65-استكمال مكتبات بريد جاري

مشاري راشد في سورة الأحقاف

Translate

Translate

الخميس، 18 مايو 2023

جامع المقدمات العلمية لِمُهِمِّ المصنفات والكتب الشرعية جمع وإعداد أبي يعلى البيضاوي

جامع المقدمات العلمية لِمُهِمِّ المصنفات والكتب الشرعية 

جمع وإعداد أبي يعلى البيضاوي

عفا الله عنه

حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن

 

 

الحمد لله وكفى

وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى

أما بعد: فهذا كتاب نافع -إن شاء الله تعالى- يجمع بين دفتيه مقدمات الكتب الحديثية والمصنفات العلمية, والتي وضعها مؤلفوها, وسطرها مصنفوها, فذكروا فيها مناهجهم, وبينوا فيها أغراضهم من تصنيف كتبهم, فشرحوا فيها رموزهم و مصطلحاتهم التي اعتمدوها و التزموها

والإطلاع على هذه المقدمات هو من باب { وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا }(البقرة:الآية189), وهو شيء أساسي لا غنى عنه لطالب العلم الشرعي, ويقبح منه جهله وعدم معرفته به, فبواسطة ذلك يستطيع أن يعرف خبايا زوايا تلك الكتب, ويستخرج دفائن كنوزها, ويتحكم في مداخلها و مخارجها, لتكتمل معرفته بها, و تتم استفادته.

 

تعريف ( المقدمة )

قال العلامة ابن منظور في (لسان العرب) : مُقدِّمة الـجيش: هي من قَدَّم بمعنى تَقدَّم, ومنه قولهم: الـمُقدِّمة والنَّتـيجة, الـمُقَدِّمة: ما اسـتقبلك من الـجبهة و الـجبـين . و الـمُقَدِّمة: الناصية والـجَبهة, وقد استعير لكل شيء فقـيل: مُقَدِّمة الكتاب و مُقدِّمة الكلام، بكسر الدال، قال: وقد تفتـح وقـيل: مُقدِّمةُ كل شيء أَوله، و مُقَدَّم كل شيء نقـيض مؤخره

وقد كانت عادة المتقدمين في تآليفهم لا سيما أهل الحديث والأثر منهم البداءة بالبسملة أو الحمد والثناء على الله, والصلاة على نبيه, ثم يذكرون أبواب وتراجم الكتاب دون أن يذكروا مقدمات طويلة  كما هو عادة المتأخرين, كفعل الإمام  البخاري في (صحيحه), وأصحاب السنن الأربعة, خلا الأمام مسلم فإنه رحمه الله قد جعل لكتابه (الصحيح) مقدمة طويلة تبلع ( 33 ) صفحة كما في طبعة الأستاذ فؤاد عبد الباقي

ثم آل الأمر وتطور بعد تعدد العلوم وكثرة المصطلحات والمفاهيم إلى وضع مقدمات تشرح منهج المؤلف, وطريقته في كتابه, وتفسر الكلمات و المصطلحات التي ارتكز عليها, ويكثر ذكرها وورودها, خاصة إذا كانت جديدة من استنباط المؤلف, ولا عهد لأهل العلم بها, فيحتاج المؤلف إلى تفسيرها وتوضيحها وتبيين مراده منها في مقدمته ليسهل الإنتفاع بكتابه

وقد يذكرون في هذه المقدمة السبب الدافع لهم للتصنيف, أو الشخص الذي أهدي له الكتاب, أو ألف لأجله أو بإشارة منه, كما فعل الحاكم النيسابوري في (المدخل إلى الإكليل) و غيره كثير

وتتراوح المقدمة قصرا وطولا بين عدة أسطر إلى عدة صفحات, وقد تصل إلى جزء, أو مجلد كامل, فمن هذه المقدمات الطويلة نسبيا : مقدمة كتاب (الجرح و التعديل) للحافظ ابن أبي حاتم الرازي, فقد جعل لكتابه العظيم هذا مقدمة نفيسة ضمنها تراجم الأئمة وحفاظ الحديث, وأحوالهم و أخبارهم, وثناء أهل العلم عليهم, إلى غير ذلك من الفوائد الحديثية, وكذا فعل الحافظ أبو أحمد بن عدي الجرجاني في كتابه القيم (الكامل في الضعفاء) فمقدمته النفيسة بلغت ( 161 ) صفحة, و الحافظ أبو حاتم ابن حبان البستي في مقدمة كتابه (المجروحين), والتي تبلغ ( 75 ) صفحة

وقد يصنف المؤلف كتابه ثم بعد مدة يرى أن مؤلفه يحتاج إلى مقدمة تبين منهجه, و تعين على الاستفادة الكاملة من مصنفه, فيؤلف مقدمة لكتابه كما فعل أبو عبد الله الحاكم في كتابه (المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل, وفي معرفة الصحيح والسقيم و أقسامه وأنواع الجرح) [1], وكما فعل الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه (المدخل إلى السنن) [2], والذي جعله مقدمة و مدخلا إلى كتابه وموسوعته الحديثية (السنن الكبرى)

وبلغت بعض هذه المقدمات شهرة كبرى عند أهل العلم, لشدة أهميتها ونفاستها, و كثرة فوائدها, فيفردها الناس عن الكتاب الأصل, كما فعلوا مع مقدمة كتاب (المستخرج على صحيح مسلم) [3] للحافظ أبي نعيم الأصفهاني, فإنه جعل لكتابه هذا مقدمة ذكر فيها تراجم بعض الرواة الضعفاء و المجروحين, وقد طبعت مفردة باسم كتاب (الضعفاء) [4]

وكالمقدمة المشهورة للعلامة المؤرخ ابن خلدون, والتي جعلها مدخلا لتاريخه (العبر و ديوان المبتدأ و الخبر, في أيام العرب والعجم والبربر, و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر), ومقدمة ديوان السنة العظيم (فتح الباري شرح صحيح البخاري) للحافظ ابن حجر العسقلاني, والمسماة (هدي الساري), وهي مقدمة نفيسة جمعت عدة علوم وفنون

وقد تتخذ المقدمة عدة أشكال و أنواع , حسب رغبات مؤلفها فقد تكون :

1- متنا عقديا,كما هو الحال في مقدمة كتاب (الرسالة) في فقه المالكية للإمام ابن أبي زيد القيرواني, أو كتاب (الإرشاد) في فقه الحنابلة للإمام أبي علي محمد بن أحمد الهاشمي المتوفى سنة 428هـ [5]

2- أو متنا في علم له علاقة بالعلم الذي صنف فيه الكتاب, يكون مساعدا في فهمه و اسيعابه, كما في كتاب (الدخيرة) [6] في الفقه المالكي للعلامة شهاب الدين القرافي , فإنه وضع له مقدمة نفيسة في أصول الفقه, و هي التي أفردها مؤلفها وشرحها في كتاب (شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الأصول) قال في أوله: أما بعد : فإن كتاب (تنقيح الفصول في اختصار المحصول) كان الله يسره علي ليكون مقدمة أول كتاب (الذخيرة) في الفقه, ثم رأيت جماعة كثيرة رغبوا في إفراده عنها و اشتغلوا به, فلما كثر المشتغلون به رأيت أن أضع له شرحا يكون عونا لهم على فهمه وتحصيله, وأبين فيه مقاصد لا تكاد تعلم إلا من جهتي لأني لم أنقلها عن غيري, وفيها غموض, وأوشح ذلك إن شاء الله تعالى بقواعد جليلة, وفوائد جميلة ابتغاء ثواب الله عز وجل ووجهه الكريم اهـ

3- أو عدة متون علمية كما فعل العلامة أحمد بن المرتضى الزيدى في موسوعته الفقهية (البحر الزخار في فقه الأئمة الأطهار) في فقه الزيدية  [7], فإنه ضمنها خمسة متون في علوم مختلفة وهي

1- كتاب الملل والنحل 2- كتاب القلائد في تصحيح العقائد 3- كتاب رياضة الأفهام في لطيف الكلام 4- كتاب معيار العقول في علم الأصول 5- كتاب الجواهر والدرر في سيرة سيد البشر, و أصحابه العشر الغرر, وعترته الأئمة المنتخبين الزهر 6- كتاب الانتقاد للآيات المعتبرة للاجتهاد

4- وقد تكون قواعد وآداب لطلب العلم كما فعل الحافظ أبو زكرياء النووي في كتابه العظيم (المجموع شرح المهذب) [8]

 

ذكر السبب الدافع لجمع هذا الكتاب

نشأت لدي فكرة جمع هذه المقدمات, ووضعها في كتاب واحد بسبب أنني كنت مضطرا في كل مرة أردت فيها معرفة اصطلاح مصنفيها إلى تصفح إلى كل كتاب على حدة, وقد يأخذ مني ذلك وقتا ليس بالهين, فتمنيت أنه لو جمعت هذه المقدمات في مكان واحد, و مصنف مفرد , ليهون الخطب, ويسهل الأمر, وأربح وقتا وجهدا أنا في حاجة إليه, فشرح الله تعالى صدري لهذا العمل الذي أرجو أن يكون موفقا مسددا, وميسرا لكثير من العراقيل, وموفرا للوقت الثمين.

وتتجلى أهمية هذه العمل أيضا في تيسير الإستفادة من هذه الكتب لطلاب علم الحديث الشريف خاصة, والعلوم الإسلامية الشرعية عامة, فمن المعلوم الواضح أنه ليس في مقدور كل طالب علم امتلاك هذا الكتب و المصنفات جميعها, وليس في قدرته الحصول عليها واقتناؤها, ومن رزقه الله منهم من فضله وكانت عنده هذه الكتب بأعيانها فقد وفرنا عليه الوقت والجهد في تصفح كل كتاب كتاب للإطلاع عليها

فمن هنا جاءت فكرة جمع هذه المقدمات في مصنف واحد, ومجموع مفرد, تيسيرا للعلم, وتذليلا لطرقه, وتوفيرا للجهد والوقت, وزادني حرصا على الإستمرار في هذا الأمر, وقوى عزمي عليه, وجود أغلب هذه الكتب ضمن البرامج الإلكترونية الحاسوبية , وقد برمجها أصحابها المشرفون عليها بدون هذه المقدمات العلمية, وإنما يدخلون عنوان الكتاب ثم يتبعونه بمتنه وموضوعاته, وهذا معلوم لمن مارس هذه البرامج واستعملها, وبذلك حرموا المستفيدين من مفاتيح كنوزها, وقوارب الإبحار في بحار معارفها, ألا وهي مقدمات هذه الكتب, الموضحة للمناهج, و المبينة المفسرة للمصطلحات, وهذا أمر غير سديد, وتقصير بَيِّن, وفقهم الله وهداهم.

 

منهج العمل وترتيب الكتاب

اخترت لهذا المجموع مقدمات أهم كتب الحديث الشريف وعلومه, من الجوامع, و الشروح, وكتب الرجال و غير ذلك..., بلغ عددها إلى ( 242 ) كتابا

واتبعت الطريقة التالية في ذكرها : وهي أنني أورد مقدمة الكتاب مع تنسيقها وضبط مشكلها, والتعريف بأعلامها وما يحتاج إلى ذلك منها , وأذكر أيضا في الهامش طبعات الكتاب, واسم محققه, وترجمة مختصرة لمؤلفه, فما كان مني زيادة على النص المطبوع فقد وضعته بين معقوفتين حتى يتميز عن الأصل, وما كان فيه من سقط تركت مكانه بياضا, وما كان تصويبا لخطأ أو تصحيف فقد أصلحته وأشرت إلى ذلك في الهامش في الغالب, وجعلت في آخر هذا الكتاب فهرسا أبجديا للكتب والمؤلفين, لتسهيل البحث و رتبت الكتاب على أربعة أقسام :

القسم الأول : 1- كتب الصحاح / 2- كتب الجوامع / 3- كتب التفاسير الحديثية / 4- كتب الشروح الحديثية.

القسم الثاني : 5- كتب الأحاديث الموضوعة والمشهورة / 6- كتب أحاديث الأحكام والخلاف الفقهي / 7- كتب الاطراف / 8- كتب التخاريج الحديثية / 9- كتب معرفة الصحابة.

القسم الثالث :10- كتب الرجال ورواة الحديث / 11-كتب الرواة الضعفاء / 12- كتب السيرة النبوية / 13- كتب التواريخ.

القسم الرابع : 14- كتب الطبقات والتراجم / 15- كتب علوم الحديث وآداب الرواية / 16- كتب مختلف الحديث / 17- كتب الأنساب / 18- كتب المعاجم و غريب الحديث.

فإليك يا طالب العلوم الشرعية أهدي هذه الهدية القيمة, والتحفة النفيسة, وليس لي فيه إلا تعب الإختيار, وجودة الترتيب, وسميته :

( جامع المقدمات العلمية لِمُهِمِّ المصنفات والكتب الشرعية )

والله سبحانه يعلم كم تعبت كثيرا في جمعه, ودأبت في ترتيبه , راجيا من الله العلي القدير أن ينفع به, فاحرص - حفظك الله -على دراسته وملازمته وتفهمه, سائلا منك فقط إن انتفعت به واستفدت منه دعوة صالحة بظهر الغيب لي و لوالدي, بمغفرة الذنوب, وصلاح الحال في الدنيا و الآخرة, واعلم - غفر الله لك - أن دعاءك غير ضائع, ولا مضيع, فقد قال نبينا r : ( ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل ) [9]

وأسأل الله العلي القدير أن يجزيني خيرا على ما قصدته, وأن يعينني على إتمام ما أردته, وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, فهو سبحانه و تعالى وحده ولي ذلك والقادر عليه, و هو المستعان و عليه التكلان, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا, والحمد لله رب العالمين,

 

 

 

 

كتبه : أبو يعلى اليضاوي

أحد طلبة العلم, عفا الله عنه

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتب الصحاح

 

 

 

 

 

 

 

 

الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان للأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي

بسم الله الرحمن الرحيم, رب يسر بخير

الحمد لله على ما علم من التبيان, و تمم من الجود والفضل و الإحسان, والصلاة و السلام الأتمان الأكملان على سيد ولد عدنان, المبعوث بأكمل الأديان, المنعوت في التوراة والإنجيل و الفرقان, وعلى آله و أصحابه والتابعين لهم بإحسان, صلاة دائمة ما كَرَّ الجديدان, و عُبِد الرحمن

وبعد : فإن من أجمع المصنفات في الأخبارالنبوية, وأنفع المؤلفات في الآثار المحمدية, وأشرف الأوضاع, وأطرف الإبداع, كتاب ( التقاسيم والأنواع ), للشيخ الإمام, حسنة الأيام, حافظ زمانه, وضابط أوانه, معدن الإتقان, أبي حاتم محد بن حبان التميمي البستي, شكر الله مسعاه, وجعل الجنة مثواه, فإنه لم ينسج له على منوال, في جمع سنن الحرام والحلال, لكنه لبديع صنعه, ومنيع وضعه, قد عز جانبه, فكثر مجانبه, وتعسر اقتناص شوارده, فتعذرالاقتباس من فوائده وموارده, فرأيت أن أتسبب لتقريبه, وأتقرب إلى الله بتهذيبه وترتيبه, وأسهله على طلابه, بوضع كل حديث في بابه, الذي هو أولى به, ليؤمه من هجره, ويقدمه من أهمله وأخره, وشرعت فيه معترفا بأن البضاعة مزجاة, وأن لا حول ولا قوة إلا بالله, فحصلته في أيسر مدة, وجعلته عمدة للطلبة وعدة, فأصبح بحمد الله موجودا بعد أن كان كالعدم, مقصودا كنار على أرفع علم, معدودا بفضل الله من أكل النعم, قد فتحت سماء يسره فصارت أبوابا, وزحزحت جبال عسره فكانت سرابا, وقرن كل صنو بصنفه, فآضت أزواجا, وكل تلو بإلفه, فضاءت سراجا وهاجا

وسميته : ( الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ), والله أسأل ن يجعله زادا لحسن المصير إليه, وعتادا ليمن القدوم عليه, إنه بكل جميل كفيل, وهو حسبي ونعم الوكيل, وها أنا أذكر مقدمة تشتمل على ثلاثة فصول:

الفصل الأول في ذكر ترجمته ليعرف قدر جلالته, الفصل الثاني: في نص خطبته, وما نص عليه في غرة ديباجته وخاتمته, ليعلم مضمون قراره, ومكنونه وأسراره, الفصل الثالث: في ذكر ما رتب عليه هذا الكتاب, من الكتب والفصول و الأبواب, قصدا لتكميل التهذيب, وتسهيل التقريب.

 

[ ترجمة الحافظ أبي حاتم بن حبان ]

الفصل الأول : أقول وبالله التوفيق: هو الإمام الفاضل المتقن, المحقق, الحافظ, العلامة, محمد بن بن حبان بن أحمد بن حبان, بكسر الحاء المهملة, وبالباء الموحدة فيهما, بن معاذ بن معبد بالباء الموحدة, بن سعيد بن سهيد, بفتح السين المهملة, وكسر الهاء, ويقال بن معبد بن هدية, بفتح الهاء, وكسر الدال, وتشديد الياء آخر الحروف, بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناه بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان, أبو حاتم التميمي, البستي, القاضي, أحد الأئمة الرحالين والمصنفين

ذكره الحاكم أبو عبد الله فقال : كان من أوعية العلم في اللغة, والفقه, والحديث, والوعظ, من عقلاء الرجال, وكان قدم نيسابور فسمع بها من عبد الله بن شيروية, ثم أنه دخل العراق فأكثر عن أبي خليفة القاضي, وأقرانه, وبالأهواز, و بالموصل, وبالجزيرة, وبالشام, وبمصر, وبالحجاز, وكتب بهراة, ومرو, وبخارى, ورحل إلى عمر بن محمد بن بجير, وأكثر عنه, وروى عن الحسن بن سفيان, وأبي يعلى الموصلي, ثم صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه, و ولي القضاء بسمرقند, وغيرها من المدن بخراسان, ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة, وخرج إلى القضاء إلى نسا وغيرها, وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين, فأقام بنيسابور, وبنى الخانقاه, وسمع منه خلق كثير

روى عنه الحاكم أبو عبد الله, وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الهروي, وأبو بكر عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن سلم, وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله النوقاتي, وأبو عبد الرحمن بن محمد بن علي بن رزق السجستاني, وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الزوزني, وقال أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد الإدريسي : أبو حاتم البستي كان من فقهاء الناس, وحفاظ الآثار, المشهورين في الأمصار والأقطار, عالما بالطب والنجوم, وفنون العلوم, ألف ( المسند الصحيح ), و ( التاريخ ), و( الضعفاء ), والكتب المشهورة في كل فن, وفقه الناس بسمرقند, ثم تحول إلى بست, ذكره عبد الغني بن سعيد في البستي

وذكره الخطيب وقال : وكان ثقة ثبتا فاضلا فهما, وذكره الأمير في حبان, بكسر الحاء المهملة ولي القضاء بسمرقند, و كان من الحفاظ الأثبات, توفي بسجستان ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة أربع وخمسين وثلاث مائة, وقيل ببست في داره التي هي اليوم مدرسة لصحابه, ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث, والمتفقهة منهم, ولهم جرايات يستنفقونها وفيها خزانة كتب

 

[ مقدمة كتاب التقاسيم والأنواع ]

الفصل الثاني [10] : قال رحمه الله  :الحمد لله المستحق الحمد لآلائه, المتوحد بعزه وكبريائه, القريب من خلقه في أعلى علوه, البعيد منهم في أدنى دنوه, العالم بكنين مكنون النجوى, والمطلع على أفكار السر وأخفى, وما استجن تحت عناصر الثرى, وما جال فيه خواطر الورى, الذي ابتدع الأشياء بقدرته, وذرأ الأنام بمشيئته, من غير أصل عليه افتعل, ولا رسم مرسوم امتثل, ثم جعل العقول مسلكا لذوي الحجا, وملجأ في مسالك أولي النهى, وجعل أسباب الوصول إلى كيفية العقول ما شق لهم من الأسماع والأبصار, والتكلف للبحث والاعتبار, فأحكم لطيف ما دبر وأتقن جميع ما قدر ثم فضل بأنواع الخطاب أهل التمييز والألباب, ثم اختار طائفة لصفوته, وهداهم لزوم طاعته, من اتباع سبل الأبرار, في لزوم السنن و الآثار, فزين قلوبهم بالإيمان, وأنطق ألسنتهم بالبيان, من كشف أعلام دينه, واتباع سنن نبيه, بالدؤوب في الرحل والأسفار, وفراق الأهل والأوطار, في جمع السنن ورفض الأهواء, والتفقه بترك الآراء, فتجرد القوم للحديث وطلبوه, ورحلوا فيه وكتبوه, وسألوا عنه وأحكموه, وذاكروا به ونشروه, وتفقهوا فيه وأصلوه, وفرعوا عليه وبذلوه, وبينوا المرسل من المتصل, والموقوف من المنفصل, والناسخ من المنسوخ, والمحكم من المفسوخ, والمفسر من المجمل, و المستعمل من المهمل, والمختصر من المتقصى, والملزوق من المتفصى, والعموم من الخصوص, والدليل من المنصوص, و المباح من المزجور, والغريب من المشهور ,والفرض من الإرشاد, والحتم من الإيعاد, والعدول من المجروحين, والضعفاء من المتروكين, وكيفية المعمول, والكشف عن المجهول, وما حرف المخزول, وقلب من المنحول, من مخايل التدليس, وما فيه من التلبيس, حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين, وصانه عن ثلب القادحين, وجعلهم عند التنازع أئمة الهدى, و في النوازل مصابيح الدجى, فهم ورثة الأنبياء, ومأنس الأصفياء, وملجأ الأتقياء, ومركز الأولياء, فله الحمد على قدره وقضائه, وتفضله بعطائه, وبره ونعمائه, ومنه بآلائه

أشهد أن لا إله إلا الذي بهدايته سعد من اهتدى, وبتأييده رشد من اتعظ وارعوى, وبخذلانه ضل من زل وغوى, وحاد عن الطريقة المثلى, وأشهد أن محمدا عبده المصفى, ورسوله المرتضى, بعثه إليه داعيا, وإلى جنانه هاديا, فصلى الله عليه, وأزلفه في الحشر لديه, وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين

أما بعد : فإن الله جل وعلا انتخب محمدا r لنفسه وليا, وبعثه إلى خلقه نبيا, ليدعوا الخلق من عبادة الأشياء إلى عبادته, ومن أتباع السبل إلى لزوم طاعته, حيث كان الخلق في جاهلية جهلاء, وعصبية مضلة عمياء, يهيمون في الفتن حيارى, ويخوضون في الأهواء سكارى, يترددون في بحار الضلالة, ويجولون في أودية الجهالة, شريفهم مغرور, و وضيعهم مقهور, فبعثه الله إلى خلقه رسولا, وجعله إلى جنانه دليلا,فبلغ r عنه رسالاته, وبين المراد عن آياته, وأمر بكسر الأصنام, ودحض الأزلام, حتى أسفر الحق عن محضه, وأبدى الليل عن صبحه, وانحط به أعلام الشقاق, وانهشم بيضة النفاق, وإن في لزوم سنته تمام السلامة, وجماع الكرامة, لا تطفأ سرجها, ولا تدحض حججها, من لزمها عصم, ومن خالفها ندم, إذ هي الحصن الحصين, والركن الركين, الذي بان فضله, ومتن حبله, من تمسك به ساد, ومن رام خلافه باد, فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجل, والمغبوطون بين الأنام في العاجل

وإني لما رأيت الأخبار طرقها كثرت, ومعرفة الناس بالصحيح منها قلت, لاشتغالهم بكتبة الموضوعات, وحفظ الخطأ أو المقلوبات, حتى صار الخبر الصحيح مهجورا لا يكتب, والمنكر المقلوب عزيزا يستغرب, وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين, وتكلم عليها من أهل الفقه والدين, أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار, وأكثروا من تكرار المعاد للآثار, قصدا منهم لتحصيل الألفاظ, على من رام حفظها من الحفاظ, فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب, وترك المقتبس التحصيل للخطاب, فتدبرت الصحاح لأسهل حفظها على المتعلمين, وأمعنت الفكر فيها لئلا يصعب وعيها على المقتبسين, فرأيتها تنقسم خمسة أقسام متساوية, متفقة التقسيم غير متنافية :

فأولها الأوامر التي أمر الله عباده بها, والثاني النواهي التي نهى الله عباده عنها, والثالث إخباره عما احتيج إلى معرفتها, و الرابع الإباحات التي أبيح ارتكابها, والخامس أفعال النبي r التي انفرد بفعلها

ثم رأيت كل قسم منها يتنوع أنواعا كثيرة, ومن كل نوع تتنوع علوم خطيرة, ليس يعقلها إلا العالمون, الذين هم في العلم راسخون, دون من اشتغل في الأصول بالقياس المنكوس, وأمعن في الفروع بالرأي المنحوس, وإنا نملي كل قسم بما فيه من الأنواع, وكل نوع بما فيه من الاختراع, الذي لا يخفي تحضيره على ذوي الحجا, ولا تتعذر كيفيته على أولي النهى, ونبدأ منه بأنواع تراجم الكتاب, ثم نملي الأخبار بألفاظ الخطاب, بأشهرها إسنادا, وأوثقها عمادا, من غير وجود قطع في سندها, ولا ثبوت جرح في ناقليها, لأن الاقتصار على أتم المتون أولى, والاعتبار بأشهر الأسانيد أحرى, من الخوض في تخريج التكرار, وإن آل أمره إلى صحيح الاعتبار, والله الموفق لما قصدنا بالإتمام, وإياه نسأل الثبات على السنة والإسلام, وبه نتعوذ من البدع والآثام, والسبب الموجب للانتقام, إنه المعين لأوليائه على أسباب الخيرات, و الموفق لهم سلوك أنواع الطاعات, وإليه الرغبة في تيسير ما أردنا, وتسهيل ما أومأنا, إنه جواد كريم, رؤوف رحيم

 

القسم الأول من أقسام السنن وهو الأوامر :

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه : تدبرت خطاب الأوامر عن المصطفى r لاستكشاف ما طواه في جوامع كلمه, فرأيتها تدور على مائة نوع, وعشرة أنواع, يجب على كل منتحل للسنن أن يعرف فصولها, وكل منسوب إلى العلم أن يقف على جوامعها, لئلا يضع السنن إلا في مواضعها, ولا يزيلها عن موضع القصد في سننها

فأما النوع الأول من أنواع الأوامر فهو لفظ الأمر الذي هو فرض على المخاطبين كافة في جميع الأحوال, وفي كل الأوقات, حتى لا يسع أحدا منهم الخروج منه بحال

النوع الثاني ألفاظ الوعد التي مرادها الأوامر باستعمال تلك الأشياء

النوع الثالث لفظ المر الذي أمر به المخاطبون في بعض الأحوال لا الكل

النوع الرابع لفظ الأمر الذي أمر به بعض المخاطبين في بعض الأحوال لا الكل

النوع الخامس الأمر بالشيء الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيته, وعارضه بعض فعله ووافقه البعض

النوع السادس لفظ الأمر الذي قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيته, قد يسع ترك ذلك الأمر المفروض عند وجود عشر خصال معلومة, فمتى وجد خصلة من هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء جائزا تركه, ومتى عدم هذه الخصال العشر كان الأمر باستعمال ذلك الشيء واجبا

النوع السابع الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ الأول منها فرض يشتمل على أجزاء وشعب, تختلف أحوال المخاطبين فيها, والثاني ورد بلفظ العموم والمراد منه استعماله في بعض الأحوال, لأن رده فرض على الكفاية, والثالث أمر وإرشاد

النوع الثامن الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ, الأول منها فرض على المخاطبين في بعض الأحوال, و الثاني فرض على المخاطبين في جميع الأحوال, والثالث أمر إباحة لاحتم

النوع التاسع الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر, أحدها فرض على جميع المخاطبين في جميع الأحوال, و الثاني والثالث أمر ندب وإرشاد لا فريضة وإيجاب

النوع العاشر الأمر بشيئين مقرونين في اللفظ, أحدهما فرض على بعض المخاطبين على الكفاية, والثاني أمر إباحة لا حتم

النوع الحادي عشر الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في اللفظ الأول منها فرض على المخاطبين في بعض الأحوال, والثاني فرض على بعض المخاطبين في بعض الأحوال, والثالث فرض على المخاطبين في جميع الأوقات

النوع الثاني عشر الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر, الأول منها فرض على جميع المخاطبين في كل الأوقات, والثاني فرض على المخاطبين في بعض الأحوال, والثالث فرض على بعض المخاطبين في بعض الأوقات, والرابع ورد بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين

النوع الثالث عشر الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر, الأول منها فرض على جميع المخاطبين في كل الأوقات, والثاني فرض على المخاطبين في بعض الأحوال, والثالث فرض على بعض المخاطبين في بعض الأحوال, والرابع أمر تأديب وإرشاد أمر به المخاطب إلا عند وجود معلومة وخصال معدودة

النوع الرابع عشر الأمر بالشيء الواحد للشخصين المتباينين والمراد منه أحدهما لا كلاهما كلاهما

النوع الخامس عشر الأمر الذي أمر به إنسان بعينه في شيء معلوم لا يجوز لأحد بعده استعمال ذلك الفعل إلى يوم القيامة وإن كان ذلك الشيء معلوما يوجد

النوع السادس عشر الأمر بفعل عند وجود سبب لعلة معلومة وعند عدم ذلك السبب الأمر بفعل ثان لعله معلومة خلاف تلك العلة المعلومة التي من أجلها أمر بالأمر الأول

النوع السابع عشر الأمر بأشياء معلومة قد كرر بذكر الأمر بشيء من تلك الأشياء المأمور بها على سبيل التأكيد

النوع الثامن عشر الأمر باستعمال شيء بإضمار سبب لا يجوز استعمال ذلك الشيء إلا باعتقاد ذلك السبب المضمر في نفس الخطاب

النوع التاسع عشر الأمر بالشيء الذي أمر على سبيل الحتم مراده استعمال ذلك الشيء مع الزجر عن ضده

النوع العشرون الأمر بالشيء الذي أمر به المخاطبون في بعض الأحوال عند وقتين معلومين على سبيل الفرض والإيجاب قد دل فعله على أن المأمور به في أحد الوقتين المعلومين غير فرض وبقي حكم الوقت الثاني على حالته

النوع الحادي والعشرون ألفاظ إعلام مرادها الأوامر التي هي المفسرة لمجمل الخطاب في الكتاب

النوع الثاني والعشرون لفظة أمر بشيء يشتمل على أجزاء وشعب فما كان من تلك الأجزاء والشعب بالإجماع أنه ليس بفرض فهو نفل ومل لم يدل الإجماع ولا الخبر على نفليته فهو حتم لا يجوز تركه بحال

النوع الثالت والعشرون الأوامر التي وردت بألفظ مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار أخر

النوع الرابع والعشرون الأوامر التي وردت بألفاظ مجملة مختصرة ذكر بعضها في أخبار أخر

النوع الخامس والعشرون الأمر بالشيء الذي بيان كيفيته في أفعاله r

النوع السادس والعشرين الأمر بشيئين متضادين على سبيل الندب خير المأمور به بينهما حتى إنه ليفعل ما شاء من الأمرين المأمور بهما والقصد فيه الزجر عن شيء ثالث

النوع السابع والعشرون الأمر بشيئين مقرونين في الذكر المراد من أحدهما الحتم والإيجاب مع إضمار شرط فيه قد قرن به حتى لا يكون الأمر بذلك الشيء إلا مقرونا بذلك الشرط الذي هو المضمر في نفس الخطاب والآخر أمر إيجاب على ظاهره يشتمل على الزجر عن ضده

النوع الثامن والعشرون لفظ الأمر الذي ظاهرة مستقل بنفسه وله تخصيصان اثنان, أحدهما من خبر ثان, و الآخر من الإجماع, وقد يستعمل الخبر مرة على عمومه, وتارة يخص بخبر ثان, وأخرى يخص بالإجماع

النوع التاسع والعشرون الأمر بشيئين مقرونين في الذكر خير المأمور به بينهما حتى إنه موسع عليه أيفعل أيهما شاء منهما

النوع الثلاثون الأمر الذي ورد بلفظ البدل حتى لا يجوز استعماله إلا عند عدم السبيل إلى الفرض الأول

النوع الحادي والثلاثون لفظة أمر بفعل من أجل سبب مضمر في الخطاب, فمتى كان السبب للمضمر الذي من أجله أمر بذلك الفعل معلوما بعلم كان الأمر به واجبا وقد عدم علم ذلك السبب بعد قطع الوحي فغير جائز استعمال ذلك الفعل لحد إلى يوم القيامة

النوع الثاني والثلاثون الأمر باستعمال فعل عند عدم شيئين معلومين فمتى عدم الشيئان اللذان ذكرا في ظاهر الخطاب كان استعمال ذلك الفعل مباحا للمسلمين كافة ومتى كان أحد ذينك الشيئين موجودا كان استعمال ذلك الفعل منهيا عنه بعض الناس وقد يباح استعمال ذلك الفعل تارة لمن وجد فيه الشيئان اللذان وصفتهما كما زجر عن استعماله تارة أخرى من وجدا فيه

النوع الثالث والثلاثون الأمر بإعادة فعل قصد المؤدي لذلك الفعل أداءه فأتى به على غير الشرط الذي أمر به

النوع الرابع والثلاثون الأمر بشيئين مقرونين في الذكر عند حدوث سببين, أحدهما معلوم يستعمل على كيفيته, والآخر بيان كيفيته في فعله وأمره

النوع الخامس والثلاثون الأمر بالشيء الذي أمر به بلفظ الإيجاب والحتم وقد قامت الدلالة من خبر ثان على أنه سنة, والقصد فيه علة معلومة أمر من أجلها هذا الأمر المأمور به

النوع السادس والثلاثون المر بالشيء الذي كان محظورا فأبيح به ثم نهي عنه ثم أبيح ثم نهي عنه فهو محرم إلى يوم القيامة

النوع السابع والثلاثون الأمر الذي خير المأمور به بين ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر عند عدم القدرة على كل واحد منها حتى يكون المقترض عليه عند العجز عن الأول له يؤدي الثاني وعند العجز الثاني له أن يؤدي الثالث

النوع الثامن والثلاثون لفظ الأمر الذي خير المأمور به بين أمرين بلفظ التخيير على سبيل الحتم والايجاب حتى يكون المفترض عليه له أن يؤدي أيهما شاء منها

النوع التاسع والثلاثون لفظ الأمر الذي خير المأمور به بين أشياء محصورة من عدد معلوم حتى لا يكون له تعدي ما خير فيه إلى ما هو أكثر منه من العدد

النوع الاربعون الأمر الذي هو فرض خير المأمور به بين ثلاثة أشياء حتى يكون المفترض عليه اه أن يؤدي أيما شاء من الأشياء الثلاث

النوع الحادي والأربعون الأمر بالشيء الذي خير المأمور به في أدائه بين صفات ذوات عدد ثم ندب إلى الأخذ منها بأيسرها عليه

النوع الثاني والأربعون الأمر الذي خير المأمور به في أدائه بين صفات أربع حتى يكون المأمور به له أن يؤدي ذلك الفعل بأي صفة من تلك الصفات الأربع شاء والقصد فيه الندب والارشاد

النوع الثالث والأربعون الأمر الذي هو مقرون بشرط فمتى كان ذلك الشرط موجودا كان الأمر واجبا ومتى عدم ذلك الشرط بطل ذلك الأمر

النوع الرابع والأربعون الأمر بفعل مقرون بشرط حكم ذلك الفعل على الإيجاب وسبيل الشرط على الإرشاد

النوع الخامس والأربعون الأمر الذي أمر بإضمار شرط في ظاهر الخطاب فمتى كان ذلك الشرط المضمر موجودا كان الأمر واجبا ومتى عدم ذلك الشرط جاز استعمال ضد ذلك الأمر

النوع السادس والأربعون الأمر بشيئين مقرونين في الذكر أحدهما فرض قامت الدلالة من خبر ثان على فرضيته والآخر نفل دل الإجماع على نفليته

النوع السابع والأربعون الأمر بشيئين في الذكر أحداهما أراد به التعليم والآخر أمر إباحة لا حتم

النوع الثامن والأربعون الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر أحداهما فرض على جميع المخاطبين في كل الأوقات والثني فرض على بعض الخاطبين في بعض الأحوال والثالث له تخصيصات اثنان من خبرين آخرين حتى لا يجوز استعماله على عموم ما ورد الخبر فيه إلا بأحد التخصيصين اللذين ذكرتهما

النوع التاسع والأربعون الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من اللفظين الاوليتين أمر فضيلة وإرشاد والثالث أمر إباحة لا حتم

النوع الخمسون الأمر بثلاثة أشياء مقرونة في الذكر الأول منها فرض لا يجوز تركه والثاني والثالث أمران لعله معلومة مرادها الندب والإرشاد

النوع الحادي والخمسون الأمر بأربعة أشياء مقرونة في الذكر الأول والثالث أمرا ندب وإرشاد والثاني قرن بشرط فالفعل المشار إليه في نفسه نفل والشرط الذي قرن به فرض والرابع أمر إباحة لاحتم

النوع الثاني والخمسون الأمر بالشيء يذكر تعقيب شيء ماض والمراد منه بدايته فأطلق الأمر بلفظ التعقيب والقصد منه البداية لعدم ذلك التعقيب إلا بتلك البداية

النوع الثالث والخمسون الأمر بفعل في أوقات معلومة من أجل سبب معلوم فمتى صادف المرء ذلك السبب في أحد الأوقات المذكورة سقط عنه ذلك في سائرها وإن كان ذلك أمر ندب وإرشاد

النوع الرابع والخمسون الأمر بفعل مقرون بصفة معين عليها يجوز استعمال ذلك الفعل بغير تلك الصفة التي قرنت به

النوع الخامس والخمسون الأمر من أجل علل مضمرة في نفس الخطاب لم تبين كيفيتها في ظواهر الأخبار

النوع السادس والخمسون الأمر بخمسة شياء مقرونة في الذكر الأول منها بلفظ العموم والمراد منه الخاص, والثاني والثالث لكل واحد منهما تخصيصان اثنان كل واحد منهما من سنة ثابتة والرابع قصد به بعض المخاطبين في بعض الأحوال والخامس فرض على الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين فرضه

النوع السابع والخمسون الأمر بستة أشياء مقرونة في اللفظ, الثلاثة الأول فرض على المخاطبين في بعض الأحوال, والثلاثة الأخر فرض على المخاطبين في كل الأحوال

النوع الثامن والخمسون الأمر بسبعة أشياء مقرونة في الذكر الأول والثاني منهما أمرا ندب وإرشاد, و الثالث والرابع أطلقا بلفظ العموم والمراد منه البعض لا الكل والخامس والسابع أمرا حتم وإيجاب في الوقت دون الوقت والسادس أمر باستعماله على العموم والمراد منه استعماله مع المسلمين دون غيرهم

النوع التاسع والخمسون الأمر بفعل عند وجود شيئين معلومين والمراد منه أحدهما لا كلاهما لعدم اجتماعهما معا في السبب الذي من أجله أمر بذلك الفعل

النوع الستون الأمر بترك طاعة المرء بإتيانها من غير إرداف ما يشبهها أو تقديم مثلها

النوع الحادي والستون المر بشيئين مقرونين فب الذكر أحدهما فرض لا يسع رفضه والثاني مراده التغليط والتشديد دون الحكم

النوع الثاني والستون لفظة أمر قرن بزجر عن ترك استعمال شيء قد قرن إباحته بشرطين معلومين ثم قرن أحد الشرطين بشرط ثالث حتى لا يباح ذلك الفعل إلا بهذه الشرائط المذكورة

النوع الثالث والستون الأمر بالشيء الذي مراده التحذير مما يتوقع في المتعقب مما حظر عليه

النوع الرابع والستون الأمر بالشيء الذي مراده الزجر عن سبب ذلك الشيء المأمور به

النوع الخامس والستون الأمر بالشيء الذي خرج مخرج الخصوص والمراد من إيجابه على بعض المسليمن إذا كان فيهم الالة التي من أجلها أمر بذلك الفعل موجودة

النوع السادس والستون لفظة أمر بقول مرادها استعماله بالقلب دون النطق باللسان

النوع السابع والستون الأوامر التي أمر باستعمالها قصدا منه للإرشاد وطلب الثواب

النوع الثامن والستون الأمر بشيء يذكر بشرط معلوم زاد ذلك الشرط أو نقص عن تحصيره كان الأمر حالته واجبا بعد أن يوجد من ذلك الشرط ما كان من غير تحصير معلوم

النوع التاسع والستون الأمر بالشيء الذي أمر من أجل سبب تقدم والمراد منه التأديب لئلا يرتكب المرء ذلك السبب الذي من أجله أمر بذلك الأمر من غير عذر

النوع السبعون الأوامر التي وردت مرادها الإباحة والإطلاق دون الحكم والإيجاب

النوع الحادي والسبعون الأوامر التي أبيحت من أجل أشياء محصورة على شرط معلوم للسعة والترخيص

النوع الثاني والسبعون الأمر بالشيء عند حدوث سبب بإطلاق اسم المقصود على سببه

النوع الثالث والسبعون الأوامر التي وردت مرادها التهديد والزجر عن ضد الأمر الذي أمر به

النوع الرابع والسبعون الأمر بالشيء عند فعل ماض مراده جواز استعمال ذلك الفعل المسؤول عنه مع إباحة استعماله مرة أخرى

النوع الخامس والسبعون الأمر باستعمال شيء قصد به الزجر استعمال شيء ثان والمراد منهما معا علة مضمرة في نفس الخطاب لا أن استعمال ذلك الفعل محرم وإن زجر عن ارتكابه

النوع السادس والسبعون الأمر بالشيء الذي مراده التعليم حيث جهل المأمور به كيفية استعمال ذلك الفعل لا أنه أمر على سبيل الحتم والإيجاب

النوع السابع والسبعون الأمر الذي أمر به والمراد الوثيقة ليحتاط المسلمون لدينهم عند الإشكال بعده

النوع الثامن والسبعون الأوامر التي أمرت مرادها التعليم

النوع التاسع والسبعون الأمر بالشيء الذي أمر به لعلة معلومة لم تذكر في نفس الخطاب وقد دل الإجماع على نفي إمضاء حكمه على ظاهره

النوع الثمانون الأمر باستعمال شيء بإطلاق اسم على ذلك الشيء والمراد منه ما تولد منه لا نفس ذلك الشيء

النوع الحادي والثمانون ألفاظ الأوامر التي أطلقت بالكنايات دون التصريح

النوع الثاني والثمانون الأوامر التي أمر بها النساء في بعض الأحوال دون الرجال

النوع الثالث والثمانون الأوامر التي وردت بألفاظ التعريض مرادها الأوامر باستعمالها

النوع الرابع والثمانون لفظة أمر بشيء المسألة مراده استعماله على سبيل العتاب لمرتكب ضده

النوع الخامس والثمانون الأمر بالشيء الذي قرن بذكر نفي الاسم عن ذلك الشيء لنقصه عن الكمال

النوع السادس والثمانون الأمر الذي قرن بذكر عدد معلوم من غير أن يكون المراد من ذكر ذلك العدد نفيا عما وراءه

النوع السابع والثمانون الأمر بمجنبة شيء مراده الزجر عما تولد ذلك الشيء منه

النوع الثامن والثمانون الأمر الذي ورد بلفظ الرد والإرجاع مرادة نفي جواز استعمال الفعل دون إجازته وإمضائه النوع التاسع والثمانون ألفاظ المدح للأشياء التي مرادها الأوامر بها

النوع التسعون الأوامر المعللة التي قرنت بشرائط يجوز القياس عليها

النوع الحادي والتسعون لفظ الإخبار عن نفي شيء إلا بذكر عدد محصور مراده الأمر على سبيل الإيجاب قد استثنى بعض ذلك العدد المحصور بصفة معلومة فأسقط عنه حكم ما دخل تحت ذلك العدد المعلوم الذي من أجله أمر بذلك الأمر

النوع الثاني والتسعون ألفاظ الإخبار للأشياء التي مرادها الأوامر بها

النوع الثالث والتسعون الإخبار عن الأشياء التي مرادها الأمر بالمداومة عليها

النوع الرابع والتسعون الأوامر المضادة التي هي من اختلاف المباح

النوع الخامس والتسعون الأوامر التي أمرت لأسباب موجودة وعلل معلومة

النوع السادس والتسعون لفظة أمر بفعل مع استعمله ذلك الأمر المأمور به ثم نسخها فعل ثان وأمر آخر

النوع السابع والتسعون الأمر الذي هو فرض خير المأمور به بين أدائه وبين تركه مع الاقتداء ثم نسخ الاقتداء والتخيير جميعا وبقي الفرض الباقي من غير تخيير

النوع الثامن والتسعون الأمر بالشيء الذي أمر به ثم حرم ذلك الفعل على الرجال وبقي حكم النساء مباحا لهن استعماله

النوع التاسع والتسعون ألفاظ أوامر منسوخة نسخت بألفاظ أخرى من ورود إباحة على حظر أو حظر على إباحة

النوع المئة الأمر الذي هو المستثنى من بعض ما أبيح بعد حظره

النوع الحادي والمئة الأمر بالأشياء التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها

النوع الثاني والمئة ألفاظ أوامر أطلقت بألفاظ المجاورة من غير وجود حقائقها

النوع الثالث والمئة الأوامر التي أمر قصدا لمخالفة المشركين وأهل الكتاب

النوع الرابع والمئة الأمر بالأدعية التي يتقرب العبد بها إلى بارئه جل وعلا

النوع الخامس والمئة الأمر بأشياء أطلقت بألفاظ إضمار القصد في نفس الخطاب

النوع السادس والمئة الأمر الذي أمر لعلة معلومة فارتفعت العلة وبقي الحكم على حالته فرضا إلى يوم القيامة

النوع السابع والمئة الأمر بالشيء على سبيل الندب عند سبب متقدم ثم عطف بالزجر عن مثله مراده السبب المتقدم لا نفس ذلك الشيء المأمور به

النوع الثامن والمئة الأمر بالشيء الذي قرن بشرط معلوم مراده الزجر عن ضد ذلك الشرط الذي قرن بالأمر

النوع التاسع والمئة الأمر بالشيء الذي قصد به مخالفة أهل الكتاب قد خير المأمور به بين أشياء ذوات عدد بلفظ مجمل ثم استثنى من تلك الأشياء شيء فزجر عنه وثبتت الباقية على حالتها مباحا استعمالها

النوع العاشر والمئة الأمر بالشيء الذي مراده الإعلام بنفي جواز استعمال ذلك الشيء لا الأمر به

 

القسم الثاني من أقسام السنن وهو النواهي

 

قال رضى الله تعالى عنه : وقد تتبعت النواهي عن المصطفى r وتدبرت جوامع فصولها وأنواع ورودها لأن مجراها في تشعب الفصول مجرى الأوامر في الأصول فرأيتها تدور على مائة نوع وعشرة أنواع :

النوع الأول الزجر عن الاتكال على الكتاب وترك الأوامر والنواهي عن المصطفى r

النوع الثاني ألفاظ إعلام لشياء وكيفيتها مرادها الزجر عن ارتكابها

النوع الثالث الزجر عن أشياء زجر عنها المخاطبون في كل الأحوال وجميع الأوقات حتى لا يسع أحدا منهم ارتكابها بحال

النوع الرابع الزجر عن أشياء زجر بعض المخاطبين عنها في بعض الأحوال لا الكل

النوع الخامس الزجر عن أشياء زجر عنه الرجال دون النساء

النوع السادس الزجر عن أشياء زجر عنه النساء دون الرجال

النوع السابع الزجر عن أشياء زجر عنها بعض النساء في بعض الأحوال لا الكل

النوع الثامن الزجر عن أشياء زجر عنها المخاطبون في أوقات معلومة مذكورة في نفس الخطاب والمراد منها بعض الحوال في بعض الأوقات المذكورة في ظاهر الخطاب

النوع التاسع الزجر عن الأشياء التي وردت بألفاظ مختصرة ذكر نقيضها في أخبار أخر

النوع العاشر الزجر عن أشياء وردت بألفاظ مجملة تفسير تلك الجمل في أخبار أخر

النوع الحادي عشر الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ العموم وبيان تخصيصه في فعله

النوع الثاني عشر الزجر عن الشيء بلفظ العموم من أجل علة لم تذكر في نفس الخطاب وقد ذكرت في خبر ثان فمتى كانت تلك العلة موجودة كان استعماله مزجورا عنه ومتى عدمت تلك العلة موجودة كان استعماله مزجرا عنه ومتى عدمت تلك العلة جاز استعماله وقد يباح هذا الشيء المزجر عنه في حالتين أخريين وإن كانت تلك العلة أيضا موجودة والزجر قائم

النوع الثالث عشر الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي استثنى بعض ذلك العموم فأبيح بشرائط معلومة في أخبار أخر

النوع الرابع عشر الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي أبيح ارتكابه في وقتين معلومين أحدهما منصوص من خبر ثان و الثاني مستنبط من سنة أخرى

النوع الخامس عشر الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر الأول والثاني قصد بهما الرجال دون النساء والثالث قصد به الرجال والنساء جميعا من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب قد بين كيفيتها في خبر ثان

النوع السادس عشر الزجر عن الشيء المخصوص في الذكر الذي قد يشارك مثله فيه والمراد منه التأكيد

النوع السابع عشر الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر أحدها قصد به الندب والإرشاد والثاني زجر عنه لعلة معلومة فمتى ككانت تلك العلة التي من أجلها زجر عن هذا الشيء موجودة كان الزجر واجبا ومتى عدمت تلك العلة كان استعمال ذلك الشيء المزجور عنه مباحا والثالث زجر عن فعل في وقت معلوم مراده ترك استعماله في ذلك الوقت وقبله وبعده

النوع الثامن عشر الزجر عن الشيء بلفظ التحريم الذي قصد به الرجال دون النساء وقد يحل لهم استعمال هذا الشيء المزجور عنه في حالتين لعلتين معلومتين

النوع التاسع عشر الزجر عن الأشياء التي وردت في أقوام بأعيانهم يكون حكمهم وحكم غيرهم من المسلمين فيه سواء

النوع العشرون الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر المراد من الشيئين الأولين الرجال دون النساء والشيء الثالث قصد به الرجال والنساء جميعا في بعض الأحوال لا الكل

النوع الحادي والعشرون الزجر عن الشيء الذي رخص لبعض الناس في استعماله لسبب متقدم ثم حظر ذلك بالكلية عليه وعلى غيره والعلة في هذا الزجر القصد فيه مخالفة المشركين

النوع الثاني والعشرون الزجر عن الشيء الذي زجر عنه إنسان بعينه والمراد منه بعض الناس في بعض الأحوال

النوع الثالث والعشرون الزجر عن الأشياء التي قصد بها الاحتياط حتى يكون المرء لا يقع عند ارتكابها فيما حظر عليه

النوع الرابع والعشرون الزجر عن أشياء زجر عنها بلفظ العموم وقد أضمر كيفية تلك الأشياء في نفس الخطاب

النوع الخامس والعشرون الزجر عن الشيء الذي مخرجه مخرج الخصوص لقوام بأعيانهم عن شيء بعينه يقع الخطاب عليهم وعلى غيرهم ممن بعدهم إذا كان السبب الذي من أجله نهي عن ذلك الفعل موجودا

النوع السادس والعشرون الزجر عن الشيء بلفظ العموم الذي زجر عنه الرجال والنساء ثم استثنى منه بعض الرجال وأبيح لهم ذلك وبقي حكم النساء وبعض الرجال على حالته

النوع السابع والعشرون الزجر عن أن يفعل بالمرء بعد الممات ما حرم عليه قبل موته لعلة معلومة من أجلها حرم عليه ما حرم

النوع الثامن والعشرون الزجر عن الشيء الذي ورد بلفظ الإسماع لمن ارتكبه قد أضمر فيه شرط معلوم لم يذكر في نفس الخطاب

النوع التاسع والعشرون الزجر عن الشيء الذي قصد به المخاطبون في بعض الأحوال وأبيح للمصطفى r استعمله لعلة معلومة ليست في أمته

النوع الثلاثون الزجر عن شيئين مقرونين في الذكر بلفظ العموم أحدهما مستعمل على عمومه والثاني تخصيصه في فعله

النوع الحادي والثلاثون لفظ التغليط على من أتى بشيئين من الخبر في وقتين معلومين قصد به أحد الشيئين المذكورين في الخطاب مما رقع التغليط على مرتكبهما معا

النوع الثاني والثلاثون الإخبار عن نفي جواز شيء بشرط معلوم مراده الزجر عن استعماله إلا عند وجود إحدى ثلاث خصال معلومة

النوع الثالث والثلاثون لفظة إخبار عن شيء مراده الزجر عن شيء ثان قد سئل عنه فزجر عن الشيء الذي سئل عنه بلفظ الإخبار عن شيء آخر

النوع الرابع والثلاثون الزجر عن سبعة أشياء مقرونة في الذكر, الأول منها حتم على الرجال دون النساء, والثاني و الثالث قصد بهما الاحتياط والتورع, والرابع والخامس والسادس قصد بها بعض الرجال دون النساء, والسابع قصد به مخالفة المشركين على سبيل الحتم

النوع الخامس والثلاثون الزجر عن استعمال فعل من أجل علة مضمرة في نفس الحطاب قد أبيح استعمال مثله بصفة أخرى عند عدم تلك العلة التي هي مضمرة في نفس الخطاب

النوع السادس والثلاثون الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ بفعله, وترك الإنكار على مرتكبه عند المشاهدة

النوع السابع والثلاثون الزجر عن الشيء عند حدوث سبب مراده متعقب ذلك السبب

النوع الثامن والثلاثون الزجر عن الشيء الذي قرن به إباحة شيء ثان والمراد به الزجر عن الجمع بينهما في شخص واحد لا انفراد كل واحد منهما

النوع التاسع والثلاثون الزجر عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر, الأول والثاني بلفظ العموم قصد بهما المخاطبون في بعض الأحوال, والثالث بلفظ العموم ذكر تخصيصه في خبر ثان من أجل علة معلومة مذكورة

النوع الأربعون الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب ولبعض عموم السنن

النوع الحادي والأربعون الزجر عن الشيء عند عدم سبب معلوم, فمتى كان ذلك السبب موجودا كان الشيء المزجور عنه مباحا ومتى عدم ذلك السبب كان الزجر واجبا

النوع الثاني والأربعون الزجر عن الشيء الذي قرن بشرط معلوم, فمتى كان ذلك الشرط موجودا كان الزجر حتما ومتى عدم ذلك الشرط جاز استعمال ذلك الشيء

النوع الثالث والأربعون الزجر عن أشياء لأسباب موجودة وعلل معلومة مذكورة في نفس الخطاب

النوع الرابع والأربعون الأمر باستعمال فعل مقرون بترك ضده مرادهما الزجر عن شيء ثالث استعمل هذا الفعل من أجله

النوع الخامس والأربعون الزجر عن الشيء الذي نهي عن استعماله بصفة, ثم أبيح استعماله بعينة بصفة أخرى غير تلك الصفة التي من أجلها نهي عنه إذا تقدمه مثله من الفعل

النوع السادس والأربعون الزجر عن أشياء معلومة بألفاظ الكنايات دون التصريح

النوع السابع والأربعون الزجر عن استعمال شيء عند حدوث شيئين معلومين أضمر كيفيتهما في نفس الخطاب والمراد منه إفرادهما واجتماعهما

النوع الثامن والأربعون الزجر عن الشيء الذي هو منسوخ نسخة فعله وإباحته جميعا

النوع التاسع والأربعون الزجر عن أشياء قصد بها الندب والإرشاد لا الحتم والإيجاب

النوع الخمسون لفظة إباحة لشيء سئل عنه مراده الزجر عن استعمال ذلك الشيء المسؤول عنه بلفظ الإباحة

النوع الحادي والخمسون الزجر عن الشيء الذي قصد به الزجر عما يتولد من ذلك الشيء, لا أن ذلك الشيء الذي زجر في ظاهر الخطاب عنه منهي عنه إذا لم يكن ما يتولد منه موجودا

النوع الثاني والخمسون الزجر عن أشياء بإطلاق ألفاظ بواطنها بخلاف الظواهر منها

النوع الثالث والخمسون الزجر عن فعل من أجل شيء يتوقع فما دام يتوقع كون ذلك الشيء كان الزجر قائما عن استعمال ذلك الفعل ومتى عدم ذلك الشيء جاز استعماله

النوع الرابع والخمسون الزجر عن الأشياء التي أطلقت بألفاظ التهديد دون الحكم قصد الزجر عنها بلفظ الإخبار النوع الخامس والخمسون ألفاظ تعبير لأشياء مرادها الزجر عن استعمالها تورعا

النوع السادس والخمسون الإخبار عن الشيء الذي مراده الزجر عن استعمال فعل من أجل سبب قد يتوقع كونه

النوع السابع والخمسون الزجر عن إتيان طاعة بلفظ العموم إذا كانت منفردة حتى تقرن بأخرى مثلها, قد يباح تارة أخرى استعمالها مفردة في حالة غير تلك الحالة التي نهي عنها مفردة

النوع الثامن والخمسون الزجر عن الشيء الذي نهي عنه لعلة معلومة, فمتى كانت تلك العلة موجودة كان الزجر واجبا, وقد يبيح هذا الزجر شرط آخر, وإن كانت العلة التي ذكرناها معلومة

النوع التاسع والخمسون الإعلام للشيء الذي مراده الزجر عن شيء ثان

النوع الستون الأمر الذي قرن بمجانبته مدة معلومة, مراده الزجر عن استعماله في الوقت المزجور عنه, والوقت الذي أبيح فيه

النوع الحادي والستون الزجر عن الشيء بإطلاق نفي كون مرتكبه من المسلمين, والمراد منه ضد الظاهر في الخطاب

النوع الثاني والستون الزجر عن أشياء وردت بألفاظ التعريض دون التصريح

النوع الثالث والستون تمثيل الشيء الذي أريد به الزجر عن استعمال ذلك الشيء الذي يمثل من أجله

النوع الرابع والستون الزجر عن مجاورة شيء عند وجوده مع النهي عن مفارقته عند ظهوره

النوع الخامس والستون لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن استعماله قرن بذكر وعيد مراده نفي الاسم عن الشيء للنقص عن الكمال

النوع السادس والستون الأمر بالشيء الذي سئل عنه بوصف مراده الزجر عن استعمال ضده

النوع السابع والستون الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور, من غير أن يكون المراد من ذلك العدد نفيا عما وراءه, أطلق هذا الزجر بلفظ الإخبار

النوع الثامن لفظة إخبار عن فعل مرادها الزجر عن ضد ذلك الفعل

النوع التاسع والستون لفظة استخبار عن فعل مرادها الزجر عن استعمال ذلك الفعل المستخبر عنه

النوع السبعون لفظة استخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال شيء ثان

النوع الحادي والسبعون الزجر عن الشيء بذكر عدد محصور, من غير أن يكون المراد فيما دون دون ذلك العدد المحصور مباحا

النوع الثاني والسبعون الزجر عن استعمال شيء من أجل علة مضمرة في نفس الخطاب, فأوقع الزجر على العموم فيه من غير ذكر تلك العلة

النوع الثالث والسبعون فعل فع بأمته r مراده الزجر عن استعماله بعينه

النوع الرابع والسبعون الزجر عن الشيء الذي يكون مرتكبه مأجورا حكمه في ارتكابه ذلك الشيء المزجور عنه حكم من ندب إليه وحث عليه

النوع الخامس والسبعون إخباره r عما نهي عنه من الأشياء التي غير جائز ارتكابها

النوع السادس والسبعون الإخبار عن ذم أقوام بأعيانهم من أجل أوصاف معلومة ارتكبوها مراده الزجر عن استعمال تلك الأوصاف بأعيانها

النوع السابع والسبعون لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعماله لأقوام بأعيانهم عند وجود نعت معلوم فيهم قد أضمر كيفية ذللك النعت في ظاهر الخطاب

النوع الثامن والسبعون لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال بعض ذلك الشيء لا الكل

النوع التاسع والسبعون لفظة عن نفي فعل مرادها الزجر عن استعماله لعلة معلومة

النوع الثمانون الإخبار عن نفي شيء عند كونه والمراد منه الزجر عن بعض ذلك الشيء لا الكل

النوع الحادي والثمانون ألفاظ إخبار عن نفي أفعال مرادها الزجر عن تلك الخصال بأعيانها

النوع الثاني والثمانون ألفاظ إخبار عن نفي أشياء مرادها الزجر عن الركون إليها أو مباشرتها من حيث لا يجب

النوع الثالث والثمانون الإخبار عن الشيء بلفظ المجاورة مرادها الزجر عن الخصال التي قرن بمرتكبها من أجلها ذلك الاسم

النوع الرابع والثمانون ألفاظ إخبار عن أشياء مرادها الزجر عنها بإطلاق استحقاق العقوبة على تلك الأشياء والمراد منه مرتكبها لا نفسها

النوع الخامس والثمانون الإخبار عن استعمال شيء مراده الزجر عن شيء ثان من أجله أخبر عن استعمال هذا الفعل

النوع السادس والثمانون ألفاظ الإخبار عن أشياء بتباين الألفاظ مرادها الزجر عن استعمال تلك الأشياء بأعيانها

النوع السابع والثمانون ألفاظ التمثيل لشياء بلفظ العموم الذي بيان تخصيصها في أخبار أخر قصد بها الزجر عن بعض ذلك العموم

النوع الثامن والثمانون لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن استعمال بعض الناس لا الكل

النوع التاسع والثمانون ألفاظ الاستخبار عن أشياء مرادها الزجر عن استعمال تلك الأشياء التي استخبر عنها قصد بها التعليم على سبيل العتب

النوع التسعون لفظة إخبار عن ثلاثة أشياء مقرونة في الذكر بلفظ العموم المراد من أحدها الزجر عنه لعلة مضمرة لم تذكر في نفس الخطاب والثاني والثالث مزجور ارتكابهما في كل الأحوال على عموم الخطاب

النوع الحادي والتسعون الإخبار عن أشياء بألفاظ التحذير مرادها الزجر عن الأشياء التي حذر عنها في نفس الخطاب

النوع الثاني والتسعون الإخبار عن نفي جواز أشياء معلومة مرادها الزجر عن إتيان تلك الأشياء بتلك الأوصاف

النوع الثالث والتسعون الزجر عن الشيء الذي زجر عنه بعض المخاطبين في بعض الأحوال وعارضه في الظاهر بعض فعله ووافقه البعض

النوع الرابع والتسعون الزجر عن الشيء بإطلاق الاسم الواحد على الشيئين المختلفي المعنى, فيكون أحدهما مأمورا به والآخر مزجورا عنه

النوع الخامس والتسعون الإخبار عن الشيء بلفظ نفي استعماله في وقت معلوم, مراده الزجر عن استعماله في كل الأوقات لا نفيه

النوع السادس والتسعون الزجر عن الشيء بلفظة قد استعمل مثله r قد أدي الخبران عنه بلفظة واحدة معناها غير شيئين

النوع السابع والتسعون الزجر عن استعمال شيء بصفة مطلقة, يجوز استعماله بتلك الصفة إذا قصد بالأداء غيرها

النوع الثامن والتسعون الزجر عن الشيء بصفة معلومة قد أبيح استعماله بتلك الصفة المزجور عنها بعينها لعلة تحدث

النوع التاسع والتسعون الزجر عن الشيء الذي هو البيان لمجمل الخطاب في الكتاب

النوع المئة الإخبار عن شيئين مقرونين في الذكر المراد من أحدهما الزجر عن ضده, والآخر أمر ندب و إرشاد

النوع الحادي والمئة الزجر عن الشيء الذي كان مباحا في كل الأحوال, ثم زجر عنه بالنسخ في بعض الأحوال, وبقي الباقي على حالته مباحا في سائر الأحوال

النوع الثاني والمئة الزجر عن الشيء الذي كان مباحا في جميع الأحوال, ثم زجر عن قليله وكثيره في جميع الأوقات بالنسخ

النوع الثالث والمئة الإخبار عن الشيء الذي مراده الزجر عنه على سبيل العموم, وله تخصيص من خبر ثان

النوع الرابع والمئة الزجر عن الشيء الذي أباح لهم ارتكابه, ثم أباح لهم استعماله بعد هذا الزجر مدة معلومة, ثم نهى عنه بالتحريم فهو محرم إلى يوم القيامة

النوع الخامس والمئة الزجر عن الشيء من أجل سبب معلوم, ثم أبيح ذلك الشيء بالنسخ, وبقي السبب على حالته محرما

النوع السادس والمئة الزجر عن الشيء الذي عرضه إباحة ذلك الشيء بعينيه من غير أن يكون بينهما في الحقيقة تضاد و لا تهاتر

النوع السابع والمئة الأمر بالشيء الذي مراده الزجر عن ضد ذلك الشيء المأمور به لعلة مضمرة في نفس الخطاب

النوع الثامن والمئة الزجر عن الشياء التي قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب

النوع التاسع والمئة ألفاظ الوعيد على أشياء, مرادها الزجر عن ارتكاب تلك الشياء بأعيانها

النوع العاشر والمئة الأشياء التي كان يكرهها رسول الله r يستحب مجانبتها, وإن لم يكن في ظاهر الخطاب النهي عنها مطلقا

 

القسم الثالث من أقسام السنن وهو إخبار المصطفى r عما احتيج إلى معرفتها

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه : وأما إخبار النبي r عما احتيج إلى معرفتها فقد تأملت جوامع فصولها, وأنواع ورودها, لأسهل إدراكها على من رام حفظهما, فرأيتها تدور على ثمانين نوعا :

النوع الأول إخباره r عن بدء الوحي وكيفيته

النوع الثاني إخباره عما فضل به على غيره من الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم

النوع الثالث الإخبار عما أكرمه الله وجل وعلا وأراه إياه وفضله به على غيره

النوع الرابع إخباره r عن الأشياء التي مضت متقدمة من فصول الأنبياء بأسمائهم وأنسابهم

النوع الخامس إخباره r عن فصول الأنبياء كانو قبله من غير ذكر أسمائهم

النوع السادس إخباره r عن الأمم السالفة

النوع السابع إخباره r عن الشياء التي أمره الله جل وعلا بها

النوع الثامن إخباره r عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم

النوع التاسع إخباره r عن فضائل أقوام بلفظ الإجمال من غير ذكر أسمائهم

النوع العاشر إخباره r عن الأشياء التي أراد بها تعليم أمته

النوع الحادي عشر إخباره r عن الأشياء التي أراد بها تعليم بعض أمته

النوع الثاني عشر إخباره r عن الأشياء التي هي البيان عن اللفظ العام الذي في الكتاب وتخصيصه في سنته

النوع الثالث عشر إخباره r عن الشيء بلفظ الإعتاب أراد به التعليم

النوع الرابع عشر إخباره r عن الأشياء التي أثبتها بعض الصحابة وأنكرها بعضهم

النوع الخامس عشر إخباره r عن الشياء التي أراد بها التعليم

النوع السادس عشر إخباره r عن الأشياء المعجزة التي هي من علامات النبوة

النوع السابع عشر إخباره r عن نفي جواز استعمال فعل إلا عند أوصاف ثلاثة, فمتى كان أحد هذه الأوصاف الثلاثة موجودا كان استعمال ذلك الفعل مباحا

النوع الثامن عشر إخباره عن الشيء بذكر علة في نفس الخطاب, قد يجوز التمثيل بتلك العلة ما دامت العلة قائمة والتشبيه بها في الأشياء وإن لم يذكر في الخطاب

النوع التاسع عشر إخباره r عن أشياء بنفي دخول الجنة عن مرتكبها بتخصيص مضمر في ظاهر الخطاب المطلق

النوع العشرون إخباره r عن أشياء حكاها عن جبريل عليه السلام

النوع الحادي والعشرون إخباره r عن الشيء الذي حكاه عن أصحابه

النوع الثاني والعشرون إخباره r عن الأشياء التي كان يتخوفها على أمته

النوع الثالث والعشرون إخباره r عن الشيء بإطلاق اسم كلية ذلك الشيء على بعض أجزائه

النوع الرابع والعشرون إخباره r عن شيء مجمل قرن بشرط مضمر في نفس الخطاب, والمراد منه نفي جواز استعمال الأشياء التي لا وصول للمرء إلى أدائها إلا بنفسه, قاصدا فيها إلى بارئه جل وعلا دون ما تحتوي عليه النفس من الشهوات واللذات

النوع الخامس والعشرون إخباره r عن الشيء بإطلاق اسم ما يتوقع في نهايته على بدايته قبل بلوغ النهاية فيه

النوع السادس والعشرون إخباره r عن الشيء بإطلاق اسم المستحق لمن أتى ببعض ذلك الشيء الذي هو البداية كمن أتاه مع غيره إلى النهاية

النوع السابع والعشرون إخباره r عن الشيء بإطلاق الاسم عليه والغرض منه الابتداء في السرعة إلى الإجابة مع إطلاق اسم ضده مع غيره للتثبط والتلكؤ عن الإجابة

النوع الثامن والعشرون إخباره r عن الأشياء التي تمثل بها مثلا

النوع التاسع والعشرون إخباره r عن الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال بالتخصيص في أخبار ثلاثة غيره

النوع الثلاثون إخباره r عما استأثر الله عز وعلا بعلمه دون خلقه ولم يطلع عليه أحدا من البشر

النوع الحادي والثلاثون إخباره r عن نفي شيء بعدد محصور من غير أن يكون المراد أن ما وراء ذلك العدد يكون مباحا والقصد فيه جواب خرج على سؤال بعينه

النوع الثاني والثلاثون إخباره r عن الأشياء التي حصرها بعدد معلوم من غير أن يكون المراد من ذلك العدد نفيا عما وراءه

النوع الثالث والثلاثون إخباره r عن الشيء الذي هو المستثنى من عدد محصور معلوم

النوع الرابع والثلاثون إخباره r عن الأشياء التي أراد أن يفعلها فلم يفعلها لعلة معلومة

النوع الخامس والثلاثون إخباره r عن الشيء الذي عارضه الأخبار من غير أن يكون بينهما تضاد لا تهاتر

النوع السادس والثلاثون إخباره r عن الشيء الذي ظاهره مستقل بنفسه, وله تخصيصان اثنان, أحدثهما من سنة ثابتة والآخر من الإجماع, قد يستعمل الخبر مرة على عمومه, وأخرى يخص بخبر ثان, وتارة يخص بالإجماع

النوع السابع والثلاثون إخباره r عن لشيء بالإيماء المفهوم دن النطق باللسان

النوع الثامن والثلاثون إخباره r عن لشيء بإطلاق الاسم الواحد على الشيئين المختلفين عند المقارنة بينهما

النوع التاسع والثلاثون إخباره r عن الشيء بلفظ الإجمال الذي تفسير ذلك الإجمال في أخبار أخر

النوع الأربعون إخباره rعن الشيء من أجل علة مضمرة لم تذكر في نفس الخطاب فمتى ارتفعت العلة التي هي مضمرة في الخطاب جاز استعمال ذلك الشيء ومتى عدمت بطل جواز ذلك الشيء

