاق بن ابراهيم بن عبد الجبار بن نويرة بن مالك بن منذر المعافري من أهل جيان ومن بيت نباهة بها نسبه الرازي إلى معافر فاختصرت ذلك وقال كان صاحب الصلاة ببلده

508 إسحاق بن منذر بن ابراهيم بن محمد بن السليم بن أبي عكرمة مولى

____________________

1- مجزوء الكافر

سليمان بن عبد الملك كانت له رحلة حج فيها وذهب مذهب النسك وهو والد قاضي الجماعة محمد بن إسحاق بن السليم وكان ممن رأى في أبي الخير المقتول على الزندقة رأي أبي ابراهيم الطليطلي في البطش به خلاف رأي ولده محمد ذكر ذلك ابن عفيف

509 إسحاق بن محمد بن إسحاق بن منذر كان من أهل الأدب والفهم وكان وراقا للحكم المستنصر بالله في حياة أبيه قال الرازي وحكى أنهم بيت علم ونباهة وأن منذر بن ابراهيم تصرف في القيادة والعمالة

510 إسحاق بن الحسن من أهل قرطبة يعرف بالزيات ويكنى أبا الحسن يروي عن أبي عثمان سعيد بن محمد المعروف بنافع أخذ عنه العربية وتحقق بها وخرج من وطنه في الفتنة فأقرأها بسرقسطة وله شرح في كتاب الجمل للزجاجي أحسن فيه وجود وكتاب في المعرب والمبني احتج لذلك وعلل ونبه على أغلاط وقعت في الكتاب أكثر خبره عن ابن عزيز وقال توفي نحو الأربعين وأربعمائة ووقفت أنا على نسخة من الجمل مقروءة عليه سنة ثمان وأربعين وأربعمائة

511 إسحاق بن لب الفهري من أهل شاطبة يعرف بالحمري نسبة إلى قرية بجوفها والصواب الحمراوي سمع من طاهر بن مفوز ولابنه عبد الوهاب بن إسحاق رواية وقد ذكرته في بابه ذكرهما ابن الدباغ

512 إسحاق بن محمد بن علي العبدري من أهل ميورقة وأصله من قرطبة يعرف بابن عائشة ويكنى أبا ابراهيم روى عن أبي إسحاق بن فتحون وأبي إسحاق الغرناطي يسيرا كان فقيها مفتيا مشاورا حافظا للرأي قائما على المدونة وجيها في بلده بعيد الصيت درس الفقه ونوظر عليه في السمائل وأخذ عنه جماعة وتوفي قريبا من سنة خمس وثمانين وخمسمائة أخبرني بذلك ابنه أبو إسحاق

وممن عرف بكنيته

513 أبو إسحاق الرييي الزاهد كان رجلا صالحا مجرب الدعوة وكان يأوي إلى مسجد بقرب منيه الخياطين في طريق الزهراء ويتعبد فيه ذكره القاضي يونس

____________________

514 أبو إسحاق المؤدب الإمام بغدير ابن الشماس من أهل قرطبة كان من الزهاد المخبتين وهو الذي أوصى مسلمة بن بترى أن يصلي عليه عند وفاته في آخر ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة عن ابن حيان وفيه عن ابن الفرضي

515 أبو إسحاق الهوزني من أهل اشبيلية يروي عن أبي بكر محمد بن المغيرة القرشي الفقيه سمع منه كتاب أحكام القرآن لاسماعيل القاضي من برنامج الخولاني وهو غير المذكور عن القاضي صاعد

516 أبو إسحاق الأديب من أهل طليطلة حدث عنه أبو جعفر والد القاضي أبي عامر بن اسماعيل

517 أبو إسحاق الأديب آخر لقي أبا الحسن الحصري وسمع منه روى عنه أبو جعفر بن الباذش وأبو بكر بن خير أنشدني أبو الربيع بن سالم الحافظ قال أنشدني أبو جعفر بن حكم الشيخ الصالح قال أنشدني الأستاذ أبو جعفر بن الباذش قال أنشدني أبو إسحاق قال أنشدني أبو الحسن الحصري لنفسه بشاطىء مالقة وهو يحاول ركوب البحر وقد أبطأت عليه فتاة له

( رب سهل على فتاتي فتاتي ** لترى هل سلا فتاها فتاها )

( علمته جفونها آي سحر ** ما تلاها عن حبها مذ تلاها )

(1)

ومن الغرباء

518 إسحاق بن ابراهيم بن يغمور المجابري من سكان فاس يكنى أبا إبراهيم سمع بسبتة أبا محمد بن عبيد الله تفقه بمرسية عند أبي عبد الله بن عبد الرحيم وولي قضاء فاس وسبتة وكان فقيها مالكيا حافظا للرأي قائما على المدونة يقال إنه كان يستظهرها وولي بآخره من عمره قضاء بلنسية في آخر سنة ست وستمائة ورأيته إذ ذاك بها ولم تطل ولايته لأشياء نقمت منه وصرف بأبي عبد الله بن أصبغ ثم ولي قضاء جيان وفقد في كائنة العقاب يوم الاثنين الرابع عشر لصفر سنة تسع وستمائة

____________________

1- الخفيف

& باب إدريس &

519 إدريس بن اليمان بن سالم العبدري من أهل يابسة وتجول في بلاد الأندلس يكنى أبا علي ويعرف بالشبيني وهو بالعجمية شجر الصنوبر روى عن أبي العلاء صاعد بن الحسن وروى عنه أبو عثمان خلف بن هارون القطيني وكان عالما بالآداب إماما في صناعة القريض أحد الشعراء الفحول ذكره الحميدي وقال أدركت زمانه ولم آره وشعره كثير مجموع ولم يكن بعد ابن دراج يعني أبا عمر القسطلي من يجري عندهم مجراه وذكره ابن حيان في تضاعيف تاريخه وأثنى عليه بالإجادة وذكره الرشاطي أيضا وفي خبره عن المصحفي وأحسبه توفي في نحو الخمسين وأربعمائة

520 إدريس بن يحيى بن يوسف الواعظ من أهل إشبيلية يكنى أبا المعالي روى عن أبي القاسم الهوزني سمع منه جامع الترمذي قديما في سنة ست وتسعين وأربعمائة وكان يجول في البلاد يعظ الناس ويذكرهم سمع منه أبو عبد الله محمد بن سفيان بن أبي إسحاق الواعظ وقرأت بخط أبي الحسن بن النعمة أنه قرأ على أبي عبد الله بن سفيان هذا جملة أبيات سمع أبا المعالي المذكور ينشدها بمسجد رحبة القاضي من بلنسية ومنها

( أنا في الغربة أبكي ** ما بكت عين غريب )

( لم أكن يوم خروجي ** من بلادي بمصيب )

( عجبا لي ولتركي ** وطنا فيه حبيبي ) (1)

وقفت له على رواية عن أبي علي الصدفي سمع منه بالمرية سنة ست وخمس مائة وعن أبي بكر بن العربي سمع منه بقرطبة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة

____________________

1- مجزوؤ الرمل

521 إدريس بن مدرك من أهل ميورقة يكنى أبا العلاء كان فقيها حافظا يفتي ويشاور في الأحكام وكانت له ولسلفه أصالة وما زالت أملاكهم بأيديهم من فتح ميورقة قاله لي أبو إسحاق بن عائشة وتوفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة أو نحوها

521 إدريس بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي من أهل مرسية يكنى أبا يحيى روى عن عمه أبي العباس صاحب الأحكام وعن أبي عبد الله بن سعادة وغيرهما وكان من أهل المعرفة بالوثائق والعقود لعقدها مع المشاركة في الفقه والأدب وولي قضاء شاطبة بعد أبي بكر بن بيبش وخطب بأخرة من عمره بجامع بلده وتولى الصلاة به وله اختصار في سير ابن إسحاق سماه بالإشراق وقد أخذ عنه يسيرا وأجاز لبعض أصحابنا في جمادى الآخرة سنة ست وستمائة وتوفي في آخرها أو في أول سنة سبع بعدها بعض خبره عن ابن سالم

523 إدريس بن محمد بن محمد بن موسى الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا العلاء أخذ عن أبي جعفر بن يحيى الخطيب وأبي محمد بن حوط الله وسمع منهما الحديث ومال إلى العربية والآداب وأقرأ ذلك بقرطبة إلى أن تملكها الروم فخرج منها ونزل سبتة وأقرأ هنالك وكانت له مشاركة في النظم والنثر مع غلبة الانقباض عليه والصلاح توفي في آخر سنة سبع وأربعين وستمائة & باب أيوب &

524 أيوب بن عبد ربه من مسالمة الذمة وأصله من جهات سرقسطة استقضاه الأمير الحكم بن هشام الربضي على إشبيلية ونواحيها في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائة وجعل إليه الصلاة ثم عزله في عقب ذي الحجة سنة خمس وتسعين فكانت ولايته ثلاث عشرة سنة ذكره ابن حارث

525 أيوب البلوطي الرجل الصالح منسوب إلى فحص البلوط من جوف قرطبة كان من أفراد العباد والزهاد مجاب الدعوة وهو الذي نادى به القاضي حامد بن يحيى عندما استسقى بقرطبة في مدة ولايته للحكم الربضي أو لابنه عبد الرحمن بن الحكم

____________________

وعزم عليه بالله حتى وقف بين يديه وقد التحف في إزاره ثم قال ما أردت بهذا إلا وشهرتي أما كنت أدعو الله حيث أنا ثم استشفع به وألح في الدعاء وجعل أيوب يؤمن ويلحف في الدعاء فما انصرف الناس من مقامهم ذلك إلا وأحذيتهم في أيديهم من كثرة الماء وطلب بعد ذلك فلم يوجد في شيء من البلد ولا اقتفي أثره ذكره ابن حيان وغيره وفي تاريخ ابن حارث أيوب بن سليمان العابد الزاهد ولعله هذا

526 أيوب بن نصر من أهل البيرة كان حسن التأليف والوضع للوثائق

527 أيوب بن ابراهيم من أهل وشقه يكنى أبا القاسم كان يوثق وكان لا بأس به في حفظ المسائل وتوفي في صدر أيام عبد الرحمن الناصر ذكره والذي قبله ابن حارث وقرأتهما بخط ابن حبيش

528 أيوب بن خلف بن فرج بن جراح بن نصر بن سيار البلوي من أهل قرطبة وجده فرج هو الذي نزلها وكان سلفه قبل ببادية شذونة روى عن بقي بن مخلد وغيره ذكره الرازي

529 أيوب بن يحيى مذكور في أصحاب بقي بن مخلد ومعدود فيهم سماه أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي

530 أيوب بن سليمان بن اسماعيل الطليطلي سكن قرطبة وصحب محمد بن مسرة الجبلي وكان قديم الجوار له طويل الملازمة توفي ليلة الثلاثاء لخمس بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة

531 أيوب بن فتح من أهل قرطبة رحل مع محمد بن مسرة ورافقه إلى الحجاز وحج معه وأخذ كتبه عنه وكان كثير العمل مجتهدا له نسك وزهد توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مائة

532 أيوب بن أحمد بن رشيق التغلبي مولاهم من أهل بجانة المرية وسكن شاطبة يكنى أبا القاسم كان فقيها أديبا شاعرا وهو جد عبد الغني بن مكي بن أيوب

____________________

ذكره ابن عياد وأبو أحمد بن رشيق من فقهاء بجانة ذكره ابن بشكوال وله في النفقات والحضانات وأسباب الزوجات تأليف استعمل وأخذ عنه

533 أيوب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن أيوب بن وهب بن بكر بن سهل بن أيوب الجائز من العدوة في الرعيل الأول ابن ابراهيم بن ناجية بن داود بن أود بن أدد بن عزمان بن داود بن معاذ بن نصر بن يارد الغافقي من أهل سرقسطة ووهب بن بكر هو الذي نزلها واتخذ أملاكها بقرية نبالش بغربي المدينة وبنى على بطحائها مما يتصل بالمحجة السالكة إلى دروقة وغيرها دارا تعرف بمنية بني نوح ووهب بن أيوب بن وهب هذا هو الذي يقال له نوح لكثرة ولده فغلب ذلك عليه وعرف به عقبه يكنى أبا محمد

روى ببلده عن أبيه محمد بن وهب وأبي زيد بن الوراق وأبي مروان بن الصيقل وأبي القاسم بن الأنقر وأبي زيد بن منتال الخطيب وخرج من وطنه لما تملكه الروم بعد إقامته به نحوا من ثلاثة أشهر وبلغ طرطوشة ليلة عيد الأضحى من سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ويوم الأربعاء لأربع خلون من رمضان منها دخلها العدو ثم انتقل من طرطوشة بعد إقامته بها نحوا من خمسة أشهر إلى بلنسية واضطرب في بلاد شرق الأندلس وسكن غرناطة من شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة إلى شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ولقي أبا عبد الله بن أبي الخصال فكتب عنه خطبه التي عارض بها ابن نباتة ولقي أيضا أبا الطاهر التميمي فحمل عنه بعض تواليفه ثم كر إلى بلنسية فاستقر بها وأعقب وأنجب وولي قضاء جزيرة شقر بعد أبيه محمد بن وهب وصلى وقتا بالناس بجامع بلنسية وكان من أهل العدالة والجلالة نبيه البيت شهير الخير أخباريا حسن الوراقة وكتب علما كثيرا وله في التاريخ تقييد مفيد وقفت عليه بخطه ونقلت منه في هذا الكتاب ما نسبته إليه وحدثنا به وبروايته عنه ابنه العلامة أبو عبد الله وقرأت بخطه توفي أبي أيوب رحمه الله يوم الأحد الثالث من صفر وفي موضع آخر الرابع من صفر في الربع الأول من اليوم عام ستة وسبعين وخمسمائة وهو ابن تسعين سنة زاد غيره تنقص منها أيام ودفن في اليوم الذي يليه بعد صلاة العصر بجوفي مسجده بداخل

____________________

بلنسية ومولده بسرقسطة وقرأته بخط أبيه محمد بن وهب ليلة الخميس بعد مضي نحو من ثلث الليل مستهل ربيع الأول سنة ست وثمانين وأربعمائة

534 أيوب بن أبي بكر بن عبد الأعلى المعافري من أهل شبرت من ثغور بلنسية يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه وكان يخططه بالأستاذ ونزل شاطبة وأقرأ بها إلى أن توفي وقد أخذ عنه وعن أخيه أبي محمد عبد الله

535 أيوب بن محمد بن يحيى بن غالب المكتب من أهل بلنسية يكنى أبا محمد ويعرف بالقلاطي أخذ القراءات عن ابن هذيل وسمع منه الحديث وتصدر للاقراء والتعليم وكان من أهل الصلاح والتحقيق والتجويد والقيام على كتاب الله تعالى وعنه أخذ أبو الربيع بن سالم وهو وصفه لي وقال توفي في جمادى الأولى أو الأخرى سنة أربع وثمانين وخمسمائة وهو من أبناء الخمسين وأخذ عنه أيضا أبو بكر بن محرز ونسبته التي يعرف بها مستفادة منه

ومن الكنى

536 أبو أيوب الزاهد من أهل قرطبة طلب العلم مع أبي محمد الشنتجالي عند أبي عمر الطلمنكي وغيره وكان إمام مسجد الكوابين بقرطبة عن الطبني

ومن الغرباء

537 أيوب بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عمر الفهري من أهل سبتة يكنى أبا الصبر سمع ببلده أبا محمد بن عبيد الله وأكثر عنه وأبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد في اجتيازهماا به ودخل الأندلس وسمع بها ابن المجاهد الزاهد وابن بشكوال وأبا محمد بن دحمان وأبا العباس بن اليتيم والسهيلي وابن كوثر وغيرهم ورحل فأدى الفريضة وسمع بمكة من ابن حميد الطرابلسي جملة من صحيح

____________________

البخاري ومن أبي حفص الميانشي وغيرهما وسمع بمصر والاسكندرية من ابن عوف وابن الحضرمي وأخيه أبي الفضل وابن بري وأبي عبد الله المسعودي وجماعة سواهم واستوسع في الرواية وكان معروفا بالزهد سالكا طريق التصوف حدث وأخذ عنه جلة منهم ابن حوط الله وأخوه أبو سليمان وأبو الحسن بن القطان وأبو عبد الله بن هشام وغيرم واستشهد في كائنة العقاب منتصف صفر سنة تسع وستمائة & باب امية &

537 أمية بن غالب الأديب الموروري منها وسكن قرطبة يكنى أبا العاصي روى عنه أبو الأصبغ النحوي الأخفش وأبو عمر بن عبد البر يقول فيه أبو العاصي غالب بن أمية بن غالب وهو مذكور في باب غالب لأجل ذلك بأكثر من هذا

539 أمية بن غتيل ولي الأحكام بدانية من قبل إقبال الدولة علي بن مجاهد وكان ممن شغب عليه محمد بن مبارك الصائغ ذكر ذلك الباجي في كتاب الفرق وحكى أبو بكر الطرطوشي في فوائده عن القاضي أبي مروان بن غتيل الداني لقيه بطرطوشة وهو هذا فيما أحسب

540 أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت من أهل اشبيلية وبها نشأ يكنى أبا الصلت خرج من بلده ابن عشرين سنة وقصد مصر فأقام بها عشرين سنة يطلب العلم فتفنن في الطب والآداب والعروض والتاريخ وسجن أثناء ذلك ثم تخلص من اعتقاله وكر إلى المغرب فنزل المهدية من بلاد إفريقية على رأس الخمسمائة وأقام بها في كنف امرائها الصنهاجيين تميم بن المعز وولده عشرين سنة وكان من أفراد العلماء وفحول

____________________

الشعراء وله تواليف في فنون شاهدة بفهمه ودالة على سعة علمه وقد أوردت في تأليفي المترجم بتحفة القادم كثيرا من شعره وكتب إلي أبو عمر بن عات أن أبا الحسن بن المفضل أنشده بالاسكندرية قال أنشدنا عبد الله بن يوسف القضاعي قال أنشدني أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي قال أنشدني أبو محمد التكريتي من تلامذة أبي حامد الغزالي لأبي حامد هذا ولم أسمعه من غيره ولا ذكر له أبو الصلت في الحديقة غيره

( حلت عقارب صدغه في خده ** قمرا يجل بها عن التشبيه )

( ولقد عهدناه يحل ببرجها ** فمن العجائب كيف حلت فيه ) (1)

توفي سنة عشرين وخمسمائة أو بعدها بيسير وهو من أبناء الستين أفادني أكثر خبره بعض أصحابنا عن أبي عبد الله بن عبد الخالق الخطيب بالمنستير من أعمال المهدية & باب اصبغ &

541 أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء مولى الوليد بن عبد الملك بن مروان والد قاسم بن أصبغ من أهل قرطبة وأصله من بيانه عملها سمع الحديث ببلده وروى عن يحيى بن يحيى وغيره ولم يزل يختلف إلى المشرق تاجرا حتى ضعف وكان خيرا دينا كثير الجهاد والرباط دائبا على ذلك إلى أن توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث مائة ذكر خبره الحكم المستنصر بالله وفيه يسير عن غيره وقال ابن حيان توفي سنة إحدى وثلاث مائة

542 أصبغ بن عنبسة اللخمي من أهل قرطبة يعرف بالباجي كان عنده علم بالعربية وبصر باللغة ورواية للشعر وأدب سعيد بن أبي القاسم خال الناصر عبد الرحمن بن محمد ذكره الرازي

543 أصبغ بن ناصح المددي من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم ويعرف بالمجذر

____________________

1- الكامل

روى عن العتبي وغيره وكان من أهل الحذق بالعربية والعلم بمعاني الشعر ذا سمت ووقار واستأدبه الناصر عبد الرحمن لابنه المغيرة فأحسن تأديبه ذكره الزبيدي وفيه عن الرازي وحكى أنه أدب بمسجد مكرم تأديب عامة وأنه كان مقرئا مجودا

544 أصبغ بن عيسى المؤدب القرطبي معدود في أصحاب بقي بن مخلد وكذلك

545 أصبغ بن أحمد ذكرهما أبو الحسن بن بقي

546 أصبغ الأندلسي غير منسوب دخل مصر وبها لقيه أبو سعيد بن يونس وحكى عنه في تاريخه وفاة عبيد الله بن حنين بالأندلس في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة ويشبه أن يكون أحد المذكورين في كتاب ابن الفرضي من أهل الرحل إلى المشرق على أن وفاة ابن حنين إنما كانت في ذي الحجة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة

547 أصبغ بن مدرك بن عبد الحميد بن غانم من أهل قرطبة ومن بيت وزارة وحجابة رحل من الأندلس نابذا للدنيا وراغبا في الآخرة وكان من العباد توفي ببيت المقدس

548 أصبغ بن عبد الله بن ابراهيم بن مسافر من أهل قرطبة ونسبه في البربر كان يؤدب ذكره والذي قبله الرازي

549 أصبغ بن يحيى الطبيب من أهل قرطبة كان متقدما في صناعة الطب وهو الذي ألف للناصر عبد الرحمن حب الأنيسون وكان معظما عند الرؤساء مقبول الشهادة معدلا ذكره سليمان بن جلخل في كتاب طبقات الأطباء له وذكره أيضا صاعد

550 أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السمح المهري من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم كان من أهل المعرفة الكاملة بالعدد والهندسة والمهارة في صناعة الطب والنجامة أخذ عن مسلمة بن أحمد المرجيطي وهو كبير تلاميذه وكان يختار رأي أبي محمد السوسي ويقفو أثره ويفضله وخرج في الفتنة من قرطبة بلده واستقر بغرناطة في

____________________

كنف حبوس بن ماكسن الصنهاجي والد باديس وتأثل نعمة واسعة وحالا جميلة ذكره صاعد القاضي وحكى أن له تواليف منها كتاب المدخل إلى الهندسة ومنها كتاب ثمار العدد المعروف بالمعاملات وقال توفي بغرناطة لاثنتي عشرة ليلة بقيت لرجب سنة ست وعشرين وأربعمائة وهو ابن ست وخمسين سنة وذكره ابن حيان أيضا وأثنى عليه

551 الأصبغ بن عبد العزيز بن محمد بن أرقم النميري من أهل وادي آش يكنى أبا عامر كان من أهل العلم والآداب كاتبا شاعرا حسن الخط وكتب كثيرا توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وأحسبه أو أباه دفن بإشبيلية وبالفونت منها ولما ذكر لي بعض أصحابنا عمن يثق به قال رأيت منقوشا في حجر بالفونت من خارج إشبيلية

( حلف الجود يا سليمى وأقسم ** ما فتاه سوى الوزير ابن أرقم )

( عاش ما عاش ثم مات حميدا ** رحم الله من عليه ترحم ) (1)

552 أصبغ بن محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ الازدي من أهل قرطبة يعرف بابن المناصف ويكنى أبا القاسم روى عن أبيه قاضي الجماعة أبي عبد الله وهو الذي صلى عليه عند وفاته وروى أيضا عن أبي محمد بن عتاب وغيرهما حدث عنه شيخنا أبو القاسم بن بقي بالموطأ قراءة عليه ولم يأخذ عنه غيره ولا أجاز له قرأت ذلك بخطه

553 أصبغ بن علي بن هشام بن أصبغ بن عبد الله بن أبي العباس من أهل يكني مالقة يكنى أبا العباس كان أديبا وجيها في بلده له حظ من قرض الشعر وقد سمع منه أبو عمرو بن سالم بعض منظومه وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة

ومن الكنى

554 أبو الأصبغ النيار من أهل إشبيلية حدث عن أبي محمد بن خزرج ذكر ذلك ابن خير

____________________

1- الخفيف

& باب أسد &

555 أسد بن اسماعيل الرعيني من أهل قرطبة كان مشهور الاسم في التأديب وكان ابن الأغبس قد نظر عنده في حداثته أياما يسيرة فكان يفخر بذلك ويقول أحمد بن بشر تلميذ من تلاميذي وأنا أختلف إليه على شيخي أروي عنه وكان في كبره أكثر طلبا منه في شبيبته ذكره الرازي

556 أسد بن عبد الله بن سعيد بن أبي عوف العاملي من أهل طليطلة وأصله من قلعة رباح يكنى أبا بكر روى عن أبيه وجماعة سواه حدث عنه القاضي أبو عامر بن اسماعيل الطليطلي

557 أسد بن ابراهيم بن أسد من أهل شاطبة يكنى أبا الوليد وكناه الناس أبا الليث فغلبت عليه سمع من شيخنا أبي الخطاب بن واجب قديما ومن أبي عمر بن عات وغيرهما وكان فقيها مشاورا يعقد الشروط ويفتي ببلده وقد ولي القضاء وتوفي في صفر سنة إحدى وعشرين وستمائة الافراد في حرف الألف 558 الاسباط بن جعفر بن سليمان بن أيوب بن سعد السعدي بن سعد بن بكر بن هوازن من أهل البيرة وهو جد سعيد بن جودي أمير العرب في الفتنة ولاه الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية قضاء البيرة حين بلغه زهده وورعه وأنه لم يشرك أخوته في ميراث أبيه إذ كان لم يحضر الفتح فبرىء به إليهم وابتاع منزلا يعرف بطراليش انبط فيه ماء وانفرد عن الناس للعبادة والتبتل فاستقدمه هشام فركب حماره ودخل عليه في هيئة بذة وعندها ولاه وقد توسم فيه خيرا ووسع عليه في الرزق ووهب له ضياعا كثيرة تعرف اليوم باسمه وتوفي هشام وهو قاض فأقره ابنه الحكم بن هشام ولم يعزله إلى أن توفي الاسباط من كتاب ابن حارث في القضاة وذكر ابن حيان أنه كان صاحب شرطة الحكم أيضا

559 أسود بن سليمان بن يعيش بن خشيب بن المعلى بن إدريس بن محمد بن يوسف الغافقي والد قاضي الجماعة بقرطبة سليمان بن أسود أصله من مدينة غافق عمل قرطبة وولي قضاء فحص البلوط للأمير هشام ثم ولي قضاء ماردة لابنه الحكم بن هشام

____________________

سنة خمس وتسعين ومائة وولي أيضا قضاء وشقة ذكره ابن حارث ونسبه عن غيره وفيه عن أيوب بن نوح

560 أخطل بن وهب روى عن عباس بن ناصح ديوان شعره ورواه عند عبد الله بن محمد بن بدرون

561 أغلب بن عبد الملك بن منويل من أهل طليطلة رحل إلى المشرق وقرأ بمصر على اسماعيل بن عبد الله النحاس هو وجاره محمد بن عبد الجبار الطليطلي وعاد إلى بلده فأقرأ القرآن وكان عالما بحرف نافع وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائتين ذكره الرازي وقال كان محمد بن خيرون الالبيري صاحبهما بمصر عند النحاس

562 أزهر بن موسي بن حريث بن قيس بن أيوب بن جبير مولى معاوية بن هشام من أهل أستجة وهو والد موسى بن أزهر الفقيه كان من خيار المسلمين ذكره أبو عبد الله بن عتاب ونسبه عن ابن الفرضي

563 الياس بن يوسف الطليطلي سكن قرطبة وسمعه من أحمد بن خالد وغيره وكان هو وأخوه عون من أصحاب محمد بن مسرة الجبلي توفي الياس في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

564 أبان بن سالم اليحصبي من أهل البيرة ومن القلعة المنسوبة لهذه القبيلة وهي دارهم بالأندلس وكان صاحب الصلاة بموضعه ذكره الرازي

565 أشعب بن محمود بن معاذ بن سابق المعافري من أهل الجزيرة كان ملتزما لحاضرتها وفقيها بها كان من أهل العلم والفقه ومعاذ هو النازل بالجزيرة ذكره ابن عتاب ويعني بالجزيرة الخضراء

566 أضحى بن سعيد من أهل قرطبة مال إلى مذهب ابن مسرة وأخذ كتبه ولم يلقه وكان من أهل الخير والانقباض معلما بالقرآن

567 أوس بن عبد الله الفرضي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر يروي عن أبي القاسم اسماعيل بن بدر وله كتاب في المعاملات رواه عنه أبو محمد قاسم بن محمد هو ابن هلال الطليطلي من خط ابن الدباغ ذكره ابن الفرخي

____________________

568 أسلم بن أحمد بن سعيد بن أسلم بن عبد العزيز من أهل قرطبة يكنى أبا الجعد أخذ النحو عن أبي عبد الله بن خطاب وسمع الحديث من أبي عبد الله بن مفرج وغيره وهو صاحب أحمد بن كليب الأديب وكان سماعه من ابن مفرج في آخر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة

569 آدم بن الخير السرقسطي سمع بدانية من أبي الحسن الحصري في سنة تسعة وستين وأربعمائة وله أيضا رواية عن أبي داود المقرىء وغيره

570 أنس بن أحمد بن عمر بن أنس العذري من أهل المرية سمع أباه أبا العباس وأبا عمرو السفاقسي وغيرهما وقدمه المعتصم بن صمادح للصلاة على أبيه إذ توفي بالمرية في آخر شعبان سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعضه من كتاب ابن بشكوال

571 أخيل بن ادريس القيسي الكاتب من أهل رندة يكنى أبا القاسم كان من أهل العلم والأدب معروفا بالإدراك والبلاغة جوادا سمحا من أهل الذكاء والدهاء وقد تأمر مديدة ببلده رندة في الفتنة ثم خلع وكان في أول أمره كاتبا للقاضي أبي جعفر بن حمدين وولي بأخرة قضاء قرطبة وأشبيلية روى عنه أبو بكر عبد العزيز بن شداد الشوذري وغيره وتوفي بإشبيلية سنة ستين أو إحدى وستين وخمسمائة

572 أسامة بن سليمان بن محمد بن غالب بن أسامة من أهل دانية يكنى أبا بكر أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد وسمع منه التيسير لأبي عمرو المقرىء وأجاز له ما رواه وسمع الحديث من أبي الوليد بن الدباغ وأبي الحسن بن غر الناس وأبي الوليد بن خيرة الفقيه وكتب إليه أبو طاهر السلفي بإجازة ما رواه وكان بصيرا بعقد الشروط عاكفا على ذلك منقطع القرين في الصلاح والورع نهاية في العدالة والثقة وكانت له مشاركة في الفقه حدث وأخذ عنه الناس وتوفي عند العتمة من ليلة يوم الاثنين الرابع عشر لجمادى الآخرة سنة ست وستمائة وصلى عليه لصلاة العصر من اليوم المذكور ومولده سنة ثلاثين وخمسمائة عن ابن سالم

____________________

573 أبي بن علي المرادي يكنى أبا المنذر أصله من جهة حيان وولي قضاء الجزيرة الخضراء ثم ولي الأحكام بسبتة وكان متفننا لعقد الشروط بصيرا بها ذا حظ من الأدب وقد ولي أبوه قضاء المنكب وله رواية يسيرة توفي بعد العشرين وستمائة ومن الكنى

574 أبو الأشعث الكلبي دخل الأندلس وكان شيخا مسنا يروي عن أمه عن عائشة رضي الله عنها فيقول حدثتني أمي عن عائشة أم المؤمنين إلا أنه كان مندرا صاحب دعابة وكان مختصا بعبد الرحمن بن معاوية له منه مكانة لطيفة يدل بها عليه ولما توفي حبيب بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان وكانت له من عبد الرحمن خاصة لم تكن لأحد من أهل بيته جعل عبد الرحمن يبكي ويجتهد في الدعاء والاستغفار لحبيب وكان إلى جنبه أبو الأشعث هذا وقائما وكانت له دالة عليه ودعابة يحتملها منه فأقبل عند استغفاره كالمخاطب للمتوفي علانية يقول يا أبا سليمان لقد نزلت بحفرة قلما يغني عنك فيها بكاء الخليفة عبد الرحمن بعرة فأعرض عنه عبد الرحمن وقد كاد التبسم يغلبه من المقتبس لابن حيان

____________________

& حرف الباء & باب بكر

575 بكر بن سوادة بن ثمامة الجذامي يكنى أبا ثمامة وجده صحابي وكان بكر فقيها كبيرا من التابعين روى عن الصحابة عن عبد الله بن عمرو بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة وسهل بن سعد الساعدي وسفيان بن وهب الخولاني وحيان بن بج الصدائي وأبي ثور الفهمي وأبي عميرة المزني وروى أيضا من التابعين عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الله وعروة بن الزبير وجماعة سواهم يطول عدهم ويكثر سردهم منهم ربيعة بن قيس الجملي وأبو عبد الرحمن الجبلي وزياد بن نعيم الحضرمي وسفيان بن هاني الجيشاني وسعيد بن شمر السبائي وعبد الله بن المستورد بن شداد الفهري وعبد الرحمن بن أوس المزني وزيادة بن ثعلبة البلوي وشيبان بن أمية القتباني وعامر بن ذريح الحميري وعمير بن الفيض اللخمي وأبو حمزة الخولاني وعياض بن فروخ المعافري ومسلم بن مخشي المدلجي وهاني بن معاوية الصدفي وغيرهم من اشتمل على ذكرهم تاريخا أبي القاسم بن عبد الحكم وأبي سعيد بن يونس ومنهما نقلت أكثر ما هنا من خبره روى عنه عبد الله بن لهيعة وعمرو بن الحرث وجعفر بن ربيعة وأبو زرعة بن عبد الحكم الافريقي وغيرهم قال ابن يونس وقرأته بخط ابن مفرج القاضي توفي بأفريقية في خلافة هشام بن عبد الملك وقيل بل غرق في مجاز الأندلس سنة ثمان وعشرين ومائة قال وجده ثمامة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وله بمصر حديث رواه عمرو بن الحرث وقال أبو بكر عبد الله بن

____________________

محمد المالكي القيرواني في تاريخه الذي سماه رياض النفوس وذكر بكرا هذا كان أحد العشرة التابعين يعني الموجهين إلى إفريقية من قبل عمر بن عبد العزيز في خلافته ليفقهوا هل افريقية ويعلموهم أمر دينهم قال وأغرب بحديث عن عقبة بن عامر لم يروه غيره فيما علمت حدث عبد الله بن لهيعة عنه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان على رأس مائتين فلا تأمر بمعروف ولا تنه عن منكر وعليك بخاصة نفسك وحكى المالكي أيضا عن أبي سعيد بن يونس قال كان فقيها مفتيا سكن القيروان وكانت وفاته كما تقدم وذكره الحميدي في الداخلين إلى الأندلس ولم يذكره ابن الفرضي

576 بكر بن عيسى الكناني من أهل قرطبة كان من أهل العلم باللغة وكان الغاية في الفصاحة حتى ضرب به المثل بالأندلس فقيل أفصح من بكر الكناني وكان شاعرا مجيدا وأدرك أيام الأمير الحكم بن هشام وفي خبر عباس بن ناصح الشاعر حين توجه من قرطبة إلى بغداد ولقي الحسن بن هانئ أنه قال له في حديث طويل أنشدني لأبي الأجرب قال فأنشدته ثم قال أنشدني لبكر الكناني فأنشدته ذكره الزبيدي وفيه عن غيره

577 بكر بن عبد الرحيم من أهل قرطبة معدود في أصحاب بقي بن مخلد ومذكور في السامعين منه والآخذين عنه

577 بكر بن الحسن بن بكر بن غريب القيسي يعرف بابن السماد من أهل قرطبة كان وراقا حسن الخط وكتب علما كثيرا ولا أعلم له رواية وقد وقفت على بعض ما كتب في سنة ثلاثين وأربعمائة وفي حياة أبيه الحسن وكان أيضا وراقا وذكره ابن بشكوال

579 بكر بن خلف بن سعيد بن عبد العزيز بن كوثر الغافقي من أهل إشبيلية يكنى أبا عمرو له رواية عن مشيخة بلده وسماع من عباد بن سرحان وغيره وكان فقيها على مذهب أهل الظاهر لا يرى التقليد أديبا شاعرا وله في الأخذ بالحديث والتعويل عليه واطراح الرأي واجتناب العمل قصيدة طويلة رواها عنه ابن عبد الله بن بكر وقد

____________________

سمعتها من بعض أصحابنا ووجدت الأخذ عنه بإشبيلية وفي مسجده منها مؤرخا بسنة خمس وخمسمائة وفي السماعيين من أبي علي الغساني بكر بن خلف بن محمد بن كوثر العبدري ولا أعرفه

ومن عرف بكنيته

580 أبو بكر السلالجي أحسبه قرطبيا رحل إلى المشرق مع أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الخولاني وأبي الفرج عبدوس بن محمد الطليطلي وأبي عثمان سعيد بن أحمد بن خالد التاجر وغيرهم في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة فسمعوا بالقيروان من أبي محمد بن أبي زيد وأبي جعفر بن دحمون وجماعة وكتبوا أيضا عن أبي بكر بن المهندس وابن سدرة والحسن بن إسماعيل الضراب وغيرهم من برنامج الخولاني المسمى بالاستذكار

581 أبو بكر الزهري الزاهد من آهل تطيلة من الثغر الأعلى يعرف بالطفشي حكى عنه خلف بن ناصر السبتي من تاريخ ابن عفيف

582 أبو بكر بن مزين يحدث عنه أبو العاصي حكم بن محمد الجذامي وعن أبي عمر الطلمنكي معه

583 أبو بكر بن الرميمي من أهل المرية يروي عن أبي الحسن علي بن معاذ روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن مالك قرأت ذلك بخط ابن حبيش وقد حكى عنه أبو بكر بن أبي الفياض في تاريخه وكان يعرف بالأمين رحمه الله

584 أبو بكر بن سهل يعرف بالبلجاني أخذ بوادي الحجارة العربية والآداب عن أبي العيش معمر بن معذل وكان من كبار تلاميذه ذكره ابن عزير

585 أبو بكر بن حزم من أهل إشبيلية كان من أهل الأدب والعربية معلما بها وعنه أخذ أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي حكى ذلك في فوائده

586 أبو بكر المرشاني من أهل إشبيلية أخذ بقرطبة عن أبي القاسم الإفليلي وأبي عثمان الفريشي النحوي وأبي بكر مسلم بن أحمد وأخذ أيضا عن أبي الفتوح الجرجاني وكان من أهل العربية والآداب قائما عليها متحققا بها أخذ عنه أبو الحسين بن

____________________

الطراوة وأبو عبد الله بن البراء من أهل الجزيرة الخضراء وسواهما أكثره عن القاضي عياض

587 أبو بكر بن عبد الجبار من أهل شلب يحدث عنه أبو بكر بن فندلة

588 أبو بكر بن حزمين يروي عن ابن بابشاذ حدث عنه أبو بكر بن محرز البطليوسي

589 أبو بكر بن مقيوس من أهل المرية له رواية عن أبي علي الغساني حدث عنه بالموطأ من طريقه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الملك العذري وكان فقيها مشاورا

590 أبو بكر بن لؤي الزاهد من أهل إشبيلية كان هو وأبو عبد الله بن المجاهد والخطيب أبو الحكم بن حجاج وأبو عبد الله بن الزجاج نمطا واحدا في العبادة والورع والعلم ذكره أبو بكر بن قسوم وحدث عنه هذيل بن محمد الإشبيلي 591 أبو بكر بن حزم حدث عنه أبو عبد الله بن معاذ الفلنقي وهو غير المذكور في هذا الباب

592 أبو بكر بن خشرم العبسي من أهل إشبيلية وأحد الأئمة في علم العربية حكى عنه أبو الحسن بن خروف في شرحه لكتاب سيبويه وفي باب الابتداء منه وروى عنه أبو عمرو فضل بن عبد الملك الموروري وأبو القاسم أحمد بن محمد بن أبي هارون وغيرهما

593 أبو بكر بن سليمان بن سمحون الأنصاري من أهل قرطبة اسمه كنيته أخذ القراءات عن أبي القاسم بن رضا والعربية والآداب عن أبي الحسين بن الطراوة صحبه طويلا وبتلميذ أبي الطراوة اشتهرت معرفته وكان يغلو في الثناء عليه وكان يقول ما يجوز على الصراط أعلم بالنحو منه وأخذ أيضا عن أبي القاسم بن الأبرش

____________________

وسمع من أبي محمد بن عتاب وكان يقرئ القرآن ويعلم بالعربية مع المشاركة الحساب

أخذ عنه أبو جعفر بن مضاء وأثنى عليه بحسن التعليم وجودة التفهيم وأبو محمد عبد الحق بن محمد الخزرجي وأبو القاسم بن بقي شيخنا وغيرهم وتوفي بقرطبة من علة خدر طاولته سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة أم سلمة وقال ابن مضاء توفي سنة أربع وستين وحكى أنه تولي الصلاة عليه علي شفير قبرة

594 أبو بكر الغافقي من أهل إشبيلية وقاضيها وكان من أهل العلم والنباهة وحضر مقام أمير الغرب بالجبل عند إجازته بالبحر وكان أحد الوافدين عليه في سنة خمس وخمسمائة وبعده وليس قضاء إشبيلية أبو القاسم الحدفي وتوفي في نحو السبعين وخمسمائة

595 أبو بكر بن إسماعيل من أهل قاشتتره عمل قرطبة له رواية عن أبي بكر بن العربي لقيه بإشبيلية وأخذ عنه بها جامع التزمذي وبقراءته إياه سمع أبو بكر بن خير نصفه الأول ولا أعلمه حدث

596 أبو بكر المعرف بالسلاقي من أهل إشبيلية وسكن مراكش كان عالما بالعربية والآداب وموصوفا بالصلاح والفضل أقرأ وأخذ عنه

597 أبو بكر المعروف بالزرعال من أهل قرطبة حدث عنه أبو بكر غالب بن أبي القاسم الشراط ذكره ابن الطيلسان

598 أبو بكر بن خلف الأنصاري الفقيه المستبحر من أهل قرطبة وسكن مدينة فاس يعرف بالمواق ويكنى أبا يحيى سمع أبا إسحاق بن قرقول وأبا عبد الله بن الرمامة وغيرهما وكان حافظا حافلا في علم الفقه والخلاف فيه ملازما للتدريس تام النظر لا يدانيه أحد في ذلك وله تنبيهات ومقالات مفيدة منها في المكاييل والأوزان وعني بالحديث على جهة التفقه والتعليل والبحث عن الأسانيد والرجال والزيادات وما يعارض

____________________

أو يعاضد ولم يعن بالرواية وقد حدث وسمع منه أبو الحسن بن القطان وسماه أبو الربيع بن سالم في شيوخه وحظي بخدمة السلطان بمراكش فنال دنيا عريضة واعتقد أموالا جليلة وولي قضاء مدينة فاس وتوفي بها وهو يتولاه في آخر شوال سنة ستع وتسعين وخمسمائة ودفن بداره المعروفة به بدرب ابن صاف من داخلها

599 أبو بكر بن أحمد بن عبد الملك بن منخل بن محمد بن مشرف النفزي من أهل شاطبة يروي عن أبي إسحاق بن خليفة وأخذ القراءات عن أبي محمد بن عبد الأعلى وقد أقرأ بالسبع وأسمع يسيرا أخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وستمائة ومولده سنة إحدى واثنتين وأربعين وخمسمائة 600 أبو بكر بن هشام بن عبد الله بن هشام بن سعيد بن عامر بن خلف بن مطرف بن محصن بن عبد الغافر الازدي من أهل قرطبة يكنى أبا يحيى روى عن أبيه أبي الوليد وأجاز له تآليفه في الأحكام والتاريخ وجميع ما يرويه وسمع أبا العباس المجريطي وأبا الحسن بن عقاب وأخذ عنه الشهاب في صغره وسمع أبا القاسم الشراط وأبا جعفر بن يحيى وأخذ عنهما القراءات وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وعني بالآداب وكان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا تكتب للولاة وولي قضاء بعض الكور ووقفت على إجازته لبعض أصحابنا ومنها نقلت أسماء شيوخه وقد لقيته بإشبيلية ولم آخذ عنه شيئا من روايته وتوفي بالجزيرة الخضراء سنة خمس وثلاثين وستمائة ومن الغرباء في هذا الباب

601 أبو بكر الصقلي المكتب سكن قرطبة وكان من كبار النساك والفضلاء الفارين بدينهم قدام الفتنة ومن أجلها فارق صقلية وطنه وجال بلاد الأندلس فنزل قرطبة خامل الشخص نابه الذكر طاهر الجيب تذكر الله رؤيته وتدعو إلى الخير مجالسته ويذكر بالصالحين هديه في انقباضه واقتصاده قد ترك الناس جانبا وقنع بأدنى معيشة مقتصرا على أخرجة صبية تنقى حرف أبائهم يعلمهم القرآن متعيشا بالقل

____________________

الذي يؤثر به غير متقص عليهم ولا مقصر في تعليمهم مشتغلا عن الخوض في الفتنة متحفظا من بوائقها إلى أن غلب صبره وقذيت عينه فخرج في رفق الجالية من قرطبة منتصف ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة فأسي الناس لفراقه وتفاقدوا بركة دعائه ذكره ابن حيان & باب بشر &

602 بشر بن يزيد الأندلسي ذكره الدارقطني في الرواة عن مالك وقال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم قال نا محمد بن عمر العتقي قال نا يحيى بن محمد الإفريقي قال نا عبد الرحمن بن بشر بن يزيد قال نا أبي قال نا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس بأهله فإن أصبت أهله فقد أصبت وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله

هكذا قرأته بخط ابن الفريضي في نسخته من تأليف الدارقطني ووجدت في تاريخ ابن يونس أصل ابن مفرج وفي باب عبد الرحمن منه عبد الرحمن بن بشر بن يزيد الازدي يروي عن أبيه عن مالك مناكير فقال في نسبه الازدي ولعله تصحف للدارقطني أو لمن كتب تصنيفه بالأندلس والظاهر أنه كذلك أثبته ورواه وقال فيه أبو بكر بن ثابت الخطيب بشر بن يزيد الافريقي وأورد هذا الحديث إلا أنه قال وإلى غير أهله فإن أصبت أهله فقد أصبت أهله

ثم قال لا يصح عند مالك

603 بشر بن حبيب بن الوليد بن حبيب الداخل إلى الأندلس بن عبد الملك بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان من أهل قرطبة يعرف بالحبيبي وأبوه حبيب هو الملقب بدحون روت عنه ابنته عبدة بنت بشر وأمه عابدة المدنية الراوية عن مالك بن أنس وهما مذكورتان في آخر هذا الكتاب نسبه وخبره عن ابن حيان وحكى أنه وجد بخط أبي بكر عبادة بن ماء السماء الشاعر حدثني إسحاق بن سلمة هو القيني عن عبدة بنت بشر بن دحون عن أبيها بشر قال دخل أبي مدينة دمشق وطنهم الأقدم في رحلته إلى المشرق وعاملها يومئذ لأبي إسحاق المعتصم بالله عمر بن فرح الرخجي فوافق

____________________

دخوله إياها غلاء شديدا ومجاعة أشكت أهلها فضجوا إلى الرخجي أن يخرج عنهم من عندهم من الغرباء القادمين عليهم من البلاد فأمر بالنداء في المدينة على كل من بها من طارىء وابن سبيل ليخرجوا عنها وضرب لهم أجلا ثلاثة أيام أوعد من تخلف بعدها منهم بالعقاب فابتدر الغرباء الخروج منها وأقام دحون لم يتحرك فجيء به إلى الرخجي بعد الأجل فقال له ما بالك عصيت أمري أو ما سمعت ندائي فقال له دحون ذلك النداء الذي وقفني فقال له وكيف فانتمى له فقال الرخجي صدقت والله إنك لأحق بالإقامة فيها منا فأقم ما أحببت وانصرف إذا شئت

604 بشر الأديب من أهل إشبيلية يعرف بالأصم كان يقرىء العربية والآداب بدرب ابن مريم فيها وبمسجده هنالك أفادنيه بعض أصحابنا وأنشدني عن أبي إسحاق بن قسوم عنه بعض منظومه & باب بشري &

605 بشري مولي المستنصر بالله الحكم بن الناصر له سماع من أبي الوليد هاشم بن يحيى البطليوسي بقرطبة في سنة ثمانين وثلاثمائة وله أيضا سماع من غيره وكان من نجباء الموالي

606 بشري مولى أبي بكر بن العربي من أهل إشبيلية يكنى أبا الخير يروي عن مولاه أبي بكر حدث عنه أبو القاسم محمد بن عامر بن فرقد & باب بسام &

607 بسام بن مجبر بن بسام يكنى أبا الضحاك ذكره ابن الطيلسان وحكى أنه أنشده في المسجد الجامع بقرطبة غير مرة

( إذا ما الصديق أسا مرة ** وقد كان فيما مضى مجملا )

( تذكرت من فعله ما مضى ** ولم ينقض الآخر الأولا )

(1)

____________________

1- المتقارب

608 بسام بن أحمد بن حبيب بن عمر بن عبد الله بن شاكر الغافقي من أهل جيان واستوطن مالقة يكنى أبا الرضى سمع من أبيه وأبي عبد الله بن الفخار وأبي جعفر بن مضاء وأبي الحسن نجبة بن يحيى وغيرهم وحضر مجلس أبي القاسم بن بشكوال فسمع عليه بقراءة أبيه كثيرا وأجاز له وروى أيضا عن السهيلي وابن عبيد الله وأبي الحجاج بن غصن وأبي الحسين بن الصائغ وسواهم وكان من أهل الفضل والورع العناية بالحديث والرواية له حظ من العربية والأدب ومشاركة في قرض الشعر وولي قضاء بالمنكب وغيرها فحمدت سيرته أجاز لنا بخطه ما رواه وسمع منه بعض أصحابنا وتوفي ليلة الجمعة لعشر خلون من شعبان سنة إحدى وثلاثين وستمائة ودفن لصلاة الظهر بظاهر مالقة وكان الجمع في جنازته عظيما والثناء عليه جميلا ومولده في شعبان سنة سبع وخمسين وخمسمائة & باب بهلول &

609 بهلول بن اليسع الخثعمي من ساكني إشبيلية يعرف بالمقصدر يكنى أبا بكر كان مؤدبا بالنحو والشعر وكان حسن الخط جيد الضبط له أشعار صالحة ولم يزل بإشبيلية حتى توفي بها وقيل أنه كان قدمها من قرطبة ذكره الزبيدي واضطراب الرازي فيه فتارة جعله من أهل قرمونة ونسبه في بني عبس قال فيه بهلول بن محمد الشاعر النحوي وذكر أن بيتهم بقرمونة وأن لهم بقية وتارة جعله من أهل لبلة وقال فيه المقصدر المؤدب ولم يسمه وحكى أنه أدب بلبلة بني أبي حامد ثم لزم مدينة إشبيلية ووصفه بالبصر بالإعراب والتمكن في قول الشعر وتجويده

610 بهلول بن فتح من أهل اقليش له رحلة حج فيها وكان رجلا صالحا خيرا وحكى عن نفسه أنه رأى في منامه بعد قدومه من الحج كأنه بمكة وقائل قول انطلق بنا نصل مع النبي صلى الله عليه وسلم قال فكنت أقول لرجل من جيراني باقليش يا أبا فلان انطلق بنا نصل مع النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لي لست أجد إلى ذلك سبيلا فكنت أتوجه وأصلي مع الناس والنبي صلى الله عليه وسلم أمامنا فلما سلم من الصلاة رجع إلي وقال لي من أي أنت قلت له من

____________________

الأندلس فكان يقول لي من لي موضع فكنت أقول من مدينة اقليش فيقول لي أتعرف أبا إسحاق البواني فكنت أقول هو جاري وكيف لا أعرفه فيقول لي أقرأه مني السلام & باب بيبش &

611 بيبش بن محمد بن أحمد بن خلف بن بيبش العبدري من أهل أندة وانتقل مع أبيه إلى بلنسية يكنى أبا بكر روى عن أبيه وأبي الحسن بن هذيل وابن النعمة وأبي بكر بن برنجال وتفقه بالقاضي أبي بكر بن أسد وكتب بين يديه وفي ولايته الشورى ببلنسية وبأبي محمد بن عاشر أيضا وولي الأحكام للقاضي أبي الحجاج بن سماحة وغيره وكان من نبهاء الفقهاء بصيرا بالشروط وغيرها من أحسن الناس خطا وأكرمهم خلقا عارفا بالأحكام عدلا حليما وسيما وتوجه غازيا في عسكر السلطان إلى شنترين سنة ثمانين وخمسمائة ثم قفل وتوفي على أثر ذلك أكثره عن ابن سالم وقال ابن سفيان توفي سنة ثمان وستين وخمسمائة يعني بعد الصدر من غزوة وبذه إلا أنه غلط في اسمه فقال فيه محمد بن أحمد وكناه أبا بكر وسمى أكثر شيوخه والصواب ما ثبت هنا

612 بيبش بن محمد بن علي بن بيبش العبدري من أهل شاطبة وقاضيها يكنى أبا بكر سمع أبا الحسن بن هذيل وأباه عبد الله بن سعادة وأبا العباس الاقليشي وأبا محمد بن عاشر وغيرهم وأجاز له من أهل الأندلس أبو عبد الله بن سعيد الداني وأبو الحسن بن طارق بن يعيش وأبو الوليد بن خيرة ومن أهل المشرق أبو طاهر السلفي وأبو علي بن العرجاء وأبو المظفر الشيباني قاضي الحرمين وغيرهم وكان امرء صدق حميد السيرة في قضائه عدلا صليبا في الحق مهيبا حافظا للحديث مر عليه زمان قلما كان يغيب عنه فيه شيء من صحيح البخاري لحفظه إياه متصرفا مع ذلك في الفقه والنحو والتفسير معدودا في أهل الشورى والفتيا قبل ولايته القضاء وله في تغيير المنكر وقمع الباطل آثار معروفة وألف على صحيح البخاري تأليفين أحدهما نحا فيه منحى المهلب بن أبي صفرة في اختصار الصحيح الذي سماه بالتصحيح والثاني في جمع الأحاديث التي زاد مسلم في تخريجها على البخاري سمع منه أبو محمد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان وأكثر خبره عنه وذكره أبو عمر بن عات في شيوخه وأحسن الثناء عليه وقال توفي وهو يتولى قضاء شاطبة في العشر الأول من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين

____________________

وخمسمائة وهو ابن ثمانية وخمسين عاما وصلي عليه في مسجده وازدحم الناس على نعشه والتمسح بأكفانه مولده سنة أربع وعشرين وخمسمائة

الافراد في حرف الباء

613 بسر بن قطن بن جرو بن اللجلاج التميمي ولاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم قضاء كوره جيان ذكره ابن حارث وقال ابن حيان أنه ولي قضاء الجماعة بقرطبة للأمير الحكم بن هشام بعد أبيه قطن ثم ولي بعده عبيد الله بن موسى

614 براء بن عبد العزيز بن مهاجر البرجمي من أهل قرطبة سمع بها من أبي بكر من محمد بن أحمد بن مسور سنة إحدى وستين وثلاث مائة ومن ولده أبو مروان عبيد الله بن عبد العزيز بن البراء يروى عن ابن الافليلي ذكره ابن بشكوال وغلط في نسبة جده والصواب ما ثبت هذا

615 بشار الأعمى النحوي من ساكني دانية يكنى أبا القاسم ذكره الحميدي وقال ذهب عني نسبه كان أستاذا في العربية شيخا من شيوخ الأدب وكان في ناحية الموفق مجاهد العامري منقطعا إليه وذكر له قصة مع صاعد اللغوي قطعه فيها وأخجله وكان مجاهد نهاه عن ذلك فلم يقبل منه وحكى أبو بكر المصحفي أن بشارا هذا أدب أبا جعفر بن عباس الوزير بالمرية جلبه أبوه إليها

616 باقي بن عبد لله بن اسماعيل الأسلمي من أهل ألش وسكن مرسية يكنى أبا خالد وكناه صاحب قلائد العقيان أبا الحسن أخذ العربية عن أبي تمام القطيني وروي عن أبي الحسن الحصري وأبي أحمد بن الصفار البربشتري وكان أديبا كاتبا شاعرا نحويا له معرفة بالطب وغير ذلك وكتب للقاضي أبي أمية بن عصام وحل منه ألطف محل روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المكناسي قصيدة أبي مروان الجزيري وكان يرويها عن أبي أحمد بن الصفار عن محمد بن أبي مروان عن أبيه وأخبرت بها عن أبي الحجاج بن أيوب عن المكناسي

____________________

ومن الكنى في هذا الباب

617 أبو بحر المقرىء الكفيف من أهل مالقة يروي عن أبي الحسين بن الطراوة وأبي الحسن شريح بن محمد وكان يقرئ القرآن والعربية أخذ عنه أبو بكر بن قنترال ولم يسمه وقال قرأت عليه الزهراوين البقرة وآل عمران بالأحرف السبعة وقرأ أيضا عليه أدب الكتاب للقتبي تفهما ومن الغرباء

618 أبو البساتين الواعظ الصوفي حدثت عن أبي خالد يزيد بن عبد الجبار القرشي المرواني قال أنشدني شيخنا أبو عبد الرحمن بن إبراهيم النحوي قال أنشدني الأستاذ أبو البساتين الواعظ الصوفي

( مكب على النحو يعنى به ** ليسلم في قوله من زلل )

( يقول أقوم زيغ اللسان ** فهلا يقوم زيغ العمل ) (1) & حرف التاء & & باب تمام &

619 تمام بن عبد الله بن حفصون المعافري من أهل بلنسية يكنى أبا غالب أخذ عن أبي محمد الركلي وصحب القاضي أبا الحسن بن عبد العزيز فولاه قضاء لرية من عمل بنلسية وكان من أهل المعرفة والنباهة حسن الخط حكى أبو عمر بن عياد عن الأستاذ أبي عبد الله بن أبي إسحاق أنه سامر أبا الحسن بن زاهر الشاعر بلرية في الليلة التي قدمها أبو غالب بن حفصون قاضيا عليها من قبل ابن عبد العزيز قال فاعترضني بشطر بيت يطلبني بإجازته في معنى وروده وهو ثم المراد بتمام بن حفصون فقال أبو عبد الله له

( إن لم يكن راضيا في الدين بالدون ** ) + البسيط +

ثم ذيل ذلك بقوله

( إن الموفق من أضحى وهمته ** بيع الحياة بحظ غير مغبون )

( من يتق الله في سر وفي علن ** يمنحه رزقا وأجرا غير ممنون )

620 تمام بن الحسين بن غالب بن سليمان بن الحسن القيسي من أهل مالقة وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها وأصله من براجلة غرناطة يكنى أبا كامل وجده غالب يعرف بالحداد روى عن أبيه أبي علي وأبي عبد الله بن معمر وأبي العباس بن سيد وأبي عبد الله بن مسورة وأبي عبد الله بن عبد العظيم وغيرهم وله رواية أيضا عن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن سعادة وأبي القاسم بن بشكوال وأبي عبد الله الغزال الصوفي وطبقتهم وكان له حظ من الأدب وأنشأ فصولا مستحسنة في الخطب سمع منه أبو محمد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان ومعظم خبره عنه وأبو محمد بن القرطبي وأبو جعفر بن الجيار وأبو جعفر بن الدلال وغيرهم وتوفي عصر يوم الخميس

____________________

1- المتقارب

الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستمائة زاد ابن الطيلسان ودفن إثر صلاة الجمعة بمقبرة من باب قنتاله وقال في وفاته إثر صلاة العصر ومولده بقرية من قرى البراجلة ليلة الخميس لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة وخمسمائة & باب تميم &

621 تميم بن عبد الله بن محمد بن أبي جعفر تميم بن أبي العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي وأبو جعفر هو الداخل إلى الأندلس والمستوطن قرطبة منها إلى أن مات في أيام الحكم المستنصر بالله وسكن تميم بن عبد الله مرسية وسمع بها من أبي العباس بن أبي الربيع الالبيري الواعظ وقد وقفت بخطه على تاريخ علماء افريقية من تأليف أبي العرب جده الأعلى ومنه كتبت نسختي وقرأت في بعض معلقاته رأيت هذا الحديث مكتوبا بخط الشيخ ابن حوبيل في كتاب من كتبنا حدثنا أبو العباس تمام بن محمد بن أحمد بن تميم بن أبي العرب رضي الله عنه قال حدثني أبي أبو العرب محمد بن أحمد قال حدثني سعد بن إسحاق قال نا محمد بن عبد الله بن الحكم قال أرسل عمر بن عبد العزيز إلى صاحب الروم رسولا فخرج من عنده يدور فمر بموضع فسمع فيه رجلا يقرأ القرأن ويطحن فأتاه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام مرتين أو ثلاثا ثم سلم فقال له وأنى للمرء بهذا البلد فأعلمه أنه رسول عمر بن عبد العزيز إلى صاحب الروم وقال له ما شأنك قال إني أسرت من موضع كذا وكذا فإتي بي إلى صاحب الروم فعرض علي النصرانية فأبيت فقال لي إن لم تفعل سملت عينيك فاخترت ديني على بصري فسمل عيني وصيرني إلى هذا الموضع يرسل إلي في كل يوم بحنطة أطحنها وخبزة آكلها فلما صار الرسول إلى عمر أخبره خبر الرجل قال فما فرغت من الخبر حتى رأيت دموع عمر بن عبد العزيز قد مثلت بين يديه ثم أمر فكتب إلى صاحب الروم

أما بعد فقد بلغني خبر فلان بن فلان فوصف صفته وإني أقسم بالله لئن لم ترسل إلي به لأبعثن إليك من جنودا يكون أولهم عندك وآخرهم عندي فلما رجع إليه الرسول قال ما أسرع ما رجعت فدفع إليه كتاب عمر بن عبد العزيز فلما قرأه قال ما كنت لأحمل الرجل الصالح على هذا بل أبعث به إليه قال فبعث به إليه فوجد عمر بن

____________________

عبد العزيز قد مات وهذا الخبر حدثنا به ابن أبي جمرة عن عن أبيه عن أبي عمرو المقرئ عن ابن حوبيل إلا أن تماما في شيوخه لا يعرف

622 تميم بن هشام بن أحمد بن حنون البهراني من أهل لبلة وسكن عقبه إشبيلية يكنى أبا الطاهر روى عن صهره أبي القاسم بن نام وأبي العباس بن خليل وغيرهما وكان معتنيا بالعلم وسماعه وروايته وتوفي سنة أربع وتسعين وخمسمائة الافراد

623 تغلب بن عيسى الكلابي حكى عنه ابن حزم في رسالته المسماة بطوق الحمامة

624 تليد الفتي مولى الحكم المستنصر بالله وصاحب خزانته العلمية قال أبو محمد بن حزم أخبرني تليد الفتي يعني هذا وكان على خزانة العلوم بقصر بني مروان أن عدة الفهارس التي فيها تسمية الكتب أربع وأربعون فهرسة في كل فهرسة عشرون ورقة ليس فيها إلا ذكر الدواوين فقط ومن الغرباء

625 تاشفين بن محمد المكتب من أهل فاس يكنى أبا محمد كان زاهدا عابدا معلما بالقرآن له حظ من قرض الشعر ودخل الأندلس غازيا وقدم قرطبة في ذي الحجة سنة ثمان وستمائة فأقام هنالك أياما يلقى بها الزاهدين ويتكرر على قبور الصالحين ثم خرج إلى غزوة العقاب ذكره ابن الطيلسان وقال أراه استشهد بها فإنه انقطع عني خبره

____________________

& حرف الثاء & & باب ثابت &

626 ثابت بن سعيد بن ثابت بن قاسم بن ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن ومطرف بن سليمان بن يحيى العوفي من أهل سرقسطة يكني أبا القاسم حدث عن أبيه سعيد بكتاب جده قاسم بن ثابت المعروف بالدلائل عن سلفه وحدث به ابنه عبد الله بن ثابت عنه ذكر ذلك القاضي أبو محمد بن عطية وغيره

627 ثابت بن أحمد بن عبد الولي الشاطبي منها يكنى أبا الحسن روى عن أبي زيد عبد الرحمن بن يعيش المهري ورحل حاجا فسمع منه بالاسكندرية أبو الحسن بن المفضل المقدسي وحدث عنه بالحديث المسلسل في الأخذ عن ابن يعيش المذكور عن أبي محمد عبد العزيز بن عبد الله بن سعيد بن خلف الأنصاري عن أبي الحسن طاهر بن مفوز وعليه مداره بالأندلس عن نصر السمرقندي بإسناده وفيه بعد وقد رويته مسلسلا من طرق بعضها عن ابن المفضل وأنبأني به ابن أبي جمرة عن أبي بحر الأسدي عن نصر السمرقندي فصار ابن المفضل بمنزلة من سمعه ممن سمعه مني والحمد لله

628 ثابت بن محمد بن يوسف بن خيار الكلاعي من أهل لبلة ونزل جيان يكنى أبا الحسن وأبا رزين وكناه ابن الطيلسان أبا المظفر وقال أصله من العليا بغرب الأندلس وسكن غرناطة أخذ القراءات عن أبي العباس أحمد بن نوار وحمل عنه تواليف أبي عمرو المقرىء وسمع بقرطبة ابن بشكوال وأبا بكر القشالشي وأبا عبد الله بن حفص وأبا إسحاق المعروف بكوزان وأبا خالد بن رفاعة لقيه بها وأجاز له ولقي بإشبيلية أبا بكر بن

____________________

بيبش قاضي شاطبة وأبا بكر بن خطاب وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله بن مالك الميرتلي وبغرناطة أبا الحسن بن كوثر محمد عنه جامع الترمذي وغيره وبوادي آش أبا اتمام العوفي وأجاز له أبو طاهر السلفي وأبو جعفر بن حسان ما رواه عن شيوخه البغداديين وغيرهم وأقرأ القرآن والعربية بجيان وبغرناطة وسكنها مدة وروى عنه جماعة منهم أبو العباس النباتي وابن الطيلسان وغيرهما وتوفي بغرناطة سنة ثمان وعشرين وستمائة

اسم مفرد

629 ثعلبة بن حميد من أهل قرطبة ولاه عبد الرحمن بن معاوية قضاء سرقسطة بعد حسبان بن يسار الهذلي عن ابن حارث

____________________

& حرف الجيم & & باب جعفر &

630 جعفر بن عبد الرحمن بن جحاف بن يحيى بن سعيد المعافري من أهل بلنسية يكنى أبا أحمد ولي قضاء بلده بعد أخيه أبي عبد الرحمن عبد الله الملقب بحيدرة وهو الذي صلى على أبي عبد الله بن الفخار عند وفاته ببلنسية سبع تسع عشرة وأربعمائة وأظن ذلك في ولايته القضاء وقيل إن الذي صلى على ابن الفخار هو خليل القرطبي في خبره عن أبي عامر بن شروية الخطيب ومن خطه نقلته

631 جعفر بن يوسف بن أحمد بن محمد القيسي الكاتب من أهل قرطبة ويعرف بالباجي يكنى أبا القاسم كان هو وأبوه أبو عمر يوسف وابناه عبد الله ويوسف أبو عمر من ذوي البراعة في الآداب والتقدم في صناعة الكتابة وكتب جعفر هذا في صدر الفتنة لعدد من كبار الملوك آخرهم يحيى بن اسماعيل بن ذي النون المأمون وعنده توفي بمدينة سالم في آخر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة قرأت وفاته وأكثر خبره في كتاب الذخيرة لابن بسام وذكره ابن بشكوال عن الحميدي مختصرا ولم يذكر وفاته ولا استوفى نسبه وحكى أن له رواية عن صاعد اللغوي

632 جعفر بن سعيد بن محمد بن حلبس المقرىء من أهل بلنسية يكنى أبا أحمد روى عن أبي عمرو المقرىء وكان له اختصاص بصحبته سمع منه ببلنسية وأبو عمرو إذ ذاك يرتاد بلدا يستوطنه سمع منه بعد ذلك بدانية وأقرأ القرآن ببلده وعنه أخذ أبو داود سليمان بن نجاح واختلف إليه وقرأ زمانا عليه وصحبته رحل إلى أبي عمرو في السماع منه والأخذ عنه سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة وبقراءته سمع التيسير من تأليفه بعضه من خط أبي الطيب سعيد بن فتح القلعي

____________________

633 جعفر بن عمر الأندلسي منسوب إلى جده يكنى أبا الفضل حدث عنه يحيى بن ابراهيم بن شبل سمع عليه بالإسكندرية في رحلته سنة سبع وأربعين وأربعمائة من خط ابن الدباغ في بعض معلقاته وقد درس اسم أبيه

634 جعفر بن عيسى الأموي من ساكني قونكة وصاحب الصلاة بقصبتها وأصله من ثغر سرقسطة يكنى أبا حامد أخذ القراءات عن أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن الخزرجي بقرطبة وكان يقرىء القرآن ويسمع الحديث ويعلم بالعربية والشعر أخذ عنه أبو الأصبغ عيسى بن عبد الرحمن السالمي وتوفي قريبا من الستين وأربعمائة ذكره ابن عزير وفيه عن ابن الدباغ وابن بشكوال وأغفله

635 جعفر بن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري من أهل بلنسية وقاضيها ورئيسها في الفتنة وهو المحرق يكنى أبا أحمد سمع أبا عمر بن عبد البر وأبا العباس العذري وهو أول من قرأ عليه بها صحيح مسلم في سنة خمس وستين وأربعمائة وولي قضاء بلده بعد ابن عم أبيه أبي المطرف عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن وكان بها قبل صاحب الأحكام وصارت الرياسة إليه بعد خلع القادر بن ذي النون وقتله على يديه فلم تحمد سيرته ولا شكرت ملكته وكان أحيف وامتحن بالكنبيطور المتغلب على بلنسية إذ ذاك فاستصفى ماله ثم أحرقه بالنار في جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وأربعمائة فيه عن ابن علقمة والرشاطي وغيره

636 جعفر بن أحمد بن محمد بن رزق الأموي من أهل قرطبة يكنى أبا أحمد روى عن أبيه أبي جعفر الفقيه وأجاز له أبو العباس العذري وكان يؤم بمسجد بدر ويسمع الحديث إلى أن أسن وهرم فلزم داره حدث عنه أبو الحسن بن مؤمن وأبو الحسين بن

____________________

ربيع وأبو جعفر بن شراحيل وسمع منه أبو الحسن محمد بن عبد العزيز الشقوري في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وحكى ابن بشكوال في بعض تواليفه وذكر أبا العباس بن أبي الربيع الواعظ قال سمعت أبا أحمد بن أبي جعفر بن رزق الفقيه يقول سمعت أبي رحمه الله يقول أنه دعا عند قبره بدعوتين استجيب له في الأولى وبقيت الثانية أراها من أمر آخرته

637 جعفر بن يحيى بن ابراهيم من أهل دانية وأصله من بطروشة عملها يعرف بابن غتال ويكنى أبا الحكم سمع أبا داود المقرىء وأخذ عنه القراءات وأبا الحسين بن البياز وأبا علي الصدفي وغيرهم وكان أديبا كاتبا شاعرا وله خطب عارض بها ابن نباتة وأقرأ بالعربية والآداب روى عنه أبو عبد الله المكناسي وأبو محمد بن سفيان وقد أخذ عنه أبو الحسن بن هذيل قرأ عليه الواضح للزبيدي وكان شكس الخلق حرج الصدر مائلا إلى الدراية أكثر منه إلى الرواية وتوفي بجفن شاطبة مسجونا من قبل الملثمة عند انقراض دولتهم في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة كذا قال ابن سفيان في وفاته وقال ابن عياد أدركته ورأيته في شاطبة وكان في عداد مهرة الكتاب المحسنين والأدباء المجيدين وتوفي في صفر سنة أربعين وخمسمائة وقال في موضع آخر حول الأربعين وهو ابن سبعين سنة أو نحوها

638 جعفر بن الحسين بن أبي البقاء بن فاخر بن الحسين الأموي من أهل اندة عمل بلنسية يكنى أبا بكر أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن ياسه وسمع الحديث من أبي بكر بن العربي وغيره وولي الصلاة والخطبة ببلده ثم استقضى به وأقرأ القرآن وكان رجلا صالحا ورعا مجاب الدعوة أخذ عنه أبو الربيع بن حوط الله وتوفي وهو يتولى القضاء أكثره عن ابن عباد وقرأت بخطه ما معناه أن مروان بن عبد العزيز لما بويع له بلنسية عند انقراض الدولة اللمتونية طلبه بالشهادة في بيعته فقال والله لا أفعل وبيعة تاشفين في عنقي ثم قال اللهم أقبضني إليك فتوفي من ليلته ودفن من الغد وكانت بيعة مروان في صفر سنة أربعين وخمسمائة

639 جعفر بن محمد بن يوسف بن سليمان بن عيسى من أهل شنتمرية الغرب

____________________

وسكن إشبيلية يكنى أبا الفضل وروى عن أبيه عن جده أبي الحجاج الأعلم جميع روايته وتواليفه وروى أيضا عن ابن الأخضر وسمع من شريح صحيح البخاري بقراءة ابن عبيد الله وقد روى عنه ابن عبيد الله وابن خير وولي قضاء لبلة وقضاء شنتمرية بلد سلفه والصلاة والخطبة بجامعها وكان فقيها مشاورا كاتبا شاعرا من بيت علم وأدب قال أبو القاسم ابن الملجوم أجاز لي جميع رواياته وتواليفه بخطه وحكى أنه لقيه بمراكش في سنة خمس وأربعين وخمسمائة واستشهد بشنتمرية سنة ست بعدها وقيل سنة سبع والأول أصح قاله ابن خير وغيره ومولده سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

640 جعفر بن يحيى بن أحمد بن عبد الله بن ميمون المخزومي من أهل جزيرة شقر وسكن بلنسية يكنى أبا أحمد وهو ابن أخت القاضي أبي محمد بن جحاف والذي صلى عليه عند وفاته روى عن أبي الحسن بن هذيل وتفقه بأبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر وولي قضاء بلنسية من قبل أبي العباس بن الحلال في إمارة ابن سعد فحمدت طريقته ثم صرف بأبي الحجاج بن سماجة وكان رجلا صالحا سهل الجانب من بيت نباهة وأصالة توفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة قاله ابن سفيان

641 جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد بن مأمون من أهل بلنسية يكنى أبا أحمد أخذ عن أبي محمد البطليوسي وأبي القاسم بن الأبرش وسمع الحديث من أبي الحسن شريح بن محمد وأبي محمد عبد الحق بن عطية واختص بأبي محمد القلني وكان شيخا ثقة خيارا وصافة توفي سنة سبع وستين وخمسمائة ومولده بقرية أسيلة من غربي بلنسية بعد التسعين والأربعمائة وهو والد القاضي أبي عبد الله بن حميد ذكره ابن عياد وكان جده من الجند في أخريات الدولة العامرية وذكر أبو محمد بن القرطبي في نسبه الأموي من صريحهم وهو غير معروف

642 جعفر بن لب بن محمد بن عبد الرحمن بن يونس بن ميمون اليحصبيي سكن شاطبة وأصله من انتنيان عملها يكنى أبا أحمد وأبا الفضل كانت له رحلة حج فيها وسمع أبا الطاهر بن عوف وأبا عبد الله بن الحضرمي والسلفي وأبا الثناء الحراني وبدر بن عبد الله الحبشي وأبا الحسن بن المفضل وغيرهم وكان من أهل العناية بالرواية

____________________

مع الصلاح والعدالة حسن الخط جيد الضبط سماه التجيبي في معجم مشيخته وهو في عداد أصحابه لاشتراكهما في السماع بالاسكندرية وتركه هناك ثم قدم عليه تلمسان من شاطبة في أضحى سنة ست وثمانين وخمسمائة وحكى مما أفاده عن ابن المفضل أن أبا عبد الله الكيزاني وكان شاعرا مجيدا أتته امرأة مات ولدها فسألته أن يرثيه فقال

( تبكي عليه بشجو ** فقلت لا تندبيه )

( هذا زمان عجيب ** قد عاش من مات فيه )

وأخذ عنه ابن سالم وقال لي توفي بعد التسعين وخمسمائة

643 جعفر بن أحمد بن أمية الحجري من أهل شاطبة يكنى أبا أحمد روى عن خاله أبي محمد هارون بن عات وأبي الحسن بن هذيل وابن النعمة وابن سعادة وأبي محمد بن عاشر وغيرهم وأجاز له السلفي وعبد الحق الاشبيلي وولي الأحكام ببلده لأبي الحسن القسطلي أيام قضائه بشاطبة وكان فقيها مشاورا حافظا للرأي بصيرا بالمسائل مشاركا في الأدب أخباريا حدث وأخذ عنه وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة قرأت وفاته بخط أبي عمرو بن عيشون وسائر خبره عن ابن سالم وغيره

644 جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن سفيان الخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا أحمد سمع من أبي العباس الاقليشي كتاب النجم من تأليفه والمعشرات من نظمه وروى عنه جماعة منهم أبو الحسن بن خيرة وأبو عبد الله بن أبي البقاء وقال توفي ببلده في أوائل سنة ثمان وستمائة وهو ابن ثمان وسبعين أو نحوها

645 جعفر بن عبد الله بن محمد بن سيد بونه الخزاعي العابد من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أبا أحمد أخذ القراءات عن ابن هذيل وسمع منه ومن ابن النعمة ببلنسية ورحل حاجا فأدى الفريضة ودخل الاسكندرية مرافقا لمن سمع من السلفي ولم يسمع هو منه شيئا فيما علمت وقفل إلى بلده مائلا إلى الزهد والإعراض عن الدنيا وكان شيخ المتصوفة في وقته وعلا ذكره وبعد صيته في العبادة إلا أنه كانت فيه غفلة ورأيته إذ قدم بلنسية لإحياء ليلة النصف من شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة

____________________

وتوفي عن سن عالية تقارب المائة منتصف ذي قعدة سنة أربع وعشرين وستمائة وشهد جنازته بشر كثير من جهات شتى وانتاب الناس قبره دهرا طويلا يتبركون بزيارته إلى حين إجلاء الروم من كان يساكنهم من المسلمين ببلاد الشرق التي تغلبوا عليها وذلك في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وستمائة وممن عرف بكنيته

646 أبو جعفر القروي من أهل بجانة كان من أهل العلم يبصر بعض مذاهب العراقيين وكان ذا فضل وخير ذكره ابن حارث وعرف بالقروي لأن أصله منها

647 أبو جعفر النحوي الأندلسي نزل مصر وكان من رؤساء أهل العلم بالنحو وممن له حال جليلة ذكره الطبني

84 أبو جعفر بن جراح يروي عنه أبو جعفر بن باق ذكره ابن حبيش

649 أبو جعفر ابن صاحب الصلاة من أهل قرطبة روى عنه أبو عبد الله الشنتيالي وتفقه به في الموطأ ومن الغرباء

650 جعفر بن علي بن محمد التميمي الصقلي يعرف بابن القطاع ويكنى أبا محمد سمع بمصر من أبي عبد الله القضاعي وغيره وقدم الأندلس وبها لقيه أبو داود المقرىء فسمع منه كتاب أبي بكر بن عزيز في غريب القرآن بجامع بلنسية مرتين أخراهما في أول ذي قعدة سنة أربع وسبعين وأربعمائة وكان من أهل المعرفة الكاملة باللغة والآداب والشعر مقدما في ذلك له حظ من النظم بعض خبره عن أبي داود & باب جابر &

651 جابر بن محمد بن جابر الحضرمي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد روى عن أبي عبد الله بن منظور وأبي الحسن الباجي سمع منه صحيح مسلم رواية ابن ماهان وحدث عنه أبو القاسم الزنجاني وأبو الحسن مفرج بن سعادة وغيرهما بعضه عن ابن أبي مروان وابن خير

____________________

652 جابر بن محمد الأنصاري يكنى أبا الحسن صحب أبا علي الصدفي بالمرية وسمع منه بها في سنة خمس وخمسمائة وأجاز له وكان شيخا صالحا ثقة صدوقا حدث عنه أبو عبد الله بن عبد الحق التلمساني

653 جابر بن أحمد بن عبد الله الخزرجي من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن وكناه أبو محمد العثماني أبا الفضل سمع ببلده من أبي محمد بن عتاب وغيره ورحل حاجا فأدى الفريضة وكان أديبا ناظما كتب عنه العثماني بالاسكندرية بعض شعره

654 جابر بن غالب بن سليمان بن عبد الله الجذامي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد روى عن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي محمد عبد الوهاب بن محمد اللخمي سمع منهما بإشبيلية وسمع بقرطبة من أبي جعفر بن عبد البر أخذ عنه الصحيحين وغير ذلك ولقي بغرناطة أبا محمد بن أيوب الشاطبي فسمع منه الحديث المسلسل في الأخذ باليد وأجاز له أبو بحر الأسدي وأبو محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد العزيز وكان من أهل العناية بالرواية والحفظ للحديث وله تأليف على صحيح البخاري سماه ترتيب الطرر يدل على مكانه من الصناعة ووجدت لأبي محمد بن حزم رثاء في أبي محمد جابر المعروف بالعطار وكان محدثا على مذهب أهل الظاهر وهو هذا فيما أحسب وقرأت بخطه سماعه من ابن أيوب في سنة تسع وعشرين وخمسمائة

655 جابر بن يحيى بن محمد بن سعيد بن هاشم بن عمر بن ذي النون الثعلبي من أهل غرناطة يعرف بابن الرمالية ويكنى أبا بكر لقي أبا بكر بن عطية وأبا الحسن بن الباذش وغيرهما وسمع من أبي محمد بن أيوب الشاطبي وكان جليل القدر أصيل البيت حافظا للفقه حسن الشارة والسمت ولي الشورى ببلده ثم غربته الفتنة عن وطنه إلى شرق الأندلس فولي قضاء شاطبة ثم صرف عنه وولي قضاء أوريولة وعاد إلى وطنه فاستقضى به إلى أن توفي سنة ست وسبعين وخمسمائة وكان يحكى أنه سمع أبا الحسن بن الباذش يقول نحاة الأندلس ثلاثة أبو عبد الله بن أبي العافية وأبو مروان بن سراج أو ابنه أبو الحسين شك جابر وكان يسكت عن الثالث

____________________

فيرونه يريد نفسه سمع ذلك منه أبو عمر بن عياد وأخذ عنه وذكره ابن سفيان وفيه عن غيرهما

656 جابر بن محمد بن عيسى المدحجي أندلسي يكنى أبا عمرو حدث عنه عيسى بن الوجيه وحمله الرواية عن أبي محمد بن يربوع وجرى على عادته في تخليطه فذكر أنه روى عنه شعر أبي الحجاج القضاعي وأبي الحسن بن كرز وأبي العباس المجريطي ولا يعرف لهؤلاء بيت منظوم وقد برئت من عهدته وأعيد الآن ذلك مؤكدا وحق ما جاء به أن يطرح

657 جابر بن محمد بن نام بن أبي أيوب واسمه سليمان الحضرمي النحوي وقال فيه ابن فرقد بن أبي أيوب سليمان بن نام من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد سمع من شريح بن محمد الموطأ وصحيح البخاري وأجاز له وعليه كان معوله في الرواية وأخذ علم العربية عن أبي القاسم بن الرماك وأبي الحسن بن مسلم وعني بها وتحقق بمعرفتها وقعد لإقرائها عن اتساع باع فيها واطلاع على دقائق معانيها ولم يكن في وقته بإشبيلية من يتعاطى إقراء كتاب سيبويه غيره وأقرأ أيضا بالسبع وأخذ عنه ذكره ابن حوط الله وقال توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة وحكى ابن فرقد أنه توفي سنة سبع بعدها عن سن عالية زادت على الثمانين

658 جابر بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن مسلمة من أهل قرطبة يكنى أبا محمد سمع من أبيه وغيره وعني بكتب الزهد والرقائق فكتب منها كثيرا بخطه وعكف على مطالعتها وكان زاهدا متبتلا صرورة لا أهل له ولا ولد وكان يحكى عن محمد بن وضاح أنه قال في قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن فاته قراءة أم القرآن فقد فاته خير كثير أنه قول آمين توفي سنة خمس عشرة وستمائة أو نحوها ودفن بالرياض قبلي قرطبة

659 جابر بن محمد بن جابر المكتب من أهل قرطبة يكنى أبا محمد لقي أبا

____________________

القاسم بن بشكوال وزار معه قبر الغازي بن قيس وكان رجلا صالحا يغلب عليه الزهد ذكره والذي قبله ابن الطيلسان ثومن الغرباء

660 جابر بن أحمد بن ابراهيم القرشي الحسني من أهل تلمسان يكنى أبا الحسن روى عن أبي بكر بن خير وأبي القاسم السهيلي وأبي محمد بن عبيد الله وأبي الحسن نجبة بن يحيى وأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن وأبي الوليد يزيد بن بقي وأبي الحسن بن مؤمن وأبي موسى عمران بن موسى التليدي وغيرهم أجاز له أكثرهم وكان من أهل العناية بالرواية والمعرفة بأسماء الرجال وجمع مشيخة ابن خير على حروف المعجم فأفاد بها وحدث وأخذ عنه أبو زيد الفازازي وغيره وبلغني أنه دخل إشبيلية ورأيت السماع منه في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وقال التجيبي في معجم مشيخته جابر بن أحمد بن ابراهيم القرشي المسفر من أصحابي الآخذين عني بتلمسان عند قدومي من البلاد المشرقية كتب عني كثيرا وكان زكيا جليلا نبيلا صاحب أدب ولغة محبا في الحديث وتحصيله وكانت له إجازات من مشايخ من أهل الحديث وعناية بفنه وطرقه قال وتوفي بتلمسان ولم يذكر تاريخ وفاته & باب جودي &

661 جودي بن عثمان النحوي العبسي مولى لهم من أهل مورور وأصله ومن طليطلة رحل إلى المشرق فلقي الكسائي والفراء وأبا جعفر الرؤاسي وغيرهم وهو أول من أدخل الأندلس كتاب الكسائي وله تأليف في النحو يدعى منبه الحجارة وكانت له حلقة وأدب أولاد الخلفاء وظهر على من تقدمه وممن أخذ عنه أبو حرش عبد الله بن نافع وغيره وتوفي سنة ثمان وتسعين ومائة وصلى عليه الفرج بن كنان القاضي ذكره الزبيدي وفيه عن ابن حيان وغيرهما

662 جودي بن اسباط بن جعفر السعدي من أهل البيرة وهو والد سعيد بن

____________________

جودي وقد تقدم ذكر أبيه أسباط ولاه محمد بن بشير قاضي الجماعة بقرطبة قضاء بلده البيرة ذكر ذلك أبو الوليد سليمان بطرال البطليوسي في تأليفه المقنع في الأحكام وفيه عن غيره

663 جودي بن عبد الرحمن بن جودي بن موسى بن وهب بن عدنان القيسي من أهل وادي آش يكنى أبا الكرم روى عن أبي القاسم السهيلي وأبي جعفر بن حكم وأبي يوسف يعقوب بن طلحة وأبي بكر بن أبي جمرة وأبي القاسم بن البراق وأبي بكر بن أبي زمنين وأبي القاسم بن سمجون وأبي بكر بن حسنون وجماعة وغيرهم وكان راوية مكثرا معتنيا بذلك أدب بالقرآن وحدث وعلم بالعربية وكانت له معرفة بالنبات مع اشتهاره بالآداب وتفننه بها يجمع إلى الكتابة والشعر حسن الخط وجودة الضبط أخذ عنه أصحابنا ودخلت وداي آش في آخر شوال سنة ست وعشرين وستمائة ولم ألقه وتوفي بها بعد خدر أصابه واختلال أعقبه سنة إحدى وثلاثين وستمائة أو نحوها

ومن الكنى

664 أبو الجودي بن محمد بن سلمة من أهل قرطبة وأبوه وعمه النضر بن سلمة توليا بها قضاء الجماعة للأمير عبد الله بن محمد وكان هو يشير إلى التفقه بلا علم وقد صلى بالناس في ولاية أبيه بعض الجمع ثم صرف عن ذلك وكان يتحلق إليه في الجامع ذكر خبره أبو عبد الملك بن عبد البر & باب جبر &

665 جبر بن هشام بن حبنون بتشديد الباء والنون من أهل قرطبة وأصله من بطليوس يكنى أبا محمد سمع من أبي القاسم بن رضي الخطيب واختص به ومن أبي مروان بن مسرة وغيرهما وقعد لعقد الشروط وكان مع اتصافه بالصلاح والعدالة من أبرع

____________________

أهل زمانه خطا وأحسنهم وراقة يتنافس فيما يكتب ويغالي فيه وتوفي في حدود الستين وخمسمائة

666 جبر بن محمد بن جبر بن هشام بن جنون من أهل قرطبة يكنى أبا محمد وهو حفيد الأول سمع من أبي جعفر بن يحيى وأبي الحسن بن حفص وأبي عبد الله بن غالب وغيرهم وألف كتابا حسنا في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكان له مع الاعتناء بالحديث والاتصاف بالضبط حظ في قرض الشعر وتوفي سنة خمس عشرة وستمائة ودفن بمقبرة أم سلمة وهو ابن خمسين سنة أو نحوها أكثر خبره عن ابن الطيلسان & باب جرير &

667 جرير بن غالب الرعيني ولي قضاء طليطلة عند حدوث الفتنة بها على الأمير حكم بن هشام ذكره ابن حارث

ومن الغرباء

668 جرير بن عبد الله بن جرير السفاقسي يكنى أبا محمد حدث عنه أبو الحسن خليص بن عبد الله العبدري البلنسي ولا أدري أين لقيه

االإفراد

669 جدار بن عمرو المذحجي وقيل الغساني من أهل رية كان ممن قدم على عبد الرحمن بن معاوية مقدمه من العدوة في سنة ثمان وثلاثين ومائة من رية بلده وصار بعد ذلك قاضي عسكره ثم ولاه قضاء الجماعة بعد أبي مضر محمد بن ابراهيم بن مزين الأودي الاكشونبي وذلك في سنة سبعين ومائة وحكى ابن حيان عن أحمد بن محمد الرازي في قضاة عبد الرحمن بن معاوية قال وكان جدار بن عمرو يقضي في العساكر لم يزد على ذلك

670 جوشن بن عبد العظيم بن يربوع بن خارجة بن علقمة بن الضباب المري

____________________

من بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان من أهل البيرة يكنى أبا صميل روى عن عبد الملك بن حبيب ذكره أبو عبد الله بن عتاب وقرأته بخط أبي الخطاب بن واجب وفيه عن الرازي

671 جؤذر الحكمي الخادم بقصر قرطبة كان يتحقق بعلم العربية والتدقيق لمعانيها قال ابن حيان وذكر وفاة فاتن الحكمي نصب المهدي مكانه للقيام بأمر القصر صاحبه جؤذر يعني هذا ولم يك بالبعيد منه في رفعة خلاله وثقته وأمانته وفهمه ومعرفته أجمع أهل الدولة أنه لم يقم على رأس ملك بالأندلس من هذا الجيل الغليظ الطباع من الصقلب كهذين الخادمين فات وجؤذر سعة معرفة وحسن خدمة ولطف إشارة مع رحب صدر وشدة احتمال خلاف ما عليه العصابة

672 جهور بن خلف بن أبي عمر بن قاسم بن ثابت المعافري يكنى أبا الحسن أحسبه من أهل غرب الأندلس رحل حاجا إلى المشرق وأدى الفريضة وسمع بالاسكندرية من أبي طاهر السلفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وسمع أيضا من غيره وطال مكثه هنالك وما أراه عاد إلى بلده وقد وقفت على السماع منه والأخذ عنه وسماه التجيبي في أعيان السامعين من السلفي

673 الجنيد بن هاشم بن ابراهيم التميمي من أهل البراجلة عمل غرناطة يكنى أبا القاسم لقيه أبو عمر بن عياد وكتب عنه بعض ما أنشده قرأت ذلك بخط ابنه محمد بن أبي عمر

674 جامع بن باقي بن عبد الله بن علي التميمي أندلسي سكن دمشق يكنى أبا محمد له سماع من أبي طاهر السلفي حدث عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي نزيل حلب في معجم شيوخه

ومن الكنى

675 أبو جناح أندلسي سكن القيروان يروي عنه الحسن بن نصر الفقيه

____________________

السوسي ذكره أبو بكر عتيق بن خلف القيرواني في كتابه المسمى بالافتخار وكانت وفاة الحسن بسوسة يوم الجمعة ست خلت من صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

____________________

حرف الحاء & باب حسن

676 الحسن بن حفص بن الحسن البهراني أندلسي يكنى أبا علي رحل وتجول ببلاد المشرق فسمع أبا محمد عبد الله بن حموية وأبا حامد أحمد بن محمد بن رجاء بسرخس وأبا محمد بن شريح بهراة وأبا عبد الله الحسين بن عبد الله المفلحي بالأهواز وأبا بكر أحمد بن جعفر البغدادي وأبا حامد بن أحمد بن الخليل وأبا حاتم حامد بن العباس وأبا محمد الحسن بن رشيق بمصر وقدم دمشق فروى عنه من أهلها تمام بن محمد وبنيسابور أحمد بن منصور بن خلف المغربي ذكره ابن بشكوال عن الحميدي مختصرا وذكره ابن عساكر ونسبه وشيوخه إلا المفلحي عنه وقال أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن فطيمة وأبو القاسم زاهر بن طاه رقالا أنا أبو بكر أحمد بن منصور أنا أبو علي الحسن بن حفص بن علي القضاعي أنا الحسن بن رشيق بمصر نا المفضل بن محمد الجندي نا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال سمعت مالك بن أنس يقول لا يحمل العلم عن أهل البدع كلهم ولا يحمل العلم عمن لم يعرف بالطلب ومجالسة أهل العلم ولا يحمل العلم عمن يكذب في حديث الناس وإن كان في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقا لأن الحديث والعلم إذا سمع من العالم فإنه قد جعل حجة بين الذي سمعه وبين الله تبارك وتعالى وإنما قال فيه القضاعي لأن بهراء من قضاعة

677 الحسن بن علي بن عبد الله الأموي من أهل قرطبة سمع الموطأ من أبي محمد قاسم بن عباس هو وابن عسلون في سنة ست وخمسين وثلاث مائة ثم سمعه من أبي عيسى الليثي في شوال سنة ثلاث وستين ولا أعلمه حدث

____________________

678 الحسن بن أحمد يكنى أبا عبد الله كانت له رواية في أدب الكتاب عن أبي علي البغدادي وكان يقرىء العربية واللغة ذكره ابن عزيز ولا أعرفه في أصحاب أبي علي ولعل اسمه الحسين

679 حسن بن عبد العزيز بن حسن بن أبي عبدة من أهل قرطبة يكنى أبا محمد كان حسن الأدب والمعرفة وتوفي بالمرية إثر انتقاله إليها من بلنسية دار هجرته من قرطبة سنة أربعين وأربعمائة ذكره ابن حيان وقرأته بخط ابن حبيش

680 الحسن بن محمد بن هالس الأزدي المقرىء من أهل سرقسطة يكنى أبا علي سمع من القاضي أبي عبد الله بن فورتش تاريخ ابن أبي خيثمة وروى عن أبي عمرو المقرىء وأجاز له في صفر سنة أربع وأربعمائة وكان من جلة أصحابه وهو أحد الشهود على أبي عمر الطلمنكي بخلاف السنة غفر الله له أخذ عنه أبو الربيع سليمان بن حارث وقرأ عليه بعض خبره عن ابن خير

681 الحسن بن عبد الله بن زكرياء من أهل المرية يكنى أبا علي ويعرف بابن الفراء وهو عم القاضي أبي عبد الله كان من أئمة القرآن مشهورا بالتعليم أخذ عنه أبو عمران موسى بن سليمان وغيره وحكى أبو عمرو الخضر بن عبد الرحمن قال سمعت أبا القاسم بن العربي يقول للقاضي أبي عبد الله سافرت مع أبيك أبي زكرياء إلى صقلية في مركب واحد فكان يؤمنا ويصلي بنا وأدركت عمك الشيخ أبا علي وهو يقرىء القرآن في مسجد حبونة ورأيت الفقيه أبا أحمد بن الحوات وهو يقرأ عليه

682 الحسن بن جعفر بن أبي الربيع المدليني الإمام بقرطبة ومدلين من أعمال بطليوس يكنى أبا علي روى عن أبي شاكر عبد الواحد بن موهب وأبي عبد الله بن خليفة حدث عنه أبو مروان بن مسرة سمع منه رسالة ابن أبي زيد والتلقين لعبد الوهاب وحدث عنه أيضا أبو بكر محمد بن أحمد بن محرز برسالة ابن أبي زيد ذكره ابن خير واستدركه وابن هالس قبله على ابن بشكوال وفي خبرهما عن غيره

____________________

683 الحسن بن خلف بن يحيى بن ابراهيم بن محمد الأموي من أهل دانية يكنى أبا علي ويعرف بابن برنجال سمع من أبي بكر ابن صاحب الأحباس وأبي عثمان طاهر بن هشام وغيرهما وله رحلة حج فيها وسمع من أبي إسحاق ابراهيم بن صالح القروي وببيت المقدس من أبي الفتح نصر بن ابراهيم سنة خمس وستين وأربعمائة وبعسقلان من أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد التجيبي أخذ عنه كتاب الوقف والابتداء لابن الانباري بسماعه من عبد العزيز الشعيري عن مؤلفه وكان فقيها على مذهب مالك وولي الأحكام ببلده وحدث وأخذ عنه ورأيت السماع منه بالاسكندرية في سنة تسع وستين ثم بدانية في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وتوفي في نحو الخمسمائة بعض خبره عن ابن عياد

684 الحسن بن عبد العظيم من أهل مالقة يكنى أبا علي روى عن أبي عبد الله بن شريح أخذ عنه القراءات وسمع منه تأليفه فيها الموسوم بالكافي وتصدر للاقراء ببلده وولي الخطبة بجامعها روى عنه أبو عبد الله بن معمر ذكره ابن حميد وابن الفخار

685 الحسن بن محمد بن بهلول القيسي من أهل بلنسية يكنى أبا علي روى عن أبي عبد الله محمد بن الحسن البلغيي سمع منه بالمرية في صفر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وحدث عنه بيسير

686 حسن بن ابراهيم بن محمد بن تقي الجذامي من أهل مالقة يكنى أبا علي روى عن أبي محمد بن عتاب سمع منه بقرطبة وعن ابن سكرة الصدفي سمع منه بمرسية سنة ثمان وخمسمائة وصحب أبا مروان بن مسرة وكان من أهل الرواية والتقييد وكانت له رحله سمع فيها من أبي طاهر السلفي مجالسه التي أملاها بسلماس قرأت ذلك بخط

____________________

السلفي وبتاريخ رجب سنة خمس عشرة وخمسمائة وفي رحلته هذه لقيه أبو علي الحسن بن علي البطليوسي نزيل مكة وحدث عنه أبو طالب أحمد بن مسلم المعروف بالتنوخي من أهل الاسكندرية بكتاب الاستيعاب لأبي عمر بن عبد البر وأجاز له إجازة عامة في جمادى الآخرة من سنة خمس عشرة المذكورة وخمسمائة بعض خبره عن التجيبي وصحف اسم جده وقال ابن عساكر في تاريخه وذكر أبا ذر الهروي سمعت أبا الحسن علي بن سليمان المرادي الحافظ الأندلسي بنيسابور يقول سمعت أبا علي الحسن بن علي البطليوسي قال ابن عساكر وقد لقيته ولم أسمعها منه قال سمعت أبا علي الحسن بن ابراهيم بن تقي الجذامي المالقي يقول سمعت بعض الشيوخ يقول قيل لأبي ذر الهروي أنت من هراة فمن أين تمذهبت بمالك والأشعري قال إني قدمت بغداد أطلب الحديث فلزمت الدارقطني فلما كان في بعض الأيام كنت معه فاجتاز به القاضي أبو بكر بن الطيب فأظهر الدارقطني من إكرامه ما تعجبت منه فلما فارقه قلت أيها الشيخ الإمام من هذا الذي أظهرت من إكرامه ما رأيت فقال أو ما تعرفه قلت لا قال هذا سيف السنة أبو بكر الأشعري فلزمت القاضي منذ ذلك واقتديت به في مذهبه

687 الحسن بن علي بن سهل الخشني المقرىء سكن سبتة وولي القضاء والخطبة بها يكنى أبا علي روى عن أبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي الوليد بن العواد وأبي عبد الله بن عيسى التميمي وأبي عمر ميمون بن ياسين وأبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر وغيرهم وكان فقيها مشاورا يبصر الحديث والقراءات حدث عنه أبو بكر بن أبي زمنين وأبو عبد الله العزفي وأبو القاسم بن الملجوم وقال لقيته سنة خمس وأربعين يعني وخمسمائة وقال لي ابن سالم توفي في حدود الستين وخمسمائة وقد جعله بعض أصحابنا في الغرباء 688 الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرف بن قاسم بن هاني اللخمي من أهل غرناطة يكنى أبا علي سمع من أبيه وأبي الحسن بن الباذش وغيرهما وأجاز له أبو بكر الطرطوشي من الاسكندرية وولي القضاء ببلده في الفتنة قدمه لذلك يحيى بن علي بن غانية سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وأقام إلى آخر جمادى الآخرة

____________________

سنة إحدى وخمسين وولي بعده محمد بن عبد الله بن سماك حدث عنه ابنه هانئ بن الحسن وتوفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة ومولده سنة ست وتسعين وأربعمائة

689 الحسن بن علي بن الحسن بن عمر الأنصاري البطليوسي ويقول فيه أبو جعفر بن شراحيل الحسن بن الحسن بن علي وهو وهم منه يكنى أبا علي رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وتجول هنالك ولقي أبا الحسن بن المفرج الصقلي وأبا عبد الله الفراوي فسمع منهما الصحيحين بعلو وسمع من أبي الفتح ناصر بن أبي علي الطوسي سنن أبي داود وحدث بالموطأ عن أبي بكر الطرطوشي وله أيضا رواية عن زاهر بن طاهر الشحامي وعبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وأبي محمد الحريري سمع منه مقاماته الخمسين ببستانه من بغداد ونزل مكة وجاور بها وحدث هنالك وبغيرها وعمر وأسن وكان ثقة مسندا يروي عنه أبو عبد الله بن أبي الصيف اليمني وأبو جعفر بن شراحيل الأندلسي وأ بوعبد الله محمد بن إبراهيم الأربلي وسمع منه في صفر سنة ست وستين وخمسمائة وقد لقيه أبو القاسم بن عساكر الحافظ وروى عنه

690 الحسن بن موسى بن أبي البسام عبد الله بن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يكنى أباا علي سكن ميورقة وولي الصلاة والخطبة بجامعها حدث عنه ابنه عبد العزيز بن الحسن أفادني ذلك بعض أصحابنا وقد سمى أبو جعفر بن مضافي شيوخه عبد العزيز هذا ولم يذكر له رواية عن أبيه وقال ابن بشكوال في نسب موسى بن أبي البسام بعد الحسين ابن جعفر علي بن موسى وهو الرضى

691 حسن بن محمد بن حسين البطليوسي المقرئ يكنى أبا علي روى عن

____________________

أبي بكر بن خير وسمع من أبي عبد الله بن خليل مقامات الحريري وسكن مراكش وأدب هنالك بالقرآن والعربية قرأت اسمه بخطه وقفت على الأخذ عنه في سنة ست وسبعين وخمسمائة

692 الحسن بن أبي الحسن عيسى بن أصبغ بن محمد بن محمد بن اصبغ الأزدي يعرف بابن المناصف ويكنى أبا الوليد من أهل قرطبة وذوي النباهة من طرفيه أمه بنت القاسم عبد العزيز بن محمد بن عتاب روى عن أبي محمد بن عتاب عم أمه سمع منه المدونة وكتابه الكبير في المواعظ ويعرف بشفاء الصدور وغير ذلك وروى عن أبي بحر الأسدي وأبي علي الصدفي أجاز له واستوطن إشبيلية وولي الصلاة والخطبة بجامعها العتيق المنسوب لعدبس مناوبا لغيره حدث عنه أبو القاسم بن الملجوم وأبو سليمان بن حوط الله وأبو الخطاب الكلبي وغيرهم وتوفي بإشبيلية في المحرم سنة ثمانين وخمسمائة ومولده سنة اثنتين أو ثلاث وخمسمائة

693 الحسن بن علي بن صالح الهمداني يحدث عن أبي الحسن شريح بن محمد حدث عنه ابنه محمد بن الحسن

694 الحسن بن أحمد بن الحصين بن عطاف العقيلي من أهل جيان يكنى أبا علي روى عن أبيه وغيره وشارك في اللغة والأدب وله شرح في مقصورة ابن دريد وروى عنه أبو القاسم رجاء بن أبي عمران الطائي ذكر ذلك بعض أصحابنا

695 الحسن بن محمد بن الحسن الأنصاري من أهل لرية عمل بلنسية يكنى أبا علي ويعرف بابن الرهيبل سمع من أبي الحسن بن النعمة كثيرا واختص به وعنه أخذ القراءات وسمع من ابن هذيل أيضا ثم رحل حاجا فلقي بالإسكندرية سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة أبا طاهر السلفي وأبا عبد الله بن الحضرمي وسمع منهما وجاور بمكة وأخذ بها عن أبي الحسن علي بن حميد الطرابلسي صحيح البخاري وكان يرويه

____________________

عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي عن أبيه وسمع أيضا من أبي محمد المبارك بن الطباخ البغدادي وأجاز له أبو المفاخر سعيد بن الحسين الهاشمي وأبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الاشبيلي ببجاية عند صدره في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وقفل إلى بلده فلزم الانقباض عن الناس والإقبال على ما يعنيه وكان قد خطب به قبل رحلته وحكى التجيبي أن طلبة الاسكندرية تزاحموا عليه لسماع التيسير لأبي عمرو المقرئ منه بروايته عن ابن هذيل سماعا في سنة ثلاث وخمسين وصارت له عندهم بذلك وجاهة وبعد قفوله أصابه خدر منعه من التصرف وكان الصلاح غالبا عليه سماه أبو عبد الله بن عياد في مشيخة أبيه أبي عمر وكذلك التجيبي وابن سالم وتوفي غدوة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة ودفن ظهر ذلك اليوم وصلى عليه الأستاذ أبو زكرياء بن أبي إسحاق وكانت جنازته مشهودة ومولده سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة

696 الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله الأنصاري من أهل قرطبة ونزل مالقة وهو والد الحافظ أبي محمد بن القرطبي يكنى أبا علي أخذ القراءات عن أبي الحسن سعد بن خلف ولازمه نحوا من ثلاثة عشر عاما وعن أبي القاسم بن رضى وسمع منهما ومن أبي القاسم بن بشكوال أخذ عنه الصلة من تأليفه ومن أبي محمد القاسم بن دحمان وأبي الحسن صالح بن عبد الملك الأونبي وأبي إسحاق بن قرقول والسهيلي وأجاز له أبو مروان بن قزمان وغيره وكان حسن الخط متحققا بعلم العروض مشاركا في القراءات والحديث والعربية وانتقل من وطنه في الفتنة وعلم بالقرآن وسمع منه ابنه أبو محمد وابن سالم شيخنا وغيرهما وقد حدث عنه أبو محمد عبد الحق بن بونه بالحديث المسلسل في الأخذ باليد عن ابن بشكوال وتوفي بمالقة لثلاث بقين من رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة ومولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة

697 الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أيمن المعلم من أهل إشبيلية يكنى أبا

____________________

علي أخذ القراءات عن شريح بن محمد وشعيب بن عيسى الأشجعي وممن أخذ عنه أبو الخليل مفرح بن حسين الضرير

698 الحسن بن علي بن عبد الله بن سعيد من ناحية بلنسية يكنى أبا علي أخذ عن أبي زكرياء يحيى بن محمد بن أبي إسحاق وأبي عمرو عثمان بن يوسف البلجيطي وله رحلة حج فيها وقد أقرأ بالسبع ووقفت على الأخذ عنه في سنة تسعين وخمسمائة

699 الحسن بن إبراهيم الخزاعي من أهل الجزيرة الخضراء وسكن سبتة يكنى أبا علي أخذ بإشبيلية العربية والآداب عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي العباس بن سيد وبمالقة عن أبي القاسم السهيلي وانتقل إلى سبتة وقعد بها لإقراء العربية فانتفع به وكثر الأخذ عنه وكان محققا ماهرا وتوفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة أكثره عن أبي الحسن الشاري

700 الحسن بن علي بن خلف االأموي من أهل قرطبة وسكن إشبيلية يكنى أبا علي ويعرف بالخطيب أخذ القراءات ببلده عن أبي القاسم بن رضا ومحمد بن جعفر بن صاف وعبد االرحيم االحجاري وأبي بكر عياش بن فرج وسمع الحديث من أبي الحسن يونس بن مغيث وأبي بكر بن العربي وابن مسرة وسمع الموطأ على أبي بكر بن عبد العزيز بقراءة ابنه أبي الحكم وأخذ العربية والآداب عن أبي بكر بن مسعود وابن أبي الخصال وأبي بكر بن سمحون وله رواية عن أبي بكر بن الخلوف وأبي عبد الله البغدادي وأجاز له أبو الوليد بن رشد ما رواه وصنفه وكان مائلا إلى الآداب وصحب أبا حفص بن عمر واختص به وخطب ببعض جهات إشبيلية وله تواليف منها كتاب روضة الأزهار استعمله الناس وكتاب في الأنواء وكتاب اللؤلؤ المنظوم في معرفة الأوقات بالنجوم وكتاب روضة الحقيقة في بدء الخليقة وكتاب تهافت الشعراء وغير ذلك ووقفت على تسمية تواليفه وبعض شيوخه بخطه مولده بقرطبة سنة أربع عشرة وخمسمائة قاله ابن الطيلسان وتوفي بإشبيلية سنة اثنتين وستمائة

____________________

701 حسن بن أحمد بن عمر بن مفرح بن خلف بن هاشم البكري الأشبوني أصله منها وسكن الجزيرة الخضراء يكنى أبا علي ويعرف بالزرقالة سمع من أبي الحجاج يوسف بن لبيب المرادي وولي الأحكام ببلده وكان بصيرا بعقد الشروط أديبا طبيبا موفقا في العلاج وفاق أهل عصره في تمييز النبات والعشب مع حظ صالح من قرض الشعر وتوفي سحر ليلة الجمعة العاشر لذي قعدة سنة ثلاث وستمائة عن سن عالية يقال أنه نيف على خمسة وثمانين عاما ذكره ابن حوط الله وفي خبره عن غيره

702 حسن بن محمد بن علي الأنصاري من أهل مالقة يكنى أبا علي ويعرف بابن كسرى أخذ عن أبي بكر بن ميمون القرطبي بمراكش وصحبه هنالك وسمع من أبي عبد الله الرصافي ديوان شعره وكان أديبا صاحب منظوم روى عنه أبو عمرو بن سالم وغيره وتوفي بمالقة سنة ثلاث أو أربع وستمائة

703 حسن بن موسى بن هشام اللخمي من أهل شريش روى عن أبي بكر بن خير وأبي بكر القشالشي حدث عنه أبو بكر محمد بن موسى بن فحلون الأركشي

704 الحسن بن محمد بن هاشم العبدري من أهل مالفة يكنى أبا علي روى عن أبي كامل الخطيب وأبي الحجاج بن الشيخ موأبي محمد عبد الحق بن محمد الخزرجي وأبي الحكم عبد الرحمن بن حجاج وأبي محمد شعيب بن عامر المقرئ وأبي المجد هذيل بن محمد وجماعة غيرهم وعني بلقاء الشيوخ وسماع العلم مع جودة الخط وحسن الضبط وكان صاحبا لأبي بكر بن عبد النور وأبي القاسم بن الطيلسان وحكى أنه توفي وهو ابن خمس وأربعين سنة أو نحوها ولم يذكر تاريخ وفاته

705 حسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن سعيد بن مسعود الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا علي ويعرف بابن الوزير وشهر بنسبته إلى بطرنة قرية بشرقي بلنسية صحب القاضي أبا العطاء بن نذير وسمع منه وتفقه به وأخذ عن أبي علي بن زلال شيخنا القراءات وكتب إليه وإلى بنيه أبو محمد بن عبيد الله من سبتة وعني بعقد الشروط وكان ذا بصر بها وحفظ للرأي وولي قضاء بعض الجهات وأم بالمسجد المنسوب إلى ابن حزب الله في صلاة الفريضة نحوا من أربعين سنة وصلى التراويح بالولاة قديما

____________________

وحديثا وقد أقرأ وقتا وسمع منه اليسير وكان من أهل التجويد والتحقق بالإقراء أحد الطياب المحسنين من القراء لازمته طويلا لمجاورة ومصاهرة أوجبتا ذلك وسمعت منه وأذن لي في الرواية عنه وتوفي بين العشائين ليلة السبت التاسع والعشرين لذي الحجة سنة أربع وعشرين وستمائة وهو ابن ثمان وسبعين سنة مولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة أو نحوها

706 حسن بن عبد الرحمن بن محمد الكناني من أهل مرسية يعرف بالرفاء ويكنى أبا علي أخذ القراءات عن أبي محمد الشمنتي وسمع من أبي عبد الله بن حميد ولقي بمدينة بلنسية أبا عبد الله بن نوح وأبا بكر عتيق بن علي القاضي فسمع منهما وأخذ عنهما وأقرأ يسيرا وأخذ عنه وقد لقيته غير مرة وكان أديبا صاحب مقطعات وتذييلات حسنة مشاركا في العربية وعلم العروض فكه المجلس حسن الخلق توفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة

707 حسن بن عبد العزيز بن إسماعيل التجيبي من أهل بلنسية يعرف بالقشتليوني نسبة إلي قرية بغربيها ويكنى أبا علي أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأجاز له إجازة عامة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وخمسمائة وكان يكتب المصاحف وصار أخيرا إلى مدينة تونس وأقرأ بها القرآن ورأيت الأخذ عنه في سلخ شعبان سنة خمس وثلاثين وستمائة وعلى إثر ذلك توفي بها قدمتها رسولا من قبل والي بلنسية ودانية أبي جميل زيان بن سعد في منتصف السنة التي بعدها فلم أجده ومولده ببلنسية سنة ثمان وأربعين وخمسمائة

708 الحسن بن محمد بن الحسن بن فاتح من أهل بلنسية يكنى أبا علي ويعرف بالشعار وجده فاتح مولى بني فلفل من أهل قرطبة لقي أبا الحسن بن النعمة وأخذ عنه القراءات السبع وأجاز له وأخذها أيضا عن أبي محمد أيوب بن غالب المكتب وسمع من أبي العطاء بن نذير صحيح البخاري ومن أبي عبد الله بن نوح كتاب السيرة لابن إسحاق ورحل حاجا فأدى الفريضة وانصرف فاحترف بالتجارة وقعد لإقراء القرآن بأخرة من عمره فأخذ عنه وسمعت أنا منه في منتصف رمضان سنة

____________________

خمس وثلاثين وستمائة إثر منازلة الروم بلسنية بعشرة أيام حكايات وأشعارا وأجاز لي بلفظه ما رواه وتوفي يوم السبت عيد الأضحى من السنة ودفن لظهره بداخل المدينة وأخبرني أن مولده أول سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وممن عرف بكنيته

709 أبو الحسن بن الإشبيلي التاجر من أهل قرطبة يعرف بالخراز كان قد عني بالعلم في صباه ودارس وناظر وصحب العلماء فرزق فهما وحظا وجاها ولم يدع مع ذلك تجارته بسوقه مرشدا لمن استفتاه وتوفي سنة سبع وأربعين وأربعمائة فحسن الثناء عليه وكان أهلا له عن ابن حيان

710 أبو الحسن بن الجزار المقرئ الضرير من أهل قرطبة كان من مشاهير أصحاب مكي بن أبي طالب وأبي عبد الله الطرفي والآخذين عنهما واختص بصحبته الطرفي منهما وتصدر للإقراء بمسجد أبي علاقة أخذ عنه أبو القاسم فضل الله بن محمد وأخذ عنه أبو العباس بن رزقون ورش بعضه عن ابن الباذش

711 أبو الحسن بن الدراج النحوي من أهل غرناطة أخذ عن أبي تمام القطيني وأقرأ العربية والآداب ويروي عنه أبو القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي

712 أبو الحسن بن أيوب السليحي المقرئ من أهل لبلة أخذ عن أبي عبد الله بن شريح وأجاز له جميع روايته وتصدر ببلده للإقراء وممن أخذ عنه أبو محمد خليل بن إسماعيل

713 أبو الحسن بن عزيز المقرئ من أهل مرسية أخذ عنه القاضي أبو عبد الله بن سعادة ووصفه بالفضل والصلاح وقال قرأت عليه مدة كتاب الله تعالى بطريق التجويد وضبط الرواية وكان أضبط من لقيته للقراءات وأحسنهم لها تجويدا وأعلاهم رواية ولم يذكر شيوخه ولا سماه

714 أبو الحسن المقرئ المعروف بالنقدوي من أهل غرناطة رحل إلى أبي داود

____________________

بشرق الأندلس وأخذ عنه القراءات وأبو القاسم عبد الرحيم الخزرجي وأبو عبد الله النوالشي وتصدروا جميعا للإقراء بعد ذلك وأخذ عنهم

715 أبو الحسن بن ميمون المقرئ من أهل مرسية أخذ عن أبي محمد بن سهل وتصدر للإقراء وقد أخذ عنه قراءة حمزة أبو القاسم خلف بن أبي بكر بن فتحون ذكره والذي قبله ابن عياد

716 أبو الحسن بن جزي الكلبي من أهل غرناطة حدث عنه أبو جعفر عبد الرحمن بن القصير قاله ابن الملجوم وغيره

717 أبو الحسن الشريشي النحوي أخذ عن اابن ملكون والسهيلي وغيرهما وأقرأ العربية ذكر ذلك أبو عبد الله بن هشام ومن الغرباء

718 الحسن بن عبد الأعلى الكلاعي السفاقسي يكنى أبا علي أخذ ببلده سفاقس عن أبي الحسن اللخمي وتفقه به وعليه اعتماده ودخل المغرب والأندلس وسمع من أبي عبد الله بن سعدون وأبي علي الغساني ودرس في بلاد المصامدة واستوطن سبتة أخيرا وأريد على قضاء الجزيرة فامتنع وكان فقيها أصوليا متكلما عارفا بعلم الهندسة والحساب والفرائض وتوفي بأغمات في المحرم سنة خمس وخمسمائة ذكره عياض القاضي وقرأت بعضه بخط ابن حبيش

719 حسن بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي سهيل يكنى أبا علي ويعرف بابن زكون أصله من تلمسان ونزل مدينة فاس وكتب بها عن أبي موسى بن الملجوم ودخل الأندلس فسمع بقرطبة من أبي محمد بن عتاب وبمرسية من أبي علي بن سكرة وأبي

____________________

محمد بن أبي جعفر وله تأليف في الرأي مولده في شعبان سنة أربع وثمانين وأربعمائة وتوفي ليلة عيد الفطر سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة عن عبد الرحيم بن الملجوم

720 حسن بن عبد الله بن حسن الكاتب يعرف بابن الأشيري ويكنى أبا علي من أهل تلمسان نشأ بها أخذ عن الأستاذ أبي علي بن الخراز وأخذ المرية عن أبي الحجاج بن يسعون سنة أربعين وخمسمائة وكان من أهل العلم بالقراءات واللغة والغريب يغلب عليه الأدب وكان ناظما ناثرا وله مجموع في غريب الموطأ وقفت عليه بخطه ومختصر في التاريخ سماه بنظم اللألى وقصيدته في غزوة السبطاط مستجادة وكانت سنة تسع وستين وخمسمائة

721 حسن بن علي بن محمد بن فرح الكلبي يعرف بابن الجميل ويكنى أبا علي أصله من دانية وسكن سبتة كان من أهل النباهة ولا أعلم له رواية وهو والد أبي الخطاب عمر وأبي عمر وعثمان المحدثين وتوفي في رمضان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وهو ابن ثمانين سنة

722 الحسن بن عبد ربه البجلي الصقلي يكنى أبا علي ولي قضاء جيان وحدث وروى عنه وكان معروفا بالكذب غير مأمون ذكره ابن حوط الله ولم يعرض لتجريحه وقال اتصلت ولايته يعني بجيان إلى أن توفي بها عام ثمانية وثمانين يعني وخمسمائة فيما أحسب ويروي عنه أيضا من شيوخنا أبو عيسى بن أبي السداد

723 الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن عبد الرحمن بن خلف بن أبي حريصة الربعي من أهل فاس يكنى أبا علي روى عن عباد بن سرحان ودخل بسطة فروى بها عن بعض شيوخنا تواليف ابن أبي زمنين حدث عنه أبو عبد الله بن خليل وغيره

____________________

724 الحسن بن حجاج بن يوسف الهواري وأهل بيته ينتمون في تجيب أصله من ناحية بجاية وسكن مراكش يكنى أبا علي روى عن أبيه وغيره وتفقه بالقاضي أبي موسى بن عمران ودخل الأندلس مرارا وبإشبيلية ولي الخطبة بعد أبي الحسن بن المالقي في سنة ثمانين وخمسمائة وكان بليغا فصيحا سماه أبو الربيع بن سالم في مشيخته وقال لي ابنه أبو زيد عبد الرحمن بن الحسن أنه توفي بمدينة فاس سنة ثمان وتسعين وخمسمائة واحتمل بعد أشهر إلى مراكش فدفن بها

725 الحسن بن علي بن محمد الاغماتي وأصله من تلمسان يكنى أبا علي روى عن أبي عبد الله بن عبد العزيز اللخمي من أصحاب أبي الحجاج القضاعي وصار إلى جزيرة ميورقة قبل الستمائة وأقام فيها وقتا ثم خرج منها وعاد إليها ثانية وأقرأ بها العربية وأخذ عنه إلى أن سعى به عند واليها وبجماعة معه فأزعجهم منها واجتاز علينا ببلسنية في سنة خمس عشرة وستمائة فلقيته حينئذ بدار الإمارة منها وسمعت منه بعض منظومه ولم يكن بالقوي وبلغني أنه توفي بمراكش بعد ذلك بيسير & باب حسين &

726 حسين بن إبراهيم بن خالد أحسبه من أهل البيرة لقي يحيى بن عمر الأندلسي نزل مدينة القيروان وسمع منه كتاب وساوس إبليس وكيده من تأليفه وحدث به سنة إحدى وسبعين ومائتين

717 حسين بن إبراهيم بن عبد الله بن أحمد بن حسين بن عاصم الثقفي من أهل قرطبة يكنى أبا الوليد عني بطلب العلم وتقدم في العدالة وجواز الشهادة وهو ملحق في موالي ذكره الرازي وحكى أبو محمد بن حزم في رسالته أن حسين بن عاصم له كتاب المآثر العامرية من تأليفه في سير ابن أبي عامر وأخباره ولا أدري ما هو من هذا

728 حسين بن سلمون من أهل قرطبة يعرف بالمسيلي كان أحد الفقهاء

____________________

المشاورين الذين أمر بتأخيرهم علي بن حمود ثم أعادهم إلى االشورى قرأت ذلك بخط ابن حبيش

729 الحسين بن محمد الكاتب من أهل قرطبة يعرف بابن الفراء ويكنى أبا الوليد كان من شيوخ أهل الأدب وممن روى عن أبي عمر القسطلي وأبي عامر بن شهيد ومن قبلهما ذكره الحميدي

730 حسين بن إسماعيل بن حسين الغفاري من أهل سرقسطة وأحد شهودها المعدلين ونبهائها قرأت اسمه بخط أبي الحكم بن غشليان في نسخة العقد المتسم ببراءة أبي عمر الطلمنكي وإسقاط شهادة الذين نسبوه إلى مخالفة السنة وذلك عن رأي القاضي محمد بن عبد الله بن فرتون في سنة خمس وعشرين وأربع مائة

731 الحسين بن أحمد بن الحسين بن حي التجيبي من أهل قرطبة أخذ علم العدد والهندسة عن أبي عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن برغوت وكان كلفا بصناعة االتعديل وله فيه زيج مختصر ذكره القاضي صاعد ونسبه وحكى أنه خرج من الأندلس في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة بعد أن نالته بها وبالبحر محسن شداد ولحق بمصر ثم رحل عنها إلى اليمن واتصل بأميرها فحظي عنده وبعثه رسولا إلى الخليفة ببغداد القائم بأمر الله ونال هناك دنيا عريضة وتوفي باليمن بعد انصرافه من بغداد سنة ست وخمسين وأربعمائة

732 الحسين بن أبي بكر الحضرمي من أهل دانية يعرف بابن الحناط ويكنى أبا علي سمع أبا عبد الله بن مبارك الصائغ ودرس الفقه وكان فاضلا زاهدا تفقه به ابنه محمد ولأبي عبد الله بن سعيد رواية عنه وقد حدث أبو عبد الله الخولاني المعروف بالبلغيي بكتاب حياة القلوب لابن أبي زمنين عن أبي علي هذا عن ابن مبارك عن أبي عمرو المقرئ عن مؤلفه وقرأت في لوح رخام بإزاء قبره أنه توفى ليلة الاثنين لعشر بقين لربيع الأول سنة خمسمائة وكان وقوفي على ذلك أيام اشتغالي بقضاء دانية

733 حسين بن عبد الرحمن بن نام بن عبد الله بن نام البهراني من أهل لبلة

____________________

ومن حصن بها يقال له وشتر يكنى أبا علي سمع أباه أبا القاسم وأبا محمد عبد الرحمن وأخذ عن أبي عبد الله بن شريح وأجاز له أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم حدث عنه ابنه أبو القاسم موسى بن حسين وتوفي سنة خمس عشرة وخمسمائة ومولده في الأربعين وأربعمائة أو نحوها

734 حسين بن إبراهيم بن محمد بن ثبات من أهل قرطبة وأصل أبيه من ماردة وهو ابن بنت أبي علي الغساني سمع من أبي محمد بن عتاب وأبي عبد الله بن الحاج وأبي الحسن بن مغيث وغيرهم وإليه صارت كتب جده أبي علي وأصوله العتيقة ذكره ابن الدباغ وقرأت سماعه من ابن عتاب بخط ابن بشكوال

735 الحسين بن عبيد الله بن حسين بن عيسى الكلبي من أهل مالقة يكنى أبا علي ويعرف بابن حسون وجده هو المعروف بذلك روى عن أبي عبد الله بن حمدين قرأ عليه موطأ مالك وبقراءته سمع أبو إسحاق بن فرقد وولي قضاء بلده في الدولة اللمتونية وتوفي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ودفن بمسجده الذي كان يقضي فيه وفاته عن ابن حبيش وأحسبه لم يبلغ سن الاكتهال

736 الحسين بن أحمد بن الحسين بن بسيل العبدري من أهل مربيطر يكنى أبا علي سمع من أبي محمد بن خيرون وغيره وولي قضاء بلده من قبل أبي الحسن بن واجب وكان نبيه البيت معنيا بالرواية حسن الخط حدث عن صهره القاضي أبو عبد الله بن حصن والأستاذ أبو الوليد يونس بن أيوب بن بسام وغيرهما وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

737 حسين بن محمد بن حسين بن علي بن عريب الأنصاري من أهل طرطوشة يكنى أبا علي أخذ القراءات ببلده عن أبي محمد بن مؤمن وغيره وبسرقسطة

____________________

عن ابن الوراق وتفقه بأبي العباس بن مسعدة قاضي طرطوشة وأخذ العربية والآداب عن أبي محمد بن السيد وأبي بكر اللباتي وأبي محمد عبد الله بن فرج السرقسطي وروى الحديث عن أبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن نافع وأبي عبد الله بن زغيبة وصحب أبا القاسم بن ورد وحكى أبو العباس بن اليتيم أنه أخذ القراءات أيضا عن الصدفي عن أبي طاهر بن سوار وسمع من أبي العرب الصقلي الشاعر أدب الكتاب لابن قتيبة لقيه بطرطوشة وقد قارب المائة في سنه فقرأ عليه وكان يرويه بعلو عن أبي بكر بن البر عن أبي يعقوب بن خرزاذ النجيرمي عن أبي الحسين المهلبي عن القاضي أبي جعفر بن قتيبة عن أبيه أبي محمد وهو سند عزيز الوجود وهذا أعلى من الإسناد المتقدم في باب إسماعيل من طريق أبي الطاهر البرقي عن النجيرمي وقد قرأه ابن عريب علي بن السيد وأجاز له أبو محمد بن عتاب وأبو بحر الأسدي وابن أخت غانم وغيرهم وتصدر لإقراء القرآن ببلده وولي الخطبة بجامع وأقرأ أيضا بسرقسطة في مجلس شيخه ابن الوراق ثم انتقل إلى المرية فأقرأ بجامعها وقدم للخطبة به إلى أن خرج منها قبل الأربعين وخمسمائة وكان شيخنا أبو محمد بن غلبون يقول إنه خرج منها لما دخلها النصارى يعني في سنة اثنتين وأربعين فاستوطن مرسية وتصدر أيضا للإقراء بها وقدم للصلاة والخطبة بجامعها وانفرد في وقته بطريقة الإقراء وأخذ عنه الناس وكانت له حلقة عظيمة وكان ربما علم بالعربية والغالب عليه التجويد والتحقيق والإفادة للقرأة وحسن التفهيم مع التواضع لهم ولين الجانب والصلاح الكامل حدثنا عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن واجب وأبو محمد بن غلبون مولده بطرطوشة في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وأربع مائة وتوفي بمرسية ضحى يوم السبت لثمان عشرة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن لصلاة العصر منه بالجامع الأقدم تحت صومعته وهو ابن ست وثمانين سنة وصلى عليه أبو القاسم بن حبيش وكانت جنازته مشهودة والثناء عليه جميلا قال أبو القاسم بن البراء وشهدتها فما رأيت أكثر باكيا منها ذكره ابن عياد وابن سفيان وغيرهما

738 حسين بن غالب بن سليمان بن حسين القيسي من أهل مالقة يكنى أبا علي

____________________

ويعرف أبوه غالب بالحداد روى بقرطبة عن أبي الخير بن مغيث سمع منه صحيح البخاري من ررواية ابن السكن في سنة سبع عشرة وخمسمائة وله أيضا رواية عن أبي مروان بن مسرة وأبي الحسن بن الوزان وولي الصلاة والخطبة بجامع بلده وكان يعقد الشروط حدث عنه ابنه أبو كامل تمام بن الحسين الخطيب

739 حسين بن يحيى بن محمد بن حسين الغساني من أهل المرية وسكن شاطبة يكنى أبا علي يعرف بابن صبغون سمع ببلده من أبي إسحاق بن صالح في سنة إحدى وأربعين وخمس مائة وبشاطبة من أبي الوليد بن الدباغ وأبي عبد الله بن سعادة وتفقه بأبي محمد بن عاشر وأجاز له أبو الحسن بن النعمة وبلغني أن له رواية عن عياد بن سرحان وكان حافظا للأخبار معتنيا بتقييد الآثار له نفوذ في القراءات وحظ من علم اللسان توفي سنة ثمان وستين وخمس مائة عن ابن عياد وابن سفيان وغيرهما

740 حسين بن عبد الرحمن بن أحمد بن يعقوب من أهل لرية ومن قرية بني وزفر منها عمل بلنسية يكنى أبا علي سمع من ابن هذيل وابن النعمة وأجاز له السلفي وكان معتنيا بهذا الشأن وقد أخذ عنه وتوفي بناحية المنكب غريبا عن أهله ووطنه في شعبان سنة أربع وثمانين وخمسمائة ومولده سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة

741 الحسين بن عبد الله بن هشام السعدي من أهل غرناطة يعرف بالقلعي ويكنى أباا علي روى عن أبي الحسن بن الباذش وعن ابنه أبي جعفر وأخذ عنه القراءات وسمع موطأ مالك من أبي الوليد بن بقوة وأخذ عن أبي سليمان داود بن يزيد وغيرهم حكى ابن حوط الله أنه أجاز له ولأخيه أبي محمد في العشر الوسط من ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وخمسمائة

742 الحسين بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فتوح الأنصاري الضرير من أهل بلنسية وأصله من ناحيتها الغربية يكنى أبا علي ويعرف بابن زلال أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأبي جعفر طارق بن موسى وسمع منهما ومن ابن النعمة وابن سعادة وابن حبيش وكتب إليه ابن عبيد الله والسلفي وغيرهما وله رواية عن أبيه يوسف وأبي بكر بن سفيان العابد وأبي بكر بن أبي جمرة وتصدر للإقراء ببلده فأخذ عنه الناس وكان حسن الإلقاء والأداء معروفا بالتحقيق والتجويد مشاركا في فنون آية من آيات الله تعالى في الفطنة والحدس على عمى بصره تؤثر عنه في ذلك أخبار غريبة اختلفت إليه وسمعت منه بداره بعد أبي رحمه الله جملة من روايته وأجاز لي وانتقل بأخرة إلى مرسية

____________________

وأقرأ بها إلى أن توفي يوم الخميس الثاني والعشرين لمحرم سنة ثلاث عشرة وستمائة ومولده ستة وأربعين وخمسمائة

743 الحسين بن عبد الله بن محمد بن عيسى الأنصاري ويعرف بابن المالقي ويكنى أبا علي ولد بإشبيلية وسكن مراكش ودار سلفه مالقه سمع أبا محمد بن عبيد الله وأبا عبد الله بن الفخار وأبا عبد الله العزفي وأخذ العربية والآداب عن الأستاذ أبي عبد الله بن الدراج وأجاز له أبو بكر بن محرز المنتانجشي وأبو محمد التادلي وأبو بكر بن الجد وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي وولي قضاء قرطبة وكان بمراكش رئيس الطلبة بها وهي خطة لسلفه خطيبا مفوها له حظ من النظم حدث عنه ابن الطيلسان وقال توفي في آخر سنة سبع عشرة وستمائة ومولده بإشبيلية سنة سبع وستين وخمسمائة ومن الكنى

744 أبوالحسين بن أبي حبيب من أهل شلب كان فقيها ورعا ناسكا من أهل العلم والفضل أخذ عنه أبو بكر بن فندلة الموطأ وهو وصفه بذلك وقال كانت قراءتي عليه بشلب

745 أبو الحسين بن فندلة من أهل إشبيلية سمع من شريح بن محمد أخذ عنه الآاداب واللغات وبقراءته عليه سمع نجبة بن يحيى كتاب الأمالي لأبي علي القالي وكان أديبا شاعرا ذكره ابن الإمام في سمط الجمان من تأليفه ولم يسمه ولا رفع في نسبه

ومن الغرباء

746 حسين بن فتح قاضي سبتة للأدارسة من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه أصحاب مدينة فاس والمغرب كان ممن حرض على ردها للناصر عبد الرحمن بن محمد وذلك في صدر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ثم قدم عليه مع وفد سبتة

____________________

فأقره على قضائه وخلع عليه ووصله ذكره ابن حيان وفي تاريخ ابن الفرضي حسين بن فتح النكوري في غير الغرباء ولا أدري أهو هذا أم غيره & باب حمزة &

747 حمزة بن موسى المؤدب من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد كانت له رحلة روى فيها عن أبي بكر الآجري حدث عنه أبو عبد الله بن الأحدب الإشبيلية بكتاب الغرباء للآخذين عنه

748 حمزرة بن جودي يكنى أبا الحسن سمع من أبي الفتوح الجرجاني بثغر البونت من أعمال بلنسية ذكر ذلك أبو بكر المصحفي

749 حمزة بن عبد الله بن محمد بن عبد ربه الأشعري من أهل غرناطة رحل إلى أبي داود المقرئ صحبة جاريه أبوي الحسن بن الباذش وابن ثابت فأخذوا القراءات عنه وسمعوا بدانية منه وذلك بعد السبعين والأربع مائة وانصرفوا إلى بلدهم وتصدروا به للإقراء وأخذ الناس عنهم وكان حمزة هذا حسن الخط جيد الضبط من خبرة عن ابن عياد

750 حمزة بن علي بن خلف بن مسعود المحاربي من أهل غرناطة وسكن بلنسية يكنى أبا عمرو ويعرف بابن الأسيود روى ببلده عن أبي محمد بن سماك وأبي الحسن بن أضحى وأبي محمد بن عطية وكتب له واختص بصحبته وكان أديبا بليغا إخباريا عارف بالوثائق حسن الخط شارك في علم الطب وجمع في دولة الملثمة تاريخا لم يظهره في حياته وذهب بعد وفاته سمعت شيخنا أبا عامر بن نذير يذكر أنه عرضه على أبيه القاضي أبي العطاء فأشار عليه بإخفائه وتوفي ببلنسية سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة قاله ابن سفيان وقرأت بخط أبي عبد الله بن عياد أنه توفي سنة أربع وسبعين & باب حكم &

751 حكم بن عمران المقرئ النقاط من أهل قرطبة يعرف بابن الطليطلي صحبه الغازي بن قيس وأخذ عنه وتصدر للإقراء بقرطبة واشتهر بنقط المصاحف والتقدم

____________________

في ذلك وتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين وفاته عن الرازي ونسبه أبو عمرو المقرئ في المحكم من تواليفه وأبو داود تلميذه وبخطه قرأت أكثر خبره

752 الحكم بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن الأمير عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأوسط بن الحكم الربضي بن هشام الرضي بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو العاصي المستنصر بالله أمير الأندلس المستبحر في هذا الشأن والجامع من دواوين العلوم ما لم يجمعه خليفة في الإسلام إلى هذا الزمان مع الفضل والعدل وحسن السيرة وصفاء السريرة أدبه محمد بن إسماعيل المعروف بالحكيم وسمع قاسم بن اصبغ وأحمد بن دحيم بن خليل ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني وسعد بن جابر وزكرياء بن خطاب التطيلي ومحمد بن مروان بن الغشاء البطليوسي استقدمهما من بلديهما وكتب عنهما وأكثر عن زكرياء منهما وأجاز له ثابت بن قاسم كتاب الدلائل في شرح غريب الحديث من تأليف أبيه وجده جميعا وله شيوخ سوى هؤلاء من أصحاب بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وعبيد الله بن يحيى وغيرهم ومن القادمين عليه من المشرق كأبي علي البغدادي وسواه وكان يشاهد مجالس العلماء ويسمع منهم ويروي عنهم حبا للعلم ورغبة في الإشراف عليه والاطلاع على شؤونه وسعيا لاقتناء أصوله وفروعه وضم أبكاره إلى عونه يقتني الكتب النفيسة ويستنسخ الأوضاع المفيدة ويبحث عن الأصول الرفيعة وينقر عن الخطوط المستوية ويستجلب المؤلفات من البلدان الشاسعة والأقاليم النائية حتى غصت بها أماكنه وضاقت عنهاا خزائنه باذلاا في ذلك الأموال الجليلة ومتجشما له الكلف الباهضة قد حبب إليه منذ صباه واستعمل نفسه فيه من وقت إدراكه وآثره على جميع ما يستهوي الملوك من شهوات الدنيا فلم يستحل عنه ولا فتر فيه إلى حين وفاته فاستوسع علمه ودق نظره وجمت استفادته وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أجوذيا نسيج وحده يعترف له بالرسوخ فيه أهل عصره وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد على

____________________

مثل حاله من المحبة في العلم والعلماء والرواية وهو مذكور في بابه وتوفي في حياة أبيهماا الناصر مقتولا فتصيرت كتبه إلى الحكم وقلما نجد له كتابا ولا ديوانا من خزائنه إلا وله فيه قراءة ونظر من أي فن كان يقرأه ويكتب فيه بخطه إما في أوله أو في آخره أو في تضاعيفه نسب المؤلف ومولده ووفاته والتعريف به ويذكر أنساب الرواة له ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لكثرة مطالعته وعنايته بهذا الشأن وكان موثوقا به ومأمونا عليه صار كل ما كتبه حجة عند شيوخ الأندلسيين وأئمتهم ينقولنه من خطه ويحاضرون به ذكر ذلك ابن حيان وغيره وقد اجتمع لي جزء مما وجد بخط الحكم ووجدت أنه يشتمل على فوائد جمة في أنواع شتى وعجبا لابن الفرضي وابن بشكوال كيف أغفلاه وقد ذكرا من ليس مثله من الولاة توفي رحمه الله بقصر قرطبة وقت صلاة العشاء الآخرة من ليلة الأحد لليلتين خلتا من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة وولي بعد أبيه الناصر المستكمل في أمد خلافته خمسين سنة ونيفا يوم الخميس لثلاث خلون من رمضان سنة خمسين وهو ابن ثلاث وستين سنة وسبعة أشهر وثلاثة أيام مولده في أول خلافة أبيه وكان بكرة يوم الجمعة لست بقين من جمادي الآخرة سنة اثنين وثلاثمائة فكانت خلافته خمس عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام

753 حكم بن بدر الوصيف مولى الناصر عبد الرحمن من أهل قرطبة يعرف بابن الزبديلة ويكنى أبا العاصي كان أديبا حسن البلاغة سلس القياد في الخطابة حسن الخط من فوائد ابن حبيش

754 الحكم بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي العاصي الأنصاري الخزرجي من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه من أهل شارقة عمل بلسنية يكنى أبا العاصي روى عن أبيه أخذ عنه أبو عمر بن عياد بعض شعر أبي الوليد الوقشي وأبو عبد الله القلعي وغيرهما وتوفي قبل الثمانين وخمسمائة فيما أخبرني به ابن سالم وهو نسبه

ومن الكنى

755 أبو الحكم بن حسون الكلبي قاضي مالقة ورئيسها في الفتنة كان فقيها مشاورا وله رواية فيما بلغني عن أبي علي الغساني ولما انقضت دولة الملثمة بالأندلس

____________________

وتأمرت القضاة في بلادها شرقا وغربا صارت إليه رياسة بلده إلى أن قتل به بعد الأربعين وخمسمائة

756 أبو الحكم اسمه المنذر بن رضى من أهل سرقسطة وسكن بلنسية سمع من أبي محمد القلني وكان أديبا شاعرا ذكره ابن عياد & باب حبيب &

757 حبيب بن الوليد بن حبيب الداخل إلى الأندلس بن عبد الله بن عمر بن الوليد بن عبد الملك بن الحكم من أهل قرطبة يكنى أبا سليمان ويلقب بدحون كان فقيها عالما أديبا وشاعرا محسنا له رحلة إلى المشرق في أيام عبد الرحمن بن الحكم حج فيها ولقي أهل الحديث فكتب عنهم وقدم بعلم كثير وكانت له حلقة بجامع قرطبة يسمع الناس فيها وهو يلبس الهشامي إلى أن أوصى إليه الأمير عبد الرحمن بترك ذلك فتركه وتوفي بعد المائتين بمدة في قرية له من قبرة ودفن هنالك وولد في أيام الأمير عبد الرحمن بن معاوية وفي حياة جده حبيب بن عبد الملك والد جماعة الحبيبين من قريش بالأندلس لوفاة أبيه الوليد ذكر ذلك ابن حيان عن عبادة الشاعر عن إسحاق بن سلمة هو القيني

758 حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السلمي والد عبد الملك بن حبيب الفقيه من أهل قرطبة هكذا وجدت نسبه بخط ابن الفرضي في تاريخه عند ذكر ابنه عبد الملك وكذا في تاريخ ابن عبد البر وضبط جلهمة بفتح الجيم

____________________

والهاء وقال فيه أبو علي الغساني عبد الملك بن حبيب بن ربيع بن سليمان وضبط جلهمة بالضم كان حبيب هذا في عداد النبهاء بقرطبة ولم أقف له على رواية وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين عن ابن حيان

759 حبيب بن سيد الجذامي من أهل بقصرة عمل مرسية وصاحب الصلاة بها كان من خيار الناس وصلحائهم موصوفا بالزهادة والانقطاع وهو الذي صلى على أبي عمر بن عفيف عند وفاته بلورقة في شهر ربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة ذكره ابن حيان عن القبشي وذكر ذلك أيضا ابن بشكوال وأغفله وقد أورد كثيرا من صنفه

760 حبيب الصقلبي من فتيان الأموية بقرطبة كان من أهل الأدب والاتصاف بالفهم والتيقظ وله كتاب تعصب فيه لقومه سماه بالاستظهار والمغالبة على من أنكر فضائل الصقالبة ذكره ابن بسام

761 حبيب بن محمد بن حبيب بن محمد بن أحمد بن عامر الحميري من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن جده لأمه أبي الحسين شريح بن محمد وأجاز له ولا أراه روى عن سواه وأقرأ القرآن ببلده وأخذ عنه وكان لا يسامح في ذلك إلا في النادر لفرط انقباضه نا عنه بعض شيوخنا من أجاز له وسمع منه في سنة سبع وتسعين وخمسمائة وحكى لي أنه توفي في سنة ثمان بعدها

762 حبيب بن كذا السلمي من ولد عبد الملك بن حبيب في قوله أقرأ القرآن بتونس وهو من أهل قرطبة وولي القضاء بها ليحيى بن إسحاق في تجوله بالعدوة وانتقل بأخرة إلى تلمسان وسكنها وهنالك اغتيل في سنة خمس وعشرين وستمائة أو نحوها وابنه عبد الملك بن حبيب كان ببجاية

____________________

& باب حجاج &

763 حجاج بن جماهر سمع بقرطبة من بقي من مخلد وهو مذكور في أصحابه والرواة عنه

764 حجاج بن أحمد بن حجاج القيسي من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم سمع من أبي عبد الله جعفر بن مكي وأبي مروان بن مسرة وغيرهما وكان أنيق الوراقة ذا حظ من الأدب واللغة سمع منه ابن حوط الله وأخوه في سنة سبع وسبعين وخمسمائة ومن الغرباء

765 حجاج بن يوسف الهواري وبنوه ينتسبون في تجيب قاضي الجماعة بمراكش وخطيبها وهو من ناحية بجاية يكنى أبا يوسف كان من أهل العلم والأدب فصيحا مفوها بليغا مدركا ونال دنيا عريضة وأورث عقبه نباهة دخل الأندلس مرارا وروى عن بضع علمائها وقد أخبر عنه بحكاية أبو عبد الله بن المجاهد وتوفي مكفوف البصر في الطاعون بمراكش أول سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وصلى عليه السلطان وحضر دفنه & باب حامد &

766 حامد بن محمد بن سعد بن إسماعيل بن حامد بن عبد اللطيف الرعيني من أهل شذونه ولاه الأمير الحكم بن هشام قضاء الجماعة بقرطبة ولم يحفظ أهل العلم شيئا يحكونه عنه ذكره ابن حارث

767 حامد بن سمجون من أهل قرطبة كان من أهل البلاغة وله كتاب في البديع ذكر ذلك الحميدي وهو فيما أحسب صاحب التآليف في الأدوية

768 حامد بن حامد من أهل ميورقة يكنى أبا شاكر كان من أهل العلم والعمل

____________________

حسن الصوت بالقرآن وتوفي حول الستين وخمسمائة قاله لي أبو إسحاق بن عائشة & باب حزم &

769 حزم المعلم من أهل قرطبة كان هو وابنه محمد وابنته تجمعهم في تعليمهم دار واحدة ذكر ذلك الرازي

770 حزم بن وهب بن عبد الكريم بن وهب محدث أندلسي مات بمصر في رمضان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة ذكره الحميدي وقرأته بخط أبي الخطاب بن واجب شيخنا وقال فيه الأمير أبو نصر بن ماكولا حزم بن وهب بن عبد الكريم ولم يزد وكناه أبا وهب

771 حزم بن الحريري يحدث عن أبي المطرف بن مدارج حدث عنه بالمدونة ابنه سليمان بن حزم

772 حزم بن عبد الله بن اليسع بن عمر الغافقي من أهل جيان أخذ القراءات عن أبي محمد بن سهل وأبي عمران المقرئ وأخذها عنه ابنه أبو الأصبع عيسى بن حزم قاله التجيبي & باب حزب الله &

773 حزب الله بن خلف بن سعيد بن هذيل من أهل بلسنية يعرف بالترالبي ويكنى أبا محمد رحل حاجا وسمع بالاسكندرية من السلفي وغيره في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وكان من أهل المعرفة بالفرائض والحساب

774 حزب الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن الأزدي من أهل لربة عمل بلسنية وأصله من قرية أقويه منها يكنى أبا مروان أخذ ببلده القراءات والأدب عن أبي

____________________

عبد الله بن أبي إسحاق وسمع الحديث من أبي العرب عبد الوهاب بن محمد وكان أديبا شاعرا حافظا كامل المبرد ونوادر أبي علي واقفا عليهما ذكره أبو عبد الله بن عياد في مشيخة أبيه وقال مولده سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وتوفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة & باب حيوة &

775 حيوة بن رجاء التميمي ذكر عبد الملك بن حبيب أنه دخل الأندلس مع موسى بن نصير وأصحابه وأنه من جملة التابعين رضي الله عنهم قال ابن بشكوال في مجموعه المترجم بالتنبيه والتعيين لمن دخل الأندلس من التابعين وقد سمعته من أبي الخطاب بن واجب وسمعه هو منه

776 حيوة بن ملامس الحضرمي كان من أشراف إشبيلية ورؤسائها وكانت له منزلة لطيفة من عبد الرحمن بن معاوية روى عن حنش الصنعاني يرفعه إن ملك بني أمية لا يزال إلى خروج الدجال ولما رواه لعبد الرحمن بن معاوية أقطعه قطيعة معروفة روى عنه ابنه عبدون بن حيوة ذكر ذلك الرازي في الاستيعاب وقال حضرموت بكورة إشبيلية أكثر من أن يحصوا في هذا الكتاب

