65-استكمال مكتبات بريد جاري

مشاري راشد في سورة الأحقاف

Translate

Translate

الخميس، 18 مايو 2023

كتب الأحاديث الموضوعة والمشتهرة

كتب الأحاديث الموضوعة والمشتهرة

الموضوعات في الأحاديث المرفوعات

للحافظ أبي الفرج  ابن الجوزي الحنبلي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على التعليم, حمدا يوجب المزيد من التقويم, والصلاة الكاملة و التسليم, على محمد النبي الكريم, المبعوث بالهدى إلى الصراط القويم, المقدم على الخليل وعلى الكليم, (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وأتباعه إلى يوم ظهور الهول العظيم, (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ, إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88\89) أيقظنا الله وإياكم قبل ذلك الحين لأخذ العدة و ثبت أقدامنا إذا زعزعت الأقدام الشدة, ورزقنا قولا وفعلا قبل انقضاء المدة وختم صحائفنا بالعفو قبل جفوف قلم الأجل وانتهاء المدة, وبيض وجوهنا بالصدق يوم نرى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة

أما بعد : فإن بعض طلاب الحديث ألح على أن أجمع له الأحاديث الموضوعة, وأعرفه من أي طريق تعلم أنها موضوعة, فرأيت أن إسعاف الطالب للعلم بمطلوبه يتعين خصوصا عند قلة الطلاب لا سيما لعلم النقل, فإنه قد أعرض عنه بالكلية, حتى أن جماعة من الفقهاء يبنون على العلوم الموضوعة, وكثيرا من القصاص يريدون الموضوعات, وخلقا من الزهاد يتعبدون به, وها أنا أقدم قبل الشروع في المطلوب فصولا, تكون لذلك أصولا, والله الموفق

[ وذكر فصولا انقسام الأحاديث على ستة أقسام وأقسام الرواة ثم قال]

فصل: وإذ قد أنهيت هذه الفصول التي هي كالأصول, فأنا أرتب هذا الكتاب كتبا يشتمل كل كتاب على أبواب, فأذكره على ترتيب الكتب المصنفة في الفقه, ليسهل الطلب على طالب الحديث, وأذكر كل حديث بإسناده, وأبين علته, والمتهم به, تنزيها لشريعتنا عن المحال, وتحذيرا من العمل بما ليس بمشروع, و أنا أحرج على من يروي من كتابنا هذا حديثا منفصلا عن القدح فيه, فإنه يكون خائنا على الشرع.

فصل : وقبل الشروع في ذكر الأحاديث نذكر أربعة أبواب, ذكرها [ مهم ], الباب الأول في ذم الكذب, والباب الثاني في قوله عليه السلام (من كذب علي متعمدا ) في ذكر طرق الحديث, وعدد من رواه من الصحابة, و الكلام في معناه وتأويله, والباب الثالث : يأمر فيه بانتقاد الرجال, ويحذر من الرواية عن الكذابين والمجهولين, الرابع نذكر فيه ما يشتمل عليه هذا الكتاب من الكتب

الباب الرابع في ذكر الكتب التي يشتمل عليها هذا الكتاب, ذكرتها لك لتعلم ترتيبها, وتعرف مواضعها, وليسهل عليك منها, وهي خمسون كتاباً, كتاب التوحيد, كتاب الإيمان, كتاب المبتدأ, كتاب الأنبياء, كتاب العلم ,وفيه فضائل القرآن كتاب السنة وذم أهل البدع, كتاب الفضائل و المثالب, وهو ينقسم إلى فضائل الأشخاص والأماكن والأيام ومثالبهم, كتاب الطهارة, كتاب الصلاة, كتاب الزكاة, كتاب الصدقة, كتاب فعل المعروف, كتاب مدح السخاء والكرم, كتاب الصوم, كتاب الحج, كتاب السفر, كتاب الجهاد, كتاب البيوع والمعاملات, كتاب النكاح, كتاب النفقات, كتاب الأطعمة, كتاب الأشربة, كتاب اللباس, كتاب الزينة, كتاب الطيب, كتاب النوم, كتاب الأدب, كتاب معاشرة الناس, كتاب البر, كتاب الهدايا, كتاب الأحكام و القضايا, كتاب الأحكام السلطانية, كتاب الإيمان و النذور, كتاب ذم المعاصي, كتاب الحدود و العقوبات, كتاب الزهد وفيه الأبدال والصالحون, كتاب الذكر, كتاب الدعاء, كتاب المواعظ, كتاب الوصايا, كتاب الملاحم والفتن, كتاب المرض, كتاب الطب, كتاب ذكر الموت, كتاب الميزان, كتاب القبور, كتاب البعث, وأهوال القيامة, كتاب صفة الجنة, كتاب صفة النار, كتاب المستبشع من الموضوع على الصحابة