النوع الحادي والأربعون إخباره r عن أشياء بألفاظ مضمرة بيان ذلك الإضمار في أخبار أخر

النوع الثاني والأربعون إخباره r عن أشياء بإضمار كيفية حقائقها دون ظواهر نصوصها

النوع الثالث والأربعون إخباره r عن الحكم للأشياء التي تحدث في أمته قبل حدوثها

النوع الرابع والأربعون إخباره r عن الشيء بإطلاق إثباته, وكونه باللفظ العام, والمراد منه كونه في بعض الأحوال, لا الكل

النوع الخامس والأربعون إخباره r عن الشيء بلفظ التشبيه مراده الزجر عن ذلك الشيء لعلة معلومة

النوع السادس والأربعون إخباره r عن الشيء بذكر وصف مصرح معلل يدخل تحت هذا الخطاب ما أشبهه إذا كانت العلة بالتي من أجلها أمر به موجودة

النوع السابع والأربعون إخباره r عن الشيء بإطلاق اسم الزوج على الواحد من الأشياء إذا قرن بمثله وإن لم يكن في الحقيقة كذلك

النوع الثامن والأربعون إخباره r عن الأشياء التي قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب

النوع التاسع والأربعون إخباره r عن الأشياء التي أطلق الأسماء عليها لقربها من التمام

النوع الخمسون إخباره r عن أشياء بإطلاق نفي الأسماء عنها للنقص عن الكمال

النوع الحادي والخمسون إخباره r عن أشياء بإطلاق التغليظ على مرتكبها مرادها التأديب دون الحكم

النوع الثاني والخمسون إخباره r عن الأشياء التي أطلقها على سبيل المجاورة والقرب

النوع الثالث والخمسون إخباره r عن الأشياء التي ابتدأهم بالسؤال عنها ثم أخبرهم بكيفيتها

النوع الرابع والخمسون إخباره r عن الشيء بإطلاق استحقاق ذلك الشيء الوعد والوعيد والمراد منه مرتكبه لا نفس ذلك الشيء

النوع الخامس والخمسون إخباره rعن الشيء بإطلاق اسم العصيان على الفاعل فعلا بلفظ العموم وله تخصيصان اثنان من خبرين آخرين

النوع السادس والخمسون إخباره r عن الشيء الذي لم يحفظ بعض الصحابة تمام ذلك الخبر عنه وحفظه البعض

النوع السابع والخمسون إخباره r عن الشيء الذي أراد به التعليم قد بقي المسلمون عليه مدة ثم نسخ بشرط ثان

النوع الثامن والخمسون إخباره r عن الأشياء التي أريها في منامه ثم نسي إبقاء أمته

النوع التاسع والخمسون إخباره r عما عاتب الله جل وعلا أمته على أفعال فعلوها

النوع الستون إخباره r عن الاهتمام لأشياء أراد فعلها ثم تركها إبقاء على أمته

النوع الحادي والستون إخباره r عن الشيء بصفة معلومة مرادها إباحة استعماله ثم زجر عن إتيان مثله بعينه إذا كان بصفة أخرى

النوع الثاني والستون إخباره r عن الأشياء التي أطلقها بألفاظ الحذف عنها مما عليه معولها

النوع الثالث والستون إخباره r عن الشيء الذي مراده إباحة الحكم على مثل ما أخبر عنه لاستحسانه ذلك الشيء الذي أخبر عنه

النوع الرابع والستون إخباره r عن الأشياء التي أنزل الله من أجلها آيات معلومة

النوع الخامس والستون إخباره r بالأجوبة عن أشياء سئل عنها

النوع السادس والستون إخباره r في البداية عن كيفية أشياء احتاج المسلمون إلى معرفتها

النوع السابع والستون إخباره r عن صفات الله جل وعلا التي لا يقع عليها التكييف

النوع الثامن والستون إخباره r عن الله جل وعلا في أشياء معين عليها

النوع التاسع والستون إخباره r عما يكون في أمته من الفتن والحوادث

النوع السبعون إخباره r عن الموت وأحوال الناس عند نزول المنية بهم

النوع الحادي والسبعون إخباره r عن القبور وكيفية أحوال الناس فيها

النوع الثاني والسبعون إخباره r عن البعث وأحوال الناس في ذلك اليوم

النوع الثالث والسبعون إخباره r عن الصراط وتباين الناس في الجواز عليه

النوع الرابع والسبعون إخباره r عن محاسبة الله جل وعلا عباده ومناقشته إياهم

النوع الخامس والسبعون إخباره r عن الحوض والشفاعة ومن له منهما حظ من أمته

النوع السادس والسبعون إخباره r عن رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة وحجب غيرهم عنها

النوع السابع والسبعون إخباره r عما يكرمه الله جل وعلا في القيامة بأنواع الكرامات التي فضله بها على غيره من الأنبياء صلوات اله عليه وعليهم أجمعين

النوع الثامن والسبعون إخباره r عن الجنة ونعيمها واقتسام الناس المنازل فيها على حسب أعمالهم

النوع التاسع والسبعون إخباره r عن النار وأحوال الناس فيها نعود بالله منها

النوع الثمانون إخباره r عن الموحدين الذين استوجبوا النيران وتفضله عليهم بدخول الجنة بعد ما امتحشوا وصاروا فحما

 

القسم الرابع من أقسام السنن وهو الإباحات التي أبيح ارتكابها :

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه : وقد تفقدت الإباحات التي أبيح ارتكابها, ليحيط العلم بكيفية أنواعها, وجوامع تفصيلها بأحوالها, ويسهل وعيها على المتعلمين, ولا يصعب حفظها على المقتبسين, فرأيتها تدور على خمسين نوعا :

النوع الأول منها الأشياء التي فعلها رسول الله r تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها

النوع الثاني الشيء الذي فعله r عند عدم سبب مباح استعمال مثله عند عدم ذلك السبب

النوع الثالث الأشياء التي سئل عنها r فأباحها بشرط مقرون

النوع الرابع الشيء الذي إباحه الله جل وعلا بصفة وأباحه رسول الله r بصفة أخرى غير تلك الصفة

النوع الخامس ألفاظ تعريض مرادها إباحة استعمال الأشياء التي عرض من أجلها

النوع السادس ألفاظ الأوامر التي مرادها الإباحة والإطلاق

النوع السابع إباحة بعض الشيء المزجور عنه لعلة معلومة

النوع الثامن إباحة تأخير بعض الشيء المأمور به لعلة معلومة

النوع التاسع إباحة استعمال الشيء المزجور عنه الرجال دون النساء لعلة معلومة

النوع العاشر إباحة الشيء لأقوام بأعيانهم من أجل علة معلومة لا يجوز لغيرهم استعمال مثله

النوع الحادي عشر الأشياء التي فعلها r مباح للأئمة استعمال مثلها

النوع الثاني عشر الشيء الذي أبيح لبعض النساء استعماله في بعض الأحوال, وحظر ذلك على سائر النساء والرجال جميعا

النوع الثالث عشر لفظة زجر عن فعل مرادها إباحة استعمال ضد الفعل المزجور عنه

النوع الرابع عشر الإباحات التي أبيح استعمالها وتركها معا خير المرء بين إتيانها واجتنابها جميعا

النوع الخامس عشر إباحة تخيير المرء بين الشيء الذي يباح له استعماله بعد شرائط تقدمته

النوع السادس عشر الإخبار عن الأشياء التي مرادها الإباحة والإطلاق

النوع السابع عشر الأشياء التي ناسخة لأشياء حظرت قبل ذلك

النوع الثامن عشر الشيء الذي نهي عنه لصفة معلومة ثم أبيح استعمال ذلك الفعل بعينه تلك الصفة

النوع التاسع عشر ترك النبي r الأفعال التي تؤدي إلى إباحة تركها

النوع العشرون إباحة الشيء الذي هو محظور قليلة وكثيرة وقد أبيح استعماله بعينه في بعض الأحوال إذا قصد مرتكبه فيه بنيته الخير دون الشر وإن ذلك الشيء محظورا في كل الأحوال

النوع الحادي والعشرون الشيء الذي هو مباح لهذه الأمة وهو محرم النبي r وعلى آله

النوع الثاني والعشرون الأفعال التي تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها

النوع الثالث والعشرون ألفاظ إعلام مرادها الإباحة لأشياء سئل عنها

النوع الرابع والعشرون الشيء المفروض الذي أبيح تركه لقوم من أجل العذر الواقع في الحال

النوع الخامس والعشرون إباحة الشيء الذي أبيح بلفظ السؤال عن شيء ثان

النوع السادس والعشرون الأمر بالشيء الذي مراده إباحة فعل متقدم من أجله أمر بهذا الأمر

النوع السابع والعشرون الإخبار عن أشياء أنزل الله جل وعلا في الكتاب إباحتها

النوع الثامن والعشرون الإخبار عن أشياء سئل عنها فأجاب فيها بأجوبة مرادها إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها

النوع التاسع والعشرون إباحة الشيء الذي حظر من أجل علة معلومة يلزم في استعماله إحدى ثلاث خصال معلومة

النوع الثلاثون الشيء الذي سئل عن استعماله فأباح تركه بلفظه تعريض

النوع الحادي والثلاثون إباحة فعل عند وجود شرط معلوم مع حظره عند شرط ثان قد حظر مرة أخرى عند الشرط الأول الذي أبيح ذلك عند وجوده فأبيح مرة أخرى عند وجود الشرط الذي حظر من أجله المرة الأولى

النوع الثاني والثلاثون الشيء الذي كان مباحا في أول الإسلام ثم نسخ بعد ذلك بحكم ثان

النوع الثالث والثلاثون ألفاظ استخبار عن أشياء مرادها إباحة استعمالها

النوع الرابع والثلاثون الأمر بالشيء الذي هو مقرون بشرط مراده الإباحة فمتى كان ذلك الشرط موجودا كان الأمر الذي أمر به مباحا ومتى عدم ذلك الشرط لم يكن استعمال ذلك الشيء مباحا

النوع الخامس والثلاثون الشيء الذي فعله r مرادها الإباحةعند عدم ظهور شيء معلوم لم يجز استعمال مثله عند ظهوره كما جاز ذلك عند عدم الظهور

النوع السادس والثلاثون ألفاظ إعلام عند أشياء سئل عنه مرادها إباحة استعمال تلك الأشياء المسؤول عنها

النوع السابع والثلاثون إباحة الشيء بإطلاق اسم الواحد على الشيئين المختلفين إذا قرن بينهما في الذكر

النوع الثامن والثلاثون استصوابه r الأشياء التي سئل عنها واستحسانه إياها يؤدي ذلك إلى إباحة استعمالها

النوع التاسع والثلاثون إباحة الشيء بلفظ العموم وتخصيصه في أخبار أخر

النوع الأربعون الأمر بالشيء الذي أبيح استعماله على سبيل العموم لعلة معلومة قد يجوز استعمال ذلك الفعل عند عدم تلك العلة التي من أجلها أبيح ما أبيح

النوع الحادي والأربعون إباحة بعض الشيء الذي حظر على بعض المخاطبين عند عدم سبب معلوم فمتى كان ذلك السبب موجودا كان الزجر عن استعماله واجبا ومتى عدم ذلك السبب كان استعمال ذلك الفعل مباحا

النوع الثاني والأربعون الأشياء التي أبيحت من أشياء محظورة, رخص إتيانها أو شيء منها على شرائط معلومة, للسعة و الترخيص

النوع الثالث والأربعون الإباحة للشيء الذي أبيح استعماله لبعض النساء دون الرجال لعلة معلومة

النوع الرابع والأربعون الأمر بالشيء الذي كان محظورا على بعض المخاطبين ثم أبيح استعماله لهم

النوع الخامس والأربعون إباحة أداء الشيء على غير النعت الذي أمر به قبل ذلك لعلة تحدث

النوع السادس والأربعون إباحة الشيء المحظور بلفظ العموم عند سبب يحدث

النوع السابع والأربعون إباحة تقديم الشيء المحصور وقته قبل مجيئه أو تأخيره عن وقته لعلة تحدث

النوع الثامن والأربعون إباحة ترك الشيء المأمور به عند القيام بأشياء مفروضة غير ذلك الشيء الواحد المأمور به

النوع التاسع والأربعون لفظة زجر عن شيء مرادها تعقيب إباحة شيء ثان بعده

النوع الخمسون الأشياء التي شاهدها رسول الله r أو فعلت في حياته فلم ينكر على فاعليها تلك مباح للمسلمين استعمال مثلها

القسم الخامس من أقسام السنن وهو أفعال النبي r التي انفرد بها

 

قال أبوحاتم رضى الله تعالى عنه : وأما أفعال النبي r  فإني تأملت تفصيل أنواعها, وتدبرت تقسيم أحوالها, لئلا يتعذر على الفقهاء حفظها, ولا يصعب على الحفاظ وعيها, فرأيتها على خمسين نوعا :

النوع الأول الفعل الذي فرض عليه r مدة ثم جعل له ذلك نفلا

النوع الثاني الأفعال التي فرضت عليه وعلى أمته r

النوع الثالث الأفعال التي فعلها r يستحب للأئمة الاقتداء به فيها

النوع الرابع أفعال فعلها r يستحب لأمته الاقتداء به فيها

النوع الخامس أفعال فعلها r فعاتبه جل وعلا عليها

النوع السادس فعل فعله r لم تقم الدلالة على أنه خص باستعماله دون أمته مباح لهم استعمال مثل ذلك الفعل لعدم وجود تخصيصه فيه

النوع السابع فعل فعله r مرة واحدة للتعليم ثم لم يعد فيه إلى أن قبض r

النوع الثامن أفعال النبي r التي أراد بها تعليم أمته

النوع التاسع أفعاله r التي فعلها لأسباب موجودة وعلل معلومة

النوع العاشر أفعال فعلها r تؤدي إلى إباحة استعمال مثلها

النوع الحادي عشر الأفعال التي اختلفت الصحابة في كيفيتها وتباينوا عنه في تفصيلها

النوع الثاني عشر الأدعية التي كان يدعو بها r بها يستحب لأمته الاقتداء به فيها

النوع الثالث عشر أفعال فعلها r قصد بها مخالفة المشركين وأهل الكتاب

النوع الرابع عشر الفعل الذي فعله r ولا يعلم لذلك الفعل إلا علتان اثنتان كان مراده إحداهما دون الأخرى

النوع الخامس عشر نفي الصحابة بعض أفعال النبي r التي أثبتها بعضهم

النوع السادس عشر فعل فعله r لحدوث سبب فلما زال السبب ترك ذلك الفعل

النوع السابع عشر أفعال فعلها r والوحي ينزل فلما انقطع الوحي بطل جواز استعمال مثلها

النوع الثامن عشر أفعله r تفسر عن أوامره المجملة

النوع التاسع عشر فعل فعله r مدة ثم حرم بالنسخ عليه وعلى أمته ذلك الفعل

النوع العشرون فعله r الشيء الذي ينسخ الأمر الذي أمر به مع إباحته ترك الشيء المأمور به

النوع الحادي والعشرون فعله r الشيء الذي نهى عنه مع إباحته ذلك الفعل المنهي عنه في خبر آخر

النوع الثاني والعشرون فعله r الشيء نهى عنه مع تركه الإنكار على مرتكبه

النوع الثالث والعشرون الأفعال التي خص بها r دون أمته

النوع الرابع والعشرون تركه r الفعل الذي نسخه استعماله ذلك الفعل نفسه لعلة معلومة

النوع الخامس والعشرون الأفعال التي تخالف الأوامر التي أمر بها في الظاهر

النوع السادس والعشرون الأفعال التي تخالف النواهي في الظاهر دون أن يكون في الحقيقة بينهما خلاف

النوع السابع والعشرون الأفعال التي فعلها r أراد بها الاستنان به فيها

النوع الثامن والعشرون تركه r الأفعال التي أراد بها تأديب أمته

النوع التاسع والعشرون تركه r الأفعال مخافة أن تفرض على أمته أو يشق عليهم إتيانها

النوع الثلاثون تركه r الأفعال التي أراد بها التعليم

النوع الحادي والثلاثون تركه r الأفعال التي يضادها استعماله مثلها

النوع الثاني والثلاثون تركه r الأفعال التي تدل على الزجر عن ضدها

النوع الثالث والثلاثون الأفعال المعجزة التي كان يفعلها r أو فعلت بعده التي هي من دلائل النبوة

النوع الرابع والثلاثون الأفعال التي فيها تضاد وتهاتر في الظاهر وهي من اختلاف المباح من غير أن يكون بينهما تضاد أو تهاتر

النوع الخامس والثلاثون الفعل الذي فعله r لعلة معلومة فارتفعت العلة المعلومة وبقي ذلك الفعل فرضا على أمته إلى يوم القيامة

النوع السادس والثلاثون قضاياه r التي قضى بها في أشياء رفعت إليه من أمور المسلمين

النوع السابع والثلاثون كتبته r الكتب إلى المواضع بما فيها من الأحكام والأوامر وهي ضرب من الأفعال

النوع الثامن والثلاثون فعل فعله r بامته يجب على الأئمة الاقتداء به فيه إذا كانت العلة التي هس من أجلها فعل r موجودة

النوع التاسع والثلاثون أفعال فعلها r لم تذكر كيفيتها في نفس الخطاب لا يجوز استعمال مثلها إلا بتلك الكيفية التي هي مضمرة في نفس الخطاب

النوع الأربعون أفعال فعلها r أراد بها المعاقبة على أفعال مضت متقدمة

النوع الحادي و الأربعون فعل فعله r من أجل علة موجودة خفي على أكثر الناس كيفية تلك العلة

النوع الثاني والأربعون الأشياء التي سئل عنها r فأجاب عنها بالأفعال

النوع الثالث والأربعون الأفعال التي رويت عنه مجملة تفسير تلك الجمل في أحبار أخر

النوع الرابع والأربعون الأفعال التي رويت عنه مختصرة ذكر تقصيها في أخبار أخر

النوع الخامس والأربعون أفعاله r في إظهاره الإسلام وتبليغ الرسالة

النوع السادس والأربعون هجرته r إلى المدينة وكيفية أحواله فيها

النوع السابع والأربعون أخلاق رسول الله r شمائله في أيامه ولياليه

النوع الثامن والأربعون علة رسول الله r التي قبض يها وكيفية أحواله في تلك العلة

النوع التاسع والأربعون وفاة رسول الله r وتكفينه ودفنه

النوع الخمسون وصف رسول الله r وسنه

 

قال أبو حاتم رضى الله تعالى عنه : فجميع أنواع السنن أربع مائة نوع, على حسب ما ذكرناها, ولو أردنا نزيد على هذه الأنواع التي نوعناها للسنن أنواعا كثيرة لفعلنا, وإنما اقتصرنا على هذه الأنواع دون ما وراءها, وإن تهيأ ذلك لو تكلفناه, لأنا قصدنا في تنويع السنن الكشف عن شيئين : أحدهما : خبر تنازع الأئمة فيه, وفي تأويله, والآخر عموم خطاب صعب على أكثر الناس الوقوف على معناه, وأشكل عليهم بغية القصد منه, فقصدناه إلى تقسيم السنن وأنواعها لنكشف عن هذه الأخبار التي وصفناها, على حسب ما يسهل الله جل وعلا, ويوفق القول فيه فيما بعد إن شاء الله, من رام الوقوف على كل حديث من كل نوع منها, ولئلا يصعب حفظ كل فصل من كل قسم عند البغية

 

[ غرض المصنف من تأليف كتابه الصحيح ]

ولأن قصدنا في نظم السنن حذو تأليف القرآن, لأن القرآن ألف أجزاء, فجعلنا السنن أقساما بإزاء أجزاء القرآن, ولما كانت الأجزاء من القرآن كل جزء منها يشتمل على سور, جعلنا كل قسم من أقسام السنن يشتمل على أنواع, فأنواع السنن بإزاء سور القرآن, ولما كان كل سورة من القرآن تشتمل على آي, جعلنا كل نوع من أنواع السنن يشتمل على أحاديث, والأحاديث من السنن بإزاء الآي من القرآن, فإذا وقف المرء على تفصيل ما ذكرنا, وقصد الحفظ لها سهل عليه ما يريد من ذلك, كما يصعب عليه الوقوف على كل حديث منها إذا لم يقصد قصد الحفظ له

ألا ترى أن المرء إذا كان عنده مصحف وهو غير حافظ لكتاب الله عزوجل فإذا أحب أن يعلم آية من القرآن في أي موضع هي صعب عليه ذلك, فإذا حفظه صارت الآي كلها نصب عينيه, وإذا كان عنده هذا الكتاب وهو لا يحفظه ولا يتدبر تقاسيمه وأنواعه, وأحب إخراج حديث منه صعب عليه ذلك, فإذا رام حفظه أحاط علمه بالكل حتى لا ينخرم منه حديث أصلا, وهذا هو الحيلة التي احتلنا ليحفظ الناس السنن, ولئلا يعرجوا على الكتبة والجمع إلا عند الحاجة دون الحفظ له, أو العلم به.

 

[ شرط المصنف في كتابه الصحيح ]

وأما شرطنا في نقله ما أودعناه كتابنا هذا من السنن فإنا لم نحتج فيه إلا بحديث اجتمع في كل شيخ من رواته خمسة أشياء, الأول العدالة في الدين بالستر الجميل, والثاني الصدق في الحديث بالشهرة فيه, والثالث العقل بما يحدث من الحديث

والرابع العلم بما يحيل من معاني ما يروي, والخامس المتعرى خبره عن التدليس, فكل من اجتمع فيه هذه الخصال الخمس احتججنا بحديثه, وبنينا الكتاب على روايته, وكل من تعرى عن خصلة من هذه الخصال الخمس لم نحتج به

والعدالة في الإنسان هو أن يكون أكثر أحواله طاعة الله, لأنا متى ما لم نجعل العدل إلا من لم يوجد منه معصية بحال أدانا ذلك إلى أن ليس في الدنيا عدل, إذ الناس لا تخلو أحوالهم من ورود خلل الشيطان فيها, بل العدل من كان ظاهرا أحواله طاعة الله, والذي يخالف العدل من كان أكثر أحواله معصية الله, وقد يكون العدل الذي يشهد له جيرانه وعدول بلده به, وهو غير صادق فيما يروي من الحديث لأن هذا شيء ليس يعرفه إلا من صناعته الحديث, وليس كل معدل يعرف صناعة الحديث, ختى يعدل العدل على الحقيقة في الرواية والدين معا

والعقل بما يحدث من الحديث هو أن يعقل من اللغة بمقدار ما لا يزيل معاني الأخبار عن سننها, ويعقل من صناعة الحديث ما لا يسند موقوفا, أو يرفع مرسلا, أو يصحف اسما, والعلم بما يحيل من معاني ما يروي هو أن يعلم من الفقه بمقدار ما إذا أدى خبرا أو رواه من حفظه أو اختصره لم يحله عن معناه الذي أطلقه رسول الله r  إلى معنى آخر

والمتعري خبره عن التدليس هو أن كون الخبر عن مثل من وصفنا نعته بهذه الخصال الخمس فيرويه عن مثله سماعا حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله r

ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ من إسبيجاب إلى الإسكندرية ولو نرو في كتابنا هذا إلا عن مائة وخمسين شيخا أقل أو أكثر ولعل معول كتابنا هذا يكون على نحو من عشرين شيخا ممن أردنا السنن عليهم واقتنعنا برواياتهم عن رواية غيرهم على الشرائط التي وصفناها وربما أروي في هذا الكتاب

وأحتج بمشايخ قد قدح فيهم بعض أئمتنا مثل سماك بن حرب وداود بن أبي هند ومحمد بن إسحاق بن يسار وحماد بن سلمة وأبي بكر بن عياش وأضرابهم ممن تنكب عن رواياتهم بعض أئمتنا واحتج بهم البعض

فمن صح عندي منهم بالبراهين الواضحة وصحة الاعتبار على سبيل الدين أنه ثقة احتججت به, ولم أعرج على قول من قدح فيه, ومن صح عندي بالدلائل النيرة والاعتبار الواضح على سبيل الدين أنه غير عدل لم أحتج به, وإن وثقة بعض أئمتنا

وإني سأمثل واحدا منهم, وأتكلم عليه ليستدرك به المرء من هو مثله, كأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فمثلناه وقلنا لمن ذب عمن ترك حديثه لِمَ استحق حماد بن سلمة ترك حديثه ؟, وكان رحمه الله ممن رحل وكتب, وجمع وصنف, وحفظ وذاكر, ولزم الدين والورع الخفي, والعبادة الدائمة والصلابة في السنة, والطبق على أهل البدع, ولم يشك عوام البصرة أنه مستجاب الدعوة, ولم بالبصرة في زمانه أحد ممن نسب إلى العلم يعد من البدلاء غيره, فمن اجتمع فيه هذه الخصال لم استحق مجانبة روايته, فإن قال : لمخالفته الأقران فيما روى في الأحايين,

يقال له : وهل في الدنيا محدث ثقة لم يخالف الأقران في بعض ما روى, فإن استحق إنسان مجانبة جميع ما روى بمخالفته الأقران في بعض ما يروي لاستحق كل محدث من الأئمة المرضيين أن يترك حديثه لمخالفتهم أقرانهم في بعض ما رووا, فإن قال : كان حماد يخطىء, يقال له : وفي الدنيا أحد بعد رسول الله r يعرى عن الخطأ, ولو جاز ترك حديث من أخطأ, لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين لأنهم لم يكونوا بمعصومين

فإن قال : حماد قد كثر خطؤه يقال له : إن الكثرة اسم يشتمل على معان شتى, ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى بكون منه من الخطأ ما يغلب صوابه, فإذا فحش ذلك منه وغلب على صوابه استحق مجانبة روايته, وأما من كثر خطؤه ولم يغلب على صوابه فهو مقبول الرواية فيما لم يخطىء فيه, واستحق مجانية ما أخطأ فيه فقط, مثل شريك وهشيم وأبي بكر بن عياش وأضرابهم, كانوا يخطئون فيكثرون, فروى عنهم واحتج بهم في كتابه وحماد واحد من هؤلاء

فإن قال : كان حماد يدلس, يقال له : فإن قتادة وأبا إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وابن جريج والأعمش والثوري وهشيما كانوا يدلسون واحتججت بروايتهم, فإن أوجب تدليس حماد في روايته ترك حديثه أوجب تدليس هؤلاء الأئمة ترك حديثهم

فإن قال : يروي عن جماعة حديثا واحدا بلفظ واحد من غير أن يميز بين ألفاظهم, يقال له:كان أصحاب رسول الله r والتابعون يؤدون الأخبار على المعاني بألفاظ متباينة, وكذلك كان حماد يفعل,كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن بن سيرين فيتحرى المعنى, ويجمع في اللفظ, فإن أوجب ذلك منه ترك حديثه أوجب ذلك ترك حديث سعيد بن المسيب والحسن وعطاء وأمثالهم من التابعين, لأنهم كانوا يفعلون ذلك, بل الإنصاف في النقلة الأخبار استعمال الاعتبار فيما رووا

 

[ طريقة اعتبار طرق الحديث والشاهد ]

وإني أمثل للاعتبار مثالا يستدرك به ما وراءه, وكأنا جئنا إلى حماد بن سلمة فرأيناه روى خبرا عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي r  لم نجد ذلك الخبر عند غيره من أصحاب أيوب, فالذي يلزمنا فيه التوقف عن جرحه و الاعتبار بما روى غيره من أقرانه, فيجب أن نبدأ فننظر هذا الخبر هل رواه أصحاب حماد عنه, أو رجل واحد منهم وحده, فإن وجد أصحابه قد رووه علم أن هذا قد حدث به حماد, وإن وجد ذلك من رواية ضعيف عنه ألزق ذلك بذلك الراوي دونه, فمتى صح أنه روى عن أيوب ما لم يتابع عليه يجب أن يتوقف فيه, ولا يلزق به الوهن, بل ينظر هل روى أحد هذا الخبر من الثقات عن ابن سيرين غير أيوب, فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل يرجع إليه, وإن لم يوجد ما وصفنا نظر حينئذ هل روى أحد هذا الخبر عن أبي هريرة غير ابن سيرين من الثقات, فإن وجد ذلك علم أن الخبر له أصل, وإن لم يوجد ما قلنا نظر هل روى أحد هذا الخبر عن النبي r  غير أبي هريرة, فإن وجد ذلك صح أن الخبر له أصل, ومتى عدم ذلك والخبر نفسه يخالف الأصول الثلاثة علم أن الخبر موضوع لا شك فيه, وأن ناقله الذي تفرد به هو الذي وضعه, هذا حكم الاعتبار بين النقلة في الروايات

وقد اعتبرنا حديث شيخ شيخ على ما وصفنا من الاعتبار على سبيل الدين فمن صح عندنا منهم أنه عدل احتججنا به وقبلنا ما رواه وأدخلناه في كتابنا هذا

ومن صح عندنا أنه غير عدل بالاعتبار الذي وصفناه لم نحتج به, وأدخلناه في كتاب ( المجروحين من المحدثين ) بأحد أسباب الجرح, لأن الجرح في المجروحين على عشرين نوعا, ذكرناها بفصولها في أول كتاب ( المجروحين ) بما أرجو الغنية فيها للمتأمل إذا تأملها, فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب

فأما الأخبار فإنها كلها أخبار آحاد, لأنه ليس يوجد عن النبي r خبر من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين, وكل واحد منهما عن عدلين حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله r, فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأخبار كلها أخبار الآحاد وأن من تنكب عن قبول إخبار الآحاد فقد عمد إلى ترك السنن كلها, لعدم وجود السنن إلا من رواية الآحاد

 

[ الإختلاف في الرفع والوقف في الأحاديث ]

وأما قبول الرفع في الأخبار فإنا نقبل ذلك عن كل شيخ اجتمع فيه الخصال الخمس التي ذكرتها, فإن أرسل عدل خبرا وأسنده عدل آخر قبلنا خبر من أسند, لأنه أتى بزيادة حفظها ما لم يحفظ غيره ممن هو مثله في الإتقان, فإن أرسله عدلان وأسنده عدلان قبلت رواية العدلين اللذين أسنده على الشرط الأول, وهكذا الحكم فيه كثر العدد فيه أو قل, فإن أرسله خمسة من العدول وأسنده عدلان نظرت حينئذ إلى من فوقه بالاعتبار, وحكمت لمن يجب, كأنا جئنا إلى خبر رواة نافع عن ابن عمر عن النبي r  اتفق مالك وعبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد وعبد الله بن عون وأيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر ورفعوه, وأرسله أيوب بن موسى, وإسماعيل بن أمية وهؤلاء كلهم ثقات, أو أسند هذان وأرسل أولئك اعتبرت فوق نافع, هل روى هذا الخبر عن ابن عمر أحد من الثقات غير نافع مرفوعا أو من فوقه, على حسب ما وصفنا, فإذا وجد قبلنا خبر من أتى بالزيادة في روايته على حسب ما وصفنا

وفي الجملة يجب أن يعتبر العدالة في نقله الأخبار, فإذا صحت العدالة في واحد منهم قبل منه ما روى من المسند, وإن أوقفه غيره, والمرفوع وإن أرسله غيره من الثقات إذ العدالة لا توجب غيره, فيكون الإرسال والرفع عن ثقتين مقبولين والمسند والموقوف عن عدلين يقبلان على الشرط الذي وصفناه

 

[ حكم الزيادة في ألفاظ الأحاديث ]

وأما زيادة الألفاظ في الروايات فإنا لا نقبل شيئا منها إلا عن من كان الغالب عليه الفقه, حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويعلمه, حتى لا يشك فيه أنه أزاله عن سننه, أو غيره عن معناه, أم لا, لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي والأسانيد, دون المتون, والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها, وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد, وأسماء المحدثين, فإذا رفع محدث خبرا وكان الغالب عليه الفقه لم أقبل رفعه إلا من كتابه, لأنه لا يعلم المسند من المرسل, ولا الموقوف من المنقطع, وإنما همته إحكام المتن فقط, وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيارة لفظة في الخبر لأن الغالب عليه إحكام الإسناد, وحفظ الأسامي, والإغضاء عن المتون, وما فيها من الألفاظ, إلا من كتابه, هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ

 

[ الرواية عن المبتدعة والدعاة منهم ]

وأما المنتحلون المذاهب من الرواة مثل الإرجاء والترفض وما أشبههما فإنا نحتج بأحبارهم إذا كانوا ثقات على الشرط الذي وصفناه, ونكل مذاهبهم وما تقلدوه فيما بينهم وبين خالقهم إلى الله جل وعلا, إلا أن يكونوا دعاة إلى ما انتحلوا, فإن الداعي إلى مذهبه والذاب عنه حتى يصيرا إماما فيه وإن كان ثقة ثم روينا عنه جعلنا للأتباع لمذهبه طريقا, وسوغنا للمتعلم الاعتماد عليهوعلى قوله, فالاحتياط ترك رواية الأئمة الدعاة منهم, والاحتجاج بالرواة الثقات منهم على حسب ما وصفناه, ولو عمدنا إلى ترك حديث الأعمش وأبي إسحاق وعبد الملك بن عمير وأضرابهم لما انتحلوا, وإلى قتادة وسعيد بن أبي عروبة وابن أبي ذئب وأسنانهم لما تقلدوا فتركنا حدثهم لمذاهبهم لكانذلك ذريعة إلى ترك السنن كلها حتى لا يحصل في أيدينا من السنن إلا الشيء اليسير, وإذا استعملنا ما وصفنا أعنا على دحض السنن وطمسها, بل الاحتياط في قبول رواياتهم الأصل الذي وصفناه, دون رفض ما رووه جملة

 

[ حكم رواية المختلطين ]

وأما المختلطون في أواخر أعمارهم مثل الجريري وسعيد بن أبي عروبة وأشبههما فإنا نروي عنهم في كتابنا هذا ونحتج بما رووا, إلا إنا لا نعتمد من حديثهم إلا ما روى عنهم الثقات من القدماء, الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم, وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها, وثبوتها من جهة أخرى, لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ أن الواجب ترك خطئه إذا علم, والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطىء فيه, وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات, وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سمعاهم منهم قبل الاختلاط سواء

 

[ حكم رواية المدلسين ]

وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا, مثل الثوري والأعمش وأبي إسحاق وأضرابهم من الأئمة المتقين, وأهل الورع في الدين, لأنا متى قبلنا خبر مدلس لم يبين السماع فيه, وإن كان ثقة لزمنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها, لأنه لا يدري لعل هذا المدلس دلس هذا الخبر عن ضعيف يهي الخبر بذكره إذا عرف, اللهم إلا أن يكون المدلس يعلم أنه ما دلس قط إلا عن ثقة, فإذا كان كذلك قبلت روايته, وإن لم يبين السماع, وهذا ليس في الدنيا إلا سفيان بن عيينة وحده, فإنه كان يدلس ولا يدلس إلا عن ثقة متقن, ولا يكاد يوجد لسفيان بن عيينة خبر دلس فيه إلا وجد الخبر بعينه قد بين سماعه عن ثقة نفسه, والحكم في قبول روايته لهذه العلة, وإن لم يبين السماع فيها كالحكم في رواية ابن عباس إذا روى عن النبي r ما لم يسمع منه

 

[ رواية صغار الصحابة أحاديث لم يدركوا أحداثها ]

وإنما قبلنا أخبار أصحاب رسول الله r ما رووها عن النبي r وإن لم يبينوا السماع في كل ما رووا, وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر عن صحابي آخر ورواه عن النبيr  من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه لأنهم رضى الله تعالى عنهم أجمعين كلهم أئمة سادة قادة عدول نزه الله عز وجل أقدار أصحاب رسول الله r عن أن يلزق بهم الوهن, وفي قوله r :( ليبلغ الشاهد منكم الغائب ) أعظم الدليل على أن الصحابة كلهم عدول, ليس فيهم مجروح ولا ضعيف, إذ لو كان فيهم مجروح أو ضعيف, أو كان فيهم أحد غير عدل لاستثنى في قوله r, وقال : ( ألا ليبلغ فلان وفلان منكم الغائب ) فلما أجملهم في الذكر بالأمر بالتبليغ من بعدهم دل ذلك على أنهم كلهم عدول, وكفى بمن عدله رسول الله r شرفا, فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر

وإنما نملي بعد هذا التقسيم وذكر الأنواع وصف شرائط الكتاب قسما قسما, ونوعا نوعا بما فيه من الحديث على الشرائط التي وصفناها في نقلها من غير وجود قطع في سندها, ولا ثبوت جرح في ناقليها, إن قضى الله ذلك وشاءه, وأتنكب عن ذكر المعاد فيه إلا في موضعين, إما لزيادة لفظة لا أجد منها بدا, أو للاستشهاد به على معنى في خبر ثان, فأما في غير هاتين الحالتين فإني أتنكب ذكر المعاد في هذا الكتاب

جعلنا الله ممن أسبل عليه جلابيب الستر في الدنيا, واتصل ذلك بالعفو عن جناياته في العقبي, إنه الفعال لما يريد , انتهى كلام الشيخ رحمه الله في الخطبة ثم قال في آخر القسم الأول:

 

فهذا آخر جوامع أنواع الأمر عن المصطفى r ذكرناها بفصولها, وأنواع تقاسيمها, وقد بقي من الأوامر أحاديث بددناها في سائر الأقسام, لأن تلك المواضع بها أشبه, كما بددنا منها في الأوامر للبغية في القصد فيها, وإنما نملي بعد هذا القسم الثاني الذي هو النواهي بتفصيلها وتقسيمها على حسب ما أملينا الأوامر إن قضى الله ذلك وشاءه, جعلنا الله ممن أغضى في الحكم في دين الله عن أهواء المتكلفين, ولم يعرج في النوازل على آراء المقلدين, من الأهواء المعكوسة والآراء المنحوسة, إنه خير مسؤول

وقال في آخر القسم الثاني : فهذا آخر جوامع أنواع النواهي عن المصطفى r فصلناها بفصولها, ليعرف تفصيل الخطاب من المصطفى r لأمته, وقد بقي من النواهي أحاديث كثيرة بددناها في سائر الأقسام, كما بددنا في النواحي سواء على حسب ما أصلنا الكتاب عليه, وإنما نملي بعد هذا القسم الثالث من أقسام السنن الذي هو إخبار المصطفى r عما احتيج إلى معرفتها بفصولها فصلا فصلا, إن الله يسر ذلك وسهله, جعلنا الله من المتبعين للسنن كيف ما دارت, والمتباعدين عن الأهواء حيث ما مالت, إنه خير مسؤول وأفضل مأمول

وقال في آخر القسم الثالث : فهذا آخر أنواع الإخبار عما احتيج إلأى معرفتها من السنن, قد أمليناها وقد بقي من هذا القيم أحاديث كثيرة بددناها في سائر الأقسام, كما بددنا منها في هذا القسم للاستشهاد على الجمع بين خبرين متضادين في الظاهر, والكشف عن معنى شيء تعلق به بعض من لم يحكم صناعة العلم, فأحال السنة عن معناها التي أطلقها المصطفى r وإنا نملي بعد هذا القسم الرابع من أقسام السنن الذي هو الإباحات التي أبيح ارتكابها إن الله قضى بذلك وشاء, جعلنا الله ممن آثر المصطفى r على غيره من أمته, وانخضع لقبول ما ورد عليه من سنته, بترك ما يشتمل عليه القلب من اللذات, وتحتوي عليه النفس من الشهوات, من المحدثات الفاضحة, والمخترعات الداحضة, أنه خير مسؤول

وقال القسم الرابع : فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى r أمليناها بفصولها, وقد بقي من هذا القسم أحاديث بددناها في سائر الأقسام, كما بددنا منها في هذا القسم على ما أصلنا الكتاب عليه, وإنما نملي بعد هذا القسم القسم الخامس من أقسام السنن التي هي أفعال النبي r بفصولها وأنواعها, إن الله قضى ذلك وشاءه, جعلنا الله ممن هدي لسبل الرشاد,ووفق لسلوك السداد في جمع وتشمر في جمع السنن والأخبار, وتفقه في صحيح الآثار, وآثر ما يقرب إلى الباري جل وعلا من الأعمال, على ما يباعد عنه في الأحوال, إنه خير مسؤول

ثم قال في آخر الكتاب : فهذا آخر أنواع السنن, قد فصلناها على حسب ما أصلنا الكتاب عليه من تقاسيمها, وليس في الأنواع التي ذكرناها من أول الكتاب إلى آخره نوع يستقصى, لأنا لو ذكرنا كل نوع بما فيه من السنن لصار الكتاب أكثره معادا, لأن كل نوع منها يدخل جوامعه في سائر الأنواع, فاقتصرنا على ذكر الأنمى من كل نوع, لنستدرك به ما وراءه منها, وكشفنا عما أشكل من ألفاظها, وفصلنا عما يجب أن يوقف على معانيها على حسب ما سهل الله ويسره, وله الحمد على ذلك

وقد تركنا من الأخبار المروية أخبار كثيرة من أجل ناقليها, وإن كانت تلك الأخبار مشاهير تداولها الناس, فمن أحب الوقوف على السبب الذي من أجله تركتها نظر في كتاب ( المجروحين من المحدثين ) من كتبنا يجد فيه التفصيل, لكل شيخ تركنا حديثه ما يشفي صدره, وينفي الريب عن خلده, إن وفقه الله جل وعلا لذلك, وطلب سلوك الصواب فيه دون متابعة النفس لشهواتها, ومساعدته إياها في لذاتها

وقد احتججنا في كتابنا هذا بجماعة قد قدح فيهم بعض أئمتنا, فمن أحب الوقوف على تفصيل أسماءهم فلينظر في الكتاب المختصر من ( تاريخ الثقات ) [11] يجد فيه الأصول التي بنينا ذلك الكتاب عليها, حتى لا يعرج على قدح قادح في محدث على الإطلاق من غير كشف عن حقيقة

وقد تركنا من الأخبار المشاهير التي نقلها عدول ثقات لعلل تبين لنا منها الخفاء على عالم من الناس جوامعها,

وإنما نملي بعد هذا علل الأخبار, ونذكر كل مروي صح أو لم يصح بما فيه من العلل, إن يسر الله ذلك وسهله, جعلنا الله ممن سلك مسالك أولي النهى في أسباب الأعمال, دون التعرج على الأوصاف والأقوال, فارتقى على سلالم أهل الولايات بالطاعات, والانقلاع بكل الكل عن المزجورات,حتى تفضل عليه بقبول ما يأتي من الحسنات, والتجاوز عما يرتكب من الحوبات, إنه خير مسؤول, وأفضل مأمول, انتهى كلامه أولا وآخرا رحمه الله بمنه

 

[ فهرس لأبواب كتاب ( الإحسان ) ]

قال العبد الضعيف [12] جامع شمل هذا التأليف : قد رأيت أن أنبه في أول هذا الكتاب على ما فيه من الكتب والفصول في الأبواب لفائدته, وتوفيرا لعائدته, والله المسؤول أن يجعله خالصا لذاته, وفي ابتغاء مرضاته, وهو حسبي ونعم الوكيل:

باب ما جاء في الإبتداء بحمد الله تعالى,باب الاعتصام بالسنة, وما يتعلق بها نقلا وأمرا وزجرا, كتاب الوحي, كتاب الإسراء, كتاب العلم, كتاب الإيمان, الفطرة, التكليف, فضل الإيمان, فرض الإيمان, صفات المؤمنين, الشرك, النفاق, كتاب الإحسان باب الصدق والأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر الطاعات وثوابها, الإخلاص وأعمال السر, حق الوالدين, صلة الرحم وقطعها, الرحمة, حسن الخلق, العفو, إطعام الطعام, وإفشاء السلام, الجار, فصل من البر والإحسان, الرفق, الصحبة, والمجالسة, الجلوس على الطريق, فصل في تشميت العاطس, العزلة, كتاب الرقائق, التوبة, حسن الظن بالله تعالى, الخوف, والتقوى, الفقر, والزهد, والقناعة, الورع, والتوكل, القرآن وتلاوته المطلقة, الأذكار المطلقة, الأدعية المطلقة, الاستعاذة, كتاب الطهارة, الفطرة بمعنى السنة, فضل الوضوء, فرض الوضوء, سنن الوضوء, نواقض الوضوء, الغسل, قدر ماء الغسل, أحكام الجنب, غسل الجمعة, غسل الكافر إذا أسلم, المياه, قدر ماء الغسل, أحكام الجنب, غسل الجمعة, غسل الكافر إذا أسلم, المياه, الوضوء, بفضل وضوء المرأة, الماء المستعمل, الأوعية, الأسار, التيمم, المسح على الخفين وغيرهما, الحيض, والاستحاضة, النجاسة وتطهيرها, الاستطابة, كتاب الصلاة, فرض الصلاة, الوعيد على ترك الصلاة, مواقيت الصلاة, الأوقات المنهى عنها, الجمع بين الصلاتين, المساجد, الأذان, شروط الصلاة, فضل الصلوات الخمس, صفة الصلاة, القنوت, الإمامة والجماعة, فرض الجماعة, الأعذار التي تبيح تركها, فرض متابعة الامام, ما يكره للمصلي, وما يكره إعادة الصلاة, الوتر, النوافل, الصلاة على الدابة, صلاة الضحى, التراويح, قيام الليل, قضاء الفوائت, سجود السهو, المسافر, صلاة السفر, سجود التلاوة, صلاة الجمعة, صلاة العيدين, صلاة الكسوف, صلاة الاستسقاء, صلاة الخوف, الجنائز, عيادة المريض, الصبر, وثواب الأمراض و الأعراض, أعمار هذه الأمة, ذكر الموت الأمل, تمني الموت, المحتضر, فصل في الموت وما يتعلق به من راحة المؤمن و بشراه, وروحه وعمله, والثناء عليه, الغسل, التكفين, ما يقول الميت عند حمله القيام للجنازة, الصلاة على الجنازة, الدفن, أحوال الميت في قبره, النياحة ونحوها, القبور زيارة القبور, الشهيد, الصلاة في الكعبة, كتاب الزكاة, جمع المال من حله وما يتعلق بذلك, الخرص وما يتعلق به, فضل الزكاة, الوعيد لمانع الزكاة, فرض الزكاة, العشر, مصارف الزكاة, صدقة الفطر, صدقة التطوع, فصل في أشياء لها حكم الصدقة, المنان, المسألة, والأخذ وما يتعلق به من المكافأة, والثناء والشكر, كتاب الصوم, فضل الصوم, فضل رمضان, رؤية الهلال, السحور, آداب الصوم, صوم الجنب الإفطار وتعجيله, قضاء رمضان, الكفارة, حجامة الصائم, قبلة الصائم, صوم المسافر, الصيام عن الغي,ر الصوم المنهي عنه, صوم الوصال, صوم الدهر, صوم يوم الشك, صوم العيد, صوم أيام التشريق, صوم عرفة, صوم الجمعة, صوم السبت, صوم التطوع, الاعتكاف وليلة القدر, كتاب الحج, فضل الحج والعمرة, فرض الحج, فضل مكة, فضل المدينة, مقدمات الحج, مواقيت الحج, الإحرام, دخول مكة وما يفعل فيها, الصفا والمروة, الخروج من مكة إلى منى, الوقوف بعرفة والمزدلفة, والدفع منهما, رمي جمرة, العقبة, الحلق والذبح, الإفاضة من منى لطواف الزيارة, رمي الجمار أيام منى, الإفاضة من منى للصدر, القران, التمتع, حجة النبي r, اعتماره r ,ما يباح للمحرم وما لا يباح, الكفارة, الحج و الاعتمار عن الغير, الإحصار, الهدي, كتاب النكاح وآدابه, الولي, الصداق, ثبوت النسب والقائف, حرمة المناكحة, المتعة, نكاح الإماء, معاشرة الزوجين, العزل, الغيلة, النهي عن اتيان النساء في أعجازهن, القسم, الرضاع, النفقة,كتاب الطلاق, الرجعة, الإيلاء, الظهار, الخلع, اللعان, العدة, كتاب العتق, صحبة المماليك, إعتاق الشريك, العتق في المرض, الكتابة, أم الولد, الولاء, كتاب الأيمان والنذور, كتاب الحدود, الزنى وحده, حد الشرب, التعزيز, السرقة, الردة, كتاب السير, الخلافة والإمارة, بيعة الأئمة وما يستحب لهم, طاعة الأئمة, فضل الجهاد, فضل النفقة في سبيل الله, فضل الشهادة, الخيل, الحمى, السبق, الرمي, التقليد والجرس, كتب النبي r, فرض الجهاد, الخروج, و كيفية الجهاد, غزوة بدر, الغنائم وقسمتها, الغلول, الفداء و فك الأسرى, الهجرة, الموادعة والمهادنة, الرسول, الذمي, والجزية,كتاب اللقطة, كتاب الوقف, كتاب البيوع, السلم, بيع المدبر, البيوع المنهي عنها, الربا, الإقالة, الجائحة, المفلس, الديون, كتاب الحجر, كتاب الحوالة, كتاب القضاء, الرشوة, كتاب الشهادات, كتاب الدعوى, الاستحلاف, عقوبة الماطل, كتاب الصلح, كتاب العارية, كتاب الهبة, الرجوع في الهبة, كتاب الرقبى والعمرى, كتاب الإجارة, كتاب الغصب, كتاب الشفعة, كتاب المزارعة, كتاب إحياء الموات, كتاب الطعمة, آداب الأكل, ما يجوز أكله وما لا يجوز, الضيافة, العقيقة, كتاب الأشربة, آداب الشرب, ما يحل شربه, كتاب اللباس وآدابه, الزينة, آداب النوم, كتاب الحظر والإباحة, وفيه فصل في التعذيب والمثلة, وفصل فيما يتعلق بالدواب, باب قتل الحيوان, باب ما جاء في التباغض والتحاسد, والتدابر والتشاحن, والتهاجر بين المسلمين, باب التواضع والتكبر والعجب, والاستماع المكروه و سوء الظن, والغضب والفحش, باب ما يكره من الكرم وما لا يكره, وفيه الكذب اللعن, وذو الوجهين, و الغيبة و النميمة, والمدح والتفاخر, والشعر والسجع, والمزاح والضحك, وفصل من الكلام, باب الاستئذان, الأسماء و الكنى, باب الصور والمصورين, واللعب واللهو والسماع, كتاب الصيد, كتاب الذبائح, كتاب الأضحية, كتاب الرهن, الفتن, كتاب الجنايات, القصاص, القسامة, كتاب الديات, الغرة, كتاب الوصية, كتاب الفرائض, ذوو الأرحام, الرؤيا, كتاب الطب, كتاب الرقى والتمائم, كتاب العدوى والطيرة, باب الهام والغول, كتاب الأنواء و النجوم, كتاب الكهانة والسحر, كتاب التاريخ, بدء الخلق, صفة النبي r خصائصه وفضائله, المعجزات, تبليغه r , مرضه r , وفاته r , إخباره r عما يكون في أمته من الفتن والحوادث, مناقب الصحابة رضى الله تعالى عنهم مفصلا, فضل الأمة, فضل الصحابة والتابعين, وباب ذكر الحجاز, و اليمن, والشام, وفارس, وعمان, إخباره r عن البعث, وأحوال الناس في ذلك, اليوم, وصف الجنة وأهلها, صفة النار وأهلها

واعلم أني وضعت بإزاء كل حديث بالقلم الهندي صورة النوع الذي هو منه في كتاب ( التقاسيم والأنواع ), ليتيسر أيضا كشفه من أصله, من غير كلفة ومشقة, مثاله إذا كان الحديث من النوع الحادي عشر مثلا كان بإزائه هكذا ( 11 ), ثم إن كان من القسم الأول كان العدد المرقوم مجردا عن العلامة, كما رأيته وإن كان من القسم الثاني كان تحت العدد خط عرضي هكذا ( 11 ), وإن كان من القسم الثالث كان الخط من فوقه هكذا ( 11 ), وإن كان من القسم الرابع كان العددين خطين هكذا ( 11 ), وإن كان من القسم الخامس كان الخطان فوقه ( 11 ), توفيرا للخاطر, و تيسيرا للناظر, جعله الله خالصا لذاته, وفي ابتغاء مرضاته, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير [13]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

كتب الزوائد

 

 

 

 

 

 

مجمع الزوائد  ومنبع الفوائد

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله جامع الشتات ومحيي الأموات, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تكتب الحسنات, و تمحو السيئات, وتنجي من المهلكات, وأشهد أن محمداً عبده و رسوله المبعوث بجوامع الكلمات, الآمر بالخيرات, الناهي عن المنكرات، صلى الله تعالى عليه, وعلى آله و صحبه صلاة دائمة بدوام الأرض والسماوات.

وبعد : فقد كنت جمعت زوائد ( مسند الإمام أحمد ) وأبي يعلى الموصلي, وأبي بكر البزار، ومعاجيم الطبراني الثلاثة رضي الله تعالى عن مؤلفيهم, وأرضاهم, وجعل الجنة مثواهم، كل واحد منها، في تصنيف مستقل, ما خلا ( المعجم الأوسط ), و( الصغير ), فإنهما في تصنيف واحد [14], فقال لي سيدي وشيخي العلامة شيخ الحفاظ بالمشرق والمغرب, ومفيد الكبار ومن دونهم, الشيخ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن العراقي رضي الله عنه وأرضاه, وجعل الجنة مثوانا ومثواه : اجمع هذه التصانيف, واحذف أسانيدها لكي تجتمع أحاديث كل باب منها في باب واحد من هذا, فلما رأيت إشارته إلي بذلك صرفت همتي إليه, وسألت الله تعالى تسهيله, والإعانة عليه، وأسأل الله تعالى النفع به, إنه قريب مجيب

وقد رتبته على كتب أذكرها لكي يسهل الكشف عنه: 1-كتاب الإيمان.2- كتاب العلم.3- كتاب الطهارة.4- كتاب الصلاة.5- كتاب الجنائز - وفيه ما يتعلق بالمرض وثوابه وعيادة المريض ونحو ذلك.6- كتاب الزكاة – و فيه صدقة التطوع.7- كتاب الصيام.8- كتاب الحج.9- كتاب الأضاحي والصيد والذبائح والوليمة.والعقيقة وما يتعلق بالمولود.10- كتاب البيوع.11- كتاب الأيمان والنذور.12- كتاب الأحكام.13- كتاب الوصايا 14- كتاب الفرائض.15- كتاب العتق.16- كتاب النكاح.17- كتاب الطلاق.18- كتاب الأطعمة. 19-كتاب الأشربة.20- كتاب الطب.21- كتاب اللباس والزينة.22- كتاب الخلافة.23- كتاب الجهاد.24- كتاب المغازي والسير.25- كتاب قتال أهل البغي وأهل الردة.26- كتاب الحدود و الديات.27- كتاب التفسير - وفيه ما يتعلق بقراءة القرآن وثوابه وعلى كم أنزل القرآن من حرف.28- كتاب التعبير.29- كتاب القدر.30- كتاب الفتن.31- كتاب الأدب.32- كتاب البر والصلة.33- كتاب فيه ذكر الأنبياء عليهم السلام.34- كتاب علامات النبوة.35- كتاب المناقب. 36- كتاب التوبة والاستغفار.37- كتاب الأذكار.38- كتاب الأدعية.39- كتاب الزهد – وفيه المواعظ. 40- كتاب البعث.41- كتاب صفة النار.42- كتاب صفة الجنة, وقد سميته بتسمية سيدي وشيخي له : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد )

وما تكلمت عليه من الحديث من تصحيح أو تضعيف وكان من حديث صحابي واحد ثم ذكرت له متناً بنحوه فإني أكتفي بالكلام عقب الحديث الأول, إلا أن يكون المتن الثاني أصح من الأول، وإذا روى الحديث الإمام أحمد وغيره, فالكلام على رجاله إلا أن يكون إسناد غيره أصح، وإذا كان للحديث سند واحد صحيح اكتفيت به, من غير نظر إلى بقية الأسانيد, وإن كانت ضعيفة، ومن كان من مشايخ الطبراني في ( الميزان ) [15] نبهت على ضعفه، ومن لم يكن في ( الميزان ) ألحقته بالثقات الذين بعده، و الصحابة لا يشترط فيهم أن يخرج لهم أهل الصحيح, فإنهم عدول، وكذلك شيوخ الطبراني الذين ليسوا في ( الميزان ) [ ثم ذكر أسانيده على هذه الكتب ].والحمد لله وحده.[16]

موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه, الحمد لله الذي خلق السموات و الأرض و جعل الظلمات والنور, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تنجي قائلها يوم البعث و النشور, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, المنعوت في القرآن والتوراة و الإنجيل والزبور, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وصحبه, صلاة تضاعف لصاحبها الأجور

وبعد : فقد رأيت أن أفرد زوائد ( صحيح أبي حاتم محمد بن حبان البستي) t على ( صحيح البخاري ) و ( مسلم ) رضي الله عنهما, مرتبا ذلك على كتب فقه أذكرها , لكي يسهل الكشف منها, فإنه لا فائدة في عزو الحديث إلى ( صحيح ابن حبان ) مع كونه في شيء منهما, وأردت أن أذكر الصحابي فقط, وأسقط السند اعتمادا على تصحيحه, فأشار علي سيدي الشيخ الإمام العلامة الحافظ ولي الدين أبو زرعة ابن سيدي الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام أبي الفضل عبد الرحيم بن العراقي بأن أذكر الحديث بسنده, لأن فيه أحاديث تكلم فيها بعض الحفاظ, فرأيت أن ذلك هو الصواب, فجمعت زوائده, ورتبتها على كتب أذكرها, هي:

1-كتاب الإيمان 2- كتاب العلم 3- كتاب الطهارة 4- كتاب الصلاة 5- كتاب الجنائز 6- كتاب الزكاة 7- كتاب الصيام 8- كتاب الحج 9- كتاب الأضاحي وفيه الصيد والذبائح والعقيقة والوليمة 10- كتاب البيوع 11- كتاب الأيمان والنذور 12- كتاب القضاء 13- كتاب العتق 14- كتاب الوصايا 15- كتاب الفرائض 16- كتاب النكاح والطلاق والعدة 17- كتاب الأطعمة 18- كتاب الأشربة 19- كتاب الطب وفيه الرقى وغير ذلك 20- كتاب اللباس والزينة 21- كتاب الحدود والديات 22- كتاب الإمارة 23- كتاب الجهاد 24- كتاب السير وفتح فارس وغيرها 25- كتاب التفسير 26- كتاب التعبير 27- كتاب القدر 28- كتاب الفتن 29- كتاب الأدب 30- كتاب البر والصلة 31- كتاب علامات النبوة وفيه من ذكر من الأنبياء صلى الله على نبينا وعليهم أجمعين 32- كتاب المناقب 33- كتاب الأذكار 34- كتاب الأدعية 35- كتاب التوبة 36- كتاب الزهد 37- كتاب البعث 38- كتاب صفة النار 39- كتاب صفة الجنة

وقد سميته : ( موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ) وأسأل الله النفع به لي وللمسلمين آمين [17]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

غاية المقصد في زوائد المسند

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الكريم الوهاب, المعطي بغير حساب, الهادي إلى الخير من أناب

وأشهد أن لا اله إلا وحده لا شريك له, شهادة تنجي قائلها من العذاب, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق و الصواب, صلى الله عليه وعلى آله و صحبه أولي الألباب, و سلم إلى يوم الفصل والمآب

[ وبعد ] : فقد كنت كتبت من زوائد الإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه, وجعل الجنة مثواه زوائده على الكتب الستة, بغير تأمل تام, ولا نظر شاف, ثم شغلت عنه بزوائد أبي بكر البزار, وأبي القاسم الطبراني,وبمعجميه الأوسط والصغير, و أبي يعلى الموصلي, فرأيت حين جمعت زوائد هذه الكتب أني قد فرطت في زوائد (المسند) لما ظهر لي من الخلل من سقوط أحاديث فيه, بسبب ( سنن النسائي ) الكبير, وما فيه من الزوائد على ( المجتبى ) وغير ذلك مني, فاهتممت لذلك, لأن إفراد [ المسند ] [18] غالبا أصح من إفراد ما ذكرت من هذه الكتب, فصرفت إليه وسألت الله تعالى الإعانة عليه, فذكرت فيه ما انفرد به الإمام أحمد, وولده أبي عبد الرحمن من حديث مرفوع بتمامه, وحديث شذ لهم فيه, أو بعضهم, وفيه زيادة, فربما كانت الزيادة في أول الحديث, وهو طويل فأقتصر عليها, و ربما كانت في آخره, فتارة أقتصر عليها, وتارة أذكره كله, وأزيد بقولي: رواه فلان خلا فلان باختصار.