777 حيوة بن عبد الحميد اللخمي من أهل رية ولاه قضاءها الأمير عبد الرحمن بن الحكم بعد القعقاع بن ثامل عن ابن حارث وقال ابن الفرضي حيوة بن عبادل اللخمي من أهل رية كان مفتيا بها ولعله هذا واختلفا في اسم أبيه & باب حنون &

778 حنون بن ابراهيم بن عباس بن إسحاق اليعمري من أهل أبذة عمل جيان

____________________

يكنى أبا الحسن كان عالما بالفرائض والحساب معلما بذلك في بلده مع مشاركة في الأدب وألف كتابا كبيرا في المعاملات كتب عنه وكان في حدود الخمسمائة

779 حنون بن الحكم بن حنون اليعمري من أهل أبذة أيضا وهي دار اليعامرة يكنى أبا الحسن أخذ عن أبي محمد البطليوسي وقعد لإقراء العربية والآداب وكان حسن الخط موصوفا بالضبط أخذ عنه الأستاذ أبو عبد الله محمد بن أمية البياسي وأبو عمرو نصر بن عبد الله الشقوري وغيرهما بعضه عن ابن الطيلسان وابن فرقد الافراد

780 حصن بن الحصين الجذامي يكنى أبا حبيب ذكره ابن شعبان في الرواة من أهل الأندلس عن مالك

781 حريث بن خالد بن حريث بن عبيد بن مروان بن شبل العكي من أهل مالقة كان فقيها وولي الصلاة بموضعه عن الرازي

782 حزام بن عروة الأسلمي من أهل جيان يكنى أبا حزام سمع منه ابنه أبو ذر جندب بن أبي حزام ذكر ذلك ابن الفرضي وأغفله

783 حرشن بن أبي حرشن واسمه عبد الله بن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ عن أبيه وكان من أهل العربية واللغة ذكره الزبيدي

784 حسان الزاهد من أهل قرطبة كان معاصرا شيبان بن سليمان الزاهد ونظيره في الورع والفضل والانقباض من خط إبي الخطاب بن واجب

785 حي بن عبد الملك من أهل قرطبة صحب محمد بن مسرة الجبلي قديما وكان قريب الجوار منه يسكن معه الأيام الكثيرة في متعبده بالجبل وينصرف ثم يعود ولما وضع ابن مسرة كتاب التبصرة ولم يكن يخرج كتابا حتى يتعقبه حولا كاملا احتال حي فيه حتى خرج إليه دون إذنه ورأيه فانتسخه ثم صرف الأصل وأتى بالنسخة إلى ابن مسرة

____________________

فأراه إياها وقال له تعرف هذا الكتاب فلما تصفحه قال له لا نفعك الله به ولم يخرج كتاب التبصرة بعد ذلك إلى أحد

786 حماد بن وليد بن عيسى بن محمد بن يوسف الكلاعي أندلسي يكنى أبا يوسف أخذ بقرطبة عن أبي المطرف القنازعي وغيره ورحل إلى المشرق وحدث بالاسكندرية فسمع منه بها يحيى بن ابرهيم بن عثمان بن شبل شرح الاعتقاد من تأليفه ورسالة قمع الحرص وقصر الأمل والحث على العمل وذلك في سنة سبع وأربعين وأربعمائة ولقيه هنالك أبو مروان الطبني فسمع منه بعض فوائده أكثره عن ابن الدباغ

787 حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز بن عبد الله بن مفوز بن غفول بن عبد ربه بن صواب بن مدرك بن سلام بن جعفر الداخل إلى الأندلس المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الرحمن سمع أخاه أبا الحسن طاهر بن مفوز وأجاز له أبو عمر بن الحذاء وكان من عباد الله الصالحين يحسن عبارة الرؤيا وابنه أبو بكر محمد بن حيدرة من مفاخر الأندلس بعض خبره عن ابن الدباغ

788 حريز بن سلمة الأنصاري من أهل طليطلة وسكن بطليوس وهو ابن عم القاضي أبي المطرف بن سلمة كان في عداد الفقهاء المشاورين وجملة الأدباء المرسلين ولا أعلم له رواية

789 حلالة بن الحسن الفهري ذو الوزارتين يعرف بابن المديوني ويكنى أبا الحسن أصله من بعض قرى أقليش وتجول ببلاد الثغر وسكن سرقسطة وقونكة وغيرهما وكتب لبعض الولاة ثم سكن غرناطة وعلم فيها بالنحو والأدب وكانت له معرفة بذلك وألف كتابا في العروض سماه تلخيص الفصول وتخليص الأصول في علم العروض ووزن القريض وقفت عليه بخطه وله رسائل تدل على مكانه من الأدب في خبره عن ابن عزير

790 حمدون بن محمد من أهل بلسنية يعرف بابن المعلم ويكني أبا بكر سمع من أبي العباس العذري وأبي الوليد الوقشي ولازمه وأكثر عنه وكان من أهل العلم والأدب يضرب في قرض الشعر بسهم وتولى الصلاة والخطبة بمسجد رحبة القاضي من

____________________

بلسنية بعد تغلب الروم عليها واحتيازهم المسجد الجامع بها وذلك سنة تسع وثمانين وأربعمائة ثم خرج منها مع جماعة من أهلها فرارا بدينهم في شهر ربيع الآخر سنة تسعين وأربعمائة بعضه عن تاريخ ابن علقمة

791 حمدين بن محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين التغلبي من أهل قرطبة وقاضي الجماعة بها وأصله من باغه بن هيثم عمل غرناطة يكنى أبا جعفر سمع من أبيه وغيره وولي قضاء بلده بعد أبي عبد الله بن الحاج الشهيد في شعبان سنة تسع وعشرين وخمسمائة وكان مقتل ابن الحاج في صلاة يوم الجمعة وفي الركعة الأولي منها وقد قيل في صلاة غيرها وذلك لأربع بقين من صفر من السنة لصق الجدار الشرقي من الجامع ثم صرف ابن حمدين هذا بأبي القاسم بن رشد سنة اثنتين وثلاثين واستعفى ابن رشد فأعفي وأعيد هو ثانية وكان أبو الحسين بن سراج يقول على ما كان بينه وبين بني حمدين من البعد والتنافس لا تزال قرطبة دار عصمة ونعمة ما ملك أزمتها أحد من بني حمدين وصارت إليه الرياسة عند اختلال أمر الملثمين وقيام ابن قسي عليهم بغرب الأندلس وهو حينئذ على قضاة قرطبة ودعي له بالإمارة يوم الخميس الخامس من رمضان سنة تسع وثلاثين وتسمى بأمير المسلمين المنصور بالله ودعي له على منبرها وأكثر منابر البلاد الأندلسية ويقال إن ولايته كانت أربعة عشرة يوما وتعاورته المحن فخرج إلى العدوة الغربية في قصص طويلة وأقام هنالك وقتا ثم قفل واستقر بمالقة إلى أن توفي بها سنة ثمان وأربعين وخمسمائة غفر الله له

792 حميد الأعمى من أهل إشبيلية كان يقرىء القرآن ببلده أخذ عنه بعض الحروف أبو زكرياء بن مرزوق الجذامي حكى ذلك أبو العباس النباتي

793 حاجز بن حسن بن خلف المعافري من أهل الجزيرة الخضراء وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا عمرو أخذ القراءات ببلده عن أبي العباس بن رزقون

____________________

وسمع بمالقة من ابن دحمان والسهيلي وتعلم العربية عندهما وتصدر للإقراء ببلده والتعليم بالنحو وأخذ عنه وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة

794 حيان بن عبد الله بن محمد بن هشام بن عبد الله بن حيان بن فرحون بن علم بن عبد الله بن موسى بن مالك بن حمدون بن حيان الأنصاري الأوسي من أهل بلسنية وأصل سلفه من أروش عمل قرطبة يكنى أبا البقاء أخذ القراءات عن أبي الحسن بن النعمة وروى عن أبي محمد بن عبيد الله لقيه بسبتة وعن أبي الحسن نجبة بن يحيى وناظر عليه بمراكش في كتاب سيبويه وتأدب بأبي الحسن بن سعد الخير وكان نحويا لغويا أديبا شاعرا يشارك في الكتابة ويستعمل العويص حسن الخط جيد الضبط وقد أقرأ وقتا بجامع بلسنية نصبه لذلك القاضي أبو عبد الله بن حميد لقيته وسمعت مذاكرته وتوفي في سنة تسع وستمائة ومن الكنى

795 أبو حديدة بن فتوح منسوب إلى جده من أهل الثغر الشرقي يروي عن أبي يحيى زكرياء بن يحيى بن النداف اللأردي حدث عنه أبو العاصي حكم بن اسماعيل السالمي من برنامج حكم الجذامي

796 أبو حاتم الضرير من أهل قرطبة كان مشاركا في الفقه والأدب وله أرجوزة مزدوجة نظم فيها مختصر أبي الحسن الطليطلي وأتى على أبوابه ولا أعرفه بغير هذا

____________________

& حرف الخاء &

باب خالد

797 خالد بن المثنى بن خالد بن المثنى المري مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان من أهل البيرة يكنى أبا رزين سمع بقرطبة من عبد الملك بن حبيب واختلف إليه وقرأ عليه وولي قضاء بلده في المحرم سنة إحدى وثلاثين ومائتين وولي أيضا قضاء تدمير وكان جمرة من جمرات العرب وشعلة من شعلهم حكى ذلك ابن حارث وقال لم يحتك به أحد قط إلا وجندل به من شاهق وبنو المثنى من بيوتات البيرة قاله الرازي

798 خالد بن سعيد بن سليمان الغافقي من أهل فحص البلوط ولي قضاء البيرة للأمير محمد بن عبد الرحمن ثم ولي قضاء وشقة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين ومائتين وكان شيخا مسنا ضجورا له في ذلك أخبار معروفة وهو ابن عم سليمان بن أسود قاضي الجماعة بقرطبة وقد ولي أبوه سعيد بن سليمان قضاء الجماعة مرتين عن ابن حارث وغيره

799 خالد بن عثمان من أهل قرطبة معدود في أصحاب بقي بن مخلد والسامعين منه

800 خالد بن بكر يحدث عنه أبو عبد الله بن الأحدب الإشبيلي فيه عندي نظر

801 خالد بن أحمد بن أبي زيد الرصافي يكنى أبا زيد ولي قضاء مدينة سالم وامتحن بالنهب عند قتل واليها ذي الوزارتين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن باق الكاتب القرطبي سنة تسع عشرة وأربعمائة وكان يلقب جبل الثلج من خط ابن حبيش

802 خالد الأيادي من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد أخذ عن أبي الحجاج الأعلم ولازمه يروي عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد المقرىء

____________________

& باب خطاب &

803 خطاب بن محمد بن مروان بن خطاب بن عبد الجبار بن خطاب بن مروان بن نذير مولى مروان بن الحكم من أهل تدمير رحل حاجا إلى المشرق مع أبيه محمد وأخيه عميرة سنة اثنتين وعشرين ومائتين فسمعوا جميعا بالقيروان من سحنون بن سعيد المدونة ذكر ذلك ابن الفرضي عن وليد بن عبد الملك وقرأت بخط أبي عمر بن عبد العزيز أنهم أدركوا أصبغ بن الفرج وأخذوا عنه ومحمد بن مروان هو أبو جمرة من جدود شيخنا القاضي أبي بكر

804 خطاب بن أبي الخطاب من أهل إشبيلية ولاه الأمير عبد الرحمن بن الحكم قضاءها فأقام قاضيا بها ثلاث سنين وأحد عشر شهرا قاله ابن حارث وذكر أن عداده في الأسر وقال غيره توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين

805 خطاب الازدي من أهل قرطبة يروي عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن خطاب النحوي وهو من طبقة أبي بكر بن القوطية

806 خطاب بن يوسف بن هلال الماردي من أهل قرطبة وسكن بطليوس يكنى أبا بكر روى عن أبي عمر أحمد بن الوليد وأبي عبد الله بن الفخار الفقيه وهلال بن عريب وغيرهم وكان متقدما في علوم اللسان واقفا على كتب الأشعار والأخبار متحقق بالنحو يؤخذ عنه ويرغب فيه وقعد لإقراء ذلك وعاصر الأستاذ أبا عبد الله بن يونس الحجاري وله شعر في ما يذكر ويؤنث واختصر الزاهر لابن الأنباري روى عنه ابناه عبد الله وعمر وأبو الحزم بن عليم البطليوسي وغيرهم وتوفي في آخر أيام المظفر بن الأفطش بعد الخمسين والأربعمائة ذكره ابن عزير والقنطري وفيه عن غيرهما

807 خطاب بن أحمد بن خطاب بن موسى بن خطاب الغافقي من أهل مولة عمل مرسية يكنى أبا مروان رحل إلى قرطبة فسمع من أبي عبد الله بن أصبغ وأبي بكر بن العربي عند انتقاله إليها من إشبيلية ومن أبي مروان بن مسرة وأبي بكر بن عبد العزيز وأبي مروان بن قزمان وغيرهم وعني بالرواية وسماع الحديث وكتب بخطه علما كثيرا وكان حسن الوراقة والتقييد فقيها مشاورا ولا أعلمه حدث

____________________

& باب خلف &

808 خلف بن فرج بن جراح بن نصر بن سيار البلوي من أهل قرطبة ونزل سلفه قرية الأرحا من عمل الجزيرة حيز شذونة روى عنه بقي بن مخلد وغيره وولي مواريث أهل البيت الأموي ذكره الرازي

809 خلف الأندلسي والد ابراهيم بن خلف روى عن عبيد الله بن يحيي بن يحيى حدث عنه ابنه ابراهيم ذكر ذلك أبو الوليد الصابوني وقد استدركته مع جماعة كبيرة إليه على أبي محمد بن القرطبي في ما جمع من أسانيد الموطأ

810 خلف غير منسوب من شيوخ أبي عمر الطلمنكي قدم قرطبة وحدث في مجلس أبي جعفر بن عون الله بكتاب السنة للبارزني الكاتب في جزء قال الطلمنكي كتبته عنه ولا أذكر ابن من

810 خلف بن علي أندلسي يكنى أبا سعيد حدث ببخارى عن خزز بن معصب البجاني وحدث عنه عبد الملك بن الحسين الكازروني بنيسابور ذكره الحميدي

812 خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير من أهل طرطوشة يعرف بالجبيري ويكنى أبا القاسم وهو والد أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الفقيه كانت له رحلة إلى المشرق ومعه رحل ابنه وهو صغير وكان من أهل العلم والنزاهة وعليه نزل القاضي منذر بن سعيد بطرطوشة في ولايته قضاء الثغور الشرقية أنبأني أبو بكر بن أبي جمرة عن أبيه عن أبي عمر النمري إجازة قال أخبرني أبو مروان عبيد الله بن محمد بن قاسم الكزني وكان من ثقات الناس وعقلائهم عن أبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الطرطوشي قال نزل القاضي منذر بن سعيد على أبي بطرطوشة وهو يومئذ يتولى القضاء في الثغور الشرقية قبل أن يلي قضاء الجماعة بقرطبة فأنزله في بيته الذي كان يسكنه فكان إذا تفرغ نظر في كتب أبي فمر على يديه كتاب فيه أرجوزة ابن عبد ربه يذكر فيها الخلفاء ويجعل معاوية رابعهم ولم يذكر عليا فيهم ثم وصل ذلك بذكر الخلفاء من بني مروان إلى عبد الرحمن بن محمد فلما رأى ذلك منذر غضب وسب ابن عبد ربه وكتب في حاشية الكتاب

____________________

( أو ما علي لا ررحت ملعنا ** يابن الخبيثة عندكم بإمام )

( رب الكساء وخير آل محمد ** داني الولاء مقدم الإسلام )

قال أبو عبيد والأبيات بخطه في حاشية كتاب أبي إلى الساعة وكانت ولاية منذر للثغور مع الإشراف على العمال بها والنظر في المختلفين من بلاد الافرنج إليها سنة ثلاثين وثلاثمائة

813 خلف بن تمام من أهل قلعة عبد السلام عمل طليطلة يكنى أبا بكر حدث عنه أبو محمد بن ذنين بحكاية من خط ابن الدباغ

814 خلف بن يامين من أهل مدينة سالم وقاضيها حضر مع غالب مولى الناصر وثوبه على محمد بن أبي عامر إذ حاول الفتك به فقبض على أسفل كمه لما أهوى إليه بالسيف ففترت ضربته وجعل يناشده الله حتى أدهشه وأفلت ابن أبي عامر وعدا غالب عليه بعد ذلك فقتله أفظع قتلة لخروج مدينة سالم عن يده وذلك في منسلخ شهر رمضان سنة تسع وستين وثلاثمائة

815 خلف بن يوسف من أهل بطليوس كان بها يتولى الصلاة والخطبة بجامعها وبعده قدم لهما جميعا أبو عبد الله محمد بن نذير البطليوسي من كتاب ابن الفرضي

816 خلف بن هاني العمري من أهل طرطوشة ومن ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكنى أبا القاسم روى عن أبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري سمع منه بقرطبة سنة ست وأربعين وثلاثمائة وروى أيضا عن أحمد بن معروف وغيرهما وحدث وأسمع روى عنه ابنه أبو مروان عبيد الله بن خلف وأبو المطرف بن جحاف وأبو محمد بن أبي دليم من شيوخ أبي داود المقرىء سمع منه بطرطوشة سنة خمس وأربعمائة وهو إذ ذاك ابن تسع وسبعين سنة وتوفي ليلة السبت للنصف من رمضان سنة ثمان وأربعمائة ودفن يوم السبت بمقبرة طرطوشة وقد نيف على الثمانين ذكره ابن بشكوال وغلط فيه هو والحميدي قبله ولم يذكرا وفاته ولا وجدا خبره وهما عندي عن أحمد بن أبي زكرياء العائذي وأبي عمر بن عياد وغيرهما

817 خلف بن موسى بن أبي تليد الخولاني واسم أبي تليد خصيب بن موسى من أهل شاطبة وهو جد أبي عمران بن أبي تليد سمع من عبد الوارث بن سفيان

____________________

بقرطبة حدث عنه ابنه أبو المطرف عبد الرحمن ذكره ابن الدباغ وقرأته بخط ابن حبيش ونسبه عن أبي عبد الله بن أبي الخصال وبخطه قرأته

818 خلف بن البناء الجباب يكنى أبا القاسم ويلقب سواها كان حافظا للمسائل وتوفي سنة عشرين وأربعمائة عن ابن حبيش

819 خلف بن باقي الأموي من أهل طرطوشة يكنى أبا القاسم روى عن أبي سعيد خلف الفتى الجعفري وكان سماعه منه في سنة خمس وعشرين وأربعمائة

720 خلف بن سيد من أهل الثغر الشرقي يحدث عن عيسى بن موسى هو ابن الإمام لقيه بتطيلة وأخذ عنه

821 خلف بن حسين بن مروان بن حيان من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم وهو والد أبي مروان بن حيان بن خلف صاحب التاريخ قرأ القرآن على أبي الحسن الأنطاكي مع أبي مروان الجزيري الوزير وطبقته وحكى عنه أنه كان حسن الصوت وأحد من عين الأنطاكي للقراءة يوم زاره الحكم المستنصر بالله وكتب خلف هذا للمنصور محمد بن أبي عامر وصحبه في مغازيه وكان ماهرا في الحساب بصيرا بالمساحة محمود الطريقة أخبر عنه ابنه أبو مروان بحكايات وقال توفي سنة سبعة وعشرين وأربعمائة ودفن بمقبرة أم مسلمة وصلى عليه القاضي يونس بن عبد الله وشهده جمع كبير من الناس وكانت سنة ثمانية وثمانين عاما مولده سنة أربعين وثلاثمائة وكف بصره قبل وفاته بأحدى عشرة سنة لزم فيها بيته

822 خلف بن موسى بن فتوح المقرىء يكنى أبا القاسم ويعرف بالأشبري وأشبرة قرية من سرقسطة قرأ القرآن على أبي الطيب بن غلبون وتصدر للإقراء أخذ عنه علي بن مشير السرقسطي وغيره ذكره ابن الدباغ

823 خلف بن أحمد يعرف بابن قريل ويكنى أبا القاسم حدث عنه أبو محمد قاسم بن إبراهيم الخزرجي

____________________

824 خلف بن عيسى من أهل الثغر الشرقي وليس بابن أبي درهم يكنى أبا القاسم روى عن أبي عمر بن الهندي وأبي عبد الله بن العطار حدث عنه أبو يحيى زكرياء بن غالب التملاكي وهو والذي قبله عن ابن الدباغ

825 خلف بن فتح بن جودي القيسي من أهل يابرة وسكن قرطبة يعرف بابن أبي الموتى ويكنى أبا القاسم روى عن أبي العاصي حكم بن المنذر البلوطي وأبي عبدة حسان بن مالك وأبي علي الحسن بن أيوب الحداد وأبي حفص بن مفرج ويونس بن عبد الله القاضي ومكي بن أبي طالب وغيرهم وأجاز له أبو ذر الهروي في سنة تسعة وعشرين وأربعمائة وأقرأ العربية وله كتاب الناهج في شرح ما أشكل من الجمل للزجاجي وكان يقرىء بداره بحومة مسجد الاسكندراني من قرطبة في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ذكره القنطري وفيه عن غيره

826 خلف بن مسعود بن موسى من أهل وشقة ويعرف بابن الجلاد ويكنى أبا الحزم حدث عن أبي العاصي حكم بن ابراهيم المرادي ومسعود بن سعيد السرقسطي وحكم بن محمد السالمي وغيرهم حدث عنه في الإجازة أبو هارون بن موسى بن خلف بن أبي درهم

827 خلف بن عبد الله من أهل يابرة وصاحب الصلاة بها يحدث عن السفاقسي وعن أبي عمرو المقرىء حدث عنه بالرسالة الواعية في الاعتقادات من تأليفه أبو الربيع بن سليمان بن محمد بن الغماد المقرىء من برنامج أبي عبد الله بن خليفة القاضي

828 خلف بن اسماعيل الزاهد من أهل مالقة يكنى القاسم لقي معوذ بن داود وصحبه وسمع منه حدث عنه ابن خليفة المذكور بكتاب المعرفة للمحاسبي

829 خلف بن هارون القطيني نسبه إلى موضع بميورقة يكنى أبا عثمان لقي إدريس بن اليمان وغيره وكان أديبا ذكره الحميدي والرشاطي

830 خلف بن سعيد بن خلف بن أيوب اليحصبي من أهل دانية يكنى أبا القاسم ويعرف بالمارمي روى عن أبي عمرو المقرىء سمع منه تأليفه في الفتن

____________________

والأشراط عام وفاة أبي عمرو وكان صاحب تقييد وضبط وقد تقدم ذكر ابنه أحمد بن خلف بن سعيد

831 خلف بن عمر من أهل جزيرة شقر وسكن بلسنية يكنى أبا القاسم ويعرف بالأخفش كان يعلم بالعربية والآداب وكان حسن التفهيم والتلقين مع المعرفة بالعروض وراقا محسنا ضابطا يتنافس في ما يكتب ويغالى به ذكره ابن عزير وأخذ عنه وحكى أنه كان بملازمته النسخ والوراقة ربما أشكل عليه ضبط الألفاظ فقرأ العربيه وهو في عمر الأربعين من سنه وبرع فيها حتى أقرأها قال توفي بعد الستين وأربعمائة

832 خلف بن محمد بن خلف المقرىء من أهل مدينة سالم روى عن أبي عمرو المقرىء وسمع منه وتصدر للإقراء ببلده أخذ عنه أبو الحسن سعيد بن قوطة الحجاري لقيه بمدينة سالم وسمع منه بها في شعبان سنة ست وسبعين وأربعمائة من خط ابن قوطة

833 خلف بن أحمد بن داود الصدفي من أهل بلسنية وأصله من جهة ركانة من ثغورها وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا القاسم سمع أبا عمر بن عبد البر والباجي والوقشي وأبا المطرف بن جحاف وغيرهم وأخذ العربية عن أبي الله عبد بن رلان وعلم بها ثم مال إلى قراءة الفقه وسماع الحديث والفقه وعلم الرأي وكان أديبا شاعرا وبقراءته صحيح البخاري على أبي الوليد الباجي سمع أبا دواد المقرىء وأبا الوليد الأروشي وجماعة معهما وذلك في سنة ثمان وستين وأربعمائة وتوفي في مدة حصار الروم بلسنية يوم الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربعمائة وقد أربى على السبعين وكان هذا الحصار عشرين شهرا أولها شهر رمضان من سنة خمس وثمانين إلى أن دخلت صلحا في سنة 487

834 خلف بن محمد بن خلف بن أحمد بن هاشم العبدري من أهل سرقسطة وصاحب الأحكام بها يكنى أبا الحزم وجده لأبيه يعرف بالقروذي كان قاضي الجماعة بسرقسطة وجده لأمه أبو الحزم خلف بن أبي درهم قاضي وشقة روى عن خالة أبي هارون موسى بن خلف وغيره وأجاز له جده ابن أبي درهم وقدم للنظر في جامع بلده سنة 441 ثم ولي الأحكام في سنة سبع وستين وكان فقيها زاهدا محببا إلى الخاصة

____________________

والعامة وكان المستعين أبو جعفر بن المؤتمن بن هود يعوده في مرضه ويكرمه ويصرف له حقه ولد لثلاث بقين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة وتوفي ليلة الأحد الموفي ثلاثين لذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ودفن بمقبرة باب القبلة ظهر يوم الأحد وشهد المستعين جنازته ومشى أمامها راجلا من داره إلى قبره وتسامع الناس بموته فابتدروا حضورها ولم يعهد بسرقسطة مثلها وكان قد أوصى للمشيعين بالصلاة عليه فقدم لذلك أبا عبد الله بن الصراف صاحب الصلاة وكفل ابنته ولم يكن له عقب غيرها وضمها إلى قصره أكثره من خط أبي محمد بن نوح وسماه عياض القاضي في الذين لقيهم أبو علي بن سكرة الصدفي بسرقسطة وذكر ابن الدباغ أنه يحدث عنه وقال كان أحد الجلة الفضلاء وذكره ابن بشكوال مختصرا

835 خلف بن شعيب بن سعيد القيسي من أهل يابرة يكنى أبا القاسم لقي أبا محمد مكي بن أبي طالب وأخذ عنه القراءات وتصدر ببلده للإقراء وممن حمل عنه ابن أخته أبو محمد شعيب بن عيسى الأشجعي اليابري ذكره ابن خير

836 خلف بن أفلح الأموي يكنى أبا القاسم لقي أبا عمرو المقرىء بدانية وأخذ عنه بها وأقرأ وهو أحد شيوخ أبي محمد بن سعدون الوقشي

837 خلف بن محمد بن خلف يعرف بالغرناطي يكنى أبا القاسم له رحلة روى فيها بالاسكندرية عن مهدي بن يوسف الوراق حدث عنه أبو العباس بن عيسى الداني بالتلقين للقاضي عبد الوهاب وقرأت ذلك بخطه

838 خلف بن سعيد بن عبد العزيز بن كوثر الغافقي من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم ولي القضاء ببعض الكور وله مجموع في الوثائق ولابنه بكر بن خلف رواية وقد تقدم ذكره

839 خلف بن عمر بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي من ساكني سرقسطة يكنى أبا القاسم سمع عمه القاضي أبا الوليد الباجي وأبا العباس العذري وأبا الليث السمرقندي وأبا محمد بن فورتش وسواهم واستوطن أغمات من بلاد المغرب وولي قضاءها وأخذ عنه وتوفي بها بعد الخمسمائة بيسير ذكره ابن بشكوال غير مستوفي

840 خلف بن مفرج بن سعيد الكناني من أهل شاطبة يعرف بابن الجنان

____________________

ويكنى أبا القاسم روى عن أبي الوليد الباجي وأبي عبد الله بن سعدون القروي وأبي الحسن طاهر بن مفوز وغيرهم وولي القضاء بإحدى الكور الشرقية لأبي أمية بن عصام وكان فقيها مشاورا حدث ودرس ببلده وروى عنه أبو عبد الله بن مغاور وأبو محمد عبد الغني بن مكي وأبو عبد الله المكناسي وسواهم

841 خلف بن خلف بن محمد بن سعيد بن اسماعيل بن يوسف الأنصاري من أهل سرقسطة يكنى أبا القاسم ويعرف بابن الانقر روى ببلده عن أبي عبد الله بن الفراء الجياني قدمها مجاهدا وعن أبي عبد الله بن سماعة صاحب الأحكام وأبي عبد الله بن هاشم وأبي عبد الله محمد بن يحيي بن فورتش وتفقه به وصحبه ثمانية عشر عاما يسمع عليه المدونة ويقرؤها وعن أبي عبد الله بن سعدون القروي وأخذ العربية والآداب عن أبي عبد الله بن ميمون الحسيني وذكر أبو عمرو زياد بن الصفار أن له رواية عن أبي عمر بن عبد البر وكان من أهل الفقه والحديث والأدب مقدما في الحفظ صدرا في المفتين والمشاورين ببلده يقرض من الشعر يسيرا وخرج من سرقسطة بعد أن استولى الروم عليها واستوطن بلسنية أول سنة 517 ودرس بها وأسمع وأفتى وشاوره قاضيها أبو الحسن بن واجب وكان بسرقسطة يشاوره قاضيها أبو القاسم بن ثابت ولم تخرج بلاد الثغر الشرقي أفضل منه ومن أبي زيد بن منتيال الخطيب وكانا متعاصرين يشار إليهما بالعلم والصلاح

قال أبو بكر بن رزق درس الفقه وبرع فيه واستفتي ببلده ولزم الانقباض والزهد في الدنيا وكان موصوفا بالصلابة في الحق والقسوة في الدين مع حسن الخلق ولين الجانب اختلفت إليه وأخذت عنه وكتب لي بخط يده وروي عنه أبو مروان بن الصيقل وأبو بكر بن نمارة وأبو محمد أيوب بن نوح وغيرهم أنشدني أبو الربيع بن سالم قال أنشدني الفقيه المشاور أبو عبد الله بن نوح قال أنشدني أبي قال أبو القاسم بن الأنقر السرقسطي لنفسه

( احفظ لسانك والجوارح كلها ** فكل جارحة عليك لسان )

( واخزن لسانك ما استطعت فإنه ** ليث هصور والكلام سنان )

توفي عن سن عالية تنيف على الثمانين سحر ليلة الجمعة منسلخ شوال سنة تسعة

____________________

عشرة وخمسمائة قرأت ذلك بخط ابن نمارة وعن ابن رزق أنه توفي أول سنة عشرين ودفن بمقبرة باب بيطالة لصق قبر بلديه وصاحبه أبي زيد بن بن منتيال ومولده بسرقسطة سنة 434

842 خلف بن الإمام الإشبيلي يكنى أبا القاسم حدث عنه بالموطأ أبو الحجاج بن فتوح المعروف بالعشاب

843 خلف بن فرج بن خلف بن عامر بن فحلون القنطري أصله من قنطرة السيف وسكن بطليوس يعرف بابن الروية ويكنى أبا القاسم رحل حاجا فأدى الفريضة ولقي بمكة رزين بن معاوية الأندلسي فحمل عنه كتابه في تجريد الصحاح سنة خمس وخمسمائة وفيها حج وقفل إلى بلده بعد ذلك وكان فقيها مشاورا حدث عنه ابن خير في كتابه إليه من بطليوس أحسبه في نحو الثلاثين وخمسمائة

844 خلف بن ينقه المقرىء من أهل المرية يكنى أبا القاسم أخذ القراءات عن ابن النخاس بقرطبة وأخذ عنه ابن حبيش قاله لي ابن سالم وقرأته بخط ابن عياد

845 خلف بن هشام بن حسان الأموي أصله من أشبونة وسكن مدينة شلب يكنى أبا القاسم أخذ عن أبي بكر بن عبادة البطليوسي وكان فقيها مشاورا وولي القضاء لقيه ابن خير بشلب وصحبه بها مدة وسمع منه قصيدة أبي إسحاق الإلبيري التائية في الزهد ويروي أيضا عنه أبو الحسن بن مؤمن

846 خلف بن محمد بن خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون من أهل أوريولة يكنى أبا القاسم سمع أباه أبا بكر وأبي علي الصدفي وتفقه به وأبا جعفر بن بشتغير وأبا بكر بن العربي وأجاز له أبو القاسم في صغره وأخذ القراءات عن أبي بكر بن عمار اللادي إلا قراءة حمزة وتفقه عليه في المدونة وقد أخذ قراءة حمزة عن أبي الحسن بن ميمون عن أبي محمد بن سهل وكتب إليه أبو عبد الله الخولاني وابن رشد

____________________

وابن عتاب وابن طريف وابن مغيث وأبو محمد بن السيد ومن أهل المشرق أبو الحسن بن مشرف والسلفي وولي القضاء بمرسية للأمير أبي محمد بن عياض فحمدت سيرته وتوجه عنه رسولا إلى المغرب فأقام بمراكش مدة وانصرف سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بعد موت ابن عياض ثم نقل إلى قضاء بلده أوريولة مدة طويلة مقتصرا على إجار من طيب المستخلص القديم الذي لا شبهة فيه وكان من قضاة العدل صارما في أحكامه مهيبا وقورا معروف السلف بالنباهة والعلم وكان الأمير أبو عبد الله بن سعد يميزه في رجاله من غيره ويوجب له الحط إذ كان المنظور إليه بمكانة واحد الأفراد في زمانه رجاحة وجلاله وقولا بالحق وعملا به قال ابن عياد ولي قضاء أوريولة مرتين إحداهما سنة أربعين وأعيد ثانية بعد موت أبي العباس بن الحلال ووصفه بالتيقظ والتحفظ والورع والنزاهة وبأنه لم يتغير له ملبس ولا مركب عما عهد منه قبل الولاية وتوفي في جمادى الأولى سنة 557 وثكله أهل بلده وبكوه دهرا وبعده ولي أبو بكر بن أبي جمرة منتصف رمضان من السنة ومولده في رمضان سنة 495 وفي خبره عن أبي سفيان وغيره

847 خلف بن محمد بن خاطب اليحصبي من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم روى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي وأبي الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري وأبي الحكم بن غشليان وأبي بكر محمد بن جعفر بن صاف وأبي القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي وغيرهم وأقرأ القرآن وأم في صلاة الفريضة وكان ذا عناية بالعلم وسماعه رحمه الله

848 خلف بن عبد الله المقرىء من أهل ميورقة يعرف بالبلانسي بالباء العجمية ويكنى أبا القاسم أخذ عنه أبو عبد الله بن المعز اليفرني وقرأ عليه القرآن من خط أبي عبد الله بن أبي البقاء النحوي

849 خلف بن عبد الله بن أحمد الجذامي أندلسي يكنى أبا القاسم روى عن أبي محمد بن عتاب جميع رواياته ورحل إلى المشرق فسمع منه أبو محمد العثماني بالاسكندرية

850 خلف بن يحيى بن خطاب الزاهد من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم كان من أهل التصوف والهدي الصالح موصوفا بإجابة الدعوة وأم الناس بالجامع الأعظم وقتا ثم

____________________

رغب في الانقباض وكان له بجامع الزاهرة مجلس يعظ فيه ويقصده الناس متبركين بلقائه ودعائه حدثت عن الحاكم أبي محمد عبد الحق بن محمد بن عبد الحق الخزرجي قال أنشدنا أبو القاسم خلف بن يحيى بن خطاب لأبي وهب الزاهد

( قد تخيرت أن أكون مخفا ** ليس لي من مطيهم غير رجلي )

( فإذا كنت بين ركب فقالوا ** قدموا للرحيل قدمت نعلي )

( حيثما كنت لا أخلف رحلا ** من رآني فقد رآني ورحلي )

ذكره ابن الطيلسان وقال توفي سنة 576 وقبره معلوم بغرب مسجد سعيد الخير بداخل قرطبة

851 خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن داحة بن داكة بن نصر بن عبد الكريم بن واقد الأنصاري من أهل قرطبة وأصله من شريون بشرق الأندلس بحوز بلنسية أبو القاسم صاحب التاريخ الذي وصل به كتاب ابن الفرضي وأكملناه بكتابنا هذا بقية المسندين بقرطبة والمسلم له في حفظ أخبارها ومعرفة رجالها سمع بها أباه وأبا محمد بن عتاب وأكثر عنه وعليه معوله في روايته وأبا الوليد بن رشد وأبا بحر الأسدي وأبا الوليد بن طريف وأبا القاسم بن بقي وأخاه أبا الحسن عبد الرحمن وأبا القاسم بن صواب وأبا عبد الله بن مكي وأبا الحسن بن مغيث وأبا عبد الله ابن الحاج وأبا الحسن بن عفيف وأبا عبد الله الموروري وأبا الحسن عباد بن سرحان وأبا عبد الله بن أخت غانم وسمع بإشبيلية من أبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي محمد بن يربوع وغيرهم وكتب إليه أبو القاسم بن منظور

____________________

وأبو عمران بن أبي تليد وأبو علي بن سكرة وأبو جعفر بن بشتغير وأبو القاسم بن أبي ليلى وأبو الحسن بن واجب وأبو بكر بن عطية وأبو القاسم بن جهور وأبو عامر بن حبيب وأبو محمد بن السيد وأبو عبد الله بن زغيبة وأبو محمد بن أبي جعفر وأبو الحسن بن موهب وأبو الفضل بن شرف وأبو الحسن بن الباذش وأبو محمد بن الوحيدي وجماعة سواهم يكثر عدهم وأجاز له لفظا آخرون يطول سردهم وكتب إليه من أهل المشرق أبو طاهر السلفي وأبو المظفر الشيباني وأبو علي بن العرجاء وغيرهم وله معجم في مشيخته مفيدا قد كتبته ومن أغفل منهم في صلته أثبته في هذا الديوان واستدركته

وكان رحمه الله متسع الرواية شديد العناية بها عارفا بوجهها حجة فيما يرويه ويسنده مقلدا في ما يلقيه ويسمعه مقدما على أهل وقته في هذا الشأن معروفا بذلك حافظا حافلا إخباريا ممتعا تاريخيا مفيدا ذاكرا لأخبار الأندلس القديمة والحديثة وخصوصا لما كان بقرطبة حاشدا مكثرا روى عن الكبار والصغار وسمع العالي والنازل وكتب بخطه علما كثيرا وأسند عن شيوخه نيفا وأربعمائة كتاب بين كبير وصغير أخذ منها عن ابن عتاب وحده فوق المائة وعمر طويلا فرحل الناس إليه وأخذوا عنه وانتفعوا به ورغبوا فيه وحدثنا عنه جماعة من شيوخنا الجلة ووصفوه بصلاح الدخلة وسلامة الباطن وصحة التواضع وصدق الصبر للراحلين إليه ولين الجانب وطول الاحتمال في الكبرة للإسماع رجاء المثوبة ولم يعرض في تاريخه لما أراده أبو عبد الله النميري وسواه منه ونعوا تركه عليه وأحبوا خوضه فيه من اجتلاب ما رآه أحق بالإجتناب وألف خمسين تأليفا في أنواع مختلفة أجلها كتاب الصلة سلم له أكفاؤه فيه ولم ينازعه أهل صناعته الانفراد به ولا أنكروا مزية السبق إليه بل تشوفوا للوقوف عليه وأنصفوا من الاستفادة منه وقد حمله عنه أبو العباس بن العريف الزاهد ممن يعده في شيوخه وصار إلى ما كتب منه أبو القاسم بن حبيش على الاختصار وهو من كبار أصحابه وكان أبو الفضل بن عياض وأبو محمد الرشاطي وناهيك بهما يكاتبانه بما يعثران عليه ويفيدانه بما يقع إليهما من أسماء الرجال والرواة غربا وشرقا فاتسعت فائدته وعظمت منفعته وهو كتاب في فنه خطير القيمة ضروري الاستعمال لا يستغني أهل الفقه عن التبلغ به والنظر فيه والاحتجاج منه وأغلاطه الواقعة له فيه قليلة وقد نبهت على أكثرها في كتابي هذا واستدركت ما أغفل وتممت ما نقص وجودت ما اقتضب مما وقع إلي وترجح لدي ولذلك ما أعدت هنا جملة مما ذكر هنالك مؤتسيا بفعله في أسماء من كتاب ابن الفرضي والله أسأل الإصابة ومن

____________________

تواليفه أيضا كتاب الغوامض والمبهمات في اثني عشر جزءا وقد اختصره شيخنا أبو الخطاب بن واجب ورتبه ترتيبا عجيبا واستحقه بذلك فحملناه عنه وسمعناه منه مختصرا وكتاب الفوائد المنتخبة والحكايات المستغربة في عشرين جزءا وكتاب المحاسن والفضائل في معرفة العلماء الأفاضل في أحد وعشرين جزءا إلى غير ذلك من مؤلفاته ومجموعاته الشاهدة له بالحفظ والإكثار وولي بإشبيلية قضاء بعض جهاتها لأبي بكر بن العربي وعقد الشروط ببلده ثم اقتصر على إسماع العلم وهذه الصناعة كانت بضاعته والرواة عنه لعلو الإسناد وسعة المسموع لا يحصون كثرة ومن جلتهم أبو بكر بن خير وأبو القاسم القنطري وأبو الحسن بن فيد وأبو بكر بن سمحون وأبو الحسن بن الضحاك وكلهم ماتوا في حياته وقرأته بخطه نقلت من خط أبي الحاج رحمه الله نا أبو علي هو الغساني قال نا حكم بن محمد قال نا أبو محمد بن حرب قال نا أبو علي الصواف قال نا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال حدثني جدي قال نا سعيد بن أبي زنبر المدني عن مالك بن أنس قال كان عامر بن عبد الله بن الزبير يقول لو بكيت شيء لبكيت على المروة ولد يوم الاثنين الثالث من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وأربعمائة وكان يكره أن يسأله أحد عن مولده ويذكر لسائله عن ذلك الخبر المروي مسلسلا عن مالك أقبل على شانك ليس من مروءة الرجل أن يخبر بسنه وتوفي في الثلث الأول من ليلة يوم الأربعاء الثامن لرمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ودفن لصلاة العصر بمقبرة ابن العباس وعلى مقربة من قبر يحيى بن يحيى وصلى عليه الحاكم يومئذ بقرطبة أبو الوليد هشام بن عبد الله بن هشام وهو ابن ثلاث وثمانين سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام وذكر محمد بن عياد أن مولده سنة تسعين وأربعمائة ووفاته سنة سبع وسبعين ولم يضبطهما

852 خلف بن مجرب من أهل دانية يكنى أبا القاسم كان ممن أقرأ القرآن وعلم به ومن الآخذين عنه أبو عبد الله بن عبد الجبار الداني & باب خليفة &

853 خليفة بن ابراهيم من أهل طليطلة يكنى أبا بكر حدث عنه أبو الأصبغ عسلون بن أحمد من شيوخ الصاحبين

____________________

854 خليفة بن تيمصلت حدث عن أبي العباس المهدوي ولا أدري أين لقيه حدث عنه ابنه محمد بن خليفة المقرىء

855 خليفة بن عبد الله القيسي المقرىء من أهل غرب الأندلس يكنى أبا العاصي أخذ عن أبي عبد الله بن شريح قراءة ورش بجامع إشبيلية وله فيها تأليف سماه بالكشف وقفت عليه وكان بجهته أحد المشاهير من المقرئين المجودين

856 خليفة بن عيسى بن رافع بن أحمد بن خليفة بن سعيد بن رافع بن حلبس الأموي من أهل بلسنية يكنى أبا بكر روى عن أبي داود المقرىء هو وأبوه عيسى وسمعا منه وقرأ خليفة منهما على أبي الحسين بن البياز أحزابا من القرآن بقراءة أبي عمرو بن العلاء وأجاز له رواياته ذكر ذلك ابن عياد ومن الغرباء

857 خليفة بن أبي بكر القروي يكنى أبا القاسم سكن دانية ودرس الفقه بها ونوظر عليه وكان بصيرا بمذهب مالك قائما عليه يشاوره القضاة ويرجع إلى فتياه روى عنه أبو عبد الله بن سعيد المقرىء وأبو الحجاج بن سماجة وتفقه به هو وجماعة وتوفي بدانية يوم الثلاثاء التاسع لذي القعدة سنة أربع عشرة وخمسمائة عن ابن عياد وغيره & باب خليل &

858 خليل بن عبد الملك من أهل قرطبة صحب محمد بن مسرة الجبلي وتفقه في كتبه وضبطها وكان غاية في الزهد والورع كثير العمل وكان النظر إليه موعظة يذكر من السلف الصالح الذي مضى وتوفي سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين وثلاث مائة

859 خليل القرطبي منها كان شيخا صالحا محترفا بالتجارة وهو الذي صلى

____________________

على أبي عبد الله بن الفخار عند وفاته ببلسنية في سنة تسع عشرة وأربعمائة ذكر ذلك ابن بشكوال عن جماهر الطليطلي

860 خليل بن اسماعيل بن خلف بن عبد الله السكوني من أهل لبلة يكنى أبا محمد وأبا الحسن أخذ القراءات ببلده عن أبي الحسن بن أيوب السيلحي وبإشبيلية عن أبي العباس بن مسلم الدقاق وأخذ العربية والآداب عن أبي عبد الله بن أبي العافية وأبي الحسن بن الأخضر ورحل إلى قرطبة فأخذ عن أبي القاسم بن النخاس وسمع من أبي محمد بن عتاب وأبي الحسن بن مغيث وله رواية عن أبي محمد بن السيد وكان فقيها مشاورا في الأحكام حافظا للفروع دربا بالفتيا ذا معرفة بالوثائق وولي الصلاة والخطبة ببلده وكان يقرىء القرآن ويسمع الحديث ويدرس الفقه والعربية حدث عنه ابن خير إجازة في المحرم سنة 595 وأبو الحسن بن مؤمن وغيرهما & باب خضر &

861 الخضر بن رضوان بن محمد العذري من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن كان من أهل المعرفة بالعربية وقعد للتعليم بها وكان موصوفا بالنزاهة وتوفي ببلده سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة

862 خضر بن محمد بن نمر التجيبي الكفيف من أهل إشبيلية ومن شرقها يكنى أبا الحسن كان فقيها على مذهب أهل الظاهر يجتمع إليه ويناظر عليه وقد أخذ عنه مفرح بن حسين الضرير وغيره وتوفي في جمادى الأولى سنة 571 وصلي عليه بمسجد الخولانيين الأكبر عند الضحى واحتمل إلى قريته بالشرق فدفن هنالك

____________________

ومن الكنى

863 أبو الخضر الألبيري سمع بقرطبة العتبي وابن مربن وغيرهما وكان سماعه وسماع محمد بن فطيس وهاشم بن خالد المعروف بالسفط وموسى بن أحمد بن اللب الثقفي واحدا من كتاب ابن الفرضي & باب خصيب &

864 خصيب الكلبي النحوي كان ساكنا بمورور ومنها أصول الكلبيين بالأندلس وكان يستفتى من قبل الخليفة محمد بن عبد الرحمن في الكلمة من اللغة والمسألة من العربية تحدث عندهم وصنف كتابا في اللغة على نحو مصنف أبي عبيد ذكره الزبيدي

865 خصيب بن عاصم بن عاصم الثقفي من أهل قرطبة كانت له ولأخيه عيسى بن عاصم رحلة سمعا فيها من جماعة من أهل العلم وانصرفا إلى بلدهما عن الرازي

الأفراد

866 خلصه الزاهد من أهل قرطبة كان بزازا ثم ترك التجارة وقسم ماله بين بنيه وأسهم الفقراء منه وحبس داره على أولاده فإذا انقرضوا رجعت إلى المسجد المجاور لها ويعرف بمسجد اعتزاز وحمل نفسه على صيام النهار وقيام الليل وتلاوة القرآن مخالطا أهله في المساكنة ومفارقا لهم في المواكلة قد اقتصر في فطره على قرص جعله قوتا كل ليلة لا يجيب إلى غيره ولا يخلط به سواه إلى أن مات رحمه الله ذكره القاضي يونس

____________________

867 خفاجة بن عبد الرحمن بن أحمد الأسلمي من أهل إلش عمل مرسية ويكنى أبا عمرو روى عن أبي الوليد بن الدباغ وأبي الحسن بن فيد وكان فقيها مشاركا في علم الأثر متصرفا في الوثائق عارفا بالأحكام توفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة عن ابن سفيان

868 خالص المكتب من أهل إشبيلية يعرف بابن التراب ويكنى أبا الحسن أخذ عن نجبة بن يحيى وقاسم الزقاق وأقرأ القرآن ببلده وكان رجلا صالحا أخذ عنهم بعض شيوخنا وقال لي توفي في نحو الستمائة

869 خلف الله بن يوسف بن فرج الأنصاري من أهل قرطبة ذكره ابن الطيلسان وقال كان يقرىء القرآن بالمسجد الجامع بمصطبة بن رضى ويعلم بمسجده وكان من أهل المعرفة بالأداء ولم يذكر وفاته وهو في عداد أصحابه ومن الغرباء

870 خلوف بن خلف الله من البرابر يكنى أبا سعيد دخل الأندلس وسمع بقرطبة من أبي بحر الأسدي وولي قضاء غرناطة للملثمين سنة 510 بعد أبي محمد بن أحمد القليعي ثم صرف بأبي عبد الله بن حسون الكلبي سنة خمس عشرة وولي قضاء مدينة فاس قال ابن بشكوال رأيته بقرطبة مرتين وكان يروي كتاب أبي إسحاق التونسي وولي قضاء الجماعة بمراكش وكان من العلم والفضل بمكان صادعا بالحق ساعيا في أعمال البر لا تأخذه في الله لومة لائم وتوفي بمدينة فاس وهو يتولى قضاءها سنة 515 ولم يذكره في الصلة وذكره أبو محمد بن عطية القاضي في برنامجه وقال كان يروي عن أبي الربيع سليمان بن الوليد الفقيه عن التونسي وحكى في تاريخ وفاته من تقدم وقال غيره توفي سنة 516

____________________

& حرف الدال & & باب داود &

871 داود بن ميمون بن سعيد مولى الوليد بن عبد الملك ونسبه في البربر دخل الأندلس أبوه ميمون مع عبد الرحمن بن معاوية فولاه طليطلة وهو الذي قتل يوسف الفهري وكان داود واحد أهل عصره في النسك والورع والزهد حتى كان يقال إنه من الأبدال ذكره الرازي

872 داود بن عثمان التميمي أندلسي يكنى أبا سليمان روى عن مالك ذكره ابن شعبان وقال فيه ابن الفرضي داود بن جعفر بن الصغير مولى بني تميم وهو الصواب والله أعلم

873 داود بن عبد الله بن عيسى بن حبيب بن إسحاق بن ابراهيم بن عبد الجبار بن سلمة بن عبد الرحمن بن عوف من أهل بطليوس كان فقيها فاضلا ذكره الرازي

874 داود بن إسماعيل المكتب من أهل تطيلة يكنى أبا الحسن حكى عنه أبو عمرو البلجيطي قاله ابن عياد

875 داود بن يزيد بن عبد الله بن السعدي النحوي من أهل قلعة بني يحصب من عمل غرناطة وسكنها يكنى أبا سليمان أخذ ببلده عن أبي الحسن بن الباذش واختص به وكان من كبار تلاميذه ورحل إلى قرطبة فسمع بها من أبي

____________________

محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وابن طريف وابن مغيث وأجاز له ابن العربي وكان بقية النحويين في وقته مشاركا في علم الحديث أقرأ العربية وأسمع وأخذ عنه الناس ومن رواته أبو بكر بن أبي زمنين وأبو الحسن بن خروف وأبو القاسم الملاحي وقرأت بخطه أنه توفي سنة 573 وقد تجاوز 85 سنة

876 داود بن محمد بن خليل بن يوسف بن نضير الأنصاري أصله من سرقسطة وسكن بلنسية يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن ريان وأبي محمد بن سمجون وعلم بالقرآن وأخذ عنه ذكره محمد بن عياد

877 داود بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن خلف بن عبد الله بن عبد الرؤوف بن حوط الله الأنصاري الحارثي من أهل أندة عمل بلسنية وسكن مالقة يكنى أبا سليمان أخذ عن أبيه وأخيه وأبي محمد عبد الله وتجول ببلاد الأندلس للسماع من علمائها والأخذ عن رواتها فلقي ببلسنية أبا عبد الله بن نوح وغيره وبشاطبة أبا بكر بن مغاور ويمرسية أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وأبا بكر بن أبي جمرة وأبا جعفر بن عميرة وبقرطبة أبا القاسم بن بشكوال فأكثر عنه ولازمه نحوا من عامين سمعته يقول لم يتيسر لي من السماع على أحد ما تيسر لي عليه وسمع بها أبا عبد الله بن عراق وأبا الحسن الشقوري وأبا الحسين بن ربيع وأبا عبيد البكري وأبا القاسم الشراط وغيرهم ولقي بإشبيلية أبا عبد الله بن زرقون وأبا محمد بن جمهور وأبا جعفر بن مضاء وبمالقة أبا عبد الله بن الفخار وأبا زيد السهيلي وأبا محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي في اجتيازه بها وبالمنكب أبا محمد عبد الحق بن بونه وأبا القاسم بن سمجون وبغرناطة أبا عبد الله بن عروس وأبا الحسن بن كوثر وأبا بكر بن أبي زمنين وأبا جعفر بن حكم ولقي بسبتة أبا محمد بن عبيد الله وغير هؤلاء جماعة سمع منهم وقيد الكثير عنهم وكتب إليه آخرون ومن المشرق كذلك من أعيانهم وأعلامهم أبو

____________________

الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وأبو الرضى أحمد بن طارق وأبو الثناء الحراني وأبو طاهر الخشوعي وأبو اليمن الكندي وأبو عبد الله بن الصيف اليمني وكان لا يرى التحديث بالإجازة العامة عن السلفي ولا غيره وألف في أسماء شيوخه كتابا قرأته عليه بعدما كتبته من خطه ونقلت منه ما نسبته إليه وهم يزيدون على مائتي رجل ذكر أن معظم ما أورده من حفظه وكان شديد العناية بالرواية كانت أغلب عليه من الدراية فمال إلى الجمع والإكثار وأخذ عن الكبار والصغار وهو وأخوه أبو محمد كان أوسع أهل الأندلس رواية في وقتهما لا ينازعان في ذلك ولا يدافعان مع الجلالة والعدالة وحدثت عن أبي عمرو بن الجميل أنه كان يفضل أبا سليمان منهما في الورع والانقباض وولي قضاء الجزيرة الخضراء وغيرها ثم ولي قضاء بلسنية في آخر سنة ثمان وستمائة بعد أبي عبد الله بن أصبغ وبها اختلفت إليه وسمعت منه وأجاز لي غير مرة إلى أن صرف بأبي القاسم بن نوح في سنة أحدى عشرة مقدما إلى قضاء مالقة والغالب على أحواله التواضع ولين الجانب وخفض الجناح وحسن السيرة والطريقة مع التحري والنزاهة والعدل والاعتدال توفي بمالقة وهو على قضائها سحر ليلة السبت وقال ابن الطيلسان صبح يوم السبت زاد أبو عبد الرحمن بن غالب إثر الصلاة وهو السادس من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وستمائة ومولده بأنده سنة 552

الافراد

877 دينار بن واقد بن راء بن عامر بن مالك الغافقيين يكنى أبا أمية غلبت عليه كنيته دخل الأندلس ونزل بقرية الغافقين وكان عالما زاهدا فقيها وهو والد عيسى بن دينار الفقيه وأخيه عبد الرحمن

879 دكين بن ربيعة بن زفر بن دكين بن الحرث بن مروان بن أسد بن كنانة المحاربي المؤدب من أهل قرطبة أدب الحكم بن هشام وكان عالما

880 دحمان بن مالك بن عثمان النفزي من أهل ترجيلة كان عالما زاهدا ذكرهم ثلاثتهم الرازي

881 دحية بن أحمد بن هارون الهاشمي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر كان معلما بالقرآن في مسجد المرادي منها ذكره القنطري

____________________

& حرف الذال &

أفراد

882 ذكوان بن محمد بن ذكوان من أهل قرطبة واحد مشيختها يكنى أبا حاتم لا أعلم له رواية وهو أخو القاضي حسن بن محمد بن ذكوان وكان أحد من يسفر لأبي الوليد بن جهور في الإصلاح بين الملوك ذكره ابن حيان

883 ذو النون بن خلف من أهل قرطبة سمع من أبي عبد الملك البوني حدث عنه أبو محمد عبد الله بن موسى الشارقي بتوجيه الموطأ للبوني من خط ابن بشكوال وأغفله

884 ذيال بن عبد الرحمن بن عمر الشريوني يكنى أبا الحسن له سماع بسرقسطة من أبي الوليد الباجي مع أبي داود المقرىء وأبي محمد الركلي وغيرهما في سنة ثلاث وستين وأربعمائة

____________________

& حرف الراء & & باب رفاعة &

885 رفاعة بن محمد من أهل بلس عمل لورقة روى عن محمد بن عمر بن لبابة وأسلم بن عبد العزيز ذكره ابن حارث

886 رفاعة بن عبيد الله بن رفاعة الجذامي من أهل حصن القصر من شرف إشبيلية يكنى أبا العلاء روى عن أبي العباس بن منذر وغيره وكان يشارك في فنون من العلم وتوفي سنة أربعين وستمائة عن بعض أصحابنا & باب رضوان &

887 رضوان بن خطاب من أهل غرناطة يكنى أبا النعيم ولي قضاء بسطة وله رواية عن أبي أمية ابراهيم بن منبه وكان جليلا أصيلا توفي في حدود السبعين وخمسمائة بعض خبره عن ابن سالم

888 رضوان بن خالد المخزومي من أهل مالقة يكنى أبا النعيم روى عن أبي محمد بن القرطبي وصحب أبا عمرو بن سالم وأجاز له أبو القاسم بن سمجون وجماعة معه وكان أديبا شاعرا مجيدا وقد حمل عنه بعض كلامه وتوفي سنة إحدى واثنتين وأربعين وستمائة

____________________

& باب رجاء &

889 رجاء بن حيوة مذكور في الذين دخلوا الأندلس من التابعين وفي ذلك عندي نظر وما أراه يصح والله أعلم

890 رجاء بن حكم بن رجاء العقيلي من أهل إلبيرة ولاه الحكم بن هشام قضاء موضعه بعد المثنى بن خالد المري ثم عزله وولاه عبد الرحمن بن الحكم ثانية عن ابن حارث

891 رجاء بن أبي عمر أحمد بن رجاء بن محمد بن رجاء بن سيد بن هشام بن حجاج بن وليد بن خلف بن غالب بن حبيب بن أوس بن حجر بن عامر بن قاسم بن سنان بن الجراح بن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه يكنى أبا القاسم ويعرف بابن المتشبه يروي عن أبي محمد عبد الواحد بن محمد الأنصاري الإشبيلي وعن أبي علي الحسن بن أحمد بن عطاف العقيلي الجياني أخذ عنهما اللغة وغير ذلك قرأت نسبه بخط أبي بكر بن عبد المجيد وذكر أنه نقله من خطه وسائر خبره عنه & باب ربيع &

892 ربيع بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري من أهل قرطبة وقاضيها ويكنى أبا سليمان سمع من أبي القاسم الشراط وابنه أبي بكر بن غالب وأبي القاسم بن بقي وأبي محمد بن حوط الله وأجاز له أبوه أبو الحسين عبد الرحمن بن أحمد وأبو القاسم بن بشكوال قرأت ذلك بخطه وكان رجلا صالحا عدلا في أحكامه نبيه القدر والبيت حدث بيسير وخرج من وطنه لما استولى الروم عليه

____________________

يوم الأحد الثالث والعشرين لشوال سنة 633 فنزل إشبيلية وبها توفي فيما بلغني على إثر ذلك ومولده في ذي قعدة سنة 569

893 ربيع بن محمد بن زعرور العاملي من أهل مالقة يكنى أبا كذا له رواية عن أبي طاهر الخشوعي وأبي محمد القاسم بن عساكر وأبي اليمن زيد بن الحسن الكندي وأبي القاسم عبد الصمد بن محمد الحرستاني وغيرهم كتبوا إليه وإلى جماعة من أهل بلده حدث عنه أبو عبد الله بن عسكر في الأربعين حديثا من تأليفه الأفراد

894 رزيق بن حكيم أحد المعدودين في الداخلين إلى الأندلس ذكره أبو الحسن بن النعمة عن أبي المطرف عبد الرحمن بن يوسف الرفاء القرطبي وحكى أنه كتب ذلك من خطه وسماه مع جماعة منهم حيان بن أبي جبلة وعلي بن رباح وأبو عبد الرحمن الحبلي وحنش بن عبد الله الصنعاني ومعاوية بن صالح وزيد بن الحباب العكلي وانتهى عددهم برزيق هذا سبعة ولم يذكره ابن الفرضي ولا غيره

895 رخاء بن فرنكون من أهل تدمير سمع ببلده من أبي الغصن ومن عبيد الله بن يحيى ومات بالقيروان في قصده الحج عن ابن حارث ومن خطه

896 راشد بن سليمان بن موسى بن غريف اللخمي من أهل طليطلة يكنى أبا الحسن روى عن أبي بكر خازم بن محمد ولازمه وتأدب به وكتب عنه بطليطلة تأليفه في نقد الشعر سنة 457 وروى أيضا عن أبي عبد الله بن شرف القيرواني أخذ عنه كتاب أعلام الكلام من تأليفه وسمعه منه في رمضان سنة 58 وكان أديبا شاعرا كاتبا بليغا وشعره مدون وهو أحد كتاب المأمون يحيى بن ذي النون

897 رشيد مولى القاضي أبي أمية بن عصام من أهل مرسية يكنى أبا الحكم روى عن مولاه وعن أبي علي الصدفي وشريح بن محمد وأبي الحسن بن موهب سمع منهم ولقي أبا الحسن بن هذيل فسمع منه بعض كتب أبي عمرو المقرىء سنة أربع

____________________

وعشرين وخمسمائة وصحب أبا الوليد بن الدباغ وأخذ عنه وكان حسن الخط كثير التقييد ذا عناية بالرواية

898 رضا بن غالب بن عبد الله الأزدي من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن سمع من أبي بكر غالب بن عطية صحيح البخاري وكتبه بخطه وكان حسن الوراقة ولا أعلمه حدث

899 روح بن أحمد الجذامي من أهل قرطبة يكنى أبا زرعة أخذ عن أبي القاسم بن الشراط القراءات والعربية وسمع من ابن بشكوال موطأ مالك وغير ذلك وكان فاضلا معدلا ذكره ابن الطيلسان وأخذ عنه بعض رواياته وقال توفي ودفن بمقبرة أم سلمة يوم الثلاثاء التاسع والعشرين لشهر ربيع الأول سن 620 وهو ابن 65 عاما أو نحوها

900 راجح بن أبي بكر بن ابراهيم العبدري من أهل منرقة بالنون يكنى أبا الوفاء وأبا عبد الله رحل صغيرا إلى المشرق وتجول هنالك وسكن الاسكندرية وقتا وحج مرارا وروى عن أبي القاسم الحرستاني وأبي اليمن الكندي وأجاز له وسمع من غيرهما وسلك طريقة التصوف وحدث كتب إلينا بإجازة ما رواه في العشر الأول من رمضان سنة اثنتين وأربعين وستمائة

ومن الكنى

901 أبو رزين الشريشي يروي عنه أبو المنازل فراس بن أحمد الشذوني وعبد الله بن يوسف البلوطي سمع منه المدونة من كتاب ابن الفرضي

902 أبو رجال بن غلبون الكاتب من أهل مرسية أخذ ببلده عن أبي جعفر بن وضاح ورحل إلى أبي إسحاق بن خفاجة فحمل عنه ديوان شعره وكان أديبا متظرفا بليغا متصرفا ينظم وينثر تأدب به أبو بحر صفوان بن إدريس وأخذ عنه شيخنا أبو الربيع بن سالم وقال أذن لي في التحديث عنه بشعر ابن خفاجة وتوفي ليلة الخميس الثاني عشر لذي الحجة سنة تسع وثمانين وخمسمائة

____________________

& حرف الزاي & & باب زكرياء &

903 زكرياء المعروف بابن الطنجية روى عن عبد الملك بن حبيب وهو آخر الرواة عنه موتا توفى بإشبيلية سنة 300 ذكره أبو عبد الله بن عتاب وقال الرازي في نسبه وذكر ابنه عبد الله بن زكرياء بن يحيى بن شموس بن عمر الداخل في طالعة بلج بن سليم وحكى أن موضعهم بحمص في الرملة

904 زكرياء بن يحيى الكلاعي من أهل قرطبة يكنى أبا يحيى أخذ القراءة عرضا عن هواس بن سهل وبكر بن سهل بن إسحاق القرشيي وأحمد بن إسماعيل التجيبي وسمع محمد بن وضاح وكان ضابطا لقراءة نافع رواية ورش عنه عالما بألفاظ المصريين روى عنه القراءة عامة أهل قرطبة في عصره وأخذوا عنه كتابه الذي صنفه في الأصول وعملوا بما فيه وتوفي بقرطبة سنة ثلاث مائة ذكره أبو عمر المقرىء في كتاب طبقات القراء والمقرئين من تأليفه وقال في باب داود منه قرأت في كتاب زكرياء بن يحيى الأندلسي المقرىء حدثني حبيب بن إسحاق القرشي قال أخبرني أبو الأزهر قال رأيت داود بن أبي طيبة في النوم فقلت له إلى ماذا صرت إليه فقال رحمني الله بتعليمي القرآن يا أبا الأزهر فإذا جاءك أحد فلا تشدد عليه قال قلت له في القراءة قال لا ولكن إذا جاء أحد فلا ترده وفي السامعين من بقي بن مخلد زكرياء بن يحيى وهو غير هذا

905 زكرياء بن مالك بن يحيى بن عائذ من إهل طرطوشة رحل مع أخيه الراوية أبي زكرياء فسمع منه بقرطبة من قاسم بن أصبغ وغيره قرأت ذلك بخط أبي زكرياء المذكور ولا أعلمه حدث

____________________

906 زكرياء بن عبد الله الكاتب من أهل قرطبة يكنى أبا يحيى ويعرف بالشبلاري مولى بني أمية كان من أهل النباهة والمعرفة وكتب للحكم المستنصر بالله وقيل كان كاتبا للحاجب جعفر الفتى وهو الذي أشار إليه أبو بكر الزبيدي في كتابه لحن العامة من تأليفه ولم يسمه وجدت ذلك بخط من يوثق به وابنته فاطمة كانت أيضا كاتبة وقد ذكرها ابن بشكوال وأغفل أباها

907 زكرياء بن محمد يكنى أبا يحيى لقي أبا عمرو المقرىء بدانية وأخذ عنه حدث أبو عبد الله بن باشة المقري الخطيب بجامع بلنسية عن أبي يحيى هذا بأرجوزة أبي عمرو في القراءات وعن أبي القاسم خلف بن ابراهيم الطليطلي كلاهما عن أبي عمرو بن برنامج بن النعمة وسمع منه بدانية أبو عبد الله البلغيي وقال فيه أبو زكرياء يحيى بن محمد فالله أعلم

908 زكرياء بن علي بن يوسف بن علي الأنصاري من أهل بلسنية يعرف بالجعيدي ويكنى أبا يحيى كان مقرئا فاضلا وهو والد أبي زكرياء الجعيدي ولا رواية عنه لصغره توفي سنة ثلاث أو أول سنة 574

909 زكرياء بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي من أهل قرطبة يكنى أبا الوليد يروي عن أبي الحسن بن موهب وأبي القاسم بن ورد وأبي بكر بن العربي وأبي العباس بن العريف وأبي بكر بن الخلوف وغيرهم كتبوا إليه وإلى أخيه أبي القاسم أحمد بن عمرو وخرج من وطنه في الفتنة فتجول ثم استقر بمدينة فاس وكان بما يعقد الشروط ذا حظ من الفقه والأدب وقد حدث وروى عنه أبو الحسن بن القطان وغيره ووقفت أنا على السماع منه في سنة 587 وتوفي سنة 90 بعدها قاله أخوه أبو القاسم وروى عنه ومولوده سنة 520

ومن الكنى

910 أبو زكرياء الهرقلي أصله من الأندلس وأوطن القيروان وكان صاحبا

____________________

لسحنون بن سعيد الفقيه لا يكاد يفارقه جلوسا وتحدثا فلما ولي سحنون القضاء ترك مجالسته وصد عنه وقتلته الروم شهيدا رحمه الله ذكر ذلك أبو بكر المالكي في تاريخه

911 أبو زكرياء الحصار المقرىء من أهل مرسية يروى عن أبي الحسين البياز وأبي الحسن بن شفيع لقيه أبو عبد الله بن تحيى المرسي وأخذ عنه & باب الزبير &

912 الزبير بن أحمد بن الزبير بن عكب بن الزبير بن عبد الله بن قيس بن عمارة التغلبي من أهل رية كان عالما زاهدا فاضلا ذكره الرازي ورفع في نسبه إلى تغلب بن وائل وهو عم أحمد بن نابت بن أحمد بن الزبير بن عكب القرطبي المحدث

913 الزبير الأسمر من أهل قرطبة روى عنه أبو محمد الشارقي قرأته ذلك بخط ابن بشكوال في تسمية شيوخ الشارقي وتقدم منهم ذو النون بن خلف وأنسي ذكرهما في الصلة

914 الزبير بن محمد الفرضي من أهل دانية يكنى أبا محمد له سماع من أبي علي الصدفي وكان من أهل العلم بالفرائض والحساب قال ابن عياد أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد المقرىء & باب زيد &

915 زيد بن قصد السكسكي تابعي دخل الأندلس وحضر فتحها وأصله من مصر يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي ذكره يعقوب بن سفيان وأورد له حديثا من كتاب الحميدي

916 زيد بن الربيع بن سليمان الحجري من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم ويقال له زيد البارد سمع من عبيد الله بن يحيى وكان له حظ من العربية واللغة وقرض الشعر وكان حسن الضبط للكتب متقنا لها معتنيا بتصحيحها وهو الذي جمع بين الأبواب في

____________________

كتاب الأخفش فاقتدى به الناس وكانت مفرقة وخرج في بعض الأعوام إلى تدمير وأدب بها أولاد ديسم بن إسحاق وله شعر كثير وتوفي في صفر سنة ثلاث مائة ذكره الزبيدي وفيه عن الرازي وغيرهما

917 زيد بن أحمد بن عثمان بن معاوية بن علي بن محمد بن معاوية بن صالح الحضرمي من أهل إشبيلية مذكور في كتاب الرازي وقد تقدم ذكر أبيه أحمد بن عثمان

918 زيد بن حزب الله بن يعيش بن علي بن هاشم بن محمد بن سعيد بن عبد القادر بن أبي خالد التغلبي من أهل غرناطة يكنى أبا بكر له رواية عن أبي عبد الله بن عبد الرحيم الخزرجي سمع منه في سنة 560 وكان فاضلا صاحب صلاة بموضعه

919 زيد بن حكم بن أحمد اليعمري من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم كان من أهل الزهد والعبادة والتبتل ذكره ابن الطيلسان وقال صحبته زمانا ولم يذكر له رواية قال توفي سنة سبع عشرة وستمائة وتوفي بروضة الصلحاء ودفن قبلي قرطبة

ومن الكنى

920 أبو زيد الأديب من أهل قرطبة كان مؤدبا لبني أبي عبدة مقبول القول عند الحكام جائز الشهادة عند القضاة وكان محمد بن يحيى القلفاط مولعا به ومؤذيا له ذكر ذلك الرازي

وفي كتاب الحميدي وفي باب من ذكر بالكنية ولم يتحقق اسمه

921 أبو زيد الجزيري محدث يروي عنه عبادة بن علكدة الرعيني من أقران محمد بن يوسف بن مطروح وطبقته انتهى كلامه وهذا هو عبد الرحمن بن سعيد التميمي المذكور في باب عبد الرحمن من كتابه فغلط في ذلك وظنه ثانيا وأعاده سهوا وبيان هذا في تاريخ ابن الفرضي

____________________

& باب زيادة الله &

922 زيادة الله بن عبد الملك بن زيادة الله بن علي بن حسين بن محمد بن أسد التميمي الطبني من أهل قرطبة يكنى أبا مضر روى عن أبيه أبي مروان وغيره روى عنه أبو علي الغساني بعض أخبار أبيه وأبو القاسم بن النخاس المقرىء من كتاب ابن بشكوال

923 زيادة الله بن محمد بن زيادة الله الثقفي من أهل مرسية يعرف بابن الحلال ويكنى أبا الحسن سمع من أبي الوليد بن الدباغ وأجاز له أبو بكر بن أسود وأبو بكر بن العربي وتفقه بشيوخ بلده وولي خطة الشورى به ثم استقضاه أخوه أبو العباس بمدينة بلنسية فتولى ذلك محمود السيرة وكان يقرىء الحديث ويفسره وقد أخذ عنه أبو محمد عبد المنعم بن محمد الخزرجي وغيره وتوفي بمرسية سنة 552 قاله ابن سفيان وقال ابن عياد توفي في جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وهو الصحيح الأفراد

924 زهرة بن معبد بن عبد الله بن هشام يكنى أبا عقيل أحد الرواة من أهل الأندلس عن مالك ذكره ابن شعبان

925 زياد بن سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن محمد بن خالد المعروف بمرتنيل ومحمد هو الأشج من أهل قرطبة كان من أهل العلم والعدالة ذكره الرازي

926 زرارة بن محمد بن زرارة بن أحمد بن ابراهيم أندلسي رحل حاجا إلى المشرق وسمع بمصر أبا محمد الحسن بن رشيق سنة 637 وأبا بكر مسرة بن مسلم الصدفي حدث وأخذ عنه

927 زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن عبد الملك بن خلف بن زهر

____________________

الإيادي من أهل إشبيلية يكنى أبا العلاء نشأ بشرق الأندلس وبقايا داره بجفن شاطبة لم تزل معروفة به إلى أن تملكها الروم وأجلوا عنها المسلمين وذلك في رمضان سنة 645 ورحل إلى قرطبة فلقي بها أبا علي الغساني وصحبه وأخذ عنه وأشار عليه بصحبة أبي بكر بن مفوز وأبي جعفر بن عبد العزيز ليستفيد منهما ويأخذ صناعة الحديث عنهما وسمع من أبي محمد عبد الله بن أيوب الحديث المسلسل في الأخذ باليد وكتب إليه أبو محمد الحريري ومال إلى علم الطب الذي أخذه عن أبيه فمهر فيه وأنسى من قبله إحاطة به وحذقا لمعانيه حتى إن أهل المغرب ليفاخرون به وبأهل بيته في ذلك ومن تآليفه كتاب الطرر كتب عنه وكتاب في الأدوية لم يكلمه وضعه على ما وعد به رئيس الصناعة الطبية ولم يؤلفه وحل من السلطان محلا لم يكن لأحد من أهل الأندلس في وقته وكانت له رياسة بلده ومشاركة ولاته في التدبير وكان مع إمامته في الطب مقدما في الأدب معروفا بذلك حدثت عن السلفي قال أنشدنا الفقيه أبو الوليد محمد بن عبد الله بن خيرة القرطبي قدم علينا الاسكندرية قال أنشدني أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن زهر بالأندلس لنفسه

( يا راشقي بسهام ما لها غرض ** إلا الفؤاد وما منه لها عوض )

( وممرضي بجفون كلها غنج ** صحت وفي طبعها التمريض والمرض )

( جد لي ولو بخيال منك يطرقني ** فقد يسد مسد الجوهر العرض )

وقد حدثنا أبو الخطاب بن واجب عن أبي الوليد بن خيرة بجميع رواياته وأنشدت لأبي العلاء مما قاله في الزهد وأمر أن يكتب على قبره

( ترحم بفضلك يا واقفا ** وأبصر مكانا دفعنا إليه )

( تراب الضريح على صفحتي ** كأني لم أمش يوما عليه )

____________________

( أداوي الأنام حذار المنون ** فها أنا قد صرت رهنا لديه )

روى عنه ابنه أبو مروان وأبو بكر بن أبي مروان وأبو عامر بن ينق وغيرهم وسمع منه ابن بشكوال وأجز له وسماه في معجم شيوخه وذكر بعض خبره المجتلب هنا أبو الفضل بن عياض وحكى عنه وتوفي بقرطبة منكوبا واحتمل إلى إشبيلية فدفن بها سنة خمس وعشرون وخمسمائة

928 زيدون بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي من أهل قرطبة وسكن أبوه وجده إشبيلية مال إلى الطريقة الفقهية وصير إليه قاضي الجماعة أبو القاسم بن حمدين عقد المناكح ولا أعلم له رواية

929 زاوي بن مناد بن عطية الله بن المنصور الصنهاجي من أهل دانية يعرف بابن تقسوط ويكنى أبا بكر وأبا الحسن سمع ببلده أبا داود المقرىء وأبا بكر بن برنجال وبمرسية أبا علي الصدفي وبقرطبة أبا محمد بن عتاب وغيره وأجاز له أبو علي الغساني وعبد القادر بن الحناط وصحب أبا العباس بن عيسى وكان رجلا صالحا فاضلا معنيا بالرواية كتب بخطه علما كثيرا وقعد لإسماع الحديث وأخذ عنه ولد بدانية وتوفي بها ليلة الاثنين لخمس خلون من رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وفي آخر هذه السنة انقرضت دولة الملثمين بالأندلس أكثر خبره عن ابن عياد ومن الغرباء

930 زرعة بن روح والد مسلمة بن زرعة الشامي دخل الأندلس وحدث عنه ابنه بحكاية عن القاضي مهاجرين بن نوفل من كتاب ابن حارث

____________________

& حرف الطاء & & باب طلحة &

931 طلحة بن سعيد بن عبد العزيز من أهل بطليوس يكنى أبا محمد ويعرف بابن القبطرنه أخذ عن مشيخة بلده وهو أحد الأدباء الأذكياء وتوفي في حياة أخيه أبي بكر عبد العزيز بن سعيد وكان صاحبا لأبي بكر بن العربي وقد رثاه بأبيات وقفت عليها

932 طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية الداخل بالأندلس وهو عطية بن خالد بن خفاف بن أسلم بن مكرم المحاربي الخضري من ولد زيد بن محارب بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن وهو ابن عم القاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية روى عن أبي علي الغساني وأبي علي الصدفي وغيرهما وتفقه بأبي محمد عبد الواحد بن عيسى بلديه وغلب عليه حفظ الرأي فقعد لتدريس المسائل ونوظر عليه في المدونة وغيرها سمع منه ابنه أبو بكر عبد الله وأبو عبد الله النميري وغيرهما وتفقه به أبو خالد بن رفاعة وحدث عنه أبو عبد الله بن عبد الرحيم في الإجازة نسبه وبعض خبره عن العلاحي

933 طلحة بن يعقوب بن محمد بن خلف بن يونس بن طلحة الأنصاري من أهل شاطبة وأصله من جزيرة شقر يكنى أبا محمد روى عن أبيه وأبي بكر بن مغاور وغيرهما وكان كاتبا بليغا شاعرا أخذ عنه الخطيب أبو محمد بن برطلة وغيره وتوفي في رمضان سنة ثمان عشرة وستمائة

____________________

934 طلحة بن محمد بن طلحة الأموي صاحبنا من أهل إشبيلية وأصله من يابرة يكنى أبا محمد روى عن أبيه الأستاذ أبي بكر وعمه أبي العباس وجماعة من شيوخنا وغيرهم وقيد كثيرا واعتنى صغيرا وكبيرا وشارك في الآداب وعني بالقراءات والعربية مع الضبط وحسن الخط وأقرأ وأخذ عنه وتوفي أول سنة 643 & باب الطيب &

935 الطيب بن محمد بن عبد الله بن مفوز بن غفول المعافري من أهل شاطبة سمع من أبيه كثيرا ورحل إلى قرطبة فسمع من مشيخة وقته كالقاضي أبي عبد الله بن مفرج ومسلمة بن بتري وغيرهما من خط طاهر بن مفوز وذكره ابن الدباغ

935 الطيب بن أحمد بن علي بن رزقون القيسي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا السعود ويعرف بالمرسي أخذ عن أبيه وغيره وكان من أهل العلم والعمل موصوفا بالورع يبصر الحساب ويشارك في الأدب وربما نظم يسيرا توفي في رجب سنة 556

937 الطيب بن محمد بن الطيب بن الحسين بن هرقل العتقي الكناني من أهل مرسية يكنى أبا القاسم سمع من ابن حبيش وأكثر عنه وابن حميد وأبا بكر بن أبي جمرة وتفقه به وكتب إليه ابن بشكوال وابن عبيد الله والسهيلي وابن الفخار وأبو بكر بن مغاور وابن مضاء وأبو بكر بن جزي البلنسي وغيرهم وكان من أهل المعرفة الكاملة والنباهة مع المشاركة في الأدب ونوظر عليه في كتب الرأي وأصول الفقه وتقدم أهل بلده رياسة ورحاجة رأيته في رمضان سنة 616 ولم آخذ عنه شيئا وأخذ عنه أصحابنا وتوفي وأنا بثغر بطليوس ليلة يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع عشرة وستمائة أفادني ذلك أبو عمر بن عيشون صاحبنا ومولده سنة 556 أو نحوها عن ابن سالم

____________________

& باب طاهر &

938 طاهر بن محمد بن طاهر بن عبد الرحمن القرشي الزهري من ولد أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يعرف بابن ناهض سكن سرقسطة وروى عن أبي ذر الهروي وأبي عمر الطلمنكي كثيرا وكان من أهل العناية بالحديث والسماع حسن الخط ذكره ابن حبيش

939 طاهر الأندلسي من أهل مالقة يكنى أبا الحسين رحل إلى قرطبة وخرج منها لما دخلها البرابرة عنوة سنة 403 فلم يزل بمكة إلى حدود الخمسين وأربعمائة وكان من أصحاب أبي عمر الطلمنكي وملازميه لقراءة القرآن وطلب العلم مع أبي محمد الشنتجالي وأبي أيوب الزاهد إمام مسجد الكوابين بقرطبة وجاور بمكة طويلا وأقرأ على مقربة من باب الصفا وكان الشيبيون يكرمونه ويفرجون له لضعفه عند دخول البيت الحرام الطنبي وأحسبه المذكور في برنامج الخولاني والذي قرأ لهم أكثر المدونة على أبي عمر أحمد بن محمد الزيات

940 طاهر بن خلف بن خيرة من أهل جزيرة شقر يكنى أبا الحسن روى عن أبي الوليد الباجي وأبي العباس العذري سمع منه في اجتيازه بالجزيرة إلى بلسنية وهو الذي قرأ على أبي علي بن سكرة الصدفي بدانية مقدمه عليها من المشرق رياضة المتعلمين لأبي نعيم وسمع أبو داود المقرىء وغيره وذلك في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وسمع أيضا منه الموطأ في سنة اثنتين بعدها حدث عنه أبو إسحاق بن جماعة بيسير

941 طاهر بن أحمد بن عطية المري القاضي أصله من وادي الحجارة ويكنى

____________________

أبا محمد روى عن أبي بكر محمد بن الحسين بن بشير وأجاز له ولابنه عبد الله بن طاهر في سنة 537 يحدث عنه أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي

942 طاهر بن عبد الرحمن بن سعيد بن أحمد الأنصاري من أهل دانية يعرف بابن سبيطة ويكنى أبا بشر وأبا الحسن روى عن أبي محمد البطليوسي وكان من كبار تلاميذه معروفا بالفهم والذكاء والتحصيل أقرأ العربية والآداب وكان له جظ من علم النجامة وألف في ذلك روى عنه أبو الحجاج بن أيوب وأبو زكرياء بن سيد بونه وأبو عبد الله بن حاضر بن منيع وغيرهم وحكى أبو عبد الله المكناسي عنه قال كنت بمدينة بجاية من بلاد بني حماد فسمعت أعرابيا ينشد لنفسه ورمحه على عاتقه

( يطول لساني في العشيرة منصفا ** ولكنه عند الكريهة ساكت )

( لقد طال حملي الرمح حتى كأنه ** على كتفي غصن من البان نابت )

وتوفي بدانية بعد سنة 540 عن ابن عياد

943 طاهر بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا الحسن سمع أخاه أبا بكر وأبا علي الصدفي وأبا جعفر بن جحدر وأجاز له عمه طاهر بن مفوز جميع روايته وكان فقيها حافظا مقدما في علم الفرائض يلجأ إليه في ذلك ويعول عليه وولي قضاء شاطبة وجزيرة شقر جميعا فحمدت سيرته وشهرت عدالته ثم استعفى من ذلك فأعفي وتوفي مصروفا في المحرم سنة 552 روى عنه ابناه أبو محمد عبد الله وأبو بكر بن مفوز وذكر وفاته ابن سفيان وفي خبره عن ابن عياد وابن عفيون

944 طاهر بن محمد بن أحمد بن طاهر القيسي من أهل إشبيلية يكنى أبا عمرو روى عن أبيه أبي بكر وروى عنه ابنه أبو بكر

945 طاهربن يوسف بن فتح الأنصاري من أهل وادي آش يكنى أبا الحسن

____________________

حدث عنه ربيبه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الغساني وأبو الكرم جودي بن عبد الرحمن وغيرهما وممن عرف بكنيته

946 أبو الطاهر أندلسي من أهل لبلة نزل مصر وكانت له حلقة بجامع عمرو بن العاص وكان نحويا له شعر وترسيل وتعلق بالملوك للتأديب بالنحو ثم ترك ذلك عن الطبني

ومن الغرباء

947 طاهر بن علي من أهل سوسة القيروان وصاحب الصلاة والخطبة بهها يكنى أبا الحسن صحب أبا عبد الله المازري بالمهدية وولي قضاء بلده ودخل الأندلس وبشرقها لقيه القاضي أبو عبد الله بن حميد فكتب عنه حكايات عن المازري قرأت ذلك بخطه

948 طاهر بن خلوف بن عبد الله الفاسي يكنى أبا الحسن سماه ابن سالم في معجم شيوخه وكان في عداد أصحابه ولا أدري أين لقيه & باب طارق &

949 طارق بن موسى بن يعيش بن الحسين بن علي بن هشام المخزومي من أهل بلنسية ويعرف بالمنصفي نسبة إلى قريته بغربيها يكنى أبا محمد وأبا الحسن رحل قبل العشرين وخمسمائة فأدى الفريضة وجاور بمكة وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن علي الطبري ومن الشريف أبي محمد عبد الباقي الزهري المعروف بشقران أخذ عنه كتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي عن مؤلفه وسمع بالاسكندرية من أبي بكر الطرطوشي وأبي الحسن بن مشرف وأبي عبد الله الرازي وأبي طاهر السلفي وغيرهم ثم

____________________

قفل إلى بلده فحدث وأخذ الناس عنه وسمعوا منه وكان شيخا صالحا عالي الرواية ثقة قال ابن عياد لم ألق أفضل منه وكان مجاب الدعوة حدث عنه بالسماع والإجازة جلة منهم أبو الحسين بن هذيل وأبو محمد القليني وأبو مروان بن الصيقل وأبو العباس الأقليشي وأبو بكر بن خير وأبو عبد الله بن حميد وأبو الحسن بن سعد الخير وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي وأبو بكر عتيق بن أحمد بن الخصم وأبو جعفر بن موسى وأبو عبد الملك بن عبد العزيز وأبو بكر بن جزي وغيرهم ثم رحل ثانية إلى المشرق مع صهره أبي العباس الأقليشي وأبي الوليد بن خيرة الحافظ سنة 542 وقد نيف على السبعين فأقام بمكة مجاورا إلى أن توفي بها عن سن عالية سنة 549 أكثر خبره عن ابن عياد

950 طارق بن موسى بن طارق المعافري من أهل بلسنية ومن ولد يمن بن سعيد المعافري والد جحاف بن يمن يكنى أباجعفر أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه بعد العشرين وخمسمائة وعن أبي الأصبغ بن المرابط ورحل إلى أبي الحسن شريح بن محمد فأخذ عنه بإشبيلية سنة 25 ولقي بمالقة أبا علي منصور بن الخير وأبا عبد الله بن أخت غانم وأبا الحسين بن الطراوة فأخذ عنهم وحدث بكتب أبي العباس المهدوي عن ابن أخت غانم عن خاله عنه وسمع من أبي بكر بن العربي في تردده غازيا على بلسنية ومن أبي بكر بن أسد وطارق بن يعيش وأبي محمد القليني وأبي بكر بن برنجال وغيرهم وتصدر للإقراء ببلده وفي حياة شيخه ابن هذيل وكان من أهل التجويد والإتقان والتقدم في هذه الصناعة والتحقق بها ولم يكن يحسن غيرها أخذ عنه أبو علي بن زلال وأبو الحسن بن خيرة من شيوخنا وغيرهما وكان يقرئ بالمسجد الجامع ويصلي التراويح في رمضان وتولى الحسبة والمواريث وقتل

____________________

عند بكوره إلى صلاة الغداة من يوم السبت كذا في جمادى الأولى سنة 566 ذكره ابن سفيان وغلط في اسمه من قبل كنيته فجعله في باب أحمد ومن خبره عن ابن عياد & باب طالوت &

951 طالوت بن عبد الجبار بن محمد بن أيوب بن سليمان بن صالح بن السمح المعافري من أهل قرطبة وكان مسكنه منها بقرب المقبرة المنسوبة إليه وبداخلها مسجده المشهور به وهو خال الفقيه محمد بن عيسى الأعشى قريب الفقيه أبي صالح أيوب بن سليمان بن صالح بن غريب أخي طالوت كان أحد من روى عن مالك بن أنس ونظرائه ثم خالف على الأمير الحكم بن هشام من أهل الربض وهرب وله في استخفائه قصة وغريبة ذكرها ابن القوطية وغيره إلى أن ظفر به الحكم فعفى عنه وكان بمحل من الدين والعلم يغلب عليه الفقه ذكره ابن حيان وفيه عن الرازي وسواهما وقرأت خبره بخط أبي محمد بن نوح ولا يعرف في الرواة عن مالك

952 طالوت بن جراح الكلاعي من أهل قرطبة يكنى أبا محمد كتب معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج وقرأها أو قرئت من أصله على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي الحسين القرطبي القاضي بالثغر الشرقي وكان يرويها عن أبي الحسين أحمد بن محبوب بن سليمان البغدادي لقيه بها في شعبان سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة عن مؤلفها ولطالوت هذا معرفة بالعربية والغريب وعلم بذلك وكان صاحب ضبط وإتقان رحمه الله الأفراد

953 طريف مولى الوزير أحمد بن محمد بن حدير من أهل قرطبة وسكن ناحية

____________________

روطة إلى أن توفي بها أخذ كتب محمد بن مسرة الجبلي ولم يلقه وكان من أهل الزهد والخير

954 الطفيل بن محمد بن عبد الرحمن بن الطفيل العبدي المقرىء من أهل إشبيلية يكنى أبا نصر ويعرف بابن عظيمة أخذ القراءات عن أبيه أبي الحسن محمد وعن أبي الحسن شريح بن محمد وأجاز له وأدب بالقرآن وكان مجودا ضابطا من بيت إقراء وتعليم شهروا به ونسبوا إليه وطال عمره حتى أخذ عنه الآباء والأبناء حدث أبو علي الشلوبيني النحوي عنه وهو كناه وذكر أنه أجاز له ما رواه وقال ابن الطيلسان لقيته بالمسجد الجامع المنسوب لعدبس وجالسته وأجاز لي في رمضان سنة 599

____________________

& حرف الظاء &

955 ظافر بن ابراهيم بن أحمد بن أمية بن أحمد المرادي من أهل أوريولة يعرف بابن المرابط ويكنى أبا الحسن صحب القاضي أبا علي الصدفي وسمع عنه ومن غيره توفي يوم الاثنين الخامس لصفر سنة 523 ومولده سنة 481 ومن الغرباء

956 ظفر البغدادي سكن قرطبة وكان من رؤساء الوراقين المعروفين بالضبط وحسن الخط كعباس بن عمرو الصقلي ويوسف البلوطي وطبقتهما واستخدمه الحكم المستنصر بالله في الوراقة ذكره ابن حيان

____________________

& حرف الكاف & & باب الكميت &

957 الكميت بن الحسن يكنى أبا بكر سكن سرقسطة وكان من شعراء عماد الدولة أبي جعفر بن المستعين بالله أبي أيوب بن هود قال الحميدي لقيته وقرأت عليه كثيرا من شعره وممن عرف بكنيته

958 أبو الكميت الأندلسي الزاهد كان جوالا في الأرض كثير السياحة يصحب الصوفية حكى عنه أبو الفرج الجوزي الواعظ في بعض مصنفاته ما يدل على فضله وعقله وأسند ذلك إليه

اسم مفرد

959 الكوثر بن سليمان بن الطفيل بن عباس بن معاوية بن المضاء بن عباس بن عامر بن الطفيل العبدي من أهل إشبيلية كان من أهل القرآن وممن يؤم به ذكره الرازي

ومن الكنى

960 أبو الكامل المعروف بالسالمي الحكيم حكى عنه أبو داود المؤيدي في حفظ أبو عمرو المقرىء وذكر أنه كان ساكنا معه رفيقا له

____________________

& حرف اللام &

961 لب بن عبد الجبار بن عبد الرحمن من أهل شنتمرية الشرق يعرف بابن ورهزن ويكنى أبا عيسى سمع من أبيه ومن القاضي أبي بكر بن العربي لقيه بكولية من الثغور الشرقية حين غزاها مع الأمير أبي بكر بن علي بن يوسف بن تاشفين في جمادى الآخرة سنة 522 وسمع أيضا من أبي مروان بن غردي وولي الأحكام بشاطبة ثم ولي قضاء بلده شنتمرية بأخرة من عمره مضافة إلى البونت من أعمال بلسنية وتوفي سنة 538 وقد نيف على الستين ذكره ابن عياد وروى عنه

962 لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير الفهري من أهل شنتمرية الشرق أيضا وسكن بلسنية يكنى أبا عيسي روى عن أبيه أبي مروان وما أراه سمع من سواه وولي قضاء بلده وراثة عن أبيه ثم سعي به إلى السلطان فغربه عن وطنه وأسكنه حضرته بلنسية إلى أن توفي بها بعد سنة أربعين وخمسمائة حدث عنه ابنه أبو العطاء وهب بن لب

963 لب بن محمد بن سرحان بن سيد الناس المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا عيسى حدث عن عمه عباد بن سرحان ووقفت على السماع منه والأخذ عنه من خطه

____________________

964 لب بن خلف بن سعيد المعافري أندلسي رحل حاجا فلقي أبا طاهر السلفي وحكى عنه أبو طاهر في بعض معلقاته من كتاب ابن نقطه

965 لب بن أحمد بن عبد الودود بن غالب بن زنون من أهل مربيطر يكنى أبا عيسى روى عن القاضي أبي عبد الله بن سعادة وغيره ومال إلى الأدب وعني بصناعة النظم فبرع وأبدع وسمعت أبا الربيع بن سالم يثني عليه وأنشدني من شعره ولم يذكر تاريخ وفاته

966 لب بن عبد الله بن لب بن أحمد الرصافي رصافة بلنسية يكنى أبا عيسى أخذ العربية عن أبي الحسن بن النعمة وغيره وعلم بها وكان قائما على شرح ابن بابشاذ لجمل الزجاجي وعنده تعلم كثير من شيوخنا وكانت وفاته في نحو التسعين وخمسمائة 590

967 لب بن حسن بن أحمد التجيبي من أهل بلسنية يكنى أبا عيسى ويعرف بابن الخصم أخذ القراءات عن أبي بكر بن نمارة وأبي الحسن بن النعمة وأبي جعفر بن طارق وأخذ قراءة نافع عن أبي الحسن بن هذيل وعلم بالقرآن وكان رجلا صالحا يشار إليه بإجابة الدعوة أخذ عنه أبو بكر بن محرز وهو وصفه لي وأبو محمد بن مطروح وأبو القاسم بن الولي وغيرهم وتوفي بدانية قبل سنة 610

968 لب بن محمد بن محمد من أهل شاطبة يعرف بالبلنسي لأن أصله منها ويكنى أبا عيسى صحب أبا عمر بن عات ولازمه طويلا وسمع منه جل رواياته وروى أيضا من شيوخنا عن أبي الخطاب بن واجب وأبي عبد الله بن سعادة وغيرهم وكان من

____________________

أهل الثقة والعدالة ذاكرا للحديث صاحب أصول عتيقة وقد حدث وأخذ عنه وتوفي بشاطبة في غرة جمادى الأولى إحدى وثلاثين وستمائة الأفراد

969 الليث بن أحمد بن محمد بن الليث من أهل قرطبة كتب عن أبيه أبي عمر أحمد بن محمد وروى عنه مع أبي محمد بن خزرج وكان الغالب على أبيه علم الأدب من كتاب ابن بشكوال

970 لاوي بن إسماعيل بن ربيع بن سليمان يكنى أبا الحسن من أهل طرطوشة وحدثت أن أصله من غرب العدوة صحب أبا داود المقرىء وأخذ عنه القراءات وسمع منه كثيرا ولازمه بدانية وغيرها من سنة إحدى وثمانين إلى سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وله أيضا سماع من أبي علي الصدفي مقدمه من المشرق وحضر ذلك أبو داود وبخطه قرأته

____________________

& حرف الميم & & باب محمد &

971 محمد بن أوس بن ثابت الأنصاري تابعي دخل الأندلس يروي عن أبي هريرة قرأته بخط ابن حبيش وقال أبو سعيد بن يونس محمد بن أوس الأنصاري يروي عن أبي هريرة روى عنه الحرث بن يزيد ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وكان غزا المغرب والأندلس مع موسى بن نصير وقال الحميدي كان من أهل الدين والفضل معروفا بالفقه ولي بحر إفريقية سنة ثلاث وتسعين وغزا المغرب والأندلس مع موسى بن نصير في ما حكاه أبو سعيد صاحب تاريخ مصر وكان على بحر تونس في سنة اثنتين ومائة على ما حكاه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ولما قتل يزيد بن أبي مسلم والي إفريقية اجتمع رأي أهلها عليه فولوه أمرهم وذلك في خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان إلى أن ولي بشر بن صفوان الكلبي إفريقية وكان على مصر فخرج إليها واستخلف أخاه حنظلة

972 محمد بن عبد الله الأشجعي قدمه الهيثم بن عبيد الكلابي والي الأندلس عند موته وتخيره لذلك وكان فاضلا فصلى بالناس شهرين إلى أن قدم عبد الرحمن بن

____________________

عبد الله الغافقي واليا من قبل عبيد الله بن الحبحاب صاحب إفريقية المغرب فدخلها في صفر سنة ثلاث عشرة ومائة ذكره ذلك ابن بشكوال في بعض تواليفه

973 محمد بن ابراهيم بن مزين الأودي من أهل اكشونبة غربي الأندلس يكنى أبا مضر ولاه عبد الرحمن بن معاوية قضاء الجماعة بقرطبة وذلك في المحرم سنة سبعين ومائة وأقام أشهرا ثم استعفى فأعفاه ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع في رحلته من مالك بن أنس وأنصرف ومات عن سن عالية سنة 183 ذكر وفاته ابن حيان عن الرازي ونسبه وسائر خبره عن غيره وذكره ابن شعبان في الرواة عن مالك وحكى أنه روى عنه من قطع لسانه السؤني به عاما وأن مالكا قال له قد بلغني أن بالأندلس من نبت لسانه فإن لم ينبت أقيد

974 محمد بن بشير بن محمد المعافري كذا نسبه ابن الفرضي في بعض معلقاته أصله من جندباجة من غرب مصر ولاه الحكم بن هشام قضاء الجماعة بقرطبة بعد المصعب بن عمران ثم صرفه وولي مكانه الفرج بن كنانة وعن ابن حارث قال أحمد بن خالد طلب محمد بن بشير العلم بقرطبة عند شيوخ أهلها حتى أخذ منه بحظ وافر ثم كتب لأحد أولاد عبد الملك بن عمر المرواني لمظلمة نالته على وجه الاعتصام به وتصرف معه تصرفا لطيفا ثم انقبض عنه وخرج حاجا قال ابن حارث وكتب محمد بن بشير في حداثته للقاضي مصعب بن عمران ثم خرج حاجا فلقي مالك بن أنس وجالسه وسمع منه وطلب العلم أيضا بمصر ثم انصرف فلزم ضيعته في باجة وقال ابن حيان إنه استقدم من باجة للقضاء برأي العباس بن عبد الملك وحكى أنه كتب لأخيه إبراهيم وقال في نسبه محمد بن سعيد بن بشير بن شراحيل ذكر ذلك في انتخابه من أخبار القضاة وقال ابن شعبان في الرواة عن مالك من أهل الأندلس محمد بن بشير بن

____________________

سرافيل المعافري ولي القضاء وكان رجلا صالحا وبعدله تضرب الأمثال وهو من أهل باجة واستوطن قرطبة وتوفى سنة ثمان وتسعين ومائة أغفله ابن الفرضي وذكر سعيد بن محمد بن بشير

975 محمد بن عمرو بن شراحيل المعافري من أهل قرطبة يكنى أبا سعيد ولي قضاء جيان واستجة وأصل أبيه من باجة وقد ولي قضاء الجماعة ونزل في درب الفضل بن كامل عن ابن حيان وينبغي أن يتأمل

976 محمد بن عيسى بن دينار الغافقي من أهل قرطبة كان فقيها زاهدا وحج وحضر افتتاح اقريطس فاستوطنها عن الرازي

977 محمد بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي حليف لهم من أهل قرطبة خرج حاجا ولقي سحنون بن سعيد بإفريقية ولقي بمصر رجالا من أصحاب مالك فسمع منهم وعرف بالفقه والزهد وجاور بمكة توفي هنالك ولما أتى نعيه إلى أبيه وجد عليه وجدا شديدا ذكره الرازي

978 محمد بن مروان بن خطاب وعميرة بن عبد الجبار بن خطاب بن مروان بن نذير مولى مروان بن الحكم من أهل تدمير وهو المعروف بأبي جمرة على ما ألفيت بخط شيخنا أبي بكر بن أبي جمرة رحل حاجا هو وأبناه خطاب وعميرة في سنة اثنتين وعشرين ومائتين وسمعوا ثلاثتهم من سحنون بن سعيد المدونة بالقيروان ذكر ذلك ابن الفرضي في تاريخه وسمى عميرة منهم في بابه وأغفل أباه وأخاه وقرأت بخط أبي عمرو بن عبد البر حج محمد بن مروان مع ابنيه عميرة وخطاب وسمع معهما المدونة من سحنون وأدركوا أصبغ بن الفرج وأخذوا عنه وكان شيخنا أبو بكر يقول إذ انتهى بنسبه إلى عبد الملك بن أبي جمرة وعبد الملك هذا سمع بالقيروان من سحنون بن سعيد وسندي عنه بحسب النسبة إليه فهو ثالث لهما

979 محمد بن عبد الملك بن حبيب السلمي من ولد العباس بن مرداس رضي

____________________

الله عنه من أهل قرطبة روى عن أبيه وحدث وكان عالما فاضلا وعقب عبد الملك من ولده محمد هذا إذ توفي سعيد وعبد الله ولم يعقبا وتوفي عبيد الله شابا لم يكتهل وقال بعض أهل العلم أعلى الرواة عن عبد الملك ابنه عبيد الله ثم سعيد بن النمير ثم محمد بن عبد الملك ثم يوسف بن يحيى المغامي من خط أبي الخطاب بن واجب وإفادة أبي عبد الله بن عتاب

980 محمد بن أرقم السبائي من أهل قرطبة كان ممن يبصر العربية والحساب ويتفنن فيه وأدب القاسم وأصبغ وعثمان أولاد الأمير محمد بن عبد الرحمن ذكره ذلك الرازي وغيره

981 محمد بن قمر من أهل قرطبة روى هو وأخوه عبد الله بن قمر عن عبد الملك بن حبيب وزوج أحدهما ابنة عبد الملك بعد وفاته ذكر ذلك أبو عبد الله بن عتاب وذكر ابن الفرضي عبد الله منهما وقال كانت ابنة عبد الملك بن حبيب تحته

982 محمد بن أيمن بن فرجون ويقال فيه فرج مولى الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية من أهل قرطبة صحب أخاه عبد الملك بن أيمن في رحلته وسماعه من سحنون بن سعيد بالقيروان ومن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح بمصر ومن غيرهما وكان يقرىء القرآن حكى عنه أبو عبد الملك بن عبد البر ووصفه بالورع وقال الرازي كان من المشهورين في التأديب وكان عنده فيه حذق وتقريب

983 محمد بن يوسف الجمحي من أهل شذونة من حاضرة قلسانة ولي قضاء إشبيلية في سنة ثلاث وسبعين ومائتين فلم يزل قاضيا إلى ولاية الأمير عبد الله بن محمد فأمضاه على القضاء إلى أن خرج مع ولده الأمير محمد بن عبد الله في سنة ست وسبعين ذكره ابن حارث

984 محمد بن حزم من أهل قرطبة روى عن بقي بن مخلد روايته وأخذها عنه

____________________

وعن محمد بن وضاح وكان راوية للأدب والطرف نقل جميع كتب محمد بن عبد الله بن الغازي عنه وكتب محمد بن عبد السلام الخشني ولم يكن قبله أجمع للدواوين منه ولا أصبر على الكتاب ولا أدوم على النظر وكان خيرا فاضلا متقدما مبرزا وخرج حاجا في سنة اثنتين وثمانين ومائتين فأدركته الوفاة في مسيره وقد ركب البحر فكفن وصلي عليه وألقي في البحر وهو الذي أدب أحمد بن بقي ومحمد بن هاشم الأقشتين وكان أبوه معلم عامة وكانت له أخت تؤدب أيضا وتجمعهم كلهم في التعليم دار واحدة قاله الرازي ووصفه بتدوين كل أمر وتاريخ كل خبر وذكره ابن الفرضي مختصرا وأورد روايته عن يحيى بن مزين وقاسم بن محمد وأبان بن عيسى بن دينار

985 محمد بن عبد الله بن أبي عامر محمد بن وليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري من أهل قرطبة وأصله من الجزيرة الخضراء هكذا نسبه ابن حارث وقال استقضاه الأمير عبد الله يعني على إشبيلية سنة اثنتين ومائتين في ربيع الآخرة وبقي قاضيا إلى شهر رمضان سنة تسعين فكانت ولايته ثماني سنين وستة أشهر وكانت الصلاة في أيامه إلى غيره وقال غير ابن حارث في نسبه محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر وهو جد المنصور أبو أبيه

986 محمد بن أحمد بن سعدون له رحلة روى فيها عن محمد بن سحنون حدث عنه أبو الفرج عبد الله بن عبد الوارث الطليطلي من برنامج حاتم الطرابلسي

987 محمد بن عبد الخالق الغساني من أهل البيرة قدم على الناصر عبد الرحمن بن محمد في أول خلافته صدرا في أهل الكورة وهم جند دمشق وقد نصحهم وحضهم على الدخول في الطاعة فاستقضاه عليهم في النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث مائة فهو أول قاض استقضاه من كتاب ابن حيان

987 محمد بن نصر الجهيني من أهل سرقسطة وأبوه نصر الذي انتقل إليها من

____________________

قرطبة عند هيج أهل اربض وهو أخو إبراهيم بن نصر قال ابن الفرضي شاركه في رحلته يعني التي سمع فيها من محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن إسماعيل التزمذي والحرث بن مسكين والمزني والربيع بن سليمان صاحبي الشافعي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأبي الطاهر بن السرح وجماعة سواهم ولا أعلم إن كان بلغ مبلغ الأخذ عنه أم لا

989 محمد الأسدي من أهل طليطلة يعرف بابن بنكلش وصفه الصاحبان بالزهد والفقه وقالا فيه راوية الحرث بن مسكين وغيره وحدثا عن محمد بن نصر مولاه قرأت ذلك بخط أبي جعفر بن ميمون منهما

990 محمد بن سعيد بن خمير بن عبد الرحمن من أهل قرطبة روى عن أبيه وهو تولى الصلاة عليه عند وفاته في صفر سنة إحدى وثلاث مائة ولا أعلمه حدث بعضه عن ابن الفرضي

991 محمد بن عمر بن خيرون المعافري أندلسي سكن القيروان يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عرضا عن أبي بكر عبد الله بن مالك بن سيف وإسماعيل بن عبد الله النحاس ومحمد بن سعيد الأنماطي وعبيد بن محمد المعروف برجال وسمع من عيسى بن مسكين وكان إماما في قراءة نافع عثمان بن سعيد ثقة مأمونا قدم القيروان واستوطنها وأقرأ بها في مسجده المنسوب إليه بالزيادية وكان يأخذ أخذا شديدا على مذهب المشيخة من أصحاب ورش روى القراءة عنه عامة أهل القيروان وسائر المغرب فممن اشتهر بالنقل عنه ابناه محمد وعلي وأبو جعفر أحمد بن بكر وأبو بكر الهواري المعلم وعبد الحكم بن إبراهيم وعلي بن أحمد البجاني توفي بمدينة سوسة وكان قد أوطنها يوم الاثنين للنصف من شعبان سنة ست وثلاث مائة ذكره أبو عمرو المقرئ وذكر ابن الفرضي محمد بن محمد بن خيرون وكناه أبا جعفر وسماه في الغرباء وحكى

____________________

ما حكاه أبو عمرو في وفاة هذا وغير ذلك ولا أدري من المصيب منهما وذكره أيضا عتيق بن خلف القيرواني في كتاب الافتخار من تأليفه وقال كان ثقة كريم الأخلاق سمح النفس إماما في القراءات أول من قدم بتحقيق قراءة نافع وكان قد حج وسمع من عيسى بن مسكين الحديث قرئ عليه بالقيروان وسوسة إذ وطنها وكان واحد أئمة زمانه في علم القرآن

992 محمد بن مفلت الجياني له رحلة لقي فيها محمد بن زكرياء الرازي الطبيب صاحب التواليف سنة سبع وثلاث مائة وكان تاجرا حكى عنه الحكم المستنصر بالله ومن خطه استفيد ذلك وفي تاريخ ابن الفرضي محمد بن موسى بن مفلت الكناني من أهل قرطبة أحد الرواة عن ابن وضاح وهو غير هذا

993 محمد بن محمد بن أرقم السبائي من أهل قرطبة كان من أهل العلم بالعربية واللغة والكلام في معاني الشعر وأدب الخليفة الناصر عبد الرحمن بن محمد في أيام جده الأمير عبد الله فلما ولي الخلافة شرفه وقدمه إلى خدمته وله رد على عبيد الله بن يحيى بن يحيى في مجلس إسماعه وهو أحد الرواة عنه أورده الزبيدي وعنه أكثر خبره وسائره عن الرازي وقد تقدم ذكر أبيه

994 محمد بن وليد بن سعيد من أهل قرطبة سمع من محمد بن وضاح ذكره أبو عبد الله بن مفرج في الرواة عنه وفي الطبقة الأولى من أصحابه

995 محمد بن مجاهد يروي عن أبي إسحاق بن باز وأبي عمر المغامي روى عنه أبو عبد الله بن عيشون الطليطلي من خط أبي جعفر بن ميمون

996 محمد بن خالد الأموي من أهل قرطبة سمع من أبن وضاح قاله ابن مفرج وذكره في الطبقة الثانية من الرواة عنه

997 محمد بن حامد المؤدب من أهل قرطبة كان من أصحاب بقي بن مخلد

____________________

وحكى الرازي عنه قال كنا إذا ذكرنا أبناء الخلفاء أوضع الشيخ بقي في ذكر الولد عبد الله بن محمد ووصفه بالصفات الجميلة والمذاهب الرضية

998 محمد بن وهب من أهل قرطبة يعرف بابن الصيقل صحب محمد بن مسرة الجبلي وكان دونه في السن ورافقه في طريق الحج وكان خيرا فاضلا مجتهدا توفي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس لثلاث بقين من ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة

999 محمد بن إسماعيل النحوي من أهل قرطبة وليس بالحكيم كان بصيرا بالعربية والشعر وكان يؤدب بمسجد متعة ذكره الزبيدي

1000 محمد بن أبي علاقة البواب من أهل قرطبة كانت له رحلة إلى المشرق لقي فيها جماعة من أهل العلم وأخذ عن أبي إسحاق الزجاجي وأبي بكر بن الأنباري وأبي الحسن علي بن سليمان الأخفش وأبي عبد الله نفطويه وغيرهم ذكره الرازي وقال توفي يوم الثلاثاء مستهل جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة من خط أبي الخطاب بن واجب وكنى أباه وقال ولم يذكره ابن الفرضي وقال أبو عبد الله بن أبي الخصال فيه ابن علاقة غير مكنى وحكى أنه سمع من الأخفش الكامل للمبرد قال وصار كتابه إلى المستنصر بالله الحكم بن عبد الرحمن وقال الحكم لم يصح كتاب الكامل عندنا برواية إلا من قبل ابن علاقة وكان ابن جابر الإشبيلي قد رواه قبل بمصر بمدة وما علمت أحدا رواه غيرهما

وكان ابن الأحمر القرشي يذكر أنه رواه وكان صدوقا ولكن كتابه ضاع ولو حضر ضاهي الرجلين المتقدمين

1001 محمد بن أبي رباح الزاهد من أهل قرطبة سمع من ابن وضاح ذكره ابن مفرج في الطبقة الثانية من روايته

____________________

1002 محمد بن زكرياء من أهل إشبيلية يعرف بابن الطنجية كان أديبا إخباريا حكى عنه أبو بكر بن القوطية في تاريخه

* 1003 محمد بن قاسم بن محمد بن حجاج بن حبيب بن عمير اللخمي من أهل إشبيلية حدث الزبيدي عنه عن أبيه أن أبا محمد الأعرابي العامري الوارد عليهم قال له يوما يا أبا عمرو تقول للمرأة أنت تودين كذا فكيف تقول للنسوة فقد اختلط ذلك علي بسبب دخولي أمصاركم ومخالطتي لكم وكان قليل الالتفات إلى أهل العلم بالعربية فقلت في نفسي الحمد لله الذي أخرجه إلي ثم قلت يا أبا محمد في ذلك لغات العرب تقول للنسوة أنتن توددن وتأددن وتيددن وتيددن كل ذلك تقوله العرب

1004 محمد بن عبد الله بن حسان الأنصاري أندلسي الأصل سكن القيروان يعرف بابن أبي المنظور ويكنى أبا عبد الله رحل وسمع إسماعيل القاضي وأبا محمد بن قتيبة والحرث بن أبي أسامة وأبا يعقوب الدبري روى عنه عبد الله بن أبي هاشم وابن التبان الفقيه وغيرهما وولي القضاء بالقيروان لاسماعيل الشيعي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وتوفي وهو يتولاه يوم السبت لعشر بقين من المحرم سنة سبع وثلاثين ودفن بباب سلم من كتاب الافتخار لعتيق بن خلف ووقفت أنا على تحديث ابن عيشون الطليطلي عن لقيه بالقيروان وهو حكى تحديثه عن الدبري وإسماعيل القاضي

1005 محمد بن عبد الله بن عروس من أهل مورور يكنى أبا عبد الله كان دقيق النظر في العربية بصيرا بالعروض وعلم الحساب وتوفي حدثا سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ذكره الزبيدي

1006 محمد بن زيد مولى الأمير عبد الرحمن بن الحكم من أهل قرطبة يكنى

____________________

أبا عبد الله أخذ عن الحكيم محمد بن إسماعيل وكان عالما بالعربية صحيح الرواية للشعر ذكره الزبيدي

1007 محمد بن يحيى بن إسحاق بن يحيى بن يحيى بن كثير الليثي من أهل قرطبة روى عن سلفه وعني يالعلم وألحق بأهل الشورى ذكره الرازي

1008 محمد بن هشام بن عبد العزيز بن محمد بن سعيد بن الأمير الحكم الربضي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر كان أديبا شاعرا وكان في أيام الناصر وألف كتابا في أخبار الشعراء بالأندلس ذكره الحميدي

1009 محمد بن عقيل من أهل إستجة وسكن قرطبة اختلف إلى الفقهاء وأخذ عنهم وكان بصيرا بالعربية راوية للشعر متصرفا أدب عند القاضي محمد بن عبد الله بن أبي عيسى ثم عند الزجاجلة ذكره الرازي

1010 محمد بن المكفوف القرشي مولاهم يعرف بابن الأصفر ويكنى أبا عبد الله سكناه بإشبيلية ثم سكن قرطبة وكان مؤدبا بالقرآن والنحو والشعر مشاركا في علم الكلام وغير ذلك أديبا شاعرا ذكره الزبيدي

1011 محمد بن حزم بن بكر التنوخي من أهل طليطلة وسكن قرطبة يعرف بابن المديني سمع من أحمد بن خالد وغيره وصحب محمد بن مسرة الجبلي قديما واختص بمرافقته في طريق الحج ولازمه بعد انصرافه وكان من أهل الورع والانقباض وحكى عن مسرة أنه كان في سكناه المدينة يتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم قال ودله بعض أهل المدينة على دار مارية أم إبراهيم سرية النبي صلى الله عليه وسلم فقصد إليها فإذا دويرة لطيفة بين البساتين بشرقي المدينة عرضها وطولها واحد قد شق في وسطها بحائط وفرش على حائطها خشب غليظ يرتقى إلى ذلك الفرش على خارج لطيف وفي أعلى ذلك بيتان وسقيفة كانت مقعد النبي صلى الله عليه وسلم في الصيف قال رأيت أبا عبد الله بعدما صلى في البيتين والسقيفة وفي كل

____________________

ناحية من نواحي تلك الدار ضرب أحد البيتين بشبره فكشفته بعد انصرافي وهو ساكن في الجبل عن ذلك فقال هذا البيت الذي تراني فيه بنيته على تلك الحكاية في العرض والطول بلا زيادة ولا نقصان

1012 محمد بن أصبغ الكاتب من ساكني إشبيلية يكنى أبا بكر كان من أهل العلم باللغة والشعر ذا حظ من العربية جيد الضبط حسن التقييد شاعرا مطبوعا سهل الكلام سبط اللفظ توفي في شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وثلاثمائة عن الزبيدي

1013 محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن صالح بن تمام العذري من أهل سرقسطة يعرف بابن فورتش وسليمان هو المعروف بذلك وهو جد القاضي محمد بن اسماعيل بن محمد رحل حاجا ولقي محمد بن محمد بن اللباد وغيره وولي قضاء سرقسطة بلده وتطيلة وأعمالها للناصر وابنه المستنصر بالله بعضه عن ابن حارث

1014 محمد بن وليد بن مروان بن عبد الملك بن أبي حمرة من أهل مرسية حدث عن أبيه بالمدونة لسحنون وحدث عنه ابنه وليد بن محمد قاله شيخنا أبو بكر بن أبي حمرة

1015 محمد بن أصبغ النحوي الضرير من أهل قرطبة يعرف بدريود أخذ العربية عن أحمد بن عبد الكريم الجياني ونظر عنده فيها وتقدم في صناعتها وله شرح في نحو الكسائي في ستة أجزاء حمل عنه وسمع منه وكان الخليفة بقرطبة قد نقله إلى الزهراء وأنزل في دار كان يقعد للسامعين منها في قصبة مطلة على السهلة وعلى قرطبة

____________________

روى عنه أبو أيوب بن عمرون القاضي وأكثر خبره من برنامجه وأبو القاسم سلمة بن سعد الله النحوي وأغفله ابن بشكوال وقد أجرى ذكره في كتابه

1016 محمد بن يوسف بن عبد الله الوراق من أهل وادي الحجارة ونشأ بالقيروان يكنى أبا عبد الله اتصل بالحكم المستنصر بالله في عوده إلى الأندلس وألف له في مسالك إفريقيا وممالكها ديوانا ضخما وفي أخبار ملوكها وحروبهم كتبا جمعة إلى غير ذلك من تواليفه الحسان ذكره ابن حزم وقال مدفنه قرطبة وهجرته إليها وفي خبره عن ابن حيان وقال فيه الحافظ لأخبار المغرب

1017 محمد بن مسعود بن شاب المخزومي من أهل إشبيلية وجده الداخل إلى الأندلس وهو يحيى بن منصور بن محمد بن هشام بن إسماعيل بن المغيرة سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ وابن أيمن وغيرهما وكان أبوه مسعود بن شاب بن عبد الله في قول الرازي وجها من وجوه بلده

1018 محمد بن حسان من أهل قرطبة يعرف بابن جلجل وهو أخو سليمان بن حسان الطبيب وكان أسن منه سمع من وهب بن مسرة وأحمد بن الفضل الدينوري وأبي زكرياء بن الشامة وغيرهم وعني بالحديث ولقاء أهله وفي كتبه تقيد سماع أخيه سليمان من هؤلاء المذكورين حكى ذلك في كتاب طبقات الأطباء من تأليفه

1019 محمد بن سليمان العكي يعرف بابن الموروري سمع من أحمد بن خالد وصحب محمد بن مسرة الجبلي وأخذ كتبه وضبطها وكان من أهل الفضل والزهد وتوفي لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة

____________________

1020 محمد بن يحيى بن مالك بن يحيى بن عائذ ولد أبي زكرياء الراوية من أهل طرطوشة يكنى أبا بكر تأدب بقرطبة وسمع بها من قاسم بن أصبغ ومحمد بن معاوية القرشي وأحمد بن سعيد ومنذر بن سعيد وأبي علي القالي وغيرهم وكان حافظا للنحو واللغة والشعر يفوت من جاراه على حداثة سنة شاعرا مجيدا مرسلا بليغا ورحل مع أبيه إلى المشرق سنة تسع وأربعين وثلاث مائة فسمع بمصر من ابن الورد وابن السكن وحمزة الكناني وأبي بكر بن أبي الموت وغيرهم

وسمع أيضا بالبصرة وبغداد كثيرا وخرج إلى أرض فارس فسمع هنالك وجمع كتبا عظيمة وأقام بها إلى أن توفي بأصبهان معتبطا مع الستين وثلاث مائة ومولده بطرطوشة صدر ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة ذكره ابن حيان

1021 محمد بن عبدون الجبلي العددي من أهل قرطبة أدب بالحساب والهندسة ورحل في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة فدخل مصر والبصرة وعني بعلم الطب فمهر فيه ودبر مارستان الفسطاط ثم رجع إلى الأندلس سنة ستين وثلاث مائة فاتصل بالمستنصر بالله وابنه المؤيد بالله وله في التكسير تأليف حسن ذكره بن جلجل وصاعد القاضي

1021 محمد بن هاني بن محمد بن سعدون الأزدي الأندلسي غلب ذلك عليه من أهل البيرة ونشأ بقرطبة يكنى أبا القاسم وهو من ولد المهلب بن أبي صفرة قيل من

____________________

ولد يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب وقيل من ولد أخيه روح بن حاتم وأبوه من قرية من قرى المهدية دخل الأندلس وولد له ابنه أبو القاسم بها وكان أكثر تأدبه بقرطبة ثم استوطن أبوه البيرة وخرج منها فاتصل بجعفر بن علي بن حمدون الأندلسي وبأخيه يحيى ثم صحب المعز معد بن إسماعيل صاحب إفريقية والمغرب وغلا في أمداحه بأوصاف انكرت واستعظمت وهو وأبو عمر القسطلي نظيران لحبيب والمتنبي بعض خبره عن الحميدي وتوفي ببرقة في توجهه إلى مصر سنة 61 وذكر أبو علي الحسن ابن رشيق في قراضة الذهب من تأليفه أنه توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة

1023 محمد بن قاسم بن عباس بن وليد بن صارم بن أبي رباح من أهل قرطبة يعرف بابن عسلون ويكنى أبا القاسم روى عنه ابنه قاسم سمع عليه جل روايته من كتاب ابن بشكوال وأغفله وقال كان محدثا

1024 محمد بن يوسف بن نصر الأزدي والد أبي الوليد بن الفرضي من أهل قرطبة وأبوه يوسف انتقل إليها من استجة سمع من أحمد بن خالد وأخذ عن حباب بن عبادة الفرضي وغلب عليه علم الفرض والحساب فنسب إليه وعرف به حكى عنه ابنه في التاريخ وأتى بخبره تفاريق فجمعتها وقال توفي بطليطلة في عقب جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة وصلى عليه فتح بن أصبغ الزاهد المعروف بابن تاكلة

1025 محمد بن فتح التجيبي من أهل وشقة يكنى أبا عبد الله يروي عن عبد الله بن الحسن السندي حدث عنه أبو الجزم بن أبي درهم

1026 محمد بن عبد الله يعرف بالميني نسبة إلى منية عجب بن قرطبة ويكنى أبا عبد الله رحل وحج وكان من أصحاب يحيى بن مجاهد الأليبري موصوفا بالصلاح وإجابة الدعوة حكى عنه أبو بكر بن موسى الشذوني وغيره

1027 محمد بن القاسم بن مسعدة البكري من أهل وادي الحجارة يكنى أبا عبد الله سمع بقرطبة من الحسن بن سعيد وحدث عنه بالناسخ والمنسوخ لأبي عبيد ومن تميم أبي العرب ومسلمة بن قاسم وإسماعيل بن أبي الفوارس ونجاح بن نذير القرشي

____________________

وغيرهم وكانت له رحلة سمع فيها من ابن الأعرابي بمكة ومحمد بن أبي أيوب الصموت بمصر وما أراه أخذ عن أبيه القاسم شيئا لتقدم وفاته وهو أحد أصحاب النسائي حدث عنه أبو محمد بن وليد بن الأسلمي وأبو إسحاق بن أبي عاصم وغيرهما

1028 محمد بن عبد الرحمن الأزدي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالفراء صحب أبا بكر يحيى بن مجاهد واختص به ولطف محله منه وقرأ عليه القرآن ورحل صحبته لأداء فريضة الحج وكان رجلا صالحا كثير التلاوة للقرآن والخشوع إذا قرأ بكى ورتل وبين في مهل ويقول أبو بكر علمني هذه القراءة ذكره يونس القاضي وحكى أنه سرد الصوم اثنتي عشرة سنة قبل موت ابن مجاهد مفطرا كل ليلة وقت الإفطار ثم تمادى على ذلك بعد مدة مفطرا عقب العشاء الآخرة لالتزامه الصلاة من المغرب إليها تزيدا من الخير واجتهادا في العمل

1029 محمد بن مطرف صحب ابن أبي زيد بالقيروان وله رحلة إلى العراق ذكره الحميدي ولا أعرفه

1030 محمد بن اسماعيل بن محمد من أهل وشقة يعرف بابن الأبار ويكنى أبا عبد الله روى عن أبيه إسماعيل وعن عبد الله بن الحسن السندي وأكثر عنه وعن زكرياء بن النداف وغيرهم وكان من أهل الفقه والحديث سمع منه أبو الحزم بن أبي درهم وحدث عنه بالمدونة وغيرهما ذكر ذلك أبو الوليد الباجي وسواه

1031 محمد بن موسى بن علون بن زياد الجذامي من أهل شذونة وسكن قرطبة يكنى أبا بكر وأبوه هو ابن عم قاضي الجماعة موسى بن محمد بن زياد روى عن أحمد بن علي بن الحسن البجاني وغيره وصحب أبا بكر بن مجاهد الالبيري واتصل به وأبا عبد الملك القوتراشي وغيرهما من الصلحاء ولقي أبا عبد الله بن النعمان المقرىء وجمع علما كثيرا وكان فاضلا ورعا متواضعا واعظا لسنا بكاء من خشية الله له حال من خيره وعلمه وروايته توجب رياسته لكنه زهد فيها وآثر التواضع والاحتقار لنفسه فلم يتزين قط بذكر نسبه ولا عرف إلا من بعض أهله بعد موته وله كتب ألفها في الزهد

____________________

وآثار صالحة ذكره القاضي يونس بن عبد الملك وحكى عنه وحدث عنه أحمد بن محمد بن الحسن الطليطلي من شيوخ الصاحبين وجمع فضائل أبي بكر بن مجاهد الألبيري شيخه قرأت ذلك بخط صاحب الأحكام أبي الحجاج بن أيوب

1032 محمد بن معمر مستملى أبي علي توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ذكره ابن عزيز ولعله صاحب محمد بن الحسين الفهري الآتي بعده فليتأمل

1033 محمد بن عبد البر النمري من أهل قرطبة جد أبي عمر الحافظ كان من العباد المنقطعين المعروفين بالتهجد المبرزين فيه ومن أصحاب يحيى بن مجاهد وتوفي قبل ابنه بسبعة أشهر وهو ابن ثمانين سنة وكانت وفاة عبد الله فيما قرأت بخط أبي عمر سنة ثمانين وثلاث مائة

1034 محمد بن الحسين الفهري وراق أبي علي البغدادي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر وأبا عبد الله وكناه بعضهم أبا القاسم روى عن أبي علي ولازمه وتقدم في حفظ الآداب والعلم باللغات وهو تولى مع محمد بن معمر الجياني نسخ مالم يهذب أبو علي من تأليفه الذي سماه البارع وتهذيبه مع أصوله التي بخطه وخطهما عما كتب بين يديه وكان هو قد عمل فيه من سنة خمسين إلى أن توفي لسبع خلون من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وصحح منه كتاب الهمزة وكتاب العين فلما كمل الكتاب وارتفع إلى الحكم المستنصر بالله وأراد أن يقف على ما فيه من الزيادة على النسخة المجتمع عليها من كتاب العين فبلغ ذلك إلى خمسة آلاف وست مائة وثلاث وثمانين كلمة قرأت هذا الخبر بخطأبي محمد بن السيد البطليوسي وروى عن الفهري هذا أبو القاسم بن الأفليلي وأبو خالد هاشم بن محمد التراس وغيرهما حدث الطبني عنهما عنه وحكى أبو عبد الله بن الحاج الشهيد قال نقلت من خط شيخنا أبي علي الغساني قال ذكر أبو عبد الله محمد بن الحسين الفهري وراق أبي علي قال قال لنا أبو علي البغدادي غير مرة قال لنا أبو بكر بن دريد وأبو بكر بن الأنباري كتاب الألفاظ ليعقوب بضاعة وكتاب إصلاح المنطق له أيضا بضاعة وكتاب أدب الكتاب لابن قتيبة بضاعة وكتاب الغريب المصنف لأبي عبيد بضاعة وكتاب شرح الحديث له أيضا بضاعة

____________________

1035 محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار بن عمرو بن ثعلبة المعافري أندلسي يكنى أبا عبد الله رحل إلى المشرق فسمع خيثمة بن سليمان وأبا سعيد بن الأعرابي وإسماعيل بن محمد الصفار وبكر بن حماد التاهرتي وغيرهم روى عنه أبو عبد الله الحاكم وقال اجتمعنا بهمذان سنة إحدى وأربعين يعني وثلاث مائة فتوجه منها إلى أصبهان وكان قد سمع في بلاده وبمصر من أصحاب يونس وبالحجاز والشام وبالجزيرة من أصحاب علي بن حرب وببغداد وورد نيسابور في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين فسمع الكثير ثم خرج إلى مرو ومنها إلى بخارى فتوفي بها في رجب من سنة ثلاث وثمانين وثلاث مائة وروى عنه أيضا أبو القاسم بن حبيب النيسابوري وغيرهما وذكره ابن عساكر وقال أنا أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن عمر وأبو محمد الحسن بن محمد البغويان قالا أنا عمر بن أحمد بن محمد بن الخليل البغوي نا أبي الفقيه أبو حامد إملاء أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب أنشدنا أبو عبد الله محمد بن صالح الأندلسي

( ودعت قلبي ساعة التوديع ** وأطعت قلبي وهو غير مطيع )

( إن لم أشيعهم فقد شيعتهم ** بمشيعين تنفسي ودموعي )

وذكره ابن الفرضي ولم يذكر كنيته ولا رفع في نسبه وقال إنه من أهل قرطبة واستوطن بخاري وجعل وفاته بها في سنة ثمان وسبعين والأول قول الحاكم وهو أصح

1036 محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن أبي الفوارس واسمه حبيش من أهل قرطبة وولي أبوه إسماعيل للمستنصر قضاء إشبيلية حكى القبشي أنه كان من أكتب الناس للمصاحف وقال يحكى عنه أنه كان يكتب المصحف في جمعتين أو نحوها ولم يذكر له رواية عن أبيه ولا عن غيره

1037 محمد بن محمد من أهل بجانة وكان بها أو بجهتها قاضيا حدث عنه أبو عمر يوسف بن أفلح وعن محمود بن حكم بكتاب الأصول لأبي عبيد وكان قد سمعاه من أبي بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت المكي في رحلتهما

____________________

1038 محمد بن أحمد من أهل قرطبة يعرف باليتيم يكنى أبا عبد الله قرأ على ابن النعمان وكان في عداد القراء ببلده من خط أبي عمرو المقرئ ولم يذكره في الطبقات

1039 محمد بن محمد بن أمية من أهل قرطبة ومن شيوخ الصاحبين يكنى أبا بكر كتبا عنه أحاديث نقلت ذلك من برنامجهما

1040 محمد بن الفرج بن فارس الطائي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله كان هو وأخوه أصبغ بن الفرج من فقهاء بلدهما ونبهائها أهل الجلالة والعدالة ولأصبغ منهما الشغوف بالرحلة لأداء الفريضة والأخذ فيها وقبلها عن جلة المشيخة ومحمد أحد الشهود على أبي إسحاق الشرفي في السجل المنعقد برد أبي عبد الله بن العطار إلى ما كان عليه من الشورى ورفع السخطة عنه وذلك في صفر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة أفادنيه بعض أصحابنا

1041 محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال من أهل قرطبة روى عن أبيه وغيره وكان من أهل العدالة والنباهة وممن شهد في سجل ابن العطار المذكور قبل

1042 محمد بن عبد الملك من أهل قرطبة يعرف بالنحاس ويكنى أبا عبد الله يروي عن أحمد بن زياد أجاز له حدث عنه الصاحبان وقالا كتبنا عنه أحاديث وأجاز لنا

1043 محمد بن إبراهيم بن هاني بن عيشون يعرف بالألبيري ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءة عرضا عن أبي بكر محمد بن أشتة وسمع منه بعض مصنفاته وأقرأ الناس بالأندلس وحدث وكتب عنه وقرأ عليه غير واحد وتوفي بعد سنة تسعين وثلاثمائة ذكره أبو عمرو المقرئ وحكى الصاحبان أنه كان إمام الجامع بطليطلة وأنهما

____________________

كتبا عنه عن أبي الحسن بن حيوية وحمزة الكناني والحسن بن الخضر الأسيوطي وأبي بكر الآجري وابن أشتة وابن الأدفوي وغيرهم

1044 محمد بن عمرو بن محمد بن أيوب البكري من أهل لبلة وسكن قرطبة هو وأخوه أيوب بن عمرو يكنى أبا القاسم اصطنعه المنصور محمد بن أبي عامر وائتمنه على بناء الثغور وقلده السفارة في عقد السلم بينه وبين ملوك الروم وقواميسهم والاشتراط له وعليه وكان يخطط بالوزير القاضي وهو أحد الشهود السامعين من هشام المؤيد من أمر يعقده لابن أبي عامر في تجديد الألفه ذكره ابن حيان

1045 محمد بن بسام بن خلف بن عقبة الكلبي من أهل سرقسطة وإمام الجامع بها يكنى أبا عبد الله يروي عن أخيه عبد الله بن بسام حدث عنه الصاحبان

1046 محمد بن أحمد الكتاني من أهل قرطبة يكنى أبا بكر قال الصاحبان كان يحضر معنا السماع عند شيوخنا وكتبنا عنه أحاديث وحكايات

1047 محمد بن سعيد الإمام من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي بكر محمد بن أحمد بن خالد وأبي محمد عبد الله محمد بن نصر حدث عنه أبو عمرو المقرىء وقال أجاز لي جميع كتبه

1048 محمد بن يوسف بن محمد بن عمر بن يوسف بن عمروس من أهل استجة ومن ولد عمروس بن يوسف صاحب الثغر المنتزي بسرقسطة كان من أهل الفقه والحفظ والرواية للحديث ومات في حياة أبيه ذكره أبو بكر بن أبي الفياض في تاريخه وأخبرني به غير واحد عن أبي بكر بن نمارة عن عمر بن الفصيح عنه وكانت وفاة يوسف والد محمد هذا سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة

1049 محمد بن فتح الأنصاري الثغري الإمام يكنى أبا عبد الله وأبوه يكنى أبا نصر دخل مصر في رحلته وكان صاحب صلاة موضعه قال أبو عمرو والمقرىء كتبت عنه حكايات وأخبارا وأنشدني أبياتا في الزهد وقرأت أنا منها بخط أبي الحسن بن هذيل

____________________

( كم من قوي قوي في تقلبه ** مهذب الرأي عنه الرزق ينحرف )

( ومن ضعيف ضعيف الرأي مختبل ** كأنه من خليج البحر يغترف )

1050 محمد بن يحيى بن آدم التنوخي من أهل طليطلة كتب إلى الصاحبين يخبرهما بحكايات عن رجاله

1051 محمد بن حكم بن سعيد من أهل قرطبة يعرف بالخال كتب الكثير بخطه من فنون العلم وكان أنيق الوراقة يتنافس فيها إلى اليوم ولا أعلم له رواية ووقفت على بعض ما كتب في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة

1052 محمد بن يحيى بن يوسف من أهل مدينة الفرج يكنى أبا عبد الله روى عن أحمد بن خلف هو ابن فرتون وحدث بسماع أبي قرة عن ابن عبد المؤمن روى عنه الصاحبان وقالا توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة

1053 محمد بن ابراهيم بن يحيى بن عبد الملك بن عبد الحميد بن محمد المعافري من أهل طليطلة يكنى أبا عبد الله روى ببلده عن أبي المطرف بن مدراج ورحل إلى المشرق فروى عن أبي قتيبة سلم بن الفضل وأبي بكر محمد بن أحمد بن خروف حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الطليطلي وهو نسبه قال وقال لنا إن عبد الرحمن بن عيسى يعني ابن مدراج أجاز له جميع كتبه وحدث أيضا عنه الصاحبان وقالا توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة زاد ابن بشكوال في رجب وذكره في زياداته ولم يستوف خبره

1054 محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن محمد بن عبد الله الأصيلي من أهل قرطبة وأصله من شذونة وسكن سلفه أصيلة بالعدوة سمع أباه أبا محمد وكتب عنه تواليفه وتوفي قبل الأربعمائة حكى ابن حيان في تاريخ الكبير أن أبا محمد الأصيلي ذكر لأصحابه قبل موته بمدة ما يتوقع من حلول الفتنة على رأس الأربعمائة وما يحمله فيها من إثارة فشنع في شأنها وسألهم التأمين على دعائه الله أن لا يؤخره إليها وأنهم فعلوا

____________________

فقال ولا ابني محمد هذا وهو واحده وله من نفسه ألطف منزلة وهو مقتبل الشباب فشابعوه فيما أراد من ذلك وأن محمدا ليتوجد منه فقدر الله تعالى الاستجابة

1055 محمد بن خطاب الازدي النحوي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه وأبي علي البغدادي وأبي بكر بن القوطية وأبي عبد الله الرباحي وغيرهم وعني بالعربية والآداب واللغات فاستقل بمعرفتها وتقدم في صناعتها قال الحميدي كان يختلف إليه في علم العربية أولاد الأكابر وله مع ذلك شعر مأثور وكان قبل الأربعمائة وقال ابن عزير كان منحاشا إلى بني خدير وقفا عليهم في تعليم أبنائهم وشيوخه عن أبي القاسم القنطري

1056 محمد بن أحمد بن عبيد الله الرعيني من أهل قرطبة يعرف بابن المشاط ويكنى أبا عبد الله وكان من أهل المعرفة والنباهة وتقلد النظر في أحباس جعفر الفتى الحاجب وتوفي ابنه أبو المطرف عبد الرحمن صاحب الشرطة وتولى هو الصلاة عليه ثم توفي بعده بنحو سنتين وذلك مع الأربعمائة

1057 محمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي زمنين المري من أهل البيرة وهو أخو أبي عبد الله الفقيه ولي القضاء وكان من أهل العلم ومن ولده القاضي أبو بكر محمد بن أبي خالد بن أبي زمنين ذكر ذلك الملاحي

1058 محمد بن سليمان بن ابراهيم من أهل جيان يكنى أبا عبد الله قال الصاحبان قدم علينا مرابطا وكان يسمع معنا وحدثنا بحكاية عن ابراهيم بن أدهم أملاها علينا وكتبناها عنه

1059 محمد بن أحمد بن عمر من أهل قرطبة يعرف بالصابوني قرأ القرآن على أبي يحيى عمروس الزاهد وتفقه بأبي بكر محمد بن عبيد الله المعيطي وخص به حكى عنه ابن عفيف ووصفه بالفقه

____________________

1060 محمد بن نصير بن حامد بن نصير الكاتب من أهل قرطبة رومي الأصل يكنى أبا القاسم روى عنه أبو عمر بن عبد البر وبخطه قرأت اسمه وكنيته في جزء من شعره سمعه منه سنة اثنتين وأربعمائة ومن ذلك قوله

( مضت أعمارنا ومضت سنونا ** فلم تظفر بذي ثقة يدان )

( وجربنا الزمان فلم يفدنا ** سوى التخويف من أهل الزمان )

لم يذكره ابن بشكوال في الصلة وسماه في رجال أبي عمر من تأليفه وقال حدث عنه في كتاب بهجة المجالس وقرأت أنا في كتاب بيان العلم من تأليفه أيضا ما أنشد هنالك من شعره

1061 محمد بن فضل الله بن سعيد من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله أخذ عن الرباحي وعلم بالعربية يروي عنه سعيد بن عيسى الأصفر قاله ابن الدباغ وابن عياد إلا أن في نسبه فضل الله بن منذر وذلك غلط إنما هو ابن أخي منذر بن سعيد القاضي البلوطي وقد أخذ كتب ابن مسرة الجبلي هووابنا عمه حكم وسعيد ابنا منذر وهم ممن ولد بعده بمدة

1062 محمد بن عبد الملك الأصبحي من أهل قرطبة يروي عن إسماعيل بن بدر حدث عنه ابنه أبو القاسم عامر بن محمد أحد شيوخ الطبني ونقلت ذلك من خط ابن الدباغ

1063 محمد بن أحمد ب قاسم بن الوليد الكلبي يكنى أبا الأصبغ أحسبه من أهل الثغر حكى أبو عبد الله بن عبد السلام الطليطلي الحافظ أنه سمع منه وقرأ عليه وأجاز له جميع ما رواه بلفظه ولم يذكر شيوخه

1064 محمد بن نصر بن عاصم يكنى أبا عبد الله كانت له رحلة روى فيها

____________________

بالقيروان عن أبي الحسن علي بن محمد الدباغ وأبي بكر يحيى بن خلفون الهواري روى عنه محمد بن إسماعيل المعروف بابن طورينة

1065 محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن إسماعيل بن فهر اللخمي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله يروي عنه ابن عبد السلام

1066 محمد بن عبد الله الكلبي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي جعفر عون الله حدث عنه أبو عمر بن معوذ بن داود الزاهد من برنامج أبي عبد الله بن خليفة القاضي

1067 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الكناني من أهل مالقة يعرف بالزيي ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي محمد الباجي وأبي الحسن الانطاكي وأبي محمد بن قاسم القلعي وأبي محمد الأصيلي وأبي عبد الله بن موهب القبري وغيرهم حدث عنه أبو محمد بن غانم بن وليد الأديب ووقفت على إجازته بأبي محمد بن حزم وأبي بكر بن إسحاق الكاتب وأبي الحسن بن بطال ومصعب بن أبي الوليد بن الفرضي في غرة صفر سنة ثمان وأربعمائة

1068 محمد بن أحمد الكفيف من أهل قلعة أيوب يعرف بابن الحاج ويكنى أبا عبد الله حدث عنه ابن عبد السلام الحافظ وقد أجاز لنا كتاب الشريعة لأبي بكر الآجري وجميع ما أجاز له أبو بكر وأمر أن يكتب لنا عنه إذ كان قد كف بصره

1069 محمد بن علي بن حسين المخزومي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر ويعرف بابن الحيني كان فقيها مشاورا توفي سنة عشر وأربعمائة عن ابن جيش

1070 محمد بن عبد الله بن مفوز بن غفول بن عبد ربه بن صواب بن مدرك بن سلام بن جعفر الداخل إلى الأندلس المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله رحل

____________________

إلى قرطبة فلازم أبا الحزم وهب بن مسرة وسمع منه سماعا كثيرا ومن ذلك الموطأ وتفسيره لابن مزين ومسند بن أبي شيبة والمدونة وعسشرة يحيى بن يحيى وحديث يحيى بن سعيد القطان وغير ذلك وأجاز له موطأ بن وهب ولما ودعه قال له أوصني قال أوصيك بتقوى الله العظيم وحزبك من القرآن وبر الوالدين ثم رحل إلى المشرق حاجا فكتب بالقيروان عن أبي العباس بن أبي العرب وغيره ثم صار إلى بلده فكان منقطع القرين في الزهد والعبادة متقللا من الدنيا كثير الصلاة والصوم دؤوبا على التلاوة وذكر اللهه تعالى سمع منه الناس كثيرا وكان مجاب قد اشتهر بذلك وعرف به توفي رحمه الله سنة عشر أو أول سنة إحدى عشرة وأربعمائة وقد قارب المائة وكانت جنازته مشهودة حافلة جدا أكثره من خط طاهر بن مفوز وسائره عن ابن عبد السلام الحافظ وذكره ابن بشكوال وجعله من أهل قرطبة وغلط في ذلك ولم يذكر في وفاته الخلاف

1071 محمد بن عياض من أهل أندة يكنى أبا عبد الله سمع ببلده من أبي القاسم عبد دالعزيز بن جعفر البغدادي وكانت له رحلة حج فيها وكان فقيها كتب عنه أبو عمرو المقرئ بعض ما أنشده البغدادي وهو من أصحابه

1072 محمد بن عدل الفهمي يكنى أبا عبد الله حدث عنه زكرياء بن غالب قاضي تملاك من الثغر قرأته بخط ابن الدباغ

1073 محمد بن علي بن محمد بن شبل بن بكر بن كليب بن معشر بن عبد الله القيسي من أهل تطيلة وصاحب الأحكام بها يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الأصبغ بن الإمام وغيره حدث عنه ابن عبد السلام وهو نسبه وكناه وأبو الأصبغ عيسى وأبو هارون موسى ابنا أبي الحزم بن أبي درهم وغيرهم بعضه عن أبي الوليد الباجي

1074 محمد بن هشام بن محمد بن عثمان القيسي المصحفي وعثمان يعرف بذلك من أهل طرقبة يكنى أبا بكر أخذ عن أبي القوطية وهو صغير واحتمل معه أبا

____________________

عمر بن أبي الحباب إلى طرطوشة في ولايته عليها فأقام هنالك مدة يأخذ عنه وصحب في كبره صاعد بن الحسن لجوار كان بينهما حكى أبو بكر المصحفي حفيد هذا قال كنت أقرأ على جدي أشعار الجاهلية فيطرق لي قرائتها عليه يعني على صاعد فأقرؤها ويسألني عن تفيسر الحروف فأورد عليه منها ما حفظته في اللوح كلمة على كل كلمة

1075 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قاسم من أهل سرقسطة يعرف بابن الأنصاري ويكنى أبا عبد الله روى عن أبيه وغيره وولي أحكام القضاء ببلده حدث عنه ابن عبد السلام ويحدث أبو حفص بن كريب عن محمد بن أحمد الأنصاري عن أبي محمد الأصيلي وذكره ابن بشكوال ولا أدري أهو هذا ونسب إلى جده أم هو عمه

1076 محمد بن عمر بن عبادل الرعيني أصله من رية وانتقل أبوه إلى قرطبة وكان على سمت أبيه في الصلاح والخير قاله ابن عفيف

1077 محمد بن خشخاش من أهل قرطبة وصاحب الشرطة بها يكنى أبا بكر سمع من أبي علي البغدادي وأبي سليمان عبد السلام بن السمح وغيرهما وسمع من أبي القاسم أحمد بن أبان بن سيد الزاهر لأبي بكر بن الأنباري عن أبي علي لأنه كان يضن بهذا الكتاب فلم يسمعه منه إلا ابن سيد لمكانه من السلطان وعنه رواه أصحاب أبي علي أجمعون وكان ابن خشخاش عالما بالآداب والمعاملات والهيئة أخذ عنه أبو بكر المصحفي

1078 محمد بن إسماعيل بن محمد قاضي سرقسطة وهو ابن فورتش

____________________

رحل مع أبيه إسماعيل فسمع بالقيروان من أبي عمران الفاسي في سنة عشرة وأربعمائة وتوفي أبوه في منصرفه سنة اثنتي عشرة وأربعمائة

1079 محمد بن عبد الملك بن أبي يحيى واسمه زكرياء من أهل قرطبة يكنى أبا بكر سمع من أبي الحسن الأنطاكي وغيره وكان إماما إمام في صلاة الفريضة بمسجده حدث عنه ابن عبد السلام بكتاب السنة لأحمد بن حنبل وذكر أنه أجاز له

1080 محمد بن إبراهيم بن إسحاق الحجاري يكنى أبا عبد الله روى عنه ابن عبد السلام أيضا قال وأجاز لي بلفظه جميع رواياته