فذلك خمسون كتابا,ً كل كتاب يشتمل على أبواب, فمن أراد حديثاً طلبه في مظانه, من هذه الكتب, والله الموفق [1]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المغني عن الحفظ والكتاب

للعلامة أبي حفص عمر بن بدر الموصلي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا أمد لمداه ولا غاية لمنتهاه وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, ولا إله سواه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أرسله إلى الكافة فكفهم عن الكفر, وأكفهم كفاه, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله و أصحابه ومن وافقه على مقصده و مغزاه,صلاة دائمة إلى يوم يلقاه, وسلم تسليما كثيرا

وبعد : فإني صنفت في الموضوعات مصنفات لم أسبق إليها, ولا دللت عليها, ومن أبدعها هذا الكتاب ( المغني عن الحفظ و الكتاب ), إذ لا متن فيه ولا إسناد, ولا تكرر فيه الأحاديث ولا تعاد فيه ترجمة الأبواب, تدلك على الخطأ من الصواب, وإنما فعلت ذلك لوجوه, إحداها مبالغة في إيصال العلم إلى المتعلمين, ثانيها أن في الناس من لا يتفرغ للعلم و دراسته كالأمراء, و الوزراء, والقضاة, وأرباب الحرف, ثالثها أن الإنسان إذا وجد حلاوة القليل دعاه إلى الكثير

و على الله أعتمد فيما أقصد, وأتوكل, وبرسوله أتوسل , لبلوغ الآمال, تقوم ما مني مال, إنه قريب مجيب [2]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

التذكرة في الأحاديث المشتهرة

 

للإمام محمد بن عبد الله بن بهادر

الزركشي المتوفى سنة 794 ﻫ

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم , وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم, رب يسر يا كريم

الحمد لله حمدا يليق بجلاله، ويستمطر من عطاياه غيث نواله، والصلاة والتسليم الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وآله

أما بعد: فإن من النصيحة الواجبة في الدين التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع

وقد صنف الإمام تاج الدين [ الفزاري] كتابا في فقه العوام وإنكار أمور قد اشتهرت بينهم لا أصل لها، أجاد فيها الإنتقاد وصان الشريعة أن يدخل فيها ما خل بالإعتقاد, شكر الله صنعه وأثاب جمعه, وقد رأيت ما هو أهم من ذلك، وهو تبيين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام، وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث، وهي إما أن يكون لها أصل يتعذر الوقوف عليه لغرابة موضعه، ولذكره في غير مظنه، وربما نفاه بعض أهل الحديث لعدم اطلاعه عليه و النافي له كمن نفى أصلا من الدين، وضل عن طريقه المبين

وإما لا أصل له البتة فالناقل لها يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم :

(( من يقل عني ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار ))

رواه البخاري بهذا اللفظ عن مكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيدة عن سلمة بن الأكوع به وهو من ثلاثياته

وقد اخبرنا أبو الفتح القلانسي أخبرتنا خاتون ابنة الملك العاقل سيف الدين أبي بكر بن أيوب أنا أبو الفخر أسعد بن سعيد وجماعة ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزانية، أنا ابن زيد، أنا الطبراني، ثنا خلف بن الحسن، الواسطي ثنا محمد بن إبراهيم الشامي، ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((  هلاك  أمتي في ثلاث في القدرية والعصبية والرواية من غير ثبت))

قال الطبراني لم يروه عن الأوزاعي إلا سويد ، تفرد به محمد بن إبراهيم انتهى

وكذا قال ابن عدي  وقال : عامة أحاديثه غير محفوظة

ثم أخرجه من طرق من حديث ابن عباس وقال( بلاؤها) عن هارون بن هارون وهو منكر الحديث , وأخرجه ابن عبد البر في مقدمة التمهيد من جهة بقية ثنا أبو الوليد عن أبي العلاء عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ثم قال : هذا حديث انفرد به بقية عن أبي العلاء

وهو إسناد فيه ضعف لا تقوم به حجة والحديث الضعيف لا يدفع وإن لم يحتج به ورب حديث ضعيف الإسناد صحيح المعنى انتهى