وربما سمع عبد الله بن الإمام أحمد الحديث من أبيه, ومن شيخ أبيه فيقول: حدثنا أبي, حدثنا عبد الله بن أبي شيبة, وسمعته أنا من [ ابن ] أبي شيبة فأذكره كذلك, وما زاده عبد الله فأقول في أوله : قال عبد الله : حدثنا فلان

وأما زاده النسائي في ( سننه الكبرى ) فكتاب التفسير, والمناقب, والسير, وأكثر عشرة النساء, وبعض الصوم, فمن ذلك أحاديث ( أفطر الحاجم والمحجوم ), وعمل اليوم والليلة وغير ذلك

وأذكر أيضا ما رواه أبو داود في ( المراسيل ) إذا انفرد به, فيما لم يحصل لي روايته, وما رواه البخاري معلقا, أو خارج ( الصحيح ), والترمذي في ( الشمائل ), ونحو ذلك

وقد سميته : ( غاية لمقصد في زوائد المسند ) وأسال الله النفع به آمين, وقد رتبته على كتب اذكرها : 1-كتاب الإيمان 2- كتاب العلم 3- كتاب الطهارة 4- كتاب الصلاة 5- كتاب الجنائز وفي أوله ما يتعلق بالعياذة والمرض من الثواب وغيره 6- وكتاب الزكاة وفيه, صدقة التطوع 7- وكتاب الصيام 8- وكتاب الحج 9- وكتاب الأضاحي والصيد والذبائح وفيه الوليمة والعقيقة 10- وكتاب الأحكام  11- كتاب الأيمان والنذور 12- وكتاب الوصايا 13- وكتاب الفرائض 14- وكتاب العتق 15- وكتاب النكاح 16- وكتاب الطلاق الحدود 17- و كتاب الديات وكتاب الخلافة وما يتعلق بالأمراء 18- وكتاب الجهاد 19- وكتاب السير 20- وكتاب قتال أهل البغي 21- وكتاب البر والصلة 2- وكتاب الأدب 23- وكتاب التعبير 24- وكتاب القدر 25- وكتاب التفسير وفيه ما يتعلق بالقرآن وقراءة القرآن 26- وكتاب علامات النبوة وفيه ذكر الأنبياء 27- وكتاب المناقب 28- و كتاب الأطعمة 29- وكتاب الأشربة 30- وكتاب الطب 31- وكتاب اللباس والزينة 32- كتاب الفتن 33- كتاب الأذكار 34- وكتاب الأدعية 35- وكتاب التوبة 36- وكتاب الزهد 37- وكتاب البعث و صفة النار و صفة الجنة

وقد أنهيت زوائد الشيخ أبوعبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الأنصاري قراءة عليه في الرحلة الأولى بدمشق سنة أربع وخمسين وسبعمائة [ ثم ذكر سنده ( لمسند الإمام أحمد ] [19]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

كشف الأستار عن زوائد البزار

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله مجدد النعم,ودافع النقم, الهادي من الظلم, أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تنجي قائلها من الحزن والندم, وأشهد أن محمدا عبده و رسوله سيد العرب والعجم, والموضح خير نبي بعث إلى خير الأمم, صلى الله عليه وسلم وكرم وعظم

وبعد : فقد رأيت ( مسند الإمام أبي بكر البزار ) المسمى ( بالبحر الزخار ) قد حوى جملة من الفوائد الغزار, يصعب التوصل إليها على من التمسها, ويطول ذلك عليه قبل أن يخرجها, فأردت أن أتتبع ما زاد فيه على الكتب الستة, من حديث بتمامه, وحديث شاركهم [ في أصله ], وفيه زيادة, مميزا بقولي ( قلت رواه فلان خلا كذا, أو نحو هذا ), وربما ذكر الحديث بطرق فيكتفي بذكر سند الحديث الثاني ثم يقول: فذكره, أو فذكر نحوه, وما أشبه ذلك, فأقول بعد ذكر السند قال فذكره, أو قال فذكر نحوه, وربما ذكر السند والمتن, فأقول : قلت فذكره أو فذكر نحوه

وإذا تكلم على حديث بجرح لبعض رواته أو تعديل بحيث طَوَّل اختصرت كلامه من غير إخلال بمعنى, و ربما ذكرته بتمامه إذا كان مختصرا

وقد ذكر فيه جرحا وتعديلا مستقلا لا يتعلق بحديث بعده وروى فيه أحاديث بسنده فرويت الأحاديث و الكلام عليها إن كان تكلم عليها وتركت ما عداه

وقد ذكرت فيه ما رواه البخاري تعليقا, وأبو داود في ( المراسيل ) والترمذي في ( الشمائل ) والنسائي في غير ( السنن الكبرى ) مثل أن يرويه النسائي في المناقب أو التفسير أو السير أو الطب, أو غير ذلك مما هو ليس في نسختي

وقد عزا سيدنا شيخ الحفاظ جمال الدين المزي  t وأرضاه إلى غير ذلك في النسائي أحاديث لا يحصرها إلا من تفرغ لها, وأفردها بتصنيف من غير ذكر أنه ليست في ( المجتبى ) ولم أرها فيه فذكرتها أيضا, وقد روى الطبراني في ( المعجم الكبير ) حديث ابن عباس رفعه: ( كل أحد يؤخذ من قوله ويدع إلا النبي r ) وقد رتبته على كتب أذكرها :

1-كتاب الإيمان 2- كتاب العلم 3- كتاب الطهارة 4- كتاب الصلاة 5- كتاب الجنائز 6- كتاب الزكاة 7- كتاب صدقة التطوع 8- كتاب الصيام 9- كتاب الحج 10- كتاب الأضاحي وفيه الصيد والذبائح والوليمة و العقيقة 11- كتاب البيوع 12- كتاب الأيمان والنذور 13- كتاب الأحكام 14- كتاب اللقطة 15- كتاب الغصب 16- كتاب الوصايا 17- كتاب الفرائض 18- كتاب العتق 19- كتاب النكاح 20- كتاب الطلاق 21- كتاب الجنايات 22- كتاب الديات 23- كتاب الحدود 24- كتاب الإمارة 25- كتاب الجهاد 26- كتاب الهجرة والمغازي 27- كتاب قتال أهل البغي 28- كتاب البر والصلة 29- كتاب الأدب 30- كتاب التعبير 31- كتاب القدر 32- كتاب التفسير وفيه القراءات, وكم أنزل القرآن على حرف, وما يتعلق بقراءة القرآن 33- كتاب علامات النبوة وفيه من ذكر من الأنبياء صلى الله على نبينا وعليهم أجمعين 34-  كتاب المناقب 35- كتاب الأطعمة 36- كتاب الأشربة 37- كتاب اللباس 38- كتاب الزينة 39- كتاب الطب 40- وكتاب الأذكار 41- كتاب الأدعية 42- كتاب التوبة 43- كتاب الفتن 44- كتاب البعث 45- كتاب صفة النار 46- كتاب صفة الجنة 47- كتاب الزهد

ولله أسأل أن ينفع به انه قريب مجيب, وقد سميته : ( كشف الأستار عن زوائد البزار ) [20]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المقصد الأعلى  في زوائد أبي يعلى الموصلي

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله البر الجواد, الهادي إلى سبيل الرشاد, رافع السماء بغير عماد, و أشهد أن لا إله إلا الله,وحده لا شريك له, المنزه عن الأنداد, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, المؤيد بالملائكة من الجهاد, صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه,الذين نشروا العلم في البلاد, صلاة دائمة إلى يوم التناد

وبعد : فقد نظرت مسند الإمام أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلى t فرأيت فيه فوائد غزيرة لا يفطن إليها كثير من الناس, فعزمت على جمعها على أبواب الفقه, لكي يسهل الكشف عنها لنفسي, ولمن أراد ذلك, وسميته : ( المقصد العلي في زوائد أبي يعلى الموصلي )

فذكرت ما انفرد به عن أهل الكتب الستة من حديث بتمامه, ومن حديث شاركهم فيه, أو بعضهم, وفيه زيادة, وأنبه على الزيادة بقولي : ( أخرجه فلان خلا قوله كذا ) أو ( لم أره بتمامه عند أحد منهم ) ونحو ذلك هذا من الفوائد, وربما ذكر الإمام أبو يعلى بعد الحديث أحيانا ثم يقول: فذكره أو ذكر نحوه, فإذا ذكرت ذلك أقول قال: فذكره , وما كان من ذلك ليس فيه قال فهو من تصرفي, وما كان فيه من ذلك رواه البخاري تعليقا, والنسائي في ( الكبير ) ذكرته, وما كان في النسائي الصغير المسمى ( بالمجتبى ) لم أذكره, (ثم ذكر سنده للكتاب) وما كان فيه من حديث في أوله ( كـ ) فهو من ( المسند الكبير ) [21] لأبي يعلى أيضا, وما نظرت منه سوى مسند العشرة

وقد رتبته على كتب أذكرها : كتاب الإيمان, كتاب العلم,كتاب الطهارة, كتاب الصلاة وفيه: المساجد, وكتاب صلاة النوافل, كتاب الجنائز,  كتاب الزكاة كتاب الصيام كتاب الحج كتاب الأضاحي كتاب الصيد والذبائح وفيه العقيقة كتاب البيوع كتاب اللقطة كتاب الغصب كتاب الفرائض كتاب الوصية بالمماليك كتاب النكاح كتاب الطلاق كتاب الأيمان والنذور كتاب الجنايات كتاب الديات كتاب الحدود كتاب الخلافة والإمارة كتاب القضاء كتاب الجهاد كتاب المغازي كتاب قتال أهل البغي كتاب البر والصلة كتاب صدقة التطوع كتاب الأدب كتاب عجائب المخلوقات كتاب التعبير كتاب القدر كتاب التفسير كتاب فضائل القران كتاب ذكر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كتاب علامات النبوة كتاب المناقب كتاب الأطعمة كتاب الأشربة كتاب اللباس كتاب الزينة كتاب الطب كتاب الرقى كتاب الأذكار كتاب الاستعاذة كتاب الأدعية كتاب المواعظ كتاب التوبة والاستغفار كتاب الفتن كتاب البعث كتاب صفة جهنم كتاب صفة الجنة كتاب الورع كتاب الزهد [22]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم صل على وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

الحمد لله وسلامه على عباده الذين اصطفى, وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, إله إذا وعد وفى, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صاحب المقام المحمود و كفى, صلى الله عليه و على آله و صحبه أهل الصدق والوفا

وبعد : فإن سيدي وشيخي شيخ الإسلام زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي أحسن الله إليه وأرضاه, وجعل الجنة مثوانا ومثواه, أهلنى لإفراز كتب, فسررت بذلك, ثم أمرني بتخريج زوائد ( مسند الحارث بن محمد بن أبي أسامة ), وزادني في ذلك رغبة حظ سيدي وشيخي الشيخ ولي الدين أبي زرعة ولد شيخي أحسن الله إليه على ذلك, فجمعتها من نسخة من تجزئة سبعة وثلاثين جزءا, فوجدتها ناقصة الجزء الثالث عشر, ومقداره عشر ورقات, أو نحوها, وصفحة من أول الجزء الحادي عشر, وصفحة من أول الجزء الأخير, وأنا أتطلب ذلك إلى الآن لم أجدها,وعسى أن يسهلها الله بمنه وفضله, آمين, وقد سميته : ( بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث )

ورتبته على كتب أذكرها, لكي يسهل الكشف منه:1-كتاب الإيمان 2- كتاب العلم 3- كتاب الطهارة 4- كتاب الصلاة 5- كتاب الجنائز وفي أوله كفارة المرض و العياذة 6- كتاب الزكاة وفيه فضل الصدقة 7- كتاب الصيام 8- كتاب الحج 9- كتاب الأضاحي وفيه العقيقة و الصيد والذبائح 10- كتاب البيوع 11- كتاب الأيمان والنذور 12- كتاب القضاء والشهادة 13- كتاب الوصايا 14- كتاب العتق 15- كتاب الفرائض 16- كتاب النكاح 17- كتاب الطلاق 18- كتاب اللباس 19- كتاب الزينة 20- كتاب والإمارة 21- كتاب الجهاد 22- كتاب المغازي 23- كتاب التفسير 24- كتاب التعبير 25- كتاب القدر 26- كتاب الفتن 27- كتاب الأدب 28- كتاب البر والصلة 29- كتاب علامات النبوة وفي أوله ذكر الأنبياء 30- كتاب علامات نبوة نبينا r 31- كتاب المناقب 32- كتاب الأذكار 33- كتاب الأدعية 34- كتاب المواعظ 35- كتاب التوبة 36- كتاب الزهد 37- كتاب البعث 38- كتاب صفة النار 39- كتاب صفة الجنة [23]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مجمع البحرين  في زوائد المعجمين

للحافظ أبي الحسن نور الدين الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, ربنا آتنا من لدنك رحمة, وهيئ لنا من أمرنا رشدا, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

الحمد لله المعين على تيسير العسي,ر وأشهد أن لا اله الا الله, وحده لا شريك له, شهادة تنجي قائلها من عذاب السعير, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير, صلى الله عليه و على آله ما أشرق يوم منير, وطلعت شمس على ثبير

وبعد : فقد رأيت ( المعجم الأوسط ), و ( المعجم الصغير) لأبي القاسم الطبراني ذي العلم الغزير, قد حويا من العلم ما لا حصل لطالبه إلا بعد كشف كبير, فأردت أن أجمع منها كل شاردة, إلى باب من الفقه يحسن أن تكون فيه واردة, فجمعت ما انفرد به عن أهل الكتب الستة من حديث بتمامه, وحديث شاركهم فيه بزيادة عنده, مميزا لها بقولي : أخرجه فلان خلا كذا أو ذكرته لأجل كذا, ولم أرده بهذا السياق وشبه هذا

وأخرجت فيه أيضا ما رواه الترمذي في ( الشمائل ), والنسائي في ( الكبير ) مما ليس في ( المجتبى الصغير ) كعمل اليوم والليلة, والتفسير, والسير, والمناقب, والطب, والصوم, وليس هو في ( الصغير ) ذكرته وقلت : أخرجه الشيخ جمال الدين [24] في ( الأطراف ) وليس هو في ( المجتبى ) أو لم أره في نسختي

فما كان من حديث على أوله ( ق ) فهو في ( المعجم الصغير ) و ( الأوسط ) بإسناد سواء ومتنه بنحوه أو مثله, وما كان على أوله ( ص ) فهو ما انفرد به (الصغير ) وما كان من ( الصغير ) وله أسانيد في ( الأوسط ) بدأت بإسناد ( الصغير ) وذكرت طرفه من ( الأوسط ), مستمدا من الله سبحانه العون على هذا, وعلى غيره,ولا حول ولا قوة إلا بالله, وأسأل الله السلامة لي ولأصحاب, إنه قريب مجيب

وقد رتبته على كتب أذكرها لكي يسهل الكشف إن شاء الله تعالى, وهي: 1-كتاب الإيمان 2- كتاب العلم 3- كتاب الطهارة 4- كتاب الصلاة 5- كتاب الجنائز وفيه ما يتعلق بعياذة المريض ونحوه 6- و كتاب الزكاة وفيه, صدقة التطوع 7- وكتاب الصيام 8- كتاب الحج 9- كتاب الأضاحي 10- كتاب الصيد والذبائح 11- كتاب الوليمة والعقيقة 12- كتاب البيوع وفيه اللقطة وغيرها 13- كتاب الوصايا 14- كتاب الفرائض 15- كتاب العتق 16- كتاب الأيمان والنذور 17- كتاب الشهادات 18- كتاب النكاح 19- كتاب الطلاق 20- كتاب الحدود 21- كتاب الديات 22- كتاب الخلافة وما يتعلق بالأمراء 23- كتاب الجهاد 24- كتاب المغازي 25- كتاب قتال أهل البغي 26- كتاب البر والصلة 27- كتاب الأدب 28- كتاب التعبير 29- كتاب القدر 30- كتاب التفسير, وفيه القراءات, وكم أنزل القرآن على حرف, وفضائل القرآن, وما يتعلق بقراءته 31- كتاب علامات النبوة, وفي أوله ذكر الأنبياء صلى الله على نبينا وعليهم وسلم, والخضر رضي الله عنه 32- كتاب المناقب 33- كتاب الأطعمة 34- كتاب الأشربة 35- كتاب الطب 36- كتاب اللباس 37- كتاب الزينة 38- كتاب الفتن 39- كتاب الأذكار 40- كتاب الأدعية 41- كتاب التوبة 42- كتاب البعث 43- كتاب صفة النار 44- كتاب صفة الجنة 45- كتاب الزهد

وأسأل الله سبحانه أن ينفع به, إنه سميع الدعاء, [ وذكر أسانيده للكتابين ], وكل كلام أقول في أوله :

( قلت ) فهو من كلامي, وما كان من كلام على الحديث فهو من كلام الطبراني, وربما اختصرت من كلامه لطوله, ولا أظن [ الإخلال ] بمعناه إن شاء الله, وربما قال: لا يروى عن فلان إلا بهذا الإسناد, ثم يرويه بإسناد آخر فأنبه عليه إن شاء الله  وربما علمت لكلام الطبراني ( ط ) للفصل بين كلامه وكلامي, وربما حصل اعتراض عليه بأن يقول: لا يروى إلا بهذا الإسناد ونحوه من الكلام, ويكون رواه بإسناد آخر, وقد جمعته من نسخة فيها سقم, ثم وجدت نسخة غير كاملة فاستعنت بها, وما وجدته من الكامل والناقص كتبت له عندي رمزا في ورقة خارجة عن هذا, فان وجدت نسخة صحيحة كشفته إن شاء الله, والله المستعان, وعليه التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [25]

 

المطالب العاليةبزوائد المسانيد الثمانية

للحافظ أبي الفضل بن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم, والحمد لله جامع الشتات من الأحياء والأموات, وسامع الأصوات باختلاف اللغات, وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, رب الأرضيين والسماوات, ذو الأسماء الحسنى والصفات, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوت بالآيات والخوارق المنيرات, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه, أولى العلوم الزاهرات, وعلى أزواجه الطاهرات, صلاة وسلاما على الآباد متواليات

أما بعد: فان الاشتغال بالعلم خصوصا الحديث النبوي من أفضل القربات, وقد جمع أئمتنا منه الشتات على المسانيد و الأبواب المرتبات, فرأيت جمع جميع ما وقفت عليه من ذلك في كتاب واحد ليسهل الكشف منه على أولي الرغبات, ثم عدلت إلى جمع الأحاديث الزائدة على الكتب المشهورات في الكتب المسندات, وعنيت بالمشهورات الأصول الستة و(مسند أحمد), وبالمسندات على ما رتب على مسانيد الصحابة, وقد وقع لي منها ثمانية كاملات, وهي:1- لأبي داود الطيالسي 2- الحميدي 3- وابن أبي عمر 4- ومسدد 5-وأحمد بن منيع 6- وأبي بكر بن أبي شيبة 7- وعبد بن حميد 8- والحارث بن أبي أسامة, ووقع لي منها أشياء كاملة أيضا (كمسند البزار), و (أبي يعلى), و(معاجم الطبراني), لكن رأيت شيخي أبا الحسن الهيثمي قد جمع ما فيها وفي(مسند أحمد) في كتاب مفرد, محذوف الأسانيد, فلم أر أن أزاحمه عليه, إلا أني تتبعت ما فاته من (مسند أبي يعلى) لكونه اقتصر في كتابه على الرواية المختصرة, و وقع لي عدة من المسانيد غير مكملة, (كمسند إسحاق بن راهويه), وقفت منه على قدر النصف, فتتبعت ما فيه فصار ما تتبعته من ذلك عشرة دواوين, و وقفت أيضا على قطع من عدة مسانيد (كمسند الحسن بن سفيان), و(محمد بن هاشم السدوسي), و(محمد بن هارون الروياني), و(الهيثم بن كليب) وغيرهم, فلم أكتب منها شيئا لعلي إذا بيضت هذا التصنيف أن أرجع فأتتبع ما فيها من الزوائد, وأضيف إلى ذلك الأحاديث المتفرقة في الكتب المرتبة على فوائد الشيوخ

ورتبته على أبواب الأحكام الفقهية وهي: 1- الطهارة 2- الصلاة 3- الجنائز 4- الزكاة 5- الصيام 6- الحج 7- البيوع 8- العتق 9- الفرائض 10- الوصايا 11- النكاح 12- الطلاق 13- النفقات 14- الأيمان والنذور 15- الحدود 16- القصاص 17- الديات 18- الجهاد 19- الإمارة والخلافة 20- القضاء والشهادات 21- اللباس 22- والأضحية والعقيقة 23- الذبائح 24- والصيد 25- الأطعمة الأشربة 26- الطب 27- البر والصلة 28- الأدب 29- التعبير, ثم ذكرت 30- الأيمان و التوحيد 31- والعلم والسنة 32- الزهد والرقائق 33- الأذكار والدعوات 34- بدء الخلق أحاديث الأنبياء 35- فضائل القرآن 36- التفسير 37- والمناقب 38- السيرة النبوية والمغازي 39- والفتن و الأشراط البعث والنشور

وسميته : ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ) وشرطي فيه ذكر كل حديث ورد عن صحابي لم تخرجه الأصول السبعة من حديثه ولو أخرجوه أو بعضهم من حديث غيره مع التنبيه عله أحيانا, والله أستعين في جميع الأمور كلها لا اله إلا هو [26]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مختصرزوائد مسند البزار

على الكتب الستة ومسند أحمد

للحافظ ابن حجر

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله حمدا كثيرا, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بعثه بالحق بشيرا ونذيرا, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما يرد طرف أعين حسيرا

أما بعد: فإنني لما علقت الأحاديث الزائدة على الكتب الستة في ( مسند أحمد ) t من جمع شيخنا الإمام أبى الحسن الهيثمي, وقفت على تخريج زوائد أبى بكر البزار جمع أبي الحسن المذكور على الكتب الستة أيضا, فرأيت أن أفرد هنا ومن تصنيفه ما انفرد به أبوبكر المذكور عن الإمام أحمد, لأن الحديث إذا كان في المسند الأحمدي لم يحتج إلى عزوه إلى مصنف غيره لجلالته, و....فإنني كنت عملت أطراف ( مسند أحمد ) [27] بتمامه في مجلدتين وحاجتي ماسة إلى الازدياد فآثرت...هذا المصنف على الإختصار الذي وصفت وأضفت إليه كلام الشيخ أبي الحسن على الأحاديث مجموعة الذي عمله محذوف الأسانيد لان الكلام على بعض رجال السند عقب السند أولى.لعدم الوهم و الله الموفق وزدت جملة في الكلام على الأحاديث أقول في أولها ( قلت ) والله الموفق [28]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة

للحافظ شهاب الدين  البوصيري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي شرفنا بما خاطبنا به من كلامه المجيد, وعرفنا بما فيه دلائل ربوبيته لنعبده على بساط التمجيد, وقضى في سابق أجله بما شاء من آثار الفضل والعدل على العبيد, فهذا شقي وهذا سعيد, وهذا غوي وهذا رشيد, وهذا صفي وهذا طريد, وهذا وفي وهذا عتيد, وهذا ذكي وهذا بليد, وهذا عمي وهذا بصره حديد, لا يسأل عما يفعل إن الله يفعل ما يريد, فأحمده وأشكره وإن شكره لأحق ما استفتح به باب المزيد, وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, الواحد الفرد الصمد الولي الحميد, وأشهد أن حمدا عبده ورسوله المسدد في أقواله وأفعاله بغاية التسديد, فلقد حق لنا أن نقتدي بسنته فيما يبدئ ويعيد, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأبد ذلك عدد لا ينفد ولا يبيد

وبعد : فقد استخرت الله عز وجل في إفراد زوائد الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني على الخمسة الأصول: صحيحي البخاري, ومسلم, وأبي داود, والترمذي, والنسائي الصغرى رواية ابن السني

فان كان الحديث في الكتب الخمسة أو أحدهم من طريق صحابي واحد لم أخرجه إلا أن يكون في زيادة عند ابن ماجة تدل على حكم, وإن كان من طريق صحابيين فأكثر وانفرد ابن ماجة بإخراج طريق منها أخرجته, ولو كان المتن واحد, وأنبه عقب كل حديث أنه في الكتب الخمسة المذكورة, أو أحدها من طريق فلان مثلا إن كان, فان لم يكن ورأيت الحديث في غيرها أنبهت عليه للفائدة, وليعلم أن الحديث ليس بفرد, ثم أتكلم على كل إسناد بما يليق بحاله من صحة وحسن وضعف وغير ذلك, وما سكت عليه ففيه نظر, وهذا ترتيب كتبه أذكرها ليسهل الكشف منها, وهن:

1-كتاب اتباع السنة وفضل الصحابة والعلماء 2- كتاب الطهارة 3- كتاب المواقيت 4- كتاب الأذان 5- كتاب إقامة الصلاة 6-كتاب الجنائز 7- الصيام 8- الزكاة 9- النكاح 10- كتاب الطلاق 11- كتاب الكفارات 12- كتاب التجارات 13 كتاب الأحكام 14 كتاب الشفعة 15- كتاب العتق 16- كتاب الحدود 17- كتاب الديات 18- كتاب الوصايا 19- كتاب الفرائض 20- كتاب الجهاد 21- كتاب الحج 22- كتاب الضحايا 23- كتاب الذبح والعقيقة 24- كتاب الصيد 25- كتاب الأطعمة 26- كتاب الأشربة 27- كتاب الطب 28- كتاب اللباس 29- كتاب الدعاء 30- كتاب التعبير 32 كتاب الفتن 33- كتاب الزهد وذكر الموت صفة أمة محمد r ذكر الحوض ذكر الشفاعة صفة النار صفة الجنة

وسميته : ( مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة ) [29]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مختصر  إتحاف السادة المهرة الخيرة

بزوائد المسانيد العشرة

للحافظ أبي الفضل البوصيري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي من أسند إليه أمره كفاه وإن رفع إليه يديه أجاره وسمع دعاءه, والصلاة و السلام على سيدنا محمد مرسل اجتباه, وعلى آله وصحبه وأوليائه

وبعد : فلما وفق الله سبحانه وتعالى لإفراد زوائد مسانيد الأئمة الأعلام, وحفاظ الإسلام, أبي داود, ومسدد, و الحميدي, وابن أبي عمر, وإسحاق بن راهويه, وأبي بكر بن أبي شيبة, وأحمد بن منيع,وعبد بن حميد, والحارث بن أبي أسامة, وأبي يعلى الموصلي بأسانيدهم, وطرقهم, والكلام على غالب أسانيدهم على الكتب الستة : (صحيحي) اليخاري, ومسلم, و أبي داود, والترمذي, والنسائي الصغرى, وابن ماجة رحمهم الله, فجاء بحمد الله وعونه كتابا حافلا, و إماما كاملا, لكن طال على الهمم القاصرة تحصيله, وصدهم عنه بسطه وطوله, فسألني بعض إخواني أولي الهمم العالية أن أجرد المتن من الإسناد, ليعم لنفع بها العباد, فاستخرت الله تعالى وأجبته إلى ما طلب, لما وقر عندي من صدق نيته

فأوردتها محذوفة الإسناد, فإن اتضح الكلام على إسناد حديث من صحة وحسن وضعف قدمته, وما لم يتضح تركت الكلام عليه, ما لم يكن الحديث عند من التزم الصحة كابن حبان, والحاكم

وإذا روى ابن حبان في ( صحيحه ) حديثا عن أبي يعلى عن أبي بكر بن أبي شيبة سقته, ثم أقول في آخره: رواه ابن أبي شيبة وعنه أبو يعلى وعنه ابن حبان, فان كان الحديث في الكتب الستة أو أحدها من طريق صحابي واحد لم أخرجه إلا أن يكون في الحديث فيه زيادة عن بعض المسانيد المذكورة تدل على حكم, فأخرجه بتمامه ثم أقول في آخره : رووه أو بعضهم باختصار, وربما بينت الزيادة مع ما أضمه إليه من (مسندي) أحمد, والبزار, و(صحيح) ابن حبان, والحاكم و غيرهم, كما سترى إن شاء الله تعالى, وإن كان الحديث من طريق صحابيين فأكثر وانفرد بعض المسانيد بإخراج طريق منها أخرجته, وان كان المتن واحدا وأنبه عقب الحديث أنه في الكتب الستة أو أحدها من طريق فلان وفلان إن كان لئلا يظن أن ذلك وهم , فان لم يكن الحديث في الكتب الستة أو أحدها من طريق صحابي آخر ورأيته في غير الكتب الستة نبهت عليه للفائدة, و ليعلم أن الحديث ليس بفرد, فان اتفقت المسانيد على متن بلفظ واحد أو بألفاظ متقاربة اكتفيت بواحد منها عن سائرها, وربما ذكرت أطول المتون, ثم أقول: رووه أعني أصل الحديث عن طريق المستخرجات, وإن اختلفت ذكرت متن كل مسند, وإن اتفق بعض واختلف بعض ذكرت المختلف فيه, ثم أقول في آخره : فذكره, وربما قدمت حديثا أو بابا أو أخرته أو جمعت في باب للمناسبة أو الاختصار

وقد أوردت ما رواه البخاري تعليقا, وأبو داود في (المراسيل), والترمذي في (الشمائل), والنسائي في (الكبرى), وفي (اليوم والليلة), وغير ذلك مما ليس في شيء من الكتب الستة.

ورتبته على مائة كتاب, أذكرها ليسهل الكشف منها, وهي: 1-كتاب الإيمان 2- كتاب القدر 3- كتاب العلم 4- كتاب الطهارة 5- كتاب الحيض 6- كتاب الصلاة 7- كتاب المواقيت 8- كتاب الأذان 9- كتاب المساجد 10- كتاب الإمامة 11- كتاب القبلة وفيه ستر العورة 12- كتاب افتتاح الصلاة 13- كتاب السهو 14- كتاب الجمعة 15- كتاب قصر الصلاة 16- كتاب صلاة الخوف 17- كتاب العيدين 18- كتاب الخسوف 19- كتاب الاستسقاء  20- كتاب النوافل 21- كتاب الجنائز 22- كتاب الزكاة 23- كتاب الصوم 24- كتاب الحج و آداب السفر 25- كتاب البيوع والسلم 26- كتاب الرهن 27- كتاب التفليس 28- كتاب الصلح 29- كتاب الضمان 30- كتاب الشركة 31- كتاب العارية 32- كتاب الغصب 33- كتاب الشفعة 34- كتاب القرض 35- كتاب الإجارة 36-  كتاب الزراعة 37- كتاب إحياء الموات 38- كتاب الوقف 39- كتاب الهبات وفيه عطية الرجل ولده 40- كتاب اللقيط 41- كتاب الفرائض 42- كتاب الوصايا 43- كتاب الوديعة 44- كتاب النكاح 45- كتب الصداق والوليمة 46- كتاب القسم والشهود 47- كتاب الخلع والطلاق 48- كتاب الرجعة 49-كتاب الإيلاء 50- كتاب الظهار 51- كتاب اللعان 52- كتاب العدد 53- كتاب الرضاع 54- كتاب النفقات 55- كتاب الديات 56- كتاب القسامة 57- كتاب قتال أهل البغي 58- كتاب المرتد 59- كتاب السرقة 60- كتاب الحدود والقذف 61- كتاب الأطعمة 62- كتاب الأشربة والحد فيها 63- كتاب الطب 64- كتاب الرقى والتمائم 65- كتاب اللباس والزينة 66- كتاب الإمارة 67- كتاب الهجرة 68- كتاب الجهاد 69- كتاب السير والمغازي 70- كتاب قسم الفيء والغنيمة 71- كتاب الجزية 72- كتاب الصيد والذبائح 73- كتاب الضحايا 74- كتاب العقيقة 75- كتاب السبق والرمي 76- كتاب الأيمان والنذور 77- كتاب القضاء 78- كتاب الشهادات 79- كتاب العتق 80- كتاب الولاء 81- كتاب المدبر والمكاتب 82- كتاب عتق أمهات الأولاد 83- كتاب البر والصلة 84- كتاب الأدب 85- كتاب العجائب 86- كتاب فضائل القران 87- كتاب التفسير 88- كتاب التعبير 89- كتاب الأذكار 90- كتاب الأدعية 91- كتاب الاستعاذة 92- كتاب علامات النبوة 93- كتاب المناقب  94- كتاب المواعظ 95- كتاب التوبة والاستغفار 96- كتاب الزهد والورع 97- كتاب الفتن 98- كتاب القيامة 99- كتاب صفة النار100- كتاب صفة الجنة

وسميته : ( مختصر إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ), وأنا سائل أخا انتفع منه أن يدعو لي, و لوالدي, ومشايخي, وسائر المسلمين أجمعين, وقد رأيت أن اقدم قبل الشروع في هذا الكتاب مقدمة في تراجم أصحاب المسانيد العشرة [30]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

منتقى  تحفة الحبيب للحبيب

بما زاد على الترغيب والترهيب

انتقاء الحافظ أحمد بن محمد القسطلاني

بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما انتقاء كاتبه أحمد القسطلاني من كتاب ( تحفة الحبيب للحبيب بما زاد على الترغيب و الترهيب ) جمع الأمام المحدث شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري الكناني المصري الشافعي من زوائد مسانيد الأئمة الأعلام, وحفاظ الإسلام

1- أبي داود الطيالسي 2- ومسدد 3- والحميدي 4- و محمد بن يحيى بن أبي عمر 5- وأبي بكر بن أبي شيبة 6- و أحمد بن منيع 7- وعبد بن حميد 8- والحارث بن أبي أسامة 9- وأبي يعلى الموصلي, وما وقع له من 10- مسند إسحاق بن راهويه, وهو قدر نصف الكتاب, اصطلح فيه كما اصطلح الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري من تصدير الحديث بعن إن كان إسناده صحيحا أو حسنا, [ أو ما قاد بهما ] [31] أو كان مرسلا أو منقطعا أو معضلا أو في إسناده راو مبهم أو ضعيف وثقه, أو ثقة ضعف, إلى أخر ما ذكره المنذري, وروي إن كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع إلى آخر ما ذكره, ورتبه كترتيبه رحمة الله عليهما, وذلك بإشارة شيخ الإسلام والحفاظ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني, ولا يذكر حديثا من كتاب المنذري إلا أن يكون فيه فائدة لم تكن عنده, والله أستعين أن يوفق لذلك ويعين, ويعم النفع به على من كتبه أو سمعه, أو قرأه أو نظر فيه, وأن يبلغنا من مزيد فضله ما نؤمله ونرتجيه, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير [32]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كتب الجوامع الحديثية

 

 

شرح معاني الآثار

للحافظ أبي جعفر الطحاوي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال أبو جعفر أحمد بن محمد ين يوسف بن سلمة الأزدي الطحاوي رحمة الله عليه:

سألني بعض أصحابنا من أهل العلم أن أضع له كتابا أذكر فيه الآثار المأثورة عن رسول الله r في الأحكام التي يتوهم أهل الإلحاد والضعفة من أهل الإسلام أن بعضها ينقض بعضا, لقلة علمهم بناسخها من منسوخها, وما يجب به العمل منها, لما يشهد له من الكتاب الناطق والسنة المجتمع عليها, وأجعل لذلك أبوابا أذكر في كل كتاب منها ما فيه من الناسخ والمنسوخ, وتأويل العلماء, واحتجاج بعضهم على بعض, وإقامة الحجة لمن صح عندي قوله منهم, بما يصح به مثله من كتاب, أو سنة, أو أجماع, أو تواتر من أقاويل الصحابة, أو تابعيهم, وإني نظرت في ذلك وبحثت عنه بحثا شديدا, فاستخرجت منه أبوابا على النحو الذي سأل, وجعلت ذلك كتابا ذكرت في كل كتاب منها جنسا من الأجناس, فأول ما ابتدأت بذكره من ذلك ما روي عن رسول الله r كتاب في الطهارة [33]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

شعب الإيمان

للحافظ أبي بكر البيهقي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الواحد القديم, الماجد العظيم, الواسع العليم, الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم, وعلمه أفضل تعليم, وكرمه على كثير ممن خلق أبين تكريم, أحمده وأستعينه, وأعوذ به من الزلل و أستهديه لصالح القول والعمل, وأسأله أن يصلي على النبي المصطفى, الرسول الكريم المجتبى, محمد خاتم النبيين, وسيد المرسلين, وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم كثيرا

أما بعد : فإن الله جل ثناؤه, وتقدست أسماؤه, بفضله ولطفه, وفقني لتصنيف كتب مشتملة على أخبار مستعملة في أصول الدين وفروعه, والحمد لله على ذلك كثيرا, ثم إني أحببت تصنيف كتاب جامع لأصل الإيمان, وفروعه, وما جاء من الأخبار في بيانه, وحسن القيام به, لما في ذلك من الترغيب والترهيب, فوجدت الحاكم أبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي [34] رحمنا الله وإياه, أورد في كتاب ( المنهاج المصنف في بيان شعب لإيمان ) [35] المشار إليها في حديث رسول الله r من حقيقة كل واحدة من شعبه, وبيان ما يحتاج إليه مستعمله من فروضه وسننه وأدبه, وما جاء في معناه من الأخبار و الآثار ما فيه كفاية

فاقتديت به في تقسيم الأحاديث على الأبواب وحكيت من كلامه عليها ما يتبين به المقصود من كل باب, إلا أنه رضي الله عنا وعنه اقتصر في ذلك على ذكر المتون, وحذف الأسانيد, تحريا للاختصار, وأنا على رسم أهل الحديث أحب إيراد ما أحتاج إليه من المسانيد, والحكايات بأسانيده,ا والاقتصار على ما لا يغلب على القلب كونه كذبا ففي الحديث الثابت عن سيدنا المصطفى r أنه قال : من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين, وحكينا عن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله تعالى روايته عن سفيان بن عيينة أنه قال : حدثني الزهري يوما بحديث, فقلت: هاته بلا إسناد, فقال الزهري: أترقى السطح بلا سلم !؟

وقد ذكرت إسناد هذا الحديث وهذه الحكاية في كتاب ( المدخل )[36] وأوردت في كتاب ( الأسماء و الصفات )[37], و كتاب ( الإيمان )[38], و( القدر )[39], و( الرؤية )[40], و( دلائل النبوة )[41], و( البعث و النشور )[42], و( عذاب القبر )[43], و( الدعوات )[44], ثم في الكتب المخرجة في ( السنن )[45] على ترتيب ( مختصر أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني) رحمه الله تعالى من الأخبار والآثار ما وقعت الحاجة إليه في كل باب, فاقتصرت في هذا الكتاب على إخراج ما يتبين به بعض المراد, وأحلت الباقي على هذه الكتب, خوفا من الملال في الإطناب, واستعنت بالله عزوجل في ذلك, وفي جميع أموري, استعانة من لا حول له ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [46]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المحلى شرح المجلى

للحافظ أبي محمد بن حزم

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على محمد وآله, قال علي بن أحمد بن سعيد بن حزم t : الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد خاتم النبيين والمرسلين وسلم تسليما, ونسأل الله تعالى أن يصحبنا العصمة من كل خطإ وزلل, ويوفقنا للصواب في كل قول وعمل, آمين آمين .

أما بعد : وفقنا الله وإياكم لطاعته , فإنكم رغبتم أن نعمل للمسائل المختصرة التي جمعناها في كتابنا الموسوم ( بالمحلى ) شرحا مختصرا أيضا, نقتصر فيه على قواعد البراهين بغير إكثار, ليكون مأخذه سهلا على الطالب والمبتدئ, ودرجا له إلى التبحر في الحجاج, ومعرفة الاختلاف, وتصحيح الدلائل المؤدية إلى معرفة الحق مما تنازع الناس فيه, والإشراف على أحكام القرآن, والوقوف على جمهرة السنن الثابتة عن رسول الله r وتمييزها مما لم يصح, والوقوف على الثقات من رواة الأخبار, وتمييزهم من غيرهم, والتنبيه على فساد القياس وتناقضه, وتناقض القائلين به, فاستخرت الله عز وجل على عمل ذلك, واستعنته تعالى على الهداية إلى نصر الحق, وسألته التأييد على بيان ذلك, وتقريبه, وأن يجعله لوجهه خالصا, وفيه محضا, آمين آمين رب العالمين, وليعلم من قرأ كتابنا هذا أننا لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند, ولا خالفنا إلا خبرا ضعيفا, فبينا ضعفه, أو منسوخا فأوضحنا نسخه, وما توفيقنا إلا بالله تعالى.[47]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

شرح السنة

للحافظ البغوي

بسم الله الرحمن الرحيم, حسبي ربي, وبه أتوكل, رب يسر ولا تعسر, الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا, ولم يكن له شريك في الملك,.وخلق كل شيء فقدره تقديرا

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا, و الذي عجز الحامدون عن القيام بأداء شكر نعمة من نعمه, وكلت ألسنة الواصفين عن بلوغ كنه عظمته, ونشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك,وله الحمد, وهو على كل شيء قدير, ونشهد أن محمدا عبده ورسوله, البشير النذير, الداعي إليه بإذنه السراج المنير, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله, ولو كره المشركون, وصلى الله على محمد سيد المرسلين, وإمام المتقين, وخاتم النبييين في كل ساعة ولحظة على دوام الأبد, ما لا يدخل تحت العدد, ولا ينقطع عنه المدد, وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين, والملائكة المقربين, وعلى أزواجه وذريته, وأصحابه وعترته, وعلى متبعي سنته, وأهل إجابة دعوته, بمنه وفضله, وسعة رحمته

أخبرنا الشيخ الإمام, الأجل السيد, عمدة الدين, شرف الإسلام, إمام الأئمة, لسان الحق, ناصح الخلق, مفتي الشرق و الغرب, خادم أحاديث رسول الله r أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد حفدة العطاري, أدام الله ظله قال : حدثنا الشيخ الإمام, الأجل السيد, ركن الدين محيي السنة, ناصر الحديث, قدوة الأمة, أبو محمد الحسين بن مسعود t

فهذا كتاب في شرح السنة, يتضمن إن شاء الله سبحانه وتعالى كثيرا من علوم الأحاديث, وفوائد الأخبار المروية عن رسول الله r من حل مشكلها, وتفسير غريبها, وبيان أحكامها, [ وما ] يترتب عليها من الفقه, واختلاف العلماء, و جمل لا يستغني عن معرفتها, وهو المرجوع إليه في الأحكام, والمعول عليه في دين الإسلام

ولم أودع في هذا الكتاب من الأحاديث إلا ما اعتمده أئمة السلف, الذين هم أهل الصنعة, المسلم لهم الأمر من أهل عصرهم, وما أودعوه كتبهم, فأما ما أعرضوا عنه من المقلوب, والموضوع, والمجهول, و أتفقوا على تركه فقد صنت هذا الكتاب عنها, وما لم أذكر أسانيده من الأحاديث, فأكثرها مسموعة, وعامتها في كتب الأئمة, غير أني تركت أسانيدها, حذرا من الإطالة, واعتمادا على نقل الأئمة.

وإني في أكثر ما أوردته بل في عامته متبع, إلا القليل الذي لاح لي بنوع من الدليل, في تأويل كلام محتمل, أو إيضاح مشكل, أو ترجيح قول على آخر, إذ لعلماء السلف رحمهم الله سعي كامل في تأليف ما جمعوه, ونظر صادق للخلف في أداء ما سمعوه, والقصد بهذا الجمع مع وقوع الكفاية بما عملوه, وحصول الغنية فيما فعلوه الإقتداء بأفعالهم, والإنتظام في سلك أحد طرفيه متصل بصدر النبوة, والدخول في غمار قوم جدوا في إقامة الدين, واجتهدوا في إحياء السنة, شغفا بهم, وحبا لطريقتهم, وإن قصرت في العمل عن مبلغ سعيهم, طمعا في موعود الله سبحانه وتعالى على لسان رسوله r : ( أن المرء مع من أحب ) [48], و لأني رأيت أعلام الدين عادت على الدروس, وغلب على أهل الزمان هوى النفوس, فلم يبق من الدين إلا الرسم, ولا من العلم إلا الإسم, حتى تصور الباطل عند أكثر أهل الزمان بصورة الحق, والجهل بصورة العلم, وظهر فيهم تحقيق قول الرسول r :

( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد, ولكن يقبض العلم بقبض العلماء, حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا, فسئلوا فأفتوا بغير علم, فضلوا وأضلوا ) [49]

ولما كان الأمر على ما وصفته لك, أردت أن أجدد لأمر العلم ذكرا, لعله ينشط فيه راغب متنبه, أو ينبعث له واقف مثبط, فأكون كمن يسعى لإيقاد سراج في ظلمة مطبقة, فيهتدي به متحيرا, أو يقع على الطريق مسترشد, فلا يخيب من الساعي سعيه, ولا يضيع حظه, والله المستعان, وعليه التكلان, وهو حسبي الله ونعم الوكيل [50]

مصابيح السنة

للحافظ البغوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على عباده الذين اصطفى, والصلاة والسلام التامة الدائمة على رسوله المجتبى, محمد سيد الورى, وعلى آله نجوم الهدى, قال السيد الإمام الأجل السيد محيي السنة ناصر الحديث شيخ الإسلام ظهير الدين قدوة الأمة إمام الأئمة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي الفراء قدس الله روحه

أما بعد: فهذه ألفاظ صدرت عن صدر النبوة, وسنن سارت عن معدن الرسالة, و أحاديث جاءت عن سيد المرسلين, وخاتم النبيين, هن مصابيح الدجى, خرجت عن مشكاة التقوى, مما أوردها الأئمة في كتبهم, جمعتها للمنقطعين إلى العبادة, لتكون لهم بعد كتاب الله تعالى حظا من السنن, وعونا على ما هم فيه من الطاعة, وتركت ذكر أسانيدها حذرا من الإطالة عليهم, واعتماد على نقل الأئمة, وربما سميت في بعضها الصحابي الذي يرويه عن رسول الله r لمعنى دعا إليه

وتجد أحاديث كل باب منها تنقسم إلى صحاح وحسان, أعني بالصحاح ما أخرجه الشيخان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري رحمهما الله في جامعيهما, أو أحدهما, و أعني بالحسان ما أورده أبو داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي و غيرهما من الأئمة في تصانيفهم رحمهم الله, وأكثرها صحاح بنقل العدل عن العدل, غير أنها لم تبلغ غاية شرط الشيخين في علو الدرجة من صحة الإسناد, إذ أكثر الأحكام ثبوتها بطريق حسن, وما كان فيها من ضعيف أو غريب أشرت إليه, وأعرضت عن ذكر ما كان منكرا أو موضوعا, والله المستعان, وعليه التكلان [51]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مسند  الفردوس  بمأثور الخطاب

للحافظ أبي منصور الديلمي

بسم الله الرحمن الرحيم, إن أحسن ما نطق به الناطقون, وتفوه به الصادقون, و وله به الوامقون, حمد الله عز وجل, والثناء عليه بما هو أهله, للخبر الوارد عن النبي عليه السلام

أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحربي رحمه الله بقراءتي عليه في داره بمدينة السلام قال : أخبرنا أبو ظاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن المخلص ببغداد قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي قال : حدثنا أبو الفضل داود بن رشيد الخوارزمي قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن محمد بن مسلم الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة r قال: قال رسول الله وآله وسلم : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع ) [52] محفوظ من حديث الأوزاعي عن قرة, رواه الناس عنه, منهم ابن المبارك, وعبيد الله بن موسى, والمعافى بن عمران, وأبو المغيرة, وعبد القدوس ابن الحجاج, والوليد بن مزيد, وبقية بن الوليد, وابن سماعة, وموسى بن أعين, وعبد الحميد بن عمر بن العشرين, وغيرهم قد ذكرنا طرقه في كتاب ( التبيان )

[ مقدمة كتاب ( الفردوس بماثور الخطاب ) للحافظ أبي شجاع شهردار بن شيرويه الديلمي ]

الحمد لله الحليم الغافر الرحيم, القادر الكريم, القاهر خالق الأرض والسموات, ورافع الجبال الشامخات, وجاعل الليالي والأيام مكورات, الذي ليس له كفؤ ولا نظير, ولا مدير ولا مشير, ولا صاحب ولا وزير, أحمده على تواتر آلائه, و تظاهر نعمائه, حمدا أستوجب به المزيد من فضله, والجزيل من عطائه, حمدا لا يبيد ولا يفن,ى وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له ,شهادة أرجو بها دار النعيم, وأنجو بها من عذاب الجحيم, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أرسله الله من أفضل العرب بيتا وحياء, وفضله على العالمين ميتا وحيا, صلى الله عليه وسلم وعلى آله أفضل ما صلى على الذين اصطفى

أما بعد : فإني لما رأيت أهل زماننا هذا خاصة أهل بلدنا أعرضوا عن الحديث وأسانيده, وجهلوا معرفة الصحيح و السقيم, وتركوا الكتب التي صنفها الأئمة قديما وحديثا, في الفرائض والسنن, والحلال والحرام, والآداب والوصية, و الأمثال والمواعظ, واشتغلوا بالقصص والأحاديث المحذوفة عنها أسانيدها, التي لم يعرفها ناقلوا الحديث, ولم تقرأ على أحد من أصحاب الحديث, سيما الموضوعات التي وضعها القصاص, لينالوا بها القطيعات في المجالس بالطرقات

أثبت في كتابي هذا عشرة آلاف حديث, أحاديث التضاد على سبيل الاختصار, عن الصحاح والغرائب, والأفراد و الصحف المروية عن النبي r لعلي بن موسى الرضا, وعمرو بن شعيب, وبهز بن حكيم, وأبان بن أبي عياش, وحميد الطويل, وغيرها من مسموعاتي عن مشايخي رحمهم الله, سفرا وحضرا في السنن والآداب, والمواعظ والأمثال, و الفضائل والعقوبات وغيرها, وحذفت أسانيدها, وحذوتها مبوبة أبوابا على حروف المعجم, ومفصلة فصولا حسب تقارب ألفاظ النبي r , وذكرت على رأس كل حديث منها راوية عن النبي r, وسميتها : ( الفردوس بمأثور الخطاب ), وخرجتها على كتاب القاضي أبي عبد الله محمد بن جعفر بن علي القضاعي المصري, إلا أنه رحمه الله ذكر ألف كلمة ومائتي كلمة, ولم يذكر رواتها, وذكرت أنا في كتابي هذا بعون الله وقوته الحديث بالتمام, ليشتغل بها كل معرض عن الحديث, ومشتغل باله بلا شيء, ولعمري إن من أدمن النظر في كتابي هذا يجد فيه من الفوائد ما لا يجد في عدة كتب, ويكون في انفراده له صاحبا, وبالحزن عن قلبه ذاهبا, ولنظره إلى الباطن راقبا, وأنا أسأل الله البر الرحيم أن لا يجعله وبالا يوم القيامة, وشرطي مع من نظر في كتابي هذا أن لا يقرأه حتى يترحم علي, وعلى والدي, نفعنا الله عز وجل وإياهم به, وحسبنا الله تبارك وتعالى وحده, وحسبنا الله ونعم المعين, فبدأت بباب الألف, وبالله التوفيق [53]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

جامع الأصول من أحاديث الرسول

لأبي السعادات المبارك  ابن الأثير الجزري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أوضح لمعالم الإسلام سبيلا, وجعل السنة على الأحكام دليلا, و بعث لمناهج الهداية رسولا, ومهد لمشار الشرائع وصولا, أحمده حمدا يكون برضاه كفيلا, وللفوز بلقائه منيلا, وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تجعل ربع الغواية محيلا, ومنازل الشرك كئيبا مهيلا, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله شهادة تشفي من ظمأ القلوب غليلا, وأصلي عليه وعلى أله وأصحابه صلاة ترجع ظل التوفيق ظليلا, وتحقق إخلاصها أملا وسولا

أما بعد : فان مبنى هذا الكتاب على ثلاثة أركان : الأول في المبادئ, والثاني في المقاصد, والثالث في الخواتيم

الركن الأول في المبادئ, والركن الأول ينقسم إلى خمسة أبواب, الباب الأول في الباعث على عمل, الكتاب الباب, الثاني في كيفية وضع الكتاب, الباب الثالث في بيان أصول الحديث وأحكامها وما يتعلق بها, الباب الرابع في ذكر الأئمة الستة وأسمائهم وأنسابهم وأعمارهم ومناقبهم وآثارهم, الباب الخامس في ذكر أسانيد الكتب الأصول المودعة في كتبنا هذا

الباب الأول في الباعث على عمل الكتاب وفيه مقدمة و أربعة فصول: ما زلتُ في ريعان الشباب ، وحداثة السن ، مشغوفًا بطلب العلم، ومجالسة أهلهِ، والتشبُّه بهم حَسْبَ الإمكانِ، وذلك من فضل الله عليَّ، ولُطفه بي أن حببهُ إليَّ، فبذلتُ الوُسع في تحصيل ما وفِّقتُ له من أنواعه، حتى صارت فيَّ قوة الاطلاع على خفاياه، وإدراك خباياه، ولم آلُ جهدًا والله الموفق في إجمال الطلب، وابتغاء الأرب، إلى أن تَشَبَّثتُ من كلٍّ بطرف تشبهت فيه بأضرابي، ولا أقول : تميزتُ به على أترابي، ولله الحمد على ما أنعم به من فضله، وأجزل من طَوله، وإليه المفزع في الإسعاد بالزلفى يوم المعاد والأمن من الفزع الأكبر يوم التناد، وأن يُوزعني شكر ما منحنيه من الهداية ، وجنَّبنيه من الغَواية، وآتانيه من نعمة الفهم والدراية، منذ المنشأ والبداية، وإليه أرغب أن يجعل ذلك عطاءً يتصل طارفه وتليده، ولباسًا لا يبلى جديده، وذُخرًا لا يفنى عتيدُه، وحباءً يورق عوده، ويثمر وعوده .

وبعد : فإن شرف العلوم يتفاوت بشرف مدلولها، وقدرها يعظم بعظم محصولها, ولا خلاف عند ذوي البصائر أن أجلَّها ما كانت الفائدة فيه أعم، والنفع به أتم، والسعادة باقتنائه أدوم، والإنسان بتحصيله ألزم، كعلم الشريعة الذي هو طريق السعداء إلى دار البقاء، ما سلكه أحد إلا اهتدى، ولا استمسك به من خاب، ولا تجنبه من رَشَد، فما أمنع جنابَ من احتمى بحماه، وأرغد مآب من ازدان بحُلاه .

وعلوم الشريعة على اختلافها تنقسم إلى فرض، ونفل,.والفرض ينقسم إلى : فرض عين، وفرض كفاية, و لكل واحد منهما أقسام وأنواع، بعضها أصول، وبعضها فروع، وبعضها مقدِّمات، وبعضها مُتَمِّمَات، و ليس هذا موضعَ تفصيلها، إذ ليس لنا بغرض إلا أن من أصول فروض الكفايات، علم أحاديث رسول الله r ، وآثار أصحابه y، التي هي ثاني أدلة الأحكام,.ومعرفتها أمر شريف، وشأن جليل، لا يحيط به إلا من هذَّب نفسه بمتابعة أوامر الشرع ونواهيه، وأزال الزيغ عن قلبه ولسانه, وله أصول وأحكام وقواعد، وأوضاع واصطلاحات ذكرها العلماء، وشرحها المحدِّثون و الفقهاء، يحتاج طالبه إلى معرفتها، والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة والإعراب، اللَّذين هما أصلٌ لمعرفة الحديث، لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب.

وتلك الأشياء :كالعلم بالرجال، وأساميهم، وأنسابهم، وأعمارهم، ووقت وفاتهم, والعلم بصفات الرواة، وشرائطهم التي يجوز معها قبول روايتهم, والعلم بمستند الرواة، وكيفية أخذهم الحديث، وتقسيم طرقه و العلم بلفظ الرواة، و إيرادهم ما سمعوه، وإيصاله إلى من يأخذه عنهم، وذكر مراتبه, والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى، ورواية بعضه، و الزيادة فيه، والإضافة إليه ما ليس منه، وانفراد الثقة بزيادة فيه, والعلم بالمسند، والعالي منه، والنازل والعلم بالمرسل، و انقسامه إلى المنقطع، والموقوف، والمعضل، وغير ذلك، واختلاف الناس في قبوله، وردِّه .

والعلم بالجرح والتعديل، وجوازهما ووقوعهما, وبيان طبقات المجروحين والعلم بأقسام الصحيح، و الكاذب، وانقسام الخبر إليهما، وإلى الغريب، والحسن وغيرهما, والعلم بأخبار التواتر، والآحاد، والناسخ، والمنسوخ وغير ذلك مما تواضع عليه أئمة الحديث، وهو بينهم متعارف

فمن أتقنها، أتى دار هذا العلم من بابها، وأحاط بها من جميع جهاتها، وبقدر ما يفوته منها تنزل عن الغاية درجته، وتنحط عن النهاية رتبته، إلا أن معرفة التواتر والآحاد، والناسخ والمنسوخ

وإن تعلقت بعلم الحديث فإن المحدث لا يفتقر إليها, لأن ذلك من وظيفة الفقيه, لأنه يستنبط الأحكام من الأحاديث، فيحتاج إلى معرفة المتواتر، والآحاد، والناسخ والمنسوخ

فأما المحدث فوظيفته أن ينقل، ويروي ما سمعه من الأحاديث كما سمعه، فإن تصدى لما وراءه، فزيادة في الفضل، وكمال في الاختيار, جمعنا الله وإياكم معشر الطالبين على قبول الدلائل، وألهمنا وإياكم الاقتداء بالسلف الصالح من الأئمة الأوائل، وأحلَّنا وإياكم من العلم النافع أعلى المنازل، ووفقنا وإياكم للعمل بالعالي من الحديث، والنازل، إنه سميع الدعاء، حقيق بالإجابة .

الفصل الأول في انتشار علم الحديث ومبدأ جمعه وتأليفه حيث ثبت ما قلناه في المقدمة، من كون علم الحديث من العلوم الشرعية، وأنه من أصول الفروض، وجب الاعتناء به، والاهتمام بضبطه وحفظه، و لذلك يَسَّرَ الله سبحانه وتعالى له أولئك العلماء الأفاضل، والثقات الأماثل، والأعلام المشاهير، الذي حفظوا قوانينه، واحتاطوا فيه ، فتناقلوه كابرًا عن كابر، وأوصلوه كما سمعه أولٌ إلى آخر، وحبَّبه الله إليهم لحكمة حفظ دينه، و حراسة شريعته فما زال هذا العلم من عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه والإسلام غض طري، والدين محكم الأساس قوي أشرف العلوم، وأجلَّها لدى الصحابة t والتابعين بعدهم ، وتابعي التابعين ، خلفًا بعد سلف ، لا يشرف بينهم أحد بعد حفظ كتاب الله عز و جل ، إلا بقدر ما يحفظ منه، ولا يعظم في النفوس إلا بحسب ما يُسْمَعُ من الحديث عنه، فتوفرت الرغبات فيه، و انقطعت الهمم على تعلُّمه، حتى لقد كان أحدهم يرحل المراحل ذوات العدد ويقطع الفيافي والمفاوز الخطيرة، ويجوب البلاد شرقاً وغرباً في طلب حديثٍ واحدٍ ليسمعه من راويه فمنهم من يكون الباعث له على الرِّحلة طلب ذلك الحديث لذاته, ومنهم من يقرن بتلك الرغبة سماعه من ذلك الراوى بعينه، إما لثقته في نفسه، وصدقه في نقله، وإما لعلو إسناده، فانبعثت العزائم إلى تحصيله .

وكان اعتمادهم أولاً على الحفظ والضبط في القلوب والخواطر، غير ملتفتين إلى ما يكتبونه، ولا معولين على ما يسطرونه، محافظة على هذا العلم، كحفظهم كتاب الله عز وجل، فلما انتشر الإسلام، واتسعت البلاد، وتفرقت الصحابة في الأقطار، وكثرت الفتوح، ومات معظم الصحابة، وتفرق أصحابهم وأتباعهم، وقل الضبط، احتاج العلماء إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة، ولعمري إنها الأصل، فإن الخاطر يغفل، و الذهن يغيب، والذكر يهمل، والقلم يحفظ ولا ينسى, فانتهى الأمر إلى زمن جماعة من الأئمة، مثل عبد الملك بن جريج، ومالك بن أنس، وغيرهما ممن كان في عصرهما فدوَّنوا الحديث .

حتى قيل : إن أول كتاب صنف في الإسلام كتاب ابن جريج, وقيل : ( موطأ مالك رحمة الله عليهما, وقيل: إن أول من صنف وبوَّب الربيع بن صبيح بالبصرة .

ثم انتشر جمع الحديث وتدوينه، وسطره في الأجزاء والكتب، وكثر ذلك وعظم نفعه إلى زمن الإمامين، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، رحمهما الله  فدونا كتابيهما، وفعلا ما الله مجازيهما عليه من نصح المسلمين، والاهتمام بأمور الدين، وأثبتا في كتابيهما من الأحاديث ما قطعا بصحته، وثبت عندهما نقله.

وسيجيء فيما بعد من هذه المقدمة شرط كتابيهما، وذكر الصحيح والفاسد مشروحاً مفصلاً إن شاء الله تعالى، وسميا كتابيهما ( الصحيح من الحديث ), وأطلقا هذا الاسم عليهما، وهما أول من سمى كتابه ذلك، ولقد صدقا فيما قالا، و برَّا فيما زعماً، ولذلك رزقهما الله من حسن القبول في شرق الأرض وغربها، وبرها وبحرها، والتصديق لقولهما، و الانقياد لسماع كتابيهما، ما هو ظاهر مستغن عن البيان، وما ذلك إلا لصدق النية، وخلوص الطوية، وصحة ما أودعا كتابيهما من الأحاديث .

ثم ازداد انتشارهذا النوع من التصنيف والجمع والتأليف، وكثر في أيدي المسلمين وبلادهم، وتفرقت أغراض الناس، و تنوعت مقاصدهم، إلى أن انقرض ذلك العصر الذي كانا فيه حميدًا عن جماعة من الأئمة والعلماء قد جمعوا وألفوا : مثل أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني، وأبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائى رحمهم الله جميعاً وغيرهم من العلماء الذين لا يحصون كثرة, وكان ذلك العصر كان خلاصة العصور في تحصيل هذا العلم، وإليه المنتهى.

ثم من بعده نقص ذلك الطلب بعد، وقل ذلك الحرص، وفترت تلك الهمم، وكذلك كلُّ نوع من أنواع العلوم و الصنائع والدول وغيرها فإنه يبتدئ قليلاً قليلاً، ولايزال ينمى ويزيد، و يعظم إلى أن يصل إلى غاية هى منتهاه، ويبلغ إلى أمَد هو أقصاه، ثم يعود ، فكأنَّ غاية هذا العلم انتهت إلى البخاري ومسلم، و من كان في عصرهما من علماء الحديث, ثم نزل وتقاصر إلى زماننا هذا، وسيزداد تقاصرًا والهمم قصورًا، سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً

الفصل الثاني في بيان اختلاف أغراض الناس ومقاصدهم في تصنيف الحديث: ما زلت أتتبع كتب الحديث، وأطلبها رغبة في معرفته، والإحاطة به، لما يلزمني من أمور الإسلام والدين، فوجدت بعون الله فيها كل مطلوب، و أدركت فيها بلطفه كل مرغوب، ورأيت هذا العلم على شرفه وعلو منزلته، و عظم قدره، علماً عزيزاً، مشكل اللفظ والمعنى، و الناس في تصانيفهم التي جمعوها فيه, و ألفوها مختلفو الأغراض، متنوعو المقاصد .

فمنهم من قصرت همته على تدوين الحديث مطلقاً ليحفظ لفظه، ويستنبط منه الحكم، كما فعله عبيد الله بن موسى العبسي، أبو داود الطيالسى وغيرهما من أئمة الحديث أولاً وثانياً أحمد بن حنبل ومن بعده، فإنهم أثبتوا الأحاديث في مسانيد رواتها، فيذكرون مسند أبي بكر الصديق t مثلاً، ويثبتون فيه كل ما رووه عنه، ثم يذكرون بعده الصحابة واحداً بعد واحد على هذا النسق .

ومنهم من يثبت الأحاديث في الأماكن التي هي دليل عليها، فيضعون لكل حديث باباً يختص به، فإن كان في معنى الصلاة، ذكروه في باب الصلاة وإن كان في معنى الزكاة، ذكروه في باب الزكاة ، كما فعله مالك بن أنس في كتاب ( الموطأ ) إلا أنه لقلة ما فيه من الأحاديث قلت أبوابه .

ثم اقتدى به من بعده,فلما انتهى الأمر إلى زمن البخاري ومسلم، وكثرت الأحاديث المودعة في كتابيهما، كثرت أبوابهما وأقسامهما، واقتدى بهما من جاء بعدهما .

وهذا النوع أسهل مطلباً من الأول لوجهين الأول : أن الإنسان قد يعرف المعنى الذي يطلب الحديث لأجله، وإن لم يعرف راويه، ولافي مسند من هو، بل ربما لايحتاج إلى معرفة راويه, فإذا أراد حديثاً يتعلق بالصلاة طلبه من كتاب الصلاة، وإن لم يعرف أن راويه أبو بكر t

والوجه الثاني : أن الحديث إذا ورد في كتاب الصلاة، علم الناظر فيه أن ذلك الحديث هو دليل ذ لك الحكم من أحكام الصلاة، فلا يحتاج أن يتفكر فيه ليستنبط الحكم منه، بخلاف الأول.

ومنهم من استخرج أحاديث تتضمن ألفاظاً لغوية، ومعاني مشكلة، فوضع لها كتاباً قصره على ذكر متن الحديث، و شرح غريبه وإعرابه ومعناه، ولم يتعرض لذكر الأحكام كما فعله أبو عبيد القاسم بن سلام، و أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة وغيرهما, ومنهم من أضاف إلى هذا الاختيار ذكر الأحكام وآراء الفقهاء، مثل أبي سليمان حمد بن محمد الخطابى في ( معالم السنن )، و( أعلام السنن ) وغيره من العلماء .

ومنهم من قصد ذكر الغريب دون متن الحديث، فاستخرج الكلمات الغريبة، ودونها ورتبها وشرحها، كما فعله أبو عبيد أحمد بن محمد الهروى وغيره من العلماء .

ومنهم من قصد إلى استخراج أحاديث تتضمن ترغيباً وترهيباً، وأحاديث تتضمن أحكاماً شرعية غير جامعة، فدونها وأخرج متونها وحدها، كما فعله أبو محمد الحسين بن مسعود في كتاب ( المصابيح ) وغير هؤلاء المذكورين من أئمة الحديث لو رمنا أن نستقصى ذكر كتبهم، واختلاف أغراضهم ومقاصدهم في تصانيفهم، لطال الخطب، ولم ننته إلى حد فاختلاف الأغراض هو الداعى إلى اختلاف التصانيف .

الفصل الثالث في اقتداء المتأخرين بالسابقين وسبب اختصارات كتبهم وتآليفها : لما كان أولئك الأعلام هم الأولين في هذا الفن، والسابقين إليه، لم يأت صنعهم على أكمل الأوضاع وأتم الطرق، فإن غرضهم كان أولاً حفظ الحديث مطلقاً وإثباته، ودفع الكذب عنه، وحذف الموضوعات عليه، والنظر في طرقه و حفظ رجاله، وتزكيتهم، واعتبار أحوالهم، و التفتيش عن دخائل أمورهم، حتى قدحوا فيمن قدحوا، و جرحوا من جرحوا، وعدلوا من عدلوا، وأخذوا عمن أخذوا، وتركوا من تركوا, هذا بعد الاحتياط و الضبط والتدبر، فكان هذا مقصدهم الأكبر، وغرضهم الأوفر، ولم يتسع الزمان لهم والعمر لأكثر من هذا الغرض الأعم، والمهم الأعظم، ولا رأوا في أديانهم أن يشتغلوا بغيره من لوازم هذا الفن التي هي كالتوابع، بل ولا كان يجوز لهم ذلك، فإن الواجب أولاً إثبات الذات، ثم ترتيب الصفات، والأصل ، إنما هو عين الحديث وذاته، ثم بعد ذلك ترتيبه وتحسين وضعه، ففعلوا ما هو الفرض المتعين، واخترمتهم المنايا قبل الفراغ والتخلي لما فعله التابعون لهم، والمقتدون بهم، والمهتدون بهديهم، فتعبوا رحمهم الله لراحة من بعدهم، ونصبوا لدعة من اقتفى آثارهم.

ثم جاء الخلف الصالح ، فأحبوا أن يظهروا تلك الفضيلة، ويشيعوا تلك المنقبة الجليلة، وينشروا تلك العلوم التي أفنوا أعمارهم في جمعها، ويفصلوا تلك الفوائد التى أجملوا تحسين وضعها، إما بإبداع ترتيب، أو بزيادة تهذيب، أو اختصار و تقريب، أو استنباط حكم، وشرح غريب .

فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع من التصرف والاختصار، كما فعله أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني، وأبو مسعود إبراهيم ين محمد بن عبيد الدمشقى، واقتفى أثرهما أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي فإنهم جمعوا بين كتابي البخاري ومسلم، ورتبوا كتبهم على المسانيد، دون الأبواب، كما سبق ذكره .

وتلاهم آخراً أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي [54]، فجمع بين كتب البخاري ومسلم و(الموطأ) لمالك، و(جامع أبي عيسى الترمذي)، و(سنن أبي داود السجستاني)، و(سنن أبي عبد الرحمن النسائى) رحمة الله عليهم, و رتب كتابه على الأبواب دون المسانيد، إلا أن هؤلاء جميعهم لم يودعوا كتبهم إلا متون الحديث عارية من الشرح و التفسير، حسب ما أداهم إليه الغرض، و أحسنوا في الصنع ، وفعلوا ما جنوا ثمرته دنيا وأخرى، وسنوا لمن بعدهم الطريق ومهدوا المحجة في طلب هذا العلم، فأحسن الله إليهم

الفصل الرابع في خلاصة الغرض من جمع هذا الكتاب : لما وقفت على هذه الكتب، ورأيتها في غاية من الوضع الحسن والترتيب الجميل، ورأيت كتاب رزين هو أكبرها و أعمها ، حيث حوى هذه الكتب الستة التى هي أم كتب الحديث، وأشهرُها في أيدي الناس، وبأحاديثها أخذ العلماء، واستدل الفقهاء، وأثبتوا الأحكام، و شادوا مباني الإسلام .

ومصنفوها أشهر علماء الحديث، وأكثرهم حفظا، وأعرفهم بمواضع الخطأ والصواب، وإليهم المنتهى، و عندهم الموقف, وسنعقد فيما بعد باباً يتضمن مناقبهم وفضائلهم، وإلى أين انتهت مراتبهم في هذا الفن .

فحينئذ أحببت أن أشتغلَ بهذا الكتاب الجامع لهذه الصحاح، وأعتني بأمره، ولو بقراءته ونسخه، فلما تتبعته وجدتهعلى ما قد تعب فيه قد أودع أحاديث في أبواب، غير تلك الأبواب أولى بها، وكرر فيه أحاديث كثيرة، وترك أكثر منها .

ثم إنني جمعت بين كتابه وبين الأصول الستة التى ضمنها كتابه، فرأيت فيها أحاديث كثيرة لم يذكرها في كتابه، إما للاختصار، أو لغرض وقع له فأهملها، ورأيت في كتابه أحاديث كثيرة لم أجدها في الأصول التي قرأتها وسمعتها ونقلت منها، وذلك لاختلاف النسخ والطرق، ورأيته قد اعتمد في ترتيب كتابه على أبواب البخاري، فذكر بعضها، وحذف بعضها .

فناجتنى نفسي أن أُهذِّب كتابه، وأرتب أبوابه، و أوطيء مقصده، وأسهل مطلبه، وأضيف إليه ما أسقطه من الأصول، وأتبعه شرح ما في الأحاديث من الغريب والإعراب والمعن ، وغير ذلك مما يزيده إيضاحاً وبياناً، فاستصغرت نفسى عن ذلك، و استعجزتها، ولم يزل الباعث يقوى والهمة تنازع، والرغبة تتوفر، وأنا أعللها بما في ذلك من التعرض للملام، للانتصاب للقدح، والأمن من ذلك جميعه مع الترك، ويأبي الله إلا أن يتم نوره، فتحققت بلطف الله العزيمة، وصدقت بعونه النية، وخلصت بتوفيقه الطوية, فشرعت في الجمع بين هذه الكتب الستة التى أودعها رزين رحمه الله كتابه ، و صَدَفْتُ عما فعله ورتبه، فاعتمدت على الأصول دون كتابه، واخترت له وضعاً يزيد ، بيانه حسبما أدى إليه اجتهادي وانتهى إليه عرفاني.

هذا بعد أن أخذت فيه رأي أولى المعارف والنُّهى، وأرباب الفضل والذكاء، وذوى البصائر الثاقبة، والآراء الصائبة، و استشرت فيه من لا أتهمه ديناً وأمانة وصدقاً نصيحة، وعرضت عليه الوضع الذي عرض لي، و استضأت به في هذا الصنع الذي سنح لي، فكل أشار بما قوى العزم، وحقق إخراج ما في القوة إلى الفعل.

فاستخرت الله تعالى، وسألته أن يجعله خالصاً لوجهه، ويتقبله ويعين على إنجازه بصدق النية فيه، ويسهله، وهو المجازي على مودعات السرائر، وخفيات الضمائر .

هذا مع كثره العوائق الدنيوية، وازدحام العوارض الضرورية، وتكاثر الفوادح النفسانية، وضيق ا لوقت عن فراغ البال لمثل هذا المهم العزيز، والغرض الشريف الذي إذا أعطاه الإنسان كله واتاه منه أيسره، و إذا قصر عليه عمره أمكنه منه أقصره، ولولا أن الباعث عليه ديني، والغرض منه أخروي، لكانت القدرة على الإلمام به واهية، والهمة عن التعرض إليه قاصرة، والعزيمة عن الشروع فيه فاترة، وإنما كان المحرك قويا، والجاذب شريفاً علياً, وأنا أسأل كل من وقف عليه ، و رأى فيه خللا، أو لمح فيه زللا أن يصلحه، حائزاً به جزيل الأجر, وجميل الشكر، فإن المهذب قليل، والكامل عزيز، بل عديم، وأنا معترف بالقصور والتقصير، مقر بالتخلف عن هذا المقام الكبير .

على أن هذا الكتاب في نفسه بحر زاخرة أمواجه، وبر وعرة فجاجه، لايكاد الخاطر يجمع أشتاته، ولا يقوم الذكر بحفظ أفراده، فإنها كثيرة العدد، متشعبة الطرق مختلفة الروايات، وقد بذلت في جمعها وترتيبها الوسع، واستعنت بتوفيق الله تعالى ومعونته في تأليفه وتهذيبه، وتسهيله وتقريبه,  وسميته :

( جامع الأصول في أحاديث الرسول r )

الباب الثاني في كيفية وضع الكتاب وفيه ستة فصول

الفصل الأول في ذكر الأسانيد والمتون : لما وفق الله سبحانه وتعالى للشروع في هذا الكتاب ، وسهل طريقه ، فكنت فيه طالباً أقرب المسالك وأهداها إلى الصواب ، أول ما بدأت به أنني حذفت الأسانيد ، كما فعله الجماعة المقدم ذكرهم رحمة الله عليهم, و لنا في الاقتداء بهم أسوة حسنة، لأن الغرض من ذكر الأسانيد كان أولاً لإثبات الحديث و تصحيحه، وهذه كانت وظيفة الأولين رحمة الله عليهم، وقد كفونا تلك المؤنة، فلا حاجة بنا إلى ذكر ما قد فرغوا منه، وأغنونا عنه، فلم أثبت إلا اسم الصحابي الذي روى الحديث عن النبي r إن كان خبراً، أو اسم من يرويه عن الصحابي إن كان أثراً، اللهم إلا أن يعرض في الحديث ذكر اسم أحد رواته فيما تمس الحاجة إليه، فأذكره لتوقف فهم المعنى المذكور في الحديث عليه .

وقد أفردت باباً في آخر الكتاب يتضمن أسماء الجماعة المذكورين في جميع الكتاب، إن كان صحابياً، أو تابعياً، أو غيره، ورتبته على حروف ( أ ب ت ث ).

وكتبت الأسماء في أول الحديث على الهامش، وذكرت بإزائه ما أمكن معرفته من نسبه وعمره، وإسلامه وحاله، حسبما انتهت إليه القدرة، ومن لم أجد له ذكراً ذكرت اسمه، وتركته مفتوحاً لأحققه، وقصدت في ذلك إزالة الخلل و التصحيف في الأسماء والاشتباه .

وأما متون الحديث، فإنني لم أثبت منه إلا ما كان حديثًا عن رسول الله r، أو أثراً عن صحابي، وما كان من أقوال التابعين ومن بعدهم من مذاهب الفقهاء والأئمة، فلم أذكره إلا نادراً ، اقتداء بالحميدي رحمه الله وغيره ممن جمع بين الكتب ما عدا رزيناً ، فإنه ذكر في كتابه فقه مالك رحمه الله الذي في ( الموطأ )، و تراجم أبواب كتاب البخاري، وغير ذلك مما لا حاجة إليه .

واعتمدت في النقل من كتابي البخارى ومسلم على ما جمعه الإمام أبو عبد الله الحميدي في كتابه، فأنه أحسن في ذكر طرقه، واستقصى في إيراد رواياته، وإليه المنتهى في جمع هذين الكتابين .

وأما باقى الكتب الأربعة ، فإني نقلتها من الأصول التي قرأتها وسمعتها، وجمعت بينها وبين نسخ أخرى منها

وعولت في المحافظة على ألفاظ البخاري ومسلم أكثر من غيرهما من باقي الأئمة الأربعة، اللهم إلا أن يكون في غيرهما زيادة أو بيان أو بسط، فإنني أذكرها، وإن كان الحميدي قد أغفل شيئاً وعثرت عليه ، أثبته من الأصول، وتتبعت الزيادات من جميع الأمهات، وأضفتها إلى مواضعها .

وأما الأحاديث التي وجدتها في كتاب رزين ، ولم أجدها في الأصول ، فإنني كتبتها نقلاً من كتابه على حالها في مواضعها المختصة بها، وتركتها بغير علامة، وأخليت لذكر اسم من أخرجها موضعا، لعلى أتتبع نسخًا أخرى لهذه الأصول وأعثر عليها فأثبت اسم من أخرجها

وقد أشرت في أوائل الكتاب إلى ذكر أحاديث، من ذلك أن رزينًا أخرجها ولم أجدها في الأصول, و أخليت ذكر الباقي ليعلم أنه من ذلك القبيل.

الفصل الثاني في بيان وضع الأبواب والفصول : قد سبق في الباب الأول أن من العلماء من رتب كتابه على المسانيد، و منهم من رتبه على الأبواب، ورجحنا اختيار الأبواب على المسانيد بما قدمنا ذكره، فلذلك اخترنا لكتابنا الأبواب على المسانيد، ولأن هذه الكتب الستة الأصول، جميعها مرتبة على الأبواب، فكان الاقتداء بهم أولى .

وحيث اعتبرت أبواب كتبهم وجدتها مختلفة في الوضع، فإن البخاري قد ذكر أحاديث في أبواب من كتابه ذكرها غيره في غير تلك الأبواب, وكذلك كل منهم، فصدفت عن ذلك

ثم إنني عمدت إلى الأحاديث جميعها في هذه الكتب الستة، فاعتبرتها وتتبعتها، واستخرجت معانيها، فبنيت الأبواب على المعاني التي دلت عليها الأحاديث، فكل حديث انفرد بمعنى أثبته في باب يخصه .

فإن اشتمل على أكثر من معنى واحد، فلا يخلو : أن يكون اشتماله على ذلك اشتمالاً واحداً، أو أحد المعاني فيه أغلب من الآخر، فإن كان اشتماله عليه اشتمالا واحدا، أوردته في آخر الكتاب في كتاب سميته كتاب ( اللواحق ), وقسمته إلى أبواب عدة، يتضمن كل باب منها أحاديث تشتمل على معاني متعددة من جنس واحد, على أن هذا كتاب اللواحق جميعه ما يعظم قدره ولا يطول، فإنه لا يتجاوز ثلاثة كراريس

وأما ما كان مشتملاً على أكثر من معنى واحد، إلا أنه بأحدها أخص، و هو فيه أغلب، فإنني أثبته في الباب الذي هو أخص به وأغلب عليه، وقصدت فيه غالباً أن يكون في باب المعني الذي هو أول الحديث .

ثم إنني عمدت إلى كل كتاب من الكتب المسماة في جميع الكتب وفصلته إلى أبواب، وفصول، وأنواع، وفروع، وأقسام بحسب ما اقتضته القسمة التي تراها في الكتاب .

وكان الموجب لهذا التقسيم اختلاف معاني الأحاديث التي تختص بكل كتاب، فإن منها ما يتعلق بوجوبه، ومنها ما يتعلق بأركانه وحقيقته، و منها ما يتعلق بسننه ونوافله، ومنها ما يتعلق بشروطه ولوازمه، ومنها ما يتعلق بالحث عليه و الترغيب فيه، ومنها ما يتعلق بفضله وشرفه, وأشياء كثيرة تراها في غضون الكتاب، كل واحد منها لمعنى .