1081 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن صمادح التجيبي من أهل سرقسطة وكان واليا على وشقة ثم تخلى عنها لابن عمه منذر بن يحيى التجيبي حين عزه عليها يكنى أبا يحيى كان مع رياسته من أهل العلم والأدب والفضل وله اختصار في غريب القرآن استخرجه من تفسير الطبري ورواه عنه ابنه أبو الأحوص معن بن محمد أمير المرية ذكر ذلك ابن عبيد الله ووقفت على وصيته لمعن هذا منقولة من خط أبي بكر بن زهير وحكى ابن حيان أنه هلك عطبا في البحر الرومي وكان قد ركبه من دانية يبغي الحج في مركب تأنق في صنعته واستجاد آلته وعدته وتخير أعدل الأزمنة ومعه خلق كثير تشاحوا في صحبته فعطب جميعهم سوى نفر منهم وتخلصوا للإخبار عنهم ومضى هو لم يغن عنه حزمه ولا قوته فكان اليم أقصى أثره وذلك في سنة تسعة عشر وأربع مائة زاد ابن زهر في جمادي الأولى بين يابسة والأندلس

1082 محمد بن وهب بن شعيب الصدفي من أهل المرية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد بن قاسم البطروري وغيره وكان من أهل المعرفة بالأدب واللغة حدث عنه ابن بنته أبو عبد الله بن الياس المقرئ

1083 محمد بن الحسن بن الحسين المذحجي من أهل قرطبة يعرف بالكتاني

____________________

ويكنى أبا عبد الله كان عالما متفننا أخذ عن محمد بن عبدون الجبلي وعمر بن يونس الحراني وأبي عبد الله العاصمي النحوي وأبي القاسم قند بن نجم وسعيد بن فتحون ومسلمة المرجيطي وغيرهم وتقدم في صناعة الطب وشارك في الأدب والشعر وله كلام في الحكم ورسائل وكتب معروفة فائقة الجودة عظيمة المنفعة سليمة وسار إلى سرقسطة بأخرة عمره روى عنه ابن حزم والمصحفي وذكره الحميدي وحكى أنه عاش بعد الأربعمائة بمدة وقال صاعد القاضي عنه أكثر خبره توفي قريبا من سنة عشرين وأربعمائة وقد قارب الثمانين

1084 محمد بن خلف بن عبد الملك المعافري يكنى أبا عبد الله سمع ابن عبد السلام وكان شيخا صالحا

1085 محمد بن عبد الله المعروف بالحشاء يكنى أبا عبد الله حدث بمختصر الطليطلي وروى عنه أبو القاسم خلف بن بطال وفيه عندي نظر

1086 محمد بن سعيد بن رفاعة بن الفرج بن أحمد القرشي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر يروي عن جده رفاعة حدث عنه ابن خزرج من كتاب ابن بشكوال

1087 محمد بن البلينه المقرئ البطليوسي وسكن قرطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالغازي لالتزامه مسجد الغازي بداخلها أخذ عن الأنطاكي وتقدم في تلاميذه وكان حافظا هذا ما ذكره الخولاني وحكى أنه قرأ عليه القرآن برواية ورش وقالون ازيد من عشرين ختمة

1088 محمد بن موسى الوثائقي يكنى أبا عبد الله حكى ابن عبد السلام أنه أجاز له روايته عن شيوخه ولم يسمهم

____________________

1089 محمد بن عبد الرحمن بن معمر اللغوي من أهل قرطبة وصاحب التاريخ في الدولة العامرية يكنى أبا الوليد كان حافظا للغة ماشركا في الأدب من أعلم الناس بالكتب وعللها وألهجهم بجمعها وأفرزهم لخطوطها وأنسبهم لها إلى وراقها كان يقابل كتب محمد بن أبي عامر المنصور وولده من بعده مثقفا لخزانتهم الرفيعة مع تقييده لتاريخهم وأوطن الجزائر الشرقية في كنف مجاهد العامري وولي الأحكام هنالك إلى أن توفي بها في شوال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ذكره ابن حيان وقرأته بخط بان بشكوال في بعض معلقاته وقلب اسمه عند ذكره في الصلاة فقال فيه عبد الرحمن بن محمد وغلطه في ذلك لا خفاء به

1090 محمد بن رضا بن أحمد بن محمد من أهل طليطلة كان هو وأخوه أحمد من أهل الرواية والعناية بالفقه وقد سمعا جميعا المدونة من خلف ابن أحمد المعروف الرحوي في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ووقفت على ذلك

1091 محمد بن عثمان بن سعدون المرادي يكنى أبا عبد الله قال ابن عبد السلام قرأت عليه وسألته أن يجيز لي ما قيده وقرأه وسمعه ورواه وأجيز له فقال لي نعم ووصفه بالصلاح ولم يذكر موضعه من الأندلس

1092 محمد بن عبد الله بن فرتون من أهل سرقسطة وقاضي الجماعة بها يكنى أبا عبد الله لا أعرف له رواية وهو الذي انتصر لأبي عمر الطلمنكي من الشهداء عليه بأنه حروري سفاك للدماء يرى وضع السيوف على صالحي المسلمين فأسقط شهاداتهم وكانوا خمسة عشر من الفقهاء والنبهاء بسرقسطة وأسجل بذلك على نفسه في سنة خمس وعشرين وأربعمائة من فوائد أبي الحكم بن غشليان

1093 محمد بن رافع بن غربيب الأموي من أهل سرقسطة وأحد الشاهدين على الطلمنكي بخلاف السنة وذلك لتشدده على أهل عصره وغيرهم وإطلاقه عليهم ما حركهم لمطالبته فحضروا عند رافع بن نصر وهو ابن أخي محمد هذا وكتبوا رسما أوقعوا

____________________

فيه شهاداتهم بما ذكر قبل فأسقطها القاضي ابن فرتون وقمع تلك الجماعة ممتعضا للطلمنكي وداحضا عنه ما ألصقوه به ونسبوه إليه

1094 محمد بن سليمان بن قاسم الأنصاري يكنى أبا عبد الله أحد شيوخ ابن عبد السلام وقال فيه الإمام الصائد الشباكي وذكر أنه قرأ عليه وسمع وأجاز له

1095 محمد بن حفص بن أشعث من أهل قرطبة يعرف بابن الأريخة ويكنى أبا عامر كان في عداد الفقهاء المشاورين والمشرفين باسم الوزارة في مدة الفتنة عفيفا سهل الخلق مشاركا في الآداب من أماثل طبقته ولم يك بالمستبحر في الرأي توفي في صدر جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وأربعمائة ودفن بمقبرة الربض العتيقة عن ابن حيان

1096 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن يحيى بن محمد بن قرلمان المعافري ولد أبي عمر الطلمنكي يكنى أبا بكر سمع من أبي جعفر بن عون الله وكانت أمه بنت أخي أبي جعفر أصهر إليه أبو عمر أيام سكناه قرطبة وسمع أيضا من أبي محمد بن قاسم القلعي البطروري وغيرهما وأجاز له أبو عبد الله بن مفرج وأبو الحسن بن مجاهد بن أصبغ البجاني وأبو يحيى زكرياء بن خالد صاحب الصلاة وكتب إليه زكرياء هذا في سنة ثلاث وأربعمائة وشارك أباه في عدة من شيوخه الجلة وأقرأ القرآن وحدث قال أبو عبد الله بن عبد السلام سألته أن يجيز لي جميع ما رواه وما استجاز له أبوه وما صنف ويصفنه فقال لي نعم قد أجزت لك جميع ذلك مولده سنة سبع وستين وثلاثمائة قرأته بخط أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن سمعان الثغري وأحسبه توفي قبل الثلاثين وأربعمائة

1097 محمد بن يحيى بن محمد التجيبي من أهل سرقسطة كان معدودا في نبهائها وفقهائها وشاوره القاضي محمد بن عبد الله بن فرتون في قضية الطلمنكي والشاهدين عليه بخلاف السنة عفا الله عن جميعهم فأفتى بإسقاط شهاداتهم

____________________

1098 محمد بن وهب بن نذير بن وهب بن نذير الفهري من أهل شنتمرية الشرق يكنى أبا عبد الله له ولأهل بيته نباهة وبسماع العلم عناية وتوفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

1099 محمد بن يحيى الغافقي من أهل قرطبة يعرف بابن الموصول ويكنى أبا الوليد كان أديبا كاتبا جماعا لدفاتر العلم من لدن صباه منتقيا لكرائمها بصيرا بخيارها عارفا بخطوطها يحتكم إليه في ذلك مؤثرا لها على كل لذة حتى اجتمع منها عنده مالم يجتمع مثله لأحد بالأندلس بعد الحكم الخليفة وكان عنده إصلاح المنطق بخط أبي علي القالي والغريب المصنف أصل أبي علي ونوادر ابن الأعرابي بخط أبي موسى الحامض وتاريخ أبي جعفر الطبري بصلة الفرغاني بخط ابن ملول الوشقي بيع هذا كله في تركته وأغلي فيها حتى لقومت الورقة في بعضها بربع مثقال وتوفي ودفن بمقبرة أم سلمة عشي يوم الخميس لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة

1100 محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الحرث الثقفي من أهل قرطبة ويعرف بالرصافي ويكنى أبا القاسم كان واقفا على كثير من أصول المالكية عفيف الطعمة حسن المشاركة للصديق وتوفي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ذكره والذي قبله ابن حيان

1101 محمد بن سليمان الرعيني الكفيف من أهل قرطبة يعرف بابن الحناط ويكنى أبا عبد الله كان عالما بالأدب قائما على اللغة والعربية شاعرا معلقا يشارك في الطب وغيره وشعره مدون وله الرسالة المهرجانية التي سماها بوشي القلم وحلي الكرم بعث بها إلى الحاجب المظفر أبي بكر بن الأفطس وهي من الرسائل البديعة وكان أول ظهوره ونجومه في الدولة الحمودية بقرطبة وإليهم هاجر وبهم لحق لما خاف من أبي الحزم بن جهور وتوفي بالجزيرة الخضراء في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ذكره الحميدي وغيره ووفاته عن ابن حيان

____________________

1102 محمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر بن حي بن عبد الملك العبسي من أهل إشبيلية سمع من عمته أمة الرحمن بعض ما روته عن أبيها أبي عمر أحمد بن عبد الرحمن وكان سماعه وسماع أبي محمد بن خزرج منها واحدا وتوفيت عمته سنة أربعين وأربعمائة من كتاب ابن بشكوال

1103 محمد بن سعيد القاضي من أهل غرناطة يروي عن مكي بن أبي طالب المقرئ وكان رجلا صالحا زاهدا حدث عنه أبو هارون موسى بن خلف بن أبي درهم قاضي وشقة أجاز له كتب مكي عنه

1104 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن قاسم بن علي بن قاسم بن يوسف أمير الأندلس ابن عبد الرحمن الفهري يكنى أبا عبد الله ويلقب يمن الدولة كان رئيسا بقلعة البونت من أعمال بلنسية مقر آبائه الرؤساء وبها أخذ عن أبي الحسن علي بن إبراهيم التبريزي وغيره وقال أبو بكر المصحفي في برنامجه وذكر الإقناع للسرافي كان القارىء له يعني علي التبريزي المذكور ويعرف بابن الخازن الوزير الكاتب ابو بكر بن إسحاق ثم سافر فكان يمن الدولة محمد بن عبد الله بن قاسم يقرأ ثم شغل فأتمه له بالقراءة أبو القاسم بن عبد البر ونحن نسمع وله صنع أبو محمد بن حزم وهو كناه رسالته في فضل أهل الأندلس وأطال الثناء عليه وعلى سلفه رحمهم الله

1105 محمد بن سعد بن عثمان التجيبي من أهل بلنسية يعرف بابن القدرة ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي عبد الرحمن بن حجاف المعروف بحيدرة وأبي عبد الله بن الفخار وغيرهما روى عنه ابنه أبو بكر عبد العزيز بن محمد الفقيه

1106 محمد بن عمر بن محمد يعرف بابن برغوث ويكنى أبا عبد الله أخذ عن

____________________

أبي القاسم بن الصفار العددي وكان أكبر تلاميذه وأولهم ذكرا فيهم وكان له مع ذلك تحقق بعلم النحو ومعرفة بالفقه والوثائق وإشراف على سائر العلوم توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة عن القاضي صاعد

1107 محمد بن أحمد بن برد من أهل قرطبة وسكن المرية سمع من أبيه أبي حفص وأبي الحسن عبد الملك بن مروان بن شهيد وغيرهما وكان من بيت كتابة نباهة وولاؤهم لبني شهيد ومحمد هذا هو والد أبي حفص بن برد الأصغر وفي حياته توفي ابنه بالمرية وثكله سنة خمس وأربعين وأربعمائة بعضه عن ابن حيان

1108 محمد بن عبد الملك بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز من أهل إشبيلية وصاحب الشرطة بها في أول الدولة العبادية يكني أبا بكر ويعرف بابن القوطية وأبو بكر اللغوي هو عم أبيه روى عن أبي مروان الجزيري وغيره وكان مع تصرفه في الخطط النبيهة يقرىء الآداب ويختلف إليه فيها ذكره ابن بسام ولم ينسبه وذكره أبو عمرو بن الإمام وقال فيه عالم الشعراء وشاعر العلماء وقد سمع منه أبو محمد بن العربي والد القاضي أبي بكر قصيدة الجزيري وأخبره بها عنه وذلك في سنة خمس وأربعين وأربعمائة

1109 محمد بن قاسم محمد بن اسماعيل بن هشام بن محمد بن هشام بن الوليد بن هشام الرضى بن عبد الرحمن بن معاوية القرشي المرواني من أهل قرطبة يعرف بالشبانيسي روى عن أبيه وغيره وكان عالما بالآداب متقدما في البلاغة والكتابة أخذ عنه أبو بكر المصحفي واستقر بعد الفتنة بطليطلة كاتبا للرسائل بها وكان من بقي من أكابر أهل صناعته وتوفي سنة سبع واربعين وأربعمائة أكثره عن ابن حيان

1110 محمد بن عبد الله بن مرشد مولى ابن طملس الوزير من أهل قرطبة

____________________

يكنى أبا القاسم كان كاتبا كامل الصناعة يجمع إلى ذلك الشروع في علوم كثيرة من الحساب والتنجيم والهندسة ويحمل قطعة من الادب العربي حسنة يشارك بها أهله في المذاكرة ويحفظ الأشعار والأخبار وتوفي للنصف من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عن تسعين سنة ونيف ومولده سنة ست وخمسين وثلاث مائة ذكره ابن حيان

1111 محمد بن أحمد بن محمد بن حسن بن إسحاق بن عبد الله بن إسحاق بن مهلب بن جعفر من أهل قرطبة وذكر الرازي في بيوتات الموالي بقرطبة أن أصلهم من شذونة يكنى أبا بكر روى عن أبي عبد الله بن الفرضي وسمع كثيرا واختص به ورأيت له سماعا منه في رجب سنة ثلاث وأربعمائة وعن أبي عبد الله بن الحذاء وأبي القاسم خلف بن غيث وأبي عبد الله المعروف بالريي وأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي يزيد المصري وأبي عبد الله محمد بن ابراهيم بن محمود وأبي بكر عبد الرحمن بن أحمد التجيبي وأبي سعيد الجعفري وأبي الحسن التبريزي وقد سمع من أبي عمر بن عبد البر بدانية في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة كتابه التقصي هو وأبو العباس المهدوي وغيرهما وأخذ أيضا عن أبي محمد بن حزم وهما من أصحابه وكان من أهل الكتابة والبلاغة ضابطا مقيدا شديد العناية بالرواية وله تعليق على تاريخ ابن الفرضي واستلحاق يشهد بنباهته ومعرفته وقفت عليه بخطه وهو من بيت وزارة وجلالة وكانت له عند ملوك الأندلس في عمره خطوة ومكاتبة يسفر لأجلها بينهم في تسكين ما ينبعث لبعضهم مع بعض أيام الفتنة وكان أحد الوجوه الذين رتبهم المستظهر أبو المطرف عبد الرحمن بن هشام لحسن أدبه وسعة معرفته وهاجر بعده إلى شرق الأندلس فعرف مكانه هنالك ذكر بعض خبره المصحفي وتوفي في حدود الخمسين وأربعمائة

1112 محمد بن عبيد الله بن خليفة الوراق من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله ذكره ابن حيان ووصفه بالعدالة وقال توفي سنة خمسين وأربعمائة

1113 محمد بن حمدون من أهل قرطبة يكنى أبا الوليد وكان معلما بالأدب ذا فهم وتصرف فيه وتوفي سنة خمسين وأربعمائة عن ابن عزير

____________________

1114 محمد بن مهلب الزهري المقرىء من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي عمرو المقرىء وسمع منه ولأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن السرقسطي رواية عنه من برنامج ابن العربي

1115 محمد بن سعيد من أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله رحل حاجا فأدى الفريضة في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة وصحب في رحلته عبد الحق الصقلي الفقيه وأخذ عنه تواليفه وقدم الإمام أبو المعالي الجويني مكة وهما بها حينئذ فسمعا منه جميعا ورويا عنه تواليفه وصدر إلى ميورقة وقعد لإقراء الفقه والأصول ولما دخلها أبو محمد بن حزم كتب ابن سعيد هذا إلى أبي الوليد الباجي فسار إليه من بعض سواحل الأندلس وتضافرا جميعا عليه وناظراه فأفحماه وأخرجاه منها وكان سبب العداوة بين الباجي وابن حزم وذكره ابن الدباغ في طبقة أئمة الفقهاء من تأليفه

1116 محمد بن عبد الملك بن إدريس الأزدي من أهل قرطبة وسكن إشبيلية وأصله من الجزيرة الخضراء وبالنسبة إليها كان أبوه الوزير عبد الملك يعرف ويكنى هو أبا بكر روى عن أبيه قصيدته الرائية في الآداب الشرعية ورواها عنه أبو أحمد بن الصفار

1117 محمد بن أحمد بن محمد بن الليث من تلاميذ أبي عبد الله بن برغوث العددي كان متحققا بعلم الحساب والهندسة بصيرا بالنحو واللغة والفقه ذا مروءة كاملة ونفس نفيسة ذكره القاضي صاعد وقال توفي بشريون من أعمال بلنسية سنة خمس وخمسين وأربعمائة

1118 محمد بن الحسن المقرىء أندلسي يكنى أبا بكر روى عن

____________________

عبد الوارث بن سفيان مسند هشام بن عمار وخرج إلى مصر فحدث به عنه عن محمد بن معاوية القرشي عن أبي يعقوب إسحاق بن أبي حسان الأنماطي عن هشام وسمع منه أبو الحسن أحمد بن محمد القنطري من شيوخ أبي عبد الله بن شريح وفيه عندي نظر

1119 محمد بن سعيد السرقسطي يعرف بابن المشاط لقيه القاضي صاعد وحكى أنه رحل إلى مصر في طلب العلم العددي

1120 محمد بن علي بن أحمد من أهل المرية يعرف بابن القزاز ويكنى أبا عبد الله روى عن محمد بن ابراهيم بن محمود البجاني من أصحاب أبي بكر هبة الله بن محمد بن أبي عقبة وحدث بالمدونة عنه وكان فقيها حافظا للرأي ودرس عليه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عطاف القاضي وحدث عنه

1121 محمد بن وهب بن محمد بن وهب وهو المعروف بنوح الغافقي من أهل سرقسطة يكنى أبا عبد الله كان معدودا في فقهاء بلده ونبهائه وتوفي يوم الأربعاء ليلتين بقيتا من رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ودفن لظهر يوم الخميس بعده

1122 محمد بن بهلول الكفيف من أهل بطليوس ومن أصحاب أبي عبد الله بن يونس الحجاري يكنى أبا عبد الله ذكره ابن عزير وقال دخل ينيشتة بلدي سنة خمس وخمسين وأربعمائة فاجتمعنا إليه في الكامل والنوادر وكان من القائمين عليهما مع حظ من النحو وخرج عنا بعد مدة إلى أقليش فاستأدبه بعض خدمة السلطان لولده ثم رحل عنه قبل الستين والأربعمائة

1123 محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة التجيبي المظفر صاحب بطليوس يعرف بابن الأفطس ويكنى أبا بكر كان كثير الأدب جم المعرفة محبا لأهل العلم جماعة

____________________

للكتب ذا خزانة عظيمة لم يكن في ملوك الأندلس من يفوقه في أدب ومعرفة قاله ابن حيان وقال ابن بسام كان المظفر أديب ملوك عصره غير مدافع ولا منازع وله التصنيف الرائق والتأليف الفائق المترجم بالتذكرة والمشتهر اسمه أيضا بالكتاب المظفري في خمسين مجلدا يشتمل على فنون وعلوم من مغاز وسير ومثل وخبر وجميع ما يختص به علم الأدب أبقاه للناس خالدا واستأدب لبنيه أبا عبد الله بن يونس وكان يحضره وأبا الحزم بن عليم وأمثالهما للمذاكرة والمباحثة فيفيد ويستفيد وتوفي سنة ستين وأربعمائة

1124 محمد بن خيرة العطار مولى محمد بن أبي هريرة الكاتب للظافر اسماعيل بن ذي النون من أهل طليطلة أخذ عن ابن الصفار وابن برغوث وكان متقنا لعلم العدد والفرائض وعلم بذلك بمدينة قرطبة في سنة ستين وأربعمائة ذكره صاعد القاضي

1125 محمد بن حسين من أهل بلنسية وأصله من ناحية لرية عملها يكنى أبا عبد الله يعرف بابن رلان وابن عزير يقول فيه أرليان أخذ عن أبي محمد بن الأسلمية وغيره وكان أديبا متفننا متسع المعرفة معلما بالعربية واللغة ثقة خيرا من أهل القرآن والحمل له والمعرفة بإعرابه وغريبه أخذ عنه أبو محمد بن الفضل البونتي وبخطه قرأت اسمه وقراءته عليه الأمثال لأبي عبيد ببلنسية سنة ستين وأربعمائة وقال ابن عزير قرأت عليه بعض القراءة فحمدت معرفته وبيانه وثقته وحكى أنه كان لا يقرىء شيئا لا يتحققه توفي في عشر السبعين والأربعمائة بعد الستين بيسير

1126 محمد بن عمر بن وليد بن مروان بن حكم المعلم أندلسي يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن أبي الصقر وغيره حدث عنه أبو بكر يحيى بن ابراهيم بن شبل من شيوخ أبي محمد العثماني وأبي عبد الله بن وضاح نزيل المرية وقال سمعت عليه كتاب الطاعة والمعصية لعلي بن معبد وكتب لي بثغر الاسكندرية سنة اثنتين وستين وأربعمائة أكثره من خط ابن الدباغ

____________________

1127 محمد بن أحمد بن مطرف الحجاري يعرف بابن الموره ويكنى أبا عبد الله يروي عن أبي محمد الشنتجالي وحدث ووقفت على إجازته لبعض رواته في سنة خمس وستين وأربعمائة

1128 محمد بن خلصه النحوي الكفيف يكنى أبا عبد الله أصله من شذونة وسكن دانية وأخذ بها عن أبي الحسن بن سيدة وأقرأ العربية هنالك وببلنسية وكان شاعرا مجودا متقدما في علوم اللسان وشعره مدون وممن أخذ عنه أبو عمر بن شرف وأبو عبد الله بن مطرف التطيلي وغيرهما ذكره ابن عزير وقال الحميدي كان من النحويين المتصدرين والأساتذة المشهورين والشعراء المجودين رأيته بدانية بعد الأربعين وأربعمائة وقرأت أنا في ديوان شعره قصيدة له على روي الراء يهنىء فيها المقتدر أحمد بن سليمان بن هود بدخول دانية وتملكها سنة ثمان وستين وأربعمائة

1129 محمد بن أحمد بن سعود الأنصاري المقرىء من أهل دانية يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي عمرو المقرىء وكان من كبار أصحابه وتلاميذه وتصدر في حياته للإقراء وعنه أخذ أبو داود سليمان بن نجاح قراءة نافع من طريق قالون عند قدومه دانية للأخذ عن أبي عمرو من بلنسية في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وحكى أنه ساكنه ونسخ الأصول منه وهو غلام دون العشرين ولابن سعود تواليف منها كتاب الاختلاف بين نافع من رواية قالون وبين الكسائي من رواية الدوري وكتاب السنن والاقتصاد في الفرق بين السين والصاد وكتاب الاقتضاء للفرق بين الذال والضاد والظاء وقفت عليها وبعضها مكتوب عنه قبل السبعين والأربعمائة

____________________

1130 محمد بن ميمون القرشي الحسيني من أهل سرقسطة وفي الصريح من ولد الحسين بن علي رضي الله عنهما يكنى أبا عبد الله روى عن أبي عمر القسطلي وغيره وكان من أهل العلم بالعربية والآداب مدرسا لها وعنه أخذها أبو القاسم بن الانقر وأبو مروان عبد الملك بن هشام وغيرهما ولأبي محمد الركلي إجازة منه قرأت بخط ابن الأنقر وحدثني أبو عبد الله بن نوح عن أبيه أيوب وأبو الخطاب بن واجب عن ابن رزق جميعا عنه قال حدثني الفقيه الأديب النحوي أبو عبد الله محمد بن ميمون الحسيني رضي الله عنه قراءة مني عليه في مسجد الجزارين بسرقسطة قال كانت لي في صبوتي جارية وكنت مغرى بها وكان أبي رحمه الله يعذلني فيها ويعرض لي بيعها لأنها كانت تشغلني عن الطلب والبحث عليه فكان عدله يزيدني إغراء بها فرأيت ليلة في المنام كأن رجلا يأتيني في زي أهل المشرق كل ثيابه أبيض وكان يلقي في نفسي أنه الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان ينشدني

( تصبو إلى مي ومي لا تني ** تزهى ببلواك التي لا تنقضي )

( ونجارك القوم الألى ما منهم ** إلا إمام أوصي أو نبي )

( فاثن عنانك للهدى عن ذي الهوى ** وخف الإلاه عليك ويحك وارعوي )

قال فانتبهت فزعا مفكرا فيما رأيته فسألت الجارية هل كان لها اسم قبل أن تتسمى بالاسم الذي أعرفه فقالت لا ثم عادوتها حتى ذكرت أنها تسمى بمية فبعتها حينئذ وعلمت أنه واعظ وعظني الله عز وجل به وبشرى وقد أنشدني هذه الأبيات أبو الربيع بن سالم وحدثني بالحكاية عن شيخنا ابن نوح سماعا منه

1131 محمد بن سعيد بن ثابت العبدري من أهل الثغر الشرقي يكنى أبا عبد الله حدث عنه أبو زاهر سعيد بن أبي زاهر وكان صاحب صلاة بموضعه أكثره عن ابن حبيش

1132 محمد بن علي بن خلف النحوي من أهل مرسية يعرف بابن طرشميل

____________________

ويكنى أبا بكر أخذ عن أبي الحسن بن سيدة وعلم بالعربية هو وأخوه أبو جعفر أحمد وتوفي بمرسية سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ومولده سنة خمس عشرة وأربعمائة وقال ابن عزير وذكره وأخاه توفي أسنهما يعني محمدا هذا ببلنسية في عشر الثمانين والأربعمائة والأول قول ابن حبيش

1133 محمد بن العودي من أهل إشبيلية له سماع من أبي محمد بن خزرج قرأ عليه مصنف النسائي في سنة ست وسبعين وأربعمائة قاله ابن خير

1134 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يونس بن حبيب بن اسماعيل الأنصاري من أهل سرقسطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي عمر بن عبد البر وأبي عمر المقرىء وأبي الوليد الباجي وأبي عبد الله بن فورتش القاضي وأبي عبد الله بن سماهة وأبي الوليد الوقشي ورحل حاجا فقدم دمشق وحدث بها عن هؤلاء المذكورين وعن أبي حفص عمر بن أبي القاسم بن أبي زيد القفصي ذكره ابن عساكر وقال سمع منه أبو محمد بن الأكفاني وحكى عنه تدليسا ضعفه به وتوفي في جمادى الأخرى وقيل في رجب سنة سبع وسبعين وأربعمائة

1135 محمد بن معمر من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله له رواية عن أبي الفتوح الجرجاني قاله المصحفي

1136 محمد بن الدباغ من أهل وادي الحجارة أخذ عن إبراهيم بن حفص وصحب القاسم بن الفتح وسفر بينه وبين أبي محمد بن حزم في مسائل وجوابات كانت بينهما وكان أبرع أهل وقته في النحو والأدب ذكره ابن عزير

1137 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن موسى بن غلوز الغافقي من

____________________

أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن العنصري حدث عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن غلوز قاله ابن عساكر

1138 محمد بن أحمد الأنصاري أندلسي يكنى أبا الحكم قدم دمشق وكان فقيها أشعريا ذكره ابن عساكر وقال توفي ببيت الخطبة من دمشق يوم الخميس التاسع من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وأربعمائة

1139 محمد بن أبي العافية من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي عمر بن عبد البر وكان فقيها ذا عناية بالحديث وسماعه رحل إلى أبي عمر وسمع منه بشاطبة وصحبه هنالك طاهر بن مفوز وبخطه قرأت بعض خبره وقال بلغتني وفاته رحمه الله في صدر ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربعمائة

1140 محمد بن أحمد بن عثمان القيسي الشاعر يعرف بابن الحداد ويكنى أبا عبد الله وقد قيل في اسمه مازن ولعله لقب له أصله من وادي آش وسكن المرية كان من فحول الشعراء وأفراد البلغاء وشعره مدون على حروف المعجم وكان له حظ من التعاليم وافر وألف في العروض تأليفا حسن سماه بالمستنبط واختص بالمعتصم محمد بن معن بن صمادح وفيه استفرغ مدائحه ثم سار عنه إلى سرقسطة سنة إحدى وستين وأربعمائة وأقام هنالك في كنف المقتدر بن هود وعاد بعد إلى المعتصم وتوفي بالمرية في حدود الثمانين وأربعمائة ومما أنشدت له وقرأته في ديوانه

( واصل أخاك وإن أتاك بجفوة ** فخلوص شيء قلما يتمكن )

( ولكل شيء آفة موجودة ** إن السراج على سناه يدخن )

قرأت بخط ابن الدباغ قال أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سليمان التجيبي قال قرأت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان القيسي المعروف بابن الحداد من أهل المرية قصيدته التي سماها حديقة الحقيقة وأولها

____________________

( ذهب الناس فانفرادي أنيسي ** وكتابي محدثي وجليسي )

( صاحب قد أمنت منه ملالا ** واختلالا وكل خلق بئيس )

( ليس في نوعه بحي ولكن ** يلتقي الحي منه بالمرموس )

1141 محمد بن محبوب بن محبوب الخشني من أهل طليطلة ذكره ابن عزير عند ذكر أبيه محبوب وقال كان متوسط المعرفة بالعربية يعتمد على كتب أبيه وعلم بها بوبذه وتوفي بعد الثمانين وأربعمائة

1142 محمد بن إبراهيم بن إلياس اللخمي من أهل المرية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن شعيب غلبت عليه النسبة إلى جده روى عن جده لأمه أبي عبد الله بن شعيب ومكي بن أبي طالب وأبي عمرو المقرىء وأبي العباس المهدوي وغيرهم وتصدر بجامع المرية لإقراء القرآن والعربية والآداب وكان حسن الخط جيد الضبط روى عنه أبو لحسن بن موهب وأبو الحسن بن نافع وأبو عبد الله بن معمر ووقفت على السماع منه وكان حسن الخط جيد الضبط في سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

1143 محمد بن عبد الله بن فطيس من أهل قرطبة يكنى أبا عامر له رواية عن القاضي يونس بن عبد الله حدث عنه أبو الحسن يونس بن محمد بن مغيث

1144 محمد بن يحيى بن سليمان العبدري من أهل دانية يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي عمرو عثمان بن سعيد وروى عنه تواليفه وغيرها وتصدر للإقراء حدث عنه أبو العباس بن عيشون بالتيسير والتخليص عن أبي عمرو ومؤلفهما ذكر ذلك ابن خير

1145 محمد بن أيمن بن خالد بن أيمن الأنصاري من أهل بطليوس يكنى أبا عبد الله سمع من أبي عمرو بن عبد البر بشاطبة وبقراءته رقائق ابن المبارك سمع طاهر بن مفوز وأبوه أيمن بن خالد وحدث عنه ابن خزرج وذكره ابن بشكوال

____________________

1146 محمد بن عبيد الله بن عبدون الفهري من أهل يابرة كانت له رحلة إلى المشرق سمع فيها من أبي ذر الهروي وذكره ابن الدباغ وقال أخبرنا بذلك ابن أخيه الكاتب أبو محمد عبد المجيد بن عبدون وذكر أيضا رواية عبد المجيد عنه عياض القاضي ولأبي القاسم اليابري مجموع في قوله صلى الله عليه وسلم خذي فرصة ممسكة والكلام عليه وأحسبه هذا

1147 محمد بن مبارك مولى المنصور محمد بن أبي عامر من أهل سرقسطة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الخباز وكان حافظا للغة غزير الأدب إخباريا وجيها في بلده وله تواليف حسنة توفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ذكره ابن حبيش

1148 محمد بن أيوب بن القاسم الفهري من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله سمع أبا الحسن طاهر بن مفوز وصحبه وأحضر ابنه أبا محمد عبد الله للسماع معه وذلك بمسجد ابن وضاح من شاطبة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وله سماع كثير من طاهر وكان نبيها فاضلا ولا أعلمه حدث خلافا لابنه عبد الله وأخويه يحيى ويوسف

1149 محمد بن معن بن محمد بن صمادح التجيبي أمير المرية المعتصم بالله

____________________

يكنى أبا يحيى روى عن أبيه معن عن جده أبي يحيى مختصره في غريب القرآن المستخرج من تفسير الطبري الكبير حدث به عنه أبو إسحاق ابراهيم بن أسود الغساني قاله أبن عبيد الله وأسنده عن أبي عبد الله بن أبي إحدى عشرة عن ابن أسود ثم قال بعقب ذلك وقال الحسن بن أبي الحسن حدثوا عن الإشراف فإنهم لا يرضون أن يدنسوا شرفهم بالكذب ولا بالخيانة وتوفي المعتصم في ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وأربعمائة

1150 محمد بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مهذب بن معاوية اللخمي من أهل إشبيلية روى عن أبيه وغيره وقال الخولاني وذكر عيسى بن محمد في شيوخه أخبرني ابنه محمد أنه أنشده في مرضه الذي توفي منه

( نهاري نهاران لا تسألوا ** وشهري مقيم فما يرحل )

( دعوت الإله لكشف الردى ** فقال بحق أنا أفعل )

1151 محمد بن أحمد بن سعدون من أهل طليطلة يكنى أبا بكر له رحلة سمع فيها من أبي ذر الهروي حدث عنه القاضي أبو عامر بن اسماعيل الطليطلي

11152 محمد بن غالب يكنى أبا عبد الله لا أعرف موضعه وله رواية عن مكي بن أبي طالب حدث عنه أبو بكر بن عطية بكتب مكي أجازها له عنه من خط ابن الدباغ

1153 محمد بن يحيى القاضي من أهل المرية يعرف بابن الرقنية ويكنى أبا عبد الله كان من أهل الفقه والمعرفة بالأحكام لقيه أبو علي بن سكرة وذكره عياض في معجم شيوخ أبي علي

1154 محمد الكفيف النحوي من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله كان من أهل العلم بالعربية والتعليم بها أخذ عنه أبو بكر غالب بن عطية

____________________

1155 محمد بن شداد من أهل طليطلة يعرف بابن الحداد ويكنى أبا عبد الله يروي عن ابن عبد السلام الحافظ المعروف بابن شق الليل وقع ذكره في مسلسلات أبي محمد العثماني أنشدني أبو الربيع بن سالم وأبو جعفر بن الدلال وكتباه لي بخطهما قالا أنشدنا أبو الحجاج يوسف بن محمد بن الشيخ وكتبه لنا بخطه قال أنشدنا القاضي أبو محمد العثماني وكتبه لي بخطه قال أنشدني الشيخ أبو عبد الله محمد بن صدقة بن سليمان وكتبه لي بخطه قال أنشدني أبو عبد الله محمد بن ابراهيم البكري وكتبه لي بخطه قال أنشدني محمد بن ابراهيم بن قاسم وكتبه لي بخطه قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن شداد بن الحداد بطليطلة وكتبه لي بخطه قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن موسى بطلبيرة لنفسه وكتبه لي بخطه

( رأيت الانقباض أجل شيء ** وأدعى في الأمور إلى السلامة )

( فهذ الخلق سالمهم ودعهم ** فخلطتهم تقود إلى الندامة )

( ولا تعنى بشيء غير شيء ** يقود إلى خلاصك في القيامة )

هكذا في الإسناد محمد بن ابراهيم البكري قال أنشدني محمد بن ابراهيم بن قاسم وهما واحد يروي عنه أبو الحسن بن مغيث وبيان ذلك في الصلة لابن بشكوال وغيرهما وفي أصل شيخنا أبي الربيع أنشدنا أبو عبد الله وبعده بياض كتب مما يليه إبراهيم بن موسى وقد كتبته على الصواب من نسخة أخرى بخط أبي عمر بن عياد وابن موسى الذي يروي عنه ابن الحداد هو ابن شق الليل سكن طلبيرة وداره طليطلة

1156 محمد بن عمار الكلاعي من أهل ميورقة ونزل بجاية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد بن الوليد نزيل مصر وكان عالما متفننا وله قصيدة طويلة على روي النون ومن وافر الاعرايض في السنة والآداب الشرعية والديانات يوصي بها ابنه حسنا

____________________

سمع منه أبو بكر بن العربي في رحلته إلى المشرق سنة خمس وثمانين وأربعمائة ووصفه بالعلم وحدث بن عياد بالقصيدة المذكورة عن أبي الحسن بن عمر الطرطوشي عن أبي محمد عبد العزيز بن عثمان بن الصيقل عنه

1157 محمد بن عبيد الله بن عبد البر بن ربيعة من أهل بلنسية وأصله من جزيرة شقر يكنى أبا عبد الله سمع من أبي عمر بن عبد البر وأبي المطرف بن حجاف وأبي عبد الله بن حزب الله وغيرهم وكان فقيها حافظا مفتيا حدث عنه أبو الحسن خليص بن عبد الله العبدري وتوفي في حصار الروم ببلنسية سنة سبع وثمانين وأربعمائة وكان ابتداء ذلك في آخر رمضان سنة خمس وثمانين أقاموا عليها عشرين شهرا إلى أن دخلوها صلحا وفاته عن ابن علقمة وفي خبره عن القاضي عياض وذكره ابن بشكوال ولم ينسبه ولا سمى شيوخه

1158 محمد بن يوسف بن علي بن خلصة المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي عمر بن عبد البر ونظرائه رحل حاجا فلقي بمكة أبا الحسن علي بن المفرج الصقلي وسمع منه صحيح البخاري عن أبي ذر ولازمه وأكثر عنه ولقي أيضا بها أبا محمد هياج بن عبيد الحطيني فأخذ عنه كتاب الزهد لهناد بن السري وذلك في سنة أربع وستين وأربعمائة ثم لقي بالاسكندرية أبا القاسم شعيب بن سبعون العبدري الطرطوشي في سنة تسع وستين فسمع منه بها مشاهد بن إسحاق وصدر إلى الأندلس وحدث وأخذ عنه في الجلة أبو الحسن طاهر بن مفوز سمع منه سنة سبع وثمانين وأربعمائة وأبو إسحاق بن جماعة وأبو الحجاج بن أيوب وغيرهم وتوفي في نحو التسعين والأربعمائة ذكره ابن عياد وفي خبره زيادات قرأتها بخط طاهر بن مفوز ويحدث أبو عبد الله محمد بن الحسن الخولاني عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن خلصة عن محمد بن معاذ عن أبي عمران الفاسي ولا أدري أهو هذا أم غيره

1159 محمد بن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن أبي طالب القيسي من أهل

____________________

وشقة وسكن سرقسطة يكنى أبا طالب كان من أهل الأدب واللغة عارفا بهما مدرسا لهما حسن الخط مشاركا في النظم والنثر وجمع شعر أبي عمر القسطلي على حروف المعجم وزاد فيه كثيرا على ما بأيدي الناس في سنة سبع وستين وأربعمائة ورأيته بخطه ببلنسية في سنة خمس وثلاثين وستمائة وعاش إلى التسعين والأربعمائة وبعدها وقرأ بخطه لأبي القاسم بن المغربي الوزير

( بعدوا فلا مستخبر عن حالهم ** غيري ولا مستخير مسؤول )

( لم يبق غير العذل من أسبابهم ** فأحب من يدنو إلي عذول )

( الليل عندي والنهار كأدهم ** لا غرة فيه ولا تحجيل )

1160 محمد بن أبي المسك من أهل دانية يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي الوليد الوشقي وله سماع من أبي دود المقرىء في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة حدث عنه أبو زكرياء عن صاحب الصلاة والد الأستاذ أبي محمد المعروف بعبدون بعضه من خط محمد بن عياد

1161 محمد بن خلف بن قاسم الخولاني من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي محمد بن حزم وأبي محمد بن خزرج وأبي علي الغساني وغيرهم وفي برنامج أبي بكر بن خير أنه قرأ مصنف النسائي على ابن خزرج في سنة ست وسبعين وأربعمائة حدث عنه ابنه أبو العباس أحمد بن محمد قرأ عليه صحيح مسلم في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وأربعمائة

1165 محمد بن مهاصر يكنى أبا عبد الله حدث بالتيسير لأبي عمرو المقري عنه ولا أعرفه

____________________

1163 محمد بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله اللخمي الباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله يحدث عن عمه محمد بن أحمد صاحب الوثائق حدث عنه ابن أخيه القاضي أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك ذكر ذلك ابن خير وابن بشكوال وأغفله

1164 محمد بن أحمد بن عياش العبدري من أهل إشبيلية يعرف بالمرشاني ويكنى أبا عبد الله له رحلة سمع فيها من أبي عمران موسى بن بهيج الواعظ بعض منظومه بمصر في سنة ست وتسعين وأربعمائة روى عنه أبو جعفر بن زيدون من شيوخ ابن خير

1165 محمد بن عبد الملك بن علي بن نصير الغافقي من أهل مرسية لقي أبا علي الغساني وسمع منه صحيح البخاري وغير ذلك ولقي أيضا أبا بكر بن العربي وسمع منه بإشبيلية في سنة ست وتسعين وأربعمائة ولا أعلمه حدث

1166 محمد بن عبد الله بن سعيد الماموني له رواية عن أبي عمر بن عبد البر أجاز له ولأبيه عبد الله في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وأربعمائة إلا أن اسم أبيه عبد الله وجده سعيد على بشر يستراب به وقرأت إجازة محمد هذا لبنيه في شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وأربعمائة

1167 محمد بن موسي بن مغيون الزهري الفارض يكنى أبا عبد الله له رواية بدانية عن ابن سيدة وكان من أهل المعرفة بالعربية والتقدم في علم الفرائض والحساب روى عنه أبو بكر بن أبي الدوس وغيره

1168 محمد بن مبارك من أهل المرية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالقلاس سمع من أبي العباس العذري وأبي عثمان طاهر بن هشام واختص به وأكثر عنه ويروي عن أبي الوليد الباجي وأبي محمد حجاج بن قاسم المأموني وأبي عبد الله بن منظور وأبي

____________________

عبد الله بن شريح وغيرهم وعني بالرواية أتم العناية مع مشاركة في الأدب وحظ من قرض الشعر وكتب علما كثيرا وكان حسن الخط أنيق الوراقة ويشتبه اسمه باسم محمد بن مبارك من أهل دانية وكانا متعاصرين إلا أن الداني منهما يعرف بابن الصائغ وذكره ابن بشكوال

1169 محمد بن الحسن بن قعنب الأسدي من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن علي بن سليمان الزهراوي المذكور في تفسير القرآن عنه قال وعرضه علي مرارا بخطه

1170 محمد بن علي بن يعيش بن داود من أهل المرية وسكن بطليوس يكنى أبا الوليد ويعرف بابن ضابط لقي بقرطبة أبا مروان الطبني وأبا مروان بن سراج فسمع منهما في سنة أربع وخمسين وأربعمائة ولقي بالمرية عبد الدائم القيرواني قبل ذلك فأخذ عنه وقعد لتعليم الآداب واللغات ووقفت على الآخذ منه لشعر حبيب والغريب المصنف لأبي عبيد وكان رديء الخط ومن تلاميذه أبو محمد بن عبدون اليابري وحكى ابن بسام قال كان الأستاذ أبو الوليد بن ضابط قد بدأ عليه بالقراءة أبو محمد بن عبدون وهو غلام ابن ثلاث عشرة سنة وكان ابن ضابط متكسبا بالشعر فضجر يوما وقال

( الشعر خطة خسف ** )

فقال له ابن عبدون

( لكل طالب عرف ** )

( للشيخ عيبة عيب ** وللفتى ظرف ظرف )

1171 محمد بن يوسف بن سعيد بن عيسى الكناني من أهل طليطلة وسكن بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر أحمد بن يوسف بن حماد سمع منه مختصر الطليطلي في الفقه وحدثه به عن ابن شنظير أحد الصاحبين روى عنه أبو الحسن بن هذيل المقرىء وأجاز له وكان فقيها أديبا أصوليا متكلما وامتحن بأبي أحمد بن حجاف الأخيف في رياسته فخرج إلى المرية وبها توفي قبل الخمسمائة أكثره عن ابن عياد

____________________

1172 محمد بن عبد الله الموروي المقرىء من ساكني سبتة يكنى أبا عبد الله كان قائما بعلم القراءات واختلاف القراء أخذ عنه القراء أخذ عنه القاضي عياض وقال توفي في حدود الخمسمائة

1173 محمد بن عبد الله بن البراء التجيبي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا بكر روى عن أبي بكر المرشاني من أصحاب ابن الإفليلي وكان ذا معرفة بالأدب والعربية له حظ من قرض الشعر وقد سكن سبتة وأقرأ بها وهنالك سمع منه القاضي عياض كامل المبرد في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وتوفي ببلده في حدود الخمسمائة

1174 محمد بن عبد الرحمن من أهل شلب يعرف بابن الملح ويكنى أبا بكر كان من جلة الأدباء والشعراء الموصوفين بالتجويد وله في بني عباد مدائح كثيرة ونسك في آخر عمره وولي الصلاة والخطبة ببلده روى عنه أبو القاسم بن تمام المالقي وتوفي منسلخ الخمسمائة بعضه عن ابن حوط الله

1175 محمد بن علي بن أحمد بن محمد الأنصاري من أهل شاطبة يعرف بابن الصيقل ويكنى أبا عبد الله صحب طاهر بن مفوز وبه انتفع وأبا عبد الله بن سعدون وأبا علي الجياني ودخل سجلماسة فسمع بها من أبي محمد بكار بن الغرديس صاحب

____________________

أبي ذر الهروي وكان من أهل صناعة الحديث وتوفي بمدينة فاس بعد سنة خمسمائة عن عياض وابن حبيش وذكر ابن فرتون أن له رواية عن أبي شاكر بن موهب وأبي القاسم خلف بن عمر الباجي سمع منه صحيح مسلم بأغمات وحكى أن جده أبا إسحاق بن فرتون روى عنه

1176 محمد بن حبيب الجياني منها يكنى أبا عامر نزل قرطبة وأقرأ بها القرآن وممن أخذ عنه بها أبو الحسن بن حنين

1177 محمد بن يوسف بن سليمان بن عيسى من أهل شنتمرية الغرب يكنى أبا عبد الله وهو ولد الأستاذ أبي الحجاج الأعلم روى عن أبيه جميع ما ألفه ورواه ومما قرأ عليه كتاب سيبويه وبقراءته إياه لجميعه سمع ابن الطراوة في سنة خمس وستين وأربعمائة قرأت ذلك بخط أبي محمد بن القرطبي وأجاز له ولإخوانه أبو مروان بن سراج ولأبيهم أبي الحجاج غريب الحديث للخطابي في عقب شعبان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وقفت على ذلك بخطه حدث عن محمد هذا ابنه أبو الفضل جعفر الأديب وتوفي بعد الخمسمائة

1178 محمد بن عيسى من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي إسحاق الألبيري الزاهد روى عنه أبو الوليد ابرهيم بن محمد الصدفي ذكر ذلك العثماني وفيه عندي نظر وقد تقدم التنبيه عليه في باب ابراهيم

1179 محمد بن حسين بن عبادة من أهل بطليوس يكنى أبا بكر كان من أهل الأدب والرواية أخذ عنه بعض ما كان عنده أبو القاسم خلف بن هشام الأشبوني من شيوخ ابن خير

1180 محمد بن عمر بن قطري الزبيدي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر وأبا عبد الله روى عن أبي الوليد الباجي وأبي العباس العذري وأبي الليث السمرقندي

____________________

وأبي عبد الله بن سعدون القروي وله رحلة حج فيهاا وروى بمكة عن الحسين الطبري وبصور عن أبي بكر بن ثابت الخطيب البغدادي ولقي عبد الحق الصقلي وابن بابشاذ النحوي ومهدي بن يوسف الوراق وغيرهم وكان عالما بالنحو والأصول وسكن سبتة وعلم بالعربية إلى أن توفي بها سنة إحدى وخمسمائة من خط ابن حبيش وفيه عن عياض ووصفه بالدعابة وطيب النفس وقال أنا عن الخطيب قال أنشدنا أبو سعد الماليني قال أنشدنا أبو سعيد الإدريسي قال أنشدنا أبو الفتح البستي قال عياض وهو مما أنشده أبو منصور الثعالبي واللفظ له

( لا يستخفن الفتي بعدوه أبدا ** وإن كان العدو ضئيلا )

( إن القذى يؤذي العيون قليله ** ولربما جرح البعوض الفيلا )

1181 محمد بن يوسف بن عطاف الأزدي من أهل المرية وقاضيها يكنى أبا عبد الله روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن مالك وأبي عبد الله القزاز الفقيه وأبي بكر بن صاحب الأحباس وكان فقيها مشاورا مدرسا يناظر عليه ويجتمع في علم الرأي إليه وولي قضاء بلده أخذ عنه جماعة منهم أبو بكر بن أسود وأبو القاسم عبد الرحيم بن الفرس وأبو عبد الله بن أبي زيد وأبو الحسن بن اللوان وذكره ابن الدباغ في طبقات الفقهاء مع أبي المطرف الشعبي وأمثاله وتوفي بالمرية سنة اثنتين وخمسمائة

1182 محمد بن عبد الله بن عباس من أهل سرقسطة يعرف بابن المواق ويكنى وأبا عبد الله روى عن الباجي وابن سعدون القروي وغيرهما وولي قضاء روطة من أعمال سرقسطة وكان فقيها حافظا وأديبا ماهرا توفي سنة ثلاث وخمسمائة عن ابن حبيش

1183 محمد بن عيسى بن محمد اللخمي من أهل دانية يكنى أبا بكر ويعرف

____________________

بابن اللبانة كان من جلة الأدباء وفحول الشعراء معين الطبع واسع الذرع غزير الأدب قوي العارضة متصرفا في البلاغة وله تواليف منها كتاب مناقل الفتنة وكتاب نظم السلوك في وعظ الملوك وكتاب سقيط الدرر ولقيط الزهر وقد سمع منه بعضها بحاضرة المرية في المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة وشعره مدون وقد أخذ عنه أبو عبيد الله بن الصفار والد زياد المحدث ذكر ذلك ابن الدباغ وتوفي بميورقة سنة سبع وخمسمائة ودفن إزاء أبي العرب الصقلي وكان طوالا وابن اللبانة دحداحا

1184 محمد بن ابراهيم بن محمد بن سعيد الأزدي المقرىء من أهل بلنسية يعرف بابن الصناع ويكنى أبا بكر ويلقب بالهدهد أخذ عن أبي داود المقرىء وكان من جلة أصحابه وأحد المتقدمين في الإقراء جودة ضبط وحسن أداء وإحكام تجويد مع المشاركة في الأدب واللغة والحفظ للأشعار والأخبار والمعرفة بعقد الشروط والتصرف في الفقه يجمع إلى ذلك حسن الخط وصحة النقل فيما يكتب أقرأ دهرا بجامع بلنسية وتصدر لذلك إثر وفاة شيخه أبي داود وأخذ عنه بها جماعة منهم أبو عبد الله بن أبي إسحاق الربي وغيره ثم رحل إلى غرب الأندلس فنزل قرطبة وأقرأ بجامعها الأعظم وولي قضاء بعض كورها لأبي عبد الله بن حمدين ويقال إنه انتقل إلى كورة باغة فتوفي هنالك في صدر سنة ثمان وخمسمائة ذكره ابن عياد وفيه عن ابن عزيز

1185 محمد بن حسين بن محمد بن عريب الأنصاري من أهل طرطوشة يكنى أبا عبد الله سكن سرقسطة وتجول كثيرا في بلاد الأندلس والعدوة وغلب عليه علم

____________________

العبارة فشهر بها وكان وجيها عند الملوك مترددا عليهم ورغب إلى أبي بكر بن تيفلويت أمير سرقسطة في إقراء ابنه أبي علي بجامعها في حياة شيخه أبي زيد بن الوراق فأجابه إلى ذلك وتصدر هناك في سنة ثمان وخمسمائة من خط ابن عياد

1186 محمد بن الخلف بن الحسن بن إسماعيل الصدفي يعرف بابن علقمة ويكنى أبا عبد الله من أهل بلنسية وصاحب تاريخها صحب أبا محمد بن حيان الأروشي وطبقته وتأدب بمشيخة بلده وانتحل الكتابة وكان قاصرا في نظمه ونثره وألف تاريخا في تغلب الروم على بلنسية قبل الخمسمائة سماه بالبيان الواضح في العلم الفادح وكتبه الناس على سوء وصفه وقد كتبنا منه بعضا هنا وحدثني به ابن عات وابن سالم عن أبي الحسن بن فزارة عن عبد الله ابنه عنه وله تأليف سواه بهذا الإسناد أيضا وتوفي يوم الأحد الخامس والعشرين لشوال سنة تسع وخمسمائة ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة أخبرني بذلك أبو عبد الله بن أبي العافية البلنسي في تاريخه ونقلته من خطه

1187 محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب الغساني من أهل غرناطة يعرف بالقليعي ويكنى أبا بكر كان من أهل العلم والفضل مع نباهة البيت وولي قضاء بلده عن إجماع من أهله على ذلك وتوفي وهو يتولاه أول صفر سنة عشرة وخمسمائة ودفن بروضة أبيه

188 محمد بن مسعود المكتب يكنى أبا عبد الله أحسبه من أهل المرية سمع من أبي العباس العذري وغيره وحدث بيسير قال عياض سمعت بعض حديثه يقرأ عليه وتوفي بعد سنة عشرة وخمسمائة

1189 محمد بن أغلب بن أبي الدوس من أهل مرسية يكنى أبا بكر روى عن أبي الحجاج الأعلم وأبي الحسن المبارك بن سعيد الخشاب وعبد الدائم بن مرزوق القيرواني وأبي الحسن العبسي وأبي بكر بن نعمة العابر وأبي علي الغساني وأبي

____________________

عبد الله بن معيون الفارض وغيرهم وكان عالما بالعربية والآداب مشاركا في غير ذلك من أحسن الناس خطا وأصحهم نقلا وضبطا وشهر بالإقراء وكان من المعلمين المتجولين أدب ولدي المعتمد محمد بن عباد الراضي يزيد والمأمون الفتح وسكن المرية وقتا وأجاز البحر إلى المغرب فنزل مدينة فاس واستقر آخرا بأغمات وله شعر صالح وألف في شرح الأمثال لأبي عبيد ما أفاد به روى عنه أبو عبد الله بن أبي الخصال وأبو بكر بن الخلوف وأبو عبد الله بن أبي زيد وغيرهم وتوفي بمراكش سنة إحدى عشرة وخمسمائة ذكره ابن عزير وابن الملجوم وغيرهما

1190 محمد بن عبد الملك من أهل المرية يكنى أبا عبد الله ولي قضاء بلده من قبل أبي عبد الله بن حمدين قاضي الجماعة بالأندلس وكان فقيها جليلا وتوفي لليلة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى عشرة وخمسمائة ودفن عشية يوم الخميس مستهل المحرم سنة اثنتي عشرة وهو ممن توفي في سنة ودفن في أخرى

1191 محمد بن محمد بن علي بن حكم الباهلي من أهل المرة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالقرقوبي ويقال فيه ابن قرقوب سمع أبا خالد يزيد مولى المعتصم وأبا الحسن العبسي وأبوي علي الغساني والصدفي وكتب عنهم وكان ضعيف الخط جدا ورحل حاجا فسمع منه بالإسكندرية أبو طاهر السلفي وأبو محمد العثماني وأخوه أبو الفضل وحدثوا عنه بكتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل للغساني وروى عنه أيضا أبو إسحاق الخشوعي وابنه أبو طاهر بركات وغيرهم وتوفي بالمشرق في شهر رجب سنة اثنتي عشرة وخمسمائة

1192 محمد بن عيسى بن محمد بن بقاء الأنصاري من أهل بلغي من بلاد الثغر الشرقي يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي داود سليمان بن نجاح ورحل حاجا فقدم دمشق وأقرأ بها القرآن بالسبع وأخذه عنه جماعة من أهلها وكان شيخا فاضلا حافظا

____________________

للحكايات قليل التكلف في اللباس ذكره ابن عساكر وقال رأيته وسمعته ينشد قصيدة يوم خرج الناس إلى المصلى للاستسقاء على المنبر أولها

( أستغفر الله من ذنبي وإن كبرا ** واستقل له شكري وإن كثرا )

قال وكان يسكن في دار الحجارة ويقرئ بالمسجد الجامع ولد في الثاني والعشرين من شعبان سنة أربع وخمسين وأربع مائة وتوفي يوم الأربعاء عند صلاة العصر ودفن يوم الخميس لصلاة الظهر الثاني من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرة وخمسمائة ودفن في مقابر الصحابة بالقرب من قبر أبي الدرداء رضي الله عنه قال وشهدت أنا غسله والصلاة عليه ودفنه وقرأت بخط زياد بن الصفار أن ابن بقاء هذا روى عن أبي جعفر عبد الوهاب بن حكم أحد أصحاب المغامي وأنه أقرأ بالثغر قبل رحلته وأخذ عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمار اللاردي رحمهما الله

1193 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأنصاري المقرئ من أهل طليطلة ونزل مدينة فاس يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن فرقاشش أخذ القراءات ببلده عن المغامي وأبي الحسن بن الالبيري وكان مقرئا ماهرا جليلا وله تأليف صغير في اختلاف القراء السبعة أخذ عنه أبو إسحاق الغرناطي في مقدمة غرناطة وإقرائه منها بمسجد حمزة في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ونسبه عن بعض الأخذين عنه بمدينه فاس

1194 محمد بن إسحاق اللخمي من أهل شلب يكنى أبا بكر ويعرف بابن الملح ويقال بالملاح روى عنه ابناه أبو القاسم أحمد وأبو محمد عبد الملك ذكر ذلك ابن خير

1195 محمد بن سفيان بن أبي إسحاق الواعظ من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي المعالي إدريس بن يحيى الواعظ وولي الحسبة بالسوق وكان يعظ بمسجده المشتهر بمسجد الغلبة وفيه قرأت على شيخنا أبي عبد الله بن نوح كتب عنه أبو الحسن بن النعمة كثيرا مما سمعته ينشد مستفادا عن أبي المعالي المذكور وذلك في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة قال ابن النعمة وأنشدني لابن شرف

____________________

( ألحاظكم تجرحنا في الحشا ** ولحظنا يجرحكم في الخدود )

( جرح بجرج فاحسبوا ذا بذا ** فما الذي أوجب جرح الصدود )

وهذان البيتان أنشدنيهما بعض أصحابنا الآدباء ونسبهما إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن البراء من أهل الجزيرة الخضراء

1196 محمد بن جعفر الهمداني يكنى أبا عبد الله ويعرف بالشرقي نسبة إلى شرق الأندلس أخذ عن أصحاب أبي عمرو المقرئ وأقرأ بجامع قرطبة ذكره ابن الدباغ ووصفه بالعلم والنبل وتوفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة

1197 محمد بن أحمد بن أبي صوفة الحجري من أهل قرطبة وولي قضاء الجزيرة الخضراء فأوطنها وتناسل ولده بها يكنى أبا عبد الله كان فقيها مشاورا ذا معرفة بالقراءات والحديث والعربية زاهدا حدث عنه أبو عبد الله القباعي ورأيت السماع عليه في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة

1198 محمد علي بن بشرى من أهل دانية يكنى أبا بكر رحل حاجا ودخل بغداد فسمع بها من أبي بكر بن طرخان في سنة ثلاث عشرة وخمس مائة وسمع أيضا أبا محمد بن عبد الله بن عمر السمرقندي وغيرهما وقفل إلى بلده فحدث وسمع منه زاوي بن مناد وغيره

1199 محمد بن أحمد بن نصر النفزي يعرف بالرندي لأن أصله منها ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وأبي الأصبغ بن خيرة مولى ابن برد وأبي عبد الله الخولاني وأبي علي الصدفي وأبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وغيرهم حدث عنه أبو الحسن علي بن خلفون القروي وأبو عبد الله بن الراهب المدحجي وغيرهما وسماه أبو جعفر بن الباذش في شيوخه وهو في عداد أصحابه وقال كتبت عنه حديثا واحدا وسمعت بقراءته الموطأ على ابن عتاب وكان هو يحدث به عن ابن الطلاع توفي بأغمات سنة أربع عشرة وخمسمائة

____________________

1200 محمد بن عبد الملك التجيبي المقرىء أحسبه سرقسطيا يكنى أبا عبد الله يروي عن محب بن حسين أحد أصحاب ابن سفيان مؤلف الهادي في القراءات أخذ عنه أبو مروان بن الصيقل

1201 محمد بن خلف من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن بن الدوش وغيره وقرأت بخط أبي عامر بن حبيب تحديثه عنه بالتفصيل من تواليف أبي عمرو المقرىء عن ابن الدوش لما فاته سماعه منه وهو من أصحابه

1202 محمد بن حسين بن أبي بكر الحضرمي من أهل دانية يعرف بابن الحناط ويكنى أبا بكر تفقه بأبيه وسمع من أبي داود المقرىء وأبي علي الغساني وأبي علي الصدفي ودرس الفقه ببلده وشوور ونوظر عليه في المدونة وهو من بيت علم وصلاح أخذ عنه أبو الحسن بن أبي غالب وأبو عبد الله بن عيسى وأبو الحجاج بن سماجة وغيرهم ذكره ابن عياد وغلط في وفاته فجعلها في رجب سنة ثلاث عشرة وإنما توفي ليلة الاثنين مستهل جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمس مائة قرأت ذلك في رخامة بإزاء قبره

1203 محمد بن نوفل الأنصاري يكنى أبا عبد الله حدث بالتيسير لأبي عمرو المقرىء عن أبي عبد الله بن مهاصر عنه ولا أعرفهما

1204 محمد بن خليفة بن تيمصلت المقرىء يكنى أبا عبد الله حدث عن أبيه عن أبي العباس المهدوي قاله أبو عبد الله الشنتيالي وحدث من طريقه بالهداية في القراءات للمهدوي عن أبي إسحاق ابراهيم بن علي بن طلحة المقرىء

1205 محمد بن رزق الله بن مطرف أحسبه بطليوسيا له رواية عن أبي بكر

____________________

عاصم بن أيوب صحبه وقيد عليه الآداب وهي كانت بضاعته وصناعته وله في شرح شعر حبيب بن أوس الطبيخي اختصار أفاد به وأضاف إليه من غيره ما دل على مكانه من النباهة رحمه الله

1206 محمد بن سعد بن زكرياء بن عبد الله بن سعد من ساكني دانية يكنى أبا بكر كان عالما بالطب والتعاليم وألف كتاب التذكرة وتعرف بالسعدية نسبة إليه وأنشد فيها قصيدة للوقشي وأحسبه لقيه وكان حيا في سنة ست عشرة وخمسمائة

1207 محمد بن أحمد بن فرناس من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي العباس العذري وأبي عبد الله بن المرابط قرأ عليه الموطأ وسمع أبا عبد الله الحمزي وأجاز له أبو الوليد الباجي وكان مقرئا نحويا عنده فهم وتصرف روى عنه أبو جعفر بن الباذش قال كان أبي يقول إنه لدته إلا أنه كان مخلدا وروى عنه أيضا أبو بحر يوسف بن أبي عيشون وأبو العباس بن البراذعي وغيرهم وتوفي بالمرية سنة سبع عشرة وخمسمائة

1208 محمد بن عبد الله بن عبد الوارث البجاني منها يكنى أبا عبد الله لقي بقرطبة أبا القاسم حاتم بن محمد وسمع منه ومن غيره وولي الصلاة والخطبة ببلده حكى عنه أبو جعفر بن الباذش أنه أجاز له جميع روايته

1209 محمد بن عبد الله بن محمد بن سعيد البشكلاري وبشكلار قرية بجيان يكنى أبا عبد الله وقرأت بخط أبي محمد الركلي أنه يكنى أبا الحسن روى عن

____________________

أبي عمر بن عبد البر وأبي الوليد الباجي سمع منه بسرقسطة مع الركلي ووجدت بخط شيخنا أبي الخطاب بن واجب أنه وجد بخطه مسندا عن الباجي عن أبي ذر الهروي خبر ابن كثير القارىء وتبشيره مالك بن أنس برؤياه وقد ذكر ذلك أبو بكر الخطيب وغيره

1210 محمد بن عاشر بن خلف بن مرجى بن حكم الأنصاري من أهل بنيشته حدث عنه ابنه عاشر الفقيه محمد بن عبد الوارث التدميري يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي المطرف بن سلمة حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي تليد الشاطبي ذكره والذي قبله ابن عياد

1211 محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب وهو المعروف بنوح الغافقي من أهل سرقسطة يكنى أبا عبد الله كان فقيها مشاورا فاضلا معظما عند الخاصة والعامة يرعاه السلطان ويأتمنه على حرمه وقصره وخرج من وطنه بعد أن ملكته الروم فنزل بلنسية وولاه القاضي أبو الحسن بن واجب قضاء جزيرة شقر وبها توفي ليلة الخميس آخر شهر صفر سنة ثمان عشرة وخمسمائة ودفن بقبلي جامعها حدث عنه ابنه أيوب وبخطه قرأت وفاته

1212 محمد بن أحمد الثقفي من أهل جيان وقاضيها يعرف بابن مروية ويكنى أبا عبد الله روى عن ابن الطلاع وأبي مروان بن مالك وأبي جعفر بن رزق وأبي الحسن بن حمدين وغيرهم وكان فقيها مشاورا مدرسا يناظر عليه وولي قضاء بلده حدث عنه أبو عبد الله بن عبادة وغيره

1213 محمد بن عبد العزيز من أهل غرناطة يعرف بالباغي ويكنى أبا عبد الله كان من الفقهاء المشاورين وهو أحد المسؤولين في مخاطبة أبي محمد البطليوسي أبا عبد الله بن خلصة بألفاظ أنكرت عليه فأفتوا جميعا بتأديبه وإسقاط شهادته

1214 محمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري الخزرجي من أهل دانية

____________________

يكنى أبا عبد الله وهو أخو العباس بن عيسى سمع ببلده من أبي داود المقرىء ووجدت سماعه لكتاب التقصي لأبي عمر بن عبد البر مع أخيه وأبي الحسن بن هذيل في سنة أربع وتسعين وأربعمائة ولقي أبا الحسن الحصري ثم خرج حاجا فقدم دمشق سنة أربع وخمسمائة وأقام بها مدة يقرىء العربية كان شديد الوسوسة في الوضوء ذكره ابن عساكر ولم يذكر سماعه من أبي داود وقال أنشدني أخي أبو الحسين هبة الله بن الحسن الفقيه قال أنشدنا أبو عبد الله محمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري الأندلسي الداني بدمشق قال أنشدنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المقرىء القيرواني المعروف بالحصري لنفسه

( يموت من في الأنام طرا ** من طيب كان أو خبيث )

( فمستريح ومستراح منه ** كذا جاء في الحديث )

قال وأنشدنا الحصري لنفسه

( لو كان تحت الأرض أو فوق الذرى ** حر أتيح له العدو ليوذا )

( فاحذر عدوك وهو أهون هين ** إن البعوضة أردت النمرذا )

قال ابن عساكر وقد رأيته يعني بدمشق وأنا صغير ولم أسمع منه شيئا وخرج إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي سنة تسع عشرة وخمسمائة

1215 محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عياض المخزومي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالمنتيشي نسبة إلى قرية مصاقبة لها أخذ القراءات عن أبي داود المقرىء وأبي الحسن بن الدوش وابن شفيع ومنصور بن الخير وأبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي الأصبغ عيسى بن عبد الرحمن السالمي وسمع الحديث من أبي عبد الله بن خليفة وأبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وغيرهم وله سماع من أبي بكر بن مفوز بشاطبة في سنة ثلاث وخمسمائة وتصدر للإقراء ببلده فأخذ عنه الناس وكان عالما بتفسير القرآن يقعد لذلك في كل جمعة مع الحظ الوافر من البلاغة والمشاركة في قرض الشعر والحفظ للأخبار حسن الخط معروفا بالضبط روى عنه أبو عبد الله المكناسي وقد أخذ عنه ابن الدباغ يسيرا وحكى هو عن نفسه وقرأته بخطه أن شيخه أبا عبد الله بن خليفة حمل عنه الرسالة الواعية لأبي عمرو

____________________

المقرىء مناولة بروايته إياها عن أبي داود وابن الدوش عنه وذلك سنة خمسمائة وبقراءته على أبي علي الصدفي سمع أبو القاسم بن ورد أدب الصحبة للسلمي ورياضة المتعلمين لأبي نعيم في سنة ست وخمسمائة وتوفي بشاطبة سنة تسع عشرة وخمسمائة وسنه فوق الأربعين ذكر ابن عياد بعض خبره ونسبة المقامة العياضية إليه غلط إنما هي لمحمد بن عيسى بن عياض القرطبي 1216 محمد بن عبيد الله بن حسين بن عيسى بن حسين الكلبي من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله وعرف بابن حسون وحسين الأول هو المعروف بذلك كان من أهل العلم والأدب نافذا في الأحكام حسن الخط فصيحا بليغا ذا رواء ومروءة وولي قضاء مالقة ووليه قبله أبوه وجده وولي أيضا قضاء غرناطة وبه صرف خلوف بن خلف الله عنها ثالث في القعدة سنة خمس عشرة وخمس مائة وهو من بيت علم ونباهة ورياسة اتصلت لهم دهرا وله تأليف في الزهد سماه بالمؤنس في الوحدة وتوفي سنة تسع عشرة وخمس مائة أكثر خبره من تاريخ أبي بكر بن الصيرفي الأديب ووفاته عنه وعن ابن حبيش

1217 محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن محمد بن مروان الأنصاري من أهل سرقسطة يكنى أبا مروان ويعرف بابن مرزنجولس سمع أبا عبد الله بن الصراف وأبا علي الصدفي وغيرهما وكان رجلا صالحا فاضلا كان شيخنا أبو عبد الله بن نوح يثني عليه خيرا ويرفع بذكره وتوفي سنة تسع عشرة وخمس مائة وفاته عن ابن حبيش

1218 محمد بن أحمد بن عمار بن محمد التجيبي من أهل لاردة يكنى أبا عبد الله وأبا بكر أخذ عن أبي عبد الله بن بقاء المقرىء قبل انتقاله إلى دمشق ورحل إلى بلنسية إثر استرجاعها من الروم في منتصف رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة فلقي في شوال منها أبا داود المقرىء وهو إذ ذاك ابن ثمان عشرة سنة وأخذ عنه بها وقد تناهت سنه القراءات السبع في ختمة واحدة وقرأ عليه من كتب أبي عمرو المقرىء

____________________

جامع البيان وإيجاز البيان وبعض التيسير وأجاز له سائره مع جميع رواياته ثم انصرف إلى بلده لاردة فأقرأ بها القرآن وأخذ عنه ورحل إلى مرسية في صدر رجب سنة سبع وتسعين وأربعمائة وتصدر بجامعها للإقراء وأخذ عنه وسمع حينئذ من أبي علي الصدفي الحديث وانتقل بعد ذلك في آخر سنة ثلاث وخمسمائة إلى أوريولة وخطب بجامعها وتمادى إقراؤه بها إلى حين وفاته في السادس والعشرين من رمضان سنة تسع عشرة وخمسمائة ومولده في رمضان سنة سبع وسبعين وأربعمائة لم يطل عمره خبره من خط زياد بن الصفار وهو أحد تلاميذه أخذ عنه القراءات والعربية وغير ذلك وقرأ عليه كتاب روضة المدارس وبهجة المجالس من تأليفه وقال ابن عياد كان مشاركا في عدة علوم وألف كتبا في معاني القراءات وممن أخذ عنه أبو القاسم بن فتحون وأبو عبد الله المكناسي وأبو عبد الله بن معط التجيبي وغيرهم

1219 محمد بن عثمان بن حسين البكري الحجاري منها يكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر عبد الباقي بن برال وأبي الربيع سليمان بن خلف الطحان سمع منهما ببلده وادي الحجارة سنة خمس وستين وأربعمائة وأجاز له أبو عبد الله محمد بن أحمد بن المطرف بن الموره الحجاري وأبو الوليد الوقشي كتب إليه من بلنسية سنة خمس وثمان وأربعمائة وحدث وأخذ عنه ورأيت السماع عليه في سنة تسع عشرة وخمسمائة

1220 محمد بن عمر الأنصاري من أهل المرية يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي الحسين بن سراج وكان شيخا صالحا أديبا حدث عنه أبو العباس بن عبد الجليل التدميري

1221 محمد بن عبد الرحمن بن أبي العاصي بن يوسف بن فاخر بن عتاهية بن أبي أيوب بن حيون بن عبد الواحد بن عفيف بن محمد بن عفيف بن عبد الله بن رواحة بن سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي قرأت نسبه بخطه ونقلته منه وهو من أهل شارقة قلعة الأشراف عمل بلنسية يكنى أبا عبد الله صحب أبا الوليد الوقشي

____________________

وله رواية عن أبي محمد بن السيد روى عنه ابنه أبو العاصي الحكم بن محمد وتوفي في نحو العشرين وخمسمائة

1222 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل الأنصاري الأوسي من أهل سرقسطة وسكن بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الخراز روى عن أبي عبد الله بن أوس الحجاري وأبي العباس العذري وأبي الوليد الوقشي واختص به وسمع منه روايته وهو كان القارىء لما يؤخذ عنه وكان أديبا شاعرا رواية مكثرا حسن الخط وكان أبوه أبو جعفر أيضا شاعرا وهو الذي خاطبه أبو عامر بن غرسية بالرسالة المشهورة حدث عنه أبو محمد الفلني وأبو عبد الله بن إدريس المخزومي وأبو الطاهر التميمي وغيرهم بعضه عن ابن حبيش وقال ابن الدباغ أقرأ القرآن بالثغر وكان عنده أدب صالح

1223 محمد بن عقال المقرىء من أهل سرقسطة يكنى أبا عبد الله سمع من الباجي والعذري وله رحلة حج فيها ولقي جماعة حدث عنه أبو الفضل بن عياض ببعض روايته

1224 محمد بن أحمد بن عبد الله بن حصن الأنصاري من ولد سعيد بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما ويأتي الرفع في نسبه من أهل بلنسية وسكن عقبة مربيطر وأصله من شارقة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الوليد الوقشي ولازمه من سنة إحدى وثمانين إلى سنة أربع وثمانين وأخذ عنه الموطأ وغير ذلك وكان حسن الخط ذا عناية بالعلم نبيه البيت معروفا بالسرو وتوفي قبل العشرين وخمسمائة

1225 محمد بن موسى الأنصاري من أهل مدينة سالم وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن المغامي وجماعة من أصحاب أبي عمرو المقرىء وتصدر للإقراء يروي عنه أبو عبد الله بن عبادة الجياني

1226 محمد بن خميس الصوفي الصالح من أهل غرب الأندلس ولازم إشبيلية كثيرا يكنى أبا عبد الله سماه عياض القاضي في شيوخه ووصفه بالصلاح والفضل

____________________

والاستقلال بعلم الإخلاص والرقائق وله كتاب في ذلك سماه بالمنتقى من كلام أهل التقى سمع منه بعضه وأجاز له كتاب الرعاية للمحاسبي قال ولا أذكر سنده فيها

1227 محمد بن علي بن ابراهيم بن سليمان اللخمي من أهل إشبيلية يعرف بابن علوش ويكنى أبا عبد الله روى عن الأعلم وأبي مروان بن سراج وغيرهما حدث عنه ابن ابنه عبد الله بن أحمد بن محمد قاله ابن الطيلسان

1228 محمد بن أحمد بن جزي الضرير من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله لازم أبا علي الصدفي وسمع منه كثيرا وكان مقرئا

1229 محمد بن منخل من أهل شاطبة يعرف بالحداد ويكنى أبا عبد الله صحب طاهر بن مفوز وأكثر عنه ذكره ابن الدباغ في شيوخه وروى عنه الحديث المسلسل في الأخذ باليد ولم يرفع في نسبه ويروي أبو محمد بن أيوب عن أبي عبد الله بن منخل النفزي عن أبي زكرياء يحيى بن أيوب الفهري عم أبي محمد وهو هذا فيما أحسب

1230 محمد بن مسعود بن خلف بن عثمان العبدري من أهل شنتمرية الشرق وسكن مرسية يكنى أبا عبد الله كانت له رحلة حج فيها وبعد صدره منها سمع من أبي علي الصدفي وأبوه مسعود من شيوخ أبي علي المذكور

1231 محمد بن عبد الله بن سيف الجذامي من أهل بلنسية وسكن شاطبة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي داود وابن الدوش وسمع من أبي بكر بن مفوز وتعلم العربية بدانية عند أبي بكر يحيى بن الفرضي وتصدر للإقراء وكان مقرئا ضابطا وأديبا شاعرا روى عنه أبو محمد عبد الغني بن مكي وتوفي قبل العشرين وخمسمائة أكثره عن ابن عياد

____________________

1232 محمد بن عبد العزيز بن سعيد بن عقال الفهري من أهل البونت عمل بلنسية يكنى أبا عبد الله ولي قضاء بلده للحاجب نظام الدولة المتأخر أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم ثم لولاة لمتونة بعد ذلك وهو من أهل المعرفة والنباهة وتوفي قبل العشرين وخمسمائة

1233 محمد بن عمر بن المعتضد عباد بن محمد بن اسماعيل اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم كان له حظ من علم الوثائق ومشاركة في الأدب وسكن مراكش بعد خلع عمه المعتمد محمد بن عباد وتوفي في حدود العشرين وخمسمائة أفادنيه بعض أصحابنا

1234 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن سعيد بن معاوية بن داود الأنصاري أصله من دروقة عمل سرقسطة وسكن أبوه قرطبة وبالنسبة إلى دروقة كان يعرف بكنى أبا القاسم روى عن أبيه عبد العزيز عن أبي عبد الله الخولاني قرأ عليه الموطأ بإشبيلية وعن أبي علي الصدفي سمع منه بالمرية وله أيضا رواية عن أبي بكر بن العربي وغيرهم وكان من أهل الحفظ للحديث قاله ابن الدباغ وتوفي قبل العشرين وخمسمائة وثكله أبوه رحمه الله

1235 محمد بن عبد الرحمن بن خلصة بن أحمد بن فتح بن قاسم بن سليمان بن سويد اللخمي النحوي من أهل بلنسية وأصله من شريون من أعمالها يكنى أبا عبد الله سمع أبا علي الصدفي وأبا بكر بن العربي وصحبه وكان أستاذا في علم اللسان مقدما في صناعة العربية والأدب ولا أدري عمن أخذها فصيحا مفوها ذا سمت حسن وذكاء معروف حافظا للغات العرب قائما عليها ونثره فوق نظمه ورسالته التي رد

____________________

فيها على ابن السيد من أجود الرسائل وقد حملت عنه وكان ابن العربي يجله ويثني عليه بعلمه وتقدمه في صناعته وربما زاره في منزله أقرأ بدانية وبلنسية ثم انتقل عنها بأخرة من عمره إلى المرية وأقرأ هنالك وبها أخذ عنه أبو بكر بن رزق وحضر إقراءه لكتاب سيبويه وقد روى عنه زياد بن الصفار ولم يزل مقيما بالمرية إلى أن توفي بها منتصف ليلة السبت في عشر المحرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ودفن لصلاة العصر منه بمقبرة الحوض وصلى عليه الخطيب أبو الأصبغ بن الحطام قرأت ذلك بخط ابن رزق ووافقه ابن حبيش على سنة إحدى وعشرين وهو الصحيح وقال ابن عياد سمعت أبا بكر بن نمارة يقول توفي أبو عبد الله بن خلصة بالمرية سنة عشرين وخمسمائة أو نحوها وهو أحد من حدث عن ابن العربي ومات قبله بمدة

1236 محمد بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الله بن سعيد من أهل دروقة يعرف بابن زرياب ويكنى أبا عبد الله لقي أبا بكر بن العربي وتناول منه مختصر ابن أبي زيد وكان من أهل العلم والفضل والزهد فقيها مشاورا وتوفي ببلنسية ليلة الخميس منتصف رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وفاته من خط أيوب بن نوح وسائر خبره عن ابن سالم

1237 محمد بن أحمد بن سليمان بن عبد الله التجيبي من أهل أوريولة وصاحب الأحباس بها ويعرف بابن الصفار ويكنى أبا عبد الله وهو والد أبي عمر وزياد بن محمد المحدث سمع من أبي علي بن سكرة قديما سنة ست وتسعين وأربعمائة ولقي أبا عبد الله بن الحداد وأبا بكر بن اللبانة وغيرهما من كبار الأدباء وسمع منهم ذكره ابن الدباغ في مشيخته وروى عنه قال أنشدني أبو بكر محمد بن عيسى هو ابن اللبانة للمعتمد أبي القاسم محمد بن عباد

( اقنع بحظك في دنياك ما كانا ** وعز نفسك إن فارقت أوطانا )

( في الله من كل مفقود مضى عوض ** فأشعر القلب سلوانا وإيمانا )

( أكلما سنحت ذكري طربت لها ** مجت دموعك في خديك طوفانا )

____________________

( أما سمعت بسلطان شبيهك قد ** بزته سود خطوب الدهر سلطانا )

( وطن على الكره وارقب إثره فرجا ** واستغفر الله تغنم منه غفرانا )

1238 محمد بن عبود بن محمد بن أبي بكر الكناني أندلسي يكنى أبا عبد الله حدث بدمشق عن أبي تمام غالب بن عيسى الأنصاري الأندلسي وكتب عنه بها ذكره ابن عساكر

1239 محمد بن بياضة المقرىء من أهل بطليوس يكنى أبا بكر يروي عن المغامي أخذ عنه القراءات أبو بكر بن محرز البطليوسي

1240 محمد بن سعيد من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله ولي الأحكام ببلده للقاضي عبد المنعم بن سمجون ثم صرف عن ذلك وولي ضاء المرية في آخر سنة أربع وعشرين وخمسمائة

1241 محمد بن يوسف بن فيره الجذامي من أهل أوريولة وأصله من لاردة يكنى أبا عبد الله له رواية عن أبي الحسن علي بن عقال الشنتمري وأبي عبد الله محمد بن نوفل الأنصاري حدث عنهما بالتيسير لأبي عمرو المقرىء في سنة خمس وعشرين وخمسمائة قرأت ذلك بخطه

1242 محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن عبد الحميد التجيبي من أهل قلعة أيوب عمل سرقسطة يعرف بالقيبريري ويكنى أبا عبد الله كان فقيها مالكيا جليلا بصيرا بالمذهب حافظا للرأي وله مسائل في الآذان والحضانة وكتاب سماه بالانتصار لابن العطار فيما رده عليه أبو عبد الله بن الفخار روى عنه أبو عبد الله بن سيدراي القلعي ذكره القنطري وقال في نسبه محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد بن عبد الحميد وذكر أنه كان من كبار الفقهاء الحفاظ والأول عن ابن عياد وقال كان شاعرا

1243 محمد بن إبراهيم بن شايش القيسي من أهل مدينة سالم وسكن سرقسطة

____________________

يكنى أبا عبد الله كان أديبا صاحب تقييد وضبط وقد كتب عنه ابن سيدراي القلعي وقال أنشدني لبعضهم وذكر أبياتا ثلاثة أولها

( ركابي بأرجاء الرجاء مناخة ** ورائدها علمي بأنك لي رب )

وقال أظنها لابن الريولة وهي له يقينا وهي ثابتة في باب يحيى من هذا الكتاب

1244 محمد بن إدريس الجذامي من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن بكار بن الغرديس وحدث بصحيح البخاري عنه عن أبي ذر الهروي وكان فقيها مفتيا روى عنه أبو خالد بن رفاعة وغيره وتوفي سنة سبع وعشرين وخمسمائة وفاته عن أبي العباس بن عميرة الوراق

1245 محمد بن رزق من أهل المرية وأبوه أبو المنذر مولى لبعض أهلها يكنى أبا عامر روى عن أبي علي الغساني وأبي عبد الله بن خطاب وغيرهما حدث عنه ابنه الحافظ أبو بكر يحيى بن محمد وقرأت ذلك بخطه وكان أبو عامر هذا صاحب يسار وثروة عظيمة أورثها ابنه فأنفق جميع ذلك في سبل البر وعلى أهل التصوف وتخلى عن الدنيا وزهد فيها

1246 محمد بن أبي الخيار العبدري من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي القاسم أصبغ بن محمد وأبي عبد الله بن حمدين وتفقه بهما وبأبي عبد الله بن الحاج وغيرهم وكان من أهل الحفظ والاستبحار في علم الرأي وقعد للتدريس ونوظر عليه وله تنابيه على المدونة ورد على أبي عبد الله بن الفخار وألف كتاب الشجاج وكتاب أدب النكاح ورأس قبل موته في النظر فترك التقليد وأخذ بالحديث وبه تفقه أبو الوليد بن خيرة وأبو خالد بن رفاعة وقال أبو القاسم بن الحاج قرأت عليه المدونة تفقها وعرضا أعواما وكان من طلبة والدي رحمه الله يعني الشهيد ولم يكن من أهل الرواية وهو في

____________________

طبقات الفقهاء لابن الدباغ مذكور وتوفي بقرطبة يوم الأربعاء العاشر لشهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وخمسمائة قاله ابن عات شيخنا

1247 محمد بن عيسى بن القاسم الصدفي من أهل تطيلة وسكن بأخرة مدينة فاس يكنى أبا عبد الله سمع أبا علي بن سكرة الصدفي ولازم مجلسه لسماع الحديث ومسائل الرأي وكان فقيها عارفا بالوثائق أديبا شاعرا استكتبه ابن الملجوم في قضائه بمكناسة واستخلفه وتوفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة من خط ابن حبيش إلا رواياته

1248 محمد بن عيسى بن محمد بن بقي الغافقي من أهل مرسية يكنى أبا بكر وأبا عبد الله روى عن أبي محمد بن عتاب وأبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وأبي الأصبغ بن أبي البحر الزهري وأبي عبد الله بن داود القلعي وحدث عن جميعهم بالموطأ روى عنه ابنه عبد الكبير بن محمد نزيل إشبيلية وغيره ووجدت السماع منه في سنة تسع وعشرين وخمسمائة

1249 محمد بن ابراهيم بن مختار اللخمي من أهل دانية يكنى أبا عبد الله كان فقيها مشاورا وله سماع من أبي بكر بن برنجال في سنة تسع وعشرين وخمسمائة

1250 محمد بن علي بن أحمد بن جعفر من أهل مرسية يكنى أبا يحيى لازم أبا علي الصدفي وسمع منه كثيرا وكان ذا عناية بالرواية حسن الخط نحويا في التقييد وهو من بيت نباهة وأصالة

1251 محمد بن أحمد بن غالب بن خلف بن محمد بن عبد الله التجيبي من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالبقساني نسبة إلى قرية بغربيها وهو والد أبي العرب عبد الوهاب بن محمد صحب أبا محمد القلني وكان يبصر الفرائض والحساب ويشارك في الطب وتوفي في نحو الثلاثين وخمسمائة عن ابن عياد

1252 محمد بن عيسى من ساكني قرطبة يعرف بالباغي وبالشرقي بالقاف

____________________

ويكنى أبا عبد الله يروي عنه صالح بن عبد الملك الأوسي أخذ عنه القراءات وكان فقيها مشاورا

1253 محمد بن موسى بن خلف الوشقي منها يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي داود المقرىء ورحل حاجا فلقي ابن الفحام وأخذ عنه وقفل إلى الأندلس فأوطن الش وتولى الصلاة والخطبة بجامعها وكان بها يقرىء القرآن وكف بصره بأخرة من عمره وتوفي قبل الثلاثين وخمسمائة عن أبي عبد الله المكناسي وفيه عن أبي الحجاج بن أيوب

1254 محمد بن عبد الملك بن أحمد الطائي من أهل مرسية سمع من ابن سكرة وكتب عنه عوالي بن خيرون وغير ذلك وله رواية عن أبي الحسن بن مغيث وأبي إسحاق بن ثبات القرطبي سمع منه في سنة ثلاث وخمسمائة وكان بارع الخط أنيق الوراقة

1255 محمد بن أحمد بن محمد بن سهل الأموي المقرىء من أهل طليطلة ونزل مصر يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن النقاش أخذ عن المغامي وسمع في رحلته من مهدي بن يوسف الوراق وأبي عبد الله بن بركات وغيرهما وتصدر بالجامع العتيق بمصر للإقراء وأخذ عنه جماعة منهم أبو زكرياء بن سيد بونه وأبو عبد الله بن سعيد الداني وأبو العباس بن الفقيه السرقسطي وأبو الحسن موسى بن قاسم الشلبي وكان أخذ ابن الفقيه منهم عنه وسماعه منه في ذي القعدة سنة ثلاثين وخمسمائة

1256 محمد بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن أحمد العذري من أهل سرقسطة ويعرف بابن فورتش ويكنى أبا بكر روى عن عمه القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد سمع منه مسند أبي بكر البزار ومنه سمعه أبو علي الصدفي وكان أبو علي هذا قد استجاز له ولجماعة معه أكثر شيوخه الجلة بالمشرق كأبي الفوارس الزينبي وابن خيرون والمبارك بن عبد الجبار وطبقتهم وولي الأحكام ببلده ثم خرج منه بعد غلبة العدو عليه وتجول ببلاد الأندلس وحدث وسمع منه بغرناطة أبو جعفر بن الباذش وأبو

____________________

عبد الله النميري وأجاز لأبي جعفر بن حكم لفظا وحكى عنه ابن بشكوال وفاة جده القاضي محمد بن اسماعيل وأجاز له وأغفله قال لي ابن سالم وتوفي بعد الثلاثين وخمسمائة

1257 محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد العقيلي من أهل بلنسية يعرف بابن القباب ويكنى أبا بكر روى عن أبي الوليد الوقشي وخليص بن عبد الله وابن السيد وغيرهم ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتاب وابن طريف وأبا بحر الأسدي فسمع منهم في سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وبعدها وله أيضا سماع من أبي بكر بن أسود وكتب عنه عامة أهل الأندلس كأبي علي الغساني وابن أبي تليد وابن سكرة وابن العربي وأبي عبد الله الموروري وأمثالهم وهو من بيت نباهة وأصاله وقد حدث وسمع منه وكان ذا عناية بالرواية حسن الخط جيد الضبط وتوفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة عن ابن عياد وابن سالم

1258 محمد بن عبد الملك بن منخل بن محمد بن مشرف النفزي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله أخذ بقرطبة عن أبي القاسم بن النخاس قراءة نافع وقرأ التيسير لأبي عمرو المقرىء على أبي محمد بن سعدون الوشقي الضرير وسمع من أبي عمران بن أبي تليد ومن أبي علي الصدفي في اجتيازه بشاطبة إلى غزوة كتندة التي فقد فيها ولا أعلمه حدث

1259 محمد بن عبد الواحد من أهل مرسية وأصله من الش عملها يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن التيان ذكره السلفي وخططه بالقاضي وقال روى لنا عن أبي عبد الله بن الطلاع وأبي علي الجياني وغيرهما وهو من أهل المسائل والحديث من كتاب ابن نقطة

____________________

1260 محمد بن أبي سعيد الفرج بن عبد الله البزاز من أهل سرقسطة يكنى أبا عبد الله لقي بدانية أبا الحسن الحصري وسمع منه بعض منظومه ورحل حاجا فأدى الفريضة ودخل العراق فسمع من جماعة وأجازوا له منهم ابن خيرون والحميدي وأبو زكرياء التبريزي والمبارك بن عبد الجبار وثابت بن بندار وهبة الله الأكفاني ونصر بن البطر وغيرهم ونزل الإسكندرية وحدث بها وكان أحد شهودها المعدلين وأخذ عنه الناس وتوفي هنالك قال أبو محمد العثماني أنشدني أبو عبد الله محمد بن الفرج السرقسطي قال أنشدني أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري بدانية لنفسه

( الناس كالأرض ومنهم هم ** من خشن اللمس ومن لين )

( مرو تشكى الرجل منه الأذى ** وإثمد يجعل في الأعين )

ومن الرواة عنه بالسماع منه ابن سعيد الداني وأبو عمرو بن فرج العبدري وأبو زكرياء بن سيد بونه الأندلسيون وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وابن جارة الإسكندريون وأبو الحسن المكناسي وفي الإجازة أبو الفضل بن عياض وابن رزق وابن عبيد الله وابن قرقول وغيرهم

1261 محمد بن خليل بن يوسف بن نضير الأنصاري من أهل سرسطة وسكن بلنسية يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي المطرف بن الوراق وأبي محمد عبد الله بن يوسف بن سمجون وعني بطلب العلم وكان سماعه من ابن سمجون في سنة ثلاثين وإحدى وثلاثين وخمسمائة

1262 محمد بن علي بن عطية العبدري من أهل دانية يكنى أبا عبد الله له رحلة حج فيها وسماع من أبي العباس بن عيسى في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ولا أعلمه حدث

1263 محمد بن سعادة بن عمر الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن قديم تفقه بأبي الوليد الوقشي وتعلم العربية عند أبي العباس الكفيف وتوفي في نحو سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة من خط أبي عبد الله بن عياد

____________________

1264 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عتاب بن محسن مولى عبد الملك بن سليمان بن أبي عتاب الجذامي من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم سمع من عمه أبي محمد عبد الرحمن كثيرا من روايته واختص به وهو الذي صلى عليه عند وفاته وكان فاضلا دينا متصاونا وتوفي ودفن مع سلفه صبيحة يوم الأحد الخامس من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وصلى عليه صهره القاضي أبو عبد الله بن أصبغ بوصيته إليه بذلك وأتبعه الناس ثناء جميلا وكان أهلا لذلك من كتاب ابن بشكوال

1265 محمد بن خلف بن محمد القيسي من أهل جيان يعرف بابن المحتسب ويكنى أبا عبد الله سمع أبا الوليد العتبي وأبا الحسين بن سراج وأبا علي بن سكرة وأبا محمد بن عتاب وغيرهم وعلم بالعربية والآداب وحدث ورأيت السماع عليه في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة

1266 محمد بن علي بن أحمد التجيبي من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالنوالشي نسبة إلى بعض أعمالها أخذ القراءات عن أبي داود المؤيدي وسمع منه بدانية في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وأخذ أيضا عن ابن الدوش بشاطبة وابن البياز بمرسية وأبي الحسن العبسي وأبي بكر خازم بن محمد بقرطبة وله رواية عن أبي الأصبغ بن سهل وتصدر للإقراء وبعد صيته في ذلك لاتقانه وضبطه مع صلاحه وفضله وأخذ عنه الناس ووجدت سماع عبد المنعم بن الخلوف منه وخطه له بذلك على كتاب الرعاية لمكي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ومن تلاميذه ابن عروس وعبد الوهاب بن غياث وغيرهما

1267 محمد بن أحمد بن عيسى بن إبراهيم بن مزاحم من أهل سرقسطة يكنى

____________________

أبا حاتم كان معنيا بالفقه موضوفا بالزهد والنزاهة وتوفى ببلنسية عصر يوم الخميس الثالث عشر لرجب سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة عن أيوب بن نوح

1268 محمد بن أحمد بن عثمان من أهل بلنسية وولد ببريانة من أعمالها وإليها ينسب يكنى أبا عامر كان من جلة الأدباء ومشاهير الشعراء وعمر وأسن وكان يصحب أبا محمد القلني ويحضر مجلسه وقد أخذ عنه أبو عبد الله بن قابل وأنشدني أبو الربيع بن سالم وأخبرني أنه أنشده قال أنشدني أبو عامر البرياني لنفسه في الصنم الذي بشاطبة

( بقية من بقايا الروم معجبة ** أبدى البناة بها من علمهم حكما )

( لم أدر ما أضمروا فيه سوى أمم ** تتابعت بعد سموه لنا صنما )

( كالمبرد الفرد ما أخطأ مشبهه ** حقا لقد بر الأيام والأمما )

( كأنه واعظ طال الوقوف به ** مما يحدث عن عاد وعن إرما )

( فانظر إلى حجر صلد يكلمنا ** أشجى وأوعظ من قس لمن فهما )

توفي أبو عامر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وقد بلغ ستا وثمانين سنة أو نحوها وفيها مات أبو إسحاق الخفاجي وكان من أترابه وأصحابه

1269 محمد بن عمر بن أزهر المقرئ من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا عبد الله روى عنه أبو الربيع المعروف بالخشيني ووصفه بالحفظ ولا أعرفه

1270 محمد بن الحسين بن أبي البقاء بن فاخر بن الحسين الأموي من أهل اندة عمل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويقال إنهم من ولد عثمان بن عفان رضي الله عنه روى عن أبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح وأبي الوليد بن بقوة وعبد الحق بن عطية وأبي بكر بن الخلوف وأبي جعفر محمد بن حكم بن باق لقيه بتلمسان وتفقه بأبي القاسم عبد الرحيم بن جعفر المزياتي بها وولي الأحكام هنالك وبإشبيلية ثم ولي الصلاة والخطبة والأحكام بلرية من أعمال بلنسية من قبل القاضي أبي الحسن بن عبد العزيز سنة ثلاثين وخمسمائة وولي أيضا قضاء شبرانة من الثغر الشرقي وكان فقيها

____________________

حافظا واقفا على مسائل المدونة محسنا لعقد الشروط ضابطا لما رواه وقيده مقلا صابرا خيرا فاضلا حدث عنه ابن عياد وقال توفي بأندة في رمضان سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وهو ابن سبعين أو نحوها

1271 محمد بن فرج بن جعفر بن خلف القيسي من أهل الثغر الشرقي وسكن غرناطة يعرف بابن أبي سمرة ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي جعفر أحمد بن عبد الحق الخزرجي وأبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن بن كرز وروى عن أبي بكر غالب بن عطية وأبي محمد بن عتاب وأبي مروان بن مثنى الوزير وأقرأ القرآن ودرس العربية ببلده روى عنه أبو الأصبغ بن المرابط قاله ابن عياد وذكر أن له رواية عن أبي داود المقرئ ولقيه أبو عبد الله بن حميد بغرناطة في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة أو نحوها وأخذ عنه القراءات وسمع منه

1272 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مهلب الأسدي من أهل مرسية يكنى أبا بكر كان أديبا كاتبا وله سماع من ابن الدباغ في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وقفت عليه وكان من بيت رواية وعناية بالحديث

1273 محمد بن مفرج بن سليمان الصنهاجي يكنى أبا عبد الله أصله من طنجة وانتقل جده إلى الأندلس وبها ولد محمد هذا ولقي أبا الوليد الباجي وسمع منه يسيرا ودرس عنده قليلا وسمع من ابنه أبي القاسم أحمد كثيرا ومن أبي عبد الله بن شبرين وأبي الأصبغ بن سهل ومروان بن سمجون بطنجة وأجاز له أبو عبد الله بن سعدون وغيره أخذ عنه القاضي عياض وقال توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة

1274 محمد بن يحيى بن سعدون من أهل مرسية وصاحب الأحكام بها يكنى أبا عبد الله كان عارفا بالشروط أخذ عنه شيخنا أبو بكر بن أبي جمرة وتدرب معه وأجاز له ما رواه وتوفي سحر ليلة السبت الرابع عشر من ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وخمسمائة

1275 محمد بن قيصر بن محمد بن الفتح من أهل قرطبة يكنى أبا عامر روى عن أبي محمد بن عتاب وعبد القادر بن الحناط وغيرهما وتولى عقد المناكح ببلده وكان فاضلا سمع منه أبو خالد المرواني وحدث عنه هو وأبو الحسن بن مؤمن وغيرهما وتوفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة

____________________

1276 محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور السلمي من أهل شاطبة وأصل سلفه من غرب الأندلس يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه مغاور وأبي جعفر بن أبي جحدر وتفقه به وأبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن ثابت وأبي بكر بن مفوز وأبي عامر بن حبيب وأبي علي الصدفي وأبي محمد الركلي وأبي بكر بن العربي وأبي القاسم بن الجنان وأبي الوليد بن قبرون اللاردي وغيرهم وأجاز له أبو الحسن بن الدوش وسمع بقراءة أبيه عليه تأليف ابن أبي زمنين في التفسير وأبو جعفر بن غزلون وأبو محمد بن عتاب وأبو الحسن بن مغيث وذكر أبو عامر بن نذير أنه سمع على ابن غزلون صحيح البخاري خاصة ولم يجز له وأن ابن ورد أجاز له وكان فقيها مدرسا للمسائل عالما بالمذهب محصلا لرواياته بصيرا بعقد الشروط مقدما في ذلك رأسا في الفتوى وصدرا في أهل الشورى يشارك في علم الحديث والأدب ويتحقق بالفقه مع الحلم والأناة والوقار حدث وأخذ عنه وتوفي ثامن شوال سنة ست وثلاثين وخمسمائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة عن ابن عياد وابن سفيان وغيرهما ونسبه عن أبي الخطاب بن الجميل

1277 محمد بن علي الأزدي من أهل جيان يعرف بابن الحاج الأفطس ويكنى أبا عبد الله ولي قضاء غرناطة في أيام الملثمة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة بعد أبي الفضل عياض بن موسى وتوفي وهو يتولى ذلك في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وخمسمائة ذكره ابن الدباغ في طبقات الفقهاء من تأليفه وخبره عن غيره

1278 محمد بن خلف بن موسى الأنصاري المتكلم سكن قرطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالإلبيري لأن أصله منها روى عن أبي بكر محمد بن الحسن المرادي وأبي الحجاج يوسف بن موسى الكلبي وأخذ علم الكلام عنهما وكان حافظا لكتب الأصول والاعتقادات واقفا على مذهب أبي الحسن الأشعري وأصحابه مع مشاركة في الأدب وله تواليف منها كتاب النكت والأمالي في النقض على الغزالي وله رسالة

____________________

الانتصار على مذاهب الأئمة الأخيار ورسالة البيان عن حقيقة الإيمان وشرح مشكل ما وقع في الموطأ وكتاب البخاري واختصر كتاب الرعاية للمحاسبي حدث عنه أبو الوليد بن خيرة وأبو إسحاق بن قرقول وأبو عبد الله بن الصيقل المرسي وذكر أن له رواية عن ابن الطلاع وأبو زيد بن نزار الشاطبي أخذ عنه بقرطبة في سنة ست وخمسمائة وغلط في اسم أبيه فجعله يوسف وأبو خالد المرواني وقال أخبرني أنه ولد يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وأربعمائة وتوفي في جمادى الآخر سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

1279 محمد بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن بشر الأنصاري يكنى أبا بكر ويعرف بالميورقي لأن أصله منهاا وسكن غرناطة روى عن أبي علي الصدفي ورحل حاجا فسمع بمكة من أبي الفتح عبد الله بن محمد البيضاوي وأبي نصر عبد الملك بن أبي مسلم النهاوندي في شوال وذي القعدة من سنة سبع عشرة وخمسمائة وبالاسكندرية من أبي عبد الله الرازي وأبي الحسن بن مشرف وأبي بكر الطرطوشي وغيرهم وعاد إلى الأندلس بعد مدة طويلة فحدث بغير ما بلد لتجوله وكان فقيها ظاهريا عارفا بالحديث وأسماء الرجال متقنا لما رواه يغلب عليه الزهد والصلاح روى عنه أبو عبد الله النميري الحافظ ويقول فيه الأزدي تدليسا إذ الأنصاري من الأزد وأبو بكر بن رزق وأبو عبد الله بن عبد الرحيم وابنه المنعم وسواهم وصار آخرا إلى بجاية هاربا من صاحب المغرب حينئذ بعد أن حمل إليه هو وأبو العباس بن العريف وأبو الحكم بن برجان وحدث هنالك وسمع منه في سنة سبع وثلاثين وخسمائة

1280 محمد بن علي بن خلف بن أبي الفرج التجيبي المقرئ من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن ابن شفيع وبعضها عن ابن الدوش روى عنه ابنه عبد الله وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ومولده حول سنة ستين وأربعمائة عن ابن عياد

____________________

1281 محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن باق من أهل سرقسطة يكنى أبا جعفر وجده ذو الوزارتين محمد بن أحمد كان صاحب مدينة سالم وقتل بها سنة عشرين وأربعمائة روى عن أبي الوليد الباجي وأبي عبد الله محمد بن يحيى بن هاشم والقاضي أبي الأصبغ بن عيسى وأبي جعفر بن جراح وأبي عبيد البكري وعبد الدائم القيرواني وأبي الفوارس بن عاصم وغيرهم واستقر بمدينة فاس وولي أحكامها وأفتى بها وأقرأ العربية وكان متفننا ذا حظ من علم الكلام حسن الخلق قوالا بالحق وله شرح في الإيضاح لأبي علي الفارسي وكان واقفا على كتبه وكتب أبي الفتح بن جني وأبي سعيد السيرافي حدث عنه أبو الوليد بن خيرة وأبو مروان الصيقل الوشقي وأبو محمد القاسم بن دحمان وأبو عبد الله بن الحسين الأندي وتوفي قبله وأبو محمد بن بونه وأبو الحسن اللواتي وغيرهم وتوفي بتلمسان في نحو سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة أكثره عن ابن حبيش

1282 محمد بن إبراهيم بن أحمد الجذامي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن العبسي وابن الطلاع وخازم بن محمد وأبي علي الغساني ووقفت له على سماع مع زياد بن الصفار من أبي الحسن بن مغيث في سنة سبع عشرة وخمسمائة حدث عنه أبو خالد المرواني وأبو الحسن علي بن أحمد الشقوري أجاز له في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة

1283 محمد بن عبد الملك بن علي بن نصير الغافقي من أهل مرسية لقي أبا علي الغساني وسمع منه صحيح البخاري وغير ذلك ولا أعلمه حدث ولقي أيضا أبا بكر بن العربي وسمع منه بإشبيلية في سنة ست وتسعين وأربعمائة

____________________

1284 محمد بن الحسن بن كامل من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الفخار عداده في الأدباء وكان معروفا بالكتابة وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وفاته عن ابن حبيش

1285 محمد بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد من أهل قرطبة وأصله من طليطلة يعرف بابن الأمين ويكنى أبا عبد الله وهو عم أبي إسحاق بن الأمين المحدث أخذ عن عامر الصفار وأبي إسحاق المعروف بالزرقالة وكان مقدما في علم الفرائض والعدد والمساحة وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة

1286 محمد بن عبيد الله بن بيبش المخزومي من أهل بلنسية وأصله من قليبرة بناحيتها الغربية يكنى أبا بكر أخذ عن مشيخة بلده وعني بالفقه وكان من أهل الشورى والفتيا ثم رحل فسمع بالاسكندرية من أبي طاهر السلفي في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وتوفي هنالك

1287 محمد بن عبدون بن هشام الحجري من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله كانت له رحلة حج فيها وسمع من السلفي وقفل فأخذ عنه برنامجه قاله ابن خير

1288 محمد بن حبيب المقرئ من أهل مالقة يكنى أبا بكر روى عن أبي عبد الله بن شريح أخذ عنه القراءات وتصدر الإقراء وولي الخطبة بجامع بلده أخذ عنه الوليد بن الفخار

1289 محمد بن عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب القيسي من أهل بلنسية يكنى أبا الخطاب سمع أباه أبا حفص وأبا بكر بن مدير وأبا مروان بن مسرة ولقي أبا بكر بن العربي في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة قدم بلنسية غازيا فناوله وأجاز له

____________________

وولي قضاء أوريولة والش من كور مرسية وكان نبيها نزيها وقتل بأوريولة في الفتنة آخر سنة تسع وثلاثين أول سنة أربعين وخمسمائة ومولده سنة خمسمائة بعضه عن ابن سالم

1290 محمد بن علي بن محمد النفزي القاضي من أهل جيان يكنى أبا عبد الله تفقه بقرطبة عند أبي الوليد بن العواد وأبي عبد الله بن أصبغ وأبي الوليد بن رشد وروى عنهم وعن أبي محمد بن عتاب ورحل حاجا فأدى الفريضة وعاد إلى الأندلس وشوور ونوظر عليه في المدونة وغيرها وكان حافظا للرأي حدث عنه أبو عبد الله بن عبادة الجياني وتفقه به

1291 محمد بن يزيد بن سمحون من أهل مرسية يكنى أبا الحكم سمع من أبي علي الصدفي وكان يتفقه ذكره ابن الدباغ

1292 محمد بن عبد الملك المعافري يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الأنداري وأندارة من قرى دانية حدث عنه أبو محمد بن عشير

1293 محمد بن عبد الرحمن المذحجي من أهل غرناطة وأصله من لوشة عملها يكنى أبا عبد الله سمع أبا الحسن العبسي وأبا علي الغساني وأبا الحسين بن سراج وحدث وأخذ عنه وكان فقيها مشاورا لقيه أبو عبد الله بن حميد وأخذ عنه بغرناطة وتوفي قبل الأربعين وخمسمائة بعضه عن ابن عياد

1294 محمد بن أحمد الخولاني من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر بن عطية وأبي بحر الأسدي وولي الصلاة والخطبة بجامع بلده وكان من أهل المعرفة بالأصول وقد درس وأسمع ذكره ابن عياد وقال توفي قبل الأربعين وخمسمائة

____________________

1295 محمد بن أبي تمام الطائي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي الطلاع وغيره وحدث عنه ابنه علي بن محمد قاله ابن الطيلسان

1296 محمد بن علي بن بيطش الكناني من أهل بلنسية ويعرف بالألشي تفقه به ابنه محمد وروى عنه ذكر ذلك ابن سفيان

1297 محمد بن أحمد بن مالك المري من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عنه أبو خالد بن رفاعة وقال اختلفت إلى مجلسه في العرض لكتب المدونة وقال ابن عياد كان من أهل الفهم والبصر بالحديث

1298 محمد بن عمر بن المنذر من أهل أشبونة روى عن أبي محمد عبد الوهاب بن محمد اللخمي سمع منه بإشبيلية ذكره القنطري

1299 محمد بن عبد الرحمن بن محمد العتقي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله كانت له رحلة حج فيها ورواية عن أبي بكر بن العربي سمع منه أكثر سباعياته ولا أعلمه حدث

1300 محمد بن علي بن عطية من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالشواش كان أديبا يشارك في الكتابة وقرض الشعر وانفرد في وقته وبعده بحسن الخط وبراعته وكان بديع الوراقة أنيقها يتنافس فيما كتب إلى اليوم ولم أقف على أسماء شيوخه ولا على تاريخ وفاته وأحسبها في نحو الأربعين وخمسمائة

1301 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الطفيل العبدي من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسن ويعرف بابن عظيمة أخذ القراءات عن أبي

____________________

عبد الله السرقسطي وروى عن أبي عبد الله الخولاني وأبي عبد الله بن فرج وأبي بكر خازم بن محمد وأبي علي الغساني وأبي داود المقرئ وأبي جعفر بن عبد الحق وأبي الوليد بن طريف ورحل حاجا فروى بمكة عن رزين بن معاوية وبالاسكندرية عن أبي عبد الله محمد بن منصور بن الحضرمي وأبي الحسن بن مشرف الأنماطي وبالمهدية عن أبي عبد الله المازري ولقي من المقرئين أبا علي الحسن بن خلف بن بليمة وأبا القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن الفحام وكانت رحلته مع أبي علي منصور بن الخير الأحدب للقاء أبي معشر الطبري فبلغهما نعيه بمصر فلما قفلا من حجهما قعد منصور يقول قرأت على أبي معشر واقتصر أبو الحسن في تصدره للإقراء على التحدث عمن لقي فعرف مكانه من الصديق والعدالة وولي الصلاة ببلده وتقدم في صناعته واشتهر بها وتلاه أهل بيته فيها فأخذ عنهم الناس وله أرجوزة في القراءات السبع وأخرى في مخارج الحروف وشرح قصيدة الشقراطسي وله أيضا كتاب الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحصرية وإليه وإلى بنيه بعده كانت الرياسة في هذا الشأن ومن جلة الرواة عنه أبو بكر بن خير قرأ عليه الشهاب للقضاعي وأجاز له جميع روايته وتواليفه في رجب سنة ست وثلاثين وخمسمائة وتوفي في حدود الأربعين وخمسمائة وروى عنه أبو الحسن بن الضحاك الفزاري وسمى في شيوخه العبسي والغساني وغيرهما وقال توفي في شهر صفر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

1302 محمد بن عمر بن محمد بن واجب القيسي والد شيخنا أبي الخطاب أحمد بن محمد من أهل بلنسية يكنى أبا الحسن روى عن أبيه أبي حفص وتفقه به وعن أبي بكر بن مدير وأبي الوليد بن الدباغ وأبي بكر بن برنجال سمع منه سنة ست وثلاثين وخمسمائة واستجاز لنفسه ولابنه أبي الخطاب أبا بكر بن العربي وأبا الوليد بن خيرة وأبا مروان بن مسرة وغيرهم وولي قضاء الش من قبل أخيه أبي الخطاب المذكور قبل وكان حافظا للفقه استظهر على أبيه مختصر المدونة للبراذعي وتوفي في حدود الأربعين وخمسمائة وهو ابن ثلاثين سنة أو نحوها مولده سنة عشر وخمسمائة أكثره عن ابن سالم

1303 محمد بن أبي جعفر بن سعيد بن غفرال السبائي ويقال في نسبه ابن أبي

____________________

جعفر بن عبد الرحمن من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي القاسم النخاس وأقرأ بها وحدث عنه وعن أبي الحسن علي بن يوسف السالمي وأبي زكرياء يحيى بن حبيب المحاربي وغيرهم وكان مقرئا فاضلا روى عنه ابن بشكوال وأغفله وأبو عبد الله بن عبد الرحيم وأبو الوليد يزيد بن بقي وأبو العباس بن صالح الكفيف وسواهم

1304 محمد بن حسن بن محمد الأموي من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله يروي عنه أبو عبد الله بن الفخار وكان مقرئا نحويا

1305 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى الخشني من إهل مرسية يكنى أبا جعفر ويعرف بابن أبي جعفر روى عن أبيه أبي محمد وتفقه به وأخذ العربية عن أبي بكر بن الجزار ولقي ابن الدباغ وأجاز له جميع روايته وكان فقيها حافظا مبرزا في تدريسه قائما على المدونة يناظر عليه فيها ويلقي من حفظه مسائلها مستبحرا في علم الرأي حكي عن أبي محمد القلني أنه كان يثني عليه ويقول هو أفهم من أبيه تفقه به أبو محمد هارون بن عات وأبو بكر بن أبي جمرة شيخنا وصحباه أعواما عدة إلى وجلة سواهما وولي قضاء بلده عند خلع الملثمة ثم تأمر به وكان يقول في قيامه بالإمارة ليست تصلح بي ولست لها بأهل ولكني أريد أن أمسك الناس بعضهم عن بعض حتى يجيء من يكون لها أهلا وتوجه إلى غرناطة فقتل بمقربة منها وانهزم حيشه وذلك في صدر سنة أربعين وخمسمائة ومولده مع الخمسمائة أكثره عن ابن عياد وحكى غيره أنه لم يبلغ خمسا وثلاثين سنة

1306 محمد بن يوسف بن سليمان بن محمد بن خطاب القيسي من أهل سرقسطة وسكن مرسية يكنى أبا بكر وأبا عبد الله ويعرف بابن الجزار أخذ العربية عن أبي بكر بن الفرضي وأبي محمد البطليوسي وسمع الحديث من أبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر وأجاز له أبو عبد الله الخولاني وقعد للتعليم بالعربية وكان عارفا

____________________

بعلم اللسان مشاركا في القراءات أديبا كاتبا شاعرا وجرت بينه وبين أبي عبد الله بن خلصة مسائل في إعراب آيات من القرآن ظهر عليه وضمن ذلك رسالة أخذها عنه أبو عبد الله المكناسي في اختلافه إليه لقراءة النحو عليه وهو وصفه وكاناه أبا عبد الله ونسبه عن غيره وقال قتل بناحية غرناطة سنة أربعين وخمسمائة وذكره ابن عياد وقال أقرأ بمرسية وحكى أنه أصيب مع أبي جعفر بن أبي جعفر وكان معلمه وحمل إلى غرناطة مثبتا فمات بها ومن الرواة عنه أبو محمد بن عات وأبو العباس بن اليتيم

1307 محمد بن يحيى بن سميدع من أهل برشانة عمل المرية يكنى أبا القاسم ويكنى أبوه أبا بكر سمع من أبي علي الصدفي بالمرية سنة خمس وخمسمائة وله أيضا رواية عن أبي بكر بن العربي وكان من بيت نباهة وعناية بالعلم وتوفي سنة أربعين وخمسمائة ذكر وفاته ابن حبيش

1308 محمد بن علي بن عبد المؤمن الرعيني الحاكم من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الأصبغ بن سهل وأبي علي الغساني وأبي علي الصدفي وأبي بكر محمد بن سابق ورحل حاجا فسمع في طريقه الكتاب الجامع في الأحكام لأبي القاسم

التكملة لكتاب الصلة أبو عبد الله محمد بن الأبار البلنسي القضاعي 595 - 658 القسم الثاني

1 محمد بن محمد بن علي العكي من أهل شاطبة يكنى أبا عامر ويعرف بابن منكرال روى عن أبي الحسن بن الدوش وأبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد الركلي وحضر مجالسه وعن أبي علي الصدفي وعباد بن سرحان وأبي بكر محمد بن حيدرة بن مفوز وكان شيخا صالحا معتنيا بالاداب والأخبار ثقة عدلا وعلم بالعربية واللغة وعنه أخذ أبو بكر بن مفوز القاضي وقال أخبرني وكان من أهل المعرفة والديانة بمكان وقال كنا نسمع كتاب التمهيد لأبي عمر بن عبد البر في مسجد ابن الزراد بشاطبة على الفقيه أبي بكر محمد بن حيدرة بن مفوز وفي الجملة القاضي أبو جعفر بن جحدر وهو الذي كان يرغب في السماع فمر في الكتاب التكلم عن معنى غلق الرهن إذا لم يفك فتكلم الشيخ أبو عمر في الكتاب على معناه واستشهد على ذلك بشعر نصيب

( كأن القلب ليلة قيل يغدى ** بليلى العامرية أو يراح )

( قطاة عزها شرك فباتت ** تجاذبه وقد علق الجناح )

أورده رحمه الله غلق الجناح بالغين المنقوطة فقال أبو بكر هذا من أوهام الشيخ أبي عمر إنما هو علق الجناح بالعين المهملة وهكذا الرواية فيه قال أبو بكر بن مفوز قال لي أبو عامر فكنت أرى بعد ذلك بليال الشيخ أبا عمر في المنام فكان يقول لي حتى الوهم حدثني أبو عامر الفهري وأبو الربيع الكلاعي عن مفوز المذكور قال أخبرني الفقيه أبو عامر محمد بن محمد بن علي العكي المعروف بابن منكرال وذكر الحكاية وتوفي بشاطبة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة عن ابن سفيان

____________________

2 محمد بن مروان بن يونس من أهل لرية وسكن بلنسية يعرف بابن الأديب ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي بكر بن العربي وطارق بن يعيش وغيرهما وكان حسن الوراقة معروفا بذلك وكتب بخطه علما كثيرا وولاه القاضي مروان بن عبد العزيز خطة السوق أخذ عنه ابن عياد وكتب من فوائده عقيدة أبي بكر المرادي وأشعارا لابن العربي وغير ذلك وقال توفي ببلنسية سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وخمسمائة وقد نيف على الستين

3 محمد بن عبد الغفور بن محمد بن عبد الغفور الكلاعي من أهل غرب الأندلس يكنى أبا القاسم أخذ الاداب عن أبيه أبي محمد والعربية عن أبي عبد الله بن أبي العافية وتفقه بأبي القاسم الرنجاني وصحب أبا الحسن بن بسام وطبقته من الأدباء وحدث في بعض تواليفه عن أبي بكر بن العربي بواسطة وقد جرت بينهما مخاطبات وكان من جلة الكتاب وأبوه عبد الغفور وجده محمد أبو القاسم كذلك وألف كتاب الانتصار وله رسالة إحكام صنعة الكلام في سفر ورسالة الساجعة والغربيب وغير ذلك مع تصرفه في النظم والاداب كانت بضاعته رحمه الله

4 محمد بن اسماعيل بن محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن أمية بن مطرف بن خميس الجمحي من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أبا عامر ويقول أهل بيته إنهم من ولد عثمان بن مظعون رضي الله عنه سمع من أبي عمران بن أبي تليد وأبي عامر بن حبيب وأبي علي الصدفي وأبي العباس بن عيسى وغيرهم وتفقه عند أبي جعفر بن جحدر وأبي القاسم بن الجنان وطبقتهما وكتب للقضاة وسماه ابن عياد فيمن كتب لأبي الحسن بن عبد العزيز قاضي بلنسية وحكى ابن النعمة أنه سمع بقراءته على أبي علي الصدفي بعض صحيح البخاري وكان ذا معرفة بالمسائل وعقد الشروط حسن الخط متصرفا في الاداب توفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قاله ابن سفيان

____________________

5 محمد بن يحيى بن خلف بن عبد الملك بن أفلح الأموي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر ويقال فيه يحيى بن محمد روى الموطأ عن أبي بكر بن حيدرة بن مفوز في سنة أربع وخمسمائة وكتبه بخطه وكان أديبا نحويا متقدما في علم العروض وله فيه تأليف رواه عنه أبو بكر بن خير وقال توفي بعد الفتنة في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة

6 محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود الخشني النحوي من أهل جيان يعرف بابن أبي ركب ويكنى أبا بكر أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأبي بكر عياش بن الخلف وأبي الحسن بن شفيع وأبي الحجاج يوسف بن عياد وأخذ العربية والاداب عن ابن أبي العافية وابن الأخضر وابن الأبرش وروى عن أبي الحسين بن سراج وابن عتاب وابن طريف وأبي بحر الأسدي وابن مغيث وابن سكرة الصدفي وابن السيد وشريح بن محمد وابن أخت غانم وابن الباذش وابن العربي وغيرهم وتقدم في صناعة العربية وتصدر لإقرائها بجيان وقيشاطة وشوذر من أعمالها واستوطن بأخرة غرناطة وولي صلاة الفريضة والخطبة بجامعها وكان من جلة النحويين وأئمتهم حافظا للغريب واللغة متصرفا في فنون الاداب له حظ صالح من قرض الشعر مع الخير والصلاح وشرح كتاب سيبويه وأظنه لم يكمله وألف في العروض وأخذ عنه الناس مولده سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وتوفي بغرناطة للنصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وخمسمائة وفاته عن ابن حميد وهوأحد تلاميذه الجلة

7 محمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن صاف اللخمي المقرىء من أهل قرطبة

____________________

وأصله من جيان يكنى أبا بكر وأبا عبد الله

أخذ القراءات عن أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب وأبي الحسن العبسي وأبي بكر حازم بن محمد وروى عن أبي مروان بن سراج وأبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وغيرهم وتصدر للإقراء بجامع قرطبة الأعظم وكان يؤم في صلاة الفريضة بمسجد رحبت أبان منها وقد أقرأ بغرناطة وبلنسية وقرأت بخط ابن النعمة حدثني الفقيه المقرىء صاحب الصلاة بمسجد باب القنطرة أبو عبد الله محمد بن جعفر القرطبي نزيل بلنسية في عقب شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وخمسمائة وكان زاهدا فاضلا متقللا من التعرض لأبناء الدنيا

قال أنشدني الشاعر السميسر بقرطبة

( إذا شئت إبقاء أحوالكا ** فلا تجر جاها على بالكا )

( وكن كالطريق لمجتازها ** يمر وأنت على حالكا )

وأنشد أيضا في المعنى قال ابن النعمة وفي التاريخ المتقدم أنشد فيه

( هن إذا ما نلت حظا ** فأخو العقل يهون )

( فمتى حطك دهر ** فكما كنت تكون )

وعاد إلى قرطبة وسمع منه بها أبو محمد بن بونه وأبو الحسين بن ربيع الأشعري وغيرهما وحدث عنه في الإجازة أبو عبد الله بن عبد الرحيم وابنه عبد المنعم وسماه ابن بشكوال في معجم شيوخه وكان في صناعة الإقراء من المحققين المتقدمين وخرج في الفتنة عند انقراض دولة الملثمين واستقر بوهران وهنالك توفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة وقد قارب الثمانين بعض خبره عن ابن مؤمن

8 محمد بن حسين بن عمر المعافري من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم ويعرف بابن العربي وهو من بيت القاضي أبي بكر وابن عمه وأحد السامعين منه وقد ذكرته في معجم رواته من تأليفي وله أيضا رواية عن أبي بكر بن فتحون لقيه في مرسية في توجهه غازيا مع القاضي أبي بكر وابنه عبد الله ولا أعلمه حدث==


ج2. التكملة لكتاب الصلة

أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي

9 محمد بن عبد الرحمن بن احمد بن عبد الرحمن بن العاصي الفهمي من أهل المرية وأصله من قرطبة انتقل أبوه إليها يعرف بابن أبي زيد ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي الوليد العتبي وأبي تميم العز بن بقنة وعبد الباقي بن برال وأبي بكر بن أبي الدوس وأبي عبد الله بن عطاف القاضي وأبي بكر يحيى بن محمد الفرضي وغيرهم وأجاز له أبو بكر بن خازم بن محمد في جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة وأبو علي بن سكرة الصدفي وسمع منه ومن أبي بكر بن العربي وكان عالما بالعربية واللغة والاداب منتصبا لإقرائها حسن الخط جيد الضبط مع الاتصاف بالفضل والصلاح روى عنه ابن بشكوال وأغفله وابن رزق وابن حبيش

واختلف إليه في تعلم العربية وتقييد كتب اللغة والغريب زمانا وتوفي بعد سنة أربع وأربعين وخمسمائة

10 محمد بن علي بن خلف المحاربي من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله كان من أهل العناية بالرواية وقرأت بخط النميري أخذه معه عن أبي بكر بن العربي في اجتيازه بغرناطة وله أيضا سماع بقرطبة من أبي الحسن بن مغيث وقفت عليه ولأبيه وأخيه رواية وقد أخذ عنهما

11 محمد بن عبد الملك الشنتريني منها وسكن إشبيلية يعرف بابن السراج ويكنى أبا بكر أخذ العربية عن ابن أبي العافية وابن الأخضر وروى عن أبي القاسم النفطي حدث عنه بالموطأ ورحل إلى المشرق سنة خمس عشرة فنزل مصر وأقرأ بها وحدث وانتقل في وقت إلى اليمن وله تواليف منها كتاب تنبيه الألباب على فضائل الإعراب واخر في العروض وله اختصار في كتاب العمدة لابن رشيق وتنبيه على أغلاطه فيها روى عنه أبو حفص عمر بن اسماعيل من شيوخ ابن خير لقيه في رحلته سنة إحدى

____________________

وثلاثين وخمسمائة وأبو الحسن علي بن عبد الله النابلسي المعروف بابن العطار وغيرهما وتوفي بمصر سنة خمس وأربعين وخمسمائة

12 محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن اليحصبي من أهل شاطبة يكنى أبا عامر ويعرف بابن حنان سمع أبا عمران بن أبي تليد وأبا عامر بن حبيب وأبا جعفر بن جحدر وأبا علي بن سكرة في اجتيازه بهم غازيا إلى كتندة وكان قد أجاز له قبل ذلك روايته ولقي ببلنسية أبا الحسن طارق بن يعيش وكتب عنه برنامجه إلا أنه قال فيه محمد بن عبد الله بن عبد العزيز وهو غلط

وكانت له نباهة في بلده وعناية بالرواية

13 محمد بن أحمد بن محمد بن طاهر من أهل وادي اش ويكنى أبا بكر حدث عنه ابن رزق فيما ذكر ابن عياد وابنه عبد الله بن محمد يحدث عنه شيخنا أبو سليمان بن حوط الله

14 محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الزغيبي أندلسي يكنى أبا عبد الله حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد الاشيري ذكره ابن نقطة

15 محمد بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل من أهل شنتمرية الغرب يكنى أبا عبد الله له رحلة حج فيها مع أخيه عمر بن اسماعيل ولقي بمكة أبا علي بن العرجاء وأبا المظفر الشيباني حدث عنه أبو بكر بن خير بكتاب المصابيح لأبي محمد بن مسعود وكان يرويه عن أبي علي وأبي المظفر بإسنادهما إلى مؤلفه

16 محمد بن علي بن عياش من أهل قرطبة وأصله من مورور وبيته بها معروف ويكنى أبا عبد الله كان من أهل العلم والفهم واستقضي ببعض الكور وكتب للقاضي

____________________

أبي الحسن بن أضحى وقتا وتولى الصلاة بالجامع الأعظم بقرطبة إلى أن توفي بها سنة ست وأربعين وخمسمائة

17 محمد بن ادريس بن عبيد الله بن يحيى المخزومي من أهل بلنسية وسكن جزيرة شقر يكنى أبا عبد الله

لقي أبا الوليد الوقشي ولازمه وقال ابن عياد لقيه صبيا وأخذ عنه في تلك الحال فلذلك لم يحدث عنه وصحب أبا محمد الركلي وأبا عبد الله بن الجزار وأبا محمد بن السيد وأبا عبد الله بن خلصة وغيرهم وسمع الحديث من أبي بكر عبد الباقي بن برال وأبي الحسن خليص بن عبد الله أخذ عنه كتاب الصحابة لأبي عمر بن عبد البر وغير ذلك وكان من أهل الاداب واللغة متحققا بذلك متميزا ضابطا متقنا له حظ من النظم ومشاركة في علم الحديث وميز رجاله والكلام على معانيه ومن روايته عن ابن برال وأنشده قال أنشدني الفقيه الزاهد أبو عمر بن يمنالش لنفسه

( لو كنت من حزب ربي صانني بهم ** عن شر من ليس ينجو منه إنسان )

( وكنت آوي إلى الركن الشديد ولم ** يكن علي لشيطاني سلطان )

روى عنه أبو العباس أحمد بن سليمان وابو الحسن علي بن إدريس الزناتي وأبو محمد بن سفيان وقال توفي ببلنسية في ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة

18 محمد بن زيادة الله الثقفي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الحلال وهو والد القاضي أبي العباس سمع من أبي علي الصدفي وكان شيخا جليلا معظما في بلده من أهل الفضل والديانة والعقل وذكره ابن سفيان وغلط في وفاته وقال لي ابن سالم توفي سنة ست أو سبع وأربعين وخمسمائة ثم قرأت بخط أبي عمرو بن عيشون المرسي أنه توفي في ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة

19 محمد بن أحمد بن ابراهيم بن عيسى بن هشام بن جراح بن لواء الخزرجي من أهل جيان ويعرف بالبغدادي لطول سكناه إياها يكنى أبا عبد الله روى عن أبي علي

____________________

الغساني وأبي محمد بن عتاب ورحل حاجا فلقي أبا الحسن الطبري المعروف بالكيا وأبا طالب الزينبي وأبا بكر الشاشي وغيرهم وكان فقيها مشاورا حدث عنه أبو عبد الله النميري وأبو محمد بن عبيد اله وأبو عبد الله بن حميد وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم وقال قدم علينا من الأندلس فنزل بفاس في عام أربعة وأربعين وخمسمائة فلزمناه وقرأنا عليه وسمعنا وأخبرني أن مولده يوم الخميس ثاني عيد الأضحى عام سبعين وأربعمائة وتوفي بمدينة فاس يوم الجمعة السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ست وأربعين وخمسمائة في خبره عن ابن فرتون

20 محمد بن الحسن بن محمدبن سعيد المقرىء من أهل دانية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن غلام الفرس

والفرس لقب لرجل من تجار دانية اسمه موسى المرادي كان سعيد مولاه أخذ القراءات عن أبي داود سليمان بن نجاح وأبي الحسن بن الدوش وأبي الحسين بن البياز وأبي السن بن شفيع وسمع من أبي علي الصدفي وأبي محمد بن أبي جعفر وابي الحجاج بن أيوب وأبي إسحاق بن جماعة وأبي القاسم بن فتحون وأبي الوليد العتبي وأبي محمد عبد القادر بن الحناط وأبي محمد بن الفضل البونتي وأبي بكرالفرضي وأبي محمد البطليوسي وجماعة غيرهم وكتب إليه من أعلام الأندلسيين أبو محمد بن عتاب وأبو بكر بن العربي وأبو عبد الله بن الحاج وأبو علي منصور بن الخير وابو عبد الله البلغيي وابن أخت غانم وسواهم ورحل حاجا من دانية يوم الاثنين التاسع من جمادى الأخرى سنة سبع وعشرين وخمسمائة فأدى الفريضة وسمع من أبي طاهر السلفي وأبي شجاع البسطامي وأبي عبد الله بن طحال المقدادي وأبي المظفر الشيباني وأبي علي بن العرجاء وغيرهم وقفل راجعا إلى بلده فدخله ليلة عيد الأضحى سحر من سنة ثلاثين وخمسمائة وبعد إقامته في رحلته ثلاثة أعوام ونيفا وتصدر للأقراء وإسماع الحديث وتعليم العربية وكان إماما فاضلا صاحب ضبط وإتقان مشاركا في علوم جمة يتحقق منها بعلم القران والأدب حسن الخط أنيق الوراقة كتب

____________________

جامع الترمذي في مجلد واحد كان عند شيخنا أبي عبدالله بن نوح في غاية العزة عليه والضنانة به وكان الناس يرحلون إليه للسماع منه والقراءة عليه لعلو روايته واشتهار عدالته وهو اخر المقرئين المحدثين بشرق الأندلس انتهت إليه الرياسة في معرفة القراءات وعللها مع الحظ الوافر من الحديث وحفظ أسماء رجاله وولي بأخرة من عمره الخطبة بجامع بلده من قبل القاضي مروان بن عبد الله بن عبد العزيز المتامر عند خلع الملثمة وهو أحد من روى عنه إلى جلة منهم ابن بشكوال كتب عنه حديثين وأبو العباس الأقليشي وأبو محمد عليم بن عبد العزيز وأبو عمر بن عياد وغيرهم وقد سمع منه في رحلته أبو العباس بن الفقيه السرقسطي التيسير لأبي عمرو المقرىء وحدثنا عنه من شيوخنا أبو عبد الله بن سعادة المعمر وحكى ابن عياد عنه قال أنشدني المقرىء أبو الحسن بن الدوش الشاطبي لما أتيت إليه للقراءة عليه متمثلا في معرض التواضع

( لعمر أبيك ما نسب المعلى

إلى كرم وفي الدنيا كريم )

( ولكن البلاد إذا اقشعرت ** وصوح نبتها رعي الهشيم )

وإنما اتبع في ذلك أبا الحسن القابسي الفقيه أول جلوسه بالقيروان للمناظرة بإثر موت شيخه أبي محمد عبد الله بن أبي هاشم التجيبي ثم بكى حتى أبكى القوم وقال لهم أنا الهشيم أنا الهشيم والله لو أن في الأرض خضراء ما رعيت أنا توفي ابن سعيد بدانية عصر يوم الأحد الثالث عشر من المحرم سنة سبع وأربعين وخمسمائة وصلي عليه لعصريوم الاثنين بعده ودفن بقبلي جامعها الأكبر أثناء سماء مدرار كثر عنها الماء في قبره فاحتيج إلى امتياحه وفرش الرمل عند إنزاله فيه وكانت وفاته من خدر أصابه في بعض سنة ست وأربعين قبلها ومولده من ليلة الحادي والعشرين لرمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة عن ابن عياد وابن سفيان وغيرهما

21 محمد بن أحمد بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن بن هذيل أخذ عنه القراءات وعن طارق بن يعيش سمع منه السنن لأبي داود بقراءته في سنة ست وثلاثين وخمسمائة وله أيضا سماع من ابن الدباغ وابن النعمة وتفقه بأبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر وولي قضاء بلده

____________________

مرتين إحداهما عند تأمر ابن عمه مروان بن عبد الله والثانية في إمارة ابن سعيد وكان وقورا حليما حسن السيرة صليبا في الحق شديد العارضة وقتله أبو مروان عبد الملك بن شلبان في ثورته ببلنسية سنة سبع وأربعين وخمسمائة ذكر ذلك ابن عياد وقال ابن سفيان قبل سنة ست وأربعين وهو وهم

22 محمد بن خلف بن صاعد الغساني من أهل شلب يكنى أبا الحسين ويعرف باللبلي لأن أصله منها أخذ القراءات عن أبي الوليد اسماعيل بن غالب اللخمي وأبي القاسم بن النخاس وسمع منه ومن أبي عبد الله بن شبرين ولقي بقرطبة أبا الوليد بن رشد وأبا محمد بن عتاب وأبا عبد الله بن الحاج وأجاز له أبو علي بن سكرة ورحل حاجا فأدى الفريضة وروى بمكة عن رزين بن معاوية وأبي الحجاج بن نادر وأبي عبد الله بن المسلم المازني القرشي وأبي طاهر السلفي وأبي محمد العثماني لقي هؤلاء الأربعة بالاسكندرية فسمع منهم ولقي أيضا أبا عبد الله المازري التميمي بالمهدية فأجاز له ما رواه وألفه وقفل إلى الأندلس فعني بالفقه وعقد الشروط وشوور في الأحكام ثم ولي قضاء شلب وحدث وأخذ عنه وتوفي ظهر يوم الخميس ليلتين خلتا من جمادى الاخرة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ودفن يوم الجمعة بعده ذكره ابن خير

23 محمد بن يحيى بن محمد بن أبي إسحاق بن عمرو بن العاصي الأنصاري من أهل لرية عمل بلنسية يكنى أبا عبد الله أخذ عن مشيخة بلده ثم خرج منه في الفتنة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بعد تغلب الروم على بلنسية فاستوطن جيان نحوا من سبعة أعوام وأخذ بها الاداب عن أبي الحجاج الكفيف أحد الرواة عن ابن مروان بن سراج وعن غيره ثم انصرف إلى بلنسية سنة فتحها وذلك في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة فأخذ بها القراءات عن أبي بكر بن الصناع المعروف بالهدهد وكان قد قصد أبا داود المقرىء ليأخذ عنه فألقاه مريضا مرضه الذي توفي منه سنة ست وتسعين وتصدر ابن الصناع هذا للإقراء بعده فاكتفى به وسمع من أبي محمد البطليوسي وأبي بكر بن العربي وأجاز له في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتصدر ببلده فأحيا رسم القراءة هنالك ولم

____________________

يكن لأهله قبله بصر بالتجويد ولا بضبط حروف القران ثم أقرأ أيضا ببلنسية وبها أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن نوح وله في التمييز بين ألف الوصل والقطع مجموع قد حمل عنه وسمع منه وممن كتبه صاحب الأحكام أبو عبد الله بن الحسين الأندي وتوفي بلرية صبيحة يوم الأحد السادس من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة وصلى عليه أخوه أبو محمد ودفن بمقبرة بني زنون منها وقد قارب الثمانين مولده سنة سبعين وأربعمائة عن ابن عياد وغيره

24 محمد بن جعفر بن خيرة مولى رزق لابن فطيس القرطبي من أهل بلنسية وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يعرف بابن شروية ويكنى أبا عامر سمع من أبي الوليد الوقشي ولازمه وأجاز له وكان صهره وقد تكلم في روايته عنه لصغره ومن أبي بكر عبد الباقي بن برال وأبي داود المقرىء وسمع من طاهر بن مفوز الحديث المسلسل في الأخذ باليد وأجاز له أبو القاسم حاتم بن محمد وأبو عبدالله بن السقاط القاضي وكان شيخا فاضلا نزيها جميل الشارة ذا جهارة في خطبته ونباهة في بلدة واقتنى من الدفاتر والدواوين كثيرا وأسن وعمر طويلا وثقل حتى كان لا يرقى المنبر للخطبة إلا بمعين روى عنه ابن بشكوال وأغفله ابن حميد وابن عياد وعبد المنعم بن الفرس وابن أبي جمرة شيخنا وغيرهم وتوفي سحر ليلة الاثنين سادس ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة ودفن خارج باب بيطالة وما زال قبره هنالك معروفا يتبرك به إلى أن استولى الروم ثانية على بلنسية في أواخر صفر ست وثلاثين وستمائة فطمسوه وسائر قبور المسلمين وصلى عليه أبو الحسن بن النعمة وقد قارب المائة في سنة وكان أضن الناس بالإعلام بمولده ذكره القنطري وابن عياد وابن سفيان وغيرهم وقال ابن حبيش في وفاته سنة ست وأربعين وهو وهم منه

25 محمد بن يحيى بن محمد بن خليفة بن ينق من أهل شاطبة يكنى أبا عامر قرأ القران على أبي عبد الله محمد بن فرج المكناسي وسمع الحديث من أبي علي

____________________

الصدفي ورحل إلى قرطبة فروى بها عن أبي الحسين بن سراج وطبقته ومال إلى الأداب والعربية والعروض فمهر في ذلك وبلغ الغاية من البلاغة في الكتابة والشعر ولقي أبا العلاء بن زهر فلازمه مدة وأخذ عنه علم الطب وكان له مكرما وبه محتفيا وحذا حذوه فمال الناس إليه وتحقق به وساعده الجد فبعد صيته في ذلك مع المشاركة في علوم عدة وكان محببا في بلده معظما جميل الرواء وافر المروءة ما باع شيئا قط ولا اشتري مباشرا له بنفسه كثير اللزوم لداره مشتغلا بالعلم وله تأليف كبير في الحماسة واخر في ملوك الأندلس والأعيان والشعراء بها وأنشأ خطبا عارض بها ابن نباتة حدث عنه أبو عبد الله المكناسي وتوفي في اخر سنة سبع وأربعين وخمسمائة ومولده سنة اثنين وثمانين وأربعمائة أكثر خبره عن ابن سفيان

26 محمد بن عبد الله بن عبد الوارث من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله كان من أهل العلم والدين وولي الصلاة والخطبة بجامع بلده فكان أخشع الناس في خطبته وتوفي سنة سبع واربعين وخمسمائة عن ابن عياد وقال ابن سفيان توفي سنة خمس وأربعين قبلها

27 محمد بن عبد الله بن البراء من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن بن هذيل وأبي حفص بن واجب وأبي الحسن بن النعمة وتفقه بأبي محمد بن عاشر وأبي بكر بن أسد ورحل إلى المرية فلقي أبا القاسم بن ورد وسمع منه وكان فقيها حافظا متصرفا في وجوه الفتيا من أهل الدين والفضل وولي خطة الشورى ببلده للقاضي أبي محمد بن جحاف وتوفي في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة عن ابن عياد وابن سفيان

28 محمد بن سليمان بن سيدراي الكلابي الوراق من أهل قلعة أيوب وسكن بلنسية وبالقلعي كان يعرف يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن بن واجب وأبي

____________________

بكر بن العربي وأبي الأصبغ المنزلي وأبي عبد الله القبريري سمع منه المدونة ثلاث مرات وخرج من بلده لما تغلب العدو عليه بعد وقيعة كتندة في سنة أربع عشرة وخمسمائة فكان يبيع الكتب في دكان له وكان أبوه أيضا وراقا وقد حدث بيسير روى عنه أبو عبد الله بن الخباز وأبو عمر بن عياد وقال توفي ببلنسية في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة وقد نيف على السبعين وقيل بلغ إحدى وثمانين سنة

29 محمد بن يوسف بن عميرة الأنصاري من أهل أوريولة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي عبدالله بن فرج المكناسي وأبي القاسم بن النخاس وشريح بن محمد وسمع الحديث من أبي محمد بن أبي جعفر وتفقه به ومن أبي علي الصدفي وأخذ بقرطبة عن ابن عتاب وابن مغيث وأبي بحر الأسدي وأبي بكر بن العربي وغيرهم وكان متفننا حافظا للقراءات عالما بالفرائض والحساب تجول للقاء الشيوخ واعتنى بسماع العلم حدث عنه أبو عبد الله بن عبد الرحمن المكناسي وقال توفي بأوريولة سنة تسع وأربعين وخمس مائة

30 محمد بن مسعود بن خالص من أهل شلب يعرف بالأمروشي وأمروشة بعض قراها ويكنى أبا بكر روى عن أبي عبد الله بن شبرين وغيره وتصدر للتعليم بالعربية وكان عارفا بها حافظا لأنباء غرب الأندلس فاضلا يتبرك به وقد حكى عنه أبو القاسم القنطري في نسب أبي عمران الفاسي قال وقال لي الأستاذ أبو بكر الأمروشي هو واحد يكتب بالجيم وبالقاف يعني الغفجومي ووقفت على سماع له في مختصر الطيلطلي مع القنطري هذا بخط أبي بكر بن خير وبقرءاته على أبي الحسين بن الطلاء في سنة تسع وأربعين وخمسمائة

31 محمد بن ابراهيم بن محمد بن عمر بن عبد الملك العذري من أهل المرية يكنى أبا عبد الله سمع من ابن ورد وأبي محمد بن عطية وأبي بكر بن مقيوس والخضر بن عبد الرحمن وحدث بالموطأ عنهم عن أبي علي الغساني وكان حسن الخط

____________________

عديم الضبط أسقط بعض رجال الإسناد وأتى بأغلاط قبيحة وكان تحديثه به في أواخر ذي الحجة سنة تسع وأربعين وخمسمائة

32 محمد بن أحمد بن محمد بن شاب الأموي يعرف بالبزلياني ويكنى أبا بكر روى عن ابن الأخضر واختص به وكان له ضبط وتحصيل

33 محمد بن أحمد بن خلف الكتامي من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله صحب أبا القاسم الرنجاني ورحل حاجا فكتب عنه أبو طاهر السلفي بالاسكندرية وحكى أنه سمعه يقول سمعت أبا القاسم محمد بن اسماعيل بن عبد الملك الرنجاني الصدفي الفقيه بحمص الأندلس يقول لم أر أحفظ من أبي علي الجياني للحديث ولا أتقن منه وحكى عنه أيضا غير ذلك من كتاب ابن نقطة

34 محمد بن مسلم بن فتحون المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا عبد الله كان فقيها مشاورا ولابنه ابراهيم رواية

35 محمد بن أحمد بن ابراهيم الحاكم يكنى أبا بكر سماه ابن بشكوال في معجم شيوخه وقال كتبت عنه حكاية

36 محمد بن الحسن بن محمد العبدري من أهل بلنسية يعرف بابن سرنباق ويكنى أبا بكر وكناه ابن بشكوال فيما قيل من سماعه أبا عبد الله وإلى سلفه ينسب المسجد الذي بربض ابن عطوش من داخل بلنسية ويقال له مسجد الغرفة سمع خليص بن عبد الله وأبا علي الصدفي وأبا عامر بن حبيب وبقرطبة ابن عتاب وابن مغيث وأبا بحر الأسدي وأخذ بإشبيلية عن أبي الحسن بن الأخضر وجماعة غير هؤلاء وكان من أهل العناية بالرواية والرحلة في سماع العلم ولقاء الشيوخ بعضه عن ابن سالم

37 محمد بن يونس بن سلمة الأنصاري نزل المرية وكان مولده ببلنسية في سنة

____________________

تسع وخمسمائة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالطرطوشي لأن أصله منها كتب عنه ابن عياد وذكر أنه صحب أبا العباس بن العريف وغيره

38 محمد بن محمد بن علي بن بيطش الكناني من أهل بلنسية يعرف بابن الإلشي ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر وتفقه بهما وحمل عن أبيه كثيرا من علم الرأي وولي خطة الشورى ببلده وكان فاضلا نزيها صموتا صاحب ثروة ويسار وتوفي سنة خمس وخمسمائة أو نحوها ذكره ابن سفيان

39 محمد بن أحمد الأموي الضرير من أهل مالقة يعرف بابن مسورة ويكنى أبا عبد الله تصدر ببلده للإقراء وأخذ عنه أبو كامل الخطيب وغيره

40 - محمد بن فتحون بن غلبون الأنصاري من أهل مرسية يكنى أبا بكر سمع من أبي علي الصدفي واتصل به وهو قرابة لشيخنا أبي محمد غلبون بن محمد وكان ذا عناية ورواية