قلت : أخرجه الطبراني من جهة سعيد بن عبد العزيز عن هارون بن هارون عن مجاهد به

ونقل البيهقي في المعرفة عن الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الحديث عنه والحديث عن بني إسرائيل فقال : (( حدثوا عي ولا تكذبوا علي ))

وذلك الكذب المنهي عنه هو الكذب الخفي، بأن يقبل الحديث عمن لا يعرف صدقه، وأباح قبول الحديث عن بني إسرائيل عمن حدث عنهم، ممن يقبل صدقه وكذبه، ولم يبحه عمن يعرف كذبه، لأنه صلى الله عليه وسلم قال :

(( من حدث عني بحديث وهو يراه كذبا فهو أحد الكاذبين ))

وحديث التفريق أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : (( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ))

وأخرجه مسلم عن أبى سعيد بغير هذا اللفظ

وأخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو بلفظ : (( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))

وقد اختلف في أنه خطاب للمحدث عنهم والمحدث فقيل خطاب للمحدث عنهم ثم في المعنى قولان : أحدهما أنه إباحة بعد حظر، وليس ثم حظر صريح، لكنه قد صح أن عمر أتاه بشيء من التوراة فغضب وقال : (( اسهولون فيها يا ابن الخطاب ))

فهذا نهي فكأنه أباح الحديث عنهم بعد ذلك النهي

والثاني : أنه لما قال : حدثوا كان لفظ أمر فأتبعه بقوله : ولا حرج ليعلم أنه ليس بأمر وجوب

قال ابن الجوزي : وقد حكى لنا شيخنا ابن ناصر عن إبراهيم الحربي انه قال : معنى الحديث (( حدثوا عن بني إسرائيل  ولا حرج إن لم تحدثوا ))

وقيل أنه خطاب للمحدث وقوله ( لا حرج ) لفظ خبر ومعناه الأمر أي لا يحرج فيه سامع لكثرة العجائب فإنه كانت فيهم عجائب

وقال الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي في كتابه (( معرفة الرجال )) سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ما الحجة على من أنكر البحث وتفتيش الخبر , قال:

الحجة عليهم ما روى عن أبي بكر الصديق في الجدة، فإنه بلغنا أنه قال : من عنده في الجدة، فقام المغيرة بن شعبة فقال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس، فقال: هل من آخر فقام محمد بن مسلمة فحكى مثل ما حكى المغيرة ، فلم يكن هذا من أبي بكر تهمة للمغيرة إذ قال هل من آخر ، ولكنه أراد بهذا الإحتياط  في الدين و التثبيت في الأحكام

وفي هذا دلالة أخرى على  من أنكر البحث في حديث أبي موسى الأشعري في الإستئذان لما حدث به عمر فقال :

لتأتيني على ما قلت بشاهدين، فأتى حلقة الأنصار فأخبرهم بما قال عمر، فقام أبو سعيد الخدري فحدث عمر بالحديث فلم يكن هذا من عمر لأبي موسى على التكذيب ، ولكنه أراد الثبات والبيان لئلا يأتي آت فيدعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله

قال أبو عبد الله : وقد بلغني عن أبي هريرة أنه حدث عمر بحديث فطلب منه شاهدا فأتى عمر شيخ من قريش فشهد له

وكان علي رضي الله عنه إذا حدثه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلفه أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : والإستحلاف لعله السكون والطمأنينة لقوله صلى الله عليه وسلم :

(( من حلف بالله فليصدق ومن حلف له فليصدق ))

وقال أبو بكر أحمد بن محمد المروزي ليحيى بن معين : إن هاهنا من ينكر البحث ، فقال يحيى : ذلك مبلغهم من العلم ، كيف ينكر وقد بحث الأئمة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كشفو ، وإنما ينكر البحث من قصر عنه وقل فهمه

وروى ابن عدي عن عبده بن سليمان المروزي قال : قيل لابن المبارك : هذه الأحاديث المصنوعة  قال : يعيش لها الجهابذة

وقال عباس الدوري : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إن للناس في أرباضهم وعلى باب دورهم أحاديث يتحدثون بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نسمع نحن بشيء منها انتهى

ولما رأيت الحال دائر بين هذين الأمرين وجبت العناية من ذلك بما وصل العلم إليه ووقع الإطلاع عليه , وعن الربيع بن خثيم :قال :