ثم إنني عمدت إلى كل فصل وكل فرع وكل باب ، فنضدت الأحاديث فيه، كل حديث يتلو ما يشبهه، أو يماثله أو يقاربه بحيث إنك إذا تجاوزت ذلك المعنى من ذلك الفصل لا تكاد تعود تراه في باقي الفصول إلا نادراً، لضرورة اقتضته، أو سهو

وإذا جاء من الأحاديث شيء يتعلق بذلك الكتب وليس معه حديث آخر من نوعه، كتبه في فصل أو فرع من تقسيم ذلك الكتاب حيث، وليس معه حديث من جنسه ونوعه مثله أو أمثاله, ثم إنني عمدت إلي ما جاء من الأحاديث في فضائل جميع الكتاب المودعة في كتابنا، وما جاء في فضائل الأنبياء والصحابة وغيرهم، فجعلته كتاباً واحداً سميته كتاب ( الفضائل والمناقب ), وأودعته كل حديث يتضمن فضل شيء من الأعمال والأقوال والأحوال والرجال ، ولم أضف فضل كل شيء إلى بابه، فإنه يجيء متفرقاَ ، فرأيت أن جمعه أولى، وستراه إن شاء الله تعالى مفصلاً مبوباً .

الفصل الثالث في بيان التقفية وإثبات الكتب في الحروف : لما نضدت الأحاديث في الأبواب والفصول والفروع كما سبق بيانه رأيتها كثيرة العدد، والكتاب في نفسه كبير المقدار، يحتاج الناظر فيه والطالب لحديث من أحاديثه أن يتطلب كتبه التي هي تراجمه ، حتى يجد الحديث المطلوب فيها، وكان عليه في ذلك كلفة ومشقة متعبة، فخرجت أسماء الكتب المودعة في الكتاب

وجعلتها مرتبة على حروف ( أ ب ت ث ) طلباً لتسهيل كلفة الطلب، وتقريباً على المريد بلوغ الأرب, ولم أضبط في وضعها الحرف الأصلي من الكلمة فحسب، إنما لزمت الحرف الذي هو أول الكلمة، سواء كان أصلياً أو زائدا، ولم أحذف من الكلمة إلا الألف واللام التي للتعريف حسب .

فأودعت كتاب الإيمان والإسلام  ، وكتاب الإيلاء، وكتاب الآنية في حرف الهمزة, وهذا حرف أصلي, و وضعت فيه أيضاَ كتاب الاعتصام، وكتاب إحياء الموات, وهذا حرف زائد، فإن الاعتصام حقه أن يكون في حرف العين, وإحياء الموت في حرف الحاء.

وكذلك جميع الكتب على الوضع، ولم أقصد به إلا طلب الأسهل، فإن كتب الحديث يشتغل بها الخاص والعام، والعالم بتصرف اللفظ والجاهل.

ولو كلفت العامي أن يعرف الحرف الأصلي من الزائد لتعذر عليه، لكنه يسهل عنده معرفة الحرف الذي هو في أول الكملة من غير نظر إلي أنه أصلي أو زائد.

ثم وجدت في الأبواب أبواباً عدة، هي من جملة الكتب التي انقسم الكتاب إليها، وإذا ذكرتها في الحرف الذي يختص بها أكون قد أفردت أحد أحكام ذلك الكتاب عنه، وفرقته ووضعته في غير موضعه الأولى به .

مثال ذلك أن كتاب الجهاد هو في جرف الجيم، وفي جملة أحكام الجهاد أبواب عدة لا يجوز أن تنفرد عنه، مثل الغنائم، والفيء، والغلول، والنفل، والخمس، والشهادة، وكل وادح من هذه يختص بحرف غير حرف الجيم، فإن ذكرته في حرفه، تقسم كتاب الجهاد وعدلت عن واجب الوضع، فذكرت هذه الأبواب في جملة كتاب الجهاد في حرف الجيم .

ثم عمدت إلى آخر كل حرف من تلك الحروف التي تختص بهذه الأبواب ، فذكرت فيه فصلاً ليستدل به على مواضع هذه الأبواب من الكتاب، فذكرت في آخر حرف الغين أن الغنائم والغلول في كتاب الجهاد من حرف الجيم, وفي آخر حرف الفاء أن الفيء في كتاب الجهاد من حرف الجيم, وكذلك تتبعت جميع الحروف، و فعلت بها هذا الفعل .

فإذ أردت حديثاً من هذا النوع، فاطلبه في حرفه، فإن وجدته، وإلا فترى في آخر الحرف ما يدلك على موضعه، على أنه متى صار لك أدنى دربة بالكتاب، وعرفت الغرض من وضعه، استغنيت عن ذلك جميعه .

الفصل الرابع في بيان أسماء الرواة والعلائم : لما وضعت الكتب والأبواب في الحروف، رأيت أن أثبت أسماء رواة كل حديث أو أثر على هامش الكتاب حذاء أول الحديث، وذلك لفائدتين.

إحداهما: أن يكون الاسم مفرداً يدركه الناظر في أول نظره، ويعرف به أول الحديث, والثانية : لأجل إثبات العلائم التي رقمتها بالهمزة على الاسم .

وذلك أنني قد رقمت علي اسم كل راوٍ علامة من أخرج ذلك الحديث من أصحاب الكتب الستة, فجعلت للبخاري

( خاء ) لأن نسبه إلى بلده أشهر من اسمه وكنيته، ولأن ( الخاء ) أشهر حروفه، و ليس في باق حروف الأسماء ( خاء )

وجعلت للمسلم ( ميماً ) ، لأن اسمه أشهر من نسبه وكنيته, والميم أول حروف اسمه.

وجعلت لمالك ( طاء ) ، لأن اشتهار كتاب ( بالموطأ ) أكثر، و ، لأن ( الميم ) التى هي أول حروف اسمه قد أعطيناها مسلماً، وباقي حروفه مشتبهة بغيرها من حروف باقي الأسماء، و( الطاء ) أشهر حروف اسم كتابه، و لا تشتبه بغيرها.

وجعلت للترمذي ( تاءً ) ، لأن اشتهار الترمذي أكثر مه اسمه وكنيته، وأول حروف نسبه التاء

وجعلت لأبي داود ( دالاً ) لأن كنيته أشهر من نسبه واسمه, والدال أشهر حروف كنيته، وأبعدها من الاشتباه بباقي العلائم.

وجعلت للنسائي ( سيناً ) ، لأن نسبه أشهر من كنيته واسمه، والسين أشهر حروف نسبه، وأبعدها من الاشتباه .

فإن كان الحديث قد أخرجه جماعتهم، أثبت قبل اسم الراوي العلائم الست، وإن كان قد أخرجه بعضهم، أثبت عليه علامة من أخرجه.

والأحاديث التى وجدتها في كتاب رزين رحمه الله ولم أجد في الأصول التي قرأتها وسمعتها ونقلت منها، أثتبها ولم أثبت عليها علامة، ولم أذكر من أخرجها، لعلى أجدها، أو يجدها غيري فيثبتها، ويعلم علامة من أخرجها .

وجعلت ابتداء العلائم على الاسم بعلامة البخاري، وبعده بعلامة مسلم، وبعده بعلامة ( المو طأ ), وكان الأولي تقديم اسم ( الموطأ ) لأن مالكاً رحمه الله أكبر الجماعة وأقدمهم, وأجلهم قدراً، وأحقهم بالتقديم، ولكن لاشتهار كتابي البخاري ومسلم بالصحة، وانفرادهما بالشرط الذي لم ينفرد به واحد من باقي الكتب، و لأنهما أعظم قدراً، وأكبر حجماً، قدمتهما في التعليم عليه .

ثم أتبعت علامة ( الموطأ ) بعلامة الترمذي، وبعده بعلامة أبي داود، وبعده بعلامة النسائي, وإن تقدم أحد هؤلاء الثلاثة المتأخرين على الآخر ، فلا بأس.

ثم لما كان مع تطاول الأزمان واختلاف النساخ وتهاونهم بالذي يكتبونه، وقد تسقط بعض العلائم من موضعه، فيبقى الحديث مجهولاً، لا يعلم من أخرجه، ذكرت في آخر كل حديث من أخرجه من الأئمة في متن الكتاب، ليزول هذا الخلل المتوقع.

وإن سقط بعض العلامات، أو كلها، أمكن الناسخ أن يستجد العلامات من متن الكتاب, على أن معظم الأحاديث المشتركة بين الأصول، قد أدت الضرورة إلى ذكر من أخرجها، لاختلاف ألفاظهم في الحديث الواحد، وإنما الأحاديث المفرد ة في كل أصل من الكتب، هي التي احتجنا إلى أن نذكر اسم من أخرجها في متن الكتاب لهذا الباعث المذكور.

الفصل الخامس في بيان الغريب والشرح : لما أردنا أن نذكر شرح لفظ الحديث ومعناه، كان الأولى بنا أن نذكره عقيب كل حديث، فإنه أٍقرب تناولاً، وأسهل مأخذاً، لكنا رأينا أن ذلك يتكرر تكرراً زائداً، لاشتراك الأحاديث في المعنى الواحد، مع تقارب الألفاظ، بل اتحادها، فإن ذكرنا شرح الحديث الواحد، إذا جاء مثله أحلنا عليه، احتاج الطالب إلى كلفة عظيمة حتى يجد الغرض، وكان الكتاب يطول بكثرة الإحالات .

وإن أوردناه آخر كل فصل أو باب، جاء من التكرار ما يقارب الأول، وإن نحن أفردنا للشرح كتاباً مستقلاً بنفسه كما فعله الحميدي رحمه الله في غريب كتابه صار ذلك الكتاب مفرداً وحده، لا علاقة بين الأصل وبينه، فمن شاء نسخه، و من شاء تركه، فكانت الفائدة تذهب، ويزول الغرض، و يبقى الكتاب خالياً من الشرح والتفسير الذي قصدنا إليه ، فأدى النظر إلى أن ذكرناه في آخر كل حرف من حروف ( أ ب ت ث ) على ترتيب الكتب التي في كل حرف، وسياق الأحاديث التي في كل كتاب .

وذكرت الكلمات التي في متون الأحاديث المحتاجة إلي الشرح بصورتها على هامش الكتاب، وشرحها حذاءها، ليكون أسهل مطلباً للناظرين فيه، ولم أقتصر على ذكر الغريبة التى يحتاج الخواص إلى شرحها بل ذكرت ما يفتقر العوام إلى معرفته زيادة في البيان .

فإن تكرر في ذلك الكتاب كلمات تحتاج إلى شرح غريبا، لم أكرر ذكرها، واعتمدت على ما سبق ذكره في ذلك الكتاب، اللهم ألا أن يطول الكلام بينهما، فربما أعدته.

فإذا طلبت شرح كلمة في موضعها ولم تجدها، فاعلم أنها قد سبقت قبل ذلك، فاطلبها من هناك تجدها .

وكل كلمة لم أعرف شرحها، أو كنت منها على ارتياب، أثبتها وأخليت حذاءها لأثبت فيه شرحها, وعولت في الشرح على كتب أئمة اللغة, وكتب غريب الحديث، وكتب الفقه وغيرها .

فمن كتب اللغة كتاب ( التهذيب ) لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري, وكتاب (كاللغة الفقة ) له، وكتاب ( صحاح اللغة ) لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهرى، وكتاب ( المجمل ) لأبي الحسين ، أحمد بن فارس.

ومن كتب الغريب كتاب ( غريب الحديث )، لأبي عبيد القاسم ابن سلام، وكتاب ( غريب الحديث ) لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، وكتاب ( مختلف الحديث ) له، وكتاب «( غريب الحديث ) لأبي سليمان حمد بن محمد الخطابي، وكتاب ( معالم السنن ) له، وكتاب( شأن الدعاء ) له، وكتاب ( الجمع بين الغريبين ) لأبي عبيد الهروى، و كتاب ( الفائق ) لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري، وكتاب ( غريب الحديث ) لأبي عبد الله الحميدي,.وتتبعت كتب الفقه والتفسير، وأخذت منها شرح أحاديث تتعلق بالأحكام والمعانى .

وكل ما وجدته في هذه الكتب من معني مستحسن، و أو نكتة غريبة أو شرح شاف أثبته بعد الاحتياط فيما نقلته وما لم أجده فيها وإنه قليل ذكرت فيه ما سنح لي بعد سؤال أهل المعرفة به والدراية .

وأنا أرجو أن يصادف ذلك صحة وصواباً من الفعل، وصدقاً وسداداً من القول, ولست أدعي في جميع ما نقلته وأثبته من هذا الشرح العصمة من الغلط والبراءة من السهو .

وأنا أرغب إلى كل من وقف عليه، وأدرك منه خطأ أو زللاً، أن يصلحه ويقلدني فيه منه جسيمة، ويتخذ عندي به يداً كريمة أكل جزاءه عليها إلى فضل الله تعالى وسعة كرمه.

الفصل السادس فيما يستدل به على أحاديث مجهولة الوضع , لما أستقر وضع الأحاديث في الأبواب والكتب و الحروف، وتتبعتها فوجدت فيها أحاديث يبوبها مكانها، وإن كان أولى بها من غيره من سائر الأمكنة، وكان طالب تلك الأحاديث أو بعضها ربما شذ عن خاطره موضعها، و التبس عليه مكانها، لنوع من اشتباه معانيها، واختلاف توارد الخواطر على اختيار المكان الأولى بها، وكان في ذلك كلفة على الطالب ومشقة، فاستقرأت تلك الأحاديث جميعها، التي هي متزلزلة في كأنها، أو مشتبهة على طالبها، وخرجت منها كلمات ومعاني تعرف بها الأحاديث، وأفردت لها في آخر الكتاب باباً أثبت فيه تلك المعاني، مرتبة على حروف (أ ب ت ث ) مسطور في هامش الكتاب، و بإزائها ذكر موضعها من أبواب الكتاب .

فإذا طلبت حديثاً فيه نوع اشتباه، وغاب عنك موضعه، إما لسهو عارض، أو جهل بالمكان، فلا يخلو أن تعرف منه بعض ألفاظه المشهورة فيه، أو معانية المودعة في مطاوية، فاعمد إلى ذلك الباب المشار إليه، واطلب تلك الكلمة، أو ذلك المعنى في حروف ذلك الباب، فإذا وجدتها قرأت ما بإزائها فهو يدلك على موضع ذلك الحديث من أبواب الكتاب، إن شاء الله تعالى .

الباب الثالث في بيان أصول الحديث وأحكامها , أما [ ما ] بتعلق بها [ م ]ما نثبته في هذا الباب من أصول الحديث و أحكامها، وشرح أقوال الفقهاء وأئمة الحديث، وذكر مذاهبهم، واصطلاحاتهم، فإنه منقول من فوائد العلماء وكتبهم و تصانيفهم التي استفدناها وعرفناها، مثل :

كتاب ( التلخيص ) لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وكتاب ( المستصفى ) لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، وكتاب ( التقويم ) لأبي زيد الدبوسي, وكتاب ( أصول الحديث ) للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، وكتاب ( المدخل إلى الإكليل ) له، وشيء من رسائل الخطيب أبي بكر بن ثابت البغدادي وكتاب ( العلل ) للإمام أبي عيسى الترمذي، وغير ذلك من كتب العلماء وتصانيفهم رحمه الله عليهم, فجمعت بين أقوالهم ، واختصرت من كل واحد منها طرفاً يليق بهذه المقدمة، أودعته ما يحتاج إليه طالب علم الحديث، ولا يسعه جهله، إلا من قنع بمجرد الرواية، ملغياً فضيلة الدراية .

وليس [ لي ] [55]فيه إلا الترتيب والاختصار، والتلفيق، والاختيار، اللهم إلا كلمات نفع في أثناء الفصول والفروع، تتضمن إثبات مهمل، أو إيضاح مشكل، أو تحقيق مغفل، أو تفصيل مجمل، أو تقييد مرسل, وجعلت هذا الباب مشتملا على أربعة فصول : الفصل الأول في طرق نقل الحديث وروايته وفيه سبعة فروع, الفصل الثاني من الباب الثالث في الجرح والتعديل, الفصل الثالث في النسخ وفيه ثلاثة فروع, الفصل الرابع في بيان أقسام الصحيح من الحديث والكذب وفيه أربعة فروع, الباب الرابع في ذكر الأئمة الستة رضي الله عنهم وأسمائهم وأنسابهم وأعمارهم ومناقبهم وآثارهم

هذا آخر الركن الأول, ويتلوه الركن الثاني في المقاصد, وهو مقسوم بعدد حروف المعجم ثمانية وعشرين حرفا, وكتاب يتلو الحروف, وهو كتاب اللواحق الذي أشرنا إليه في الركن الأول, وسيأتي عدد ما في حرف ممن الكتب عند ذكره إن شاء الله تعالى, الركن الثاني في مقاصد الكتاب :

حرف الهمزة وفيه عشرة كتب: 1- كتاب الإيمان والإسلام 2- كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة 3- كتاب الأمانة 4- كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 5- كتاب الاعتكاف 6- كتاب إحياء الموات 7- كتاب الإيلاء 8- كتاب الأسماء والكنى 9- كتاب الآنية 10 كتاب الأمل والأجل

حرف الباء وفيه أربعة كتب : 1- كتاب البر 2- كتاب البيع 3- كتاب البخل وذم المال 4- كتاب البنيان والعمارات

حرف التاء وفيه سبعة كتب : 1- كتاب التفسير 2- كتاب تلاوة القرآن 3- كتاب ترتيب القرآن، 4- كتاب التوبة 5- كتاب التعبير 6- كتاب التفليس 7- كتاب تمني الموت

حرف الجيم ويشتمل على كتابين 1- كتاب الجهاد 2- وكتاب الجدل والمراء

حرف الحاء ويشتمل على ستة كتب : 1-كتاب الحج والعمرة 2- كتاب الحدود 3- كتاب الحضانة 4-كتاب الحدود 5- كتاب الحسد 6- كتب الحرص

حرف الخاء وفيه خمسة كتب : 1- كتاب الخلق 2- كتاب الخوف 3- كتاب خلق العالم 4- كتاب الخلافة والإمارة 6- كتاب الخلع

حرف الدال وفيه ثلاثة كتب : 1- كتاب الدعاء 2- كتاب الديات 3- كتاب الدين

حرف الذال ويشتمل على ثلاثة كتب: 1- كتاب الذكر 2- كتاب الذبائح 3- كتاب ذم الدنيا

حرف السين وفيه ثلاثة كتب: 1- كتاب الشراب 2- كتاب الشركة 3- كتاب الشعر

حرف السين يشتمل على خمسة كتب: 1- كتاب السخاء 2- كتاب السفر 3- كتاب السبق 4- كتاب السؤال 6- كتاب السحر

حرف لصاد ويشتمل على عشرة كتب : 1- كتاب الصلاة 2- كتاب الصوم 3- كتاب الصبر 4- كتاب الصدق 5- كتاب الصدقة 6- كتاب صلة الرحم 7- كتاب الصحبة 8- كتاب الصداق 9- كتاب الصيد 10- كتاب الصفات

حرف الضاد وفيه كتابان 1- كتاب الضيافة 2- كتاب الضمان

حرف الطاء ويشتمل على خمسة كتب 1- كتاب الطهارة 2- كتاب الطعام 3- كتاب الطب والرقى 4- كتاب الطلاق 5- كتاب الطيرة والعدوى

كتاب العين ويشتمل على ستة كتب 1- كتاب العلم 2- كتاب العفو والمغفرة 3- كتاب العتق والتدبير ومصاحبة الرقيق 4- كتاب العدة والاستبراء 5- كتاب العارية 6- كتاب العمرى والرقبى

حرف الغين ويشتمل على سبعة كتب 1-كتاب الغزوات 2- كتاب الغيرة 3- كتاب الغضب والغيظ 4- كتاب الغصب 5- كتاب الغيبة 6- كتاب الغدر

حرف الفاء ويشتمل على ثلاثة كتب 1- كتاب الفضائل 2- كتاب الفرائض 3- كتاب الفتن

حرف القاف ويشتمل على تسعة كتب :1- كتاب القدر 2- كتاب القناعة 3- كتاب القضاء 4- كتاب القتل 5- كتاب القصاص 6- كتاب القسامة 7- كتاب القراض 8- كتاب القصص 9 كتاب القيامة

حرف الكاف ويشتمل على أربعة كتب : 1- كتاب الكسب 2- كتب الكذب 3- كتاب الكبر والعجب 4- كتاب الكبائر

حرف اللام ويشتمل على ستة كتب: 1- كتاب اللباس 2- كتب اللقطة 3- كتاب اللعان 4- كتاب اللقيط 5- كتاب اللهو واللعب 6- كتاب اللعن والسب

حرف الميم ويشتمل على ستة كتب : 1- كتاب المواعظ والرقائق 2- كتاب المزارعة 3- كتاب المدح 4- كتاب المزح 5- كتاب الموت 6- كتاب المساجد

حرف النون ويشتمل على ثمانية كتب: 1- كتاب النبوة 2- كتاب النكاح 3- كتاب النذر 4- كتاب النية 5- كتب النصح 6- كتاب النوم 7- كتاب النفاق 8- كتاب النجوم

حرف الهاء ويشتمل على ثلاثة كتب : 1- كتاب الهجرة 2- كتاب الهدية 3- كتاب الهبة

حرف الواو ويشتمل على ثلاثة كتب : 1- كتاب الوصية 2- كتاب الوعد 3- كتاب الوكالة

حرف الياء وفيه كتاب واحد وهو كتاب اليمين

كتاب اللواحق :هذا كتاب يتضمن أحاديث في معان متفرقة مشتركة ومنفردة, لم يمكن إدخالها في التقفية إلا بتعسف, فرأينا أن نفردها من الحروف, ونجعل لها كتابا واحدا مفردا, ينقسم الى فصول وأنواع, أوردنا الأحاديث فيها وهي أربعة فصول

الركن الثالث من الكتاب في الخوات,م وفيه ثلاثة فنون : الفن الأول في التنبيه على الأحاديث المجهولة المكان بذكر كلمات مستخرجة منها تدل على موضعها, وهو مرتب على حروف المعجم, الفن الثاني في الأسماء والكنى والأبناء والألقاب, وفيه خمسة أبواب, الفن الثالث في فهرست جميع الكتاب, فذلك جميعه : الأركان ثلاثة أركان, الكتب مائة وتسع وعشرون كتابا, الأبواب مائة وواحد وثلاثون بابا, الفصول خمسمائة وثلاثة عشر فصلا, الفروع مائتان وواحد وتسعون فرعا, الفنون ثلاثة فنون, الأقسام ستة أقسام, ومقدمة وخاتمة [56]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تيسير الوصول إلى جامع الأصول

للعلامة عبد الرحمن بن علي ابن الديبع

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي يسر الوصول الى جامع الأصول من حديث الرسول, وسهل في نحو ثلث حجمه اختصاره مع حسن الايراد ولطف العبارة, و التلخيص لما يكثر شرحه ويطول, أحمده وأستغفره وأستعين به وأستنصره وأتوب إليه وأساله القبول, فله الحمد سبحانه على ما مَنَّ به وأنعم, من خدمة حديث حبيه المكرم, وبلغ بمتابعته السول, وله الشكر على أن جعلني من أمته, الملبين لدعوته, المقتفين لما يقول, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة أعدها لجواب المسألة و لكل هول مهول, و أشهد أن محمدا عبده النبي الكريم, ورسوله الرؤوف الرحيم, وحبيه الشفيع المقبول, المبين للناس ما نزل إليهم, والموصل لهم بشفقته عليهم, الى خير مأمول, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه, ومن هاجر إليه, ما نقل مروي, أوروي منقول, صلاة دائمة الاستمرار, مشرقة الانوار, لا انقطاع لها ولا أفول

أما بعد : فاني وقفت على كثير مما دونه الائمة من كتب الحديث, في القديم والحديث, فلم أر فيها أكثر جمعا, ولا أحسن وضعا, من كتب ( جامع الاصول من حديث الرسول ), صلى الله عليه وسلم, وشرف وكرم, الذي ألفه الإمام العلامة الكبير مجد الدين أبوالسعادات ابن الأثير, فجمع فيه أحاديث الأصول الستة المشهورة, صحيحي البخاري, و مسلم, وموطا مالك, وسنن أبي داود السجستاني, وجامع أبي عيسى الترمذي, وسنن أبي عبدالرحمن النسائي رحمهم الله, جمعا رصينا لطلابها, على مااشتملت عليه من علومها وفوائدها, معينا شكر الله تعالى مسعاه, وأحسن عاقبته ورجعاه

فلقد أجاد فيه كل الاجادة, مع كثرة الجدوى وحسن الإفادة

وقد جرده في نحو ربع حجمه قاضي القضاة شرف الدين هبة الله بن البارزي[57], قاضي حماة, رحمه الله تعالى في كتاب سماه : ( تجريد الاصول من حديث الرسول ), فتداولته الطلبة لحسن اختصاره, واعتماده على تجريد أخباره وآثاره

قال قاضي القضاة في خطبة كتابه ما ملخص لفظه ومعناه: إن أبا الحسن رزين بن معاوية العبدري جمع الأصول الستة المذكورة, فكان كتابه أجمع الكتب في هذا الفن نفعا, وأنفعها جمعا, حيث حوى الاصول الستة المذكورة, التي هي أمهات الحديث وأصولها, وبأحاديثها استدل العلماء وعمدتهم منقولها, ثم إن الشيخ الإمام العالم مجد الدين أبا السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري ثم الموصلي يعني ابن الاثير رحمه الله نظر في كتاب رزين الحاوي لهذه الأصول, فاختار لها وضعا أجاد والله ترتيبه وتهذيبه, وأحسن تفصيله وتبويبه, فأبرزه في تأليف سماه : ( جامع الاصول من حديث الرسول ) فهو إذا نخبة المنخوب, وإنسان عين المطلوب

فأفرغت الوسع في تحصيله وروايته, وعزمت على الاشتغال به ولو بمطالعته, وحين يسر الله وله الحمد روايته تدبرته, فوجدته بحرا زاخرة أمواجه, وبرا وعرة فجاجه, ورأيت ذلك لعدم همم بني الزمان, كالداعي الى الإعراض عن هذا المهم العظيم الشأن, فاستخرت الله تعالى في تجريده أخباره وآثاره, واستعنته على تلخيصه واختصاره, فألقيت عنه ما زاد على الأصول من شرح الغريب والإعراب, وألغيت منه ما ارتكبه من التكرير والاسهاب, فليشتهر (بتجريد الأصول في أحاديث الرسول ), ولما كثرت فيه الكتب والأبواب رتبها على حروف المعجم, لئلا يحتاج طالب الحكم إلى تصفح أكثر الكتاب والأبواب, وضبط ذلك بالحرف الاول من الجكم بعد حذف آلة التعريف, إلا أن يكون من أحكام كتاب حرف آخر فإنه يذكر فيه, مثاله ذكر الغنيمة في كتاب الجهاد من حرف الجيم لئلا تتفرق أحكام الجهاد وهكذا

وأفرد ما اشتمل على معان لم يغلب أحدها كتاب سماه كتاب اللواحق, ولما جاء في تفضيل شيء من قول أو فعل أو رجل أو مكان كتابا سماه كتاب الفضائل, من حرف الفاء

وذكر أنه وجد في كتاب رزين أحاديث لم يرها في مفردات الأصول التي جمعها, ونقل منها, فسطر أسماء رواتها وتركها عطلا بلا علامة

قال قاضي القضاة : وقد اقتديت به في هذا الترتيب, غير فصلين أحدهما : أنه متى أتى حرف فيه كتب لها فضائل نقلت فضائلها إليها , ثم ما بقي تركته حيث وضعه , الثاني : أنه متى اجتمعت العلامات الست على اسم راو جعلت مكانها

( ق ) فبينت بها اتفاقهم, ثم إني محافظ على لفظ البخاري ومسلم, فمتى اتفقا على لفظ قلت: هذا لفظهما, وإن اختلفا قدمت البخاري فقلت: هذا لفظه, وهكذا إذا انفرد أحدهما مع غيره, ثم أنبه على زيادات الباقين, انتهى ملخص لفظ قاضي القضاة رحمه الله

وقد نظرت في كل من ( الجامع ) و( تجريده ) وشاهدت حسن وضع كل منهما وتمهيده, فرأيت كلا من مؤلفيهما قد رقم اسم الصحابي الراوي للحديث في حاشية الكتاب, ورمز عليه لمن أخرجه من الستة برموز اختلطت واختبطت على أكثر الكتاب, فحصل فيها التقديم والتأخير, والنقصان والتكرير, حتى كثر في ذلك العناء, ولم يحصل لأكثر الطلاب فيه غناء, وقَلَّ إلتذاذ قارئ كل منهما وسامعه, وعسر انتفاع محصل ( التجريد ) ومطالعه, فعزمت بعد استخارة الله تعالى على تيسيره للمنتفعين, وتحبيره للمستعين, رغبة في إحياء السنة النبوية, ومحبة لاقتفاء الآثار الشريفة المحمدية, وصدرت كل حديث منه باسم صحابيه الذي رواه, وختمته بمن خرجه من الأئمة وحواه, ودمجت ذلك بين متون الأحاديث, ليؤمن به من الغلط والإشتباه, وتقبله الطباع ولا تأباه

فإن اتفق الستة على إخراجه قلت: أخرجه الستة, وإن انفرد منهم مالك بعدم إخراجه قلت: أخرجه الخمسة, وإن انفرد واحد من الستة غير مالك أو من الخمسة بعدم إخراجه استثنيته باسمه, فقلت: أخرجه الستة أو الخمسة إلا فلانا, وإن اتفق البخاري ومسلم على إخراجه قلت: أخرجه الشيخان, فإن وافقهما مالك على إخراجه قلت: أخرجه الثلاثة, وإن وافقهما غيره قلت: أخرجه الشيخان وفلان باسمه, وإن أخرجه من عدا البخاري ومسلما قلت: أخرجه الاربعة فإن لم يخرجه معهم مالك قلت : أخرجه أصحاب السنن, وان أخرجه الاربعة إلا واحدا منهم غير مالك استثنيته باسمه فقلت: أخرجه الأربعة إلا فلانا

وإن اختلف هذا الترتيب ولم يتفق حسن نظمة ذكرت من أخرجه من الستة باسمه, وما صدرت باسم الامام مالك فاني مستغن عن عزوه إليه بذلك, واكتفيت في زيادات رزين بنسبتها إليه, واستغنيت في ذلك بالحوالة عليه, وما تقاربت معانيه من الأحاديث واختلفت ألفاظه اكتفيت بإثبات إحدى رواياته, وما اختلفت معانيه وألفاظه فلا بد من ذكر المخالف وإثباته, وما تكرر فيه من الأحاديث اقتصرت على أتم الروايات فيه, إلا أن يقع اختلاف في تخريجه أو اسم راويه, واعتمدت في ذلك على ( تجريد ) قاضي القضاة, وزدت من أصله شيئا كثيرا من غريب الحديث ومعناه, وتصحيح ما وقع فيه من الغلط والإشتباه, لتعظم فائدته وجدواه, ويستغنى به محصله عما سواه

وسميته : ( تيسير الوصول إلى جامع الأصول من حديث الرسول ), وقد أخبرني ( بتجريد ) قاضي القضاة رحمه الله إجازة شيخنا الإمام العلامة المحدث زين الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي, والإمام الحافظ الحجة شمس الدين أبو الخير محمد بن عبدالرحمن السخاوي رحمهما الله تعالى فيما شافهني به كل واحد منهما غير مرة, قالا: أخبرنا به شيخنا الإمام العلامة الواهد شرف الدين أبو الفتح محمد ابن قاضي طيبة وخطيبها الإمام العلامة زين الدين أبوبكر بن الحسين العثماني المراغي المدني, قال: أنا به والدي, قال: أخبرنا به مؤلفه قاضي القضاة شرف الدين هبة الله بن عبدالرحيم البارزي رحمه الله تعالى فيما كتب به إلي من حماة

وقال أخبرني ( بجامع الأصول ) الشيخ الإمام العالم زين الدين أبو العباس أحمد بن أبي الكرم هبة الله الواسطي رحمه الله بقرائتي عليه لجميعه, قال: أخبرني به مؤلفه الإمام مجد الدين أبو السعادات بن الأثير رحمه الله تعالى سماعا عليه لجميعه

فاتصلت بحمد الله روايتنا ( لتجريد ) قاضي القضاة, وأصله, فنسأل الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه, وأن يعمنا بفضله, وبدأت أولا بذكر مناقب هؤلاء الستة الأئمة, الذين كشف الله تعالى بهم عن عباده الغمة, وانتفع المسلمون بعلومهم الجمة, واعتمدت على ما دونوه من السنة للأمة, فشكر الله تعالى صنيعهم, وعم بواسع الرحمة جميعهم

والمرجو منه سبحانه أن يلحقنا بهم, ويشركنا بمحبتنا لهم في جزيل ثوابه, إنه السميع العليم, القريب المجيب, وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب [58]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الترغيب والترهيب

للحافظ عبد العظيم المنذري

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما, الحمد لله المبدئ المعيد, الغني الحميد, ذي العفو الواسع والعذاب الشديد, من هداه الله فهو السديد السعيد, ومن أضله فهو الطريد البعيد, ومن أرشده إلي سبيل النجاة ووفقه فهو الرشيد كل الرشيد, يعلم ما يظهر وما بطن, وما خفي وما علن, وما هجس وما كمن, وهو أقرب إلى كل مريد من حبل الوريد, قسم الخلق قسمين, وجعل لهم منزلتين, ففريق في الجنة وفريق في السعير, إن ربك فعل لما يريد رغب في ثوابه, ورهب من عقابه, ولله الحجة البالغة فمن عمل صالحا فلنفسه, ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد, أحمده وهو أهل الحمد والتمجيد, وأشكره والشكر لديه من أسباب المزيد, وأشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له, ذو العرش المجيد, والبطش الشديد, شهادة كافلة لي عنده درجات أولي التوحيد, في دار القرار والتأبيد

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير, أشرف من أظلت السماء وأقلت البيد, صلى الله عليه وسلم على أصحابه أولي المعونة على الطاعة والتأييد, صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد, ولا تنفذ ما دامت السماوات والآخرة ولا تبيد, وسلم تسليما كثيرا

أما بعد: فلما وفق الله سبحانه وتعالى لإملاء كتاب ( مختصر أبي داود )[59] وإملاء كتاب ( الخلافيات ومذاهب السلف ) وذلك من فضل الله علينا وسعة منه, سألني بعض الطلبة الحذاق أولي الهمم العالية ممن اتصف بالزهد في الدنيا والإقبال على الله عز وجل بالعلم والعمل, زاده الله قربا منه وعزوفا عن دار الغرور, أن أملي عليه كتابا جامعا في الترغيب و الترهيب, مجردا عن التطويل, بذكر إسناد أو كثرة تعليل

فاستخرت الله تعالى وأسعفته بطلبته, لما وقر عندي من صدق نيته, وإخلاص طويته, وأمليت عليه هذا الكتاب, صغير الحجم, كثير العلم, حاويا لما تفرق في غيره من الكتب, مقتصرا فيه على ما ورد صريحا في الترغيب والترهيب, ولم أذكر ما كان من أفعال النبي r المجردة عن زيادة نوع من صريحهما إلا نادرا في ضمن باب, أو نحوه, لأني لو فعلت ذلك لخرج هذا الإملاء الى حد الإسهاب الممل, مع أن الهمم قد داخلها القصور, والبواعث قد غلب عليها الفتور, و قصر العمر مانع من استيفاء المقصود

فأذكر الحديث ثم أعزوه إلى من رواه من الأئمة أصحاب الكتب المشهورة التي يأتي ذكرها, وقد أعزوها إلى بعضها دون بعض, طلبا للاختصار, لا سيما إن كان في الصحيحين أو في أحدهما, ثم أشير إلى صحة إسناده, وحسنه وضعفه ونحو ذلك, إن لم يكن من عزوته إليه ممن التزم الصحيح, ولا أذكر الإسناد كما تقدم, لان المقصود أعظم من ذكره إنما هو معرفة حاله من الصحة والحسن والضعف ونحو ذلك, وهذا لا يدركه إلا الأئمة الحفاظ , أو من له المعرفة التامة و الإتقان, فإذا أشير إلى حاله أغنى عن التطويل بإيراده, واشترك في معرفة حاله من له يد في هذه الصناعة و غيره, وأما دقائق العلل فلا مطمع في شيء منها لغير الجهابذة النقاذ من أئمة هذا الشان, وقد أضربت عن ذكر كثير منها في هذا الكتاب طلبا للاختصار, وخوفا من التنفير المناقض للمقصود, ولأن من تقدم من العلماء أساغوا التساهل في أنواع الترغيب والترهيب, حتى أن كثيرا منهم ذكروا الموضوع ولم يبينوا حاله, وقد أشبعنا الكلام على علل كثير من الأحاديث الواردة في هذا الكتاب وفي غيره من كتبنا, فإذا كان إسناد الحديث صحيحا أو حسنا أو ما قاربهما صدرته بلفظة ( عن ), وكذلك إن كان مرسلا أو معضلا أو منقطعا, أو في إسناده راو مبهم, أو ضعيف وثق, أو ثقة ضعف, وبقية رواة الإسناد ثقات, أو فيهم كلام لا يضر, أو روي مرفوعا والصحيح وقفه, أو متصلا والصحيح إرساله, أو كان إسناده ضعيفا لكن صححه أو حسنه بعض من خرجه أصدره أيضا بلفظة ( عن ), ثم أشير إلى إرساله, أو انقطاعه, أو عضله, أو ذلك الراوي المختلف فيه, فأقول رواه فلان, أو من طريق فلان, أو في إسناده فلان, أو نحو هذه العبارة, ولا أذكر ما قيل فيه من جرح وتعديل خوفا من تكرار ما قيل فيه كلما ذكر.

وأفردت لهؤلاء المختلف فيهم بابا في آخر الكتاب, أذكرهم فيه,مرتبا على حروف المعجم, وأذكر ما قيل في كل منهم من جرح و تعديل على سبيل الاختصار, وقد لا أذكر الراوي المختلف فيه

فأقول إذا كان رواة إسناد الحديث ثقات وفيهم من اختلف فيه إسناده حسن أو مستقيم أو لا بأس به, ونحو ذلك حسبما يقتضيه حال الإسناد والمتن وكثرة الشواهد

وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم, أو مجمع على تركه, أو ضعفه, أو ذاهب الحديث, أو هالك أو ساقط أو ليس بشيء, أو ضعيف جدا, أو ضعيف فقط, ولم أر فيه توثيقا بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين صدرته بلفظة ( روي ), ولا أذكر ذلك الراوي, ولا ما قيل فيه البتة, فيكون للإسناد الضعيف دلالتان تصدره بلفظة ( روي ), وإهمال الكلام عليه في آخره

وقد استوعبت جميع ما كان من هذا النوع في :1- كتاب موطا مالك 2- وكتاب مستند الإمام أحمد بن حنبل 3- وكتاب ( صحيح البخاري ) 4- وكتاب ( صحيحي مسلم ) 5- وكتاب ( سنن أبي داود ) 6- وكتاب ( المراسيل ) له 76- وكتاب ( جامع أبي عيسى الترمذي ) 8- وكتاب ( سنن النسائي الكبرى ), وكتاب ( اليوم والليلة ) 9- وكتاب ( سنن ابن ماجة ),10- وكتاب ( المعجم الكبير ) 11- وكتاب ( المعجم الأوسط ) 12- وكتاب ( المعجم الصغير ) والثلاثة للطبراني 13- وكتاب ( مسند أبي يعلى ) 14- وكتاب ( مسند أبي بكر البزار ) 15- وكتاب ( صحيح ابن حبان ) 16- وكتاب

( المستدرك على الصحيحين ) للحاكم أبي عبد الله النيسابوري t أجمعين

ولم أترك شيئا من هذا النوع في الأصول السبعة, و ( صحيح ابن حبان ), و ( مستدرك الحاكم ) إلا ما غلب علي فيه ذهول حال الإملاء, أو نسيان أو كون قد ذكرت غيره, أو ما يغبى عنه

وقد يكون للحديث دلالتان فأكثر فأذكره في باب ثم لا أعيده, فيتوهم الناظر أني تركته, وقد يرد الحديث عن جماعة من الصحابة بلفظ واحد أو بألفاظ متقاربة فأكتفي بواحد منها عن سائرها, وكذلك لا أترك شيئا من المسانيد والمعاجم إلا ما غلب علي فيه ذهول, أو نسيان, أو يكون ما ذكرت أصلح إسنادا مما تركت, أو يكون ظاهر النكارة جدا, أو قد أجمع على وضعه أو بطلانه, وأضفت إلى ذلك جملا من الأحاديث, معزوة إلى أصولها ( كصحيح ابن خزيمة) وكتب ابن أبى الدنيا, و( شعب الإيمان ) للبيهقي, وكتاب ( الزهد الكبير ) له, وكتاب ( الترغيب والترهيب ) لأبي القاسم الأصبهاني [60], وغير ذلك كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى

واستوعبت جميع ما في كتاب أبي القاسم التيمي مما لم يكن في الكتب المذكورة, وهو قليل, وأضربت عن ذكر ما فيه من الأحاديث المحققة الوضع, وإذا كان الحديث في الأصول السبعة لم أعزه إلى غيرها من المسانيد والمعاجم, إلا نادرا لفائدة طلبا للاختصار, وقد أعزوه إلى ( صحيح ابن حبان), و ( مستدرك الحاكم ) إن لم يكن متنه في الصحيحين

وأنبه على كثير مما حضرني في حال الإملاء مما تساهل أبو داود في السكوت عن تضعيفه, أو الترمذي في تحسينه, أو ابن حبان والحاكم في تصحيحه, لا انتقادا عليهم y ,بل مقياسا لمتبصر في نظائرها من هذا الكتاب, وكل حديث عزوته إلى أبي داود وسكت عنه فهو كما ذكره أبو داود, ولا ينزل عن درجة الحسن, وقد يكون على شرط الصحيحين

وأنا أستمد العون على ما ذكرت من القوي المتين, وأمد كف الضراعة إلى من يجيب دعوة المضطرين, أن ينفع به كاتبه وقارئة ومستمعه, وجميع المسلمين, وأن يرزقني الإخلاص ما يكون كفيلا لي في الآخرة بالخلاص, ومن التوفيق ما يدلني على أرشد طريق, وأرجو منه الإعانة على حزن الأمر وسهله, وأتوكل عليه, وأعتصم بحبله, وهو حسبي ونعم الوكيل

ثم بعد تمامه رأيت أن أقدم فهرست ما فيه من الأبواب والكتب ليسهل الكشف على من أراد شيئا من ذلك والله المستعان [61]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

جامع المسانيد

لأبي المؤيد الخوارزمي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد وأله وصحبه أجمعين, يقول أضعف عباد الله تعالى و أحقرهم, وأحوجهم إلى عفوه وأفقرهم, محمد بن محمود العربي محتدا, الخوارزمي مولدا

الحمد لله الذي سقانا بطوله أصفى شرائع, وكسانا بفضله من أصفى المدارع الروائع, وأطلع وهو مطلع دراري شرائفها من شرف المطالع, سيد الأصفياء, و خاتم الأنبياء, وشفيع الأمم يوم الجزاء, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أنجم الظلماء, وسيوف الاولياء, وحتوف الأعداء

وبعد : فإن الله تعالى فضل نبينا على سائر الأنبياء, فجعل في أمته مجتهدين علماء, متبحرين فقهاء, على ما وصفهم عليه الصلاة والسلام, فقال : ( فقهاء كأنهم من الفقه أنبياء ), وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28), وقد شرفهم الله تعالى بالثناء عليهم في مواضع من التنزيل, وجعلهم بلسان نبيه كأنبياء أهل التوراة والإنجيل, فقال عليه الصلاة والسلام: ( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ) [62]كان أسبقهم اجتهادا, وأطيبهم اعتقادا, و أبينهم رشادا, وأقومهم طريقا وسدادا, إمام الأئمة, وسراج هذه الأمة, أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي رضي الله تعالى عنه, فحط عن وجه الشريعة لثام الإنكتام, وكشف عن جبين الفقه غمام الظلام, قدم حلوق علماء عصره بقدام الإفحام, وأرسى قدمه في مزالق الأقدام, وبذل مجهوده في أحكام الأحكام, فمن بعده يغوصون في عمان النعمان, فيستخرجون منه درر فوائده, ويرتضعون أصفى درر فرائده, ويتناولون أشهى أغدية الدقائق من موائده, فمن استطعمه واستعظمه فقد تناول حلالا, وجعل الناس له في الفقه عيالا, مثل الإمام المعظم, و الصدر المفخم, الشافعي المطلب,ي ابن عم النبي r , ورضي عنه حيث قال : ( الناس عيال ابي حنيفة في الفقه ), وقد نظم هذا المعنى أخطب الخطباء شرقا وغربا, أبو المؤيد المكي الخوارزمي, على ما أنشدني الصدر الكبير شرف الدين أحمد بن مؤيد بن موفق المكي بخوارزم, قال : أنشدني جدي الصدر العلامة أخطب خطباء الشرق والغرب, صدر الأئمة أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي الخوارزمي لنفسه في عدة أبيات له يمدح بها أبا حنيفة رضي الله تعالى عنه

أئمة هذه الدنيا جميعا *** بلا ريب عيال أبي حنيفة

وقد بلغ الله تعالى مذهبه حيث أشرقت أنوار الصباح, وانسحبت أذيال الرياح, من حيث مدت الشمس جناحيها إلى أن ضمتها للوقوع في أفق الغروب, فثوى على مذهبه وطريقته ومحبته أكثر أهل الإسلام من أهل المشرق والسند والهند والروم, وطائفة من أهل العراق والشام, على رغم حاسد, منكر لتقدمه بغيا وعدوانا وجاحد

وقد سمعت بالشام عن بعض الجاهلين مقداره أنه ينقصه ويستصغره, ويستعظم غيره ويستحقره, وينسبه إلى قلة رواية الحديث, ويستدل باشتهار ( المسند ) الذي جمعه أبوالعباس محمد بن يعقوب الأصم للشافعي r , و( موطأ ) الإمام مالك, و( مسند ) الإمام أحمد رحمهم الله تعالى, وزعم أنه ليس لأبي حنيفة رحمه الله مسند, وكان لا يروي إلا عدة أحاديث, فلحقتني حمية دينية ربانية, وعصبية حنفية نعمانية, وأردت أن أجمع بين خمسة عشر من مسانيده التي جمعها له فحول علماء الحديث

الأول : مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو محمد عبدالله بن محمد بن يعقوب بن الحارث الحارثي البخاري المعروف بعبدالله الأستاذ رحمه الله رحمة واسعة  [63]

الثاني : مسند له جمعه الإمام الحافظ ابوالقاسم طلحة بن محمد بن جعفر الشاهد العدل رحمه الله تعالى [64]

الثالث : مسند له جمعه الإمام الحافظ ابوالخير محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد رحمه الله تعالى [65]

الرابع : مسند له جمعه الإمام الحافظ أبونعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصفهاني رحمه الله تعالى [66]

الخامس : مسند له جمعه الشيخ الإمام الثقة العدل أبو بكر بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري رحمه الله تعالى [67]

السادس : مسند له جمعه الإمام الحافظ صاحب الجرح والتعديل أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني رحمه الله تعالى [68]

السابع : الثاني: مسند له جمعه الإمام الحسن بن زياد اللؤلؤي رحمه الله تعالى [69]

الثامن : مسند له جمعه الإمام الحافظ عمر بن الحسن الأشناني رحمه الله تعالى [70]

التاسع : مسند له جمعه الحافظ الإمام أبوبكر أحمد بن محمد بن خالد بن خلي الكلاعي رحمه الله تعالى [71]

العاشر : مسند له جمعه الإمام الحافظ أبو عبدالله محمد بن الحسين بن محمد ابن خسرو البلخي رحمه الله تعالى [72]

الحادي : عشر مسند له جمعه الإمام أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم الأنصاري رحمه الله تعالى, ورواه عنه, يسمى ( نسخة أبي يوسف ) [73]

الثاني عشر : مسند له جمعه الإمام محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى, ورواه عنه, ويسمى ( نسخة محمد )

الثالث عشر : مسند له جمعه ابنه الإمام حماد بن أبي حنيفة, وراوه عن أبيه رضي الله عنهما [74]

الرابع عشر : مسند له جمعه الإمام محمد بن الحسن معظمه عن التابعين, ورواه عنه, يسمى ( الآثار ) [75]

الخامس عشر : مسند له جمعه الإمام الحافظ ابوالقاسم عبدالله بن محمد بن أبي العوام السغدي رحمه الله [76]

فاسوفقت الله تعالى واستخرته في جمع هذه المسانيد, على ترتيب أبواب الفقه في أقرب حد, ونظمها في أقصر عقد, بحذف المعاد, وترك تكرير الإسناد, إلا إذا كان الحديث الواحد مشتملا على مسائل أبواب مختلفة, أو اختلفت أسانيده, ليغلب بحجته العالم المساعد, ويدحض شبهة الجاهل المعاند, ويستيقن مصداق قول عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى حين سمع طعنا في أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه فقال منشدا هذين البيتين المكرمين:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالقوم له أعداء وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسدا وبغضا إنه لذميم

 

وأردت أن أجمع هذه المسانيد في أربعين بابا, على ترتيب المختصر, مبوبة رجاء مثوبة, في ذلك ماثورة مروية, رواها عبدالله بن عباس, وعبدالله بن عمر, وأبو سعيد, وأبو هريرة, وأبو الدرداء, وأنس بن مالك رضوان الله عليهم أجمعين بألفاظ مختلفة المباني, متقاربة المعاني, صلى الله عليه وآله وسلم لمن ينقل عنه أربعين حديثا, ويحفظ على أمته أربعين حديثا, (ثم أسند عدة روايات لحديث : ( من حفظ على أمتي اربعين حديثا... الحديث )

فأقول وبالله التوفيق, وهو حسبي ونعم الوكيل, الباب الأول في ذكرر شيء من فضائله التي تفرد بها إجماعا, و الباب الثاني في ذكر طرقنا في هذه المسانيد إلى أصحابها, الباب الثالث فيما يتعلق بالإيمان مما لا يذكر في الفقه غالبا, الباب الرابع في الطهارة, الباب الخامس في الصلاة, الباب السادس في الزكاة, الباب السابع في الصوم, الباب الثامن في الحج, الباب التاسع في البيوع, الباب العاشر في الصرف, الباب الحادي عشر في الرهن, الباب الثاني عشر في الحجر, الباب الثالت عشر في الإجارات, الباب الرابع عشر في الشفعة, الباب الخامس عشر في المضاربة والشركة, الباب السادس عشر في الكفالة, الباب السابع عشر في الصلح, الباب الثامن عشر في الهبة, الباب التاسع عشر في الغصب, الباب العشرون في القرض والوديعة والعارية, الباب الواحد والعشرون في المأذون, الباب الثاني والعشرون في المزارعة و المساقاة, الباب الثالث والعشرون في النكاح, الباب الرابع و العشرون في الطلاق, الباب الخامس والعشرون في النفقات, الباب السادس والعشرون في العتاق, الباب السابع والعشرون في المكاتب, الباب الثامن والعشرون في الولاء, الباب التاسع والعشرون في الجنايات, الباب الثلاثون في الحدود, الباب الواحد والثلاثون في السرقة, الباب الثاني الثلاثون في الأضحية والصيد والذبائح, الباب الثالث والثلاثون في الأيمان, الباب الرابع والثلاثون في الدعوى, الباب الخامس والثلاثون في الشهادات, الباب السادس والثلاثون في أدب القاضي, الباب السابع و الثلاثون في السير, الباب الثامن والثلاثون في الحظر والإباحة, الباب التاسع والثلاثون في الوصايا والمواريث, الباب الأربعون في معرفة مشائخ هذه المسانيد على حروف المعجم وفي هذا الباب فصول:

فصل في معرفة أصحاب رسول لله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذين لهم ذكر في هذه المسانيد

فصل في معرفة مشائخ أبي حنيفة من الصحابة والتابعين y أجمعين ويقرب عددهم من ثلاث مائة شيخ

فصل في معرفة اصحاب أبي حنيفة الذين رووا  عنه في هذا الكتاب, وهم خمس مائة أو يزيدون, وفيه ذكر من روى عنه الإمام المعظم الشافعي t في ( مسنده ) الذي جمعه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم, وجميع مشائخه فيه من أصحاب أبي حنيفة وغيرهم, اثنان وعشرون شيخا, وفيه ذكر من روى عنه الإمام أحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وشيوخهم من أصحاب ابي حنيفة \ فصل في معرفة أصحاب هذه المسانيد \فصل في معرفة غيرهم من مشائخ هذه المسانيد [77]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن

للحافظ عماد ابن كثير الدمشقي الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب والحكمة, وأرسله للعالمين رحمة, فمن قبلها فيا لها من نعمة, ومن ردها وبدلها صارت الرحمة نقمة, أحمده على أن جعلنا من خدام السنة, القائدة لخادمها إلى سبيل الجنة, حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, باقيا على الدوام ما تعاقبت الليالي والجمع والشهور والأعوام, و أشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له, لا ولد له, ولا صاحبة من الأنام, صلاة مبوئة قائلها مخلصا دار السلام و مزحزحة معتقدها عن النار ذات الآلام, ومبيضة وجه قائلها يوم تبيض وجوه المؤمنين, وتسود وجوه الكافرين اللئام,  و أشهد أن محمدا عبده ورسوله, وحبيبه وخليله, سيد ولد آدم في الدارين, ورسول الله إلى الثقلين, المبعوث من الحرمين إلى من بين الخافقين, خاتم النبيين, وإمام المتقين, ومختار رب العالمين, وسيد المرسلين, الذي لا نبي بعده ولا رسول, الدائم الشريعة فلا تحول لا تزول

فصلوات الله تعالى وسلامه الأتمان الأكملان, الأدومان المستمران إلى يوم نصب الميزان, وبروز النيران, وتزخرف الجنان على سيدنا محمد النبي الأمي العربي القرشي الهاشمي المكي الأبطحي ثم المدني, نبي التوبة, ونبي الرحمة, ونبي الملحمة, و العاقب والماحي, والخاتم لجميع الأنبياء والمرسلين, الذي جمع فيه محاسن من كان قبله, واختص بفضائل لم تكن في غيره, فلهذا نسخ الله بما شرع له جميع الشرائع المتقدمة, ولم يقبل بعد بعثه من أحد من سائر الأديان عملا إلا على ما جاء به محمد r من الدين القويم والشرع العظيم

قال الله تعالى في كتابه المبين: ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)(آل عمران:81)

قال ابن عباس t : ( ما بعث الله نبيا إلا اخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه)

رواه البخاري إمام المحدثين, وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)

ولما كان صلوات الله وسلامه عليه في غاية الكمال خلقا وخلقا وشرعا, أنزل عليه الكتاب الكريم, وهو القرآن العظيم الذي هو أعظم البراهين, إذ كان تنزيل العزيز الرحيم, وأنطقه الله بما أفهمه منه من الحكمة, وهي السنة المأثورة عنه قولا وفعلا, وتقريرا فصلا, غير أنها لا تبلي ولكن تحفظ وتروى, كما ضبطها المحفوظون من أصحابه, سفرا وحضرا, و ليلا ونهارا, وسرا وجهارا, وسألوا أزواجه أمهات المؤمنين عما كان يعانيه عندهن  من أمور الدين, وعن صلواته في خلواته, وعن قيامه في الليل البهيم, فبين ذلك للأمة أتم تبيين, وضبطن ذلك أتم ضبط, وحفظ متين, ولا سيما الصديقة بنت الصديق, حبيبة حبيب الله, المبرأة من فوق سبع سماوات, عائشة أم المؤمنين, كما بسطنا ذلك في مسندها رضي الله عنها وعنهن وعنهم أجمعين

ولهذا لم تحتج أمته إلى نبي بعده, كما كانت الأمم قبلها, لا يخلو زمان عن نبي, أو أكثر يسددون أحكام كتابهم و يرشدونهم إلى ما ينفعهم في هذه الحياة الدنيا ويوم مآبهم

قال الله تعالى وبه يؤمن المؤمنون: ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا و َالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44)

فقال : ( بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ) فوكل حفظ التوراة إليهم, فلهذا دخلها بعد أنبيائهم التحريف والتبديل و التأويل, ثم أضيف إلى ذلك كله النسخ, فلا يجوز الحكم به ولا التحاكم إليها, ولا الاعتماد عليها بعد نزول القرآن العظيم المهيمن عليها, وعلى ما قبلها وبعدها من الكتب السماوية, الناسخ لما فيها إلا ما قرر منها, فان الصحيح أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم ينسخ, كما هو المنصوص في الأصول, كما تقرر بالمنقول والمقبول

وقال الله تعالى وهو الذي يفرده بالعبادة الموحدون (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)

فتكفل تعالى بحفظ كتابه العزيز, فلهذا لم يهمل منه كلمة, بل حفظه الصحابة y من الرسول حرفا حرفا,فيما يجهر فيه من الصلوات وما يخفى, ومن خطبه ومواعظه المتكررة مئينا وألفا

فكان منهم من جمعه كله في حياة النبي r من أنصاري ومهاجري, ومنم من قرأ أكثره وأقل من ذلك, كل بحسبه, فكان منهم من أودعه صدره, ومنهم من ضبطه بكتبه

وقد ورد في حديث ( من كتب عني شيئا من القرأن فليمحه ) [78], خشية أن يذهب شيء من القرآن, أو يختلط بغيره بحسب أن ذلك جائز, ثم لما قاتل الصحابة أهل الردة, وأصحاب مسيلمة, وقتل منهم نحو الخمسمائة أشار الفاروق على الصديق بجمع القرآن, خشية أن يذهب شيء من القرآن بقتل بعض القراء

فأمر زيد بن ثابت الأنصاري فتتبع القرآن يجمعه من صدور الرجال, ومن الجريد, والقحاف وألواح الأكتاف, فلم يترك منه آية إلا جمعها, ولاشاذة ولا فاذة إلا وجمعها, فكان ذلك في صحف مطهرة مكرمة, معظمة أيامي الصديق والفاروق, قلما كان عثمان بن عفان استدعى بتلك الصحف من عند أم المؤمنين حفصة, ورتب سورها على العرضة الأخيرة, التي عرضها رسول الله r على جبريل, في آخر سنينه السنية, فإنه كان يعارضه بما أوحاه إليه في كل رمضان مرة, فلما كان آخر رمضان صامه الذي أنزل عليه فيه القرآن عارضه مرتين, فكان ذلك إشارة إلى انقضاء عمر سيد الثقلين

فكتبه أمير المؤمنين عثمان بن عفان على العرضة الأخيرة منهما, وألزم الناس أن يقرؤوا على رسم ما رسمه في المصحف الإمام, ونفذ به نسخا إلى بقية الأمصار الكبار, ليقتدي بها الأنام ما بقيت الأيام

فقابلت الأمة ذلك بالسمع والطاعة, وأحرقوا عن أمره بقية المصاحف المخالفة لتلاوة الجماعة, وكانوا قد تباينت تلاوتهم, وخطأ بعضهم بعضا, حتى كثرت القالة والشناعة, فأشار حديفة بن اليمان على عثمان بما اعتمده من هذا الصنيع, الذي لم يسبق إليه, ولا يلحق فيه, وقد أمر بمتابعته والاقتداء به صاحب الشفاعة, وود علي بن أبي طالب في أيامه أن لو كان صاحب ذلك لو قدر له, أو قدر عليه, وقد بسط بفضل عثمان كف الضراعة, وقد اخذ التابعون لهم بإحسان عنهم تلاوة القرآن, قرنا بعد قرنا, وجيلا بعد جيل, وخلف بعد سلف إلى هذا الأوان

وقد تكلمنا على ما يتعلق بالقراءات السبع في أول كل سورة, وجزء جزء وسبع, في أوائل كتابنا ( التفسير ), بما فيه كفاية بكل فاضل نحرير

ولا تزال طائفة من أمته ظاهرين بالحجة على سائر الخلق بالحق, متمسكين بسنته الواردة عنه المتلقاة منه, حافظين لها, معولين عليها, حافظين لأسانيدها, وألفاظ متون سنتها وأسانيدها, عالمين بأحوال رجالها, من ثقاتها وضعفائها, ومن ينسب منهم إلى بدعة, أو جرحة, أو سوء حفظ, أو عدم ضبط أو تعمل أو كذب أو وضع أو زندقة أو انحلال أو متأول في كذبه بنوع قربة, وهو مخطئ في ذلك, كما هو مبسوط في كتب الأسماء والرجال والتواريخ وأيام الناس

وقد جمعت في ذلك كتابا حافلا, كافيا كاملا, جامعا لأشتات ما تفرق في غيره, وسميته : ( بالتكميل في معرفة الثقات و الضعفاء والمجاهيل ) [79] في عدة عشر مجلدات, هو كالمقدمة بين يدي كتابي هذا, الذي جمعته أيضا من كتب الإسلام المعتمدة في الأحاديث الواردة عن رسول الله r

ومن ذلك الكتب الستة, وهي: الصحيحان : البخاري, ومسلم, والسنن الأربع لأبى داود, والترمذي, و النسائي, و ابن ماجة, ومن ذلك مسند الإمام أحمد, ومسند أبي بكر البزار, ومسند الحافظ أبي يعلى الموصلي, والمعجم الكبير للطبراني, رحمهم الله , فهذه عشرة كاملة

أذكر في كتابي هذا مجموع ما في هذه العشرة, وربما زدت عليها من غيرها, وكلما يخرج من الأحاديث مما يحتاج إليه في الدين, وهذه الكتب العشرة تشتمل على أربى من مائة ألف حديث بالمكررة, وفيها الصحيح ولحسن والضعيف و الموضوع أيضا, وتشتمل على أحاديث كثيرة في الأحكام وفي التفسير وفي التواريخ والرقائق والفضائل, وغير ذلك من فنون العلم, كما قد نبه على ذلك الإمام البخاري في كتابه ( الجامع ), وفتح أبواب الهدى, وأرشد إلى مسالك النجاة, وترجم كتبا وأبوابا دلت على فقه نفس عظيم, وعلى همة سامية, شاهقة إلى نيل المعالي, وفي سائر العلوم الشرعية, و على اطلاع عظيم من السنة النبوية, والأحاديث المصطفوية, فرحمه الله من إمام كما جعل له لسان في هذه الأمة والأنام, ولكن قل ما يدخل في مصنفه من هذه الأحاديث, لما شرطه في صحيحه من الشرط الذي ضاق.

وتوسع مسلم بن الحجاج بعده في الشرط بالغ في المناظرة والحجاج, ومع هذا بقي عليه أحاديث أخر, لم يطلع عليها, و هي على شرطه, كما ستراها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى

وقد وضعت كل حديث مما يتعلق بالأحكام والتفسير والتاريخ في كتبها الثلاثة [80], ولله الحمد والمنة

وما كان فيه وهن شديد بينته, وموضع تحرير ذلك وتقريره والتفسير عنه في كتابي ( الأحكام الكبرى )

وسميت كتابي هذا ( جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن ) وهو المسند الكبير, وشرطي فيه أني أترجم كل صحابي له رواية عن رسول الله r , مرتب على حروف المعجم, وأورد له جميع ما وقع له في الكتب, وما تيسر لي من غيرها, وبالله أستعين وعليه أتوكل واليه أنيب [81]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مشكاة المصابيح

للشيخ الخطيب التبريزي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله الا الله, شهادة تكون للنجاة وسيلة, ولرفع الدرجات كفيلة, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, الذي بعثه وطرق حال الايمان قد عفت آثارها, وخبت أنوارها, ووهنت أركانها, وجهل مكانها, فشيد صلوات الله عليه وسلامه عليه من معالمها ما عفا, وشفى من الغليل في تأييد كلمة التوحيد من كان على شفا, وأوضح سبيل الهداية لمن أراد أن يسلكها, و أظهر كنوز السعادة لمن قصد أن يملكها

أما بعد: فان التمسك بهيه لا يتتب الا بالاقتفاء لما صدر من مشكاته, والاعتصام بحبل الله لا يتم لا يتم إلا ببيان كشفه, وكان كتاب ( المصابيح ) الذي صنفه الامام محيي السنة ,قامع البدعة, أبومحمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي رفع الله درجته أجمع كتاب صنف في بابه, وأضبط لشوارد الأحاديث وأوابدها ولما سلك رضي الله عنه طريق الاختصار و حذف الأسانيد تكلم فيه بعض النقاد, وإن كان نقله -وأنه من الثقات- كالإسناد, لكن ليس ما فيه من اعلام كالاغفال, فاستخرت الله تعالى واسوفقت منه فأوردت كل حديث منه في مقر منه, فأعلمت ما أغفله, كما رواه الأئمة المتقنون, والثقات الراسخون, مثل أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, وأبي عبدالله مالك بن أنس الأصبحي, وأبي عبدالله محمد بن إدرس الشافعي, وأبي عبدالله أحمد بن حنبل الشيباني, وأبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وأبي داود سليمان بن الاشعت السجستاني, وأبي عبدالرحمن أحمد بن شعيب النسائي, وأبي عبدالله محمد بن يزيد القزويني, وأبي محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي, وأبي الحسن علي بن محمد بن عمر الدراقطني, وأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي, وأبي الحسن رزين بن معاوية العبدري, وغيرهم, وقليل ما هو

وإني إذا نسبت الحديث إليهم كأني أسندت الى النبي r , لأنهم قد فرغوا منه, وأغنونا عنه, وسردت الكتب والأبواب كما سرده, واقتفيت أثره فيها, وقسمت كل باب غالبا على فصول ثلاثة :

أولها ما أخرجه الشيخان, أو أحدهما و اكتفيت بهما, وإن اشترك فيه الغير لعلو درجتهما في الرواية, وثانيها ما أورده غيرهما من الائمة المذكورين, وثالثها ما اشتمل على معنى الباب من ملحقات مناسبة, مع محافظة على الشريطة, وإن كان مأثورا عن السلف والخلف

ثم إنك إن فقدت حديثا في باب فذلك عن تكرير أُسْقِطه, وإن وجدت آخر بعضه متروكا على اختصاره أو مضموما إليه تمامه فعن داعي اهتمام أتركه وألحقه, وإن عثرت على اختلاف في الفصلين من ذكر غير الشيخين في الأول و ذكرهما في الثاني فاعلم أني بعد تتبعي كتاب ( الجمع بين الصحيحين ) للحميدي, و( جامع الأصول) اعتمدت على صحيحي الشيخين ومتنيهما , وإن رأيت اختلافا في نفس الحديث فذلك من تشعب طرق الأحاديث

ولعلي ما اطلعت على تلك الرواية التي سلكها الشيخ t , وقليل ما تجد أقول ما وجدت هذه الرواية في كتب الأصول, أو وجدت خلافها فيه , فاذا وقفت عليه فانسب القصور إلي, لقلة الدراية, لا إلى جناب الشيخ رفع الله قدره في الدارين, حاشا لله من ذلك

رحم الله من إذا وقف علىذلك نبهنا عليه,وأرشدنا طريق الصواب, ولم أل جهدا في التنقير والتفتيش بقدر الوسع و الطاقة, ونقلت ذلك الإختلاف كما وجدت في الأصول, وما أشار إليه t من غريب أو ضعيف أو غيرهما, بينت وجهه غالبا, وما لم يشر إليه مما في الأصول, فقد قفيته في تركه, إلا في مواضع لغرض, وربما تجد مواضع مهملة, وذلك حيث لم أطلع على راويه فتركت البياض, فإن عثرت عليه فألحقه به, أحسن الله جزاءك

وسميت الكتاب ب ( مشكاة المصابيح ), وأسأل الله التوفيق والإعانة , والهداية والصيانة, وتيسير ما أقصده, وأن ينفعني به في الحياة وبعد الممات, وجميع المسلمين والمسلمات, حسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم [82]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

البغية في ترتيب أحاديث الحلية

للحافظ أبي الحسن الهيثمي

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه نستعين, الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات و النور, وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تقي قائلها يوم الحساب

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, الذي أخرجنا به من الظلمات إلى النور, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه, صلاة تشرح الصدور, و توجب في الدنيا والآخرة السرور

وبعد : فان شيخي وسيدي شيخ الإسلام زين الدين العراقي الذي رحل إلى تصانيفه وعلومه من المشرق و المغرب, فسأله بعض طلبته جمع ما في ( حلية الأولياء ) من الحديث المرفوع لكي ينتفعوا به فيما يريدونه من التخريج وغيره, فأشار إلي بذلك, وقال لي سيدي الشيخ ولي الدين االعراقي المذكور نفعنا الله به وبعلومه: ليس في هذا تعب عليك, إنما هو مجرد ترتيب, وقد رتبته على ما أذكره, وأسأل الله النفع به وبما كتبته لي وللمسلمين آمين

وهذه فهرسته التي رتبته عليها : 1- كتاب الإيمان 2- كتاب العلم 3- كتاب الطهارة 4- كتاب الصلاة 5- كتاب الجنائز وفيه ما يتعلق بكفارات الذنوب بالأمراض 6- كتاب الزكاة 7- كتاب الصيام 8- كتاب الحج 9- كتاب الأضاحي والعقيقة والوليمة وما يتعلق بالمولود 10- كتاب الصيد والذبائح 11- كتاب البيوع 12 كتاب الأحكام 13- كتاب الأيمان والنذور 14- كتاب العتق 15- كتاب الوصايا 16- كتاب الفرائض 17- كتاب النكاح 18- كتاب الطلاق 19- كتاب الأطعمة 20- كتاب الأشربة 21- كتاب اللباس 22- كتاب التعبير 23- كتاب الحدود والسير 24- كتاب الخلافة والإمارة 25- كتاب الجهاد 26- كتاب الفتن 27- كتاب البر والصلة 28- كتاب ذكر الأنبياء صلى الله عليهم وسلم 29- كتاب علامات رسولنا r 30- كتاب المناقب 31- كتاب الأذكار 32- كتاب الأدعية 33- كتاب المواعظ  34- كتاب التوبة 35- كتاب الزهد 36- كتاب البعث والحشر 37- كتاب صفة النار 38- كتاب صفة الجنة وهو آخره [83]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الجامع الصغيرفي أحاديث البشير النذير

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي بعث في على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها، و أقام في كل عصر من يحوط هذه الأمة بتشييد أركانها وتأييد سننها وتبيينها, وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له شهادة يزيح ظلام الشكوك صبح يقينها، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله, المبعوث لرفع كلمة الإسلام وتشييدها، وخفض كلمة الكفر وتهوينها وتوهينها، صلى الله و سلم عليه وعلى آله وصحبه ليوث الغابة وأسد عرينها.

هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفا، ومن الحكم المصطفوية صنوفا، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، و لخصت فيه من معادن الأثر إبريزه، وبالغت في تحرير التخريج فتركت القشر وأخذت اللباب, وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب, ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع, ( كالفائق ) [84] و ( الشهاب )، وحوى من نفائس الصناعة الحديثية مالم يودع قبله في كتاب, ورتبته على حروف المعجم, مراعيا أول الحديث فما بعده, تسهيلا على الطلاب

وسميته : ( الجامع الصغير من حديث البشير النذير ) لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته ( جمع الجوامع ) وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها, وهذه رموزه :

( خ ) للبخاري, ( م ) لمسلم, ( ق) لهما, ( د ) لأبي داود, ( ت ) للترمذي, ( ن ) للنسائي, ( ه ) لابن ماجة, ( 4 ) لهؤلاء الأربعة, ( 3 ) لهم إلا ابن ماجه, ( حم ) لأحمد في (مسنده), ( عم ) لابنه في زوائده, ( ك ) للحاكم فإن كان في (مستدركه) أطلقت, وإلا بينته, ( خد ) للبخاري في (الأدب) , ( تخ ) له في (التاريخ), ( حب ) لابن حبان في (صحيحه), ( طب ) للطبراني في (الكبير), ( طس ) له في (الأوسط), ( طص ) له في (الصغير), ( ص ) لسعيد ابن منصور في (سننه), ( ش ) لابن أبي شيبة, ( عب ) لعبد الرزاق في (الجامع), ( ع ) لأبي يعلى في (مسنده), ( قط ) للدارقطني فإن كان في السنن أطلقت, وإلا بينته, ( فر ) للديلمي في (مسند الفردوس), ( حل ) لأبي نعيم في (الحلية), ( هب ) للبيهقي في (شعب الإيمان), ( هق ) له في (السنن), ( عد ) لابن عدي في (الكامل), ( عق ) للعقيلي في (الضعفاء), ( خط ) للخطيب, فإن كان في (التاريخ) أطلقت, وإلا بينته, وأسأل الله أن يمن بقبوله, وأن يجعلنا عنده من حزبه المفلحين وحزب رسوله, آمين.[85]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

زيادة الجامع الصغير

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم,  وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الحمد لله على أفضاله, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وصحبه وآله, هذا ذيل على كتابي المسمى ( بالجامع الصغير من حديث البشير النذير )

سميته : ( زيادة الجامع ) رموزه كرموزه, والترتيب كالترتيب, وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.[86]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

جمع الجوامع او الجامع الكبير

للحافظ جلال الدين السيوطي

ديباجة قسم الأقوال من جمع الجوامع

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه نستعين, سبحان الله مبدي الكواكب اللوامع، ومنشي السحاب الهوامع، ومعلي السنة الشريفة وأربابها في مجامع الصدور وصدور المجامع، باعث النبي العربي بالكلم الجوامع، و الحكم الرواتع, ومؤيده بالدلائل القواطع والبراهين السواطع، فشنف بحديثه المسامع، وسيف من عانده في معارك المعامع، وقطع من أهل الشرك أعناق ومطايا المطامع، وعدهم في المآب، بالحميم والشراب، ولهم من الحديد مقاطع، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ماانهلت المنابع، وانهلت عند ذكره المدامع وسلم تسليما.

(هذا) كتاب شريف حافل, ولباب منيف رافل، بجمع الأحاديث الشريفة النبوية كامل، قصدت فيه إلى استيعاب الأحاديث النبوية, ترصدت مفتاحا لأبواب المسانيد العلية.

وقسمته قسمين الأول, أسوق فيه لفظ المصطفى r بنصه, وأطوق كل خاتم بفصه, وأتبع متن الحديث بذكر من خرجه من الأئمة أصحاب الكتب المعتبرة, ومن رواه من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين من واحد إلى عشرة, أو أكثر على عشرة, وسالكا طريقة يعرف منها صحة الحديث وحسنه وضعفه, مرتبا ترتيب اللغة على حروف المعجم, مراعيا أول الكلمة فما بعده.

ورمزت للبخاري ( خ ), ولمسلم ( م ), ولابن حبان ( حب ), وللحاكم في المستدرك ( ك ), وللضياء المقدسي في المختارة ( ض ), وجميع مافي هذه الكتب الخمسة صحيح, فالعزو إليها معلم بالصحة, سوى ما في ( المستدرك ) من المتعقب فأنبه عليه, وكذا ما في ( موطأ مالك ), و( صحيح ابن خزيمة ), وأبي عوانة, وابن السكن, و( المنتقى ) لابن الجارود, و المستخرجات فالعزو إليها معلم بالصحة أيضا, ورمزت لأبي داود ( د ), ولابن ماجه ( ه ), ولأبي داود الطيالسي ( ط ), ولأحمد ( حم ), ولزيادات ابنه عبد الله, ( عم ), ولعبد الرزاق ( عب ), ولسعيد بن منصور ( ص ), ولابن أبي شيبة ( ش ), ولأبي يعلى ( ع ), وللطبراني في الكبير ( طب ), وفي الأوسط ( طس ), وللدارقطني ( قط ), فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته, ولأبي نعيم في الحلية ( حل ), وللبيهقي ( ق ) فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينته, وله في شعب الإيمان ( هب )

وهذه فيها الصحيح والحسن والضعيف فأبينه غالبا، وكل ما كان في مسند أحمد فهو مقبول فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن, وللعقيلي في الضعفاء ( عق ), ولابن عدي في الكامل ( عد ), وللخطيب ( خط ), فإن كان في تاريخه أطلقت, وإلا بينته, ولابن عساكر ( كر ) وكل ماعزي لهؤلاء الأربعة وللحكيم الترمذي في  نوادر الأصول, أو للحاكم في تاريخه أو لابن الجارود في تاريخه أو للديلمي في مسند الفردوس فهو ضعيف, فيستغنى بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه

وإذا أطلقت العزو إلى ابن جرير فهو في تهذيب الآثار فإن كان في تفسيره أو تاريخه بينته

وحيث أطلق في هذا القسم أبو بكر فهو الصديق, أو عمر فابن الخطاب, أو عثمان فابن عفان, أو علي فابن أبي طالب, أو سعد فابن أبي وقاص, أو أنس فابن مالك, أو البراء فابن عازب, أو بلال فابن رباح, أو جابر فابن عبد الله, أو حذيفة فابن اليمان, أو معاذ فابن جبل, أو معاوية فابن أبي سفيان, أو أبو أمامة فالباهلي, أو أبو سعيد فالخدري, أو العباس فابن عبد المطلب, أو عبادة فابن الصامت, أو عمار فابن ياسر.

والثاني  الأحاديث الفعلية المحضة أو المشتملة على قول وفعل, أو سبب أو مراجعة, أو نحو ذلك, مرتبا على مسانيد الصحابة, على مايأتي في أول القسم الثاني.

وقد سميته : ( جمع الجوامع ), والله سبحانه أسأل المعونة على جمعه, والمن بقبوله ونفعه, فهو البر الرحيم والجواد الكريم, روى ابن عساكر في تاريخه عن أبي العباس المرادي. قال : رأيت أبا زرعة في النوم, فقلت : ما فعل الله بك ؟, قال : لقيت ربي فقال لي : يا أبا زرعة أني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة فكيف بمن حفظ السنن على عبادي, تبوأ من الجنة حيث شئت [87]

وروى أيضا عن حفص ابن عبد الله قال : رأيت أبا زرعة في النوم بعد موته يصلي في سماء الدنيا بالملائكة, قلت: بما نلت هذا ؟, قال : كتبت بيدي ألف ألف حديث أقول فيها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال النبي r: من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا.اهـ [88]

ديباجة قسم الأفعال للمؤلف رحمه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه ثقتي، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

لما انتهى قسم الأقوال من كتاب ( جمع الجوامع ) مرتبا على حروف المعجم في أول اللفظ النبوي, أتبعته ببقية الأحاديث الخارجة عن هذه الشريطة, وهي الفعلية المحضة, أو المشتملة على فعل وقول, أو سبب أو مراجعة, أو نحو ذلك ليكون الكتاب جامعا لجميع ما هو موجود من الأحاديث النبوية, إن شاء الله، وهذا القسم مرتب على مسانيد الصحابة

باديا بالعشرة, ثم الباقي على حروف المعجم في الأسماء, ثم الكنى كذلك, ثم المبهمات, ثم بالنسب كذلك, ثم بالمراسيل, وبالله التوفيق.‏[89]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الجامع الأزهرمن حديث النبي الأنور

للعلامة عبد الرؤوف المناوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل بحر السنة لا ساحل له ولا قرار, وأظهر عجز من قصد جمع الأحاديث النبوية بأسرها في كتاب وإن كان عالي المقدار, وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار, وأن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار, الذي جعل قلبه كمشكاة فيها مصباح, المصباح في زجاجة, الزجاجة كأنها كوكب دري, يوقد من شجرة مباركة, زيتونة لا شرقية ولا غربية, يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.

وبعد : فإن الله يبعث على رأس كل قرن من يؤيد السنة وينشر أعلامها, ويجدد رسومها ويحكم حكامها, ويستخرج ما خفي منها من أماكنه, ويظهر ما تستر منها من مكامنه, وهذا علو شريف رفيع المنار, جمع من الأحاديث النبوية ألفا أو زهاء هذا المقدار, أذكر فيه كل حديث معقبا له ببيان حال راويه من الرجال, وهو من أهل الضعف والكمال,. وهذه طريقة قد اندرست, ومعالم عفت وانطمست, وأعرض عنها الطالبون, واقتصروا على منطوق المتن ومفهومه فيما يقرون ويقربون, مع أن ذاك هو الأساس الذي عليه يؤصلون ويفرعون, فإنا لله وإنا إليه راجعون

فاعتنيت ببيان ذلك بصريح العبارة, لا بطريق الرمز والإشارة, وقد كنت أولا زبرت منه قطعة صالحة, ثم صبت على المصائب نثرا, والرزايا واحدة بعد أخرى, فصار مطروحا في بعض زوايا البيوت, فمضى على ذلك سنون حتى عشش عليه الحمام ونسج عليه العنكبوت, فاطلع على ذلك بعض إخوان الصفا, فألزمني بإتمام ما كتبت, وتبييض ما سودت, وإبراز ما عن الناس حجبت, فشرعت في إكماله وتهذيبه, وتبويبه وترتيبه, مع سوء الحال, وشغل البال, وفقد العينين, و شلل اليدين, غم وسقم وحزن معا, في جنان وأحشاء معا, ودمع منهمل من الأماقي, وإلى الله أشكو ما أقاسي وألاقى, إن البلاء يطاق غير مضاعف, فإذا تضاعف فهو غير مطاق

ومن البواعث على تأليف هذا الكتاب أن الحافظ الكبير الجلال السيوطي ادعى أنه جمع في كتابه ( الجامع الكبير ) الأحاديث النبوية, مع أنه قد فاته الثلث فأكثر, وهذا فيما وصلت إليه أيدينا بمصر, وما لم يصل إلينا أكثر, وفى الأقطار الخارجة عنهما من ذلك أكثر, فاغتر بهذه الدعوى كثير من الأكابر, فصار كل حديث يسأل عنه أو يريد الكشف عليه يراجع ( الجامع الكبير ) فإن لم يجده فيه غلب على ظنه أنه لا وجود له, فربما أجاب بأنه لا أصل له, فعظم بذلك الضرر لكون النفس إلى الثقة بزعمه الاستيعاب, وتوهم أن ما زاد على ذلك لا يوجد في كتاب

فأردت التنبيه على بعض ما فاته في هذا المجموع, فما كان في ( الجامع الكبير ) أكتبه بالمداد الأسود, وما كان من المزيد فبالمداد الأحمر, أو أجعل عليه مدة حمراء, ولم أورد فيه مما في الكتب الستة إلا النادر لشهرتها, وكثرة تداولها, وسهولة الوقوف عليها, فعمدت إلى جمع الشوارد, والاعتناء بالزوائد, واعتمدت في بيان حال الأسانيد على ما حرره جدنا من قبل الأمهات, واسطة عقد الحافظ زين الدين العراقي, وولده شيخ الإسلام ولى الدين العراقي, والحافظ الكبير نور الدين الهيثمي, ومن في طبقتهم, فهم المرجع في ذلك والعمدة, وعليهم الاعتماد والعهدة, ولما تم هذا المطلب على هذا النمط الأطيب, وسميته : ( بالجامع الأزهر من حديث النبي الأنور )

وهذه رموزه ( حم ) للإمام أحمد بن حنبل, ( عم ) لابنه في الزوائد, ( طك ) للطبراني في الكبير, ( طس ) له في الأوسط, ( طص ) له في الصغير, ( طكس ) له في الكبير, والأوسط, ( طكص ) له في الكبير والصغي,ر ( طكسص ) له فى الثلاثة, ( بز ) للبزار, ( ع ) لأبى يعلى الموصلي, ( ك ) للحاكم ومن سواهم أذكره باسمه.

والله أسأل أن يصلح لي في عمله النية, ويجعله سببا لنيل السعادة الأبدية, ولا يؤاخذني بما وقع منى فيه من خلل, فإني لست بمعصوم من الزلل, وأن يدخلني الجنة برحمته, فإنه لن يدخلها أحد بعمله, فكيف ولا عمل ومنة, عزت قدرته و تعالت عظمته الإعانة والتوفيق, والهداية لأقوم طريق,. وهذا أوان الشروع في المقصود, فأقول بعون الملك المعبود, مرتبا على حروف المعجم, لكونه أسهل كشفا وأقوم, ولأن كلا من الطلاب لذلك ألف.[90]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

كنوز الحقائق من حديث خير الخلائق

للعلامة عبد الرؤوف المناوي

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله الذي كسا أهل الحديث رداء الشرف في كل إقليم, ورفع شانهم وأعلى ذكرهم في كل حديث وقديم, وخصهم من بين حملة الشرع بمزيد التشريف والتعظيم, وأشهد أن لا إله الله, رب العرش الكريم, وأن محمدا عبده و رسوله الهادي إلى الصراط المستقيم, وبعد فيقول العبد الفقير القائم على قدم التقصير, عبد الرؤوف المناوي :

هذا كتاب عجاب من تأمله دخلت عليه المسرة من كل باب, جمعت فيه زهاء عشرة آلاف حديث, في عشرة كراريس, كل كراس ألف حديث, في كل ورقة مائة حديث, تقرأ بالعرض على العادة, وفي نصف العرض بالطول, ومن أعلى إلى أسفل, ومن أسفل إلى أعلى, كل نصف سطر مستقل بنفسه

ورتبته على حروف المعجم, ليسهل تناوله على العرب والعجم, مع شغل القلب بأحزان يتضاءل دونها الشوامخ, و مصائب تطيش في مقابلتها الشم الرواسخ, رماني الزمان بسهامه, وأصابني الدهر بحسامه وحمامه, والحمد لله ذي الجلال, على كل حال من الأحوال

وسميته : ( كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق ), والمأمول من سادتنا مشايخ العصر, وجهابذة الدهر أن يسمح أحدهم بتمشيته علي متنا وإسنادا, ليكون تبصرة لهذا العاجز ولمن تبصر, و تذكرة لمن أراد أن يتنكر

وهذه رموز مخرجيه : ( خ ) للبخاري في صحيحه, ( م ) لمسلم, ( ق ) لهما, ( د ) لأبى داود, ( ت ) للترمذي, ( ن ) للنسائي ( هـ ) لابن ماجة, ( 4 ) لهؤلاء الأربعة, (  3) لهم إلا لابن ماجة, ( حم ) للإمام أحمد في مسنده, ( ما ) للإمام مالك في الموطأ ( عم ) لابن الإمام أحمد ( ك ) للحاكم, ( خد ) للبخاري في الأدب, ( تخ ) البخاري في التاريخ, ( حب ) لابن حبان في صحيحه, ( ضا ) للضياء في المختارة, ( ط ) للطبراني, ( بز ) للبزار, ( عب ) لعبد الرزاق,

( ش ) لابن أبي شيبة, ( ع ) لأبى يعلى الموصلي, ( قط ) للدراقطني, ( فر ) للديلمي, ( حل ) لأبي نعيم, ( هق ) للبيهقي, ( عد ) لابن عدي, ( عق ) للعقيلي, ( خط ) للخطيب, ( كر ) لابن عساكر ( قا ) لابن قانع, ( أبو ) لأبي الشيخ بن حيان, ( ض ) للقضاعي, ( سع ) لابن سعد في الطبقات, ( خر ) للخرائطي, ( طيا ) للطيالسي, ( حك ) للحكيم الترمذي في النوادر, ( نجا ) لابن النجار, ( حا ) للحارث في مسنده, ( عبد ) لعبد بن حميد, ( يا ) لابن أبي الدنيا القرشي, ( سن ) لابن السني, ( شي ر) للشيرازي, ( يه ) لابن مردويه, ( نيع ) لابن منيع, ( غز ) للغزالي, ( ضر ) لابن الضريس.

والله أسال أن يجبر كسري بحسن الخاتمة, بحق الفاتحة, وأن يجعلني من الفرقة الناجية الرابحة, بمنه وكرمه [91]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

كنز العمال في السنن والاقوال

للعلامة علي بن حسام الدين المتقي الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الكبير المتعال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المتبع في الأقوال والأفعال والأحوال، وعلى سائر الأنبياء، وآله وصحبه التابعين له في كل حال.

أما بعد : فيقول أحقر عباد الله علي بن حسام الدين الشهير عند الناس بالمتقي: لما رأيت كتابي ( الجامع الصغير ) وزوائده، تأليفي شيخ الإسلام جلال الدين السيوطي عامله الله بلطفه ملخصا من قسم الأقوال من ( جامعه الكبير), وهو مرتب على الحروف، جمعت بينهما مبوبا ذلك على الأبواب الفقهية، مسميا الجمع المذكور ( منهج العمال في سنن الأقوال ), ثم عَنَّ لي أن أبوب مابقي من قسم الأقوال، فنجز بحمد الله وسميته ( الإكمال لمنهج العمال ), ثم مزجت بين هذين التأليفين كتابا بعد كتاب, وبابا بعد باب, وفصلا بعد فصل، مميزا أحاديث ( الإكمال ), من ( منهج العمال), ومقصودي من هذا التمييز أن المؤلف رحمه الله ذكر أن الأحاديث التي في ( الجامع الصغير ) و( زوائده ) أصح وأخصر وأبعد من التكرار، كما يعلم من ديباجة ( الجامع الصغير), فصارا كتابا سميته ( غاية العمال في سنن الأقوال), ثم عَنَّ لي أن أبوب قسم الأفعال أيضا, فبوبته على المنهاج المذكور, وجمعت بين أحاديث الأقوال والأفعال, وأذكر أولا أحاديث ( منهج العمال )، ثم أذكر أحاديث ( الإكمال )، ثم أحاديث قسم الأفعال، كتابا بعد كتاب، فصار ذلك كتابا واحدا مميزا فيه ماسبق, بحيث أن من أراد تحصيل قسم الأقوال أو الأفعال منفردا أو تحصيلهما مجتمعين أمكنه ذلك.

وسميته : ( كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ), فمن ظفر بهذا التأليف فقد ظفر ( بجمع الجوامع )، مبوبا مع أحاديث كثيرة ليست في ( جمع الجوامع )، لأن المؤلف رحمه الله زاد في ( الجامع الصغير ) وذيله أحاديث لم تكن في

( جمع الجوامع.), وها أنا أذكر ديباجة المؤلف رحمه الله من ( الجامع الصغير ), و( ذيله ), ومن ( الجامع الكبير )، حتى لا أكون تاركا ولا مغيرا ألفاظه إن شاء الله تعالى.

[ ثم ذكر مقدمة (الجامع الصغير), وأتبعها ديباجة (زوائد ه),ثم ديباجة قسم الأقوال من (جمع الجوامع), و ديباجة قسم الأفعال منه, وقد تقدم الكل فلم أكرره ]

واعلم أن المؤلف رحمه الله تعالى جعل رمز البيهقي في ( جمع الجوامع ) ( ق ) وفي ( الجامع الصغي)ر و( زوائده ) ( ق ) رمز الشيخين, فأنت إذا رأيت رمز القاف في أحاديث ( الإكمال ) فاعلم أنها رمز البيهقي, وإذا رأيت القاف في أحاديث ( الجامع الصغير ), أو ( زوائده ) فاعلم أنها رمز الشيخي,ن فلا تغفل عن ذلك, والله الموفق, لارب سواه.

ثم إن المؤلف رحمه الله تعالى قد يذكر في ( جمع الجوامع ) رمز ( بز ) وربما يكتب ( ز ), وما نبه في الخطبة أنهما لمن ؟ فلعله نسي ذلك, أو هو سهو من الكاتب, فالغالب أنهما لأبي حامد يحيى بن بلال البزاز, فليعلم, ونحن الآن نشرع في المقصود فنذكر أولا فهرست الكتاب, فإنه أفيد للطلاب, وأنفع للإحاطة بجميع مافي الكتاب, فنقول.:

حرف الهمزه - كتاب الإيمان والإسلام باب في تعريفهما حقيقة ومجازا فصل في حقيقتهما فصل في المجاز والشعب فصل في فضلهما فصل في أحكامهما وأحكام البيعة والإيمان بالقدر وصفات المؤمنين والمنافقين - باب في الإعتصام بالكتاب والسنة فصل في البدعة باب في اللواحق المشتملة على فصول من صفات الله المتشابهات وقلة الإسلام وغربته وخطرات القلب وتقلبه ووسوسة الشيطان فيه وذم أخلاق الجاهلية وأحاديث متفرقة كتاب الأذكار باب الذكر وفضيلته باب في أسماء الله الحسنى واسمه الأعظم باب في الحوقلة باب في التسبيح باب في الاستغفار باب في الصلاة عليه r باب في تلاوة القرآن, وفيه فصول مشتملة على فضائل القرآن مطلقا, ثم فضائل السور و الآيات, وآداب التلاوة, وتفسير بعض الآيات, ولواحق كتاب الأذكار باب في الدعاء وفضله وآدابه ومحظوراته, وأوقات الإجابة, والأدعية الموقتة وغير الموقتة, كتاب الأخلاق وفيه بابان باب في الأخلاق والأفعال المحمودة, وفيه فصلان وباب فن الاخلاق والافعال المذمومة أيضا, وفيه فصلان كتاب الاجازة كتاب الايلاء.

حرف الباء - كتاب البيع باب في الكسب وفضيلته, وأنواعه وآدابه, ومحظوراته وأحكامه, باب في الاحتكار والتسعير باب في الربا وأحكامه, وأحاديث بر الوالدين, وبر الأولاد, ذكرت في آواخر كتاب النكاح, وأحاديث صلة الرحم, وقطعه ذكرت في كتاب الأخلاق في حرف الصاد فتفطن

حرف الجيم, كتاب الجهاد, ويشتمل على أبواب من الترغيب فيه, وآداب وأحكامه, ومحظوراته, وفضل الشهادة الحقيقية, والحكمية, ولواحق الكتاب.

حرف التاء, كتاب التوبة, فيه أبواب مشتملة على فضله, وأحكامه, ولواحقه, وبيان خفايا ألطافه تعالى, وسبق رحمته غضبه, كتاب التفليس.

حرف الحاء كتاب الحج والعمرة, كتاب الحدود وهو مشتمل على أنواعها, من حد الزنا واللواطة, وشرب الخمر و السرقة, ولواحق الكتاب, وأحاديث البغاة بعضها ذكر في كتاب الأذكار في باب التفسير من قسم الأفعال, تحت قوله تعالى إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... الآيةالمائدة: 33  وبعضها ذكر في كتاب الجهاد في باب اللواحق وقتال البغاة من قسم الأفعال, كتاب الحضانة,كتاب الحواله.

حرف الخاء, كتاب الخلافة والإمارة والقضاء, كتاب خلق العالم, كتاب الخلع

حرف الدال, كتاب الدعوى, كتاب الدين والسلم

حرف الذال, كتاب الذبح.

حرف الراء , كتاب الرضاع كتاب الرهن.

حرف الزاء , كتاب الزكاة, باب في الوجوب والترغيب فيها, والترهيب عن منعها, وبيان أحكامها, باب في السخاء و الصدقة وآدابها وأنواعها ومصرفها, باب في فضل الفقر والفقراء ومايتعلق به وذم السؤال وآداب طلب الحاجة وقبول العطاء, كتاب الزينة, والتجمل وهو مشتمل على أنواعها من الاكتحال والإدهان والحلق والتقصير والخضاب و التطيب.

حرف السين, كتاب السفر, كتاب السحر والعين والكهانة والعرافة والسخاء والانفاق ذكرا في الزكاة.

حرف الشين, كتاب الشفعة, كتاب الشهادات, كتاب الشمائل, باب في حليته r, باب في شمائل تتعلق بالعبادات من الطهارة والصلاة والذكر والدعاء والصوم والإعتكاف والحج والجهاد ومايتعلق به من الآلات وآداب السفر, باب في شمائل تتعلق بالعادات والمعيشة من الطعام والشراب واللباس والزينة والاكتحال والتختم والطلاء والحلق والتقصير و النكاح وآدابها والقسم والمباشرة, باب في شمائل تتعلق بأخلاقه وأفعاله r من الشكر والضحك والمزاح والغضب و السخاء والفقر وآداب خروجه من البيت وتكلمه وجلوسه وأخلاق تتعلق بحقوق الصحبة من السلام والاستئذان و المصافحة.

حرف الصاد , كتاب الصلاة ومايتعلق بها فيه ستة أبواب تشتمل على ستة عشر فصلا, كاب الصوم فيه بابان فيهما ثمانية فصول, كتاب الصحبة, فيه ثلاثة أبواب باب في الترغيب فيها وآدابها, باب في الترهيب عنها, وباب في حقوق تترتب على الصحبة من حق الجار والمركوب وآداب الركوب وحق المملوك على السيد وبالعكس وعيادة المريض و الاستئذان والسلام وفضائله وآدابه ومحظوراته والمصافحة وحق المجالس والجلوس والتعظيم والقيام والعطاس والتشميت والتثاؤب,كتاب الصيد.

حرف الضاد , كتاب الضيافة وآدابها.

حرف الطاء ومايتعلق به من الطعام وآداب الأكل نذكره في كتاب المعيشة من حرف الميم كتاب الطهارة وفيه خمسة أبواب فيها أربعة عشر فصلا كتاب الطلاق وفيه العدة والاستبراء والتحليل كتاب الطب والرقى والطاعون والوباء ذكر أحاديث الطاعون من قسم الأقوال في ترجمة الشهادة من حرف الجيم كتاب الطيرة والفال والعدوى.

حرف الظاء, كتاب الظهار حرف العين, كتاب العلم, كتاب العارية, كتاب العظمة والقدرة.\

حرف الغين كتاب الغضب, كتاب الغزوات.

حرف الفاء, الفقر ومايتعلق به ذكر في كتاب الزكاة من حرف الزاء كتاب الفرائض, كتاب الفراسة, كتاب الفضائل وفيه أبواب تشتمل على أبواب من فضائل نبينا محمد r وسائر الأنبياء صلاة الله عليهم أجمعين وفضائل القبائل وأهل البيت وهذه الأمة الإسلامية والأمكنة والأزمنة والحيوانات والأشجار والثمار, كتاب الفتن, باب في الوصية عند ظهور الفتن باب في الفتن والهرج والمرج, باب في قتل الخوارج.

حرف القاف القضاء ومايتعلق به ذكر في الخلافة من حرف الخاء, كتاب القيامة, باب في أمور تحدث قبلها من خروج الكذابين وأشراطها الصغرى وأشراطها الكبرى من خروج النار وطلوع الشمس من مغربها والخسف وخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج المهدي والدابة ويأجوج ومأجوج, باب في أمور تحدث بعدها من نفخ الصور و البعث والحشر والحساب والميزان والصراط والشفاعة وورود الحوض والجنة والنار وصفة أهلها وذبح الموت وصفة الحور ورؤية الله تعالى وأحوال أطفال المؤمنين والمشركين, كتاب القرض والمضاربة, كتاب القصاص والديات, كتاب القصص.

حرف الكاف, كتاب الكفالة.

حرف اللام, اللباس ومايتعلق به, نذكره في المعيشة من حرف الميم, كتاب اللقطة, كتاب اللقيط كتاب اللهو واللعب و التغني, كتاب اللعان.

حرف الميم, كتاب المزارعة, كتاب المعيشة والعادات, فيه أبواب مشتملة على آداب الأكل والشراب واللباس ومحظوراتها وآداب النوم وتعبير الرؤيا وبناء البيت وآداب دخوله وخروجه وحكم السكنى والإقامة وآداب التنعل والمشي كتاب المواعظ والحكم كتاب الموت ومايتعلق به من أمور قبل الدفن من تلقين المحتضر والغسل والتكفين والتشييع والصلاة والدفن وذم النياحة ومن أمور بعد الدفن من سؤال القبر وعذابه وزيارة القبور والتعزية وفضيلة طول العمر ولواحق الكتاب.

حرف النون, كتاب النكاح, فيه أبواب مشتملة على الترغيب والترهيب والأداب والأحكام من الولاء والاستيذان و الكفاءة والصداق وبليان نساء المحارم ومشتملة على حق الزوج على المرأة وبالعكس وعلى ترغيبات وترهيبات تختص بالنساء وعلى الأولاد وحقوقهم من التسمية والكنى والعقيقة والختان وغير ذلك وعلى بر الوالدين ولواحق الكتاب.

حرف الواو, كتاب الوصية, كتاب الوديعة, كتاب الوقف.

حرف الهاء كتاب الهبة, كتاب الهجرتين.

حرف الياء كتاب اليمين والنذر, خاتمة في المتفرقات.

فائدة : بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، وجد بخط الشيخ جلال الدين السيوطي, رحمه الله تعالى, ما صورته: الحمد لله, وسلام على عباده الذين اصطفى.:

هذه تذكرة مباركة بأسماء الكتب التي أهنيت مطالعتها على تأليف ( جمع الجوامع ) خشية أن تهجم المنية قبل تمامه على الوجه الذي قصدته, فيقضي الله من يذيل عليه, فإذا عرف ماانتهت مطالعته استغنى عن مراجعته, ونظر ماسواه, من الكتب الستة. (الموطأ), (مسند الشافعي), (مسند الطيالسي), (مسند أحمد), (مسند عبد بن حميد), (مسند الحميدي),. (مسند ابن [أبي عمر] العدني), (معجم البغوي), (معجم ابن قانع), (فوائد [سمويه]), ([المختارة]) للضياء المقدسي (طبقات) ابن سعد, (تاريخ دمشق) لابن عساكر, (معرفة الصحابة) للباوردي, ولم أقف على سوى الجزء الأول منه, و انتهى إلى أثناء حرف السين, (المصاحف) لابن [الأنباري, (الوقف والابتداء) له, (فضائل القرآن) لابن الضريس, (الزهد) لابن المبارك, (الزهد) لهناد السري, (المعجم الكبري) للطبراني, (المعجم الأوسط), (المعجم الصغير) له, (مسند أبي يعلى), (تاريخ بغداد) للخطيب, (الحلية) لأبي نعيم, (الطب النبوي) له, (فضائل الصحابة) له, كتاب (الهدى) له, (تاريخ بغداد) لابن النجار, (الألقاب) للشيرازي, (الكنى) لأبي أحمد الحاكم, (اعتلال القلوب) للخرائطي, (الإبانة) لأبي نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم السجزي, ([الأفراد]) للدارقطني, (عمل اليوم والليلة) لابن السني, (الطب النبوي) له, العظمة [لأبي] الشيخ, (الصلاة) لمحمد بن المرزوي, (نوادر الأصول) للحكيم الترمذي, (الأمالي) لأبي القاسم الحسين بن هبة الله ابن [صصري], (ذم الغيبة) لابن أبي الدنيا, (ذم الغضب) له, (مكائد الشيطان) له, ([الإخوان]) له, (قضاء الحوائج) له, (المستدرك) لأبي عبد الله الحاكم, (السنن الكبير) للبيهقي, (شعب الإيمان) له, (المعرفة) له, (البعث) له, (دلائل النبوة) له, (الأسماء والصفات) له, (مكارم الأخلاق) للخرائطي, (مساوي الأخلاق) له,(مسند الحارث بن أبي أسامة), (مسند أبي بكر ابن أبي شيبة), (مسند مسدد), (مسند أحمد بن منيع), (مسند إسحاق ابن راهويه), (صحيح ابن حبان), (فوائد تمام), ([الخلعيات]), (الغيلانيات), (المخلصيات), ([البخلاء]) [92] للخطيب, (الجامع) للخطيب, (مسند الشهاب) للقضاعي, (تفسير ابن جرير), (مسند الفردوس) للديلمي, (مصنف عبد الرزاق), (مصنف ابن أبي شيبة), (الترغيب في الذكر) لابن شاهين,

انتهى ما وجد بخط مؤلفه رحمه الله تعالى‏ [93]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال

للعلامة علي بن حسام الدين المتقي الهندي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي سهل حفظ الكتاب والسنة, وجعل صدورهم بحفظه لهما الفضل والمنة, و أشهد أن لا إلاالله, وحده لا شريك له, شهادة توجب الفوز بالدرجات في الجنة, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله, خيرمن أوتي الحكمة وفصل الخطاب, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه, الذين هم في أقطار الفصاحة والبلاغة أقطاب.

أما بعد : فيقول أحقر عباد الله علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي, عامله الله بلطفه الخفي, إني وقفت على كثير مما دونه الأئمة من كتب الحديث, فلم أر فيها أكثر جمعا من كتاب ( جمع الجوامع ) الذي ألفه الإمام العلامة عبدالرحمن جلال الدين السيوطي, سقى الله ثراه, وجعل الله الجنة مثواه, حيث جمع فيه من الأصول الستة وغيرها, الآتي ذكرها عند رموز الكتاب, وأودع فيه من الأحاديث ألوفا, ومن الأثار صنوفا, وأجاد فيه كل الإجادة, مع كثرة الجدوى و حسن الإفادة, وجعله قسمين قسما على مسانيد الصحابة, لكن عاريا عن فوائد جليلة

منها أن من أراد أن يكشف منه حديثا وهو عالم بمفهومه لا يمكنه إلا إذا حفظ رأس الحديث, إن كان قوليا أو اسم راويه إن كان فعليا, ومن لا يكون كذلك تعسر عليه ذلك

ومنها أن من أراد أن يحيط ويطلع على جميع أحاديث البيع مثلا أو أحاديث الصلاة, او الزكاة أو غيره,ا لم يمكنه ذلك أيضا إلا إذا قلب جميع الكتاب, ورقة ورقة , وهذا أيضا عسر جدا.

ومنها أن الأبواب والفصول والتراجم بمنزلة الشرح للأحاديث, وذلك أن بعض الأحاديث مجمل, وبعضها مفصل , و بعضها ذكر فيه سببه وقصته, وبعضه ليس كذلك, فلما جمعت في التبويب صار المفصل موضحا للمجمل, والمذيل بالقصة والسبب مبينا للذي ليس كذلك, كما سترى إن شاء الله تعالى, فأردت أن أجعله مبوبا, ليشمل هذه الفوائد الجليلة, مع فوائد أخر لا تخفى على من ذاق لذة الفصول والأبواب, وطعم حلاوة كشف الحديث من كل ترجمة وباب,

فبوبت أولا كتاب ( الجامع الصغير ) و( زاوئده ), وهما كتابان لخصهما المؤلف المذكور من قسم الأقوال من كتابه

( جمع الجوامع ) المذكور, وسميته ( منهج العمال في سنن الاقوال ), ثم بوبت بقية قسم الاقوال منه, وسميته ( الإكمال لمنهج العمال ), ثم جمعتهما مميزا أحاديثهما, بحيث ذكرت بعد كل ترجمة أولا أحاديث ( منهج العمال ), ثم كتبت بالحمرة لفظا ( الإكمال ), وسقت أحاديثه, وإنما ميزت بين أحديث الكتابين لأن أحاديث (منهج العمال ) بنسبة ( الإكمال ) كاللب بنسة القشور, كما قال المؤلف في خطبته, فتركت القشر وأخذت اللباب

وسميته : ( غاية العمال في سنن الأقوال )

ثم بوبت قسم الأفعال من ( جمع الجوامع ) فسميته : ( مستدرك الأقوال بسنن الأفعال ) ثم جمعت بينهما بحيث كتبت كتاب الإيمان مثلا من ( غاية العمال ), ثم كتبت كتاب الإيمان من ( مستدرك الأقوال ) وهكذا إلى آخر التأليف, وسميته : ( كنز العمال في سنن الاقوال و الافعال ), فصار كتابا حافلا في أربعة مجلدات, جامعا لمصادر الحديث وموارده, وضابطا لفنونه وشوارده, فانتشر ولله الحمد, ثم إنه لما كانت أحاديث ( جمع الجوامع ) مؤلفة على الحروف, و مسانيد الصحابة, كانت تكراراتها وزياداتها القولية و الفعلية منطوية تحت حرفها, مندرجة في مسندها, ولن تبين للطالب تكرارتها, ولم يظهر زياداتها, كحديث: ( عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه), وحديث: ( ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه) [94], فالأول ذكره t في حرف العين, والثاني في حرف الميم, و المعنى واحد, وقس على هذا باقي الأحاديث المكررة فيه.

فلما علقت شوارد أحاديثه بالفصول والأبواب, وقيد كل حديث منها بما يليق به من فصل وباب وكتاب, وأقرن كل حديث بقرينه, وأنيسه, وأجلس كل جليس مع جليسه, وظهرت تلك التكرارات بعد أن كانت منطوية, وتبينت تلك الزيادات بعد أن كانت خفية, ووجدت قصور همم الطالبين عن تحصيله لكثرة حجمه وتطويله, وإن كان غير خال عن الإفادة, لمن أراد زيادة البسط والإستفادة, أردت أن أحذف منها ما تكرر من غير أن أطوي شيئا من معانيه, وأترك من فنونه ومبانيه, فاستخرت الله تعالى في حذف أحاديثه وآثاره, واستعنته على انتخابه واختصاره, فحذفت منه نحو خمسة عشر الفا من الحديث, فكان المتروك كله نحو ثلث الكتاب, ومسلكي في الإختصار ودأبي في حذف التكرار أن المؤلف رحمه الله إذا ذكر الحديث القولي في قسم الافعال بزيادة سبب, أو مراجعة أو نحو ذلك, ذكرته في قسم الافعال إن كان معناه موقوفا على ذلك السبب, أو المراجعة أو نحو ذلك, وتركته من قسم الأقوال, وإن لم يكن معناه موقوفا على ذلك السبب, أو المراجعة تركته من الأفعال, لأنه مذكور في الأقوال بلفظه أو بمعناه, إذا رأيت حديثين استويا في المفهوم بحسب المعنى المقصود أخذت المختصر منهما, وإذا استويا في الإختصار أيضا أخذت أصحهما, وربما أخذت الأحاديث المتكررة المعنى لقلة الأحاديث في تلك الترجمة, أو لكثرة احتياج الناس إليها فليعلم

وسميته : ( منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ), ففاق هذا التأليف على ( كنز العمال ) بشيئين, أحدهما بحدف التكرار, والثاني امتزاج أحاديث الأفعال بأحاديث الأقوال, ترجمة بعد ترجمة, بحيث ذكرت بعد أن كتبت الترجمة بالحمرة أحاديث ( منهج  العمال ), ثم كتبت لفظ ( الإكمال ) بالحمرة, إن جاءت أحاديثه في تلك الترجمة, ثم كتبت لفظ الأفعال بالحمرة, إن جاءت أحاديثه, وهكذا على آخر الكتاب, وربما خالفت هذا الترتيب, وذلك قليل جدا ككتاب الشمائل, وكتاب الغزوات فليعلم.

وهذه رموز الكتاب : ( خ ) للبخاري, ( م ) لمسلم, ( ق ) لهما, ( د ) لأبى داود, ( ت ) للترمذي,( ن ) للنسائي, ( هـ ) لابن ماجة, ( 4 ) لهؤلاء الأربعة, ( 3 ) لهم إلا لابن ماجة, ( حم ) للإمام أحمد في (مسنده), ( عم ) لابنه في زوائده, ( ك ) للحاكم إن كان في (المستدرك), وأطلقت وإلا بينت, ( خد ) للبخاري في (الأدب), ( تخ ) له في التاريخ, ( حب ) لابن حبان في (صحيحه), ( طب ) للطبراني في (الكبير), ( طس ) له في (الأوسط), ( طص ) له في (الصغير), ( ص ) لسعيد بن منصور, ( ش ) لابن أبي شيبة, ( عب ) لعبدالرزاق في (الجامع), ( ع ) لأبى يعلى الموصلي, ( قط ) للدراقطني فان كان في (السنن) أطلقت, والا بينت, ( فر ) للديلمي في (الفردوس), ( حل ) لأبي نعيم في (الحلية), ( هب ) للبيهقي في (شعب الإيمان), ( عد ) لابن عدي في (الكامل), ( عق ) للعقيلي في (الضعفاء), ( خط ) للخطيب فإن كان في (التاريخ) أطلقت, وإلا بينت, ( ض ) للضياء في (المختارة), ( ط ) لأبي داود الطيالسي, ( كر ) لابن عساكر في (تاريخه).

ثم اعلم أن الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله قال في ( جمع الجوامع ) : وجميع ما في الكتب الخمسة

( خ م حب ك ض ) صحيح فالعزو إليها معلم بالصحة, سوى ما في (المستدرك) من المتعقب, فأنبه عليه, وكذا ما في (موطأ مالك), و (صحيح ابن خزيمة), وأبي عوانة, وابن السكن, و(المنتقى) لابن الجارود, و المستخرجات, فالعزو إليها معلم بالصحة أيضا, وفي ( د) ما سكت عليه فهو صالح, وما بين ضعفه نقلت عنه, وفي ( ت, ن, هـ, ط, حم, عم, ص, ش, ع, طب, طس, قط, حل, هب, هق ) صحيح وحسن و ضعيف, فأبينه غالبا, وكل ما كان في (مسند أحمد) فهو مقبول, فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن, وكل ما عزي إلى ( عق, عد, خط, كر ) أو للحكيم الترمذي في (نوادر الأصول), أو للحاكم في (تاريخه), أو لابن الجارود في (تاريخه), أو للديلمي في (مسند الفردوس), ثم اعلم أن المؤلف رحمه الله ذكر في ( جمع الجوامع ) رمز ( بز ) وربما كتب ( ز ) وما نبه عليه في الخطبة, فلعله سهو منه أو من الكاتب, فلعل محله بعد رمز الخطيب, وصورته هذه, ولأبي حامد يحيى بن بلال البزاز ( بز ) فافهم.

وهذه فهرست كتب الكتاب, ( وسردها في نحو عشرين صفحة ), ثم خاتمة في الأحاديث التي ما ظهر لي من أي باب هي, تم الفهرست.[95]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

جمع الفوائد  من جامع الأصول ومجمع الزوائد

للعلامة محمد بن سليمان الروداني المغربي

بسم الله الرحمن الرحيم, يارب لك الحمد لك كما ينبغي لجلال وجهك, وعظيم سلطانك, اللهم اجعل صلواتك و رحمتك وبركتك على سيد المرسلين, وإمام المتقين, وخاتم النبيين, محمد عبدك ورسولك, إمام الخير, وقائد الخير, ورسول الرحمة, اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبط به الأولون والآخرون, اللهم صل على محمد وعلى آل محمد, كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد و على آل محمد, كما باركت إبراهيم وآل إبراهيم, إنك  حميد مجيد

أما بعد: فهذا ( جمع الفوائد من جامع الاصول ومجمع الزوائد ), الأول للإمام مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري الموصلي, رحمه الله, جمع فيه ما في تجريد رزين بن معاوية للأصول الستة, بإبدال ابن ماجة ( بالموطأ ), وما نقصه رزين منها, وعزى كل حديث إلى مخرجه, سوى ما زاده, أعني ما في ( تجريد ) رزين, ولم يجده ابن الأثير في الأصول الستة, فإنه بيض له مكانا, حتى إذا عثر على مخرجه عزاه إليه فيه, ورتبه على ترتيب بديع, لكن لغموض دقة وضعه, واتساع حجمه في جمعه, قل أن ينتفع به إلا ذو فكرة ذكية وحافظة واعية, وأما الثاني فللحافظ نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي رحمه الله, جمع فيه ما في مسند الإمام أحمد  وأبي يعلى الموصلى, وأبي بكر البزار, ومعاجم الطبراني الثلاثة من الاحاديث الزائدة على ما في الأصول الستة, بجعل ابن ماجة هاهنا دون الموطأ, وعقب كل حديث بالكلام على رواته تعديلا وتجريحا, فجاء حجمه في ستة مجلدات, يتناهز ( بجامع الأصول ), فتجشمت هذا المجمع منهما, لضيق وسعي عن الإحاطة بكل ما فيهما, فاقتضى الجمع أن أضيف إليهما سنن ابن ماجة, لكن لكون ( جامع الأصول ) أخرجه ممن الستة, فلم يذكر ما فيه, وكون ( مجمع الزوائد ) أدخله فلم يذكر زوائده, لم يحسن مني أن أضيف كله على ( الجامع ) أو زوائده إلى ( المجمع ), لأن ذلك كجبر لأحدهما على خلاف مراده, فلهذا أفردت زوائده, وعزوته إليه, ولما كان اختلاف القوم في سادس الستة, أهو ابن ماجة أو الموطأ, أو مسند مسند الدارمي, راعيت هذا الخلاف, فأضفت لذلك أيضا زوائد الدارمي مفردة, إلا أن يتفق مع ابن ماجة فأجمعهما, وتكلمت على رجالهما تجريحا وتعديلا بما في ( الكاشف ) للذهبي, و( تهذيب التهذيب ), و( التقريب ) للحافظ ابن حجر وغيرها, ورتبته على الترتيب أصوله, لكونه مؤلف طبعي دون ترتيب ( الجامع ), وأينما عثرت على حديث مكرر عندهم في أبواب أثبته في أليق تلك الأبواب به, وحذفته في غيرها إلا لفائدة, أو غفلة من,ي كما فعل مسلم رحمه الله, وأينما ورد في حكم أو معنى حديثان فأكثر, أو روايتا حديث فأكثر فإني أقتصر فيه على ما هو أكثر فائدة من تلك الأحاديث, أو الروايات, وأحذف غيره إلا إن أشتمل على زيادة, فإني أخلص منه تلك الزيادة, أو أذكره كله, والحديث الذي تعدد من أخرجه أذكره بلفظ أحدهم, وسياقه, ثم تارة أذكر من له اللفظ, وتارة لا أذكره

وحيث قلت : بضعف مثلا فمرادي أن في إسناد ذلك الحديث من ضعف من رواته, لا أن الحديث ضعيف من كل وجه, إذ كثيرا ما يكون الراوي ضعيفا والحديث يكتنف بما يرقيه عن الضعف, كتعدد طرقه أو المتابعات أو الشواهد, أو قلت : بلين, فالمراد أن فيه من اختلف فيه, أهو مقبول أو مردود, أو أبي داود, و الترمذي, والنسائي دون ابن ماجة لما مر , أو قلت للطبراني فالحديث في معاجمه الثلاثة, الكبير والأوسط والصغير

وما كان من حديث في ( المجمع ) أو الدارمي أو ابن ماجة, وكان بعض رواته كذابا, أو متهما, أو متروكا, أو منكرا, فإني لا أخرجه لكونه في حكم العدم هنا, وإذا عبر الراوي في صيغة أدائه بنحو سمعت النبي r أو قال أو عن, قلت أنا بعد ذكر الراوي رفعه إن كان صحابيا أو أرسله إن كان غيره, وأكتب فوق كل راو t بلا حبر, فلا يترك القارئ قراءته, ولا الناسخ ملاحظته, وما سوى ذلك مما دعت إليه حاجة الإختصار, ويكفي في معرفته ممارسة الكتاب, إن شاء الله تعالى

وأسأل الله تعالى بما فيه ومن جاء به ومن آمن به أن يجعله لي ولمن خدمه منهجا لا بنتهي بنا دون حضرة شهوده, وفي مقعد صدق عند مليك مقتدر [96]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية

للعلامة محمد تاج الدين المناوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي نزل أهل الحديث أعلى منازل التشريف, والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الشريف العفيف, وآله وصحبه المعصومين في المقال عن التبديل والتحريف

وبعد : فيقول العبد الضعيف الراجي عفو ربه الرؤوف, اللطيف محمد المدعو تاج الدين بن المناوي الحدادي, كفاه الله شر المناوئ والمعادي, هذا كتاب أوردت فيه ما وقفت عليه من الأحاديث القدسية, الواردة على لسان خير البرية

مرتبا له على حروف المعجم, سائلا الله أن يغفر لي ما ارتكبته من الزلل ويرحم, إنه على ما يشاء قدير, وبالإجابة جديروسميته : ( الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ) [97]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية

للشيخ محمد المدني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أنزل أهل الحديث منازل الابرر, والصلاة والسلام على محمد سيد الاخيار, وعلى آله واصحابه الذين وقوقوا شر نار الأنيار, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى دار القرار

أما بعد : فيقول العبد الضعيف الراجي عفو ربه الغني, الشيخ محمد المدني, هذا كتاب أوردت فيه ما وقفت عليه من الأحاديث القدسية, الواردة بالأسانيد عن خير البرية, مرتبا على ثلاثة أبواب وخاتمة, الباب الاول فيما صدر بلفظ قال, الباب الثاني فيما صدر بلفظ يقول, والباب الثالث فيما لم يصدر بهما, بل يذكر في أثناء الحديث كلام الله ممزوجا بالحديث, والخاتمة فيما يتعلق بتعريف الحديث القدسي و ما يتعلق به, وسميته ( بالإتحافات السنية في الأحاديث القدسية ) [98]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

قطف الأزهار المتناثرة في الاخبار المتواترة

للحافظ  جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمه المتواترة, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة أعدها للنجاة من أهوال الآخرة, و أشهد أن محمد عبده ورسوله ذو المعجزات الباهرة, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه, ومن عاونه و ناصره

وبعد : فقد جمعت كتابا سميته ( الفوائد المتكاثرة في الاخبار المتواترة ), و أوردت فيه ما رواه من الصحابة عشرة فصاعدا, مستوعبا طرق كل حديث وألفاظه, فجاء كتابا حافلا لم أسبق إلى مثله, إلا أنه لكثرة ما فيه من الأسانيد إنما يرغب فيه من له عناية في الحديث, واهتمام عال, وقليل ما هم, فرأيت تجريد مقاصده في هذه الكراسة, ليعم نفعه بأن أذكر الحديث, وعدة من رواه من الصحابة, مقرونا بالعزو الى من خرجه من الائمة المشهورين, وفي ذلك مقنع للمستفيدين

وسميته : ( قطف الازهار المتناثرة في الاخبار المتواترة ), ورتبته على الأبواب كأصله [99]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

لقط الآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة

للعلامة أبي الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمائه المتوافرة, وآلائه المتكاثرة, حمدا تتواتر به الفيوضات, وتتناثر به الخطيات, والصلاة و السلام الاتمان الأكملان على سيدنا ومولانا محمد سيد المخلوقات, وأفضل البريات, وعلى آله و صحبه, وأتباعه, والهداة من حزبه وأشياعه.

فهذا جزء ضمنته ذكر الأحاديث التي قيل فيها بالتواتر, سألني في جمعه بعض الأحباب المشتغلين في قراءة حديثه, صلى الله عليه وسلم رغبة من حوز الفضائل, وطمعا في اكتساب الفواضل, وبارك الله فيهم وأيدهم لتوفيقه, وأوردت فيه من الأحاديث التي رواها عشرة من الصحابة فصاعدا, وأعرضت عنه دون ذلك لكثرته, وقد صنف فيه غير واحد من الحفاظ, كالبدر الزركشي, والشمس محمد بن عبدالدايم البرماوي, والجلال أبي الفضل السيوطي, و الشمس محمد بن محمد بن طولون الحنفي الصالحي, وغير هؤلاء, وسميت ما جمعته : ( لقظ اللآلئ المتناثرة في الاحاديث المتواترة )

وعلى الله أتوكل, وبه أستعين في أمور الدنياو الآخرة, و أقدم قبل الشروع في المقصود مقدمة في بيان حد التواتر, وما فيه من الاختلاط [100]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

نظم المتناثرمن الحديث المتواتر

للشيخ محمد بن جعفر الكتاني

بسم اللّه الرحمن الرحيم, وصلى اللّه على سيدنا محمد النبي الكريم, الحمد للّه الذي تواترت ألسنة الذاكرين بذكره, و تمجيده، و تواطأت قلوب المحبين على حبه وتعظيمه وتوحيده, و الصلاة و السلام الأتمان الأكملان على إنسان عين الوجود الباهر, المخصوصة أمته السعيدة بإسناد ما هو صحيح عنه و حسن و متواتر, وعلى آله السادة, وصحابته النجوم البررة القادة.

أما بعد : فإن علم الحديث الشريف أجل العلوم قدراً, وأكملها مزية وأعظمها خطراً, ومن حازه فقد حاز فضلاً كبيراً, ومن أوتيه فقد أوتي خيراً كثيراً, ومن ظفر به ظفر بإكسير السعادة, ونال كل المنى ورزق خاتمة الحسنى والزيادة.

وقد روي عن سفيان الثوري كما ذكره ابن الصلاح في مقدمة ( علوم الحديث ) له قال : ما أعلم عملاً أفضل من طلب الحديث لمن أراد به اللّه عز وجل, قال ابن الصلاح : وروينا نحوه عن ابن المبارك اهـ و عن المعافي بن عمران قال : كتابة حديث واحد أحب إلي من صلاة ليلة

وأخرج ابن عساكر في ( تاريخه ) عن أبي العباس المرادي قال : رأيت أبا زرعة في النوم فقلت : ما فعل اللّه بك ؟ , فقال : لقيت ربي فقال لي : يا أبا زرعة أني أوتي بالطفل فآمر به إلى الجنة, فكف بمن حفظ السنن على عبادي تبوأ من الجنة حيث شئت.

وفي ( فهرسة ) الإمام أبي عبد اللّه القصار ما نصه :  بشارة عظيمة, قال محمد بن عبد العظيم المنذري لرائيه يعني في النوم دخلنا الجنة, وقبلنا يد رسول اللّه r, وقال: أبشروا كل من كتب بيده قال رسول اللّه r فهو معه في الجنة اهـ, وفي ( أذكار النووي ) عن سهل بن عبد اللّه التستري, أحد أفراد هذه الأمة وعبادها, أنه كان يأتي أبا داود السجستاني صاحب ( السنن ), ويقول : أخرج لي لسانك الذي تحدث به حديث رسول اللّه r لأقبله فيقبله.

وعن إبراهيم بن أدهم قال : إن اللّه ليدفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث

وأخرج الشيخ أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي في كتاب ( الحجة على تارك المحجة ) بسنده إلى أحمد بن حنبل أنه قيل له : هل للّه في الأرض أبدال, فقال : نعم, قيل : من هم ؟,قال : إن لم يكن أصحاب الحديث هم الأبدال فما أعرف للّه أبدالاً

وفي ( العهود المحمدية ): كان سفيان الثوري وابن عيينة وعبد اللّه بن سنان يقولون : لو كان أحدنا قاضياً لضربنا بالجريد فقيهاً لا يتعلم الحديث, ومحدثاً لا يتعلم الفقه اهـ.

وفي ( الفتوحات المكية ) لابن العربي الحاتمي رحمه اللّه [101]: أن العالم لا يطلق يوم القيامة إلا على المحدث, وأما غيره فيتميز بعمله, إن كان له عمل, ويحشر في عموم الناس, وأما أهل الحديث فيحشرون مع الرسل, وهم ورثة الأنبياء, وأطال في ذلك, فانظره

ويروى مرفوعاً: ( اللّهم ارحم خلفائي, قيل : ومن هم ؟,قال : الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي , وسنتي ).[102]

وفي الحديث المتواتر كما يأتي : ( نضر اللّه امرأً سمع مقالتي فوعاها, فأداها كما سمعها), دعا بالنضرة وهي البهجة و الحسن, قال ابن عيينة : ليس أحد من أهل الحديث إلا في وجهه نضرة لهذا الحديث.

وقد كان بعض الأئمة الكبار إذا رأى أصحاب الحديث ينشد ويقول:

أهلاً وسهلاً بالذين أحبهـم *** وأودهم في اللّـه ذي الآلاء

أهلاً بقوم صالحين ذوي تقى *** غر الوجوه وزين كل مـلاء

يا طالــبي علم النبي محمد *** ما أنتم وسواكـم بسـواء.

وللحافظ أبي طاهر السلفي:

دين النبي وشرعـه إخبـار *** وأجل علم يقتفي آثـاره

من كان مشتغلاً بها وبنشرها *** بين البرية لا عفـت آثاره

وروى ابن عبد البر بسنده إلى عبد اللّه بن الإمام أحمد بن حنبل عن أبيه قال:

دين النبي محمـد آثــــار *** نعم المطية للفتى الإخبار

لا تعد عن علم الحديث وأهله *** فالرأي ليل والحديث نهار

ولربما جهل الفتى طرق الهدي *** والشمس طالعة لها أنـوار

وإن أهل هذا الفن قد قسموه أنواعاً, ووضعوا في كل نوع منه أوضاعاً, ومن أنواعه المذكورة, الأحاديث المتواترة المشهورة, وقد نهضت قبل هذا الأوان, لجمع ما وقفت عليه منها في بطون الدفاتر ومقيدات الإخوان, حتى جمعت منها جملة وافرة, وعدة جليلة متكاثرة, ولما خفت عليها من الدروس والضياع, جمعتها مقيد للانتفاع

وسميته : ( بنظم المتناثر من الحديث المتواتر ), وكان ذلك قبل وقوفي للسيوطي على ( أزهاره المتناثرة ), الذي لخصه في ( فوائده المتكاثرة ), ثم بعد وقوفي عليه, أضفت ما فيه إليه, ولم أدع حديثاً من أحاديثه إلا ذكرته, وبقولي عند ذكره "أورده في ( الأزهار ) من حديث فلان ميزته, ثم أذكر ما عده فيه من الصحابة أو التابعين, مسقطاً لما ذكره من المخرجين, فإن تيسرت زيادة نبهت عليها, وبلفظة ( قلت )بعد كلامه أشرت إليها, وما لم يذكر أتيت فيه بما يسره اللّه علي, من غير تعرض إليه, فيعلم من ذلك أني لم أجد ذلك الحديث لديه, وقد قال السخاوي في مبحث المتواتر من شرح الألفية ما نصه : وقد أفرد ما وصف بذلك: يعني بالتواتر في تأليف إما للزركشي أو غيره اهـ.

قلت : إفراده بالتأليف بعد السخاوي جماعة, منهم الشيخ الإمام الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي, المتوفى سنة إحدى عشرة وتسعمائة, وسماه ( الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة ), رتبه على الأبواب, وجمع فيه ما رواه من الصحابة عشرة فصاعدا,ً مستوعباً فيه كل حديث بأسانيده,وطرقه وألفاظه, فجاء كتاباً حافلاً, لم يسبق كما قال إلى مثله, ثم جرد مقاصده في جزء لطيف, سماه ( الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ), اقتصر فيه على ذكر الحديث وعدة من رواه من الصحابة, مقروناً بالعزو إلى من خرجه من الأئمة المشهورين,.وعدة أحاديثه فيه ما ذكره هو في آخره مائة, لكني عددتها فوجدتها تزيد على ذلك باثني عشر, وإلى اللّه تعالى حقيقة الخبر, ومنهم الشيخ الإمام الحافظ خاتمة المسندين ذو التصانيف العديدة, شمس الدين أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن علي بن طولون الحنفي الدمشقي الصالحي, المتوفى سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة, وسماه ( اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة ) ومنهم الشيخ أبو الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المصري, المتوفى عام خمسة ومائتين وألف, وسماه : ( لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة), ومنهم أخذ السيد النواب صديق بن حسن بن علي القنوجي البخاري الحسيني الأربعين التي جمعها مما بلغ حد التواتر, وسماها : ( بالحرز المكنون من لفظ المعصوم المأمون ).

وقد قال في ( شرح النخبة ) للعلامة أبي الحسن محمد صادق السندي المدني ما نصه : وقد تساهل السيوطي في الحكم بالتواتر, فحكم على عدة من الأحاديث بذلك, وأوردها في كتاب سماه : ( الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة ) اهـ, وهو كذلك, فإنه ذكر عدة أحاديث ربما يقطع الحديثي بعدم تواترها, ويظهر أيضاً من كلامه أنه قصد جمع المتواتر اللفظي, ثم إنه كثيراً ما يورد أحاديث صرح هو أو غيره في بعض الكتب بأن تواترها معنوي, وهذا قبل الشروع في المقصود بياناً وإيضاحا,ً وأتى بمقدمة في بيان معنى التواتر لغة واصطلاحاً, فأقول‏ [103]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

البدر المنيرفي غريب  احاديث البشير النذير للشيخ أبي المواهب عبدالوهاب بن أحمد الشعراني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه, ويكافئ مزيده, يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك, ولعظيم سلطانك, سبحانك لانحصي ثناء عليك, أنت كما اثنيت على نفسك, والصلاة والتسليم على أشرف المرسلين, محمد وآله وصحبه أجمعين

وبعد : فهده أحاديث غريبة قَلَّ أن يطلع على تخريجها عالم من علماء أهل عصرنا, عدتها نحو من ألفين وثلاثمائة حديث, انتخبتها من كتاب ( الجامع الكبير ), وكتاب ( الجامع الصغير ), وكتاب ( زوائد الجامع الصغير) والكتب الثلاثة للامام الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي, خاتمة حفاظ مصر المحروسة, وأضفت إليها جميع ما في كتاب السخاوي رحمه الله المسمى : ( بالمقاصد الحسنة في تخريج الاحاديث الدائرة على الألسنة ), وسلكت فيه ترتيب أصوله, و هو ترتيبه على حروف المعجم, مراعيا أول حرف من تلك الكلمة, ولم أذكر فيه شيئا من الاحاديث الموضوعة إلا مبينا

قال السيوطي في بعض نسخ ( الجامع الكبير ): وجميع ما أعزوه للبخاري, ومسلم, و(الموطأ), وابن حبان, و(مستدرك) الحاكم على الصحيحين, و(المختارة) للضياء المقدسي, و(صحيح) ابن خزيمة, وأبي عوانة, و ابن السكن, و(المنتقى) لابن الجارود, و(المستخرجات) للحاكم, فهو كله صحيح, فالعزو إليها مؤذن بالصحة, لأنهم لا يروون إلا الصحيح

وجميع ما أعزوه لكتب التواريخ فهو ضعيف, إلا (تاريخ البخاري) فإنه كله صحيح, وجميع ما أعزوه لأبي داود الطيالسي, والإمام أحمد, وابنه عبدالله, وسعيد بن منصور, وابن أبي شيبة, وأبي يعلى, و الطبراني في (الكبير), و (الأوسط), والدراقطني, و(الحلية) لأبي نعيم, والييهقي في (السنن), و(الشعب), في ذلك كله الصحيح والحسن و الضعيف, فأبين ذلك غالبا, وجميع ما أعزوه للعقيلي, وابن عدي, وابن عساكر, و الخطيب, والحكيم الترمذي في (نوادر الاصول) والحاكم, وابن النجار في (تاريخيهما), والديلمي في (مسند الفردوس) فهو ضعيف, فيستغنى بالعزو الى هذه الكتب عن بيان الضعف انتهى, وقد تبعته في هذا الاصطلاح

وسميته : ( بالبدر المنير في غريب أحاديث البشير النذير ), ومرادي بالغرابة جهل غالب الناس بمن خرجها, لا الغرابة في مصطلح المحدثين, وكان الباعث لي على تأليفه كثرة سؤال الناس لي عن تلك الأحاديث, هل هي مرفوعة أو منقطعة ؟, وهل هي من كلام رسول الله r أو من كلام أصحابه , و أهل بيته ؟, فأحببت بذلك أن أدخل بتأليفه في جملة حملة شريعته, من المحدثين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين, إذ هم رسل رسول الله r بتبليغهم شرعه إلى أمته إلى يوم الدين, وهذا شرف لم يشاركهم فيه أحد غيرهم, فإن رسول رسول r رسول, وهكذا إلى يوم الدين, كما أشار ألى ذلك رسول الله r بقوله : ( رحم الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها ), يعني حرفا بحرف, فحاز الحمدثون دعاء رسول r الله لهم بالرحمة, ودعاؤه مستجاب لا يرد منه شيء, وغير المحدثين ليس لهم من الدعاء بالرحمة إلا بقدر ما بلغوا من السنة الواردة, لا الفهم والرأي, فافهم, والحمد لله رب العالمين, فإذا علمت ذلك فأقول, وبالله التوفيق [104]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

القول المسددفي الذب عن مسند الإمام أحمد

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الحكيم فلا يتوجه عليه الإنتقاض لأحكامه ولا الإنتقاد لأقواله, العليم فلا يخفى عليه مثقال الذر من الوجود ولا أخف من مثقاله, العظيم فلا يدرك العالم العارف كنه جلاله, لا راد لما قضى وأحكم, ولا معقب لما أمضى وأبرم, أحمده على جزيل بره, وأستعينه وأستهديه و أشكره على إحسانه الذي منه إلهام شكره, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, الملك العلي الأعلى الكريم الأكرم, وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى السبيل الأقوى الأقوم, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشرف وكرم

أما بعد : فقد رأيت أن أذكر في هذه الأوراق ما حضرني من الكلام على الأحاديث التي زعم بعض أهل الحديث أنها موضوعة, وهي في المسند الشهير للإمام الكبير أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل, إمام أهل الحديث في القديم و الحديث, والمطلع على خفاياه, المثير لخباياه, عصبية مني لا تخل بدين ولا مروءة, وحمية للسنة لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية, بل هي ذب عن هذا المصنف العظيم, الذي تلقته الأمة بالقبول والتكريم, وجعله إمامهم حجة يرجع إليه, و يعول عند الاختلاف عليه, وقد قرأت في ذلك (جزءا) جمعه شيخنا الإمام العلامة حافظ عصره, زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي تغمده الله بالرحمة والرضوان, كتبته عنه, ثم قرأته عليه, وهو مشتمل على تسعة أحاديث, هي في التحقيق سبعة, وفاته شيء آخر على شرطه كنت علقته على ذلك (الجزء), فرأيت الآن جمعه هنا, وقد رأيت قبل أن نخوض في حديث الأجوبة, ونوجه الرد أو نتعقبه أن أذكر سياق ما أورده الشيخ على الولاء, على نص ما كتبه في (الجزء) المذكور, ثم أذكر وجه الذب عن الأحاديث المذكورة, على طريقة أهل الحديث, من غير تعسف ولا تكلف

أخبرني شيخنا العلامة أبو الفضل بن الحسين بقراءتي عليه بمنزلة ظاهر القاهرة قلت له رضى الله عنك :

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تبويء قائلها من الجنان غرفا, وأشهد أن محمدا عبده المرتضى, ورسوله المصطفى, صلى الله عليه وعلى آله و صحبه, وزادهم تعظيما وشرفا.

وبعد : فقد سألني بعض أصحابنا من مقلدي مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل t في سنة خمسين و سبعمائة أو بعدها ييسير له أن أفرد ما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث التي قيل فيها إنها موضوعة, فذكرت له أن الذي في ( المسند ) من هذا النوع أحاديث ذوات عدد, ليست بالكثيرة, ولم يتفق لي جمعها, فلما قرأت

( المسند ) في سنة ستين وسبعمائة على الشيخ المسند علاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن صالح العرضي الأصل الدمشقي, قدم علينا من الإسكندرية لسماع المسند عليه, وقع في أثناء السماع كلام هل في ( المسند ) أحاديث ضعيفة, أو كله صحيح, فقلت : إن فيه أحاديث ضعيفة كثيرة, وإن فيه أحاديث يسيرة موضوعة, فبلغني بعد ذلك أن بعض من ينتمي إلى مذهب الإمام أحمد أنكر هذا إنكارا شديدا, من أن فيه شيئا موضوعا, وعاب قائل هذا, ونقل عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية : أن الذي وقع فيه من هذا هو من زيادات القطيعي, لا من رواية الإمام أحمد , ولا من رواية ابنه عبد الله عنه, فحرضنى قول هذا القائل على أن جمعت في هذه الأوراق ما وقع في ( المسند ) من رواية الإمام أحمد, ومن رواية ابنه عبد الله, مما قال فيه بعض أئمة هذا الشأن إنه موضوع, وبعض هذه الأحاديث مما لم يوافق من ادعى وضعها على ذلك, فأبينه مع سلوك الإنصاف, فليس لنا بحمد الله غرض إلا في إظهار الحق, وقد أوجب الله تعالى على من علم علما وإن قل أن يبينه, ولا يكتمه, كما حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الربيع الدلاصي بقراءتي عليه بمصر, أنا محمد بن عبد الحق القرشي, أنا عبد الرحمن ابن عبد المجيد الصفراوي, وعبد الصمد بن داود الغضائري, قالا أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أنا القاسم بن الفضل أنا محمد بن الفضل بن نظيف, أخبرنا أحمد بن الحسن الرازي, ثنا بكر بن سهل الدمياطي, ثنا موسى بن محمد, ثنا زيد بن مسور عن الزهري, عن ابن المسيب, عن أبي هريرة قال قال رسول اللهr : ( ما آتى الله عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه ) [105]

موسى بن محمد هو البلقاوي متهم, لكن له شاهد بإسناد صالح من حديث ابن مسعود, رويناه في كتاب ( فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف ) لأبي نعيم الحافظ

وليعلم المنكر لقولي إن في ( المسند ) أحاديث يسيرة موضوعة أنه أنكر علي قولا واجبا على من وجهين, أحدهما : أنى سئلت عنه, والثاني : أن العلماء قالوا : لا يجوز رواية الحديث الموضوع إلا مع بيان أنه موضوع, فلنذكر الآن الأحاديث التي نحن بصدد إيرادها بأسانيد الإمام أحمد, ليظهر موضع العلة, مقدما ذكر سندي إلى الإمام أحمد [106]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

غرر الفوائد المجموعة

في بيان ما وقع في صحيح مسلم

من الأحاديث المقطوعة

للحافظ رشيد الدين أبي الحسين

يحيى بن علي القرشي العطار

بسم الله الرحمن الرحيم, وما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, الحمد لله حق حمده, وصلواته و سلامه على محمد نبيه وعبده, و على آله وصحبه من بعده

وبعد : فهذه أحاديث مخرجة من صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري الحافظ t, وقعت شاذة عن رسمه فيه, ذكرها الإمام أبو عبد الله محمد بن علي التميمي المازري رحمه الله في كتابه المسمى ( بالمعلم )[107], ونص على أنها وقعت في كتاب مسلم مقطوعة الأسانيد, وعدها أربعة عشر حديثا, ونبه على أكثرها في مواضعها من كتابه, إلا أنه لم يبين صفة انقطاعها, ولا ذكر من وصلها كلها من أئمة الرواة, فربما توهم الناظر في كتابه ممن ليس له عناية بالحديث, ولا معرفة بجمع طرقه أنها من الأحاديث التي لا تتصل بوجه, ولا يصح الاحتجاج بها لانقطاعها

وقد رأيت غير واحد يلهج بذكرها, ويظنها على هذه الصفة, وليس الأمر كذلك, بل هي متصلة كلها, والحمد لله من الوجوه الثابتة التي نوردها فيما بعد إن شاء الله, وهذا القول الذي قاله الإمام أبو عبد الله المازري إنما أخذه فيما قيل من كلام الحافظ أبي علي الغساني الأندلسي [108], فإنه جمعها قبله, وعدها كذلك أيضا, إلا أنه نبه على اتصال بعضها, ولم يستوعب ذلك في جميعها

ولعل المازري رحمه الله إنما ترك التنبيه على اتصالها لاكتفائه بما ذكره أبو علي الحافظ, على أنهما قد خولفا في إطلاق تسمية المقطوع على أحاديث منها, ولم يسلم لهما ذلك فيها, على ما يأتي بيانه في موضعه إن شاء الله

وقد استخرت الله سبحانه وجمعتها في هذا الجزء لنفسي, ولمن شاء الله أن ينتفع بها, وأضفت إليها ما وقع لي في صحيح مسلم من جنسها, مما لم يعده الحافظ أبو علي في جملتها, وبينت وجوه اتصالها كلها, وسميت من وصلها من الثقات المعتمد على قولهم في هذا الشأن, ومن أخرجها في كتبه من أئمة الحديث, مستعينا في ذلك كله بالله عز وجل, ومستمدا هدايته وإرشاده, وتوفيقه إلى الصواب وإسعاده, وهو حسبي ونعم الوكيل [109]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب التفاسير الحديثية

 

 

تفسيرالقرآن

للحافظ ابن أبي حاتم

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على محمد خاتم الانبياء وعلى آله أجمعين.

سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا بأصح الأسانيد, وحذف الطرق و الشواهد, والحروف والروايات, وتنزيل السور, وأن نقصد لإخراج التفسير مجردا, دون غيره مقتصين تفسير الآي حتى لا نترك حرفا من القرآن يوجد له تفسير إلا أخرج ذلك, فأجبتهم إلى ملتمسهم, وبالله التوفيق, وإياه نستعين, ولا حول ولا قوة الا بالله

فتحريت إخراج ذلك بأصح الأخبار إسنادا, وأشبهها متنا, فإذا وجدت التفسير عن رسول الله r لم أذكر معه أحدا من الصحابة ممن أتى بمثل ذلك, وإذا وجدته عن الصحابة فإن كانوا متفقين ذكرته عن أعلاهم درجة, بأصح الأسانيد, وسميت موافقيهم بحذف الإسناد, وإن كانوا مختلفين ذكرت اختلافهم, وذكرت لكل واحد منهم إسنادا, وسميت موافقيهم بحذف الإسناد, فان لم أجد عن الصحابة ووجدته عن التابعين عملت فيما أجد عنهم ما ذكرته من المثال في الصحابة, وكذا أجعل المثال في أتباع التابعين و أتباعهم, جعل الله ذلك لوجهه خالصا, ونفع به [110]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله أحيا بما شاء مآثر الآثار بعد الدثور, ووفق لتفسير كتابه العزيز بما وصل إلينا بالإسناد العالي من الخبر المأثور, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تضاعف لصاحبها الأجور, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أسفر فجره الصادق فمحا ظلمات أهل الزيغ والفجور, صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه ذوي العلم المرفوع, و الفضل المشهور, صلاة وسلاما دائمين ممر الليالي والدهور

وبعد : فلما ألفت كتاب ( ترجمان القرآن ) وهو التفسير المسند عن رسول الله r وأصحابه y, وتم بحمد الله في مجلدات, فكان ما أوردته فيه من الآثار بأسانيد الكتب المخرج منها واردات, رأيت قصور أكثر الهمم عن تحصيله, و رغبتهم في الاقتصار على متون الأحاديث دون الإسناد وتطويله, فخلصت منه هذا المختصر, مقتصرا فيه على متن الأثر مصدرا بالعزو والتخريج إلى كل كتاب معتبر,

وسميته : ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ), والله أسأل أن يضاعف لمؤلفه الأجور, ويعصمه من الخطأ والزور, بمنه و كرمه, إنه البر الغفور [111]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

شروح الكتب الحديثية

 

 

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

للحافظ أبي عمر يوسف بن عبدالبر النمري

بسم الله الرحمن الرحيم, صلى الله على سيدنا محمد و على أهله, عونك اللهم, قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمرى الحافظ t :

الحمد لله الأول والآخر الظاهر, الباطن القادر القاهر, شكرا على تفضله وهدايته وفزعا الى توفيقه وكفايته, ووسيلة الى حفظه ورعايته, ورغبة في المزيد من كريم الآئه وجميل بلائه, وحمدا على نعمه التي عظم خطرها عن الجزاء, و جل عددها عن الاحصاء, وصلى الله على محمد خاتم الأنبياء, وعلى آله اجمعين وسلم تسليما

أما بعد : فإني رأيت كل من قصد إلى تخريج ما في ( موطأ مالك بن أنس ) رحمه الله من حديث رسول الله , قصد بزعمه الى المسند, وأضرب عن المنقطع والمرسل, وتأملت ذلك في كل ما انتهى الى مما جمع في سائر البلدان, وألف على اختلاف الأزمان, فلم أر جامعيه وقفوا عند ما شرطوه, ولا سلم لهم في ذلك ما أملوه, بل أدخلوا من المنقطع شيئا في باب المتصل, وأتوا بالمرسل مع المسند, وكل من يتفقه منهم لمالك وينتحله إذا سألت من شئت منهم عن مراسيل

( الموطأ ) قالوا : صحاح, لا يسوغ لأحد الطعن فيها, لثقة ناقليها, وأمانة مرسليها, وصدقوا فيما قالوه من ذلك, لكنها جملة ينقضها تفسيرهم باضرابهم عن المرسل والمقطوع, وأصل مذهب مالك رحمه الله و الذي عليه جماعة أصحابنا المالكيين أن مرسل الثقة تجب به الحجة, ويلزم به العمل, كما يجب بالمسند سواء, وأجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل, وايجاب العمل به اذا ثبت, ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع, على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة الى يومنا هذا, الا الخوارج وطوائف من أهل البدع, شرذمة لا تعد خلافا, وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتى لما يخبره به العالم الواحد اذا استفتاه فيما لا يعلمه, وقبول خبر الواحد العدل فيما يخبر به مثله, وقد ذكر الحجة عليهم في ردهم أخبار الآحاد جماعة من أئمة الجماعة, وعلماء المسلمين, وقد أفردت لذلك كتابا موعبا [112] كافيا والحمد لله

ولأئمة فقهاء الآمصار في إنفاذ الحكم بخبر الواحد العدل مذاهب متقاربة, بعد أجماعهم على ما ذكرت لك من قبوله, و إيجاب العمل به دون القطع على مغيبه, فجملة مذهب مالك في ذلك ايجاب العمل بمسنده و مرسله, ما لم يعترضه العمل الظاهر ببلده, ولا يبالي في ذلك من خالفه في سائر الأمصار, ألا ترى الى إيجابه العمل بحديث التفليس, وحديث المصراة, و حديث أبي القعيس في لبن الفحل, وقد خالفه في ذلك بالمدينة وغيرها جماعة من العلماء, وكذلك المرسل عنده سواء, ألا تراه يرسل حديث الشفعة ويعمل به, و يرسل حديث اليمين مع الشاهد ويوجب القول به, ويرسل حديث ناقة البراء بن عازب في جنايات المواشي ويرى العمل به, ولا يرى العمل بحديث خيار المتبايعين, ولا بنجاسة ولوغ الكلب, ولم يدر ما حقيقة ذلك كله لما اعترضهما عنده من العمل, ولتخليص القول في ذلك موضع غير هذا, وقالت طائفة من أصحابنا مراسيل الثقات أولى من المسندات, واعتلوا بأن من أسند لك فقد أحالك على البحث عن أحوال من سماه لك ومن أرسل من الأئمة حديثا مع علمه ودينه وثقته فقد قطع لك على صحته وكفاك النظر

وقالت منهم طائفة أخرى : لسنا نقول أن المرسل أولى من المسند, ولكنهما سواء في وجوب الحجة و الاستعمال, و اعتلوا بأن السلف رضوان الله عليهم أرسلوا ووصلوا وأسندوا, فلم يعب واحد منهم على صاحبه شيئا من ذلك, بل كل من أسند لم يخل من الأرسال, ولو لم يكن ذلك كله عندهم دينا وحقا ما اعتمدوا عليه, لأنا وجدنا التابعين اذا سئلوا عن شيء من العلم وكان عندهم في ذلك شيء عن نبيهم أو عن أصحابه y قالوا قال رسول الله r كذا, وقال عمر كذا ,ولو كان ذلك لا يوجب عملا ولا يعد علما عندهم لما قنع به العالم من نفسه, ولا رضى به منه السائل, وممن كان يذهب الى هذا القول من أصحابنا أبو الفرج عمرو بن محمد المالكي [113], وأبو بكر محمد بن عبدالله بن صالح الأبهري [114], وهو قول أبي جعفر محمد بن جرير الطبري

وزعم الطبري أن التابعين بأسرهم أجمعوا على قبول المرسل, و لم عنهم إنكاره ولا عن أحد الأئمة بعدهم إلى رأس المائتين, كأنه يعنى أن الشافعي أول من أبي من قبول المرسل

وقالت طائفة أخرى من أصحابنا : لسنا نقول أن المسند الذي اتفقت جماعة أهل الفقه والأثر في سائر الأمصار وهم الجماعة على قبوله والاحتجاج به واستعماله كالمرسل الذي اختلف في الحكم به وقبوله في كل أحواله, بل نقول ان للمسند مزية فضل لموضع الاتفاق, وسكون النفس الى كثرة القائلين به, وإن كان المرسل يجب أيضا العمل به, وشبه ذلك من مذهبه بالشهود, يكون بعضهم أفضل حالا من بعض, و أقعد وأتم معرفة, وأكثر عددا, وأن كان البعض عدلين جائزي الشهادة, وكلا الوجهين يوجب العمل, ولا يقطع العذر

وممن كان يقول هذا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خوازبنداذ البصرى المالكي [115], وأما أبو حنيفة وأصحابه فانهم يقبلون المرسل, ولا يردونه إلا بما يردون به المسند من التأويل والاعتلال على أصولهم في ذلك, وقال سائر أهل الفقه وجماعة أصحاب الحديث في كل الأمصار فيما علمت الانقطاع في الأثر علة تمنع من وجوب العمل به, وسواء عارضه خبر متصل أم ل,ا وقالوا : إذا اتصل خبر وعارضه خبر منقطع لم يعرج على المنقطع مع المتصل, وكان المصير إلى المتصل دونه, وحجتهم في رد المراسيل ما أجمع عليه العلماء من الحاجة الى عدالة المخبر وأنه لا بد من علم ذلك, فإذا حكى التابعي عمن لم يلقه لم يكن بد من معرفة الواسطة, اذ قد صح أن التابعين أو كثيرا منهم رووا عن الضعيف وغير الضعيف, فهذه النكتة عندهم في رد المرسل, لأن مرسله يمكن أن يكون سمعه ممن يجوز قبول نقله وممن لا يجوز, ولا بد من معرفة عدالة الناقل, فبطل لذلك الخبر المرسل للجهل بالواسطة

قالوا : ولو جاز قبول المراسيل لجاز قبول خبر مالك والشافعي والأوزاعي ومثلهم اذا ذكروا خبرا عن النبي , ولو جاز ذلك فيهم لجاز فيمن بعدهم إلى عصرنا, وبطل المعنى الذي عليه مدار الخبر, ومن حجتهم أيضا في ذلك أن الشهادة على الشهادة قد أجمع المسلمون أنه لا يجوز فيها إلا الإتصال والمشاهدة, فكذلك الخبر يحتاج من الاتصال و المشاهدة الى مثل ما تحتاج اليه الشهادة, إذ هو باب في إيجاب الحكم واحد, هذا كله قول الشافعي وأصحابه وأهل الحديث, ولهم في ذلك من الكلام ما يطول ذكره, وأما أصحابنا فكلهم مذهبه في الأصل استعمال المرسل مع المسند كما يوجب الجميع استعمال المسند, ولا يردون بالمسند المرسل, كما لا يردون الخبرين المتصلين ما وجدوا الى استعمالهما سبيلا,وما ردوا به المرسل من حجة بتأويل, أو عمل مستفيض, أو غير ذلك من أصولهم, فهم يردون به المسند سواء, لا فرق بينهما عندهم

قال أبو عمر : هذا أصل المذهب, ثم إنى تأملت كتب المناظرين والمختلفين من المتفقهي,ن وأصحاب الأثر من أصحابنا وغيرهم, فلم أر أحدا منهم يقنع من خصمه إذا احتج عليه بمرسل, ولا يقبل منه في ذلك خبرا مقطوعا, وكلهم عند تحصيل المناظرة يطالب خصمه بالاتصال في الاخبار, والله المستعان, وانما ذلك لأن التنازع انما يكون بين من يقبل المرسل وبين من لا يقبله, فإن احتج به من يقبله على من لا يقبله قال له : هات حجة غيره, فإن الكلام بيني وبينك في أصل هذا ونحن لا نقبله, وإن احتج من لا يقبله على من يقبله كان من حجته كيف تحتج على بما ليس حجة عندك ونحو هذا, ولم نشاهد نحن مناظرة بين مالكي يقبله, وبين حنفي يذهب في ذلك مذهبه, ويلزم على أصل مذهبهما في ذلك قبول كل واحد منهما من صاحبه المرسل, اذا أرسله ثقة عدل رضا ما لم يعترضه من الأصول ما يدفعه, وبالله التوفيق, واختلف أصحابنا وغيرهم في خبر الواحد العدل, هل يوجب العلم والعمل جميعا, أم يوجب العمل دون العلم, و الذي عليه أكثر أهل العلم منهم أنه يوجب العمل دون العلم, وهو قول الشافعي وجمهور أهل الفقه و النظر, ولا يوجب العلم عندهم إلا ما شهد به على الله, وقطع العذر بمجيئه قطعا, ولا خلاف فيه.

وقال قوم كثير من أهل الأثر وبعض أهل النظر إنه يوجب العلم الظاهر والعمل جميعا, منهم الحسين الكرابيسي وغيره, وذكر ابن خوازبنداذ أن هذا القول يخرج على مذهب مالك

قال أبو عمر : الذي نقول به أنه يوجب العمل دون العلم, كشهادة الشاهدين والأربعة سواء, وعلى ذلك أكثر أهل الفقه والأثر, وكلهم يدين بخبر الواحد العدل في الاعتقادات, ويعادى ويوالى عليها, ويجعلها شرعا ودينا في معتقده على ذلك جماعة أهل السنة, ولهم في الأحكام ما ذكرنا, وبالله توفيقنا

ولما أجمع أصحابنا على ما ذكرنا في المسند والمرسل, واتفق سائر العلماء على ما وصفنا رأيت أن أجمع في كتابي هذا كل ما تضمنه ( موطأ مالك بن أنس ) رحمه الله في رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلس عنه من حديث رسول الله , مسنده ومقطوعة ومرسلة, وكل ما يمكن إضافته إليه صلوات الله وسلامه عليه, و رتبت ذلك مراتب, قدمت فيها المتصل ثم ما جرى مجراه مما اختلف في اتصاله, ثم المنقطع والمرسل وجعلته على حروف المعجم في أسماء شيوخ مالك رحمهم الله, ليكون أقرب للمتناول, ووصلت كل مقطوع جاء متصلا من غير رواية مالك, وكل مرسل جاء مسندا من غير طريقه رحمة الله عليه, فيما بلغني علمه, وصح بروايتي جمعه ليرى الناظر في كتابنا هذا موقع آثار ( الموطأ ) من الاشتهار و الصحة, واعتمدت في ذلك على نقل الأئمة, وما رواه ثقات هذه الأمة, وذكرت من معاني الأثار وأحكامها المقصودة بظاهر الخطاب, ما عول على مثله الفقهاء أولو الألباب, وجلبت من أقاويل العلماء في تأويلها, وناسخها ومنسوخها, و أحكامها ومعانيها ما يشتفى به القارىء الطالب ويبصره, وينبه العالم ويذكره, وأتيت من الشواهد على المعاني والأسناد بما حضرني من الأثر ذكره, وصحبني حفظه, مما تعظم به فائدة الكتاب, وأشرت الى شرح ما استعجم من الألفاظ مقتصرا على أقاويل أهل اللغة, وذكرت في صدر الكتاب من الأخبار الدالة على البحث عن صحة النقل, وموضع المتصل والمرسل, ومن أخبار مالك رحمه الله وموضعه من الإمامة في علم الديانة, ومكانه من الإنتقاد والتوقي في الرواية, ومنزلة ( موطئه ) عند جميع العلماء المؤلفين منهم و المخالفين, نبذا يستدل بها اللبيب على المراد, وتغنى المقتصر عليها عن الازدياد, وأومأت الى ذكر بعض أحوال الرواة, وأنسابهم وأسنانهم ومنازلهم

وذكرت من حفظت تاريخ وفاته منهم, معتمدا في ذلك كله على الاختصار, ضاربا عن التطويل والاكثار, والله أسأله العون على ما يرضاه, ويزلف فيما قصدناه, فلم نصل إلى شيء مما ذكرناه إلا بعونه وفضله, لا شريك له, فله الحمد كثيرا دائما ,على ما ألهمنا من العناية بخير الكتب بعد كتابه, وعلى ما وهب لنا من التمسك بسنة رسوله محمد , و ما توفيقي الا بالله, وهو حسبي ونعم الوكيل

وإنما اعتمدت على رواية يحيى بن يحيى المذكورة خاصة لموضعه عند أهل بلدنا من الثقة والدين, والفضل و العلم والفهم, ولكثرة استعمالهم لروايته وراثة عن شيوخهم وعلمائهم, الا أن يسقط من روايته حديث من أمهات أحاديث الأحكام, أو نحوها, فأذكره من غير روايته إن شاء الله, فكل قوم ينبغي لهم امتثال طريق سلفهم فيما سبق إليهم من الخير, وسلوك منهاجهم فيما احتملوا عليه من البر, وإن كان غيره مباحا مرغوبا فيه.

والروايات في مرفوعات ( الموطأ ) متقاربة في النقص والزيادة, وأما اختلاف روايته في الإسناد والإرسال , والقطع و الإتصال, فأرجوا أن ترى ما يكفي ويشفي في كتابنا هذ,ا مما لا يخرجنا عن شرطنا إن شاء الله لارتباطه به, والله المستعان

فأما روايتنا ( للموطأ ) من طريق يحيى بن يحيى الأندلسي رحمه الله فحدثنا بها أبو عثمان سعيد بن نصر لفظا منه, قراءة علي من كتابه رحمه الله, وأنا أنظر في كتابي, قال : حدثنا قاسم بن أصبغ, ووهب بن مسرة, قالا حدثنا محمد بن وضاح, قال حدثنا يحيى بن يحي, عن مالك

وحدثنا به أيضا أبو الفضل أحمد بن قاسم, قراءة منى عليه, قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن أبي دليم, ووهب بن مسرة, قالا حدثنا ابن وضاح, قال حدثنا يحيى, عن مالك

وحدثنا به أيضا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد, قراءة منى عليه, قال حدثنا وهب بن مسرة, قال حدثنا ابن ضاح, قال حدثنا يحيى, عن مالك, وحدثني به أيضا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد المذكور رحمه الله, قال : حدثنا أبو عمر أحمد بن مطرف, وأحمد بن سعيد, قالا : حدثنا عبيد الله بن يحيى بن يحيى, قال حدثني أبي, عن مالك, وبين رواية عبيد الله ورواية ابن وضاح حروف قد قيدتها في كتابي, والله أسأله حسن العون على ما يرضيه, ويقرب منه, فإنما نحن به, لا شريك له, وحسبنا الله ونعم الوكيل [116]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإستذكار في شرح مذاهب علماء الأمصار

مما رسمه مالك في موطئه من الرأي و الآثار

للحافظ أبي عمرا بن عبد البر النمري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين الذي لا يبلغ وصف صفاته الواصفون, ولا يدرك كنه عظمته المتفكرون.

أما بعد : فإن جماعة من أهل العلم وطلبه و العناية به من إخواننا نفعهم الله وإيانا بما علمنا سألونا في مواطن كثيرة مشافهة, ومنهم من سألني ذلك من آفاق نائية مكاتبا أن أصرف لهم كتاب ( التمهيد ) على أبواب ( الموطأ ) ونسقه, وأحذف لهم منه تكرار شواهده وطرقه, وأصل لهم شرح المسند و المرسل اللذين قصدت إلى شرحهما خاصة في ( التمهيد ) بشرح جميع ما في ( الموطأ ) من أقاويل الصحابة والتابعين, وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه, واختاره من أقاويل سلف أهل بلده, الذي هم الحجة عنده على من خالفهم, وأذكر على كل قول رسمه, و ذكره فيه ما لسائر فقهاء الأمصار من التنازع في معانيه, حتى يتم شرح كتابه

( الموطأ ) مستوعبا مستقصى, بعون الله إن شاء الله على شرط الإيجاز و الاختصار, وطرح ما في الشواهد من التكرار, إذ ذلك كله ممهد مبسوط في كتاب ( التمهيد ), والحمد لله, وأقتصر في هذا الكتاب من الحجة والشاهد على فقر دالة, وعيون مبينة, ونكت كافية, ليكون أقرب إلى حفظ الحافظ, وفهم المطالع, إن شاء الله, وأما أسماء الرجال فقد أفردنا للصحابة رضوان الله عليهم كتابا موعبا, وكل من جرى ذكره في مسند ( الموطأ ) أو مرسله فقد وقع التعريف به أيضا في ( التمهيد ), وما كان من غيرهم فيأتي التعريف بأحوالهم في هذا الكتاب إن شاء الله.اهـ [117]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المتقى شرح الموطأ

للحافظ أبو الوليد الباجي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله فالق الإصباح, وجعل الليل سكنا, يرسل الرياح بين يدي رحمته بشرا , ملك السموات والأرض وما بينهما وهو العزيز الحكيم , و له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم, لا إله إلا هو, لم يشرك في ملكه أحدا, ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى و دين الحق و بينات من الرشاد, و وعد الصدق, وأنزل عليه كتابه المجيد, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, فبلغه للناس كافة وبينه للخاصة والعامة, ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة, حتى كمل دين الإسلام, وتقررت شرائعه, ولاحت سبل الأحكام, وثبتت مناهجه, وأمر بتبليغه إلى من شهده وإلى من سمعه, ومن لم يسمعه, لتكون معالم الدين بعده لائحة, وأحكامه على ما أثبتها باقية, فصلى الله عليه وعلى آله وأتباعه وسلم تسليما

أما بعد : وفقنا الله وإياك لما يرضيه فإنك ذكرت أن الكتاب الذي ألفت في شرح ( الموطأ ) المترجم بكتاب ( الاستيفاء) يتعذر على أكثر الناس جمعه, ويبعد عنهم درسه, لا سيما لمن لم يتقدم له في هذا العلم نظر, ولا تبين له فيه بعد أثر, فإن نظره فيه يبلد خاطره ويحيره, ولكثرة مسائله ومعانيه يمنع تحفظه وفهمه, وإنما هو لمن رسخ في العلم, وتحقق بالفهم, و رغبت أن أقتصر فيه على الكلام في معاني ما يتضمنه ذلك الكتاب من الأحاديث والفقه, وأصل ذلك من المسائل بما يتعلق بها في أصل كتاب ( الموطأ ) ليكون شرحا له وتنبيها على ما يستخرج من المسائل منه, ويشير إلى الاستدلال على تلك المسائل والمعاني التي يجمعها و ينصها ما يخف ويقرب, ليكون ذلك حظ من ابتدأ بالنظر في هذه الطريقة من كتاب ( الاستيفاء ) إن أراد الاقتصار عليه وعونا له إن طمحت همته إليه, فأجبتك إلى ذلك, وانتقيته من الكتاب المذكور على حسب ما رغبته وشرطته, وأعرضت فيه عن ذكر الأسانيد, واستيعاب المسائل والدلالة, وما احتج به المخالف, و سلكت فيه السبيل الذي سلكت في كتاب ( الاستيفاء ) من إيراد الحديث والمسألة من الأصل, ثم أتبعت ذلك ما يليق به من الفرع, وأثبته شيوخنا المتقدمون y من المسائل, وسد من الوجوه والدلائل, وبالله التوفيق, وبه أستعين, وعليه أتوكل, وهو حسبي ونعم الوكيل

وقد قدمت في الكتاب المذكور ما لا أخلي هذا الكتاب من حرف من ذكره, وذلك أن فتوى المفتي في المسائل وكلامه عليها وشرحه لها إنما هو بحسب ما يوفقه الله تعالى إليه, ويعينه عليه, وقد يرى الصواب في قول من الأقوال في وقت, و يراه خطأ في وقت آخر, ولذلك يختلف قول العالم الواحد في المسألة الواحدة, فلا يعتقد الناظر في كتابي أن ما أوردته من الشرح والتأويل والقياس والتنظير طريقه القطع عندي, حتى أعيب من خالفها, وأذم من رأى غيره, وإنما هو مبلغ اجتهادي,وما أدى إليه نظري, وأما فائدة إثباتي له فتبيين منهج النظر والاستدلال, والإرشاد إلى طريق الاختبار و الاعتبار, فمن كان من أهل هذا الشأن فله أن ينظر في ذلك, ويعمل بحسب ما يؤدي إليه اجتهاده, من وفاق ما قلته, أو خلافه, ومن لم يكن نال هذه الدرجة فليجعل ما ضمنته كتابي هذا سلما إليها, وعونا عليها, والله ولي التوفيق, والهادي إلى سبيل الرشاد, وهو حسبنا ونعم الوكيل .[118]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

القبس  في شرح موطأ مالك بن أنس

للحافظ أبي بكر ابن العربي المعافري

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد و على آله وصحبه وسلم, أخبرنا الشيخ الفقيه الحافظ المحدث الخطيب العلامة أقضى القضاة, أبو القاسم عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله بن يوسف بن حبيش t قال : حدثنا الامام الخطيب جمال الاسلام أقضى القضاة, أبوبكر محمد بن العربي رحمه الله إملاء علينا من لفظه بداره بقرطبة حرسها الله, ونحن نكتب في شهور سنة ثنتين وثلاثين وخمسامائة قال:

هذا كتاب : ( القبس في شرح موطأ ابن أنس ) وهو أول كتاب ألف في شرائع الإسلام, وهو آخره, لأنه لم يؤلف مثله, إذ بناه مالك t على تمهيد الأصول للفروع, ونبه فيه على معظم أصول الفقه, التي ترجع إليها مسائله و فروعه, وسترى ذلك إن شاء الله عيانا, وتحيط به يقينا عند التنبيه علي في موضعه أثناء الإملاء, بحول الله تعالى وجل [119]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

عارضة الأحوذي شرح جامع الترمذي

للحافظ أبي بكر محمد بن عبدالله ابن العربي

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد و على آله, يقول سيدنا وشيخنا الشيخ الجليل السيد الشريف الامام العلم, المحدث الثقة الثبت, شيخ شيوخ الإسلام, ذو النسبتين الطاهرتين, بين دحية والحسين, نجم الدين, أبو عمرو عثمان بن الشيخ الإمام ابي علي الحسن بن علي بن دحية t, حدثني بجميع هذا الكتاب الشيخ الفقيه العالم الأوحد, المحدث الحافظ, أبولقاسم خلف بن عبدالملك بن بشكوال, قال: حدثني به الإمام الأوحد, المحدث المتقن الحافظ, القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله الإشبيلي المعروف بابن العربي المالكي r قال :

الحمد لله المبلغ الحمد إذ لا يستطيع العبد أن يبلغ كنه الحمد, وكيف يتعلق طمع لأحد به والمصطفى يقول, وهو أقرب ما كان من ربه, ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) [120], ومعلوم أن المصطفى r أن يقول أدرك من حمدربه في حيانه ما لم يدركه بشر من مخلوقاته, ومع ذلك فإنه لما أخبر عن المقام المحمود قال: ( فأحمد ربي بمحامد يعلمنيها [ الله ] ) [121], فقبض العنان عند عدم الإستطاعة, عقيدة أهل السنة والجماعة إن تشوفت لمعتمد من المعنى يكون لاعتقاد عدة ومعنى, فقد علمت أن الشكر أخص من الحمد ولا يحصى واجبه بقصر, فإن النعم أعظم من معرفتنا فلا تبلغها, ألم تر إلى قوله تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (النحل:18)

وإذا كان الشكر الأخص يعلو على القدرة فالحمد الأعم بذلك أولى من أول مرة, فنسأل الله العظيم أن يتغمدنا من رحمته بقسم يضعف منه ثوابنا, ويكرم به مآبنا إنه المنعم الكريم

وبعد : فإن طائفة من الطلبة عرضوا على رغبة صادقة في صرف الهمة على شرح كتاب أبي عيسى الترمذي فصادفوا مني تباعدا عن أمثال ذي, وفي علم علام الغيوب أني أحرص الناس على أن تكون أوقاتي مستغرقة في باب العلم إلا أني منيت بحسدة لا يفتنون, ومبتدعة لا يفهمون, قد قعدوا مني مزجر الكلب يبصبصون, والله أعلم بما يتربصون: ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ, وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ) (التوبة:52)

بيد أن الامتناع عن التصريح بفوائد الملة, والتبرع بفوائد الرحلة, لعدم المنصف أو مخافة المتعسف, ليس من شأن العالمين, أو لم يسمعن قول رب العالمين لنبيه الكريم: ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ) (الأنعام:89) وقال في المعترضين والمنكرين ( أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ) (الزخرف:5) ولا تزال طائفة من الأمة ظاهرين على الحق إلى يوم الدين, ولعل الله أن يحقق النية في أن يجعلنا ممن قال في المصطفى r: ( يحمل هذا العلم من كل من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ودعوى الجاهلين ) [122], وما فتنوا يفزعون بسؤالهم لي في هذا الأمر, و بالإلحاح باب النجاح, وأربعة مخبوءة في أربع :

الاجابة في الدعاء, والرضا في الطاعة, والسخط في المعصية, والولي في الخلق, فلا يهجرن أحدكم شيئا من الدعاء فربما كانت الإجابة له, ولا فناء من الطاعة, فلعله يصادف رضا الله عنه, ولا وجها من المعصية مخافة سخط الله فيه, و لا أحدا من الخلق أجل أن يكون وليا لله سبحانه وتعالى في الباطن

حتى قيض الله لي المنة, ويسر النية, وقلت: يا نفس جِدِّي مع من هزل, ولا تقطعن حظا من الآخرة لدنيا , ولا تقبلن على مخلوق, وتذر جانب الخالق الأعلى, وأنت وإن كنت مهتمة بوظائف الدنيا, وتكاليف دين فاغتنمها حالة المحيا, قدوة بالمتقين, فإذا مات المرء انقطع عمله إلا من ثلات, صدقة جارية, أو علم علمه, أو ولد صالح يدعو له

وما كنت لأتعرض للتصنيف, ولا أرتقي على هذا المحل المنيف, إلا أنني رأيته قد خلفت بسماحته, ومحبة ديباجته, تتعاور الإغفال عليه, وتتعاور الجهال فيه, ولا ينبغي لحصيف أن يتصدى على تصنيف أن يعدل عن غرضين, ما أن يخترع معنى, أو يبتدع وصفا ومتنا, حسب ما قررناه في ( قانون التأويل )[123], وربطناه في التحصيل من الجمل والتفصيل, وما سوى هذين الوجهين فهو تسويد الورق, والتحلي بحلية السرق

فأما إبداع المعاني فهو أمر معون في هذا الزمان, فإن العلماء قد استوفوا الكلم, ونصبوا على كل مشكل العلم, ولم يبق إلا خفايا في زوايا, لا يتولجها إلا من تبصر معاطفها, واستظهر لواطفها حضيضة

ولم يكن قط في الأمم من انتهى إلى حد هذه الأمة من التصرف في التصنيف والتحقيق, ولا جاب لها في مراها من التفريع, فإن الله صانها عن الإتلاف في كتابها, وجاء بها على الحائق من أبوابها, وسائر الأمم غمرتهم الآفات, وتوالت عليهم الحادثات, فذكر أن التوراة حرفت مرتين, واتخذا اليهود إلهين اثنين, وزعموا أن الذي أملاها من حفظهم في المرة الأولى عزير, وليس لها في المرة الثانية إلا كسير, وعوير

والنصارى فهم معهم بدلوا كتبهم بأيديهم, وحرفوا على مناحيهم, وأتبعوا الحق أهوائهم, فكل من كان أمل في معنى مناجيهم كتب عليه كتابه, فجائت مختلفة مبدلة محرفة, فإذا رآها العالم رأى أنهم عووا, وضوضوا لما فقدوا الضوء

ولما صان الله هذه الأمة عن هذه المحنة, وبط لها الدوحة, فتبسطت في بحبوحة دوحتها, وتصرفت في فروع ملتها, فاستفتح السيف العلق, واستلوا على الظلف, فلم يدرك منهم إلا وعي كلامهم, وتقريب مرامهم, فخذوها عارضة أحوذي [ على ] [124] كتاب الترمذي, وقد كانت همتي طمحت إلى استيفاء كلامه بالبيان, والإحصاء لجميع علومه بالشرح والبرهان, إلا أنني رأيت القواطع أعظم منها, والهم أقصر عنها, والخطوب أقرب منها, فتوقفت مدة مدة إلى أن تيسرت مندة الطلبة, فاغتنمتها واتبعت عزمي, وأتقعر على شطني ما اشتملت عليه معلقاتي في تغيير المياومة من المشايخ في المجالس, وعوارض المذاكرة على الإختصار, وربما اتفق تطويل, فذلك بحسب ما عرض على شرط ما تقدم من العرض

اعلموا أنار الله أفئدتكم أن كتاب الجعفي هو الأصل الثاني في هذا الباب, و( الموطأ ) هو الأول واللباب, وعليهما بناء الجميع كالقشيري, والترمذي, وليس فيهم مثل كتاب أبي عيسى, حلاوة مقطع, ونفاسة منزع, وعذوبة مشرع, وفيه أربعة عشر علما, وذلك أقرب على العمل, وأسلم, أسند وصحح, وضعف وعدد الطرق, وجرح وعدل, وأسمى و أكنى, ووصل وقطع, وأوضح المعمول به والمتروك, وبين اختلاف العلماء في الرد والقبول لآثاره, وذكر اختلافهم في تأويله, وكل علم هذه العلوم أصل في بابه, وفرد في نصابه, فالقارئ له لا يزال في رياض مونقة, وعلوم متفقة, منسقة, وهذا شيء لا يعلمه إلا العلم الغزيز, و التوفيق الكثير, والفراغ والتدبير

ونحن سنورد فيه إن شاء الله بحسب العارضة, قولا في الإسناد والرجال والغريب, وفنا من النحو, و التوحيد والأحكام, والآداب, ونكتا من الحكم, وإشارات على المصالح, فالمنصف يرى رياضه أنيقة و مقاطع ذات حقيقة, فمن أي فن كان من العلوم وجد مقصده في منصبه المفهوم, ولفظ ما شاء وأوعى و ترحم على من جمع ووعى.

كنت قرأت هذا الكتاب على أبي طاهر البغدادي بدار الخلافة, وعلى ابي الحسن القطيعي كلاهما عن ابن زوج الحرة, إلا أني رأيت أبا الحسن أحلى في القلب والعين, فعكفت عليه قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبدالواحد, أخبرنا ابو علي شيخي, أخبرنا ابن محبوب عنه وقيدته من غير هذه الطرق [125]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

كشف مشكل الصحيحين

للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أحسن إلينا إذ أنزل علينا لأحسن الحديث ووسم أئمة أئمتنا, أهل الفقه و الحديث, وجعل نقاذ الرواة يعرفون وضع الغواة, ويميزون الطيب من الخبيث, أحمده على رجولية الفهم, وعوذ من التخبيث, وأشكره على وراثة العلم وأسأله حفظ المواريث, وأستغيث بزيادة إنعامه وإن كنت لا أستبطئه ولا أستريث, وصلى الله على رسوله محمد أفضل الأنبياء من لدن أدم وشيث, و صلى على أصحابه وأتباعه ما أجيب مطر أو غيث

أما بعد : فإن الله تعالى حفظ كتابنا بما لم يحفظ كتابا قبله, فقال عزوجل في الأمم المتقدمة : (ُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ) (المائدة:44) , وقال في كتابنا : ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)

ثم أنعم علينا بحفظ المنقولات عن نبينا  فألهم العلماء جمع ذلك, والطلاب الجد في طلبه, حتى سافروا البلدان, ووهجروا البلدان, وأنفقوا في حفظ ذلك قوي الأبدان, وأقم جهابدتهم يفتقدون وبنتقدون, فيرفعون التحريف, ويدفعون التخريف, فمضى على ذلك كثير من الزمن, إلى أن لحق ساعي الرغبات الزمن, وشيد فتور الهمم في طلب العلم إلى أن درس, وصارت صبابته الباقية في آخر النفس, فأما الطالب له في زمانا فقد فقد, والمتصدر يقول ولا يعتقد

وأعظم العلوم اضمحلالا علم الأثر, غير أن الشرع عنه صدر, فإن رأيت طالبا له فهمته في الغالب السماع, لا الفهم و لا الإنتفاع, وأكثر الفقهاء عنه معرضون, وإن كانوا للحكم على الحديث يبنون, فواعجبا من واضع أس لم ينظر في أرضه, ثم أخذ يهتم بطوله وعرضه, ألا يخاف أن تكون الارض رملا فينهار, فكم من بان على شفا جرف هار, وكم من فقيه فتى بغير المشروع, وكم من متعبد تعب بحديث موضوع

ولما قد أحسن بفتور الهمم الذي قد صار فيزمانا, تلقى أبوعبدالله محمد بن أبي نصر الحميدي لحظ متن الصحيحين, تسهيلا لاقتباس الفوائد على المتقاعد, لأن اختصار اللفظ صديق الحفظ, فصار كتابه لقدره في نفسه مقدما على جميع جنسه, فتعلق به من قد بقي عنده من الرغبة في النقل رمق, ومعلوم أن الصحيح بالإضافة إلى سائر المنقول كعين الإنسان, بل كإنسان العين

وكان قد سألني من إثر سؤاله أمارة همتي شرح مشكله, فأنعمت له وظننت الأمر سهلا, فإذا نيل سهيل أسهل, لما قد حوت أحاديثه من فنون المشكلات ودقائق المعضلات

وكان الحميدي قد جمع كتابا أشار فيه إلى تفسير الحروف الغريبة في الصحيحين, من حيث اللغة [126], ومعلوم أن شرح المعنى أمس, وكشف الإشكال المعنوي أجدر بالبيان أحق, فلما رأيت طرق شرحه شاسعة, شمرت عن ساق الجد, مستعينا بالله عزوجل رجاء الثواب في إسعاف الطالب, وإلى الله سبحانه أرغب في تلقيح الفهم, وتصحيح القصد, و تعجيل النفع, إنه ولي ذلك والقادر عليه

من المعلوم أنه قد يأتي الحديث وأكثره ظاهر لايحتاج إلى شرح, وإنما يشرح ما يشكل, وقد يقع على الحديث اعتراض فيفتقر إلى جواب, وذكر ذلك متعين ,وقد يتردد الحديث في مسانيد فنحن نفسره في أول ما يلقانا, ثم نحيل عليه ما يأتي بعد ذلك مثل قوله: ( نهى عن المحاقلة )

وقد أجرينا على الإختصار مع تحصيل المقصود, ونحن نرجو أن يستغني الناظر في كتابنا هذا بحل مشاكل

المشروح عن النظر في كتاب, أو سؤال عالم, وهذا حين شروعنا فيما انتدبنا له, والله الموفق

قال أبوعبدالله الحميدي :في خطبة كتابه: لما خيف اختلاط الصحيح بالسقيم انتدب جماعة الى التأليف كمالك بن أنس و ابن جريج وسفيان

قلت: وقد اختلف العلماء في المبتدئ بتصانيف الكتب على ثلاثة أقوال أحدها: أنه عبدالملك بن جريج, و الثاني سعيد بن ابي عروبة, ذكر القولين أبوبكر بن الخطيب, والثالث الربيع بن صبيح, قاله أبو محمد الرامهرمزي

ومن قدماء المصنفين سفيان بن عيينة بمكة, ومالك بن أنس بالمدينة, وعبدالله بن وهب بمصر, ومعمر و عبدالرزاق باليمن, وسفيان الثوري ومحمد بن فضيل بن غزوان بالكوفة, وحماد بن سلمة وروح بن عبادة بالبصرة, وهشيم بواسط وعبدالله بن البارك بخراسان

وأول من صنف المسند على تراجم الرجل عبيد الله بن موسى العبسي, وأبوداود سليمان بن داود الطيالسي, ثم بعدهما أحمد بن حنبل, وإسحاق بن راهويه, وأبوخيثمة, وعبيد الله بن عمر القواريري, ثم كثر من جمع المسانيد [127]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج

للحافظ أبي زكرياء للنووي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال شيخنا الامام العالم, لصاحب الورع, محي الدين يحيى بن شرف بن مرى بن حسن بن حسين بن حزام النووي رحمه الله تعالى آمين

الحمد لله البر الجواد الذي جلت نعمه عن الإحصاء و الأعداد, خالق اللطف والإرشاد, الهادى إلى سبيل الرشاد, الموفق بكرمه لطرق السداد, المان بالاعتناء بسنة حبيبه وخليله عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى من لطف به من العباد, المخصص هذه الامة زادها الله شرفا بعلم الإسناد, الذي لم يشركها فيه أحد من الأمم على تكرر العصور والآباد, الذي نصب لحفظ هذه السنة المكرمة الشريفة المطهرة خواص من الحفاظ النقاد, وجعلهم ذابين عنها في جميع الأزمان والبلاد, باذلين وسعهم في تبيين الصحة من طرقها والفساد, خوفا من الانتقاص منها والازدياد, و حفظا لها على الأمة زادها الله شرفا إلى يوم التناد, مستفرغين جهدهم في التفقه في معانيها واستخراج الأحكام واللطائف, منها مستمرين على ذلك في جماعات وآحاد, مبالغين في بيانها وايضاح وجوهها بالجد والإجتهاد, ولا يزال على القيام بذلك بحمد الله ولطفه جماعات في الأعصار كلها الى انقضاء الدنيا وإقبال المعاد, وإن قلو وخملت بلدان منهم وقربوا من النفاد, أحمده أبلغ حمد على نعمه خصوصا على نعمة الإسلام, وأن جعلنا من أمة خير الأولين والآخرين, وأكرم السابقين واللاحقين, محمد عبده و رسوله وحبيبه وخليله خاتم النبيين, صاحب الشفاعة العظمى, ولواء الحمد والمقام المحمود سيد المرسلين, المخصوص بالمعجزة الباهرة المستمرة على تكرر السنين, التي تحدى بها أفصح القرون وأفحم بها المنازعين, وظهر بها خزي من لم ينقد لها من المعاندين, المحفوظة من أن يتطرق اليها تغيير الملحدين, أعنى بها القرآن العزيز كلام ربنا الذي نزل به الروح الأمين, على قلبه ليكون من المنذرين, بلسان عربي مبين, والمصطفى بمعجزات أخر زائدات على الألف والمئين, وبجوامع الكلم وسماحة شريعته ووضع إصر المتقدمين, المكرم بتفضيل أمته زادها الله شرفا على الأمم السابقين, وبكون أصحابه رضي الله عنهم خير القرون الكائنين, وبأنهم كلهم مقطوع بعدالتهم ثم من يعتد به من علماء المسلمين, ويجعل اجماع أمته حجة مقطوعا بها كالكتاب المبين, وأقوال أصحابه المنتشرة مخالفة لذلك ثم العلماء المحققين, المخصوص بتوفر دواعي أمته زادها الله شرفا على حفظ شريعته وتدوينها ونقلها عن الحفاظ المسندين, وأخذها عن الحذاق المتقين, والاجتهاد في تبيينها للمسترشدين, والدؤوب في تعليمها احتسابا لرضا رب العالمين, والمبالغة في الذب عن منهاجه بواضح الأدلة و قمع الملحدين والمبتدعين, صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين, وآل كل وصحابتهم والتابعين, وسائر عباد الله الصالحين, ووفقنا للاقتداء به دائمين في أقواله وأفعاله وسائر أحواله مخلصين, مستمرين في ذلك دائبين, وأشهد أن لا إله إلاالله, وحده لا شريك له, إقرارا بوحدانيته, واعترافا بما يجب على الخلق كافة من الاذعان لربوبيته, و أشهد أن محمد عبده من بريته, والمخصوص بشمول رسالته, وتفضيل أمته, صلوات الله وسلامه عليه, وعلى آله و أصحابه وعترته

أما بعد : فإن الاشتغال بالعلم من أجل الطاعات, وأهم أنواع الخير وآكد العبادات, وأولى ما انفقت فيه نفائس الأوقات, وشمر في إدراكه والتمكن فيه أصحاب الأنفاس الزكيات, وبادر إلى الاهتمام به المسارعون إلى الخيرات, و سابق إلى التحلى به مستبقو المكرمات, وقد تظاهرت على ما ذكرته جمل من الآيات الكريمات, والأحاديث الصحيحة المشهورات, وأقاويل السلف r النيرات, ولاضرورة لذكرها هنا لكونها من الواضحات الجليات

ومن أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث النبويات, أعني معرفة متونها صحيحها وحسنها, وضعيفها متصلها, و مرسلها ومنقطعها, ومعضلعا ومقلوبها, ومشهورها وغريبها وعزيزها متوارتها وآحادها و أفرادها معروفها وشاذها و منكرها ومعللها وموضوعها ومدرجها, وناسخها ومنسوخها, وخاصها و عامها, ومجملها ومبينها, ومختلفها وغير ذلك من أنواعها المعروفات, ومعرفة علم الأسانيد أعني معرفة حال رجالها وصفاتهم المعتبرة, وضبط أسمائهم, وأنسابهم, و مواليدهم, و وفياتهم, وغير ذلك, ومعرفة التدليس والمدلسين, وطرق الاعتبار والمتابعات, ومعرفة حكم اختلاف الرواة في الأسانيد و المتون, والوصل و الإرسال, والوقف والرفع, والقطع والانقطاع, وزيادات الثقات, ومعرفة الصحابة والتابعين و أتباعهم, وأتباع أتباعهم ومن بعدهم r وعن سائر المؤمنين والمؤمنات, وغير ما ذكرته من علومها المشهورات, و دليل ما ذكرته أن شرعنا مبني على الكتاب العزيز والسنن المرويات, وعلى السنن مدار أكثر الأحكام الفقهيات, فإن أكثر الآيات الفروعيات مجملات, وبيانها في السنن المحكمات

وقد اتفق العلماء على أن من شرط المجتهد من القاضي والمفتي أن يكون عالما بالأحاديث الحكميات, فتبث بما ذكرناه أن الإنشغال بالحديث من أجل العلوم الراجحات, وأفضل أنواع الخير وآكد القربات, وكيف لا يكون كذلك وهو مشتمل مع ماذكرناه على بيان حال أفضل المخلوقات, عليه من الله الكريم أفضل الصلوات, والسلام والتبريكات, و لقد كان أكثر اشتغال العلماء بالحديث في الاعصار الخاليات, حتى لقد كان يجتمع في مجلس الحديث من الطالبين ألوف متكاثرات, فتناقص ذلك وضعفت الهمم فلم يبق إلا آثار من آثارهم قليلات, والله المستعان على هذه المصيبة وغيرها من البليات

وقد جاء في فضل إحياء السنن المماتات أحاديث كثيرة معروفات مشهورات, فينبغي الاعتناء بعلم الحديث والتحريض عليه لما ذكرنا من الدلالات, ولكونه أيضا من النصيحة لله تعالى وكتابه ورسوله r والأئمة و المسلمين و المسلمات, و ذلك هو الدين كما صح عن سيد البريات, صلوات الله وسلامة عليه وعلى آله وصحبه وذريته وأزواجه الطاهرات

ولقد أحسن القائل من جمع أدوات الحديث استنار قلبه واستخرج كنوزه الخفيات, وذلك لكثرة فوائده البارزات و الكامنات, وهو جدير بذلك فانه كلام أفصح الخلق ومن أعطي جوامع الكلمات, r صلوات متضاعفات

وأصح مصنف فى الحديث بل فى العلم مطلقا الصحيحان للإمامين القدوتين أبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبى الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى رضى الله عنهما, فلم يوجد لهما نظير فى المؤلفات, فينبغي أن يعتنى بشرحهما و تشاع فوائدهما, ويتلطف فى استخراج دقائق المعلوم من متونهما, وأسانيدهما, لما ذكرنا من الحجج الظاهرات, وأنواع الأدلة المتظاهرات

فأما ( صحيح البخارى ) رحمه الله فقد جمعت فى شرحه [128] جملا مستكثرات, مشتملة على نفائس من أنواع العلوم بعبارات وجيزات, وأنا مشمر فى شرحه راج من الله الكريم فى إتمامه المعونات

وأما ( صحيح مسلم ) رحمه الله فقد استخرت الله تعالى الكريم الرؤوف الرحيم فى جمع كتاب في شرحه, متوسط بين المختصرات والمبسوطات, لا من المختصرات المخلات, ولا من المطولات المملات

ولولا ضعف الهمم وقلة الراغبين, وخوف عدم انتشار الكتاب لقلة الطالبين للمطولات, لبسطه فبلغت به ما يزيد على مائة من المجلدات, من غير تكرار ولا زيادات عاطلات, بل ذلك لكثرة فوائده وعظم عوائده الخفيات والبارزات, وهو جدير بذلك فإنه كلام أفصح المخلوقات, صلى الله عليه وسلم صلوات دائمات, لكنى أقتصر على التوسط وأحرص على ترك الاطالات, وأؤثر الاختصار فى كثير من الحالات, فأذكر فيه إن شاء الله جملا من علومه الزاهرات, من أحكام الاصول والفروع والآداب والإشارات الزهديات, وبيان نفائس من أصول القواعد الشرعيات, وإيضاح معانى الألفاظ اللغوية وأسماء الرجال وضبط المشكلات, وبيان أسماء ذوى الكنى وأسماء آباء الأبناء والمبهمات, والتنبيه على لطيفة من حال بعض الرواة وغيرهم من المذكورين فى بعض الأوقات, واستخراج لطائف من خفيات علم الحديث من المتون و الأسانيد المستفادات, وضبط جمل من الأسماء المؤتلفات والمختلفات, والجمع بين الأحاديث التى تختلف ظاهرا ويظن البعض من لا يحقق صناعتى الحديث والفقه وأصوله كونها متعارضات, وأنبه على ما يحضرني فى الحال فى الحديث من المسائل العمليات, وأشير إلى الأدلة فى كل ذلك إشارات إلا فى مواطن الحاجة ألى البسط للضرورات, وأحرص فى جميع ذلك على الإيجاز وإيضاح العبارات

وحيث أنقل شيئا من أسماء الرجال واللغة وضبط المشكل والأحكام والمعانى وغيرها من المنقولات, فإن كان مشهورا لا أضيفه إلى قائليه لكثرتهم إلا نادرا لبعض المقاصد الصالحات, وإن كان غريبا أضفته إلى قائليه إلا أن أذهل عنه بعض المواطن لطول الكلام, أو كونه مما تقدم بيانه من الأبواب الماضيات

وإذا تكرر الحديث أو الإسم أو اللفظة من اللغة و نحوها بسطت المقصود منه فى أول مواضعه وإذا مررت على الموضع الآخر ذكرت أنه تقدم شرحه وبيانه فى الباب الفلانى من الأبواب السابقات, وقد اقتصر على بيان تقدمه إضافة أو أعيد الكلام فيه لبعد الموضع الأول أو ارتباط كلام أو نحوه ذلك من المصالح المطلوبات, وأقدم فى أول الكتاب جملا من المقدمات, مما يعظم النفع به إن شاء الله تعالى ويحتاج إليه طالبو التحقيقات, وأرتب ذلك فى فصول متتابعات, ليكون أسهل فى مطالعته وأبعد من السآمات

وأنا مستمد المعونة والصيانة, واللطف والرعاية من الله الكريم رب الارضين والسموات, مبتهلا إليه سبحانه وتعالى أن يوفقنى ووالدى ومشايخى وسائر أقاربى وأحبابى ومن أحسن إلينا بحسن النيات, وأن ييسر لنا الطاعات, وأن يهدينا لها دائما فى ازدياد حتى الممات, وأن يجود علينا برضاه ومحبته, ودوام طاعته, والجمع بيننا فى دار كرامته, وغير ذلك من أنواع المسرات, وأن ينفعنا أجمعين ومن يقرأ فى هذا الكتاب به وأن يجزل لنا المثوبات, وأن لا ينزع منا ما وهبه لنا ومن به علينا من الخيرات, وأن لا يجعل شيئا من ذلك فتنة لنا وأن يعيذنا من كل شىء من المخالفات, إنه مجيب الدعوات, جزيل العطيات, اعتصمت بالله, توكلت على الله, ما شاء الله, لا قوة الا بالله, لا حول ولا قوة الا بالله, وحسبى الله, و نعم الوكيل, وله الحمد والفضل, والمنة والنعمة, وبه التوفيق واللطف, والهداية والعصمة [129]

الكاشف عن حقائق السنن

للعلامة الحسين بن عبدالله بن محمد الطيبي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله مشيد أركان الدين الحنيف بقواعد أيات كتابه المبين, مجكم أصول أحكامه بمحكمات بيناته الموجبة لليقين, الذي ألزم عباده بأوامره ونواهيه, ليكونوا من دعاة الدين, وفصل لهم مجملاتها ببيان نبيه المبعوث الى كافة العالمين الذي أسمعهم الله تعالى على لسانه الصدق بتلاوة آياته الحق المستبين, وزكاهم بمتابعته عن أوضار المذنبين, وعلمهم بمحكم سنته ما كانوا عنه من الذاهلين : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2) فأزال بأحاديثه الزاهرة المشهود لها ب(إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (لنجم:4) نزال المبتدعين, وصحح بصحاح حديثه سقم قلوب الغافلين, ورفع بطرق إحسانه أعلام الدين, وأوضح لهم سبل المحسنين, وقوى عزائم العابدين , الذي بضعافه إرغاما لذوي الآراء من الزائغين,فترى الإسناد في الروايات للعدول الثقات سببا متصلا إلى اللحوق بسيد المرسلين,منقطعا عن الأسباب المضلة مرسلا إلى النجاة والفوز مع الناجين, فلذلك صار المحدثون معلمي أمته بعد أن كانوا متعلمين منه بشهادة ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الجمعة:3), فطوبى لمن اعتصم بحبل الله المتين, واستمسك بعرى أحاديث رسول الله r ( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الجمعة:4)

اللهم فصل على حبيبك ورسولك المبلغ لآياتك إلى عبادك المومنين, المكمل ببلاغه دينك القويم, والمتمم به عمك على المسلمين, وعلى آله الهادين المهديين, الممثل لهم سفينة نوح للهالكين, وعلى أصحابه الأنجم الزاهرة الذي من اقتدى بهم فقد اهتدى إلى صراط مستقيم, وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

وبعد : فإنه يقول الراجي إلى كرم الله اللاجئ بحرمه, الحسين بن عبدالله بن محمد الطيبي, ختم الله أعماله بالحسنى, لما كان من توفيق الله تعالى إياي وحسن عنايته لدي, أن وفق للاستسعاد بسعادة الخوض في الكشف عن قناع ( الكشاف) توسلا به إلى تحقيق دقائق كلام الله المجيد [130], الذي ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) ويسر بمنه إتمامه, كان الخاطر مشغوفا بأن أشفع ذلك بإيراد بعض معاني أحاديث سيد المرسلين, وخاتم النبيين, وإمام المتقين, وقائد الغر المحجلين, وحبيب رب العالمين, صلوات الله وسلامه عليه

وكنت قبل قد استشرت لأخ في الدين, المساهم في اليقين, بقية الاولياء, قطب الصلحاء, شرف الزهاد, ولي الدين, محمد بن عبدالله الخطيب, دامت بركته بجمع أصل من الأحاديث المصطفوية, على صاحبها أفضل التحية والسلام, فاتفق رأينا على تكملة ( المصابيح ) وتهذيبه وتشذيبه, وتعيين رواته ونسبة الأحاديث إلى الأئمة المتقين, فما قصرت فيما أشرت إليه من جمعه, فبذل وسعه واستفرغ طاقته فيما رمت منه

فلما فرغ من إتمامه عن ساق الجد في شرح معضله, وحل مشكله, وتلخيص عويصه, وابراز نكاته, ولطفه على ما يستدعيه غرائب اللغة و لنحو, ويقتضيه علم المعاني والبيان, بعد تتبع الكتب المنسوبة إلى الأئمة r وشكر مساعيهم معلما لكل مصنف بعلامة مختصة به, فعلامة (معالم السنن) و (أعلامها) ( خط ), و (شرح السنة) ( حس ) و(شرح مسلم) ( مح ) و(الفائق للزمخشري) ( فا ) و(مفردات الراغب) ( غب ) و(نهاية الجزري) ( نه ) و(التوربشتي) ( تو ) و(القاضي البيضاوي) ( قض ) و(المظهر)( مظ ) و (الأشرف)( شف )

وسلكت في النقل منها طريق الاختصار, وكان جل اعتمادي وغاية اهتمامي ( بشرح مسلم ) للامام المتقن محيي الدين للنووي, لأنه كان أجمعها فوائد, وأكثرها عوائد, وأضبطها للشوارد والأوابد, وما لا ترى عليه علامة فأكثرها من نتائج خاطري الكليل, فإن ترى خللا فسده جزاك الله خيرا.

وكثيرا ما تجد في هذا الكتاب ضبط الألفاظ التي غيرها في ( المصابيح ) بعض من لا يد له في الرواية, ونقل الثقات بما سنح له من وجوه العربية سهوا منه, مبينا خطأه, مواجها صوابه بحمد الله, كاشفا لأستار أسرارها حاويا لمقاصدها و فوائدها, فإن نظرت بعين الإنصاف لم تر مصنف أجمع, ولا أوجز, ولا أشد تحقيقا في بيان حقائقها

وسميته : ( الكاشف عن حقائق السنن ), وإلى الله تعالى أرغب أن يجعل سعيي فيه خالصا لوجهه الكريم, وأن يقبله ويجعله ذخيرة لي عنده, يجزيني بها في الدار الآخرة, فهو العالم بمودعات السرائر, وخفيات الضمائر, عليه أتوكل, وإليه أنيب, وإذاكنا التزمنا أن يكون شرحنا هذا على نهج أهل هذه الصناعة, أوجب ذلك علينا أن نصدر الكتاب بمختصر جامع, لمعرفة علم الحديث, ملخصا من كتاب ابن الصلاح وغيره, مرتبا على مقدمة ومقاصد وخاتمة

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

إِكمال إِكمال المعلم

للعلامة أبي عبدالله الأُبِّي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله العظيم سلطانه, العميم فضله و إحسانه, وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد عبده ورسوله, الماحي بهداه ظلم الضلالة, المختوم بعلاه شرف النبوة والرسالة, صلى الله عليه وعلى آله الأكرمين, مصابيح الهدى وأئمة الدين

و بعد : فإن هذا تعليق أمليته على كتاب  مسلم, ضمنته شراحه الأربعة: المازري, وعياض, والقرطبي, والنواووي مع زيادات مكملة, وتنبيه على مواضع من كلامهم مشكلة, ناقلا لكلامهم بالمعنى, لا باللفظ, حرصا على الإختصار, لما في ذلك من بيان ما قد يعسر فهمه من كلام بعضهم لتعقيده في محله من كتابه, لا سيما من كلام ( عياض ), سمعت شيخنا أبا عبدالله محمد بن عرفة رحمه الله تعالى يقول: ما يشق علي فهم شيء ما يشق من كلام عياض في بعض مواضع من (الإكمال) و(التنبيهات), ولم أتعرض للكلام على الخطبة لأنها في علم الحديث, وذلك شيء آخر, ورأيت الأهم البداية بشرح الأحاديث, وإن نسأ الله في الأجل وسهل فسأتكلم عليها إن شاء الله تعالى

ولما كانت أسماء هذه الشراح يكثر دورها في الكتاب اكتفيت عن إسم كل واحد بحرف من إسمه, فجعلت ( م ) للإمام المازري, و( ع ) لعياض, و( ط ) للقرطبي, و( د ) لمحيي الدين النواوي, ولفظ ( الشيخ ) لشيخنا أبي عبدالله المذكور, وما يقع من الزيادات المشار إليها أترجم عليها بلفظ ( قلت )

وسميته : ( إكمال الإكمال ), وأرجو أن المنصف لا ينكر أن الكتاب جاء عالي الكعب, سهل المأخذ, ولم يكن القصد بوضعه إلا وجه الله تعالى, وهو سبحانه المسؤول أن يقبله, وأن يعمم به النفع, وهو حسبي ونعم الوكيل [131]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مُكَمِّل إكمال الإكمال

للعلامة أبي عبدالله السنوسي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الواسع الجود والكرم, اذي أخرجنا بفضله من محض العدم, وأمدنا بألطافه ونحن نتردد بين الأحشاء بلا ميز في غياهب الظلم, فأبرزنا على رفقه وما أعد من سوابغ النعم, ثم من بالنعمة العظمى نعمة العقل والهداية, التي هي أقوم, ثم سهل الرجوع إليه على المطيع منا والعاصي حتى لا يقع في الإياس بما اجترم, فرضي منا باليسير, وجازى منا بالكثير, و اكتفى منا في التنصل من دواهي المعاصي بمجرد الندم, فسبحان من لايحاط بثنائه ويعجز عن تفصيل أدنى نعمه فصيح اللسان وماضي القلم.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي جوامع الكلم, وخص من رتب التقريب بغاية لا تتطاول إليها عجزا سوابق الهمم, وأجلى على أعلى منصة التشريف فردا في المحاسن عديم المزدحم, فهو عروس المملكة بأجمعها, وعين الخليقة بأسرها, وهو سيد العرب والعجم, وهو الوسيلة الكبرى في هذه الدار ويوم يقوم الناس لهول عظم, فصلى الله عليه وسلم عليه وسلم من رسول حاز المكارم بأزمتها, وألقت إليه المحاسن الخلقية والخلقية مقالدها فحواها برمتها, و جمعت فيه خصال النبوة كلها فكانت ذاته لها مسك المختتم

ورضي الله عن آله وصحبه والذين نالوا بعلى مشاهدته وبذل النفوس لنصرته أنفس الذخائر وأشرف المنازل, وحازوا بشريف صحبته منزلة عليا لا يلحق شأوها من بعدهم من مُجِدّ أو متثاقل, ورضي الله تعالى عن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم يتقدم على الجنة نبينا ومولانا محمد r وأمته على سائر الأمم.

أما بعد : فلما خص الله سبحانه وتعالى رجالا لواجب هذا النبي الشريف r وبجميل خدمته أعظم الاسباب, ثم افترقوا في إظهار ما كَمِن فيهم من عظيم حبه فرقا كل يحاول بما أكنه التقرب إلى عَلِيِّ ذلك الجناب, فمن قوي يناضل عن ذاته المكرمة ودينه القويم بماضي السيف والسنان, ومن راوية أمين انتصب لحفظ كلمه الرفيعة وصون وما حوته من محاسن و بيان, ومن فصيح أوتي من البلاغة السحر الحلال فعبر عن بعض كمالاته بما أدرك بركته عاجلا بحق العيان.