41 محمد بن أحمد بن سعيد بن عبد الرحمن العبدري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن موجوال روى عن أبي الحسن بن هذيل وأخذ عنه القراءات قديما وعن أبي محمد البطليوسي وسمع من أبي علي الصدفي قبل موته بأيام ونزل هو وأخوه أبو محمد عبدالله إشبيلية فلقي مشايخها وسمع بها من أبي محمد بن أيوب الحديث المسلسل في الأخذ باليد وعني محمد هذا بالقراءات عناية أخيه بالفقه وقد أخذ عنه

42 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم بن عثمان الأنصاري من أهل المرية وأصله من لرية عمل ببلنسية يعرف بابن الغفايري وبابن العسال ويكنى أبا بكر أخذ عن أبي القاسم بن ورد ولازمه وعن أبي محمد الرشاطي وخرج من المرية بعد تغلب العدو عليها وقدم لرية موطن سلفه فكتب عنه ابن عياد من شعر ابن ورد وهو ذكره وفيه عن غيره

____________________

43 محمد بن عبد الله بن عيسى الكتامي الأديب من ساكني قصر عبد الكريم يعرف بابن المدرة ويكنى أبا عبد الله صحب أبا العباس بن العريف وأخذ عن أبي القاسم بن الأبرش وتحقق بالآداب روى عنه أبو الربيع المعروف بالخشيني وأبو محمد بن فليح وغيرهما وأحسبه من الغرباء

44 محمد بن عبد الله بن محمد المذحجي يعرف بابن الراهب ويكنى أبا عبد الله حدث بالموطإ عن أبي عبد الله بن نصر الرندي وذلك بمربلة عمل مالقة في ما يقرب من الخمسين وخمسمائة

45 محمد بن عبد الله بن خلف بن سوار من أهل شاطبة وسكن دانية يكنى أبا عامر له رواية عن الأستاذ أبي الحسن الشقاق أحد أصحاب أبي عمر بن عبد البر وكان أديبا شاعرا من بيت نباهة وأدب

46 محمد بن أحمد الأنصاري الخزرجي من أهل قيشاطة يعرف بابن خضريال ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن ابن النخاس وشريح بن محمد وولي القضاء بموضعه وأقرأ القران ومن تلاميذه أبو عبد الله بن يبقى القيشاطي ذكره ابن الطيلسان

47 محمد بن رافع بن أحمد بن خليفة بن سعيد بن رافع بن حلبس الأموي من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله أقرأ العربية وكان من أهل المعرفة بها وله ولأخويه عيسى المقرىء وعلي ولخليفة بن عيسى منهما نباهة ورواية ذكرهم ابن عياد

48 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعد الفهري من أهل مرسية يعرف بابن الصيقل ويكنى أبا عبد الله ويلقب أبا هريرة لتتبعه الاثار وعنايته بها وروايته لها سمع أبا

____________________

محمد بن أبي جعفر وأخذ عنه الموطأ والملخص للقابسي في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وصحب أبا الوليد بن الدباغ وكتب عنه الكثير وانتفع بملازمته وسمع أبا بكر بن أبي ليلى وأبا عبيد الله بن وضاح وغيرهم وكتب إليه أبو بكر بن أسود وأبو القاسم بن يبقى وأبو الحسن بن مغيث وأبو بكر بن طاهر وأبو الحسن شريح وأبو بكر بن العربي وأبو القاسم بن ورد وأبو محمد بن عطية وأبو عبد الله الحمزي وأبو محمد الرشاطي وأبو الفضل بن عياض وأبو الحجاج بن يسعون وغيرهم ومن أهل المشرق أبو محمد العثماني وأبو طاهر السلفي وحيدر بن يحيى الجيلي وأبو المظفر الشيباني وقيد كثيرا على رداءة خطه فأفاد وفي هذا الكتاب من فوائده ما نسبته إليه وله مجموعات في أنواع من علم الحديث روى عنه أبو بكر بن سفيان العابد وقال ابن عياد سمع معنا من جماعة من شيوخنا وكان له اعتناء بالعلم وكتب بخطه علما كثيرا وقد ضعف وتوفي بمرسيه بعد الخمسين وخمسمائة

49 محمد بن منخل بن ربان ويقال فيه محمد بن محمد من أهل جزيرة شقر يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد الركلي وغيره وكان من أهل العلم بالقراءات والنحو واللغة متحققا بالفرائض والحساب بصيرا بالمساحة أخذ عنه داود بن محمد بن نضير وغيره وتوفي ببلده سنة إحدى وخمسين وخمسمائة أكثره عن أبي سفيان وفيه عن أبي عبد الله بن عياد

50 محمد بن صاف بن خلف بن سعيد بن مسعود الأنصاري من أهل أوريولة يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه وأبي محمد بن أبي جعفر وأبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وأبي مروان بن غردي وغيرهم وكتب إليه أبو عبد الله المازري من المهدية وأجاز له أبو الوليد بن رشد المدونة والمقدمات من تأليفه خاصة وولي قضاء بلده بعد أبي القاسم بن فتحون في إمارة ابن سعد روى عنه ابن عياد وقال توفي مصروفا عن القضاء في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ومولده بعد الثمانين وأربعمائة

51 محمد بن سليمان بن سليمان بن خلف النفزي من أهل شاطبة يعرف بابن

____________________

بركة ويكنى أبا عبد الله سمع ببلده من أبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد بن ثابت وأبي جعفر بن جحدر وأبي عامر بن حبيب وأبي جعفر بن غزلون وأبي القاسم بن الجنان وأبي الوليد بن قبرون ورحل في شبيبته إلى مرسية فسمع بها من أبي علي الصدفي وتفقه بأبي محمد بن أبي جعفر وله رواية عن أبي مروان بن مسرة وأبي الحسن بن شفيع أخذ عنه قراءة نافع تلاوة وعن أبي الحسين مغاور بن حكم قرأ عليه بالسمع وكان فقيها حافظا للمسائل بصيرا بالفتوى نافذا في عقد الشروط يسرد متون الأحاديث ويستظهر المقدمات لابن رشد وولي خطة الشورى ببلده ورأس فيها وانفرد بالتقدم في ذلك قال ابن عياد سمعت ابن الدباغ يقول أبو عبد الله بن بركة حافز للمسائل فذكرت ذلك لابن بركة فسر به وترحم على أبي الوليد بن الدباغ

وكان ورعا متقللا من الدنيا على كثرة ما نال منها مقتصرا في عيشته على بلغة كانت بيده ورثها عن أبيه محببا إلى الخاصة والعامة حدثنا عنه من شيوخنا أبو عبد الله بن سعادة المعمر وابن أخيه أبو عبد الله محمد بن أحمد النحوي وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة قاله ابن سفيان وقال محمد بن عياد توفي سنة ثلاث وخمسين لأربع مضين من جمادى الأولى منها ومولده في جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وأربعمائة

52 محمد بن أحمد بن عصام من أهل مرسية يكنى أبا بكر ويعرف بابن اليتيم سماه ابن سفيان في شيوخه ووصفه بالأدب والبلاغة وأثنى عليه ولم يذكر له رواية وقال توفي ببلده سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وفي الرواة عن أبي سكرة محمد بن عبد الله بن عصام وهو ابن أخت أبي جعفر بن وضاح ولا أدري ما هو من هذا

53 - محمد بن محمد بن عبد الله بن معاذ اللخمي من أهل إشبيلية يعرف بالفلنقي ويكنى أبا بكر وأبا عبد الله أخذ القراءات عن شريح وخلفه في حلقته وروى عن أبي الأخضر وأبي مروان الباجي وابن فندلة وأبي الوليد بن حجاج وابن العربي

____________________

وأبي بكر بن طاهر وأبي عمر بن صالح وأبي العباس بن حرب وأبي الحسن بن لب وأبي العباس بن الرقاق وعباد بن سرحان وأبي المطرف بن الوراق وابن عتاب وابن رشد وابن طري وأبي بحر الأسدي وعبد الرحيم الحجاري وعبد الجليل بن عبد العزيز وأبي داود المعافري وأبي بكر بن أبي الدوس وأبي الحسن بن الباذش وأبي عمرو بن كوثر وأبي الحسن بن ثابت وأبي بكر بن جزم ورحل إلى قلعة حماد فقرأ بها على أبي بكر عتيق بن محمد الردائي من أصحاب أبي العباس بن نفيس وكان إماما في صناعة الإقراء على الرواية مشاركا في علم العربية والاداب يجمع إلى ذلك براعة الخط وجودة الضبط وله تأليف في القراءات سماه بالإيماء إلى مذاهب السبعة القراء أخذ عنه أبو الحسن نجبة وأبو محمد بن عبيد الله الباجي وأبو ذر الخشني وغيرهم وخرج من إشبيلية بلده واستوطن مدينة فاس وتصدر للإقراء بمسجد الحوراء منها إلى أن توفي بها فيما قال أبو القاسم بن الملجوم في المحرم سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ذكره ابن مؤمن وفيه عن غيره

54 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن واجب القيسي من أهل بلنسية يكنى أبا الحسن روى عن شريح وابن العربي وأبي القاسم بن رضا وتفقه بعمه أبي حفص بن واجب وحضر عند أبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر المناظرة في كتب الرأي وله رواية عن ابن النعمة وأبي الوليد بن خيرة وأبي الحسن بن هذيل أخذ عنه القراءات وولي القضاء بفسطنطانية وغيرها من الجهات الشرقية حدث عنه ابنه أبو عبد الله وابن سفيان ووصفه بالأدب والنباهة وكف اليد والاعتدال في أموره وقال توفي ببيران سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

55 محمد بن صالح بن احمد بن صالح الأنصاري من أهل إشبيلية يعرف بابن الزيات ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي عبد الله القنطري ورحل حاجا فسمع بالاسكندرية من أبي عبد الله الرازي وأبي طاهر السلفي وغيرهما حدث عنه ابن بشكوال وأغفله وابن خير واضطرب في نسبه والصحيح ما ثبت هنا وحكى أنه قرأ عليه سداسيات الرازي مع الأحاديث النسطورية وسمع أبو القاسم القنطري وابو الاصبغ السماتي وذلك بمسجد ابن مهلب من اشبيلية في أواخر رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

56 محمد بن رشيد بن عيسى بن أحمد اليحصبي يكنى أبا عبد الله سمع من

____________________

القاضي أبي عبد الله بن المرابط بالمرية وحدث عنه في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة

57 محمد بن عبد الرحمن بن خلف الأنصاري من أهل بياسة يكنى أبا عبد الله يعرف بابن القفال وبابن غاته علم بالعربية والاداب وتولى الخطبة ببلده حدث عنه أبو بكر بن حسون بالشهاب للقضاعي

58 محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن مرزوق بن عبد الله اليحصبي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا عبدالله ويعرف بابن العقايبي ولي قضاء بلده وكان نحويا لغويا حدث عنه أبو عبد الله القباعي ونسبه عن غيره

59 محمد بن عبيد الله بن المعتصم محمد بن معن بن صمادح التجيبي من أهل المرية يكنى أبا يحيى حدث عن أبي العباس أحمد بن عثمان بن مكحول عن أبي عمر بن عبد البر بجامع بيان العلم من تأليفه ولم أجد لابن مكحول هذا ويعرف بابن الحدره رواية عن أبي عمر إلا في هذا الإسناد

60 محمد بن مفرج الجمحي من أهل غرب الأندلس يكنى أبا الحسن أخذ عنه أبو عمر ونصر بن بشير وكان مقرئا

61 محمد بن أحمد بن هلال القيسي من أهل قرطبة يكنى أبا عبدالله سمع من ابن الطلاع وابن عتاب وغيرهما حدث عنه أبو الحسين عبيد الله بن محمد المذحجي وهو الذي قبله عن ابن الطيلسان

62 محمد بن فتوح بن محمد الأنصاري يكنى أبا عبد الله أحسبه إشبيليا روى عن أبي محمد بن أيوب الحديث المسلسل في الأخذ باليد وسمعه منه أبو عبدالله بن زرقون وحدث به عنه

____________________

____________________

63 محمد بن عبد الوهاب بن عبد الملك بن غالب بن عبد الرؤوف بن غالب بن نفيس العبدري الوارق من أهل بلنسية وأصله من طرطوشة يكنى أبا عامر وأبا عبد الله سمع من أبي محمد البطليوسي ولقي أبا محمد بن عطية القاضي وأخذ عنه وكتب بخطه علما كثيرا وكان ضابطا حسن الوراقة

64 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن شداد المعافري من أهل شوذر عمل جيان يكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر بن العربي وقرأت بخطه أنه أجاز له جامع الترمذي وقدم مرسية في حدود الأربعين وخمسمائة عند خلع الملثمين فقدمه أبو العباس الحلال إلى خطة القضاء بدانية وكان هو وأخوه عبد العزيز بن عبد العزيز من أهل العلم والأدب سماهما ابن سفيان في معجم شيوخه ووصف محمدا هذا بالحلم والسكون والنزاهة والفضل وقال توفي بمرسية سنة خمس وخمسين وخمسمائة وفي خبره عن غيره

65 محمد بن سيد بن يعلى من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله لقي السلفي في رحلته التي حج فيها وسمع منه وقفل إلى بلده فأخذ عنه

66 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن يعيش اللخمي من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد بن خيرون وأبي علي الصدفي سمع منهما ورحل حاجا في سنة ست وخمسمائة فأدى الفريضة في اخرها ثم في سنة سبع بعدها ولقي بمكة رزين بن معاوية ولم يحمل عنه شيئا وانصرف إلى مصر فسكنها نحوا من عشرين سنة ولقي هنالك أبا بكر عبد الله بن طلحة اليابري فسمع منه بعض تواليفه ومن تواليف شيخه أبي الوليد الباجي وأبا الحسن بن الفراء الموصلي وأبا عبد الله الرازي وأبا المنيع رافع بن دغش الأنصاري وأبا الحجاج القضاعي وسمع في طريقه بالاسكندرية من أبي بكر الطرطوشي وأبي طاهر السلفي وأبي عبد الله بن منصور بن الحضرمي وغيرهم ثم قفل إلى بلده سنة ست وعشرين ولم يكن له كبير معرفة بالحديث وكان ثقة حدث عنه

____________________

صهره أبو عبد الله بن الخباز وأبو عمربن عياد وتوفي بشاطبة إماما في الفريضة بقصبتها سنة ست وخمسين وخمسمائة ومولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة

67 محمد بن خلف بن محمد بن يونس من أهل لرية عمل بلنسية ويكنى أبا عبد الله سمع قديما شاطبة من أبي عمران بن أبي تليد وأخذ علم الشروط عن أبي الاصبغ عيسى بن موسى المنزلي والأدب عن أبي الحسن بن زاهر وولي الصلاة والخطبة بجامع بلده وكان معدلا خيارا وخرج من وطنه في الفتنة فتوفي بشاطبة في رجب سنة سبع وخمسين وخمسمائة عن ابن عياد

68 محمد بن أبي بكر بن أبي الخليل التميمي من أهل المرية يعرف بابن ولم ويكنى أبا بكر سمع من أبي القاسم بن ورد وأبي محمد بن عطية وصحب أبا العباس بن العريف ومال إلى طريقته وأخذ القراءات بإشبيلية عن شريح وروى عن ابن العربي وابن خلصة النحوي وأبي عبد الله بن أبي الخصال وغيرهم وخرج من وطنه فنزل بعض نواحي بلنسية وخطب هنالك وكان من أهل الفهم والتيقظ حسن الخط مشاركا في الأدب وعقد الشروط لقيه شيخنا أبو عبد الله بن نوح وحمل عنه رسالة ابن خلصة في رده على البطليوسي مناولة عنه قراءة وروى عنه ابن سفيان وحكى أنه توفي ببعض جهات شاطبة وهويتولى بها الأحكام سنة سبع وخمسين وخمسمائة ونسبه إلى جده وغيره يقول فيه ابن لام

69 محمد بن أحمد بن محمد بن سفيان السلمي من أهل لقنت عمل مرسية ونزل مدينة تلمسان يكنى أبا بكر روى عن أبي محمد بن أبي جعفر وأبي القاسم بن الجنان وأبي الحسن بن موهب وغيرهم وكان متقدما في عقد الشروط بصيرا بذلك له في الشعر والكتابة بعض النفوذ حدث عنه أبو عبد الله بن عبد الحق التلمساني سمع منه وأجاز له في عقب ذي الحجة سنة سبع وخمسين وخمسمائة

70 محمد بن عبد الله بن سفيان بن سيداله التجيبي من أهل شاطبة وأصله من

____________________

قونكه يكنى أبا بكر روى عن أبي القاسم بن الجنان وأبي بكر بن أسود وأبي عامر بن حبيب وأبي الوليد بن الدباغ وتفقه بصهره بي بكر بن أسد ولازمه وبأبى عبد الله بن مغاور وكتب إليه أبو بكر بن العربي وكان عارفا بالأخبار حافظا لأسماء الرواة وله مجموع في رجال الأندلس وصل به كتاب ابن بشكوال ذكر ذلك ابنه أبو محمد عبد الله وسماه في مشيخته وقال توفي سنة ثمان وخمسين وخمسمائة

71 محمد بن أحمد بن محمد بن أبي العافية اللخمي من أهل مرسيه يعرف بالقسطلي لأن أصله منها ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي علي بن سكرة وأبي محمد بن أبي جعفر وتفقهه به وكان مدرسا للمذهب صدرا في أهل الشورى جليلا في بلده موصوفا بالحفظ معروفا بالنزاهة عدلا رضى تفقه به أبو عبدالله محمد بن سليمان بن برطلة وغيره وتوفي أول ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بعضه عن ابن سفيان ووفاته عن ابن حبيش

72 محمد بن يحيى بن سعيد الأنصاري من أهل لاردة يكنى أبا عبد الله لقي أبا بكر الجزار السرقسطي وغيره من الأدباء ذكره ابن عياد وقال كان كثير الاختلاف إلى مجلس شيخنا أبي بكر بن نمارة وكان فكه المجالسة لين الجانب أديبا ظريفا أنشدنا لأبي بكر الجزار

( عجبت لذي وجع مؤلم ** يسوم الطبيب ويكدي عليه )

( يضن عليه بديناره ** ويجعل مهجته في يديه )

وتوفي ببلنسية في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وخمسمائة وقد نيف على الثمانين

73 محمد بن عبد الله بن عبدالرحمن الأموي الداني نزيل سبتة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالأشقر أخذ القراءات عن أبي الحسن بن شفيع وأبي محمد بن إدريس وجماعة وغيرهما وأقرأ القران بسبتة وكان عالي الرواية فاضلا مجاب الدعوة أخذ عنه أبو الصبر أيوب بن عبد الله وقال توفي في التاسع عشر من جمادى الاخرة سنة تسع وخمسين وخمسمائة

____________________

74 محمد بن مالك بن عبد الرحمن بن سعيد بن علي بن يبقى بن غاز بن ابراهيم القيسي من أهل المرية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن القزاز سمع من عمه أبي عمرو الخضر بن عبد الرحمن وأكثر عنه ثم خرج من بلده بعد الحادثة عليه في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فتجول ببلاد الأندلس واستوطن كورة لرية من عمل بلنسية مدة وكتب الحديث بها عن قاضيها أبي العرب عبد الوهاب بن محمد وعن أبي الحسن بن النعمة وغيرهما وكان حسن الخط والتقييد من أهل الفضل والصون وولي بأخرة من عمره الأحكام بشبرب من عمل بلنسية أيضا لقاضيها أبي بكر محمد بن عمر بن واجب إلى أن توفي بها وهويتولى ذلك عشي يوم الخميس لخميس خلون من ذي القعدة سنة تسع وخمسين وخمسمائة وقد بلغ أربعين أكثره عن ابن عياد

75 محمد بن عيسى بن عثمان اليحصبي من أهل لوشة عمل غرناطة يعرف بابن الجبير ويكنى أبا عمرو سمع بقرطبة من أبي الحسن بن مغيث وأبي الطاهر التميمي وأبي القاسم بن الأبرش وغيرهم وكان من الأدباء النبهاء ذا عناية بالرواية والتقييد صحبه القنطري في السماع من ابن مغيث وغيره وحكى أنه أنشده قال أنشدني أبو القاسم بن الأبرش النحوي لنفسه

( لو لم يكن لي اباء أسود بهم ** ولم تثبت رجال الغرب لي شرفا )

( ولم أنل عند ملك العصر منزلة ** لكان في سيبويه الفخر لي وكفا )

( فكيف علم ومجد قد جمعتهما ** وكل مختلق في مثل ذا وقفا )

وهذه الأبيات أنشدنيها أبو الربيع بن سالم عن ابن حميد إنشادا عن قائلها إنشادا إلا أنه قال كبار الغرب وقرأت بخط أبي عمرو بن عيشون أن أبا عمرو هذا توفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة

76 محمد بن أحمد بن عامر البلوي من طرطوشة وسكن مرسية يعرف بالسالمي لأن أصله من مدينة سالم ويكنى أبا عامر كان من أهل الأدب والعلم والتاريخ وله في ذلك كتاب سماه بدرر القلائد وغرر الفوائد قد كتبت هنا منه وله أيضا في اللغة كتاب حسن وكتاب في الطب سماه الشفاء وكتاب في التشبيهات وكتب للأمير محمد بن سعد وكان

____________________

له حظ من قرض الشعر حدث عنه عبد المنعم بن الفرس لقيه بمرسية وأبو القاسم بن البراق كتب إليه وتوفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة أو نحوها

77 محمد بن موسى بن حزب الله من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن جلادة روى عن أبي الحسن بن هذيل وأم في صلاة الفريضة ببعض المساجد وكان يكتب المصاحف ويضبطها ويتنافس فيما يوجد بخطه منها إلى اليوم ووقفت على بعضها بضبطه في سنة تسع وخمسين وخمسمائة

78 محمد بن خليد بن محمد التميمي من أهل المرية يكنى أبا عبد الله لقي أبا القاسم عيسى بن جهور بقرطبة فسمع منه مقامات الحريري وسمعها أيضا من أبي الحجاج القضاعي بالمرية وفي حانوته بباب الزياتين منها وحدث بها عنهما وأقرأ الأدب ورأيت الأخذ عنه في شعبان سنة تسع وخمسين وخمسمائة

79 محمد بن أحمد بن حسان من أهل حيان يكنى أبا عبد الله له رواية عن أبي الحجاج القضاعي حدث عنه ابن عياد وقال لقيته ببليانة من أعمال مرسية وأحسبه خرج من بلده في الفتنة عند انقراض الدولة اللمتونية

80 محمد بن عبد الحق بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحق الخزرجي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله سمع أبا عبد الله بن الطلاع وأكثر عنه وعني بالفقه وحدث ومنه سمع الموطأ شيخنا أبو القاسم بن بقي وأجاز له وبه علا إسناده قال ولا أعلم له رواية إلا عن أبي عبد الله يعني ابن الطلاع وقد وقفت أنا على روايته عن أبي محمد بن عتاب ولم أقف على تاريخ وفاته ويحدث عنه أيضا ابنه أبو محمد عبد الحق بن محمد الحاكم

81 محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن المنخل المهري الأديب من أهل شلب

____________________

يكنى أبا بكر كان أحد الأدباء المتقدمين والشعراء المجودين وكان حسن الخط جيد الضبط يشارك في علم الكلام مع صلاح وخير وشعره مدون وأنشدني أبو الربيع بن سالم غير مرة قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الملك الشلبي قال أنشدني أبو بكر بن منخل لنفسه

( مضت لي ست بعد سبعين حجة ** ولي حركات بعدها وسكون )

( فيا ليت شعري أين أو كيف أو متى ** يكون الذي لا بد أن سيكون )

قال لي ابن سالم وقد رأيت هذين البيتين في ديوان شعر ابن المنخل وتوفي في حدود الستين وخمسمائة

82 محمد بن خلف بن عبد الرحمن من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالسجلماسي روى عن أبي إسحاق بن جماعة وكانت له رحلة حج فيها ولقي أبا القاسم بن جارة بالاسكندرية في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة يحمل عنه كتاب المصابيح لأبي محمد بن مسعود الخراساني ذكره ابن عياد وقال لم يكن له اعتناء بالحديث وتوفي بشاطبة سنة إحدى وستين وخمسمائة ومولده ببلنسية لسبع بقين من شوال سنة أربع وخمسمائة

83 محمد بن شهيد المهري من ساكني غرناطة يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي محمد بن عتاب وكان مقرئا حدث عنه أبو بكر عبد الرحمن بن مسعدة قاله الملاحي

84 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن فرج بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن عبد العزيز القيسي من أهل شاطبة يعرف بابن تريس ويشهر بالمكناسي ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي علي الصدفي وأبي زيد بن الوراق وأبي محمد بن أبي جعفر وأبي عبد الله البلغيي وأبي القاسم بن الجنان وأبي الحسن وليد بن موفق وأبي عامر بن حبيب وسمع بعض الاستذكار لأبي عمر بن عبد البر من أبي عمران بن أبي تليد ولقي أبا بكر بن العربي فناوله وأجاز له هو وابو محمد بن عتاب وأبو الوليد بن رشد

____________________

وأبو الحسن بن شفيع وأبو القاسم بن ورد وطارق بن يعيش وغيرهم

ومن أهل المشرق أبو المظفر الشيباني وأبو علي بن العرجاء وروايته متسعة وله في شيوخه مجموع سماه التعريف أخذ القراءات منهم عن أبي عبد الله بن بقورنية وأبي بكر ابراهيم بن خلف وبعضها عن أبي عبد الله بن الفراء الزاهد وأبي محمد بن جوشن وأبي عبد الله بن عياض وسواهم وقد سمع من ابن الدباغ وأبي بكر بن أسد وأبي إسحاق بن خفاجة حمل عنه منظومه ومنثوره وتصدر بشاطبة للإقراء سالكا طريقه جده محمد بن فرج فأخذ عنه الناس وكان قديم الطلب معنيا بلقاء الشيوخ يشارك في علم الحديث والأدب ويتحقق بالقراءات مع براعة الخط وجودة الضبط وكتب علما كثيرا ومن تاليفه كتاب الابتداء بهمزة الأمر والإيواء في قوله تعالى { وأمر أهلك بالصلاة } وقوله سبحانه { فأووا إلى الكهف } حدث عنه أبو الحجاج بن أيوب وأبو عمر بن عياد وأثنى عليه ووصفه بالتقلل من الدنيا وقال توفي يوم الجمعة لإحدى عشرة أو اثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الاخرة سنة إحدى وستين وخمسمائة وقد قارب السبعين مولده سنة أربع وتسعين وأربعمائة روى عنه ابن سفيان ووصفه بالمشاركة في حفظ التواريخ والبصر بالنحو وحكى أن السلفي والمازري وغيرهما من أهل مصر والشام والحجاز والقادمين عليها كتبوا إليه وغلط في وفاته ولم يضبطها

85 محمد بن عبدالله بن أحمد بن مسعود بن مفرج بن مسعود بن صنعون بن سفيان من أهل شلب يعرف بالقنطري ويكنى أبا القاسم وقنطرة السيف من الثغر الجوفي هي دار سلفه

وبالنسبة إليها اشتهارهم سمع ببلده أبا بكر بن غالب العامري وأبا الحسين بن صاعد وعيسى بن هيبة وأبا بكر الامروشي وأبا الحسين بن الطلاء وبإشبيلية أبا الحكم بن برجان وأبا بكر بن العربي وبقرطبة ابن مغيث وأبا بكر بن المرخي وابن أبي الخصال وأبا الحسن بن الوزان وأبا جعفر البطروجي وأبا بكر بن زيدان وأبا طاهر التميمي وأبا الحكم بن غشليان وبالمرية ابن موهب وأبا الحجاج القضاعي وسمع ابن معمر المالقي وغيرهم وكان من أهل المعرفة الكاملة بصناعة الحديث بعيد الصيت في الحفظ والإتقان والضبط جماعة للدواوين والكتب من بيت فقه وحديث مشاركا في فنون من العلم وقد شوور في الأحكام وله زيادة على ابن بشكوال في تاريخه قد كتبتها بجملتها حدث عنه يعيش بن القديم الشلبي وغيره وذكر ابن خير أنه أجاز له ما انفرد به دونه من

____________________

الرواية قال وتوفي بمراكش ليلة الأربعاء ودفن يوم الأربعاء الرابع من ذي الحجة سنة إحدى وستين وخمسمائة وصلى عليه الخطيب أبو محمد بن عمران مع من كان هنالك من جيرانه أهل شلب يعني في وفاداتهم على مراكش

86 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن خلف بن احمد بن رضى من أهل قرطبة يكنى أبا الوليد سمع أباه أبا القاسم وأبا الحسن بن مغيث وابا القاسم بن بقي وأبا عبدالله بن الحاج وأبا بكر بن العربي وأكثر عنه وأبا بكر عبد العزيز بن مدير وأجاز له أبو عبد الله بن مكي وأبو الحسن شريح وابن ورد وعبد الجليل المقرىء وغيرهم وقد أخذ عن ابن الدباغ وأبي إسحاق بن الأمين وابن بشكوال وأخذ هو أيضا عنه فتدبجا قال لي الخطيب أبو محمد الازدي قال لي الخطيب أبو عبد الله الحضرمي قال لي أبو القاسم بن بشكوال قال لي أبو الوليد محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن رضي سمعت أبي رحمه الله يقول عن أبي عبدالله بن فرج الفقيه رحمه الله أنه كان ينشد بيت حسان رضي الله عنه

( هجوت محمدا وأجبت عنه ** وعند الله في ذاك الجزاء )

هجوت محمدا صلى الله عليه وسلم وأجبت عنه فكان يقال له ليس يتزن هكذا فكان يقول أنا لا أترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن بشكوال لقد يعجبني ما كان يفعله نفعه الله بنيته في ذلك

87 محمد بن شريح بن محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف بن عبد الله بن شريح الرعيني من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر سمع أباه وصحب أبا بكر بن العربي في وجهته إلى المغرب وكان من نبهاء بلده ووجوههم والمقدمين فيه بذاته وبسلفه ولا أعلمه حدث وتوفي صدر يوم الخميس الرابع من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن إثر صلاة الجمعة بمقبرة مشكة لصق أبيه وجده وصلى عليه الخطيب أبو عمر محمد بن أبي الحكم بن حجاج ومولده سنة ثلاث وخمسمائة عن ابن خير

____________________

88 محمد بن علي بن ياسر الأنصاري من أهل جيان ونزل حلب يكنى أبا بكر رحل إلى المشرق فأدى الفريضة وقدم دمشق قبل العشرين وخمسمائة وسكن قنطرة سنان منها وكان يعلم بالقران ويتردد إلى أبي الفتح نصر الله بن محمد يسمع الحديث منه ثم رحل صحبة أبي القاسم بن عساكر صاحب تاريخ الشام إلى بغداد سنة عشرين وكان زميله فسمع بها معه من هبة الله بن الحصين وغيره ثم خرج إلى خراسان فسمع بها من حمزة الحسيني وأبي عبدالله الفراوي وأبي اقاسم الشحامي وغيرهم وسمع ببلخ جماعة منهم أبو محمد الحسن بن علي الحسيني وأبو النجم مصباح بن محمد المسكي وغيرهما وبلغ الموصل فأقام بها مدة يسمع منه ويؤخذ عنه ثم انتهى إلى حلب فاستوطنها وسلمت إليه خزانة الكتب النورية وأجريت عليه جراية وكان فيه عسر في الرواية والإعارة معا ووقف كتبه على أصحاب الحديث وله عوال مخرجة من حديث ساوى بها بعض شيوخه البخاري ومسلما وأبا داود والترمذي والنسائي روى عنه أبو حفص الميانشي وأبو المنصور مظفر بن سوار اللخمي وأبو محمد عبد الله بن علي بن سويرة وابن أبي السنان وغيرهم ذكره ابن عساكر في تاريخه وأكثر خبره عنه وقال سمعت منه ومات بحلب في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وخمسمائة على ما بلغني وقال ابن نقطة حدث عن جماعة منهم أبو القاسم سهل بن إبراهيم النيسابوري وأبو يعقوب يوسف بن ابراهيم الهمداني حدثنا عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الحلبي وأخوه أبو العباس أحمد وحكي عن الحسن بن هبة الله بن صصرى أنه توفي بحلب في جمادى الأولى سنة ثلاث وستين كما تقدم وقد بلغ السبعين

89 محمد بن أحمد بن عمران بن عبد الرحمن بن محمد بن عمران بن نمارة الحجري بفتح الجيم من أهل بلنسية يكنى أبا بكر وهو من ولد أوس بن حجر التميمي شاعرها في الجاهلية نقله أبوه أحمد سنة سبع وثمانين وأربعمائة إلى المرية لتملك الروم

____________________

ببلنسية في تلك السنة وهو صغير فنشأ بالمرية وقرأ القران بها على أبي الحسن البرجي وسمع الحديث من بي علي الصدفي وعباد بن سرحان وأبي القاسم بن العربي وعبد القادر بن الحناط وأبي عبد الله البلغيي وصحب هنالك أبا العباس بن العريف ولقي أبا عبد الله بن الفراء ثم رحل إلى قرطبة سنة ست وخمسمائة فأخذ بها القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وعليه اعتمد لعلو روايته التي تساوى بها في بعض الطرق أبا عمرو المقرىء وسمع منه ومن أبي بحر الأسدي وأجاز له أبو محمد بن عتاب ولم يسمع منه وأبوعبد الله الخولاني وأبو الحسن شريح وأبو بكر غالب بن عطية وابو بكر عمر بن الفصيح وغيرهم وعاد إلى بلنسية وطنه سنة ثمان وخمسمائة فأخذ علم العربية والاداب عن أبي محمد البطليوسي وتفقه بأبي القاسم بن الانقر السرقسطي وسمع منهما وأجاز له وكان قد لقي في طريقه بمرسية أبا محمد بن أبي جعفر فحكى عنه وما أراه سمع شيئا من الحديث منه وتصدر للاقراء بأخرة من عمره وهو كان الغالب عليه مع الحفظ للمسائل والوقوف على الخلاف والاعتناء بالاثار والبصر بالاداب والأخبار إلى النزاهة والتواضع مع النباهة في بلده والوجاهة وكان أبو الحسن بن هذيل يثني عليه ويصفه بالانقباض عن خدمة السلطان على كثرة ماله وسعة حاله وامتحن بالسجن في سنة ثلاث وثلاثين وهنالك كتب بخطه شرح مقدمة ابن بابشاذ وكتبت له به المقدمة حدثنا عنه غير واحد من شيوخنا وهو اخر من حدث عن ابن النخاس بالقراءات تلاوة وتوفي يوم الاثنين الرابع والعشرين وقيل السابع عشر أو الثامن عشر من شعبان سنة ثلاث وستين وخمسمائة ودفن غدوة الثلاثاء وصلى عليه أبو الحسن بن النعمة وكانت جنازته مشهودة ومولده ببلنسية يوم الأربعاء عاشر المحرم سنة أربع وثمانين واربع مائة أكثره عن ابن عياد وابن سفيان وغلط في وفاته

90 محمد بن سليمان بن موسى بن سليمان الازدي من أهل مرسية يكنى أبا عبدالله ويعرف بابن برطلة سمع من أبي عبد الله بن سعادة وتفقه بأبي عبد الله القسطلي وأبي عبد الله بن عبد الرحيم ولازم القاضي العباس بن الحلال وكان ذاكرا للفقه متقنا لمسائله معروفا بالفهم والتيقظ مع الصون والعفاف وتوفي قبل اكتهاله سنة ثلاث وستين

____________________

وخمسمائة ذكر وفاته ابن حبيش وخبره عن ابن سفيان وقال لي قريبه الخطيب أبو محمد إن أباه سليمان ولي القضاء

91 محمد بن موفق المكتب مولى أبي علي بن أم الحور من أهل بلنسية يعرف بالخراط ويكنى أبا عبدالله أخذ القراءات عن أبي محمد بن سعدون الضرير وأبي الاصبع بن المرابط ولقي أبا زيد بن الوراق عند خروجه من سرقسطة وسمع أبا الحسن بن هذيل وعلم بالقران وكان صنع اليد عارفا بمرسوم الخط في المصاحف معروفا بالضبط وحسن الوراقة يغالي فيما يكتب مع التجويد والإتقان أخذ عنه ابن عياد وابنه محمد وتوفي بلرية مستهل ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة ومولده سنة ثمان وثمانين واربع مائة

92 محمد بن عبد الرحمن بن عبادة الأنصاري من أهل جيان وأصله من قرية بينها وبين إقليم شقورة ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن شريح وأبي علي منصور بن الخير وأبي القاسم بن الفرس وأبي زكرياء بن حبيب وأبي الحسن السالمي وأبي الاصبغ بن جزم الغافقي وسمع من أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن أخت غانم وأبي محمد بن أبي جعفر الخشني وتفقه بأبي الوليد بن رشد وأبي عبد الله بن الحاج ولقي أبا بكر بن مسعود الخشني وأخاه اسماعيل وأجاز له أبو عبد الله الخولاني وأبو بكر غالب بن عطية وأبو مروان الباجي وابن فندلة وابن العربي وابن مكي وأبو القاسم بن بقي وغيرهم وتصدر للإقراء بحيان بلده ثم انتقل منه بعد الفتنة في سنة ثلاث أو أربع وأربعين وخمسمائة إلى شرق الأندلس فأوطن شاطبة وأقرأ بها وأخذ عنه الناس وكان مقرئا ماهرا فاضلا معدلا يشارك في الحديث والمسائل وتوفي بشاطبة سنة اربع وستين وخمس مائة ومولده بحصن منتور سنة ثمانين وأربعمائة ذكره ابن عياد وابن سفيان وغلط في وفاته فجعلها سنة ستين وفي سنة ثلاث وستين أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن سعادة المعمر

93 محمد بن عبد السلام بن محمد بن يحيى المرادي من أهل جملة عمل

____________________

مرسية وبالنسبة إليها كان يعرف ويكنى أبا عبد الله وسمع من ابن الدباغ وأبا عبد الله بن سعادة وتفقه به وبأبي جعفر بن أبي جعفر وأخذ الاداب عن أبي محمد بن مطحنة ورحل حاجا سنة ثمان وعشرين وخمسمائة فلقي بمكة أبا عبد الله بن سعيد الداني وقرأ هناك عليه وسمع من أبي المنيع رافع بن دغش وأبي نصر الفتح بن محمد الجذامي وغيرهما وقفل إلى الأندلس فسكن مرسية وحدث بها وكان حسن الخط جيد الضبط توفي سنة أربع وستين وخمسمائة ومولده بجملة في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ذكره ابن عياد

94 محمد بن يوسف بن سعيد بن يوسف الحضرم من أهل دانية يعرف بابن الخسراطه ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد وسمع منه واقتصر عليه وخلفه في الإقراء وقد أخذ عنه وكان ضعيف الخط توفي حول سنة أربع وستين وخمسمائة وقد قارب الثمانين ومولده يوم الاثنين لست مضين من شعبان سنة سبع وثمانين وأربعمائة أكثره عن ابن عياد

95 محمد بن حارث بن محمد بن فيره بن حيون بن سكره الصدفي من أهل سرقسطة وسكن مرسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي علي الصدفي وهو ابن أخيه كثيرا ومن أبي محمد بن برطلة صاحب الصلاة صهر عمه أبي علي وكتب بخطه علما جما وأقرأ القران وأم في صلاة الفريضة بالمسجد المنسوب إليه بمقربة من باب الفرج داخل مرسية وتوفي بها وكان شيخنا أبو محمد بن غلبون يثني عليه ويصفه بالصلاح والخير والاكباب على تلاوة القران حدثت بذلك عنه

96 محمد بن أحمد بن معط التجيبي من أهل أوريوله يكنى أبا أحمد أخذ القراءات ببلده عن أبي بكر بن عمار اللاردي ورحل حاجا فأدى الفريضة ولقي بمكة أبا علي بن العرجاء فأخذ عنه القراءات وقفل إلى بلده وتصدر للإقراء وأم في المسجد المعروف به عند باب القنطرة حياته كلها وكان شيخا صالحا ثقة من أهل الورع والعدالة مقرئا مجودا أخذ عنه أبو عبد الله التجيبي شيخنا وهو ابن عم والده تلا عليه القران بما تضمنه التيسير لأبي عمرو المقرىء ولازمه سنين وأجاز له في شهر رمضان سنة خمس وستين وخمسمائة

____________________

97 محمد بن حاضر بن منيع العبدري من أهل دانية يكنى أبا عبد الله صحب الأستاذ أبا الحسن طاهر بن بسيطة وأخذ عنه تاليفه في البروج والمنازل وله ألفه حدث عنه ابن عليم بن عبد العزيز الحافظ

98 محمد بن يوسف بن سعادة مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرحمن الناصر من أهل مرسية وسكن شاطبة ودار سلفه بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع أبا علي الصدفي واختص به وأكثر عنه وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح لصهر كان بينهما وسمع أيضا أبا محمد بن أبي جعفر ولازم حضور مجلسه للتفقه به وحمل ما كان يرويه ورحل إلى غرب الأندلس فسمع أبا محمد بن عتاب وأبا بحر الأسدي وأبا الوليد بن رشد وأبا عبد الله بن الحاج وأبا بكر بن العربي وغيرهم وكتب إليه أبو عبد الله الخولاني وأبو الوليد بن طريف وأبو الحسن بن عفيف وأبو القاسم بن صواب وأبو محمد الركلي وأبو عمران بن أبي تليد وأبو محمد بن السيد ثم رحل إلى المشرق في سنة عشرين وخمسمائة فلقي بالاسكندرية أبا الحجاج بن نادر الميورقي وصحبه وسمع منه وأخذ عنه الفقه وعلم الكلام وأدى فريضة الحج في سنة إحدى وعشرين ولقي بمكة أبا الحسن رزين بن معاوية العبدري إمام المالكية بها وأبا محمد بن صدقة المعروف بابن غزال من أصحاب كريمة المروزية فسمع منهما وأخذ عنهما وروى عن أبي الحسن علي بن سند بن عياش الغساني مما حمل عن أبي حامد الغزالي من تصانيفه ثم انصرف إلى ديار مصر فصحب ابن نادر إلى حين وفاته بالاسكندرية ولقي أبا الطاهر بن عوف وأبا عبد الله بن مسلم القرشي وأبا طاهر السلفي وأبا زكرياء الزناتي وغيرهم فأخذ عنهم وكان قد كتب إليه منها أبو بكر الطرطوشي وأبو الحسن بن مشرف الأنماطي ولقي في صدره بالمهدية أبا عبد الله المازري فسمع منه بعض كتابه المعلم

____________________

وأجاز له باقيه وعاد إلى مرسية في سنة ست وعشرين وقد حصل في رحلته علوما جمة ورواية فسيحة وكان عارفا بالسنن والاثار مشاركا في علم القران وتفسيره حافظا للفروع بصيرا باللغة والغريب ذا حظ من علم الكلام مائلا إلى التصوف مؤثرا له أديبا بليغا خطيبا فصيحا ينشىء الخطب مع الهدي والسمت والوقار والحلم جميل الشارة محافظا على التلاوة بادي الخشوع راتبا على الصوم وولي خطة الشورى بمرسية مضافة إلى الخطبة بجامعها أخذ في سماع الحديث وتدريس الفقه ثم ولي القضاء بها بعد انقراض دولة الملثمة ونقل إلى قضاء شاطبة فاتخذها وطنا وكان يسمع الحديث بها وبمرسية وبلنسية ويقيم الخطب أيام الجمع في جوامع هذه الأمصار الثلاثة متعاقبا عليها وقد حدث بالمرية وهنالك أبو الحسن بن موهب وأبو محمد الرشاطي وغيرهما وسمع منه أبو الحسن بن هذيل جامع الترمذي وألف كتاب شجرة الوهم المترقية إلى ذروة الفهم لم يسبق إلى مثله وليس له غيره وجمع فهرسة حافلة روى لنا عنه أكابر شيوخنا وذكره ابن عياد ووصفه بالتفنن في المعارف والرسوخ في الفقه وأصوله والمشاركة في علم الحديث والأدب وقال كان صلبا في الأحكام مقتفيا للعدالة حسن الخلق والخلق جميل المعاملة لين الجانب فكه المجالسة ثبتا حسن الخط من أهل الإتقان والضبط وحكى أنه كانت عنده أصول حسان بخط عمه مع الصحيحين بخط الصدفي في سفرين قال ولم يكن عند شيوخنا مثل كتبه في صحتها وإتقانها وجودتها ولا كان فيهم من رزق عند الخاصة والعامة من الحظوة والذكر وجلالة القدر ما رزقه وذكره ابن سفيان أيضا وأبو عمر بن عات ورفعوا جميعا بذكره

وقال القاضي أبو بكر بن مفوز كان حسن التقييد والضبط ثقة مأمونا فيما حمل ونقل سمعت القاضي أبا محمد بن عاشر يقول يوم موته رحم الله أبا عبد الله كان من أهل العلم والعمل أو كان عنده العلم والعمل وتوفي بشاطبة مصروفا عن قضائها في منسلخ ذي الحجة سنة خمس ودفن أول يوم من سنة ست وستين وخمسمائة وقرأت بخط شيخنا أبي الخطاب بن واجب أنه توفي ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين أول يوم من محرم سنة ست وستين وخمسمائة بالروضة المنسوبة إلى أبي عمر بن عبد البر ومولده بمرسية في شهر رمضان سنة ست وتسعين وأربعمائة

99 محمد بن عبيد الله بن عفان الغافقي من أهل مرسية وكان يسكن الحمة من أعمالها يكنى أبا بكر كان حافظا للفقه قائما على المسائل عارفا بالاتفاق والاختلاف

____________________

مشاركا في غير ذلك من أدب ونسب وسواهما

ذكره ابن سفيان وقال توفي سنة ست وستين وخمسمائة

100 محمد بن أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري الخزرجي من أهل دانية يكنى أبا عبد الله سمع من أبيه أبي العباس وتفقه به وبأبي بكر بن الحناط وأخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد وقدم للشورى وكان جليلا نبيها فاضلا نزيها مولده سنة خمسمائة وتوفي بمرسية سنة ست وستين وخمسمائة واحتمل إلى دانية فدفن بها عن ابن سفيان وقال ابن عياد إنه توفي سنة أربع وستين وهو وهم منه

101 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي العيش اللخمي من أهل طرطوشة وسكن شاطبة ويعرف بابن الأصيل ويكنى أبا عبد الله تجول في طلب العلم فأخذ القراءات عن أبي علي منصور بن الخير وسمع من أبي عبد الله بن الحاج وأبي عبد الله ابن أبي الخصال وأبي القاسم بن ورد وأبي عبد الله بن أخت غانم ولقي أبا محمد البطليوسي وأبا الحجاج بن يسعون وأخذ عنهما وبلغني أنه نشأ بالمرية وتصدر بشاطبة للإقراء والتعليم بالعربية فانتفع به الناس وكان موصوفا بالمعرفة والفهم ضعيف الخط حدث عنه أبو الحسين بن جبير سمع منه الموطأ في سنة سبع وخمسين وخمسمائة وقد لقيه ابن عياد وكتب عنه يسيرا وذكره ابن سفيان وقال توفي سنة ست وستين وخمسمائة وقرأت بخط محمد بن عياد أنه توفي سنة سبع وستين قال ومولده بطرطوشة سنة ست وتسعين وأربعمائة

102 محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن الفرج بن خلف بن سعيد بن هشام الأنصاري الخزرجي من ولد سعيد بن سعد بن عبادة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الفرس من أهل غرناطة وكان جدهم الداخل إلى الأندلس قد نزل سرقسطة على ما ذكره

____________________

الرازي في تاريخه ثم انتقل ولده إلى قرطبة وخرجوا منها في الفتنة البربرية إلى البيرة ونزلوا بها سمع أباه أبا القاسم وأخذ عنه القراءات ودرس عليه الفقه وسمع أبا بكر بن عطية وأبا الحسن بن الباذش وأبا القاسم بن ورد وأبا الحسن بن دري وأبا محمد بن سماك وأبا جعفر بن قلال وغيرهم من مشيخة بلده والطارئين عليه ثم رحل إلى قرطبة في سنة تسع عشرة وخمسمائة فلقي بها أبا محمد بن عتاب وابن رشد وأبا بحر الأسدي وابن الوراق وابن طريف وأبا القاسم بن بقي وابن مغيث وابن الحاج وابن عفيف ولقي بمالقة منصور بن الخير وابن معمر وابن أخت غانم وغيرهم فسمع من جميعهم وتفقه ببعضهم وأخذ القراءات منهم بعد أبيه عن ابن الباذش وابن الخير وكتب إليه من أعلام الأندلس أبو عمران بن أبي تليد وأبو علي الصدفي وأبو محمد البطليوسي وأبو عبد الله البلغيي وأبو الحسن شريح وأبو مروان الباجي وأبو الحسن بن كرز وابن زغيبة وابن موهب وابن نافع وأبو الحجاج القضاعي وعباد بن سرحان وأبو محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر وأبو بكر بن طاهر والرشاطي وأبو مروان بن بونة وجماعة سواهم ومن أهل المشرق أبو المظفر الشيباني والسلفي وحيدر الجبلي وأبو علي بن العرجاء ومن المهدية أبو عبد الله المازري وسواهم وعدد شيوخه الذين حمل عنهم خمسة وثمانون وكان عالما حافلا راوية مكثرا يتحقق بالقراءات والفقه ويشارك في الحديث والأصول مع البصر بالفتوى ووجوهها والضبط للروايات وتحصيلها والتنبيه على مواضع الخلاف وحفظها والاعتناء بجميع الأقاويل وإحصائها خرج من بلده في الفتنة الواقعة بالأندلس سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فاستوطن مرسية وولي بها خطة الشورى من قبل القاضي أبي العباس بن الحلال ثم قدمه إلى قضاء بلنسية في رجب سنة ست وأربعين فلم تطل مدة ولايته بها أقام واليا إلى أول شوال منها وخرج مستعفيا عنها لانتزاء عبد الملك بن شلبان فيها أو ابن حامد قبله على الأمير محمد بن سعد وأداء ذلك إلى حصارها الشديد في سنة سبع بعدها وعاد إلى مرسية وأقام بها إلى نكب ابن الحلال فصرفه السلطان حينئذ عما كان بيده من الخطط ثم راجع فيه جميل رأيه لما كان عليه من الانقباض وعدم التلبس بالدنيا وكثرة الدؤوب على الإقراء والتدريس والإسماع وكان في وقته أحد حفاظ الأندلس في المسائل مع المعرفة بالاداب والأغربة إلى الضبط وجودة الخط وكانت أصوله أعلاقا نفسية لا نظير لها جمع منها عظيما وكتب بخطة أكثرها

قال التجيبي ذكر

____________________

لي من علمه وفضله ما أزعجني إليه يعني بمرسية فلقيت عالما كبيرا ووجدت عنده جماعة وافرة من شرق الأندلس وغربها يتدارسون الفقه ويتذاكرون بين يديه ويسمعون عليه الحديث ويتلون كتاب الله بالقراءات السبع إفرادا وجمعا وحكى أنه قرأ عليه بها وبرواية يعقوب واستظهر عليه التيسير لأبي عمر المقرىء والملخص للقابسي وسمع منه غير ذلك وقال وكان يؤم بجامع مرسية تاليا لأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد يؤم كل واحد منهم أسبوعا ويتناوب صاحباه في الخطبة دونه وكان حسن الصوت بالقران وأطال الثناء عليه وأطاب

وكان أهلا لذلك أخذ عنه الناس وانتفعوا به وحدثنا عنه جماعة من جلة شيوخنا وتوفي بإشبيلية في وفادته عليها مع وجوه أهل مرسية في النصف من ليلة يوم الثلاثاء التاسع عشر لشوال سنة سبع وستين وخمسمائة وصلى عليه ابن حجاج بعد صلاة العصر من يوم الثلاثاء المذكور ودفن بمقبرة النخيل واحتمل إلى غرناطة في يوم السبت بعده فدفن بها أفادني ذلك بعض شيوخنا عن عبد المنعم ابنه وقرأت بخط أبي عمرو بن عيشون المرسي أنه سأله عن مولده فقال له ليلة السبت قبل الفجر لثمان بقين من صفر سنة إحدى وخمسمائة

103 محمد بن عبد الله بن ميمون بن إدريس بن محمد بن عبد الله العبدري من أهل قرطبة يكنى أبا بكر روى عن أبي محمد بن عتاب وابن رشد وابن طريف وأبي بحر وابن الحاج وأبي الحسن بن بقي وابن مغيث وابن مكي وأبي عبد الله بن اصبغ وعبد الجليل المقرىء وشريح وابن العربي وابن معمر وابن أخت غانم وأبي الحسن بن الباذش وغيرهم وكان متقدما في علم اللسان متصرفا في غيره من الفنون حافظا حافلا شاعرا مجودا خرج من بلده في الفتنة فنزل مراكش وأقرأ بها العربية والاداب وعرف مكانه وله شرح في كتاب الجمل للزجاجي استعمله الناس ومعشرات في الغزل كفرها بمثلها في الزهد وشرحها في سفر ضخم أفاد به حدث عنه يعيش بن القديم وغيره وتوفي بمراكش عن إقلاع وإنابة سنة سبع وستين وخمسمائة بعضه عن ابن مومن

104 محمد بن أحمد بن الزبير القيسي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف

____________________

بالأغرشي نسبة إلى بعض أعمالها روى عن أبي محمد بن جوشن وغيره وولي الصلاة والخطبة بجامع بلده وكان موصوفا بالزهد والخشوع والاخبات والبكاء مشارا إليه بإجابة الدعوة وتوفي سنة سبع وستين وخمسمائة أكثره عن ابن سفيان

105 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسين بن أبي الفتح بن حصن بن لربيق بن عفيون بن غفايش بن رزق بن عفيف بن عبد الله بن رواحة بن سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي من أهل بلنسية وسكن مربيطر وأصله من شارقة يكنى أبا عبد الله سمع من صهره أبي علي بن بسيل وغيره وولي قضاء مربيطر مضافا إلى الصلاة والخطبة وكان سريا نزيها وهو خال شيخنا أبي الخطاب بن واجب سماه ابن سفيان في معجم شيوخه ونسبه عن غيره وتوفي سنة سبع وستين وخمسمائة

106 محمد بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن خزر الحكمي حكم بن سعد العشيرة من أهل غرناطة يكنى أبا بكر روى عن أبي الحسن بن أضحى وأبي محمد بن عطية وأبي القاسم عبد الرحيم الخزرجي وابنه أبي عبدالله بن عبد الرحيم وتفقه به وكان صهره وخال ابنه عبد المنعم وأجاز له ابن النعمة وانتقل إلى شرق الأندلس في الفتنة فسكن أوريولة وولي قضاء الش وغيرها من الكور وكان فقيها أديبا وسعي به إلى السلطان فقتل ظلما سنة سبع وستين وخمسمائة ذكره ابن عياد وفيه عن التجيبي وغيرهما

107 محمد بن موسى بن الوليد الأصبحي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر ويعرف بالقشالشي بالشين والجيم وسمع من ابن عتاب وابن طريف وابن مغيث وابن مكي وابن صواب وأبي القاسم بن رضي وغيرهم وأخذ العربية عن ابن الطراوة وقعد للتعليم بها حياته كلها وكان من أهل الذكاء والفهم وتوفي بإشبيلية سنة ثمان وستين وخمسمائة وسيق إلى قرطبة فدفن بها

108 محمد بن أحمد بن محرز بن عبد الله بن سعيد بن محرز بن أمية من أهل

____________________

بطليوس وسكن إشبيلية يكنى أبا بكر ويعرف بالمنتانجشي نسبة إلى ثغر من أعمالها سمع من أبيه وأبي الوليد العتبي وأبي محمد بن عتاب وابن طريف وابن مكي وأبي القاسم بن النخاس وأخذ عنه القراءات وعن أبي عبد الله بن مزاحم وأبي بكر بن بياضة وأبي بكر بن مخراش وأخذ العربية والاداب عن أبي عبد الله بن أبي العافية وأبي بكر بن القبطورنة وغيرهما وأجاز له أبو عبد الله الخولاني وكان فقيها مشاورا حافظا أديبا حافلا كاتبا روى عنه من الجلة أبو بكر بن خير وأبو عمر بن عياد وأبو بكر بن أبي زمنين وأبو الخطاب بن واجب شيخنا وأنشدنا عنه مما أنشده بإشبيلية عن أبي بكر بن القبطورنة قوله يرثي زوجة بنت الحضرمي وأنشده في صبيحة دفنها

( يا ربة القبر فوق القبر ذو حرق ** يبكي له القبر من شجو ومن شجن )

( تباينت فيك أحوالي أسى فمضى ** إلى لقائك صبري طالب الوسن )

( وخالف القلب فيك العين من كمد ** فاسود بالغم وابيضت من الحزن )

قال أبو الخطاب وأخبرني أنه كان كل يوم من أيام سابعها يرتجل قطعة شعر فيها حتى أكمل السابع على ذلك ويحدث أبو الحسن نجبة بن يحيى عن أبي بكر محمد بن محرز السماتي عن أبي القاسم عيسى بن جهور عن الحريري بمقاماته الخمسين وأحسبه هذا مولده سحر ليلة الاثنين لعشر خلون من جمادى الاخرة سنة تسع وسبعين وأربعمائة قبل وقعة الزلاقة بشهر وتوفي في اخر سنة تسع وستين وخمسمائة وفي هذه السنة كانت غزوة السبطاط وفتح ثغر قنطرة السيف عنوة

110 محمد بن عريب بن عبد الرحمن بن عريب العبسي من أهل سرقسطة وسكن شاطبة يكنى أبا الوليد روى عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن عتاب وأبي بكر بن العربي وأبي القاسم بن ورد وأجاز له الرئيس أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن طاهر وأبو بكر غالب بن عطية وأبو الحسن بن الباذش وغيرهم وتصدر للإقراء

____________________

بشاطبة وولي بها الصلاة والخطبة أخذ عنه شيخنا أبو عبد الله بن سعادة المعمر قراءة نافعة وأجاز له جميع روايته ولم يحدثنا عنه من شيوخنا سواه

109 محمد المعروف بالبرجي المقرىء يكنى أبا عبد الله أخذت عنه القراءات وائتمنه السلطان على ما كان يباع لقصره من النفائس بعد تلاوة القران عليه بالسبع وتوفي بإشبيلية سنة تسع وستين وخمسمائة

111 محمد بن سليمان الحجري الأستاذ الإشبيلي أبو عبد الله بن الخراز أخذ عن ابن الأخضر وقعد لأقراء العربية أخذ عنه ابن ملكون عن أبي علي الشلوبين

112 محمد بن الحسن بن الخضر من أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله رحل وحج وسمع بالاسكندرية في سنة ثمان وستين وخمسمائة من أبي طاهر السلفي وأبي عبد الله بن يوسف القضاعي الاندي وغيرهما وكان من أهل الورع والطلب وحدث واخذ عنه

113 محمد بن أحمد بن خلف بن سعيد بن خلف بن أيوب اليحصبي من أهل المرية وأصله من دانية وأبوه انتقل إليها يكنى أبا القاسم روى عن أبي بكر بن العربي ووقفت على سماعه منه ولأبيه وجده رواية وعناية ولا أعلمه حدث

114 محمد بن عيسى بن عياض القرطبي ويقال فيه اللبلي ولعله نزلها فنسب لها يكنى أبا عبد الله كان متقدما في الآداب ولاحقا فأفذاذ الشعراء والكتاب وإليه تنسب المقامة العياضية الغزلية وحدثت بها عن أبي زكريا ويحيى بن حسان المرادي عنه ووجدت منسوبا إليه

( كن من أخ في فؤاده دغل ** أخوف من كاشح تجاهده )

____________________

( برء السقام الخفي أعسر من ** برء سقام بدت شواهده )

115 محمد بن ابراهيم بن خير من أهل قرطبة وسكن إشبيلية يعرف بالمواعيني ويكنى أبا القاسم وغلط فيه ابن حبيش فسماه عبد الرحمن سمع ابن مغيث وابن مكي وابن العربي وابن أبي الخصال وأبا بكر بن عبد العزيز وغيرهم وعني بالاداب وكتب للولاة وله تواليف منها الوشاح المفصل ومنها ريحان الألباب وريعان الشباب وكتاب الأمثال وتوفي في نحو السبعين وخمسمائة

116 محمد بن عبد الله بن محمد بن خليل القيسي من أهل ليلة يكنى أبا عبد الله صحب مالك بن وهيب وأخذ عنه ولازمنه ستة أعوام وروى عن ابن الطلاع وخازم بن محمد وأبي علي الغساني وسمع منه صحيح مسلم وغير ذلك وعن أبي عبد الله حمدين وأبي الحسين بن سراج وأبي علي الصدفي وأبي الحسن بن الأخضر وأبي بكر بن عطية وأبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وابن طريف وابن رشد وأبي عبد الله بن أصبغ وأبي بكر بن الأسود وأبي محمد بن السيد وأبي بكر بن العربي وأبي الحسين بن الطراوة وأبي الحكم بن برجان روى عنه تواليفه وسمع من أبي القاسم بن جهور مقامات الحريري وكان من أهل الدراية والرواية نزل مدينة فاس ثم انتقل إلى مراكش وأقرأ وحدث وأخذ عنه جماعة منهم أبو عبد الله الأندرشي شيخنا وأبو عبد الله بن عبد الحق قاضي تلمسان ذكر أنه لقيه بمراكش وأجاز له في جمادى الاخرة سنة تسع وستين وخمسمائة وتوفي سنة سبعين بعدها

117 محمد بن أحمد الأزدي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن عسكر كانت له رحلة حج فيها وسمع الشهاب للقضاعي من أبي القاسم بن الفحام عنه وقفل فحدث به وسمعه منه عبد الكبير بن بقي وغيره

118 محمد بن أحمد اللخمي من أهل مربلة عمل مالقة يعرف بابن جامع

____________________

ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي عبد الله بن الراهب سمع منه موطأ مالك وحدث به عنه قبل السبعين وخمسمائة

119 محمد بن مخلوف بن جابر اللواتي النحوي من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله صحب أبا محمد البطليوسي وسمع منه ومن القاضيين أبي بكر بن العربي وأبي بكر بن أسود أخذ عن أبي الحسن بن هذيل وغيرهم وكان من أهل المعرفة بالعربية والاداب معلما بها له حظ من قرض الشعر أخذ عنه أبو زكرياء بن حزب الله بن يعقوب وغيره

120 محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن مدرك بن عبد العزيز بن عثمان بن أحمد بن عيسى بن مدرك الغساني من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله وأبا بكر روى عن أبي الحسن بن مغيث وأبي جعفر بن عبد العزيز وأبي الحسن بن موهب وأبي عبد الله بن أخت غانم وأبي بكر بن العربي وعباد بن سرحان وغيرهم وكان تاريخيا نسابة بصيرا بالخطوط مميزا لها حسن الخط موصوفا بالإتقان والضبط ذا لسن وفصاحة واقتنى من الدواوين والدفاتر عظيما فاق أهل بلده في ذلك وقال بعض أصحابه كان وراقا حدث عنه أبو الحجاج بن الشيخ وأبو علي الرندي وأبو محمد بن غلبون شيخنا وغيرهم

121 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد المقرىء من أهل غرناطة يعرف بابن الغاسل ويكنى أبا عبد الله سمع أبا عبد الله النميري وصحبه طويلا وهو علمه وأفاده وندبه إلى لقاء الشيوخ والأخذ عنهم ورحل به للسماع منهم وكان ابن خاله فلقي من المقرئين أبا الحسن بن الباذش وابنه أبا جعفر وأبا الحسن بن ثابت وأبا القاسم بن الفرس وأبا الحسن بن لب وأبا بكر بن الخلوف وأبا الحسن شريح بن محمد وعليه اعتمد في القراءات ومنه سمع كثيرا من تواليفه ولقي من جلة المحدثين وغيرهم أبا الحسن بن مغيث وأبا القاسم بن بقي وأبا بكر بن العربي وأبا عبد الله بن مكي وأبا الوليد بن بقوة وأبا إسحاق بن حبيش وأبا بكر بن طاهر وأبا محمد بن عطية وأبا بكر بن بشر وأبا محمد النفزي المرسي وأبا بكر بن برنجال وأبا محمد بن أيوب وأبا بكر بن فورتش وأبا الحسن بن الوزان وغيرهم فسمع منهم وأجازوا له وممن لم يلقه فكتب إليه

____________________

أبو محمد بن عتاب وأبو بحرالأسدي وابن طريف وابن السيد وابن موهب وابن زغيبة وابن ورد وابن معمر وابن عفيف وأبو مروان الباجي وأبو الوليد بن حجاج وأبو بكر بن فتحون وأبو عبد الله بن وضاح وأبو الطاهر الاشتركوني وأبو عبد الله الحمزي وأبو الحسن بن هذيل وابو عبد الله البونتي وأبو إسحاق بن ثبات وأبو عبد الله بن عبد الرزاق وأبو طاهر السلفي من الاسكندرية وكان مقرئا فاضلا ومحدثا حافلا حسن الخط جيد الضبط أخذ عنه ونقلت أسماء شيوخه من خطه في إجازته لأبي الحسن الفهمي الضرير سنة سبعين وخمسمائة وكانت وفاته بعد ذلك بمدة

122 محمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن ابراهيم بن لب بن بيطير التجيبي من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم ويعرف بابن الحاج سمع من أبيه أبي عبد الله الشهيد ومن أبي الوليد بن رشد وأبي بحر الأسدي وابن عتاب وابن طريف وأبي علي بن سكرة وأبي عبد الله بن مكي وابن مغيث وأبي بكر بن العربي وأجاز له الخولاني وابن موهب وابن معمر وأبو القاسم بن بقي وشريح بن محمد وابن أخت غانم وعباد بن سرحان وأبو بكر بن عطية وابنه عبد الحق وأبو عبد الله بن خليفة وابن السيد وأبو مروان الباجي وغيرهم وكتب إليه أبو عبد الله المازري من المهدية مرتين وكان من أهل العلم بالرأي والحفظ للمسائل قائما على ذلك ذاكرا للخلاف ولما ارتفع أبوه عن المناظرة قعد هو مكانه وخلفه في حلقته ولم تكن له معرفة بالحديث ولا اعتناء بصناعته وكان موقرا جليلا صموتا لا يتكلم إلا في النادر ذا أبهة وشارة جميلة ولي قضاء الجماعة ببلده وقتا ثم خرج منه في الفتنة وتجول ببلاد الأندلس واستقر بمرسية مرتسما في ديوان الجند عند الأمير محمد بن سعد وقدم معه لرية في بعض أسفاره ثم سار من عنده إلى ميورقة في سنة سبع وستين وخمسمائة وفيها كانت وفاة ابن سعد فحدث بها وبغيرها يروي عنه عقيل بن عطية وابن سفيان وغيرهما وتوفي بإشبيلية في وفادته عليها سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

123 محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغافقي من أهل الجزيرة الخضراء

____________________

يكنى أبا عبد الله ويعرف بالقباعي روى ببلده عن أبي عبد الله بن عبد الخالق وأبي العباس بن زرقون وابي عبيد الله بن أبي صوفة وأبي الحسن علي بن خلفون القروي وسمع بمالقة من أبي عبد الله بن معمر وأبي محمد الوحيدي وابن أخت غانم وكتب إليه أبو علي الصدفي وأبو جعفر بن عبد العزيز وغيرهما وولى الصلاة والخطبة بموضعه وكان فقيها مشاورا حسن الخلق ذا دعابة وفكاهة مع الخشية والخشوع حدث عنه أبو الحسن بن القاسم صاحب الوثائق وأبو الصبر السبتي وابو البقاء يعيش بن القديم وأبو الخطاب بن الجميل من شيوخنا وغيرهم ووقفت على إجازته لأبي الحسن الفهمي الضرير في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة

124 محمد بن غالب الرفاء الرصافي رصافة بلنسية وسكن مالقة يكنى أبا عبد الله كان شاعر وقته المعترف له بالإجادة مع العفاف والانقباض وعلو الهمة والتعيش من صناعة الرفو التي كان يعالجها بيده لم يبتذل نفسه في خدمة ولا تصدى لانتجاع بقافية حملت عنه في ذلك أخبار عجيبة وقد سكن غرناطة وقتا وامتدح واليها حينئذ ثم رفض تلك العلق ورضي بالقناعة مالا وهو مع ذلك مرغوب فيه ينظم البديع ويبدع المنظوم وكان من الرقة وسلاسة الطبع وتنقيح القريض وتجويده على طريقة متحدة وسمعت شيخنا أبا الحسن بن حريق يعيبه بالإقلال وليس كذلك وخرج صغيرا من وطنه فكان يكثر الحنين إليه ويقصر أكثر منظومه عليه وشعره مدون بأيدي الناس متنافس فيه وقد حمل عنه وسمع منه ومن رواته أبو علي بن كسرى المالقي وأبو الحسين بن جبير

____________________

الزاهد وغيرهما ومحاسنة كثيرة وتوفي صرورة لم يتزوج قط في يوم الثلاثاء التاسع عشر من رمضان سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وقبره بمالقة

125 محمد بن ميدمان بن بخوت الكلبي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن عبد الجليل المقرىء وعباد بن سرحان سمع منه جامع الترمذي بقرطبة في سنة عشرين وخمسمائة وتصرف في الأعمال وكان أديبا كاتبا حسن الخط وتوفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة أكثر خبره عن بعض أصحابنا وحكي أنه جد أبي العباس بن فرتون لأمه

126 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن طاهر القيسي من أهل مرسية ورئيسها في الفتنة يكنى أبا عبد الرحمن تفقه ببلده عند أبي جعفر بن أبي جعفر ورحل إلى قرطبة فلقي أبا مروان بن مسرة وطبقته وسمع من أبي الوليد بن الدباغ وأبي القاسم بن ورد وأبي محمد بن عطية وأبي بكر بن برنجال وأجاز له ابن العربي وغيره وكان يذهب في جميع ما يحمله إلى الدراية وأدراكها بقراءته ثم طالع العلوم القديمة فبرز فيها وصار إماما من أئمتها ورأس بمرسية بعد انقراض الملثمين يسيرا ثم تخلى عن ذلك وتلون للناس رغبة في السلامة وتوفي بمراكش سنة أربع وسبعين وخمسمائة عن ابن سفيان

127 محمد بن عمر بن محمد بن عبد الغني بن عمر بن عبد الله بن ابراهيم بن غانم بن موسى بن حفص من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسين ويعرف بابن فندلة روى عن جده أبي بكر وأجاز له وعن شريح بن محمد سمع منه صحيح البخاري وكان أديبا شاعرا ذكره أبو عمرو بن الإمام

____________________

128 محمد بن أبي بكر بن محمد بن غلبون التجيبي من أهل لورقة يكنى أبا القاسم لقي أبا بكر بن العربي بقرطبة وأبا الحسن بن مغيث فسمع منهما هو وأخوه وكتب عن ابن العربي مسلسلاته ومشيخة ابن شاذان وغير ذلك

____________________

129 محمد بن الزجاج من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله كان هو وأبو عبد الله بن المجاهد وأبو الحكم بن حجاج وأبو بكر بن لؤي نمطا واحدا في الصلاح والورع والاجتهاد في العمل وكان أحد الأئمة في صلاة الفريضة بجامع عدبس وتوفي رحمه الله وازدحم الناس على نعشه فذكر ذلك لابن مجاهد فأنكره ولم يرضه

130 محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن غزلون بن مطرف بن طاهر بن هارون بن عبد الرحمن بن هاجر بن الحسين بن حرب بن أبي شاكر الأنصاري من أهل شون عمل بلنسية يكنى أبا عبد الله رحل حاجا في سنة ثلاث وستين وخمسمائة وأدى الفريضة في سنة أربع بعدها وحج ثلاث حجات متواليات ولقي بالاسكندرية أبا طاهر السلفي في سنة ست وستين وسمع منه الأربعين حديثا من جمعه وقفل إلى بلده فسمعها منه شيخنا أبو الخطاب بن واجب وأبو عمر بن عياد وابنه محمد وبخطه قرأت نسبه وفيه بعض خلاف وعلى الصواب ثبت هنا مولده سنة عشر وخمسمائة وتوفي بمربيطر يوم الخميس السادس والعشرين لجمادى الأولى سنة أربع وسبعين وخمسمائة وسيق إلى بلنسية فدفن بها وصلى عليه القاضي أبو تميم ميمون بن جبارة

131 محمد بن أحمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موسى الأنصاري الزاهد من أهل أشبيلية يعرف بابن المجاهد لأن أباه أحمد كان كثير الجهاد والغزو في السرايا والجيوش ويكنى أبا عبد الله سمع من القاضي أبي مروان الباجي وأبي عمر أحمد بن مبشر وغيرهما وتفقه بأبي القاسم الرنجاني وأبي يوسف الزناتي وأبي بكر بن العربي لازم مجلسه نحوا من ثلاثة أشهر ثم تخلف عنه فقيل له في ذلك فقال كان يدرس وبغلته عند الباب ينتظر الركوب إلى السلطان وأخذ العربية والاداب عن أبي الحسن بن الأخضر وكان المشار إليه في وقته بالصلاح والورع والعبادة وإجابة الدعاء أحد عباد الله وأوليائه الذين تذكر به رؤيتهم معروفا بذلك اثاره مشهورة وكراماته معروفة مع الحظ الوافر من

____________________

الفقه والقراءات وغير ذلك وعمر وأسن وأخذ عنه من الجلة أبو بكر بن خير وابو عمران الميرتلي وهو الذي سلك طريقته بعده وأبو عبد الله بن قسوم الفهمي وأبو الحسن بن خروف النحوي وأبو الصبر السبتي وحدثنا عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن الجميل وتوفي بعد صلاة العصر من يوم الاثنين ودفن ضحى يوم الثلاثاء الثالث والعشرين شوال سنة أربع وسبعين وخمسمائة ومولده سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وسمعت أبا الربيع بن سالم يقول كان إذا سئل عن مولده قال ولدت سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة قبل أن يسلب الله ابن عباد ملكه بعام

132 محمد بن خير بن عمر بن خليفة مولى ابراهيم بن محمد بن يغمور اللمتوني من أهل إشبيلية وكان هو يقول في نسبه الأموي بفتح الهمزة يكنى أبا بكر وأبوه خير يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد ولازمه واختص به إلى حين وفاته وعنده بدع في الإقراء وعليه عول وسمع منه ومن أبي مروان الباجي وأبي بكر بن العربي وأبي إسحاق بن حبيش وأبي بكر بن طاهر وأبي عبد الله بن عبد الرزاق وغيرهم وسمع بقرطبة من أبي جعفر بن عبد العزيز وابن عمه أبي بكر وأبي القاسم بن بقي وأبي عبد الله بن الحاج وابن مغيث وابن أبي الخصال وابن مسرة ولقي أبا محمد بن عطية وأبا الفضل بن عياض فسمع منهما ومن ابن أخت غانم وابن معمر وعباد بن سرحان وأبي الحسين بن الطلاء وجماعة سواهم وأجاز له من الاعلام الأندلسيين أبو محمد بن عتاب وأبو بجرا الأسدي وابن الوراق وابن طريف وابن موهب والرشاطي وأبو الحسن بن نافع وابن بقوة وغيرهم كثير ومن المشرقيين أبو طاهر السلفي وابو عبد الله المازري بالمهدية وغيرهما وكان من الإكثار في تقييد الاثار والعناية بتحصيل الرواية بحيث يأخذ عن أصحابه الذين شركهم في السماع من شيوخه وعدد من سمع منه أو

____________________

كتب إليه نيف ومائة رجل قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإفادة لا يعلم لأحد من طبقته مثله وقد كتبت منه في هذا التصنيف ما نسبته إليه وقال جابر بن أحمد القرشي كتب إلي يعني ابن خير يخبرني أن فهرسته عشرة أجزاء كل جزء منها ثلاثون ورقة تصدر بإشبيلية بلده للإقراء والإسماع وأخذ عنه الناس وكان مقرئا مجودا ضابطا محدثا جليلا متقنا أديبا نحويا لغويا واسع المعرفة رضى مأمونا كريم العشرة خيرا فاضلا ما صحب أحدا ولا صحبه أحد إلا أثنى عليه سمعت شيخنا أبا الخطاب بن واجب وهو أحد المكثرين عنه يقول سمعت أبا عبد الله بن حميد يقول سمعت أبا الحسن بن مغيث يقول أبو بكر بن خير خير بن خير وذلك وقت قراءته عليه وفي حداثته قال أبو الخطاب فكيف لو راه حين رأيناه وكانت كتبه في غاية الصحة والإتقان لكثرة ما عاناها وعالج تصحيحها بحسن خطه وجودة تقييده وضبطه وفي ذلك قطع دهره وأنفق حياته فلحق بالمتقدمين وأربى على المتأخرين وأدى ذلك إلى المغالاة فيها بعد وفاته حتى بلغت أثمانها الغاية ولم يكن له نظير في هذا الشأن مع الحظ الأوفر من علوم اللسان وولي الصلاة بجامع قرطبة الأعظم سنة ثلاث وسبعين برغبة واليها حينئذ وبقي إلى أن توفي في سحر ليلة الأربعاء الرابع من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمسمائة ودفن بالدار التي أنزل فيها ثم نقل بعد ذلك إلى إشبيلية ودفن بمقبرة مشكة منها أخبرني بذلك ابن أخته أبو الحسين بن السراج شيخنا وقيل في وفاته غير ذلك ولا يصح وكانت جنازته مشهودة حضرها الوالي ولم يتخلف عنها كبير أحد وأتبع ثناء جميلا وكان له أهلا ومولده فيما نقل من خطة ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسمائة

133 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن خضر الأزدي من أهل بلنسية يكنى أبا بكر وأبوه يكنى أبا عامر أخذ القراءة عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه ومن أبي الوليد بن الدباغ وأبي الحسن بن النعمة وأقرأ بجامع بلنسية القران مدة ثم توجه إلى ميورقة وبها توفي حول سنة خمس وسبعين وخمسمائة ومولده سنة عشرة وخمسمائة ذكره ابن عياد

134 محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحضرمي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر وأبا عبد الله يروي عنه القراءات أبو زكرياء الهوزني وعمر وأسن وفي الرواة عن ابن

____________________

العربي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأموي ويعرف بالبطليوسي صحبه وسمع منه بإشبيلية وعلم بالقران ولعله هذا وغلط الهوزني في نسبه وقد تقدم أيضا له سمي أموي يعرف بالأشقر مقرىء كذلك

135 محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن هشام بن عبد الرحمن بن غالب بن نصر بن سالم الخشني من أهل رندة وسكن مالقة يعرف بابن العويص ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن منصور بن الخير بمالقة وعن أبي القاسم بن رضى وأبي الحسن عبد الجليل بن عبد العزيز بقرطبة وسمع منهم ومن ابن مغيث وابن مكي وابن مسرة وأبي عبد الله بن أبي الخصال وأخيه أبي مروان وابن أخت غانم وأبي محمد القونكي وأبي الوليد بن بقوة وأبي القاسم بن جهور وغيرهم وناظر في كتاب سيبويه على أبي الحسين بن الطراوة وروى عنه وعن أبي محمد البطليوسي وكان مقرئا ماهرا نحويا لغويا أديبا جليلا يقرىء القران ويعلم بالعربية دأب على ذلك حياته كلها وحدث وأخذ عنه توفي بمالقة غداة يوم السبت التاسع عشر لشوال سنة ست وسبعين وخمسمائة ومولده حول الخمسمائة عن ابن حوط الله وأبي العباس العزفي وحدثاني عنه وفي خبره عن غيرهما

136 محمد بن معزوز بن ابراهيم القيسي من أهل جزيرة طريف وسكن سبتة يكنى أبا عبد الله سمع من القاضي أبي الفضل بن عياض وغيره وكان بصيرا بعقد الشروط مشاركا في الفقه حدث عنه أبو القاسم الملاحي وأبو سليمان بن حوط الله سمع منه في سنة ست وسبعين وخمسمائة

137 محمد بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه أبي مروان وأبي جعفر البطروجي وأبي الحسن بن مغيث وأبي بكر بن العربي وأجاز له أبو محمد بن عتاب وأبو علي بن سكرة وغيرهما وكان عارفا بالفقه ملازما لعقد الوثائق بصيرا بها وحدث أن مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة كذا قال ابن حوط الله وحكى ذلك عن أخيه الحافظ أبي القاسم وقال ابن

____________________

وهو الصحيح لأن ابن سكرة فقد سنة أربع عشرة وإجازته إياه معروفة وتوفي عند صلاة العشاء الاخرة من ليلة يوم الأربعاء الخامس والعشرين لجمادى الأخيرة سنة تسع وسبعين وخمسمائة ودفن لصلاة العصر من اليوم المذكور وصلى عليه أخوه كبيره أبو القاسم

138 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز الحميري من أهل قرطبة وسكن مالقة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالاستجي روى عن شريح سمع منه صحيح البخاري وعن ابن العربي وابن معمر وابن رضى وابن مكي وابن مروان بن بونة وأبي محمد بن فائز العكي وأبي العباس بن حرب وأبي بكر عياش بن فرج وغيرهم وأقرأ بمالقة وولي الخطبة بجامعها وحدث وأخذ عنه وكان من أهل الفضل والصلاح حدثنا عنه أبو عبد الله الاندرشي وأبو سليمان بن حوط الله وقال أظنه توفي بمالقة سنة سبع وسبعين وخمسمائة

139 محمد بن أبي القاسم بن عميرة الكاتب من أهل المرية يكنى أبا عبد الله يروي عن ابن زغيبة وأبي بحر الأسدي وأبي محمد بن السيد وأبي الحسن بن مغيث وغيرهم حدث عنه أبو الخطاب بن الجميل

140 محمد بن سالم من أهل قرطبة يعرف بابن برتال ويكنى أبا عبد الله أقرأ القران بمسجد البلنسي منها وأم به في صلاة الفريضة وعمر وأسن قال أبو عبد الله الشنتيالي قرأت عليه بقراءة قالون ختمات كثيرة لا أحصيها وتكلمت معه في كثير من المسائل

141 محمد بن عتيق بن عطاف الأنصاري من أهل لاردة وسكن بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن المؤذن أخذ عن أبي محمد القلني وناظر عليه في المدونة ورحل إلى قرطبة فناظر على أبي عبد الله بن الحاج وقدم للشورى والفتيا ببلنسية وكان عارفا بالفقه حافظا للرأي قال ابن عياد مولده حول تسعين وأربع مائة فيما قاله لنا وقال ابنه

____________________

محمد بن عياد مولده حول سنة خمس وتسعين وتوفي في شعبان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة

142 محمد بن المرابط الحاكم بحصن لك من أعمال قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي بحر الأسدي سمع منه موطأ مالك ذكره ابن حوط الله وحدث عنه وقال لقيته أنا وأخي يعني أبا محمد بهذا الحصن عند اجتيازنا عليه سنة ثمان وسبعين وخمسمائة فناولنا موطأ مالك وأجازنا جميع ما رواه

143 محمد بن مالك بن أحمد بن مالك المقرىء من أهل ميرتلة وسكن إشبيلية وغيرها يكنى أبا بكر وأبا عبد الله ويعرف بالميرتلي نسبة إلى بلده أخذ القراءات عن شريح بن محمد والعربية عن أبي العباس بن خاطب الباجي وأبي القاسم بن عفيفة اليابري وروى عن أبي بكر بن العربي وأبي عبد الله بن مكي ورحل حاجا فسمع بمكة من أبي المظفر الشيباني في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وقفل فتجول بلبلة وطلياطة وغيرهما وأقرأ حيث حل منهما وكان فاضلا يشار إليه بإجابة الدعوة روى عنه ثابت بن خيار اللبلي وقرأ عليه كتاب سيبويه وابو إسحاق الأصبحي أخذ القراءات الثماني عنه وأجاز له في شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ورأيت ذلك بخط ابن مالك

144 محمد بن عبد العزيز بن علي بن عيسى بن سعيد بن مختار الغافقي من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن ويعرف بالشقوري لأن أصله منها سمع من أبي عبد الله بن الأحمر القرشي وأبي بكر بن العربي وأبي جعفر البطروجي وأبي القاسم بن رضي وأبي عبد الله بن مكي وأبي أحمد بن رزق وأبي محمد النفزي وأبي بكر بن مدير وعبد الرحيم الحجازي وأبي الطاهر التميمي وأبي إسحاق بن ثبات وأبي بكر يحيى بن موسى البرزالي وأبي محمد عبد الله بن علي بن فرج وغيرهم وأجاز له أبو الوليد بن خيرة وابن الدباغ وحيدر بن يحيى الجيلي وكان حافظا لأخبار الأندلس معتنيا بصناعة الحديث رحالة في سماعه مميزا لرجاله بصيرا بطرقه ضابطا متقنا لهذا الشأن يشارك في اللغة العربية مع الزهد والفضل والنباهة لأبيه وأهل بيته رواية وعناية وولي قضاء شقورة

____________________

بلد سلفه فحمدت سيرته وكان عدلا في أحكامه صلبا في الحق لا يبالي ما لقي فيه وحدث وأخذ عنه الناس ولم يسمع من أبيه فيما أعلم ولد سنة عشرين وخمسمائة وتوفي يوم الأربعاء ثاني المحرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة ودفن بمقبرة أم سلمة على قارعة الطريق بإزاء قبر هارون بن سالم وصلى عليه أبو العباس المجريطي أكثره عن ابن حوط الله

145 محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن مفيد الطائي من أهل قرطبة يكنى أبا الفضل ويعرف بالنجار روى عن أبيه وأبي جعفر البطروجي وأبي القاسم بن الفرس وغيرهم ذكره ابن حوط الله ولقيه في المحرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة وحدث عنه أبو القاسم الملاحي وكناه أبا عبد الله

146 محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرف بن قاسم بن هانىء اللخمي من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن يروي عن أبيه وغيره حدث عنه ابن أخيه هانىء بن الحسن

147 محمد بن أحمد بن محمد الغافقي من أهل قرطبة يعرف بابن عراق وبالفيساني ويقال بالباء ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن عون الله بن محمد وسمع منهما ومن أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وغيرهم وتصدر لإقراء القران وإسماع الحديث وأصابته زمانة في اخر عمره منعته التصرف وألزمته داره بالربض الشرقي وبحومة باب الفرج فكان يقرىء ويسمع هنالك حدث عنه جماعة منهم أبو الخطاب بن الجميل وابن حوط الله وقال توفي في جمادى الآخرى سنة تسع وسبعين وخمسمائة زاد أبو العباس بن الجيار في رجب ومولده سنة تسعين وأربعمائة

____________________

148 محمد بن طرافش الهاشمي هكذا قرأت اسمه بخطه من أهل شنتمرية الشرق وسكن مرسية يكنى أبا عبد الله كان أحد الصلحاء الفضلاء مع التيقظ وبراعة الخط وولي الصلاة والخطبة بجامع مرسية ووقفت على ما أشهده به القاضي أبو عبد الله بن حميد في رمضان سنة تسع وسبعين وخمسمائة ولا أدري أله رواية عنه ام لا

149 محمد بن أحمد بن أبان الشعباني من أهل رندة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن طفيل وتصدر للإقراء ببلده وعنه أخذ أبو علي بن عبد المجيد الرندي وهو كان مؤدبه

150 محمد بن أحمد بن العاصي من أهل باجة وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي جعفر بن صاحب الصلاة وأبي العباس بن خاطب وغيرهما حدث عنه أبو الحسن علي بن اسماعيل الحصار ويحدث الملاحي عن محمد بن أحمد بن أبي العاصي اليابري وهو هذا في ما أحسب وغلط في نسبته

151 محمد بن فرح بن حسن بن عيسى الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي المطرف بن الوراق وأبي الحسن عبد الجليل بن عبد العزيز وكان شيخا صالحا مسنا ذكره ابن حوط الله وأخذ عنه

152 محمد بن ابراهيم البطليوسي منها ويعرف بالمديني يكنى أبا عبد الله روى عنه إبنه أبو إسحاق المعروف بالأعلم

153 محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن حباسة الازدي من أهل شريش يكنى أبا عبد الله وأبا بكر رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع من السلفي وأبي الحسين يحيى بن أبي عبد الله الرازي وأبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله محمد بن علي الرحبي المقرىء وأبي القاسم عبد الرحمن بن نصرون المؤذن وأبي طالب التنوخي وغيرهم وقفل إلى بلده وحدث وبمسجدة سمع منه شيخنا أبو الخطاب بن الجميل

____________________

الأربعين للسفلي وقد عارضها معه أبو بكر بن خير وتوفي شهيدا رحمه الله

154 محمد بن أبي الخليل مفرج بن عبد العزيز بن ابراهيم بن الواهب مولى الزبيدي من أهل المرية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الفضل بن شرف وسمع منه كثيرا من شعره وكان من أهل السرو والتصاون أزعجته الفتنة عن وطنه فسكن بلنسية وأنشدنا أبو الربيع بن سالم عنه قال أنشدنا الفضل بن شرف لنفسه

( لعمرك ما هذا الزمان بطائل ** لدي ولا مقداره بكبير )

( ولما احتقرت الدهر هانت صروفه ** علي فلم أعبأ بفعل حقير )

وحكى ابن سالم أنه كان يستبطن ثروة يسترها بانقباضه وتعلقه من السوق بطرف ضعيف يبعد به الظنة عن نفسه وهو من باطن حاله في أطيب طعمة وأرحب نعمة إلى أن توفي في حدود الثمانين وخمسمائة

155 محمد بن أحمد بن طاهر الأنصاري النحوي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر ويعرف بالخدب أخذ علم العربية عن أبي القاسم بن الرماك وأبي الحسن بن مسلم ورأس أهل وقته فيها ودرس في بلاد مختلفة وكان قائما على كتاب سيبويه وأصول ابن السراج ومعاني القران للفراء والإيضاح للفارسي يعتني بها ويرى أن ما عداها في الصناعة مطرح وله تعليق على كتاب سيبويه سماه بالطرر لم يسبق إلى مثله وكان يحترف بالتجارة ودخل مدينة فاس فرغب إليه أهلها في الإقراء فقعد لذلك وأقام مدة هنالك وأخذ عنه جماعة منهم أبو ذر الخشني وأبو الحسن بن خروف وغيرهما ثم ارتحل يريد الحج فأقرأ بمصر وبحلب وأقسم أن يقرىء بالبصرة حيث وضع سيبويه كتابه فأقرأ بها وكر راجعا بعد أداء الفريضة فاختلط في طريقه واستقر بمدينة بجاية على هذه الحال إلى أن توفي بها وربما ثاب إليه عقله أحيانا فيتكلم في مسائل مشكلة من النحو ويبينها أحسن بيان ثم يغلب عليه فيتلف ذكر ذلك شيخنا أبو الحسن المعروف بالشاري وقال أخبرني ابن مكي الكاتب أنه عاينه عندما تختلف عليه المسألة يبكي وتوفي سنة ثمانين وخمسمائة

____________________

156 محمد بن عامر بن محمد بن محمد بن خلف بن سليمان بن شاهد الأنصاري الخزرجي من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله رحل حاجا وسمع بحلب من أبي بكر بن ياسر الجياني سنة إحدى وستين وخمسمائة وقد حدث بالاسكندرية وسمع منه بسبتة شيخنا أبو العباس العزفي في سنة ثمانين وخمسمائة وحدث عنه أيضا أبو العباس بن عميرة لقيه على ظهر البحر وأقام بسردانية أزيد من شهر وسمع منه جزءا من روايته عن ابن ياسر

157 محمد بن ابراهيم بن عطية العبدري من أهل دانية يكنى أبا عبد الله روى عن أبي العباس بن عيسى وأبي إسحاق بن جماعة وغيرهما حدث عنه شيخنا أبو عامر الفهري لقيه ببلنسية وأجاز له في سنة ثمان وخمسمائة

158 محمد بن أحمد بن محمد الأنصاري من أهل قرطبة يعرف بابن الطيلسان ويكنى أبا عبد الله أخذ عن أبيه أحمد وعن صهره أبي القاسم بن غالب وغيرهما ذكره ابنه أبو القاسم وقال توفي في صفر سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ودفن بمقبرة أم سلمة ومولده سنة سبع وثلاثين وخمسمائة

159 محمد بن ابراهيم بن أحمد بن خلف بن جماعة بن مهدي البكري من أهل دانية يكنى أبا بكر سمع من أبيه وأبي عبد الله بن سعيد وغيرهما وأجاز له أبو المظفر الشيباني وأبو علي بن العرجاء وأبو طاهر السلفي وأبو عبد الله المازري وولي قضاء بلده وكان عارفا بالأحكام مقدما في عقد الشروط حسن الخط جميل السمت والهدي مشكور السيرة معدودا في أهل العلم والفضل والحلم وامتحن بأخرة من عمره فقبض عليه واعتقل بمرسية وتوفي بها على ذلك الحال في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وصلى عليه بها وسيق إلى قسطنطانية فدفن مع سلفه أكثره عن ابن سالم

160 محمد بن هشام بن عبد الله من أهل مربيطر يعرف بالبتي ويكنى أبا

____________________

عبد الله أدرك أبا محمد البطليوسي وسمع من ابن الدباغ وعاشر الفقهاء وولي الصلاة والخطبة والأحكام ببلده سماه ابن سالم في معجم شيوخه وقال لي توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة أو نحوها

161 محمد بن عمرو بن أحمد بن محمد بن حجاج اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا عمر روى عن أبيه أبي الحكم وأبي مروان الباجي وغيرهما وولي الخطبة بعد أبيه حدث عنه ابنه أبو الحكم عبد الرحمن بن محمد وخطب أيضا بعده فكانوا ثلاثة خطباء في نسق

162 محمد بن سهل الصدفي من أهل غرب الأندلس يكنى أبا عبد الله أقرأ القران وأخذ عنه وكان مساويا لأبي عمرو بن عديمة وأبا عمرو حاجز بن حسن في رواياتهما

163 محمد بن علي اللاردي أصله منها وسكن قرطبة يكنى أبا عبد الله كانت له رحلة حج فيها وقفل فأقرأ القران بمسجد أم هشام بقرطبة يروي عنه أبو بكر غالب بن الشراط وغيره قاله إبن الطيلسان

164 محمد بن عبد الغفور بن محمد بن عبد الله بن سليمان الأسدي ثم الأنصاري من أهل إشبيلية قرأت اسمه بخطه يكنى أبا بكر روى عن أبي العباس بن غزوان حدث عنه بالتيسير لأبي عمرو المقرىء ورأيت السماع منه في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة

____________________

165 محمد بن عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب القيسي من أهل بلنسية يكنى أبا بكر سمع أباه أبا حفص وتفقه به وأبا الحسن بن النعمة وأخذ القراءات عن أبي محمد بن سعدون الضرير وولي القضاء بعدة كور منه بلده وقدم للشورى والخطبة بالمسجد الجامع مناوبا لشيخه ابن النعمة وتقلد النيابة في الأحكام مدة قضاء أبي تميم ميمون بن جبارة وكان دريا بها مقدما فيها معروفا بالنزاهة والفضل ورجاحة العقل حسن السمت رائق الشارة غرة في أهل بيته توفي ضحى يوم الاثنين مستهل ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ومولده ضحى يوم الأربعاء سادس جمادى الاخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة بعضه عن ابن سالم وكان يرفع به جدا ويقول لم يكن في بني واجب على نباهتهم أنبه منه

166 محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن خليفة بن أبي العافية الازدي من أهل غرناطة يكنى أبا بكر ويعرف بالكتندي لأن أصله منها روى عن أبي محمد بن أبي جعفر وأبي بكر بن العربي وأبي عبد الله بن مكي وأبي الحسن بن مغيث وأبي الوليد بن الدباغ ولقي ابن خفاجة فأخذ عنه وكان أديبا كاتبا شاعرا ذا معرفة باللغة والعربية أنشدني أبو الربيع بن سالم قال أنشدني أبو محمد عبد الحق بن ابراهيم الجذامي غير مرة قال أنشدنا أبو بكر الكتندي لنفسه

( يا سرحة الحي يا مطول ** شرح الذي بيننا يطول )

( عندي مقال فهل مقام ** تصغين فيه لما أقول )

( ولي ديون عليك حلت ** لو أنه تنفع الحلول )

( ماض من العيش كان فيه ** ملبسنا ظلك الظليل )

( زال وماذا عليه ماذا ** يا سرح لو لم يكن يزول )

( حيا عن المدنف المعنى ** منبتك القطر والقبول )

ذكره أبو سليمان بن حوط الله وحدث عنه هو وأبو القاسم الملاحي وغيرهما وقال ابن سالم توفي سنة ثلاث أو ربع وثمانين وخمسمائة

____________________

167 محمد بن علي بن عبد العزيز بن جابر بن أوسن بن حفص بن أوسن بن عزيز بن إسماعيل بن معمر بن حسان بن سلمة بن حيي أبي الصباح والى اكشونبة بن يحيى بن الحبير اليحصبي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله وضبط أوسن فيهما بالنون روى عن أبي مروان بن مسرة وابي عبد الله بن أصبغ وأكثر عنهما وسمع الموطأ من أبي عبد الله بن نجاح الذهبي وأجاز له أبو بكر بن العربي وأبو جعفر البطروجي وأبو عبد الله بن مكي وأبو القاسم بن الفرس وأبو عبد الله بن أبي الخصال وسمع عليه خطبه وقرأ القران على أبي بكر بن عياش بن فرج بالسبع وأخذ عنه كثيرا من كتب اللغة والعربية والاداب وولي الخطبة بالجامع الأعظم وكان يسمع بمسجد الاسكندراني وهنالك سمع منه شيخنا أبو سلمان بن حوط الله في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ووصفه غير واحد بالحفظ والمشاركة في الأدب مع العبادة والتواضع وحدث عنه من الجلة أبو القاسم بن الملجوم وغيره وتوفي ليلة الأحد الثامن عشر من ذي القعدة سنة أربع وثمانين وخمسمائة ودفن لصلاة العصر بمقبرة أم سلمة عن ابن الجيار

168 محمد بن أحمد بن محمد بن مجبر التجيبي السرقسطي نزيل مصر يكنى أبا عبد الله كان مقرئا متصدرا بمقربة من جامعها العتيق وكانت له رواية عن أبي حفص عمر بن محمد المقدسي وغيره ذكره ابن حوط الله وقال أجاز لي في سنة أربع وثمانين وخمسمائة

169 محمد بن أبي بكر بن يوسف بن عفيون الغافقي من أهل شاطبة يكنى أبا عمر وأبا عبد الله روي عن أبي عبد الله بن بركة وأبي محمد عبد الغني بن مكي وتفقه به وأخذ علم الشروط عنه وصحب أبا جعفر بن سلام وأبا الحسين بن جبير وغيرهما من الأدباء وكتب للقاضي أبي الحسن طاهر بن حيدرة بن مفوز وشارك في الاداب وكانت له معرفة بالوثائق وله فيها مختصر ضمنه ما ليس من بابه فعيب عليه وألف كتابا في عجائب البحر وكتابا في أخبار الزهاد والعباد وجمع شعر ابن جبير في صباه كتب عنه ابن عات وابن سالم بعض ما كان عنده وتوفي بعد سنة أربع وثمانين وخمسمائة ومولده سنة ثمان عشرة وخمسمائة بعضه عن محمد بن عياد

____________________

170 محمد بن أحمد بن محمد بن مطرف بن سعيد التجيبي يكنى أبا عبد الله يروي عن ابن عتاب حدث عنه ابنه عمر بن محمد

171 محمد بن محمد بن عبد الرزاق بن يوسف بن خلف الكلبي من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم روى عن أبيه وأبي الحسن شريح وأبي محمد بن عطية قرأ عليه الموطأ في دولة واحدة وبتلك القراءة سمعه أبو الحسن محمد بن جابر بن الرمالية حدث عنه أبو محمد بن القرطبي

172 محمد بن خلف بن عبد الله بن أبي القاسم المعافري من أهل قرطبة يكنى أبا عبيد الله يروي عن أبي القاسم بن رضى وعبد الجليل المقرىء روى عنه أبو مروان عبد الملك بن ابراهيم بن هارون العبدري

173 محمد بن خلف بن محمد بن عبد الله بن صاف اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر سمع من أبي الحسن شريح بن محمد وأخذ عنه القراءات واختلف إلى أبي القاسم بن الرماك في علم العربية ورحل إلى جيان فأخذ عن أبي بكر بن مسعود الخشني وأجاز له أبو الوليد بن طريف وأبو الحسن بن مغيث وابن مكي وأبو مروان الباجي وأبو الوليد بن حجاج وغيرهم وكان عارفا بالقراءات والعربية مقدما فيهما مع الضبط والإتقان أحد الجلة من أصحاب شريح وله شرح في أشعار الستة وفي الفصيح لثعلب وكتب في ألفات الوصل والقطع ومسائل في ايات من القران وأجوبة لأهل طنجة في سوءالاتهم المقرئين والنحويين من أهل إشبيلية حدث عنه جماعة من شيوخنا وغيرهم وحكى بعضهم أنه أقرأ نحوا من خمسين سنة وتوفي سنة خمس وثمانين وقال ابن فرقد سنة ست وثمانين وخمسمائة ومولده سنة اثنتي عشرة وخمسمائة

174 محمد بن مقاتل بن حيدرة بن مسعود بن خلف بن سعيد الزهري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله صحب أبا جعفر بن جبير وغيره وكان فقيها أديبا يعقد الشروط

____________________

وولي القضاء بلرية وغيرها من الكور سماه ابن عياد وابن سالم في معجمي شيوخهما وتوفي في صدر محرم سنة ست وثمانين وخمسمائة ومولده سنة خمس عشرة وخمسمائة

175 محمد بن جعفر بن أحمد بن خلف بن حميد بن مأمون الأموي من أهل بلنسية وأصله من قرية بغربها تعرف بأسيلة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه ثم رحل إلى غرناطة فأخذ القراءات بها عن أبي الحسن بن ثابت وأبي عبد الله بن أبي سحرة وأخذها أيضا بإشبيلية عن أبي الحسن شريح بن محمد في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وسمع من جميعهم ومن أبي جعفر بن ثعبان البكي وقصد جيان للقاء الأستاذ أبي بكر بن مسعود فاختلف إليه ثلاثين شهرا يأخذ عنه العربية والاداب واللغات وسمع هنالك من أبي الاصبع بن عبادة الرعيني ولقى أيضا أبا القاسم بن الأبرش فأخذ عنه العربية وقيد عليه كثيرا من فوائده ودخل المرية في سنة تسع وثلاثين فلقي بها القاضي أبا محمد بن عطية وسمع منه ومن أبي الحجاج القضاعي وأجاز له أبو الحسن بن مغيث وأبو بكر بن فندلة وأبو مروان الباجي وأبو بكر بن مدير وأبو الحسن بن موهب وأبو بكر بن العربي وابو عبد الله بن معمر وأبو عامر بن شروية وأبو الحكم بن غشليان وغيرهم وقفل إلى بلده بعلم جم ورواية عالية فأقرأ وحدث وعلم بالعربية وأخذ عنه الناس وولي قضاء بلنسية في العاشر من جمادى الاخرة سنة إحدى وثمانين وأقام على ذلك أعواما حميد السيرة مرضي الطريقة وكان عدلا في أحكامه جزلا في رأيه صلبا في الحق إماما يعتمد عليه في القراءة والعربية لتقدمه في معرفتهما مع الحظ الوافر من البلاغة والتصرف البديع في الكتابة وحسن الإمتاع بما يورده ويحكيه ولا أعلمه نظم شعرا سمعت أبا الربيع بن سالم يقول سمعت أبا عبد الله بن حميد يقول سمعت من شيخنا أبي الحسن شريح شيئا في باب العلم استغربته فقلت له ما سمعت هذا إلا منك فاهتز الشيخ وأنشد متمثلا

____________________

( إذا مت عن ذكر القوافي فلن ترى ** لها شاعرا مثلي أطب وأبصرا )

( وأكثر بيتا سائرا ضربت به ** بطون حبال الشعر حتى تيسرا )

وأوطن مرسية بأخرة من عمره وناوب في الصلاة بها والخطبة أبا القاسم بن حبيش وتوفي بها عند صدره عن قرطبة في النصف الثاني وقال ابن سالم وقرأته أيضا بخط أبي بكر بن أبي زمنين في السابع عشر زاد أبو بحر صفوان بن إدريس عشية يوم السبت من جمادى الأولى سنة ست وثمانين وخمسمائة ودفن بظاهرها عند مسجد الجرف خارج باب ابن أحمد إلى جانب صاحبه أبي القاسم بن حبيش رحمهما الله ومولده ببلنسية سنة ثلاث عشرة وخمسمائة بعض خبره عن أبي زكرياء الجعيدي

176 محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن عبد البر بن مجاهد الأنصاري من أهل إشبيلية وسكن بعض سلفه بطليوس يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن زرقون وسعيد بن عبد البر هو الملقب بذلك لحمرة وجهه سمع أباه وأبا عمران بن أبي تليد وأبا محمد الوحيدي وأبا القاسم بن الأبرش وأبا محمد بن عبدون وأبا بكر بن القبطورنة وابا الفضل بن عياض واختص به ولازمه كثيرا وكتب له أيام قضائه بغرناطة وأجاز له أبو عبد الله الخولاني ومن طريقه علا إسناده وأبو محمد بن عتاب وابو عبد الله بن الحاج الشهيد وأبو مروان الباجي وأبو الحسن شريح بن محمد وأجاز له أبو عبد الله بن شبرين تواليف أبي الوليد الباجي خاصة عنه وولي قضاء شلب وقضاء سبتة فحمدت سيرته عرفت نزاهته وكان أحد سروات الرجال حافظا للفقه مبرزا فيه يعترف له أبو بكر بن الجد

____________________

بذلك مع البراعة في الاداب والمشاركة في قرض الشعر والتصرف في طرفي النظم والنثر لين الجانب حسن الشارة والهيئة صبورا على الجلوس للاسماع مع الكبرة يتكلف ذلك وإن شق عليه سمعت أبا الربيع بن سالم يقول رام يوما أن ينهض من مجلسه فلم يستطع من الكبر حتى اعتمد على ما أعانه فلما استوى قائما أنشد متمثلا

( أصبحت عند الحسان زيفا ** وغير الحادثات نقشي )

( وكنت أمشي ولست أعيى ** فصرت أعيى ولست أمشي )

ومن تواليفه كتاب الأنوار جمع فيه بين المنتقى والاستذكار وجمع أيضا بين مصنف الترمذي وسنن أبي داود السجستاني وكان الناس يرحلون إليه في الأخذ عنه والسماع منه لعلو روايته وإن لم يكن له سماع كثير وهو اخر من حدث من الأندلسيين بالإجازة عن الخولاني وتوفي بإشبيلية في منتصف رجب سنة ست وثمانين وخمسمائة ومولده بشريش ليلة الخميس للنصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسمائة وفي شهر ذي القعدة من هذه السنة أجاز له الخولاني جميع ما أجاز لأبيه سعيد من روايته قيل في المحرم من سنة ثمان وتسعين وأربع مائة وقرأت بخط ابنه أبي الحسين محمد بن محمد شيخنا أن مولده سنة إحدى وخمسمائة

177 محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرح بن الجد الفهري الفقيه الحافظ المستبحر من أهل إشبيلية ودار سلفه ليلة من كورها وبها ولد يكنى أبا بكر سمع ببلده من أبي الحسن بن الأخضر ودرس عليه كتاب سيبويه وأخذ عنه كتب اللغات والاداب والغريب وسمع من أبي القاسم الهوزني صحيح مسلم ومن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي القاسم بن منظور ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتاب وأبا الوليد بن رشد وأبا بحر الأسدي وأبا الوليد بن طريف فحمل عنهم وناوله ابن رشد منهم كتاب البيان

____________________

والمقدمات من تأليفه وسمع من أبي بكر بن العربي جامع الترمذي وغير ذلك وكان لا يحدث عنه ولا عن شريح والهوزني وعني في أول أمره بالعربية فبرع فيها وعزم على الاقتصار عليها والتصدر لإقرائها ثم مال إلى دراسة الفقه ومطالعة الحديث والإشراف على الاتفاق والاختلاف بتحريض أبي الوليد بن رشد إياه على ذلك وندبه إليه لما رأى من سداد فطرته واتقاد فطنته فبلغ الغاية ونفع الله به وانتهت إليه الرياسة في الحفظ والفتيا وقدم للشورى مع أبي بكر بن العربي ونظرائه من الفقهاء حينئذ بإشبيلية في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وأبو القاسم بن ورد يلي قضاءها وتمادى به ذلك نيفا على ستين سنة في ازدياد سمو الرتبة واطراد وتمكن الحظوة عند الملوك مع أنه امتحن في كائنة لبلة وسجن وقيد وكان في وقته فقيه الأندلس وحافظ المغرب لمذهب مالك غير مدافع ولا منازع لا يدانيه أحد في ذلك ولا يجاريه ويتحدث من حفظه بأشياء غريبة ونال دنيا عريضة واستفاد ثروة عظيمة وإليه كانت رياسة بلده والانفراد بها ثم ورثها عقبه بعده مع اشتغاله بالتدريس والإسماع وإن لم يكن الحديث شانه وكان فصيحا خطيبا مفوها يبلغ بالبديهة ما لا يبلغ بالروية أخذ عنه جلة أهل الأندلس والعدوة ورحلوا إليه وانتفعوا به ولم يشتغل بالتأليف على غزارة حفظه ومعانة مادة علمه ووقفت له على مجموع في الزكاة أملاه قديما حمل عنه وسمع منه وتوفي بإشبيلية ليلة يوم الخميس الرابع عشر من شوال سنة ست وثمانين وخمسمائة وهو ابن تسعين سنة وأشهر مولده بليلة في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة

178 محمد بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب القيسي المقرىء من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه وأبي العباس ابن الحلال وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وأخذ عنه القراءات والاداب وقرأ أيضا على أبي جعفر طارق بن موسى بقراءة نافع ولقي أبا الحسن بن هذيل فلم يأخذ عنه شيئا ولقي أبا علي بن عريب وأبا عبد الله بن الفرس فأخذ عنهما وأخذ بعضا القراءات عن أبي القاسم بن وضاح وكتب إليه أبو القاسم بن حبيش وأبو عبد الله بن حميد وغيرهما وكان يقرىء القران بمسجد ابن حزب الله من داخل بلنسية ويؤم به الناس في صلاة الفريضة وكان موصوفا بالإتقان والضبط والتقدم في ذلك مع الصلاح والخير والذكاء وكان صنع اليد بارع الخط صاحب تذهيب روى لنا عنه أبو الحسن بن عبد الودود

____________________

المربيطري وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة ومولده سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بعضه عن ابن سالم

179 محمد بن مالك بن محمد بن مالك الغافقي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالمولي نسبة إلى بعض أعمالها لقي أبا بكر بن العربي وسمع منه مسلسلاته ولا أعلم له رواية عن غيره وكان فقيها على مذهب مالك حافظا له بصيرا به مدرسا له مقدما في علم الرأي وولي قضاء بعض الكور الشرقية وتولى النيابة عن أبي القاسم بن حبيش أيام قضائه بمرسية وكان يعقد الشروط وقد حدث وأخذ عنه وتوفي بمرسية في حدود التسعين وخمسمائة ذكره ابن سالم وسمع منه حديثا واحدا وحكي أن أبا عبد الله بن رافع نبهه عليه وقال أبو عمرو بن عيشون توفي سنة ست وثمانين وخمسمائة

180 محمد بن ابراهيم بن محمد بن وضاح ويقال فيه محمد بن محمد بن ابراهيم بن وضاح اللخمي من أهل غرناطة ونزل جزيرة شقر يكنى أبا القاسم أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه كثيرا ورحل حاجا فأدى الفريضة وأخذ القراءات بمكة عن أبي علي بن العرجاء في سنة ست وأربعين وخمسمائة وسنة سبع بعدها وحج ثلاث حجات ودخل بغداد وأقام في رحلته نحوا من تسعة أعوام وقفل إلى الأندلس فنزل جزيرة شقر من أعمال بلنسية وأقرأ بها القران نحوا من أربعين سنة لم يأخذ من أحد أجرا ولا قبل هدية وولي الصلاة والخطبة بجامعها وكان رجلا صالحا زاهدا يشار إليه بإجابة الدعوة معروفا بالورع والانقباض أخذ عنه من شيوخنا ابنه أبو بكر محمد بن محمد وأبو عبد الله بن سعادة المعمر وغيرهما وتوفي في سنة سبع وثمانين وخمسمائة

181 محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم ويعرف بابن عذبي وعضب كذا بخط الملاحي روى عن أبي القاسم بن رضى وأبي القاسم بن حظي وأبي جعفر بن الباذش وغيرهم وولي قضاء مالقة وكان عارفا بالأحكام بصيرا بها متقدما في عقد الوثائق متقنا لها وتوفي بقرطبة سنة سبع وثمانين وخمسمائة وهو ابن ثمانين سنة أو نحوها عن ابن حوط الله حدث عنه الملاحي بالإجازة

____________________

182 محمد بن عبد العزيز من أهل إشبيلية يعرف بابن الرجيني ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر بن خير وأبي العباس بن خليل وأبي الحكم بن حجاج وأبي الحسن الزهري وغيرهم وكان من أهل المعرفة بالعربية واللغة والاداب أقرأ بقرطبة وغيرها حدث عنه أبو جعفر بن أبي حجة فسمع منه أشعار الستة تفهما في سنة سبع وثمانين وخمسمائة

183 محمد بن علي بن محمد بن علي بن هذيل من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله وأبا بكر سمع مع أبيه وأبي عامر بن شروية وأبي الحسن طارق بن يعيش وأبي عبد الله بن سعيد وأبي الوليد بن الدباغ وأبي مروان بن الصيقل وأبي الحسن بن النعمة وغيرهم ورحل حاجا فلقي بالاسكندرية أبا طاهر السلفي وسمع منه في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وحج سنة أربعين بعدها وسمع بمكة من أبي علي بن العرجاء وأجاز له أبو المظفر الشيباني وقفل إلى الأندلس في سنة ست وأربعين وحدث وأخذ عنه أبو عمر بن عياد وابناه محمد وأحمد ومن شيوخنا أبو الربيع بن سالم وأبو زيد بن حماس وابو بكر بن محرز وغيرهم وكان غاية في الصلاح والورع وأعمال البر له حظ من علم العبارة ومشاركة يسيرة في اللغة وكتب بخطه على ضعفه كثيرا ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة وقال ابن محرز أنه ولد في حدود سنة عشرين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة

184 محمد بن محمد بن عبد الحميد بن حارث اليعمري من أهل أبذة يكنى أبا بكر روى عن أبي عبد الله بن أبي الخصال وغيره وكان أديبا شاعرا حدث عنه أبو عبد الله بن الصفار من شيوخنا أخذ عنه الكامل للمبرد توفي سنة تسع وثمانين وخمسمائة أخبرني بوفاته ابنه أبو الحسين

185 محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي زاهر الخطيب من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع أبا الحسن بن النعمة وكان من

____________________

أهل الدين والصلاح الكامل والفضل والورع وسمع منه ابنه أبو حامد محمد بن محمد المكتب وغيره وأقرأ القران طول عمره وأسمع كتب الرقائق والمواعظ وكان خطيبا ببعض نواحي بلنسية وتوفي بها مستهل ربيع الأول سنة تسعين وخمسمائة وهو ابن ثلاث وستين سنة وكانت جنازته مشهودة لم يتخلف عنه كبير أحد

186 محمد بن عبد الملك بن بونه بن سعيد بن عصام العبدري من أهل مالقة وسكن غرناطة يعرف بابن البيطار ويكنى أبا عبد الله سمع من أبيه وأبي بكر بن عطية ورحل مع أبيه إلى قرطبة فسمع من أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي الوليد بن طريف وأبي الحسن بن مغيث وأبي الوليد بن رشد وأبي محمد عبد الله بن علي سبط ابن عبد البر وأبي بكر بن العربي وكلهم أجاز له ما ألفه ورواه وأجاز له أبو علي الصدفي وعمر وأسن وحدث عنه من الجلة أبو القاسم الملاحي وقال هو وأخوه عبد الحق اخر من حدث عن أبي علي الصدفي وقرأت بخط أبي بكر محمد بن أحمد بن عبد المجيد الحجري أنه توفي في العشر الأول من جمادى الأولى سنة تسعين وخمسمائة ومولده في السادس من رمضان عام ستة وخمسمائة

187 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد السلمي من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن عروس سمع من أبي الحسن بن الباذش وأبي عبد الله النوالشي وأبي بكر بن الخلوف وأخذ عنهم القراءات وسمع أيضا من أبي بكر بن العربي وروى عن أبي مروان بن بونه وأبي الحسن بن ثابت وأبي عبد الله محمد بن ابراهيم الجذامي وأبي بكر بن مسعود وأبي الحسن بن هذيل وأبي مروان بن مسرة وأبي الوليد بن الدباغ وتصدر للإقراء ببلده وإسماع الحديث وولي الصلاة والخطبة بجامعة وكان من أهل التجويد والضبط والثقة مع الفضل والصلاح أخذ عنه الناس كثيرا وتوفي يوم الأربعاء للنصف من رجب سنة تسعين وخمسمائة ومولده سنة سبع وخمسمائة وقرأت بخط أبي الربيع بن سالم أن مولده سنة اثنتي عشرة وخمسمائة

____________________

188 محمد بن ابراهيم بن خلف بن أحد الأنصاري من أهل مالقة وأصله من بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الفخار سمع من أبي بكر بن العربي وأكثر عنه واختص به ومن أبي عبد الله بن الأحمر القرشي وأبي مروان بن بونة وأبي جعفر البطروجي وأبي عبد الله بن معمر وأبي مروان بن مسرة وأبي بكر بن عبد العزيز وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي محمد بن عبد الغفور وأبي بكر بن طاهر وأبي محمد بن فائز العكي وغيرهم وأجاز له أبو المظفر الشيباني وأبو طاهر السلفي وكان صدرا في حفاظ الحديث مقدما في ذلك معروفا به يسرد المتون والأسانيد مع معرفته بالرجال وذكر الغريب ومشاركة في اللغة ومعرفة بالشروط وكان يتولى عقدها بباب فنتنالة وربما أقرأ بالعربية والاداب سمع منه جلة وحدث عنه أئمة واعترف له بالحفظ أهل زمانه سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول سمعته يقول أنه حفظ في إشبيلية كتاب السنن لأبي داود وقلما كان يخفى عليه منه شيء قال أبو سليمان وأما في مدة لقائي إياه فكان يذكر صحيح مسلم أو أكثره قال وسأله أخي يعني أبا محمد يوما وأنا حاضر هل كنت تستعين على الحفظ بشيء مما يذكر الأطباء فقال قد كان بعض ذلك وذكر أبو جعفر بن عميرة أنه كان يحفظ صحيح مسلم وحكى عن أبي محمد بن حوط الله أنه قال لوأضيف هذا الكتاب إليه فقيل كتاب ابن الفخار لكان أحق بالإضافة إليه منه إلى مسلم وكان موصوفا بالورع والفضل مسلما له في جلالة القدر ومتانة العدالة مكرما لطلاب العلم متناهيا في الحفاوة بهم والبر واستدعى إلى حضرة السلطان مراكش ليسمع عليه بها فتوفي هنالك بعد صلاة العصر يوم الأحد السابع عشر وقيل الثامن عشر لشعبان سنة تسعين وخمسمائة ومولده بمالقة في التاسع لرجب سنة إحدى عشرة وخمسمائة

189 محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مطرف بن أبي سهل بن ياسين

____________________

النفزي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه أبي زيد وغيره كان معدودا في الفقهاء والأدباء له حظ من قرض الشعر وتوفي في العشر الأول من رمضان سنة تسعين وخمسمائة أخبرني بذلك ابنه أبو عبد الله محمد بن محمد بمدينة بجاية وجده مطرف مذكور في الصلة

190 محمد بن علي بن نابل بن لب بن زيد الفهري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله لقي أبا محمد البطليوسي وسمع منه وتأدب به وحضر مجلس أبي محمد القلني وصحب أبا عامر محمد بن عثمان البرياني وأبا جعفر بن وضاح وأبا الحسن بن الزقاق وأبا مروان وليد بن صبرة الغافقي وسمع منهم بعض أشعارهم وكان شيخا أديبا من بيت نباهة وله في الكتابة بعض مشاركة روى عنه أبو عامر بن نذير وأبو الربيع بن سالم وابو جعفر بن عيشون وغيرهم وتوفي في حدود التسعين وخمسمائة

191 محمد بن عبد الله بن محمد بن حجاج يكنى أبا عبد الله سماه ابن سالم في شيوخه ولا أعرفه

192 محمد بن أحمد العكي من أهل لوشة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الأصلع روى عنه ابنه أبو جعفر أحمد بن محمد قاله ابن الطيلسان

193 محمد بن عبد العزيز المقرىء من أهل غرب الأندلس يكنى أبا ذر أخذ عنه القراءات أبو جعفر بن الأصلع وهو من طبقة أبي العباس البلنسي

194 محمد بن أمية النصري من أهل بياسة يكنى أبا عبد الله كان أستاذا في الحساب وتوفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة

195 محمد بن أحمد التجيبي الخطيب المقرىء من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالقبري أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وتصدر للإقراء وأخذ عنه أبو الحسن علي بن أحمد الشقوري قراءة نافع وهو معدود في شيوخه وكان بأبذة مقرىء

____________________

يعرف بالقبري بعد الثمانين وخمسمائة ولا أدري أهو هذا أم غيره

196 محمد بن فتوح بن عبد ربه التجيبي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر كان من أهل العلم بالفقه والشروط مبرزا في الإتقان لعقدها والقيام عليها متقدما في صناعتها وله فيها تأليف مفيد كتبه الناس واستعملوه وتوفي سنة 591 إحدى وتسعين وخمسمائة

197 محمد بن أحمد بن خلف بن عبيد بن فحلون السكسكي من أهل أركش وسكن شريش يكنى أبا بكر روى عن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن مدير وأبي مروان بن قزمان وأبي بكر بن ريدان وأبي إسحاق بن حبيش وأبي الحسن مفرج بن سعادة وأبي محمد بن موجوال وبه تفقه وأبي جعفر بن نميل وابن بشكوال وغيرهم وحدث وأخذ عنه جماعة وتوفي في شعبان سنة إخدى وتسعين وخمسمائة بعد وقعة الأرك بأربعة أيام أو نحوها وكانت الوقيعة على الروم يوم الأربعاء التاسع من شعبان المذكور وقال ابن فرقد توفي سنة أربع وثمانين وقد قارب الثمانين سنة

198 محمد بن الغازي من أهل قبرة وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا عبد الله حدث عنه أبو عمر ونصر بن عبد الله بن بشير الغافقي ولقيه في سنة خمس وثمانين وخمسمائة ولا أعرفه

199 محمد بن رافع بن محمد بن حسن بن رافع القيسي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله سمع أبا القاسم بن حبيش واختص به ولازمه كثيرا وابا محمد بن عبيد الله ولقيه في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وسمع من أبي عبد الله بن حميد يسيرا ومن أبي عبد الله بن مالك المولي وتفقه بأبي عمرو البشيجي وأخذ العربية عن أبي جعفر أحمد بن مفرج الملاحي وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وجماعة سواه وكان حسن المشاركة في علم القران والعربية مع العناية بطريق الحديث والرواية من أكرم الناس خلقا وأجملهم سمتا وأقرأ القران والعربية وولي القضاء بمولة من أعمال مرسية وتوفي بإشبيلية عند توجهه إليها في وفد مرسية للتهنئة بوقيعة الارك في ذي الحجة سنة إحدى

____________________

وتسعين وخمسمائة ومولده سنة أربع وخمسين وخمسمائة ذكره لي ابن سالم وأخذ عنه وبعض خبره عن أبي عمرو بن عيشون

200 محمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب يكنى أبا الحسن وأبوه يكنى أبا بكر أجاز له ابن قزمان وابن عبيد الله وغيرهما وبخطه قرأت وفاة أبيه

201 محمد بن مالك بن يوسف بن مالك الفهري من أهل شريش يكنى أبا عبد الله وأبا بكر سمع من أبي الحسن شريح بن محمد صحيح البخاري بقراءة أبي محمد بن عبيد الله وسمع من أبي القاسم من جهور مقامات الحريري وأخذ كتاب البيان والتبين للجاحظ قراءة عن أبي عبد الله بن الأحمر القرشي عن أبي مروان بن سراج وسمع أيضا من أبي بكر بن العربي وأبي إسحاق بن حبيش وأبي بكر بن طاهر وأبي بكر بن مدير وأجاز له جميعهم وكتب إليه أبو الحجاج القضاعي وأبو الفضل حفيد الأعلم وأبو مروان بن قزمان وكان من أهل الرواية والدراية حافظا لمذهب مالك يعقد الشروط ويبصرها أخذ عنه الناس وحدثنا عنه من شيوخنا أبو الرضى بسام بن أحمد وأبو سليمان بن حوط الله وقال توفي على ما ذكر لي ببلده شريش سنة اثنتين وتسعين يعني وخمسمائة وهو كناه أبا عبد الله وحكى شيخنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي أنه لقيه بشريش بلده متوجهه إلى قرطبة عام ثلاثة وتسعين وخمسمائة فأجاز له جميع رواياته عن شيوخه المسمين وأغفل ذكر شريح وابن الأحمر منهم ومولد ابن مالك هذا سنة إحدى عشرة وخمسمائة قاله الأزدي وكتبه لي بخطه

202 محمد بن أحمد بن موسى بن هذيل العبدري من أهل مربيطر وأصله من أبيشة بالباء من ثغور بلنسية يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه أبي العباس وغيره ورحل حاجا فسمع بمكة من أبي الحسن علي بن حميد الطرابلسي وبالاسكندرية من أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله بن الحضرمي وأبي الطاهر السلفي وأبي طالب التنوخي وأبي القاسم بن جارة وأبي الطاهر العثماني وأبي الضياء بدر بن عبد الله الحبشي وأبي

____________________

الحجاج يوسف بن محمد القيرواني وغيرهم وشارك أبا عمر بن عات وأبا عبد الله التجيبي في السماع من بعضهم سنة اثنتين وسنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ثم صار إلى بلده وحدث بيسير وتوفي بمربيطر سنة اثنتين أو ثلاث وتسعين وخمسمائة قاله لي ابن سالم وسمع منه

203 محمد بن يوسف بن مفرج بن سعيد البنائي من أهل بلنسية يعرف بابن الخباز ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الأصبغ بن المرابط وأبي علي بن عريب وأبي بكر بن نمارة وسمع منهم ومن أبي الحسن بن هذيل وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن يعيش صهره وأبي الحسن بن غر الناس والقاضي أبي بكر بن أسد وحضر مجلس الحافظ أبي محمد القلني وأبي العباس الأقليشي وسمع أيضا منهما ومن غير هؤلاء وأجاز له السلفي وأبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأبو القاسم بن جارة ولم يذكر ذلك في برنامجه وقدم للصلاة والخطبة بجامع مربيطر وحدث وأخذ عنه من شيوخنا أبو الحسن بن خيرة وأبو الربيع بن سالم وغيرهما وكان رجلا صالحا ولد قبل العشرين وخمسمائة وتوفي في رجب سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وصلى عليه القاضي أبو العطاء بن نذير ودفن بمقبرة باب الحنش وكانت جنازته مشهودة

204 محمد بن محمد بن الطيب بن الحسين بن هرقل العتقي من أهل مرسية يكنى أبا بكر سمع أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وغيرهما وولي القضاء بغير موضع من كور مرسية ثم تقدم للخطبة بجامعها وولي قضاء شاطبة فأباه واستعفى فأعفي وكان حسن السمت معروف الذكاء والعدالة متقدما في ذلك على أهل بلده وهو أخو أبي القاسم الطيب بن محمد وكبيره وتوفي يوم السبت الثامن والعشرين لرجب سنة أربع وسبعين وخمسمائة وقد نيف على أربعين

205 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد من أهل قرطبة

____________________

وقاضي الجماعة بها يكنى أبا الوليد روى عن أبيه أبي القاسم استظهر عليه الموطأ حفظا وأخذ يسيرا عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي مروان بن مسرة وأبي بكر بن سمجون وأبي جعفر بن عبد العزيز وأجاز له هو وأبو عبد الله المازري وأخذ علم الطب عن أبي مروان بن جريول البلنسي

وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية درس الفقه والأصول وعلم الكلام وغير ذلك ولم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا وكان على شرفه أشد الناس تواضعا وأخفضهم جناحا وعني بالعلم من صغره إلى كبره حتى حكي عنه أنه لم يدع النظر ولا القراءة منذ عقل إلا ليلة وفاة أبيه وليلة بنائه على أهله وأنه سود في ما صنف وقيد وألف وهذب واختصر نحوا من عشرة الاف ورقة ومال إلى علوم الأوائل فكانت له فيها الإمامة دون أهل عصره وكان يفزع إلى فتواه في الطب كما يفزغ إلى فتواه في الفقه مع الحظ الوافر من الإعراب والاداب حكى عنه أبو القاسم بن الطيلسان أنه كان يحفظ شعري حبيب والمتنبي ويكثر التمثل بهما في مجلسه ويورد ذلك أحسن إيراد وله تصانيف جليلة الفائدة منها كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه أعطى فيه أسباب الخلاف وعلل ووجه فأفاد وأمتع به ولا يعلم في فنه أنفع منه ولا أحسن مساقا وكتاب الكليات في الطب ومختصر المستصفى في الأصول وكتابه في العربية الذي وسمه بالضروري وغير ذلك وولي قضاء قرطبة بعد أبي محمد بن مغيث فحمدت سيرته وتأثلت له عند الملوك وجاهة عظيمة لم يصرفها في ترفيع حال ولا جمع مال إنما قصرها على مصالح أهل بلده خاصة ومنافع أهل الأندلس عامة وقد حدث وسمع منه أبو محمد بن حوط الله وأبو الحسن سهل بن مالك وأبو الربيع بن سالم وأبو بكر بن جهور وأبو القاسم بن الطيلسان وغيرهم وامتحن بأخرة من عمره فاعتقله السلطان وأهانه ثم عاد فيه إلى أجمل رأيه واستدعاه إلى حضرة مراكش فتوفي بها يوم الخميس التاسع من صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة وقبل وفاة المنصور الذي نكبه بشهر أو نحوه ودفن بخارجها ثم سيق إلى قرطبة فدفن بها مع سلفه رحمه

____________________

الله وذكر ابن فرقد أنه توفي بحضرة مراكش بعد النكبة الحادثة عليه المشتهرة الذكر في شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وخمسمائة وغلط ابن عمر فجعل وفاته تاسع صفر سنة ست وتسعين ومولده سنة عشرين وخمسمائة قبل وفاة جده القاضي أبي الوليد بأشهر

206 محمد بن عبد الله بن محمد القحطاني من أهل قرطبة يعرف بابن أبي درقة ويكنى أبا عبد الله سكن تونس وولي القضاء بها وحدث بالموطأ عن أبي عبد الله بن الرمامة أخذ عنه أبو عبد الله بن أصبغ شيخنا وغيره وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة

207 محمد بن عبد الملك بن زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر الإيادي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر أخذ عن أبيه أبي مروان وعن جده أبي العلاء علم الطب وانفرد بالإمامة فيه في وقته مع الحظ الوافر من الأدب واللغة والحفظ لأشعار الجاهلية والمولدين والمشاركة في سواها وحدث بالمقامات عن أبيه مروان عن الحريري إجازة كتب بها إليه وإلى أبيه أبي العلاء وإليه كانت رياسة بلده وكان لا يعدله أحد من رجالات الأندلس في الحظوة عند الأمراء ورفع المنزلة سمحا جوادا نفاعا بجاهه وبما له ممدحا من رجال الكمال وقد حدث عنه أبو علي الشلوبين وغيره وكان أبو بكر بن الجد يزكيه ويحكي أنه يحفظ صحيح البخاري أسانيد ومتونا وتوفي بمراكش غدوة يوم الخامس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة خمس وتسعين وخمسمائة وصلى عليه الخليفة ودفن بروضة الأمراء ومولده سنة سبع وخمسمائة وقيل توفي وهو ابن إحدى وتسعين سنة

208 محمد بن خلف بن عبيد الله المعافري من أهل ميورقة وأصله من

____________________

نواحي بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالبنيولي وبالمرضجنة أخذ عن أبي إسحاق الغرناطي وسمع منه وكان مقرئا فاضلا من أهل الأدب والفهم والتيقظ ووجد السماع منه في سنة أربع وتسعين وخمسمائة أخذ عنه أبو مروان الخطيب وحدث عنه بالقراءات

209 محمد بن علي بن محمد بن ابراهيم بن محمد الهمداني من أهل وادي آش يعرف بابن البراق ويكنى أبا القاسم سمع من أبي العباس الخروبي وأبي بكر بن محمد بن عبد الواحد العقيلي وأبي الحسن وليد بن موفق البسطي وأبي بكر بن رزق وأبي بحر يوسف بن أحمد بن عيشون الأديب وغيرهم وسمع بشرق الأندلس من أبي عبد الرحمن مساعد بن أحمد الأريولي وأبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن سعادة وأكثر عنه وأبي بكر بن أبي ليلى وأبي عبد الله بن عبد الرحيم وأبي القاسم بن حبيش ولقي جماعة وأجاز له منهم أبو العباس بن إدريس وأبو علي بن عريب وأبو الحسين بن فيد وأبو يوسف يعقوب بن طلحة وأبو محمد بن سهل الضرير وأبو العباس بن مضاء وأبو محمد عاشر بن محمد وأبو الحسن نجبة بن يحيى وأبو محمد بن دحمان وأبو الحسن بن غر الناس وأبو محمد بن عبيد الله وغيرهم وكتب إليه أبو بكر بن العربي وأبو مروان الباجي وأبو الحسن شريح بن محمد وأبو بكر بن فندلة وأبو الوليد بن حجاج وأبو الحسن بن مغيث وأبو عبد الله بن مكي وأبو مروان بن قزمان وأبو الحسن بن هذيل وابو عامر السالمي وغيرهم وكان محدثا ضابطا أديبا ماهرا شاعرا مطبوعا مجيدا مشاركا في الطب متفننا في معارف جمة وشعره مدون وسماه نور الكمائم ذكره ابن عياد وقال أنشدنا كثيرا من شعره وحدث عنه أبو العباس النباتي وأكثر خبره عنه وابو الكرم جودي بن عبد الرحمن وحمل عنه ديوان شعره وأخرجه الأمير أبو عبد الله محمد بن سعد من وطنه فأسكنه مرسية وبلنسية ثم عاد إليه سنة سبع وستين وخمسمائة لأجل وفاة ابن سعد فيها في اخر يوم من رجب منها وأقام يؤخذ عنه ويسمع منه إلى أن توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة مولده سنة تسع وعشرين وخمسمائة

210 محمد بن عمر الكاتب من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله استوطن مدينة فاس وكان حافظا للاداب واللغات والتواريخ بصيرا بالحديث مقيدا ضابطا وكان

____________________

يكتب للأمراء ولد بمالقة يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وتوفي بفاس عند الأذان لصلاة الصبح من ليلة الأحد السابع عشر لرمضان سنة ست وتسعين وخمسمائة وصلى عليه القاضي أبو عبد الله محمد بن ميمون الهواري على شفير قبره ودفن بجوفي الرباط الذي بمقربة من المصلى هنالك من فوائد ابن سالم

211 محمد بن علي بن خلف التجيبي الكاتب من أهل إشبيلية أبا بكر روى عن خاله أبي الربيع المعروف بالمقوقي وعن أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون ورحل حاجا قبل الستين وخمسمائة فلقي أبا الطاهر السلفي وابن عوف وأبا الحسن بن فياض وأبا العباس بن الفقيه السرقسطي وغيرهم بالاسكندرية ولقي بمكة أبا حفص الميانشي وأبا الحسن المكناسي وسواهما وقفل إلى بلده فحدث وأخذ عنه وسماه في شيوخه أبو العباس النباتي وقال ابن فرقد توفي بعد المحنة الجارية عليه من السلطان عام ست وتسعين وخمسمائة

212 محمد بن علي بن محمد المكتب من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن عذاري سماه أبو الربيبع بن سالم في شيوخه وهو كان معلمه في الكتاب وحكى أنه كتب عن أبي عبد الله مولى الزبيدي بعض ما رواه عن ابن شرف من شعره ولم يسم شيوخه ولا ذكر وفاته

213 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عمرال الغافقي من أهل المرية يكنى أبا بكر روى عن أبي الحسن بن موهب وأبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن معدان وأبي بكر بن أسود وأبي الفضل بن شرف وغيرهم وكان من الفقه والمعرفة بعقد الشروط والمزاولة لذلك وله فيها مختصر حسن وتوفي منتصف ليلة الاثنين الرابع والعشرين من صفر سنة سبع وتسعين وخمسمائة ومولده سنة ثمان وخمسمائة ذكره ابن حوط الله

____________________

214 محمد بن سعيد بن خلف بن جهور القضاعي من أهل بيران عمل دانية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي عبد الله بن بركة الشاطبي قديما في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة وحدث وسمع منه الأستاذ أبو عبد الله بن أبي البقاء وقال توفي في نحو السبع والتسعين وخمسمائة وسنه بين السبعين إلى الثمانين

215 محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن أبي إسحاق الأنصاري من أهل لرية عمل بلنسية أخذ القراءات عن أبيه وغيره وأجاز له أبو طاهر السلفي وتصدر للإقراء ببلده وأخذ عنه وهو من بيت نباهة وديانة وعلم وزهادة كان هو وأبوه وجده من جلة المقرئين وابنه أبو زكرياء يحيى بن محمد كذلك توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة أو نحوها

216 محمد بن عبد الله بن سليمان بن عثمان بن هاجر الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي بكر بن نمارة وأبي زكرياء يحيى بن أحمد بن أبي إسحاق ورحل حاجا سنة إحدى وسبعين وخمسمائة فأدى الفريضة في سنة اثنتين بعدها وحج بعد ذلك حجتين وجاور بمكة عامين وسمع بها من أبي الحسن علي بن حميد بن عمر الطرابلسي صحيح البخاري وكان قد سمعه من أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي وسمع أيضا من أبي محمد المبارك بن الطباخ وبالاسكندرية من أبي طاهر السلفي وعاد إلى بلده بعد سنة ست وسبعين وخمسمائة وحدث بيسير وممن أخذ عنه أبو الحسن بن خيرة وأبو الربيع بن سالم وابو عبد الله بن أبي البقاء من شيوخنا وغيرهم وكان من أهل الصلاح والفضل والورع متحققا بأعمال البر من الصدقات ومفادات الأسارى محترفا بالتجارة مولده بعد الثلاثين وخمسمائة وتوفي بمرسية ليلة يوم الأربعاء الثاني أو الثالث من المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وصلي عليه لصلاة العصر من اليوم المذكور ودفن خارجها بالمصلى الجديد

217 محمد بن يوسف من أهل ميورقة وأصله من طرطوشة يعرف بابن ختن فضل ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي إسحاق بن فتحون وتفقه بأبي ابراهيم بن عائشة

____________________

وحدث ودرس ببلده الفقه وكان قائما على المدونة معروفا بالصلاح وأخذ عنه أبو إسحاق بن عائشة وقال لي توفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة في أولها وهو ابن ستين سنة أو نحوها

218 محمد بن أحمد بن خلف الأنصاري من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي العباس بن حرب المسيلي وسمع منهما ومن خاله أبي الحسن صالح بن عبد الملك وأجاز له أبو عمر بن صالح ذكره ابن حوط الله وقال لقيته بمالقة وأجاز لي ما رواه وتوفي بعد صلاة العصر من يوم الأحد الثاني والعشرين لشوال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وقد نيف على الثمانين

219 محمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري من أهل غرناطة يعرف بالزيتوني ويكنى أبا عبد الله أقرأ ببلده وأخذ عنه توفي بعد أبي جعفر بن حكم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن بمورور

220 محمد بن عبد الرحمن بن محمد الرعيني السرقسطي يلقب بالركن ويكنى أبا عبد الله كان فقيها متحققا بعلم الكلام متقدما فيه يناظر عليه في الإرشاد لأبي المعالي وغيره وولي قضاء معدن عوام بمقربة من مدينة فاس أخذ عنه أبو الحسن بن خروف وأبو سليمان بن حوط الله لقيه بمالقة في سنة سبع وثمانين وخمسمائة وقال توفي على ما ذكر لي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

221 محمد بن الحسن بن ابراهيم الأنصاري من أهل غرناطة يعرف بابن بداوة ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي بكر بن العربي المسلسلات من جمعه ومن القاضي أبي أمية ابراهيم بن منبه الغافقي وله رواية عن أبي الحسن بن هذيل وأبي الحسن بن النعمة وكان من أبرع الناس خطا وأجودهم ضبطا حدث وأخذ عنه أبو القاسم الملاحي وغيره ووقفت على خطه وقد ظهر فيه الضعف من الكبر بالسماع منه والأخذ عنه في غرة ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

222 محمد بن أحمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن الوليد بن

____________________

محمد بن وليد بن مروان بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن خطاب بن عبد الجبار هكذا وجدت نسبه بخط يده وكثيرا ما يختصره فيقول بعد عبد الملك الثالث بن أبي جمرة وعبد الجبار هذا هو ابن خطاب بن مروان بن نذير مولى مروان بن الحكم ومحمد بن مروان هو أبو جمرة وقد تقدم ذكره في أول هذا الباب ومنتماهم في الازد من أهل مرسية يكنى أبا بكر سمع من أبيه كثيرا وتفقه به وعرض عليه المدونة لسحنون ومن قريبه أبي القاسم محمد بن هشام بن أحمد بن وليد ومن القاضي أبي بكر بن أسود وناوله تأليفه في تفسير القران وقرأ سورا من المفصل على أبي محمد بن أبي جعفر الخشني وسمع منه احاديث وأخذ عن أبي عامر بن شروية خطبة مناولة وسمع منه الحديث المسلسل في الأخذ باليد وأجاز له جميعهم واستجاز له قريبه أبو القاسم المذكور أبا الوليد بن رشد وأبا بحر الأسدي وأبا الوليد بن هشام بن محمد واستجاز هو لنفسه أبا القاسم بن ورد وأبا بكر بن العربي وأبا الحسن شريح بن محمد وأبا محمد الرشاطي وأبا الفضل بن عياض ومن غير الأندلسيين أبا عبد الله المازري وأبا طاهر السلفي ولقي أبا محمد عبد الحق بن عطية في قصده مرسية وصده حينئذ عن دخولها وماشاه في طريقه وناوله تاليفه في التفسير وأذن له في الرواية عنه وأبا الحسن بن هذيل وأبا الوليد بن الدباغ وأبا بكر بن رزق وأبا الحسن بن النعمة وأبا عبد الله بن سعادة وأبا بكر بن الجد فأخذ عنهم وأجازوا له إلا ابن هذيل وابن النعمة منهم وسمع من أبي إسحاق ابراهيم بن صالح المقرىء كتاب الشهاب ومسنده للقضاعي خاصة وناظر في المسائل عند أبي جعفر بن أبي جعفر أعواما وتدرب مع أبي محمد عاشر بن محمد وسمع منه جملة من تأليفه الكبير في شرح المدونة ومع أبي عبد الله محمد بن يحيى بن سعدون وأجازوا له وعني بالرأي وحفظه وولي خطة الشورى وسنه لا يزيد على إحدى وعشرين وقدم للفتيا مع شيوخه في تاسع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة أيام تأمر ابن أبي جعفر ثم جدد له الأمير محمد بن سعد تقديمه إلى خطة الشورى بعد ذلك وأول من شاوره من القضاة أبو الحسن بن سليمان بن موسى بن برطلة فظهرت براعته في أول

____________________

قضية ونص تقديم ابن أبي جمرة للشورى عن أبي جعفر هذا كتاب تنويه وترفيع وإنهاض إلى مرقى رفيع أمر بكتبه الأمير الناصر للدين أبو جعفر بن أبي جعفر أدام الله تأييده ونصره للوزير الفقيه الأجل المشاور الحسيب الأكمل أبي بكر بن أبي جمرة أدام الله عزه أنهضه به إلى الشورى ليكون عندما يقطع لأمر أو يحكم في نازلة يجري الحكم بها على ما يصدر عن مشورته ومذهبه لما علمه من فضله وزكاته وجده في اكتساب العلم واقتنائه ولكون هذه المرتبة ليست طريفة له بل تليدة متوارثة عن أسلافه الكريمة وابائه فليتحملها تحمل المستقل بأعبائها اللحن بأنبائها العالم بمقاصدها المتوخاة المتعهدة وأنحائها والله يزيده تنويها وترفيعا ويبوئه من حظوته وتمجيده مكانا رفيعا وكتب في التاسع لذي الحجة تسع وثلاثين وخمسمائة الثقة بالله عز وجل هذه علامة ابن أبي جعفر وتقلد قضاء مرسية وبلنسية وشاطبة وأوريولة في مدد مختلفة وامتحن بأخرة من عمره في امتناعه من قضاء مرسية نفعه الله بذلك وكان فقيها حافظا بصيرا بمذهب مالك عاكفا على تدريسه فصيح اللسان حسن البيان عدلا في أحكامه جزلا في رأيه عريقا في النباهة والوجاهة وله تواليف منها كتاب نتائج الأبكار ومناهج النظار في معاني الاثار ألفه بعد الثمانين وخمسمائة عندما أوقع السلطان حينئذ بأهل الرأي وأمر بإحراق المدونة وغيرها من كتبه وكتاب إقليد التقليد المؤدي إلى النظر السديد وغير ذلك وبرنامجه المقتضب من كتاب الاعلام بالعلماء الأعلام من بني أبي جمرة والإنباء بأنباء أبي خطاب هو الذي وقفت عليه وباختلاف نسخه وجد منافسوه السبيل إليه فأنكروا علو روايته واستبعدوا قرب إسناده وتعدوا ذلك إلى ابائه وتحديث بعضهم عن بعض وأكثرهم من تلاميذ أبي القاسم بن حبيش ولعل ذلك للتباعد الذي كانت بينهما في الحياة وإلا فهذا أبو عمر بن عياد وله بحث ونظر وقوله عند من أدركناه معتبر قد روى عنه وسماه في مشيخته على أنه كان أسن منه ثم توفي قبله وما عرض له بما يريب ولا نحله ما ينكر بل نص فيما قرأت بخط ابنه أبي عبد الله وهو أيضا ممن يحتج به في هذه الصناعة على روايته عن أبي عبد الله المازري وأبي بحر الأسدي وأبي القاسم بن ورد وغيرهم وقال متصلا بهذا لقيته وأنا صغير مع أبي بمرسية وجالسته ثم لقيته بعد ذلك بزمن وحضرت مجلسه وتدريسه واستجزته فأجازني جميع روايته وكتب لي بذلك بخط يده في سنة اثنتين وثمانين

____________________

وخمسمائة وحكى أنه استقضي بالبلاد المتقدمة الذكر ودرس وشوور في الأحكام ببلده قال وهو كان رئيس المفتين به وأسمع الناس وأخذ عنه هذا اخر كلامه ولم يكن هو ولا أبوه أبو عمر نعم ولا ابن حبيش يدعوا الإفصاح بحاله لو ارتابوا بمقاله وكيف لا يفاخر برواية سلفه فضلا عن الاعتراف بصحته ومن أصولهم كتاب رد الأبهري على المزني في المسائل الثلاثين التي رد فيها على مالك مع غير ذلك وهو بخط موسى بن عبد الملك منهم وفي اخره إجازة أبي عبد الله بن عابد له ولابنه عبد الملك بن موسى ولغيرهما وذلك لعشر بقين من شوال سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وهو عندي أيضا مع ورقات من برنامج القاضي يونس بن عبد الله بخط موسى المذكور وفي اخره إجازته له ولابنه عبد الملك في شعبان سنة سبع وعشرين وقيدت من خط من يوثق به نص إجازة أبي محمد مكي بن أبي طالب لهما أيضا في شوال من سنة ثمان وعشرين وفي ذلك التاريخ كانت رحلة موسى إلى قرطبة ولا دليل أوضح من هذا على صراحتهم في العلم وعنايتهم بالرواية وهذا أبو الوليد بن الفرضي قد ذكر في تاريخه منهم عميرة بن محمد بن مروان بن خطاب وأغفل أباه محمدا وأخاه خطاب بن محمد فاستدركتهما عليه وذكر أيضا منهم وليد بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن خطاب وهو أخو مروان بن عبد الملك من جدود أبي بكر هذا إلا أن ابن الفرضي قال في نسبه العتقي ونسب عميرة إلى ولاء مروان بن الحكم وكذلك قال أبو بكر الرازي في كتاب أعيان الموالي بالأندلس من تأليفه وقد ذكر في صدره عبد الجبار بن خطاب بن مروان بن نذير مولى مروان بن الحكم قال وقيل مولى معاوية بن مروان بن الحكم والأكثر أنه مولى مروان بن الحكم وإليه نسب باب المدينة الشرقي المعروف بباب عبد الجبار يعني بقرطبة وهو جد بني خطاب التدميريين منهم مروان بن خطاب بن عبد الجبار بن خطاب بن مروان بن نذير هذا ما أورد الرازي عند ذكرهم وفي تدمير جماعة من العتقيين فلعل ابن الفرضي نسب وليدا إليهم غلطا منه على أني قد قرأت بخط شيخنا أبي بكر على ظهر الكتاب الذي فيه رد الأبهري المذكور قبل وهذا الجزء بخط جد أبي موسى بن عبد الملك منهم ونسبهم في الانتخاب الجامع لماثر بني خطاب لابن حيان كتب هذا بعد الرفع في نسبه إلى خطاب بن عبد الجبار كما أوردته والعتقاء جماع من حجر حمير ومن سعد العشيرة وكنانة مضر فالتقول على هذا الشيخ لا يؤثر عند حملة الاثار ولا يقابلون المتعارف من