إن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه ، وظلمة كظلمة الليل سكره, وقال ابن الجوزي : الحديث المنكر يقشعر له جلد الطالب، وينفر منه قلبه في الغالب

وسميته (( اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهور ة))، ورتبته على أبواب : الأول فيما اشتهر على ألسنتهم من أحاديث الأحكام، والثاني في أحاديث الحكم والآداب، والثالث في الزهد، والرابع في الطب والمنافع، والخامس في أبواب الفضائل، والسادس في الأدعية و الأذكار، والسابع في القصص والأخبار،والثامن في الفتن، والتاسع في أمور منثورة  [3]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المقاصد الحسنة

في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة

للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

بسم اللَّه الرحمن الرحيم, الحمد للَّه مميز الخبيث من الطيب، ومحرز الحديث بنقاده من الخطأ و الكذب, والصلاة و السلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله وأزواجه ومن له صحب، صلاةً وسلاماً نرجو بهما الاستقامة للنفس والأهل والعقب.

وبعد : فهذا كتاب رغب إلي فيه بعض الأئمة الأنجاب، أبين فيه بالعزو والحكم المعتبر، ما على الألسنة اشتهر، مما يظن إجمالاً أنه من الخبر، ولا يهتدي لمعرفته إلا جهابذة الأثر، وقد لا يكون فيه شيء مرفوع، وإنما هو في الموقوف أو المقطوع وربما لم أقف له على أصل أصلاً، فلا أبت بفصل فيه قولاً، غير ملتزم في ذلك الاستيفاء ولا مقدم على تنقيص لمتقدم أو جفاء، وإن لم يسلم كلامه من خلل، ولا تكلم بما يتضح به زوال العلل، تأدباً مع الأئمة كالزركشي وابن تيمية، فالفضل للسابق، والعدل هو الموافق، مرتباً على حروف المعجم في أول الكلمات، وإن كان ترتيبه على الأبواب للعارف من أكبر المهمات، ولذا جمعت بين الطريقتين، ورفعت عني اللوم ممن يختار إحدى الجهتين، فبوبت للأحاديث بعد انتهائها، وأشرت لمظانها من ابتدائها، ولاحظت في تسميتها أحاديث المعنى اللغوي

كما أني لم أقصد في الشهرة الاقتصار على الاصطلاح القوي، وهي ما يروى عن أكثر من اثنين في معظم طباقه أو جميعها بدون مين، بل القصد الذي عزمت على إيضاحه وأن أتقنه، ما كان مشهوراً على الألسنة من العالم المتقن في سبره, أو غيره, في بلد خاص، أو قوم معينين، أو في جل البلدان وبين أكثر الموجودين، و ذلك يشمل ما كان كذلك، وما انفرد به راويه بحيث ضاقت مما عداه المسالك، وما لا يوجد له عند أحد سند معتمد، بل عمن عرف بالتضعيف, والتلفيق و التحريف، وما لم يجيء كما أشرت إليه إلا عن الصحابة، فمن بعدهم من ذوي الرجاحة و الإصابة، وما لم يفه به أحد من المعتمدين بالظن الغالب لا اليقين, وربما أنشط لشيء من المعنى، وأضبط ما يزول به اللبس بالحسنى

وكان أعظم باعث لي على هذا الجمع، وأهم حاث لعزمي فيما تقر به العين ويلتذ به السمع، كثرة التنازع لنقل ما لا يعلم في ديوان، مما لا يسلم عن كذب وبهتان، ونسبتهم إياه إلى الرسول r ، مع عدم خبرتهم بالمنقول، جازمين بإيراده، عازمين على إعادته وترداده، غافلين عن تحريمه، إلا بعد ثبوته وتفهيمه، من حافظ متقن في تثبيته، بحيث كان ابن عم المصطفى علي بن أبي طالب، لا يقبل الحديث إلا ممن حلف له من قريب أو مناسب، لأن الكذب عليه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليس كالكذب على غيره من الخلق والأمم، حتى اتفق أهل البصيرة والبصائر، أنه من أكبر الكبائر، و صرح غير واحد من علماء الدين و أئمته، بعدم قبول توبته، بل بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فكفره, وحذر فتنته و ضرره [4]، إلى غيره من الأسباب، التي يطول في شأنها الانتخاب

وسميته : ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ), واللَّه أسأل أن يسلك بنا طريق الحق والاعتدال, وأن لا يترك الأحمق المائق يتمادى بالضلال، فيما لم يحققه مع الفحول الأبطال، وأن يجعل هذا التأليف خالصاً لوجهه الكريم، موجباً لرضاه العميم، إنه قريب مجيب.[5]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم اللّه الرحمن الرحيم, الحمد للّه محق الحق و مبطل الباطل، ومعلي الصدق و منزل الكذب إلى أسفل سافل، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد ذي القول الفاضل, والحكم الفاصل، وعلى آله و صحبه النجباء الأماثل.