وكان ممن فتح الله له في نيل الدرجة العظمى في ذلك الشيخ الإمام العلامة المجمع على أمانته وحفظه وإتقانه مسلم بن الحجاج تغمده الله تعالى بجميل الرضوان, وأسكنه فراديس الجنان, فألف في جمع أحاديث المصطفى r وضبط أصول ذلك تأليفا عظيما, لم ينسج ولا ينسج والله تعالى أعلم على شريف منواله, وكان من أحسن شروحه فيما علمت و أجمعها شرح العلامة أبي عبد الله الأبي رحمه الله تعالى, ورضي عنه, أردت أن أتعلق بأذيال القوم, وإن كنت في غاية البعد منهم, إلا أن بمنة الوهاب تعالى باللحاق بهم بعد اليوم, فاختصرت في هذا التقييد المبارك إن شاء الله معظم ما في هذا الشرح الجامع من الفوائد, وضممت إاليه كثيرا مما أغفله مما هو كالضروري لا كالزايد, وأكملته أيضا بشرح الخطبة فتم النفع والحمد لله تعالى بشرح جميع الكتاب, وجاء بفضل الله تعالى مختصرا يقنع أو يغني عن جميع الشروح, وما فيها من تطويل أو مزيد إطناب

فهو جدير إن شاء الله تعالى أن يسمى : ( بمكمل إكمال الإكمال ), ومقر به على الضعيف ومريد الحاجة دون المسافات الطوال, والله أسأل أن ينفع به دنيا وأخرى, ويجعله لنا من صالحات الأعمال, واعلم أن ما وجدت في هذا الكتاب من علامة ( ب ) فالمراد به الشيخ الأبي, وما وجدت من علامة ( ع ) فالمراد به القاضي عياض, وما وجدت من علامة ( ط ) فالمراد به القرطبي صاحب ( المفهم ), وما وجدت علامة ( ح ) فالمراد به محيي الدين النواوي, رحم الله جميعهم, وتقبل أعمالهم بفضله, وهذا أوان الشروع في هذا المختصر, والله الموفق بفضله [132]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

فتح الباري شرح صحيح البخاري

للحافظ أبي الفضل بن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للسنة فانقادت لاتباعها وارتاحت لسماعها وأمات نفوس أهل الطغيان بالبدعة بعد أن تمادت في نزاعها وتغالت في ابتداعها وأشهد أن لا آله إلا الله, وحده لا شريك له, العالم بانقياد الأفئدة وامتناعها, المطلع على ضمائر القلوب في حالتي افتراقها واجتماعها, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي انخفضت بحقه كلمة الباطل بعد ارتفاعها, واتصلت بإرساله أنوار الهدى وظهرت حجتها بعد انقطاعها, صلى الله عليه و وسلم ما دامت السماء والأرض هذه في سموها وهذه في اتساعها, وعلى آله وصحبه الذين كسروا جيوش المردة وفتحوا حصون قلاعها, وهجروا في محبة داعيهم إلى الله الأوطار والأوطان ولم يعاودوها, بعد وداعها وحفظوا على أتباعهم أقواله و أفعاله وأحواله حتى أمنت بهم السنن الشريفة من ضياعها

أما بعد : فإن أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام, وأعلى ما خص بمزيد الاهتمام, الاشتغال بالعلوم الشرعية المتلقاة عن خير البرية ولا يرتاب عاقل في أن مدارها على كتاب الله المقتفى وسنة نبيه المصطفى r وأن باقي العلوم إما آلات لفهمهما وهي الضالة المطلوبة, أو أجنبية عنهما وهي الضارة المغلوبة, وقد رأيت الإمام أبا عبد الله البخاري في ( جامعه) الصحيح قد تصدى للاقتباس من أنوارهما البهية, تقريرا واستنباطا, وكرع من مناهلهما الروية انتزاعا وانتشاطا, ورزق بحسن نيته السعادة فيما جمع حتى أذعن له المخالف والموافق, وتلقى كلامه في التصحيح بالتسليم المطاوع والمفارق

وقد استخرت الله تعالى في أن أضم إليه نبذا شارحة لفوائده, موضحة لمقاصده, كاشفة عن مغزاه, في تقييد أوابده, و اقتناص شوارده

وأقدم بين يدي ذلك كله مقدمة في تبيين قواعده, وتزيين فرائده, جامعة وجيزة دون الإسهاب, وفوق القصور سهلة المأخذ تفتح المستغلق وتذلل الصعاب, وتشرح الصدور وينحصر القول فيها إن شاء الله تعالى في عشرة فصول :

الأول في بيان السبب الباعث له على تصنيف هذا الكتاب

الثاني في بيان موضوعه والكشف عن مغزاه فيه, والكلام على تحقيق شروطه, وتقرير كونه من أصح الكتب المصنفة في الحديث النبوي, ويلتحق به الكلام على تراجمه البديعة المنال, المنيعة المثال, التي انفرد بتدقيقه فيها عن نظرائه, واشتهر بتحقيقه لها عن قرنائه

الثالث في بيان الحكمة في تقطيعه للحديث, واختصاره وفائدة أعادته للحديث وتكراره

الرابع في بيان السبب في إيراده الأحاديث المعلقة, والآثار الموقوفة, مع أنها تباين أصل موضوع الكتاب, وألحقت فيه سياق الأحاديث المرفوعة المعلقة, والإشارة لمن وصلها على سبيل الاختصار

الخامس في ضبط الغريب الواقع في متونه, مرتبا له على حروف المعجم, بألخص عبارة, وأخلص إشارة, لتسهل مراجعته ويخف تكراره

السادس في ضبط الأسماء المشكلة التي فيه, وكذا الكنى والأنساب, وهي على قسمين: الأول المؤتلفة والمختلفة الواقعة فيه, حيث تدخل تحت ضابط كلي, لتسهل مراجعتها, ويخف تكرارها, وما عدا ذلك فيذكر في الأصل, والثاني المفردات من ذلك

السابع في تعريف شيوخه الذين أهمل نسبهم, إذا كانت يكثر اشتراكها, كمحمد لا من يقل اشتراكه كمسدد, وفيه الكلام على جميع ما فيه من مهمل ومبهم, على سياق الكتاب مختصرا

الثامن في سياق الأحاديث التي انتقدها عليه حافظ عصره أبو الحسن الدارقطني وغيره من النقاد, والجواب عنها حديثا حديثا, وإيضاح أنه ليس فيها ما يخل بشرطه الذي حققناه

التاسع في سياق أسماء جميع من طعن فيه من رجاله على ترتيب الحروف, والجواب عن ذلك الطعن بطريق الإنصاف والعدل, والاعتذار عن المصنف في التخريج لبعضهم ممن يقوي جانب القدح فيه, إما لكونه تجنب ما طعن فيه بسببه, و أما لكونه أخرج ما وافقه عليه من هو أقوى منه, وأما لغير ذلك من الأسباب

العاشر في سياق فهرسة كتابه المذكور, بابا بابا, وعدة ما في كل باب من الحديث, ومنه تظهر عدة أحاديثه بالمكرر, أوردته تبعا لشيخ الإسلام أبي زكريا النووي t تبركا به, ثم أضفت إليه مناسبة ذلك مما استفدته من شيخ الإسلام أبي حفص البلقيني t, ثم أردفته بسياق أسماء الصحابة الذين اشتمل عليهم كتابه, مرتبا لهم على الحروف, وعد ما لكل واحد منهم عنده من الحديث, ومنه يظهر تحرير ما اشتمل عليه كتابه من غير تكرير

ثم ختمت هذه المقدمة بترجمة كاشفة عن خصائصه ومناقبه, جامعة لمآثره ومناقبه, ليكون ذكره واسطة عقد نظامها, و سرة مسك ختامها, فإذا تحررت هذه الفصول, وتقررت هذه الأصول, افتتحت شرح الكتاب مستعينا بالفتاح الوهاب, فأسوق إن شاء الله الباب وحديثه أولا, ثم أذكر وجه المناسبة بينهما أن كانت خفية, ثم أستخرج ثانيا ما يتعلق به غرض صحيح في ذلك الحديث من الفوائد المتنية والاسنادية, من تتمات وزيادات, وكشف غامض, وتصريح مدلس بسماع, ومتابعة سامع من شيخ اختلط قبل ذلك, منتزعا كل ذلك من أمهات المسانيد و الجوامع, والمستخرجات, و الأجزاء, والفوائد بشرط الصحة أو الحسن فيما أورده من ذلك, وثالثا أصل ما انقطع من معلقاته وموقوفاته, وهناك تلتئم زوائد الفوائد, وتنتظم شوارد الفرائد, ورابعا أضبط ما يشكل من جميع ما تقدم, أسماء وأوصافا, مع إيضاح معاني الألفاظ اللغوية, والتنبيه على النكت البيانية, ونحو ذلك, وخامسا أورد ما استفدته من كلام الأئمة مما استنبطوه من ذلك الخبر من الأحكام الفقهية, والمواعظ الزهدية, والآداب المرعية, مقتصرا على الراجح من ذلك, متحريا للواضح دون المستغلق في تلك المسالك, مع الاعتناء بالجمع بين ما ظاهره التعارض مع غيره, و التنصيص على المنسوخ بناسخه, والعام بمخصصه, والمطلق بمقيده, والمجمل بمبينه, والظاهر بمؤوله, والإشارة إلى نكت من القواعد الاصولية, ونبذ من فوائد العربية, ونخب من الخلافيات المذهبية, بحسب ما اتصل بي من كلام الأئمة, واتسع له فهمي من المقاصد المهمة, و أراعى هذا الأسلوب إن شاء الله تعالى في كل باب

فإن تكرر المتن في باب بعينه غير باب تقدم نبهت على حكمة التكرار, من غير إعادة له إلا أن يتغاير لفظه أو معناه, فأنبه على الموضع المغاير خاصة, فإن تكرر في باب آخر اقتصرت فيما بعد الأول على المناسبة, شارحا لما لم يتقدم له ذكر, منبها على الموضع الذي تقدم بسط القول فيه, فإن كانت الدلالة لا تظهر في الباب المقدم إلا على بعد غيرت هذا الاصطلاح بالاقتصار في الأول على المناسبة, وفي الثاني على سياق الأساليب المتعاقبة, مراعيا في جميعها مصلحة الاختصار, دون الهذر والإكثار, والله أسأل أن يمن على بالعون على إكماله, بكرمه ومنه, وأن يهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه, وأن يجزل لي على الاشتغال بآثار نبيه الثواب في الدار الأخرى, وأن يسبغ علي وعلى من طالعه, أو قرأه, أو كتبه النعم الوافرة تترى, إنه سميع مجيب [133]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري

للعلامة  الحافظ بدر الدين العيني الحنفي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أوضح وجوه معالم الدين, وأفضح وجوه الشك بكشف النقاب عن وجه اليقين, بالعلماء المستنبطين الراسخين, والفضلاء المحققين الشامخين, الذين نزهوا كلام سيد المرسلين مميزين, عن زيف المخلطين المدلسين, ورفعوا مناره بنصب العلائم, و أسندوا عمده بأقوى الدعائم, حتى صار مرفوعا بالبناء العالي المشيد, وبالأحكام الموثق المدمج المؤكد, مسلسلا بسلسة الحفظ والإسناد, غير منقطع ولا واه إلى يوم التناد, ولا موقوف على غيره من المباني, ولا معضل ما فيه من المعاني, و الصلاة على من بعث بالدين الصحيح الحسن, والحق الصريح السنن, الخالي عن العلل القادحة, والسالم من الطعن في أدلته الراجحة, محمد المستأثر بالخصال الحميدة, والمجتبى المختص بالخلال السعيدة, وعلى آله وصحبه الكرام, مؤيدي الدين ومظهري الإسلام, وعلى التابعين بالخير والإحسان, وعلى علماء الأمة في كل زمان, ما تغرد قمرى على الورد و البان, وناح عندليب على نور الأقحوان

وبعد : فإن عانى رحمة ربه الغني, أبا محمد محمود بن أحمد العيني, عامله ربه ووالديه بلطفه الخفي, يقول أن السنة إحدى الحجج القاطعة, وأوضح المحجة الساطعة, وبها ثبوت أكثر الأحكام, وعليها مدار العلماء الأعلام, وكيف لا وهي القول والفعل من سيد الأنام, في بيان الحلال والحرام, الذين عليهما مبني الإسلام, فصرف الأعمار في استخراج كنوزها من أهم الأمور, وتوجيه الأفكار في استكشاف رموزها من تعمير العمور, لها منقبة تجلت عن الحسن والبها, ومرتبة جلت بالبهجة والسنا, وهي أنوار الهداية و مطالعها, ووسائل الدراية وذرائعها, وهي من مختارات العلوم عينها, ومن متنقدات نقود المعارف فضها و عينها, ولولاها لما بان الخطأ عن الصواب, ولا تميز الشراب من السراب, ولقد تصدت طائفة من السلف الكرام, ممن كساهم الله تعالى جلابيب الفهم والأفهام, ومكنهم من انتقاد الألفاظ الفصيحة, المؤسسة على المعاني الصحيحة, وأقدرهم على الحفظ بالحفاظ, من المتون والألفاظ, إلى جمع سنن من سنن سيد المرسلين, هادية إلى طرائق شرائع الدين, وتدوين ما تفرق منها في أقطار بلاد المسلمين, بتفرق الصحابة والتابعين الحاملين, وبذلك حفظت السنن, وحفظ لها السنن, وسلمت عن زيغ المبتدعين, وتحريف الجهلة المدعين, فمنهم الحافظ الحفيظ الشهير, المميز الناقد البصير, الذي شهدت بحفظه العلماء الثقات, واعترفت بضبطه المشايخ الأثبات, ولم ينكر فضله علماء هذا الشأن ولا تنازع في صحة تنقيده اثنان, الإمام الهمام حجة الإسلام, أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أسكنه الله تعالى بحابيح جنانه بعفوه الجاري, وقد دون في السنة كتابا فاق على أمثاله, وتميز على أشكاله, ووشحه بجواهر الألفاظ من درر المعاني, ورشحه بالتبويبات الغريبة المباني, بحيث قد أطبق على قبوله بلا خلاف, علماء الأسلاف والأخلاف, فلذلك أصبح العلماء الراسخون الذين تلألأ في ظلم الليالي أنوار قرائحهم الوقادة, واستنار على صفحات الأيام آثار خواطرهم النقادة, قد حكموا بوجوب معرفته,وأفرطوا في قريضته ومدحته

ثم تصدى لشرحه جماعة من الفضلاء, وطائفة من الأذكياء, من السلف النحارير المحققين, وممن عاصرناهم من المهرة المدققين, فمنهم من أخذ جانب التطويل, وشحنه من الأبحاث بما عليه الاعتماد والتعويل, ومنهم من لازم الاختصار في البحث عما في المتون, ووشحه بجواهر النكات والعيون, ومنهم من أخذ جانب التوسط مع سوق الفوائد, ورصعه بقلائد الفرائد, ولكن الشرح أي الشرح ما يشفي العليل, ويبل الأكباد ويروي الغليل, حتى يرغب فيه الطلاب, و يسرع إلى خطبته الخطاب, سيما هذا الكتاب, الذي هو بحر يتلاطم أمواجا, رأيت الناس يدخلون فيه أفواجا, فمن خاض فيه ظفر بكنز لا ينفد أبدا, وفاز بجواهره التي لا تحصى عددا, وقد كان يختلج في خلدي أن أخوض في هذا البحر العظيم, لأفوز من جواهره ولآليه بشيء جسيم, ولكني كنت أستهيب من عظمته أن أحول حوله, ولا أرى لنفسي قابلية لمقابلتها هوله, ثم إني لما رحلت إلى البلاد الشمالية الندية, قبل الثمانمائة من الهجرة الأحمدية, مستصحبا في أسفاري هذا الكتاب لنشر فضله عند ذوي الألباب, ظفرت هناك من بعض مشايخنا بغرائب النوادر, و فوائد كاللآلي الزواهر, مما يتعلق باستخراج ما فيه من الكنوز, واستكشاف ما فيه من الرموز, ثم لما عدت إلى الديار المصرية, ديار خير وفضل وأمنية, أقمت بها برهة من الخريف, مشتغلا بالعلم الشريف, ثم اخترعت ( شرحا ) [134] لكتاب ( معاني الآثار ) المنقولة من كلام سيد الأبرار, تصنيف حجة الإسلام الجهبذ العلامة الإمام, أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي, أسكنه الله تعالى من الجنان في أحسن المآوي, ثم أنشأت ( شرحا ) [135] على ( سنن أبي داود السجستاني ) بوأه الله دار الجنان, فعاقني من عوائق الدهر ما شغلني عن التتميم, واستولى على من الهموم ما يخرج عن الحصر والتقسيم, ثم لما انجلى عني ظلامها, وتجلى علي قتامها, في هذه الدولة المؤيدية, والأيام الزاهرة السنية, ندبتني إلى شرح هذا الكتاب, أمور حصلت في هذا الباب

الأول أن يعلم أن في الزوايا خبايا, وأن العلم من منايح الله عز وجل ومن أفضل العطايا, والثاني إظهار ما منحني الله من فضله الغزير, وإقداره إياي على أخذ شيء من علمه الكثير, والشكر مما يزيد النعمة, ومن الشكر إظهار العلم للأمة, والثالث كثرة دعاء بعض الأصحاب, بالتصدي لشرح هذا الكتاب, على أني قد أملتهم بسوف ولعل, ولم يجد ذلك بما قل وجل, وخادعتهم عما وجهوا إلي بأخادع الالتماس, و وادعتهم من يوم إلى يوم وضرب أخماس لأسداس, والسبب في ذلك أن أنواع العلوم على كثرة شجونها, وغزارة تشعب فنونها, عز على الناس مرامها, واستعصى عليهم زمامها, صارت الفضائل مطموسة, المعالم, مخفوضة الدعائم, وقد عفت أطلالها ورسومها, واندرست معالمها, وتغير منثورها و منظومها, وزالت صواها, وضعفت قواها

كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا *** أنيس ولم يسمر بمكة سامر

ومع هذا فالناس فيما تعبت فيه الأرواح, وهزلت فيه الأشباح, على قسمين متباينين, قسم هم حسدة, ليس عندهم إلا جهل محض, وطعن وقدح وعض, لكونهم بمعزل عن انتزاع أبكار المعاني, وعن تفتيق ما رتق من المباني, فالمعاني عندهم تحت الألفاظ مستورة, وأزهارها من وراء الأكمام زاهرة منظورة

إذا لم يكن للمرء عين صحيحة *** فلا غروان يرتاب والصبح مسفر

وصنف هم ذوو فضائل وكمالات, وعندهم لأهل الفضل اعتبارات, المنصفون اللاحظون إلى أصحاب الفضائل و التحقيق, وإلى أرباب الفواضل والتدقيق, بعين الإعظام والإجلال, والمرفرفون عليهم أجنحة الأكرام والأشبال, و المعترفون بما تلقنوا من الألفاظ ما هي كالدر المنثور, والأرى المنشور, والسحر الحلال, والماء الزلال, وقليل ما هم و هم كالكثير, فالواحد منهم كالجم الغفير, فهذا الواحد هو المراد الغارد, ولكن أين ذاك الواحد, ثم إني أجبتهم بأن من تصدى للتصنيف, يجعل نفسه هدفا للتعسيف, و يتحدث فيه بما فيه, وما ليس فيه, وينبذ كلامه بما فيه التقبيح والتشويه, فقالوا ما أنت بأول من عورض, ولا بأول من كلامه قد نوقض, فإن هذا داء قدي,م وليس منها سالم إلا وهو سليم, فالتقيد بهذا يسد أبواب العلوم عن فتحها, وإلا كتراث به يصد عن التمييز بين محاسن الأشياء وقبحها

هذا ولما لم يرتدعوا عن سؤالهم, ولم أجد بدا عن آمالهم, شمرت ذيل الحزم, عن ساق الجزم, وأنخت مطيتي, وحللت حقيبتي, ونزلت في فناء ربع هذا الكتاب, لأظهر ما فيه من الأمور الصعاب, وأبين ما فيه من المعضلات, وأوضح ما فيه من المشكلات, وأورد فيه من سائر الفنون بالبيان, ما صعب منه على الأقران, بحيث أن الناظر فيه بالأنصاف, المتجنب عن جانب الاعتساف, أن أراد ما يتعلق بالمنقول, ظفر بآماله, وأن أراد ما يتعلق بالمعقول, فاز بكماله, وما طلب من الكمالات يلقاه, وما ظفر من النوادر والنكات يرضاه, على أنهم قد ظنوا في قوة لإبلاغهم المرام, وقدره على تحصيل الفهم والأفهام, ولعمري ظنهم في معرض التعديل, لأن المؤمن لا يظن في أخيه إلا بالجميل, مع أني بالتقصير لمعترف, ومن بحر الخطايا لمغترف, ولكني أتشبه بهم متمنيا أن تكون لي حلية في ميادينهم, وشجرة مثمرة في بساتينهم, على أني لا أرى لنفسي منزلة تعد من منازلهم, ولا لذاتي منهل مورد يكون بين مناهلهم, ولكني أرجو والرجاء من عادة الحازمين الضابطين, واليأس من عادة الغافلين القانطين, ثم أني قدحت أفكاري بزناد الذكاء, حتى أورت أنوارا انكشفت بها مستورات هذا الكتاب, وتصديت لتجليته على منصة التحقيق حتى كشف عن وجهه النقاب, واجتهدت بالسهر الطويل في الليالي الطويلة, حتى ميزت من الكلام ما هي الصحيحة من العليلة, وخضت في بحار التدقيق, سائلا من الله الإجابة والتوفيق, حتى ظفرت بدرر استخرجتها من الأصداف, وبجواهر أخرجتها من الغلاف, حتى أضاء بها ما أبهم من معانيه على أكثر الطلاب, وتحلى بها ما كان عاطلا من شروح هذا الكتاب, فجاء بحمد الله وتوفيقه فوق ما في الخواطر, فائقا على سائر الشروح بكثرة الفوائد والنوادر, مترجما بكتاب : ( عمدة القاري في شرح البخاري ), ومأمولي من الناظر فيه أن ينظر بالإنصاف, ويترك جانب الطعن والاعتساف, فإن رأى حسنا يشكر سعى زائره, ويعترف بفضل عاثره, أو خللا يصلحه أداء حق الأخوة في الدين, فإن الإنسان غير معصوم عن زلل مبين

فإن تجد عيبا فسد الخللا *** فجل من لا عيب فيه وعلا

فالمنصف لا يشتغل بالبحث عن عيب مفضح, والمتعسف لا يعترف بالحق الموضح

فعين الرضا عن كل عيب كليلة *** ولكن عين السخط تبدي المساويا

فالله عز وجل يرضى عن المنصف في سواء السبيل, ويوفق المتعسف حتى يرجع عن الأباطيل, ويمتع بهذا الكتاب المسلمين من العالمين العاملين, فإني جعلته ذخيرة ليوم الدين, وأخلصت فيه باليقين, والله لا يضيع أجر المحسنين, وهو على كل شيء قدير, وبالإجابة لدعانا جدير, وبه الإعانة في التحقيق, وبيده أزمة التوفيق [136]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

للحافظ أبي العباس أحمد بن محمد القسطلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي شرح بمعارف عوارف السنة النبوية صدور أوليائه, وروح بسماع أحاديثها الطيبة أرواح أهل وداده وأصفيائه, فسرح سر سرائرهم في رياض روضة قدسه وثنائه, أحمده على ما وفق من إرشاده, وأسدى من آلائه, وأشكره على فضله المتواتر الكامل الوافر, وأسأله المزيد من عطائه وكشف غطائه

وأشهد أن لا إلا الله, وحده لا شريك له, الفرد المنفرد في صمدانيته, بعز كبريائه, وأصل من انقطع إليه إلى حضرة قربه وولائه, ومدرجه في سلسلة خاصته وأحبائه, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المرسل بصحيح القول وحسنه, رحمة لأهل أرضه وسمائه, الماحي للمختلق الموضوع بشوارق بوارق لألائه, فأشرقت مشكاة مصابيح الجامع الصحيح من أنوار شريعته وأنبائه, وعلى آله وأصحابه وخلفائه آمين

وبعد : فإن علم السنة النبوية بعد الكتاب العزيز أعظم العلوم قدرا, وأرقاها شرفاوفخرا, إذ عليه مبنى قواعد أحكام الشريعة الإسلامية, وبه تظهر تفاصيل مجملات الآيات القرآنية, وكيف لا ومصدره عمن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى

فهو المفسر للكتاب وإنما *** نطق النبي لنا به عن ربه

وإن كتاب البخاري ( الجامع ) قد أظهر من كنوز مطالبها العالية إبريز البلاغة, وأبرز وحاز قصب السبق في ميدان البراعة وأحرز, وأتى من صحيح الحديث وفقهه, بما لم يسبق غليه, ولا عرج أحد عليه, فانفرد بكثرة فرائد فوائده, و زوائد عوائده, حتى جزم الراون بعذوبة موارده, فلذا رجح على غيره من الكتب بعد كتاب الله, وتحركت بالثناء عليه الألسن والشفاه

ولطالما خطر في الخاطر المخاطر أن أعلق عليه شرحا أزجه فيه مزجا, وأدرجه ضمنه درجا, أميز فيه الأصل من الشرح بالحمرة والمداد, واختلاف الروايات بغيرهما, ليدرك الناظر سريعا المراد, فيكون باديا بالصفحة, مدركا باللمحة, كاشفا بعض أسراره لطالبيه, رافع النقاب عن وجوه معانيه لمعانيه, موضحا مشكله, فاتحا مقفله, مقيدا مهمله, وافيا بتغليق تعليقه, كافيا في إرشاد الساري لتحقيقه, محررا لرواياته, معربا عن غرائبه وخفياته,فأجدني أحجم عن سلوك هذا المسرى, وأبصرني أقدم رجلا وأخر أخرى, إذ أنا بمعزل عن هذا المنزل, لا سيما وقد قيل إن أحدا لم يستصبح سراجه, ولا استوضح منهاجه, ولا اقتعد صهوته, ولا افترع ذروته, ولا تفيأ ظلاله, فهو درة لن تثقب, ومهرة لم تركب, ولله در القائل:

أعيى فحول العلم حل رموز ما *** أبداه في الابواب من أسرار

فازوا من الأوراق منه بما جنوا *** منها ولم يصلوا على الأثمار

ما زال بكرا لم يفض ختامه *** وعراه ما حلت عن الأزرار

حجبت معانيه التي أوراقها *** ضربت على الأبواب كالأستار

من كل باب حين يفتح بعضه *** بنهار منه العم كالأنهار

لا غرو أن أمسى البخاري للورى *** مثل البحار لمنشأ الأمطار

خصعت له الأقران فيه إذ بدا *** خروا على الأقان والأكوار

ولم أزل على ذلك مدة من الزمان حتى مضى عصر الشباب وبانو فانبعث الباعث على ذلك راغبا, وقام خطيبا لبنات أبكار الافكار خاطبا, فشمرت ذيل العزم عن ساق الحزم, وأتيت بيوت التصنيف من أبوابها, وقمت في جامع التأليف بين أئمته بمحرابها, وأطلقت لسان القلم في ساحات الحكم بعبارة صريحة واضحة, وإشارة قريبة لائحة, لخصتها من كلام الكبراء الذين رقت في معارج علوم هذا الشأن أفكارهم, وإشارات الألباء الذين أنفقوا على اقتناص شوارد أعمالهم, وبذلت الجهد في تفهم أقاويل الفهماء المشار إليهم بالبنان, وممارسة الدواوين المؤلفة في هذا الشأن،,ومراجعة الشيوخ الذين حازوا قصب السبق في مضماره, ومباحثة الحذاق الين غاصوا على جواهر الفرائد في بحاره, ولم أتحاش عن الإعادة في الإفادةعند الحاجة إلى البيان, ولا في ضبط الواضح عند علماء هذا الشأن, قصدا لنفع الخاص والعام, راجيا ثواب ذي الطول والإنعام, فدونك شرحا قد أرقت عليه من شرفات هذا الجامع أضواء نوره اللامع, وصدع خطيبه على منبره السامي بالحجج القواطع, القلوب والمسامع أضاءت بهجته فاختفت منه كواكب الدراري, وكيف لا وقد فاض عليه النور من فتح الباري, على أنني أقول كما قال الحافظ أبو بكر البرقاني:

وما لي فيه سوى أنني *** أراه هوى وافق المقصدا

وأرج الثواب بكتب الصلاة *** على السيد المصطفى أحمدا

وبالجملة فإنما أنا من لوامع أنوارهم مقتبس, ومن فواضل فضائلهم ملتمس, وخدمت به الأبواب النبوية, والحضرة المصطفوية, راجيا أن يتوجني بتاج القبول والإقبال, ويجيزني بجائزة الرضا في الحال والمآل

وسميته : ( إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ), والله أسأل التوفيق والإرشاد, على سلوك طرق السداد, و أن يعينني على التكميل, فإه حسبي الله ونعم الوكيل, وهذه مقدمة مشتملة على وسائل المقاصد, يهتدي بها على الإرشاد السالك والمقاصد, جامعة لفصول هي لفروع قواعد هذا الشرح أصول.

الفصل الاول: في فضيلة أهل الحديث, وشرفهم في القديم والحديث

الفصل الثاني : في ذكر أول من دون الحديث والسنن, ومن تلاه في ذلك سالكا أحسن السنن

الفصل الثالث : في نبذة لطيفة جامعة لفرائد فوائد مصطلح الحديث, عند أهله, وتقسيم أنواعه, وكيفية تحمله,وأدائه و نقله, مما لا بد للخائض في هذا الشرح منه, لما علم أن لكل أهل فن اصطلاحا يجب استحضاره عند الخوض فيه

الفصل الرابع : فيما يتعلق بالبخاري في ( صحيحه ) من تقرير شرطه,وتحريره وضبطه, وترجيحه على غيره ,(كصحيح مسلم ) ومن سار كسيره, والجواب عما انتقذه عليه النقاذ من الأحاديث, ورجال الاسناد, وبيان موضوعه, وتفرده بمجموعه, وتراجمه البديعة المثال, المنيعة المنال, وسبب تقطيعه للحديث واختصاره, وإعادته له في الأبواب وتكراره, و عدة أحاديثه الأصول والمكررة, حسبما ضبطه الحافظ ابن حجر وحرره

الفصل الخامس : في ذكر نسب البخاري ونسبته, ومولده وبدء أمره ونشأته, وطلبه للعلم وذكر بعض شيوخه ومن أخذ عنه ورحلته, وسعة حفظه وسيلان ذهنه, وثناء الناس عليه بفقهه, وزهده وورعه وعبادته, وما ذكر من محنته و منحته, بعد وفاته وكرامته. [137]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تنوير الحوالك على موطأ مالك

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد وآله, قال الشيخ الامام العالم العلامة, البحر الحبر الفهامة, مفيد الطالبين, وحيد دهره, وفريد عصره, بقية السلف الصالح جلال الدين عبدالرحمن بن ابي بكر السيوطي الشافعي رحمه الله : الحمد لله الذي بعث النبي r بأوضح المسالك, ونور به أرجاء كل حالك, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, له الملك المالك, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله, صاحب الطريقة الغراء, التي من رغب عنها فهو الهالك, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه المخصوصين بالشرف الأعلى, وهو أهل ذلك.

هذا تعليق لطيف على موطأ الإمام مالك بن أنس t على نمط ما علقته على صحيح البخاري, المسمى ( بالتوشيح ), وما علقته على ( صحيح مسلم ), المسمى ( بالديباج ), وأوسع منهما قليلا, لخصته من شرحي الأكبر الذي جمع فأوعى, وعمد إلى الجفلى [138] حين دعا, وقد سميت هذا التعليق :

( تنوير الحوالك على موطأ مالك ) والله أسأل أن يسلك بنا في الدنيا والآخرة أحسن المسالك [139]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التوشيح على الجامع الصحيح

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, يقول الفقير إلى عفو ربه عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي لطف الله به : الحمد لله الذي أجزل لنا المنة, وجعلنا من حملة السنة

وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة أعدها لهول يوم القيامة جنة, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله, أول من يقرع باب الجنة, المبعوث إلى كافة الإنس والجنة, صلى الله عليه و على آله وصحبه الذين جعل حبهم أية الإيمان و مظنة

هذا تعليق على صحيح الأستاذ شيخ الإسلام أمير المؤمنين أبي عبد الله البخاري يسمى : ( بالتوشيح ) يجري مجرى تعليق الإمام بدر الدين الزركشي المسمى ( التنقيح ) ونسقه, بما حواه من الفوائد الزوائد, يشتمل على ما يحتاج إليه القارئ والمستمع, من ضبط ألفاظه, وتفسير غريبه, وبيان اختلاف رواياته, وزيادة في خبر لم ترد في طريقه, وترجمة ورد بلفظها حديث مرفوع, ووصل تعليق لم يقع في الصحيح وصله, وتسمية مبهم, وإعراب مشكل, وجمع بين مختلف, بحيث لم يفته من الشرح إلا الاستنباط

وقد عزمت على أن أضع على كل من الكتب الستة كتابا على هذا النمط, ليحصل به النفع بلا تعب, و بلوغ الأرب بلا نصب, حقق الله تعالى ذلك بمنه وكرمه [140]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم , وبه العون, الحمد لله الذي سلك بأصحاب الحديث أوضح نهجة, وجعلهم بما دعا نبيه صلى الله عليهم وسلم من النضرة في وجوههم والبهجة, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له شهادة يلوح لها إشراق وبهجة, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بأبلغ حجة, وأوضح محجة, صلى الله عليه, وسلم وعلى آله وصحبه ما أشرق صبح ببلجة, وغسق ليل بدلجة

وبعد : فلما من الله تعالى وله الفضل بإكمال ما قصدته من التعليق على ( صحيح الإمام البخاري ) رضي الله تعالى عنه المسمى ب( التوشيح ), وجهت الوجهة إلى تعليق مثله على ( صحيح ) الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج رضي الله تعالى عنه, مسمى ( بالديباج ) لطيف مختصر, ناسج على منوال ذلك التعليق, وإن كان لهو على هذا الصحيح مبتكر, يشتمل على ما يحتاج إليه القارئ والمستمع من ضبط ألفاظه, وتفسير غريبه, وبيان اختلاف رواياته على قلتها, وزيادة في خبر لم ترد له طريقه, وتسمية مبهم, وإعراب مشكل, وجمع بين مختلف, وإيضاح مبهم, بحيث لا يفوته من الشرح إلا الإستنباط, وإذا يسر الله بإنتمامه وجهت الوجهة إلى بقية الكتب الستة [141], فوضعت على كل تعليقا كذلك لتحصل به المعونة, وتسهل المؤونة, أعان الله على ذلك بمنه ويمنه.[142]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

زهر الربى على المجتبى

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا تحصى مننه, والصلاة والسلام على رسوله, محمد الذي أشرقت أنواره وسننه

هذا الكتاب الخامس مما وعدت بوضعه على الكتب الستة, وهو تعليق على سنن الحافظ أبي عبد الرحمن النسائي, على نمط نما علقته على (الصحيحين), و(سنن أبي داود), و(جامع الترمذي), وهو بذلك حقيق, إذ له مند صنف أكثر من ستمائة سنة, ولم يشتهر عليه من شرح, ولا تعليق, وسميته :

( زهر الربى على المجتبى ) والله تعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه, سالما من الرياء والخطل وشبهه[143]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

فيض القديرشرح الجامع الصغير

للعلامة عبد الرؤوف المناوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل الإنسان هو الجامع الصغير، فطوى فيه ما تضمنه العالم الأكبر الذي هو الجامع الكبير، و شرف من شاء من نوعه في القديم والحديث، بالهداية إلى خدمة علم الحديث. وأوتد له من مشكاة السنة لاقتباس أنوارها مصباحاً وضاحاً، ومنحه من مقاليد الأثر مفتاحاً فتاحاً, والصلاة والسلام على أهل العالمين منصباً, وأنفسهم نفساً وحساً، المبعوث بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، حتى أشرق الوجود برسالته ضياءاً وابتهاجاً, ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، ثم على من التزم العمل بقضية هديه العظيم المقدار، من المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم إلى يوم القرار، الذين تناقلوا الخبر والأخبار، ونوّروا مناهج الأقطار, بأنوار المآثر والآثار، صلاة وسلاماً دائمين ما ظهرت بوازغ شموس الأخبار, ساطعة من آفاق عبارات من أوتي جوامع الكلم والاختصار.

وبعد : فهذا ما اشتدت إليه حاجة المتفهم، بل وكل مدرس ومعلم، من شرح على ( الجامع الصغير ) للحافظ الكبير الإمام الجلال الشهير، بنشر جواهره، ويبرز ضمائره، ويفصح عن لغاته، ويفصح القناع عن إشاراته، ويميط عن وجود خرائده اللثام، ويسفر عن جمال حور مقصوراته الخيام، ويبين بدائع ما فيه من سحر الكلام، ويدل على ما حواه من درر مجمعة على أحسن نظام، ويخدمه بفوائد تقر بها العين، وفرائد يقول البحر الزاخر من أين أخذها من أين، وتحقيقات تنزاح بها شبه الضالين, وتدقيقات ترتاح لها نفوس المنصفين، وتحرق نيرانها أفئدة الحاسدين, لا يعقلها إلا العالمون، ولا يجحدها إلا الظالمون، ولا يغص منها إلا كل مريض الفؤاد، من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فما له من هاد، ومع ذلك فلم آل جهداً في الاختصار, والتجافي عن منهج الإكثار، فالمؤلفات تتفاضل بالزهر والثمر لا بالهذر، وبالملح لا بالكبر، وبجموم اللطائف، لا بتكثير الصحائف، وبفخامة الأسرار، لا بضخامة الأسفار، وبرقة الحواشي، لا بكثرة الغواشي، ومؤلف الإنسان، على فضله أو نقصه عنوان، وهو بأصغريه اللفظ اللطيف, والمعنى الشريف، لا بأكبريه اللفظ الكثير والمعنى الكثيف, وهنالك يعرف الفرض من النافلة، وتعرض الإبل فرب مئة لا تجد فيها راحلة, ثم إني بعون أرحم الراحمين، لم أدخل بتأليفه في زمرة الناسخين، ولم أسكن بتصنيفه في سوق الغث والسمين، بل أتيت بحمد الله، بشوارد فرائد باشرت اقتناصها، وعجائب غرائب, استخرجت من قاموس الفكر وعباب القريحة مغاصها، فمن استلحق بعض أبكاره الحسان، لم ترده عن المطالبة بالبرهان, ولم أعرب من ألفاظه إلا ما كان خفياً، فقد قال الصدر القونوي: غالب ممن يتكلم على الأحاديث إنما يتكلم عليها من حيث إعرابها, والمفهوم من ظاهرها, بما لا يخفى على من له أدنى مسكة في العربية, وليس في ذلك كبير فضيلة, ولا مزيد فائدة، إنما الشأن في معرفة مقصوده r , وبيان ما تضمنه كلامه من الحكم والأسرار بياناً تعضده أصول الشريعة، وتشهد بصحته العقول السليمة, وما سوى ذلك ليس من الشرح في شيء, قال ابن السكيت : خذ من النحو ما تقيم به الكلام فقط, ودع الغوامض, ولم أكثر من نقل الأقاويل والاختلافات، لما أن ذلك على الطالب من أعظم الآفات، إذ هو كما قال حجة الإسلام يدهش عقله, ويحير ذهنه, قال: وليحذر من أستاذ عادته نقل المذاهب, وما قيل فيها فإن إضلاله أكثر من إرشاده, كيقما كان، ولا يصلح الأعمى لقود العميان, و من كان دأبه ليس إلا إعادة ما ذكره الماضون, وجمع ما دوّنه السابقون, فهو منحاز عن مراتب التحقيق، معرّج عن ذلك الطريق, بل هو كحاطب ليل، وغريق في سيل، إنما الحبر من عوّل على سليقته القويمة، وقريحته السليمة, مشيراً إلى ما يستند الكلام إليه من المعقول والمنقول، رامزاً إلى ذلك رمز المفروغ منه المقرر في العقول

قال حجة الإسلام في ( الإحياء ) : ينبغي أن يكون اعتماد العلماء في العلوم على بصيرتهم وإدراكهم, وبصفاء قلوبهم لا على الصحف والكتب, ولا على ما سمعوه من غيرهم, فإنه إن اكتفى بحفظ ما يقال كان وعاء للعلم, لا عالماً اهـ. فيا أيها الناظر اعمل فيه بشرط الواقف من استيفاء النظر بعين العناية, وكمال الدراية، لا يحملك احتقار مؤلفه على التعسف، ولا الحظ النفساني على أن يكون لك عن الحق تخلف، فإن عثرت منه على هفوة أو هفوات، أو صدرت فيه عن كبوة أو كبوات، فما أنا بالمتحاشي عن الخلل, ولا بالمعصوم عن الزلل، ولا هو بأول قارورة كسرت، ولا شبهة مدفوعة زبرت، ومن تفرد في سلوك السبيل، لا يأمن من أن يناله أمر وبيل، ومن توحد بالذهاب في الشعاب والقفار، فلا يبعد أن تلقاه الأهوال و الأخطار, وكل أحد مأخوذ من قوله ومتروك، ومدفوع إلى منهج مع خطر الخطأ مسلوك, و لا يسلم من الخطأ إلا من جعل التوفيق دليله في مفترقات السبل، وهم الأنبياء والرسل، على أني علقته باستعجال، في مدة الحمل والفصال، والخواطر كسيرة، وعين الفؤاد غير قريرة، والقرائح قريحة, والجوارح جريحة، من جنايات الأيام و الأنام، تأديباً من الله عن الركون إلى من سواه، واللياذ بمن لا تؤمن غلسة هواه، فرحم الله امرءاً قهر هواه، وأطاع الإنصاف وقوّاه، ولم يعتمد العنت ولا قصد قصد من إذا رأى حسناً ستره, وعيباً أظهره ونشره, وليتأمله بعين الإنصاف، لا بعين الحسد والانحراف, فمن طلب عيباً وجدّ وجد، ومن افتقد زلل أخيه بعين الرضا والإنصاف فقد فقد، والكمال محال لغير ذي الجلال

ولما منّ الله تعالى بإتمام هذا التقريب، وجاء بحمد الله آخذاً من كل مطلب بنصيب، نافذاً في الغرض بسهمه المصيب، كامداً قلوب الحاسدين بمفهومه ومنطوقه، راغماً أنوف المتصلفين لما استوى على سوقه.

سميته : ( فيض القدير، بشرح الجامع الصغير ), ويحسن أن يترجم ( بمصابيح التنوير، على الجامع الصغير )، ويليق أن يدعى: ( بالبدر المنير، في شرح الجامع الصغير )، ويناسب أن يترجم: ( بالروض النضير في شرح الجامع الصغير ), هذا وحيث أقول ( القاضي ) فالمراد البيضاوي, أو (العراقي ) فجدّنا من قبل الأمهات الحافظ الكبير زين الدين العراقي، أو ( جدي ) فقاضي القضاة يحيى المناوي، أو ( ابن حجر ) فخاتمة الحفاظ أبو الفضل العسقلاني، رحمهم الله تعالى سبحانه,

وأنا أحقر الورى,خويدم الفقهاء: محمد المدعو عبد الرؤوف المناوي، حفه الله بلطف سماوي، وكفاه شر المعادي والمناوي، ونور قبره حين إليه يأوي، وعلى الله الإتكال، وإليه المرجع والمآل، لا ملجأ إلا لإياه، ولا قوة إلا بالله، وها أنا أفيض في المقصود، مستفيضاً من ولي الطول والجود [144]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التيسير شرح الجامع الصغير

للشيخ  العلامة المناوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي علمنا من تأويل الأحاديث, فاطر السماوات والأرض , وأشهد أن لا إله إلا الله, شهادة تنجي قائلها يوم العرض, وأشهد محمدا رسوله الذي خصه الله بجوامع الكلم في مقال, وجمع فيه كل خلق وخلق حسن فاستوى على أكمل الأحوال, صلى الله عليه و سلم وعلى آله وأصحابه الأشداء الرحماء, الذين اشبهوا في الهداية بهم نجوم السماء وعلى آله الأئمة الأعلام, والأولياء الكرام

أما بعد : فإني لما شرحت فيما مضى ( الجامع الصغير من حديث البشير النذير ) كوى قلب الحاسد لما استوى, فجهد أن يأتي له بنظير, فرجع إليه بصره خاسئا وهو حسير, فلما أنس من نفسه القصور و التقصير, عمد إلى الطعن فيه بالتطويل, وكثرة القال والقيل, فلقطع ألسنة الحسدة المتعنتين, وقصور همم الراغبين, وخوف انتحال السارقين, أمرني بعض المحبين أن أختصر اللفظ اختصارا, وأقتصر في المعاني ما يظهر جهارا, فعمدت أختصر, وطفقت أقتصر, ثم عَنَّ لي أنه كيف يليق إهمال هاتيك النكت البديعة اللطيفة, والتحقيقات المنيفة الشريفة لخوف السارقين والمنتهبين, وقصور الأغبياء والمتعنتين, فإن لم ينتفع به الحاسدون والقاصرون, فسينتفع به المنصفون الكاملون, فرأيت إبقاء الأصل على حاله حذرا من إضاعة هاتيك البدائع الروائع, التي هي خلاصة أبكار العلماء, وعصارة أنظار الفضلاء, وأن يكون هذا شرحا ثانيا وجيزا

فدونك يا طالب الإختصار والإقتصار, شرحا كأنه سبيكة نضار, ومع ذلك فيه طرف من الظرف, ونبذة من الأدب, وقف عليها وقف, ومع وصفي له بذلك ما أبرئه ولا نفسي من ريب, ولا أبيعه بشرط البراءة من كل عيب, ولا أدعي فيه كمالا الإستقامة, ولا أقول بأنه كأصله جمع سلامة, بل أعترف بالقصور, و أسأل الله الغفور, العفو عما طغى به القلم, فكم جرى بهذه السطور, فما حرج على من عثر على هفوة, أو كبوة, أن يرقع خرقه, ويفتق رتقه, ويصلح خلله, ويستر زلله, فمن تجنب الإنصاف, ونظر بعين الإنحراف, وطلب عيبا, و جَدَّ وجد, وافتقد زلل أخيه بعين الرضا فقد فقد, فرحم الله امرءا أغلب هواه, وعمل بالإنصاف, وعذرني في خطأ كان مني, وزلل صدر عني, فالكمال محال, لغير ذي الجلال,والمرء غير معصوم, والنسيان في الإنسان غير معدوم, وسميته : ( التيسير بشرح الجامع الصغير ) والله سبحانه المسئول, أن يجعل مقاساتي فيه كأصله لوجهه الكريم, و يثيبني عليه بجنات النعيم [145]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

أبهج المسالك شرح موطأ مالك

للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أطلع شموس أصحاب الحديث في سماء السعادة, وأشرق أقمار صنيعهم في أرقعة مرفوعات السيادة, ووصل حبل انقطاعهم إليه, فأدرجهم مع الصديقين و أثابهم الحسنى وزيادة, وأرسل فينا رؤوفا رحيما بالحنيفية السمحة المنقاذة, أحمده وأشكره على تواتر آلائه راجيا الزيادة, وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, عالم الغيب والشهادة

وأشهد أن محمدا عبده و رسوله وحبيه وخليله المرسل رحمة للعالمين, فوطأ الدين المينن, فاقبسنا الهدى من كواكب أنواره الوقادة, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه نجوم الهدى الفائزين برؤية وجهه الحسن, فسلسل عليهم إسعاده, فوقفوا أنفسهم على نصر شريعته, ومهدوا إرشاده, صلاة وسلاما أرجو بهما في الدارين قربه وإمداده

أما بعد : فان العاجز الضعيف الفاني محمد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني لما من الله عليه بقراءة كتاب (الموطأ) بالساحات الأزهرية, وكان الابتداء في عاشر جمادى الأولى سنة تسع بعد مائة  وألف من الهجرة النبوية بعد ما هجر بمصر المحمية, حتى كاد لا يعرف ما هو, كتبت عليه ما أتاحه له ذو المنة والفضل, وإن لم أكن لذلك ولا لأقل منه بأهل, لأن شروحه وإن كثرت عزت, بحيث لا يوجد منها في بلادنا إلا ما قل, وجعلته وسطا لا بالقصير ولا بالطويل, وأتيت في ضبطه بما يشفي للقواصر مثلي الغليل, غير مبال بتكراره, كبعض التراجم لما علم من غالب حالنا من النسيان, ثم إني لا أبيعه بالبراءة من العيوب, بل هي كثيرة لا سيما لأهل هذا الزمان, لكني أعوذ بالله من حاسد يدفع بالصدر, فهذا لله لا لزيد ولا لعمرو

والله أسال من فضله العظيم متوسلا إليه بحبيبه الكريم, أن يجعله خالصا لوجهه ويسهل بالتمام , وأن يجعله وصلة إلى خير الأنام, وأن يأخذ بيدي في الدنيا ويوم القيامة, ويمتعني برؤيته ورؤية حبيبه في دار السلام, و حيث أطلقت لفظ ( الحافظ ) فمرادي ختام الحفاظ ابن حجر العسقلاني, والله حسبي وعيه توكلت, وما شاء الله ولا قوة إلا بالله, وكل أمري له أسلمت وفوضت [146]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح

للعلامة  علي بن سلطان محمدالقاري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي فتح قلوب العلماء بمفاتيح الإيمان, وشرح صدور العرفاء بمصابيح الإيقان, وأفضل الصلوات, وأكمل التحيات, على صدر الموجودات, وبدر المخلوقات, أحمد العالمين, وأمجد لعالمين محمد المحمود في أقواله و أفعاله وأحواله, المنور مشكاة صدره بأنوار جماله, وأسرار كماله, وعلى آله وأصحابه, حملة علومه, ونقلة آدابه

أما بعد : فيقول أفقر عباد الله الغني البارئ, علي بن سلطان محمد الهروي القاري, عاملهما الله بلطفه الخفي, وتجاوز عنهما بكرمه الوفي, لما كان كتاب ( مشكاة المصابيح ) الذي ألفه مولانا الحبر العلامة, و البحر الفهامة, مظهر الحقائق, وموضح الدقائق, الشيخ التقي النقي, ولي الدين محمد بن عبدالله الخطيب التبريزي, أجمع كتاب في الأحاديث النبوية, وأنفع لباب من الاسرار المصطفوية, ولله در من قال من أرباب الحال:

لئن كان في المشكاة يوضع مصباح *** فذلك مشكاة وفيها مصابيح

وفيها من الأنوار ما شاع نفعها *** لهذا على كتب الأنام تراجيح

فيه أصول الدين والفقه والهدى *** حوائج أهل الصدق منه مناجيح

تعلق الخاطر بقرائته, وتصحيح لفظه وروايته, والإهتمام ببعض معانيه ودرايته, رجاء أن أكون عاملا بما فيه من العلوم في الدنيا, وداخلا في زمرة العلماء العاملين في العقبى

فقرأت هذا الكتاب المعظم على مشايخ الحرم المحترم, نفعنا الله بهم وببركات علومهم, منهم فريد عصره, وحيد عصره, ومولانا العلامة الشيخ عطية السلمي, تلميذ شيخ الإسلام, ومرشد الأنام, مولانا الشيخ أبي الحسن الكردي , ومنهم زبدة لفضلاء, وعمدة العلماء, مولانا السيد زكريا, تلميذ العالم الرباني, مولانا إسماعيل الشرواني, من أصحاب قطب العارفين, وغوث السالكين, خواجة عبيد الله السمرقندي, أحد أتباع خواجه بهاء الدين النقشينذي روح الله روحهما, ورزقنا فتوحها, ومنهم العالم العامل, والفاضل الكامل, العارف بالله الوالي, مولانا الشيخ علي المتقي, أفاض الله علينا من مدده العلي

لكن لكون هؤلاء الأكابر غير حفاظ للحديث الشريف, ولم يكن في أيديهم أصل صحيح يعتمد عليه العبد الضعيف, و الشراح ما اعتنوا إلا بضبط بعض الكلمات, وكانت البقية عندهم من الواضحات, ما اطمأن له قلبي, ولا انشرح صدري إلا بأن جمعت النسخ المصححة, المقروءة المسموعة المصرحة,التي تصلح للإعتماد, وتصح عند الإختلاف للإستناد, فمنها نسخة هي أصل السيد أصيل الدين, والسيد جمال الدين, ونجله السعيد مير كشاه المحدثين المشهورين, و منها نسخة قرأت على شيخ مشايخنا في القراءة و الحديث النبوي, مولانا الشيخ شمس الدين محمد بن الجزري, ومنها نسخة قرأت على شيخ الإسلام الهروي, وغيرها من النسخ المعتمدة الصحيحة, التي وجدت عليها آثار الصحة الصريحة, فأخذت من مجموع النسخ أصلا أصيلا, ولمثوبة الأخروية كفيلا, وقد حصل لي إجازة عامة, ورخصة تامة

[ وذكر أسانيده للكتاب ] فلما حصلت هذه النسخة المذكورة, وصححتها من النسخ المعتمدة المسطورة, رأيت أن أضبطها تحت شرح لطيف, على منج شريف, يضبط ألفاظه مع مبانيه, ويبحث عن رواياته و معانيه, فإن همم إخوان الزمان قد قصرت, ومجاهدتهم في تحصيل العلوم لا سيما في هذا الفن الشريف ضعفت, وهو مقتضى الوقت الذي تجاوز الألف, وبقي ضعف العلم و العمل, بل ضعف الإيمان على ضعف, والله ولي دينه, وناصر نبيه, وهو بكل جميل كفيل, وحسبنا الله ونعم الوكيل

وأيضا من البواعث أن غالب الشراح كانوا شافعية في مطلبهم, وذكروا المسائل المتعلقة بالكتاب على منهاج مذهبهم, واستدلوا بظاهر الأحاديث على مقتضى مشربهم, وسموا الحنفية أهل الرأي على ظن أنهم ما يعملون بالحديث, بل ولا يعلمون الرواية والتحديث, لا في القديم ولا في الحديث, مع أن مذهبهم القوي تقديم الحديث الضعيف على القياس المجرد الذي يحتمل التزييف, نعم من رأي ثاقبهم,الذي هو معظم مناقبهم, أنهم ما تشبتوا بالظواهر, بل دققوا النظر فيها بالبحث عن السرائر, وكشفوا عن وجوه المسائل نقاب الستائر, ولذا قال الامام الشافعي : الخلق كلهم عيال على أبي حنيفة في الفقه, وهذا الاعتراف يدل على الإغتراف وكمال الإنصاف منه, رضي الله تعالى عنهما, ونفعنا بعلومهما ومددهما, فأحببت أ، أذكر أدلتهم, وأبين مسائلهم,و أدفع عنهم مخالفتهم, لئلا يتوهم العوام الذين ليس لهم معرفة بالأدلة الفقهية, أن المسائل الحنفية تخالف الدلائل الحنيفية

وسميته : ( مرقاة المفاتيح لمشكاة المصابيح ), والله تعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه, من فضله, وأن ينفع المسلمين به, كما نفعهم بأصله وفصله, فأقول وبالله التوفيق, وبيده أزمة التحقيق [147]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

سبل السلام شرح بلوع المرام

للعلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي مَنَّ علينا ببلوغ المرام من خدمة السنة النبوية, وتفضل علينا بتيسير الوصول إلى مطالبها العلية, وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تنزل قائلها الغرف الأخروية

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي باتباعه يرجى الفوز بالمواهب اللدنية, صلى الله عليه وسلم وعلى آله الذين حبهم ذخائر العقبى وهم خير البرية

وبعد : فهذا شرح لطيف على ( بلوغ المرام ) , تأليف الشيخ العلامة شيخ الإسلام أحمد بن علي بن حجر, أحله الله دار السلام, اختصرته من شرح القاضي العلامة شرف الدين الحسين بن محمد المغربي [148], أعلى الله درجاته في عليين, مقتصرا على حل ألفاظه, وبيان معانيه, قاصدا بذلك وجه الله, ثم التقريب للطالبين فيه والناظرين , معرضا عن ذكر الخلافات والأقاويل, إلا أن يدعو إليه ما يرتبط به الدليل, متجنبا للإيجاز المخل, والإطناب الممل, وقد ضممت إليه زيادات جمة, على ما في الأصل من الفوائد, وأسأل الله أن يجعله في المعاد من خير العوائد, فهو حسبي ونعم الوكيل, و عليه في البداية والنهاية التعويل [149]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار

للعلامة محمد بن علي الشوكاني اليمني

 

بسم اللَّه الرحمن الرحيم, أحمدك يا من شرح صدورنا بنيل الأوطار من علوم السنة, وأفاض على قلوبنا من أنوار معارفها ما أزاح عنا من ظلم الجهالات كل دجنة, وحماها بحماة صفدوا بسلاسل أسانيدهم الصادقة أعناق الكاذبين, و كفاها بكفاة كفوا عنها أكف غير المتأهلين من المنتابين المرتابين, فغدا معينها الصافي غير مقذر بالأكدار,. و زلال عذبها الشافي غير مكدر بالأقذار, والصلاة والسلام على المنتقى من عالم الكون والفساد, المصطفى لحمل أعباء أسرار الرسالة الإلهية من بين العباد, المخصوص بالشفاعة العظمى في يوم يقول فيه كل رسول: نفسي نفسي, ويقول : أنا لها أنا لها, القائل : بعثت إلى الأحمر والأسود, أكرم بها مقالة ما قالها نبي قبله ولا نالها, وعلى آله المطهرين من جميع الأدناس والأرجاس, الحافظين لمعالم الدين عن الاندراس والانطماس, و على أصحابه الجالين بأشعة بريق صوارمهم دياجر الكفران, الخائضين بخيلهم ورجلهم لنصرة دين اللَّه بين يدي رسول اللَّه r كل معركة تتقاعس عنها الشجعان.

وبعد : فإنه لما كان الكتاب الموسوم بالمنتقى من الأخبار في الأحكام, مما لم ينسج على بديع منواله, ولا حرر على شكله ومثاله أحد من الأئمة الأعلام, قد جمع من السنة المطهرة ما لم يجتمع في غيره من الأسفار, وبلغ إلى غاية في الإحاطة بأحاديث الأحكام تتقاصر عنها الدفاتر الكبار, وشمل من دلائل المسائل جملة نافعة تفنى دون الظفر ببعضها طوال الأعمار, وصار مرجعاً لجلة العلماء عند الحاجة إلى طلب الدليل لا سيما في هذه الديار, وهذه الأعصار, فإنها تزاحمت علي مورده العذب أنظار المجتهدين, وتسابقت على الدخول في أبوابه أقدام الباحثين من المحققين, وغدا ملجأ للنظار يأوون إليه, ومفزعاً للهاربين من رق التقليد يعولون عليه, وكان كثيراً ما يتردد الناظرون في صحة بعض دلائله, و يتشكك الباحثون في الراجح والمرجوح عند تعارض بعض مستندات مسائله

حمل حسن الظن بي جماعة من حملة العلم بعضهم من مشايخي على أن التمسوا مني القيام بشرح هذا الكتاب, وحسنوا لي السلوك في هذه المسالك الضيقة التي يتلون الخريت في موعرات شعابها والهضاب, فأخذت في إلقاء المعاذير, وأبنت تعسر هذا المقصد على جميع التقادير

وقلت: القيام بهذا الشأن يحتاج إلى جملة من الكتب يعز وجودها في هذه الديار, والموجود منها محجوب بأيدي جماعة عن الأبصار بالاحتكار والادخار كما تحجب الأبكار, ومع هذا فأوقاتي مستغرقة بوظائف الدرس والتدريس, والنفس مؤثرة لمطارحة مهرة المتدربين في المعارف على كل نفيس, وملكتي قاصرة عن القدر المعتبر في هذا العلم الذي قد درس رسمه, وذهب أهله منذ أزمان قد تصرمت, فلم يبق بأيدي المتأخرين إلا اسمه, لا سيما وثوب الشباب قشيب, وردن الحداثة بمائها خصيب, ولا ريب أن لعلو السن و طول الممارسة في هذا الشأن أوفر نصيب.

فلما لم ينفعني الإكثار من هذه الأعذار, ولا خلصني من ذلك المطلب ما قدمته من الموانع الكبار, صممت على الشروع في هذا المقصد المحمود, وطمعت أن يكون قد أتيح لي أني من خدم السنة المطهرة معدود, و ربما أدرك الطالع شأو الضليع وعد في جملة العقلاء المتعاقل الرقيع, وقد سلكت في هذا الشرح لطول المشروح مسلك الاختصار, وجردته عن كثير من التفريعات والمباحثات التي تقضي إلى الإكثار, لا سيما في المقامات التي يقل فيها الاختلاف, ويكثر بين أئمة المسلمين في مثلها الائتلاف, وأما في مواطن الجدال و الخصام, فقد أخذت فيها بنصيب من إطالة ذيول الكلام, لأنها معارك تتبين عندها مقادير الفحول, و مفاوز لا يقطع شعابها وعقابها إلا نحارير الأصول, ومقامات تتكسر فيها النصال على النصال, ومواطن تلجم عندها أفواه الأبطال, بأحجار الجدال, ومواكب تعرق فيها جباه رجال حل الإشكال والإعضال.

وقد قمت وللَّه الحمد في هذه المقامات مقاماً لا يعرفه إلا المتأهلون, ولا يقف على مقدار كنهه من حملة العلم إلا المبرزون, فدونك يا من لم تذهب ببصر بصيرته أقوال الرجال, ولا تدنست فطرة عرفانه بالقيل و القال, شرحاً يشرح الصدور ويمشي على سنن الدليل وإن خالف الجمهور, وإني معترف بأن الخطأ و الزلل, هما الغالبان على من خلقه اللَّه من عجل, ولكني قد نصرت ما أظنه الحق بمقدار ما بلغت إليه الملكة ورضت النفس حتى صفت عن قذر التعصب الذي هو بلا ريب الهلكة

وقد اقتصرت فيما عدا هذه المقامات الموصوفات, على بيان حال الحديث وتفسير غريبه وما يستفاد منه بكل الدلالات, وضممت إلى ذلك في غالب الحالات, الإشارة إلى بقية الأحاديث الواردة في الباب, مما لم يذكر في الكتاب, لعلمي بأن هذا من أعظم الفوائد التي يرغب في مثلها أرباب الألباب من الطلاب

ولم أطول ذيل هذا الشرح بذكر تراجم رواة الأخبار, لأن ذلك مع كونه علماً آخر يمكن الوقوف عليه في مختصر من كتب الفن من المختصرات الصغار, وقد أشير في النادر إلى ضبط اسم راوٍ أو بيان حاله على طريق التنبيه, لا سيما في المواطن التي هي مظنة تحريف أو تصحيف, لا ينجو منه غير النبيه, وجعلت ما كان للمصنف من الكلام على فقه الأحاديث, وما يستطرده من الأدلة في غضونه من جملة الشرح في الغالب, ونسبت ذلك إليه, وتعقبت ما ينبغي تعقبه عليه, وتكلمت على ما لا يحسن السكوت عليه, مما لا يستغني عنه الطالب, كل ذلك لمحبة رعاية الاختصار, وكراهة الإملال بالتطويل والإكثار, وتقاعد الرغبات, وقصور الهمم عن المطولات.

وسميت هذا الشرح لرعاية التفاؤل الذي كان يعجب المختار : ( نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار ), واللَّه المسؤول أن ينفعني به, ومن رام الانتفاع من إخواني, وأن يجعله من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني, وقبل الشروع في شرح كلام المصنف, نذكر ترجمته على سبيل الاختصار فنقول: [150]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المسوى شرح موطأ برواية يحيى بن يحيى

للشيخ أحمد ولي الله بن عبدالرحمن الدهلوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما, وعلمه حكما وأحكاما ليكون للعالمين سراجا منيرا, وداعيا الى الله بإذنه وهاديا وإماما, وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس وأفضلها منزلا ومقاما, ولم يزل يلهم من يشاء في كل طبقة استنباط ما خفي من أحكام الدين إلهاما, ونهاهم عن التفرق في أصول الدين, وجعل تفرقهم في الفروع رحمة وإنعاما, كلما تحير عامتهم في اختلاف السلف أعلم خاصتهم كيف يحكمون في ذلك إعلاما, فهدى الناس على ألسنتهم من الغواية وكشف بالخاصة عن العامة ظلاما, ولا تزال طائفة منهم قائمين على الحق صنع ذلك لطفا بهم وإكراما, ولا يزال عدول كل طبقة منهم ينفون التحريف والانتحال ليصير العلم معتدلا قواما, وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له, ملكا فادرا صمدا سلاما, وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبده ورسوله الذي آدم ومن دونه تحت لوائه حين يقوم للشفاعة قياما, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى أمته, الذين حازوا من السعادة سهاما

أما بعد : فيقول الفقير إلى رحمة الله الكريم, أحمد المدعو بولي الله ابن عبدالرحمن الدهلوي وطنا, العمري نسبا, عفا الله عنه وألحقه بسلفه الصالحين, إن علم الفقه أشرف العلوم وأنفعها وأوسعها, وكتاب (الموطأ) أصح كتب الفقه و أشهرها, و أقدمها, وأجمعها, وقد اتفق السواد الأعظم من الملة المرحومة على العمل به, والإجتهاد في روايته, ودرايته, والاعتناء بشرح مشكلاته, ومعضلاته, والاهتمام باستناط معانيه, وتشييد مبانيه, ومن تتبع مذاهبهم, ورزق الإنصاف من نفسه علم لا محالة أن (الموطأ) عُدَّة مذهب مالك وأساسه, وعمدة مذهب الشافعي وأحمد ورأسه, ومصباح مذهب أبي حنيفة وصاحبيه ونبراسه

وهذه المذاهب بالنسبة (للموطأ) كالشروح للمتون, وهو منها بمنزلة الدوحة من الغصون, وأن الناس وإن كانوا من فتاوى مالك في رد وتسليم, وتنكيت وتقويم, فما صفا لهم المشرب, ولا تأتي لهم المذهب إلا بما سعى في ترتيبه, و أجتهد في تهذيبه, وقال الشافعي لذلك : ليس أحد أمن علي في دين الله من مالك

وعلم أيضا أن الكتب المصنفة في السنن (كصحيح مسلم), و(سنن أبي داود), والنسائي وما يتعلق بالفقه من (صحيح البخاري), و(جامع الترمذي) مستخرجات على (الموطأ) تحوم حومه, وتروم رومه, مطمح نظرهم فيها وصل ما أرسله, ورفع ما أوقفه, واستدراك ما فاته, وذكر المتابعات والشواهد لما أسنده, وإحاطة جوانب الكلام بذكر ما روي خلافه, وبالجملة فلا يمكن تحقيق الحق في هذا ولا ذاك إلا بالإكباب على هذا الكتاب

هذا وقد شرح الله صدري والحمد لله أن أرتب أحاديثه ترتيبا يسهل تناوله, وأترجم على كل حديث بما استنبط منه جماهير العلماء, وأضم إلى ذلك من القرآن العظيم ما لا بد للفقيه حفظه, ومن تفسيره ما لا بد له من معرفته, وأذكر في كل باب مذهب الشافعية والحنفية, إذ هم الفئتان العظيمتان اليوم, وهم أكثر الأمة, وهم المصنفون في أكثر الفنون الدينية, وهم القادة الأئمة, ولم أتعرض لمذهب غيرهما تسهيلا على حاملي الكتاب, ورغبة فيما هو الأهم في الباب, إلا في مواضع النكت, وأبين ما تعقب به الأئمة على مالك بإشارة لطيفة, حيث كان التعقب بحديث صحيح صريح, وأبين ما مست إليه الحاجة في معانيه اللغوية, من شرح غريب, وضبط مشكل, أو معانيه الفقهية من بيان علة الحكم وأقسامه, وتأويل الحديث عند الفريقين, ونحو ذلك, ولم أتعرض لذكر من أخرج الحديث من أصحاب الأصول الستة, إلا في مواضع يسيرة, لأن العلماء قد فرغوا منه, وأغنونا عنه, علما مني بأن (مسند الدارمي) إنما صنف لإسناد أحاديث (الموطأ) وفيه الكفاية لمن اكتفى, وفهمني الحق أن في ذلك فتحا لباب الخير, وجمعا لشمل الأمة المرحومة, وهزا لطبائع جامدة طالما ركدت, وإرشادا على طرق من العلم طالما تركت

وأرجو من فضل الله ورحمته أن يكون هذا الكتاب جامعا لخمسة أنواع من الأحكام, هي العمدة لمن أراد أن ينتهج مناهج الكرام, وما أخذ من نصوص الكتاب, وما أثبتته الأحاديث المستفيضة, أو القوية المروية في الاصول في كل باب, وما اتفق عليه جمهور الصحابة والتابعين, وما استنبطه مالك وتابعه جماعات من الفقهاء المحدثين

وقد اقتضى الحال في بعض المواقع أن أفرق الحديث في بابين, فراعيت في ذلك شرطه المعتبر عند أهله, وفي بعضها أن أذكر حديثا واحدا مرتين, فإن كان بإسنادين فبها, وإلا سقت الإسناد في موضع وقلت في الموضع الآخر قال مالك بإسناده كذا وكذا, وقد استوعبت أحاديث (الموطأ) وآثاره في هذه النسخة, و ما كان من قوله من السنة كذا أو كان استنباطا منه أتيت من ذلك بما ذهب إليه إحدى الطائفتين, ولم أتعرض لما سوى ذلك إلا في مواضع, وقد تأكد العزم مني أن أشرحه أيضا شرحا بالفارسية, رجاء أن أكون ممن علم رسول الله r وعلمه وحفظه على الناس, وأشاعه و روجه,

وسميت الكتاب : ( بالمسوى من أحاديث الموطأ برواية يحيى بن يحيى ) [151]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

عون المعبود على سنن أبي داود

للعلامة شمس الحق العظيم آبادي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, صلى الله تعالى على رسوله محمد الذي جعل أتباعه سببا لكفارة السيئات, وعلى آله وأزواجه وسائر أصحابه الذين نالوا به المنازل الرفيعة والدرجات

أما بعد : فيقول الفقير على الله تعالى أبوعبد الرحمن شرف الحق الشهير بمحمد أشرف بن أمير بن علي بن حيدرو الصديقي العظيم آبادي, غفر الله له, وستر عيوبهم, إن هذه الفوائد والحواشي النافعة على أحاديث سنن الإمام الهمام المجتهد المطلق, أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني رضي الله تعالى عنه, جمعتها من كتب أئمة هذا الشأن رحمهم الله تعالى, مقتصرا على حل بعض المطالب العالية, وكشف بعض اللغات المغلقة, وتراكيب بعض العبارات, مجتنبا عن الإطالة والتطويل إلا ما شاء الله تعالى

وسميتها : ( بعون المعبود على سنن أبي داود ), تقبل مني, والمقصود من هذه الحاشية المباركة الوقوف على معنى أحاديث الكتاب فقط, من غير بحث لترجيح الأحاديث بعضها على بعض, إلا على سبيل الإيجاز والإختصار, ومن غير ذكر أدلة المذاهب المتبوعة على وجه الإستيعاب, إلا في المواضع التي دعت إليها الحاجة, أعان الله تعالى وتبارك على إتمام هذه الحواشي, ونفع بها إخواننا أهل العلم وإياي خاصة, وأما الجامع لهذه المهمات المذكورة من الترجيح والتحقيق, وبيان أدلة المذاهب والتحقيقات والشريفة, وغير ذلك من الفوائد الحديثية في المتون والأسانيد وعللها, الشرح الكبير لأخينا العلامة ( أبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي ) المسمى (بغاية المقصود في حل سنن أبي داود) [152] وفقه الله تعالى لإتمامه, كما وفقه لابتدائه, وهو شرح كبير جليل عظيم الشأن وشارحه العلامة صرف همته إلى إتمامه, والمشغول فيه بحسب الإمكان, جزاه الله تبارك وتعالى وتقبل منه, و جعله خير العقبى, وإني استفدت كثيرا من هذا الشرح المبارك, وقد أعانني شارحه في هذه الحاشية في جل من المواضع, وأمدني بكثير من المواقع, فكيف يكفر شكره

والباعث على تأليف هذه الحاشية المباركة أن أخانا الأعظم الأمجد أبا الطيب شارح السنن ذكر غير مرة في مجلس العلم والذكر أن شرحي ( غاية المقصود ) يطول شرحه إلى غير نهاية, لا أدري كم تطول المدة في إتمامه, والله يعينني, والآن لا نرضى بالإختصار, لكن الحبيب المكرم الشفيق المعظم, جامع الفضائل و الكمالات, خادم سنن سيد الكونين الحاج تلطف حسين العظيم آبادي مصر على تأليف الشرح الصغير سوى ( غاية المقصود ), فكيف أرد كلامه, فأمرني أخونا العلامة الأعظم أبو الطيب أدام الله مجده لإبرام هذا المرام, فاعتذرت كثيرا, لكن ما قبل عذري, وقال: لا بد عليك هذا الأمر, وإني أعينك بقدر الإمكان والإستطاعة, فشرعت متوكلا على الله في إتمام هذه الحاشية, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, أستغفر الله رب من كل ذنب, وأتوب إليه [153]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

للعلامة محمد بن عبدالرحمن المباركفوري

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله الذي شرح صدور أصفيائه بعلوم كتابه المعجز القديم, وعرف أولياءه بمعارف كتابه المهيمن الكريم, وروح أرواح أهل وداده بفوحات عرف ذكره الحكيم

والصلاة والسلام على رسوله الذي بين للناس ما نزل إليهم, وهداهم الصراط المستقيم, وعلى آله وأصحابه الذين هم كالنجوم, في نقل أموره, وأيامه, وسننه, وتبليغ دينه القويم

أما بعد : فهذه فوائد مهمة فريدة, ومباحث جمة مفيدة, ومعارف رائقة عجيبة, وعوارف رائعة غريبة, وتحقيقات بديعة لطيفة, لا يستغني عنها كل من يشتغل بعلم الحديث وكتبه, بل لا بد منها لمن يشتغل ( بالجامع الصحيح ) للإمام الهمام أبي عيسى الترمذي رحمه الله, جمعها وحررها إمام العصر, مسند الوقت, شيخ المعارف وإمامها, ومن في يديه زمامها, المحقق المحدث, الفقيه, الأجل, الشيخ أبو العلى محمد بن عبدالرحمن المباركفوري طيب الله ثراه, وجعل الجنة مثواه, صنفها وجعلها مقدمة لشرحه ( تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي ) وهي مشتملة على بابين, الباب الأول في فوائد متعلقة بعلم الحديث وأهله, وكتبه عموما, والباب الثاني في فوائد متعلقة بالإمام الترمذي وجامعه خصوصا تقبلها الله و نفع بها المسلمين [154]

 

 

 

 

انتهى القسم الأول من ( جامع المقدمات ) ويليه

القسم الثاني وأوله : كتب

الأحاديث الموضوعة

والمشتهرة



[1]- طبع ( المدخل ) بتحقيق الشيخ ( راغب الطباخ ) باسم ( المدخل في أصول الحديث ) سنة1932, ثم طبع مع كتاب ( المنار المنيف ) للحافظ ابن القيم في دار الكتب العلمية 1988, وطبع مؤخرا بتحقيق ( فؤاد عبد المنعم أحمد ) في المكتبة التجارية بمكة, وذكر أن اسمه في المخطوط  ( المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل, المصنف للأمير أبى علي محمد بن محمد بن إبراهيم صاحب الجيش, وفيه كيفية معرفة الصحيح والسقيم وأقسامه وأنواع الجرح ) ثم في دار الهدى مصر2002 بتحقيق ( أبى إسحاق إبراهيم بن مصطفى الدمياطي )

[2]- هو كتاب ( المدخل على السنن الكبرى ) طبع في مكتبة أضواء السلف 1404هـ, بتحقيق ( محمد ضياء الرحمن الأعظمي ) في مجلدين, وعدد أحاديثه و أثاره ( 861 ) حديثا, وأشار محققه في ( ص116 ) إلى وجود نقص في الكتاب في جزئه الأول الذي هو في مصطلح الحديث, وقد اختصره الحافظ ( الذهبي ) وكذا الحافظ ( ابن كثير ) قال في مقدمة( اختصار علوم الحديث )(ص17) : اختصرته أيضا بنحو من هذا النمط من غير وكس ولا شطط اهـ

[3]- طبع ( المستخرج على صحيح مسلم ) في دار الكتب العلمية 1417هـ بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) في (4) مجلدات

[4]- طبع في دار الثقافة بالمغرب بتحقيق ( د فاروق حمادة )

[5]- طبع الكتاب مؤخرا في دار الرسالة, وقد ذكر متن هذه العقيدة العليمي في ( المنهج الأحمد )(2\115\ ترجمة 655 ) وابن العماد في ( الشذرات ), وقبلهما ابن أبي يعلى في ( طبقاته )

[6]- طبع في دار الغرب الإسلامي بيروت بتحقيق عدة من العلماء, ثم في دار الكتب العلمية1422 هـ في ( 10 ) مجلدا بتحقيق (أبي إسحاق أحمد عبد الرحمن )

[7]- هو العلامة الإمام المجتهد المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضي الحسني الزيدي اليمني المتوفى سنة 840هـ , وكتابه هذا طبع أولا في مصر, ثم في دار الكتب العلمية بيروت في ( 6 ) مجلدات بتحقيق ( محمد تامر ), وقد أكثر العلامة الشوكاني في ( نيل الأوطار ) من النقل منه والعزو إليه واصفا له ب( البحر)

[8]- طبعت مفردة في دار الصحابة طنطا 1408هـ بتحقيق ( إبراهيم حديفة ) باسم ( آداب العالم و المتعلم, و المفتي و المستفتي وفضل طالب العلم )

[9]- حديث صحيح رواه مسلم في ( صحيحه )(1494) عن أبي الدرداء t

[10]- في نسخة دار الكتب المصرية : بسم الله الرحمن الرحيم, وبه نستعين, قال الشيخ الإمام العلامة ,قدوة الحفاظ, أوحد النقاذ, أبوحاتم محمد بن حبان التميمي البستي, برد الله مضجعه, وأثابه الجنة,

[11]- مطبوع تأتي مقدمته

[12]- هو العلامة ابن بلبان الفارسي صاحب الترتيب

[13]- طبع ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ) أولا بتحقيق الشيخ العلامة ( أحمد محمد شاكر ),الجزء الاول منه في دار المعارف, ولم يكمل طبع الباقي, ثم طبع منه ( 3 ) مجلدات الناشر (محمد عبد المحسن الكتبي) صاحب المكتبة السلفية 1970م, ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية1987م, في ( 5 ) مجلدات بتحقيق (كمال يوسف الحوت), ثم في مؤسسة الرسالة 1414هـ  تحقيق الشيخ (شعيب الارناؤوط) في ( 18 ) مجلدا, وهي أحسن الطبعات, وعدد أحاديثه كما في طبعة كمال ( 7844 ) و في طبعة الارناؤوط ( 7491 ) حديثا, وقد رتب (الصحيح) أيضا الحافظ ( علاء الدين أبوعبد الله مغلطاي بن قليح بن عبد الله البكجري الحنفي ) المتوفى سنة 762هـ ذكره في (النجوم الزاهرة)(11\9), و جمع أيضا زوائده على الصحيحين, وجرد الحافظ الهيثمي زوائد (ابن حبان) على الكتب الستة في كتاب مفرد سماه ( موارد الظمآن )عدد أحاديثه (2647) حديثا, وهو مطبوع متداول, ولخص ( صحيح ابن حبان ) الحافظ سراج الدين عمر بن الملقن المتوفى سنة 804هـ, ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\47), وللحافظ أبي الفضل العراقي كتاب ( أطراف صحيح ابن حبان ) بلغ في إلى أول النوع الستين من القسم الثالت اهـ , ذكره في ( لحظ الألحاظ )(ص232), وله أيضا كتاب ( رجال صحيح ابن حبان سوى ما في التهذيب ) بلغ فيها نظير أطرافه اهـ