____________________

حاله وحال ابائه بالإنكار إلى ما عضده به من تقييد الوفيات والمواليد وإن حكى شيخنا أبو الربيع بن سالم في كتاب الأربعين حديثا من جمعه أنه ظهر منه في باب الرواية اضطراب طرق الظنة إليه وأطلق الألسنة عليه والله أعلم بما لديه فقد أسند بعقب ذلك عنه عن أبيه عن أبي عمر بن عبد البر وحدث أيضا عنه عن أبي بحر الأسدي عن أبي الوليد الوقشي بمختصره لكتاب ابن حبيب في القبائل وأجازه ابن أبي جعفر له وكثيرا من خبره بخطه وجدته ومنه وعنه معولا عليه ومستندا إليه قيدته وفي ذلك ما لا يخفى على من تأمل فإنه صحح من حيث علل وقد كان أبو محمد بن حوط الله بالاعتراض أجدر وفي اطراح الرواية عند أعذر لجلالة شيوخه وسعة مسموعه ولكنه قرأ عليه الموطأ وحدث به عنه عن أبيه قراءة عن جده قراءة وعن أبي الوليد الباجي إجازة جميعا عن القاضي يونس بن عبد الله بسنده ولو اكتفينا بهذا وحده في إبطال تلك الأقوال لكفى وشفى إلى ما ينضاف إليه من رواية جلة شيوخنا عنه كأبي عمر بن عات وأبي عبد الله الشوني وأبي علي بن زلال وأبي سليمان بن حوط الله وأبي عبد الله بن نذير وأخيه أبي عامر وأبي عيسى بن أبي السداد وأبي بكر بن وضاح وأبي عبد الله بن أبي البقاء وأبي العباس العزفي وأبي بكر بن محرز وأبي الحسين بن عيسى وأبي جعفر بن الدلال وأبي محمد بن مطروح وغيرهم كثير يمرون في تضاعيف هذا التأليف كتب إلى والدي عبد الله بن أبي بكر وإلي بالإجازة العامة مرتين إحداهما في غرة رجب عام سبع وتسعين وخمسمائة والثانية في منتصف ذي قعدة من العام المذكور وأنا إذ ذاك ابن عامين وشهور وهو أعلى شيوخي الأندلسيين إسنادا وتوفي رحمه الله بمرسية مصروفا عن القضاء ضحوة يوم السبت الموفى ثلاثين من المحرم سنة تسع وتسعين وخمسمائة ودفن صلاة العصر من يوم الأحد بعده مستهل صفر وقال أبو سليمان بن حوط الله توفي في العشر الوسط من صفر وهو وهم والأول قول أبي عمرو بن عيشون وابن الدلال وصلى عليه ابنه أبو العباس ودفن بالبلاط الغربي من المسجد المنسوب إلى ابن أبي جعفر بإزاء داره ومولده عشي يوم الأربعاء الخامس لشهر ربيع الاخر سنة ثمان عشرة وخمسمائة وكان شيخنا أبو بكر يقول قال لي أبي أحمد دعوت الله عز وجل عندما يئست من الولد ورددت الدعاء يوم الأربعاء وأضمرت في نفسي إن كان أن أسميه محمدا فولدت لي فيه

____________________

223 محمد بن خلف بن مرزوق بن أبي الأحوص الزناتي من أهل بلنسية وأصله من أندة من أعمالها وينسب إلى زناتة من نواحيها يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن نسع بالنون أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل واختص به ولازمه وأصهر إليه وسمع منه كثيرا ومن أبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وأجازوا له وسمع من أبي الحسن طارق بن يعيش كتاب السيرة لابن إسحاق ولم يجز له وأخذ عن أبي بكر عتيق بن الخصم مختصر العين للزبيدي وأجاز له أبو القاسم بن حبيش ما رواه وألفه وكان مقرئا صالحا زاهدا ورعا أخذ عنه الناس وكثيرا ما كان يسمع كتاب السيرة لعلو إسناده فيه وكذلك الاستيعاب حتى كاد يحفظهما حدثني بذلك والدي عبد الله بن أبي بكر وسمع منه هو وجماعة منهم أبو الحسن بن خيرة وأبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن أبي البقاء وأبو بكر بن محرز وأبو جعفر بن الدلال وأبو محمد بن مطروح وغيرهم ولد سنة تسع وخمسمائة وتوفي صبح يوم السبت الثاني عشر لشعبان سنة تسع وتسعين وخمسمائة وهو ابن تسعين سنة ودفن لصلاة العصر من اليوم المذكور بمقبرة باب بيطالة وصلى عليه أبو الحسن بن خيرة وكانت جنازته مشهودة

224 محمد بن يحيى بن خلف بن يحيى بن خلف بن شلبون الأنصاري النحوي من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي بكر بن جزي وأبي العطاء بن نذير وأبي عبد الله بن نسع وأبي الحجاج بن أيوب وأبي عبد الله بن نوح وأبي جعفر الحصار وغيرهم ولقي ابن كوثر وابن عروس وابن حميد وكان من أهل الدراية والرواية مع التقييد والضبط والإتقان وحسن الخط وعني بالعربية والاداب واللغات فبرع فيها وقعد للتعليم بها وأخذ عنه ووصف لي بالتحقيق وقد وقفت له على نظم ضعيف وتوفي معتبطا سنة تسع وتسعين وخمسمائة

225 محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن عبد الجليل العبدري

____________________

من أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالبنيولي وبنيول من أعمال بلنسية روى عن أبيه وأبي عبد الله بن وقاص وتفقه بأبي ابراهيم بن عائشة وكان فقيها حافظا أديبا شاعرا نبيه البيت وتوفي قبل الستمائة

226 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري من أهل غرناطة وأصله من سرقسطة يعرف بابن الصقر ويكنى أبا عبد الله روى عن أبيه أبي العباس وأبي عبد الله النميري وغيرهما وولي القضاء وكان بارع الخط وكتب علما كثيرا منه إحياء علوم الدين حدث عنه أبو القاسم الملاحي

227 محمد بن أحمد بن عبد الملك بن صخر اللخمي من أهل شريش يكنى أبا بكر روى عن أبي إسحاق بن ملكون بإشبيلية وأبي بكر بن عبيد الأركشي وغيرهما وكان شيخا صالحا حدث عنه أبو بكر محمد بن موسى بن فحلون

228 محمد بن يحيى بن محمد الجذامي الشاهد من أهل إشبيلية يعرف بالنيار يكنى أبا بكر سمع من أبي الحسن شريح بن محمد صحيح البخاري ومن أبي بكر بن طاهر موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى ومن أبي الحسن الزهري وأبي الحسن مفرج بن سعادة وحدث وأخذ عنه وقرأت تسمية شيوخه وما سمع منهم بخطه وتوفي في نحو الستمائة

229 محمد بن عبيد بن ملطون بالطاء المهملة الأموي المقرىء يكنى أبا بكر أصله من شنترين وسكن إشبيلية أخذ عن أبي بكر بن صاف وعلم بالقران وتجول بنواحي إشبيلية وأقرأ بالمنستير وغيره من حصونها وخطب ببعضها وتوفي في حدود الستمائة

230 محمد بن عبد الملك بن محمد بن سليمان الأزدي العتكي من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بابن النسرة ويكنى أبا عبد الله وهو من بيت أبي مروان

____________________

عبد الملك بن إدريس الجزيري الوزير ومن ولد أخيه سمع من أبي العباس بن زرقون المقرىء وأجاز له ولا أراه سمع من سواه وولي قضاء بلده وكان محمود السيرة مرضي الطريقة حدث عنه أبو محمد بن حوط الله وأبو عبد الله بن هشام وقال أبو سليمان بن حوط الله وسماه في شيوخه توفي سنة ستمائة في ما أحسب زاد غيره ومولده سنة أربع عشرة وخمسمائة وقال ابن فرقد توفي سنة ستمائة ولم يشك عن سن عالية

231 محمد بن يوسف بن مفرج بن سعادة من أهل إشبيلية ونزل تلمسان يكنى أبا بكر وأبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي العباس بن حرب وسمع منهما ومن أبي بكر بن العربي وأبي بكر بن مدير وأبي بكر بن رزق وأجازوا له هم وأبو طاهر السلفي ولم يسمع من شريح إلا موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى وصحيح البخاري رواية أبي ذر خاصة وكان مقرئا فاضلا محدثا ضابطا أخذ عنه الناس وعمر وأسن وحكى أبو العباس بن المزين أنه لقيه بتلمسان وأجاز له في شهر ربيع الاخر سنة ستمائة وكتب إلي شيخنا أبو زكرياء يحيى بن أبي بكر بن عصفور بخطه أنه توفي عفا الله عنه سنة ستمائة

232 محمد بن يحيى من أهل قرطبة وأصله من اصطبه يكنى أبا عبد الله كان مقرئا مجودا صوفيا وكان يصلي التراويح بالجامع الأعظم ويجلس للتذكير والوعظ وتوفي في اخر رمضان سنة ستمائة ودفن بروضة الصلحاء وكانت جنازته مشهودة ذكره ابن الطيلسان

233 محمد بن يحيى بن محمد بن متوكل التميمي من أهل إشبيلية وأصله من قرطبة ويعرف بابن الحذاء وهو من بيت أبي عمر القاضي يكنى أبا بكر روى عن أبي محمد بن عتاب فيما أحسب وكان يعقد الشروط لقيه شيخنا أبو الربيع بن سالم بعد التسعين وخمسمائة وأخذ عنه أبو علي الشلوبين وتوفي سنة ستمائة أو إحدى وستمائة وقد نيف على التسعين

____________________

234 محمد بن مروان بن يحيى بن فهد اللخمي من أهل إشبيلية يعرف بابن القانه ويكنى أبا بكر أخذ عن أبي الحسن نجبة بن يحيى وأبي بكر محمد بن عبد الغفور وغيرهما وسمغ بغرناطة من أبي عبد الله بن عروس وبشرق الأندلس من أبي العطاء بن نذير وأبي بكر بن أبي جمرة وغيرهما من شيوخنا وعني بالرواية أتم العناية وجمع من الدواوين العتيقة والدفاتر كثيرا ولا أعلمه حدث

235 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي من أهل مرسية يكنى أبا القاسم سمع من أبيه أبي العباس وأبي عبد الله بن سعادة وأبي بكر بن أبي ليلى وأبي عبد الله بن الفرس وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وصحب القاضي أبا الوليد بن رشد ولازمه بقرطبة وأخذ عنه علمه واستقضاه في غير ما جهة من قرطبة ولم يزل ينهض به حتى ولي قضاء الجزيرة الخضراء ومنها إلى قضاء شاطبة ثم صرف عنه عند محنة أبي الوليد وتتبع أصحابه ثم ولي قضاء دانية وكان عالما متفننا أديبا ماهرا ناظما ناثرا وقد سمع منه شيخنا أبو الربيع بن سالم يسيرا وقال فيه فاضل على الإطلاق متقدم في نزاهة النفس وكرم الأخلاق وأنشدني له صاحبنا أبو محمد بن أبي بكر الداني عنه

( يا موقظ النفس علمنها ** ولا تكلها إلى الجهالة )

( فالنفس بدر والعلم شمس ** والجهل فيها سواد هالة )

مولده سنة خمسين وخمسمائة وتوفي وهو يلي قضاء دانية في شهر ربيع الأول سنة إحدى وست مائة

236 محمد بن خلف المعافري من أهل ميورقة يعرف بابن غيداء ويكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي محمد بن سهل المنقوري وأبي إسحاق الغرناطي وأبي إسحاق بن فتحون وغيرهم وتصدر للإقراء والتعليم بالعربية وتقدم أهل بلده في ذلك أخذ عنه جماعة منهم أبو عبد الله بن الشكاز وتوفي بمراكش سنة إحدى وستمائة

____________________

237 محمد بن رشيد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن علي بن باز اليحصبي الأستاذ أبو عبد الله يروي الكامل عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الملك التجيبي بتاريخ العشر الأواخر من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ويرويه أيضا عن السهيلي سماعا وقراءة وعن أبي العباس البلنسي سماعا وله رواية عن أبي محمد القاسم بن دحمان وتوفي بعد الستمائة

238 محمد بن أبي خالد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن أبي زمنين بن عدنان بن بشير بن كثير المري الالبيري من أهل غرناطة كذا نسبه أبو القاسم بن الملاحي وقال إنه وقفه عليه فأقر به وذكر أن محمد بن عبد الله بن عيسى هو أخو الفقيه الزاهد سمي به وكان قاضيا يكنى أبا بكر سمع أبا مروان بن قزمان وأبا الحسن الزهري وأبا بكر بن محرز وأبا القاسم بن بشكوال وأبا بكر بن خير وأبا الحسن بن الضحاك وأبا سليمان داود بن يزيد السعدي وأبا علي الحسن بن سهل الخشني وأبا إسحاق بن صدقة وأبا الحسن صالح بن عبد الملك الأوسي وأبا محمد القاسم بن دحمان وأبا بكر بن رزق وأختص به وانتفع بصحبته وغيرهم وكتب إليه أبو الحسن بن هذيل وابو بكر بن نمارة وأبو الحسن بن النعمة وأبو العباس بن ادريس وأبو عبد الله بن الفرس وأبو الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري وابو عبد الله بن حميد وأبو العطاء بن نذير وأبو عبد الله بن عبد الرزاق ومن أهل المشرق أبو طاهر السلفي وأبو محمد العثماني وأبو طاهر بن عوف وأبو علي الحسن بن علي البطليوسي المجاور لمكة وغيرهم وولي قضاء غرناطة بلده ثم قضاء مالقة وكان بصيرا بالأحكام فقيها محدثا حسن الخط جيد الضبط عارفا بتاريخ من نزل الأندلس قديما من العرب حدث عنه جماعة منهم أبو

____________________

سليمان بن حوط الله وأبو محمد بن القرطبي وأبو القاسم الملاحي وأبو الربيع بن سالم وأبو جعفر بن الدلال وغيرهم كثير وتوفي بغرناطة مصروفا عن القضاء في الثلث الأول من ليلة يوم الجمعة الثاني عشر وقال ابن الطيلسان توفي ليلة الجمعة الثالث عشر وكذلك قال أبو جعفر بن عبد المجيد من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وست مائة وكان يكتم سنه ولا يخبر بمولده ويتوقف عن الإعلام بذلك متى سئل عنه فألح عليه بعض طلبته في مرضه الذي توفي منه في السؤال عن مبلغ سنه فقال اثنان وسبعون عاما ثم قال عند ذلك سمعت أحد شيوخي يقول ما سئل أحد عن مولده فكتمه ثم أخبر بذلك إلا دنا أجله وأرى أجلي قد حضر حكاه ابن حوط الله وفيه عن ابن سالم وأخبرني أبو جعفر الدلال قال أخبرني أبو القاسم هو ابن سمجون أن مولد القاضي أبي بكر بن أبي زمنين عام ثلاث وثلاثين وخمسمائة

239 محمد بن محمد بن خلف محمد الأنصاري من أهل بلنسية يعرف بابن مقصير يكنى أبا عبد الله سمع أبا العطاء بن نذير وأبا عبد الله بن نوح وتفقه به وانتفع بصحبته وملازمته وأجاز له أبو بكر بن الجد وأبو بكر بن أبي جمرة وغيرهما وولي قضاء شريش ثم صرف عنه وعاد إلى بلده فدرس الفقه وأقرأ بالعربية وكان جليلا فاضلا مشاركا في فنون من العلم وتوفي يوم الاثنين منسلخ رمضان سنة ثلاث وستمائة

240 محمد بن طاهر بن محمد بن أحمد بن طاهر القيسي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر سمع من جده أبي بكر محمد بن أحمد ومن أبي القاسم بن بشكوال وأبي الأصبغ السماتي الطحان وأخذ عنه القراءات وكان رجلا صالحا ورعا وتوفي سنة ثلاث وستمائة

241 محمد بن يوسف بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن أبي زيد من أهل لرية عمل بلنسية يعرف بابن عياد يكنى أبا عبد الله سمع من أبيه أبي عمر وأبي الحسن بن هذيل وأبي بكر بن نمارة وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة

____________________

وأبي بكر بن أبي ليلى وأبي عبد الله بن الفرس وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وغيرهم وأجاز له ولأبيه أبو مروان بن قزمان وأبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن خير وأبو محمد بن عاشر وأبو عبد الله بن بركة وأبو الأصبغ بن المرابط وأبو العرب عبد الوهاب بن محمد وغيرهم وكتب إليهما أبو طاهر السلفي من الاسكندرية وكان من أهل العناية بالرواية والتقييد للاثار والأخبار والحفظ للتاريخ وله في مشيخة أبيه مجموع مفيد على حروف المعجم كتب منه ومن سائر ما وقع إلي بخطه في هذا الكتاب ما نسبته إليه ولم يخل من أغلاط نبهت عليها وكان يضرب في الاداب والعربية بسهم وربما قرض أبياتا من الشعر وحدث وأخذ عنه ابن سالم وقال لي توفي ببلده سنة ثلاث وستمائة ومولده وقت الزوال من يوم الخميس السابع والعشرين من شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قرأت ذلك بخط أبيه أبي عمر

242 محمد بن يحيى بن خزعل بن سيف الطلحي الشريف من ولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع أبا عبد الله بن حميد وأخذ عنه العربية وقيد عليه اللغات والاداب وأجاز له أبو محمد بن عبيد الله وأبو القاسم السهيلي وغيرهما وكان أديبا نحويا بارعا فاضلا توفي بمراكش سنة أربع وستمائة عن ابن سالم

243 محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زكرياء بن عبد الله بن ابراهيم بن حسنون الحميري الكتامي من أهل بياسة وصاحب الصلاة والخطبة بها يكنى أبا بكر وأبا عبد الله أخذ القراءات عن أبيه وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي محمد عبد الله بن خلف بن بقي وسمع منهم ومن أبي بكر بن العربي وأبي القاسم بن ورد وأبي الحجاج بن يسعون وأبي جعفر بن معقل الشوذري وأبي الحجاج القضاعي وغيرهم وكتب إليه أبو الحسن بن هذيل وأبو بكر بن الخلوف وأبو علي بن عريب وأبو جعفر بن عيشون المقرئون وبلغني أن أبا عبد الله المازري كتب إليه وولي قضاء بلده وتصدر به للإقراء والإسماع حياته كلها وأخذ عنه الناس وكان مقرئا جليلا ماهرا ضابطا مجودا

____________________

عالي الرواية وعمر وأسن وضعف بصره حتى تعذر الكتب عليه وتوفي ثامن رمضان سنة أربع وستمائة وقد بلغ التسعين ذكره ابن حوط الله وأكثره عن غيره وقرأت بخط بعض أصحابنا أنه توفي يوم الاثنين الخامس من رمضان المذكور ودفن بالبقيع خارج بياسة وصلى عليه ابنه أبو عبد الله محمد وقال مولده سنة عشرين وخمسمائة وحكى غيره أنه بلغ الثمانين وأن مولده سنة أربع وعشرين وخمسمائة

244 محمد بن أحمد بن عبد الله بن سعد بن مفرج الهمداني من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا عبد الله روى عن أبي نصر فتح بن محمد الجذامي المقرىء وعن غيره وكان من أهل الرواية والبصر بعلم الفرائض والحساب وعقد الشروط وقد أخذ عنه وتوفي عشي يوم الثلاثاء الثالث عشر لرمضان سنة أربع وستمائة وهو ابن تسعين سنة ذكره ابن حوط الله وفيه عن غيره

245 محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان بن محمد الزهري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن القح واشتهر بالنسبة إلى ابن محرز سمع من صهره أبي الحسن بن هذيل وأكثر عنه ومن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن طارق بن يعيش أخذ عنه الشهاب للقضاعي وروى أيضا عن أبي بكر بن خير سمع منه بإشبيلة سنة إحدى وسبعين وخمسمائة وعن أبي القاسم بن حبيش وأبي الحسن بن سعد الخير وغيرهم وكان له حظ من الفقه والقراءات وحدث بيسير أخذ عنه ابنه أبو بكر محمد وأبو عبد الله بن أبي البقاء وغيرهما رأيته وأنا صغير وتوفي سحر ليلة الجمعة الثاني لجمادى الأخيرة سنة خمس وستمائة ومولده سنة سبع أو ثمان وعشرين وخمسمائة

246 محمد بن حارث الحداد من أهل إشبيلية يعرف بقزداج ويكنى أبا بكر كان حافظا للحديث قائما على صحيح مسلم يسرد متونه وأسانيده وله رواية عن أبي الحسين بن زرقون شيخنا وكان رجلا صالحا وتوفي سنة خمس وستمائة أو نحوهما

247 محمد بن يوسف بن يحيى بن محمد بن عمر الأنصاري من أهل بلنسية يعرف بابن غبرة ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن نوح وأبي جعفر الحصار من شيوخنا وسمع منهما ومن أبي عبد الله بن نسع وأبي بكر عتيق بن علي

____________________

القاضي وسمع بلرية من أبي زكرياء محمد بن أبي إسحاق وأبي عبد الله بن عياد وأبي عبد الله بن قرين وأخذ بمرسية عن أبي بكر بن أبي جمرة ورحل إلى إشبيلية فأخذ القراءات عن أبي الحسن نجبة بن يحيى وأبي إسحاق ابراهيم بن محمد الطرياني وسمع منهما ومن أبي جعفر بن مضاء وأبي الوليد بن جابر بن أيوب وأبي الحكم بن حجاج وأبي محمد بن حوط الله وغيرهم وعني بالرواية أتم العناية وكان من أهل التيقظ والتقييد ولا أعلمه حدث

248 محمد بن عياش بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الطفيل العبدي من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسين ويعرف بابن عظيمة روى عن أبيه أبي عمرو وأبي بكر بن خير وأبي عبد الله بن المجاهد وأبي الأصبغ السماتي وأبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي جعفر بن مضاء وأبي الوليد الحسين بن أصبغ وأبي القاسم بن بشكوال وأبي محمد عبد المنعم بن الفرس وأبي عمرو مرجى بن عبد الملك بن مرجى وغيرهم وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وابو جعفر بن سابق الأموي وأبو طاهر السلفي وكان مقرئا ماهرا جاريا على طريقة سلفه في التجويد والإتقان أخذ عنه أبو محمد الحرار وغيرهم ووقفت على خطه بالإجازة لبعض تلاميذه سنة خمس وستمائة

249 محمد بن جابر بن يحيى بن محمد بن سعيد بن هاشم بن غمر بن ذي النون الثعلبي من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن ويعرف بابن الرمالية سمع ببلده أبا جفعر بن الباذش وأبا عبد الله النميري وأبا محمد عبد الحق بن عطية وأبا الفضل بن عياض وسمع أيضا أبا بكر بن العربي وأبا الحسن شريح بن محمد وأخذ عنه القراءات وأبا عبد الله بن أبي الخصال وتفقه بأبي الوليد بن خيرة سمع عليه المدونة ولقي أبا الفضل بن شرف وأجاز له أبو بكر يحيى بن بقي منظومه ومنثوره وكان من أهل الوجاهة والنباهة ذا عناية بالرواية ومشاركة في الاداب أخبرني أبو عمر بن عيشون وغير واحد من أصحابنا عنه أنه زار مع شيخه الأستاذ أبي جعفر بن الباذش الوزير أبا الفضل جعفر بن محمد بن شرف بفندق السلطان بغرناطة قال فأنشدنا من قيله في الحين

____________________

( أأبقيتني يا بين من بعد بينهم ** وقد سار حاد بالخليط وسائق )

( وما ضر لو كان الترحل واحدا ** فكان مشوق حيثما كان شائق )

قال ابن جابر وليس لي عنه غير هذين البيتين فقط حدث وأخذ عنه جماعة وعمر وأسن ورأيت السماع منه بخطه في سنة خمس وست مائة

250 محمد بن عبد الله الأنصاري من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالقرطبي أخذ القراءات عن أبي الحسن نجبة بن يحيى وبعده عن أبي بكر بن صاف وأبي عمر بن عظيمة وأكثر سماع الحديث وروى عن أبي الحكم بن حجاج وأبي الوليد بن أبي مروان وأبي العباس بن مقدام وأبي عمر بن عيشون وأبي عبد الله بن الفخار وغيرهم ورحل إلى مدينة فاس في طلب العلم فأخذ عن أبي عبد الله بن زرقون وعاد إلى بلده فأقرأ القران ودرس الفقه بأخره من عمره واختصر كتاب الاستذكار وكان كثير التقييد متقللا من الدنيا موصوفا بالزهادة والعبادة رحمه الله

251 محمد بن قسوم بن عبد الله بن قسوم بن عبد الله الفهمي الزاهد من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله صحب أبا عبد الله بن المجاهد واختص به وهو كان مؤذنه في مسجده أيام حياته والذي خلفه فيه بعد وفاته وسمع منه الموطأ وحدث به ومسند ابن أبي شيبة ورسالة ابن أبي زيد وغير ذلك وكان فقيها ورعا منقبضا عن الناس نحويا ماهرا صاحب علم وعمل حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بالطلبي الإشبيلي وهو نسبه وذكره أبو بكر محمد بن قسوم اللخمي وليس من أهل بيته وقال ولد منتصف شعبان سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وتوفي بعد العصر من يوم الأربعاء الخامس والعشرين لربيع الاخر سنة ست وستمائة ودفن يوم الخميس بمقبرة النخيل وصلي عليه على شفير قبره عند دخول وقت العصر وهو ابن خمس وثمانين سنة قال

____________________

وتلاحق الناس من بعد دفنه يزدحمون على أفواه الأزقة ويتبادرون شوارع الطريق ثم أنشد

( وإذا أحب الله يوما عبده ** ألقى عليه محبة للناس )

حدث عنه صاحبنا أبو بكر بن سيد الناس

252 محمد بن سعيد بن محمد المرادي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأبي علي بن عريب وسمع منهما ومن أبي عبد الله بن سعادة وأبي بكر بن أبي ليلى وأبي محمد بن عاشر وأبي عبد الله بن الفرس وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميدوأجازوا له جميع رواياتهم إلا ابن أبي ليلى منهم وكتب إليه أبو الحسن بن النعمة وأبو القاسم بن بشكوال وأبو الحسن بن فيد وأبو محمد بن عبيد الله وكان خيرا فاضلا أقرأ القران وأسمع الحديث وأخذ عنه الناس كثيرا وتوفي بمرسية نصف ليلة الجمعة الحادي والعشرين لرمضان سنة ست وستمائة ودفن ببني محمد على مقربة من مسجد إقرائه المنسوب إلى عبد العزيز بن غلبون جد شيخنا أبي محمد غلبون بن محمد بن عبد بن العزيز ومولده سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة

253 محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله الراوية اللخمي الباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه أبي عمر أحمد وأبي عبد الله بن المجاهد وأبي بكر بن الجد وتفقه به وعن غيرهم وقرأ على ابن ملكون أدب الكتاب وكان من أهل العلم والفضل مع نباهة السلف وجلالة البيت وولي قضاء إشبيلية وصرف عنه بأبي محمد عبد الحق بن محمد بن عبد الله بن عبد الحق في سنة خمس وستمائة وتوفي بعد صلاة العتمة من ليلة الأحد التاسع والعشرين ودفن ضحى يوم الاثنين منسلخ شوال سنة ست وستمائة فيه عن ابن سالم وغيره

____________________

254 محمد بن عبد الله بن أبي يحيى بن محمد بن مطروح التجيبي من أهل بلنسية وأصله من سرقسطة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الحسن بن النعمة وأجاز له أبو بكر بن أبي جمرة وكان وراقا يبيع الكتب أخباريا أديبا حلو النادرة فكها وجمع شعر أبي بكر يحيى بن محمد الجزار السرقسطي وسماه روضة المحاسن وعمدة المحاسن روى عنه أبو عبد الله بن أبي البقاء وابنه أبو محمد عبد الله شيخنا قال لي توفي سنة ست وستمائة ومولده بعد الأربعين وخمسمائة

255 محمد بن ابراهيم بن أحمد بن محمد بن المعتصم اللخمي من أهل إشبيلية يعرف بالزبيدي ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات ببلده عن أبي الأصبغ السماتي وسمع بمالقة من أبي إسحاق بن قرقول وأجاز له أبو بكر بن العربي ما رواه وصنفه وانتقل من بلده فسكن مالقة وتجول ببلد العدوة مستعملا في القضاء ذكره ابن الطيلسان وحكى أنه لقيه بقرطبة وأخذ عنه في منتصف جمادى الاخرة سنة ست وستمائة قال وأخبرني أن مولده بإشبيلية سنة تسع وثلاثين وخمسمائة

256 محمد بن محمد بن مخلد النحوي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله علم بالعربية وانتقل من بلده إلى غرب الأندلس وله شرح في كتاب الجمل للزجاجي استعمل وروى عنه

257 محمد بن أبي الخليل من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي عبد الله بن الفرس وتفقه به وناظر عنده في المدونة وولي قضاء شاطبة وكان له حظ وافر من العربية وبصر بعقد الشروط دربة بالأحكام وقد أخذ عنه وتوفي في يوم الأربعاء الرابع لصفر سنة سبع وستمائة ودفن لصلاة العصر من يوم الخميس بعده

258 محمد بن محمد بن موسى بن تحيا التجيبي من أهل مرسية أخذ

____________________

القراءات عن أبي زكرياء الحصار المقرىء وسمع من أبي عبد الله بن سعادة وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن الفرس وتفقه به وبأبي العباس بن الأصفر وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو بكر بن نمارة وأبو الحسن بن النعمة وأبو بكر بن خير وأبو جعفر بن مضاء وولي قضاء أوريولة قديما ثم ولي قضاء ألش من كور مرسية وحدث وسمع منه وكان فقيها مولده سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وتوفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين لشهر ربيع الاخر سنة سبع وستمائة ودفن لصلاة العصر من يوم الخميس بعده ذكر وفاته ووفاة الذي قبله أبو عمرو بن عيشون

259 محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن القشيري من أهل قرطبة يعرف بابن صاحب الصلاة ويكنى أبا عبد الله سمع من أبيه ومن أبي القاسم بن بشكوال وأبي القاسم بن غالب وغيرهم حدث عنه ابن الطيلسان وقال ناولني مصنف الترمذي في نسخته العتيقة بدكان قعوده بقيسارية قرطبة وتوفي سنة سبع وستمائة

260 محمدبن علي بن محمد التجيبي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالرباط أقرأ القران وكان رجلا صالحا فاضلا يروي عنه إبن المرابط

261 محمد بن عبد الله بن سليمان بن حوط الله الأنصاري الحارثي يكنى أبا القاسم سمع أباه وأبا جعفر بن مضاء وأبا محمد بن الفرس وغيرهم وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وابو الحسن نجبة بن يحيى وأبو عبد الله بن الفخار وأبو القاسم بن سمجون وأبو زكرياء الدمشقي وأبو عبد الله بن بالغ وأبو جعفر بن شراحيل وغير واحد من شيوخ أبيه وكان من النجباء النبهاء وولي الأحكام لأبيه بمرسية وبقرطبة وهو كان كاتبه مدة قضائه وتوفي بها يوم الأربعاء الثاني عشر لذي القعدة سنة سبع وستمائة ودفن ظهراليوم المذكور وثكله أبوه أكثره عن ابن سالم وفيه عن ابن عيشون

262 محمد بن يحيى بن علي بن بقاء اللخمي من أهل شاطبة يعرف بالجنجالي ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي محمد قاسم بن فيرة الشاطبي قبل

____________________

رحلته إلى المشرق وعن أبي عبد الله بن حميد وعن أبي القاسم بن حبيش وأجاز له جميعهم وتصدر للإقراء بشاطبة وممن أخذ عنه القراءات إفرادا وجمعا الفقيه الفاضل المتصوف أبو عبد الله محمد بن أبي الربيع سليمان بن محمد بن عبد الملك المعافري الشاطبي نزيل الاسكندرية أجاز له في التاسع والعشرين لذي قعدة سنة سبع وستمائة

263 محمد بن المعز بفتح الميم اليفرني من أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات ببلده عن أبي الحسن علي بن سعيد البنشكلي وأبي القاسم خلف بن عبد الله البلانسي وسمع من أبي إسحاق الغرناطي وأبي محمد المنقوري وأبي محمد فتحون وأبي القاسم بن الحاج القرطبي وغيرهم وكتب إليه أبو الحسن بن هذيل وأبو عبد الله بن سعادة وأبو الحسن بن النعمة وغيرهم وولي بموضعه خطة السوق ثم القضاء على ما ذكر لي وكان مقرئا وقد حدث وأخذ عنه وتوفي بعد سنة سبع وستمائة وقد قارب المائة ذكره ابن أبي البقاء وروى عنه وفيه عن غيره

264 محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن محمد بن وهب بن نوح الغافقي من أهل بلنسية ودار سلفه النبيه سرقسطة وقد تقدم الرفع في نسبه يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وغيره وسمع منه ومن أبيه أبي محمد أيوب وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن عبد الرحيم وأبي القاسم بن حبيش وتفقه بأبي بكر يحيى بن محمد بن عقال واستظهر المدونة عليه وأخذ العربية والاداب عن ابن النعمة وأجاز له أبو مروان بن قزمان وأبو بكر بن محرز البطليوسي وأبو مروان بن سلمة الوشقي وأبو بكر بن أبي ليلى وأبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن خير وسواهم وكتب إليه من الاسكندرية أبو طاهر السلفي وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية مع وفور حظه منها وميله فيها إلى الأعلام المشاهير دون اعتبار لعلو الأسانيد وولي

____________________

خطة الشورى في حياة شيوخه وزاحم كبارهم بالحفظ والتحصيل في صغره ولم يكن في وقته بشرق الأندلس نظير له تفننا واستبحارا كان رأسا في الراسخين من العلماء وصدرا في المشاورين من الفقهاء قد برع في علوم اللسان وتمرس حياته كلها بالمسائل وتقدم في الفتيا واطلع على الاداب واضطلع بالغريب وشارك في التفسير وتحقق بالقراءات وأما عقد الشروط فإليه انتهت الرئاسة فيه وبه اقتدى من بعده لم يسبقه أحد من أهل زمانه إلى ما تميز به في ذلك حتى دونت عنه مع حسن الخط وبراعة الضبط وتدقيق النظر والإمامة في المعارف والبصر في الحديث والحفظ للأنساب والأخبار والإيضاح لما استغلق من معاني الأشعار الجاهلية والإسلامية وله تنابيه في فنون شتى وتقييدات شاملة النفع والإفادة ولو عني بالتأليف لأربى على من سلف وكان كريم الخلق عظيم القدر سمحا جوادا وولي قضاء بعض الكور النبيهة وخطب بجامع بلنسية وقتا ولم يحظ بعلومه حظوة غيره وامتحن بالولاة والقضاة وكانوا يستعينون عليه ويجدون السبيل إليه بفضل دعابة كانت فيه معروفة منه مع غلبة السلامة عليه في إعلانه وإسراره واستغراق اناء ليله في تلاوة القران وأطراف نهاره نفعة الله بذلك وكان على سعة علمه مزجى البضاعة في نظمه ونثره أصلح منه وأنشدني ابنه أبو الحسن محمد غير مرة قال أنشدني أبي لنفسه

( كأن يقيننا بالموت شك ** وما عقل مع الشهوات يذكو )

( أرى الشهوات غالبة علينا ** وعند المتقين لهن فتك )

هكذا كان ينشدنا غير مرتاب ويفصح لنا به دون توقف ولم أزل في ذلك معولا على ضبطه راكنا إلى حفظه حتى أفادني بعض أصحابنا بتونس في أول سنة خمس وأربعين وستمائة أو قبلها بيسير قطعة نسبها إلى ابن المعتز وأولها

( كأن يقيننا بالموت شك ** ولا عقل مع الشهوات يذكو )

( لهونا والحوادث دائبات ** لهن بمن قصدن إليه فتك )

( وفي الأجداث من أهل الملاهي ** رهائن لا تعار ولا تفك )

( وللدنيا عدات بالتمني ** وكل عداتها كذب وإفك )

وشبيه أن يكون أبو الحسن سمع أباه رحمه الله يتمثل بهذين البيتين فحسبهما من قوله ونسبهما إليه على أن ثانيهما مغير عما في هذه الرواية وبالجملة فلم يكن لشيخنا في باب المنثور والمنظوم ما يناسب براعته في أفانين العلوم أقرأ القران وأسمع الحديث ودرس الفقه وعلم بالعربية والاداب وأخذ الناس عنه ورحلوا إليه وانتفعوا به وسمع منه

____________________

جلة من شيوخنا وأصحابنا وطال عمره حتى أخذ عنه الاباء والأبناء تلوت عليه القران بالسبع وأجاز لي وسمعت منه بعد والدي رحمه الله ومعه وهو أغزر من لقيت علما وأبعدهم صيتا ولد أول وقت الظهر من يوم السبت الثاني من جمادى الأخيرة سنة ثلاثين وخمسمائة قرأت ذلك بخط أبيه أيوب رحمه الله وتوفي في أول وقت الظهر أيضا من يوم الاثنين لست مضين من شوال سنة ثمان وستمائة ودفن يوم الثلاثاء بعده لصلاة العصر بمقبرة باب الحنش وهو ابن ثمان وسبعين سنة وأربعة أشهر وأربعة أيام وصلى عليه أبو الحسن بن خيرة وهو تولى غسله في جماعة من أصحابه الجلة وشهدت الخاصة والعامة جنازته وأتبعوه ثناء حسنا ورثي بمراث كثيرة رحمه الله

265 محمد بن محمد بن عبد السلام بن محمد بن يحيى المرادي من أهل مرسية يكنى أبا بكر ويعرف بالجملي وجملة من أعمال مرسية روى عن أبي عبد الله بن عبد الرحيم وتفقه به وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وغيرهم وسكن مراكش وولي بها خطة المناكح دهرا وكان فقيها أديبا فكها ناظما ناثرا ولأبيه رواية وقد تقدم ذكره وتوفي سنة ثمان وستماية أو نحوها

266 محمد بن حسن بن محمد بن يوسف بن خلف الأنصاري ويقال فيه محمد بن حسن بن محمد بن عبد الله بن خلف بن يوسف من أهل مالقة يعرف بابن صاحب الصلاة وبابن الحاج ويكنى أبا عبد الله سمع أبا عبد الله بن الفخار وأبا محمد عبد الحق بن بونة وأبا خالد بن رفاعة وأبا محمد بن عبد الله وأبا جعفر بن حكم ورحل حاجا فلقي في طريقه أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي نزيل بجاية وسمع منه وبالاسكندرية أبا عبد الله بن الحضرمي وابا المفضل بن دليل الكندي وأبا عبد الله الكركنتي وأبا الثناء الحراني ولقي بمكة أبا ابراهيم الخجندي وأبا عبد الله بن أبي الصيف اليمني وأبا ابراهيم التونسي وأبا حفص الميانشي المجاورين فأخذ عنهم وسمع من الخجندي منهم الأربعين حديثا له في موسم سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وقفل إلى بلده وحدث وأخذ عنه من الجلة أبو القاسم الملاحي وقال أبو سليمان بن حوط الله سمعت عليه أجزاء من روايته واستشهد في وقيعة العقاب يوم الاثنين الرابع عشر وقيل الخامس عشر لصفر سنة تسع وستمائة

____________________

267 محمد بن ابراهيم الحضرمي من أهل اليسانة عمل قرطبة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي القاسم بن بشكوال وصحب أبا محمد القرطبي وأخذ عنه وولي قضاء موضعه مدة طويلة مضافا ذلك إلى الصلاة والخطبة بجامعة وله تأليف في رجال الموطأ سماه بالدرة الوسطى في السلك المنظوم في رجال الموطا وكان يشارك في العربية واللغة واستشهد في وقيعة العقاب منتصف صفر سنة تسع وستمائة

268 محمد بن أحمد بن خلف بن عياش الأنصاري الخزرجي من أهل قرطبة وصاحب الصلاة بجامعها الأعظم يكنى أبا عبد الله ويعرف بالشنتيالي سمع من أبي القاسم بن بشكوال وأجاز له ما رواه وألفه وناوله كتب خزانته وأخذ القراءات عن صهره أبي القاسم بن غالب الشراط كثيرا من كتب الحديث والعربية واللغة وأخذ القراءات أيضا عن أبي إسحاق بن طلحة وقراءة نافع عن أبي بكر بن سمجون وسمع من أبي الحسن علي بن محمد بن عقاب الشهاب للقضاعي ومن أبي الحسن بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي رسالة ابن أبي زيد ومن أبي العباس بن صالح وأبي بكر بن خير وأبي القاسم السهيلي وأبي محمد بن الصفار وغيرهم وأجاز له أبو الحسن بن حنين وكان من أهل العلم والعمل والهدي الصالح والتواضع عارفا بالقراءات وطرقها مجودا متقنا وكان له بصر بالحديث والفقه والإعراب ومشاركة في الفرائض والحساب وأم في صلاة الفريضة بجامع قرطبة نحوا من ثلاثين سنة وأقرأ القران به وأسمع الحديث زمانا طويلا وأخذ عنه جماعة منهم أبو القاسم بن الطيلسان وقال توفي غداة يوم الاثنين الثاني عشر من شعبان سنة تسع وستمائة ودفن عصر يوم الثلاثاء بعده بمقبرة أم سلمة في روضة واحدة مع صهره أبي القاسم بن غالب وابنه أبي بكر ولم يتخلف عن جنازته كبير أحد من الناس قال وأخبرني أن مولده ما بين عامي أربعة وخمسة وثلاثين وخمسمائة

269 محمد بن حسين بن عبد الله بن عمر بن هارون بن موسى سكن بلنسية

____________________

وهو من أهل شون من أعمالها ويعرف بالنسبة إليها ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي الحسن بن هذيل وأبي بكر بن نمارة وأبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن سعادة وأبي محمد عثمان بن يوسف البلجيطي وأبي عبد الله بن حميد وغيرهم وأجاز له أبو بكر بن أبي جمرة وكان مشاركا في الفقه عاكفا على عقد الشروط وولي الأحكام ببلنسية مرارا وكتب بخطه علما كثيرا لقيته وناولني كتبا منها رسالة ابن أبي زيد ومختصر الطليطلي والتيسير لأبي عمرو المقرىء ولم يكن له بصر بالحديث وتوفي في ظهر يوم الثلاثاء السادس لذي القعدة سنة تسع وستمائة ودفن لصلاة العصر من يوم الأربعاء بعده بمقبرة باب بيطالة

270 محمد بن محمد بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز الأنصاري النحوي من أهل بلنسية وأصله من سرقسطة ويكنى أبا عبد الله ويعرف بالنسبة إلى ابن أبي البقاء خاله سمع من أبي العطاء بن نذير وأبي بكر بن أبي جمرة وأبي عبد الله بن نسع وأبي عبد الله بن نوح وأبي الخطاب بن واجب وأبي عمر بن عات وأبي عبد الله بن الخباز وأبي بكر عتيق بن علي وجماعة سوى هؤلاء من شيوخنا وغيرهم وأجاز له أبو محمد بن الفرس وأبو الحجاج بن الشيخ وأبو ذر الخشني وأبو القاسم بن الملجوم وأبو بكر بن حسنون وأبو الحسين بن جبير وغيرهم وكتب إليه من أعيان أهل المشرق أبو محمد يونس ين يحيى الهاشمي وأبو عبد الله بن أبي الصيف وأبو شجاع زاهر بن رستم وأبو الحسن بن المفضل وسواهم وكان يحدث عن أبي مروان بن قزمان بإجازته العامة لمن ضمته وإياه الحياة في رمضان سنة أربع وستين وخمسمائة وعى أبي الطاهر الخشوعي بإجازته لأهل الأندلس وفي شيوخه كثرة وكان شديد العناية بالسماع والرواية مع الحظ الوافر من المعرفة والدراية يتحقق بعلم اللسان ويتقدم في العربية عاكفا على إقرائها والتعليم بها قائما على كتبها بصيرا بصناعة الحديث مكبا عليها معنيا بها معانيا للتقييد مع حسن الخط وجودة الضبط وكتب بخطه علما جما وربما تعيش من الوراقة أوقاتا لأقلاله قرأ وأقرأ كبيرا وأفاد واستفاد كثيرا وقد نقلت من خطه ما نسبته إليه في هذا الكتاب وأجاز لي بلفظه وسمعت منه بعض نظمه وبقراءته على شيخنا أبي الخطاب بن واجب

____________________

[ كثيرا وكان شاعرا مجودا حسن التصرف مقطعا ومقصدا وتوفي في شهر ربيع الأول سنة عشرة وستمائة ودفن بمقبرة باب بيطالة ومولده في صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة

271 محمد بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان التجيبي نزيل تلمسان من أهل لقنت عمل مرسية وسكن أبوه أوريولة ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات بمرسية عن قريبه أبي أحمد بن معط وأبي الحجاج الثغري وأبي عبد الله بن الفرس وسمع منهم ومن أبي محمد بن عبد الله وغيرهم ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وأطال الإقامة هنالك واستوسع في الرواية وكتب العلم عن جماعة كثيرة أزيد من مائة وثلاثين من أعيانهم المشرقيين أبو طاهر السلفي صحبه واختص به وأكثر عنه وحكى أنه لما ودعه في قفوله إلى المغرب سأله عما كتب عنه فأخبره أنه كتب كثيرا من الأسفار ومئين من الأجزاء فسر بذلك وقال له تكون محدث المغرب إن شاء الله قد حصلت خيرا كثيرا قال ودعا لي بطول العمر حتى يؤخذ عني ماأخذت عنه ومنهم أبو محمد العثماني وأخوه أبو الطاهر وأبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وأبو القاسم بن جارة وأبو الثناء الحراني وأبو حفص الميانشي وأبو الحسن علي بن حميد الطرابلسي وأبو الحسين بن أبي عبد الله الرازي ومن الأندلسيين أبو محمد عبد الحق الإشبيلي وأبو جعفر بن مضاء وأبو عبد الله بن الفخار وأبو زيد السهيلي وابو الحسن بن فيد وأبو محمد اليسع بن حزم وغيرهم وقد جمع في أسمائهم على حروف المعجم تأليفا مفيدا أكثر فيه من الاثار والحكايات والأخبار ووقع إلي بخطه في سنة أربعين وستمائة بتونس فكتبته على الانتخاب والاقتضاب وضمنت هذا الكاتب منه ما نسبته إليه وقفل من رحلته الحافلة هذه فأخذ عنه بسبتة سنة أربع وسبعين وخمسمائة ثم نزل تلمسان واتخذها وطنا وحدث بها وألف ورحل الناس إليه وسمعوا منه كثيرا وكان حافظا للحديث محافظا على إسماعه عدلا خيارا مقيدا لما روى مفيدا بما جمع وغيره أضبط منه وبرنامجه الكبير مشتمل على فوائد جمة روى عنه أكابر أصحابنا وجماعة من جلة شيوخنا لعلو روايته وتشاهر عدالته وكتب إلي بإجازة ما رواه وألفه في العشر الأواخر من رمضان سنة ثمان

____________________

وستمائة ومن تواليفه برنامجه الأكبر وبرنامجه الأصغر ومعجم شيوخه في مجلد كبير وهو الذي تقدم ذكره والأربعون حديثا في المواعظ والأربعون في الفقر وفضله وثالثة في الحب في الله ورابعة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومسلسلاته في جزء وكتاب فضائل الشهور الثلاثة رجب وشعبان ورمضان وكتاب فضل عشر ذي الحجة وكتاب مناقب السبطين الحسن والحسين وكتاب الفوائد الكبرى مجلد والفوائد الصغرى جزء وكتاب الترغيب في الجهاد خمسون بابا في مجلد وكتاب المواعظ والرقائق أربعون مجلسا سفران وكتاب مشيخة السلفي وغير ذلك وأخبرني في كتابه قال أنشدنا الحافظ أبو طاهر السلفي قال أنشدنا أبو المكارم الأبهري قال أنشدنا أبو العلاء التنوخي بالمعرة لنفسه

( توحد فإن الله ربك واحد ** ولا ترغبن في عشرة الرؤساء )

( يقل الأذى والعيب في ساحة الفتى ** وإن هو أكدى قلة الجلساء )

( فأف لعصريهم نهار وحندس ** وجنسي رجال منهم ونساء )

( وليت وليدا مات ساعة وضعه ** ولم يرتضع من أمه النفساء )

قال وسمعت شيخنا الحافظ أبا طاهر رحمه الله بالاسكندرية يقول سمعت القاضي أبا الحمد الموحد بن محمد بن عبد الواحد بتستر يقول سمعت محمد بن علي المقرىء الكازورني بالأهواز يقول دخلنا على أبي العلاء المعري منصرفنا من مكة ونحن جماعة فسألنا عن أسمائنا وبلداننا وصنائعنا فانتسب كل واحد منا فلما سألني عن صناعتي قلت أنا قارىء قال فاقرأ لي اية من كتاب الله تعالى فقرأت { يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } فبكى بكاء شديدا ثم أمر لنا بدريهمات وقال اصرفوها في البلس يعني التين فإنه أوانه فسألناه أن ينشدنا شيئا من الشعر فأنشدنا

( يغدو الفقير وكل شيء ضده ** والأرض تغلق دونه أبوابها )

( فتراه ممقوتا وليس بمذنب ** ويرى العداوة لا يرى أسبابها )

( حتى الكلاب إذا رأت ذا بزة ** هشت إليه وحركت أذنابها )

( وإذا رأت يوما فقيرا بائسا ** نبحت عليه وكشرت أنيابها )

مولده بلعنت الصغرى في نحو الأربعين وخمسمائة وتوفي بتلمسان في جمادى

____________________

الأولى سنة عشرة وستمائة كتب لي وفاته بخطه شيخنا أبو زكرياء بن عصفور التلمساني منها

272 محمد بن الزبير من أهل مرسية وأصله من جنجالة يكنى أبا عبد الله سمع أبا بكر بن حسنون وأبا محمد بن حوط الله وغيرهما وأقرأ القران وعلم بالعربية وأخذ عنه وكان موصوفا بالصلاح والفضل وتوفي سنة عشرة وستمائة ذكر وفاته أبو عمرو بن عيشون

273 محمد بن يوسف القيسي من أهل المرية ويكنى أبا عبد الله له رواية عن أبي الحسن بن هذيل أخذ عنه القراءات ببلنسية وروى عن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن سعادة وقد حدث بتلمسان وأخذ عنه أبو زكرياء بن عصفور شيخنا

274 محمد بن محمد بن اسماعيل بن سماعة التجيبي من ألش وسكن مرسية يكنى أبا عبد الله روى عن شيخنا أبي الخطاب بن واجب واختص بأبي محمد بن حوط الله وأكثر عنه وأجاز له أبو القاسم بن سمجون وأبو بكر بن جابر الثعلبي وأبو جعفر بن شراحيل وأبو زكرياء الدمشقي وأبو بكر بن غالب الهاشمي وأبو القاسم الملاحي وغيرهم وكان ذا عناية بالرواية بصيرا بالحديث مشاركا في العربية وقد علم بها وأقرأ وحدث بيسير وكتب بخطه علما كثيرا وتوفي معتبطا سنة عشرة وستمائة

275 محمد بن عبد الملك بن يوسف بن فرين من أهل لرية عمل بلنسية وصاحب الأحكام بها يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الحسن بن هذيل وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وغيرهم وأجاز له أبو طاهر السلفي ولجماعة من جيرانه سنة خمس وسبعين وخمسمائة وأبو محمد المبارك بن الطباخ حدث وأخذ عنه بعض أصحابنا وكان شيخا فاضلا توفي سنة عشرة وستمائة

276 محمد بن أحمد بن يربوع من ساكني جيان وقد نزل بلس من أعمال لورقة يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي محمد بن دحمان وأبي القاسم السهيلي وأبي عبد الله بن

____________________

العويص وأبي إسحاق بن فرقد وأبي عبد الله بن الفخار وأبي عبد الله بن حميد وأبي الحسن بن خروف وكان من أهل العلم بالقراءات والعربية والاداب وعلم بها وبالحساب وكان يتردد للإقراء والتعليم بين جيان وقيشاطة وأبذة من أعمالها وألف كتابا حسنا في فنون من الأشعار ورأيت السماع عليه في النوادر لأبي علي البغداذي سنة اثنين وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة عشر وستمائة أو نحوها يروي عنه أبو عبد الرحمن بن غالب

277 محمد بن عبد الله بن أبي بكر القيسي من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله ويعرف بالأغماتي لأن أصله منها روى عن أبي عبد الله بن عسكر وتفقه بأبي عمرو بن مرجي قرأ عليه المدونة وولي القضاء ببعض الجهات أخذ عنه بعض أصحابنا وحكى عنه ولد برقوط في صفر سنة ستة وأربعين وخمسمائة ولم يذكر وفاته

278 محمد بن عمربن علي بن عبيد الله بن عامر المعافري من أهل دانية يكنى أبا عبد الله روى عن مشيخة بلده وولي به الأحكام وكان صاحبا لأبي بكر أسامة بن سليمان الزاهد ومتوليا معه لعقد الشروط وله حظ من قرض الشعر وهو من بيت نباهة وعلم وأدب وتوفي نحو سنة عشرة وستمائة

279 محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن مفرج بن سهل الأنصاري من أهل بلنسية يعرف بابن غطوس ويكنى أبا عبد الله يروي عن ابن هذيل فيما أحسب وكان يكتب المصاحف وينقطها وانفرد في وقته بالإمامة في ذلك براعة خط وجودة ضبط ويقال إنه كتب ألف نسخة من كتاب الله عز وجل ولم يزل الملوك فمن دونهم يتنافسون فيها إلى اليوم وكان قد الى على نفسه ألا يخط حرفا من غيره ولا يخلط به سواه تقربا إلى الله وتنزيها لتنزيله فما حنث فيما أعلم وأقام على ذلك حياته كلها خلف أباه وأخاه في هذه الصناعة التي تميزوا بها وكان معروفا فيها وفي إبداعها اية من ايات خالقه مع الخير والصلاح والانقباض عن الناس والعزوف عنهم رأيته على هذه الصفة وتوفي حول سنة عشر وستمائة 610 واستفدت منه بعضا من مرسوم الخط ولقيته عند معلمي أبي حامد وتغلب عليه الغفلة

____________________

المرية يكنى أبا بكر سمع ببلده من الخطيب أبي شرف معزوز بن حبيب الطيبالي وبمرسية من أبي عبد الله بن عبد الرحيم وأبي القاسم بن حبيش وبقرطبة من أبي القاسم بن بشكوال وغيرهم وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو الحسن بن النعمة وأبو محمد بن عبيد الله وأبو القاسم السهيلي وأبو عبد الله بن الفخار وولي قضاء المرية والصلاة والخطبة وكان حافظا للفقه عارفا بالحديث بصيرا بالقراءات حسن الخط جيد الضبط أقرأ وحدث وأخذ عنه وتوفي بالمرية مصروفا عن القضاء سنة عشر أو إحدى عشرة وستمائة وفي السامعين من أبي القاسم بن حبيش محمد بن نضير بن محمد ولا أدري ما هو من هذا

281 محمد بن عبد الجبار بن محمد بن خلف القيسي من أهل دانية وسكن بلنسة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي جعفر بن طارق وسمع من أبي الحسن بن النعمة كثيرا وجل رواياته عنه وكتب إليه أبو القاسم بن حبيش وأبو عبد الله بن حميد وغيرهما وكان من أهل التجويد والضبط شديد الأخذ على القارىء متنطعا في ذلك حتى كان يعاب به جاريا على سنن أهل السنة ورعا منقبضا على حدة كانت فيه أقرأ بمسجد ابن عيشون من داخل بلنسية وأم في صلاة الفريضة به وكانت له حلقة بالجامع منها إثر صلوات الجمع حضرتها غير مرة وسمعته يفسر ايا من القران في ما يتلى عليه وتوفي في رمضان سنة إحدى عشرة وستة مائة واستجازه لي عبد الكريم بن عمار صاحبنا

282 محمد بن خلف بن ابراهيم بن أيوب بن ابراهيم بن عبادة بن بالغ الهاشمي من أهل بسطة وصاحب الصلاة والخطبة بها يكنى أبا عبد الله وأبا بكر روى عن أبي عبد الله بن الفرس وأبي العباس الخروبي وأبي الحجاج بن يسعون وأبي جعفر عبد الرحمن بن القصير وأبي الحسن علي بن مسعود بن عبد العزيز وغيرهم وولي قضاء بلده مدة فحمدت سيرته وأقرأ القران وأسمع الحديث وكان من أهل الإتقان والعدالة والورع والفضل حدث عنه جماعة منهم أبو القاسم الملاحي وهو نسبه وحكى أبو سليمان بن حوط الله أنه حدثه بحكايات من رواياته عندما لقيه ببسطة في أوائل المحرم

____________________

سنة إحدى وستمائة وأجاز لأبي القاسم بن الطيلسان بسؤال صاحبه أبي بكر بن عبد النور الإشبيلي قال وتوفي ببلده سنة إحدى عشرة وستمائة وزاد غيره ومولده في الليلة الثانية والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وخمسمائة

283 محمد بن سليمان بن عبد العزيز بن غمر السلمي من أهل شاطبة يكنى أبا بكر بن أخذ عن أبي بكر بن مغاور وغيره من مشيخة بلده وكان من أهل العلم والأدب عدديا فرضيا صاحب مساحة وولي قضاء ألش من كور مرسية وأقرأ مقامات الحريري وأخذ عنه وسماه ابن برطلة في شيوخه وكان حسن النظر في فك المعمى وتوفي بشاطبة في عقب رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة بعضه من خط أبي عمرو بن عيشون

284 محمد بن وهب بن لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن نذير الفهري من أهل بلنسية وأصل سلفه من شنتمرية الشرق يكنى أبا عبد الله سمع أباه وأبا الحسن بن هذيل وأبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وغيرهم وأجاز له أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأبو القاسم بن جارة وكتب إليه السلفي وإلى أخيه أبي عامر نذير وأبيهما أبي العطاء القاضي وأجاز له أبو بكر بن أبي جمرة وسواه وخطب بجامع بلنسية مناوبا أباه واستقضي ببعض الكور وكان يعقد الشروط حدث بيسير أخذت عنه جملة من أول الملخص للقابسي وكان قد سمعه على ابن حبيش بقراءة أخيه أبي عامر وعاقني عن إكماله بالقراءة مرضه الذي توفي منه ليلة يوم الثلاثاء الثامن والعشرين من شوال سنة ثلاث عشرة وستمائة ودفن لصلاة العصر منه لمقبرة باب الحنش وصلى عليه أبو الحسن بن خيرة ومولده سنة إحدى وخمسين وخمسمائة أو نحوها

285 محمد بن عبد النوربن أحمد بن محمد بن عمربن عبد الخير بن عبد النور بن عبد الكريم السبإي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر سمع أبا الوليد بن أبي أيوب وأبا بكر بن صاف وأبا الحسن نجبة بن يحيى وأبا العباس بن مقدام وأبا

____________________

عبد الله بن زرقون وأبا الحكم بن حجاج وأبا بكر النيار وسمع بقرطبة من أبي القاسم الشراط وأبي بكر الأركشي وأبي محمد عبد الحق بن محمد بن عبد الحق الخزرجي وبمالقة من أبي كامل تمام بن الحسين وغيرهم وكان من أهل المعرفة والعناية بالرواية كثير السماع وتصدر ببلده لإقراء القران وإسماع الحديث وكان يبصره مع الفضل والصلاة والتواضع والزهد واستشهد في وقيعة قصر أبي دانس بغرب الأندلس في أحد شهري ربيع سنة أربع عشرة وست مائة حدث عنه من أصحابنا جماعة

286 محمد بن محمد بن أيوب بن محمد بن نوح الغافقي من أهل بلنسية يكنى أبا القاسم سمع من أبيه وأبي القاسم بن حبيش وغيرهما وأجاز له أبو مروان بن قزمان وأبو بكر بن محرز البطليوسي وأبو بكر بن خير وابو بكر بن أبي ليلى وأبو بكر بن أبي جمرة وغيرهم وكان مشاركا في الفقه عارفا بالأحكام ماهرا في عقد الشروط متقدما في الاداب شاعرا مكثرا ولي في أولية أمره قضاء جزيرة شقر وقد كان جده أيوب بن محمد وجد أبيه محمد بن وهب ولياها قبله ثم صرف عنها وولي بعد مدة قضاء المرية ومنها نقل إلى قضاء بلنسية فقدمها في شوال سنة إحدى عشرة وستمائة ولم تحمد سيرته وصرف عنها مستدعى إلى مراكش بعد انبعاث من أهل بلده لمطالبته وشيعته حينئذ فيمن شيعه وفاتني السماع منه فأخذت بعض منظومه عن أخيه وغيره عنه وعاجلته منيته بعد صرفه فتوفي بمراكش إثر صلاة الظهر من يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى سنة أربع عشرة وستمائة وهو ابن ستين سنة أو نحوها

287 محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن سعادة من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأبي بكر بن نمارة وأبي إسحاق بن خليفة وأبي بكر بن سيد بونة وغيرهم وسمع الحديث من أبي عبد الله بن سعادة وأبي محمد بن عاشر وأبي عبد الله بن بركة وأبي الحسين عليم بن عبد العزيز وأخذ العربية والاداب واللغات عن أبي الحسن بن النعمة وأبي عبد الله بن حميد وأبي الحسن بن سعد الخير

____________________

وأبي محمد المعروف بعبدون وغيرهم وأجاز له جميعهم وكان مقرئا متصدرا نحويا متحققا لغويا أقرأ وأخذ عنه لقيته عند أبي رحمه الله وقد قصده زائرا وأجاز لي حينئذ جميع روايته بسؤال أبي ذلك منه وتلفظ بالإذن في التحديث عنه وسمعت منه إذاك مسألة من الجمل للزجاجي وذلك قبل سنة اثنتي عشرة وستمائة بعد سماعي من عمه شيخنا أبي عبد الله بن سعادة المعمر وقد أخذ عنه جماعة من أصحابنا وغيرهم وتوفي بعد إقعاده في أحد شهري جمادى سنة أربع عشرة وستمائة

288 محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد الأنصاري من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن صاحب الأحكام سمع أبا سليمان داود بن يزيد السعدي وأبا الحسن بن الضحاك الفزاري وغيرهما وأجاز له مرتين أبو الحسن شريح بن محمد وأبو القاسم بن رضي وأبو الحكم بن غشليان وأبو محمد بن بقي القيسي وكانت إجازة شريح له ولأبيه في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة روى عنه من الجلة أبو القاسم الملاحي وابن فرقد وغيرهما وكان موصوفا بالصلاح والعدالة حسن الخط يعقد الشروط مولده سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وخمسمائة الشك منه قال ابن فرقد توفي في حدود سنة خمس عشرة وستمائة وقال بعض أصحابنا أنه توفي فجأة في اخر ركعة منصلاة المغرب ليلة الثلاثاء لسبع خلون من رجب سنة أربع عشرة وستمائة

289 محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن جبير الكناني من أهل بلنسية ونزل أبوه شاطبة وانتقل هو إلى غرناطة يكنى أبا الحسين حمل عن ابن الحاج وأخذ العربية عن ابن يسعون وسمع بشاطبة من أبيه أبي جعفر وابي عبد الله الأصيلي وأبي الحسن بن أبي العيش وأخذ عنه القراءات وأجاز له أبو الوليد بن الذباغ وأبو عبد الله محمد بن

____________________

عبد الله بن عيسى التميمي السبتي وعني بالاداب فبلغ منها الغاية وتقدم في صياغة القريض وصناعة الكتاب ونال بها دنيا عريضة ثم رفضها وزهد فيها وتحرك لنيته الحجازية في شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة صحبة أبي جعفر بن حسان فأدى الفريضة وسمع بمكة من أبي حفص الميانشي ولقي بدمشق أبا الطاهر الخشوعي فأخذ عنه مقامات الحريري بين قراءة وسماع في جمادى الأولى سنة ثمانين وخمسمائة وحدث بها عنه إجازة وأجاز له أبو محمد عبد اللطيف الخجندي وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الصوفي وأبو محمد بن عساكر وأبو ابراهيم إسحاق بن إبراهيم التونسي المجاور بمكة وأبو جعفر أحمد بن علي القرطبي نزيل دمشق وغيرهم وقفل إلى الأندلس وسمع منه بها بعض ما كان عنده وحمل عنه شعره في الزهد وغيره وهو كثير مدون حدثنا عنه أبو تمام بن اسماعيل بلفظه بين سماع ومناولة وغيره من شيوخنا وأصحابنا ثم رحل ثانية إلى المشرق تاسع شهر ربيع الأول سنة خمس وثمانين وعاد إلى المغرب ثم رحل ثالثة بعد سنة إحدى وستمائة وجاور بمكة وبالقدس وحدث هنالك وسمع منه وأخذ عنه وتوفي بالاسكندرية ليلة يوم الأربعاء التاسع والعشرين لشعبان سنة أربع عشرة وستمائة وهو ابن خمس وسبعين سنة مولده ببلنسية سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وقيل بشاطبة سنة أربعين

290 محمد بن عبد العزيز بن سعادة من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأبي بكر بن نمارة وبعضها عن أبي عبد الله بن سعيد الداني وأبي الحسن بن النعمة وسمع من جميعهم ومن أبي عبد الله بن سعادة وأبي حفص بن واجب وأبي محمد بن عاشر وأبي العباس بن إفرند وأبي محمد هارون بن عات وغيرهم وتصدر للإقراء ببلده وكان من أهل الصلاح والقيام على كتاب الله تعالى والمعرفة بالقراءات والإتقان لهذا الشأن حسن الخط جيد الضبط وعمر وأسن وأخذ عنه الناس وقدم علينا ببلنسية في أول شوال سنة عشر وستمائة فأخذت عنه وسمعت منه وأجاز لي ما رواه عند ذلك وقبله وكان شيخناأبو الخطاب بن واجب يوثقه

____________________

ويثني عليه ويقول بفضله وبقدم صحبته لأبي الحسن بن هذيل وغيره من الشيوخ وتوفي بشاطبة يوم الثلاثاء التاسع من شوال سنة أربع عشرة وستمائة عن سن عالية بلغت المائة أو أربت عليها يسيرا وهو متبع بجوارحه كلها مولده سنة أربع عشرة وخمسمائة وقد قيل إنه ولد سنة ست عشرة

291 محمد بن محمد بن عيشون بن عمر بن صباح اللخمي من أهل مرسية وأصله من يكه من أعمالها وبالنسبة إليها كان يعرف يكنى أبا عمرو سمع أبا العباس بن إدريس وأبا عبد الله بن سعادة وأبا محمد بن عبيد الله وأبا عبد الله بن عبد الرحيم وغيرهم وأجازه أبو الحسن بن هذيل وأبو الحسن بن النعمة وأبو القاسم السهيلي وأبو الحسن صالح بن عبد الملك الأوسي وأبو القاسم بن حبيش وأبو عبد الله بن حميد وأبو بكر بن مغاور وأبو عبد الله بن الفخار ومن أهل المشرق أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وأبو محمد بن بري النحوي وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وأبو يعقوب بن الطفيل الدمشقي ويروي بالإجازة العامة عن السلفي وكان يعقد الشروط ويبصرها ويجيد فك المعمى ويقرض أبياتا من الشعر وله تقييد مفيد في الوفيات اعتمدت عليه في هذا الكتاب وحدثني به عنه ابنه أبو عمر عيشون بن محمد وغيره من أصحابنا وقرأت بخطه أنه سمع أبا محمد بن عبيد الله بسبتة يقول إن ابن عباس قال لو فسرت الحمد لله رب العالمين عى كنه تفسيرها ما حملت إبل الأرض كتب تفسيرها حدث وأخذ عنه وتوفي مستهل ذي القعدة سنة أربع عشرة وستمائة ودفن بروضة ابن فرج بربض سرحان من داخل مرسية وهو ابن ست وسبعين سنة مولده سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قاله لي ابنه أبو عمر

292 محمد بن يوسف بن أحمد بن معن بن ميمون الازدي من أهل شريش يكنى أبا بكر روى عن أبيه ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بالاسكندرية من أبي محمد العثماني وأخيه أبي الطاهر اسماعيل وابي الطاهر بن عوف وأبي طاهر السلفي وبمكة من أبي محمد بن الطباخ وصحب في السماع منه شيخنا أبا عبد الله التجيبي وكان من أهل المعرفة بالفقه والشروط مشتغلا بعقدها وولي القضاء ببعض الكور حدث وأخذ عنه

____________________

وحكى ابن الطيلسان أنه أجاز له لفظا في محرم سنة إحدى عشرة وستمائة وأخذ عنه إبن فرقد في ذي قعدة من عام عشرة وستمائة وقال توفي يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي قعدة عام أربع عشرة وستمائة وهو في عشر السبعين من عمره

293 محمد بن علي بن محمد بن علي بن هذيل من أهل بلنسية يكنى أبا عامر أخذ عن أبيه القراءات وسمع منه كثيرا ومن أبي الحسن طارق بن يعيش وأبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وأجاز له أبو بكر بن رزق وأبو طاهر السلفي وكان من أهل الصلاح والورع شديد الانقباض عن الناس مقتصرا على باديته معروفا بالعبادة والزهادة وكان متعسفا في الرواية لا يسمح بالأخذ عنه ولا يجيب إليه ويتصاغر عن ذلك تواضعا منه وربما أجاز لفظا لمن يلح عليه ولم يكن له علم بالحديث وقد أخذ عنه مع ذلك بيسير لقيته وهبت أن استجيزه لما كنت أعرف من نفوره وعسر انقياده واستجازه لي أبي فتلفظ بذلك وتوفي بين صلاتي الظهر والعصر من يوم الأحد السابع والعشرين لذي قعدة أربع عشرة وستمائة ودفن لصلاة العصر من يوم الاثنين بعده وسنه فوق السبعين ودفن بمقبرة المصلى وشهد السلطان جنازته وجمع الناس وازدحمت العامة على نعشه وأتبع ثناء جميلا وكان اهلا لذلك رحمه الله

294 محمد بن محمد بن يبقى بن جبلة الخزرجي من أهل أوريولة وسكن القاهرة يكنى أبا بكر سمع من أبي طاهر السلفي وأبي عبد الله المسعودي وغيرهما وأخذ عنه ذكر ابن الطيلسان أنه أجاز له في سنة أربع عشرة وستمائة

295 محمد بن محمد بن خلف بن ابراهيم بن بالغ الهاشمي من أهل بسطة يكنى أبا الحسن روى عن أبيه وغيره وولي الصلاة والخطبة ببلده وحدث وكان ذا مشاركة في العربية ووقفت على خطه بالإجازة لمن سأله ذلك في سنة أربع عشرة وستمائة

296 محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن كميل بن عبد العزيز بن هارون اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر

____________________

ويعرف بابن المرخي أخذ عن أبيه أبي الحكم وأبي العباس بن سيد المعروف باللص وغيرهما وكان من أهل المعرفة بالاداب واللغات كاتبا بليغا أديبا حافلا ناظما ناثرا وله كتاب في الخيل وكتاب في حلية الأديب في اختصار المصنف الغريب أخذ عنه وسمع منه وكان هو وأبوه وجده أبو بكر في الطبقة العالية من الكتابة والنباهة وقد أخذ عنه أبو الحسن الدباج النحوي وتوفي سنة خمس عشرة وستمائة

297 محمد بن أحمد بن محمد بن غالب الأنصاري من أهل قرطبة يعرف بابن الشراط ويكنى أبا عبد الله سمع من عمه أبي القاسم عبد الرحمن محمد بن غالب وأخذ عنه القراءات ومن أبي ذر الخشني وأبي عبد الله محمد بن عثمان بن يقيميس وغيرهم وتصدر بجامع قرطبة الأعظم لإقراء القران والعربية وإسماع الحديث وكان مقرئا محققا ضابطا ورعا زاهدا أخذ عنه جماعة منهم أبو القاسم بن الطيلسان وقال توفي يوم الخميس ودفن يوم الجمعة الحادي عشر من المحرم وقال لي أبو جعفر أحمد بن علي القرطبي صاحبنا توفي منتصف المحرم سنة ست عشرة وستمائة

298 محمد بن عبد العزيز بن يبقى الرعيني من أهل قيشاطة عمل جيان وسكن غرناطة يكنى أبا عبد الله أخذ القراءات ببلده قيشاطة عن أبي عبد الله بن خضريال وأخذ ببياسة عن أبي الحسن بن حسنون ولم يكمل ختم القران عليه وأقرأ بمسجد ابن جرج من غرناطة وأخذ عنه وكان رجلا صالحا فاضلا يتخيره الأمراء للقراءة عليهم لحسن صوته وخشوعه ويشار إليه بإجابة الدعوة أخذ عنه ابن الطيلسان بغرناطة وقال توفي بعد انفصالي عنها بيسير سنة ستة عشر وستمائة

299 محمد بن أحمد بن عبيد الله النفزي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله وأبا الوليد ويعرف بابن قبوج أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه التيسير لأبي عمرو المقرىء وأجاز له وتفقه بأبي محمد عاشر بن محمد وأبي محمد هارون بن عات وروى عنهما وكان فقيها جليلا حافظا للرأي والمسائل مدرسا لها ثقة عدلا روى عنه ابنه أبو الحسن عبد الله وأبو محمد بن خيرة وغيرهما من أصحابنا وتوفي بعد سنة ست عشرة وستمائة

____________________

300 محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عياش الحارثي يكنى أبا عبد الله سمع أبا الحجاج بن الشيخ بمالقة وأبا القاسم بن سمجون وغيرهما وحدث وأخذ عنه في سنة ست عشرة وستمائة ووقفت على خطه بذلك

301 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن العربي المعافري من أهل إشبيلية ومن بيت القاضي أبي بكر بن العربي يكنى أبا بكر أخذ ببلده قراءة نافع عن أبي محمد قاسم بن محمد الزقاق وسمع بقرطبة من أبي القاسم بن جرج وأبي الحسن الشقوري وهما في عداد أصحابه ورحل إلى المشرق رحلته الأولى سنه اثنتين وسبعين وخمسمائة فأدى فريضة الحج وسمع في طريقه من أبي طاهر السلفي بالاسكندرية الأربعين حديثا من جمعه والنصف الأول من السيرة لابن إسحاق وأجاز له في رجب من السنة ولقي حينئذ أبا الطاهر بن عوف بها وأجاز له ثم عاد إلى الأندلس ثم رحل ثانية سنة ست وتسعين فدخل الشام والعراق ولقي ببغداد جماعة من كبار مسنديها منهم ضياء الدين أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الصوفي البغدادي فسمع منه وأجاز له وابو محمد عبد الله بن ذهبل بن كاره الخريمي وغيرهما ولقي بالموصل الخطيب بها أبا القاسم عبد المحسن بن أبي الفضل الطوسي ولقي بمكة أبا محمد يونس بن يحيى الهاشمي وسمع منه صحيح البخاري ومسند عبد بن حميد وغير ذلك وأبا عبد الله بن أبي الصيف اليمني وأبا شجاع زاهر بن رستم الأصبهاني قدمها حاجا وسمع منه جامع الترمذي وفي قفوله إلى المغرب سمع بالاسكندرية من أبي الحسن بن المفضل المقدسي وأجاز له جميعهم وعاد من رحلته الثانية سنة أربع وستمائة وأخذ عنه حينئذ بإشبيلية وبقرطبة في مقدمه عليها ومنها قصد الرحلة الثالثة والعودة إلى مكة يوم الاثنين العشرين من شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وستمائة وفي تردده على المشرق جاور بالحرمين الشريفين خمس سنين وأتبع حجته الأولى بست فأكملها سبعا وسلك طريقة التصوف وكان من الفضل والدين والتواضع ولين الجانب بمكان سمع منه جماعة منهم أبو القاسم بن الطيلسان ومعظم خبره عنه وحكى أنه توفي بالاسكندرية سنة سبع عشرة وستمائة قال وكان مولده فيها أخبرني به بإشبيلية في جمادى الأخيرة عام اثنتين واربعين وخمسمائة

____________________

302 محمد بن علي بن محمد بن يحيى الأنصاري من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي بكر بن أبي جمرة وأبي محمد عبد الله بن أحمد المعروف بابن علوش وغيرهم ورحل حاجا فسمع بمكة من أبي عبد الله بن أبي الصيف وأبي محمد يونس بن يحيى الهاشمي وأبي شجاع زاهر بن رستم وأبي الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري وغيرهم وعاد إلى مرسية فلزم إقراء القران بها وأخذ عنه وكان شيخا صالحا مقلا صابرا يشارك في علم الحديث وحفظ الرجال وله اختصار مفيد في كتاب اقتباس الأنوار لأبي محمد الرشاطي ووقفت عليه وحدثني بعض أهل بلده بصحبته لأبي القاسم الطرسوني وقعوده كثيرا معه في دكانه قال لي وربما غلط في فتياه فيرد عليه ابن يحيى هذا وكان يخضب وتوفي سنة سبع عشرة وستمائة أو قبلها بيسير

303 محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن أحمد بن خلف بن الأسعد بن حزم الأموي النحوي من أهل يابرة وانتقل أبوه إلى إشبيلية فسكنها يكنى أبا بكر أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف والعربية عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي الوليد بن نام وتأدب بهم وسمع على الحافظ أبي بكر بن الجد كتاب سيبويه بقراءة أبي محمد بن حوط الله ولقي أبا زيد السهيلي فسمع عليه بعض كتابه المسمى بالروض الأنف في شرح السير لابن سحاق وأجاز له أبو محمد بن عبيد الله وابو بكر بن مالك الشريشي وغيرهما ولم تكن له عناية بالرواية غلب عليه التحقق بالعربية والقيام عليها والعكوف على التعليم بها وبالقراءات وكان من أهل التيقظ والفهم وقد أخذ عنه وروى عنه أبو مروان الباجي القاضي وقال فيه أبو الحسن الرعيني كان أستاذ حاضرة إشبيلية غير مدافع عليه قرأ ابن عبد النور والسقطي وانتفع به الشلوبين وكان من إجادة الإلقاء وحسن الإفادة وسهولة العبارة على غاية وكان يميل في عربيته إلى مذهب ابن الطراوة ثم غلب عليه ذلك فشرد عن الجمهور لقيته بإشبيلية ولم أسمع منه سوى ما كان يقرأ في العشر الوسط

____________________

من صفر سنة ثمان عشرة وستمائة ومولده بيابرة منتصف ذي الحجة سنة خمس وأربعين وخمسمائة أكثر خبره عن ابن طلحة وفيه عن غيره

304 محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عياش التجيبي من أهل برشانة عمل المرية وسكن مراكش يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي عبد الله بن حميد يسيرا وعن أبي القاسم السهيلي وعني بالاداب وكان عالما بها رئيسا في صناعة الكتابة خطيبا مصنفا بليغا مفوها ذا حظ صالح من قرض الشعر وكانت له مشاركة في غير ذلك واستكتبه السلطان بالمغرب في سنة ست وثمانين وخمسمائة فنال دنيا عريضة أنشدنا القاضي أبو محمد بن برطلة قال أنشدنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عياش قال أنشدني أبي مما قاله في المصحف المنسوب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وقد أمر المنصور بتحليته

( ونقلته من كل ملك ذخيرة ** كأنهم كانوا برسم مكاسبه )

( فإن ورث الأملاك شرقا ومغربا ** فكم قد أخلوا جاهلين بواجبه )

وألبسته الياقوت والدر حلية ** وغيرك قد رواه من دم صاحبه )

توفي بمراكش في العشرالأواخر من جمادى الأخيرة سنة ثمان عشرة وستمائة ومولده سنة خمسين وخمسمائة

305 محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج بن الجد الفهري من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله سمع من جده الحافظ أبي بكر ومن غيره وكان ذا رياسة عظيمة في بلده ووجاهة عند الأمراء متمكنة أورثها عقبة مع الفضل الكامل والسر الظاهر جوادا كثير المعروف والصدقات رفيع القدر بادي التواضع جالسته في اخر سنة ست عشرة وستمائة وسمعت منه ما حكاه في تناهي أحوال إشبيلية في ذلك

____________________

التاريخ وأحسبه لم يحدث بشيء مما رواه ولا كان ذلك شأنه وتوفي سنة ثمان عشرة وستمائة وكانت جنازته مشهودة وحضرتها حينئذ

306 محمد بن الحسن بن علي اللخمي من أهل دانية يعرف بابن التجيبي ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي القاسم بن تمام المالقي وأبي محمد بن الفرس وأجاز له أبو طاهر السلفي وقرأ كتاب سيبويه عل الذهبي تفقها وناظر عنده في علوم الأوائل وكان أديبا كاتبا بليغا له حظ من علم العربية وقد أقرأ بها وقتا وولي قضاء بلده وكان كريم العشرة جوادا سمحا واسع المروءة كثير المبرة لقيته ببلنسية ثم بدانية وأخذت بها عنه كتاب جذوة المقتبس للحميدي بين سماع ومناولة وتوفي صدر يوم الأربعاء السادس عشر من رمضان سنة ثمان عشرة وست مائة ومولده سنة ستين وخمسمائة

307 محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام الفهري من أهل المرية وأصله من مرسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الشواش وبالذهبي سمع من أبي عبد الله بن سعادة وأبي بكر بن أبي ليلى وأبي عبد الله بن الفرس وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي الحسن بن فيد وأبي عبد الله بن الفخار وأبي زيد السهيلي وأجاز له أبو الحسن بن النعمة وأبو بكر بن خير وغيرهما وأخذ عن أبي موسى الجزولي النحوي وقعد لإقراء القران وإسماع الحديث وتدريس العربية والاداب واللغات وكان فاضلا متواضعا مشاركا في فنون من العلم من أبرع الناس خطا وأجودهم ضبطا وتردد مرارا على مرسية فسمع منه بها وأخذ عنه وتوفي بالمرية سنة ثمان عشرة وستمائة

وقال ابن فرقد توفي سنة تسع عشرة وستمائة وكذا قال ابن فرتون وزاد أنه دفن بمقبرة الأحرش بالربض

308 محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن بكر الفهري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع من شيوخنا أبي عبد الله بن نوح وأبي الخطاب بن واجب وأبي عمر بن عات وغيرهم وأجاز له عبد الله بن حميد وكتب بخطه علما كثيرا وكان متحققا بعلم الحساب مشاركا في الطب حافظا للحديث والتواريخ من بيت كتابة ونباهة وصحبته

____________________

وعارضت معه كتاب المصابيح لأبي محمد بن مسعود وسمعت منه أخبارا وأشعارا توفي سنة ثمان عشرة وستمائة

309 محمد بن عبد الله بن محمد بن وقاص اللمطي من أهل ميورقة رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع من أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله المسعودي وأبي الطاهر الخشوعي وأبي الطاهر اسماعيل بن عمر القرشي الأندلسي وحدث بالموطأ عن أبي جعفر عبد الرحمن بن القصير ولا أدري أين لقيه وعاد إلى ميورقة وتولى الصلاة والخطبة بجامعها وخطب أيضا بالعدوة ليحيى بن إسحاق أيام ظهوره بها وكان خطيبا مصقعا بليغا مفوها يقرض يسيرا من الشعر أخذ عنه وتوفي سنة ثمان عشرة وستمائة أو نحوها

310 محمد بن محمد بن علي بن باز اليحصبي من أهل بلس المعروفة بالسكة عمل بسطة يكنى أبا عبد الله سمع أبا القاسم بن حبيش وغيره وكان أديبا ماهرا حدث عنه بعض أصحابنا وذكر أنه قرأ عليه المقامات للحريري

311 محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام الغساني من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه وغيره وكان أديبا كاتبا وله شرح في كتاب الشهاب سماه بمستفاد الرحلة والاغتراب وأجازه لي وأخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي بمرسية في العشرة الأواخر من رمضان سنة تسع عشرة وستمائة

312 محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج بن أحمد بن عبد الواحد بن حريث بن جعفربن سعيد بن محمد بن حقل بن الخيار بن مروان الغافقي نقلت نسبه

____________________

من خطه ثم وجدته بخطه أيضا في موضع اخر مرفوعاإلى حقل وقال بعده ابن مروان الداخل إلى الأندلس ابن حقل من أهل غرناطة يكنى أبا القاسم ويعرف بالملاحي والملاحة قرية على بريد من غرناطة نزلها سلفه سمع من أبيه وخاله أبي إسحاق بن الحلاء وأبي الحسن بن كوثر وأبي سليمان السعدي وأبي عبد الله بن عروس وأبي خالد بن رفاعة وأبي محمد بن الفرس وأبي جعفر بن حكم وأبي عبد الله بن بونه وأخيه عبد الحق وأبي بكر بن زمنين وابي جعفر بن شراحيل وأبي بكر بن مسعدة وأبي القاسم بن سمجون وأبي زكرياء الدمشقي وغيرهم وأجاز له من أهل الأندلس جده لأمه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الأنصاري قرأ على ابن كرز وطبقته وأبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وأبو محمد بن عبيد الله وابو زيد السهيلي وأبو العباس البلنسي وأبو عبد الله بن حميد وابو العباس بن مقدام وأبو بكر بن أبي جمرة وأبو جعفر بن مضاء وأبو بكر بن صاف وابو الحكم بن حجاج وأبو القاسم الشراط وغيرهم كثير ومن أهل المشرق أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وأبو حفص الميانشي وابو القاسم بن جارة وأبوالفضل الغزنوي وأبو عبد الله بن أبي الصيف وأبو الطاهر الخشوعي وأبو محمد بن عساكر وغيرهم وشيوخه الذين كتب أسماءهم من خطه مائة وستة وثلاثون وفيهم من شيوخنا جماعة وقال ابن الطيلسان ذكر لي أنهم يزيدون على مائة وخمسين رجلا وحدث بالإجازة العامة عن أبي طاهر السلفي وأبي مروان بن قزمان وروى العالي والنازل وكتب عن الصغار والكبار وبالغ حياته كلها في الاستكثار وكان مقدما في صناعة الحديث شديد العناية بالرواية حسن الخط جيد الضبط حافظا لأسماء الرواة مميزا لهم عارفا بأخبارهم وألف تاريخا في علماء البيرة وأنسابهم وأنبائهم أنبأ عن حفظه ومن تواليفه كتاب لمحات الأنوار ولفحات الأزهار في ثواب قارىء القران وكتاب أنساب الأمم العرب والعجم وسماه بالشجرة وكتاب الأربعين حديثا بلغ فيه الغاية من الاحتقال وشهد له بحفظ أسماء الرجال وزاد على من تقدمه وله استدراك على أبي عمر بن عبد البر في الصحابة ومجالس في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه وغير ذلك وكان معتمده من شيوخه على أبي محمد بن الفرس عنه أكثر ومنه استفاد وبه انتفع حدث وأخذ عنه الناس وكان أهلا لذلك وتوفي لخمس خلون من

____________________

شعبان سنة تسع عشرة وستمائة وقال غيره سنة عشرين ومولده سنة تسع واربعين وخمسمائة

313 محمد بن عبيد الله بن غياث الجذامي الأديب من أهل شريش يكنى أبا عمرو روى عن أبي الحسن بن لبال وغيره من مشايخ بلده ويروي أيضا عن أبي بكر بن الجد وأبي محمد بن عبيد الله وأبي القاسم المواعيني وابن بشكوال وعني بالاداب وشهر بتجويد النظم وقد أخذ عنه من الجلة أبو القاسم الملاحي وغيره وتوفي في ذي الحجة سنة تسع عشرة وستمائة وقال ابن فرتون توفي في العشر الأول من محرم سنة عشرين ومولده سنة ست وثلاثين وخمسمائة

314 محمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ بن عيسى بن أصبغ كذا نسبه ابن غالب الازدي ويعرف بابن المناصف ويكنى أبا عبد الله من أهل قرطبة وخرج أبوه عيسى منها في الفتنة عند انقراض الدولة اللمتونية فاستوطن افريقية وبها ولد ابنه أبو عبد الله هذا ونشأ وتفقه بأبي الحجاج المخزومي قاضي تونس وسمع بها من أبي عبد الله بن أبي درقة وانتقل إلى تلمسان فسمع من أبي عبد الله التجيبي وله رواية عن أبيه عن جده ولم يعل إسناده وكان عالما متفننا نظارا صاحب استنباط وتدقيق واقفا على الاتفاق والاختلاف معللا مرجحا مع الحظ الوافر من علم اللغة والاداب والتصرف الحسن في قرض الشعر وله أراجيز في غير ما فن ومنها المذهبة في الحلي والشيات حملت عنه وسمعت كثيرا منه ومنها الدرة السنية في المعالم السنية ولم يكن لع علم بالحديث ولا عناية بالرواية وألف كتاب الانجاد في الجهاد فظهر فيه علمه وبان به تقدمه وكتاب الأحكام واستدرك على القاضي أبي محمد عبد الوهاب المالكي في التلقين من تأليفه باب السلم لإغفاله ذلك وولي قضاء بلنسية وبها لقيته واستجزته بخطي فأجاز لي جميع ما رواه وألفه لثلاث بقين من جمادى الاخرة سنة ثمان

____________________

وستمائة ثم نقل منها إلى قضاء مرسية وكان ذا سيرة عادلة وأبهة وشارة جميلة جامد اليد صلبا في الحق وكانت فيه حدة مفرطة وغلظة في تأديبه أدته إلى صرفه عن القضاء وإسكانه قرطبة بلد سلفه ثم لحق بمراكش فأقام هنالك مناوبا أئمة صلاة الفريضة إلى أن مضى لسبيله في شهر ربيع الاخر سنة عشرين وستمائة ومولده بتونس وقيل بالمهدية وهو أصح في رجب سنة ثلاث وستين وخمسمائة وذكره في الغرباء لا يصلح ضنانة بعلمه على العدوة

315 محمد بن هذيل بن محمد بن هذيل بن عبد الله الأنصاري من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر روى عن أبيه وعن غيره وأم في صلاة الفريضة بمسجد أبيه هذيل وقد حدث وأخذ عنه وكان رجلا صالحا نزيها وتوفي بعد سنة عشرين وستمائة قاله لي ابن سيد الناس

316 محمد بن ابراهيم بن محمد بن عبد البر الخولاني من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي القاسم بن بشكوال وأخيه أبي عبد الله وابي بكر بن خير وأبي عبد الله بن حفص وأبي الحسين بن ربيع وأبي عبد الله بن عراق وأبي القاسم بن غالب وأخذ عنه القراءات وكثيرا من كتب العربية وجل روايته عن أبي القاسم بن بشكوال اختص به ولازمه أعواما وأخذ عنه كثيرا من المصنفات الكبار والأجزاء الصغار وأجاز له وحدث وأخذ عنه وكان فاضلا سنيا معدلا وتوفي سنة عشرين وستمائة وقال ابن الطيلسان وسماه في مشيخته توفي فجأة ليلة الأحد الثاني عشر لمحرم سنة إحدى وعشرين وستمائة بعد أن صلى العتمة بالناس إماما بمسجد أبي حامد تلك الليلة صحيحا ودفن بمقبرة ابن عباس

317 محمد بن محمد بن إبراهيم الأميي من أهل حصن نوالش عمل باغه من غرناطة وأصله من لك يكنى أبا القاسم روى عن أبيه وأبي القاسم بن غالب وأبي عبد الله بن

____________________

المرابط اللكي وأبي الحسن بن كوثر سمع منه جامع الترمذي بغرناطة وولي الصلاة والخطبة بموضعه وأقرأ به القران وحدث بيسير أخذ عنه ابن الطيلسان

318 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد الأنصاري من أهل المرية وأصله من بلنسية يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن اليتيم وبابن البلنسي وبالاندرشي سمع أباه أبا العباس وأكثر عنه ولازم أبا محمد بن عبيد الله بقنجاير من عمل المرية قبل انتقاله إلى سبتة وأكثر عنه أيضا ورحل إلى بلنسية بلد سلفه فلقي بها أبا الحسن بن هذيل بقية المقرئين في عصره في رجب سنة اثنتين وستين وخمسمائة وقيل سنة ستين وقد كان أجاز له قبل ذلك وأبا الحسن بن النعمة وأبا محمد بن عاشر وأبا عبد الله بن سعادة ولقي بمرسية أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وبمالقة أبا إسحاق بن قرقول وأبا عبد الله محمد بن علي بن مطرف وأبا زيد السهيلي وأبا عبد الله بن الفخار وأبا عبد الله الأستجي الخطيب وأبا العباس محمد بن يزيد بن خير الطائي وأبا الحسن صالح بن عبد الملك الأوسي فسمع منهم وأجازوا له ودخل أشونة من عمل قرطبة فسمع بها من أبي مروان بن قزمان بعض الموطأ وناوله جميعه وأجاز له ولقي بقرطبة أبا الحسن بن بقي جد شيخنا أبي القاسم وأبا القاسم بن بشكوال وأبا محمد عبد الكريم بن غليب وأبا القاسم بن غالب الشراط وبغرناطة أبا خالد بن رفاعة فسمع منهم وأجازوا له وكتب إليه من أهل إشبيلية أبو إسحاق بن فرقد وأبو محمد بن موجوال نزيلها وابو بكر بن خير من سبتة وأبو بكر بن رزق ورحل إلى المغرب فلقي بمدينة فاس أبا الحسن بن حنين نزيلها فسمع منه الموطأ وأجاز له هو أبو عبد الله بن الرمامة وخرج إلى الحج في شبيبته سنة ست أو سبع وستين فلقي ببجاية أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي وسمع منه وأجاز له وسمع بالمهدية من قاضيها أبي يحيى بن الحداد أحد أصحاب المازري وبالاسكندرية من أبي محمد العثماني وأبي طاهر السلفي وأبي عبد الله بن

____________________

الحضرمي وأبي الطاهر بن عوف وبالقاهرة من أبي عمرو عثمان بن فرج ولقي بمكة عند أداء الفريضة أبا محمد المبارك بن الطباخ وأبا حفص الميانشي وببغداذ أبا الفرج الجوزي وشهدة بنت الإبري وبدمشق أبا القاسم بن عساكر صاحب التاريخ وأبا محمد بن أبي عصرون وبالموصل أبا الفضل الطوسي وغيرهم ببلاد شتى فأخذ عنهم وسمع منهم وكان يذكر أن شيوخه الذين لقيهم وأجازوا له نيف على مائه شيخ وقفل إلى بلده فقدم للقضاء بدلاية وأقام على ذلك مدة ثم تولى الخطبة بجامع قصبة المرية وكان راوية مكثرا رحالة في طلب العلم عالي الإسناد ونسبه بعض شيوخنا إلى الاضطراب وغمزه وعلى ذلك انتابه الناس ورحلوا إليه للسماع منه وقد أخذ عنه من الجلة أبو سليمان بن حوط الله وأكابر أصحابنا كتب إلي بالإجازة لجميع روايته وسمى جملة من شيوخه وذلك في شعبان سنة عشر وستمائة وتوفي في الثامن والعشرين لشهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وستمائة مرض في طريقه إلى مالقة وخرج منها مريضا بعد صلاة الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الأول ومات على ظهر البحر وأنزل بالمنكب ميتا ودفن بحذاء أبيه بمقبرة باب بجانة من ظاهر المرية ومولده ضحى يوم الأحد الخامس لشوال سنة اربع واربعين وخمسمائة

319 محمد بن حسن بن أحمد بن يوسف التجيبي أبو عبد الله السبتي سمع من أبي محمد بن عبيد الله فأكثر ومن أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وكتب إليه ابن بشكوال وجماعة وكان صدرا في الشروط سكن إشبيلية وحدث بها وتوفي في ربيع الأول سنة عشرين وستمائة وقد جاوز السبعين

320 محمد بن محمد بن سعيد بن أحمد بن سعيد بن عبد البر بن مجاهد الأنصاري من أهل إشبيلية وسكن بعض سلفه بطليوس يكنى أبا الحسين ويعرف بابن زرقون وسعيد بن عبد البر هو الملقب بذلك لحمرة وجهه وسمع من أبيه ومن أبي بكر بن الجد وتفقه بهما واختص بأبي بكر منهما وأخذ عن أبي جعفر بن مضاء وأجاز له أبو

____________________

مروان بن قزمان وأبو العباس بن سيد الأشبيلي وقد قيل أنه دخل في الإجازة العامة من ابن قزمان وكتب إليه أبو طاهر السلفي والحشوعي ويروي عن أبي الحسن المعروف بالأرجفي من أصحاب المازري وكان فقيها مالكيا حافظا مبرزا متعصبا للمذهب قائما عليه حتى امتحن بالسلطان من أجله واعتقل مدة بسبتة ومن تواليفه الكتاب المعلى في الرد على المحلى والمجلى لأبي محمد بن حزم وكتاب قطب الشريعة في الجمع بين الصحيحين ومنها اقتضابه لكتاب الأموال لأبي عبيد وغير ذلك وله كتاب في الفقه لم يكمله سماه تهذيب المسالك في تحصيل مذهب مالك كتب إلي بإجازة ما رواه وألفه في سنة ثمان وستمائة ثم لقيته بإشبيلية غير مرة في سنة ثمان عشرة وقبلها ولم يكن له بصر بالحديث وكان يعترف بالقصور عنه وعلى ذلك عني الناس بالسماع منه وقد كتب عنه من الجلة شيخنا أبو الربيع بن سالم وعندي بخطه مجموعة في حديثي جابر وبريرة وعاد بأخرة إلى تدريس الفقه وتعليم الرأي مع ذكره للاداب وعمارة مجلسه به وربما نظم اليسير توفي يوم السبت رابع شوال سنة إحدى وعشرين وستمائة ودفن بقبلي مسجده بالحصارين من داخل إشبيلية وهو ابن ثلاث وثمانين سنة مولده وقرأته بخطه في ربيع ولم يبين الأول من الثاني سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وذكر أبو القاسم بن فرقد أنه ولد يوم الاثنين السابع عشر لرجب من السنة المذكورة ورأيت ذلك بخط بعض أصحابنا إلا أنه قال التاسع عشر وحكي أنه قرأه بخط أبيه على ظهر سفر من كتاب البخاري

321 محمد بن موسى بن محمد من أهل شاطبة يعرف بالقطني ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي الخطاب بن واجب وأبي عمر بن عات من شيوخنا وابي محمد بن حوط الله وغيرهم ولقي بمدينة فاس أبا القاسم عبد الرحيم بن عيسى بن الملجوم فسمع منه وأخذ عن أبي الحسن بن حريق الأدب وعني بالعربية فأقرأها وعلم بها وحدث بيسير وتوفي في سنة إحدى وعشرين وستمائة قاله لي أبو محمد بن خيرة

____________________

322 محمد بن عمربن يوسف الأنصاري القرطبي يعرف بابن مغايظ يكنى أبا عبد الله انتقل أبوه إلى مدينة فاس فسكنها وعرف بالقرطبي هو وابنه محمد هذا ولا أدري أولد بها أم بقرطبة ثم رحل إلى المشرق ولم يعد بعد إلى المغرب فسمع هنالك من جماعة منهم أبو عبد الله بن الحضرمي وأبو المفضل بن دليل وابو المعالي الفراوي وأبو محمد قاسم بن فيره الشاطبي الضرير المقرىء وغيرهم ونزل قاهرة مصر وحدث بها وأخذ عنه القران والحديث والعربية ونوظر عليه في كتاب سيبويه ثم انتقل إلى المدينة وجاور بها مدة وشهر بالفضل والورع والصلاح وأم بمسجد حرمها وكان يرى في النوم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا له يا أبا عبد الله ترحل عنا وتموت عندنا فكان كذلك حكى ذلك أبو عبد الله القيجاطي وقال ابن الطيلسان توفي بمصر ودفن بقرافتها ووصفه بالنسك والتقلل من الدنيا والإقبال على الاخرة قال وتردد في بلاد الحجاز مكرما متبركا به بعد مجاورته بالمدينة ومكة أعواما ونعي إلينا ببلنسية في سنة إحدى وثلاثين وستمائة وقال ابن فرتون توفي سنة إحدى وعشرين وستمائة

323 محمد بن علي بن موسى الأنصاري من أهل شريش يكنى أبا بكر وأبا عبد الله ويعرف بابن الغزال وأصل سلفه من العدوة أخذ القراءات عن أبي الحسن علي بن يحيى بن محد بن ناصر القرطبي وسمع منه ومن أبي الحسن بن لبال وأخذ عنه أيضا القراءات ومن أبي بكر بن أزهر وأبي بكر بن عبيد وأبي بكر بن مالك الفهري وغيرهم وأجاز له أبو إسحاق بن فرقد وابن الجد وكان فقيها مشاورا مقدما في عقد الشروط علما في العدالة موصوفا بالزهادة أقرأ القران وأسمع الحديث ودرس الفقه

____________________

حدث عنه ابنه يوسف وأبو الحسن الرعيني وأبو إسحاق بن الكماد وأجاز له في سنة اثنتين وعشرين وستمائة

324 محمد بن عبد الله بن خيار المكتب من أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي إسحاق الغرناطي وغيره وانتقل إلى قرطبة فسكنها وعلم بها القران وكان يكتب المصاحف ويؤم الناس في صلاة الفريضة بمسجد من داخل قرطبة إلى أن توفي بها في الثاني والعشرين من شعبان سنة ثلاث وعشرين وستمائة

325 محمد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن القرشي الزهري من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر سمع أباه القاضي أبا الحسن وأجاز له ولم تكن له عناية بالرواية ومال إلى علم الطب فشارك فيه فكان فاضلا جليلا كريم الخلق جوادا سمحا ذا خصال كثيرة لقيته بقصر الإمارة من إشبيلية وقد حضر مع الأطباء لمعالجة واليها حينئذ وسمعت مناظرته في ذلك واستجزته ما روى عن أبيه وقد أخذ عنه بعض أصحابنا وقال توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة عن سن عالية زاحمت التسعين

326 محمد بن محمد بن حبون المعافري من أهل مرسية يكنى أبا بكر سمع ببلده أبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد ولقي أبا بكر بن الجد وأبا الحسن نجبة بن يحيى وأبا العباس بن مضاء وأبا عبد الله بن الفخار وأبا الوليد بن رشد وأبا موسى الجزولي فأخذ عنهم وسمع منهم وأقرأ العربية والاداب وكان له حظ من قرض الشعر وتوفي في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وستمائة

327 محمد بن أحمد بن عطية بن موسى بن عبد العزيز الأنصاري من أهل دانية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الخطاب بن واجب وأبي عمر بن عات من شيوخنا وأجاز له أبو القاسم بن حبيش وأبو بكر بن أبي زمنين وغيرهما ثم رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بمكة من أبي الصيف اليمني وغيره ولقي بالاسكندرية أبا عبد الله الحضرمي وأبا الثناء الحراني وأبا عبد الله الكركنتي وأبا الحسن بن المفضل وابا القاسم منصور بن خميس وأبا إسحاق ابراهيم بن عبد الله بن يعقوب الأندلسيين وغيرهم فكتب عنهم وسمع منهم وكتب إليه أبو الطاهر الخشوعي من دمشق سنة 595 وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحراني وأبو عبد الله السجزي المعروف بجوبكار

____________________

وأبو طاهر المبارك بن أبي المعالي وغيرهم وتجول هنالك مدة وكتب كثيرا على رداءه خطة وقفل إلى بلده وحدث بيسير وسمعت من يغمزه فتركت الأخذ عنه وتوفي سنة 623 أو نحوها وهو من شيوخنا

328 محمد بن موسى بن هشام الهمداني من أهل مرسية ومن ملينة منها يعرف بابن مضاش ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وغيرهما وعنى بعقد الشروط وكان كريم العشرة حلو النادرة محمود الأحوال وولي قضاء بسطة بأخرة من عمره وتوفي وهو يتولى ذلك في أول سنة أربع وعشرين وستمائة

329 محمد بن أحمد بن محمد بن اسماعيل بن سلمون من أهل بلنسية يكنى أبا الحسن روى عن أبي الحسن بن هذيل وأخذ عنه قراءة ورش وسمع منه الموطأ وصحيح البخاري والتيسير لأبي عمرو وأجاز له وكان عدلا مرضيا له دكان بالعطارين يقعد فيه أحيانا سمعت منه أخبارا وناولني وأجاز لي ولم يكن له علم بالحديث ولا بغيره وقد أخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي ليلة الأحد الثاني والعشرين لربيع الاخرة سنة 624 ودفن لصلاة العصر من اليوم المذكور بمقبرة باب بيطالة ومولده في النصف من سنة 547

330 محمد بن حاتم بن يحيى بن متوكل التميمي من أهل إشبيلية وأصل سلفه من قرطبة يعرف بابن الحذاء ويكنى أبا بكر روى عن أبي بكر بن المجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر بن عبيد الله وأبي الحسن بن لبال وأبي بكر بن مالك وغيرهم وولي القضاء وكان من أهل الأدب موصوفا بالنبل ذكره ابن فرقد في مشيخته وقال توفي في الرابع والعشرين لجمادى الأولى عام 624 وقد تقدم ذكر عمه

____________________

331 محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن يحيى الغافقي أصله من الشارة عمل بلنسية وبالنسبة إليها كان يعرف ويكنى أبا عبد الله سمع أبا العباس بن إدريس وأخذ الفقه عن ابن محمد بن عاشر وسمع عليه كثيرا من كتابه الذي سماه بالجامع البسيط وبغية الطالب النشيط في شرح المدونة وأخذ القراءات عن أبي نصر فتح بن يوسف المعروف بابن أبي كبة من أصحاب داود المقرىء وانتقل إلى سبتة في الفتنة سنة 562 فسكنها حدث عنه ابنه أبو الحسن قرأ عليه الموطأ وجامع الترمذي وغيرهما وكتب عنه الحديث والفقه والأدب والتاريخ وحكي أنه زجره عن كتب الجاحظ وقد راه ينظر في بعضها وأنشده في ذلك

( مهما شككت فلا تشك ** بأن كتب الجاحظ )

( من شر ما يملي اللسان ** على الرقيب الحافظ )

قال وتوفي سنة 624 عن سن عالية تقارب التسعين مولده سنة 537

332 محمد بن أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن الأزدي من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن صاحب الصلاة أخذ عن أبي الحسن بن هذيل قراءة نافع وسمع منه كثيرا من كتب أبي عمرو المقرىء وأجاز له في سنة 563 وكتب بخطه علما كثيرا واحتيج إليه بأخرة من عمره عند انقراض أصحاب ابن هذيل فأخذ عنه لقيته مرارا ولم أسمع منه وتوفي ببلنسية في شوال سنة 625 ومولده بشاطبة في صفر سنة 542

333 محمد بن علي بن عبد الله الأنصاري أجاز لابنه محمد عن ابن عبيد الله فهرسته في ربيع الاخر سنة 625

334 محمد بن الحسين بن موفق من أهل ميورقة يعرف بالشكاز ويكنى أبا

____________________

عبد الله روى عن أبي بكر أسامة بن سليمان وأبي محمد بن حوط الله وأبي عبد الله بن المعز اليفرني والخطيب أبي عبد الله بن وقاص وأبي عبد الله بن غيداء وكان يقرأ القران ويعلم بالعربية وله تآليف في القراءات سماه بالميسر وخطب بجامع ميورقة زمنا يسيرا واختلط بأخرة من عمره فلزم داره إلى أن توفي في شعبان سنة 626 قبل الحادثة العظمى من قبل الروم على ميورقة بنحو من ستة أشهر

335 محمد بن أحمد بن أبي القاسم الأنصاري من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بالسماتي ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أخيه علي وعن أبيه عمرو بن عظيمة وتصدر للإقراء ورأيت الأخذ عنه في سنة ست وعشرين وستمائة

336 محمد بن أحمد بن عبد الودود البكري من أهل ميورقة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي محمد بن حوط الله وأبي إسحاق بن شعبة وأبي عبد الله بن غيداء وأبي عبد الله الشكاز وغيرهم وكان فقيها مفتيا دينا فاضلا يشارك في علم العربية وقرض الشعر وولي القضاء بميورقة قبل التغلب عليها بيسير شهر أو شيعه وكان دخول الروم إياها عنوة يوم الاثنين الرابع عشر من صفر سنة 627 وفي مثل ذلك اليوم والشهر كانت وقيعة العقاب سنة تسع وستمائة

337 محمد بن علي بن الزبير بن أحمد بن خلف بن أحمد بن عبد العزيز بن الزبير القضاعي من أهل مربيطر وأصله من أندة عمل بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الحسن بن النعمة وأجاز له وقرأ عليه برنامجه ولازمه ولم يضبط ما روي عنه وسمع من أبي العباس بن هذيل الأبيشي وأخذ قراءة نافع بن نعيم عن أبي جعفر طارق بن موسى بن طارق وأجاز له من إشبيلية أبو عبد الله بن زرقون في صفر سنة 585 وروى عن أبي عبد الله محمد بن سعيد الخباز وأجاز له أبو الفضل الغزنوي وأبو محمد بن بري وكتب إليه من الاسكندرية في ذي القعدة من سنة 572 أبو طاهر السلفي ثم أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأبو القاسم بن جارة وأبو الثناء الحراني وولي الصلاة والخطبة ببلده وتقدم للأحكام به أوقاتا وكان له بصر بها وبعقد الشروط

____________________

ومشاركة في علم الفرائض والحساب حدث بيسير وأخذ عنه باخرة من عمره ولقيته مرارا ببلده ثم ببلنسية وحدثني بحكايات وأجاز لي بلفظة ما رواه

وتوفي مغربا عن وطنه سحر ليلة الخميس السادس عشر من جمادى الاخرة سنة 627 ودفن بقبلي المصلى من ظاهر بلنسية ومولده بين صلاتي الظهر والعصر من يوم الأربعاء للنصف من جمادى الأولى سنة 544

338 محمد بن عامر بن فرقد بن خلف بن محمد بن الحبيب بن عبيد الله بن عمرو بن فرقد القرشي الفهري من أهل مورور وسكن إشبيلية يكنى أبا القاسم روى عن جماعة كثيرة جمعهم في فهرسة حافلة له من أعيانهم عم أبيه أبو إسحاق ابراهيم بن خلف بن فرقد وأبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وابو بكر بن صاف وأبو العباس بن مقدام وأبو الحسن بن مسلمة الخطيب وأبو الحكم بن حجاج وأبو محمد عبد الرحمن بن علي الزهري وأبو الوليد بن رشد وأبو الحسين بن قزمان وأبو محمد بن عبيد الله وأبو محمد بن الفرس وأبو حفص بن عمر وأبو القاسم بن سمجون وأبو عمران الميرتلي وأبو الحسن علي بن هشام بن الحجاج وأبو بكر محمد بن يوسف بن ميمون وغيرهم وأجاز له من أهل المشرق طائفة كبيرة وربما حدث بالإجازة العامة عن أبي مروان بن قزمان وله رحلة إلى العدوة دخل فيها قسطنطينية وسمع بها من قاضيها أبي الفضل قاسم بن علي بن عبدون بعض كتاب الترمذي ودخل سجلماسة ولقي بها سالم بن سلامة السوسي وكان عدلا فاضلا متواضعا موصوفا بالرجاحة راوية مكثرا حدث واخذ عنه وقد نقلت من فهرسته ما نسبته إليه ومولده في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وخمسمائة وتوفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوال سنة 627 ودفن ضحى يوم السبت بعده بكدية الخيل من خارج إشبيلية

339 محمد بن ابراهيم بن مسلم البكري من أهل بنلسية يكنى أبا عبد الله سمع من شيخنا أبي عبد الله بن نوح قديما ولازمه وأخذ عنه العربية والاداب وأقرأ بها وكان مقدما بها حسن التعليم بها وهو أحد من أخذتها عنه قرأت عليه جملة من أول الإيضاح

____________________

لأبي علي الفارسي وناولنيه مرارا وكان من أهل الديانة والنزاهة والانقباض وتوفي سنة 628 ودفن بمقبرة باب الحنش

340 محمد بن علي بن يوسف بن علي بن يزيد الكاتب من أهل شلب يكنى أبا بكر روى ببلده عن أبي الحسن عقيل بن العقل الخولاني وأبي الحسن هشام بن أحمد بن أبان وغيرهما وسكن بلنسية وقتا وصحبته بعد ذلك بإشبيلية وسمعت منه مقطعات من الاداب وأجاز لي وقد أخذ عنه يسير وكان أديبا مشاركا في الكتابة وتوفي سنة 628 أو نحوها

341 محمد بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل بن خميس الجمحي من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أبا عامر سمع من شيخنا أبي عبد الله بن نوح ولازمه وانتفع بصحبته وكان من أسلافه وكتب للقضاة ثم ولي قضاء بلنسية في الفتنة فحمدت سيرته وكان فقيها أديبا له حظ من قرض الشعر عارفا بالأحكام مقدما في عقد الشروط حسن الخط من أهل النزاهة والنباهة وانتقل عن بلنسية مصروفا بالقائم فيها على واليها فقدم لقضاء شاطبة ولما انصرفت من إشبيلية في اخر سنة 626 أقمت بها أياما فسمع مني بعض منظومي وسمعت منه يسيرا بعدما صحبته ببلنسية وتوفي بشاطبة في صفر سنة تسع وعشرين وستمائة

342 محمد بن محمد بن يوسف بن أحمد بن جهور الازدي من أهل مرسية يكنى أبا بكر سمع ببلده من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي عمرو البشيجي ورحل إلى قرطبة فصحب بها أبا الوليد بن رشد وناظر عليه ولقي أبا بكر بن الجد وأبا الحسن نجبة بن يحيى وأبا زيد السهيلي وأبا عبد الله بن الفخار وأبا الحسن بن كوثر فحمل عنهم وأجاز له أبو طاهر السلفي وأبو القاسم بن بشكوال ولقي بتونس أبا الطاهر بن الدمنة من أصحاب أبي عبد الله المازري فسمع منه بعض المعلم له وحدثه به عنه ولم يكن الحديث شأنه مع حفظه له وكان له حظ من النظم والنثر وأخذ عنه بأخرة من عمره وتوفي سنة 629

343 محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي بن سعيد بن خلف بن سعيد بن

____________________

خلف بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن عثمان بن الحسن بن عبد الله العنسي بالنون من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله قرأت اسمه بخطه سمع من جلة بمصر والاسكندرية ودمشق وبغداذ منهم أبو عبد الله بن عماد الحراني وأبو كذا بن سيف الغضاري وجماعة سواهما وكتب الكثير وعني بالرواية أتم العناية وفقد بأصبهان حين استولى عليها الخارجون مما وراء النهر قبل الثلاثين وستمائة

344 محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الأنصاري من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر ويعرف بالقرطبي لأن أصله منها أخذ القراءات عن أبي الحسن نجبة بن يحيى وبعضها عن أبي بكر بن صاف وأبي عمرو بن عظيمة وروى عن أبي الحكم بن حجاج وأبي الوليد بن نام وأبي العباس بن مقدام وأبي محمد بن عبيد الله وأبي عبد الله بن الفخار وغيرهم ورحل إلى مدينة فاس في طلب العلم فأخذ عن أبي عبد الله بن زرقون وأكثر سماع الحديث عن مشاهير شيوخنا وعاد إلى بلده فأقرأ العربية ودرس الفقه بأخرة من عمره واختصر كتاب الاستذكار وكان كثير التقييد متعللا من الدنيا موصوفا بالزهادة والعبادة وتوفي في نحو الثلاثين وستمائة

345 محمد بن أحمد بن مطرف الأموي من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله سمع من ابن زرقون وغيره وكان سماعه وسماع ابن القرطبي واحدا

346 محمد بن ابراهيم بن عيسى بن صلتان الأنصاري من أهل بياسة وسكن جيان يكنى أبا عبد الله روى عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي عبيد حفيد البكري وأبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي الحسن بن كوثر وأبي محمد بن الفرس

____________________

وأبي بكر بن حسنون وغيرهم وكان محترفا بالتجارة وقد عقد الوثائق وقتا وكان عدلا مرضيا يشارك في علم الفرض والحساب أخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي سنة ثلاثين وستمائة أو بعدها بيسير

347 محمد بن محمد بن يحيى بن خشين من أهل جزيرة شقر يكنى أبا عبد الله كان يكتب المصاحف ولم يكن أحد من أهل زمانه يدانيه في المعرفة بنقطها والبصر برسمها مع حسن الخط والإتقان وكان مع ذلك حافظا للأشعار والأخبار وتوفي في حدود الثلاثين وستمائة

348 محمد بن جابر بن علي بن سعيد الأنصاري من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر ويعرف بالسقطي روى عن أبي الحسن نجبة بن يحيى وأبي الوليد بن نام وأبي إسحاق ابراهيم بن موسى بن هارون وأبي الحكم بن أبي عمر بن حجاج وأبا العباس بن مقدام وأبي ذر الخشني وغيرهم وكان من أهل العناية بالرواية ولقاء الرجال قدم شرق الأندلس وروى عن مشايخه حينئذ واستجازهم لنفسه ولطائفة من أهل بلده وصحبته في السماع معنا على القاضي أبي الخطاب بن واجب وغيره ببلنسية بعد ذلك مرارا بإشبيلية وكان يقرىء القران والعربية ويشارك في الاداب وقد حدث وأخذ عنه وتوفي فيما بلغني بعد سنة ثلاثين وستمائة

349 محمد بن محمد بن سعيد اليحصبي من أهل جيان يعرف باللوشي ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي محمد بن عبيد الله وأبي ذر الخشني وغيرهم ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بالاسكندرية من أبي عبد الله بن الحضرمي وأبي الحرم مكي بن أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله الكركنتي وأخذ بالمهدية عن قاضيها أبي يحيى بن الحداد من أصحاب أبي عبد الله المازري وقفل إلى بلده فولي القضاء والخطبة بجامعها زمانا ثم انتقل إلى قرطبة فتولى الخطبة والإمامة بجامعها الأعظم وأسمع الناس الحديث وأخذ عنه جماعة وتوفي بها على تلك الحال عصر يوم الأربعاء الحادي والعشرين لرمضان سنة 631 ودفن بالربض

____________________

ومولده سنة 561 ذكر ذلك ابن الطيلسان وحكي عنه أنه دعا الله أن يميته وهو ملازم للصلوات بجامع قرطبة فأجيبت دعوته

350 محمد بن عبد الله بن عيسى بن نعمان البكري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي بكر بن جزي وأبي بكر بن سعد الخير علم الفرائض والحساب وأدب بذلك وكان مقدما فيه متحققا به مع الصلاح والعدالة سمعت منه أبيات أبي الحسن بن سعد الخير في وصف الدولاب وأصيب بفالج طاوله إلى أن توفي في صدر سنة 632 ومولده سنة 551

351 محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد المالك بن سعيد بن يوسف الأنصاري من أهل بلنسية وانتقل سلفه من شلب إلى شبرب من أعمالها ثم إليها يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن مشليون يروي عن أبي بكر بن نمارة وغيره صحبته بحانوت صهري أبي عبد الله البطرني وكان كثيرا ما يقعد معه هنالك واستجزته حينئذ ولا أعلم له رواية عن غير ابن نمارة وكان فقيها وعمر وأسن وتوفي في الحادي والعشرين لربيع الأول سنة 632 ومولده في رجب سنة 542

352 محمد بن حسن بن محمد بن خلف بن حازم الأنصاري الأوسي من أهل قرطاجنة عمل مرسية وأصله من سرقسطة روى عن خاله أبي الحسن بن أبي العافية وعن القاضي أبي بكر بن أبي جمرة وغيرهما وولي قضاء موضعه نيفا على أربعين سنة وكان له حظ من الفقه والأب وتوفي في شوال سنة 632 وهو ابن ثمان وسبعين سنة قال لي ذلك ابنه حازم بن محمد وروى عنه

353 محمد بن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن سفيان المخزومي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا عبد الرحمن سمع أباه أبا أحمد بن جعفر ورحل حاجا فلقي في طريقه أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي نزيل بجاية وسمع منه بها بعض تواليفه وأجاز له وانصرف إلى بلده وسمع منه كتاب التهجد لعبد الحق المذكور لقيته غير

____________________

مرة واستجازه لي بعض أصحابنا ولم يكن يبصر الحديث وكان له حظ منذور من منظوم ومنثور وتوفي يوم الخميس ودفن لصلاة الجمعة الخامس والعشرين لشوال سنة 632

354 محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد العزيز من أهل مرسية يكنى أبا القاسم ويعرف بابن حمنال سمع من أبي محمد بن حوط الله وأبي الخطاب بن واجب وغيرهما وولي الصلاة والخطبة ببلده واستأدبه بعض الأكابر لبنيه وحدث بيسير وكان يكتب المصاحف ويجيد نقطها ويعرف رسمها مع براعة الخط وحسن الوراقة وتوفي في أول شوال سنة 633

355 محمد بن هارون بن محمد بن اسماعيل الطائي من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله أخذ عن الخطيب أبي جعفر بن يحيى وغيره تصدر للإقراء بمسجد المصحفي من داخل قرطبة وصلى بالناس الفريضة فيه إلى أن توفي في الرابع والعشرين من شوال سنة 633 عن ابن الطيلسان

356 محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي زاهر المكتب من أهل بلنسية يكنى أبا حامد أخذ القراءات عن أبيه وسمع من أبي العطاء بن نذير وأبي عبد الله بن نسع كثيرا ومن غيرهما وأدب بالقران وهو كان معلمي وعنه أخذت قراءة نافع وبه انتفعت في صغري وسمعت منه وأجاز لي وسمع مني كتاب معدن اللجين في مراثي الحسين من تأليفي وكان امرأ صدق ناشئا في الصلاح محافظا على الخير متواضعا يجمع إلى جودة الضبط براعة الخط ونحا في ما كتب من المصاحف منحى أبي عبد الله بن غطوس فأجاد وصلى بالناس الفريضة في مسجد رحبة القاضي من داخل بلنسية دهرا طويلا وكان من العدالة والنزاهة بمكان وقد أخذ عنه صاحبنا أبو الحجاج بن عبد الرحمن ورحل حاجا في سنة 632 فمرض بالاسكندرية أو في طريقه إليها وتوفي بعيذاب قاصدا بيت الله الحرام في اخر سنة 633

357 محمد بن محمد بن وضاح اللخمي من أهل جزيرة شقر وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا بكر روى عن أبيه أبي القاسم وأخذ عنه القراءات وسمع أبا

____________________

إسحاق بن فتحون ورحل حاجا فأدى الفريضة في سنة 580 ولقي بالقاهرة أبا محمد قاسم بن فيرة الضرير الشاطبي فسمع منه قصيدته الطويلة في الإقراء المعروفة بحرز الأماني ووجه التهاني وأجاز له ما رواه وصنفه في جمادى الأخرى سنة إحدى وثمانين وسمع ببجاية من أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأشبيلي وأجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو القاسم بن حبيش وأبو عبد الله بن حميد وأبو بكر بن أبي جمرة وتصدر ببلده للإقراء وحدث بيسير وأخذ عنه الناس وكان رجلا صالحا لقيته مرارا وكتب إلي بإجازة ما رواه وتوفي يوم الخميس السادس من صفر سنة 634 ومولده سنة تسع وخمسين وخمسمائة

358 محمد بن ادريس بن علي بن ابراهيم بن القاسم من أهل جزيرة شقر يعرف بمرج الكحل يكنى أبا عبد الله كان شاعرا مغلقا بديع التوليد والتجويد وقد حمل عنه ديوان شعره وسمعت بلفظه كثيرا منه ولم يكن عنده غير معالجة النظم دون استقلال بالإعراب وقد كتب عنه من شيوخنا أبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن أبي البقاء وأبو عبد الله بن عسكر وغيرهم ومما لم أسمع منه وأجازه لي ابن عسكر عنه

( مثل الرزق الذي تطلبه ** مثل الظل الذي يمشي معك )

( أنت لا تدركه متبعا ** فإذا وليت عنه اتبعك )

وأنشدني أبو محمد بن برطلة قال أنشدني ابن مرج الكحل لنفسه

( لك الخير يا مولاي ما العبد بامرىء ** لديه حسام بل لديه يراع )

( وهل أنا إلا مثل حسان شيمة ** جبان وفي النظم النفيس شجاع )

وتوفي ببلده يوم الاثنين ثاني شهر ربيع الأول ودفن يوم الثلاثاء بعده سنة أربع وثلاثين وستمائة

359 محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن

____________________

عبد الله الراوية اللخمي الباجي من اهل إشبيلية وقاضي الجماعة بها يكنى أبا مروان وأبوه أحمد يكنى أبا عمر روى عن ابي بكر بن الجد سمع منه كثيرا وعن أبي عمر عياش بن عظيمة وأبي إسحاق بن ملكون وأجازه له أبوه أبو عمر أحمد وأبو عبد الله بن المجاهد وأبو محمد بن عبيد الله وابو القاسم السهيلي وأبو عبد الله بن الفخار وأبو العباس بن مقدام وأبو حفص بن عمر القاضي وله رواية عن أبي بكر بن طلحة والحاج أبي بكر بن علي وولي قضاء الجماعة بإشبيلية والخطبة بها دهرا طويلا وكان فاضلا متواضعا ولم يكن من أهل العناية بالرواية وقد أخذ عنه بعض أصحابنا ولقيته غير مرة اجتمعت به عند شيخنا أبي بكر بن محرز وامتحن في الفتنة عند مقتل ابن أخيه والي إشبيلية أبي مروان أحمد بن محمد بن أحمد علي يدي أبي عبد الله بن الأحمر ثالث جمادى الأولى سنة إحدة وثلاثين وستمائة فخرج من وطنه سنة اثنتين وثلاثين ورحل إلى المشرق من سبتة في الرابع والعشرين لمحرم سنة أربع وثلاثين ودخل دمشق من مرسى عكا في سابع رمضان منها وأقام بها إلى منتصف شوال وأخذ بها عنه الحديث وسمع بدمشق بقراءته على أبي نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي من أول صحيح البخاري إلى كتاب الإيمان وتناول جميعه عن أبي الوقت إجازة وانصرف وقد حج وزار من جدة في البحر إلى عيذاب إلى قنا ثم إلى قوص ثم إلى مصر فتوفي بها بعد دخوله إياها بليلتين وبخان بن الرصاص منها في الربيع الأول من ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الأخير سنة خمس وثلاثين وستمائة ودفن بالقرافة بالمقبرة المنسوبة إلى سارية ورأيت بخط بعض قرابته أنه توفي في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة وهو خطأ ومولده سنة أربع وستين وخمسمائة

360 محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن غالب بن يعلى من أهل مالقة يعرف بابن حريرة ويكنى أبا عبد الله ومنتماه من غمارة من البربر روى بالأندلس عن أبي عبد الله بن الفخار وأبي محمد بن عبيد الله وأبي محمد بن الفرس وأبي بكر بن أبي زمنين وأبي القاسم بن سمجون وأبي الحجاج بن الشيخ وأبي جعفر بن حكم وغيرهم ورحل حاجا فسمع بالاسكندرية من أبي محمد عبد الله بن عبد الجبار بن عبد الله العثماني وأبي

____________________

عمران موسى بن فياض وأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد الصفراوي وأبي الحسن بن المفضل المقدسي وغيرهم ولقي بمكة أبا محمد يونس بن يحيى الهاشمي وأبا عبد الله بن أبي الصيف اليمني وأبا شجاع زاهر بن رستم الأصبهاني وأبا الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري وغيرهم فسمع منهم وكتب عنهم كثيرا من روايتهم وكان حسن الخط والتقييد وقفل إلى بلده وحدث بيسير وأصابته فتنة فترك الأخذ عنه وألف كتاب الأربعين في فضل المعونة والمعين ذكره ابن نقطة وقال ذكره لي بعض طلبة الحديث وقال رأيته بمصر أو قال بالاسكندرية ولد في ربيع الأول سنة 572 وتوفي بعد سنة 635

361 محمد بن ابراهيم بن عيسى بن عبد المجيد بن روبيل الأنصاري صاحبنا من أهل بلنسية وأصله من أندة من أعمالها وأبوه انتقل منها يكنى أبا عبد الله سمع معنا من شيوخنا أبي عبد الله بن نوح وأبي الخطاب بن واجب وأبي علي بن زلال وأبي سليمان بن حوط الله وأبي الحسن بن خيرة وأبي الربيع بن سالم وأبي محمد عبد الحق بن علي الزهري وغيرهم وانفرد بالرواية عن جماعة استجاز لي بعضهم وكتب إليه والي في طائفة من أصحابنا جماعة من أهل المشرق وعني بعقد الشروط ودراسة الفقه وشارك في العربية وشوور في الأحكام وحدث بيسير وأجاز لي لفظا ما رواه وولي قضاء مربيطر من أعمال بلنسية فحمدت سيرته ثم ولي بعد ذلك قضاء دانية والخطبة بجامعها مناوبا غيره فيها وتوفي بها وهو يتلقد ذلك في الثامن أو التاسع والعشرين من المحرم سنة 636 ونعي إلينا ببلنسية في اخر محاصرة الروم إياها لاستيلائهم عليها صلحا في يوم الثلاثاء السابع عشر من صفر بعده ومولده سنة 591

362 محمد بن ابراهيم بن محمد بن عبد الجليل بن غالب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن خلف بن القاسم بن غالب بن حمدون الأنصاري الخزرجي من أهل ألش عمل مرسية يكنى أبا عبد الرحمن سمع بمرسية من أبي بكر بن أبي جمرة وأبي يحيى بن إدريس وأبي محمد بن غلبون وأبي عبد الله بن تحيا وأبي عمرو بن عيشون

____________________

وأبي محمد بن حوط الله وببلنسية من أبي عبد الله بن نوح وأبي الخطاب بن واجب وأكثر عنه وأبي عبد الله بن نسع وأبي بكر عتيق بن علي القاضي وبشاطبة من أبي عمر بن عات وبغرب الأندلس من أبي القاسم بن بقي وأبي سليمان بن حوط الله وأبي القاسم الملاحي وأبي الحسين بن زرقون وأبي محمد عبد الكبير بن بقي وأبي جعفر بن ماتع وجماعة كبيرة كتب إليه أبو جعفر بن حكم وأبو بكر بن أبي زمنين وأبو كامل تمام بن الحسين وأبو جعفر بن شراحيل وأبو زكرياء الأصبهاني وأبو القاسم بن سمجون وجماعة غيرهم وكتب إليه من الاسكندرية أبو الحسن بن المفضل ومن مكة أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري إمام الحنابلة وأبو شجاع زاهر بن رستم الأصبهاني وعني بالرواية أتم العناية وفي شيوخه كثرة وكان من أهل المعرفة والدراية فقيها يناظر عليه ويجتمع إليه بصيرا بالحديث عارفا برواته حسن الخط كثير التقييد له حظ من الاداب واللغات وولي قضاء المرية فحمدت سيرته وتوفي بغرناطة وقد استدعى لولاية القضاء بها في أخريات صفر سنة 636 وهو ابن إحدى وخمسين سنة إلا أشهرا ثلاثة مولده بشاطبة يوم الأحد الثالث لجمادى الاخرة سنة 585

363 محمد بن علي بن يوسف بن مطرف الأموي من أهل مالقة يكنى أبا بكر روى عن أبي إسحاق بن قرقول وأبي محمد القاسم بن دحمان وحدث عنه بأدب الكتاب وعن أبي عبد الله بن الفخار وأبي بكر بن خير وأبي إسحاق بن فرقد أجاز له سنة سبع وستين وخمس مائة وولي خطة السوق ببلده وغير ذلك فحمدت سيرته وكان يعقد الشروط عمر وأسن وهو من بيت نباهة أخذ عنه بعض أصحابنا وقال سألته عن مولده فقال ولدت يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر التاسع لجمادى الأولى عام اثنتين وخمسين وخمس مائة وتوفي رحمه الله بقرية ذكوان من غربي مالقة يوم الأحد سابع ربيع الاخر سنة ست وثلاثين وستمائة

364 محمد بن علي بن خضر بن هارون الغساني من أهل مالقة وأصله من قرية

____________________

بغربيها يعرف بابن عسكر ويكنى أبا عبد الله سمع من أبي الحجاج بن الشيخ وأبي القاسم بن سمجون وأبي الحسن الشقوري وجماعة أخذنا عن بعضهم منهم أبو الخطاب بن واجب وأبو بكر بن قنترال وأبو محمد بن القرطبي وأبو سليمان بن حوط الله وأبو علي الرندي وأبو القاسم الملاحي وغيرهم وأجاز له من أهل المشرق جماعة وولي قضاء بلده مرتين وكان فقيها مجيدا لعقد الشروط حافظا للغة أديبا بليغا مشاركا في العربية وقرض الشعر وله تواليف منها كتاب المشرع الروي في الزيادة على الهروي أفاد به ومنها كتاب نزهة الناظر في مناقب عمار بن ياسر ومنها الجزء المختصر في السلو عن ذهاب البصر وله رسالة إدخار الصبر في افتخار القصر والقبر وجمع أربعين حديثا التزم فيها موافقة اسم شيخه اسم الصحابي رضي الله عنه وما أراه سبق إلى ذلك استجازه لي ولطائفة معي صاحبنا أبو بكر بن أبي العيون فأجاز لنا بخطه ما رواه وجمعه وتوفي وهو يتولى قضاء بلده ظهر يوم الأربعاء الرابع لجمادى الاخرة سنة 636 وكانت جنازته مشهودة ورثاه أدباء مالقة ومولده تخمينا لا يقينا في نحو سنة أربع وثمانين وخمسمائة

365 محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس البرزالي من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله رحل قبل سنة 610 حاجا فأدى الفريضة وتجول ببلاد المشرق وكتب الحديث عن أئمتها وسمع ببغداد من أصحاب القاضي أبي بكر مثل الحافظ أبي محمد بن الأخضر وطبقته وبأصبهان من جماعة من أصحاب زاهر الشحامي وبالشام من جماعة وبهراة من عبد العزيز الصوفي وأكثر الإقامة بدمشق واستوطنها باخرة من عمره وبها لقي أبا البركات بن عساكر وأبا الحسن علي بن محمد الصابوني وأبا القاسم الحسين بن صصري والقاضي أبا القاسم الحرستاني وأبا نصر بن مميل الشيرازي

____________________

وغيرهم ولقي أبا الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور فسمع منه صحيح مسلم وغير ذلك وفي شيوخه كثرة وفي روايته سعة وكان حسن الخط جيد الضبط صحيح التقييد معروفا بالحفظ وجمع من الحديث شيئا كثيرا وخرج لأشياخه عوالي مفيدة وجمع لهم أسماء شيوخهم وكان القادمون من الأندلس وغيرها لسماع الحديث ينتفعون به ويجدون من معونته وإفادته ما يحبون حدث وأخذ عنه وتوفي فجأة في الرابع عشر لرمضان سنة 636 بعضه عن ابن نقطة وقال كان ثقة يحفظ ويذاكر

366 محمد بن اسماعيل بن محمد بن عبد الرحمن بن مروان بن خلفون الأزدي من أهل أونبة وسكن إشبيلية يكنى أبا بكر وأبا عبد الله سمع من أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي بكر النيار وأبي العباس بن مقدام وأبي الوليد سعد بن سعد السعود بن عفير وأبي العباس بن خليل ولم يجز له ومن أبي البقاء يعيش بن القديم وأجاز له أبو القاسم بن الملجوم وأبو الحسن بن الصائغ وغيرهما وكان بصيرا بصناعة الحديث حافظا لأسماء رواته متقنا وله تواليف مفيدة منها كتاب سماه بالمنتقى في رجال الحديث في خمسة أسفار وكتاب سماه بالمفهم في شيوخ البخاري ومسلم وكتاب في علوم الحديث وصفات نقلته وغير ذلك وولي القضاء ببعض النواحي فحمدت سيرته وحدث وأخذ عنه جماعة من أصحابنا ولقيته بالوراقين من إشبيلية في رمضان سنة ست وعشرين وستمائة فذاكرته ولم أستجزه ولا سمعت منه شيئا من روايته وكان أهلا للأخذ عنه والسماع منه وتوفي بأونبة في ذي القعدة وقيل توفي يوم منى سنة 636 ومولده أول سنة خمس وخمسين وخمسمائة

367 محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن ثابت بن ثعبان بن أحمد بن عبد الله بن محمود بن الربيع صاحب النبي صلى الله عليه وسلم الأنصاري الخزرجي من أهل غرناطة يعرف بابن الحلاء

____________________

ويكنى أبا عبد الله وقال فيه بعض أصحابنا أنه من ولد جابر بن عبد الله ولم يرفع في نسبه وغلط في ذلك قرأ القران على جده المكتب أبي إسحاق ابراهيم بن محمد وعلي أبي الحسن علي بن عبد الله بن فرج الغساني وأبي محمد عبد الله بن محمد المعروف بالكواب المقرىء وسمع الحديث من أبي خالد بن رفاعة وأبي بكر بن أبي زمنين وأبي جعفر بن اليسر وأبي جعفر بن شراحيل وأبي القاسم بن سمجون وأبي زكرياء الأصبهاني وممن أجاز له ولقيه أبو جعفر بن حكم وأبو بكر بن مسعدة وأبو جعفر بن عميرة الضبي وأبو محمد بن بونة وأبو بكر عبد الله بن طلحة بن عطية وأجاز له ممن لم يلقه أبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وابو محمد بن عبيد الله وأبو عبد الله بن الفخار وابو محمد بن جمهور وأبو عبد الله بن حميد وأبو العطاء بن نذير وأبو ذر الخشني وأبو الحجاج بن الشيخ وأبو الحسن بن خروف النحوي وغيرهم وتصدر ببلده للإقراء وولي الصلاة والخطبة بجامعه وشارك في العربية وحدث وأخذ عنه وكان موصوفا بالصلاح والهدي الحسن والانقباض عن الناس مولده في شهر ذي القعدة سنة 579 وتوفي سنة 636

368 محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الأنصاري من أهل شاطبة يعرف بالولي ويكنى أبا القاسم سمع أباه وأبا عبد الله بن سعادة وأخذ عنهما القراءات وأبا الخطاب بن واجب وأبا عمر بن عات وأبا جعفر بن عميرة وأبا القاسم الطرسوني وابا عبد الله بن ملوك البلوي وأبا الحسن بن حريق وغيرهم وتصدر للإقراء ببلده وأخذ عنه وتوفي سنة 636

369 محمد بن محمد بن عبد الملك بن محمد بن أبي الحسن الكناني الضرير من أهل شاطبة يعرف بابن الأحدب ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن نوح وأبي زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن ياسين وأبي زكرياء بن سيد بونه الخزاعي وأبي الحسن علي بن ابراهيم بن عقاب وأبي عبد الله محمد بن

____________________

عبد العزيز بن سعادة شيخنا وأبي محمد عبد الله بن فرج بن سعيد اللخمي وغيرهم وأقرأ القران دهره كله وكان ضابطا ماهرا مجودا توفي سنة ست أو سبع وثلاثين وستمائة

370 محمد بن علي بن سليمان بن رفاعة من أهل شريش يكنى أبا بكر روى ببلده عن أبي بكر بن زهر وأبي بكر بن مالك ولقي بسبتة أبا محمد بن عبيد الله وله أيضا رواية عن أبي بكر بن زهر وأبي العباس بن خليل وأبي بكر بن محمد بن ميمون الأزدي وكان حسن السمت والهدي عدلا ثقة يشارك في الطب والأدب وقد أخذ عنه بعض أصحابنا وقال لي توفي سنة 636

371 محمد بن حسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن سعيد بن سعود الأنصاري من أهل بلنسية يعرف بابن الوزير وغلبت عليه الشهرة بابن البطرني ويكنى أبا عبد الله أخذ القراءات عن أبيه أبي علي وسمع من أبي العطاء بن نذير وأكثر عنه ومن أبي الحجاج يوسف بن محمد المعافري الشاطبي وغيرهما وأجاز له أبو محمد بن عبيد الله وابو جعفر بن حكم وأبو محمد عبد المنعم بن الفرس وأبو بكر بن أبي جمرة وأبو جعفر بن عميرة الضبي وغيرهم وعني بعقد الشروط وكان له فيها نفوذ وبها معرفة مع براعة الخط وحسن الوراقة وولي قضاء بعض الكور وشارك في الكتابة سمعت منه المعجم في مشيخة أبي علي الصدفي للقاضي أبي الفضل بن عياض قرأ جميعه علي بلفظة وسوى ذلك وانتقل معي وكان صهري إلى مدينة تونس وبها توفي رحمه الله بين صلاتي الظهر والعصر من يوم الأربعاء الرابع لشهر ربيع الاخر سنة 637 ودفن لصلاة الغداة من يوم الخميس بعده بمقربة من المصلى بظاهرها ومولده ببلنسية سنة 573

372 محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن اسماعيل بن عمر الأنصاري الأوسي الضرير من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الصفار سمع أبا القاسم بن بشكوال وأبا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وابا القاسم بن حبيش وأبا محمد بن عبيد الله وابا خالد بن رفاعة وأبا محمد عبد الله بن يزيد السعدي بن مضاء وأبا محمد بن الفرس وأبا ذر الخشني وغيرهم وأخذ القراءات عن أبي القاسم الشراط وسمع منه وكتب

____________________

إليه أبو بكر بن خير وابو زيد السهيلي وأبو الحسن بن كوثر وأبو بكر بن أبي جمرة وأبو العطاء بن نذير وغيرهم وحدث بالإجازة العامة لأهل الأندلس عن أبي طاهر السلفي وعن الخشوعي وكانت له رحلة إلى المشرق لقي فيها بالمهدية أبا يحيى بن الحداد وبقابس أبا القاسم بن مجكان وكانا من أصحاب أبي عبد الله المازري وأجازا له وقفل بعد ذلك إلى المغرب ولم يحج فسكن مراكش وأقرأ هنالك وتجول كثيرا في الفتنة وقبلها واستقر أخيرا بمدينة تونس وبها لقيته في شعبان سنة 636 ثم صحبته بعد ذلك طويلا وسمعت منه بعض روايته وأجاز لي بلفظه غير مرة وأملى علي أسماء شيوخه وادعى الإكثار عنهم فاستربت بذلك وخفت أن يتساهل في الروايات تساهله في الأخبار والحكايات وكان يقرئ العربية والاداب ويسمع الحديث ويشارك في جميعها مع حظ من قرض الشعر وإدراك في النثر وتوفي ضحى يوم الأربعاء الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة 639 ودفن لصلاة العصر منه بمقربة من المصلى بظاهر تونس وقد نيف بزعمه على السبعين

373 محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن قسوم اللخمي الزاهد من أهل إشبيلية يكنى أبا بكر أخذ عن ابن ملكون وابن سيد علمهما وأجاز له ابن الجد وصحب أبا عمران الميرتلي وعكف على العبادة والزهادة فطار ذكره بها وقصر شعره على الزهد والمراثي والحكم ودونه وقد أخذ عنه وله تأليف سماه بمحاسن الأبرار في معاملة الجبار يشتمل على أخبار الصالحين الإشبيليين وكف بصره بأخرة من عمره حدث عنه وعن أخيه ابراهيم صاحبنا أبو بكر بن سيد الناس وتوفي بعد صلاة العشاء من ليلة الخميس رابع ذي الحجة سنة 639 ودفن يوم الخميس بكدية الخيل

374 محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف بن علي بن قاسم الأنصاري من

____________________

أهل بلنسية ويقال إنه من بيت أبي محمد بن قاسم قاضي قلعة أيوب وكان هو يقول أصلي من قلعة أيوب وكان جدي بها قاضيا يكنى أبا عبد الله سمع من أبي العطاء بن ندير وأبي عبد الله بن نوح وأخذ عنه القراءات والعربية والاداب ولازمه واختص به وسمع من أبي الخطاب بن واجب وكان مقلا من هذا الشأن وعني بعقد الشروط من أول طلبه ثم رغب عن ذلك وزهد في الدنيا واعتزل الناس وأقبل على النظر في العلم وكان له تحقق بالتفسير وقيام عليه وقعد لذلك بجامع بلنسية وقتا مع مشاركة يسيرة في النظم والنثر أخذ عنه القراءات بمنزله جماعة وسمعوا بعض ما رواه على عسر منه وطريقة التصوف كانت أغلب عليه وألف كتاب نسيم الصبا في الوعظ على طريقة ابن الجوزي قرأ علي بلفظه مواضع منه وكتاب بغية النفوس الزكية في الخطب الوعظية من إنشائه كتبته عنه وسمعت منه غير ذلك وأجاز لي وصحبته طويلا وكان يحدثني باصطحابه مع أبي رحمه الله في السماع من أبي عبد الله بن نوح ويدعي ذلك لي وقد سمع بقراءتي كثيرا مما أخذت بجامع بلنسية بين العشاءين لضوء السراج عن أبي الخطاب بن واجب كجامع الترمذي وغيره ودعي إلى الخطبة بعد وقوع الفتنة وعرف بالحاجة الماسة إليه في ذلك فأجاب ثم استعفى فأعفي واقام بشاطبة حال حصار بلنسية لأنه كان وجه إلى مرسية لاستمداد أهلها وتوفي بأوريولة عصر يوم الخميس الثاني والعشرين لرجب سنة 640 ودفن لصلاة الجمعة وحضر جنازته الخاصة والعامة وازدحموا على نعشه حتى كسروه متبركين به وفي ظهر يوم الخميس العاشر من شوال بعده قدم أحمد بن محمد بن هود ولد والي مرسية بجماعة من وجوه النصارى فملكهم مرسية صلحا وكان مولده فيما أخبرني به في يوم الاثنين الثالث والعشرين لرمضان سنة 574

375 محمد بن لب بن محمد بن عبد الله بن خيرة من أهل شاطبة يكنى أبا عبد الله أخذ عن أبي عبد الله القطني العربية وحدث عنه وأقرأها وقتا ببلده وتوفي به في نحو الأربعين وستمائة

376 محمد بن علي بن محمد الطائي الصوفي من أهل إشبيلية وأصله من

____________________

مرسية يعرف بابن العربي ويكنى أبا بكر أخذ عن مشيخة بلده ومال إلى الأدب وكتب لبعض الولاة ثم رحل إلى المشرق حاجا فأدى الفريضة ولم يعد بعدها إلى الأندلس وسمع الحديث من أبي القاسم الحرستاني وغيره وسمع صحيح مسلم مع شيخنا أبي الحسن بن أبي نصر في شوال سنة وستمائة وكان يحدث بالإجازة العامة عن أبي طاهر السلفي ويقول بها وبرع في علم التصوف وله في ذلك تواليف جليلة كثيرة لقيه جماعة من العلماء المتعبدين وأخذوا عنه وأفادني بعض أصحابنا أجازته العامة لمن أحب الرواية عنه وتوفي بعد الأربعين وستمائة

377 محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن خلف بن ابراهيم التجيبي من أهل قرطبة يعرف بابن الحاج ويكنى أبا الوليد سمع من مشايخ بلده ودخل بلنسية في سنة 618 فسمع من شيخنا أبي الربيع بن سالم وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وابو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وأبو القاسم بن غالب الشراط ونظراؤهم وجمع له بعض أصحابنا فهرسة سماها بتلبية الحاج في شيوخ القاضي أبي الوليد بن الحاج لم أقف عليها وولي قضاء قرطبة بلده فحمدت سيرته وعرف بالفضل ولين الجانب ثم خرج من وطنه بدخول الروم إياه فولي قضاء إشبيلية وقد حدث وأخذ عنه وتوفي بإشبيلية في أوائل جمادى الأولى سنة 641

378 محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن خلف بن ابراهيم التجيبي من أهل قرطبة يعرف بابن الحاج ويكنى أبا الحسين سمع أبا العباس المجريطي وأبا جعفر بن يحيى وأبا القاسم بن بقي وأبا محمد بن حوط الله وغيرهم وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون وابو محمد بن عبيد الله وأبو جعفر بن مضاء وابو القاسم

____________________

الشراط وأبو الوليد يزيد بن بقي وأبو محمد بن الفرس وجماعة سواهم وولي القضاء بغرناطة وبالجزيرة الخضراء فحمدت سيرته وأخذ عنه يسير وتوفي بمراكش سنة 641 ذكر وفاته ابن فرتون ومولده يوم الثلاثاء السادس عشر لشعبان سنة 574

379 محمد بن محمد بن أحمد بن مروان بن فهر اللخمي من أهل إشبيلية ويعرف بابن القانة ويكنى أبا الفضل روى عن أبيه القاضي أبي بكر وعن أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي جعفر بن مضاء وأبي الوليد بن بقي وابي محمد عبد المنعم بن الفرس وأبي حفص بن عمر وابي بكر بن أبي زمنين وأبي الحسن نجبة وأبي الحجاج بن غصن وجماعة وكان صاحب تقييد وضبط حدث وأخذ عنه وتوفي سنة 641

380 محمد بن محمد بن أبي السداد واسمه موفق مولى زاك اللمتوني من أهل مرسية يكنى أبا عيسى سمع أبا القاسم بن حبيش وأكثر عنه واختص به ولازمه من سنة 578 إلى حين وفاته وأبا عبد الله بن حميد وأبا عمرو البشيجي وأبا بكر بن أبي جمرة وأجاز له جماعة من أعيانهم أبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وأبو محمد بن عبيد الله وابو الحسن نجبة بن يحيى وابو محمد بن بونة وأبو عبد الله بن الفخار وأبو محمد بن جهور وأبو العباس بن مضاء وأبو بكر بن مغاور وأبو محمد بن الفرس وابو الحجاج بن أيوب وأبو بكر بن جزي وأبو العباس بن سلمة وابو محمد بن سفيان وغيرهم وولي قضاء مرسية والنيابة في الأحكام قبل ذلك عن قضاتها دهرا طويلا وكان من أهل المعرفة بها والثقة والعدالة وسكون الطائر ولين الجانب لقيته بجامع مرسية في أول ذي القعدة سنة ست وثلاثين وستمائة عند صدري من الرسالة التي وجهت فيها إلى تونس منتصف السنة المذكورة وجالسته بدار الإمارة بمرسية مرارا ولم أسمع منه وقد أجاز لي غير مرة جميع رواياته وأخذ عنه جماعة من أصحابنا وكان اهلا لذلك وإن لم يكن يبصر الحديث وعمر وأسن وتوفي غداة يوم الاثنين الثاني لجمادى الأخرى سنة 642 ودفن يوم الثلاثاء بعد صلاة العصر بحومة مسجد الجرف وهو ابن ثمان وثمانين سنة مولده في الثامن عشر من شعبان سنة أربع وخمسين وخمسمائة

381 محمد بن ابراهيم بن يحيى بن محمد الأنصاري الخزرجي من أهل مرسية يعرف بالغلاظي ويكنى أبا عبد الله سمع أبا القاسم بن حبيش وأكثر عنه واستجاز له أبو جعفر بن عميرة الضبي في رحلته أبا يعقوب بن الطفيل الدمشقي وأبا محمد بن بري

____________________

النحوي وأبا الفضل بن محمد بن يوسف الغزنوي وأبا القاسم هبة بن علي البوصيري فأجازوا له ولجماعة معه من أهل بلده جميع رواياتهم ومصنفاتهم سنة تسع وسبعين وخمسمائة واستجازه لي أبو عبد الله الوشقي من أصحابنا واستشهد يوم الجمعة التاسع والعشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وستمائة قتله الروم عند تغلبهم على المركب الذي ركب فيه من ساحل قرطاجنة

382 محمد بن ابراهيم بن عبد الملك الأزدي من أهل قيجاطة يعرف بالقارجي ويكنى أبا عبد الله أخذ ببلده القراءات عن أبي عبد الله بن يربوع وقيد عليه كتب العربية واللغة والاداب وسمع منه الحديث ثم رحل حاجا سنة خمس وتسعين فأدى الفريضة وسمع بالقاهرة أبا عبد الله القرطبي وذكر أنه لقي بطبرية من بلاد الشام أبا الحسن علي بن محمد التجيبي فأخذ عنها القراءات السبع في ختمة واحدة وكتاب التيسير لأبي عمرو المقرىء وحدثه بجميع ذلك عن الراوية المسن أبي الربيع سليمان بن طاهر بن عيسى عن أبي عمرو وحدثه أيضا عن أبي إسحاق المجنقوني عن أبي عمرو وفيما ذكر من هذا كله نظر وأخذ بدمشق عن أبي الطاهر الخشوعي وأبي محمد هبة الله بن عساكر ولازمه ورحل معه إلى القدس وأقام معه فيه شهر رمضان وأياما يسيره بعده

ولقي بمصر الإمام الطوسي ولم يسمه والخطيب بجامعها أبا إسحاق القرافي وبعد الانصراف من رحلته أخذ عن الأستاذ أبي جعفر الحصار القراءات وسمع منه ومن أبي القاسم بن بقي وغيرهما وأجاز له أبو جعفر بن حكم وأبو الحجاج بن الشيخ ومن شيوخنا وغيرهم أبو عبد الله بن نوح وأبو بكر عتيق بن علي القاضي وأبو عبد الله بن سعادة وأبو الحسين بن زرقون وأبو محمد عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء وأقرأ هذا القارجي بمرسية لما نزلها وحدث بيسير وأخذ عنه وتوفي بها يوم الثلاثاء الثالث والعشرين لمحرم سنة ثلاث وأربعين وستمائة

383 محمد بن محمد بن محمد بن أبي صالح التجيبي من أهل اليسانة عمل قرطبة وسكن مالقة يكنى أبا عبد الله وغلبت عليه أبو صالح أخذ عن أبي

____________________

محمد بن القرطبي وأبي علي الرندي وبإشبيلية عن أبي علي الشلوبين وابي الحسن الدباج ولقي أبا بكر عتيق بن علي فسمع منه وحمل عنه وعن أبي جعفر بن مسعود القبذاقي وغيرهما وأوطن سبتة بأخرة من عمره وأقرأ بها القران والعربية وحدث بيسير وأخذ عنه وكان غاية في الورع والزهد وأخباره في ذلك كثيرة وتوفي في الخامس من شهر ربيع الأول سنة أربع وأربعين وستمائة وكانت جنازته مشهودة لم يتخلف عنها كبير أحد وكان الثناء عليه جميلا وكان أهلا لذلك

384 محمد بن مفضل بن حسن بن عبد الرحمن بن محمد بن مهيب اللخمي أصله من طبيرة وولد بأوريولة وسكن المرية يكنى أبا بكر سمع من أبي عمه الحاج أبي إسحاق بن علي بن صهيب ومن أبي الحسين بن زرقون شيخنا وأبي إسحاق بن الحاج الزاهد وأصهر إليه وولي الخطبة بقصبة المرية وكان أديبا شاعرا مكثرا مائلا إلى التصوف لقيته بتونس في وفادته عليها وسمعت منه وسمع مني وأجاز لي بلفظه وأجزت له كذلك ويروى عنه كتاب الجواهر الثمينة أبو عبد الرحمن بن غالب وتوفي بسبتة في رجب وقيل أول ليلة من جمادى الاخرة سنة خمس وأربعين وستمائة وكانت جنازته مشهودة وولد بأوريولة سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

385 محمد بن سعيد بن علي بن يوسف الأنصاري من أهل غرناطة وهو سبط أبي عبد الله النميري يكنى أبا عبد الله ويعرف بالطراز سمع أبا القاسم بن سمجون وأبي الحسن بن علي بن جابر بن فتح وأبا جعفر بن شراحيل وابا القاسم عبد الله بن عبد السلام وأبا محمد عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء الليسي وأبا زكرياء الدمشقي وأبا الصبر السبتي وأبا الخطاب بن واجب وأبا محمد بن القرطبي وأبا علي الرندي وأبا القاسم الملاحي وأبا إسحاق الزوالي وأبا جعفر بن فرقد وأبا الحسين بن زرقون وأبا الربيع بن سالم وجماعة سواهم وقد رويت عن بعضهم وأجاز له أبو جعفر بن

____________________

يحيى الحميري وأبو الحسن بن حفص وأبو عبد الله بن بالغ وأبو الحسن علي بن أحمد الشقوري وابو عبد الله بن نوح وأبو جعفر الحصار وأبو عبد الله بن سعادة وأبو القاسم بن بقي وابو عمر بن عات وأبو محمد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان وابو محمد عبد الرحمن بن علي الزهري وأبو الحسن بن خروف وغيرهم وفي هؤلاء جماعة من شيوخنا وكتب إليه من مكة أبو عبد الله المعروف بجوبكار ومن دمشق أبو اليمن الكندي وله فهرسة مشتملة على أسماء شيوخه وما روى عنهم وقعت إلى بتونس وكتبت منها وكان شديد العناية بالرواية معروفا بالضبط والإتقان موصوفا بالبيان والبلاغة حدث وأخذ عنه ومولده في العشر الأول لذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتوفي في شوال سنة خمس وأربعين وستمائة

386 محمد بن يحيى بن هشام بن عبد الله بن أحمد الأنصاري الخزرجي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن البرذعي روى عن أبيه وأبي عمرو حاجز بن حسن وأخذ عنهما القراءات وأخذ العربية عن أبي القاسم وأبي ذر الخشني وأبي الحسن بن خروف وأبي علي الرندي وغيرهم وسمع منهم وأجازوا له ولقي القاضي أبو الوليد بن رشد وأبا الحجاج بن نموي وأبا محمد عبد الجليل بن موسى المتصوف وأبا القاسم بن زانيف وأبا الحسين بن الصائغ وابا محمد بن حوط الله وأخاه أبا سليمان وأبا محمد القرطبي وغيرهم فأخذ عنهم وأجاز له أبو القاسم بن سمجون وأبو عبد الله بن النسرة وأبو زيد الغماري من أصحاب ابن العربي وسمع منه غير هؤلاء وكان إماما في صناعة العربية بصيرا بها عاكفا عليها معلما بها مقدما فيها يعترف له بذلك أهل زمانه وكان الأستاذ أبو علي الشلوبين وإليه انتهت الرياسة في صناعتها بالأندلس وقد أخذ هو عنه يثنى عليه بمعرفتها ويقر له بأحكام قوانينها وله فيها تواليف منها كتاب الإفصاح بفوائد الإيضاح وكتاب الاقتراح في تلخيص الإيضاح وتتبعه بالشرح والتتميم والإصلاح وكتاب فصل المقال في تلخيص أبنية

____________________

الأفعال وكتاب غرة الاصباح في شرح أبيات الإيضاح وجمع مسائل في أسفار سماها بالنخب وله تقييدات مفيدة في فنون شتى ومشاركة في غير ما علم مع تصرف في الاداب ينظم به وينثر لقيته بتونس وصحبته أعواما وأخذت عنه كثيرا وأجاز لي خطا ولفظا غير مرة وتوفي من ليلة الأحد الرابع عشر من جمادى الأخرى ست وأربعين وستمائة ودفن لصلاة الظهر منه بالمصلى خارج تونس وشهدت جنازته ومولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة أو نحوها

387 محمد بن عتيق بن علي بن عبد الله بن محمد التجيبي من أهل شقورة وسكن غرناطة يكنى أبا عبد الله وابا بكر ويعرف باللاردي لأن أصل سلفه منها روى عن أبيه أبي بكر بن عتيق وعن عبد الله بن حميد سمع منه ببلنسية وعن غيرهما

وكان أديبا وولي القضاء ومن تواليفه أنوار الصباح في الجمع بين الستة الصحاح وكتاب الأنوار ونفحات الأزهار في شمائل النبي المختار وكتاب المسالك النورية إلى المقامات الصوفية وكتاب النكتة الكافية والنغبة الشافية في الاستدلال على مسائل الخلاف بالحديث وكتاب الاعتماد في شرح خطبة الإرشاد وكتاب منهاج العمل في صناعة الجدل وكتاب الدرر المكللة في الفرق بين الحروف المشكلة مولده في العشر الوسط لصفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة

388 محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عياش الحارثي المنكبي الخطيب يكنى أبا بكر مولده يوم الاثنين الثاني والعشرين لربيع الأول سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

389 محمد بن أحمد بن عيسى التجيبي القرطبي يكنى أبا يحيى ويعرف بابن الحاج روى عن ابن بقي وأبي عبد الله الشراط وأبي جعفر بن يحيى وابي بكر بن العربي الحاج وأبي محمد بن حوط الله وولي قضاء سبتة لأبي علي بن خلاص وكان أديبا وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين وستمائة

____________________

390 محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن مروان اللبلي مولده سنة سبع وخمسين وخمسمائة

391 محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي من أهل مرسية يكنى أبا عبد الله رحل إلى المشرق قديما في سنة سبع وستمائة أو نحوها وقد سمع بسبتة من أبي محمد بن عبيد الله ولقي بنيسابور أبا الحسن المؤيد بن محمد الطوسي صاحب أبي عبد الله الفراوي مسند وقته فسمع منه صحيح مسلم ويروي عنه ابن نقطة وأجاز لنا في سنة ثلاث عشرة ثم بعد الأربعين وستمائة وكان أبوه فقيها

392 محمد بن غلبون بن محمد بن عبد العزيز بن غلبون بن عمر الأنصاري من أهل مرسية يكنى أبا بكر صاحبنا سمع من أبيه ومن طائفة من شيوخنا وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون وأبو القاسم بن حبيش وطائفة جليلة منهم ابن عبيد الله وأبو محمد بن جمهور وابو القاسم بن الملجوم وأبو ذر الخشني وأبو جعفر بن حكم وابو بكر بن عبد الله بن محمد بن طاهر وابن شراحيل وابن سمجون وجماعة من أهل المشرق له

____________________

ولأبي عيسى بن أبي السداد ولأبي بكر بن أبي يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن المرادي بن المرابط الصفراوي وهو أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المجيد في شوال سنة سبع وتسعين وخمسمائة وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن حمزة الأنصاري السعدي وأبو الحسن بن المفضل المقدسي وأبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وأبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح الجيلي وأبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رحمة الإشعردي وعبد الرحمن بن عبد الله بن علوان ونصر الله بن سلامة بن سالم وعبد الله بن علي وأبو محمد عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان

وكان ذا عناية بالرواية وولي حسبة السوق ببلده وكان من النبهاء حسن التقييد والخط مشاركا في فنون غير الحديث أجاز لي غير مرة ولقيته بمرسية في اخر سنة ست وثلاثين وستمائة ووقف على التكملة هذه حينئذ من تأليفي وكانت له خزانة مملوءة أصولا عتيقة ودفاتر أنيقة ضاعت لاختلاله قبل وفاته بمدة وبيع أكثرها وهو لا يشعر ونكب هو وابنه فيما بلغني إلى أن توفي على تلك الحال من الاختلال في شعبان سنة خمسين وستمائة نعي إلى يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من رمضان بعده

393 محمد بن عيسى بن هلال الرعيني من أهل مالقة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحجاج بن الشيخ وابن صاحب الصلاة وكان صالحا وأخذ عنه بيسير وتوفي سنة اثنتين وخمسين وستمائة أو نحوها

394 محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان الزهري من أهل بلنسية يكنى أبا بكر ويعرف بابن محرز وكان بيتهم قديما يعرف بابن القح سمع من أبيه أبي عبد الله ومن خاليه أبي بكر وأبي عامر بن أبي الحسن بن هذيل ومن أبي محمد بن عبد الله الحجري وأكثر عنه واعتمده ومن أبي عبد الله بن الغازي ومن أبي العطاء بن

____________________

نذير وأبي الحجاج بن أيوب وأبي الحسين بن القطان وسمع أيضا من جماعة من شيوخنا كأبي بكر بن أبي جمرة وأبي عبد الله بن نوح وأبي عبد الله بن المناصف وغيرهم وأجاز له أبو بكر بن خير وأبو محمد بن فليح وأبو الحسن بن النقرات وأبو العباس بن مضاء وأبو محمد بن الفرس وأبو جعفر بن حكم وغيرهم ومن أهل المشرق أبو الحسن بن المفضل وأبو عبد الله الكركنتي وأبو الفضل الغزنوي وأبو القاسم هبة الله بن سعود البوصيري وكان أحد رجال الكمال علما وإدراكا وفصاحة مع الحفظ بالفقه والتفنن في العلوم والمتانة في الاداب وحفظ اللغات والغريب وله شعر رائق بديع سمعت منه كثيرا وأجاز لي وتوفي ببجاية في الثامن عشر لشوال سنة خمس وخمسين وستمائة عن سن عالية مولده ببلنسية سنة تسع وستين وخمسمائة في أحد شهري جمادى ومن الكنى

395 أبو محمد الفهري ألف كتابا في نسب أبي علي البغداذي ورواياته ودخوله الأندلس قرأت ذلك بخط أبي محمد البطليوسي وأورد منه بعضا وتقدم في باب محمد ذكر وراق أبي علي وهو محمد بن الحسين الفهري

395 م أبو محمد بن محمد بن عبد الله من أهل طليطلة روى عن عبد الله بن سعيد بن رافع الأندلسي وزياد بن عبد الرحمن القيرواني والحسن بن رشيق المصري وغيرهم وحدث عنهم الصاحبان ويحدثان أيضا عن أبي محمد وكان في عداد أصحابهما وهو غير الأول

396 أبو محمد المرجلي من أهل بطليوس يروي عن أبي ذر الخشني لقبة بمكة حدث عنه بمغازي ابن عقبة أبو القاسم خلف بن أحمد بن بطال البكري ونقلت ذلك من تقييد عليه

397 أبو محمد بن حمزة يروي عن أبي الأصبغ بن سهل كتاب الأحكام من تأليفه حدث به عنه أبو بكر يحيى بن زيدان القرطبي قاله أبو القاسم بن الملجوم

398 أبو محمد بن يحيى المرسي توفي سنة 566 ذكره ابن حبيش ولا أعرفه

399 أبو محمد البسطي من أهل المرية وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها وكان بها مقرئا روى عنه أبو إسحاق بن الحاج البلفيقي

____________________

ومن الغرباء في هذا الباب

400 محمد بن موسى بن بشير بن جناد بن لقيط الكناني الرازي والد أبي بكر أحمد بن محمد صاحب التاريخ غلب عليه اسم بلده وكان يفد من المشرق على ملوك بني مروان تاجرا وكان مع ذلك مفتنا في العلوم وهلك منصرفه من الوفادة على الأمير المنذر بن محمد بالبيرة في شهر ربيع الآخر سنة 273 ذكره ابن حيان

401 محمد بن أحمد بن هارون البغداذي وزير الشيعي وكاتبه يكنى أبا جعفر دخل الأندلس وبلاد المغرب كذا أسماه في تاريخه عريب بن سعيد القرطبي وحكى أن عبيد الله استكتبه بعد أبي اليسر يعني الشيباني الرياضي وقربه وأدناه واستعان به على أمر أبي عبد الله يعني داعية الشيعة وأخيه أبي العباس وجماعة كتامة فكان منه في ذلك رأي جميل ونفع عظيم وقال فيه ابن الفرضي أحمد بن محمد بن هارون وكذا روايته عن الجاحظ وابن قتيبة ولا أدري من غلط في اسمه منهما

402 محمد بن يوسف الوراق أصله من وادي الحجارة وانتقل اباؤه إلى إفريقية فنشأ محمد هذا بالقيروان وعنى بالعلم ودخل الأندلس في دولة الحكم المستنصر بالله وألف في مسالك أفريقية وممالكها ديوانا ضخما وفي أخبار ملوكها وحروبهم والقائمين عليهم كتبا جمة وكذلك ألف في أخبار تاهرت ووهران وسجلماسة ونكور والبصرة وغيرها تواليف حسانا توفي بقرطبة وبها دفن ذكره أبو محمد بن حزم في رسالته في فضل الأندلس وأهلها

403 محمد بن علي بن الحسن بن علي التميمي الغوثي من أهل القيروان

____________________

وسكن صقلية يكنى أبا بكر ويعرف بابن البر وعلي جد أبيه هو الذي يقال له البر روى عن أبي يعقوب يوسف بن اسماعيل بن خرزاد النجيرمي وأبي القاسم بن سيف وأبي سعد الماليني وأبي محمد اسماعيل بن محمد بن عبدوس من أصحاب أبي منصور الثعالبي وأبي سهل محمد بن علي المروزي من أصحاب أبي محمد الهروي وسمع شعر أبي الطيب المتنبي من أبي علي صالح بن ابراهيم بن رشد بمصر سنة 413 عنه ولقي القاضي أبا محمد عبد الوهاب بن علي في رحلته هذه وكان أحد الأئمة في علم العربية واللغات والاداب يجمع إلى ذلك جودة الضبط وحسن الخط وكل ما وجد له من تقييد ففي غاية الإفادة والإمتاع روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر القصديري وأبو محمد عبد الله بن ابراهيم الصيرفي وأبو الطيب عبد المنعم بن من الله القروي المعروف بابن الكماد وأبو القاسم علي بن جعفر بن القطاع السعدي وأبو العرب الصقلي الشاعر وغيرهم وكان سماع الصيرفي منهم لشعر أبي الطيب المتنبي من ابن البر في شهر ربيع الأول سنة 459 قرأت ذلك بخطه وأبو العرب الشاعر اخر من حدث عنه فيما علمت وحكى أبو طاهر السلفي عن أبي بكر هذا أن القاضي عبد الوهاب بن علي البغداذي المالكي أنشده بمصر لأبي منصور الثعالبي في أبي سليمان الخطابي

( أبا سليمان سر في الأرض أو فأقم ** سيان عندي دنا مثواك أو شطنا )

( ما أنت غيري فأخشى أن تفارقني ** فديت روحك بل روحي فأنت أنا )

وقرأت بخط شيخنا أبي عبد الله بن نوح أخبر أبو بكر بن العربي قال أنا محمد بن سابق الصقلي قال أخبرنا أبو بكر بن البر قال قلت لعبد الوهاب بن علي بن نصر القاضي أأنت القائل

( تملكت يا مهجتي مهجتي ** وأسهرت يا ناظري ناظري )

( وما كان ذا أملي يا ملول ** ولا خطر الهجر في خاطري )

( فجد بالوصال فدتك النفوس ** فلست على الهجر بالقادر )

( وفيك تعلمت نظم الكلام ** فلقبني الناس بالشاعر )

فخجل وقال دع هذا يا أبا بكر فإنما هذا أخبار الصبا وقد أجاز لي ما رواه ابن العربي وألفه القاضيان أبو بكر بن أبي جمرة وأبو الخطاب بن واجب عنه ويروي ابن أبي جمرة منهما عن أبي القاسم بن ورد عن محمد بن سابق الصقلي جميع ما ألفه ورواه وحدثني الخطيب أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأزدي والفقيه أبو العباس

____________________

أحمد بن معاوية السلمي بتونس وأنشداني قال حدثنا القاضي أبو محمد بن حوط الله وأنشدنا قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن خلف بن أحمد هو ابن الفخار وأنشدنا قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي وأنشدنا قال أنشدنا أبو بكر بن البر قال أنشدنا أبو بكر الجزيري وحدثنا قال أتيت القاضي أبا محمد عبد الوهاب في المسجد الجامع بمصر فقلت له يا سيدنا الفقيه الإمام أأنت القائل وذكر الأبيات إلى اخرها فقال رضي الله عنه يا أبا بكردع هذا فإنه كان في أيام الصبا كذا سمعت بلفظ هذين الشيخين هذه الحكاية وعلى ما في هذا الإسناد من رواية ابن العربي عن ابن البر كتبتها عنهما وهو غلط لا شك فيه لأنه لم يلقه ولا سمع منه وعندي أن أبا بكر الجزيري هو محمد بن سابق الصقلي نسب إلى جزيرة شقر ويكنى أبا بكر ولا رواية له عن عبد الوهاب وهو مذكور في الصلة فأخره وقدم ابن البر من لم يعرف زمانهما ولا تهدى إلى الفرق بينهما ولعل ذلك من قبل ابن الفخار وغفل عنه ابن حوط الله وقد وجدت بعض أصحابنا يروي الأبيات عن أبي جعفر بن عبد المجيد الحجري المالقي قال أنشدني الحافظ أبو عبد الله بن ابراهيم بن الفخار قال أنشدني ابن العربي قال أنشدني أبو بكر الجزيري قال أنشدني أبو بكر بن البر وذكر الأبيات ورواها كما أوردها ابن نوح على الصواب ذكر ابن عزير اليناشتي أبا بكر بن البر في زيادته على الزبيدي ولم يذكر شيوخه ولا الرواة عنه وقال ذكر لي أنه دخل الأندلس في سنة 460 أو حولها

404 محمد بن عبد المنعم بن من الله بن أبي بحر الهواري يعرف بابن الكماد ويكنى أبا بكر من أهل فاس وأبوه أبو الطيب من جالية القيروان في فتنة العرب بها ودخل الأندلس وروى عن أبي عبد الله بن سعدون القروي سمع منه بها سنة 476 ذكر بعضه أبو القاسم بن ملجوم وروى عنه أجاز له في اخر شهر ربيع الاخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة

405 محمد بن أحمد بن هشام بن ابراهيم بن خلف اللخمي سكن سبتة يكنى

____________________

أبا عبد الله روى عن أبي بكر بن العربي وأبي طاهر السلفي وحدث عنهما وأدب بالعربية وكان قائما عليها وعلى اللغات والاداب مع حظ من النظم ضعيف وله تواليف مفيدة استعملها الناس منها كتاب الفصول والجمل في شرح أبيات الجمل وإصلاح ما وقع في أبيات سيبويه وفي شرحها للأعلم من الوهم والخلل ومنها كتاب في لحن العامة وشرح الفصيح لثعلب ومقصورة ابن دريد روى عنه أبو عبد الله بن الغازي تواليفه وحدث عنه ووجدت الأخذ عنه والسماع منه سنة 557

406 محمد بن علي بن جعفر بن أحمد بن محمد القيسي من أهل قلعة حماد بالعدوة ونزل مدينة فاس ويكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الرمامة وأحمد هو المعروف بذلك وقيل إمرأة نسب إليها روى عن أبي الفضل بن النحوي وتفقه به وعن أبي إسحاق ابراهيم بن حماد وخاله أبي الحسن علي بن طاهر بن محشوة بالجزائر وأبا حفص التوزري وأبي محمد المقري ببجاية وغيرهم ودخل الأندلس تاجرا وطالبا للعلم ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتاب وأبا الوليد بن رشد وأبا بحر الأسدي وأبا الوليد بن طريف فحمل عنهم وسمع منهم ونزل بمدينة فاس وولي قضاءها سنة 536 وكان غير صالح للخطبة لضعفه فلم تحمد سيرته مع أنه لم تلحقه زلة ولا تعلقت به ريبة وحدث بها ودرس وأخذ الناس عنه وكان فقيها نظارا مائلا لمذهب الشافعي رضي الله عنه عاكفا على كتاب أبي حامد الغزالي المسمى بالبسيط محصلا لنكته وله تواليف منها تسهيل المطلب في تحصيل المذهب وكتاب التفصي عن فوائد التقصي وكتاب التبيين في شرح التلقين وغير ذلك روى عنه من الجلة أبو ذر الخشني وأبو الحسن بن المفضل في كتابه إليه وحدثنا عنه من شيوخنا أبو القاسم بن بقي وغيره وتوفي بفاس عند الزوال يوم الاثنين الحادي والعشرين لرجب سنة 567 ودفن ضحى يوم الثلاثاء بعده وصلى عليه أبو حفص بن عمر قاضي فاس حينئذ بوصيته بذلك ومولده في شعبان سنة 479 وقرأت بخط أبي عبد الله بن أبي درقة وهو أحد الرواة عنه أن مولده في رجب من عام 478 وبخطه أيضا قرأت وفاته وقال هكذاأخبرني عن مولده

____________________

407 محمد بن حسين بن عبد الله بن حبوس الشاعر من أهل فاس يكنى أبا عبد الله كان عالما محققا وشاعرا مفلقا يتقدم في ذلك أهل زمانه ويوقف على جودة شعره من ديوانه امتدح الأمراء وروى عنه أبو بكر عبد العزيز بن زيدان وغيره وتوفي سنة سبعين وخمسمائة ومولده ببلده سنة خمسمائة

408 محمد بن عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن موسى بن عياض اليحصبي من أهل سبتة وأصله من بسطة ومنها انتقل أجداده قديما يكنى أبا عبد الله سمع من أبيه القاضي أبي الفضل وأبن العربي وأجاز له وغيرهما وأخذ مصنف النسائي قراءة عن أبي بكر يحيى بن محمد بن رزق ودخل الأندلس وولي قضاء دانية منها قبل السبعين وخمسمائة وكان حميد السيرة نزيها متواضعا له مشاركة في الاداب والأخبار وولي أيضا قضاء غرناطة وتوفي بها وقيل بسبتة سنة 575 ذكره ابن سفيان وفيه عن غيره وحدث عنه ابنه أبو الفضل عياض بن محمد وتوفي سنة وفاته أبو الحسن بن يربوع قاضي مالقة وكان من الفقهاء النبهاء وأبو مروان بن قاسم الطبيب

409 محمد بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن حسين التميمي من أهل سبتة يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه وعن أبي الفضل بن عياض وغيره وعمر وأسن حدث عنه أبو الحسين بن جبير الزاهد

410 محمد بن ابراهيم بن حزب الله من أهل فاس يعرف بابن البقار يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن بن حنين وأبي عبد الله بن الرمامة وأبي إسحاق بن قرقول وأبي عبد الله بن خليل وأبي محمد بن عبيد الله وغيرهم ولقي بالأندلس أبا القاسم بن بشكوال وابا الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي وابا القاسم بن الحاج وأبا بكر بن خير وابا القاسم الشراط وأبا عبد الله بن المجاهد وأبا بكر بن عبيد وغيرهم وأجاز له أبو

____________________

محمد بن دحمان وابو عبد الله بن حفص وأبو القاسم بن حبيش وأبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي وأبو عبد الله بن الفخار وسواهم وحدث عن أبي طاهر السلفي بإجازته العامة لأهل المغرب وكان من أهل الفقه والحديث متحققا بالرواية والحديث عن رجالها عاكفا على التدريس حافظا متفننا زاهدا فاضلا روى عنه أبو الحسن بن القطان وتفقه به وأجاز له جميع روايته في سنة 582

411 محمد بن عبد الله بن عبد الكريم الأنصاري من أهل طنجة يكنى أبا عبد الله دخل الأندلس فسمع بقرطبة من أبي الحسن بن مغيث وأبي مروان بن مسرة وغيرهما وكان أديبا شاعرا حدثنا عنه أبو محمد الناميسي القاضي وقيل لي توفي سنة 585 أو نحوها

412 محمد بن حسن بن عطية بن غازي بن خلوف بن أحمد بن موسى بن هارون بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن أحمد بن جابر بن عبد الله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وكتب هذا النسب عن شيخنا الأزدي وفيه نظر من أهل سبتة يعرف بابن الغازي ويكنى أبا عبد الله روى عن أبي الفضل عياض واختص بصحبته وملازمته وسمع منه جل روايته وتواليفه أيضا عن جده لأمه أبي الربيع سليمان بن سبع الخطيب وأبي علي حسن بن سهل الخشني وأبي جعفر محمد بن حكم بن باق السرقسطي نزيل فاس وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن هشام تواليفه وله رواية عن غيرهم من شيوخ الأندلس وعني بعقد الشروط وولي القضاء وله حظ من قرض الشعر وكان من الثقة والعدالة بمكان حدث عنه نم شيوخنا أبو العباس العزفي وأبو بكر بن محرز وسمع منه بعد وفاة أبي محمد بن عبيد الله وكانت في أول سنة 591 وتوفي في بضع وتسعين وخمسمائة

413 محمد بن أحمد بن محمد بن مرزوق التغمري من أهل سبتة يكنى أبا عبد الله دخل الأندلس وتجول منها بإشبيلية وبالجزيرة الخضراء ومالقة والمرية وغيرها ولأبيه أبي العباس رواية عن ابن عبيد الله ورحل إلى المشرق وأكثر من لقاء الشيوخ

____________________

وسماع الحديث وكتب بخطه كثيرا وكان صاحب إتقان وضبط وممن سمع منه أبو محمد القاسم بن عساكر وأبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن موقى وأبو نزار ربيعة بن الحسن الحضرمي وأبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري وغيرهم وذلك في سنة 596

414 محمد بن عبد الكريم الفندلاوي من أهل مدينة فاس يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن الكتاني كان إماما في علم الكلام وأصول الفقه مدرسا لذلك حياته كلها وكان له حظ من الأدب وله رجز في أصول الفقه أخذ عنه وسمع منه وروى عنه جماعة منهم أبو محمد الناميسي وأبو الحسن الشاري وقال أخذت عنه جملة وافرة من إرشاد أبي المعالي وتلخيصه تفهما وسمعت عليه رجزه وتوفي في ذي الحجة سنة 596

415 محمد بن علي بن مروان بن جبل الهمداني من أهل وهران ونشأ بتلمسان وأصله من الأندلس ويكنى أبا عبد الله ولي قضاء تلمسان ثم نقل إلى قضاء الجماعة بمراكش بعد أبي جعفر بن مضاء في اخر سنة أربع أو أول سنة 585 وصرف عن ذلك إلى إشبيلية سنة اثنين وتسعين ثم أعيد ثانية بعد صرف أبي القاسم بن بقي وكان حميد السيرة شديد الهيبة عارفا بالأحكام سريع الفصل بين الخصوم موصوفا بالعدل والتؤدة لم يجلد أحدا طول ولايته بسوط توفي سنة 601 عن ابن سالم زادني صاحبنا أبو بكر اليعمري ليلة الأحد لجمادى الأولى من سنة إحدى المذكورة ودفن عصر يوم الاثنين وصلى عليه الإمام أبو عبد الله الناصر بن المنصور

416 محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي من أهل فاس يكنى أبا عبد الله سمع من أبي الحسن بن حنين وغيره ورحل إلى المشرق رحلة حافلة أقام فيها خمسة عشر عاما ولقي نحوا من مائة شيخ أكثر من الرواية عنهم واستوسع في السماع منهم وأجاز له بعضهم ومن أعلامهم أبو حفص الميانشي وأبو طاهر السلفي وأبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وأبو محمد بن بري وابو

____________________

طالب التنوخي وأبو القاسم البوصيري وابو الفضل الغزنوي وابو المفصل بن دليل وغير هؤلاء وجمع في ذلك فهرسة كبيرة سماها بالنجوم المشرفة في ذكر من أخذ عنه من كل ثبت وثقة واختصر منها ما اقتصر فيه على مسموعه من أكثرهم دون استيفاء تسميتهم وقد وقفت على هذا المختصر وكتب لي منه ولم يكن بالضابط وقفت بخطه على أوهام وأغلاط وقفل إلى بلده فحدث وأخذ عنه وقد سمع الموطأ منه بالاسكندرية أبو مروان عبد الملك بن أبي القاسم التوزري المعروف بابن الكردبوس وهو من أصحابه وأخذ عنه أيضا بتونس وبلغني أنه دخل الأندلس وتوفي ببلده اخر سنة ثلاث أو أول سنة 604 عن أبي عبد الله بن أبي البقاء

417 محمد بن علي بن يخلف بن يوسف بن حسون من أهل الجزائر عمل بجاية يكنى أبا عبد الله يروي عن أبي محمد عبد الحق الإشبيلي وأبي زكرياء يحيى بن ياسين المعروف بابن اللؤلؤ وغيرهما ودخل الأندلس وأخذ عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي محمد بن موجوال وأبي بكر محمد بن عيسى البطليوسي بإشبيلية وبمسجد ابن جراد منها وعن أبي زيد السهيلي بمالقة وله عدة شيوخ روى عنهم وسمع منهم حدث وأخذ عنه وتوفي ببلده في العشر الأواخر من صفر سنة 606

418 محمد بن عبد الله بن طاهر الحسيني الشريف من أهل فاس يكنى أبا عبد الله روى عن أبي إسحاق بن قرقول وكان معتنيا بسماع الحديث ذاكرا لأسانيده ومتونه وولي قضاء الجماعة بمراكش وتوفي بإشبيلية سنة 608 عن ابن سالم وفيه عن غيره

419 محمد بن عثمان بن سعيد من أهل فاس يعرف بابن يقيميس ويكنى أبا عبد الله لقي في رحلته أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي في بجاية سنة 575 فحمل عنه مختصره في الأحكام وحدث به وسمع منه وكان مفتيا أصوليا روى عنه جماعة منهم أبو العباس بن المزين لقيه في سنة 601 وتوفي سنة 608 أو بعدها بيسير

____________________

420 محمد بن حماد العجلاني من أهل فاس يكنى أبا عبد الله سمع أبا ذر الخشني وغيره وصحب قاضي الجماعة أبا عبد الله الحسيني واختص به وكتب له فيما أحسب وولي قضاء سبتة وكان من أهل العناية بسماع العلم ورواية الحديث حسن الصوت وهو كان المخصوص بقراءة كتب الحديث ودواوينه على الأمراء ودخل الأندلس فاستشهد في وقيعة العقاب أصابه سهم فقتله وذلك يوم الاثنين منتصف صفر سنة 609

421 محمد بن يحيى بن ابراهيم الخزرجي من أهل مصر يكنى أبا القاسم ويعرف بأخي أبي الوفاء له سماع من السفلي وغيره وقدم إشبيلية وقد أخذ عنه بها وكانت بينه وبين قاضيها قرابة وتوفي في نحو سنة 610

422 محمد بن ابراهيم المهري من أهل بجاية وهو من بني مرزقان من أهل إشبيلية يكنى أبا عبد الله رحل إلى المشرق ولقي جماعة وافرة من حملة الحديث ولم يسمع إلا يسيرا بمصر وانصرف ولم يحج وولي قضاء بجاية ثلاث مرات صرف عن أخراها سنة 608 بأبي محمد بن حجاج ودخل الأندلس مرارا وولي قضاء مرسية منها واستخلف بمراكش على القضاء وكان علم وقته علما وكمالا وتفننا يتحقق بعلم الكلام وأصول الفقه حتى شهر بالأصولي واعتنى بإصلاح المستصفى لأبي حامد الغزالي وإزالة ما كان فيه من تصحيف وله عليه تقييد مفيد وامتحن بقرطبة سنة ثلاث وتسعين هو وأبو الوليد بن رشد محنتهما المشهورة من أجل نظرهما في علوم الأوائل فتحدث الناس بصبره في ذلك المقام وتجلده وثبوت جأشه وكف بصره بأخرة من عمره أخذ عنه أبو محمد بن حوط الله سمع عليه الإرشاد لأبي المعالي الجويني وحدثني أبو عامر بن نذير أنه استجازه فقال له قد أبحت لك ما سألت فاجتهد بالإجادة لما فاتك وتوفي

____________________

ببجاية مصروفا عن القضاء بين عيدي الفطر والأضحى سنة 612

423 محمد بن أبي الحسن الفارسي المروزي يكنى أبا عبد الله ويعرف بالجوهري قرأ القران بأصبهان على النجدي المعروف بالصفار وقدم الأندلس دخل قرطبة في أوائل جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة وكان حافظا مجودا حسن السمت ذكره ابن الطيلسان

424 محمد بن أبي الحسن الفارسي المروزي يكنى أبا عبد الله ويعرف بالجوهري قرأ القران بأصبهان على النجدي المعروف بالصفار وقدم الأندلس دخل قرطبة في أوائل جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة وكان حافظا مجودا حسن السمت ذكره ابن الطيلسان

424 محمد بن حسن بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن أحمد بن يوسف ثلاثة بن أحمد التجيبي من أهل سبتة يكنى أبا عبد الله سمع من أبي محمد بن عبيد الله وأكثر عنه وعن أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وغيرهم وكتب إليه أبو الحسن بن حنين نزيل فاس وأبو القاسم بن بشكوال وأبو محمد بن دحمان وأبو عبد الله بن زرقون وأبو القاسم السهيلي وابو عبد الله بن الفخار وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي وأبو بكر بن أبي جمرة ومن أهل المشرق أبوالطاهر بن عوف وأبو عبد الله الحضرمي وأبو طالب التنوخي وأبو حفص الميانشي وغيرهم وكان في بلده صدرا في شهوده المعدلين عاكفا على عقد الشروط راوية مكثرا ثم انتقل إلى إشبيلية واستوطنها وحدث عنه بعض أهلها وتوفي بها في شهر ربيع الأول سنة عشرين وستمائة ومولده في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وخمسمائة

425 محمد بن يخلفتن بن أحمد بن تنفليت التجيبي الفازازي من أهل تلمسان يكنى أبا عبد الله روى عن أبي عبد الله التجيبي مقدمه من المشرق وروى أيضا عن غيره وكان من أهل العلم بالاداب والمشاركة في الفقه متقدما في الكتابة والشعر وولي قضاء مرسية ثم صرف عن ذلك وولي قضاء قرطبة وكان حميد السيرة حسن السمت جميل الهيئة شديد الهيبة رأيته بمرسية في رمضان سنة ست عشرة وستمائة فتوجه إلى إشبيلية

____________________

ولم اخذ عنه ولا كان من أهل هذا الشأن غير أنه كان قائما على حفظ الحديث حدثت أنه كان يحفظ صحيح البخاري أو معظمه وتوفي بقرطبة أول منبعث الفتنة في سنة إحدى وعشرين وستمائة

426 محمد بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل الحضرمي المتيشي من ناحية بجابة ونزل مرسية يكنى أبا عبد الله دخل الأندلس في صغره وأقام بمالقة مدة ولقي بقرطبة أبا القاسم بن بشكوال فسمع منه وأكثر عنه وأبا الحسن الشقوري وأبا عبد الله بن عراق وأبا القاسم الشراط وأبا عبد الله بن جعفر وأبا قاسم بن رشد الوراق وسمع بها أبا بكر بن خير ولقي في تجوله أبا محمد التادلي لقيه بمكناسة وأبا الحسن نجبة بن يحيى وأبا محمد بن عبد الله وأبا حبيب عبد المنعم بن الخلوف وأبا الحجاج بن الشيخ سمع من جميعهم وأجازوا له إلا نجبة وحده وكتب إليه أبو عبد الله بن زرقون وابو القاسم بن حبيش وابو عبد الله بن حميد وأبو الحسن بن كوثر وأبو القاسم بن عباس الجذامي وأبو إسحاق المخزومي المعروف بكوتان وأبو محمد بن أبي زمنين وأبو بكر بن حسنون البياسي وغيرهم وفيهم من لقيه وسكن مرسية في نحو الستمائة وولي الصلاة والخطبة بجامعها وكان مليح الخط معروفا بالكمال والضبط مشاركا في علم الحديث وحفظ أسماء الرواة سهل الجانب فاضلا زاهدا له حظ من قرض الشعر كتب علما جما حدث وأقرأ القران وأخذ عنه الناس وكان لذلك أهلا وتوفي بمرسية صبيحة يوم السبت الثامن عشر لشهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وستمائة ودفن لصلاة العصر منه بالجامع القديم ومولده بالعدوة سنة ست وخمسين وخمسمائة

427 محمد بن عبد الحق بن سليمان اليفرني ويعرف بالندرومي من أهل تلمسان وقاضيها يكنى أبا عبد الله سمع من أبيه وتفقه به وبأبي علي بن الجهار النحوي وأخذ عنهما العربية والاداب وأخذ القراءات عن أبي علي منهما في سنة إحدى وخمسين

____________________

وخمسمائة وسمع الحديث من أبي محمد بن عبيد الله وابي الحسن بن حنين وأبي عبد الله بن خليل وأبي القاسم بن حبيش وأبي زيد السهيلي ولقي أبا بكر بن الجد وأبا الحسن نجبة بن يحيى وأبا عبد الله بن الفخار وأبا العباس بن مضاء وجالسهم وكتب إليه أبو الحسن بن هذيل وابو بكر بن نمارة وأبو الحسن بن النعمة وأبو القاسم بن بشكوال وابو بكر بن رزق وأبو العباس الخروبي وأبو بكر بن خير وجماعة من أعلام أهل الأندلس ومن أهل المشرق أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله الحضرمي وأبو طاهر السلفي وأبو طالب التنوخي وغيرهم ودخل الأندلس وولي قضاء بلده وكان حميد السيرة مشاركا في الفقه وعلم الكلام معنيا بالحديث وروايته جوادا واسع المروءة معظما عند الخاصة والعامة وجمع من الدفاتر والدواوين العقيقة وله تواليف في فنون منها كتاب الاقتضاف في غريب الموطأ وإعرابه اقتضبه من الكتاب الكبير المختار الجامع بين المنتفى والاستذكار في عشرين سفرا أو نحوها يشتمل على نحو ثلاثة الاف ورقة وكتاب إرشاد المسترشد وبغية المريد المستبصر المجتهد والفيصل الجازم في فضيلة العلم والعالم حدث ودرس وأخذ عنه وغيره أمتن تحصيلا منه وأحسن تصرفا وتوفي بتلمسان سنة خمس وعشرين وستمائة وقد نيف على الثمانين

428 محمد بن علي بن حمادو ابن عيسى بن أبي بكر الصنهاجي يكنى أبا عبد الله أصله من قرية تعرف بحمزة من حوز قلعة حماد وسكن بجاية روى عن أبي العباس أحمد بن مبشر مولى الحماديين وكان نحويا منطقيا فقيها محدثا وتعلم القرآن عند القاسم بن النعمان بن الناصر بن علناس بن حماد وكان لما انقرضت دولتهم يعيش بتعليم كتاب الله جل جلاله وروى عن أبي الحسن علي بن محمد بن عثمان التميمي القلعي المعمر وعن أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي وعن أبي عبد الله محمد بن علي بن مخلوف بالجزائر ورحل إلى المغرب فأخذ عن أبي ذر الخشني وغيره ودخل الأندلس فسمع بمرسية من أبي محمد بن غلبون وأبي جعفر بن عياش وبإشبيلية

____________________

من أبي الحسين بن زرقون وأبي الحسن علي بن سكر بن محمد الأموي وولي قضاء الجزيرة الخضراء ثم صرف عنه وولي قضاء سلا سنة ثلاث عشرة وستمائة وله تواليف منها كتاب الإعلام بفوائد الأحكام لعبد الحق الإشبيلي وشرح في مقصورة ابن دريد وله تاريخ سماه بالنبذ المحتاجة في أخبار صنهاجة بإفريقية وبجاية وكان شاعرا كاتبا له ديوان نظم ونثر وقد أخذ عنه وتوفي سنة ثمان وعشرين وستمائة وقال ابن فرتون في عشر الأربعين وستمائة

429 محمد بن عمر بن نصر الفزاري من أهل سلا يكنى أبا عبد الله دخل الأندلس وكانت له رحلة حج فيها وسمع من أبي محمد القاسم بن عساكر وأبي الطاهر الخشوعي وأبي الحسن بن المقدسي وغيرهم حدث عنه أبوالحسين عبيد الله بن عاصم الأسدي الخطيب برنده وحكى أنه أجاز له ولبنيه عن شعبان سنة ثلاثين وستمائة

430 محمد بن عيسى بن مع النصر بن ابراهيم بن دوناس بن زكرياء بن سعيد بن محمد بن حبيب بن علي بن المنصور بن سليمان نزيل بلد بني مومنان من حوز فندلاوة عمل فاس يكنى أبا عبد الله روى عن أبيه عيسى وصهر أبيه إمام جامع القرويين أبي محمد سكر بن موسى وأبي الخطاب بن الجميل وأبي العلا الإدريسي إمام مسجد ابن أغلب وأبي القاسم عبد الرحيم بن عيسى بن الملجوم وأبي ذر الخشني وأبي بكر عبد العزيز بن ريدان وأبي عبد الله بن عبد الحق وأبي عبد الله التجيبي التلمسانيين وأبي موسى عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت الجزولي سمع عليه بعض أحكام عبد الحق الصغرى وأجاز له ما رواه وأبي عبد الله محمد بن قاسم بن عبد الكريم من أهل مكناسة وأبي الحسن علي بن محمد بن عبد الملك وكلاهما مشهور بابن القطان

____________________

وعنهما أخذ صناعة الحديث وعلم الرجال وأبي القاسم بن زانيف وأبي العباس بن البقال الجزولي وأبي الحجاج بن نموي الأديب المتفنن المتكلم وأجاز له أبو محمد بن حوط الله وابو عبد الله الشاري وأبو القاسم مولى ابن باق عن أبي الوقت صحيح البخاري وغيره وأبو محمد عيسى بن سليمان الرندي يروي عنه أيضا ودخل الأندلس ولقيه بإشبيلية في سنة ست وعشرين وستمائة وهو أحد شيوخها وكان يشارك في فنون وقتل بمراكش في سنة تسع وثلاثين وستمائة رحمه الله

431 محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن محارب القيسي من أهل الاسكندرية ودخل الأندلس وأصله من المغرب يكنى أبا عبد الله سمع أبا الطاهر بن عوف وأبا عبد الله بن الحضرمي وأبا القاسم بن موقى وابا الحسن بن مفضل وغيرهم وكان يزعم أنه سمع من أبي طاهر السلفي الأربعين حديثا له وغيرها ويدافع عن ذلك وقد كتب عنه وسمع منه وكانت له رواية بغرناطة عن أبي محمد عبد المنعم بن الفرس وأبي جعفر بن خير وأجاز له أبو محمد التادلي روايته عن أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي ويروي عن ابن رشد في اخرين وأنشدني بعض أصحابنا قال أنشدني ابن محارب هذا قال أنشدني الفقيه أبو العباس أحمد بن أبي بكر محمد بن عيسى هو ابن قزمان قال أنشدني والدي لنفسه

( أمسك الفارس درعا بيد ** وأنا أمسك فيها قصبه )

( فكلانا بطل في حزبه ** إن الاقلام رماح الكتبه )

توفي فيما بلغني سنة 641 ومولده سنة 554

432 محمد بن قاسم بن منداس بن عبد الله الأشيري النحوي من أهل الجزائر عمل بجاية يكنى أبا عبد الله أخد العربية والآداب عن أبي موسى الجزولي وأدب بالجزائر سنة ثمانين وخمس مائة ولقي أبا محمد بن عبيد الله وأبا العباس بن مضاء

____________________

وأبا الحسن بن زمنين وأبا الحسن علي بن عتيق بن مومن وأبا ذر الخشني فحمل عنهم وكان قد لقي بفاس أبا القاسم بن مجكان من أصحاب أبي عبد الله الأزدي وهو اخر الرواة عنه فسمع منه ودخل الأندلس فسمع بمالقة من أبي الحجاج بن الشيخ وابي عبد الله محمد بن حسن الأنصاري وغيرهما في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ويحدث عن السلفي بإجازته العامة في ربيع الاخر سنة إحدى وستين وخمسمائة أفاده ذلك أبو الحجاج بن الشيخ وعاد إلى بلده وأقرأ العربية وحدث بيسير كتب إلي بإجازة ما رواه وتوفي في أول المحرم سنة ثلاث وأربعين وستمائة وسنة ست وثمانون سنة إلا أشهرا ومولده في أول ليلة من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وخمسمائة من اسمه موسى

433 موسى بن الهنيد بن داود بن نصير مولى لخم مذكور في أخبار الأندلس روى عن أبيه الهنيد بن داود قاله ابن يونس وذكره الحميدي

434 موسى بن ربيعة ذكره أبو إسحاق بن نصير في الرواة عن مالك من أهل الدين وقال حدثني عمي عثمان بن سفيان قال حدثنا محمد بن عمرو بن خالد قال سمعته أبا طاهر بن عمرو بن السرح يقول سمعت موسى بن ربيعة يقول كنت عند مالك بن أنس فأتاه سندي فقال له يا أبا عبد الله إني حلفت بالطلاق في كذا وكذا فقال له مالك إياك أن تحلف بالطلاق مرة أخرى فقال له السندي يا أبا عبد الله قال اذهب فلا شيء عليك فقال له السندي امرأته طالق ثلاثا البتة بأن فارقتك أو أقبلك قال فقال له مالك اجلس لا تبرح حتى إذا قضى ما يريد قام وقال السندي قم حتى إذا صار إلى باب داره ووضع إحدى رجليه على الاسبكية قال له مالك ما أردت قال تقبلني أردت أن تقبل رأسي فقال نعم يا أبا عبد الله قال فهذا رأسي فقبله فأومأ برأسه فقبله هكذا وجدت هذه الحكاية بخط ابن بنوش وفي اخرها كذلك خمسة وعشرون رجلا يريد اسماء الرواة من أهل الأندلس عن مالك وفيهم من لا يصح ذكره فيهم وموسى هذا غير معروف

435 موسى بن محمد بن زياد بن حبيب الجذامي كذا في كتاب القضاة وفي المقتبس لابن حيان موسى بن محمد بن زياد بن كثير بن يزيد بن حبيب الجذامي يكنى

____________________

أبا القاسم ذكره ابن حارث وقال هو من العرب الشاميين من جند فلسطين وأصله بالأندلس من كورة شذونة وكان صنيعة للأمير عبد الله بن محمد وولاه خطتي الشرطة والرد ثم نقله إلى الشرطة العليا ثم ولاه القضاء والصلاة معا فصلى بالناس جمعة واحدة واستعفى في الثانية ولم يكن من القضاء في ورد ولا صدر وتصرف للأمير عبد الله في خطط جمة قبل القضاء وغيره إلى أن رقاه إلى الوزارة وحدثت بينه وبين بدر مولى الأمير وحشة أبعدته عن محل اللطف وقرب المنزلة فاستأذن عند ذلك في الحج فأذن له وحج ثم عاد إلى الأندلس ورام الدنو من السلطان فلم يتهيأ له وتوفي الأمير عبد الله وموسى خامل وصار الأمر بعده إلى ابن ابنه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله ومدير دولته مولاه بدر فقبض على موسى وحبسه وعجل عليه فأمات نفسه ذكر ذلك ابن حيان وذكره ابن الفرضي مختصرا ونسبه إلى جده زياد ولم يذكر وفاته وقال فيه ابن حارث سمعت من يحكي من العلماء أنه كان حسن السمت أديبا ظاهر المروءة بادي الوقار إلا أنه كان جاهلا غبيا

436 موسى بن يحيى بن عبد الله بن حيون رحل إلى المشرق وطلب العلم وسمع من علي بن عبد العزيز وعامر بن عبد الله المكي وعبد الله بن علي بن الجارود ومحمد بن عبد الله البرقي وغيرهم وأقام في المشرق سبع عشرة سنة وسمع منه بسجلماسة وبقرطبة وتوفي ليوم السبت لأربع بقين من ربيع الاخر سنة خمس عشرة وثلاثمائة وهو ابن ست وسبعين سنة مستفاد من خط الحكم المستنصر بالله وقرأته بخط أبي الخطاب بن واجب

437 موسى بن أصرم من أهل لورقة يكنى أبا القاسم سمع من أبي الغصن وابن عات ذكره ابن حارث

438 موسى بن محمد بن حدير بن موسى بن حدير مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية وقال فيه الرازي موسى بن سعيد بن سعيد الحاجب من أهل قرطبة يكنى أبا الأصبغ كان هو وابنه عبد الرحمن وأخوه أبو عمر أحمد بن محمد مع رياستهم ونباهتهم من أهل العلم والأدب والشعر والرواية وكان موسى هذا عارفا بالكلام ذاهبا إلى الاعتزال نظارا على أصوله وله فيه تأليف ولأخيه أبي عمر أيضا كذلك ولابنه عبد الرحمن بن

____________________

موسى كتاب في نوازل من مسائل الأحكام جمع فيه ما جرى على يديه ويدي أبيه وشاور فيها بقضاء منه إذ ذاك عبيد الله بن يحيى ومحمد بن عمر بن لبابة وأحمد بن بقي ومحمد بن عبد الملك بن اليمن وغيرهم ولد سنة ست وخمسين ومائتين وتوفي يوم الأحد للنصف من صفر سنة عشرين وثلاثمائة ذكره الرازي والحميدي وفيه عن أبي محمد بن حزم وقال ابن الفرضي في غير تاريخه توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة في اخرها وحكى أن مولد أخيه أحمد بن محمد سنة خمس وخمسين ومائتين قال ومولد أخيه أحمد بن موسى بعده سنة ست وخمسين كما تقدم

439 موسة ابن أبي تليد واسم أبي تليد خصيب بن موسى الخولاني من أهل شاطبة سمع بقرطبة من قاسم بن اصبغ ووهب بن مسرة وبيته عريق في العلم والخير وقد تقدم ذكر ابنه خلف بن موسى أكثره عن ابن الدباغ

440 موسى بن أحمد البلذوذي وبلذوذ في جهة بجانة من كورة البيرة يكنى أبا عمران كان أديبا شاعرا من أهل التصنيف ذكره أبو الخطاب العلاء بن حزم فيمن ألف من أهل الأندلس قاله الرشاطي

441 موسى بن أحمد بن دحيم من أهل مرسية يكنى أبا الاصبغ أخذ عن أبي نصر هارون بن موسى بن جندل النحوي كتاب سيبويه ووقفت على نسخته منه وخط أبي نصر له عليه في صفر سنة سبعين وثلاثمائة وتحديثه به عنه وكان حسن الخط

442 موسى بن منتيل بن دهزيل الأموي من أهل وشقة روى عن أبي يحيى زكرياء بن يحيى بن النداف سمع منه في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وقرأت بخطه أخبرنا أبو يحيى يعني ابن النداف قال حدثنا أبو محمد عبد الله بن الحسن يعني ابن السندي قال حدثنا يحيى بن عمر قال حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال سألت الليث بن سعد عما يقول الناس بعضهم لبعض في أعيادهم تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم فقال الليث أدركت الناس وهم يقولون ذلك بعضهم لبعض وفيهم إذ ذاك بقية قال وكان ابن سيرين لا يزيد أن يقول للرجل إذا قدم

____________________

من حج أو غزوة أو في عيد قبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم وقد بوب ابن وضاح في بعض تواليفه على هذا القول وكراهيته

443 موسى بن عبد الملك بن وليد بن محمد بن وليد بن مروان بن عبد الملك بن أبي جمرة من أهل مرسية سمع من أبيه عبد الملك ورحل إلى قرطبة فسمع من أبي المطرف القنازعي وأبي عبد الله بن نبات وأبي الوليد يونس بن مغيث وأبي عبد الله بن عابد وأبي محمد مكي بن أبي طالب وغيرهم وكان من فقهاء بلده ونبهائه وهو الذي جلب في رحلته من قرطبة كتاب المستخرجة للعتبي وكان يقوم عليه بعض خبره عن ابن الدباغ وقد وقفت على إجازات يونس ومكي وابن عابد له ولابنه عبد الملك بن موسى في سنتي سبع وثمان وعشرين وأربعمائة وحدثني القاضي أبو بكر بن أبي جمرة في كتابه قال حدثني أبي أحمد عن أبيه عبد الملك عن أبيه موسى يعني هذا قال أردته الرحلة إلى المشرق ومفارقة الأندلس لكثرة الفتن فيها فقال لي شيخي أبو الوليد يونس بن مغيث وقد استشرته سنة ست وعشرين وأربعمائة أن حنش بن عبد الله الصنعاني دخل الأندلس مع جماعة من التابعين فلما أشرف على قرطبة من فج المائدة نزل فوضع أصبعه في أذنه وأذن في غير وقت آذان فقيل له لا ينقطع فيها أبدا وتوفي حنش بسرقسطة فإذا كان أهل المشرق من التابعين يقصدون الأندلس فكيف يرحل عنها من حل فيها وقد روى عن أبي أيوب الأنصاري وأورد خبره في فضل الأندلس وإنما كتبته لأنبه على وضعه وهو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله تعالى في أرضه جزيرة يقال لها الأندلس حيهم مرابط وميتهم شهيد يأمنون من الصعقة لكثرة فزعهم قال موسى فأفادني هذه الفائدة فجالت نيتي ولازمت المقام بالأندلس وولد لي فيها

444 موسى بن أحمد التدميري القاضي يكنى أبا محمد حدث عنه أبو هارون موسى بن خلف بن أبي درهم الوشقي كتب إليه فأجازه ما رواه قرأت ذلك بخط ابن الدباغ ولم يسم شيوخه وذكر أبو القاسم بن مدير في تاريخه وقرأته بخطه موسى بن أحمد من أهل تدمير وحكى أنه كان معنيا بالعلم موسوما بالحلم ولي خطة القضاء بالمرية إلى أن توفي بها سنة ثمان وأربعين وأربع مائة وقد أربى على السبعين

445 موسى بن وليد بن عباس الإشبيلي يكنى أبا عمران رحل حاجا وسمع

____________________

بمكة صحيح البخاري من أبي ذر الهروي سنة سبع وعشرين وأربع مائة وروى أيضا بها عن أبي بكر محمد بن سعيد بن سختويه الاسفراني روى عنه أبو بكر بن الأزهر سمع منه بمكة قرأت ذلك بخط طاهر بن مفوز

446 موسى بن خلف بن عيسى بن سعيد الخير بن وليد بن ينفع بن أبي درهم التجيبي من أهل وشقة وقاضيها يكنى أبا هارون سمع أباه أبا الحزم وأبا عمر أحمد بن صارم وابا محمد الشنتجالي وأبا عمرو السفاقسي في قدومهما على وشقة ولقي بتطيلة صاحب الأحكام بها أبا عبد الله محمد بن عل بن شبل فحمل عنه شرح الحديث لمحمد بن سحنون مناولة وحمل عن صاحب الشرطة الأديب أبي عبد الله بن الغليط سمع منه الكامل للمبرد في سنة ست وأربع مائة ورحل حاجا سنة سبع وأربع مائة فسمع من أبي عبد الملك البوني بها كتابه في شرح الموطأ وبالقيروان من أبي عمران الفاسي صحيح البخاري ومن أبي عبد الله بن أبي صفرة المخلص للقابسي ولقي بمكة أبا ذر الهروي فأجاز له في سنة ثمان وأربع مائة ولم يسمع منه فيما أحسب وكتب إليه أبو الحزم بن هاشم قاضي سرقسطة وأبو الوليد حيون بن خطاب التطيلي وأبو الحزم خلف بن مسعود بن الجلاد الوشقي وأبو محمد يحيى بن ابراهيم بن عارف السرقسطي وأبو عمر الطلمنكي وأبو عمرو المقرئ وأبو عمر بن عبد البر وأبو عمر موسى بن احمد التدميري القاضي ومحمد بن سعيد الغرناطي القاضي وابو علي الالبيري وغيرهم وأجاز الطلمنكي منهم له ولبنيه هارون وعبد الرحمن وعبيد الله ومن هؤلاء من لقيه وتناول منه بعض ما رواه وولي قضاء بلده وشقة وكان يقعد لإسماع الحديث بجامعها وهو عريق البيت في العلم والصلاح واستقرت خطة القضاء فيهم ببلدهم دهرا طويلا حدث عنه ابناه القاضي بدانية أبو موسى هارون وأبو مطرف عبد الرحمن وابن أخته صاحب الأحكام بسرقسطة أبو الحزم خلف بن محمد بن خلف بن حاتم العبدري وقرأت السماع عليه بخط ابنه هارون المذكور في سنة

____________________

خمس وأربعين وأربعمائة بجامع وشقه أكثره من برنامج موسى هذا ومن خط ابن الدباغ وذكر ابن بشكوال في كتابه يحيى بن عيسى بن خلف بن أبي درهم وقال سمع من خاله موسى بن عيسى وهذا تخليط إنما هو عمه وهو موسى بن خلف بن عيسى المذكور انفا فأشكل عليه بنسبته إلى جده والله أعلم

447 موسى بن عيسى بن سعيد الأنصاري القاضي من أهل بلسنية يكنى أبا عمران ويعرف بالمنزلي لسكناه قرية منزل عطاء من غربيها روى عن أبي عمر بن عبد البر وأبي إسحاق بن أسود صاحب المظالم وأجاز له أبو الوليد الباجي حدث عنه ابنه أبو الأصبغ عيسى بن موسى ذكره ابن عياد وقرأت بخط أبي داود المقرئ أنه قابل معه صحيح البخاري بجامع سرقسطة سنة ثلاث وستين وأربع مائة

448 موسى بن هارون بن موسى بن خلف بن عيسى بن سعيد الخير بن أبي درهم التجيبي من أهل وشقة وبها ولد يكنى أبا هارون وكناه أبو حامد الغزالي أبا عمران روى عن أبيه هارون وأبي العباس العذري وأبي الحجاج بن أيوب صاحب طاهر بن مفوز وغيرهم ورحل حاجا فأدى الفريضة ودخل دمشق في رمضان سنة سبع وثمانين وأربع مائة فسمع بها من أبي القاسم بن أبي الخير العلوي وسمع من أبي حامد الغزالي بداية الهداية والرسالة القدسية من تأليفه وأجازه سائر تصانيفه سنة تسعين وأربعمائة وكتب له بذلك وبدمشق لقيه أبو بكر بن العربي وأبو عبد الله الخولاني البلغي فأخذ عنه وأبو القاسم عبد الرحمن وأبو محمد عبد الله ابنا أحمد بن علي بن صابر الدمشقيان وغيرهم وبها توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ذكر وفاته ابن عساكر وحدث أبو الحسن بن النعمة في برنامجه بمختصر الطليطلي عن أبي عبد الله الخولاني المذكور عن موسى بن هارون بن أبي درهم قرأه عليه قال حدثنا خلف بن مسعود قال أخبرنا حكم بن اسماعيل قال أخبرنا شكور بن خبيب قال أخبرنا علي بن عيسى بن عبيد وهذا إسناد لا يصح لأن موسى بن هارون لم يرو عن خلف بن مسعود وهو ابن الجلاد ولعله يحدث عن أبيه أو عن جده عنه فسقط بينهما رجل وحكم هو ابن محمد بن اسماعيل السالمي كذا نسبه ابن بشكوال

449 موسى بن بهيج المغربي الواعظ أندلسي من أهل المرية نزل مصر يكنى

____________________

أبا عمران كان من أهل العلم والأدب وله في الزهد وغيره أشعار حملت عنه ذكره ابن خير وحدث عن أبي جعفر بن زيدون عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عباس المرشاني عنه بمخمسته في الحج وأعماله كلها لقيه بمصر وقرأها عليه في سنة ست وتسعين وأربعمائة وكان أبو عمر المعروف بابن يمنالش الزاهد ينشد لابن بهيج هذا

( إنما دنياك ساعة ** فاجعل الساعة طاعة )

( واحذر التقصير فيها ** واجتهد ما قدر ساعة )

( وإذا أحببت عزا ** فالتمس عز القناعة )

450 موسى بن ابراهيم بن محمد بن أبي الفرج الفهري قرطبي يكنى أبا عمران كانت له عناية بالعلم وكتب التبصرة لمكي في سنة تسع وتسعين وأربع مائة وقرأت بخطه كتب أبو محمد بن أبي زيد إلى أبي الحسن القابسي

( أعجب ما في الأمور عندي ** إضمار ما تدعي القلوب )

( تأبى نفوس نفوس قوم ** وما لها عندها ذنوب )

( وتصطفي أنفس نفوسا ** وما لها عندها عيوب )

( ما ذاك إلا لمضمرات ** يعلمها الشاهد الرقيب )

وقرأت بخطه أيضا

( إلهي لا تعذبني فإني ** مقر بالذي كان مني )

( فما لي حيلة إلا رجائي ** لعفوي إن عفوت وحسن ظني )

( وكم من زلة لي في الخطايا ** وأنت علي ذو فضل ومن )

( إذا فكرت في ندمي عليها ** عضضت أناملي وقرعت سني )

( يظن الناس بي خيرا وإني ** لشر الناس إن لم تعف عني )

( أجن بزهرة الدنيا جنونا ** وأقطع طول عمري بالتمني )

( ولو أني صدقت الزهد فيها ** قلبت لأهلها ظهر المجن )

451 موسى بن أحمد بن موسى بن الحسن من أهل مرجيق بغربي الأندلس ويعرف بابن قنتله بالقاف والنون وضم التاء صحب القاضي أبا عبد الله بن شبرين

____________________

واختص به وطالع عليه علم الأصول وأخذ عنه مسائل الخلاف ثم رحل إلى قرطبة فتفقه بها على أبي الوليد بن رشد وسمع الحديث من أبي عبد الله بن فرج وأبي علي الغساني وكان فقيها مدرسا فصيحا أديبا يقرض الشعر وينشىء الخطب البليغة وبها كان يخطب بجامع شلب إلى أن مات وألف كتابا سماه إرشاد الحائر في ترجيح مذهب مالك على سائر مذاهب الأئمة وكان حسن التدريس مبديا لأسراره منبها على غوامضه وقور المجلس حسن السمت كريم العشرة وتوفي بحصن مرجيق وكان قد قصدها مطالعا ضياعه بها في شعبان سنة سبع وخمس مائة ودفن بقبلي جامعها ذكره أبو الحسين بن الطلاء وحدث عنه

452 موسى بن عبد الصمد بن موسى بن هذيل بن تاجيت البكري من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن وهذيل جد أبيه يكنى أبا عبد الله سمع من أبيه القاضي أبي جعفر عبد الصمد ومن أبي عبد الله بن فرج وأبي مروان بن سراج وتقلد أحكام القضاء بقرطبة حدث عنه أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الصنهاجي نزيل الاسكندرية وحدث عنه أيضا في الإجازة القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن العثماني الديباجي بالموطأ لمالك من رواية يحيى بن يحيى وبغير ذلك وأخوه أبو الفضل العثماني في الإجازة أيضا وغيرهم وتوفي بقرطبة ضحى يوم الجمعة ودفن لصلاة العصر من يوم السبت لخمس بقين من المحرم سنة ثمان عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه ابنه أبو جعفر وكان مولده سنة ست وستين وأربعمائة بعضه عن ابن الملجوم

453 موسى بن خميس بن بهدل الضرير من أهل يناشتة وسكن بلنسية يكنى أبا عمران أخذ بسرقسطة عن أبي زيد الوراق ثم أنكر ذلك عند خروج أبي زيد من سرقسطة وتصدر للإقراء ببلنسية وقال ليس هو بالوراق الذي قرأنا عليه فكأن ذلك غض منه وكان مقرئا ومجودا نحويا أديبا أخذ عنه أبو الحسن بن النعمة قبل سنة عشر وخمسمائة ولازمه وتوفي قبل العشرين وخمسمائة أكثره عن ابن عياد

____________________

454 موسى بن سعادة مولى سعيد بن نصر من أهل مرسية يكنى أبا عمران سمع صهره أبا علي بن سكرة وكانت بنته عند أبي علي ولازمه وأكثر عنه وروى عن أبي محمد بن مفوز الشاطبي وأبي الحسن بن شفيع قرأ عليه الموطأ ورحل وحج وسمع السنن من الطرطوشي وعني بالرواية وانتسخ صحيحي البخاري ومسلم بخطه وسمعهما على صهره أبي علي وكانا أصلين لا يكاد يوجد في الصحة مثلهما حكى الفقيه أبو محمد عاشر بن محمد أنهما سمعا على أبي علي نحو ستين مرة وكتب أيضا الغربيين للهروي وغير ذلك وكان أحد الأفاضل الصلحاء والأجواد السمحاء يؤم بالناس في صلاة الفريضة ويتولى القيام بمؤن صهره أبي علي وما يحتاج إليه في دقيق الأشياء وجليلها وإليه أوصى عند توجهه إلى غزوة كتندة التي فقد فيها سنة أربع عشرة وخمسمائة وكانت له مشاركة في علم اللغة والأدب وقد حدث عنه ابن أخيه القاضي أبو عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة بكتاب أدب الكتاب لابن قتيبة وبالفصيح لثعلب ولم أقف على تاريخ وفاته ووقفت على رسم بخط أبي عمرو الخضر بن عبد الرحمن القيسي فيه تقييد بعض تلك الوصية مؤرخ بصدر رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة

455 موسى بن محمد بن سعادة من أهل مرسية وهو ابن أخي المذكور قبله يكنى أبا عمران وابن عم القاضي أبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة سمع أبا علي الصدفي وأكثر عنه ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بالاسكندرية من أبي بكر الطرطوشي سنن أبي داود سنة اثنتين وخمسمائة وأجاز له أبو الحسن بن مشرف وأبو طاهر السلفي ولابن عمه جميعا في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ولا أعلمه حدث

456 موسى بن يحيى بن خير الجزيري الأندلسي يكنى أبا عمران رحل إلى المشرق وحج وسمع من أبي نصر عبد الملك بن أبي مسلم التهاوندي وأبي علي الحسين بن محمد الطوسي المعروف بالصاهكي حدث عنهما بمسند الشهاب للقضاعي عن أبي سعد الساوي عنه رحل إلى مكة وبها لقيه أبو بكر عتيق بن عبد الرحمن الاوريولي وسمع منه في المحرم سنة أربع وعشرين وخمسمائة

457 موسى بن محمد بن موسى بن صامت الأنصاري من أهل بلنسية وأصله

____________________

من ناحيتها يكنى أبا عمران روى عن القاضي أبي جعفر بن جحدر وغيره وكان يعقد الشروط وولي قضاء لرية لأبي الحسن بن واجب حدث عنه ابنه أبو محمد عبد الله بن موسى قرأت ذلك بخط ابن عياد وفيه عن غيره

458 موسى بن محمد بن منخل من أهل قرطبة يكنى أبا عمران روى عن أبي الحسن العبسي سمع منه الشهاب للقضاعي حدث عنه أبو القاسم الشراط ذكر ذلك أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن حفص في برنامجه

459 موسى بن نام البهراني من أهل لبلة يكنى أبا جعفر كان من أحفظ أهل زمانه للمسائل على مذهب مالك وولي خطة القضاء ببلده إلى أن توفي به ذكره أبو الحسن بن مومن

460 موسى بن سيد بن ابراهيم الأموي من أهل الجزيرة الخضراء وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا بكر رحل إلى المشرق وأدى الفريضة وسمع بمكة من أبي عبد الله الطبري صحيح مسلم وموطأ مالك رواية أبي المصعب الزهري وأجاز له أبو علي الغساني حدث عنه أبو بكر بن خير وكان سماعه منه بالجزيرة الخضراء عند انصرافه من المرية في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة

461 موسى بن عمر بن أبي الربيع القرشي من أهل قاسترة عمل قرطبة يكنى أبا عمران وابا الحسن روى عن أبي العباس الشارقي الواعظ كتاب اللمع في أصول الفقه لأبي إسحاق الشيرازي عنه وكان شيخا ثقة روى عنه أبو القاسم بن الملجوم

462 موسى بن قاسم بن زكرياء من أهل شلب يكنى أبا القاسم وكناه ابن فرتون أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سهل الأموي المقرئ وسمع الحديث من أبي محمد بن عمروس وغيره وكان من أهل المعرفة بالقراءات وبالفرائض والحساب أخذ عنه أبو البقاء يعيش بن القاسم الشلبي وفي خبره عن غيره

463 موسى بن أحمد بن يوسف من أهل رندة يعرفه بابن الربده ويكنى أبا

____________________

عمران يروي عن أبي بكر بن العربي حدث عنه أبو الحسن عبد الله عاصم الرندي ووصفه بالحفظ والمعرفة بالوثائق وغيرها وذكر أنه تفقه عليه في صحيح مسلم وحده في سنتي اثنتين وثلاث وثمانين وخمسمائة

464 موسى بن علي بن غالب بن علي الأموي من أهل غرب الأندلس يكنى أبا عمران رحل حاجا ولقي بمصر والاسكندرية وغيرهما جماعة من العلماء كأبي الرضى أحمد بن طارق بن سنان وطبقته سمع منهم وروى عنهم ذكره ابن حوط الله وهو في عداد أصحابه وقال توفي يوم الاثنين ثالث رمضان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة

465 موسى بن حسين بن موسى بن عمران بن أبي عمران القيسي الزاهد من أهل مرتلة وسكن إشبيلية يكنى أبا عمران صحب أبا عبد الله بن المجاهد واختص به وأخذ عنه وسلك طريقته وروى أيضا عن أبي إسحاق بن حبيش وكان منقطع القرين في الورع والزهادة والعبادة والانقباض والعزلة مشارا إليه بإجابة الدعوة لا يعدل به أحد من فضلاء وقته وصلحائهم تبتلا وانقطاعا وإعراضا عن الدنيا وإقبالا على الأخرى له في ذلك أخبار محفوظة واثار مشهورة مع المشاركة في التفسير وحفظ الحديث وأصول الدين إلى الحظ الوافر من الأدب والتقدم في قرض الشعر والأخذ بطرفي النظم والنثر ونور الله بصيرته فقصر كلامه على الزهد وصرفه بين التذكير والتحذير لم يتجاوز به ما كان عليه فجعله كله وصايا وحكما توقظ الغافل وتعظ العاقل قد كتب ودون وهو بأيدي الناس واقتصر على الإقامة بالمسجد المنسوب إليه وكانت له دويرة بإزائه يدخل منه إليها وفيها كان الملوك يزورونه وأرباب الدنيا متبركين به وراغبين بدعائه وبقي على ذلك نحوا من خمس وعشرين سنة لم يخرج عنه إلى حين وفاته وحكى أبو بكر بن قسوم الزاهد عنه أنه كان يعيش في أول وصوله من مرتلة إلى إشبيلية بدراهم كان ورثها عن أبيه فلما فنيت لزم صناعة التعليم وأقام على ذلك نحوا من سبع وعشرين سنة واقتنى من العائد عليه بما

____________________

اعلاقا وذخائر من الكتب فلما أسن وضعفه عن التعليم تركه وصار يتقوت من أثمان تلك الكتب يبيعها شيئا بعد شيء إلى أن فنيت ويسر الله له شيئا تعيش به نحوا من تسعة أشهر وقبض بعد ذلك رحمه الله قال وكان صرورة ما تزوج قط ولا تسرى وإنما كانت رغبته وهمته في العلم والعبادة وأنشد له

( سليخة وحصير لبيت مثلي كثير ** )

( وفيه شكرا لربي خبز وماء نمير ** )

( وفوق جسمي ثوب من الهواء ستير ** )

( وإن قلت إني مقل إني إذا لكفور ** )

( قررت عينا بعيشي فدون حالي الأمير ** )

وأنشدني أبو سليمان بن حوط الله قال أنشدني أبو عمران هذا لنفسه من أبيات

( إلى كم أقول ولا أفعل ** وكم ذا أحوم ولا أنزل )

( وأزجر نفسي فلا ترعوي ** وأنصح نفسي فلا تقبل )

( وكم ذا أومل طول البقاء ** وأغفل والموت لا يغفل )

( أمن عيش سبعين أرجو البقاء ** وسبع أتت بعدها تعجل )

( كأن بي وشيكا إلى مصرع ** يسار بنعشي ولا أمهل )

( فيا ليت شعري الام المصير ** وماذا أجيب إذا أسأل )

( فيا ليت شعري بعد السؤال ** وطول الحساب لما أنقل )

( ويا عجبا عند ذكري لهذا ** وعلمي بذاك ولا أذهل )

وأنشدني له غيره يخاطب نفسه

( تحفظ بدينك لا تبتذله ** ولا يلف عرضك عرضا كليما )

( وعد عن الذنب لا تأته ** وبادر لإصلاح ما منك ليما )

( فأنت ابن عمران موسى المسيء ** ولست ابن عمران موسى الكليما )

وأنشدني غيره له

( عجبا لنا نبغي الغنى والفقر في نيل ** الغنى لو صحت الألباب )

____________________

فيما يبغلنا المحل كفاية والفضل فيه مؤونة وحساب

حدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أبو سليمان المذكور وأبو الرضى بسام بن أحمد المالقي وأبو زيد عبد الرحمن بن محمد القمارشي وكتب إلى أبو زيد هذا وسمعت ذلك من بعض أصحابنا عنه أنه لما حضرته الوفاة توضأ قبل ذلك معدا وصلى ركعتين ثم قال سلموا عني على من عرفني وعلى من لم يعرفني ثم جعل يتلو { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } ويرددها حتى ضعف فكنا لا نفهمه لضعفه وكنا نرى لشفتيه حركة بهما حتى قضى نحبه وتوفي رحمه الله ليلة السبت مستهل جمادى الأولى سنة أربع وستمائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة أو نحوها ودفن بمقبرة النخيل من إشبيلية في روضة أبي محمد الشنتريني وصلى عليه ابن خاله أبو العباس أحمد بن الصميل على شفير قبره في يوم شات ريحه عاصف ومطره جود وعلى ذلك غصت الشوارع بالناس وضاقت الطرق عنهم تبركا بشهود جنازته رحمه الله

466 موسى بن عيسى بن أبي خليفة اللخمي من أهل قرطبة يعرف بابن الفخار ويكنى أبا عمران أخذ القراءات عن أبي إسحاق بن طلحة وأبي القاسم الشراط وسمع من أبي القاسم بن بشكوال وأبي بكر بن خير وأبي عبد الله بن عراق وغيرهم وصحب العباد والزهاد وأقرأ القران وكان يكتب المصاحف ويضبطها فيجيد ذلك ذكره ابن الطيلسان وقال توفي إثر صلاة يوم الجمعة عاشر رجب من سنة إحدى عشرة وستمائة ودفن بمقبرة أم سلمة

467 موسى بن محمد بن موسى بن محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن خلصة الكتاني من أهل إشبيلية يكنى أبا عمران سمع من صهره أبي الحسن نجبة بن يحيى وكان مقلا من الرواية غلب عليه الزهد فعرف به حدث عنه بعض أصحابنا وقال توفي في شعبان سنة اثنتين وعشرين وستمائة ومولده سنة تسع وأربعين وخمسمائة

468 موسى بن عبد الرحمن بن يحيى من أهل غرناطة يعرف بابن السخان ويكنى أبا عمران روى عن أبي القاسم بن بشكوال وأبي زيد السهيلي وأبي القاسم بن

____________________

حبيش وأبي محمد بن عبد الله وأبي عبد الله بن حميد وأبي محمد عبد الحق الإشبيلي وأبي عبد الله بن العويص وأبي عبد الله بن الفخار وأبي عبد الله الاستجي الخطيب وغيرهم أجاز له أكثرهم وكان مقرئا نحويا لغويا معلما بذلك وله معرفة بالشروط وقد حدث وأخذ عنه ووقفت على خطه بالإجازة لبعض أصحابنا في شعبان سنة ثمان وعشرين وستمائة وتوفي قريبا من هذا التاريخ فيما بلغني

469 موسى بن علي بن عامر من أهل إشبيلية يعرف بالجزيري لأن أصله من الجزيرة الخضراء ويكنى أبا عمران أخذ عن أبي القاسم بن أبي هارون وكان يقرئ القرآن وله شرح في كتاب لحن العامة للزبيدي وشرح في كتاب التبصرة للصيمري وتأليف سماه بالاستصباح في شرح الإيضاح أخذ عنه بعض أصحابنا وقال كان عنده في التجويد تمرن ولم يذكر تاريخ وفاته ومن الغرباء

470 موسى بن ياسين مولى صالح بن إدريس الحميدي صاحب نكور يكنى أبا عمران ويعرف بابن موسى دخل الأندلس وعني بالحساب والفرائض وألف فيهما كتبا حسانا معروفة به ذكر ذلك الرازي

471 موسى بن حجاج بن أبي بكر الأشيري منها وسكن تدلس من عمل بجاية يكنى أبا عمران رحل إلى الأندلس وأقام بها في سماع العلم وطلبه من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة إلى سنة أربعين فسمع من أبي بكر بن العربي في سنة خمس وثلاثين وبقرطبة من أبي عبد الله بن اصبغ وأبي مروان بن مسرة وغيرهما وبإشبيلية من أبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن طاهر وبالمرية من أبي محمد عبد الحق بن عطية وأبي عبد الله بن وضاح ووقفت على سماعه منه لمشكل ابن قتيبة في سنة سبع وثلاثين وأبي القاسم بن ورد ولازمه إلى حين وفاته وأجاز له أبو القاسم بن رضى وسمع منه أبو عبد الله بن أبي الخصال وأبو محمد النفزي المرسي وأبو الحجاج بن رشد القيسي وسمع منه أبو الوليد بن الدباغ وأبو الحجاج بن يسعون وقرأ عليه وعني

____________________

بالرواة أتم العناية إلا أنه كان عديم الضبط رديء الخط نزل الجزائر من أعمال بجاية وأم بها في صلاة الفريضة وحدث وأخذ عنه وسمع منه بتدلس في شوال سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ووقفت على ذلك من بعض أصوله وتوفي بتدلس في نصف صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة من اسمه معاوية

472 معاوية بن محمد ولي قضاء بلنسية سنة سبع وثلاثين ومائتين ذكره ابن حارث

473 معاوية بن محمد بن هشام بن الوليد بن الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية القرشي المرواني من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الرحمن ويعرف بابن الشبانسية أخذ عن بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح ومطرف بن قيس وعبد الأعلى بن وهب ومحمد بن عبد السلام الخشني ومحمد بن يوسف بن مطروح وغيرهم ورحل حاجا سنة 275 فأدى الفريضة وعاد إلى الأندلس فازداد اعتلاءا وكان أديبا عالما أريبا داهيا شاعرا مطبوعا توفي سنة 298 في أخريات أيام الأمير عبد الله بن محمد

474 معاوية بن هشام بن محمد بن هشام من أهل قرطبة يكنى أبا عبد الرحمن وهو ابن أخي معاوية بن محمد المذكور انفا كان أديبا إخباريا تاريخيا فصيحا وله تاريخ في دولة قومه بني مروان بالأندلس عليه عول ابن حيان فيما ينقل من أخبارهم في تأليفه وهو ذكره وعمه وله أيضا تأليف في نسب العلوية وغيرهم من قريش سماه بالتاج السني في نسب ال علي حدث فيه عن أبي ابراهيم الطليطلي الفقيه وأبي عبيد القاسم بن خلف الجبيري الطرطوشي من اسمه مروان

475 مروان بن عبد الملك بن أبي جمرة من أهل تدمير يروي عن أبيه عن سحنون بن سعيد روى عنه ابنه وليد بن مروان

____________________

476 مروان بن وهب الله بن أبي زيد الغافقي يكنى أبا عبد الملك أحسبه من أهل المرية روى عن سعيد بن فحلون حدث عنه أبو عبد الله بن الأحدب الإشبيلي

476 مروان بن أمية من أهل قرطبة ومن ولد أمية بن يزيد الكاتب كان من أهل الأدب وخرج من وطنه في الفتنة فاقتصر على الوراقة ولم بها شعثه إلى أن مضى لسبيله وكانت وفاته سنة 440 ذكره ابن حيان

477 مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز التجيبي من أهل بلنسية وأصل سلفه من قرطبة وفي انتسابهم إلى تجيب خلاف تقدم التنبيه عليه يكنى أبا عبد الملك وكناه طاهر بن مفوز أبا المطرف في إجازة أبي عمر بن عبد البر له ولابنيه محمد وأحمد سمع من أبي المطرف بن جحاف وأبي الوليد الوقشي وأبي عبد الله بن سعدون القروي وأبي داود المقرئ وأبي بكر بن القدرة وغيرهم وأجاز له ابن عبد البر وأبو مروان بن سراج ولابنيه أحمد وعبد الله في جمادى الأخيرة سنة 488 وكان معتنيا بسماع الحديث وروايته وانتساخ دواوينه مع جلالة القدر ونباهة البيت وإلى أخيه الوزير أبي بكر أحمد بن محمد كان تدبير بلنسية في الفتنة ولم يدخل مروان هذا في شيء من ذلك ومن ولده بنو عبد العزيز الباقون ببلنسية إلى أن تغلب الروم عليها ثانية في اخر صفر سنة 636 وتوفي بعد التسعين والأربعمائة

478 مروان بن جراح المرادي من أهل سرقسطة يكنى أبا جعفر روى عن أبي عمر أحمد بن صارم الباجي وكان أديبا متفننا أستاذا في العربية روى عنه أبو جعفر بن باق وتوفي سنة 501 ذكره ابن حبيش

479 مروان بن عبد الملك يكنى أبا عبد الملك ولي قضاء المرية من قبل أبي عبد الله بن حمدين قاضي الجماعة بقرطبة وجرت له قصة مع أبي الحسن البرجي المقرئ في إحراق كتب أبي حامد الغزالي الذي اتبعه عليها أبو القاسم بن ورد وغيره ذكر ذلك ابن عياد وقال توفي أبو عبد الملك هذا بالمرية في المحرم سنة 512

480 مروان بن خلف بن عامر التجيبي يعرف بابن الجعديلة ويكنى أبا عبد الملك نزل باجة الغرب وبها توفي رحمه الله وكان من أصحاب أبي الحجاج الأعلم وعنه قيد علم اللسان وعليه طالع أهل باجة علم اللغات والاداب والنحو وكان له حظ من

____________________

الفقه ولم يزل مفتيا ومقرئا للقرآن أيام حياته أخذ عنه القراءات والعربية أبو بكر محمد بن ابراهيم العامري الشلبي وسمع منه أبو بكر بن فندلة وأبو العباس بن خاطب ذكره ابن الطلاء وفيه عن ابن خير وغيره

481 مروان بن يوسف بن خديج من أهل قرطبة تصدر للإقراء وكان يؤم بمسجد الغبار منها أخذ عنه القراءات أبو إسحاق ابراهيم بن علي بن طلحة قاله أبو عبد الله الشنتيالي الخطيب

482 مروان بن أحمد بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الملك كان من أهل النباهة عريق البيت في الرياسة والعلم وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه محمد ولا أعرف لمروان هذا رواية وتوفي في السابع عشر من جمادى الأولى سنة 558 مولده سنة 509 عن ابن عياد

483 مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز من أهل بلنسية وقاضيها ورئيسها يكنى أبا عبد الملك سمع من أبي الحسن بن هذيل وأبي محمد البطليوسي وأبي الحسن طارق بن يعيش وأبي بكر بن أسود وأبي الوليد بن الدباغ وأبي عبد الله بن سعيد الداني وأجاز له أبو عمران بن أبي تليد وأبو علي بن سكرة

وأبو عبد الله بن الفراء قاضي المرية وأبو الحسن بن موهب وغيرهم وولي قضاء بلده في ذي الحجة سنة 538 وقيل في سنة تسع وثلاثين بعدها ثم تأمر به عند انقراض الدولة اللمتونية في عقب رمضان أو صدر شوال منها وبويع له بذلك في صفر سنة أربعين وأقام على ذلك يسيرا وخلع وانفصل عن بلنسية فظفر به اللمتونيون واعتقلون ببعض معاقل ميورقة نحوا من اثنتي عشرة سنة ثم تخلص وسار إلى مراكش في قصة طويلة وحدث هنالك وأخذ عنه جلة منهم أبو محمد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان وأبو طالب عقيل بن عطية وابو الخطاب بن الجميل وأخوه أبو عمرو وغيرهم وتوفي بمراكش سنة 578 ومولده ببلنسية سنة 504 كان لدة أبي القاسم بن حبيش

____________________

ومن الكنى في هذا الباب

484 أبو مروان الزاهد من أصحاب محمد بن وضاح وكان ينزل عنده ويسمع منه من تاريخ ابن عبد البر

485 أبو مروان بن السماد المقرئ من أهل بلنسية وصاحب الصلاة والخطبة بها بعد تغلب الروم عليها سمع من أبي الوليد الباجي صحيح البخاري سنة 468 قرأت ذلك بخط أبي داود المقرئ وكان موصوفا بالفضل والصلاح وحكى القاضي أبو الحسن محمد بن واجب أنه سمع أكثر صحيح البخاري بقراءة ابن السماد هذا على أبي الوليد الباجي بمسجد رحبة القاضي من بلنسية قال وأجازه لي ولسائر أصحابنا

486 أبو مروان بن الأنصاري السرقسطي من ذرية الحسين بن يحيى بن سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي أمير سرقسطة كان فقيها فاضلا زاهدا وكان ولاة بلده من بني هود يتنازعون في إكرامه واحترامه ذكره ابن نوح

487 أبو مروان بن جهور من أهل قرطبة ذكره ابن الدباغ في طبقات الفقهاء من تأليفه وهو الاخر من ذكر منهم

488 أبو مروان بن عميرة الشاطبي يحدث عنه أبو عبد الله بن المعز اليفرني الميورقي ومن الغرباء

489 مروان بن عبد الملك بن ابراهيم بن سمجون اللواتي يكنى أبا عبد الملك وأصله من طنجة وله سماع من المصريين ابن نفيس وابن منير وأبي محمد بن الوليد ونمطه وجالس عبد الحق الفقيه بصقلية وسمع من أبي علي المعروف بابن مدكيو فقيه سجلماسة بها عن أبي محمد بن أبي زيد وولي الصلاة والخطبة والفتيا بسبتة ثم انتقل إلى طنجة صدر دولة لمتونة فولي صلاتها وخطبتها وفتياها ثم أحكامها وتصدر قديما

____________________

لإقراء القرآن وكان مقرئا فقيها لغويا وله شعر فيه تقعر وخطب فصيحة وكان لا يلحن في كلامه وتوفي بطنجة سنة 491 عن ابن حبيش

490 مروان بن عمار بن يحيى من أهل بجاية يكنى أبا الحكم سمع ببلده أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي ودخل الأندلس فسمع أبا القاسم بن حبيش وابا محمد عبد المنعم بن الفرس وسمع بسبتة أبا محمد بن عبيد الله وأخذ بمدينة فاس عن أبي ذر الخشني كثيرا من كتب العربية والاداب واللغة ولقي أبا عبد الله بن حميد فأخذ عنه بعض كتاب سيبويه وأجاز له جميعهم وكتب إليه أيضا أبو بكر بن الجد وكان من الأدباء النبهاء مشاركا في أبواب من العلم حسن الخط جيد الضبط وكتب للولاة وقد ولي قضاء المرية ثم اخر عنه قرأت ذلك بخط أبي الربيع بن سالم ووصفه بطيب الخلق مع التصاون قال ودخل بلدنا بلنسية كاتبا لبعض الأمراء ولم أره أنا إذ ذاك ثم لقيته بإشبيلية وتصاحبنا في دار الإمارة وسواها أنشدني رحمه الله قال أنشدني أبو محمد عبد الحق يعني الإشبيلي لنفسه رحمه الله

( لا يخدعنك عن دين الهدى نفر ** لم يرزقوا في التماس الحق تأييدا )

( عمي القلوب عروا عن كل معرفة ** لكنهم كفروا بالله تقليدا )

ووقفت أنا على الأخذ عنه في غرة محرم سنة 601 وبلغني أنه توفي في نحو سنة 610 ومن اسمه مصعب

491 مصعب بن عمار اللخمي كان قاضيا على شذونة استقضاه الأمير الحكم بن هشام ذكره ابن حارث

492 المصعب بن علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي من أهل قرطبة يكنى أبا سليمان سمع من والده الفقيه أبي محمد ومن أبي مروان الطبني في شهر ربيع الاخر سنة 457 وأبي الحسن بن سيدة اللغوي حدث عنه بمختصر العين للزبيدي

____________________

وكان على سنن سلفه من طلب العلم وحمله حدث عنه ابن أخيه أبو العباس الفتح بن أبي رافع الفضل وابو الحسن بن الأخضر وغيرهما وغلط ابن الدباغ في اسمه فجعله داود وإنما هو المصعب قرأت اسمه وكنيته بخط أبي الأصبغ السماتي المقرئ رحمه الله ويحدث الفتح المذكور عنه بكتاب المناسك من تأليف أبيه

493 مصعب بن محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود الخشني من أهل جيان يكنى ركب أبا ذر ويعرف بابن أبي ركب أخذ عن أبيه الأستاذ أبي بكر علم العربية والاداب واللغات وعن أبي بكر بن طاهر الخدب وسمع منهما ومن أبي عبد الله النميري وأبي الحسن بن حنين وابي عبد الله بن الرمامة بفاس وأبي القاسم عبد الرحمن بن يحيى بن الحسين القرشي وأبي مروان عبيد الله بن هشام الحضرمي بتلمسان وأبي بكر بن رزق وأبي عبد الله الفلنقي وأبي العباس الخروبي وأبي إسحاق بن ملكون وأبي محمد عبد الحق الإشبيلي ببجاية وغيرهم وأجاز له أبو محمد العثماني وأبو طاهر السلفي وسواهما وكان رئيسا في صناعة العربية عالما بها قائما عليها درسها حياته كلها ورحل الناس إليه فيها مع المعرفة بالاداب واللغات والأخذ بخط من قرض الشعر وله تآليف في شرح غريب السير لابن إسحاق سمعه ابن فرتون عليه وتأليف صغير في العروض حدث وأخذ عنه جلة من شيوخنا وغيرهم وكان أبو محمد بن القرطبي ينكر سماعه من النميري وولي الخطبة بجامع إشبيلية مدة وكان مع ذلك يقرئ العربية بمسجد ابن الرماك منها ثم صرف عنها وولي قضاء جيان واستوطن بأخرة مدينة فاس ثانية بعد أولى وأقام بها يقرئ العربية ويسمع الحديث وبعد صيته في الإقراء وكان وقور المجلس حسن السمت والهدي على سنن السلف يأبى الجواب فما يراجع هيبة قد منع تلاميذه التبسط في السؤالات وقصرهم على ما يلقى إليهم دون استزادة ولم يكن ذلك لأحد من أهل عصره قال ابن فرتون وكان حييا قليل التصرف مقيدا لم أر

____________________

فيمن لقيته أحسن تقييدا منه وتوفي بمدينة فاس ضحى يوم الاثنين الحادي عشر لشوال ودفن لصلاة العصر منه بعدوة القرويين سنة 604 ومولده سنة خمس وقيل سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة والأول أصح ومن الغرباء

494 مصعب بن محمد بن أبي الفرات بن مصعب بن زرارة القرشي العبدري من أهل صقلية أبو العرب الشاعر دخل الأندلس لما تغلب الروم عليها وكان خروجه منها في سنة 464 وقدم إشبيلية على المعتمد بن عباد في شهر ربيع الأول من سنة خمس بعدها فحظي عنده وعند ملوك الأندلس حينئذ في تردده عليهم وكان عالما بالاداب مفتنا شاعرا مفلقا وديوان شعره بأيدي الناس وله رواية عن أبي بكر بن البر حدث عنه أبو علي بن عريب الطرطوشي بأدب الكتاب لابن قتيبة وصار اخرا إلى ناصر الدولة صاحب ميورقة فتوفي بها سنة ست وخمسمائة ذكره ابن حبيش وفيه عن غيره من اسمه المغيرة

495 المغيرة بن أبي بردة واسمه نشيط بن كنانة من بني عبد الدار بن قصي يروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته وأخرجه مالك في الموطأ من طريقه سماه ابن بشكوال في كتاب التنبيه والتعيين لمن دخل الأندلس من التابعين وقال ذكر أن المغيرة بن أبي بردة هذا دخل الأندلس مع موسى بن نصير وكان موسى يخرجه أبدا على العساكر

496 مغيرة بن عبد الملك بن مغيرة بن معاوية بن إسحاق بن عبد الله بن معاوية

____________________

بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم من أهل قرطبة يعرف بابن الأحمر يروي عن ابراهيم بن باز وعبد الله بن خالد وابن قلزم ذكره ابن حبيش

496 المغيرة بن محمد القرشي من أهل قرطبة سمع من بقي بن مخلد وصحبه واختلف إليه للسماع منه وهو الذي سأله وقد جعل في يوم شديد المطر ينظر الحين بعد الحين إلى المحجة وهو يبتسم أبا عبد الرحمن أراك متبسما متلفتا الحين بعد الحين إلى المحجة وكان أبو عبيدة المعروف بصاحب القبلة يختلف على حمار له للسماع وكان موضعه بعيدا فقال الشيخ نعم كأني أرى أبا عبيدة صاحبنا مقبلا على حماره وهو يكر ليدرك الدولة فإذا أتى قرب ذلك المكان وأومأ إلى موضع المحجة يقع عن حمارة وتطان ثيابه وتغسل عندنا في الدار وهو لم يطل بعد فجعلنا نتأمل المحجة فوالله ما كان إلا ساعة أو نحوها حتى أقبل أبو عبيدة وهو يكر فلما أتى الموضع الذي أشار إليه الشيخ سقط عن الحمار واطأنت ثيابه وغسلت في داره رحمه الله من كتاب فضائل بقي لحفيده أبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد

497 مغيرة بن أبي نصر من أهل طليطلة أخذ عن أبي جعفر أحمد بن سهل الحداد الطليطلي المقرئ قرأ عليه قديما حدث عنه أبو عمرو المقرئ في طبقات القراء والمقرئين من تأليفه بوفاة ابن سهل هذا ونسبه وكنيته من اسمه منذر

498 المنذر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المنذر بن الإمام عبد الرحمن بن معاوية القرشي المرواني من أهل قرطبة يكنى أبا الحكم ويعرف بالمذاكرة لكثرة ما كان يطلب بها أصحابه وكان له القدر النبيل والحظ الموفور في العربية وعلم الاداب مع التصاون والنزاهة وحسن السمت ذكره الزبيدي

499 منذر بن إسحاق بن منذر بن السليم من أهل قرطبة كل هو وأخوه محمد قاضي الجماعة وأبوهما إسحاق من أهل العلم والفقه والنباهة وقد تقدم ذكر إسحاق

500 المنذر بن سعيد بن عبد الملك بن المنذر بن الإمام عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية من أهل قرطبة يكنى أبا الحكم روى عن

____________________

أبي يحيى زكريا بن بكر بن الأشج شعر أبي الطيب المتنبي وكان أديبا متفننا ورعا خيارا توفي في سنة 412 ذكره ابن حبيش وفيه عن ابن عابد وأجرى الحميدي ذكره في باب أحمد من كتابه فقال فيه المنذر بن سعيد بن محمد بن مروان بن المنذر بن عبد الرحمن بن الحكم ولا أعرف ممن جاء الغلط في نسبه

501 المنذر بن رضا من أهل سرقسطة وسكن بلنسية يكنى أبا الحكم سمع من أبي محمد القلني وكان أديبا شاعرا ذكره ابن عياد من اسمه مطرف

502 مطرف بن عبد الجبار من أهل قرطبة ذكره الرازي في المقرئين وقال قرأ على النحاس بمصر فيما زعم ابنه عبد الجبار وتوفي سنة 337 وقال ابنه عبد الجبار توفي سنة 334

503 مطرف بن عبد الرحمن بن الفرج ذكره أبو عمرو المقرئ في الطبقات وهو غير الذي ذكره ابن الفرضي ومن الكنى في هذا الباب

504 أبو المطرف المغيري من ولد المغيرة بن الوليد بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان من أهل قرطبة كان إماما بمسجد طالوت ذكره أبو محمد بن حزم في نقط العروس من اسمه مالك

505 مالك بن يزيد بن يحيى التجيبي ولد قاضي قرطبة كان من فضلاء الناس وصلحائهم ووجوههم وامتحن بالحكم الربضي هو ويحيى بن مضر وموسى بن سالم الخولاني في جماعة إليهم من أعلام قرطبة وجيرانهم وفقهائهم أزيد من سبعين رجلا سعوا في الخلاف عليه فصلبهم وذلك في سنة 189 وهذه السطوة أوجبت ثورة أهل الربض

____________________

506 مالك بن غانم بن الحسن الرعيني الزاهد من أهل قرطبة كان يورق ويعلم وكان خيرا فاضلا وتوفي سنة 305 عن ابن حيان

507 مالك بن مرزوق بن مالك بن عباس الطرطوشي منها يكنى أبا الوليد له رواية عن القاضي أبي الوليد الباجي وغيره روى عنه ابنه أحمد بن مالك ذكره ابن عياد

508 مالك بن أبي إسحاق البلوي أندلسي رحل ودخل العراق وغيرها وسمع من أبي الفتح الكروخي جامع أبي عيسى الترمذي ببغداد في سنة 523 ذكر ذلك أبو إسحاق بن حبيش وكان سماعهما من الكروخي واحدا

509 مالك بن أحمد بن الحصين بن عبد الملك بن عطاف العقيلي من أهل جيان يكنى أبا خالد روى عن أبيه وأبي الحسن بن الباذش ولازمه وكتب بخطه علما كثيرا ولا أعلمه حدث

510 مالك بن حمير من أهل أوريولة يكنى أبا بكر ذكره ابن سفيان ووصفه بالأدب والمشاركة في الكتابة والشعر وقال توفي ببلده سنة 561 وأنشد له أبو عمر بن عياد

( رحلت وإنني من غير زاد ** وما قدمت شيئا للمعاد )

( ولكنني وثقت بجود ربي ** وهل يشقى المقل مع الجواد )

511 مالك بن عبد الرحمن بن أبي المليح القشيري أحسبه من أهل إشبيلية يكنى أبا مروان روى عن أبي محمد بن عتاب وأبي الحسن يونس محمد بن مغيث وأبي بكر بن عبد العزيز بن المرخي وأبي عبد الله بن أبي الخصال وابي بكر بن العربي وأبي العباس بن عيشون الجذامي وكان في عداد الأدباء والنبهاء والحفاظ الأيقاظ وألف كتابا حسنا في الأجوبة المسكتة والمعاني المبهتة وقفت على بعضه بإفادة بعض أصحابنا وقد ذكرت مالكا هذا في أصحاب ابن العربي من تأليفي

512 مالك بن عامر بن سعيد القيسي من أهل باجة يكنى أبا عبد الله روى عن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وغيرهما وتصدر لإقراء القرآن روى عنه أبو الحسن عقيل بن العقل الخولاني الشلبي من شيوخ ابن الطيلسان إلا أنه قال في نسبه مالك بن أحمد بن هلال

____________________

من اسمه المنصور

513 منصور بن خزامة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن بشكوال فيه تابعي إن صح خبره وحكى عن أبي عبد الله بن عابد أنه وجد بخط الحكم المستنصر بالله ما يدل على تعميره ولا يصح ذلك

514 منصور بن خميس بن محمد بن ابراهيم اللخمي من أهل المرية يكنى أبا القاسم وأبا علي وأبوه خميس يكنى أبا جمعة سمع من أبي عبد الله محمد بن سليمان البونتي وأبي إسحاق ابراهيم بن صالح وأخذ عنهما القراءات وروى أيضا عن أبي بكر بن العربي وأبي القاسم بن رضى وأبي القاسم بن ورد وأبي محمد الرشاطي وأبي الحجاج القضاعي وأبي محمد عبد الحق بن عطية وأبي عمرو الخضر بن عبد الرحمن وأبي القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي وغيرهم ورحل حاجا فنزل الاسكندرية وسمع منه أبو عبد الله بن عطية الداني سنة 596 وحدث عنه في الإجازة أبو العباس العزفي وغيره

515 منصور بن لب بن عيسى الأنصاري من أهل المرية يكنى أبا علي أخذ القراءات ببلده عن أبي علي منصور بن خميس المذكور قبله ورحل بعده فنزل الاسكندرية وأجاز له أبو طاهر السلفي في صغره وقد أخذ عنه فيما بلغني ومولده سنة 571 ومن الغرباء

516 المنصور بن محمد بن الحاج داود بن عمر الصنهاجي اللمتوني يكنى أبا علي سمع بقرطبة من أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وبمرسية من أبي علي الصدفي وببلنسية من أبي الحسن طارق بن يعيش وغيرهم وسمع الحديث المسلسل في الأخذ باليد من أبي محمد بن أيوب الشاطبي بمدينة فاس في ذي الحجة من سنة 521 وكان من رؤساء لمتونة وأمرائهم موصوفا بالذكاء والفهم عارفا بالأخبار والسنن والاثار

____________________

يصحب العلماء للسماع منهم وينافس في الدواوين والأصول العتيقة وجمع من ذلك ما لم يجمعه أحد من أهل زمانه قال أبو عمر بن عياد كان من أهل المعرفة والحفظ روى الحديث عن جماعة من أشياخنا وكان واليا ببلنسية ليحيى بن علي يعني ابن غانية أيام كونه بها نحو أحد عشر عاما وتوفي بيابسة سنة 547 وسنه نحو من ستين عاما وهو فخر لصنهاجة ليس لهم مثله ممن دخل الأندلس وقال ابن سفيان توفي بميورقة فيما بلغنا في حدود الخمسين وخمسمائة

517 منصور بن مسلم بن عبدون الزرهوني من أهل فاس يعرف بابن أبي فوناس ويكنى أبا علي روى عن جماعة من أهل فاس وسمع من عباد بن سرحان صحيح مسلم وجامع الترمذي ودخل الأندلس فروى بمرسية عن أبي علي الصدفي سمع عليه صحيح مسلم عام 511 وقرأ عليه جامع الترمذي وأخذ عن أبي محمد بن أبي جعفر وأجاز له ابن عتاب وأبو بحر الأسدي وروى عن ابن السيد البطليوسي ورجع إلى فاس وكان حافظا للمسائل تفقه عليه جماعة مولده سنة 472 وتوفي سنة 556 عن ابن فرتون ويروي عن ابن الملجوم وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن وشون الفاسيين عنه من اسمه مظفر

518 مظفر الكاتب السرقسطي منها وسكن غرناطة يكنى أبا الفرج أخذ بسرقسطة عن قاسم بن محمد القرشي الشبانسي وأبي عمر القسطلي وغيرهما من الأدباء وصحب أبا بكر المصحفي في الأخذ عنهما وكان أديبا كاتبا

519 مظفر بن سوار بن هبة الله بن علي اللخمي الأندلسي نزل الاسكندرية يكنى أبا المظفر حدث بالقراءات السبع وبكثير من تواليفه أبي عمرو عن أبي الحسن بن هذيل لقيه ببلنسية وقد أخذ عنه أبو الحسن علي بن هشام بن حجاج اللخمي الشريشي وغيره وفيه عندي نظر

____________________

من اسمه مسعود

520 مسعود بن شاب بن عبد الله المخزومي من أهل إشبيلية كان وجها من وجوهها ومن أهل الزهد والانقباض والحالة الصالحة ذكره الرازي وتقدم ذكر ابنه محمد بن مسعود

521 مسعود بن محمد المؤدب من أهل قرطبة ومن الموالي البلديين يعرف بابن أبي حية ذكره الرازي أيضا في العلماء بالفرض والحساب

522 مسعود بن سعيد من أهل سرقسطة وصاحب الصلاة بها يكنى أبا سعيد روى عن أبي بكر الأجري حدث عنه أبو الحزم خلف بن مسعود بن الجلاد الوشقي وذكر ابن الفرضي مسعود بن عبد الرحمن الحنتمي الثغري وكناه أبا سعيد وقال إنه سكن قرطبة ولم يذكر له روايته عن الاجري ولا جعله من أهل سرقسطة ولا أدري أهو هذا أو غلط في نسبه أو غيره

523 مسعود بن علي بن مسعود يكنى أبا الفضل يروي عن علي بن شيبة وصية المعافى بن عمران حدث عنه بها أبو عبد الله محمد بن محمد بن يحيى بن عوانة التغلبي القرطبي سمعها منه مرات قرأت ذلك بخط أبي الحجاج يوسف بن أيوب بن قاسم راويها عن طاهر بن مفوز عن ابي عمر بن عبد البر عن أحمد بن قاسم التاهرتي عن ابن عوانة المذكور عن مسعود هذا وذكر ابن الفرضي في تاريخه مسعود بن علي بن مروان وكناه أبا القاسم ونص على أنه من أهل بجانة وأن له رحلة سمع فيها بمصر من النسائي وغيره ويشبه أن يكون اخر والله أعلم

524 مسعود بن مفرج بن مسعود بن صنعون بن سفيان من أهل شلب يعرف بالقنطري ويكنى أبا الخيار أخذ عن أبي عبد الله الفخار وتفقه عنده بقرطبة واختص بصحبته وولي قضاء بلده وكان فقيها مشاورا روى عنه ابنه أبو عمر أحمد بن مسعود

____________________

وتوفي بشلب وهو يقضي بين الناس ثاني عيد الأضحى سنة 437 بعضه عن ابن بشكوال وسائره عن أبي الخطاب بن واجب من فوائده

525 مسعود بن عبد الله بن مسعود الخشني من أهل جيان وهو والي الأستاذ أبي بكر محمد بن مسعود أخذ قراءة نافع عنه ابنه أبو بكر وكان له فيها رواية ذكره ابن عياد

525 ممسعود بن سعيد أندلسي يكنى أبا التوفيق روى عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي صحيح البخاري وحدث عنه أبو القاسم مخلوف بن عبد الحق بن جارة قاله أبو الحسن بن المفضل المقدسي

526 مسعود بن علي بن مسعود الأديب الأنصاري أندلسي لا أعرف موضعه منها كان أديبا لغويا وقفت على أخذ النوادر لأبي علي القالي عنه في صفر سنة 512

527 مسعود بن محمد بن مسعود الأنصاري من أهل بلنسية وأصله من ثغرها يعرف بابن النابغة ويكنى أبا الخيار كان من أهل الثقة والعدالة والمعرفة والمشاركة والأدب وحفظ اللغة وله حظ من قرش الشعر وولي الأحكام بلرية من كور بلنسية وخطب بموضع سكناه من غربيها إلى أن توفي مع الثلاثين وخمسمائة قاله أبو عبد الله بن عياد وقال ابن سالم وأكثر خبره عنه توفي بعد 540

528 مسعود المكتب من أهل مرسية يكنى أبا الخيار أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأقرأ بها القرآن وأم في صلاة الفريضة بجامع مرسية وأخذ عنه وتوفي في نحو الثمانين وخمسمائة من اسمه ميمون

529 ميمون الهواري من سكان قرطبة كان أديبا فقيها وله شعر فيما جرى بين أبي الوليد بن رشد وأبي محمد بن أبي جعفر في التفضيل بين الهيللة والحمدلة فصل فيه قول ابن رشد

530 ميمون بن ياسين الصنهاجي اللمتوني سكن المرية وأصله من صحراء

____________________

المغرب يكنى أبا عمر عني بالرواية وسماع العلم وكانت له رحلة حج فيها وسمع بمكة من أبي عبد الله الطبري صحيح مسلم في سنة 497 وسمع بها أيضا من أبي مكتوم بن أبي ذر الهروي صحيح البخاري في أصل أبيه أبي ذر وابتاعه منه بمال جليل وهو الذي أوصله إلى المغرب وقال أبو طاهر السلفي في كتاب الوجيز في ذكر المجاز والمجيز وذكر أبا مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي في شيوخه وقال كان ميمون بن ياسين من أمراء المرابطين رغب في السماع منه بمكة واستقدمه من سراة بني شبانة وبها كان سكناه وسكنى أبيه أبي ذر من قبل فاشترى منه صحيح البخاري أصل أبيه الذي سمع فيه على أبي إسحاق المستملي وغيره بجملة كبيرة وسمعه عليه في عدة أشهر قبل وصول الحجيج انتهى كلامه ثم قفل ميمون هذا وحدث بالأندلس فسمع منه الناس بإشبيلية وغيرها وممن حدث عنه أبو إسحاق بن حبيش وأبو القاسم بن بشكوال وأبو إسحاق بن فرقد وأبو بكر بن خير وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة وأبو الحسن مفرج بن سعادة وغيرهم وكان رجلا صالحا معتنيا بالآثار مقتنيا للأصول وصحب أبا عبد الله مالك بن وهيب وتوفي بإشبيلية في ذي القعدة سنة 530 بعضه عن القنطري ومن الغرباء

531 ميمون بن جبارة بن خلفون الفرداوي يكنى أبا تميم دخل الأندلس وولي قضاء بلنسية من سنة 568 إلى صفر سنة إحدى وثمانين ثم صرف عن ذلك منقولا إلى قضاء بجاية وكان من كبار العلماء معدودا في الرؤساء كريم الأخلاق وافر الجاه عظيم الحرمة له آثار حميدة واجتمع إليه ببلنسية وبتلمسان في علم الأصول وغير ذلك وبه انتفع أهل بلنسية وعنده طول ولايته ناظروا وكان هو يصفهم بثقوب الأذهان وجودة القرائح واستقدم إلى مراكش من بجاية ليولي قضاء مرسية بعد وفاة أبي القاسم بن حبيش فتوفي في طريقه إليها بتلمسان سنة 584 وممن أخذ عنه القاضي أبو عبد الله بن عبد الحق وغيره أكثر خبره عن ابن سالم

____________________

من اسمه مفرج

532 مفرج بن حماد بن الحسين بن مفرج المعافري من أهل قرطبة يعرف بالقبشي وهو جد أبي بكر الحسن بن محمد بن مفرج صاحب كتاب الاحتفال من أعلام الرجال

صحب محمد بن وضاح في رحلته الثانية وشاركه في كثير من رجاله وصدر عن المشرق معه فاجتهد في العبادة وانتبذ عن الناس ثم كر إلى مكة بعد موت ابن وضاح فنزلها واستوطنها إلى أن مات فقبره هنالك وقال أبو عمر بن عفيف كان من الصالحين رحل فحج وجاور بمكة نحو عشرين سنة إلى أن توفي بها رحمه الله

533 مفرج بن عمر بن محمد بن أحمد بن يحيى مولى الإمام عبد الرحمن بن الحكم من أهل قرطبة يكنى أبا الخليل

سمع من أبيه أبي حفص وحدث عنه بالسير لابن إسحاق في سنة 435 وقفت على ذلك من بعض الأصول العتيقة وجده القاضي أبو عبد الله بن مفرج من مفاخر الأندلس وأحد أئمتها في الحديث

534 مفرج الأندلسي من ذرية ابن مفرج القيسي المحدث ورحل حاجا وجاور بمكة وكان يؤم بباب الرهطين وكان ممن له نسك وعبادة ذكره الطبني وقرأته بخطه

535 مفرج بن عبد الله الحضرمي من أهل إشبيلية كان عالما بالطب وعنه أخذه ابنه أبو أحمد جعفر بن مفرج من كتاب ابن بشكوال

536 مفرج بن فيره من أهل شنتجالة يكنى أبا الحسن أخذ عن أبي الوليد الوقشي وأبي عبد الله بن خلصة الكفيف وغيرهما وكانت له معرفة بالعربية والأخبار والأشعار وعلم بها أحيانا وتوفي حول الثمانين والأربعمائة ذكره ابن عزير

537 مفرج مولى إقبال الدولة علي بن مجاهد صاحب دانية يكنى أبا الذواد يروي عن أبي عمرو المقرىء ذكره ابن نقطة

____________________

538 مفرج بن سعيد الماردي منها يكنى أبا سعيد حدث بالكامل للمبرد عن أبي بكر بن القوطية عن سعيد بن جابر وحدث عنه به أبو بكر خطاب بن يوسف الماردي من خط أبي حفص عمر بن عديس القضاعي

539 مفرج بن سعادة من أهل إشبيلية وصاحب الصلاة بمسجد السبائي منها يكنى أبا الحسن ويعرف بغلام ابن عبد الله البرزالي روى عن أبي عمر ميمون بن ياسين وأبي القاسم الهوزني وأبي مهدي نعمان بن عبد الله النفزي وأبي محمد جابر بن محمد الحضرمي وأبي القاسم أحمد بن محمد بن منظور سمع من جميعهم وأجاز له أبو محمد بن عتاب ولقيه وناوله وكان محدثا حافظا متقنا حسن الخط حدث وأخذ عنه أبو جعفر بن مروان الشهيد سنة 534 وأبو محمد جمهور وابو بكر النيار وأبو بكر بن عبيد وغيرهم فيه عن أبي العباس النباتي

540 مفرج بن عبد الله الأموي من أهل بطليوس وسكن إشبيلية يكنى أبا الخليل روى عن أبي عاصم بن أيوب وأب الحزم الحسن بن محمد بن عليم وغيرهما وأجاز له أبو محمد الحريري وكان أديبا نحويا لغويا وعمر وأسن حدث عنه أبو الحسن نجبة بن يحيى وسمع منه كثيرا من كتب الاداب واللغات

541 مفرج بن سلمة بن أحمد القيسي يكنى أبا الخليل حدث عنه أبو محمد بن عبد الوهاب بن غياث الصدفي وقال أجاز لي ما حمله عن الوزير صاحب المظالم عاصم بن أيوب وغيره من شيوخه وحدث عنه أيضا أبو القاسم بن البراق حكى ذلك أبو العباس النباتي وتقدم ذكر مفرج بن عبد الله الأموي وروايته عن عاصم بن أيوب

542 مفرج بن محمد بن عصام الفهري اللشبوني وسكن قرطبة يكنى أبا الخليل سمع من القاضي أبي بكر بن العربي وأخذ عنه جامع الترمذي وغير ذلك وكان أستاذا في العربية والاداب وله حظ من قرض الشعر وله رواية عن أبي الحسن بن مغيث وأبي مروان بن مسرة وقرأت على نسخة من رسالة أبي مروان المذكور التي جاوب بها النصراني عبد الرحمن بن غصن وهي من جلائل الرسائل

( عقيدة إيمان حدتها كرامة ** تجلى ظلام الشرك منها بكوكب )

( أشادت بذكراها العداة فشيدت ** أقاويل حام عن ذرى الدين معرب )

____________________

( فلله بدر من عزير معزز ** تجلى به عن دينه كل غيهب )

( إذا سار وفد الله نحو محصب ** أقمناه ركن البيت من سر يحصب )

543 مفرج بن حسين بن ابراهيم بن خلف الأنصاري الكفيف من أهل إشبيلية يكنى أبا الخليل أخذ القراءات عن أبي بكر بن خير وأبي الحسن نجبة بن يحيى وأبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن أيمن وروى عن جماعة منهم أبو محمد عبد الكريم بن غليب وأبو نصر فتح بن محمد بن فتح وأبو الحسين سليمان بن أحمد اللخمي وابو الحسن خضر بن محمد وأبو عمرو عياش بن محمد بن عظيمة أبو إسحاق بن ملكون وأبو العباس اللص وأبو الوليد بن نام بن أبي أيوب وأبو محمد بن مغيث بن الصفار قاضي قرطبة وأبو القاسم بن الحاج وأبو الحسن بن جامع الأوسي وأبو محمد القاسم بن دحمان وأبو العباس بن البلنسي منهم من لقيه ومنهم من كتب إليه وله رواية عن أبي الحسن الزهري أخذ عنه برنامجه وكتاب مناسك الحج من تأليفه قاله ابن فرتون علم بالقرآن وأقرأ بالرواية وقفت على إجازته لبعض تلاميذه في سنة 594 من اسمه مرجي

544 مرجي بن عبد الملك بن مرجي الأنصاري من أهل شلب وسكن إشبيلية يكنى أبا عمرو أخذ عن مشيخة بلده وكان حافظا لمذهب مالك عارفا بالشروط أخذ عنه أبو الحسين بن عظيمة وأبو علي الشلوبين وغيرهما وتوفي في ليلة الثلاثاء العاشر من شهر ربيع الآخر سنة 578

545 مرجي بن يونس بن سليمان بن عمر بن يحيى الغافقي من أهل مرجيق بغرب الأندلس يكنى أبا عمرو وقيل أبا الحسن روى عن أبي القاسم القنطري ونظرائه وكان من أهل المعرفة بالقراءات والعربية ولم يرو إلا كبيرا وله شرح في قصيدة الحصري في القراءات أخذ عنه وسمع منه وقد أقرأ بسبتة وبطنجة وبها كان ساكنا وممن أخذ عنه أبو العباس العزفي وأبو الحسن الشاري وابو الفضل عياض بن محمد بن عياض وأبو عبد الله الطراز وغيرهم وعمر وأسن حتى بلغ التسعين وكان دينا فاضلا مقرئا نحويا ولم أقف على تاريخ وفاته رحمه الله

____________________

من اسمه مخلد

546 مخلد بن عبد الرحمن أندلسي خرج له أبو بكر بن ثابت الخطيب حديثا أنبأني أبو عمر بن عات في اخرين عن أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي الواعظ قال أخبرنا أبو منصور القزاز قال أخبرنا أبو بكر الخطيب وكتب إلى أبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن المقير يخبرني عن أبي المعالي الفضل بن الاسفرايني عن الخطيب قال أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمدوية قال أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن السرخسي قال حدثني اسماعيل بن جميع قال حدثنا مغيث بن أحمد البلخي قال حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن مخلد بن عبد الرحمن الأندلسي عن محمد بن عطاء عن جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يحج أغنياؤهم للنزهة وأوساطهم للتجارة وقراؤهم للرياء والسمعة وفقراؤهم للمسألة

547 مخلد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد من أهل قرطبة وهو أخو شيخنا أبي القاسم أحمد بن يزيد قاضي الجماعة يكنى أبا الحسين سمع من أبيه أبي الوليد يزيد ومن جده أبي الحسن عبد الرحمن ومن أبي يحيى الجزائري الصوفي وأجاز له أبو مروان بن قزمان جميع روايته وولي خطة عقد المناكح ببلده سنين وكان متصوفا منقبضا ذكره ابن الطيلسان وقال توفي ليلة الجمعة وصلي عليه لظهرها وهو الموفى عشرين لمحرم سنة 622 ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه ومولده ليلة السبت الموفى لعشرين من ذي القعدة سنة 553 من اسمه مؤمن

548 مؤمن بن غالب بن عيسى بن عثمان بن عبد الله بن هاشم الداخل إلى الأندلس بن الحسن بن ابراهيم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه نزيل جدهم هاشم ليلة في حين دخوله إلى الأندلس وتعرف منازلهم

____________________

فيها بمنازل الهاشمي وكان مؤمن هذا من أهل الطلب والعلم وقع ذكره في كتاب أنساب العلويين والطالبيين القادمين من المغرب مما صنع للحكم المستنصر بالله رحمه الله

549 مؤمن بن عبد الله بن حزم بن عكب بن الزبير بن عبد الله بن قيس بن عبادة التغلبي من أهل رية يكنى أبا الأحوص كان عالما نسابا ذكره الرازي من اسمه معن

550 معن بن محمد بن معن الأنصاري ونسبه في البربر ويتولى الأنصار من أهل سرقسطة وأحد رجالاتها ومدره جماعتها يكنى أبا الأحوص قرأت اسمه ونسبه في الأمان الذي عقده الناصر عبد الرحمن بن محمد لصاحب سرقسطة محمد بن هاشم التجيبي عند انخلاعه عنها وولي قضاء سرقسطة بلده سنة 326 من قبل الناصر وكان حصيف العقل معروفا بالدهاء حاضر الجواب حسن الرد له فهم وإدراك ولا ينسب إليه فقه ولا علم ذكر ذلك محمد بن حارث قال لم يزل إلى أن توفي سنة 330

551 معن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن صمادح التجيبي والي المرية ودارهم وشقة يكنى أبا الأحوص كان مرضي السيرة عدلا باسطا للحق مبرئا من الدماء والهوادة في الأموال قلد ذلك القضاة وأصحاب الشورى فما أفتوه به أنفذه صاحب الشرطة وكان ذا حظ من العلم وقد روى عن أبي يحيى مختصره لغريب القرآن الواقع في تفسير الطبري الكبير وذكر ذلك أبو محمد بن عبيد الله في برنامجه قال وقال الحسن بن أبي الحسن حدثوا عن الأشراف فإنهم لا يرضون أن يدنسوا شرفهم بالكذب ولا بالخيانة وتوفي أبو الأحوص هذا بالمرية في سنة 443 من اسمه محمود

552 محمود بن بتري روى عن بقي بن مخلد ذكره أبو الحسن بن بقي

____________________

وفي الغرباء

553 محمود بن أبي القاسم الفارسي يكنى أبا المعالي يحدث عنه أبو زيد الفاززي ولا أدري أين لقيه الافراد في حرف الميم

554 المنيذر الافريقي له صحبة كان يسكن إفريقية ودخل الأندلس فيما ذكر عبد الملك بن حبيب قال أبو محمد الرشاطي ولم يذكره أحد غيره روى عنه أبو عبد الرحمن الجبلي

555 مهدي بن مسلمة من قدماء قضاة قرطبة ومن أبناء المسالمة استقضاه عقبة بن الحجاج السلولي أمير الأندلس وكان قد عرفه بالعلم والدين والورع والبلاغة والبيان واللغة فلما أراد توليته قال له اكتب عهدك لنفسك فكتب عهده عن عقبة فإنه اليوم لأصل من أصول العهود في القضاء ذكره ابن حيان عن ابن حارث

556 مهاجر بن نوفل القرشي كان من خيار قضاة قرطبة وقدمائهم وكان يعظ المتحاكمين إليه ويذكرهم ويحذرهم الجدال بالباطل ثم يذكر ما يلزم القاضي ويأخذ في النوح على نفسه والبكاء معلنا فيكون ذلك دأبه حتى لربما انصرف عنه أكثر المختصمين باكين خائفين قد تعاطوا الحق بينهم ذكره ابن حيان

557 معاذ بن عثمان بن عثمان بن حسان بن يخامر بن عبيد بن محمد بن أفنان الشعباني ثم اليعفري أخو يخامر بن عثمان ووالد سعد بن معاذ من أهل جيان يكنى أبا عبد الله وولي قضاء الجماعة بقرطبة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للأمير عبد الرحمن بن الحكم سبعة عشر شهرا ثم عزله بعد ذلك لأنه كان يعجل بالحكومة أحصي عليه في تلك

____________________

المدة سبعون قضية أنفذها فاستنكرت منه وخيف عليه الزلل فعجل عزله وقيل ولي ثلاثة أعوام وكان حسن السيرة لين العريكة عابدا زاهدا خالق الناس بغير خلق أخيه يخامر وطلب التخلص منهم فما استوى له ذلك وكانت معه صحة وسلامة وكان لا يظن بأحد شرا حدثني أبو الربيع بن سالم قال حدثني أبو عبد الله بن حميد قال حدثني الأستاذ أبو بكر يعني المعروف بأبي ركب أن معاذا القاضي رفع إليه إهمال أيتام ذوي جدة ويسار وسئل أن يقدم عليهم رجلا عين عنده فسأل القاضي عنه من حضر مجلسه فحمدوا حاله واستصوبوا تقديمه قال وكان في المجلس حاضرا الغزال الشاعر وكان عارفا بالرجل المرشح للتقديم على أولئك الأيتام فسأله القاضي عنه فأنشده

( يقول لي القاضي معاذ مشاورا ** وولى امرءا قد ظنه من ذوي العدل )

( قعيدك ماذا تحسب المرء صانعا ** فقلت له ما يصنع الدب في النحل )

( يدق خلاياها ويأكل شهدها ** ويترك للذبان ما كان من فضل )

قال فتوقف القاضي عنه وأبي من تقديمه هكذا رويت هذه الحكاية وقال ابن حارث وذكر القاضي معاذا هذا سمعت من يحكي أنه كانت معه صحة وسلامة قلت فكان لا يظن بأحد سوءا وكان قد ولي أحباسه بقرطبة رجلا ظن به خيرا فخاب ظنه فقال الغزال في ذلك

وذكر الأبيات إلا أنه قال

( وولى امرءا فيما يرى من ذوي الفضل ** )

وبعده

( فديتك ماذا تحسب المرء صانعا ** فقلت وماذا يصنع الدب في النحل )

وقال أبو عبد الملك بن عبد البر أخبرني من سمع سعد بن معاذ يقول كان معاذ بن عثمان من الأبدال مجاب الدعوة عظيم الهيئة وتوفي سنة 234 بعد موت يحيى بن يحيى ذكره ابن حيان وفيه عن ابن الفرضي وغيرهما

____________________

558 منتصر بن محمد مذكور في الرواة عن بقي بن مخلد ومعدود في أصحابه ذكره أبو الحسن بن بقي

559 ملحان بن عبيد الله بن محمد بن ملحان بن سالم مولى مسلمة بن عبد الرحمن بن معاوية من أهل قرطبة أصله من البربر وأدركهم سبي تصرف في تأديب الخاصة ثم انتقل إلى كتابة عيسى بن فطيس ثم صار إلى تأديب بني الخلافة وكان نحويا راوية للأشعار عروضيا ذكره الرازي

560 معمر بن عبد الله بن معذل الباهلي من أهل مدينة الفرج يكنى أبا العيش أخذ عن ابراهيم بن حفص الحجاري وكان من كبار أصحابه عارفا باللغة والعربية قائما على جمهرة كثيرة منها مع العلم بالفقه والحديث والمشاركة في فنون من العلم حدث عنه أبو بكر بن سهل البلجاني وأبو الوليد اسماعيل بن عيسى الحجاري وغيرهما من تلاميذه الجلة وله في قوله صلى الله عليه وسلم الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين رسالة شرح فيها معناه وأورد ما قيل فيه كتبت عنه وهي عندي بخط أبي بكر بن نمارة

561 محب بن حسين أحسبه من أهل الثغر الشرقي رحل حاجا وسمع بالقيروان من أبي عبد الله بن سفيان كتابه في القراءات المعروف بالهادي كان رجلا صالحا حدث عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الملك التجيبي من شيوخ أبي مروان بن الصيقل الوشقي ذكره ابن عياد

562 مغاور بن حكم بن مغاور السلمي المكتب من أهل شاطبة وأصله من غرب الأندلس وحكم أبوه هو المنتقل إليها يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي الحسن بن الدوش وسمع منه التفسير لابن أبي زمنين وعن أبي الاصبغ بن شفيع وأدب بالقرآن وأقرأ بالسبع وذلك في مسجده المنسوب بناؤه إلى واصل حدث عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن مغاور وأبو عبد الله بن بركة وأبو محمد عبد الغني بن مكي وغيرهم وتوفي

____________________

بشاطبة سنة 509 وقد نيف على السبعين ذكره ابن عياد وغيره ونسبه عن ابن الخطاب بن الجميل

563 مسرة بن خلف بن فرج بن عزير بن عبيد الله اليحصبي من أهل شنتمرية الشرق ونزل قرطبة ومنتماه إلى أبي الصباح اليماني والي أكشونية في أول فتح الأندلس ويقال أن ذلك لا يصح لما حكاه الرازي في كتابه الفائق أن أبا الصباح لم يعقب سمع أبا عبد الله بن فرج وأبا عبد الله بن السقاط وغيرهما حدث عنه ابنه القاضي أبو مروان عبد الملك بن مسرة بصحيح البخاري وغيره بعضه عن ابن الملجوم

564 مكي بن أيوب بن أحمد بن رشيق التغلبي مولاهم من أهل شاطبة وأصله من بجانة يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي داود المقرىء وأبي عبد الله المغامي وأبي الحسن بن الدوش وأبي القاسم بن مدير وأبي الأصبغ بن شفيع وغيرهم وسمع الحديث من أبي الحسن طاهر بن مفوز وصحبه طويلا ولازمه وكان إماما في القراءات أخذ عنه ابنه أبو محمد عبد الغني بن مكي وسمع منه ذكره ابن عياد وفيه عن غيره

565 معد بن عيسى بن وكيل التجيبي الاقليشي منها ونزل دانية يكنى أبا بكر حدث عنه ابنه أبو العباس أحمد بن معد الزاهد ذكره ابن عياد

566 محارب بن محمد بن محارب من أهل وادي اش يكنى أبا محمد كان أديبا فقيها وله مقامة في القاضي عياض بن موسى كتبها أبو عمر بن عياد عن أبي محمد عبد الله بن ابراهيم بن سعيد اللواتي عنه لقيه بحصن البونت في شهر ربيع الآخر سنة 553

567 مساعد بن أحمد بن مساعد الأصبحي من أهل أوريولة يكنى أبا عبد الرحمن ويعرف بابن زعوقة روى عن أبي عمران بن أبي تليد وأبي جعفر بن جحدر وأبي علي الصدفي وأبي بكر بن العربي وكتب إليه أبو بكر غالب بن عطية ورحل حاجا في سنة 494 فأدى الفريضة سنة خمس بعدها ولقي بمكة أبا عبد الله الطبري فسمع منه صحيح مسلم مشتركا في السماع مع أبي محمد بن أبي جعفر الفقيه ولقي أيضا أبا محمد بن العرجاء وأبا بكر بن الوليد الطرطوشي وأصحاب أبي حامد

____________________

الغزالي وأبا عبد الله المازري وجماعة سواهم ساوى بلقائهم مشيخته وانصرف إلى بلده فسمع الناس منه وأخذوا عنه لعلو روايته وكان من أهل المعرفة والصلاح والورع وقد روى عنه أبو القاسم بن بشكوال وأغفله وأبو الحجاج الثغري الغرناطي وابو محمد عبد المنعم بن الفرس وغيرهم وقرأت بخط أبي الحجاج هذا وأخبرني أبو سليمان بن حوط الله وغيرهم عنه قال أخبرني الحاج أبو عبد الرحمن بن مساعد رضي الله عنه أنه لقي بالمشرق امرأة تعرف بصباح عند باب الصفا وكان يقرأ عليها بعض التفاسير فجاء بيت شعر شاهد فسألت هل له صاحب سلوا الشيخ أبا محمد بن العرجاء فقال الشيخ لا أذكر له صاحبا فأنشدت

( طلعت شمس من أحبك ليلا ** واستضاءت فما لها من مغيب )

( إن شمس النهار تغرب بالليل ** وشمس القلوب دون غروب )

ولد في صفر سنة 468 وتوفي بأوريولة سنة 545 قاله ابن سفيان

568 موفق مولى يوسف بن ابراهيم المعروف بالمسنالي من أهل المرية يكنى أبا الحسن سمع بها من أبي علي الصدفي في صفر سنة 506 وله أيضا سماع من أبي علي الغساني سمع منه التقصي وغيره في محرم سنة 496 وكان من أهل الحساب والنجوم وله في ذلك تأليف سماه كتاب الاهتداء بمصابيح السماء ذكره ابن عياد وحكى أنه كتب تأليفه هذا على الاختصار بشاطبة في سنة 506

569 معزوز بن حبيب من أهل طيبالة عمل بسطة يكنى ابا الشرف روى عن أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وغيرهما وولي الخطبة ببلده أو ببسطة حدث عنه القاضي أبو بكر محمد بن عبد الملك بن أبي نضير

570 مخلص بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن سمع أبا الحسن بن الباذش وابنه أبا جعفر وأبا مروان بن بونه وأبا محمد عبد الحق بن عطية وغيرهم وكان معنيا بالرواية وسماع العلم بارع الخط أنيق الوراقة حدث وأخذ عنه وتوفي بعد السبعين وخمسمائة

____________________

571 مفضل بن عبد الملك بن محمد بن خلف البكري من أهل مورور يكنى أبا عمرو ويعرف بابن علال روى القراءات عن أبي عبد الله بن معمر المالقي وأخذ عنه قراءة نافع وعن أبي الحسن بن بادي وأبي القاسم بن الرماك وأبي بكر بن حشرم وأبي إسحاق بن فرقد وكان يقرئ القرآن ببلده أخذ عنه أبو القاسم بن فرقد قراءة نافع وقال توفي سنة 585 وقد زاحم التسعين

572 مجاهد بن محمد بن مجاهد الأندلسي يكنى أبا الجيش روى عن أبي علي الصدفي وأبي محمد بن عتاب وأبي جعفر بن غزلون ونظرائهم ذكره يعيش بن القديم وقال لقيته بمراكش وبها توفي في ذي القعدة سنة 585

573 مسلمة بن محمد بن مسلمة من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ذكره أبو عبد الله الشنتيالي في شيوخه وقال تدربت معه في كثير من النحو وتكلمت معه في المسائل ولم يذكر شيوخه ولا وقفت على تاريخ وفاته

574 مفوز بن طاهر بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري من أهل شاطبة وقاضيها يكنى أبا بكر سمع أباه وأبا عامر بن حبيب وأبا إسحاق بن جماعة وأبا الوليد بن الدباغ وأبا عبد الله بن سعادة وأخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي العيش وأبي عبد الله بن اللاية وتفقه بأبي محمد عاشر بن عاشر وأبي بكر بن أسد وأبي عبد الله بن مغاور وسمع أيضا منهم ومن غيرهم وكتب إليه أبو مروان بن مسرة وأبو الحسن بن هذيل وأبو بكر بن نمارة وابو الحسن بن النعمة أبو القاسم بن بشكوال ومن أهل المشرق أبو الطاهر بن عوف وابو الفضل بن الحضرمي وأبو الطاهر السلفي وأبو القاسم بن جارة وولي قضاء شاطبة فحمدت سيرته وكان فقيها مشاورا فصيحا بليغا جميل الشارة حسن السمت جليل القدر موصوفا بالبيان والإدراك وله حظ من قرض الشعر حدثنا عنه من شيوخنا أبو عامر بن نذير وابو الربيع بن سالم ومن شعره

____________________

( بماذا عسى أن يمدح الورد مادح ** أليس الذي أضحى مبرا على الزهر )

( حكى لي في أوراقه وغصونه ** خدود الغواني تحت أقنعة خضر )

وله أيضا

( وقفت على الوادي المنعم دوحه ** فأرسلت من دمعي هنالك واديا )

( وغنت به ورق الحمام عشية ** فأذكرن أياما مضت ولياليا )

توفي بشاطبة ضحى يوم الأربعاء الموفى عشرين لشعبان سنة 590 ودفن لصلاة العصر بمقبرة الربض ومولده سنة 517 بعد أخيه عبد الله بعام واحد قرأت وفاته بخط ابن سفيان

575 ماجد بن محفوظ بن مرعى بن طرخان بن سيف الشريف الطلحي البكري من ولد طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه من أهل بلنسية يكنى أبا المعالي وابا الشرف سمع من أبي عبد الله بن نوح وأبي جعفر بن عبد الغفور وغيرهما ولقي بإشبيلية أبا عمران الميرتلي وأخذ عنه بعض شعره الزهدي وكان أديبا ماهرا شاعرا مجيدا من أبرع الناس خطا وأكرمهم عشرة وأحسنهم سمتا وأشهرهم تصاونا وله معرفة بالشروط وقد قعد لعقدها وتوفي بمراكش معتبطا سنة ثلاث أو أربع وستمائة أكثره عن ابن سالم ومن الألقاب

576 مجد الدين أندلسي من أهل طبيرة لم أقف على اسمه يروي رسالة القشيري حدث عنه بها أبو الربيع سليمان بن خليل العسقلاني سبط أبي حفص الميانشي سمعها منه بمكة ومن الغرباء

577 مودود بن عمر بن مودود الفارسي يكنى أبا البركات ولد بسلماس ونشأ بها

____________________

وكتب الحديث هنالك وتعلم العربية والفقه وهو من أبناء الملوك وانتقل إلى المغرب فدخل الأندلس ونزل مالقة في حدود الثمانين وستمائة وحدث وأخذ عنه وكان من أهل التصوف والتحقق بعلم الكلام أفادنيه بعض أصحابنا ومن الكنى في هذا الباب

578 أبو المعالي القيرواني الواعظ دخل الأندلس وسكن إشبيلية وأخذ عنه جماعة منهم أبو بكر بن فندلة قرأ عليه صحيح البخاري وتاريخ الطبري وغير ذلك وقال كان لا يعدل به أحد في ورعه وذكائه وصحة نقله وتنخيل روايته ووصفه بالزهد والحفظ وحكى أنه لقيه بإشبيلية سنة سبع وأربعمائة

____________________

حرف النون من اسمه نصر

579 نصر بن طريف اليحصبي مولى عبد الرحمن بن معاوية وطريف معتق لمعاوية والد عبد الرحمن يكنى أبا الفتح كذا قال فيه أبو عبد الملك بن عبد البر وقال ابن حارث هو عبد الرحمن بن طريف قدمه عبد الرحمن بن معاوية للقضاء بقرطبة لما خبر منه من العلم والفهم فكان يستقضيه عاما ومعاوية بن صالح عاما وكان ابن طريف ورعا إذا شغل عن القضاء يوما لم يأخذ لذلك اليوم أجرا وتوفي في أول ولاية الأمير هشام ذكره ابن الفرضي في باب عبد الرحمن مختصرا

580 نصر المصحفي النقاط من أهل طليطلة كان يقرىء القرآن وينقط المصاحف أخذ عنه محمد بن عبد الجبار الطليطلي فلما قرأ بمصر على اسماعيل النحاس أعجبته قراءته وحسن أدائه

581 نصر بن فتح بن خالد بن يزيد بن مغيرة أندلسي لا أعرف موضعه منها يكنى أبا الفتح حدث عن حسين بن ابراهيم بن خالد قال قرأ علينا يحيى بن عمر كتاب وساوس الشيطان وكيده وهو من تأليف يحيى المذكور وكان أخذ نصر هذا عن حسين في سنة 271

582 نصر بن محمد الأندلسي قال أبو الفرج الجوزي في كتاب الأذكياء

____________________

ومواهب الفطناء من تأليفه أخبرنا عبد الرحمن بن محمد هو أبو منصور القزاز قال أخبرنا أحمد بن علي يعني أبا بكر بن ثابت الخطيب قال أخبرنا يحيى بن علي بن الطيب قال أخبرنا نصر بن محمد الأندلسي قال سمعت أبا الحسن علي بن القاسم القاضي قال سمعت أبي يقول كان موسى بن إسحاق لا يرى متبسما قط فقالت له امرأة أيها القاضي لا يحل أن يحكم القاضي بين اثنين وهو غضبان فتبسم أخبرني بذلك غير واحد من شيوخنا عن أبي الفرج وفي كتاب الحميدي نصر بن محمد بن عبد الملك وذكره ابن بشكوال وفيه أيضا نصر بن عبد الملك وقال أخشى أن يكون هذا نسبه إلى جده

583 نصر بن سيد بونه بن خلف الطلبي من أهل طليطلة رحل حاجا فلقي بدانية الفقيه المشاور أبا عبد الله بن الصائغ فسمع بها منه وأجاز له في ذي القعدة سنة 466

584 نصر بن عيسى بن نصر بن سحابة من أهل مدينة سالم وسكن سرقسطة وكان من أهل الاداب والمعرفة بالعروض وله حظ من النظم ضعيف وله رواية عن أبي الحسن بن سيدة ووقفت له على تأليف في العروض ليس بذاك صنعه للمؤتمن أبي عمر يوسف بن المقتدر أبي جعفر بن هود صاحب سرقسطة ولابنه وولي عهده أبي جعفر المستعين وابنه أبو جعفر أحمد بن نصر تقدم ذكره

585 نصر الوراق من أهل المرية يحدث عن أبي الحسن المبارك بن سعيد الخشاب حدث عنه ابنه فتح بن نصر من شيوخ أبي جعفر بن الباذش قاله ابن سالم ولم أجد ذلك في برنامج ابي جعفر

586 نصر بن علي بن عيسى بن سعيد بن مختار الغافقي من أهل شقورة يكنى أبا عمرو روى عن أبي علي الصدفي سمع منه جامع عيسى الترمذي في سنة 508 واستجاز له أبو الحسن الفرغليطي ولجماعة معه منهم أبو الطاهر بن عوف وابنه أبو الحزم

____________________

مكي وأبو بكر بن أسود القاضي وذلك سنة 528 أبا عبد الله الفراوي وأبا كرب محمد بن الفضيل بن أبي كرب الجرجاني ويروي عن أحمد البيهقي كتابه في السنن الكبير وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشحامي وأخاه وجيه بن طاهر وأبا أحمد بن منصور الصفار وابا المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن الشقيري وغيرهم وولي القضاء بموضعه حدث عنه ابن أخيه أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن علي الشقوري وابن بنته أبو عمر نصر بن عبد الله بن بشير وغيرهما بعضه عن ابن حوط الله

587 نصر بن إدريس التجيبي من أهل شقورة يكنى أبا عمرو روى بقرطبة عن أبي بحر الأسدي وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن الحاج وغيرهم وولي الأحكام بشاطبة لأبي العباس بن الأصفر وكان شيخا صالحا مشاركا في الفقه له معرفة بعقد الشروط ودربة بالأحكام وحفظ للأخبار والتواريخ وتوفي بشقورة سنة 560 ذكره ابن سفيان وهو غير الذي قبله في الظاهر وأخشى أن يكون الذي قبله وغلط في اسمه ونسبه

588 نصر بن ابراهيم بن محمد الغساني من أهل المرية وسكن بلنسية يكنى أبا الفتح لقي أبا الفضل بن شرف وسمع من أبي القاسم بن ورد بعض منظومه ولم يكن من أهل الحديث وقد كتب عنه أبو الربيع بن سالم وهو ذكره لي وأنشدني ما أنشده قال وتوفي سنة سبع أو ثمان وسبعين وخمسمائة وهو من أبناء الثمانين

589 نصر بن القاسم من أهل غرناطة فيما أحسب يكنى أبا حبيب له رحلة حج فيها وسمع من أبي الطاهر السلفي حدث عنه ابن جابر بن فتح بمسند الجوهري سماعا

590 نصر بن عبد الله بن عبد العزيز بن بشير الغافقي يكنى أبا عمرو وسكن قيشاطة وأصله من فرغليط عمل شقورة سمع من جده لأمه أبي عمرو نصر بن علي بن عيسى الشقوري وقد تقدم ذكره ومن أبي الحسن حنون بن الحكم اليعمري الأبذي وأبي محمد عبد الله بن سهل الكفيف وأبي الحسن محمد بن مفرج الجمحي المقرىء

____________________

وسمع بقرطبة من أبي الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي وأبي القاسم بن بشكوال وبمرسية من أبي عبد الله بن عبد الرحيم وأبي بكر بن أبي جمرة وأخذ القراءات عن بعضهم أجاز له أبو الحسن بن هذيل وأبو الحسن بن النعمة ومن أهل الاسكندرية أبو طاهر السلفي وأبو الطاهر بن عوف وغيرهما وتصدر بقيشاطة للإقراء وأخذ عنه وسمع منه وكان من أهل الزهد والفضل يشار إليه بإجابة الدعوة وعمر وأسن وامتحن بالأسر عند تغلب الروم على قيشاطة في عقب رمضان سنة 621 ثم تخلص بعد ذلك وقدم قرطبة فلقيه أبو القاسم بن الطيلسان حينئذ وأخذ عنه وهو ذكره وقال توفي بلورقة عام 623 على ما أخبر به وقال ابن فرتون عن بعض أصحابه إنه توفي سنة ثلاث وثلاثين ومولده سنة 535