[14]- سماه ( مجمع البحرين في زوائد المعجين ) وهو مطبوع تأتي مقدمته

[15]- هو ( ميزان الاعتدال في نقذ الرجال ) للحافظ الذهبي تأتي مقدمته

[16]- طبع ( مجمع الزوائد ) في مكتبة القدسي في ( 10 ) مجلدات ثم صور مرارا  ثم في دار الفكر بيروت 1994 في ( 10 ) مجلدات بتحقيق (عبد الله محمد الدرويش ) وسمى تحقيقه ( بغية الرائد) وعدد أحاديثه (18776), ثم في دار الكتب العلمية بيروت  في ( 13 ) مجلدا بتحقيق ( عبد القادر أحمد عطا ), و الهيثمي هو الشيخ الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر, ولد سنة 735 ورافق العراقي في السماع, فسمع جميع ما سمعه, وكان ملازما له, مبالغا في خدمته,له تصانيف كثيرة ذكرت مقدمات عدد منها, توفي سنة 807هـ ترجمته في ( طبقات الحفاظ ) للسيوطي (1\545\1178)

[17]- طبع في دار الكتب العلمية في مجلد بتحقيق الشيخ ( محمد عبد الرزاق حمزة ) وبتصحيح الشيخ ( عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ) رحمه الله, ثم طبع في مؤسسة الرسالة في مجلدين بتحقيق الشيخ ( شعيب الارناؤوط )

[18]- في المطبوع ( السند )

[19]- طبع في دار الكتب العلمية 2001 بتحقيق ( خلاف محمد عبد السميع ) وعدد أحاديثه ( 5153 ) حديثا

[20]- طبع في مؤسسة الرسالة 1979 بتحقيق ( حبيب الرحمن الأعظمي ) وعدد أحاديثه (       ) حديثا

[21]- وهو من رواية برواية أبي بكر محمد بن إبراهيم المقرئ عنه وقد اعتمدها الحافظ ابن حجر في ( المطالب العالية ) فاستخرج منه زياداته على ( الكتب الستة ) وكذا الحافظ  البوصيري في ( إتحاف المهرة ) وهو الذي قال فيه الحافظ سماعيل بن محمد بن الفضل التميمي : قرأت المسانيد كمسند العدني ومسند ابن منيع و هي كالأنهار، و مسند أبي يعلى كالبحر، فيكون مجمع الأنهار اهـ , والرواية الثانية المختصرة هي من رواية أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان وهي المطبوعة, وهي التي اعتمدها الهيثمي في ( مجمعه ) و ( مقصده )

[22]- طبع في دار الكتب العلمية 1993 في مجلدين بتحقيق ( سيد كسروي حسن ) وعدد أحاديثه ( 2030 ) حديثا, وطبع أصله ( مسند أبي يعلى ) في دار المأمون للتراث 1404هـ في ( 12 ) مجلدا بتحقيق الشيخ ( حسين سليم أسد ) وعدد أحاديثه ( 7555 ) حديثا, ثم في دار الفبلة للثقافة الإسلامية السعودية 1408هـ في ( 6 ) مجلدات بتحقيق الشيخ ( إرشاد الحق الأثري ) وعدد أحاديث هذه الطبعة ( 7517 ) حديثا, وفي دار الكتب العلمية 1998 في ( 7 ) مجلدات بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا )

[23]- طبع في الجامعة الإسلامية 1413 هـ  بتحقيق (د حسين أحمد الباكري) في مجلدين, وعدد احاديثه (1136) حديثا, و بآخره ملحق يتضمن الاحاديث التي اقتبستها المصادر من ( مسند الحارث ), ويتعلق بكتاب صفة الجنة وكتاب صفة النار و ليست في القسم الذي وصل إلينا من المنتخب, وطبع أيضا في دار الطلائع بالقاهرة 1994 بتحقيق ( مسعد السعدني ) و عدد أحاديثه ( 1143 ) حديثا

[24]- هو الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي وكتابه هو ( تحفة الأشراف في معرفة الأطراف) تأتي مقدمته

[25]- طبع في دار الكتب العلمية 1998 في ( 4 ) مجلدات بتحقيق (محمد حسن إسماعيل) وعدد أحاديثه ( 5131 ) حديثا

 

[26]- طبع في وزارة الأوقاف الكويتية في ( 4 ) مجلدات بتحقيق الشيخ ( حبيب الرحمن الأعظمي ) عن نسخة محذوفة الأسانيد وعدد أحاديثه (4702) حديثا و ثم طبع في دار الوطن 1997 في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( عنيم بن عباس بن غنيم ) و( ياسر بن إبراهيم بن محمد ) عن نسخة مسندة  وعدد احاديث هذه الطبعة ( 4641 ) حديثا, وابن حجر هو شيخ الإسلام وإمام الحفاظ في زمانه, وحافظ الديار المصرية بل حافظ الدنيا مطلقا قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي الكناني العسقلاني, ثم المصري الشافعي, ولد سنة 773 هـ لازم شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي وبرع في الحديث وتقدم في جميع فنونه وصنف تصانيف كثيرة جدا تزيد على المائة,وأملى أكثر من ألف مجلس وولي القضاء بالديار المصرية, التدريس بعدة أماكن سنة 852 (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\552\1190) ولتلميذه الحافظ السخاوي كتاب (الجواهر و الدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر) طبع في دار ابن حزم في ( 3 ) مجلدات استوعب فيه أخباره وسيرته

[27]- وهو المسمى ( إطراف المسند المعتلي بذكر أطراف المسند الأحمدي ) وهو مطبوع وتأتي مقدمته

[28]- طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1412هـ في مجلدين بتحقيق صبري ( عبد الخالق أبو لوز ) وعدد أحاديثه

( 2341 ) حديثا

 

[29]- طبع ( مصباح الزجاجة ) في دار الجنان 1406هـ في مجلدين بتحقيق ( كمال يوسف الحوت ) وعدد احاديثه ( 1551) حديثا وفي دار الكتب العلمية 144 في مجلد واحد بتحقيق ( محمد مختار حسين ) باسم ( زوائد ابن ماجة على الكتب الخمسة ) وهي طبعة ناقصة.عدد احاديثها ( 1476 ) حديثا, و البوصيري هو المحدث الحافظ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني, ولد سنة 762 وسمع الكثير من البرهان التنوخي والبلقيني والعراقي والهيثمي والطبقة, وحدث وخرج وألف تصانيف حسنة توفي سنة 840 هـ ترجمته في ( طبقات الحفاظ ) للسيوطي (1\551\1188)

 

 

[30]- طبع في دار الكتب العلمية 1417هـ في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( سيد كسروي ), ثم في مكتبة الرشد الرياض 1419هـ في (11) مجلدا بتحقيق ( عادل بن سعد ) و ( السيد بن محمود بن إسماعيل )

[31]- كذا في المطبوع وفي العبارة خلل

[32]- طبع في دار الكتب العلمية 1417هـ بتحقيق ( محمد فارس ) وعدد أحاديثه (801) حديثا, وطبع معه ( لترغيب و الترهيب ) لليافعي اليمني

[33]- طبع ( معاني الآثار ) في الهند 1300هـ في مجلدين بتصحيح الشيخ ( وصي أحمد سلمة الصمد ) وللشيخ ( محمد أيوب المظاهري  السهارنفوري ) كتاب  في مجلدين جمع فيه أخطاء هذه الطبعة سماه ( تصحيح الأغلاط الكتابية الواقعة في النسخ الطحاوية ) ثم في مطبعة الأنوار المحمدية بالقاهرة 1388هـ في ( 4 ) مجلدات بتصحيح ( محمد زهري النجار ) و( محمد سيد جاد الحق ) وفي دار الكتب العلمية 1994 بتحقيق ( يوسف المرعشلي ) وعدد أحاديثه ( 7467 ) حديثا, وشرحه ( بدر الدين العيني ) وأفرد رجاله وسماه ( مباني الأخبار في شرح معاني الآثار ), خرج أحاديثه الحافظ ( محي الدين أبي محمد عبد القادر بن محمد بن أبي الوفاء القرشي ) الحنفي المتوفى سنة 775هـ في كتابه ( الحاوي في بيان آثار الطحاوي ) , ولم يتمه, طبع الموجود منه في دار الكتب العلمية  في ( 3 ) مجلدات

و الحافظ الطحاوي هو الإمام العلامة الحافظ أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحجري المصري الحنفي ابن أخت المزني, صاحب التصانيف البديعة, كان ثقة ثبتا فقيها لم يخلف مثله, انتهت إليه رياسة أصحاب أبي حنيفة, توفي سنة 321هـ ترجمته في ( طبقات الحفاظ ) للسيوطي ( 1\339\767 )

[34]- الحليمي العلامة البارع رئيس أهل الحديث بما وراء النهر القاضي أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الشافعي من أصحاب الوجوه كان من أذكياء زمانه توفي سنة 403هـ (طبقات الحفاظ)01\408\923)

[35]- طبع في دار الفكر 1979 في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( حلمي محمد فودة ), قال لذهبي : القاضي العلامة رئيس المحدثين والمتكلمين بما وراء النهر,له مصنفات نفيسة, ترجمته في ( سير الأعلام)(17\231)

[36]- هو كتاب ( المدخل على السنن الكبرى ) تقدم ذكره

[37]- طبع بتحقيق ( محمد زاهد الكوثري ) وقد شحنه بتعليقاته الخلفية المعهودة منه,و طبع بمقدمته كتاب ( فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان ) للشيخ سلامة العزامي, وطبع مصورا عن هذه الطبعة عدة مرات بدون المقدمة, ثم طبع مفردا في دار إحياء التراث العربي 1405هـ في مجلدين بتحقيق ( أحمد عماد حيدر ), و في دار الجيل1417 هـ بتحقيق ( عبد الرحمن عميرة ), ثم في دار الحديث مصر 1423هـ بتحقيق ( عبد الله بن عامر ), وقد اختصر كتاب ( الأسماء والصفات ) الشيخ عبد الله بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 724هـ وسماه ( دقائق الإشارات إلى معاني الأسماء والصفات ) طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1988في مجلد بتحقيق ( أحمد عماد حيدر )

[38]- ذكره أيضا في كتاب ( الإعتقاد ), والسبكي في (طبقاته)

[39]- هو كتاب ( القضاء والقدر ) طبع في مكتبة العبيكان 1421هـ تحقيق ( محمد عبد الله آل عامر ) وعدد أحاديثه( 646 ) حديثا و قد طبع فصل الايمان بالقدر من كتاب (شعب الإيمان) للبيهقي مفردا باسم (القضاء والقدر) في مؤسسة الكتب التقافية

[40]- ذكره الذهبي , ولا يزال مخطوطا في مكتبة محمد حسين بحيدآباد

[41]- طبع في دار الكتب العلمية 1407هـفي ( 7 ) مجلدات بتحقيق ( عبد المعطي قلعجي ), قال الحافظ السخاوي في (الإعلان بالتوبيخ )(ص109) :هو احفظها كما بينته في جزء مفرد في ختمه.اهـ

[42]- طبع في دار العروبة بالكويت بتحقيق ( د عبد الفتاح أحمد الغاوي ) و ( د.أحمد يوسف سليمان ) وفي مركز الخدمات الثقافية بتحقيق الشيخ ( عامر أحمد حيدر ) وعدد أحاديثه ( 609 ) حديثا, وطبع أيضا في مؤسسة الكتب الثقافية 1408هـ بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ) وعدد أحاديث هذه الطبعة ( 669 ) حديثا

[43]- طبع في دار الجيل بيروت ومكتبة التراث الإسلامي القاهرة  بدون تاريخ وعدد احاديثه ( 263 ) حديثا

[44]- له كتابان في الموضوع كبير وصغير, طبع الكبير في مركز المخطوطات الكويت 1414هـ في جزئين بتحقيق ( بدر بن عبد الله البدر ) وعدد أحاديثه 0531) حديثا

[45]- هي ( السنن الكبرى ) و( الصغرى ) و( معرفة السنن والآثار ), والكل مطبوع

[46]- طبع في دار الكتب العلمية 1990 في( 7 ) مجلدات مع مجلدين للفهارس بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ), والبيهقي هو الإمام الحافظ العلامة أبو بكر أحمد بن الحسين الخسروجردي صاحب التصانيف, لزم الحاكم وتخرج به, وأكثر عنه جدا, وهو من كبار أصحابه, كتب الحديث وبرع وأخذ في الأصول, وانفرد بالإتقان والضبط والحفظ, عمل كتبا لم يسبق إليها, ما يقارب ألف جزء, وبورك له في علمه, مات سنة 458 هـ, ترجمته في طبقات الحفاظ  للسيوطي(1\432\979)

 

[47]- طبع ( المحلى ) في دار الفكر بيروت في ( 8 ) مجلدات بتحقيق الشيخ ( أحمد محمد شاكر ) رحمه الله, ثم فيها أيضا وفي دار الكتب العلمية في( 12 ) مجلدا بتحقيق ( عبد الغفارالبنداري ) وقد اختصر(المحلى) الشيخ ابن العربي الطائي الظاهري شيخ أهل وحدة الوجود, وكذا الحافظ الذهبي, والشيخ أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف الأندلسي الظاهري ثم الشافعي صاحب (التفسير), وسماه ( الأمر الأحلى في اختصار المحلى ) و ذكره الحافظ في ( الدرر الكامنة ) باسم: ( الأنور الأجلى في اختصار المحلى ), وعليه ردود لكل من الشيخ محمد بن عبد الله بن زرقون الأنصاري الاشبيلي المتوفى سنة 721هـ, له ( المعلي في الرد على المحلى ), و ابن عبد الحق, وابن مفوز, والشيخ قطب الدين عبد الكريم الحلبي الحافظ, له كتاب ( القدح المعلى في الرد على أحاديث المحلى ), قال ابن الملقن : في ( البدر المنير ) : في جزء جيد, وما أكثر فوائده اهـ

قال الذهبي في (السير )(18\193):قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام وكان أحد المجتهدين : ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل ( المحلى ) لابن حزم, وكتاب ( لمغني ) للشيخ موفق الدين ,قلت (أي الذهبي) : لقد صدق الشيخ عز الدين وثالثهما ( السنن الكبير ) للبيهقي اهـ

والحافظ ابن حزم هو الإمام العلامة الحافظ الفقيه أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي الأصل اليزيدي الأموي مولاهم القرطبي الظاهري كان صاحب فنون وورع وزهد وإليه المنتهى في الذكاء والحفظ و سعة الدائرة في العلوم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم الإسلام وأوسعهم مع توسعه في علوم اللسان و البلاغة والشعر والسير والأخبار له المحلى على مذهبه واجتهاده وشرحه المحلى وغير ذلك مات سنة 457هـ ( طبقات الحفاظ ) للسيوطي(1\435\981)

 

[48]- حديث صحيح أخرجه البخاري ( 6168 ) ومسلم ( 6888 )  من حديث ابن مسعود

[49]- حديث صحيح أخرجه البخاري ( 100 ), ومسلم ( 6971 ) من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص

[50]- طبع في المكتب الإسلامي في( 15 ) مجلدا بتحقيق الشيخ ( شعيب الأرناؤوط ), وفي دار الكتب العلمية في ( 8 ) مجلدات بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود ), وفي دار الفكر 1414هـ في ( 8 ) مجلدات بتحقيق ( سعيد اللحام ) و( لشرح السنة ) عدة مختصرات منها: 1- ( مختصر ) الشيخ ( رضى الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري ) المتوفى سنة 722 هـ وسماه ( الجنة في المختصر شرح السنة ) \2- ( ومختصر ) للشيخ ( صفى الدين محمود بن أبى بكر الأرموى ثم القرافى ) المتوفى سنة 723هـ \3- ( مختصر ) للشيخ ( أبي القاسم عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الواسطي الشافعي ) بحذف أسانيده وسماه ( لباب شرح السنة في معرفة أحكام الكتاب والسنة )\4- ( مختصر ) لبعضهم سماه (الفلاح), ذكره في ( كشف الظنون )(2\1041)

والحافظ البغوي هو الإمام الفقيه الحافظ المجتهد محيى السنة أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء الشافعي صاحب ( معالم التنزيل ), و( شرح السنة ), و( التهذيب ), و( المصابيح ) وغير ذلك, وبورك له في تصانيفه لقصده الصالح فإنه كان من العلماء الربانيين ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير, مات سنة 516 هـ , ترجمه السيوطي في (طبقاته)(1\456\1027)

[51]- طبع ( المصابيح ) في مطبعة بولاق بمصر 1294 في مجلد واحد, ثم صور في دار الفكر بيروت بدون تاريخ , ثم في دار المعرفة .بيروت في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( يوسف المرعشلي ) وفي دار الكتب العلمية 1998 في مجلدين بتحقيق ( ضحى الخطيب ), ودار الأرقم . بيروت في مجلدين بتحقيق ( محمد نزار تميم ), ودار الكتب العلمية1424 هـ بتحقيق ( جمال عيناتي )

 

[52]- عزاه السيوطي في ( الجامع الصغير ) لعبدالقادر الرهاوي, في ( الأربعين ) له وزاد في متنه( فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة ), قال الألباني في ( ضعيف الجامع )(4280): ضعيف, وأخرجه أبو داود في ( سننه )( 4840 ) بلفظ : ( كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم ), قال العلامة الألباني رحمه الله : ضعيف

[53]- طبع في دار الكتب العلمية في( 6 ) مجلدات بتحقيق ( محمد بسيوني زغلزل ) وعدد أحاديثه ( 9056 ) حديثا, ثم في دار إحياء التراث العربي بتحقيق( فواز أحمد زمرلي ) و( محمد المعتصم بالله البغدادي ) وفي دار الفكر1997 في مجلدين بدون تحقيق, وعدد أحاديث الطبعتين الأخيرتين (8562) حديثا

ومؤلفه الديلمي قال الذهبي : المحدث العالم الحافظ المؤرخ مؤلف كتاب ( الفردوس ) و ( تاريخ همذان ) هو متوسط الحفظ, و غيره أبرع منه وأتقن اهـ  ترحمته في (السير)(19\295) و(التذكرة)(4\1259\1028) و(العبر)(4\18) و (الشذرات)(4\24), و ولده أبو منصور قال الذهبي : الإمام العالم المحدث المفيد من ذرية الضحاك بن فيروز الديلمي tترجمته في (السير)(20\375) و (الشذرات)(4\182)

 

 

[54]- رزين هو الإمام الكبير المحدث أبو الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي صاحب كتاب ( تجريد الصحاح ), كان إمام المالكيين بالحرم, قال الذهبي : أدخل كتابه زيادات واهية, لو تنزه عنها لأجاد, توفي سنة 535 هـ , ( السير )(20\205)

 

[55]- في المطبوع [ لا ]

[56]- طبع (جامع الأصول) في مروت بالهند 1346هـ,ثم في مطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر 1949 في ( 12 ) مجلدا بتحقيق الشيخ ( محمد حامد الفقي ) قال ( الارناؤوط ): وهذه الطبعة لا باس بها إلا أنها غير تامة وما لم يطبع منها يوازي خمس الكتاب تقريبا,ثم طبع في دارالفكر1983 في ( 14 ) مجلدا بتحقيق الشيخ (عبد القادر الأرناؤوط), ثم  في دار الكتب العلمية 1998 بتحقيق (أيمن صالح شعبان) وميزة هذه الطبعة أنه يذكر في الهامش أسانيد الأحاديث مشجرة, ويذكر في أخر كل كتاب زوائد ( سنن ابن ماجة )

وابن الأثير هو الفقيه المحدث اللغوي مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الشيباني ابن الأثير الجزري, له تصانيف منها (جامع الأصول), و(النهاية في غريب الحديث) وغير ذلك, توفي في سنة 606هـ (طبقات ابن قاضي شهبة)(2\60\361)

[57]- الشيخ الإمام هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم الجهني الحموي شرف الدين أبو القاسم المعروف بابن البارزي قاضي حماة, قال الإسنوي كان إماما راسخا في العلم صالحا خيرا محبا للعلم ونشره محسنا إلى الطلبة له المصنفات المفيدة المشهورة,, توفي سنة 738 هـ (طبقات ابن قاضي شهبة)(2\298\571)

 

 

[58]- طبع في كلكتا بالهند سنة 1252هـ,, ونشره ( محيي الدين خان ) في لاهور في ( 6 ) مجلدات, ثم في القاهرة سنة 1331هـ في مجلدين, وسنة 1346 في ( 4 ) مجلدات, ثم في دار الفكر بيروت 1417هـ في ( 4 ) مجلدات , وابن الديبع هو الشيخ العلامة عبد الرحمن بن على الشيباني الزبيدى الشافعى المعروف بابن الديبع وهو لقب لجده الاعلى ومعناه بلغة النوبية الابيض,قرأ بمكة على السخاوى ثم برع لاسيما في فن الحديث و اشتهر ذكره وبعد صيته وصنف التصانيف منها تيسير الوصول إلى جامع الأصول اختصره اختصارا حسنا توفي سنة 944هـ ترجمته في (البدر الطالع)(1 \336\330)

[59]- طبع (المختصر) في مطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر 1948م, ثم أعيد طبعه في دار المعرفة1980 في( 8 ) مجلدات بتحقيق العلامة ( أحمد شاكر ) و الشيخ ( محمد حامد الفقي ) رحمهما الله,وبهامشه شرح الحافظ العلامة ابن قيم الجوزية على هذا (المختصر), وأعيد طبعه مصورافي دار ابن كثير,,ثم طبع في دار الكتب العلمية2000 في( 4 ) مجلدات بتحقيق ( كامل مصطفى هنداوي )

[60]- هو الشيخ الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الأصبهاني الشافعي المعروف بقوام السنة المتوفى سنة 535هـ , وكتابه ( الترغيب والترهيب ) طبع في دار  الحديث مصر 1414هـ في (3 ) مجلدات بتحقيق ( أيمن شعبان ) وهو كتاب مسند, عدد أحاديثه ( 2520 ) حديثا

[61]- طبع في مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر 1954 في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( مصطفى محمد عمارة ) ثم صور  في دار الكتب العلمية  1986, ثم طبع في دار الحديث بمصر1994 بتحقيق( ايمن صالح شعبان ) وعدد أحاديثه ( 5532 ) حديثا, وعليه ( تعليقة ) لبرهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الشافعي المشهور بالناجي, وقد سماها ( عجالة الإملاء المسيرة من التذنيب, على ما وقع للحافظ المنذري من الوهم وغيره في كتاب الترغيب والترهيب ) وقد طبعت بدون تحقيق في دار الحديث مصر 1994 في مجلد واحد ألحق بكتاب ( الترغيب والترهيب ), ثم طبع في دار المعارف  1999 في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( إبراهيم بن حماد الريس ) و( محمد بن عبد الله بن علي القناس )

والمنذري هو الحافظ الكبير الإمام الثبت شيخ الإسلام زكى الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي ثم المصري قرأ القرآن وتأدب وتفقه ثم طلب هذا الشأن وبرع فيه وعمل معجمه في مجلد, واختصر ( صحيح مسلم ) و ( سنن أبي داود ), وصنف في المذهب, توفى سنة 656هـ ( تذكرة الحفاظ ) للذهبي(4\1437\1144)

[62]- السيوطي في (الدرر): لا أصل له، وقال في (المقاصد) قال شيخنا (يعني ابن حجر): لا أصل له، وقبله الدميري, و الزركشي، وزاد بعضهم : ولا يعرف في كتاب معتبر، اهـ من (كشف الخفا) للعجلوني

 

[63]- هو عبد الله بن محمد بن الحارثي السبذموني نسبة إلى قرية من قرى بخارى, قال الذهبي في ( الميزان )(4571) : عرف بالأستاذ أكثر عنه أبو عبد الله بن منده وله تصانيف, قال ابن الجوزي : قال أبو سعيد الرواس: يتهم بوضع الحديث, وقال أحمد السليماني : كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن وهذا المتن على هذا الإسناد, وهذا ضرب من الوضع, وقال حمزة السهمي سألت أبا زرعة أحمد بن حسين الرازي عنه, فقال: ضعيف  وقال الحاكم : هو صاحب عجائب وأفراد عن الثقات, وقال الخطيب : لا يحتج به, وقال الخليلي: يعرف بالأستاذ, له معرفة بهذا الشأن, وهو لين, ضعفوه, حدثنا عنه الملاحمي و أحمد بن محمد البصير بعجائب.اهـ  واختصر مسنده هذا القاضي صدر الين موسى بن زكرياء الحصكفي المتوفى سنة 650هـ ثم رتبه الشيخ محمد عابد السندي المتوفى سنة 1257هـ على أبواب الفقه, وشرحه الشيخ محمد حسن الإسرائيلي السنبلي الهندي المتوفى سنة 1305ه’ شرحا بسيطا , قال ابو الوفاء الأفغاني: مفيد جدا

[64]- هو الشيخ العالم الأخباري المؤرخ أبو القاسم طلحة بن محمد ابن جعفر الشاهد البغدادي المقرئ, سمع من عمر بن أبي غيلان وأبي القاسم البغوي وعدة, وحدث عنه عبيد الله بن احمد الأزهري وأبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي و آخرون صنف كتاب ( أخبار القضاة ) ضعفة الأزهري, وقال ابن أبي الفوارس : كان يدعو إلى الإعتزال توفي سنة 380 هـ  ترجمته في ( سير أعلام النبلاء )(16\286)

[65]- هو الشيخ الحافظ المجود محدث العراق أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد البغدادي سمع من ابي بكر بن الباغندي وابي القاسم البغوي ومحمد بن جرير الطبري وابي جعفر الطحاوي ا وطبقتهم

وتقدم في معرفة الرجال وجمع وصنف وعمر دهرا وبعد صيته واكثر الحفاظ عنه مع الصدق والاتقان توفي سنة 379هـ ترجمته في (سير أعلام النبلاء)(16\418)

[66]- هو الامام الحافظ الكبير صاحب ( حلية الاولياء ) المتوفى سنة 430 هـ

[67]- هو القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري البغدادي الحنبلي البزاز مسند العراق ويعرف بقاضي المارستان, حضر أبا إسحاق البرمكى وسمع من علي بن عيسى الباقلاني وأبي محمد الجوهري وأبي الطيب الطبرى و طائفة, وتفقه على القاضي أبي يعلى, وبرع في الحساب والهندسة, وشارك في علوم كثيرة وانتهى إليه علو الإسناد في زمانه, توفى 535هـ ترجمته في ( العبر في خبر من غبر )(4\97)

[68]- هو الحافظ الكبير صاحب كتاب (الكامل في الضعفاء) المتوفى سنة 365هـ

[69]- هو العلامة فقيه العراق أبو علي الحسن بن زياد الأنصاري مولاهم الكوفي اللؤلؤي صاحب أبي حنيفة نزل بغداد وصنف و تصدر للفقه, لينه ابن المديني, وطول ترجمته الخطيب, مات سنة 204هـ , ترجمته في (السير)(9\543)

[70]- هو القاضي ابن الأشناني أبو الحسين عمر بن الحسن ببغداد روى عن محمد بن عيسى بن حبان المدائني وابن أبي الدنيا وعدة, ضعفه الدارقطني توفي سنة 339 ترجمته في (العبر في خبر من غبر)(2/ص256)

[71]- قال أبو الوفا الأفغاني في مقدمة ( الآثار لأبي يوسف)(د): صنف محمد بن خالد الوهبي مسندا ثم جاء أبوبكر أحمد بن محمد بن خالد بن خلي الكلاعي فرواه عن أبيه عن جده عن محمد بن خالد الوهبي, فنسب إليه وقيل له ( مسند الكلاعي )

ومحمد بن خالد الوهبي, ارتحل وحمل عن إسماعيل بن أبي خالد وأبي حنيفة وابن جريج وعدة, وعنه عمرو بن عثمان و كثير بن عبيد وأهل حمص, قال أبو داود:: لا بأس به, مات قبل المئتين, أخرج له أبو داود وابن ماجة, ترجمته في (السير)(9\541)

[72]- قال الحافظ في ( اللسان )( 1218):  الحسين بن محمد بن خسرو البلخي محدث مكثر, أخذ عنه ابن عساكر, كان معتزليا انتهى ( أي كلام الذهبي في الميزان ) , ورأيت بخط  هذا الرجل جزءا من جملته نسخة رواها عن علي بن  محمد بن علي بن عبيد الله الواسطي ثنا أبو بكر محمد بن عمر بجامع واسط ثنا الدقيقي عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس, والنسخة كلها مكذوبة على الدقيقي فمن فوقه ما حدثوا منها بشيء, وما أدري هي من صنعة الحسين أو شيخه, أو شيخ شيخه, وذكره  ابن أبي طي في ( رجال الشيعة ) وقال : صنف مناقب أهل البيت وكلام الأئمة, وروى عن طراد الزينبي ودونه, وهو الذي جمع ( مسند الإمام أبي حنيفة ) وأتى فيه بعجائب.انتهى بتصرف وقيل: إن مسنده أوفى المسانيد جمعا وللحافظ القاسم بن قطلوبغا عليه إملاء في مجلدين

[73]- القاضى أبو يوسف واسمه يعقوب بن إبراهيم الكوفى قاضى القضاة وهو أول من دعى بذلك تفقه على الإمام أبي حنيفة وسمع من عطاء ابن السائب وطبقته توفي سنة 1182هـ ترجمته في ( العبر في خبر من غبر )(1\284), طبع في دار الكت العلمية مصورا عن طبعة هندية بتحقيق الشيخ (أبي الوفاء الأفغاني وعدد احاديثه ( 1067) حديثا

[74]- الفقيه حماد بن أبي حنيفةقال الذهبي: كان ذا علم ودين وصلاح وورع تام, له رواية عن أبيه وغيره, حدث عنه ولده الإمام إسماعيل بن حماد قاضي البصرة, توفي كهلا سنة 176هـ

[75]- قاضي القضاة وفقيه العصر أبو عبد الله محمد بن الحسن الشيباني مولاهم الكوفي المنشأ ولد بواسط وعاش سبعا و خمسين سنة وسمع أبا حنيفة ومالك بن مغول وطائفة وكان من أذكياء العالم, قال أبو عبيد ما رأيت أعلم بكتاب الله منه, توفي سنة 189هـ, ترجمته في ( العبر في خبر من غبر )(1\302) قال الأفغاني: شرح كتاب الآثار هذا بعض فضلاء الهند شرحا حسنا جليلا لم ير مثله, ولم يطبه بعد, وترجم رجاله الحافظ العسقلاني في مجلد سماه (الإيثار بمعرفة رواه الآثار) اهـ وطبع ( الإيثار ) للحافظ طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1411هـ بتحقيق (أبي مصعب محمد سعيد البدري ) وعدد رجاله (247) رجلا

[76]-

[77]- طبع (جامع المسانيد) في مجلدين في دار الكتب العلمية بدون تاريخ ولا تحقيق, والخوارزمي هو محمد بن محمود أبو المؤيد الخوارزمي, فقيه حنفى، ينعت ( بالخطيب ). ولد وعاش بخوارزم ، وحج وجاور ، و عاد عن طريق مصر فدمشق ، ونزل ببغداد فدرس بها إلى أن مات . له ( جامع مسانيد الامام أبى حنيفة - ط ) جزآن ترجمته في (الفوائد البهية)(2\132)

[78]- أخرجه مسلم ( 72 ) من حديث أبي سعيد الخدري

[79]- ذكره في (كشف الظنون)(1\471) وسماه ( التكملة ), قال ابن العماد في (الشذرات)(6\231) : اختصر (تهذيب الكمال) وأضاف إليه ما تأخر في ( الميزان ) سماه ( التكميل ).اهـ وهو مخطوط في دار الكتب المصرية رقم ( 24227 ) في مجلدين, و هي نسخة ناقصة

[80]- الكتاب الأول هو ( الأحكام الكبير ) له, وهو كتاب كبير لم يكمله, وصل فيه إلى كتاب الحج, ذكره في (البداية والنهاية)(ص 2\154و 4\340و 5\166و مواضع أخرى منه ), قال الحافظ في ( الدرر الكامنة )(1\445) شرع في كتاب كبير في الأحكام, لم يكمل .اهـ, والكتاب الثاني هو ( تفسير القران العظيم ) وهو مشهور متداول, والكتاب الثالث هو تاريخه المسمى ( البداية و النهاية ) وهو مطبوع كذلك

[81]- طبع في دار الفكر ودار الكتب العلمية 1994 في (37) مجلدا بتحقيق (د.عبد المعطي قلعجي), ودار خضر بيروت بتحقيق (د.عبد الملك بن عبد الله دهيش) في (   ) مجلدا

قال في (كشف الظنون)(1\573), وقال: وهو كتاب عظيم جمع فيه بين أحاديث الكتب العشرة في أصول الاسلام أعني الستة والمسانيد الاربعة اهـ

قال الحافظ ابن حجر في كتاب (إنباء الغمر)(1\13): لما رتب الحافظ شمس الدين بن المحب المعروف بالصامت (مسند أحمد) على ترتيب حروف المعجم حتى في التابعين المكثرين عن الصحابة أعجب ابن كثير فاستحسنه، ورأيت النسخة بدمشق بخط ولده عمر فألحق ابن كثير ما استحسنه في الهوامش من الكتب الستة ومسندي (أبي يعلى) و(البزار) ومعجمي (الطبراني) ما ليس في (المسند)، وسمى الكتاب (جامع المسانيد والسنن) وكتبت منه عدة نسخ نسبت إليه, وهو الآن في أوقاف المدرسة المحمودية، المتن ترتيب ابن المحب والإلحاقات بخط ابن كثير في الهوامش والعصافير، وقد كنت رأيت منه نسخة بيضها عمر بن العماد ابن كثير مما في المتن والإلحاق، وكتب عليه الاسم المذكور اهـ

 

[82]- طبع في المكتب الإسلامي 1985 في ( 3 ) مجلدات, بتحقيق وتخريج الشيخ ( محمد ناصرالدين الألباني ) رحمه الله, وعدد أحاديثه ( 6285 ) حديثا, وفي دار الكتب العلمية وفي دار ابن حزم في ( 6 ) مجلدات تحقيق ( رمضان بن أحمد آل عوف )

[83]- طبع في دار الكتب العلمية 1999 في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) وعدد أحاديثه ( 4408 ) حديثا, و هي طبعة جيدة مخرجة ومفهرسة الأحاديث

[84]- هو كتاب ( الفائق في اللفظ الرائق) للقاضي أبي القاسم عبد المحسن بن عثمان التنيسي جمع فيه أيضا من الألفاظ النبوية عشرة آلاف كلمة في الحكم والأمثال والمواعظ، كل كلمة منها تامة البنا وافية المعنى، محذوفة الأسانيد، في مجلد

[85]-  قال في (كشف الظنون)(1\560), هو مجلد لخصه من كتابه( جمع الجوامع ) وعدد أحاديثه (10031) و للعلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله كتاب ( صحيح الجامع الصغير وزيادته ) طبع في المكتب الإسلامي 1988 في مجلدين وعدد أحاديثه ( 8202 ) حديثا, وكتاب ( ضعيف الجامع الصغير وزيادته ) طبع في المكتب الإسلامي 1990 وعدد أحاديثه (6405) حديثا

[86]- وقد شرح ( الزيادة ) الشيخ ( عبد الرؤوف المناوي ) في كتب سماه ( مفتاح السعادة في شرح الزيادة ) ذكره المحبي في (خلاصة الاثر)(2\413)

 

[87]- ( تاريخ دمشق ) لابن عساكر (38\39\4465) ترجمة عبيد الله بن عبد الواحد السلمي المعدل

[88]- ( تاريخ دمشق )(38\39)

[89]- طبع ( الجامع الكبير ) في مصر, ثم في دار الكتب العلمية 2001 في ( 15 ) مجلدا بتحقيق ( خالد عبدالفتاح شبل )

[90]- طبع ( الجامع الأزهر )في المركز العربي للبحث والنشر بالقاهرة 1980هـ, جمع فيه ثلاثين ألف حديث, وبين ما فيها من الزيادة على ( الجامع الكبير ) للسيوطي, وعقب كل حديث ببيان رتبته

والمناوي هو الشيخ العلامة زين الدين محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين ابن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري ،: محدث وفقيه شافعي, انزوى للبحث والتصنيف، وكان قليل الطعام كثير السهر، فمرض وضعفت أطرافه ، فجعل ولده تاج الدين محمد يستملي منه تآليفه . من كتبه ( كنوز الحقائق )، و ( فتح القدير ) و مختصره ( التيسير ) مجلدان, له نحو ثمانين مصنفا، عاش في القاهرة، توفي سنة 1031هـ

[91]- طبع في مصر 1373 بهامش ( الجامع الصغير للسيوطي ), ثم مفردا في دار الجيل, وفي مكتبة الزهراء 1985, ثم في دار الكتب العلمية 1996 في مجلدين بتحقيق ( صلاح عويضة ) وعدد أحاديثه (10943) حديثا

[92]- كل ما بين المعقوفتين مصحف في المطبوع , وهي فيه كالتالي: (ابن عمران) بدل ابن أبي عمر, (سموية) بدل سمويه بالهاء, و(الباوردي) بدل الأنباري, (المختار) بدل المختارة,(الإفراد) بدل الأفراد, و(ابن الشيخ) بدل أبي الشيخ, و(صهري) بالهاء بدل صصري بصادين,(الأخوان) بدل الإخوان, و(نمام) بالنون بدل تمام بالتاء, و(الخليعات) بدل الخلعيات, و(البجلاء) بدل البخلاء

[93]- طبع ( الكنز ) في مؤسسة الرسالة 1989 في ( 16 ) مجلدا بتحقيق الشيخ ( بكري حياني ) و ( صفوة السقا ), و عدد أحاديثه ( 46624 ) حديثا, ثم في دار الكتب العلمية في ( 8 ) مجلدات بتحقيق ( محمود عمر الدمياطي ) وعدد أحاديث هذه الطبعة ( 46616 ) حديثا, والهندي هو الشيخ العلامة المحدث علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري المكي, عالم ومحدث هندي, له مؤلفات كثيرة نحو مائة مؤلف, ما بين صغير وكبير, ومحاسنه جمة, ومناقبه ضخمة, وقد أفردها العلامة عبد القادر بن أحمد الفاكهي المكي في تأليف لطيف سماه ( القول النقي في مناقب المتقي ), توفى سنة 885هـ , ترجمته في ( النور السافر )(ص283)

 

[94]- أخرجه ابن ماجة (147) عن علي, والحاكم والبيهقي عن ابن مسعود قال الألباني في ( صحيح الجامع )(5888 ): صحيح

 

[95]- طبع ( منتخب كنز العمال ) في المطبعة الميمنية بمصر في ( 6 ) مجلدات, على هامش (مسند الإمام أحمد), ثم طبع مستقلا في دار إحياء التراث العربي في ( 8 ) مجلدات .بدون تحقيق

 

[96]- طبع في مروت بالهند سنة 1346هـ,ثم في دار الأصفهاني بجدة 1345في مجلد واحد بتصحيح ( محمد عاشق الهي ) ثم في المدينة المنورة 1318 في ( 3 ) مجلدات, و في مطبعة دار التأليف بالقاهرة 1381 وبذيله (أعذب الموارد في تخريج جمع الفوائد) للسيد ( عبدالله هاشم اليماني المدني ), ثم في دار ابن حزم بيروت 1998 في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( سليمان بن دريع ) وفي دار الكتب العلمية بيروت 2002 في مجلدين بتحقيق ( محمد عبدالخالق الزناتي ) وعدد أحاديثه (10131) حديثا

والروداني هو الشيخ العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الروداني السوسي ثم المكي، محدث مغربي مالكي، عالم بالفلك، رحال، ودخل مصر والشام والاستانة، واستوطن الحجاز, وكان له بمكة شأن, ثم أخرج من مكة، بعد شبه فتنة، فانتقل إلى دمشق منفيا وتوفي بها 1094هـ, من كتبه ( جمع الفوائد ) و ( صلة الخلف بموصول السلف ) وهو فهرس مروياته وأشياخه وغير ذلك, ترجمته في (خلاصة الأثر) للمحبي)

[97]- طبع (الإتحافات) في مطبعة محمد علي صبيح مصر 1380هـ مع ( النفحات السلفية ) وهو شرح عليه للشيخ ( محمد منير الدمشقي الأزهري ), ثم مفردا في مؤسسة الزعبي.بيروت 1978 بتحقيق ( محمد عفيف الزعبي ), و عدد أحاديثه (272) حديثا

[98]- طبع في المكتبة الأزهرية للتراث بمصر بتحقيق ( محمد أمين النواوي ) وعدد أحاديثه(863) حديثا

[99]- طبع في المكتب الإسلامي 1405هـ بتحقيق ( خليل محيي الدين الميس )

[100]- طبع في دار الكتب العلمية ودار الباز مكة 1405 هـ بتحقيق ( محمد عبدالقادر عطا )

[101]- لا رحمه الله ولا قدس روحه ولا سره, فهو ابن العربي الطائي الحاتمي المتوفى سنة 638هـ صاحب ( فصوص الحكم ) و (الفتوحات المكية ) وغيرها من التصانيف الضالة المضلة, وهو شيخ أهل الوحدة المطلقة التي تساوي بين الرب تعالى و مخلوقاته فالكل عندهم شيء واحد, تعالى الله عن كفرهم علوا كبيرا, وانظرا لزاما ترجمته في كتاب ( العقد الثمين ) للفاسي لتعرف أقوال العلماء وحكمهم فيه وفي نحلته, وقد طبعت أيضا مفردة في دار ابن الجوزي بتحقيق ( حسن  الحلبي )

[102]- أخرجه الطبراني في ( الأوسط ) من حديث علي, قال الالباني في (الضعيفة)( 854 ) : باطل

[103]- طبع قديما سنة 1328هـ بتصحيح ( عبدالرحمن بن جعفر الكتاني ), ثم صورت هذه الطبعة في دار الكتب العلمية, و أعيد طبعه فيها بتصفيف آخر ولكنه يحتاج إلى تحقيق علمي, وللشيخ ( عبد العزيز بن الصديق الغماري ) كتاب ( إتحاف ذوي الفضائل المشتهرة بما وقع من الزيادات في نظم المتناثر على الأزهار المتناثرة ) طبع في دار الفكر 1416هـ بذيل كتاب السيوطي ( الأزهار ) جمع فيه زوائد الكتاني على السيوطي, وما زاده أخوه الشيخ أحمد بن الصديق, على هامش نسخته من ( نظم المتناثر )

[104]- طبع ( البدر المنير ) في دار الكتب العلمية 1420هـ بتحقيق ( محمود عمر الدمياطي ) وعدد أحاديثه ( 2249 ) حديثا

و الشعراني هو الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي الحنفي ، نسبة إلى محمد ابن الحنفية ، الشعراني،: عالم و فقيه شافعي, من كبار المتصوفة, نشأ بساقية أبي شعرة من قرى المنوفية وإليها نسبته الشعراني، ويقال الشعراوي, له تصانيف كثيرة, أغلبها في التصوف، منها ( مختصر سنن البيهقي الكبرى ), و( مختصر تذكرة القرطبي ), و( كشف الغمة عن جميع الأمة ) وغير ذلك, توفي في القاهرة سنة 973هـ ,ترجمته في ( شذرات الذهب )(8\372)

 

[105]- وأخرجه ابن الجوزي في ( العلل المتناهية )(141) من طريق ابن مردويه, قال ابن الجوزي : فيه البلقاوي قال أبوزرعة : كان يكذب, وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات

[106]- فرغ منه في سنة 819 هـ , وقد طبعه العلامة ( أحمد محمد شاكر ) في آخرطبعته (للمسند ) بتحقيقه, ثم طبع مفردا في مطبعة إدارة ترجمان السنة بباكستان 1979م و في عالم الكتب ببيروت, و في دار اليمامة بدمشق

[107]- هو كتاب ( المعلم بفوائد كتاب مسلم ), طبع في المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق والدراسات تونس 1988م , بتحقيق الشيخ ( محمد الشاذلي النيفر ), ثم أعيد طبعه في دار الغرب الإسلامي بيروت 1992

[108]- هو الامام الحافظ أبي علي الحسين بن محمد الغساني الجياني تلميذ ابي عمر بن عبدالبر وابي الوليد الباجي,) توفي سنة 498هـ ترجمته في (تذكرة الحفاظ)(4\1233), والكتاب الذي استفاد منه المازري ( تقييد المهمل وتتمييز المشكل ) كتاب علل كتاب مسلم بن الحجاج (2\482)

[109]- طبع ( الغرر ) في دار الكتب العلمية 1417هـ بتحقيق ( محمد خرشافي ) , والعطار هو الإمام الحافظ الثقة رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي الرشيد العطار القرشي الأموي النابلسي ثم المصري المالكي, كان حافظا متقنا, ثقة ثبتا, مأمونا حسن التخريج, انتهت إليه رياسة الحديث بالديار المصرية, ألف ( معجم شيوخه ), خرج وأفاد, توفي سنة 662هـ ترجمته في (طبقات الحفاظ) للسيوطي(1\505\1112)

[110]- طبع في دار الفكر في( 10 ) مجلدات, وفي المكتبة العصرية في ( 12 ) مجلدا, وفيه نقص في بعض المواضع, وقد أكثر من النقل عنه ابن كثير في ( تفسيره ) ذاكرا لأسانيده, و للحافظ السيوطي ( منتقى ) منه, نسبه له صاحب (كشف الظنون) قال الذهبي في (السير)(13\264): تفسير كبير في عدة مجلدات, عامته آثار بأسانيده, من أحسن التفاسير.اهـ,

[111]- طبع أولا في مكتبة البابي الحلبي 1314هـ في( 6 ) مجلدات وبهامشه ( تنوير المقباس  تفسير حبر الامة ابن عباس ), ثم في دار الفكر 1414هـ في ( 8 ) مجلدات, وفي دار الكتب العلمية2000 في ( 7 ) مجلدات

[112]-سماه ( الشاهد في إثبات خبر الواحد ), نسبه له الذهبي في (السير)(18\1139)

[113]- هو عمرو أبو الفرج بن عمرو الليثي القاضي ويقال ابن محمد بن عبدالله البغدادي هذا صحيح اسمه ووهم من سماه محمد أبو الحسين, صحب إسماعيل القاضي  وتفقه معه, ولى قضاء طرسوس وغيرها, كان فصيحا لغويا فقيها متقدما, له الكتاب المعروف ( بالحاوي في مذهب مالك ) وكتاب ( اللمع في أصول الفقه ),  روى عنه أبو بكر الأبهري وأبو علي بن السكن توفي  سنة 331 هـ ترجمته في (الديباج المذهب)(1\215)

[114]- هو أبو بكر محمد بن عبد الله الأبهري, سكن بغداد وحدث بها عن جماعة منهم أبو عروبة الحراني وابن أبي داود وابن داسة والبغوي وغيرهم, له التصانيف في شرح مذهب مالك والإحتجاج له, والرد على من خالفه, وكان إمام أصحابه في وقته, حدث عنه جماعة منهم البرقاني والقاضي أبو القاسم التنوخي وأبو الحسن الدارقطني وغيرهم, توفي سنة 375هـ ,ترجمته في (الديباج المذهب)(1\255)

[115]- أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن خويز منداد, تفقه على الأبهري, له كتاب كبير في الخلاف, وكتاب في أصول الفقه, و كتاب في أحكام القرآن, كان يجانب الكلام وينافر أهله, توفي سنة  , ترجمته في (الديباج المذهب)(1\268)

 

[116]- طبع ( التمهيد ) في وزارة الأوقاف الإسلامية بالمغرب في ( 26 ) مجلدا بتحقيق عدة من العلماء, ثم في دار الكتب العلمية 1999 في ( 10 ) مجلدات مع آخر للفهارس بتحقيق ( محمد عبد القادر عطا ) وفي دار إحياء التراث العربي في( 9 ) مجلدات  بتحقيق ( عبد الرزاق المهدي ) قال أبو علي الغساني : ألف أبو عمر في ( الموطأ ) كتبا مفيدة منها كتاب ( التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد ) فرتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم, وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله, وهو سبعون جزءا, قال الذهبي : هي أجزاء ضخمة جدا, وقال ابن حزم: لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه وأنشد أبو عمر رحمه الله يصف هذا الديوان :

سمير فؤادي مذ ثلاثين حجـــــــة  ***  وصيقل ذهني والمفرج عن همي

بسطت لكم فيه كـــــــــلام نبيكم  ***  بما في معانيه من الفقه والعلــم

وفيه من الآداب ما يهتدى به إلـى  ***  البر والتقوى وينهى عن الظلــــم

وكان الفراغ منه في عقب شهر شعبان المكرم من سنة سبعين وخمسمائة

وابن عبدالبر هو الحافظ شيخ علماء الأندلس, وكبير محدثيها في وقته, أبو عمر يوسف بن عمر بن عبد البر النمري, قال الباجي أيضا أبو عمر أحفظ أهل المغرب, ألف كتبا مفيدة مشهورة, توفي سنة 463هـ ترجمته في (الديباج المذهب)(1\357)

[117]- طبع في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 1971 بتحقيق ( علي النجدي ناصف ), ثم في مؤسسة الرسالة بيروت في ( 30 ) مجلدا بتحقيق ( عبد المعطي قلعجي ),وفي دار الكتب العلمية 2000 بتحقيق ( سالم محمد عطا ) و ( محمد علي عوض ), وهو على ترتيب الأبواب الفقهية ( للموطأ ) وجمع بين ( الاستذكار ) و ( المنتقى للباجي ) الشيخ أبو الحسن علي بن عبدالله اللمائي المالكي المعروف بالمالطي المتوفى سنة 537هـ, ذكره ابن الابار في ( معجمه )(ص281), واختصر ( الاستذكار ) الشيخ علي بن إبراهيم الجذامي المتوفى سنة 632 هـ

 

 

[118]- طبع في مطبعة السعادة 1331 في( 4 ) مجلدات تتضمن ( 7 ) أجزاء, وفي دار الكتب العلمية 1999 في ( 9 ) مجلدات  بتحقيق ( محمد عبد القادر أحمد عطا ), وله شرحان آخران الأول : سماه ( الاستيفاء في شرح الموطأ ) قال عياض في ( ترتيب المدارك ): لكن هذا لم يتم, وهو كان أكبرها و أجمعها اهـ, وقال ( ابن فرحون ) في ( الديباج المذهب ): كتاب حفيل كثير العلم  لا يدرك ما فيه إلا من بلغ درجة أبي الوليد في العلم, الثاني : اختصر فيه ( المنتقى ) وسماه ( الإيماء ) وهو قدر ربع أصله, وله أيضا كتاب ( اختلاف الموطأ )

والباجي هو العلامة الحافظ ذو الفنون, أبو الوليد سليمان بن خلف التجيبي القرطبي المالكي, صاحب التصانيف, برع في الحديث و علله ورجاله والفقه وغوامضه والكلام ومضايقه, وتفقه به الأصحاب, وروى عنه خلائق, وصنف في الجرح والتعديل والتفسير و الفقه والأصول, مات سنة 474هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\439\992)

[119]- طبع في دار الغرب الإسلامي بيروت في ( 3 ) مجلدات, ثم في دار الكتب العلمية 1998 بتحقيق ( أيمن الأزهري ) و ( علاء إبراهيم الأزهري ), و له أيضا شرح أكبر سماه ( ترتيب المسالك في شرح موطأ مالك )

وابن العربي هو العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله الإشبيلي المالكي, رحل إلى المشرق, وتخرج بأبي حامد الغزالي وأبي بكر الشاشي, وجمع وصنف وبرع في الأدب والبلاغة, وبعد صيته, وكان متبحرا في العلم, ولي قضاء إشبيلية فكان ذا شدة وسطوة ثم عزل فأقبل على التأليف ونشر العلم وبلغ رتبة الاجتهاد, صنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن و الأدب والنحو والتاريخ توفي سنة 543 هـ ترجمته في (طبقات الحفاظ) للسيوطي(1\468\1046)

[120]- طرف حديث صحيح أخرجه مسلم ( 1118 ) من رواية أبي هريرة عن عائشة

[121]- في المطبوع [ الإلهية ] وهو طرف من حديث الشفاعة من رواية أنس بن مالك أخرجه اليخاري (7419 ) ومسلم (500)

[122]- أخرجه ابن عدي في (الكامل)(1\147), وابن أبي حاتم في (الجرح)(2\17), والبيهقي في (السنن)(10\209), والعقيلي في (الضعفاء)(4\256), و ابن عبدالبر في (التمهيد)(1\59) والخطيب في (شرف أصحاب الحديث)(55) من حديث إبراهيم بن عبدالرحمن العذري معضلا, قال العقيلي في ترجمة معان بن رفاعة : لا يعرف إلا به, وقد رواه قوم مرفوعا من جهة لا تثبت قال الذهبي في (الميزان) : رواه غير واحد عن معان بن رفاعة, ومعان ليس بعمدة, ولا سيما اتى بواحد لا يدري من هو قال الحافظ في (لسان الميزان)(1\77 ) : حديثه قد رواه بن عدي في (الكامل) من رواية الوليد بن مسلم عن معان بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن ثنا الثقة من أشياخنا فذكره, وقال مهنأ قلت لأحمد حديث معان بن رفاعة كأنه كلام موضوع, قال: لا بل هو صحيح اهـ، والحديث أخرجه مرفوعا الطبراني في (الشاميين)( 599 ) والخطيب في (الشرف )(52) من حديث أبي هريرة, والخطيب في (الشرف)(53) وابن عساكر في (تاريخه)(7\39)من حديث أسامة, و الخطيب (54) من حديث ابن مسعود, و البزار في (مسنده)(    ), وابن عدي في (الكامل)(3\31), والعقيلي في (الضعفاء)(1\10) وتمام في (فوائده)(899), و الديلمي في (الفردوس)(8832)و(9012) من حديث ابن عمر, قال الهيثمي في (مجمع الزوائد)(1\140) : رواه البزار, وفيه عمرو بن خالد القرشي كذبه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ونسبه إلى الوضع, والخطيب (14) من حديث معاذ, والعقيلي في (الضعفاء)(1\9) من حديث ابي أمامة

قال الحافظ العلائي في (بغية الملتمس)(ص34) في حديث أسامةهذا حديث حسن غريب صحيح تفرد به من هذا الوجه معان بن رفاعة وقد وثقه علي بن المديني ودحيم, وقال فيه أحمد بن حنبل: لابأس به , وتكلم فيه يحيى بن معين وغيره ,, و قد رواه حماد بن زيد عن بقية بن الوليد عن معان بن رفاعة عن ابراهيم بن عبدالرحمن العذري قال قال رسول الله r فذكره هكذا معضلا, وبقية معروف, وهذا السند الذي سقناه أمثل منه,(أي حديث اسامة) لأن محمد بن سليمان هذا هو الحراني يعرف ببومة, وثقه سليمان بن سيف وطائفة, وقال النسائي: ليس به بأس, وقد تكلم فيه, وعمرو بن هاشم البيروتي قال فيه ابن عدي: ليس به باس, عثمان بن يحيى القرقساني ذكره ابن حبان في الثقات, قال مهنأ بن يحيى سألت أحمد بن حنبل عن حديث معان بن رفاعة : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ) فقلت لأحمد كأنه كلام موضوع, قال: لا, هو صحيح, فقلت له:ممن سمعته أنت؟ قال: من غير واحد, قلت: من هم ؟,قال: حدثني به مسكين, إلا أنه يقول معان عن القاسم بن عبد الرحمن, قال أحمد: معان بن رفاعة لابأس به اهـ

[123]- طبع في دار القبلة جدة 1406هـ بتحقيق ( محمد السليماني )

[124]- في المطبوع [ علم ]

[125]- طبع في دار الفكر 1413هـ في ( 7 ) مجلدات بتحقيق ( صدقي جميل العطار )

[126]- طبع باسم ( تفسير غريب ما في الصحيحين ) في مكتبة السنة 1415هـ في مجلد بتحقيق ( زبيدة محمد سعد عبدالعزيز)

[127]- طبع ( المشكل ) في دار الحديث مصر في ( 4 ) مجلدات, بذل ( صحيح البخاري ) مفرقا على مواضعه من كل حديث

[128]- هو شرح لقطعة من أوله إلى آخر كتاب الإيمان, طبع الموجود منه في دار الكتب العلمية باسم ( ما تمس إليه حاجة القارئ لصحيح الإمام البخاري ) بتحقيق ( علي حسن عبد الحميد الحلبي )

[129]- وهو مطبوع متداول, من طبعاته طبعة دار الفكر في ( 9 ) مجلدات بتحقيق ( صدقي العطار ), و مختصر هذا الشرح للشيخ ( شمس الدين محمد بن يوسف القونوي) الحنفي المتوفى سنة 788هـ, وللشيخ (عبد العظيم بن بدوي الخلفي) معاصر عليه كتاب ( التعليق السني على صحيح مسلم بشرح النووي ) طبع في دار الفرقان 1992

والنووي هو الإمام الفقيه الحافظ الأوحد القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء محيى الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الحزامي الحوراني الشافعي وصنف التصانيف النافعة في الحديث والفقه وغيرها, وكان إماما بارعا حافظا متقنا اتقن علوما شتى وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده توفي  سنة 674هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\513\1128)

[130]- يشير إلى حاشيته على تفسير ( الكشاف للزمخشري ) المعتزلي, وهي مخطوطة في نحو ستة مجلدات

[131]- طبع في مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1328هـ في(7) مجلدات على نفقة السلطان ( عبد الحفيظ ) ملك المغرب, ثم صور على الطبعة الأولى في مكتبة طبرية بالرياض, ثم طبع بتصفيف آخر في دار الكتب العلمية في ( 9 ) مجلدات

 

[132]- طبع مع الشرح السابق ( مكلِل إكمال الإكمال ) للأبي

[133]- كان ابتداء تأليفه في أوائل سنة 817 هـ على طريق الإملاء, بعد أن كملت مقدمته في مجلد ضخم, في سنة 813هـ , وسبق منه الوعد للشرح, ثم صار يكتب بخطه شيئا فشيئا, فيكتب الكراسة,ثم يكتبه جماعة من الأئمة المعتبرين, ويعارض بالأصل مع المباحثة في يوم من الأسبوع, وذلك بقراءة العلامة ابن خضر, فصار السفر لا يكمل منه شيء إلا وقد قوبل و حرر, إلى أن انتهى في أول يوم من رجب سنة842 هـ سوى ما ألحقه فيه بعد ذلك, فلم ينته إلا قبيل وفاته, ولما تم عمل مصنفه وليمة عظيمة, لم يتخلف عنها من وجوه المسلمين إلا نادرا في يوم السبت ثاني شعبان سنة 842هـ , وقرىء المجلس الأخير وهناك حضرات الأئمة كالقياتي والونائي و السعد الديري وكان المصروف في الوليمة المذكورة نحو من خمسمائة دينار, فطلبه ملوك الأطراف بالاستكتاب, واشترى بنحو ثلاثمائة دينار وانتشر في الآفاق, وقد اختصر (فتح الباري) الشيخ أبو الفتح محمد بن الحسين المراغي المتوفى سنة 859هـ, واختصره أيضا الشيخ علي بن عبد الله الجلال اليمني المتوفى سنة 1240هـ , ذكره (زبارة) في (نيل الوطر) (1\146), وجرد الشيخ قطب الدين محمد بن محمد الخيضري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 894 هـ من ( فتح الباري ) أسئلة مع الأجوبة وسماها ( المنهل الجاري ), وللحافظ ابن حجر كتاب ( انتفاض الاعتراض ) بحث فيه عما اعترض عليه العيني في ( شرحه ) لكنه لم يجب عن أكثرها, ولكنه كان يكتب الاعتراضات ويبيضها ليجيب عنها فاخترمته المنية, ذكر فيه: أنه لما أكمل شرحه كثر الرغبات فيه من ملوك الأطراف فاستنسخت نسخة لصاحب المغرب أبي فارس عبد العزيز, وصاحب المشرق شاهر خ و للملك الظاهر فحسده العيني, وادعى الفضيلة عليه, فكتب في رده وبيان غلطه في (شرحه) وأجاب برمز (ح) و(ع) إلى الفتح و(أحمد) و (العيني) و (المعترض) , وقد طبع في مكتبة الرشد بالرياض مجلدين, بتحقيق حمدي السلفي, وللحافظ أيضا كتاب( الإستنصار على الطاعن المعثار ) وهو صورة فتيا عما وقع في خطبة

( شرح البخاري للعيني), طبع ( فتح الباري ) على الحجر في دهلي 1890 موسوما بصحيح البخاري مع شرحه ( فتح الباري )  و طبعت مقدمة فتح الباري لوحدها في الهند, ثم في المطبعة السلفية مصر بتحقيق محب الدين الخطيب, ثم في دار الكتب العلمية بيروت في (14) مجلدا ثم كثرت طبعاته

 

[134]- سماه ( مباني الأخيار شرح معاني الآثار ), وله أيضا عليه (مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار) طبع في مكتبة نزار الباز مكة المكرمة1418 هـ في( 3 ) مجلدات بتحقيق ( أسعد  محمد الطيب ), وقد اختصره الشيخ (أبو تراب رشد الله السندهي) و سماه ( كشف الأستار عن رجال معاني الآثار تلخيص مغاني الأخبار) طبع في مكتبة الدار بالمدينة مصورا عن طبعة هندية

[135]- طبع مؤخرا في دار الرشد الرياض في (   ) مجلدات, تحقيق (                          )

[136]- طبع في دار الفكر في ( 12 ) مجلدا بدون تحقيق, ثم في دار الكتب العلمية 2001 في ( 25 ) مجلدا, ترجمة الحافظ (العيني) في (الضوء اللامع)(10\131) و(نظم العقيان)(174) و(البدر الطالع)(2\294) و(الشذرات)(7\287) و (الجواهر المضية)(2\165)

[137]- طبع في دار الفكر في ( 10 ) مجلدات, وبهامشه ( شرح النووي على مسلم ) ثم طبع مفردا في دار الكتب العلمية في ( 15 ) مجلدا. بتصحيح ( محمد عبدالعزيز الخالدي )

[138]- دَعاهم الـجَفَلَـى و الأَجْفَلَـى أَي بجماعتهم، وهو أَن تدعو الناس إِلـى طعامك عامّة. ( لسان العرب )

[139]- وهو مطبوع متداول, وله أيضا شرح كبير سماه ( كشف المغطى في شرح الموطأ ), ومصنف في رجال ( الموطأ ) سماه ( إسعاف المبطأ برواة الموطأ ) مطبوع أيضا, و ( تجريد أحاديث الموطأ ), ذكره في ( فهرست مؤلفاته )(ص25 رقم 151)

[140]- طبع في دار الكتب العلمية في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( علاء إبراهيم الأزهري )

[141]- وقد فعل رحمه الله, فله ( مرقاة الصعود على سنن أبي داوود ) اختصره الشيخ علي بن سليمان الدمنتي البوجمعوي المغربي وسماه ( درجات مرقاة الصعود ) طبع في المطبعة الوهبية سنة 1298هـ , , له ( قوت المغتذي على جامع الترمذي ) و( زهر الربى على المجتبى ) و( مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجة ) اختصره الدمنتي وسماه : ( نور مصبح الزجاجة )

[142]- طبع في دار ابن عفان الرياض 1416هـ في ( 6) مجلدات بتحقيق ( أبي إسحاق الحويني )

[143]- مطبوع بحاشية ( السنن ) .في دار المعرفة بتحقيق ( مأمون شيخا )

[144]- طبع في دار الفكر بيروت في ( 6 ) مجلدات بدون تاريخ,  و في دار الكتب العلمية 1994 بتصحيح ( أحمد عبد السلام ),

[145]- طبع في المطبعة الأميرية ببولاق 1286 هـ في مجلدين, ثم صور في دار البشائر الإسلامية, والمكتب الإسلامي ببيروت, ثم طبع في دار الحديث مصر ( 6 ) مجلدات بتحقيق ( حسن الذهبي )

[146]- وهو شرح بسيط في ثلاث مجلدات,طبع مرارا في ( 4 ) مجلدات منها في دار الكتب العلمية ودار الفكر و غيرها بدون تحقيق, استمد فيه كثيرا من ( فتح الباري ), و للشيخ أبي عبد الله محمد المدني بن الغازي بن الحسني الرباطي المتوفى سنة 1378هـ ( حواشي على الزرقاني على الموطأ ) ذكره ابن الماحي في ( معجم المطبوعات المغربية )(ص70)

 

[147]- طبع (المرقاة ) في دار الفكر بيروت في ( 10 ) مجلدات, ثم في دار الكتب العلمية 1998 في ( 11 ) مجلدا بتحقيق ( جمال عيتاني ), والقاري هو الشيخ العلامة نور الدين علي بن محمدسلطان الهروي القاري فقيه حنفي ، من صدور العلم في عصره, ولد في هراة, وسكن مكة, وصنف كتبا كثيرة, منها شرح الشفا و ( شرح الشمائل) وغير ذلك, توفي سنة1014هـ

[148]- المغربي هو الشيخ العلامة الحسين بن محمد اللاعي اليمني، المعروف بالمغربي نسبة الى مغارب صنعاء, قاضي صنعاء  ومحدثها. له ( البدر التمام في شرح بلوغ المرام ) جزآن مخطوط في مجلد ضخم، في خزانة الرباط ( 420 كتاني ), ورسالة في حديث ( أخرجوا اليهود من جزيرة العرب ) توفي بالروضة سنة 1119هـ ترجمته في البدرطالع)(1\230\153)

[149]- والصنعاني هو الإمام الكبير المجتهد المطلق السيد محمد بن إسماعيل الحسني الكحلانى ثم الصنعانى, المعروف بالأمير, صاحب التصانيف الجليلة, برع في جميع العلوم وفاق الأقران, وتفرد برئاسة العلم في صنعاء, وتظاهر بالاجتهاد وعمل  بالأدلة, ونفر عن التقليد, له مصنفات جليلة حافلة منها (منحة الغفار) حاشية على (ضوء النهار) للجلال, و(العدة ا حاشية على شرح العمدة) لابن دقيق العيد, و( شرح الجامع الصغير) وغير ذلك, توفي سنة 1182هـ ترجمته في (البدرطالع)(2\133\)

 

[150]- طبع ( نيل الأوطار ) في المطبعة الأميرية ببولاق 1297هـ, ثم في المطبعة المنيرية 1345 هـ, في ( 5 ) مجلدات ضمت ( 9 ) أجزاء, وقد صورت هذه الطبعة في دار الجيل,ثم  طبع في دار الحديث بمصر1993 في ( 4 ) مجلدات, وخامس لفهرس الأحاديث بتحقيق ( عصام الدين الصبابطي ) وهي طبعة مرقمة ومخرجة أحاديث المتن أي ( المنتقى ),ثم طبع في مكتبة الإيمان بالمنصورة 2000 بتحقيق عدة, وله طبعات أخرى متداولة

ترجمة الشوكاني في (البدر الطالع)(2\214) و(التاج المكلل)(305) و (معجم كحالة)(3\542)

 

[151]- طبع قديما في دهلي 1293هـ,على هامش ( المصفى ) ثم سنة 1347هـ, ثم حديثا في مجلدين في دار الكتب العلمية 1983 وقد رتب فيه ( الموطأ ) ترتيبا  يسهل تناوله وحذف منه بعض أقوال مالك مما تفرد به عن سائر المجتهدين, وزاد فيه الآيات الشريفة المتعلقة بتلك الأبواب, وعلق عليها تعليقات مختصرة مفيدة, وله ( شرح ) آخر بالفارسية سماه ( المصفى ) شرح فيه ( الموطأ ) على ترتيبه في ( المسوى ) شرحا مفيدا للغاية طبع مرارا, قال الحسني في ( المعارف )(ص150): صنفه على وجه الاجتهاد والتحقيق, وصححه وهذبه بعد وفاته صاحبه الشيخ ( محمد أمين الولي اللاهي  وفرغ من تهذيبه في سنة 1179هـ

والدهلوي هو الشيخ العلامة أبو عبد العزيز أحمد بن عبد الرحيم الفاروقي الهندي، الملقب شاه ولي الله: فقيه حنفي من المحدثين, من أهل دهلي بالهند.. قال صاحب (فهرس الفهارس) : أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديث والسنة بالهند بعد مواتهما ، وعلى كتبه وأسانيده المدار في تلك الديار,له تصانيف كثيرة منها (الفوز الكبير في أصول التفسير -ط )، و (فتح الخبير بما لابد من حفظه في علم التفسير- ط ) و(حجة الله البالغة- ط) مجلدان، و(إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء- ط) و (عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد- ط ) و(شرح تراجم أبواب البخاري- ط) توفي سنة 1176هـ , ترجمته الدهلوي في (أبجد العلوم) للقنوجي(3\241) و(اإاعلام في تاريخ الهند من الاعلام)(2\958)

[152]- قال الحسني في (المعارف) : شرح كبير, ولم يتم وقال ولده ابو الحسن الندوي : شرح عظيم محيط بمباحث الكتاب و المتون والاسانيد لو تم لكان عملا جليلا ومن شروح الحديث الكبيرة الشاملة إلا أنه لسعة دائرته وضخامة عمله لم يتم, وقد احتوى على بحوث مفيدة و فوائد كثيرة

[153]- طبع في دار الكتب العلمية 1410هـ وغيرها في( 7 ) مجلدات, وشارحه هو العلامة الشيخ محمد أشرف بن أمير شرف الحق الصديقي العظيم آبادي, علامة بالحديث هندي, من تصانيفه (التعليق المغني على سنن الدراقطنيط) و(عون المعبود على سنن أبي داود) و(المكتوب اللطيف إلى المحدث الشريف) و(عقود الجمان) في تعليم المرأة, و(القول المحقق) في الحديث توفي بعد سنة 1310هـ

[154]- طبع أولا في الهند بدهلي1353 هـ, ثم أعيد صور ببيروت في دار الكتاب العربي 1984 في (5) مجلدات, ثم طبع عدة طبعات,من أحسنها طبعة دار إحياء التراث العربي بتحقيق (علي محمد معوض) و (عادل أحمد عبد الموجود) في (10) مجلدات

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب: المزهر في علوم اللغة وأنواعها{2 جزء} المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: فؤاد علي منصور

  ال كتاب: المزهر في علوم اللغة وأنواعها{2 جزء} المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: فؤاد علي ...