وقال ابن فرقد كتب لي ولابني محمد وأحمد في اخر جمادى الأولى سنة 627 من الحصن المذكور رفق الله به يعني حصن التراب قال وسنه الان اثنتان وتسعون سنة ومن الكنى

591 أبونصرالعابد الصدفوري روى ابن بشكوال في كتاب المستعيذين بالله قال يونس يعني القاضي ابن الصفار وحدثني أبو بكر اسماعيل بن بدر قال حدثنا ابن وضاح قال كان بقرطبة من ناحية صدفورة رجل فاضل يكنى أبا نصر فاستسقى ابن بشير القاضي بالناس بقرطبة فنادى يا أبا نصر ناشدتك الله إن كنت حاضرا ألا قم ادع الله لنا فقام من ناحية المغرب رجل ملتف في كساء فدعا فسقوا من حينهم ثم افتقد بعد ذلك فلم يوجد

592 أبو نصر مولى الخشني الزاهد من أهل قرطبة حدث عنه أبو القاسم ثابت بن محمد بن وهب بن عياش الأموي الإشبيلي من شيوخ أبي محمد بن خزرج ذكره ابن بشكوال وأغفله

____________________

من اسمه النعمان

593 النعمان بن المنذر من أهل قرطبة صحب أبا عبد الله محمد بن عمر بن لبابة وحكى عنه قال ابن حيان قرأت بخط عبادة بن عبد الله الشاعر قال حدثني أبي عن النعمان بن المنذر عن الفقيه محمد بن عمر بن لبابة قال كنت يوما عند أبي وهب عبد الأعلى في جنانه بقرب مقبرة قريش وكان يعتمرها بيده في نفر من الطلبة يسمع عليه إذ حضر غذاؤه فيقدمه إلينا نأكل معه إذ استأذن عليه هاشم بن عبد العزيز صاحب الأمير محمد ووزيره الأثير فأذن له على تكره ودخل ونحن نأكل خبزا قدمه الشيخ بإدمه من بقل الجنان فجلس وجعل يداعب الشيخ بنصاعة ظرفه ولا يتطلق الشيخ معه ثم قال له أبا وهب إما تدعونا إلى طعامك تخاف أن نلتهمه فقال له إنه ليس من الأطعمه التي توافقك فقال بلى وإن لم يكن فإنا نتبرك بما نصيب منه ومد هاشم يده إلى لقمة من الخبز غمسها في البقل فجلس وجعل يلوكها ولا يسيغها فلما فرغنا سأل الشيخ عن مسألة فقه جاء لها فأفتاه فيها بما عنده فأظهر هاشم قنعانه بجوابه وقام لينصرف فتحركت لأقوم معه فضرب الشيخ على يدي وأجلسني حتى خرج هاشم فلما مضى قال لي ما أردت بهذا قلت أردت إكرامه في مجلسك فقال لي بئس ما صنعت يا هذا إن كنت تطلب العلم لله تعالى فأعزه يعزك الله تعالى وإن كنت تطلبه للدنيا فحد عنا وكن خادما لهؤلاء متصرفا بين أيديهم فهو أنفق لك عندهم وأكسد لك عند خالقك فأخجلني شديدا وحافظت بعد على وصاته

594 نعمان الفقيه العاقد من أهل قرطبة توفي يوم الجمعة لست خلون من شوال سنة 407 ودفن بمقبرة قريش ذكره ابن حيان

595 نعمان بن عبد الله النفزي من أهل إشبيلية يعرف بابن زيني يكنى أبا مهدي روى عن أبي عبد الله بن منظور وأبي الحسن على بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله الراوية الباجي وغيرهما سمع منه أبو الحسن مفرج بن سعادة وحدث عنه

596 النعمان بن النعمان المعافري من أهل ميورقة منسوب إلى جده يكنى أبا

____________________

الزهر رحل حاجا فأدى الفريضة وجاور بمكة ثم قفل إلى بلده واعتزل الناس وكان يشار إليه بإجابة الدعوة وتوفي في حدود سنة 616 من اسمه نافع

597 نافع بن محمد بن رحيق بن ابراهيم بن حارث بن خلف بن راشد السماتي من البربر ولي قضاء الجزائر الشرقية للناصر عبد الرحمن بن محمد وهو أول قاض استقضى بها يوم الأربعاء لسبع بقين من رمضان سنة 325 فلم يزل قاضيا بها إلى أن صرف بعمه أحمد بن رحيق في سنة 333 عن ابن حارث

598 نافع بن أحمد بن عبد الله الأنصاري من أهل طرطوشة سمع بدانية أبا بكر بن برنجال وبمرسية القاضي أبا بكر بن أسود ورحل إلى إشبيلية فسمع بها من القاضي أبي الحسن شريح بن محمد موطأ مالك وصحيح البخاري وأجاز له جميع روايته في رمضان سنة 535 وكان فقيها مشاورا معنيا بسماع العلم وروايته قرأت بعض خبره بخط ابن خير من اسمه نام

599 نام بن محمد بن ديسم بن نام من أهل سرقسطة يكنى أبا العلاء كان من أهل الأدب والبلاغة وكتب لبعض الرؤساء وكان يقرض الشعر واستجاز له أبو علي الصدفي ومن خطه نقلت اسمه ولجماعة معه من أهل سرقسطة وبلادها كانوا أصحابه وجيرته بعض شيوخه البغداديين وتوفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وفاته وبعض خبره عن ابن سفيان

600 نام بن محمد بن حسين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن نام البهراني من أهل لبلة يكنى أبا الحسن روى عن أبي بكر يحيى بن محمد بن زيدان القرطبي وكان فقيها أديبا يقرض الشعر ذا هدي وسمت حدث عنه أبو امية اسماعيل بن عفير وابو عبد الله بن خلفون وتوفي سنة 600 ذكر وفاته أبو الحجاج بن عمر في تاريخه وحكى غيره أنه توفي في المحرم في نحو سنة 604

____________________

الإفراد في حرف النون

601 نعيم بن عبد الرحمن بن معاوية بن حديج بن حقبة بن قنبر بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن اشرني بن شبيب بن السكون السكوني وقيل التجيبي قتلته الروم بالأندلس في يوم عرفة من ذي الحجة سنة 103 ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخه ونسبه عن غيره وأغفله ابن الفرضي وهو من شرطه

602 نجاح بن نذير القرشي من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ونذير بضم النون حدث عنه محمد بن القاسم بن مسعدة الحجاري

603 ناصر بن أحمد الرعيني يكنى أبا القاسم يحدث عن الحسن بن سعد حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبيض قرأته بخط أبي الخطاب بن واجب وقرأته بخطه أيضا فيما استدرك على ابن الفرضي ناصر بن منصور بن سملتون وإنما هو خلاص وهو مذكور في حرف الخاء من تاريخه

604 ناهض بن عريب من أهل الثغر الشرقي يكنى أبا حديدة روى عن زكرياء بن النداف سمع منه المدونة لسحنون بن سعيد وحدث بها عنه في سنة 397 وتقدم في الأفراد في حرف الحاء وفي الكنى أبو حديدة بن فتوح وروايته عن ابن النداف فيتأمل هذا

605 نجم الوصيف من فتيان الأموية بقرطبة كان من أهل الأدب والشعر ذكره حبيب الصقلبي في كتابه المسمى بالاستظهار والمغالبة على من أنكر فضائل الصقالبة ذكر ذلك علي بن بسام في كتاب الذخيرة

606 نعم الخلف بن عبد الله بن أبي ثور الحضرمي من أهل طرطوشة أو

____________________

ناحيتها رحل إلى المشرق وأدى الفريضة ولقي بمكة ابا عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني فسمع منه في سنة 422 حدث عنه ابنه القاسم بن نعم الخلف بيسير

607 نجده بن سليم بن نجدة الفهري الضرير من أهل قلعة رباح وسكن طليطلة يكنى أبا سهل روى عن أبي عمرو المقرىء وأبي محمد الشنتجالي وأبي محمد بن عباس الطليطلي وغيرهم وتصدر بطليطلة لإقراء القرآن وتعليم العربية وكان من أهل المعرفة الكاملة والشعر الحسن وجمع شعر أبي الحسن الحصري حدث عنه أبو الحسن بن دري وغيره وتوفي بعد سنة 475 ذكره ابن عزير وفيه عن غيره وهو مذكور في كتاب ابن بشكوال بكنيته

608 نابت بن المفرج بن يوسف الخثعمي أندلسي أصله من بلنسية وسكن مصر يكنى أبا الزهر قال السلفي قدم مصر بعد خروجي منها وتفقه على مذهب الشافعي وتأدب وقال الشعر الفائق وكتب إلي بشيء من شعره وتوفي في رجب سنة 545 بمصر عن ابن نقطة

609 نجبة بن يحيى بن خلف بن نجبة بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن نجبة الرعيني من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد وابي محمد شعيب بن عيسى اليابري وأبي جعفر بن عيشون الجذامي وأبي العباس بن حرب المسيلي وروى عن صهره أبي مروان الباجي وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن بن لب الباغي وأبي بكر بن طاهر وأبي جعفر بن ثعبان وابي خليل مفرج بن عبد الله وابي الحسن بن مسلم وأبي بكر بن فندلة وأبي الوليد بن حجاج وأبي القاسم بن الرماك وغيرهم وأجاز له ولابنه يحيى أبو بكر عتيق بن محمد الردائي من أصحاب ابن نفيس وطبقته سنة 525 وهو اخر من حدث عن أبي بكر الردإي والردائي

____________________

اخر من حدث عن أبي الحسن القابسي وتصدر بإشبيلية لإقراء القرآن وتعليم العربية وكان إماما في ذلك مقدما في ذلك مع الفضل والصلاح والتواضع وغلبة الخير عليه ويتحقق بالقراءات ويشارك في الحديث واستوطن مراكش مدة باستدعاء السلطان إياه واستجلابه إليها وأقرأ بها وبإفريقية في حركته إليها مع جيوش المغرب حدث عنه جماعة من شيوخنا وغيرهم وتوفي بقرية فيسانة في أخريات جمادى الآخرة سنة 591 ودفن بإشبيلية قرأت ذلك بخط أبي الربيع بن سالم قال وقال لي بعض أصحابنا أنه توفي يوم الأربعاء السادس والعشرين من جمادى المذكورة وقرأت بخط أبي سليمان بن حوط الله أنه توفي بشريش في الشهر المذكور وحمل إلى إشبيلية فدفن بها قال ذكر لي أن مولده سنة 521 وحكى غيره أن مولده في شهر يونه سنة 520 وأن وفاته في رجب سنة 591 وقال ابن صاحب الصلاة توفي ليلة الخميس السابع والعشرين من جمادى الأخيرة وكانت وفاته بالموضع المعروف بعطف جزيرة قبطيل وهو واصل صحبة المنصور مقدمة لغزو الروم وسيق إلى إشبيلية فدفن بمقبرة الفخارين لصلاة الظهر من يوم الخميس المذكور

610 نذير بن وهب بن لب بن عبد الملك بن أحمد بن محمد بن وهب بن نذير بن وهب بن نذير الفهري من أهل بلنسية يكنى أبا عامر أخذ القراءات عن أبيه أبي العطاء وسمع منه وأكثر عنه ومن أبي بكر بن جزي ومن ابي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي بن مفوز وأبي بكر بن بيبش وتفقه به وبأبي بكر بن أبي جمزة وغيرهما وكتب الشروط مع أبي الحجاج بن أيوب وأخذ العربية والآداب عن أبي محمد بن عبدون ولقي أبا الحسن بن النعمة صغيرا ولم يجز له وأجاز له أبو الحسن بن هذيل بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وابو محمد بن عبيد الله وأبو عبد الله بن الفخار وابو جعفر بن مضاء وابو عبد الله بن عطية الداني وغيرهم وكتب إليه من أهل المشرق أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وأبو طالب التنوخي

____________________

وابو عبد الله الكركنتي وابو الثناء الحراني وأبو القاسم بن جارة وغيرهم وعنى بعقد الشروط فلم يكن أحد يدانيه في ذلك حسن مأخذ وسهولة ألفاظ وبراعة مساق مع المشاركة في الفقه وكان قائما على الكامل للمبرد كثيرا ما سمعته يورد أشعاره ويسرد من حفظه أخباره وولي قضاء بعض الكور وحدث بأخرة من عمره فأخذ عنه جماعة من أصحابنا وسمعت منه كثيرا وأجاز لي لفظا ولما تغلب الروم على بلنسية قصد دانية وولي قضاءها إلى أن توفي بها في العشر الوسط لشعبان سنة 636 بعد ستة أشهر من الحادثة على بلنسية وأنا حينئذ بحضرة تونس في توجيهي إليها ومولده في المحرم سنة 558

____________________

حرف الصاد من اسمه صالح

611 صالح بن معافى بن حماد الغساني من أهل قرطبة كان من أهل العلم بالعربية والرواية للشعر وكان يؤدب عند بني فطيس ذكره الزبيدي ووصفه بالخير والفضل والدين ونسبه الرازي وحكى أنه كتب لبعض القضاة ووصفه بالعدالة وقبول الشهادة وحسن الهدي

612 صالح بن عمر بن محمد من أهل قرطبة يكنى أبا مؤمن كان عدلا ناسكا وتوفي سنة 397 ودفن بمقبرة فرانك

613 صالح بن سيد له تاريخ سماه وسط السلوك ذكر فيه بناء المعتمد محمد بن عباد الحصن الزاهر ولا أعرفه

614 صالح بن عبد الملك بن سعيد الأوسي من ساكني مالقة يكنى أبا الحسن أخذ القراءات بعد أبيه عن جماعة منهم أبو زيد بن الوراق وأبو عبد الله بن عيسى المعروف بالبيغي وأبو علي منصور بن الخير وبعضها عن أبي القاسم بن ذروة وأبي بكر بن عياش بن فرج أخذ عن أبيه وعن هذين قراءة نافع خاصة ولقي أكثرهم بقرطبة وروى عن أبي بحر الأسدي وأبي القاسم بن رشد وأبي بكر غالب بن عطية وأبي القاسم بن منظور وأبي عبد الله بن مكي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي مروان الباجي وأبي عبد الله بن معمر وأبي عبد الله بن الحاج وأبي

____________________

جعفر بن عبد العزيز وأبي بكر بن أسود وأبي عبد الله بن أخت غانم وأبي بكر بن فندلة وأبي الحسن بن اللوان وأبي الحسين بن الطراوة وأبي القاسم بن ورد وابي عبد الله بن زغيبة وأيب الحجاج القضاعي وأبي الاصبع عيسى بن أبي البحر الشنتمري وغيرهم وولي القضاء وكان من أهل العلم والزهد يشارك في الأصول ولم يكن بالضابط وقد أخذ عنه جماعة منهم أبو بكر بن أبي زمنين وأبو الصبر السبتي وأبو بكر بن قنترال وأبو محمد بن غلبون وأبو عمرو بن عيشون المرسي أجاز له في صفر سنة 574

615 صالح بن يحيى بن صالح الأنصاري المكتب من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي الحسن عبد الجليل بن عبد العزيز وابي بكر محمد بن جعفر بن صاف وغيرهما وتصدر للإقراء بمسجده من داخل قرطبة على مقربة من باب طليطلة من أبوابها وكان شيخا صالحا أخذ عنه القراءات أبو سليمان بن حوط الله وقال توفي في ذي الحجة سنة 580

616 صالح بن أبي القاسم خلف بن عامر الأنصاري الأوسي من أهل مالقة يكنى أبا الحسن روى عن أبي علي منصور بن الخير وأبي الحسين بن الطراوة وأبي الحسن بن غماد وأبي بكر محمد بن حبيب الخطيب وأبي مروان بن مجبر ورحل فلقي بتلمسان أبا جعفر بن باق وأخذ عنه علم الكلام ولقي بتونس أبا محمد عبد الرزاق الفقيه وبالمهدية أبا عبد الله المازري فحمل عنه العلم من تأليفه سماعا لبعضه وإجازة لباقيه وسمع منه أيضا غير ذلك وكان فقيها متقدما في علم الكلام روى عنه أبو محمد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان وقال توفي في أوائل رمضان سنة ست وثمانين وخمسمائة ومولده سنة 500

617 صالح الزناتي العابد من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسن كان زاهدا ورعا كثير التلاوة لكتاب الله تعالى والعكوف عليه لم يشاهده أحد قط يبتاع شيئا ولا يعد قوتا ولا يعمر منزلا إنما كان أغلب عليه مبيته بمسجد الرطندالي بمقبرة من جامع العدبس وكان يقعد عند أبي عمرو بن الطفيل بموضع إقرائه لسماع القرآن وتوفي سنة 587 وقد نيف على السبعين وحضر جنازته جمع عظيم من الناس ذكره أبو بكر بن قسوم

____________________

618 صالح بن علي بن صالح بن محمد بن سالم الهمداني من أهل مالقة له رواية عن أهل بلده وأجاز له جماعة من أهل المشرق منهم أبو محمد القاسم بن عساكر وأبو طاهر الخشوعي وغيرهما وذلك في سنة سبع وتسعين وخمسمائة حدث عنه ابنه أبو عمرو سالم بن صالح من اسمه صارم

619 صارم بن عبد الله بن تمحيص من أهل طرطوشة وعداد سلفه في الموالي ولي قضاء بلده وقضاء بلنسية وهو من بيت نباهة

620 صارم بن تمحيص بن صارم بن عبد الله بن تمحيص ذكره وجده المذكور قبله أبو بكر الرازي وحكي عنه أنه رحل في طلب العلم ودخل بغداد وله بقية الافراد في حرف الصاد

621 صمادح بن زيد بن مسلم بن سعيد بن أبي هالة الازدي من أهل إشبيلية كان فقيها زاهدا ذكره الرازي

622 صبيح الزاهد من أهل قرطبة كان من تلامذة أبي بكر يحيى بن مجاهد الألبيري وخاصا به ومات قبله بسنين وكانت وفاة ابن مجاهد هذا لثلاث خلون من جمادى الأخيرة سنة 366 وهي سنة وفاة الحكم المستنصر بالله وحكى يونس بن عبد الله القاضي عن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الرحمن الفراء الزاهد أنه وهب لأبي بكر الالبيري بعد موته شطر كل ختمة يختمها قال فلما مضت لهذا مدة طويلة رأيت في منامي أني اجتمعت بصبيح رحمه الله فبدأني بالسلام ثم قال لي أبو بكر يقرئك السلام ويقول لك هداياك تأتينا كثيرا وهي عائدة عليك وحكى أيضا عنه أنه لما قطعته علة عن ختم القرآن رأى صبيحا هذا في النوم فكان يقول له أبو بكر يقرئك السلام ويقول لك انقطعت هداياك التي كانت تأتينا من قبلك فما الذي قطعها عنا قال ابن الفراء فلما انتبهت عاودت القراءة مضطجعا وكيف أمكنني إلى أن توفي رحمه الله

____________________

623 صاف بن خلف بن سعيد بن مسعود الأنصاري من أهل أوريولة وصاحب الأحكام بها يكنى أبا الحسن روى عن أبي الوليد الباجي وكان من أهل المعرفة بالقراءات والمشاركة في قرض الشعر وله زيادة في قصيدة أبي الحسن الحصري المنظومة في القراءات مستدركا عليه وهي قوله

( سواكي لا تحريك عند اتصالها ** ولا صورة في الرسم والخط بالحبر )

( خلا قوله آتاني الله أنها ** محركة بالفتح في الوصل والمر )

قرأتهما بخط شيخنا أبي عبد الله بن نوح مع اسمه وكنيته روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن صاف القاضي ذكره ابن عياد وفيه عن أبي عمرو زياد بن الصفار الأوريولي

624 صفوان بن إدريس بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عيسى بن إدريس التجيبي الكاتب من أهل مرسية يكنى أبا بحر أخذ عن أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي العباس بن مضاد سمع عليه صحيح مسلم وأبي محمد بن عبيد الله وأبي رجال بن غلبون وغيرهم وأجاز له أبو القاسم بن بشكوال وكان من جلة الأدباء البلغاء ومهرة الكتاب الشعراء نافذا مدركا ناقدا مفوها بليغا ممن جمع له التقدم في النظم والنثر وله رسائل بديعة وقصائد جليلة وجمع فيما صدر عنه كتابا ضخما سماه عجالة المحفز وبداهة المستوفز قد حمل عنه وسمع بعض كلامه منه وكان من الفضل والدين بمكان روى عنه أبو الربيع بن سالم وأبو عبد الله بن أبي البقاء وغيرهما وتوفي ليلة يوم الاثنين السادس عشر من شوال سنة 598 وثكله أبوه وهو صلى عليه ودفن بإزاء مسجد الجرف من غربي مرسية وهو دون الأربعين مولده سنة 561 وقيل سنة ستين

____________________

ومن الغرباء في هذا الباب

625 صهيب بن عبد المهيمن بن أبي الجيش واسمه مجاهد بن محمد بن مجاهد رومي الأصل وولاؤه لبعض الصنهاجيين وسكن هو وعقبه مراكش وأصلهم من حوز جيان يكنى أبا يحيى ولي قضاء جيان وغيرها وروايته عن أبيه عن جده أبي الجيش وقد تقدم ذكره أخذ عنه الموطأ بين قراءة وسماع حدثه به عن ابن غزلون وعن الصدفي وسمع الموطأ على ابن الجد بإشبيلية وعلى أبي عبد الله بن زرقون وأجازا له هما وأبو محمد بن عبيد الله وتناول منه سنن أبي داود وقال ابن فرتون اجتمعت به بفاس وأجاز لي بعد أن قرأت عليه أحاديث من كتاب مسلم وأصابه فالج بآخرة من عمره أقعده عن التصرف إلى أن توفي بسبتة في شهر رمضان سنة 631 وخبره كله عنه إلا قليلا

____________________

حرف الضاد افراد

626 ضمام بن عبد الله الأندلسي رحل إلى المشرق ودخل بغداد وحدث وله رواية عن عبد السلام بن مسلمة الأندلسي عن أبيه عن مالك روى عنه أبو الفرج أحمد بن القاسم الخشاب البغدادي من شيوخ الدارقطني هكذا وقع في نسخة عتيقة من تأليف الدارقطني في الرواة عن مالك وفي باب مسلمة منه ضمام بالضاد المعجمة وهكذا ثبت في رواية أبي زكرياء العائذي عنه وقال فيه غيره همام بن عبد الله بالهاء وتشديد الميم وفي حرف الهاء أثبته أبو الوليد بن الفرضي من تاريخه والأول أصح والله أعلم

627 ضرغام بن عروة بن عمر بن حجاج بن أبي قريعة واسمه يزيد مولى عبد الرحمن بن معاوية والداخل معه إلى الأندلس من أهل لبلة له رحلة إلى المشرق وكان فقيها ذكره الرازي ومن الكنى

628 أبو الضوء العاملي من أهل رية كان معلم القرآن ذكره الرازي وابنه ضياء بن أبي الضوء كان مؤدب إعراب حسن الإفهام ذكره ابن الفرضي عن الزبيدي وحكى أنه من أهل قرطبة

____________________

حرف العين من اسمه عبد الله

629 عبد الله بن المغيرة الكناني حليف بني عبد الدار سماه أبو محمد الأصيلي الفقيه في الداخلين الأندلس من التابعين حكى ذلك عنه أبو القاسم بن بشكوال في مجموعه المسمى بالتنبيه والتعيين وما رواه يتابع عليه وذكره أبو سعيد بن يونس في أهل إفريقية وهو الأصح

630 عبد الله بن فروخ الفارسي ولد بالأندلس فيما ذكر أبو بكر المالكي يكنى أبا محمد ويقال فيه الإفريقي والخراساني وأوطن القيروان ثم رحل إلى المشرق فسمع من مالك بن أنس وسفيان الثوري وزكرياء بن أبي زائدة قال وكان اعتماده على مالك لأنه كان يميل إلى النظر والاستدلال ثم رجع إلى إفريقية فأقام بها وشاوره القاضي عبد الله بن عمر بن غانم فأشفق من ذلك وخاف من التقليد وأراد السلامة فرحل ثانية إلى المشرق وحج ورجع إلى مصر فتوفي بها ودفن بالمقطم سنة 176 ويقال إن مولده كان بالأندلس سنة 115 هكذا أورد خبره أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي الإفريقي في تاريخه وذكر صاحب كتاب المغرب في أخبار المغرب أنه توفي بمصر سنة خمس وسبعين قبل وفاة مالك بن أنس قال وكان مولده سنة 115 لم يزد على هذا وحكى ابن يونس أنه روى عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وروى عنه بهلول بن عبيد التجيبي

____________________

وحكى أبو أحمد بن عدي أنه روى عن الأعمش وقال فيه البخاري تعرف وتنكر وقرأت بخط أبي عمر بن عبد البر ابن فروخ القيرواني قال أبو عمر اسمه عبد الله بن فروخ أبو محمد قال كنت عند مالك بن أنس فأتاه سفيان الثوري فقال له ما لك يا أبا عبد الله بلغني أنك تروي ثلاثين ألف حديث قال فقال سفيان الثوري هذا فقال له ما لك اتق الله وانظر عمن تحدث قال ابن يونس حدثني محمد بن موسى بن النعمان قال حدثنا يحيى بن محمد بن خشيش قال حدثنا عثمان بن أيوب المعافري التونسي قال حدثنا بهلول بن عبيدة التجيبي عن عبد الله بن فروخ عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبيه قال قلت لعبد الله بن عباس معشر قريش خبروني عن هذا الكتاب العربي هل كنتم تكتبونه قبل أن يبعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم تجمعون منه ما اجتمع وتفرقون منه ما تفرق مثل الألف واللام والميم والنون قال نعم قلت وممن أخذتموه قال من حرب بن أمية قلت وممن أخذه حرب بن أمية قال من عبد الله بن جدعان قلت وممن أخذه عبد الله بن جدعان قال من أهل الانبار قلت وممن أخذه أهل الانبار قال من طارىء طرأ عليهم من أهل اليمن من كندة قلت وممن أخذه ذلك الطارىء قال من الخلجان بن القاسم كاتب الوحي لهود النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يقول

( أفي كل عام سنة تحدثونها ** ورأي على غير الطريق يعبر )

( والموت خير من حياة تسبنا ** بها جرهم فيمن يسب وحمير )

حدثني بذلك أبو بكر بن أبي جمرة في كتاب عن أبي بحر سفيان بن العاصي عن أبي الوليد الوقشي عن أبي عمر الطلمنكي عن أبي عبد الله بن مفرج ومن خطه نقلته عن أبي سعيد بن يونس

631 عبد الله بن الأشعث بن الوليد بن المسيب بن مدركة بن وهب بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن وهب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري من أهل إشبيلية وقاضيها استقضاه الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية في صفر سنة 173 فكان قاضيا بقية دولته وألقاه الحكم بن هشام قاضيها فأمضاه ثم عزل في رجب سنة 182 ويقال إنه استأذن للحج فأذن له وأعاد القضاء إلى عبيد الله بن مالك

____________________

فكانت ولايته تسع سنين وثلاثة أشهر وكانت الصلاة في أيام ابن الأشعث وعبيد الله بن عبد الملك إلى أمراء الجند عن ابن الحارث

632 عبد الله بن محمد المطماطي البزاز له رواية عن مالك وفيه نظر قلب اسمه أبو بكر الخطيب في كتاب الرواة من تصنيفه وكناه أبا محمد وجعله قيروانيا وقد ذكره ابن الفرضي في تاريخه في باب محمد بعد محمد بن يحيى السبائي المعروف بفطيس ووارد قول ابن شعبان فيه بأنه ممن روى عن مالك من أهل الأندلس وجاء هو والخطيب عنه بحديث منكر من لم يعدني في رمضي فلا يعدني في مرضي ويروى لم أحب أن يعودني في مرضي

قال ابن الفرضي وحدثنا به من طرق عن محمد بن عبد الله المطماطي هذا عن عبد العزيز يحيى عن مالك فلا يصح على هذا جعله من رواة مالك هذا مع قلب اسمه وإنما ذكرته في هذا الباب لئلا يقع لمن لا يتأمل حاله فيسترع إلى استدراكه علي بكونه أندلسيا عند ابن شعبان وقع بخط أبي عمر بن عياد في كتاب الرواة عن مالك وقال الخطيب قرأت في كتاب أبي الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي بخطه حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الحميد بن علي البصري حدثني أبو عبد الله بن عمر الأندلسي حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد المطماطي البزاز حدثني مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يعدني في رمضي لم أحب أن يعودني في مرضي ثم قال هذا حديث منكر بين أبي مسرور وبين مالك كلهم مجهولون ومحمد بن عمر أندلسي مشهور ولا يضره إن جهله هو

633 عبد الله بن بكر الكلاعي من أهل قرطبة يعرف بالقملة بالمعجمة كان شاعرا محسنا مطبوعا ورثى يحيى قرأت ذلك بخط أبي عمر بن عبد البر وذكره ابن الفرضي في باب بكر وقال فيه بكر بن عبد الله ثم قال روى عنه ابنه محمد بن عبد الله بن أبي بكر وقال ابن مفرج محمد بن بكر بن عبد الله في الرواة عن ابن وضاح

634 عبد الله بن مهران المؤدب من أهل قرطبة سماه الرازي في المقرئين

____________________

بقرطبة وحكى أنه كان هو وعبد الله بن الغازي بن قيس مؤدبين للخلفاء من بني أمية قال وتوفي سنة ثلاثين ومائتين وفي هذه السنة كانت وفاة عبد الله بن الغازي أيضا تردد على الفقهاء وسمع منهم وروى عنهم وأدب بالقرآن قبل تأديبه بالإعراب وكان مؤدب الوليد أبي أيوب ذكره الرازي

635 عبد الله بن محمد الفهري من أهل تطيلة كانت له رحلة وكان من الحفاظ موصوفا بالصلاح ذكره ابن حارث وقرأت بخطه وقال ابن حبيش فيه كان عالما فاضلا صالحا دينا من الحفاظ المتقدمين

636 عبد الله بن سهل أندلسي لقيه عبد الله بن مسرور بن الدباغ القيرواني وحدث عنه قرأت بخط أبي عمرو المقرئ حدثنا علي بن محمد بن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن مسرور قال حدثنا عبد الله بن سهل الأندلسي عن محمد بن يحيى عن أبيه عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أشراط الساعة موت الفجأة قلت الحديث مع إرساله منكر ومحمد الذي يروي عنه عبد الله بن سهل وأبوه مجهولان

637 عبد الله بن محمد بن عبد الخالق بن سوادة الغساني من أهل البيرة ولي للناصر عبد الرحمن بن محمد قضاء البيرة وهو أول قاضي استقضاه في ربيع الآخر سنة 300 قاله عريب وذكره ابن حارث وأثنى عليه ووصفه بالعلم والنزاهة والصلاح والإصلاح قال ثم عزل وولي قضاء إشبيلية وقرأت في تاريخ عريب بن سعيد الكاتب أنه توفي لست بقين من جمادى الأولى يعني سنة 302

638 عبد الله بن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل قرطبة يكنى أبا حرش كان بصيرا باللغة والنحو ذكره الرازي وقال كان في عصر واحد مع سعيد بن الفرج الرشاش وله معه أخبار تستطرف وذكره الزبيدي وقال أخذ عن جودي يعني ابن عثمان النحوي العيسي وأخذ عنه أحمد بن بتري القرموني قال وكان الناس إذا استفصحوا رجلا قالوا ما هذا إلا أبو حرشن

____________________

639 عبد الله بن سليمان بن المنذر بن عبد الله بن سالم المكفوف من أهل قرطبة وعداده في الموالي يقال له درودودريود على التصغير كان من أهل العلم والعربية والآداب شاعرا مجودا واستأدبه الناصر عبد الرحمن بن محمد لولده وله كتاب في العربية حدث عنه هلال بن عريب وتوفي في شعبان سنة 325 ذكره الرازي وقال اختلف إلى أولاد الناصر وعلم داخل القصر وكان شاعرا مجودا وفاته وبعض خبره عن الزبيدي وابن حيان وفيه عن ابن خير

640 عبد الله بن مطاهر بن أصبغ بن هانىء بن قيس من أهل قرطبة ونسبه في البربر ذكره الرازي في القراء أصحاب الألحان وهو نسبه وكان في أيام الناصر عبد الرحمن بن محمد

641 عبد الله بن حزب الله بن ابراهيم بن محمد بن عبد الملك بن يحيى بن إدريس الكلابي من أهل قرطبة كان عالما بالعربية واللغة راوية للأشعار

642 عبد الله بن محمد بن بلال الازدي من أهل قرطبة يكنى أبا محمد هو الذي حكى عن ابن باز أنه كان يزرع وهم يقرأون عليه وقع ذلك في تاريخ ابن بشكوال وعند ذكر ابن بنته أحمد بن وهب أبي عمر قبل ذكر أحمد بن علي بن مهلب الجبلي

643 عبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية القرشي المرواني يكنى أبا محمد روى عن محمد بن معاوية القرشي والحسن بن سعد وعبد الله بن يونس وقاسم بن أصبغ ومسلمة بن قاسم ومحمد بن عبد الملك بن أيمن ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشني وأحمد بن محمد بن عبد البر وأحمد بن محمد بن قاسم وغيرهم

____________________

وعني العناية التامة بسماع العلم وحمله ووضع التواليف فيه وكان فقيها شافعيا إخباريا متنسكا بصيرا بلسان العرب رفيع الطبقة في الآدب ومعرفته ضاربا بأوفر سهم في اللغة ذاكرا للخبر مطبوعا في صوغ القريض وتصنيف كتب الأدب وله كتاب العليل والقتيل في أخبار بني العباس في أسفار وقد حدث عنه مسلمة بن قاسم بالمسكتة من تأليفه وهي ستة أجزاء في فضائل بقي بن مخلد ورد على محمد بن وضاح وكذبه وحمل عليه فيما حكاه عن يحيى بن معين حكى ذلك أبو عمر بن عبد البر في جامع بيان العلم له وقال زعم عبد الله أنه رأى أصل ابن وضاح الذي كتبه بالمشرق وفيه سألت يحيى بن معين عن الشافعي فقال هرتقة ثقة قال وكان ابن وضاح يقول ليس بثقة وكان لعبد الله هذا اختلاط بالعلماء واستراحة إليهم وهو أحد النجباء من أبناء الخلفاء وسعي به إلى أبيه عبد الرحمن الناصر فحبسه في آخر خلافته تحت التوكيل الشديد أزيد من حول إلى أن أنفذ قتله يوم الثلاثاء ثاني عيد الأضحى وقيل ثالثة سنة 339 ذكره ابن حيان وفيه زيادات عن غيره

644 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري من أهل قرطبة وأصله من الجزيرة الخضراء يكنى أبا حفص وهو والد الحاجب المنصور ابن أبي عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر سمع الحديث وكتبه عن محمد بن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد ومحمد بن فطيس اللبيري وغيرهم ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة وكان من أهل الدين والخير والصلاح والزهد والقعود عن السلطان أثنى عليه الراوية أبو محمد الباجي وقال كان خير صديق أنتفع به وينتفع بي وأقابل معه كتبه وكتبي ومات منصرفه من حجه ودفن بمدينة طرابلس المغرب ذكره ابن حيان وفيه عن ابن عفيف وقال ابن أبي الفياض مات منصرفه من الحج بموضع يعرف برقادة وكان رجلا صالحا طلب العلم وقال غيره وكانت وفاته في آخر خلافة الناصر

645 عبد الله بن محمد بن طفيل من أهل قرطبة معدود في المقرئين بما أخذ قراءة نافع عن عمر بن الرقاع

____________________

646 عبد الله بن سمويد المكفوف من أهل قرطبة أخذ حرف نافع عن ابن الرقاع ذكره والذي قبله الرازي

647 عبد الله بن مؤمن بن مؤمل بن عذافر التجيبي من ساكني إشبيلية يكنى أبا محمد كان عالما بالنحو والشعر والحساب والعروض حافظا للقرآن كثير التلاوة له على مذهب جميل وطريقة قوية وله أشعار كثيرة في الزهد ذكره الزبيدي

648 عبد الله بن عيشون من أهل قرطبة قرأت اسمه بخط أبي جعفر بن ميمون وبخط أبي الوليد بن الدباغ رحل ولقي بالقيروان عبد الله بن مسروق وسمع منه حدث عنه أبو الحسن علي بن معاوية بن مصلح الحجاري

649 عبد الله بن حسان بن يحيى الأموي من أهل قرطبة يعرف بالعطار يروي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو المالكي القاضي مؤلف فضائل مالك بن أنس حدث عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله من شيوخ الصاحبين ذكر ذلك أبو شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب وروى عنه

650 عبد الله بن عبيد الله الازدي يقال الحكيم بضم الحاء وتشديد الياء كان ذا حظ من علم اللغة وحفظ للأخبار والأشعار وكان يقرض الشعر الحسن ويتعصب للقحطانية وتوفي منتصف رمضان سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة

651 عبد الله بن محمد بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد روى عنه ابنه زياد من كتاب ابن بشكوال

652 عبد الله بن الزيات من أهل قرطبة يكنى أبا محمد كان في أول أمره تاجرا ذا ثروة فتصدق بماله ورغب في الزهد بمجالسته لأبي بكر يحيى بن مجاهد اللبيري واعتزل أهله وأقبل على قراءة القرآن وطلب العلم والدرس إلى أن توفي بعد مدة وكان موته قبل ابن مجاهد ذكره القاضي يونس بن عبد الله

____________________

653 عبد الله بن حمود بن عبد الله بن مذحج الزبيدي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد كان من مشاهير أصحاب أبي علي البغداذي ورحل إلى المشرق فلم يعد إلى الأندلس لازم أبا سعيد السيرافي ببغداد إلى أن توفي فلازم بعده صاحبه أبا علي الفارسي ببغداد والعراق وحيث ما جال واتبعه إلى فارس وقال أبو الفتوح الجرجاني إن أبا علي غلس لصلاة الصبح في المسجد فقام إليه أبو محمد الزبيدي من مذود كان لدابته خارج الدار قد بات فيه أو أدلج إليه ليكون أول وارد عليه فارتاع منه وقال ويحك من تكون قال أنا عبد الله الأندلسي فقال إلى كم تتبعني والله إن على وجه الأرض أنحى منك وكان من كبار النحاة وأهل المعرفة الثاقبة والشعر وجمع شرحا في كتاب سيبويه ويقال إنه توفي ببغداذ سنة 372 ذكره ابن عزير وأكثره عن ابن عياد ووقع إلى السفر الثاني من إصلاح المنطق ليعقوب وعليه بخط بعض الحفاظ هذا الكتاب بخط الزبيدي ابن حمود وكان رجلا عالما مقدما في علم اللغة أندلسيا سكن قرطبة كان في أيام الناصر ثم صدر أيام المستنصر ورحل إلى المشرق وبه مات وكان شاطا مشذبا

654 عبد الله بن يونس من أهل طليطلة يكنى أبا محمد كان من أهل العلم والرواية والتبتل والعبادة والحج والجهاد والانحراف عن الدنيا والدؤوب على التهجد بالقرآن وكان من فضائله هذه من أهل الأدب والبصر بالعربية واللغة ومن ذوي التجارة ولحقته سعاية عند المنصور محمد بن أبي عامر في صدر أيامه من قبل عامل بلده لانقباضه عنه فأسكنه قرطبة دون أن يمد إليه يده إلى شيء من نعمته ونشبه وكان ذا مال واسع وعقار كثير وذلك في سنة 373 وأقام بقرطبة مدة طويلة لم يلق فيها أحدا ولا طلب إلى سلطانه شفيعا إلى أن صرفه مكرما إلى وطنه وتوفي بعد مديدة من انصرافه سنة خمس وسبعين وكانت سنة يومئذ نحو الثمانين ذكره القبشي

655 عبد الله بن محمد بن حزب الله من أهل بلنسية يروي عن وهب بن مسرة الحجاري حدث عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الوثائقي الفقيه وبنو حزب الله أهل علم ونباهة وإليهم ينسب المسجد بداخل بلنسية

____________________

656 عبد الله بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج من أهل قرطبة وابن كبير محدثيها سمع أباه القاضي أبا عبد الله وغيره ولا أعلمه حدث وقد حدث أخوه عمر بن محمد وكان عبد الله هذا أكبر منه وشركه في السماع من أبيهما وسمع أيضا من أبي محمد بن قاسم البطروري في سنة 375 وذكر ابن بشكوال عمر منهما وأغفل عبد الله هذا

657 عبد الله بن محمد بن فرج من أهل جيان سكن قرطبة وهو أخو أحمد بن فرج كان هو وأخوه أحمد وسعيد من أهل المعرفة والفهم والوقوف على العربية واللغة وكانوا يقرضون الشعر الحسن وكان أحمد أغزرهم أدبا وتصرفا في الشعر والخطابة ذكره ابن عزير

658 عبد الله بن عبد العزيز القرشي الوزير المعروف بالحجر من أولاد الحكم الربضي من أهل قرطبة طليق المظفر عبد الملك بن المنصور بن أبي عامر من المطبق كان غزير الأدب تام المعرفة حسن الشعر والخطابة أحد رجالات بني مروان بالأندلس توفي بلادرة قافلا مع المظفر من غزاته الأولى سنة 393 ذكره ابن حيان وقرأته بخط أبي القاسم بن حبيش

659 عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن طملوس القيسي من أهل استجه يكنى أبا محمد سمع أبا القاسم سهل بن ابراهيم سمع منه في سنة 387 وكتب عنه عن ابن فطيس وغيره وقرأت بخطه أنشدنا محمد بن عثمان لأبي إسحاق الفزاري

( لا دار للمرء بعد الموت يسكنها ** إلا التي كان قبل الموت بانيها )

( فإن بناها بخير طاب مسكنها ** وإن بناها بشر خاب بانيها )

( أموالنا لذوي الميراث نجمعها ** ودورنا لخراب الدهر نبنيها )

( وللحتوف تربى كل مرضعة ** وللبلى برأ الأرواح باريها )

660 عبد الله بن محمد بن عبادة بن أفلح بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي من أهل قرطبة ودار سلفه سرقسطة روى عنه ابنه أبو بكر عبادة بن عبد الله الشاعر ويعرفون ببني ماء السماء

661 عبد الله بن محمد بن سراج من أهل قرطبة وهو مولى بني أمية وكان أبو

____________________

____________________

الحسين سراج بن عبد الملك ينتفي من مولويتهم رقا وإنعاما ويذكران جدهم سراج بن قرة الكلابي الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع من وهب بن مسرة وأبي عيسى الليثي وغيرهما حدث عنه ابنه القاضي أبو القاسم سراج بن عبد الله ذكر ذلك أبو محمد بن حوط الله في برنامجه وحدث بالموطأ عن أبي الحسن محمد بن عبد العزيز الشقوري عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي عن أبي مروان بن سراج عن أبيه القاضي أبي القاسم سراج بن عبد الله عن أبيه وعن خاله أبي محمد مسلمة بن بتري قالا حدثنا وهب بن مسرة عن ابن وضاح قالا وحدثنا أبو عيسى عن عبيد الله جميعا عن يحيى عن مالك وقد ذكرت هذا الإسناد في استدراكي على أبي محمد بن القرطبي في تلخيصه أسانيد الموطأ

662 عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عمرو القيسي البزاز من أهل قرطبة يكنى أبا محمد سمع من أبي عيسى الليثي وأبي عبد الله بن مفرج وأبي عبد الله محمد بن يحيى بن الخراز وغيرهم ذكره ابن الفرضي عند ذكر أبيه أحمد بن عبد الله وقال توفي بعده في رجب سنة 393

663 عبد الله بن الحكم من أهل قرطبة يعرف بابن النظام ويكنى أبا بكر كان أديبا إخباريا تاريخيا يحكي عنه ابن حيان في كتابه

664 عبد الله بن أحمد الكتبي مولى بني أمية من أهل قرطبة يكنى أبا أحمد روى عن أبي بكر الزبيدي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن مغيث بن الصفار وغيرهما حدث عنه أبو عمرو المقرىء وحدث أيضا عن عبد الله بن نصر عن الزبيدي وكناه أبا أحمد ولا أدري أغلط في اسم أبيه أم هما رجلان وقرأت بخط أبي الحسن بن هذيل قال كتبت من خط أبي عمرو أنشدني أبو احمد الكتبي قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن مغيث لنفسه في وصف دواة

( لبست من الليل البيهم وشاحا ** واستخزنت في جوفها أرماحا )

( فيها إصلاح بالأديب وربما ** كانت له في النائبات سلاحا )

ثم وجدت بخط أبي عمر بن عياد أن أبا عمرو قال أنشدني حبيب بن أحمد قال أنشدني عبد الله بن محمد بن مغيث لنفسه وذكرهما وطالعت بعض تواليف أبي عمرو

____________________

وإذا في أوله وآخره معلقات بخطه يفتتحها بقوله حدثنا عبد الله بن أحمد الأموي قال حدثنا أبو علي اسماعيل بن قاسم وتارة يزيد اللغوي فيفهم أنه الأول ويبهم بترك الكنية حتى لأشكل ولعله روى عن أبي علي ثم روى بعد ذلك عن الزبيدي مع أن أصحاب أبي علي قد جمعهم وأحصاهم من تتبعهم وتقصاهم وليس هذا فيهم مذكورا ولا هو من طبقتهم ولا بغير أبي عمرو مشهورا والله أعلم بحاله وقد أتيت بما عندي وهذا أقصى التبيين والتنبيه

665 عبد الله بن سمحون بالحاء المهملة الطنجي وسكن إشبيلية لقي أبا محمد عبد الله بن محمد الباجي الراوية وحمل عنه برنامجه وأجاز له في رمضان سنة 397 قرأت الإجازة بخط الباجي

666 عبد الله بن محمد بن فتح من أهل وادي الحجارة يكنى أبا بكر روى عن أبيه محمد بن فتح كتاب جهاد النفس من تأليفه حدث عنه أبو الفرج بن فتح السالمي من شيوخ المنذر بن المنذر الحجاري من برنامج أبي شاكر عبد الواحد بن محمد بن موهب

667 عبد الله بن عبد العزيز من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ولي قضاء البيرة وكان من أهل المعرفة وتوفي سنة وقيعة الافرنج في عقبة البقر وذكره أبو بكر بن إسحاق وقرأت ذلك بخطه وكانت الوقيعة بعقبة البقر بين المستعين سليمان بن الحكم والمهدي محمد بن هشام بن عبد الجبار سنة أربعمائة

668 عبد الله بن عبد الوارث من أهل قرطبة يكنى أبا محمد كتبت من خط أبي بكر محمد بن إسحاق الوزير أخبرني أبو محمد علي بن أحمد بن حزم صاحبنا إملاء من حفظه قال لي أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الوارث مؤدبي في النحو المعروف بابن أخي الزاهد لما احتضر عمي أبو محمد عبد الله بن عبد الوارث أحاط به أهله وبنوه يبكون وكان له ابن يسمى محمدا أكبر بنيه وكان عاقا له فأدمن النظر إليه ثم تنفس الصعداء وأنشد لأبي يعقوب الخريمي

( لا أعرفنك بعد الموت تندبني ** وفي حياتي ما زودتني زادي )

ثم فاضت نفسه رحمه الله

____________________

669 عبد اله بن عمرو المكتب من أهل قرطبة يعرف بابن موهب ويكنى أبا محمد يروي عن عتاب بن هارون بن نشر سمع منه أبو عمرو المقرىء وحدث عنه

670 عبد الله بن حسين بن ابراهيم بن حسين بن عاصم من أهل قرطبة يعرف بابن الغربالي ويكنى أبا بكر وهو من ولد عاصم بن العريان صاحب الأمير عبد الرحمن بن معاوية روى عن أبي علي البغدادي وولي الشرطة وكان أحد أبناء وجوه البيوتات بقرطبة ومشيخة رجال السلطان الذين تصرفوا في الأعمال الجليلة وأحد كبار أهل العلم وأصحاب التواليف المفيدة وهو الذي اختصر كتاب البيان والتبين للجاحظ وبوبه وألف في الأنواء كتابا مفيدا هو معروف بأيدي الناس قتلته البرابر في تغلبهم على قرطبة يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة 403 ذكر ذلك أبو الحسن البطليوسي ونقلته من خط أبي عبد الله بن حصن ناقله من خطه قال وبلغناأنه ووري بعد ثلاثة أيام من قتله بمقبرة أم سلمة دون غسل ولا كفن ولا صلاة لشغل الناس بما دهمهم من تغلب البرابر عليهم وفتحهم قرطبة وغارتهم عليها وسبيهم لأهلها قال أبو بكر بن إسحاق الكاتب ونقلته من خطه توفي أبو بكر بن عاصم صاحب الشرطة قتلته خوارج البربر يوم الثلاثاء لخمس خلون من شوال سنة 403 يروي عن أبي علي اسماعيل بن القاسم نوادره ولا أعلمه حدث

671 عبد الله بن محمد الأنصاري من أهل مدينة الفرج يكنى أبا محمد ويعرف بابن بيبر سمع من أبي عيسى الليثي حدث عنه بالموطأ وأبي عمر أحمد بن نابت التغلبي وأبي زكرياء بن هلال بن فطر وغيرهم روى عنه أبو عبد الله بن شق الليل الطليطلي ذكره ابن الدباغ وقرأت اسمه أبي عبد الله المذكور

672 عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي من أهل قرطبة يكنى أبا بكر وهو والد أبي الوليد بن زيدون الوزير صحب أبا محمد عبد الله بن ابراهيم الأصيلي وسمع منه واختص به وسكن معه بربض الرصافة بجوفي قرطبة وسمع أيضا من

____________________

عبد الوارث بن سفيان وغيره وكان أحد وجوه أصحاب ابن ذكوان وشيع الخليفة سليمان متفننا في ضروب العلم جم الرواية من أهل النباهة والجلالة والمعرفة باللغة والآداب وشوور بقرطبة وتوفي بالبيرة في توجهه إليها لتفقد ضيعة كانت له وسيق إلى قرطبة فدفن بها لست خلون من ربيع الآخر سنة 405 ومولده سنة 354 ذكره ابن حيان وقرأت بعضه بخط ابن حبيش ولم أجد اسمه فيما وقفت عليه بالأندلس وغيرهما من نسخ الصلة لابن بشكوال وأرانيه بعض أصحابنا بمدينة تونس في نسخته

673 عبد الله بن سليمان بن عمر بن عبد العزيز من أهل إشبيلية يكنى أبا الوليد وهو ابن أخي أبي بكر بن القوطية روى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن عثمان بن سعيد سمع منه السير لابن إسحاق وحدث بها عنه أبو محمد بن خزرج سمعها منه في رجب سنة 418

674 عبد الله بن رشيق أندلسي قرطبي أوطن القيروان سنين عدة واختص بأبي عمران الفاسي وتفقه به وكان أديبا شاعرا عفيفا خيرا وفي شيخه أبي عمران أكثر شعره ورحل حاجا فأدى الفريضة وتوفي في انصرافه بمصر سنة 419 ذكره أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني في كتاب الانموذج من تأليفه بأكثر من هذا وأنشد له

( خير أعمالك الرضا ** بالمقادير والقضا )

( بينما المرء ناطق ** قيل قد مات فانقضى )

وأنشد له أيضا

( سأقطع حبلي من حبالك جاهدا ** وأهجر هجرا لا يجز لنا عرضا )

( وقد يعرض الإنسان عمن يوده ** ويلقى ببشر من يسر له البغضا )

قال واراد الحج فناله وجع فمات بمصر سنة 419 بعد اشتهاره فيها بالعلم والجلالة وقد بلغ عمره نحوا من الأربعين سنة

675 عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد النحوي من أهل مدينة الفرج يكنى

____________________

أبا محمد ويعرف بابن الأسلمي ويقال فيه أيضا ابن الأسلمية روى ببلده عن أبي الحسن علي بن معاوية بن مصلح وأبي عبد الله محمد بن مسعدة وأبي عمر أحمد بن خلف المديوني وأبي بكر أحمد بن موسى بن يتق وأبي عبد الله محمد بن خلف بن سعيد الشوله وأكثر عنهم وبقرطبة عن أبي جعفر بن عون الله سمع منه صحيح البخاري من رواية ابن السكن وعن أبي عبد الله بن مفرج القاضي وبقلعة أيوب عن أبي محمد بن قاسم وبقلعة عبد السلام عن أبي عمر يوسف بن عمران الفخار ويروى أيضا عن أبي حفص عمر بن علي الحجازي وأبي إسحاق بن شنظير وأبي محمد بن ذنين الطلليطليين وعن أبي عمر الطلمنكي وهو في عداد أصحابه ومنهم من توفي قبله بمدة وله شيوخ غير هؤلاء وربما روى عن أصحابه عن شيوخه وأجاز له الحسن بن رشيق مع جاره أبي الحكم المنذر بن المنذر الحجاري وكان صاحب رواية وعناية أحد الأئمة المتفننين في العلوم المتقدمين في معرفة لسان العرب والإحاطة به المشار إليهم بالكمال مع النزاهة والاعتدال وله تواليف منها كتاب تفقيه الطالبين وكتاب الإرشاد إلى إصابة الصواب في الأشربة وكتاب في اختصاره سماه تنبيه المريدين المخدوعين بشبه الفاتنين على تحريم جميع الأنبذة المسكرة من أي الأشجار والحبوب كانت من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال جماهير الفقهاء والمحدثين في أمصار المسلمين وقفت عليه وتأليف في قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم } الآية إلى آخر الآي الثلاث وقفت أيضا عليه وحدث فيهما عن هؤلاء المذكورين إلا الحسن بن رشيق حدث عنه أبو عبد الله بن يونس وحكى ابن بشكوال أن أبا عبد الله بن شق الليل حدث عنه ولم يذكر من شيوخه سوى الحسن بن رشيق ولا استوفى ذكر تواليفه وتوفي بعد العشرين وأربعمائة وقد خرجت عنه فيما استدركته على أبي محمد القرطبي من رواة الموطأ رواية يحيى الأندلسي

676 عبد الله بن سيف الجذامي من أهل بلنسية يكنى أبا محمد أخذ عن أبي نصر هارون بن موسى النحوي وعلم بالعربية وكان نحويا أديبا متفننا ضابطا أخذ عنه جماعة وتوفي حول الثلاثين وأربعمائة ذكره ابن عزير وفيه عن غيره

677 عبد الله بن محمد بن يحيى بن الحذاء التميمي من أهل قرطبة وسكن سرقسطة يكنى أبا محمد سمع أباه أبا عبد الله وغيره وولي القضاء ووقفت على إجازة أبي عمرو السفاقسي له ولأخيه أبي عمر وبنيهما في صفر سنة 436 بعضه من خط ابنه حبيش

____________________

678 عبد الله بن أبي دليم يكنى أبا محمد سكن بلنسية وسمع بطرطوشة من أبي القاسم خلف بن هانىء العمري في سنة 405 وابن هانىء إذ ذلك ابن تسعة وتسعين عاما روى عنه أبو داود المقرئ سمع منه أحاديث خراش بن عبد الله في سنة 436 وكان إذ ذاك ابن ثمانين عاما قرأت ذلك بخط أبي داود

679 عبد الله بن محمد الإلبيري منها ويكنى أبا محمد ويعرف بابن الدباغ وليس بابن الدباغ القرطبي الذي ذكره ابن بشكوال روى عن أبي عبد الله بن أبي زمنين حدث عنه أبو المطرف عبد الرحمن بن خلف بن أبي تليد والد أبي عمران وأبو عمر أحمد بن أبي تليد الشاطبيان قرأت ذلك بخط أبي الوليد بن الدباغ وفيه عن ابن عياد

680 عبد الله بن صخر بن سعيد بن صخر بن حبيب المرشاني ومرشانة من ناحية إشبيلية حكى أبو عمر بن عبد البر عنه وعن أخيه سعيد أن أباهما صخرا الأنماري من أنمار بن قيس ردا على ابن الفرضي لما جعله من غطفان قرأت ذلك من خط أبي عمر رحمه الله

681 عبد الله بن سعيد بن عباس بن مالك بن مدير الازدي من أهل أشونة وسكن ولده قرطبة روى عن أبي عمر معوذ بن داود الزاهد وصحبه حدث عنه ابنه أبو القاسم خلف بن عبد الله في تاريخه وقال قال لي أبي حدثنا معوذ بن داود حدثنا أبو محمد بن مسلمة البتري حدثنا وهب بن مسرة الحجاري حدثنا ابن وضاح حدثنا أبو بكر بن أبي شهبة حدثنا وكيع عن عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعدما كادت وقرأت بخط خلف المذكور كنت تحفظت من كتب أبي رحمه الله أبياتا حسانا مما كان الفقيه الفاضل معوذ رضي الله عنه أملى عليهم لغيره

____________________

( خمص البطون من الحرام أعفه ** لا يعرفون سوى الحلال طعاما )

( قوم إذا هجع الظلام عليهم ** قاموا فكانوا سجدا وقياما )

( يتلذذون بذكره في ليلهم ** ونهارهم لا يفطرون صياما )

( نصبوا لأنفسهم قبيل معادهم ** وحسابهم بين العيون إماما )

682 عبد الله بن عبد الله بن محمد بن قاسم بن حزم من أهل قلعة أيوب عمل سرقسطة يكنى أبا بكر ويعرف بالبطروري نسبة إلى قرية منها بوادي شلوقة وهو ولد القاضي أبي محمد القلعي تركه أبوه حملا فسمي باسمه ونشأ طالبا للعلم وولي قضاء بلده نحو أربعين عاما وكان مقتصدا متواضعا حسن السيرة ولم يكن له كبير علم إلا أنه كان كريما صالحا ورعا وقد حدث عن أبيه ولم يسمع منه ورأيت السماع عليه بجامع مدينة قلعة أيوب سنة 439 وتوفي في رجب سنة 445 ومولده سنة 383 ذكره أبو عمر بن الحذاء في برنامجه وقرأت وفاته بخط أبي محمد أيوب بن نوح وفيه عن غيرهما

683 عبد الله بن محمد بن هذيل الفهري يكنى أبا محمد روى عن أبي حفص عمر بن مالك المعروف بالتهارتي سمع منه في سنة 446 حدث عنه أبو الحسن سعيد بن محمد بن قوطة الحجاري

684 عبد الله بن تمام السعدي من أهل مالقة وصاحب الصلاة بها يكنى أبا محمد روى عن أبي عمر أحمد بن أبي عيسى الالبيري مجموعة في الاعتقاد وحدث به عنه أبو عبد الله بن خليفة قاضي مالقة رحمه الله

685 عبد الله بن ثابت بن سعيد بن ثابت بن قاسم بن ثابت بن حزم العوفي من أهل سرقسطة يكنى أبا محمد يحدث بالدلائل من تأليف جده الأعلى قاسم بن ثابت عن أبيه متصلا ذلك في سلفه إلى مؤلفها وكان فقيها مشاورا جليلا عريقا في النباهة والعلم شاوره القاضي محمد بن عبد الله بن فرتون فيما شهد به على أبي عمر الطلمنكي من كونه حروريا على خلاف السنة في جماعة معه كان هو رأسهم وصدرهم والمسمى فيهم أول الجماعة فأفتوا بإسقاط شهادات المتألبين على الطلمنكي حدث عنه ابنه القاضي أبو

____________________

القاسم ثابت بن عبد الله آخر من حدث من أهل بيته بعض خبره عن القاضي أبي محمد بن عطية وفيه مما قرأت بخط أبي الحكم بن غشليان

686 عبد الله الجياني يكنى أبا محمد ويعرف بالشبوعي سكن أقليش وأقرأ بها العربية واللغة وكانت له رواية في الآداب والغريب عن أبي القاسم بن الإفليلي وتوفي في عشر الستين والأربعمائة ذكره ابن عزير

687 عبد الله بن هذيل العبدري من أهل قلعة أيوب يكنى أبا يونس روى عنه أبو الحسين عبد الله بن مروان بن حفصيل ذكر ذلك ابن عياد

688 عبد الله بن خميس بن مروان الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا محمد ولي القضاء بدانية وأعمالها لإقبال الدولة علي بن مجاهد صاحبها في شوال سنة اثنتين وأربعمائة وقفت على نسخة عهده بذلك من إنشاء أبي محمد بن عبد البر ثم صرفه بسعاية محمد بن مبارك الصائغ عليه وولى مكانه أبا عمر بن الحذاء وهو الذي صلى على أبي عمرو المقرئ عند وفاته بدانية للنصف من شوال سنة 444 وكان أبو عمرو قد أوصى بذلك ابنه أبا العباس فأنفذ وصيته قرأته بخط أبي داود المقرئ وذكر بعض خبره أبو الوليد الباجي وكان من أهل العلم والفضل ورأيت خطه في رسم مؤرخ بسنة 476

689 عبد الله بن علي الأنصاري من أهل سرقسطة ومن ذرية الحسين بن يحيى بن سعيد بن قيس بن سعد بن عبادة يكنى أبا محمد ولي الصلاة ببلده وخطة الأحكام مضافة إليها من قبل المؤتمن أبي عمر يوسف بن المقتدر أبي جعفر بن هود وكان فاضلا من بيت علم وفضل ورئاسة ذكره أبو محمد بن نوح وكانت وفاة المؤتمن سنة 478

690 عبد الله بن مفرج الضرير أندلسي من أهل مرسية يكنى أبا محمد قدم دمشق وحدث بها عن أبي عبد الله محمد بن الفرج الأنصاري سمع منه أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن صابر وأخذ عنه صحيح مسلم قراءة عليه في أصل كتابه وذكر أنه سأله عن مولده فقال ولدت في سنة 417 بتدمير ذكره ابن عساكر

____________________

691 عبد الله بن سعيد بن عبد الله اللخمي من أهل سرقسطة وأحد الفقهاء المشاورين بها وهو ممن أفتى في الشهادة على أبي عمر الطلمنكي أنه مخالف للسنة بإسقاطها وتزوير أهلها من خط ابن غشليان

692 عبد الله بن محمد من أهل طليطلة يعرف بالأشهب ويكنى أبا محمد حدث عنه أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف قرأت ذلك بخط ابن الدباغ

693 عبد الله بن موسى بن ثابت من أهل سرقسطة يكنى أبا محمد له سماع من أبي العباس العذري أخذ عنه صحيح مسلم في سنة ثمانين وأربعمائة ولا أعلمه حدث

694 عبد الله بن خطاب بن يوسف بن هلال الماردي ويقال فيه المرادي من أهل بطليوس أخذ العربية والآداب عن أبيه خطاب وقعد للتعليم ثم نزع إلى خدمة السلطان فكتب للمظفر أبي بكر محمد بن عبد الله بن الأفطس ثم كتب للمعتضد عباد بإشبيلية ولابنه المعتمد محمد بن عباد وكان من أهل التحقق بالنحو والأدب وأقرأ بذلك وتوفي قبل خلع المعتمد وكان خلعه في رجب سنة 484

695 عبد الله بن فيرة من أهل طرطوشة يكنى أبا محمد كان عالما بالفرض والحساب ومعلما بذلك أخذ عنه أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي وحكى أنه سمعه يقول قال رجل لفلان الفقيه أظنه قال استاذي ما تقول في البلاذر فقال له إن أردت البلاذر فعليك بالدرس والتناظر وإن أردت البلاذر الكبير فعليك بالدرس الكثير ومد بها صوته قال وسمعته يقول اكترى تاجر من جمال عربي جمله فلما استوى على ظهره صرخ بأعلى صوته

( يا حبذا صلصلة الدراهم ** عند حلول الكرب العظائم )

فأجابه الجمال

( لولا هواها لم أكن ملازم ** خدمة من لست له بخادم )

____________________

696 عبد الله بن محمد بن حفصيل الأسدي من أهل سرقسطة أبو محمد من بيت نباهة ودراية ويقال أن جدهم الأعلى هو حفص القارىء

697 عبد الله بن أحمد بن الحاج الهواري من أهل جزيرة شقر يعرف بابن حفاظ ويكنى أبا محمد روى عن أبي الوليد الباجي ولازمه وتفقه به وأجاز له أبو عمر بن الحذاء وكان من أصحاب أبي الحسن طاهر بن مفوز ينتابه ويكثر زيارته وله قصة دالة على ورعه وفضله قال أبو الفضل بن عياض حدثنا محمد بن علي المعروف بابن الصيقل الشاطبي من لفظه قال حدثني أبو الحسن بن مفوز قال كان أبو محمد بن أحمد بن الحاج الهواري من أهل جزيرة شقر يعني هذا ممن لزم الباجي وتفقه عنده وكان يميل إلى مذهب الباجي في جواز مباشرة النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب بيده في حديث كتاب المقاضاة في الحديبية على ما جاء في ظاهر بعض رواياتها ويعجب به وكنت أنكر ذلك عليه فلما كان بعد برهة أتاني زائرا على عادته وأعلمني أن رجلا من إخوانه كان يرى في النوم أنه بالمدينة وأنه يدخل المسجد فيرى قبر النبي صلى الله عليه وسلم أمامه فيجد له قشعريرة وهيبة عظيمة ثم يراه ينشق ويميد ولا يستقر فيعتريه منه فزع عظيم وسألني عن عبارة رؤياه فقلت أخشى على صاحب هذا المنام أن يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير صفته أو ينحله ما ليس له أهل أو لعله يفتري عليه فسألني من أين قلت هذا فقلت له من قول الله تعالى { تكاد السماوات يتفطرن منه } إلى قوله { ولدا } فقال لي لله درك يا سيدي وأقبل يقبل رأسي وبين عيني ويبكي مرة ويضحك أخرى ثم قال أنا صاحب الرؤيا واسمع تمامها يشهد لك بصحة تأويلك قال لما رأيتني في ذلك الفزع العظيم كنت أقول والله هذا إلا لأني أقول وأعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب فكنت أبكي وأقول أنا تائب تائب يا رسول الله وأكرر ذلك مرارا فأرى القبر قد عاد إلى هيئته أولا وسكن فاستيقظت ثم قال لي وأنا أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كتب قط حرفا وعليه ألقى الله تعالى فقلت الحمد لله الذي أراك البرهان فأشكره كثيرا وقد حدثني بهذه الحكاية أبو الربيع بن سالم بقراءتي عليه عن الكاتب أبي بكر عبد الرحمن بن محمد بن مغاور قراءة عليه عن القاضي أبي جعفر أحمد بن

____________________

عبد الرحمن بن جحدر عن أبي الحسن طاهر بن مفوز كان أبو محمد يعني ابن حفاظ وساقها إلى آخرها وهي أتم من هذه

698 عبد الله بن أحمد بن نام الصدفي يكنى أبا محمد سمع التمهيد لأبي عمر بن عبد البر بجامع شبرب من جهات بلبسية في سنة 483 وسمع أحمد بن سماحة بن بسيل وغيره

699 عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري من أهل بلنسية وصاحب خطة الرد والمظالم بها يكنى أبا عبد الرحمن روى عن أبيه القاضي أبي المطرف وغيره وكان فقيها من بيت علم ونباهة سمع منه ابنه عبد الرحمن وحمل عنه المدونة والمستخرجة وقدمه ابن عمه أبو أحمد الأخيف للقضاء مكانه وأدركته فتنة القنبيطور الرومي المتغلب على بلنسية وهو يتولى خطة الرد والمظالم وكان ابتداؤها في سنة 485 ودخوله المدينة صلحا يوم الخميس منسلخ جمادى الأولى سنة سبع وثمانين فتم حصاره إياها عشرين شهرا

700 عبد الله بن عبد الله بن عبد الله ثلاثة بن محمد بن قاسم القلعي يكنى أبا محمد ولي قضاء قلعة أيوب بعد أبيه عبد الله بن عبد الله ولم يكن له كبير علم وتوفي سنة 487 أكثره عن ابن حبيش وفيه عن أبي عمر بن الحذاء

701 عبد الله بن الفضل بن عمر بن فتح اللخمي يكنى أبا محمد ويعرف بالبونتي لأن أصله منها وسكن دانية روى عن أبي الوليد الوقشي وأبي عبد الله بن رلان وتأدب بهما وسمع منهما وأخذ أيضا عن أبي عمر بن شرف وقعد لإقراء العربية ببلنسية وكان أديبا جليلا ذا حظ من اللغة والنحو والشعر بارع الخط رائق الوراقة أخذ عنه أبو عبد الله بن سعيد الداني وغيره وتوفي بميورقة بعد التسعين والأربعمائة ذكره ابن عزير وفيه عن غيره

702 عبد الله بن محمد من أهل مدينة الفرج يكنى أبا محمد ويعرف بابن الأثرم وكان من أهل المعرفة بالنحو والآداب معلما بذلك أخذ عنه أبو حاتم الحجاري وغيره ذكره ابن عزير

____________________

703 عبد الله بن أحمد بن سعدون من أهل بلنسية يكنى أبا العباس روى عن أبي عمر بن عبد البر وغيره وكان صاحبا لأبي بحر الأسدي معينا له في مقابلة كتبه حدث عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن النماري الحجري

704 عبد الله بن محمد بن سندور بن منتيل بن مروان التجيبي من أهل سرقسطة يكنى أبا محمد سمع أبا عمر بن عبد البر وأبا الوليد الباجي وأبا العباس العذري وأبا عبد الله بن سعدون القروي وغيرهم وله رواية عن أبي عمر الطلمنكي وكان معنيا بالرواية ولقاء الشيوخ وكتب بخطه علما كثيرا ودواوين جمة وتوفي قبل الخمسمائة

705 عبد الله بن علي بن المنذر بن علي بن يوسف الكناني من أهل مدينة الفرج يكنى أبا محمد كان من أصحاب أبي العيش معمر بن معذل الحجاري وكان راوية فقيها له وقوف على النحو والأدب ذكره ابن عزير وفيه عن غيره

706 عبد الله بن أبي القاسم الحجري المقرئ من أهل شاطبة يكنى أبا محمد كان مكتبا زاهدا فاضلا يقرئ القرآن ويؤم في صلاة الفريضة أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن المكناسي

707 عبد الله بن محمد بن طريف من أهل سرقسطة يكنى أبا محمد كان من أهل المعرفة بالعربية والآداب مع حظ من قرض الشعر وكان في نحو الخمسمائة أكثره عن أبي محمد بن نوح

708 عبد الله بن ابراهيم بن هاشم القيسي من أهل المرية يكنى أبا محمد ويعرف بحفيد هاشم كان فقيها جليلا زاهدا وشرح كتاب التفريع لابن الجلاب في ستة أسفار وأجمع أهل المرية على تقديمه للقضاء وأعلموه أنهم يكتبون فيه إلى أبي يعقوب يوسف بن تاشفين قبل ولاية أبي عبد الله بن الفراء فقال لهم إن فعلتم هذا فررت عن أهلي وولدي والله يسألكم عني وعنهم فتركوه حدث عنه أبو عبد الله الحميري قرأ عليه تأليفه وكان صهره ذكره ابن عياد وكانت وفاة ابن تاشفين سنة خمسمائة

709 عبد الله بن مؤمن التميمي من اهل طرطوشة يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي داود سليمان بن نجاح وتصدر للإقراء ببلده وأخذ عنه أبو علي بن عريب عرض عليه القرآن غير مرة بالسبع قاله أبو العباس بن اليتيم وفيه عن ابن عياد

____________________

710 عبد الله بن حيدرة بن مفوز بن أحمد بن مفوز المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا محمد سمع بقرطبة من أبي الحسن العبسي وبدانية من أبي داود المقرىء وأجاز له أبو الحسن طاهر بن مفوز في ذي القعدة من سنة 482 وسمع من أبي علي الصدفي سنة 501 وصحب أبا العباس بن عيسى الداني وكان عريق البيت في العلم والنباهة ولا أعلمه حدث وقد حدث أخواه أبو بكر الإمام العلم وطاهر

711 عبد الله بن عيسى بن ابراهيم من أهل شاطبة يكنى أبا محمد ويعرف بابن الأسير صحب أبا الحسن طاهر بن مفوز وسمع منه كثيرا وأخذ عن أبي الحسين بن البياز كتاب التلقين لعبد الوهاب وكان يقف عليه ويفقه ما فيه ورحل إلى المشرق وحج في نحو الثمانين والأربعمائة ثم قفل إلى الأندلس وسمع أبا علي الصدفي في سنة 503 وكان من أهل الصلاح والخير حسن الخط جيد الضبط وكتب بخطه علما كثيرا ولم أقف على تاريخ وفاته

712 عبد الله بن حمزة القاضي من أهل غرناطة يكنى أبا محمد روى عن أبي الأصبغ بن سهل كتاب الأحكام حدث عنه أبو بكر محمد بن يحيى بن ريدان ذكره القنطري

713 عبد الله بن ثابت بن محمد بن عبد الرحمن الخزرجي من ولد عبادة بن الصامت الأنصاري من أهل غرناطة يكنى أبا محمد روى عنه ابنه الخطيب أبو الحسن علي بن عبد الله أخذ عنه قراءة ورش وكان هو قد أخذها عن شيخه بن مخلص الزاهد ذكر ذلك أبو محمد بن حوط الله

714 عبد الله بن فرج من أهل سرقسطة يكنى أبا محمد كان من أهل المعرفة بالعربية والآداب أخذ عنه أبو علي بن عريب الخطيب ذكره ابن عياد

715 عبد الله بن ننتان النحوي كذا قرأت اسمه بخطه بنونين ويقال فيه منتان يكنى أبا محمد سكن إشبيلية وقرطبة وأقرأ بهما وهو من أهل ألبش من الثغور الجوفية

____________________

وقال أبو الوليد بن خيرة هو من أهل منتانجش وكلاهما من أعمال بطليوس روى عن أبي عبد الله بن يونس الحجاري وأبي بكر عاصم بن أيوب وأبي الحجاج الأعلم وأبي العباس بن البين وغيرهم كان عالما بالعربية حافظا لكتب الآداب والأشعار ذاكرا لكامل المبرد وأمالي أبي علي البغداذي وكان له حظ من قرض الشعر وعلم بقرطبة في سنة 598 وممن أخذ عنه أبو الوليد بن خيرة وأبو عامر بن ربيع الأشعري وأبو الحسن بن فيد وأبو مروان عبيد الله بن عمر بن هشام الحضرمي وأبو الوليد هارون بن أبي الغيث وغيرهم ذكره ابن عزير وابن خير وفيه عن غيرهما

716 عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن يونس القضاعي من أهل أندة وهي دار القضاعيين بالأندلس ومن قرية بجهتها منها أولية أبي الوليد بن الدباغ وسكن مربيطر يكنى أبا محمد ويعرف بابن خيرون سمع أبا عمربن عبد البر وأكثر عنه وأبا الوليد الباجي وأبا المطرف بن حجاف وأبا العباس العذري وأبا الوليد الوقشي وابا الفتح السمرقندي ونظراءهم ولقي ولد أبي عبد الملك البوني ولم يسمه فقرأ عليه تفسير الموطأ لأبيه وهو أبو الحسن علي بن مروان البوني وكان راوية جليلا فقيها حافظا أديبا له حظ من قرض الشعر وكان صهرا لأبي بحر الأسدي وبقراءته الموطأ على أبي عمر سمعه أبو بحر وذلك بشاطبة في ذي الحجة سنة 456 وولي قضاء مربيطر من قبل أبي الحسن بن واجب وحدث وأخذ عنه جماعة منهم صهره أبو علي بن بسيل وأبو محمد بن علقمة وأبو عبد الله محمد بن محمد بن يعيش وأبو العرب عبد الوهاب بن محمد التجيبي وغيرهم وتوفي بمربيطر وهو يتولى قضاءها حول سنة 510 قرأت تسمية شيوخه بخطه وذكره ابن الدباغ وقال حدث بالموطأ وفيه عن ابن عياد وقرأت بخط أبي العباس أحمد بن حسن بن سليمان أن ابن خيرون هذا حدثه قال حدثني الفقيه الإمام الحافظ أبو عمر يعني ابن عبد البر عن أشياخه رضي الله عنهم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا فأتوا إليه فقالوا يا رسول الله إنا نسمع منك حديثا فإذا جئنا لنحدث به ذهب عنا اللفظ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثتم عني بالمعنى فحسبكم

717 عبد الله بن محمد بن نزار يعرف بحفيد أشرس ويكنى أبا محمد روى عنه أبو جعفر بن الباذش كتب عنه حديثا واحدا وقال توفي سنة 521

718 عبد الله بن سفيان بن سيداله التجيبي من أهل قونكة يكنى أبا محمد روى عن أبي بكر عاصم بن أيوب وغيره وكان أديبا ماهرا كاتبا شاعرا له حظ وافر من علم

____________________

اللغات والأشعار والأخبار ومشاركة في علم الحديث أخذ عنه ابن أخيه أبو محمد سفيان بن عبيد الله بن سفيان وقيد عليه كتب الآداب والآثار وكتب بين يديه أيام وزارته لبنى ذي النون بشنت برية ذكر ذلك ابن ابنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن سفيان وحدث عنه أيضا أبو عبد الله بن العويص وقال أبو القاسم بن حبيش توفي سنة 513

719 عبد الله بن مسعود الرباحي من أهل قرطبة وأصله من قلعة رباح يكنى أبا محمد حدث عنه أبو الحسن بن النعمة لقيه بقرطبة في سنة 513

720 عبد الله بن يوسف بن جوشن الازدي من أهل دروقة من الثغر الشرقي وسكن شاطبة يكنى أبا محمد أخذ القراءات بسرقسطة عن أبي زيد بن الوراق وأبي جعفر عبد الوهاب بن محمد بن حكم وأخذ العربية عن أبي جعفر بن باق وكان أحد الحفاظ في عصره للقراءات ووجوها وعللها وتجويدها مع معرفته باللغة والعربية والآداب والتصرف في قرض الشعر وعلم الكلام والمشاركة في الطب وغير ذلك وخرج من قرطبة فنزل شاطبة وتصدر للإقراء بها وتعليم العربية ولم يكن له اتساع في الرواية كاتساعه في الدراية أخذ عنه أبو عبد الله الإغرشي الخطيب وأبو محمد عبد الغني بن مكي بن أيوب وأبو عبد الله المكناسي وقال توفي سنة 514 وهو دون الأربعين بعضه عن ابن عياد

721 عبد الله بن أبي عبد الله بن أيوب اللنتي بالنون فخذ من البربر يكنى أبا محمد سمع من أبي علي الصدفي وغيره وتوفي بالمرية سنة 515 أو نحوها ذكره ابن الدباغ

722 عبد الله بن خلف بن سعيد بن حاتم العبدري من أهل بلنسية يكنى أبا محمد ويعرف بالزواوي صحب أبا داود المقرئ وسمع منه وحدث عنه بالتلخيص لأبي عمرو المقرئ عن مؤلفه رأيت خطه بذلك في المحرم سنة 516

723 عبد الله بن طلحة بن محمد بن عبد الله من أهل يابرة ونزل إشبيلية يكنى

____________________

أبا بكر وأبا محمد روى عن أبي الوليد الباجي وعن جماعة بغرب الأندلس منهم أبو بكر عاصم بن أيوب وأبو الحزم بن عليم وأبو عبد الله بن مزاحم البطليوسيون وغيرهم وكان ذا معرفة بالنحو والأصول والفقه وحفظ التفسير والقيام عليه وحلق به مدة بإشبيلية وغيرها وهو كان الغالب عليه مع القصص فيسرد منه جملا على العامة وكان من الأئمة بجامع العدبس ورحل إلى المشرق فلقي الزيدوني في طريقه وروى عنه كتابه في الحديث وألف كتابا في شرح صدر رسالة ابن أبي زيد وبين ما فيها من العقائد وله مجموعات في الأصول والفقه منها رد على ابن حزم وكتاب سماه المدخل إلى كتاب آخر سماه سيف الإسلام على مذهب مالك ألفه للأمير أبي الحسن علي بن تميم بن المعز الصنهاجي صاحب المهدية ووقفت عليه وذكر في فصل الحج منه أنه رحل إلى المهدية في سنة 514 واستوطن مصر وقتا ثم رحل إلى مكة وبها توفي رحمه الله روى عنه أبو المظفر الشيباني وأبو محمد العثماني وأبو الحجاج يوسف بن محمد القيرواني وأبو عمرو عثمان بن فرج العبدري الأندلسي وأبو محمد بن صدقة المنكبي وأبو عبد الله محمد بن محمد بن يعيش البلنسي وغيرهم وكان سماع أبي الحجاج منهم لموطأ مالك في صفر سنة 516

724 عبد الله بن محمد بن سارة البكري من أهل شنترين يكنى أبا محمد أخذ عن أبي الحسن بن الأخضر وكتب الدلائل لقاسم بن ثابت من أصله وقرأها عليه وسكن إشبيلية وتعيش فيها بالوراقة وتجول في بلاد الأندلس شرقا وغربا للتعليم بالعربية

____________________

وامتدح الولاة والرؤساء وقد كتب لبعضهم وكان أديبا ماهرا شاعرا مفلقا مخترعا مولدا قائما على جمهرة من اللغة والنحو ورواية الشعر وحسن الخط جيد النقل والضبط روى عنه أبو جعفر بن الباذش وأبو الطاهر التميمي وأبو بكر بن مسعود النحوي وأبو العلاء بن الجنان وأبو محمد عبد الله بن يوسف القضاعي وغيرهم قال ابن عياد أنشدنا صاحبنا الأستاذ أبو الحجاج يوسف بن ابراهيم بن عثمان العبدري قال أنشدنا الأستاذ النحوي أبو بكر بن مسعود الجياني ببياسة وكتبه لي بخطه قال أنشدني أبو محمد الشنتريني لنفسه

( بنو الدنيا بجهل عظموها ** فعزت عندهم وهي الحقيرة )

( يهارش بعضهم بعضا عليها ** مهارشة الكلاب على العقيرة )

وقال أبو محمد العثماني أنشدني ابراهيم بن محمد السبتي قال أنشدني الأديب أبو محمد بن صارة البكري لنفسه

( اسعد بمالك في الحياة ولا تكن ** تبقي عليه حذار فقر حادث )

( فالبخل بين الحادثين وإنما ** مال البخيل لحادث أو وارث )

وغلط ابن نقطة في اسمه فقال ابن جارة مكان ابن صارة وقد نبهت على ذلك في المعجم الذي جمعته في أصحاب ابن العربي توفي سنة 517 ذكره ابن عزير وابن حبيش وفيه عن غيرهما

725 عبد الله بن الجبير بن عثمان بن عيسى بن الجبير اليحصبي من أهل لوشة يكنى أبا محمد كان أديبا كاتبا شاعرا من بيت نباهة وأدب وله ولابنه أبي عمرو رواية وعناية وتوفي سنة 518 ذكر وفاته ابن حبيش

726 عبد الله بن مروان بن عبد الله بن محمد بن حفصيل الأسدي من أهل سرقسطة ومن ولد حفص بن سليمان راوية عاصم بن أبي النجود القارىء يكنى أبا الحسين أخذ عن أبي يونس عبد الله بن هذيل القلعي لقيه أبو عمرو البلجيطي المقرئ وأخذ عنه بعض ما أنشده ذكرذلك ابن عياد

____________________

727 عبد الله بن محمد بن مرزوق اليحصبي أندلسي يكنى أبا محمد روى عن أبي بكر عبد الباقي بن برال الحجاري ورحل حاجا فسمع منه بالاسكندرية أبو طاهر السلفي كتاب طبقات الأمم للقاضي أبب القاسم صاعد بن أحمد الطليطلي وحدث به عنه عن ابن برال عن صاعد

728 عبد الله بن أحمد بن سعيد الهمداني المعلم من أهل جيان يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن الفراء من أصحاب مكي بن أبي طالب وقعد للتعليم والإقراء أخذ عنه أبو جعفر بن الباذش وقال توفي سنة 520

729 عبد الله بن الفقيه من أهل غرناطة يعرف بالألشي ويكنى أبا محمد كان من أهل المعرفة التامة بالفرائض والحساب متقدما في ذلك وكان يعلم بهما أخذ عنه أبو عبد الله بن الفرس وقال توفي عن سن عالية

730 عبد الله بن محمد بن غالب الوشقي القاضي يكنى أبا محمد حدث عن أبي هارون موسى بن هارون بن خلف بن أبي درهم قرأت ذلك بخط ابن الصيقل المرسي

731 عبد الله بن علي بن عبد الملك بن ابراهيم بن عيسى بن صالح الهلالي من أهل غرناطة يكنى أبا محمد ويعرف بابن سمجون كان من جلة العلماء وحفاظ المسائل ولي قضاء بلده وله رواية متسعة حدث عنه أبو جعفر بن الباذش وأبو بكر بن الخلوف وأبو عبد الله بن الفرس وأبو محمد عبد الحق بن بونه وابن أخيه أبو محمد عبد الودود بن عبد الرحمن بن علي وتوفي بتلمسان سنة 524 ومولده في آخر سنة 447

____________________

732 عبد الله بن محمد بن خيرة من أهل قرطبة يكنى أبا محمد أخذ عن أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن شعيب المقرئ وسمع منه بعض تواليف مكي بن أبي طالب عنه ورحل حاجا إلى المشرق فأدى الفريضة سنة 506 وسمع بالاسكندرية من أبي بكر الطرطوشي ولازمه ثم قفل إلى قرطبة وكان من أهل القرآن كثير التلاوة له معروفا بحسن الصوت حدث عنه ابنه أبو الوليد محمد بن عبد الله الفقيه وقال توفي سنة 527

733 عبد الله بن ابراهيم بن سعيد من أهل قرطبة يكنى أبا محمد كان معلما بالعربية وله رواية أخذ عنه أبو خالد يزيد بن عبد الجبار المرواني وقال توفي صبيحة يوم منى ودفن يوم عرفة سنة 527

734 عبد الله بن محمد بن عبد الله المقرئ يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي عبد الله المغامي وتصدر للإقراء وأخذ عنه أبو العباس أحمد بن نوار المقرئ ذكر ذلك ابن الطيلسان ولا أعرفه

735 عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن عمير الثقفي من أهل سرقسطة يكنى أبا بكر روى ببلده عن صاحب الأحكام أبي الحزم خلف بن هاشم وأخذ عن أبي علي الصدفي قرأ عليه بمرسية رياضة المتعلمين لأبي نعيم في سنة 495 وسمع بقرطبة من أبي بحر الأسدي بعد خروجه من سرقسطة سنة 516 وولي القضاء حدث عنه ابن أخيه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى وتوفي بمدينة فاس سنة 529 ذكر وفاته ابن حبيش

736 عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حامد الحاكم من أهل قرطبة يكنى أبا بكر وأدركني في اسمه شك روى عن أبي الأصبغ عيسى بن خيرة وأقرأ القرآن أخذ عنه أبو جعفر بن الباذش وقال مولده في ذي القعدة سنة 452 وتوفي ليلة السبت الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 530

737 عبد الله بن أحمد بن بليط القيسي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أبا محمد أخذ بإشبيلية عن أبي الحسن شريح بن محمد وسمع من أبي بكر بن العربي

____________________

وبقرطبة من أبي الحسن بن مغيث قرأ عليه صحيح البخاري من رواية ابن السكن وبقراءته إياه سمع أبو القاسم بن حبيش وغيره وذلك في سنة 503 وله رواية عن هؤلاء وكان معتنيا بتقييد الحديث وسماع العلم ولم أقف على تاريخ وفاته

738 عبد الله بن محمد بن محمد بن علي بن حكم الباهلي من أهل المرية يكنى أبا محمد ويعرف بابن قرقوب سمع أبوي علي الغساني والصدفي ورحل إلى المشرق فحدث هنالك وسمع منه بالاسكندرية أبو محمد العثماني كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الغساني عنه وحدث في الإجازة عنه أخوه أبو الطاهر العثماني بعضه عن التجيبي

739 عبد الله بن علي بن احمد بن علي اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر وقال فيه ابن فرتون من أهل شاطبة يكنى أبا محمد سمع جده أبا عمر وأجاز له روايته وتواليفه سنة 462 وسمع من أبي العباس العذري صحيحي البخاري ومسلم ومن أبي الوليد الباجي صحيح البخاري ولم يجيزا له شيئا من رواياتهما ولا تواليفهما وقرأت بخط أبي عبد الله بن أبي البقاء أنه روى عن أبي الفتح السمرقندي ولم يجز له أيضا وولي قضاء أغمات بالمغرب وحدث بها وأخذ عنه جماعة وقد أجاز لابن بشكوال وأغفله وكان مقلا من الرواية وعمر وأسن حتى بلغ التسعين وتوفي باغمات وهو يتولى قضاءها سنة 532 كذا قال ابن حبيش في وفاته وقرأته بخط أبي العباس بن عميرة وحكى ابن الملجوم عن عمه أبي القاسم عبد الرحمن بن يوسف أنه توفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين وتابعه عليه أبو القاسم بن بشكوال في معجم مشيخته وهو الصحيح ومولده ببلنسية سنة 443

740 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خلف بن موسى بن أبي تليد الخولاني من اهل شاطبة يكنى أبا محمد ويعرف بالحمصي أخذ القراءات عن أبي الحسن بن الدوش وروى الحديث عن أبي الحسن طاهر بن مفوز وابن عمه أبي عمران بن أبي تليد وأبي محمد الركلي وأبي عبد الله محمد بن عبد الوارث التدميري وتصدر لإقراء القرآن

____________________

ببلده حياته كلها وحدث بيسير وكان فاضلا مجاب الدعوة أخذ عنه أبو عمر بن عياد وقال لم أدرك يعني بشاطبة من أصحاب طاهر غيره وقال ابنه محمد بن عياد توفي سنة 533 ونقلت نسب أبي محمد المذكور من خطه

741 عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز من أهل بلنسية وقاضيها يكنى أبا الحسن سمع من أبي علي الصدفي واستجاز له ولأخيه أحمد أبوهما مروان أبا الوليد الوقشي في عقب رجب سنة 477 وأبا مروان بن سراج وغيرهما وولي قضاء بلده في سنة 520 بعد وفاة أبي الحسن بن واجب وأقام في ولايته نحوا من عشر سنين وكان حميد السيرة قويم الطريقة صليبا في الحق جزلا نافذا في الأحكام بصيرا بها صادق الفراسة والذكر له في ذلك أخبار محفوظة وهو من بيت نباهة ورياسة وتوفي مصروفا عن القضاء في رجب سنة 535 ذكر وفاته ابن حبيش وبعض خبره عن ابن عياد

742 عبد الله بن يوسف بن عبد الرحمن السرقسطي منها وسكن بلنسية يعرف بابن سمجون ويكنى أبا محمد رحل حاجا إلى المشرق فأدى الفريضة ولقي أبا الحسن الحصري الكفيف بطنجة في سنة 490 فأخذ عنه قصيدته في قراءة نافع وقد أخذها عنه أبو لاحسن بن هذيل وسمع هو منه فتدبجا وله أيضا رواية عن أبي عبد الله بن مغاور وأبي محمد عبد الغني بن مكي بن أيوب وابي العرب عبد الوهاب بن محمد ولم يكن له سماع عال مع اعتنائه بالرواية وكان ورعا فاضلا جيد الضبط حسن الخط وولي الصلاة والخطبة بشاطبة توفي في رمضان سنة 535 وقد قارب السبعين وفاته وخبره عن ابن عياد

743 عبد الله بن عبد الرحمن بن مفيد الطائي من أهل قرطبة وأصله من جيان يكنى أبا محمد روى عن أبي الاصبغ بن سهل وأبي مروان بن سراج وأبي عبد الله بن أبي العصافير والعز بن بقنة وأبي محمد بن عتاب وخازم بن محمد وأبي بكر المصحفي وغيرهم وكان فقيها أديبا شاعرا موصوفا بالفضل والزهد حدث عنه ابنه أبو الفضل محمد بن عبد الله وأبو خالد المرواني وأبو عبد الله بن الفخار وسواهم وقال أبو

____________________

القاسم بن بشكوال وسماه في معجم مشيخته وأغفله أخذت عنه من شعره وكان آخر من حدث عن ابن سهل وأخبرت عن أبي الحسن علي بن عتيق بن مؤمن أنه قال قام القاضي أبو الوليد بن رشد لأبي محمد هذا وقد دخل عليه فأنشده ارتجالا

( قام لي السيد الهمام ** قاضي قضاة الورى الإمام )

( فقلت قم بي ولا تقم لي ** فقلما يؤكل القيام )

توفي في شعبان سنة 539 ذكره ابن موسى وفيه عن ابن حوط الله

744 عبد الله بن صدقة السلمي من أهل غرناطة والمنكب يكنى أبا محمد كانت له رحلة حج فيها ولقي أبا بكر الطرطوشي وأبا بكر عبد الله بن طلحة اليابري وسمع منهما حدث عنه أبو القاسم السهيلي وابراهيم بن أحمد بن عبد الله بن صدقة يحدث عنه أبو القاسم بن سمجون ولا أدري ما هو من هذا

745 عبد الله بن عثمان حدث عن أبي الحسين بن البياز ولا أعرفه

746 عبد الله بن سعدون بن مجيب بن سعدون بن حسان التميمي الضرير من أهل وشقة وسكن بلنسية يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي المطرف بن الوراق وأبي جعفر عبد الوهاب بن حكم الوقشي وأبي القاسم خلف بن أفلح الأموي وأبي داود المقرىء وأبي الحسن بن الدوش لقيه في صفر سنة 496 وكان أبو الحسن بن هذيل ينكر أن يكون أخذ القراءات عن أبي داود ويقال إنه قرأ عليه بعض ختمة وتصدر للإقراء بجامع بلنسية وكان من أهل التجويد والتعليل والضبط والإتقان لهذا الشأن عالما بالقراءات مشاركا في العربية وكان يعلم بها أخذ عنه أبو الربيع بن حوط الله وأبو العطاء بن نذير وابو الوليد بن بسام اللاردي وجماعة غيرهم وكان سماع ابن نذير منه في سنة 532 وقفت على ذلك وتوفي قبل الأربعين وخمسمائة

____________________

747 عبد الله بن محمد بن يحيى بن فرج الزهيري العبدري كذا قرأت اسمه بخطه يكنى أبا محمد رحل إلى أبي داود المقرىء فأخذ عنه بدانية بجامعها القديم في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وسمع من أبي علي الصدفي رياضة المعلمين لأبي نعيم في سنة 495 ولقي ابن الطراوة فأخذ عنه العربية وحدث عنه في حياته بالغريب المصنف لأبي عبيد وقفت على ذلك ونزل قلعة حماد من العدوة فأقرأ بها نحوا من عشرين عاما ثم انتقل إلى بجاية وأقرأ بها أيضا نحوا من ذلك وأخذ عنه الناس وممن حدث عنه أبو العباس بن عبد الجليل التدميري وتوفي بمدينة بجاية سنة 540 ودفن بغار العابد منها رحمه الله

748 عبد الله بن محمد بن الخلف بن الحسن بن اسماعيل الصدفي من بلنسية يعرف بابن علقمة ويكنى أبا محمد روى عن أبيه أبي عبد الله صاحب التاريخ وعن أبي محمد البطليوسي وسمع من أبي محمد بن خيرون موطأ مالك وكان أديبا شاعرا فاضلا ورعا مشاركا في الفقه حسن الخط وكتب للقاضي أبي الحسن بن عبد العزيز وله خطب حسان من إنشائه حدث عنه أبو الحسن بن فزارة الفهري وتوفي في حدود الأربعين وخمسمائة أكثره عن ابن عياد

749 عبد الله بن أحمد بن سماك العاملي من أهل غرناطة يكنى أبا محمد سمع من أبي المطرف الشعبي وتفقه به وروى عن أبي علي الغساني وقعد لتدريس الفقه والمناظرة عليه في المدونة وغيرها وولي خطة الشورى ببلده ثم قدم إلى خطة القضاء بعد ذلك تفقه به أبو عبد الله بن الفرس وأبو خالد بن رفاعة وأخذ عنه وتوفي في السابع

____________________

والعشرين من رمضان سنة 540 وهو ابن أربع وثمانين سنة وفاته عن ابن الفرس وفيه عن ابن عياد

750 عبد الله بن خلف بن بقي القيسي من أهل بياسة يكنى أبا محمد روى عن أبي بحر الأسدي وأبي الأصبغ بن عبادة الجياني وأخذ القراءات بمرسية عن أبي الحسين بن البياز وبشاطبة عن أبي الحسن بن الدوش ورحل حاجا فلقي أبا القاسم عبد الرحمن بن عتيق القرشي الصقلي وأبا بكر بن عبد الجليل ولقي بمكة أبا محمد عبد الله بن عمر المعروف بابن العرجاء فحمل عنهم القراءات وجودها عليهم وسمع من أبي القاسم الصقلي منهم الشهاب للقضاعي من مؤلفه وغريب القرآن لابن عزيز عن عبد الباقي بن فارس وقفل إلى بلده وتصدر للإقراء به وأخذ عنه أبو بكر بن حسنون بعد أبيه وكان مقرئا زاهدا مجاهدا توفي بعد الأربعين وخمسمائة وقد نيف على السبعين بعضه من خط ابن حسنون وفيه عن ابن عياد

751 عبد الله بن محمد بن الفرج بن خلف بن سعيد الأنصاري الخزرجي من ولد سعيد بن سعد بن عبادة من أهل غرناطة يعرف بابن الفرس ويكنى أبا محمد سمع من أبي داود المقرىء وأبي بحر الأسدي وغيرهما حدث عنه ابن أخيه القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد

752 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي ولد القاضي أبي بكر يكنى أبا محمد سمع ببلده إشبيلية من أبيه ومن أبي الحسن شريح بن محمد وسمع الحديث المسلسل في الأخذ باليد من أبي محمد بن أيوب الشاطبي وأخذ عن أبي بكر بن فتحون كتابه في الاستدراك على أبي عمر بن عبد البر في الصحابة وأجاز له محمد بن عتاب وكان من أهل النباهة والجلالة معنيا بالرواية وسماع العلم وجيها بذاته وسلفه وقتل خطأ يوم دخلت إشبيلية على الملثمين عند الآذان لصلاة العصر من يوم الأربعاء الثالث عشر من شعبان سنة 541 وثكله أبوه رحمه الله وحسن صبره عليه

753 عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي زمنين المري من أهل غرناطة يكنى أبا خالد وأبا محمد وله سماع من أبي علي الغساني مع أبي مروان بن قزمان وأبي القاسم الرنجاني وهو والد القاضي أبي بكر ولم أجد له رواية عنه وهو من بيت عريق في العلم والنباهة

____________________

754 عبد الله بن علي من أهل شنترين يكنى أبا محمد نزل سلا وروى بها عن أبي إسحاق الشلوني من أصحاب أبي عمرو المقرىء حدث عنه أبو الحسن بن النقرات وأبو محمد بن فليج وذكر أنه روى عن أبي إسحاق الشاطبي وإنما هو الشلوني ويروي أبو القاسم بن غالب الشراط عن أبي محمد الشنتريني الكفيف أخذ عنه القراءات ولعله هذا

755 عبد الله بن محمد الصريحي من أهل مرسية يكنى أبا محمد ويعرف بابن مطحنة روى عن أبي بكر بن الفرضي النحوي وتأدب به ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا محمد العثماني وغيره وقعد لتعليم الأدب وقد أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن عبد السلام الجميلي وأبو عبد الله المكناسي وغيرهما ذكره ابن عياد وفيه عن غيره وقال المكناسي أنشدني أبو محمد عبد الله بن مطحنة المرسي بها قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن أبي اليابس بالاسكندرية لنفسه في معنى النسخ وكتب الدواوين

( يمد الدهر من أجلي وعمري ** كما أني أمد من المداد )

( لنا خطان مختلفان جدا ** كما اختلف الموالي والمعادي )

( فاكتب بالسواد على بياض ** ويكتب بالبياض على سواد )

ويروي شيخنا أبو عمر بن عات هذه الأبيات قال أنشدني أبو الحسن بن الفضل يعني بالاسكندرية قال أنشدني أبو الطاهر السلفي وذكرها وقال لنا شغلان ورواها أبو علي الرندي في نساخ ولم يذكر القائل

756 عبد الله بن أحمد بن عمروس بن لب بن قاسم من أهل شلب يكنى أبا محمد لقي بإشبيلية أبا الحسن شريح بن محمد فسمع منه صحيح البخاري في سنة 531 وأبا بكر بن طاهر فأخذ عنه كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل لأبي علي الغساني وكتب إليه أبو علي الصدفي وأبو طاهر السلفي ولقي بقرطبة أبا الحسن بن مغيث وأبا

____________________

بكر بن العربي وأبا جعفر بن عبد العزيز بن المرخي وأبا بكر بن ريدان وأبا جعفر بن عبد الباري البطروجي وأبا القاسم بن الحاج فسمع من جميعهم وقرأ التلقين لعبد الوهاب على ابن العربي في مجلس واحد وبقراءته سمع أبو بكر بن خير وذلك في سنة 532 وربما سماه في مشيخته وهو في عداد أصحابه ولقي بالمرية أبا الحسن بن موهب فسمع منه صحيح البخاري في سنة ثلاثين وحدث به عنه وعن شريح والبطروجي وابن عبد العزيز بن ريدان وابن الحاج وكان فقيها مشاورا حافظا لغويا حدث عنه عامة أهل بلده وتوفي سنة 546 ذكر وفاته ابن حبيش

757 عبد الله بن يوسف بن أيوب بن القاسم بن بيرة بن عبد الرزاق بن غوصه بن سليمان بن صالح بن يزيد بن عبد الرحمن بن لبيب الداخل بالأندلس القرشي الفهري يكنى أبا محمد سكن دانية وأصله من شاطبة من قرية يقال لها رغاط قبلي الفج وتلك القرية نزلها لبيب وولده بعده سمع من أبيه أبي الحجاج وأبي علي الصدفي وابي عامر بن حبيب وغيرهم وسمع في صغره من أبي الحسن طاهر بن مفوز موطأ مالك وبعض غريب الحديث لأبي عبيد وأجاز له أبو العباس العذري في شعبان سنة 470 حدث عنه ابنه أبو الحجاج يوسف بن عبد الله وغيره وتوفي بدانية يوم عاشوراء سنة 548 ومولده في شوال سنة 469

758 عبد الله بن سعيد من أهل بلنسية يعرف بالطراز ويكنى أبا محمد صحب أبا بكر بن عقال الفقيه في رحلته إلى قرطبة فكان سماعهما من ابن العربي واحدا ومناظرتهما على البطروجي في المدونة وكان يحكي من حفظه واستبحاره عجبا وعني بحفظ المسائل وذكر الخلاف وكان بصيرا به دؤوبا على التدريس ذكره محمد بن عياد وفيه عن غيره

759 عبد الله بن يحيى بن محمد بن أبي إسحاق الأنصاري من أهل لرية عمل بلنسية يكنى أبا محمد روى عن أخيه أبي عبد الله المقرىء وأبي بكر بن العربي وأبي

____________________

الوليد بن الدباغ سمع منه أبو عمر بن عياد مسلسلات ابن العربي عنه وقال إنه كان له اعتناء بالحديث وتوفي مبطونا في شعبان سنة 550 ومولده سنة 476

760 عبد الله بن عبيد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الرحمن لقي أبا الحسن عاصم بن القدرة وغيره وكان فقيها أديبا شاعرا وولي قضاء بعض الكور كتب عنه أبو عمر بن عياد أخبارا وأشعارا وحكى أنه أنشد لنفسه

( لئن كان الزمان أراد حطي ** وحاربني بأنياب وظفر )

( كفاني أن تصافيني المعالي ** وإن عاديتني يا أم دفر )

( فما اعتز اللئيم وإن تسامى ** ولا هان الكريم بغير وفر )

وقال توفي في صفر سنة 551

761 عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن أحمد بن سليمان بن سعيد بن أبي حبيب من أهل شلب وقاضيها يكنى أبا محمد روى بقرطبة عن أبي بحر الأسدي وأبي القاسم بن صواب وأبي الحسن بن مغيث وكتب إليه أبو عبد الله الخولاني وأبو علي الصدفي وغيرهما وكان من أهل العلم بالأصول والفروع والحفظ للحديث ورجاله ومسائل الخلاف مع المعرفة بالعربية وعلم الهيئة وكان من أهل الدين والخير والزهد وامتحن بالأمراء في قضاء بلده بعد أن تقلده نحو تسعة أعوام لإقامته الحق وإظهاره العدل حتى أدى ذلك إلى اعتقاله بقصر إشبيلية ثم سرح فرحل حاجا إلى المشرق ودخل المهدية فلقي بها أبا عبد الله المازري وأقام في صحبته نحوا من ثلاثة أعوام ثم انتقل إلى مصر وحج سنة 527 وأقام بمكة مجاورا وحج ثانية في سنة ثمان وعشرين ولقي في هذه السنة بمكة أبا بكر عتيق بن عبد الرحمن الأوريولي فحمل عنه ودخل العراق وخراسان وأقام بها أعواما وطار ذكره في هذه البلاد وعظم شأنه في العلم والدين ولبيته نباهة

____________________

ووجاهة وثروة توفي بهراة في جمادى الأخرى من سنة 551 ومولده بشلب يوم الأربعاء الثامن من شهر ربيع الأول سنة 484 ذكره القنطري وقرأت وفاته بخط ابن خير وفيه عن غيرهما

762 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مقاتل التجيبي من أهل بلنسية وأصله من سرقسطة يكنى أبا محمد صحب القاضي أبا بكر بن أسد وتفقه به وحضر مجلس أبي محمد بن عاشر وكان فقيها عارفا يعقد الشروط متقنا لها وكتب للقضاة ببلده ذكره ابن سفيان وغلط في وفاته وقال أبو محمد بن نوح توفي ليلة الجمعة الثالث والعشرين من صفر سنة 552

762 عبد الله بن محمد بن خلف بن عبد العزيز الكلاعي من أهل إشبيلية يعرف بالحوفي ويكنى أبا محمد وهو أخو القاضي أبي القاسم الحوفي رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع من أبي طاهر السلفي وغيره وقفل إلى بلده قبل سنة 553 وحدث وقد أخذ عنه أبو بكر بن خير قرأت ذلك بخطه وهو في عداد أصحابه

763 عبد الله بن محمد بن علي بن مفرج بن سهل الأنصاري من أهل بلنسية يكنى أبا محمد ويعرف بابن غطوس روى عن ابن هذيل هو وأخوه وشهر بالإتقان لضبط المصاحف وعني بذلك أتم العناية مع براعة الخط وحسنه يتنافس الناس فيما كتب من ذلك هو وابنه محمد وقد تقدم ذكره

764 عبد الله بن عبد الغفور بن سليمان بن يوسف الفهري من ساكني مالقة يكنى أبا محمد روى بقرطبة عن أبي جعفر بن عبد الحق الخزرجي وأبي القاسم بن النخاس وأبي عبد الله بن الحاج وغيرهم وكان من أهل المعرفة بالفقه والقراءات وكانت إليه الصلاة والخطبة ببلده روى عنه أبو عبد الله بن الفخار ووقفت لأبي محمد عبد الله بن عبد الغفور الأقليشي على مختصر من جمعه في الوثائق ولا أدري أهو هذا أم غيره

765 عبد الله بن فرج بن رشيد من أهل مالقة يكنى أبا محمد روى عن أبي بكر

____________________

غالب بن عطية وغيره وكان من أهل الفقه والحديث أخذ عنه أبو القاسم السهيلي وتفقه عليه في الموطأ

766 عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن شراحيل الهمداني من أهل غرناطة يكنى أبا بكر روى عن أبي بكر غالب بن عطية وأبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي وأبي الحسن بن مغيث سمع منه صحيح البخاري رواية ابن السكن وغير ذلك حدث عنه ابنه أبو جعفر أحمد بن عبد الله

767 عبد الله المعروف بالقربلياني من أهل مرسية يكنى أبا محمد صحب الأستاذ أبا بكر بن الجزار وتقدم في تلاميذه وخلفه في حلقته وعلم بعده بالعربية والآداب أخذ عنه ابن سفيان وقال توفي سنة 555

768 عبد الله بن عمر السلمي من أهل جزيرة شقر يكنى أبا محمد وهو والد القاضي أبي حفص بن عمر روى عن صهره أبي محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر وسكن معه أغمات حين ولي قضاءها وبها ولد له ابنه أبو حفص ولما ولى القضاء قال له صهره أبو محمد إنك قد ابتليت بالقضاء وهو أمر عظيم ومحنته كبيرة فأوصيك بما يهونه عليك وينفعك الله به لا تبيتن وفي قلبك غش أو عداوة لأحد من خلق الله قال أبو حفص فكذلك كان رحمه الله

769 عبد الله بن اسماعيل بن محمد بن اسماعيل من أهل الش بل مرسية يعرف بابن قهرة ويكنى أبا محمد تفقه بأبي جعفر بن أبي جعفر وسمع الحديث من أبي الوليد بن الدباغ وأبي الحسن بن فيد القرطبي وولي قضاء بلده وكان مشاركا في حفظ المسائل دربا بالأحكام ذا حظ من الأدب ومعرفة بالأخبار توفي سنة 559 ذكره ابن سفيان وقال غيره توفي آخر سنة 560

____________________

770 عبد الله بن محمد بن أحمد الأنصاري من أهل لورقة يعرف بابن زاغنو كذا بخط ابن الدباغ ويكنى أبا محمد سمع من أبي علي الصدفي وغيره وولي القضاء ببلده فحمدت سيرته وتوفي سنة 560 بعض خبره عن ابن سفيان

771 عبد الله بن عبد الرحمن بن فائز بن عبد الرحمن العكي من أهل مالقة أخذ القراءات عن أبي علي منصور بن الخير وأبي بكر بن حبيب النفزي والعربية والآداب واللغات عن ابن الطراوة وأبي عبد الله ابن أخت غانم وكان يقرىء القرآن ويعلم بالعربية وولي الخطبة ببلده حدث عنه أبو عبد الله الفخار وأبو عبد الله بن الاستجي وأبو محمد بن القرطبي وقال كتب لي بإجازة جميع رواياته سنة ستين يعني وخمسمائة وفيها توفي رحمه الله

772 عبد الله بن علي بن فرج الغافقي من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ولي القضاء وحدث سماه ابن بشكوال في مشيخته وقال أجاز لي لفظا ولم يذكره في الصلة ولا سمى أحدا من شيوخه

773 عبد الله بن أبي بكر بن عبد الأعلى بن محمد بن أيوب المعافري من أهل بلنسية وسكن شاطبة يكنى أبا محمد ويعرف بالشبارتي لأن أصله منها أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل وأبي عبد الله بن سعيد وأبي الأصبغ بن المرابط وأبي عبد الله بن الفرس وسمع منهم ومن أبي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن النعمة وتصدر بشاطبة للإقراء وأخذ عنه الناس وكان مقرئا ماهرا ضابطا مجودا صالحا خيرا وتوفي سنة 560 قاله ابن سفيان وقال ابن عياد توفي سنة 561

774 عبد الله بن محمد بن سهل العبدري من أهل ميورقة وصاحب الصلاة والخطبة بجامعها يكنى أبا محمد ويعرف بالمنقوري سمع بشاطبة من أبي عمران بن أبي تليد في سنة 514 ورحل إلى إشبيلية فأخذ بها القراءات عن أبي الحسن شريح بن

____________________

محمد وسمع بقرطبة من أبي الحسن بن مغيث وأبي القاسم بن رضا وعاد إلى بلده فتصدر للإقراء بجامعها وخطب به وقتا ثم صرف عن ذلك وأخذ هنالك عن أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد بن عمير السرقسطي سمع منه موطأ مالك وحدث وأخذ عنه أبو عبد الله بن المعز اليفرني وغيره وقرأت بخطه حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن رضا حدثنا أبو علي الحسين بن محمد حدثنا حكم بن محمد الجذامي حدثنا أبو بكر بن إسماعيل حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا عبد الواحد بن غياث حدثنا جرير بن حازم عن الحسن في قوله تعالى { إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله } قال الشعبي بالقلوب والإرادة توفي بعد 560 وهو ابن 70 عاما

775 عبد الله بن محمد بن قاسم بن عمران الصدفي من أهل شلب يكنى أبا محمد روى بإشبيلية عن أبي الحسن بن الأخضر وبقرطبة عن أبي بحر الأسدي وأبي الحسن بن مغيث وأبي بكر بن العربي وولي الصلاة والخطبة ببلده وكان من نبهائه وفقهائه وتوجه في الوافدين من أهل شلب على مراكش وهو الذي صلى على أبي القاسم القنطري عند وفاته بها في ذي الحجة سنة 561 ذكر ذلك ابن خير وحدث عنه هو ويعيش بن القديم

776 عبد الله بن يحيى بن أحمد الفهري من أهل قرطبة يكنى أبا الفرج رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بالاسكندرية من أبي عبد الله الرازي وغيره في سنة 519 وقفل إلى بلده فحدث وسمع منه وقد أخذ عنه أبو القاسم بن بشكوال سداسيات الرازي وسماه في معجم مشيخته وهو في عداد أصحابه وقال أخذت عنه وأخذ عني

777 عبد الله بن موسى بن سليمان بن علي بن عبد الملك بن يحيى بن عبد الملك بن الحسن بن محمد بن عميرة بن طريف بن اشكورنه الأزدي من أهل مرسية يعرف بابن برطلة ويكنى أبا محمد سمع أبا علي الصدفي ورحل حاجا في سنة 510 فأدى الفريضة وسمع من أبي عبد الله الرازي وأبي بكر الطرطوشي وأبي

____________________

الحسن بن مشرف الأنماطي وأبي طاهر السلفي وغيرهم وانصرف إلى مرسية بلده فولي صلاة الفريضة بجامعها وتزوج حينئذ بنت أبي علي بن سكرة شيخه وكان أبوها قد تركها في رضاعها ونهى عن تعجيل فطامها فولدت له ابنه أبا بكر عبد الرحمن بن عبد الله وكان شيخا فاضلا خيرا متواضعا من أهل النباهة تخيره أهل بلده للإمامة بهم لما كان عليه من حسن السمت وبراعة الهدي وصدق الخشوع وصمت الإخبات وسلامة الباطن فأقام على ذلك حياته كلها لقيه أبو عمربن عياد وهو من جلة مشايخه وحكى عنه عن أبي عبد الله الرازي عن أبيه أنه أخبره أن قاضي البرلس وهي قرية من قرى النيل وكان رجلا صالحا خرج ذات ليلة إلى النيل فتوضأ وأسبغ الوضوء ثم قام فقرن قدميه وصلى ما شاء الله أن يصلي فسمع قائلا يقول

( لولا أناس لهم سرد يصومونا ** وآخرون لهم ورد يقومونا )

( لزلزلت أرضكم من تحتكم سحرا ** لأنكم قوم سوء لا تبالونا )

قال فتجوزت في صلاتي وأدرت طرفي فما رأيت شخصا ولا سمعت حسا فعلمت أن ذلك زاجر من الله تعالى قال ابن عياد وأنشدنا الفقيه أبو عبد الله بمنزله بمرسية ونقلته من خطه قال أنشدني أبو عامر اللباتي وهو أخو الأستاذ أبو بكر بن اللباتي قال دخلت بعض المراسي في الثغر فوجدت في حجر منقوشا أربعة أبيات من الشعر فسألت عن منشدها فقيل لي هو أبو بكر بن أبي درهم من أهل وشقة أعادها الله وكان أبو بكر هذا قد حج وأراد العودة فأنشأ يقول

( نزلت ولي أمل عودة ** ولكنني لست أدري متى )

( ودافعني قدر لم أطق ** دفاعا لمكروهه إذ أتى )

( ومن أمره في يدي غيره ** سيغلب إن لان أو إن عتا ) ( فيا نازلا بعدنا ها هنا ** نحييك إن كنت نعم الفتى )

هكذا قرأت هذه الحكاية بخط أبي عبد الله محمد بن أبي عمر بن عياد عن أبيه

____________________

ووجدت فيما قيدت من خط أبي عمر المذكور وفيها يسير خلاف قال رحلت مكان نزلت وهو أصوب وقال

( وحركني قدر لم أطق ** سبيلا إلى رده إذ أتى )

وقال فيا ساكنا مكان فيا نازلا

ثم قال وأنشدناها سفيان بن أحمد أبو محمد صاحبنا قال أنشدنا مساعد بن أحمد أبو عبد الرحمن مما أخذه من جامع مصر وحدثني أبو الربيع بن سالم عن القاضي أبي بكر عبد الرحمن بن عبد الله أنه وجد بخط أبيه أبي محمد المذكور ما وجد مكتوبا في بعض المحارس المشرقية لأحد بني أبي درهم الوشقيين وذكر الأبيات وأنشدنيها أبو الربيع غير مرة وتوفي بمرسية سنة 563 ومولده في ذي القعدة سنة 481 كان لدة أبي محمد عبد الحق بن عطية وأبي الوليد بن الدباغ

778 عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي أصله من قرطبة وسكن إشبيلية يكنى أبا جعفر روى عن أبي علي الغساني سمع منه التقصي لأبي عمر بن عبد البر في سنة 485 وسمع بإشبيلية من أبي القاسم الهوزني وغيرهما وكان من أهل المعرفة بالفقه والعناية بالعلم مع نباهة السلف وأصالة البيت حدث عنه أبو إسحاق الظاهري المعروف بابن المالقي وأبو بكر بن خير وقال توفي فجأة منصرفه من السوق في يوم الخميس وهو يوم التروية من ذي الحجة سنة 564 ودفن لصلاة الجمعة من اليوم الثاني بدار سكناه وصلى عليه الخطيب أبو عمر بن حجاج ومولده في ذي القعدة سنة 481 قبل مقتل أبيه أبي بكر بثلاثة أعوام

779 عبد الله بن أحمد بن سعيد بن عبد الرحمن العبدري من أهل بلنسية يعرف بابن موجوال ويكنى أبا محمد أخذ القراءات عن ابن باسه وروى عن أبي علي الصدفي وأبي محمد البطليوسي سمع منه كثيرا ولازمه طويلا وعن أبي الحسن بن واجب وأبي عبد الله بن أبي الخير الموزوري وأبي زيد بن الوراق وأبي عبد الله بن

____________________

جحاف وغيرهم ورحل إلى إشبيلية فأوطنها وسمع بها من القاضي أبي مروان الباجي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وتحقق به ودرس في مجلسه وكان ابن العربي يثني عليه وله رواية أيضا عن أبي محمد بن الوحيدي وأبي الفضل بن عياض وأبي طاهر السلفي وغيرهم ولقي بإشبيلية أبا محمد عبد الله بن محمد بن أيوب فسمع منه هو وأخوه أبو عبد الله محمد الحديث المسلسل في الأخذ باليد وذلك في عقب سنة 528 وكان حافظا للفقه قائما عليه بصيرا به نافذا مع الصلاح والفضل والزهد وجمع كتابا حافلا في شرح صحيح مسلم بن الحجاج إلا أنه مات قبل إتمامه وله شرح في رسالة ابن أبي زيد وكان الحافظ أبو بكر بن الجد يغص به ويغض منه أقرأ القرآن بإشبيلية وحدث عنه أبو زكرياء يحيى بن أحمد بن مرزوق الجذامي وأبو القاسم أحمد بن أبي هارون المقرئان وحدث أبو بكر بن خير وابو القاسم القنطري وأبو الأصبغ السماتي عنه ببعض تواليف أبي محمد البطليوسي وابو بكر بن عبيد وأبو بكر بن أبي زمنين وأبو بكر بن قنترال وحدثنا عنه من شيوخنا أبو الخطاب بن واجب وأبو عبد الله الأندرشي أجاز لهما وتوفي بإشبيلية سنة 566

780 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن سعيد بن عقال الفهري من أهل البونت وسكن بلنسية يكنى أبا محمد سماه محمد بن عياد في مشيخة أبيه أبي عمر وقال كان من أهل الأدب كاتبا شاعرا توفي في شهر المحرم سنة 567

781 عبد الله بن طاهر بن حيدرة بن مفوز المعافري من أهل شاطبة يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي الحسن بن أبي العيش وسمع الحديث من أبيه أبي الحسن طاهر وأبي إسحاق بن جماعة وأبي الوليد بن الدباغ وتفقه بأبي عبدالله بن مغاور وأبي بكر بن أسد وأبي محمد بن عاشر وأجاز له أبو عامر بن حبيب وأبو مروان بن مسرة وأبو عبد الله بن عيد وكتب إليه من الاسكندرية أبو طاهر السلفي في رمضان سنة 536 وكان من أهل المعرفة بالفقه حافظا لمسائل الرأي بصيرا بالشروط وقورا رحب الصدر عالي القدر ولي قضاء بلده فحمدت سيرته وجرى على طريقة سلفه الصالح عدلا وزكاء وجود راحة وحلما وأناة

قال أبو عمر بن عياد قدم علينا لرية قاضيا عليها من قبل ابن سعد وأفادنا كتاب الإمامة لأبي محمد بن مفوز الزاهد وكان يحمله عن أبيه طاهر عن أبي جعفر بن جحدر عنه وتوفي بجزيرة شقر قدمها زائرا لبعض معارفه بها وهو يتولى قضاء

____________________

بلده سنة 567 واحتمل إلى شاطبة فدفن بها مع سلفه رحمهم الله أتبعه الناس ثناء جميلا ومولده سنة 516 ذكره ابن سفيان وأبو عبد الله بن عياد وأكثر خبره عن غيرهما

782 عبد الله بن محمد بن عيسى الغافقي قرطبي يعرف بالشقوري لأن أصله منها ويكنى أبا محمد رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع من أبي طاهر السلفي بالاسكندرية سنة 567 وقفل إلى الأندلس فيها أو في سنة ثمان بعدها فاخذ عنه

783 عبد الله بن محمد بن سعيد بن سماك من أهل بلنسية يكنى أبا محمد أخذ عن أبي الحسن بن هذيل وسمع منه ومن أبي محمد بن أبي جعفر بمرسية وكان من أهل النباهة والعناية بالرواية وتوفي سنة 569 قرأت وفاته بخط أبي عمر بن عياد

784 عبد الله بن موسى بن محمد بن موسى بن صامت الأنصاري سكن بلنسية وأصله من بعض نواحيها يكنى أبا محمد روى عن أبيه وأبي محمد البطليوسي أخذ عنه أبو عمر بن عياد وهو من أصحابه وكان أصم ولقيه أبو الربيع بن سالم وأنشدنا عنه مما أنشده قال أنشدنا أبو محمد البطليوسي لنفسه وكتبهما لي بخطه

( أطمعني حب الملوك امرؤ ** يحتاج بالرغم إليه الملوك )

( مثل اليواقيت ولكنه ** ينظم في الأفواه لا في السلوك )

ثم وجدت بخط ابن سالم بعد تقييده هذا عنه وسماعي إياه منه أنشدنا أبو محمد يعني هذا بمجلس الفقيه أبي عبد الله بن نوح قال أنشدنا أبو محمد البطليوسي ولم يسم قائلهما وقد رأيت بعد أنهما لأبي العرب الصقلي توفي بعد السبعين وخمسمائة ذكر وفاته محمد بن عياد

785 عبد الله بن محمد بن سهل الضرير من أهل غرناطة يكنى أبا محمد ويعرف بوجه نافخ أخذ القراءات عن أبي الحسن بن دري وصحبه طويلا ولازمه كثيرا وعن أبي القاسم عبد الرحيم بن محمد بن الفرس وسمع منهما ومن أبي بكر غالب بن عطية وأبي الوليد بن بقوة وأجاز له أبو محمد بن عتاب وأبو علي الصدفي وأبو محمد عبد الله بن موسى الشارقي وأبو بكر بن العربي وأبو محمد اللخمي سبط أبي عمر بن

____________________

عبد البر وغيرهم وكان من أهل المعرفة الكاملة من العربية والآداب والتقدم في ذلك مع المشاركة في العلوم الرياضية أخذها عن بعض أصحاب أبي بكر بن الصائغ واستدعاه الأمير أبو عبد الله بن سعد لتأديب ولده فسكن مرسية ثم شغل عنه فبقي مضاعا إلى أن توفي بها للنصف من ذي القعدة سنة 571 وقد نيف على الثمانين مولده بغرناطة في المحرم سنة 490 ذكره ابن عياد وفيه عن ابنه محمد وعن غيرهما

786 عبد الله بن محمد بن خلف بن سعادة الأصبحي من أهل دانية يكنى أبا محمد أخذ عن أبي بكر بن نمارة ولازم ببلنسية أبا الحسن بن سعد الخير واحتذى في أول أمره خطه فقاربه ثم رحل إلى المشرق فسمع بالاسكندرية من أبي الطاهر بن عوف وأبي عبد الله بن الحضرمي وأبي طاهر السلفي وأبي القاسم علي بن مهدي وأكثر عنهم

قال أبو عبد الله التجيبي وسماه في شيوخه وهو في عداد أصحابه وكان معنا بالاسكندرية نازلا بالمدرسة العادلية وسمع الكثير على الحافظ السلفي وكتب ما سمع بخطه وبقراءاته سمعنا كتاب البخاري على أبي الطاهر بن عوف سنة 573 قال وأنشدنا بالاسكندرية من لفظة قال أنشدنا الأستاذ أبو الحسن علي بن ابراهيم بن سعد الخير لنفسه ببلنسية ووجدت أنا هذه الأبيات بخط ابن سعادة هذا وأنشدناها أبو الربيع بن سالم قال أنشدناها غير واحد ممن سمعها منه يعني من قائلها

( يا لاحظا تمثال نعل نبيه ** قبل مثال النعل لا مستكبرا )

( والثم به فلطال ما عكفت به ** قدم النبي مروحا ومبكرا )

( أولا ترى أن المحب مقبل ** طللا وإن لم يلف عنه مخبرا )

وسمع منه أيضا أبو أحمد جعفر بن ميمون الشاطبي وأبو مروان عبد المالك بن محمد بن الكردبوس التوزري وحدث عنه في الأربعين حديثا من جمعه وقال كان يطلب الحديث معنا وحدث عنه أيضا أبو القاسم عيسى بن الوجيه عبد العزيز وحمله الرواية عن قوم لم يرهم ولا أدركهم وبعضهم لا يعرف وذلك من أوهام هذا الشيخ عيسى واضطرابه وكان ابن سعادة مقرئا محدثا ورعا فاضلا وصفه التجيبي بذلك وقال أخبرني أنه مات يعني في صدره غريقا في البحر شهيدا رحمه الله

____________________

787 عبد الله بن محمد بن عيسى الأنصاري يعرف بابن المالقي أصله منها وسكن مراكش يكنى أبا محمد أخذ في صغره عن أبي الحكم بن برجان واختلف إليه بقريته من نظر طلياطة من شرف إشبيلية ولازمه وبرع في عمله وكان فقيها نظارا خطيبا مفوها ذا حظ من الأدب وافر ونال بخدمة السلطان دنيا عريضة ورأس طلبة حضرته مراكش وتوفي بها سنة 574 عن ابن غمر وقال ابن صاحب الصلاة توفي سنة 73 وأثنى عليه كثيرا

788 عبد الله بن محمد بن علي بن خلف بن أبي فرج التجيبي من أهل شاطبة يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبيه أبي عبد الله وسمع الحديث من أبي إسحاق بن جماعة وأبي الوليد بن الدباغ وأبي عبد الله بن سعادة وأبي بكر بن أسد وتفقه به وبأبي محمد بن عاشر وأبي عبد الله بن مغاور وصحب أبا الأصبغ بن إدريس وأخذ الآداب عن أبي عامر بن ينق وأبي جعفر بن عبد الغفور الشاطبي وولي الأحكام ببعض جهات بلده وكان من أهل المعرفة بالمسائل والبصر بالشروط وتوفي سنة 574 ومولده سنة 512 ذكره محمد بن عياد وفيه عن غيره

789 عبد الله بن أحمد بن علي بن قرشي الحجري قرأت اسمه بخطه وأورده ابن سفيان على خلاف هذا من أهل قرطبة ونشأ بشرق الأندلس يكنى أبا الوليد سمع من أبي الحسن بن النعمة وأبي الوليد بن الدباغ وابي عبد الله بن سعادة وأبي الحسن بن فيد وهو جده لأمه وصحب أبا بكر عتيق بن الخصم وأبا الحسن بن سعد الخير ولازمهما وتأدب معهما ومهر في صناعة العربية والآداب وضبط اللغات وقعد لإقرائها والتعليم بها وكان له حظ من النظم والنثر أخذ عنه من شيوخنا أبو عبد الله بن سعادة النحوي وغلط في اسمه فقال أبو الوليد أحمد بن القرشية وتوفي بقرطبة سنة 575 بعضه عن ابن سفيان

790 عبد الله بن مغيث بن يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث بن عبد الله الأنصاري من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ويعرف بابن الصفار روى عن جده أبي الحسن يونس بن محمد سمع منه وعن أبيه ابن يونس مغيث وعن عمه أبي الوليد بن يونس وأبي عبد الله بن الحاج الشهيد وأبي مروان

____________________

الباجي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي مروان بن مسرة وغيرهم وولي قضاء الجماعة بقرطبة بلده ثمان عشرة سنة وحدث وروى عنه جماعة منهم أبو القاسم بن الملجوم وأبو عبد الله الشنتيالي وأبو محمد بن حوط الله وأخوه أبو سليمان وأبو القاسم عامر بن هشام وغيرهم وتوفي بقرطبة مقدمه عليها مريضا من إشبيلية في شهر ربيع الأول سنة 576 ومولده سنة 516 وحكي لي أنه توفي بإشبيلية وسيق إلى قرطبة فدفن بها والأول قول أبي سليمان بن حوط الله

791 عبد الله بن خلف بن محمد بن الحبيب بن عبد الله بن عمرو بن فرقد القرشي الفهري من أهل مورور وسكن إشبيلية سمع مع أخيه أبي إسحاق من أبي محمد بن عتاب وأبي الحسن بن بقي وأبي عبد الله بن حمدين وسائر شيوخه وقد تقدم ذكرهم وناظر في مسائل الرأي على أبي عبد الله بن الحاج وأجاز له جميعهم وأخذ القراءات عن أبي عمرو موسى بن حبيب وولي القضاء بموضعه وكان حافظا للفقه صليبا في الأحكام صادعا بالحق مولده سنة 493 وتوفي سنة 576 حدث عنه أبو الحسين بن قزمان وقريبه أبو القاسم بن فرقد وقال كان بينه وبين شقيقه أبي إسحاق في المولد خمس سنين استوفاها بعده رحمه الله

792 عبد الله بن بكر بن خلف بن سعيد بن عبد العزيز بن كوثر الغافقي من أهل إشبيلية وأصله سلفه من شربة بغربي الأندلس يكنى أبا محمد روى عن أبيه أبي عمرو بكر بن خلف حدث عنه أبو الوليد سعد السعود بن عفير وتوفي شهيدا رحمه الله ولم أقف على تاريخ وفاته بعض خبره عن ابن العباس النباتي

793 عبد الله بن يزيد بن عبد الله السعدي القاضي من أهل غرناطة ومن قلعة يحصب منها وبالنسبة إليها كان يشهر يكنى أبا محمد سمع قديما من أبي الوليد بن طريف بقرطبة ومن أبي الحسن بن الباذش وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكي وأبي

____________________

بكر بن العربي وأبي الحسن شريح بن محمد سمع منه صحيح البخاري حدث وأخذ عنه جماعة منهم أبو محمد بن حوط الله وأخوه سليمان لقياه بقرطبة وسمعا منه بها سنة 576 وحدث عنه أبو الخطاب بن الجميل وابو عبد الله بن الصفار الضرير وحكى أنه أخذ الأمثال لأبي عبيد عن أبي عبد الله بن أبي الخصال وأظنه غلط في ذلك إنما رواها عن ابن طريف وسمعها عليه بقراءة أخيه أبي سليمان داود بن يزيد

794 عبد الله بن يوسف بن علي بن محمد القضاعي من أهل المرية وأصله من أندة وبها نزلت قضاعة يكنى أبا محمد سمع من أبيه أبي الحجاج الراوية وأبي جعفر بن غزلون صاحب أبي الوليد الباجي وغيرهما ورحل إلى المشرق فسمع بالاسكندرية سنة 513 من أبي عبد الله الرازي والسلفي وتجول هنالك وحدث وقد أخذ عنه أبو الحسن بن المفضل المقدسي وأجاز لأبي جعفر بن يحيى الخطيب بقرطبة وقال أبو عبد الله التجيبي أنشدني أبو الحسن بن المفضل المقدسي بالمدرسة العادلية قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن يوسف بن علي بن محمد القضاعي قال أنشدني أبو محمد عبد الله بن صارة الأندلسي لنفسه يصف كوكب الرجم

( وكوكب أبصر العفريت مسترقا ** للسمع فانقض يذكي خلفه لهبه )

( كفارس حل إحضار عمامته ** فرجها كلها من خلفه عذبه )

795 عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتوح بن محمد بن يحيى بن عبد الله الحضرمي النحوي من أهل دانية وأصله من قرية بالمة من جزء بيران يعرف بابن صاحب الصلاة ويكنى أبا محمد ويشهر بعبدون أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن سعيد وقرأ عليه الأدب وعلى أبيه يحيى وأبي الحسن طاهر بن سبيطة وتعلم عنده العربية ولقي الحافظ أبا الوليد بن خيرة فحمل عنه ونزل شاطبة فأقرأ بها ودرس الأدب والنحو زمانا ثم نقله السلطان إلى بلنسية واستأدبه لبنيه لما كان عليه من التصاون والعدالة وأباح له الإقراء فكان يعلمهم العربية بالقصر ويعلم الناس أيضا بمسجد رحبة القاضي منها وكان أديبا مبرزا في صناعة العربية مشاركا في الفقه والأدب وقرض الشعر ظاهر التواضع طاهر الخلق وكان أبو القاسم بن حبيش يثني على تعليمه ويقول كان له في الإيضاح نظر

____________________

حسن

وشعره كثير واعتنى بتدوينه أخذ عنه جلة منهم أبو جعفر الذهبي وأبو الحجاج بن مرطير وابو الحسن بن حريق وأبو محمد بن نصرون وابو عبد الله بن عياد وأبو عامر بن نذير وابو الربيع بن سالم وأبو محمد بن سعدون وغيرهم من المحدثين والأدباء وأنشد له ابن عياد وقرأته بخطه

( وعجل شيبي أن ذا الفضل مبتلي ** بدهر غدا ذو النقص فيه مؤملا )

( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ** بها الحر يشقى واللئيم ممولا )

( متى ينعم المعتر عينا إذا اعتفى ** جوادا مقلا أو غنيا مبخلا )

وتوفي ببلنسية بعد صلاة الظهر من يوم الأحد مستهل رجب سنة 578 وحمل إلى دانية فدفن بقريته منها ومولده سنة 517

بعض خبره عن ابن سالم

796 عبد الله بن فرج بن أحمد بن ابراهيم الأنصاري الوراق من أهل قرطبة يكنى أبا محمد روى عن أبي الوليد بن طريف وأبي بكر بن العربي وأجاز له أبو محمد بن عتاب ما رواه عن مكي بن أبي طالب خاصة وكان شيخا صالحا أصابته زمانه أقعدته عن التصرف فكان يسمع منه بداره وتوفي في رمضان سنة 579 ذكره ابن حوط الله

797 عبد الله بن محمد بن وقاص اللمطي من أهل ميورقة يكنى أبا محمد روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عمير الثقفي سمع منه سنة 544 بميورقة وسمع من غيره

ورحل إلى المشرق وحج وقفل إلى بلده فولي الصلاة والخطبة بجامعه وكان فقيها مفتيا يستخلف في الأحكام حدث عنه ابنه أبو عبد الله وأبو عبدالله البنيولي وغيرهما واستشهد في الحادثة بقصر ميورقة عند وفاة أميرها إسحاق بن محمد سنة 580 أخبرني بذلك الثقة

798 عبد الله بن اسماعيل بن فرج الأموي بفتح الهمزة مولى ابراهيم بن جعفر بن عبد الله الزهري أصله من سرقسطة وسكن قرطبة يعرف بابن العطار ويكنى

____________________

أبا محمد سمع أبا عبد الله بن الحاج وأبا إسحاق بن ثبات وأبا الحسن بن مغيث وأبا محمد النفزي الخطيب وأبا بكر بن العربي وأبا عبد الله بن مكي وأبا عبد الله بن أصبغ وأبا جعفر بن عبد العزيز وأجاز له أبو الحسن شريح بن محمد وسمع منه صحيح البخاري وكتب بخطه كثيرا وكان من أهل الضبط والإتقان والعناية بالرواية ولا أعلمه حدث

799 عبد الله بن محمد بن حباسة الأزدي من أهل شريش يكنى أبا محمد كان ببلده يقرى القرآن ويشاور في الأحكام أخذ عنه أبو بكر الغزال وسماه في شيوخه وابنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشهيد له رحلة وسماه مع التجيبي

800 عبد الله بن محمد بن أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد بن أيوب بن عمرو البكري من اهل قرطبة وأصله من لبلة يكنى أبا عبيد روى عن أبي عبد الله بن مكي وأبي جعفر البطروجي وأبي بكر بن عبد العزيز وغيرهم وكان من أهل المعرفة بالغريب واللغة والآداب وبيته معروف بالنباهة وكانت لهم إمرة بغربي إشبيلية وجده أبو عبيد من مفاخر الأندلس وعن أبي بكر بن عبد العزيز عنه يحدث بتواليفه وتصانيفه كلها أخذها عنه أبو القاسم بن بقي وأبو سليمان بن حوط الله وقال توفي بقرطبة في جمادى الأولى سنة 581 زاد غيره ومولده سنة 567

801 عبد الله بن محمد بن مسعود بن خلف اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد روى عن أبي مروان الباجي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي العباس بن عيشون وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن أصبغ وغيرهم وولي عقد المناكح ببلده ثم خرج منها في الفتنة سنة 504 واستوطن بلنسية وبها لقيه أبو

____________________

عمربن عياد وكتب عنه وأجاز له في سنة 549 ومولده حول سنة 510 وحكى أبو الربيع بن سالم عن أبي محمد بن مسعود هذا وقال لي كان من أصحاب ابن العربي ومختصا به وكان يجلس لعقد الشروط في الجانب الشرقي من جامع إشبيلية القديم وحدثني أنه رأى القاضي أبا عبد الله بن شبرين وأبا عبد الله الخولاني وهذا يرد على ابن عياد في جعل مولده حول سنة عشر ولقيه ابن سالم بإشبيلية سنة 584

802 عبد الله بن عبد الله التجيبي الزاهد من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ويعرف بالأندوجري لأن أصله منها كان رجلا صالحا زاهدا يشار إليه بإجابة الدعوة وكان ملازما لمسجد أبي وهب الزاهد بسويقة ابن نصير وتوفي خامس ربيع الأول سنة 585 ودفن بمقربة من قبر أبي وهب رحمه الله ذكره ابن الطيلسان

803 عبد الله بن علي بن خلف المحاربي من أهل غرناطة يكنى أبا محمد روى عن أبيه وخاله أبي عبد الله بن الحاج وأبي الحسن بن ثابت وأبي القاسم عبد الرحيم بن الفرس وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي عمر بن صالح وأبي بكر بن طاهر وأبي العباس بن ثعبان وغيرهم حدث عنه أبو سليمان بن حوط الله ووصفه بالصلاح ولأخيه محمد بن علي رواية عن ابن العربي وقد تقدم ذكره

804 عبد الله بن سيد أمير اللخمي من أهل شلب يكنى أبا محمد روى عن أبي القاسم بن الرماك وكان نحويا لغويا له مشاركة في علم الطب روى عنه يعيش بن القديم ونسبه عن غيره

805 عبد الله بن محمد الحضرمي من أهل إشبيلية يعرف بابن الجنان ويكنى أبا محمد حدث عن شريح بن محمد قاله أبو العباس النباتي وذكره ابن نقطة

806 عبد الله بن محمد بن علي بن وهب القضاعي المكتب من أهل إشبيلية ونزل سبتة يكنى أبا محمد أخذ عن أبي الحكم بن حجاج وأبي الحسن شريح بن محمد

____________________

وأبي الحكم عمرو بن بطال البهراني وغيرهم وكان من أهل المعرفة بالقراءات والنحو والأدب وعلم بذلك كله وكان حسن التعليم والتفهيم أخذ عنه أبو العباس العزفي وقال توفي في طريقه إلى الرباط سقط له بوادي القصر خرج كانت فيه نفقته وذخائره فكان اغتمامه عليه سبب موته وقبره بقصر كتامة رحمه الله وغلط ابن الطيلسان في اسمه فجعله عبد الحق

807 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سفيان التجيبي من أهل شاطبة وأصل سلفه من قونكة وبالنسبة إليها كانوا يعرفون سمع جماعة من أعيانهم أبو الوليد بن الدباغ وأبو الحسن بن هذيل وأبو بكر بن نمارة وأبو الحسن بن النعمة وأبو عبد الله بن سعادة وأبو علي بن عريب وأبو عبد الله بن عبد الرحيم وأبو إسحاق بن خليفة وأبو عبد الله بن بركة وأبو القاسم بن فتحون وأبو الحسن بن فيد وأبو العرب التجيبي وغيرهم من الأئمة الأعلام وصحب أبا بكر بن مالك وأبا الحكم بن غتال وابا عامر بن ينق وابا محمد المكناسي وأبا العلاء بن الجنان وأبا الحسن بن سعد الخير وطبقتهم من جلة الأدباء واللغويين فتأدب بهم وأخذ عنهم وتفقه بجده للأم أبي بكر عتيق بن أسد وأبي محمد بن عاشر وأمثالهما وولي قضاء لورقة وكان بليغا مفوها صاحب منظوم ومنثور وله مجموع في مشيخته مفيد وقد كتبنا عنه ما نسبناه إليه حدثنا عنه من شيوخنا أبو عيسى بن أبي السداد وأبو الربيع بن سالم وقال لي توفي في حدود التسعين وخمسمائة

808 عبد الله بن موسى بن عبد الله الخزرجي من أهل مرسية يكنى أبا محمد ويعرف بابن غرفلة له رواية عن مشيخة بلده وغيرهم وكان ذا حظ من علم العربية وتصرف في الآداب مع الانقباض عن الناس والإقبال على ما يعنيه

ذكره لي أبو محمد بن برطلة الخطيب وهو جده لأمه وقال توفي قبل التسعين وخمسمائة

809 عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمد بن ذي النون الحجري من حجر بن ذي رعين من أهل المرية كذا كان يملي نسبه ويقول إن

____________________

أصلهم في القديم من جهة طليطلة وأن بينهم وبين بني ذي النون المستأمرين بطليطلة قرابة وببني ذي النون كان بيتهم قديما يعرف حتى نشأ عبيد الله جد جده وكان له كرم وخلال صالحة فنسب ولده بعد إليه وعرفوا به وعفى ذلك على ما كانوا يعرفون به ونزل سلفه بعد ذلك قنجاير حصنا بينه وبين المرية ثلاثون ميلا على جادة الطريق إلى مالقة يكنى أبا محمد سمع ببلده أبا عبد الله بن زغيبة وعنه كان يروي صحيح مسلم وابا القاسم بن ورد وأبا الحجاج بن يسعون وأبا عبد الله بن أبي أحد عشر وأبا الحسن بن اللوان وأبا الفضل بن شرف وابا محمد الرشاطي وأبا الحجاج القضاعي وناظر على أبي الحسن بن نافع في المدونة وسمع من أبي الحسن بن موهب فهرسته ورحل إلى قرطبة فلقي بها من بقية أعلامها وخاتمة أئمتها أبا القاسم بن بقي وأبا الحسن بن مغيث وابا عبد الله بن مكي وأبا جعفر البطروجي وبها لقي ابا بكر بن العربي وأبا بكر بن المرخي ولقي بإشبيلية أبا الحسن شريح بن محمد وأبا عمر بن صالح وابا إسحاق بن حبيش فسمع منهم وأكثر عنهم وقرأ على شريح صحيح البخاري في رمضان سنة 534 وحكى أنه قرأه في إحدى وعشرين دولة قال وقد اجتمع للسماع نحو ثلاثمائة من أعيان طلبة البلاد وكان شريح رحمه الله بطول العمر قد انفرد بعلو الإسناد لسماعه إياه من أبيه وأبي عبد الله بن منظور عن أبي ذر فكان الناس يرحلون إليه بسببه وكان قد عين لقراءته شهر رمضان فيكثر الازدحام عليه في هذا الشهر من كل سنة ويتواعد أهل الأقطار المتباعدة للاجتماع فيه عنده وكان أبو عبدالله النميري الحافظ موعودا بقراءته في تلك السنة قارتقب مقدمه من غرناطة بلده والناس مجتمعون للسماع فلم يصل لعذر منعه فحظي ابن عبيد الله بهذه القراءة ويقال إنه نصب له كرسي يقعد عليه للسماع وشهرت لكثرة من رحل من سامعيها ومن حدث بها بعد ذلك ومنهم أبو الحسن الزهري وابنه عبد الرحمن وأبو القاسم الحوفي وأبو الفضل بن الأعلم وأبو الحسن نجبة بن يحيى وابو إسحاق بن ملكون وأبو الحسن بن لبال وأبو بكر بن عبيد الأركشي وأبو عبد الله بن مالك الشريشي وأبو القاسم بن الشراط القرطبي وأبو جعفر بن حكم الغرناطي وأبو محمد بن يزيد السعدي وأبو عبد الله الإستجي وغيرهم وكان أبو عبد الله بن حميد يقول سمعت على شريح سنة خمس وثلاثين بعدها في نحو المائتين وكتب إلى ابن عبيد الله جماعة منهم أبو بكر بن فندلة وأبو عبد الله بن معمر وأبو الوليد بن بقوة وأبو بكر بن أبي ركب وأبو

____________________

الفضل بن عياد وأبو جعفر بن الباذش وأبو بكر بن طاهر وغيرهم ومن أهل الاسكندرية أبو طاهر السلفي وابو عبد الله بن أبي سعيد السرقسطي ومن المهدية أبو عبد الله المازري وفي شيوخه كثرة وجل روايته عن أبي بكر بن العربي منهم حكى أبو سليمان بن حوط الله أنه قرأ عليه وسمع كتبا كثيرة تزيد على المائة وأشبه أبا القاسم بن بشكوال في إكثاره عن ابن عتاب ويحكي أن شيوخه كانوا يستحسنون قراءته وإيراده مع صلاحه وانقباضه وكثيرا ما سمع منه العلم بقراءته وكان الغاية في الصلاح والورع والعدالة والفضل الكامل كان أبو القاسم بن حبيش يقول إنه لم يخرج على قوس المرية أفضل منه يجمع إلى ذلك العناية بالرواية والمشاركة في المعرفة بالقراءات وولي الصلاة والخطبة بجامع المرية ودعي إلى القضاء فأبى وامتنع من ذلك وخرج بعد تغلب العدو على المرية إلى مرسية فدعي إلى ولايات زهد فيها وأبي منها ورغب في الخمول وضاقت حاله بها فخرج إلى مالقة فلم تقله فأجاز البحر إلى مدينة فاس وأقام بها مدة ثم انحدر إلى سبتة فاستوطنها وأقام بها بقية عمره يقرىء القرآن ويسمع الحديث وبعد صيته وعلا ذكره فكان الناس يرحلون إليه للسماع منه والأخذ عنه لعلو إسناده ومتانة عدالته وكان له ضبط وتقييد يعينه عليه حسن الخط وبصر بصناعة الحديث وكان نظراؤه يصفونه بجودة الفهم واستدعي إلى حضرة السلطان بالمغرب مراكش ليسمع هنالك فتوجه وأقام بها حينا ثم استأذن في العود إلى سبتة فأذن له حدث عنه عالم من الجلة الأعلام بالأندلس والعدوة فيهم عدة من شيوخنا وغيرهم وأنشدنا أبو الربيع بن سالم قال أنشدنا أبو محمد بن عبيد الله في مسجده بسبتة سنة 589 قال أنشدنا أبو الفضل جعفر بن محمد بن شرف لنفسه

( لعمرك ما حصلت على خطير ** من الدنيا ولا أدركت شيا )

( وها أنا خارج منها سليبا ** أقلب نادما كلتا يديا )

( وأبكي ثم أعلم أن مبكاي ** لا يجدي فأمسح مقلتيا )

( ولم أجزع لهول الموت لكن ** بكيت لقلة الباكي عليا )

( وإن الدهر لم يعلم مكاني ** ولا عرفت بنوه ما لديا )

( زمان سوف أنشر فيه نشرا ** إذا أنا بالحمام طويت طيا )

( أسر بأنني سأعيش ميتا ** به ويسوؤني إن مت حيا )

____________________

ولد بقنجاير لخمس مضين وقيل للنصف من ذي الحجة سنة 505 وقال ابن فرتون سنة ثلاث وتوفي بسبتة ليلة الأحد الحادي والعشرين من شهر المحرم وقال أبو سليمان بن حوط الله في أول صفر سنة 591 وكذلك قال أبو الحسن الشاري أنه توفي ليلة الأحد الأولى من صفر وهو ابن خمس وثمانين سنة ودفن بالموضع المعروف بالمنارة من داخلها وكانت جنازته مشهودة والجمع فيها عظيما والثناء عليه جميلا قال شيخنا أبو الربيع بن سالم وقرأته عليه كان يخبر أن وفاته تكون في المحرم لرؤيا رآها فكان متى قرب قبل ذلك مدار هذا الشهر من كل سنة يتقدم بالاستعداد وزيادة الاجتهاد في العمل إلى أن تقضى محتوم أجله فأتته منيته في شهر المحرم المذكور وفق ما رآه ودفن بجبل المينا منها وصادف وقت وفاته بسبتة قحطا أضر بأهلها فلما وضعت جنازته على شفير قبره توسلوا به إلى الله تعالى في إغاثتهم وتداركهم بالسقيا فسقوا من تلك الليلة مطرا وابلا وما اختلف الناس إلى قبره مدة الأسبوع إلا في الوحل وقرأت على أبي سليمان بن حوط الله قال حدثنا صاحبنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي قال حدثنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن غاز قال أخبرتني ابنة عمة لي وكانت من الصالحات أنها استحيضت حيضة شديدة وتمادى بها ذلك زمانا وأنها لما سمعت بموت أبي محمد بن عبيد الله أشفقت من أن لا تحضر الصلاة عليه ودفنه لما رجت في ذلك من الثواب فقالت اللهم إن كان هذا الرجل عندك من الصالحين فارفع ما بي حتى أشهد الصلاة عليه فاستجيبت دعوتها وحضرت ما سألت وارتفع عنها بعد ذلك دم الاستحاضة ولم يرجع إليها إلى أن توفيت رحمها الله

810 عبد الله بن أحمد بن جمهور بن سعيد بن يحيى بن جمهور القيسي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع من أبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي محمد بن موجوال وتفقه به وأبي إسحاق بن حبيش وأبي بكر بن طاهر وأبي الحسين بن عظيمة وغيرهم جماعة وأخذ القراءات عن أبي الحكم بن بطال وأبي العباس بن حرب وأجاز له أبو طاهر السلفي وغيره وقرأت بخط أبي بكر بن محرز أنه قرأ بخط ابن جمهور ما نصه وممن أخذت عنه الفقيه أبو مروان بن مسرة بقرطبة وأبو الحسن الزهري والفقيه أبو الحسن مفرج بن سعادة مولى بن عبدالله وأبو غسحاق بن قرقول وسواهم وولي الصلاة بجامع عدبس من إشبيلية وكان رجلا صالحا فاضلا له بصر

____________________

باللغة ومعرفة بالشروط واستقلال بعقدها مع حظ من علم النسب وشهر بروايته عن ابن طاهر حدث عنه جماعة من شيوخنا وغيرهم وتوفي ببلده في العشر الوسط من شهر ربيع الآخر سنة 592 قاله لي ابن سالم وقال أخبرني أبو الخطاب صاحبنا يعني ابن الجميل أن مولده سنة 514 نسبه وبعض خبره عن أبي العباس النباتي وقال ابن فرقد توفي يوم الاثنين الحادي عشر يعني من ربيع الآخر المذكور قال وكان مولده في عام 516

811 عبد الله بن مروان بن أحمد بن مروان بن محمد بن مروان بن عبد العزيز التجيبي من أهل بلنسية يكنى أبا الحسن روى عن أبي الحسن بن النعمة وعني بعقد الشروط وأكره على القضاء بشبرب من كور بلنسية فتوجه إليها عن غير اختيار منه وحكي أنه باع بعض ثيابه وأنفقه مدة إقامته هنالك ثم استعفى فأعفى وكان من أهل الفضل والصلاح والعدالة الكاملة مع نباهة البيت وجلالة السلف مولده سنة 535 وتوفي يوم الأحد الخامس عشر لشوال سنة 593 ودفن يوم الاثنين بعده بمقبرة باب الحنش ذكر وفاته أبو عبد الله بن أبي العافية ومولده أبو عبد الله بن عياد

812 عبد الله بن يوسف بن علي الأنصاري من أهل بلنسية يعرف بابن عطد ويكنى أبا محمد كان من أهل النباهة وله رواية سماه أبو الربيع بن سالم فيمن صحبه وأخذ عنه ولم يذكر أحدا من شيوخه

813 عبد الله بن طلحة بن أحمد بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي من أهل غرناطة يكنى أبا بكر سمع أباه وابن عم أبيه القاضي أبا محمد عبد الحق بن غالب بن عطية وأبا الحسن بن الباذش وابنه أبا جعفر وأخذ عن أبي عبد الله النوالشي المقرىء وأبي عبد الله محمد بن أيمن السعدي وتفقه بالقاضيين أبي الحسن بن أضحى وأبي محمد بن سماك وسمع بقرطبة أبا عبد الله بن الحاج وأبا الحسن بن مغيث وبالمرية أبا القاسم بن ورد وأبا الحجاج القضاعي وسمع أيضا أبا الفضل بن عياض وأبا محمد عبد الله بن سهل الضرير وأجاز له أبو بكر غالب بن عطية وأبو محمد بن عتاب وأبو بجر الأسدي وأبو القاسم بن بقي وأبو الوليد بن بقوة وأبو بكر بن العربي وأبو الحسن

____________________

شريح بن محمد وابو الفضل بن شرف وابو عبد الله بن أبي الخصال وغيرهم وكان معدودا في فقهاء بلده صدرا في أهل الشورى والفتيا حدث عنه جماعة منهم أبو العباس بن عميرة وابو القاسم الملاحي ووقفت على خطة بالإجازة لبعض أصحابنا في عقب شوال سنة 597 وهو إذ ذاك ابن ست وثمانين سنة إلا أياما

وتوفي سنة ثمان وتسعين بعدها ومولده غدوة يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت لذي القعدة سنة 511 وهو آخر الرواة عن أبي بكر غالب بن عطية وأبي محمد بن عتاب قرأت تاريخ مولده وأكثر خبره وتسمية شيوخه بخط الملاحي وفيه عن غيره

814 عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن ابراهيم بن سليمان اللخمي من أهل إشبيلية وسكن مراكش يكنى أبا محمد ويعرف بابن علوش سمع من جده أبي عبد الله محمد بن علي ومن أبي بكر بن العربي وأخذ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد واستأدبه المنصور أبو يوسف لبنيه بمراكش فانتفعوا بتعليمه لتجويده وإتقانه ومعرفته بالقراءات وطرقها ومشاركته في العربية والآداب وكان مهيبا في تأديبه مشددا على تلاميذه ذكره ابن الطيلسان وأخذ عنه يسيرا عند قدومه قرطبة سنة 593 وروى عنه عن شريح عن أبي محمد بن حزم قوله

( لا تلمني لأن سبقت بحظ ** فات إدراكه ذوي الألباب )

( يسبق الكلب وثبة الليث في العدو ** ويعلو النخال فوق اللباب )

وحكي أنه عاد إليها في سنة تسع وتسعين وتوفي بعد ذلك بيسير

815 عبد الله بن ابراهيم بن عبد الله بن قسوم اللخمي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد روى عن أبي الحسن شريح بن محمد أخذ عنها لقراءات وسمع منه دواوين كثيرة ولم يحدث في علمي وربما أخذ عنه ابناه أبو بكر محمد الزاهد وأبو إسحاق ابراهيم ذكره لي ابن سيد الناس

816 عبد الله بن محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن هشام بن مالك بن

____________________

فهم الأزدي من أهل وادي آش يكنى أبا محمد له رحلة إلى المشرق أدى فيها الفريضة وسمع بدمشق من أبي طاهر الخشوعي مقامات الحريري والقاسم بن عساكر وأبي القاسم أحمد بن يونس البغداذي وغيرهما وله أيضا سماع من أبي المعالي محمد بن وهب بن سلمان السلمي وأبي الحسن بن عبد اللطيف بن اسماعيل بن أبي سعد الصوفي من أصحاب أبي بكر بن عبد الباقي وغيرهما وقفل إلى بلده وحدث سمع منه أبو سليمان بن حوط الله يسيرا وذكره في مشيخته ولم يرفع في نسبه وكان في عداد أصحابه ووقفت على خطه وكان ضعيفا بالسماع منه والإجازة في ذي القعدة سنة 599

817 عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الزهراوي يكنى أبا محمد ولد بالزهراء ونشأ بها ثم انتقل إلى قرطبة عند خلائها وأخذ من بي القاسم الشراط والقراءات والحديث والعربية ولازمه وأخذ أيضا عن أبي بكر بن الأركشي ثم لزم سدانة الجامع الأعظم وأم في صلاة الفريضة بمسجد أم الحكم المستنصر بالله بالربض الجوفي من قرطبة وكان فاضلا زاهدا منقبضا عن أهل الدنيا دؤوبا على ختم القرآن ما بين الليلة ويومها في صلاة وغير صلاة ذكره ابن الطيلسان وحكى تولعه بحفظ اللغات الحوشية والأشعار الجاهلية وقال توفي في أحد شهري ربيع سنة ستمائة ودفن بمقبرة أم سلمة

818 عبد الله بن محمد بن عبدون يعرف بالمطروبي ويكنى أبا محمد رحل حاجا ولقي بدمشق ابن أبي الحديد السلمي فحمل عنه ذكره ابن حوط الله

819 عبد الله بن أحمد بن محمد بن سالم المكتب الزاهد من أهل بلنسية يكنى أبا محمد ويعرف بالسبطير روى عن أبي الحسن بن النعمه سمع منه يسيرا في سنة 565 وأخذ القراءات قديما عن الأستاذ أبي جعفر بن عون الله الحصار شيخنا وأدب بالقرآن وكان من أهل الصلاح والزهادة والاجتهاد في العبادة كثير التلاوة لكتاب الله تعالى في أوراده وغيرهما وكان لوالدي رحمه الله به اختصاص ولم يزل يصحبه إلى أن توفي بعد عيد الفطر من سنة 601 ودفن خارج باب بيطالة وبمقربة من الخيام وكانت جنازته مشهودة والجمع فيها عظيما وأذكره لشهرتها

820 عبد الله بن أحمد بن عبد الملك القيسي من أهل شلب يكنى أبا محمد صحب أبا بكر بن المنخل وأبا عمرو بن حربون وروى عنهما بعض أشعارهما وكان أديبا

____________________

نبيها من أهل الذكاء والتيقظ يقرض أبياتا من الشعر وتصرف في الأعمال بشرق الأندلس وهنالك لقيه شيخنا أبو الربيع بن سالم وأخذ عنه بعض فوائده الأدبية

821 عبد الله بن علي بن أحمد الخولاني أندلسي لا أعرف موضعه يكنى أبا محمد له رحلة حج فيها وجاور بمكة وتلقب برهان الدين حدث عنه بعض أهل مرسية لقيه بمكة في سنة 604 وسمع عليه

822 عبد الله بن عيسى بن عبد الله الأنصاري المكتب من أهل قرطبة يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري وقعد للتعليم بمسجد من شرقي قرطبة وكان يؤم به ويعيش من كراء ريع له وكان منقطع القرين في الزهد والورع ذكره ابن الطيلسان وحكى أنه أخذ عنه بعض القراءات في صفر سنة 604 قال وتوفي في آخرها

823 عبد الله الشنتريني الزاهد من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد صحب أبا عبد الله بن المجاهد نحوا من ثلاثين سنة وأخذ عنه وسلك طريقته وكان فقيها مفتيا محترفا ببيع الزيت ثم ترك ذلك ولزم داره بأخرة من عمره وأقبل على العبادة إلى أن توفي رحمه الله حكى عنه أبو بكر بن قسوم وسمع منه بداره في شهر ربيع الأول سنة 606

824 عبد الله بن إدريس بن محمد بن علي بن الحسن القضاعي من أهل أندة وسكن بلنسية يكنى أبا محمد ويعرف بابن شق الليل سمع بقرطبة من أبي القاسم بن بشكوال وبقصر عبد الكريم من أبي محمد بن فليح مصاحبا في ذلك أبا محمد بن حوط الله وكان من أهل الوجاهة والنباهة بصيرا بالحساب ثقة صدوقا له تقييد وضبط رأيته بمسجد شيخنا أبي عبد الله بن نوح وقد زاره في بعض قدماته من أندة ولم آخذ عنه وتوفي سنة 607

825 عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الغافقي من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بالقباعي ويكنى أبا محمد وكناه أبو سليمان بن حوط الله أبا الحكم روى عن أبيه وغيره وكان يسمع منه الحديث بمسجد الجزارين من داخل بلده وهنالك سمع منه

____________________

الأستاذ أبو عبد الله بن هشام بعض الموطأ وبعض صحيح البخاري وقال كان رجلا صالحا لم يكن عند كبير علم وتوفي سنة ثمان أو تسع وستمائة

826 عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبدالله الأنصاري من أهل مالقة يكنى أبا محمد ويعرف بابن القرطبي لأن أباه انتقل منها وهم من بيت نباهة بقرطبة يعرفون ببني عبد الله سمع أباه أبا علي وابا بكر بن الجد وأبا عبد الله بن زرقون وأبا محمد بن جمهور وأبا القاسم بن حبيش وأبا عبد الله بن حميد وابا محمد بن عبيد الله وابا عبد الله بن الفخار وأبا محمد القاسم بن دحمان وأبا القاسم السهيلي وابا محمد بن بونة وأبا العباس بن اليتيم وأبا محمد عبد الوهاب بن محمد الصدفي وأبا خالد بن رفاعة وأبا الحسن بن كوثر وأبا القاسم بن عبد الرزاق وأبا محمد عبد المنعم بن الفرس وأبا عبد الله بن عروس وأبا جعفر بن حكم وغيرهم وكتب إليه أبو مروان بن قزمان وأبو الحسن بن هذيل وأبو بكر بن محرز البطليوسي وأبو الحسن بن النعمة وأبو عبد الله بن سعادة وأبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن خير وابو إسحاق بن قرقول وأبو محمد بن فائز وأبو عبيد الله البكري الأصغر وأبو محمد بن يزيد السعدي وأبو بكر الأركشي وأبو العباس المجريطي وأبو عبد الله بن حفص وغيرهم ومن أهل المشرق جماعة منهم أبو عبد الله بن الحضرمي وابو الطاهر الخشوعي وابا الثناء الحراني وأبو عبد الله الكركنتي وأبو الفضل الفرنوي وأبو القاسم البوصيري وابو المفضل بن دليل وغيرهم وعني أتم العناية بالرواية ولقاء الشيوخ والرحلة في سماع العلم وكتب الكثير وروى العالي والنازل واستوسع في ذلك وكان من أهل المعرفة الكاملة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان لها والحفظ لأسماء الرجال والتقدم في ذلك على الكمال مع المعرفة بالقراءات ووجوهها والمشاركة في علم العربية والآداب وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه إلا أن الذي شهر به ومال إليه علم الحديث والتصرف في فنونه والتحقق بالضبط مع جودة الخط

ورث براعته عن أبيه وأورثها بعد بنيه ولم يكن أحد يدانيه في حفظ التواريخ

____________________

والتجريح والتعديل إلا أفراد من أهل عصره سمعت صاحبنا أبا عبد الله محمد بن ابراهيم الأندي يقول سمعت أبا محمد بن حوط الله يقول المحدثون بالأندلس ثلاثة أبو محمد بن القرطبي وأبو الربيع بن سالم ويسكت عن الثالث فيرونه يريد نفسه قلت ولم يكن أبو القاسم الملاحي بدونهم وكان أبو محمد هذا كريم الخلال حميد العشرة موصوفا بالدماثة ولين الجانب محببا إلى الناس معظما في الخاصة والعامة وكان الذي بينه وبين أبي علي عمر بن عبد المجيد الرندي متباعدا جدا حدث ودرس وأخذ عنه الناس وانتفعوا به وروى لنا بعض أشياخنا وكبار أصحابنا وفاتني أن ألقاه واستجيزه ولم أقف من مجموعاته إلا على تلخيص أسانيد الموطأ من رواية يحيى بن يحيى وهو مما دل على سعة حفظه وحسن ضبطه وقد استدركت عليه مثله أو قريبا منه وتوفي بمالقة فجر يوم السبت السابع من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وستمائة 611 ودفن لصلاة العصر من اليوم المذكور ومولده بها سنة ست وقال ابن الطيلسان سنة 558 زاد ابن فرتون وعليه عهدته في شهر ذي القعدة

827 عبد الله بن ابراهيم بن الحسن بن منتيال الوراق من أهل مربيطر وسكن بلنسية يكنى أبا محمد سمع من أبي العطاء بن نذير وأبي عبد الله بن هذيل الأبيشي وجماعة من شيوخنا وأجاز له أبو بكر بن أبي جمرة وأبو الحجاج بن أيوب وغيرهما ورحل حاجا فسمع في طريقه من أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي نزيل بجاية ولقي بالاسكندرية أبا عبد الله بن الحضرمي فسمع منه وكان قد أجاز له قبل ذلك هو وأبو طاهر السلفي وأبو طاهر بن عوف وأبو القاسم بن جارة وكتب بخطه علما كثيرا على رداءته وقفل إلى بلده وكان له دكان بالقيسارية يقعد فيه للتجارة ويبيع الكتب وحدث بيسير لقيته مرارا عند شيخنا أبي الخطاب بن واجب وعند والدي رحمهما الله وهو استجازه لي فأذن لي في الرواية عنه لفظا وقد أخذ عنه بعض أصحابنا وتوفي ببلنسية في ذي القعدة سنة 611 ومولده قبل الخمسين وخمسمائة

828 عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن

____________________

خلف بن حوط الله الأنصاري الحارثي من أهل أندة عمل بلنسية وبها ولد ونشأ يكنى أبا محمد سمع أباه وأخذ عنه القراءات وقدم بلنسية فسمع من أبي الحسن بن هذيل النصف الأول ونحوه من إيجاز البيان في قراءة ورش لأبي عمرو المقرىء لم يسمع منه غير ذلك ولا أجاز له ورحل إلى مرسية فلقي أبا القاسم بن حبيش وابا عبد الله بن حميد فأخذ عنهما القراءات وسمع مهما الحديث وناظر في العربية على أبي عبد الله منهما وقيد عنه الآداب واللغات ثم جال في بلاد الأندلس وبها يومئذ بقية من الرواة وجلة من المحدثين والنحاة يأخذ القراءات من المقرئين ويروي الحديث عن المسندين ومن أعلام من لقي بقرطبة أبو القاسم بن بشكوال فأكثر عنه وابو العباس المجريطي وأبو الوليد بن رشد وابو عبد الله بن عراق وأبو الحسن الشقوري وأبو عبد الله بن حفص وأبو عبيد البكري وأبو القاسم بن رشد الوراق وبإشبيلية أبو بكر بن الجد وأبو الحسن نجبة بن يحيى وأبو إسحاق بن ملكون وأبو الوليد بن نام وأبو القاسم الحوفي وأبو عبد الله بن مالك الشريشي وأبو العباس بن مضاء القرطبي وبغرناطة أبو خالد بن رفاعة وأبو الحسن بن كوثر وابو جعفر بن حكم وبمالقة أبو عبد الله بن الفخار وأبو القاسم السهيلي وابو عبد الله بن العويص وأبو محمد بن غياث الصدفي وأبو بكر الأبار القاضي وأبو الحجاج بن الشيخ وبسبتة أبو عبد الله بن زرقون وأبو محمد بن عبيد الله وأبو القاسم بن عباس الجذامي وجماعة سوى هؤلاء يطول تعدادهم سمع منهم وأكثر عنهم وكتب إليه من أعيان المشرقيين وأعلامهم أبو الطاهر بن عوف وأبو الفضل بن الحضرمي وأبو الثناء الحراني وأبو الرضا بن طارق وأبو محمد بن عساكر وأبو الطاهر الخشوعي وغيرهم واعتنى بذلك من لدن صغره إلى كبره وروى العالي والنازل وكان إماما في صناعة الحديث مقيدا ضابطا بصيرا بها معروفا بالإتقان لها حسن الخط حافظا لأسماء الرجال واقفا على المعدلين والمجرحين يجمع إلى الاحتفال في الرواية حسن الاستقلال بالدراية وألف كتابا في تسمية شيوخ البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي نزع فيه منزع ابن نصر الكلاباذي لم يكمله وامتحن بالتجول فذهبت أصوله وضاعت كتبه في بعض أسفاره ولو فرغ للتأليف والتحقيق لعظم الانتفاع بمعلوماته بعده ولم يكن في زمانه أكثر مسموعا منه ومن أخيه أبي سليمان رحمهما الله وفهرسته الحافلة

____________________

شاهدة بذلك وكان له على أخيه الشفوف الواضح في علم العربية والتفنن في غير ذلك والتميز بإنشاء الخطب وتحبير الرسائل والمشاركة في قرض الشعر واستأدبه المنصور لبنيه بعد إقرائه القرآن والعربية بقرطبة قديما فحظى لديه ونال من جهتهم وجاهة متصلة ودنيا عريضة وتصرف في الخطط النبيهة فولي في أوقات مختلفة قضاء قرطبة وإشبيلية ومرسية وسبتة وسلا وغيرها من حواضر البلاد بالأندلس والعدوة وكان حميد السيرة كريم العشرة جامد الراحة محببا في الناس جزلا صليبا في الحق مهيبا على حدة ربما أوقعته فيما يكره عالما مقدما خطيبا مفوها حدث وأخذ عنه الناس وسمع منه الأكابر وفاتني أن ألقاه أو أستجيزه وتوفي بغرناطة وهو يقصد مرسية واليا قضاءها ثانية في نحو الثلث الأول من ليلة يوم الخميس من شهر ربيع الأول قاله ابن غالب وقال غيره منتصف سنة 612 ودفن عصر يوم الخميس المذكور ثم نقل إلى مالقة وكان دفنه بها على مقربة من مسجد الغبار يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان من السنة قاله ابن الطيلسان وبعضه عن ابن فرقد ومولده بأندة يوم الأربعاء الرابع من رجب سنة 549

829 عبد الله بن عمرو بن محمد بن يوسف الخزرجي من أهل قرطبة ونشأ بتلمسان يكنى أبا محمد سمع من أبي عبد الله بن خليل القيسي وأبي محمد بن وهب القضاعي بسته وأخذ عنه القراءات والعربية ومن ابي عبد الملك مروان بن عبد العزيز وأجاز له أبو عبد الله بن عبد الرزاق وأبو بكر بن رزق وكان أديبا كاتبا بليغا وورد قرطبة في خدمة بعض ولاتها بالكتابة فأقام بها بقية عمره وولي القضاء فحمدت سيرته وتوفي ودفن لصلاة الظهر من يوم الجمعة الثاني عشر من رمضان سنة 613 ودفن بمقبرة أم سلمة وقد نيف على السبعين ذكره ابن الطيلسان

830 عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان محمد بن سليمان الأنصاري الأوسي من أهل قرطبة يكنى أبا محمد ويعرف بابن الطيلسان وهو عم أبي القاسم الراوية أخذ القراءات عن أبيه أبي جعفر وأبي القاسم المعروف بابن البطورة وأبي القاسم الشراط مع العربية والآداب واستظهر عليه الشهاب للقضاعي ذكره ابن أخيه أبو القاسم وقال أنشدني أبو الحسن الفهري الأديب

____________________

( إذا كنت في حاجة مرسلا ** وأنت بها كلف مغرم )

( فأرسل حليما ولا توصه ** وذاك الحليم هو الدرهم )

وتوفي يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 614 ودفن عصر يوم الخميس بمقبرة أم سلمة مع سلفه

831 عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المطرف عبد الرحمن بن سعيد بن جرح من أهل قرطبة يكنى أبا محمد روى عن أبي مروان بن مسرة سمع منه يسيرا وقرأ القرآن والعربية والآداب على أبي بكر بن سمحون وابي بكر القشالشي وأكثر السماع من أبي القاسم بن بشكوال وأجاز له ما رواه وألفه وقد حدث وأخذ عنه وتوفي وصلي عليه بعد الظهر من يوم الجمعة الثامن لشعبان سنة 614 ودفن بمقبرة أم سلمة ومولده سنة 535 ذكره ابن الطيلسان

832 عبد الله بن محمد الجذامي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد ويعرف بالشلطيشي كان فقيها مدرسا لمذهب مالك ولم تكن عنده رواية تفقه به بعض أصحابنا ووصفه بالعلم والدين ولم يذكر تاريخ وفاته وقال هو كان بقية من يحكم هذا الشأن يعني الفقه رحمه الله

833 عبد الله بن محمد من أهل إشبيلية يعرف بابن الكماد ويكنى أبا محمد سمع الحديث من أبي محمد بن حوط الله وأخذ علم الكلام عن أبي الحجاج بن نموي وعول في نظره على ذكائه وتيقظه وكان متحققا بالعلوم على تفاريقها متقدما في ذلك متفننا ناقدا في غامضها واستقضي ببعض كور إشبيلية وحدثت أنه جمع بين تأليفي أبي محمد بن عطية وأبي القاسم الزمخشري في التفسير وما أراه استوفاه وسمعت بعد أصحابنا المخالطين له ينكر ذلك وتوفي مغتبطا سنة ثمان عشرة أو تسع عشرة وستمائة وقد نيف على الأربعين

834 عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بكر

____________________

القضاعي والدي رحمه الله من أهل أندة وسكن بلنسية يكنى أبا محمد أخذ القراءات عن الأستاذ أبي جعفر الحصار وأجاز له وسمع من أبي عبد الله بن نوح وأبي بكر بن قنترال وأبي عبد الله بن نسع وأبي علي بن زلال وصحب ابا محمد بن سالم الزاهد المعروف بالسبطير وكتب إليه القاضي أبو بكر بن أبي جمرة يجيز له ولي معه جميع روايته مرتين إحداهما في غرة رجب عام 597 والثانية في منتصف ذي القعدة من العام المذكور وأنا إذ ذاك ابن عامين وأشهر مولدي عند صلاة الغداء من يوم الجمعة في أحد شهري ربيع سنة 595 وكان رحمه الله ولا أزكيه مقبلا على ما يعنيه شديد الانقباض بعيدا عن التصنع حريصا على التخلص مقدما في حملة القرآن كثير التلاوة والتهجد به صاحب ورد لا يكاد يهمله ذاكرا للقراءات مشاركا في حفظ المسائل آخذا فيما يستحسن من الآداب معدلا عند الحكام وكان القاضي أبو الحسن بن واجب يستخلفه على الصلاة بمسجد السيدة من داخل بلنسية تلوت عليه القرآن بقراءة نافع مرارا وسمعت منه أخبارا وأشعارا واستظهرت عليه كثيرا أيام أخذي من الشيوخ يمتحن بذلك حفظي وناولني جميع كتبه وشاركته في أكثر من روى عنه وسمعته يقول حضرت شيخنا أبا عبد الله بن نوح وقد زاره بعض معارفه فسأله عن أحواله وبالغ في سؤاله فجعل يحمد الله ويردد ذلك عليه ثم أنشد متمثلا

( جرت عادة الناس أن يسألوا ** عن الحال في كل خير وشر )

( فكل يقول بخير أنا ** وعند الحقيقة ضد الخبر )

قلت ومثل هذا للقاضي أبي بكر بن البيضاوي البغدادي ونقلته من خط أبي بكر بن العربي

( إذا سألوني عن حالتي ** وحاولت عذرا فلم يمكن )

( أقول بخير ولكنه ** كلام يدور على الألسن )

( وربك يعلم ما في الصدور ** ويعلم خائنة الأعين )

وقد رأيت هذه الأبيات منسوبة إلى أبي محمد البطليوسي وذلك غلط فاضح وخطأ واضح ووجدت بعدها منسوبا إلى غيره

( جارت عادة الناس أن يسألوا ** عن الحال بالنطق أو بالكتاب )

( فكل يجيب بخير أنا ** وعين الحقيقة ضد الجواب )

حدثني أبي رحمه الله غير مرة أنه ولد بأندة سنة 571 وتوفي بمدينة بلنسية وأنا

____________________

حينئذ بثغر بطليوس عند الظهر من يوم الثلاثاء الخامس لشهر ربيع الأول سنة 619 ودفن لصلاة العصر من يوم الأربعاء بعده بمقبرة باب بيطالة وهو ابن ثمان وأربعين سنة وحضر غسله أبو الحسن بن واجب وجماعة معه وكانت جنازته مشهودة والثناء عليه جميلا نفعه الله بذلك

835 عبد الله بن عبيد الله بن عبد الملك بن علي بن محمد بن أحمد بن أبي محمد الراوية عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة بن رفاعة بن صخر بن سماعة اللخمي الباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد أخذ قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو عن أبي عبد الله بن معاذ الفلنقي والعربية عن أبي إسحاق بن ملكون وأبي بكر بن خشرم وسمع من الزاهد أبي عبد الله بن المجاهد وكان من كبار أصحابه ومن ابي محمد بن موجوال البلنسي وحدث بيسير وسمع منه ولم يكن مكثرا من هذا الشأن وعمر وأسن وكف بصره بأخرة من عمره وكان يقرىء القرآن بمسجد سلفه النبيه من داخل إشبيلية ويؤم في صلاة الفريضة وتوفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شعبان سنة 620 وصلى عليه قريبه الخطيب أبو مروان الباجي ومولده في شعبان سنة 532 ذكره ابن فرقد وفيه عن غيره

836 عبد الله بن حامد بن يحيى بن سليمان بن أبي حامد المعافري من أهل مرسية يكنى أبا محمد سمع الحديث من أبي القاسم بن حبيش وأبي عبد الله بن حميد وأبي محمد بن حوط الله وأخذ العربية عن أبي الحسن بن الشريك وصحب من الأدباء أبا بحر صفوان بن إدريس وغيره وكان من رجالات الأندلس وجاهة وجلالة مع التحقق بالكتابة والمشاركة في قرض الشعر وإليه كانت رياسة بلده وتوفي بعد صدره عن إشبيلية في آخر سنة 621

837 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خلف بن يوسف اللخمي من أهل إشبيلية يعرف بالطلبي وبابن الزيات ويكنى أبا محمد روى عن أبي عبد الله بن قسوم الفهري وأبي عبد الله بن زرقون وغيرهما ورحل حاجا فسمع منه بعض أصحابنا بمدينة تونس في أول سنة 620 أيام إقامته بها ثم توجه إلى المهدية ومنها ركب البحر إلى

____________________

الاسكندرية فلقي بها أبا القاسم عيسى بن عبد العزيز الوجيه وسمع منه وأجاز له في أول جمادى الأولى من سنة عشرين المذكورة وانتهى إلى مكة في رمضان منها فأدى الفريضة ثم قفل فأدركته وفاته بزوارة من ناحية أطرابلس المغرب وذلك في سنة 621 أو نحوها

838 عبد الله بن باديس بن عبدالله بن بادريس اليحصبي من أهل جزيرة شقر وسكن بلنسية يكنى أبا محمد سمع شيخنا أبا عبد الله بن نوح وتفقه به وتعلم العربية عنده ثم رحل إلى إشبيلية وأخذ عن مشيختها وأجاز البحر إلى مدينة فاس فلقي هنالك أبا الحجاج بن نموي وطبقته من أهل علم الكلام وأصول الفقه فأخذ عنهم وأجاز له ما رواه وألفه جماعة منهم أبو القاسم بن سمجون وأبو عبد الله بن بالغ الهاشمي وأبو جعفر بن شراحيل وأبو بكر بن الرمالية وابو زكرياء الدمشقي وابو عبد الله بن صاحب الصلاة الغرناطي وأبو القاسم الملاحي وغيرهم ولم يكن يعرف هذا الشأن بل تحقق بالعلوم النظرية مع المشاركة في غيرها وعاد إلى بلنسية فاجتمع إليه بالمسجد الجامع منها ونوظر عليه في المستصفى لأبي حامد وغير ذلك وقد حضرت تدريسه وصحبته وقتا وكان شكس الخلق مع الانقباض والتصاون وتنسك بأخرة من عمره وأجهد نفسه قياما وصياما إلى أن توفي في شعبان سنة 622 وكانت جنازته مشهودة

839 عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن سعدون الأزدي من أهل بلنسية يكنى أبا محمد روى عن الأستاذ أبي محمد المعروف بعبدون وأخذ عنه العربية وحضر عند القاضي أبي تميم ميمون بن جبارة وأجاز له أبو الطاهر بن عوف وأبو عبدالله بن الحضرمي وأبو القاسم بن جارة وكان من أهل المعرفة الكاملة بالآداب وفنونها ماهرا في العربية واللغة أنيق الوراقة بديع الخط كتب بخطه علما كثيرا واستكتبه بعض الرؤساء فبرع نظمه ونشره أجاز لي وسمعت منه حروفا من اللغة يفسرها وقد سئل عنها وتوفي في آخر سنة 622

840 عبد الله بن عبد العظيم بن عبد الملك الزهري من أهل مالقة يكنى أبا

____________________

محمد روى عن أبي عبد الله بن الفخار ولازمه وأكثر عنه وعن أبي عبد الله بن الإستجي وأبي الحسين بن قزمان وأبي الحجاج بن الشيخ وكتب إليه أبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن الجد وأبو القاسم بن حبيش وأبو محمد بن عبيد الله وأبو عبد الله بن حميد وأبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن نزيل بجاية وأبو محمد بن الفرس وغيرهم ومن أهل المشرق أبو طاهر السلفي وسواه وكان من أهل العناية بالحديث والاتسام به والعكوف على تقييده حسن الوراقة وكتب بخطه علما كثيرا مع النفوذ في عقد الشروط والتحقق بها وله مجموعات منها كتاب رجال الموطأ وكتاب في ذكر الأوليات روى عنه القاضي أبو عبد الله بن عسكر من شيوخنا وغيره وتوفي بحصن بلش من شرقي مالقة ودفن هنالك في شعبان سنة 623

841 عبد الله بن علي بن عتبة اللواتي من أهل شقوبش من أعمال شقورة يكنى أبا محمد روى عن أبي الحسن بن كوثر سمع منه بغرناطة وأقرأ ببلده وحدث روى عنه أبو محمد بن برطلة وهو أفادنيه وقال لي غيره أنه أقرأ العربية وكان مقصرا وتوفي بعد سنة 625

842 عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن مسلمة من أهل قرطبة يكنى أبا جعفر سمع من أبيه وأبي القاسم بن بشكوال وغيرهما وأخذ القراءات عن أبي الاصبغ بن الطحان وأبي العباس بن سيد وتأدب به وولي الصلاة والخطبة بجامع قرطبة الأعظم زمانا وأريد على القضاء فتمنع وتغيب أياما واعتذر فلم يقبل عذره فتولى ذلك أشهرا قليلة على كراهية وكان رجلا صالحا من بيت علم ورياسة توفي ليلة يوم الأحد الثاني عشر من رمضان سنة 626 ودفن لصلاة العصر من اليوم المذكور بالربض القبلي من قرطبة وقد جاوز السبعين

____________________

843 عبد الله بن محمد بن يوسف بن محمد الأنصاري من أهل إستجة يعرف بابن الفخار ويكنى أبا محمد رحل إلى المشرق صحبة أبي محمد عبد الله بن ستاري وأخذ عنه وعن أبي الحسن علي بن اسماعيل الأبياري وأبي العز المعروف بالمقترح وروى عن أبي شجاع زاهر بن رستم الأصبهاني وأبي الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري وكان مقرئا محققا فاضلا وكان ابن ستاري يعظمه ويرفع به جدا أخذ عنه بغرب الأندلس

844 عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عفير الأموي مولاهم من أهل إشبيلية وأصل سلفه من لبلة يكنى أبا محمد سمع بالأندلس أبا محمد بن حوط الله وسواه ورحل حاجا فسمع بمكة سنة 604 جماعة منهم أبو محمد يونس بن يحيى الهاشمي أخذ عنه صحيح البخاري عن أبي الوقت السجزي وهو من أهل بغداد جاور بمكة وأسمع الحديث ومنهم أبو يحيى أبو بكر بن حرز الله بن حجاج التونسي القفصي وأبو شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصبهاني ثم دخل بغداذ مدينة السلام فسمع بها في سنة 605 أبا محمد الحسن بن علي الدباس وأبا أحمد عبد الوهاب بن علي وأبا حفص عمر بن محمد بن طبرزد وغيرهم ورحل إلى نيسابور فسمع من أبي الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي موطأ مالك من رواية ابن مصعب الزهري وصحيح مسلم عن أبي عبد الله الفراوي وآخر مجلس منه سمعه على قبر مسلم فيما بلغني وسمع بدمشق من تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي تاريخ أبي بكر الخطيب بكماله إلا يسيرا منه وتجول ببلاد المشرق مدة يكتب الحديث ويعتني بلقاء الشيوخ ثم قفل إلى المغرب وحدث بتونس وأخذ عنه بعض أصحابنا بها في سنة 615 وأنشدنا الكاتب أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن أبي القاسم قال أنشدنا أبو محمد هذا قال أنشدنا كمال الدين أبو الفضائل عبد الحق بن عبد المجيد بن أبي بكر الوبري الخوارزمي بها للباخرزي

( أرى أولاد آدم أبطرتهم ** حظوظهم من الدنيا الدنية )

____________________

( فلم بطروا وأولهم مني ** إذا نسبوا وآخرهم منيه )

توفي أبو محمد هذا بعد الثلاثين وستمائة

845 عبد الله بن محمد بن حسين العبدري من أهل غرناطة يكنى أبا محمد ويعرف بالكواب روى عن أبي الحسن بن كوثر وأبي خالد بن رفاعة وغيرهما من مشيخة بلده وتصدر به للإقراء وكان من أهل المعرفة بذلك والعناية بالرواية مع الاتصاف بالصلاح به للإقراء وكان من أهل المعرفة بذلك والعناية بالرواية مع الاتصاف بالصلاح والورع وولي الصلاة والخطبة بموضعه وقد حدث وأخذ عنه وتوفي سنة 631 وهو ابن خمس وسبعين سنة

846 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي يحيى بن محمد بن مطروح التجيبي من أهل بلنسية وأصله من سرقسطة يكنى أبا محمد سمع أباه وأبا العطاء بن نذير وأبا عبد الله بن نسع وأبا الحجاج بن أيوب وأبا عبد الله بن نوح وأخذ عنها القراءات والعربية والآداب ولازمه طويلا وأبا الخطاب بن واجب وأبا ذر الخشني وأبا بكر عتيق بن علي القاضي وأبا عبدالله بن الخباز وأبا علي بن زلال وأبا محمد بن حوط الله وغيرهم

وأجاز له أبو بكر بن الجد وأبو عبد الله بن زرقون وابو القاسم بن حبيش وأبو محمد بن عبيد الله وأبو عبد الله بن الفخار وأبو بكر بن مغاور وأبو عبد الله بن حميد وابو الحسن بن كوثر وأبو بكر بن أبي جمرة وأبو محمد بن الفرس وأبو عبد الله بن عروس وأبو خالد بن رفاعة وغيرهم ومن أهل المشرق أبو الطاهر بن عوف وأبو عبد الله بن الحضرمي وأخوه أبو الفضل وابو عبد الله الكركنتي وأبو الثناء الحراني وابو طالب التنوخي وسواهم وفي شيوخه كثرة وولي القضاء بعدة من كور بلنسية وغيرها وولي بأخرة من عمره قضاء دانية ثم صرف بي عندما قلدت ذلك في شهر رمضان سنة 633 ثم أعيد إليها بعد ذلك لم استعفيت منه وكان فقيها عارفا بالأحكام عاكفا على عقد الشروط

____________________

من أهل الشورى والفتيا أديبا شاعرا مقدما فكها صدوقا في روايته سمعت منه حكايات وأخبارا وأنشدني لنفسه ولغيره كثيرا وأجاز لي غير مرة لفظا جميع ما رواه وأنشأه وروى عنه بعض أصحابنا توفي ببلنسية مصروفا عن القضاء عند المغرب من ليلة يوم الجمعة التاسع لذي القعدة سنة 635 والروم محاصرون بلنسية ودفن بمقبرة باب الحنش لصلاة ظهر الجمعة قبل امتناع الدفن بخارجها ومولده سنة 574

847 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي المعافري من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد روى عن أبيه وعن أبي الحسن نجبة بن يحيى وغيرهما واستجاز له أبوه جماعة من أهل المشرق وتلبس بالدنيا ولم يكن يعرف الحديث وقد أخذ عنه أبو إسحاق بن الكماد فيما بلغني وحمل عنه وناوله أكثر كتب خزانته توفي بمراكش في سنة 637 أو نحوها

848 عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الأعلى بن أحمد بن فرغلوش صاحبنا من أهل بلنسية يكنى أبا محمد روى معنا عن شيوخنا أبي عبد الله بن نوح وابي الخطاب بن واجب وأبي الحسن بن خيرة وابي الربيع بن سالم وغيرهم وأخذ القراءات عن أبي زكرياء الجعيدي وابن سعادة والحصار وابن زلال وأجاز له جماعة وتفقه بأبي الحسن بن أبي الفتح ونوظر عليه في كتب الرأي واجتمع إليه بمسجد شيخنا أبي عبد الله بن نوح وحدث بيسير وكان عدلا متصاونا وولي صلاة الفريضة والخطبة بجامع بلنسية مدة إلى أن تمكلها الروم صلحا في آخر صفر سنة 636 فانتقل إلى دانية وولي أيضا الخطبة بجامعها ثم انتقل منها إلى مرسية وتردد بينها وبين أوريولة وخطب بأوريولة إلى أن توفي بها سنة 638 وسيق إلى مرسية فدفن بها رحمه الله

849 عبد الله بن محمد الباهلي من أهل مالقة يكنى أبا محمد كان من أهل المعرفة بالفقه والحفظ لمسائل الرأي وكان محترفا بالتجارة ولم يكن الحديث شأنه توفي سنة 642

850 عبد الله بن قاسم بن عبد الله بن محمد بن خلف اللخمي من أهل إشبيلية

____________________

يكنى أبا محمد ويعرف بالحرار واختار هو الحريري فعرف بذلك سمع أبا محمد عبد الرحمن بن محمد الزهري وأبا الحسين بن عظيمة وروى عن أبي جعفر بن يحيى وأبي الحسن الشقوري وأبي محمد بن حوط الله وأبي القاسم الملاحي وأبي القاسم بن بقي وأبي الحسين بن زرقون وأبي عمر بن عات وجماعة من شيوخنا وغيرهم وشيوخه يزيدون على المائتين وله معجم فيهم سماه كتاب الدرر والفرائد في نخب الأحاديث وتحف الفوائد

وذكر أنه سمع الموطأ من ابن بقي ثلاث مرات وأخذ عن الزهري صحيح البخاري عن شريح سماعا وله كتاب حديقه الأنوار في تذييل اقتباس الأنوار والتماس الأزهار للرشاطي في الأنساب وكتاب المنهج الرضي في الجمع بين كتابي ابن بشكوال وابن الفرضي بزيادة على ذلك وكان له حظ من قرض الشعر واعتناء بصناعة الحديث وتقدم فيها مع براعة الخط الذي نحا فيه منحى أبي بكر بن خير والاتصاف بالإتقان والضبط مولده بجزيرة قبطيل مستوطن أسلافه عند الرواح من يوم الجمعة الثاني عشر لشعبان وقيل لشعبان أو رجب سنة 591 وتوفي في حصار الروم إشبيلية في صدر سنة 646 وفي يوم الاثنين الخامس من شعبان منها ملكها الطاغية صاحب قشتالة صلحا بعد منازتها حولا كاملا وخمسة أشهر أو نحوها وقيل توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وفي ربيع الأول منها ابتدأ الروم الحصار

851 عبد الله بن أحمد بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر بن موسى بن حفص الأنصاري من أهل دانية وسكن شاطبة صاحبنا يكنى أبا محمد سمع ببلده من أبي بكر أسامة بن سليمان وأبي القاسم بن إدريس وأخذ العربية عن أبي عبد الله التجيبي والآداب عن عمه أبي الحسين يحيى بن عبد الله وسمع منهما وسمع من أبي القاسم بن بقي بإشبيلية موطأ مالك رواية يحيى بن يحيى في سنة 622 وأجاز له جماعة من شيوخنا وغيرهم ورحل إلى المشرق فسمع بالاسكندرية وبدمشق والموصل جماعة من أعيانهم أبو عبد الله بن عماد الحراني وأبو نصر بن مميل الشيرازي وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي وأبو إسحاق ابراهيم بن أبي الطاهر الخشوعي وابو الحسن بن باسوية وأبو صادق بن صباح وأبو الحسن السخاوي وأبو محمد بن أبي السنان وغيرهم وكتب إليه من مسندي بغداذ طائفة منهم أبو صالح نصر بن عبد الرزاق

____________________

الجيلي وأبو القاسم علي بن أبي الفرج الجوزي وأبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي وأبو المنجي عبد الله بن عمر اللتي وأبو يحيى زكرياء بن حسان العليمي وطبقتهم وكان عنده شعر أبي العلاء المعري مسموعا على أبي إسحاق بن أبي اليسر عن والده عن جده عن أبي العلاء وفوائد سوى ذلك ومال إلى علم الطب وعني به وشارك في غيره مع حظ من الأدب ينثر به وينظم وكان من أهل التواضع والطهارة نزيه النفس نبيه البيت صاحبته بمدينة تونس مدة وسمعت منه كثيرا وسمع مني يسيرا وأجاز لي بلفظه ما رواه وجمعه وأنشأه ورحل إلى المشرق ثانية في أواخر ذي الحجة سنة 645 فتوفي بالقاهرة ظهر يوم الجمعة منسلخ شعبان ودفن يوم السبت بعده مستهل رمضان من سنة 46 بعدها ومولده قبل 590

852 عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري من أهل قرطبة يكنى أبا محمد روى عن أبيه أبي عامر وابي عبد الله بن أصبغ من شيوخنا وأخيه أبي إسحاق وأبي جعفر بن يحيى وابي القاسم بن بقي وأبي الحسين بن زرقون وابني حوط الله أخذ عنه سنة 643

853 عبد الله بن أحمد بن محمد بن عطية القيسي من أهل مالقة يكنى أبا محمد اختص بأبي محمد القرطبي وسمع عليه كثيرا وأجاز له ابن زرقون وابن حبيش وأبو محمد بن بونه وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي وابو الطاهر بن عوف ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بالمشرق من أبي الفضل جعفر بن علي الهمداني وأبي الحسن مرتضى بن العفيف وكتب إلى مرتضى هذا ومن غيرهما وكان من أهل الزهد والفضل وقد كتب إلي مع بعض أصحابنا وحدثني بمدينة بجاية من أثق أنه توفي سنة 646 جرح خطأ فمات من ذلك رحمه الله

854 عبد الله بن علي بن محمد بن ابراهيم الأنصاري الأوسي من أهل إستجة وسكن إشبيلية يعرف بابن ستاري ويكنى أبا محمد أخذ القراءات عن أبي الحسين بن عظيمة والعربية عن أبي علي الشلوبين ورحل إلى لامشرق في أواخر سنة 602 فدرس الفقه والأصول على ابن الحسن علي بن اسماعيل الأبياري وعلى أبي العز مظفر

____________________

الشافعي المعروف بالمقترح ولقي أيضا بالاسكندرية أبا الحسن بن المفضل المقدسي فتفقه عنده وسمع دولا من جامع الترمذي علي بن شجاع زاهربن رستم الأصبهاني وأدى الفريضة ولم يكن غرضه الرواية إنما كان همه الدراية وحكى أنه لم يقيد في رحلته إلا حديثا واحدا عن المقترح وعاد إل الأندلس فكان بإشبيلية وبقرطبة يدرس الأصول ومذهب مالك ثم انتقل إلى سبتة فأقرأ بها وأخذ عنه وكان من أهل الفهم والتيقظ والاستنباط الحسن وله جوابات فيما سئل عنه تدل على نباهته ومتانة علمه ثم عاد إلى إشبيلية وأقام بها إلى أن حصرها طاغية قشتالة فلم يمكنه الخروج منها حتى ملكت صلحا ولحق بسبتة فتوفي هنالك على إثر خروجه في آخر سنة 646 وكان لا يخبر بمولده إذا سئل عنه ويقول كان مالك يكره للإنسان التعريف بسنه

حدث عنه من كبار أصحابنا أبو عبدالرحمن بن غالب وغيره ومن الكنى في هذا الباب

855 أبو عبد الله بن الجنجالي يروي عن أبي المطرف بن مدراج حدث عنه محمد بن بكير قاضي قلعة رباح وزكريا بن غالب التملاكي من خط ابن الدباغ

856 أبو عبدالله بن الصفار من أهل سرقسطة أخذ بها عن أبي العباس أحمد بن علي بن هاشم المقرىء المصري في مقدمه سرقسطة سنة 420 وهو كان القارىء لما أخذ عنه بمجلس أبي عمر الطلمنكي وكان فاضل أفقه ذكره أبو عمر بن الحذاء في برنامجه وسمع بقراءته على ابن هاشم

857 أبو عبد الله الجبلي الطبيب من أهل قرطبة قال ابن عفيف أنشدني أبو بكر قاسم بن حمدان قال أنشدني أبو عبد الله الطبيب الجبلي

( اشدد يديك على كلب ظفرت به ** ولا تدعه فإن الناس قد ماتوا )

858 أبو عبد الله البجاني أندلسي نزل مصر وكان أشعريا من أهل الكلام ذكره أبو مروان الطبني

____________________

859 أبو عبد الله بن أبي العافية يروي عن أبي عمر بن عبد البر حدث عنه أبو الحكم يحيى بن محمد بن أبي المطرف القرطبي وفيه عندي نظر

860 أبو عبد الله بن عوف من أهل ميورقة كان فقيها على مذهب مالك تدور عليه الفتيا وبعده دخل أبو محمد بن حزم ميورقة بسعي أبي العباس بن رشيق في ذلك ففشا فيها مذهبه وكان دخول ابن حزم ميورقة بعد الثلاثين وأربعمائة

861 أبو عبد اللهبن جابر القرطبي يروي عن أبي العلاء المعري شعره أخذ عنه أبو عبد الله بن خطاب التطيلي من شيوخ أبي عامر بن رزق ذكر ذلك أبو بكر يحيى بن أبي عامر في برنامجه

862 أبو عبد الله الالبيري الكاتب بمصر في جامع عمروبن العاص لقيه أبو علي الصدفي هنالك وسمع منه بعض معاني القرآن لابن النحاس حدثنا بها عن أبي الحسن الحوفي عن أبي بكر الأذفوي عنه

863 أبو عبد الله الأندلسي ذكره ابن عساكر وقال قرأ عليه القرآن بالروايات أبو المعالي عبد الصمد بن الحسين التميمي الخطيب

864 أبو عبد الله السبتي المقرىء نزل المرية وأقرأ بها ومن الآخذين عنه هنالك أبو عبد الله بن سعيد الداني

865 أبو عبد الله بن الأديب من أهل مالقة كان فقيها مشاورا يسمع الحديث ويدرس الفقه ويجتمع إليه في كتب الرأي حدث عنه أبو محمد القاسم بن عبد الرحمن بن دحمان وذكر أنه قرأ عليه وعلى أبي محمد بن الوحيدي صحيح البخاري وناظر عليهما في المدونه

866 أبو عبد الله الأندلسي يحدث عنه أبو عبد الله الكركنتي بحكاية غريبة من برنامج ابن عبد الكريم الفاسي

____________________

ومن الغرباء

867 عبد الله المعمر الذي طرأ على الأندلس في آخر الزمان وكان يزعم أنه لقي بعض التابعين روى عنه أبو محمد بن أسد الجهني ذكر ذلك القبشي وفيه عندي نظر

868 عبد الله بن محمد الثقفي السوسي يكنى أبا محمد دخل الأندلس وسكن قرطبة وكان واحد عصره في صناعة الطب والبصر بعلوم الحكمة والتصرف في أفانينها ذا علاجات نافعة وإليه تنسب المجربات التي جمع أو جمعت له المشهورة في الناس قتلته البرابرة عند الحادثات بقرطبة في صدر شوال سنة 403 ودفن بمقبرة الربض العتيقة وكانت سنة السبعين أو نحوها ذكره ابن حيان وفيه عن غيره

869 عبد الله بن ابراهيم بن أبي العباس بن خلف التميمي من أهل تونس يكنى أبا محمد دخل الأندلس وبها لقيه أبو العباس العذري وأخبره بوفاة محرز بن خلف العابد ولأبيه ابراهيم تأليف في طبقات فقهاء تونس قرأت أكثره بخط أبي الخطاب بن واجب وقرأه بخط العذري وفيه زيادة عليه

870 عبد الله بن محمد بن آدم القاري الخراساني ونزل الأندلس يكنى أبا محمد ذكره أبو عمرو المقرىء وقال سمعته يقرأ مرات كثيرة وكان من أحسن الناس صوتا ولم يكن له معرفة بالقراءات ولا دراية بالأداء

871 عبدالله بن اسماعيل بن أبي إسحاق الجبنياني يعرف بابن أبي الطاهر ويكنى أبا محمد نشأ بسفاقس من أعمال إفريقية ودخل الأندلس واتصل بالموفق مجاهد العامري صاحب دانية والجزائر وكان من ذوي النباهة والنزاهة توفي هنالك ذبيحا سنة 415

872 عبد الله بن سعيد الوجدي منها ووجدة من أعمال تلمسان يكنى أبا محمد ولي قضاء بلنسية لأول فتحها في الدولة اللمتونية واسترجاعها من الروم في رجب سنة 495 وعلى يديه وتحت نظره تم بناء المحراب بالمسجد الجامع منها في سنة ثمان وتسعين وفي جانبه كان اسمه مخطوطا إلى أن ملكها الروم ثانية في آخر صفر سنة 636

____________________

وكان من جلة الفقهاء الحفاظ لمسائل الرأي القائمين عليها وكان يناظر عليه ويجتمع في ذلك إليه وبه تفقه أبو حفص بن واجب وغيره وقد حدث عنه أبو العرب عبد الوهاب بن محمد التجيبي وأبو عبدالله بن خليل القيسي نزيل مراكش وتوفي ببلنسية قبل سنة 510 وبعده ولي القضاء أبو الحسن بن واجب

873 عبد الله بن محمد بن عيسى بن حسين التميمي من أهل سبتة يكنى أبا محمد روى عن أبيه ودخل الأندلس فسمع بقرطبة من أبي محمد بن عتاب وطبقته وبمرسية من أبي علي الصدفي وبشاطبة من أبي عامر بن حبيب وأبي الحجاج يوسف بن أيوب وبالمرية من أبي عبدالله الخولاني البلغيي وكانت له عناية كاملة بالرواية ومعرفة بالحديث وكان حسن الخط ولسلفه وجاهة ونباهة بسبتة وأصلهم من تاهرت وولد أبوه القاضي أبو عبد الله محمد بن عيسى بمدينة فاس وانتقل به أبوه وهو كبير إلى سبتة فأوطنها هو وولده حدث عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد العزفي وغيره

874 عبد الله بن محمد بن يحيى العبدري من أصل قلعة حماد وأحسبه أندلسيا يكنى أبا محمد يروي عن أبي داود المقرىء وقد حدث وأخذ عنه بجامع القلعة المذكورة في رجب سنة 519

875 عبد الله بن علي بن عبد الملك بن سمجون اللواتي من أهل طنجة يكنى أبا محمد روى عن أبيه وعمه أبي عبد الملك مروان بن عبد الملك وأبي محمد بن المأموني وأبي بكر بن صاحب الأحباس وأبي علي الغساني وأبي عبد الله بن خليفة المالقي وغيرهم وولي قضاء الجزيرة الخضراء ليوسف بن تاشفين ثم نقله منها إلى قضاء غرناطة سنة 490 وأقام عليها إلى شهر ربيع الآخر سنة 508 بعد أن غزا في جيش علي بن يوسف إلى طلبيرة سنة 503 وفي آخر الشهر المذكور صرف بأبي بكر القليعي إثر مشاجرة وقعت بينه وبين فقهاء غرناطة غرب من أجلها أبو بكر غالب بن عطية إلى

____________________

السوس ونال ابنه عبد الحق من أمير قرطبة مزدلى إذلالا أدى إلى سجنه وحكى ابن عياد أنه غرب مع أبيه غالب توفي بتلمسان سنة 524 ومولده سنة 444 وهو ابن ثمانين سنة وحكى أبو محمد عبد الحق بن بونة في برنامجه أنه ولد في آخر سنة 447

876 عبدالله بن محمد الأنصاري الأوسي أحسبه من أهل بجاية يكنى أبا محمد ويعرف بالتامغلتي روى عن أبي الحسن العبسي وأبي علي الغساني لقيهما بقرطبة حدث عنه أبو الحسن بن طاهر خال أبي عبد الله بن الرمامة ورأيت السماع منه في شعبان سنة 513 ويحدث أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن حبوس عن أبي محمد التامغلتي هذا بالموطأ عن أبي علي الغساني ويحدث به أيضا عن أبي عبد الله بن أبي أحد عشر عن أبي علي الصدفي بعض خبره عن ابن حمادو

877 عبد الله بن محمد بن جبل الهمداني من أهل وهران وأصله من الأندلس يكنى أبا محمد كان فقيها خطيبا مفوها ونال بخدمة السلطان دنيا عريضة توفي بمراكش مستهل ربيع الآخر سنة 557 ودفن بروضة الشيوخ

878 عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الصنهاجي يكنى أبا محمد ويعرف بابن الأشيري سمع أبا جعفر بن غزلون وابا بكر بن العربي بالأندلس وغيرهما وكان كاتبا لصاحب المغرب فلما توفي استسر ونهبت كتبه فتوجه إلى الشام وقدم دمشق وأقام بها وحدث بالموطأ وغيره وله شرح في قصيدة الحصري ذكره ابن عساكر

وقال سمع مني وكتب عني كتابا ألفه لأجله فيمن وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة وعلقت عنه شيئا من أخبار أبي الوليد الباجي ولم أسمع منه حديثا مسندا لنزول روايته وكان أديبا له شعر جيد ثم توجه إلى حلب وأسمع بها الحديث سنتي ثمان وتسع وخمسين وخمسمائة وحج وجاور وتوفي بعد ذلك يوم الأربعاء الخامس والعشرين لشوال سنة 561 ودفن بظاهر باب حمص شمالي بعلبك وذكره ابن نقطة فقال سمع من أبي الحسن بن موهب وأبي

____________________

بكر بن العربي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي جعفر بن غزلون وابي عبد الله بن اصبغ المعروف بابن المناصف وأبي الفضل بن عياض وأبي الوليد بن الدباغ ومحمد بن عبد العزيز الزغيبي في آخرين وحدث ببغداذ وغيرها من البلاد حدثنا عنه جماعة من أشياخنا وكان فاضلا ثقة حافظا توفي في شهر رمضان سنة 561 وكان متوجها من المدينة إلى الشام

879 عبد الله بن حماد من أهل مكناسة يعرف بابن زغيوج دخل الأندلس وسكن شاطبة وخلف على بنت القاضي أبي عبد الله بن سعادة بعد وفاة أبي محمد بن عاشر الفقيه سنة 567 وولد له منها ابنه محمد وكان من أهل المعرفة والنباهة ولا أعلم له رواية بعض خبره عن ابن سالم

880 عبد الله بن محمد الفهري المقرىء من أهل سلا يكنى أبا محمد دخل الأندلس وأخذ القراءات بقرطبة عن أبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن عبد الجليل بن عبد العزيز وسمع من أبي محمد بن عتاب وأبي عبد الله بن مكي وأبي عبد الله بن ألحمر القريشي وعاد إلى بلده وأقام بها وقتا ثم عاد إلى الأندلس ثانية وأوطن قرطبة أخذ عنه القراءات أبو الحسن علي بن موسى بن النقرات وذكره أبو محمد بن فليح قال وانقطعت عنا أنباؤه فنسبناه إلى الغدر فكتب إلينا

( وحقكم ما طبت نفسا بغدرة ** معاذ إلا هي أن يقال غدور )

( وكيف يطيق الغدر من قد صفت له ** علانية في حبكم وضمير )

881 عبد الله بن عبد الحق الأنصاري من أهل المهدية يكنى أبا محمد أخذ عن مشيخة بلده وانتقل إلى المغرب وولي قضاء الجماعة بإشبيلية وكان جزلا صارما صليبا في الحق وكانت له بالدعار سطوات مرهوبة وآثار في الأحكام محمودة وتوفي بقصر عبد الكريم منصرفه من حضرة السلطان مراكش سنة 589 حكى لي ذلك ابن سالم وقال بلغني أن لأبي عبد الله المازري عليه ولادة

____________________

882 عبد الله بن محمد بن فليح الحضرمي من أهل قصر عبد الكريم يكنى أبا محمد روى عن أبي بكر بن العربي وأبي الحسن عباد بن سرحان وأبي موسى عيسى بن يوسف بن الملجوم وأبي الفضل عياض بن موسى وعليه اعتماده في الرواية وأجاز له أبو بكر بن طاهر تلميذ أبي علي الغساني وقد أخذ عن أبي عبد الله بن المدرة وولي القضاء بموضعه حدث وسمع منه الناس وروى لنا عنه من شيوخنا أبو محمد الناميسي وأبو بكر بن محرز وغيرهما وقال لي أبو الربيع بن سالم مررت بقصر عبد الكريم وهو حي في سنة 591 ولم آخذ عنه

883 عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن عبد الله بن سليمان المالكي من أهل فاس يعرف بابن السكاك ويكنى أبا محمد دخل المرية فلقي بها أبا القاسم بن ورد وأخذ عنه ورحل حاجا فأدى الفريضة وسمع من أبي الطاهر السلفي بالأسكندرية ولم يكن من أهل العلم وكان شيخا معمرا ومعدلا حدث عنه يعيش بن القديم وابو الحسن بن القطان وهما وصفاه وغيرهما وتوفي بفاس في جمادى الآخرة سنة 596 وهو ابن ست وتسعين سنة أو نحوها

884 عبد الله بن محمد بن عيسى التادلي من أهل فاس يكنى أبا محمد روى عن أبي بحر الأسدي وأبي محمد بن عتاب كتب إليه ودخل الأندلس في آخر المدة اللمتونية ولقي أبا بكر بن العربي بإشبيلية وهم بالسماع منه فصده الفقهاء عنه وأحالوه على أبي بكر بن طاهر راوية أبي علي الغساني وما أراه سمع منه وصحب القاضي أبا الفضل بن عياض ولقي ابن بشكوال فأجاز له ولم يعول إلا على أبي عتاب وأبي بحر ولا حدث عن غيرهما وقيل إنه صحب أبا بكر بن الصائغ الحكيم بالمرية وكان عالما متفننا فقيها أديبا حسن الخط جليل القدر له رسائل وأشعار مع شجاعة وصرامة عرف بها وكان أبوه أبو عبد الله من حفاظ المذهب المالكي مشاورا بفاس أيام لمتونة وولاه الخليفة أبو يعقوب قضاء فاس بلده يوم السبت السادس عشر لذي الحجة سنة 579

____________________

حدث عنه جماعة منهم أبو محمد بن حوط الله وأبو عبد الله الحضرمي وأبو الحسن بن القطان وأبو الربيع بن سالم وقال لي هو آخر من حدث عن أبي محمد بن عتاب وأبي بحر الأسدي هكذا قال وقد تقدم أن أبا بكر عبد الله بن أحمد بن طلحة آخر من حدث عنهما وقد حدث عن أبي بحر شيخنا أبوبكر بن أبي جمرة وتأخرت وفاته عن وفاة هذين وقال أبو الحسن الشاري وحدث عن أبي محمد هذا توفي بمكناسة مغربا عن وطنه سنة 597 عن سن عالية قال غيره ومولده سنة 511 و قال ابن فرتون توفي قرب الستمائة وقد اختل ذهنه من الكبر

885 عبد الله بن محمد بن حجاج من أهل فاس يكنى أبا محمد ويعرف بابن الياسمين وينتسب في أساسة من قبائل البربر التي بجهة فاس أخذ عن أبي عبد الله بن قاسم علم الحساب والعدد وشارك في غير ذلك وكان أحد رجالات السلطان بالمغرب وله أرجوزة في الجبر قرئت عليه وسمعت منه بإشبيلية في سنة 587 ولم يكن مرضيا وتوفي ذبيحا بمراكش سنة 601 وقيل في آخر سنة 600

886 عبد الله بن أحمد بن أبي القاسم واسمه عبد الرحمن بن عثمان التميمي من أهل بجاية يعرف بابن الخطيب ويكنى أبا محمد سمع من أبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي بعض تآليفه في الرقائق وأخذ عن أبي القاسم عبد الرحمن بن يحيى القرشي مختصره في القراءات وسمع من أبي عبد الله بن الفخار صحيح مسلم وأجاز له أبو طاهر السلفي وولي قضاء سبتة وبلنسية وكان وجيها نبيها صاحب ثروة وجدة حدث بيسير وسمع منه أيام قضائه ببلنسية ولقيته بها ثم بإشبيلية حين صرف عنها في سنة 617 ولم آخذ عنه إلا إجازة ولا كان الحديث شأنه وربما قرض أبياتا من الشعر وأنشدني أبو الربيع بن سالم قال أنشدني أبو محمد هذا لأبي الحسين بن جبير وقال كتب به إلي من الديار المصرية في رحلته الأخيرة لما بلغه خبره ولايتي قضاء سبتة وكان أبو الحسين قد سكنها قبل ذلك وتوفيت هنالك زوجة بنت أبي جعفر الوقشي فدفنها بها

____________________

( بسبتة لي سكن في الثرى ** وخل كريم إليها أتى )

( فلو أستطيع ركبت الهواء ** فزرت بها الحي والميتا )

وتوفي بمدينة تونس في شهر ربيع الأول سنة 620 حدثني بوفاته ابنه أبو علي عمر

887 عبد الله بن حجاج بن عبد الله من أهل الجزائر وأصله من أشير وسكن بجاية يعرف بابن سكات ويكنى أبا محمد روى عن أبي عبدالله بن الحسن الجزائري ودخل الأندلس ولقي بمالقة منها أبا الحجاج بن الشيخ فسمع منه كتاب الأحكام لعبد الحق الإشبيلي وغير ذلك وولي قضاء بجاية مدة طويلة فحمدت سيرته وكان موصوفا بالعدالة والنزاهة وبلغني أنه أخذ عنه وتوفي وهو يتولى قضاء بلده في التاسع والعشرين لجادي الأولى سنة 641 ومولده في صفر سنة 562 قال لي ذلك ابنه أبو عبد الله القاضي صاحبنا

888 عبد الله بن محمد بن عبد الله الصنهاجي ثم النامسي من أهل طنجة يكنى أبا محمد سمع بسبتة أبا محمد بن عبيد الله وبمدينة فاس أبا عبد الله الفندلاوي وأبا محمد بن ريدان وبقصر عبد الكريم أبا محمد عبد الجليل بن موسى أخذ عنه شعب الإيمان من تأليفه وأجاز له أبو العباس بن مضاء وأبو محمد بن فليح وأبو القاسم بن الملجوم وأبو ذر الخشني وأبو الصبر السبتي وابو علي الرندي وأبو الحسين بن جبير ما رواه وأنشأه ولقي بعض هؤلاء ودخل الأندلس غير مرة وولي قضاء شريش وغرب من وطنه إلى تونس في منتصف سنة 641 فلقيته بها مرارا وسمعت منه كثيرا وأجاز لي لفظا جميع روايته وحدثني بحكايات عن الصالحين وكان مشاركا في علم الكلام وانفصل مسرحا إلى بلده في شعبان سنة سبع وأربعين وأخبرني عن أبي محمد بن فليح وقرأته بخطه أنه نقل من خط أبي علي الغساني وكان يروي عن أبي موسى عيسى بن يوسف بن الملجوم عنه قال ذكر ابن قتيبة قال لم أزل أسأل عن السبب الذي أمر فيه بقتل الكلاب وإخراجها حتى بلغني أن أبا جعفر المنصور سأل عمرو بن عبيد عن الحديث فيمن اقتنى كلبا لغير زرع ولا حراسة أنه ينقص كل يوم من أجره قيراط فقال له عمرو بن عبيد هكذا

____________________

جاء الحديث ولا أدري لم ذلك فقال المنصور خذها بحقها وإنما قيل ذلك لأنه ينبح الضيف ويروع السائل وأنشد

( أعددت للضيفان كلبا ضاريا ** عندي وفضل هراوة من أرزن )

( ومعاذرا كذبا ووجها باسرا ** وتشكيا عض الزمان الألزن ) من اسمه عبيد الله

889 عبيد الله بن مالك القرشي الفهري من ساكني مورور يكنى أبا الأشعث ولاه عبد الرحمن بن معاوية قضاء الجماعة بقرطبة في أخريات أيامه وبعد صرف عبد الملك بن طريف اليحصبي ذكر ذلك ابن الفرضي في بعض إفادته وذكر ابن حارث في كتاب القضاة أن عبد الرحمن بن معاوية استقضاه على إشبيلية بعد إبراهيم بن شجرة البلوي في ذي الحجة سنة 158 فبقي قاضيا بقية أيامه وتلك ثلاث عشرة سنة وأربعة أشهر وولي هشام بن عبد الرحمن فأمضاه على القضاء ثم عزله في صفر سنة 173 فكانت ولايته أربع عشرة سنة وأربعة أشهر ثم ولي الحكم بن هشام فاستقضاه ثانية فكان قاضيا بعد عبد الله بن الأشعث أربعة أشهر ومات في ذي القعدة سنة 182 ولم يقعد للحكم ويقال أنه قرع فرحا

890 عبيدالله بن محبوب بن قطن بن عبد الله بن النضري البكري من أهل جيان سمع من أبيه وكان صالحا فاضلا يعني بالفقه وكان مفتي الحاضرة قبل القاسم بن شعبان ذكره ابن حارث وفيه يسير عن غيره وقال فيه ابن الفرضي عبد الله دون تصغير وبخط ابن حارث قرأته كما أوردته

891 عبيد الله بن معمر بن عيسى بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي من أهل قرطبة روى عن محمد بن عمر بن لبابة وأحمد بن خالد وغيرهما وكان من أهل العلم والرواية من فوائد ابن حبيش وفيه عن غيره

892 عبيد الله بن اسماعيل بن بدر بن اسماعيل من أهل قرطبة كان أديبا شاعرا

____________________

معروفا بذلك وكان أبوه أيضا شاعرا محدثا ذكره ابن فرج في كتاب الحدائق من تأليفه وروى عنه بعض شعره وذكره الحميدي بأقل من هذا

893 عبيد الله بن أحمد بن ميمون المخزومي من أهل جزيرة شقر بكنى أبا مروان ولي قضاء بلده وكانت له رواية عن أبي عمر بن عبد البر وسماع منه في سنة 445

894 عبيد الله بن هاشم بن خلف بن أحمد بن هاشم العبدري من أهل سرقسطة يكنى أبا مروان روى عن أبي هارون موسى بن أبي درهم أجاز له وسمع من أبي الوليد الباجي وهو كان القارىء عليه لصحيح البخاري بسرقسطة في رجب سنة 463 وبقراءته هذه سمع أبو داود المقرىء وأبو محمد الركلي وأبو زاهر سعيد بن محمد وغيرهم وقد تقدم ذكر أخيه أبي الحزم خلف بن هاشم في بابه

895 عبيد الله بن خلف بن هانىء العمري من أهل طرطوشة يكنى أبا مروان سمع أباه أبا القاسم خلف بن هانىء وأجاز له أبو بكر أحمد بن الفضل الدينوري وحدث عنهما وولي القضاء ببلده حدث عنه القاضي أبو الحسن محمد بن واجب وغيره أكثره عن ابن عياد

896 عبيد الله بن عبدالله بن ابراهيم بن عبد الله بن ابراهيم بن يوسف بن حسين بن سعيد بن محمد بن بشير بن شراحيل المعافري من أهل قرطبة وأصل جده الأعلى محمد بن سعيد بن بشير قاضي الجماعة بقرطبة من جند باغه من عرب مصر ونزل باجة بغربي الأندلس وكان ابنه سعيد بن محمد أيضا قاضي الجماعة بها روى عن أبيه عبد الله بن ابراهيم وهو الذي تولي الصلاة عليه فيما ذكر ابن بشكوال عند وفاته لثلاث بقين من المحرم سنة 498

897 عبيدالله بن حسين بن عيسى الكلبي من أهل مالقة يكنى أبا مروان أصله من جراوة ويعرف أبوه بحسون روى عن أبي المطرف الشعبي وغيره وولي قضاء مالقة وكان أبوه قد وليها قديما لبني حمود وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة 505 ذكر وفاته ابن حبيش وفيه عن غيره وابنه محمد بن عبيد الله من الفقهاء المشاورين

____________________

898 عبيد الله بن عبد البر بن ملحان كان من أهل العلم بالفقه وألف بمدينة بلنسية مجموعا في ذلك لبعض بني عبد العزيز وأصل بني ملحان من برجانة بغرب الأندلس وذكر ابن بشكوال عبيد الله بن يوسف بن ملحان فيتأمل وينظر مع ذلك في تاريخ ابن مدير

899 عبيد الله بن الجد الفهري من أهل لبلة كان من أهل العلم والحفظ لمسائل الرأي وهو الذي اختصر كتاب الإشراف للقاضي عبد الوهاب بعض خبره عن أبي على الشلوبين

900 عبيدالله بن نجاح بن يسار من أهل شاطبة يكنى أبا مروان أخذ القراءات عن أبي الحسن بن الدوش وسمع من أبي علي الصدفي في اجتيازه بشاطبة غازيا إلى كتندة في صفر سنة 514 وتصدر لإقراء القرآن ببلده وممن أخذ عنه القراءات أبو محمد هارون بن أحمد بن عات والد شيخنا أبي عمر بعضه عن ابن عياد وقال فيه أبو مروان بن يسار وهو وهم

901 عبيد الله بن عمر بن هشام الحضرمي أصله من إشبيلية وإليها كان ينسب وولد بقرطبة وبها نشأ يعرف بعبيد ويكنى أبا محمد وأبا مروان أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النخاس وأبي الحسن عون الله بن محمد وأبي جعفر أحمد بن عبد الحق الخزرجي وأبي بكر عياش بن مخراش لقيه بإشبيلية وسمع الحديث من أبي محمد بن عتاب وأخذ العربية والآداب عن أبي محمد بن منتان وكان مقرئا نحويا أديبا شاعرا جوالة في البلاد قصد المغرب وتصدر للإقراء والتعليم بالعربية والآداب فأخذ عنه بمراكش ومكناسة وأقام بتلمسان سبع سنين يقرىء بجامعها ثم صدر إلى الأندلس فسكن المرية وسمع بها من أبي القاسم بن ورد وأبي الحجاج القضاعي وأبي الحجاج بن يسعون ثم خرج منه ونزل مرسية وخطب بجامعها وأقرأ القرآن ثم انتقل عنها بعد ذلك

____________________

وله تواليف منها كتاب في قراءة ورش وقالون وقفت عليه وكتاب الإفصاح في اختصار المصباح وهو تأليف أبي الحجاج بن يسعون في شرح أبيات الإيضاح وكتاب في شرح مقصورة بن دريد حدث عنه أبو ذر بن أبي ركب وسمع منه كثيرا واختص به وأخذ عنه القراءات والآداب وأبو عمر بن عياد وابنه أبو عبد الله وقال مولده بقرطبة لتسع خلون من ربيع الأول سنة 489 قال وكان انفصاله من مرسية بعد سنة 550

902 عبيد الله بن عبد الرحمن بن جابر الأسدي من أهل غرناطة يكنى أبا مروان له سماع من أبي أمية ابراهيم بن منبه الغافقي في ذي الحجة سنة 555 وكان أبوه أبو القاسم عبد الرحمن بن جابر من أهل العلم وقاضيا بموضعه

903 عبيد اله بن ميمون الأنصاري من أهل جزيرة شقر يعرف بابن الأديب ويكنى أبا مروان كان من أهل المعرفة بالقراءات والبصر بها وولي قضاء بلده وكان موصوفا بفطنة وحزامة توفي سة 556 ذكره ابن سفيان

904 عبيد الله بن خليفة من أهل ألبش عمل بطليوس يعرف بابن الموصلي نسبة إلى موصل قرية بأشبونة ويكنى أبا الحسن كان من أهل العلم والنباهة وولي قضاء إشبيلية في الدولة اللمتونية بعد أبي بكر بن العربي استقدم لذلك من بلده بالثغر وقيل حينئذ في ولايته شعر قد كتبته في معجم مشيختي عن أبي الربيع بن سالم وهو الذي أفادنيه توفي مصروفا بالبش يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من شوال سنة 560 ودفن هنالك وذكر وفاته أبو القاسم القنطري

905 عبيد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن بن مسعود بن عيشون المعافري من أهل بلنسية وأصله من لبرقاط عمل أبيشة من ثغورها الشرقية يكنى أبا مروان روى عن أبي الوليد بن الدباغ ورحل حاجا فأدى الفريضة ولقي أبا علي بن العرجاء بمكة وأبا طاهر السلفي بالاسكندرية وغيرهما ولقي أيضا أبا عبد الله المازري بالمهدية وحكى عنه أنه سمعه يقول وقد جرى كتابه المعلم بفوائد صحيح مسلم أني لم أقصد تأليفه وإنما كان السبب فيه أنه قرىء علي كتاب مسلم في شهر رمضان فتكلمت على نقط منه فلما فرغنا من القراءة عرض علي الأصحاب ما أمليته عليهم فنظرت فيه وهذبته فهذا كان سبب جمعه أو كلاما معناه هذا

وانصرف إلي بلده وحدث بيسير وروى عنه شيخنا أبو

____________________

عبد الله بن نوح كتاب الخصائص لابن الدباغ مناولة عنه وكان نهاية في الصلاح والفضل وأعمال البر والخير وجيها متواضعا صرورة لم يتزوج قط أخباريا محققا واقتنى من الدواوين والدفاتر كثيرا وكان صاحب ثروة ويسار وهو بنى المسجد المنسوب إليه على مقربة من باب القنطرة من داخل بلنسية ووقف عليه دارا لسكنى من يؤم به وتوفي سنة ثلاث أو أربع وسبعين وخمسمائة أكثر خبره عن ابن سفيان وفيه عن غيره

906 عبيد الله بن محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور السلمي من أهل شاطبة يكنى أبا مروان سمع من أبيه وتفقه به وكتب الشروط بين يديه وسمع أيضا من أبي الوليد بن الدباغ وناظر عند القاضي أبي بكر بن أسد وولي الأحكام ببعض جهات شاطبة وتوفي سنة 574 ذكره اب نسفيان وحكى عنه ابن عياد

907 عبيد الله بن عبدالله بن خلف بن عياش الأنصاري من أهل قرطبة وسكن مالقة يكنى أبا مروان روى عن أبي محمد بن عاتب سمع منه الموطأ في سنة 512 وكان شيخا صالحا وهو من بيت الخطيب أبي عبد الله بن عياش الشنتيالي حدث عنه أبو العباس بن الجيار المالقي وقال توفي أول شوال سنة 574

908 عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز المقرىء من أهل إشبيلية يعرف بابن اللحياني ويكنى أبا الحسين أخذ القراءات عن أبي الحسن شريح بن محمد وأبي العباس بن عيشون

وتصدر للإقراء وممن أخذ عنه أبو القاسم بن أبي هارون الإشبيلي المقرىء وأبو الخليل مفرج بن حسين الضرير المقرىء ذكره ابن الطيلسان وغيره

909 عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن غلنده الأموي مولاهم من أهل سرقسطة وسكن إشبيلية يكنى أبا الحكم أخذ بقرطبة عند خروجه من بلده بتغلب العدو عليه مع أبيه وجده عن عبد الله بن أبي الخصال وأبي بكر يحيى بن الفتح الحجاري ثم رحل عنها إلى إشبيلية فأوطنها وكان أديبا شاعرا مرسلا طيبا ماهرا صناع اليدين أبرع الناس خطا وأحسنهم ضبطا وكتب علما كثيرا وكل ما وجد من تقييداته ففي غاية الإفادة وأنشدني له بعض أصحابنا من لزومياته

____________________

( إذا كان إصلاحي لجسمي واجبا ** فإصلاح نفسي لا محالة أوجب )

( وإن كان ما يغني إلى النفس معجبا ** فإن الذي يبقى إلى العقل أعجب )

وتوفي بمراكش سنة 581 وحدثني الثقة أنه بلغ سبعا وتسعين سنة

910 عبيد الله بن عبدالله بن محمد بن عبد الملك بن عبيد الله بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان من أهل قرطبة واستوطن أبوه أشونة ونزلها هو بعده يكنى أبا الحسين سمع من أبيه القاضي أبي مروان وأبي جعفر البطروجي سمع منه صحيح البخاري وأبي إسحاق بن فرقد وأخيه أبي محمد عبد الله ويروي عن غالب بن عطية وابن رشد وأبي بحر وأجاز له أبو محمد بن عتاب وأبو بكر بن العربي وأبو عبد الله بن مكي وغيرهم وولي القضاء بعدة كور من أعمال قرطبة وكان بصيرا بالأحكام أديبا شاعرا بارع الخط فكه الخلق من بيت علم وأدب ونباهة سمع منه أبو سليمان بن حوط الله بقرطبة في سنة 578 قال ورأيته بعد ذلك بأعوام بمالقة وقد اختبل وأظنه استمر به وتوفي بأشونة سنة ثلاث أو أربع وتسعين وخمسمائة ذكر وفاته وبعض خبره ابن فرقد وحكى غيره أنه ولد سنة ثمان عشرة وهو وهم

911 عبيد الله بن عبد الله بن خلف الأزدي من أهل إشبيلية وسكن بلنسية يكنى أبا مروان ويعرف بابن الزوق أخذ القراءات عن أبي الحسن بن عظيمة وأبي الحسن شريح بن محمد وكان حافظا لمسائل الرأي عارفا بالفروع وأم في صلاة الفريضة بنواحي بلنسية ثم بمسجد الشراجب من داخلها وقدم للخطبة ببعض جهاتها أخذ عنه ابنه أبو الحسن علي بن عبيد الله وتوفي بعد الستمائة

912 عبيد اله بن عبدالله بن الأنصاري من أهل قرطبة يعرف بالصيقل ويكنى أبا مروان أخذ القراءات عن أبي القاسم بن رضا وأبي عبد الله بن محمد بن علي اللاردي وسمع الحديث من أبي محمد بن عتاب وصحب أبا مروان بن مسرة وسمع منه كثيرا وعلم بالقرآن فرأس في ذلك وطال عمرة فقرأ عليه الأجداد والآباء والأبناء وكان من أهل الزهد والصلاح والتواضع ذكره ابن الطيلسان وحكى أن ابن مسرة كان يزوره في موضع تعليمه قال وتوفي وقد راهق المائة سنة 601 وفي سماعه من ابن عتاب عندي نظر وإذا صح فهو آخر من حدث عنه وما ذكر عن أبي طلحة وأبي محمد التادلي غير صحيح

____________________

913 عبيدالله بن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن ابراهيم بن الوليد المذحجي من أهل باغه وسكن قرطبة يكنى أبا الحسين أخذ عن أبيه القراءات والآداب والطب وأخذ أيضا عن أبي بكر عياش بن فرح وأبي عبد الله بن صاف الجياني وأبي داود بن سعيد المعافري وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن هلال وأبي بحر علي بن جامع الكفيف المقرىء وأخذ عن بعضهم العربية والآداب وسمع الموطأ من أبي علي يونس بن مغيث بن يونس بن الصفار وأجاز له ومن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن هلال أحد أصحاب بن الطلاع وغيرهم وأخذ الطب عن أبي مروان عبد الملك بن محمد بن جريول البلنسي وأبي نصر فتح بن محمد المعروف بابن الحجام وأبي بكر محمد بن ظهير من أصحاب أبي المطرف بن وافد وغيرهم وعني بلقاء الشيوخ من المقرئين والمحدثين والأطباء وكان حافظا للقرآن كثير التلاوة له أديبا ناظما ناثرا ماهرا في الطب وعليه عول وله قعدة حسن الضبط بارع الخط حدث عنه ابن الطيلسان وهو وصفه وحكى أنه يروي الطب عن أبيه عن أبيه كذلك إلى الوليد جدهم الأكبر وأنهم كانوا أطباء وأن الوليد منهم دخل الأندلس مع عبد الرحمن بن معاوية وهو كان مدير علاجه وقال توفي يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء الرابع عشر لربيع الآخر سنة 612 ومولده سنة 528

914 عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المطرف عبد الرحمن بن سعيد بن جرج من أهل قرطبة يكنى أبا مروان سمع من أبي القاسم بن بشكوال وأخذ القراءات والعربية عن أبي بكر بن سمحون وأبي القاسم الشراط وأبي بكر القشالشي روى عنه ابن الطيلسان وقال توفي ودفن يوم الثلاثاء الثامن من جمادى الأولى سنة 618

915 عبيد الله بن عاصم بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن محمد الأسدي من أهل رندة وإمام جامعها والخطيب به يكنى أبا الحسن روى عن أبي بكر بن الجد وأبي عبد الله بن زرقون وأبي القاسم الحوفي وأبي جعفر بن مضاء وأبي الوليد بن رشد وابي زيد السهيلي وأبي القاسم بن حبيش وأبي محمد بن عبيد الله وأبي عبد الله بن حميد

____________________

وأبي محمد بن جمهور وأبي الحسن بن نجبة بن يحيى وغيرهم وكان من أهل العناية بالرواية حدث وأخذ عنه وأجاز لبعض أصحابنا في سنة 635

916 عبيد الله بن عبد الله بن سيد الناس اليعمري من أهل إشبيلية يكنى أبا الحسن أخذ عن أبيه قراءة نافع وروى كثيرا عن أخيه أبي العباس والد صاحبنا الخطيب أبي بكر وكتب بخطه علما كثيرا وتوفي سنة 637 أفادنيه صاحبنا أبو بكر بن أخيه وذكر انه كتب وصية ابن صمادح لابنه معن أبي الأحوص ونقلها من خط أبي بكر بن زهر

917 عبيد الله بن محمد بن عبيد الله النفزي من أهل شاطبة صاحبنا يكنى أبا الحسين ويعرف بابن قبوج روى ببلده عن أبيه وأبي عمر بن عات وأبي الخطاب بن واجب وغيرهم ورحل إلى إشبيلية وبها لقيته في سنة 618 فأخذ بها عن أبي الحسين بن زرقون ودرس عليه الفقه وانصرف إلى بلده فلزم داره واعتزل الناس وأقبل على الزهادة والعبادة ودراسة العلم وكان حافظا للفقه والحديث مشاركا في غيرهما جود في شبيبته الشعر ثم تنزه عنه بعد ذلك وخرج من بلده بعد ما محاصرة الروم إياه وإفراجهم عنه على تملك بعضه وركب البحر من دانية فتوفي عند وروده بجاية من ليلة الخميس مستهل جمادى الأولى ودفن لصلاة العصر منه سنة 642 لأيام وصوله وكانت جنازته مشهودة والثناء عليه جميلا وكان أهلا لذلك رحمه الله

____________________

____________________

3

____________________

= كتاب التكملة لكتاب الصلة = تأليف الفقيه الكاتب المحدث الضابط أبي عبد الله محمد بن أبى عبد الله بن أبي بكر القضاعي ابن الابار حفظه الله من اسمه عبد الرحمن

1 عبد الرحمن بن شماسة بن ذؤيب بن أحور المهري يكنى أبا عمرو وروى عن أبي ذر وقيل عن أبي نظرة عن أبي نظرة عن أبي ذر وعائشة وعمرو بن العاص وابنه عبد الله بن عمرو وزيد بن ثابت وأبي نضرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني وغرفة بن الحارث الكندي وعوف بن مالك الأشجعي ومعاوية بن حديج ومسلمة بن مخلد وأبي رهم السماعي ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخه وقال أخر من حدث عنه بمصر حرملة بن عمران وسماه ابن بشكوال في الداخلين من التابعين وروى ذلك عن الحميدي

2 عبد الرحمن بن أسيد السبائي من أهل البيرة كان قاضيها لعبد الرحمن بن معاوية ذكره الرازي

____________________

3 عبد الرحمن بن عبيد الله من أهل بسطة سماه ابن شعبان في الرواة عن مالك من أهل الأندلس قال وكان مالك له مكرما قرأت ذلك بخط ابن بنوش

4 عبد الرحمن بن هشام بن سعيد الخير بن عبد الرحمن بن معاوية من أهل قرطبة روى عن يحيى بن يحيى وعبد الملك بن حبيب وعيسى بن دينار وجماعة سواهم وكان من أهل العلم والرواية نقلت ذلك من خط ابن حبيش

5 عبد الرحمن بن حمدون بن أبي عبدة حسان بن مالك من أهل قرطبة وأحد وزراء الأمير عبد الله بن محمد كان فقيها راوية لقي رجال العلم وحذق السنة والرأي وكان أوسع أهل بيته وجماعة الوزراء في وقته باعا في العلم والمعرفة ذكره ابن حيان عن القبشي

6 عبد الرحمن بن غيث أخو جابر بن غيث من أهل لبلة كان هو وأخوه عالمين بالعربية والشعر وضروب الاداب مشهورين بالفضل والدين واستجلبهما

____________________

هاشم بن عبد العزيز وزير الأمير محمد بن عبد الرحمن لتأديب بنيه من كورة لبلة فتعاصى عليه عبد الرحمن وأجابه جابر فكان ذلك سبب سكنى جابر قرطبة ذكره الزبيدي وقال الرازي وذكر جابر بن غيث كان شديد التوقي كثير التنقي حتى خرج في ذلك عن القدر ويقارب حد الاباضية وكان لايحلف بالله في شيء ولا يجريه على لسانه في جد ولا هزل ولا حق ولا باطل قال وأخوه عبد الرحمن بقية من المتبتلين والفضلاء المتقدمين

7 عبد الرحمن بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن هشام بن سعيد الخير بن الأمير عبد الرحمن بن معاوية كان خيرا فاضلا يلتزم المساجد ويحفظ الأثار ويرويها وكان من صنائع الحكم ولي العهد توفي في ربيع الإخر سنة ( 343 ) وبلغ ستا وسبعين سنة عن ابن حيان

8 عبد الرحمن بن أبي أمية بن عصام من أهل تدمير سمع من أبي الغصن محمد بن هارون ومحمد بن عمر بن لبابة ذكره ابن حارث

9 عبد الرحمن بن ابراهيم بن عجنس بن أسباط الزبادي بالباء المعجمة

____________________

بواحدة كان هو وأبوه وأخوه أحمد بن ابراهيم من أهل العلم ذكر ثلاثتهم أبو سعيد بن يونس وذكر ابن الفرضي أحمد وابراهيم 10 عبد الرحمن بن سعيد بن وزير العروضي النحوي من أهل قرطبة يكنى أبا المطرف يروي عن أبي علي البغدادي وأبي العباس وليد بن عيسى الطنيجي وغيرهما حدث عنه أبو غالب تمام بن غالب التياني وقرأت ذلك بخطه وقال أبو الوليد بن الفرضي في تاريخه عند ذكر وليد بن عيسى الطنيجي أخبرني ببعض أمره عبد الرحمن بن سعد وهو هذا

11 عبد الرحمن بن جحاف بن يمن بن سعيد المعافري من أهل بلنسية وقاضيها للحكم المستنصر بالله كان بقرطبة في سنة ( 351 ) إذ قدم الطاغية ملك الجلالقة فحضر هو وأيوب بن حسين قاضي وادي الحجارة بمنية نصر بقرطبة ووجههما الحكم إلى ابن عم ملك الجلالقة يؤكدون عهده ويقبضون بيعته

____________________

12 عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن محمد بن يزيد اللخمي روى بقرطبة عن أبي زكرياء العائذي وأبي عبد الله بن مفرج وغيرهما وحكى أنه حضر معه السماع على العائذي في سنة ( 369 ) آلاف من الناس قال وكان يملي من بطائق ويتلقى الإملاء عنه من يقرب منه ثم يلقيه إلى المستملي حرفا وحرفين فيرفع بهما صوته بأشد استطاعته ويكتب الناس ثم كذلك حتى يفرغ المجلس وكان ذلك بجامع قرطبة قلت وفي السنة المذكورة قدم العائذي من رحلته الحافلة إلى المشرق 13 عبد الرحمن بن سعيد أندلسي لا أعرف موضعه سمع بقرطبة من سعيد بن محمد بن عبد ربه واسماعيل بن إسحاق الطحان وأبي عبد الله بن مفرج وغيرهم ورحل فسمع بالقيروان من أبي الحسن زياد بن عبد الرحمن اللؤلؤي وسواه وحدث بمصر سمع هنالك منه أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي الصواف أحد أصحاب الدارقطني وحدث عنه فى زيادته عليه واستداركه من أغفل من رواة مالك بن أنس وقفت على ذلك من هذا الاستدراك وذكره الحميدي عنه مختصرا

14 عبد الرحمن بن الحسين سكن تطيلة وله رواية عن أبي عبد الله محمد بن يحيى بن عبد العزيز بن الخراز صاحب الصلاة بقرطبة حدث عنه الصاحبان وقالا كتبنا عنه بتطلية ذكره أبو عمر بن عفيف

15 عبد الرحمن بن عبد الرحيم المقرىء من أهل قرطبة يكنى أبا عمرو أخذ القراءات عن أبي عبد الله محمد بن الحسين بن النعمان القيرواني وصحبه وأقرأ القرآن بعده وأخبر عنه بما ينبغي أن يقول من دخل المقابر قال وكان يعلمنا ذلك ويحضنا عليه ذكره ابن حيان في كتابه الذي جمع فيه بين كتابي القبشي وابن عفيف

____________________

16 عبد الرحمن بن عبد الله بن معافى المقرىء من أهل شاطبة يكنى أبا المطرف روى عن أحمد بن ثابت التغلبي حدث بالموطأ عنه عن عبيد الله بن يحيى وكان مقرئا روى عنه أبو المطرف عبد الرحمن بن موسى بن أبي تليد والد أبي عمران وابنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معافى ذكره ابن بشكوال

17 عبد الرحمن بن أبي أيوب القرشي المرواني يعرف بابن مها ويكنى أبا بكر كان فقيها عدلا بقية رجال المروانية بقرطبة في وقته توفي سنة 414 هـ من خط ابن حبيش

18 عبد الرحمن بن السليم من أهل قرطبة يكنى أبا المطرف روى عن أبي عمر بن الهندي الفقيه وصحبه وأخذ عنه كتابه في الوثائق حدث به عنه أبو الربيع سليمان بن خليفة المالقي والد القاضي أبي عبد الله محمد بن سليمان

19 عبد الرحمن بن محمد الأموي البزاز من أهل سرقسطة يعرف بابن الصراف ويكنى أبا زيد روى عن أبي محمد الأصيلي وأبي بكر بن موهب القبري حدث عنه ابن أخيه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الخطيب بسرقسطة ذكره ابن حبيش وفيه عن أبي زيد بن الوراق المقرىء

____________________

20 عبد الرحمن بن ابان بن عثمان بن سعيد بن البشر بن غالب بن فيض اللخمي من أهل شذونة ومن قلسانة منها وسكن قرطبة هو وأبوه قبله يكنى أبا بكر ويعرف بابن السراج روى عن أبي عبد الله بن الخراز وأبي القاسم خلف بن سعيد بن المنفوخ وكان سماعه من ابن المنفوخ وسماع أبي عمر بن عبد البر وأبي عبد الله الخولاني واحدا وقد حدث أبو عمر عنه في كتاب التمهيد من تأليفه بعضه عن أبي بكر بن مفوز وذكره ابن بشكوال مختصرا

21 عبد الرحمن الالبيري منها وسكن دانية يكنى أبا المطرف رحل وحج ورابط وكان جارا لأبي عبد الله بن أبي زمنين الفقيه بغرناطة وسلك طريقة الزهاد والعباد وهو الذي غرس ما حول الرباط الذي بسيف البحر وبأسفل قاعون جبل دانية من الشجر في ملازمته إياه وقبره هنالك ذكره أبو داود المقرىء

22 عبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن هاشم الأموي من أهل إشبيلية روى عن أبي عبد الله بن الأحدب وصحبه أبو محمد بن خزرج في السماع منه والأخذ عنه في سنة 433 ولأبيه عبد الملك رواية عن عمه ذكره ابن بشكوال ويروي عنه ابن خزرج ذكره ابن خير وفيه عن غيره

23 عبد الرحمن بن عبد الله بن ميسرة من أهل سرقسطة وقاضيها ذكره أبو محمد بن نوح وقال توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت لرجب سنة 442 ودفن يوم

____________________

الأربعاء بعده قال وولي القضاء في آخر شعبان من السنة محمد بن اسماعيل بن فورتش وحكى أيوب المذكور أن في هذه السنة ولأحدى عشرة ليلة بقيت لرجب احترق من جامع سرقسطة البلاط الشرقي

24 عبد الرحمن بن غلبون من أهل قرطبة وسكن بلنسية ورد عليها من قلعة أيوب وكان كاتبا لصاحبها يكنى أبا المطرف روى عن أبي عمر بن أبي الحباب وغيره وكان من أهل العلم بالعربية واللغة والأخبار والآداب قائما على كتاب سيبويه وأقرأ ذلك طول إقامته ببلنسية وأخذ عنه جماعة وكانت له خادم سوداء أقرأت بعد موته النوادر والعروض وقد ذكرناها في بابها ذكره ابن عزير وقال توفي في ظني قريبا من 430 وقال أبو عمر بن عياد وذكر بعض خبره عن أبي داود المقرىء أنه توفي ببلنسية سنة 443

25 عبد الرحمن بن قاسم بن محمد بن اسماعيل بن هشام بن محمد بن هشام بن الوليد بن الأمير هشام بن عبد الرحمن بن معاوية القريشي المرواني من أهل قرطبة يكنى أبا المطرف ويعرف بابن الشبينسي كان فقيها أديبا شاعرا يحمل قطعا من العلم زاينة ما بين فقه وأدب ورواية مضى دارجا من غير عقب سنة 449 هـ وكانت سنة تسعا وأربعين سنة ذكره ابن حيان وحدث عنه في تاريخه الكبير عن أبي عبد الله بن الكناني بقصة بنت سليمان بن مهران السرقسطي حين سمعت شعر أبيها وقرأت أكثره بخط ابن حبيش

26 عبد الرحمن بن فرتون الأنصاري من أهل سرقسطة يكنى أبا القاسم

____________________

روى عن أبي عمرو المقرىء وحدث عنه في حياته بكتاب تذكر الحافظ من تأليفه وقفت على ذلك في نسخة عتيقة منه مكتوبة في انسلاخ شوال سنة 408 ويقال أن هذا الكتاب هو أول ما ألفه أبو عمرو

27 عبد الرحمن بن عبد الملك بن ادريس الازدي الجزيري من أهل قرطبة روى عنه أبو محمد قاسم بن ابراهيم الخزرجي قصيدة أبيه أبي مروان الوزير قال وهو المخاطب بها ذكر ذلك ابن الدباغ وقرأته بخطه وفيه عن غيره

28 عبد الرحمن بن فتوح يكنى أبا الحسن روى عن أبي بكر مسلم بن أحمد الأديب بقرطبة وكان من أهل الأدب والشعر وله كتاب بستان الملوك ذكره القنطري

29 عبد الرحمن بن عبد الله بن سيد الكلبي من أهل بلنسية يكنى أبا زيد كان عالما بالعدد والحساب مقدما في ذلك ولم يكن أحد من أهل زمانه يعدله في علم الهندسة انفرد بذلك ذكره صاعد الطليطلي وأفادني أبو جعفر بن الدلال من شيوخنا روايته عن أبي عمر بن عبد البر لكتاب الإشراف من تأليفه في الفرائض وحكي أنه قرأ بخط أبي بكر الأسدي سماعه بشاطبة مع أبي محمد بن خيرون صهره وأبي زيد هذا من أبي عمر المذكور في ذي القعدة سنة 456

____________________

30 عبد الرحمن بن أحمد بن مثنى الكاتب من أهل قرطبة وسكن بلنسية يكنى أبا المطرف ويعرف بابن صبغون كان من جلة الكتاب والأدباء مشاركا في علم الحديث وغيره من الفنون كالعربية وسواها وكان أبوه أحمد من أبناء أكابر الفقهاء بقرطبة وصار إلى المأمون يحيى بن اسماعيل بن ذي النون بطليطلة عند انفصاله عن المنصور أبي الحسن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عامر صاحب بلنسية فحظي عنده واستوزره وانتفع الناس به لدينه وسكون طائره وسلامة باطنه وظاهره وتوفي ببلنسية ليلة الاثنين لليلتين خلتا من سفر سنة 458 ودفن يوم الثلاثاء بعده ذكره ابن حيان وأثنى عليه فأطال وأطاب

31 عبد الرحمن بن موسى بن هذيل بن عبد الصمد من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن روى عن أبيه وغيره وأخذ بأوفر حظ من التفقه في الدين والعلم بالسنة والبصر بعقد الشروط وشارك أباه في ما قام به من ذلك وأعانه على ما تكلفه من الفتوى بعد قبض بصره فكتب عنه ونقد له عما يتذكره هو وأخوه عبد الصمد وتوفي عبد الرحمن هذا عبطة برداء شبابه ودفن يوم الثلاثاء سلخ ذي الحجة سنة 458 وكانت سنة الثلاثين أو فوقها مولده سنة 427 وثكله أبوه وجاد صبره عليه وهو تولى الصلاة عليه مشى مع الناس لذلك فشاهدوا منه صبرا جميلا وعزاء أصيلا واحتفل

____________________

الناس لشهود جنازته ومشاركة والده في مصابه رحمه الله من خط ابن حيان في تاريخه الكبير

32 عبد الرحمن بن العاصي الأنصاري الخزرجي من ولد سعد بن عبادة من أهل شارقة ويقال لها قلعة الأشراف من عمل بلنسية يكنى أبا المطرف روى عن أبي الوليد الباجي سمع منه بسرقسطة صحيح البخاري في سنة 463 قرأت ذلك بخط أبي داود المقرىء وكان فقيها جليلا ولي الأحكام بموضعه ولابنه محمد بن عبد الرحمن أيضا رواية وقد تقدم ذكره

33 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى بن وافد بن مهند اللخمي من أهل طليطلة يكنى أبا المطرف رحل إلى قرطبة فلقي بها أبا القاسم خلف بن عباس الزهراوي وأخذ عنه علم الطب وكان مع تقدمه في ذلك فقيها عالما متفننا وله في الطب تواليف منها كتاب في الأدوية المفردة استعمله الناس وكتاب الوساد وله في الفلاحة مجموع مفيد وكان عارفا بوجوهها وهو الذي تولى غرس جنة المامون ابن ذي النون الشهيرة بطليطلة ولد في ذي الحجة سنة 389 وتوفي منتصف يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان سنة 467

34 عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن محمد بن مغيث الصدفي من أهل طليطلة يكنى أبا الحسن أخذ عن مشيخة بلده وقدم بلنسية في وجوه أهل طليطلة لعقد على ابنة المأمون بن ذي النون مع المظفر عبد الملك بن المنصور عبد العزيز بن أبي عامر فسمع معهم على أبي عمر بن عبد البر سنة 451 وكان من فقهاء بلده

____________________

ونبهائهم وبيته في العلم والفقه شهير وهو الذي صلى على أبي جعفر أحمد بن سعيد اللورانكي بطليطله عند وفاته في شوال سنة 469

35 عبد الرحمن بن سعيد من أهل ميورقة يكنى أبا القاسم حدث عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن غلوز الغافقي ذكر ذلك ابن عساكر

36 عبد الرحمن بن موسى بن ميسرة من أهل سرقسطة أو ناحيتها يحدث عن أبي الفوارس منجى بن موسى من أصحاب أبي بكر الخطيب كتب إليه وإلى أبي زيد عبد الرحمن بن سهل يخبرهما بكتاب شرف المحدثين من تأليفه عنه وابن سهل منهما ذكره ابن بشكوال

37 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله الأنصاري يعرف بابن السراج ويكنى أبا القاسم روى عن أبي عمر يوسف بن هارون بن سليمان الرباحي ذكر ذلك الحميدي في باب يوسف من كتابه ولم يذكر بلده

38 عبد الرحمن بن عبد الله بن عياض اليحصبي المكتب من أهل سرقسطة يكنى أبا زيد كان من أهل العلم بالقراءة والحساب وأدب بذلك أخذ عنه القاضي أبو علي الصدفي وعنه أكمل حفظ القرآن من المعجم لعياض

39 عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الرحمن بن فورتش من أهل سرقسطة يكنى أبا القاسم رحل حاجا فسمع بمكة أبا ذر الهروي وأجاز له أبو عمرو السفاقسي ولأخيه القاضي أبو عبد الله محمد بن يحيى لقيه أبو علي الصدفي بسرقسطة ولم يسمع منه شيئا ذكر ذلك أبو الفضل بن عياض ولم يسمه ولا استوفى خبره

40 عبد الرحمن بن سعدون المكتب يعرف بالركاني ويكنى أبا بكر له رحلة

____________________

سمع فيها من أبي محمد بن الوليد وأبي إسحاق الشيرازي وكان رجلا صالحا حدث عنه القاضي أبو عامر بن اسماعيل الطليطلي

41 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سيد أبيه من أهل قبرة وسكن قرطبة يكنى أبا الحسن أخذ عن أبي عبد الله بن الطلاع وتفقه به واتصل بالقاضي أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أدهم فولاه الشورى وأحكام السوق وكان نابه الذهن والفهم ثم ولي القضاء والصلاة والخطبة بغرناطة في الدولة اللمتونية إلى أن أزعجه عنها واليها إلى قرطبة فلحق بها وتزيد به خدر كان يعانيه فقضى عليه وكان إزعاجه عن غرناطة وهو قاضيها في ذي القعدة سنة 489 من تاريخ أبي بكر بن الصيرفي وفيه عن غيره

42 عبد الرحمن بن عامر بن عبد العظيم المعافري من أهل دانية يكنى أبا زيد أخذ عن أبي عبد الله بن خلصة الكفيف وغيره وكان أديبا شاعرا عالما بالعربية وضروب الآداب واللغات حسن الخط جيد الضبط أخذ عنه ابن أخيه أبو العباس أحمد بن عبد الله بن عامر ذكر أكثر خبره أبو الحجاج بن أيوب وفيه عن محمد بن عياد

43 عبد الرحمن بن سيد بن غالب بن حفص بن فهد بن معمر المذحجي من أهل مالقة يكنى أبا محمد حدث عنه ابنه أبو عبد الله الراوية ذكر ذلك ابن حميد وابن بشكوال وأغفله

44 عبد الرحمن بن سعيد الأنصاري من أهل طليطلة يكنى أبا زيد لقي أبا الحسن بن الالبيري المقرىء وأخذ عنه وكان مقرئا حافظا حدث عنه أبو بكر بن الخلوف بكتاب الاستذكار لمذاهب القراء السبعة المشهورين في الأمصار لابن الالبيري

____________________

المذكور عنه

وتقدم ذكر محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الطليطلي المقرىء وروايته عن أبي عبد الله المغامي ولعله ابن هذا

45 عبد الرحمن بن أحمد الزاهد من أهل قرطبة يعرف بابن الجيان ويكنى أبا زيد

كان من أهل الزهد والانقباض معروفا بذلك صحبه أبو بكر يحيى بن موسى الراوية واقتدى بهديه ولزم مناهجه في الزهد ذكر ذلك أبو الحسين بن ربيع

46 عبد الرحمن بن موسى بن خلف بن عيسى بن سعيد الخير بن وليد بن ينفع بن أبي درهم التجيبي من أهل وشقة يكنى أبا المطرف روى عن أبيه أبي هارون وعن غيره وولي قضاء بلده وراثة عن سلفه حدث وأخذ عنه وقفت على ذلك بتاريخ شوال من سنة 501

47 عبد الرحمن بن أحمد بن حطيئة القيسي من ساكني المرية ويعرف بالجلياني لأن أصله منها يكنى أبا المطرف

له رواية عن طاهر بن هشام الازدي

حدث عنه أبو عمرو الخضر بن عبد الرحمن بن القزاز سمع منه المشكل في الحديث لابن فورك

48 عبد الرحمن بن محمد بن حيوة الأنصاري المقرىء من أهل وشقة ونزل سرقسطة يعرف بابن قرايش ويكنى أبا زيد

أخذ القراءات عن أبي زيد إسحاق بن دختيل وأبي داود المقرىء وأبي الحسن بن الدوش وأبي تمام القطيني وغيرهم وتصدر للإقراء بسرقسطة وكان مقرئا ماهرا نحويا حافظا

أخذ عنه أبو الطاهر الأشتركوني وأبو مروان بن الصقيل وأبو عمرو البلجيطي وغيرهم

وتوفي شهيدا بسرقسطة في الكائنة على أبي عبد الله بن الحاج اللتموني بها سنة 503 وتسمى سنة المرج بعضه عن ابن حبيش وسائره عن ابن عياد

____________________

وتوفي شهيدا بسرقسطة في الكائنة على أبي عبد الله بن الحاج اللمتوني بها سنة 503 وتسمى سنة المرج بعضه عن ابن حبيش وسائره عن ابن عياد

49 عبد الرحمن بن مروان العبسي أحسبه من أهل شاطبة يكنى أبا محمد يعرف بابن الطوج يروي عن أبي عمر بن عبد البر حدث عنه أبو عبد الله الحوضي المعروف بابن أحد عشر سمع منه كتاب التقصي لأبي عمر كذا قرأت بخط ابن سالم وقال لا أدري من ابن مروان هذا ولا سمعت به قبل أن أقف عليه بخط أبي عبد الله بن حسين يعني الحوضي وقد ذكره ابن بشكوال ووصفه بالصلاح والتحقق بأبي عمر قال وتوفي سنة 507 إلا أنه قال في نسبه عبد الرحمن بن محمد ولم يذكر من حدث عنه

50 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن جحاف المعافري من أهل بلنسية يكنى أبا عبد الله سمع من أبيه أبي عبد الرحمن صاحب الرد والمظالم في سنة 474 وسمع أيضا من جده القاضي أبي المطرف وأجاز له جميع روايته عن أبيه وأبي عبد الله بن أبي زمنين وغيرهما حدث وروى عنه أبو الحسن بن النعمة وأبو عمرو زياد بن الصفار أجاز لهما جميعا في سنة 509 ومن الرواة عنه ابن موجوال

51 عبد الرحمن بن عبد الله بن مطرف بن أبي سهل بن ياسين النفزي من أهل شاطبة يكنى أبا زيد وأبا القاسم أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن عبادة وقاسم بن فيره الضرير وغيرهما وتصدر ببلده للإقراء وأخذ عنه ابنه أبو عبد الله وأبو عبد الله بن الأحدب الضرير وغيرهما

52 عبد الرحمن بن اسماعيل الازدي من أهل اشبيلية يكنى أبا القاسم

____________________

____________________

ويعرف بابن أباية سماه ابن نقطة عن السلفي وقال ابن الدباغ أحسب أن اسمه محمد هو من أهل الخير والتجويد للقرآن يقرئه ويفتي القضاة في نوازل الأحكام وهو أيضا أحد الأئمة في الفريضة بجامع اشبيلية وأظنه قرأالقرآن على أبي عبد الله بن شريح وعلى أبي عبد الله المغامي قال السلفي وقرأ الرأي على أبي سعيد المكادي رحمه الله

53 عبد الرحمن بن علي الغساني من أهل اشبيلية يكنى أبا القاسم بالنحرال روى عن أبي محمد بن خزرج سمع منه أبو الأصبغ النيار والقاضي أبو الحسن الزهري وكان سماعهما منه واحدا في شهر ربيع الأول سنة 513 عن ابن خير

54 عبد الرحمن المعروف بابن اوريا يكنى أبا محمد ولي قضاء دانية وتوفي بعد صلاة الجمعة للنصف من شعبان سنة 515 عن ابن عياد

55 عبد الرحمن بن محمد بن أبي زرعة الحضرمي من أهل اشبيلية رحل حاجا فأدى الفريضة وسمع بمكة من أبي الفتح بن البيضاوي وذلك في ذي القعدة سنة 516 هـ ولا أعلمه حدث

56 عبد الرحمن بن هشام الأنصاري من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن ولي الصلاة والخطبة بجامع بلد وكان من أهل الصلاح والفضل وتوفي سنة 517 وكانت جنازته مشهودة وتزوحم على نعشه رحمه الله

57 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مالك المعافري من ولد عقبة بن نعيم الداخل إلى الأندلس من جند دمشق يكنى أبا محمد كان أحد رجالات الأندلس

____________________

جلالة وجزالة وصانع ومكارم إلى الأدب والبلاغة والتقدم في الكتابة والشعر وكان إليه النظر في المستخلص بإشبيلية وغرناطة وأوصى بسقاية تساق إلى غربي الجامع فأرسل أن ينفق فيها سبعمائة مثقال ولم يكن له مال إلا جاد به وتوفي بها سحر ليلة الجمعة مستهل رمضان سنة 518 ودفن لصلاة الظهر بإزاء قبر صهره أبي بكر القليعي القاضي وحضر جنازته الخاصة والعامة ورثاه أبو عبد الله بن أبي الخصال وأثنى عليه وذكر أن مالكا يتكرر في نسبه

58 عبد الرحمن بن عبد الله بن ابراهيم الأموي من أهل قرطبة سمع أبا القاسم حاتم بن محمد وأبا علي الجياني وغيرهما وتفقه بأبي جعفر بن رزق وغيره من شيوخ بلده حدث عنه أبو الفضل بن عياض وقال توفي سنة 519

59 عبد الرحمن بن عيسى بن ادريس التجيبي من أهل مرسية يكنى أبا زيد رحل حاجا فأدى الفريضة وجاور بمكة ولقي بها أبا الحسن علي بن المفرج الصقلي فسمع منه موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري وأبا عبد الله الحسين بن علي الطبري فسمع منه صحيحي البخاري ومسلم وأبا عبد الله بن اللجالة النحوي الأندلسي فحدث عنه بالملخص للقابسي عن مؤلفه وقفل إلى بلده ودرس في التفسير والحديث حدث عنه ابنه صاحب الأحكام أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن وقرأت بعضه بخطه وسائره بخط ابن عياد وتوفي بعد 520

60 عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن هشام بن عبد الرؤوف بن محمد بن صخر بن ثعلبة بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن أبان بن صقالة بن بيان بن محمد بن ثروان بن جعونة النميري الالبيري والد الحافظ أبي عبد الله

____________________

النميري من أهل غرناطة يكنى أبا زيد

كان من أهل المعرفة بالطب والمشاركة في سواه وله رواية وكان من أبرع الناس خطا وأنقهم وراقة وأورث ذلك ابنه وكتب علما كثيرا

حدث عنه ابنه أبو عبد الله في كتاب الإعلام من تأليفه

وأفادني بعض أصحابنا مما قرأ بخطه أنشدنا أبي رحمة الله غير مرة قال أنشدني الفقيه الزاهد أبو إسحاق ابراهيم بن مسعود الالبيري لنفسه ( لله أكياس جفوا أوطانهم ** فالأرض أجمعها لهم أوطان ) ( جالت عقولهم مجال تفكر ** وتدبر فبدا لها الكتمان ) ( ركبت بحار الفهم في فلك النهى ** وجرى بها الإخلاص والإيمان ) ( فرست بهم لما انتهوا بجفونهم ** مرسى لهم فيه غنى وأمان )

61 عبد الرحمن بن أحمد بن قاسم التجيبي من أهل وشقة وسكن المرية يكنى أبا القاسم ويعرف بالوشقي

أخذ القراءات بقرطبة عن أبي جعفر الخزرجي وأخذ عن أبي قاسم بن النحاس قراءة نافع خاصة وتصدر بجامع المرية لإقراء القرأن فأخذ عنه الناس ومن المختصين به أبو العباس البلنسي لازمه إلى سنة 527 هـ وأخذ عنه أيضا أبو محمد الشمنتي المقرىء ذكر ذلك ابن عياد

62 عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن فهر السلمي من أهل المرية يكنى أبا القاسم

روى عن أبي الوليد الباجي وأبي العباس العذري وأبي عثمان طاهر بن هشام الازدي وأبي عبد الله بن المرابط وأبي الوليد الوقشي وأبي محمد بن فورتش وأبي عبد الله بن سعدون القروي وأبي الأصبغ بن سهل وغيرهم وكان رواية مكثرا حدث عنه أبو بكر بن رزق بن عبيد الله وغيرهما ولم أقف على تاريخ وفاته

____________________

مكثرا حدث عنه أبو بكر بن رزق بن عبيد الله وغيرهما ولم أقف على تاريخ وفاته

63 عبد الرحمن بن محمد بن تقي الحضرمي من أهل دانية يكنى أبا زيد روى عن أبي العباس بن عيسى الداني سمع منه صحيح مسلم في سنة 531 هـ

64 عبد الرحمن بن أبي الرجال واسمه محمد بن عبد الرحمن اللخمي من أهل اشبيلية وأصله من افريقية وأبو الرجال هو الداخل إلى الأندلس في امارة المعتضد عباد بن محمد يعرف بابن برجان ويكنى أبا الحكم سمع من أبي عبد الله بن منظور صحيح البخاري وحدث به عنه وسمع أيضا من غيره وكان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث والتحقق بعلم الكلام والتصوف مع الزهد والاجتهاد في العبادة وله تواليف مفيدة منها كتاب في تفسير القرآن لم يكمله وكتاب شرح أسماء الله الحسنى حدث عنه أبو القاسم القنطري بتأليفيه المذكورين وأبو محمد عبد الحق الاشبيلي وأبو عبد الله بن خليل وأبو محمد بن المالقي وغيرهم وتوفي بمراكش مغربا عن وطنه سنة 530 وقبر أبي العباس بن العريف بازاء قبره

65 عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحق الخزرجي من أهل قرطبة يكنى أبا زيد أخذ القراءات عن قريبه أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الخزرجي وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة مولى ابن برد وتصدر للإقراء بالجامع الأعظم وأخذ عنه الناس وكان من كبار المقرئين روى عنه أبو العباس يحيى بن عبد الرحمن المجريطي وأبو محمد عبد الحق بن محمد الخزرجي من أهل بيته وأبو الحسن علي بن أحمد الشقوري أجاز له في شوال سنة 538

66 عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم بن مشرف بن هانىء اللخمي من أهل

____________________

____________________

غرناطة يكنى أبا بكر ولي قضاء بلده وكانت له معرفة بالأحكام وكان عدلا فاضلا حدث عنه أبو علي الحسن وتوفي سنة 539 هـ عن ابن عياد وفيه عن غيره

67 عبد الرحمن بن إدريس من أهل الاشبونة يكنى أبا زيد له رواية عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مسعود القنطري سمع منه بشلب تأليفه في الوثائق وولي قضاء بلده ذكره ابن خير

68 عبد الرحمن بن جزي الكلبي من أهل غرناطة يكنى أبا الحسن وأبا بكر كان ممن عني بسماع العلم وروايته حدث عنه أبو حعفر عبد الرحمن بن أحمد بن القصير

69 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن نزار من أهل شاطبة وقرأت بخطه عبد الرحمن بن محمد بن نزار المرسي فلعله سكنها يكنى أبا زيد روى عن أبي الحسن طاهر بن مفوز ورحل إلى قرطبة فسمع من أبي عبد الله بن الطلاع وحدث عنه بالموطأ ومن أبي علي الغساني أخذ عنه التقصي لأبي عمر بن عبد البر في سنة 495 وصحب هنالك أبا الوليد بن رشد وأبا محمد بن عتاب وأبا بحر الأسدي وأبا عبد الله بن الحاج وأبا الحسن بن مغيث وسمع الحديث منهم ودرس الفقه على بعضهم وأجاز له أبو عبد الله بن شبرين في سنة 502 وكان علم الرأي أغلب عليه من علم الحديث وولي خطة الشورى ببلده وكان فقيها حافظا حافلا مرضيا من أكثر الناس دراسة وأدأبهم على المطالعة والوراقة الحسنة وكانت له مشاركة في أصول الفقه مع الصلاح والعدالة والتواضع توفي سنة 540

70 عبد الرحمن بن علي بن محمد بن سليمان التجيبي من أهل لقنت وسكن أوريولة وهما من عمل مرسية يعرف بابن الأديب ويكنى أبا زيد وأبا القاسم وهو

____________________

والد شيخنا أبي عبدالله نزيل تلمسان أخذ بمرسية عن أبي محمد بن أبي جعفر وتلمذ له مع أبي بكر أحمد بن محمد بن سفيان السلمي بلديه ثم رحلا إلى المرية فلقيا بها أبا القاسم بن ورد وأبا الحسن بن موهب وغيرهما ثم رحل حاجا صحبة ابن عمه أبي أحمد محمد بن أحمد بن معطي التجيبي فأدى الفريضة وسمع بمكة أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي في ذي الحجة سنة 529 وجماعة سواه وأخذ القراءات بها عن أبي علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني المعروف بابن العرجاء وانصرف إلى الأندلس فولي الصلاة والخطبة بجامع أوريولة مدة طويلة ودعي إلى القضاء فلم يقبل وحمل عليه في ذلك فاشتغل به نحو الشهرين ثم استعفى منه فأعفي وكان من أهل العلم والفضل والدين والحفظ للقرآن والحديث حسن الصوت بكتاب الله تعالى إذا سمعت صوته عرفت أنه يخشى الله متقللا من الدنيا له بضاعة يتعيش من فضلها فصيح الخطابة غزير الدمعة يبكي ويبكى إذا خطب وقد حدث بيسير وسمع منه توفي بأوريولة بعد الأربعين وخمسمائة وابنه إذ ذاك ابن ثلاثة أعوام أو نحوها أكثر خبره عن ابنه ومن خطه وفيه يسير عن غيره

71 عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن عيسى الأموي النحوي من أهل اشبيلية يعرف بابن الرماك ويكنى أبا القاسم روى عن أبي عبد الله بن أبي العافية وأبي الحسن بن الأخضر وأبي الحسين بن الطراوة وغيرهم وكان عالما بالعربية إماما في صناعتها مسلما له ذلك متصدرا لإقرائها والتعليم بها قائما على كتاب سيبويه وجد في إنجاب التلاميذ فقل مشهور إلا قد أخذ عنه وكان أبو علي الشلوبين يقول ابن الرماك عليه تعلم طلبة الأندلس الجلة أخذ عنه أبو بكر بن خير وأبو إسحاق بن ملكون

____________________

وأبو بكر بن طاهر الخدب وأبو العباس بن مضاء وغيرهم توفي بسبتة فارا من الغلاء الواقع ببلده والفتنة سنة 541 وسنة نحو الخمسين ذكر وفاته ابن خير وابن حبيش وقرأت ذلك بخط شيخنا أبي الخطاب بن واجب

72 عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن بن الحاج من أهل قرطبة يعرف بالمجريطي لأن أصله منها ويكنى أبا الحسن أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس وولي القضاء برندة حدث عنه ابنه القاضي أبو العباس يحيى بن عبد الرحمن بالقراءات وتوفي سنة 541 ومولده سنة 473

73 عبد الرحمن بن أبي رجاء البلوي المقرىء يكنى أبا القاسم ويعرف باللبسي نسبة إلى قرية على مقربة من وادي آش أخذ القراءات بغرناطة وغيرها عن أبي الحسن بن كرز وأبي بكر يحيى بن سعيد بن حبيب المحاربي وأبي الحسن علي بن يوسف السالمي وأبي بكر عباس بن خلف المقرىء وأبي القاسم بن مدير وأبي بكر بن المفرج البطليوسي وغيرهم ورحل حاجا في سنة 497 فأدى الفريضة في سنة ثمان بعدها ولقي بمكة أبا محمد عبد الله بن عمر بن العرجاء فأخذ القراءات عنه وأبا حامد الغزالي فسمع منه وأجاز له تواليفه وأخذ بالمهدية عن أبي الحسن علي بن محمد بن ثابت الخولاني المعروف بابن الحداد الاقطع وانصرف إلى الأندلس ونزل المرية سنة 505 أو بعدها بيسير وولي صلاة الفريضة والخطبة بجامعها وتصدر للإقراء بمسجده في ربض الحوض منها وأخذ عنه جماعة منهم ابنه أبو محمد عبد الصمد وأبو القاسم بن حبيش وغيرهما وقد روى عنه أبو القاسم بن بشكوال

____________________

وأغفله وكان زاهدا فاضلا متصوفا مجاب الدعوة وخرج من المرية في سنة 541 وقبل تغلب الروم عليها بعام ونزل وادي آش وهنالك توفي سنة 545 وهو ابن ثمان وسبعين سنة

74 عبد الرحمن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن عمير الثقفي من أهل سرقسطة وسكن قرطبة يكنى أبا بكر وأبا القاسم روى عن أبيه وعمه أبي بكر عبد الله بن يحيى وأبي عامر بن شروية وأبي الحسن بن مغيث وأبي بكر بن العربي وأبي عبد الله بن مكي وأبي مروان بن مسرة وأبي عبد الله بن أبي الخصال وأبي الحكم بن غشليان وأبي بكر يحيى بن موسى سمع منه بقرطبة فوائد ابن صخر وكان من أهل العناية بالرواية حسن الخط معروفا بالإتقان والضبط أزعجته الفتنة إلى ميورقة فنزلها وحدث بها وسمع منه أبو محمد بن سهل المنقوري وغيره في سنة 548

75 عبد الرحمن بن محمد القيسي الطبيب من أهل قرطبة يكنى أبا القاسم ويعرف بالقطي كان له حظ من الأدب ومشاركة في الحديث مع تحققه بالطب واشتهاره به حدث عنه أبو خالد يزيد بن عبد الجبار المرواني بكتاب الاعلام في اختصار السير لابن هشام من جمعة وأثنى عليه

76 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المعافري ولد القاضي أبي بكر بن العربي من أهل اشبيلية يكنى أبا الحسن سمع أباه وأبا الحسن شريح بن محمد ويروي عن أبي محمد بن عتاب وأبي الحسن بن مغيث وسمع الحديث المسلسل في الأخذ باليد من أبي محمد بن أيوب الشاطبي وكان له اعتناء بسماع العلم ومداومة عليه ولم يبلغ مبلغ التحديث في ما أحسب وقد روى عنه أبو الحسن بن فيد القرطبي بعض ما أنشده

وقرأت بخط ابن عياد أنشدنا الحاج الفاضل أبو

____________________

الحسن بن قيد قال أنشدني أبو الحسن بن القاضي الإمام أبي بكر بن العربي بإشبيلية قال انشدني أبي قال سمعت الجوهري على المنبر بمصر ينشد

( زعم المدامة شاربوها أنها ** تنفي الهموم وتطرد الغما )

( صدقوا سرت بعقولهم فتوهموا ** أن السرور بها لهم تما )

( سلبتهم أديانهم وعقولهم ** أرأيت فاقد ذين مهتما ) وقرأت بخطه قال عبد الرحمن بن محمد بن العربي أنشدت الفقيه الأجل أبا محمد عبد الله بن أيوب الشاطبي قلت له أنشدني أبي رضي الله عنه لنفسه وأنا أقرأ عليه شعر أبي الطيب المتنبي فقرأت عليه القصيدة التي يمدح بها سيف الدولة يقول فيها

( أزل حسد الحساد عني بكبتهم ** فأنت الذي صيرتهم لي حسدا )

فقال لي أبي إسمع ماأنشدني بعض أهل العراق فأنشدني

( إليك إلاه الناس قاموا تعبدا ** وذلوا خضوعا يرفعون لك اليدا )

( بإخلاص قلب وانتصاب جوارح ** يخرون للأذقان يبكون سجدا )

( نهارهم صوم وليلهم دعا ** وأخراهم رعي ودنياهم سدا )

( فبالكلم اللاتي تولت نظامهم ** وبالحكم اللائي أنالتهم الهدا )

أزل حسد الحساد البيت هكذا في هذه الحكاية بخط عبد الرحمن أنشدني أبي لنفسه ثم قال في آخرها اسمع ما أنشدني بعض أهل العراق وهذا تناقض بين وهذه الأبيات قد أنشدنيها أبو الربيع بن سالم قال أنشدنا الخطيب أبو القاسم قال أنشدنا القاضي أبو بكر بن العربي لنفسه قال شيخنا أبو الربيع حدثني الخطيب أنه قالها ارتجالا وقد عاين المتهجدين في ليلة سبع وعشرين من رمضان فهذا كله على أن الأبيات لابن العربي والله أعلم

77 عبد الرحمن بن أحمد بن يعيش المهري من أهل شاطبة يكنى أبا

____________________

محمد

روى عن أبي محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الأنصاري من أصحاب طاهر بن مفوز حدث عنه أبو الحسن ثابت بن أحمد بن عبد الولي الشاطبي قاله أبو الحسن بن المفضل المقدسي

78 عبد الرحمن بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن يوسف الثقفي من أهل المرية وهو صهر أبي القاسم بن حبيش يكنى أبا القاسم سمع أبا عبد الله بن زغيبة وأبا الحسن بن معدان وأبا عبد الله بن أبي أحد عشر وأبا الحسن بن نافع وأبا عبد الله الحمزي وأبا الحجاج بن يسعون وأبا عمرو الخضر بن عبد الرحمن وأبا الحجاج القضاعي وغيرهم وخرج من وطنه بعد تغلب الروم عليه فنزل جزيرة شقر من أعمال بلنسية وتولى الصلاة والخطبة بجامعها وكان فاضلا خيارا عدلا ضعيف الخط ربما أخل بالهجاء حدث عنه أبو عمر بن عياد وابنه أبو عبد الله وقال مولده بالمرية سنة 500 وتوفي بجزيرة شقر سنة 566

79 عبد الرحمن بن أحمد بن ابراهيم بن محمد بن خلف بن ابراهيم بن محمد بن أبي ليلى الأنصاري من ولد أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة وأحد فقهائها من أهل مرسية وأصله من غرناطة يكنى أبا بكر سمع أباه أبا القاسم وأبا علي الصدفي ولازمه كثيرا وصحبه طويلا واختص به وهو أثبت الناس فيه وأعلمهم بحديثه وأحفظهم لأخباره وحكايته وأضبطهم لأسمعته ورواياته وهو كان القارىء عليه لما يسمع منه وقلما فاته مجلس من مجالسه طول حياته وسمع أيضا من أبي محمد بن أبي جعفر وأبي عمران بن أبي تليد وأبي بكر بن العربي ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتاب فسمع منه صحيح البخاري وأجاز له هو وأبو محمد الركلي وأبو بكر

____________________

غالب بن عطية وأبو الحسن بن الباذش وغيرهم ورحل حاجا في سنة 528 فأدى الفريضة سنة تسع بعدها ولقي بمكة أبا المظفر الشيباني وأخاه أبا القاسم عبد الرحمن وأبا علي بن العرجاء وأبا سعيد حيدر بن يحيى الجيلي فسمع منهم وسمع بالاسكندرية كثيرا من أبي طاهر السلفي وأبي محمد العثماني وقفل إلى الأندلس في سنة ثلاثين وكان عدلا خيارا ضابطا عارفا بالنقل موصوفا بالإتقان وصحة التقييد متسع السماع متقللا منقبضا عن الناس بضاعته حمل الآثار مع مشاركة في الأدب وغيره أحد الفضلاء الجلة الاثبات وقد كتب لأبي إسحاق بن تاشفين وامتحن معه لما نكب بإشبيلية وسلب كتبه وكان القاضي أبو عبد الله بن سعادة يثني عليه ويصفه بحسن التقييد والضبط وجودة المذاكرة بما قيده قال وصحب أبا علي الصدفي كثيرا وتحقق به وسمع معظم روايته وقال أبو عبد الله بن عياد مارأيت أوقف منه على روايته ولا أذكر لحديثه وأراده أبو العباس بن الحلال على القضاء فامتنع وآثر الاعتزال ولزم باديته بخارج مرسية إلى أن رغب إليه بآخرة من عمره في الأخذ عنه فأجاب إلى ذلك وقعد للإسماع فتنافس الناس في الرواية عنه لكونه آخر المحدثين المكثرين عن أبي علي الصدفي بالسماع ومن حدث عنه بعده فإنما يروي بالإجازة العامة إلا أفذاذا من المقلين وسماه ابن بشكوال في معجم مشيخته قرأت ذلك بخط الأستاذ أبي عبد الله بن أبي البقاء وروى عنه جلة من شيوخنا وغيرهم مولده بمرسية في المحرم سنة 490 هـ وتوفي بها في شعبان أو رمضان سنة 566 وقد قيل إنه توفي من ذبحة أصابته في شوال سنة ستة وستين وقرأت بخط صاحبنا أبي الحجاج بن عبد الرحمن وضبطه لاشك فيه أنه توفي سنة سبع وستين فالله أعلم ذكره ابن عياد وفيه عن غيره

80 عبد الرحمن بن محمد بن فيره الجذامي من أهل أوريولة يكنى أبا زيد

____________________

ولي خطة الشورى ببلده وكان له بصر بعقد الشروط واعتناء بالقراءات وكان فيه صلاح وتواضع وتوفي سنة 569 ذكره ابن سفيان

81 عبد الرحمن بن محمد بن محمد السلمي الكاتب من أهل مرسية يعرف بالمكناسي ويكنى أبا محمد روى عن أبي عبد الله بن سعادة سمع منه السير لابن إسحاق وغير ذلك وعني بالأداب فرأس في الكتابة وشارك في قرض الشعر وديوان رسائله بأيدي الناس يتنافس فيه وكان كاتبا لأبي عبد الله بن سعد وكتب لغيره من الأمراء ذكره ابن سفيان وقال به ختمت البلاغة في الأندلس وأخذ عنه أبو القاسم الملاحي كثيرا من نظمه ونثره توفي بمراكش وهو دون سن الاكتهال سنة 571

82 عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن روى عن أبيه أبا القاسم أحمد وعمه أبي الحسن عبد الرحمن وأبي القاسم بن النخاس وأبي محمد بن عتاب وأبي بحر سفيان بن العاصي وأبي الحسن بن مغيث وأبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي الحسن بن موهب وغيرهم وكتب إليه قاضي الحرمين أبو المظفر الشيباني وكان فقيها مشاورا عريقا في العلم والنباهة وولي القضاء وهو تولى الصلاة على أبيه عند وفاته رحمه الله ذكر ذلك ابن بشكوال سمع منه ابنه أبو الوليد يزيد بن عبد الرحمن وابن ابنه أبو القاسم أحمد بن يزيد شيخنا وحدثنا عنه وأبو عبد الله الشنتيالي وغيرهم وتوفي بقرطبة سنة 573 ومولده سنة 495 ه

____________________

83 عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي من أهل غرناطة يعرف بابن القصير ويكنى أبا جعفر روى عن أبيه أبي الحسن وعمه أبي مروان عبد الملك وأبي الحسن بن الباذش وابنه أبي جعفر وأبي محمد بن عطية وأبي الحسن بن دري وأبي بكر بن مسعود وأبي الحسن بن جزي وأبي محمد بن أيوب سمع منه الحديث المسلسل في الأخذ باليد وروى أيضا عن أبي الوليد بن رشد وأبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن أصبغ وأبي بكر بن العربي وأبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن موهب وأبي الحجاج القضاعي وأبي بكر بن الخلوف وأبي الفضل بن عياض وغيرهم وكان وجيها في بلده متقدما بنباهة السلف والبيت بصيرا بصناعة الحديث كثير العناية بالرواية له حظ وافر من الأدب واستقلال بعقد الشروط ومشاركة في العلوم وله تواليف منها كتاب استخراج الدرر وعيون الفوائد والخبر وكتاب الألفاظ المتساوية العيان المختلفة المعاني في الشكل واللسان وكتاب مناقب أهل عصره وامتحن بالتجول في البلاد ورحل عن الأندلس بنية الحج فاستقضى ببعض بلاد افريقيا وعلى مقربة من توزر من قسطيلية وحدث بتونس في سنة 574 ثم ركب البحر لأداء الفريضة فاستشهد بمرسى تونس في آخر سنة 576 ذكره ابن مؤمن وابن الملجوم ومن الرواة عنه أبو عبد الله بن بالغ الخطيب بمدينة بسطة

84 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن عفير الأموي من أهل إشبيلية وأصله من لبلة يكنى أبا القاسم أخذ عن صهره وابن عمه أبي الوليد

____________________

سعد السعود بن أحمد بن عفير وابن بشكوال وابن خير وأبي القاسم بن غالب وسمع من جميعهم بقرطبة وسمع قبل ذلك بمدينة فاس من أبي الحسن بن حنين في سنة 568 هـ أخذ عنه الشهاب وخطب بجامع اشبيلية القديم وأكره على ذلك وحينئذ قبله وتوفي قبل الثمانين وخمسمائة 580

85 عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن هارون الغافقي يكنى أبا القاسم يروي عن أبي محمد بن عتاب وقد حدث وأخذ عنه وكان مقرئا ولا أعرف موضعه من الأندلس

86 عبد الرحمن بن محمد بن أحمد المكتب من أهل شاطبة ونزل تلمسان يكنى أبا زيد روى عن أبي محمد بن أيوب الحديث المسلسل في الأخذ باليد وكان رجلا صالحا حدث عنه أبو عبد الله بن عبد الحق التلمساني وسمع منه هذا الحديث بشرطه

87 عبد الرحمن بن عبد الملك بن عبد العزيز بن محمد بن نميل من أهل أندة وسكن بلنسية يكنى أبا زيد أخذ عن أبي الحسن بن هذيل في ما أحسب وعلم بالقرأن وكان يعقد الشروط ويحترف مع ذلك بالوراقة وكان رجلا صالحا توفي بعد الثمانين وخمسمائة رحمه الله قاله لي ابن سالم

88 عبد الرحمن بن عبد الجبار من أهل وادي آش يكنى أبا القاسم ويعرف بابن الحفار أخذ عن أبي إسحاق الخفاجي وأبي العباس بن العريف وغيرهما وكان أديبا عدديا روى عنه أبو القاسم بن البراق

____________________

89 عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن اصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح الخثعمي السهيلي من أهل مالقة يكنى أبا زيد وأبا القاسم وأبا الحسن أخذ القراءات عن أبي داود سليمان بن يحيى بن سعيد وبعضها عن أبي علي منصور بن الخير وسمع أبا عبد الله معمر وأبا بكر بن العربي وأبا عبد الله بن مكي وأبا عبد الله بن نجاح الذهبي وأبا بكر بن طاهر وأبا مروان بن بونة وغيرهم وأجاز له أبو عبد الله بن أخت غانم وأبو بكر بن فندلة وناظر علي أبي الحسين بن الطراوة في كتاب سيبويه وسمع منه كثيرا من كتب اللغة والأداب وحكى عنه أبو محمد بن حوط الله في برنامجه أنه لم يسمع من أبي عبد الله بن سليمان هو ابن أخت غانم غير كتاب الهداية للمهدوي وبعض شرحها ولم يجز له وكف بصره بماء نزل به وهو ابن سبع عشرة سنة أو نحوها وكان عالما بالقراءات واللغات والعربية وضروب الآداب حافظا للسير والأخبار والأنساب إماما في الحفظ والذكر والإدراك مقدما في الفهم والفطنة والذكاء له حظ وافر من قرض الشعر والتصرف في فنون العلم يغلب عليه علم العربية والغريب وتصدر للإقراء والتدريس وإسماع الحديث

____________________

فبعد صيته وجل قدره

وكان من أهل الرواية والدراية

حدث عنه جلة من شيوخنا وغيرهم

وله تواليف مفيدة منها كتاب الروض الأنف في شرح السير لابن إسحاق وهو أجل تواليفه

دل به على سعة حفظه ومتانة علمه وذكر في أخره أنه ابتدأ إملاءه في المحرم سنة 569 وفرغ منه في جمادى الأولى منها وأنه استخرجه من نيف على مائة وعشرين ديوانا أو نحوها وكتاب التعريف والإعلام بما أبهم في القرأن العزيز من الأسماء الأعلام وكتاب شرح أية الوصية وله شرح في الجمل أظنه لم يستوفه وله مسائل مستغربة في فنون شتى

واستدعى إلى مراكش ليسمع منه بها فتوفي هنالك سحر ليلة الخميس 25 من شعبان سنة 581 ودفن لصلاة الظهر من ذلك اليوم بمقربة من المصلى

ومولده سنة 509 كذا قال أبو سليمان بن حوط الله

وقال أبو القاسم بن الملجوم أخبرني بمالقه أنه ولد عام سبعة أو ثمانية وخمسمائة شك فيه لوقوع مداد على تاريخه

90 عبد الرحمن بن أيوب بن تمام الأنصاري من أهل مالقة يكنى أبا القاسم

روى عن أبي بكر بن العربي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي جعفر البطروجي وأبي عبد الله بن معمر وأبي القاسم بن ورد وأبي بكر بن الملح وأبي الوليد محمد بن يونس بن مغيث وأبي بكر بن مسعود الخشني وغيرهم

وكان عالما بالعربية واللغة وضروب الأداب معنيا بها مبرزا فيها وكانت له مشاركة في الفقه والحديث وخرج من وطنه وأخذ بمرسية عن أبي الوليد بن الدباغ في سنة 537 ونزل دانية وسمع هنالك من أبي الوليد بن خيرة سنة 542 وأقرأ بها العربية وأسمع الحديث وأخذ عنه جماعة منهم ابن الشريك وتوفي بمالقة في العشر الأول من شوال سنة 581

ذكره ابن حوط الله وفيه كثير عن غيره

91 عبد الرحمن بن يحيى بن الحسن بن محمد القرشي الأموي من أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم

____________________

أهل إشبيلية يكنى أبا القاسم روى عن أبي القاسم الهوزني وأبي الحسن بن الأخضر وأبي محمد بن عتاب وأبي الحسن شريح بن محمد وعباد بن سرحان وغيرهم وانتقل من بلده فنزل بجاية وتصدر بها للأخذ عنه وكان مقرئا محدثا زاهدا ورعا وله كتاب في الجمع بين الصحيحين مفيد وضعه على الاستقصاء والتزام الأسانيد حدث عنه أبو محمد عبد الحق الإشبيلي وأبو ذر بن أبي ركب وأبو علي الشلوبين وأجاز له مارواه وألفه وذكر ابن فرقد أن أبا محمد بن الخطيب سمع منه

92 عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن من أهل وادي أش يكنى أبا القاسم لقي أبا محمد بن أيوب وسمع منه الحديث المسلسل في الأخذ باليد مسلسلا ودخل مالقة فأخذ عنه أبو سليمان بن حوط الله هذا الحديث وكان شيخا أديبا كاتبا توفي بمراكش سنة 581

93 عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يوسف بن أبي عيسى الأنصاري يعرف بابن حبيش وهو خاله ويكنى أبا القاسم من أهل المرية وأصله من شارقة عمل بلنسية وجده عبد الله هو المنتقل منها إلى المرية أخذ القراءات عن أبي القاسم أحمد بن عبد الرحمن القصبي وأبي القاسم بن أبي رجاء البلوي وأبي الأصبغ بن اليسع وغيرهم وتفقه بأبي القاسم بن ورد وأبي الحسن بن نافع وسمع منهما ومن أبي

____________________

____________________

عبد الله بن وضاح وأبي الحسن بن معدان وأبي عبد الله بن أبي إحدى عشرة وأبي محمد بن عطية وأبي الحسن بن موهب وأبي الحجاج القضاعي وغيرهم وأخذ العربية والأداب عن أبي عبد الله بن أبي يزيد ورحل إلى قرطبة وسط سنة 530 فسمع بها من بقايا رجالها أبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن مكي وأبي عبد الله بن أصبغ وأبي عبد الله بن أبي الخصال وممن قدم عليها كالقاضي أبي بكر بن العربي وغيره وأجاز له أبو الحسن شريح بن محمد وأبو الوليد بن بقوة وأبو بكر بن مدير وأبو جعفر البطروجي وأبو الفضل بن عياض وكتب إليه من الا سكندرية أبو طاهر السلفي وأقام بقرطبة نحو ثلاثة أعوام يسمع الحديث والغريب وغير ذلك ثم انصرف إلى وطنه فأقام به إلى أن تغلب عليه الروم سنة 542 فخرج منه إلى مرسية وأقام بها أياما ثم انتهى إلى جزيرة شقر فأوطنها وولي الصلاة بها والخطبة والأحكام نحوا من اثنتي عشرة سنة ثم نقل عنها في نحو سنة 556 إلى الخطبة بجامع مرسية فالتزم بذلك مناوبا لأبي عبد الله بن سعادة وأبي علي بن عريب وولي بعد ذلك قضاءها في سنة 575 فتولاه معروف النزاهة محمود السيرة لاينعى عليه الاحرج في خلقه وكان أخر أئمة المحدثين بالمغرب والمسلم له في حفظ أغربة الحديث ولغات العرب وتواريخها ورجالها وأيامها لم يكن أحد من أهل زمانه يجاريه في معرفة رجال الحديث وأخبارهم وموالدهم ووفايتهم سمعت أبا سليمان بن حوط الله يقول سمعته يقول أنه مر عليه زمان يذكر فيه تاريخ ابن أبي خيثمة أو أكثره قال وكان خطيبا فصيحا حسن الصوت وله خطب حسان في أنواع شتى من إنشائه سمعت شيخنا أبا زيد السهيلي وذكر أبا القاسم بن حبيش وحسن صوته فقال لقد تمنيت صوته مع علمي بأن ذلك ممتنع عند سماعنا معا بقرطبة على القاضي أبي بكر بن العربي وقال أبو عبد الله بن عياد كان عالما بالقرأن إماما في علم الحديث عارفا بعلله واقفا على أسماء رواته ونقلته لم يكن بالأندلس من يجاريه فيه يقر له بذلك أهل عصره ويعترف به أهل دهره مع تقدم في علم

____________________

الأداب وحفظ للغة واعتناء بتصحيح ألفاظها واستقلال بغيرها من جميع الفنون يجمع إلى ذلك كله صحة الضبط والإتقان لما قيده ورواه والثقة والصدق في ما حمله ووعاه وكان له حظ وافر من البلاغة والاتساع في البيان والخطابة قال وكان صارما في أحكامه جزلا في أموره مكرما لأصحابه منوها بهم وأثنى عليه كثيرا تصدر لإقراء القرآن وإسماع الحديث وتدريس اللغة والغريب وكانت الرحلة في وقته إليه وطال عمره حتى ساوى الأصاغر الأكابر في الرواية عنه وصار إلي اقتضابه لصلة ابن بشكوال بخطه واستلحاقه عليه إلى غير ذلك من فوائده ومعلقاته فكتبت من ذلك في هذا الكتاب مانسبته إليه ولم يؤلف في الحديث على كثرة مطالعته وتقييده غير مجموع في الألقاب صغير كتبته عن ابن سالم عنه وله كتاب المغازي في مجلدات كتبه الناس ولد بألمرية في النصف من رجب سنة 504 وكان يكره أن يسأله أحد عن مولده وتوفي بمرسية على رأس الثمانين من عمره ضحى يوم الخميس الرابع عشرة من صفر سنة 584 ودفن يوم الجمعة بعد إثر صلاتها خارج باب ابن أحمد إزاء مسجد الجرف في موضع مطل هناك كان ربما استراح إلى الجلوس فيه أيام حياته قاله ابن سالم وقال أبو عيسى بن أبي السداد ابتدأ به مرضه الذي توفي منه ليلة الاثنين السادس لمحرم أربعة وثمانين وتردد في علته تسعة وثلاثين يوما إلى أن قضت عليه ليلة الخميس وذكر تاريخ وفاته ودفنه كما تقدم قال وصلى عليه أبو حفص الرشيد يعني أمير مرسية حينئذ وكثر الاحتفال له حتى لم يشاهد قبل ذلك مثله وكاد يهلك فيه ناس لكثرة الزحام

____________________

94 عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلمة من أهل قرطبة يكنى أبا الحسن روى عن أبيه أبي بكر وأبي الحسن بن مغيث وأبي عبد الله بن مكي وأبي مروان الباجي وأبي الحسن شريح بن محمد وأبي بكر بن العربي وأبي عبد الله بن معمر وأبي الحسن بن موهب وأبي محمد الرشاطي وأبي الفضل بن شرف وأبي الحجاج القضاعي وأبي عمر ميمون بن ياسين اللمتوني وغيرهم ويروي عن أبيه عن أبي محمد بن حزم ونزل إشبيلية وولي الصلاة والخطبة بجامعها وكان من أهل الفضل والصلاح والانقباض مع جلالة البيت ونباهة السلف حدث وأخذ عنه وتوفي بإشبيلية سنة أربع وقال ابن فرقد سنة خمسة وثمانين وخمسمائة 585 أكثره عن ابن حوط الله ووفاته وبعض خبره عن غيره

95 عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع الأشعري من أهل قرطبة يعرف بابن أبي ويكنى أبا الحسين سمع من أبيه وأبي بكر بن العربي وأبي محمد النفزي المرسي وأبي جعفر البطروجي وأبي مروان بن مسرة وأبي إسحاق بن ثبات وأبي القاسم بن رضى وأبي بكر بن مدير وأبي محمد عبد الحق بن عطية وأبي بكر بن مسلمة وأبي الطاهر التميمي وغيرهم وكتب إليه جماعة منهم أبو الحسن شريح بن محمد وأبو عبد الله الحمزي وأبو الحسن عباد بن سرحان وأبو الفضل بن عياض وأبو جعفر بن الباذش وأبو الحكم بن غشليان وأبو أحمد جعفر بن رزق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب: المزهر في علوم اللغة وأنواعها{2 جزء} المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: فؤاد علي منصور

  ال كتاب: المزهر في علوم اللغة وأنواعها{2 جزء} المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: فؤاد علي ...