وبعد : فإن من مهمات الدين التنبيه على ما وضع من الحديث, واختلق على سيد المرسلين, صلى اللّه عليه وعلى آله و صحابته أجمعين، وقد جمع في ذلك الحافظ أبو الفرج بن الجوزي كتاباً فأكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط إلى رتبة الوضع, بل ومن الحسن, ومن الصحيح, كما نبه على ذلك الأئمة والحفاظ, ومنهم ابن الصلاح في ( علوم الحديث ) وأتباعه

وطالما اختلج في ضميري انتقاؤه, وانتقاده, واختصاره, لينتفع به مرتاده، إلى أن استخرت اللّه تعالى و انشرح صدري لذلك، وهيأ لي إلى أسبابه المسالك

فأورد الحديث من الكتاب الذي أورده هو منه, (كتاريخ الخطيب) والحاكم, و(كامل ابن عدي), و(الضعفاء للعقيلي), ولابن حبان, وللأزدي, و(أفراد الدارقطني), و (الحلية لأبي نعيم), وغيرهم بأسانيدهم, حاذفاً إسناد أبي الفرج إليهم، ثم أعقبهم بكلامه, ثم إن كان متعقباً نبهت عليه, وأقول في أول ما أزيده ( قلت ), وفي آخره واللّه أعلم، ورمزت لما أورده الحافظ أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم الجوزقاني [6] صورة ( ج ) إعلاماً بتوافق المصنفين على الحكم بوضع الحديث

وسميته : ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ), وأسأل اللّه الإعانة عليه, والتوفيق لما يرضيه, ويقربني إليه, واعلم إني كنت شرعت في هذا التأليف في سنة سبع وثمانمائة, وفرغت منه في سنة خمس وسبعين, وكانت التعقبات فيه قليلة, وعلى وجه الاختصار

وكتب منه عدة نسخ راحت إلى بلاد التكرور، ثم بدا لي في هذه السنة وهي سنة خمس وتسعمائة استئناف التعقبات على وجه مبسوط, وإلحاق موضوعات كثيرة, فاتت أبا الفرج فلم يذكرها, ففعلت ذلك فخرج الكتاب عن هيأته التي كان عليها أولاً, وتعذر إلحاق ما زدته في تلك النسخ التي كتبت, إلا بإعدام تلك, وإنشاء نسخ مبتدأة, فأبقيت تلك على ما هي عليه، ويطلق عليها ( الموضوعات الصغرى ) وهذه ( الكبرى ), وعليها الاعتماد.‏[7]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

النكت البديعات على الموضوعات

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة, والسلام على رسول الله

وبعد : فإن كتاب ( الموضوعات ) جمع الإمام أبي الفرج ابن الجوزي, وقد نبه الحافظ قديما وحديثا على أن فيه تساهلا كثيرا, وأحاديث ليست بموضوعة, بل هي من وادي الضعيف, وفيه أحاديث حسان, وأخرى صحاح, وفيه حديث من صحيح مسلم, فيه علة, .[ نص عليه ] [8].الحافظ أبو الفضل ابن حجر, ووجدت فيه حديثا من (صحيح البخاري), رواية حماد بن شاكر [9], وآخر فيه في البخاري برواية صحابي آخر, غير الذي أورد فيه.

وقد قال شيخ الإسلام ابن حجر عن تساهله وتساهل الحاكم في (المستدرك) أعدم النفع بكتابيهما, إذ ما من حديث فيهما إلا ويمكن أنه مما وقع في التساهل, فلذلك وجب على الناقذ الإعتناء بما نقله منهما من غير تقليد لهما , وقد اعتنى الحافظ الذهبي (بالمستدرك), فاختصره معلقا أسانيده, وأقره على ما لا كلام فيه, وتعقب ما فيه الكلام, وجرد بعض الحفاظ مائة حديث موضوعة في جزء

وأما (موضوعات ابن الجوزي) فلم أقف على من اعتنى بشأنها, فاختصرتها معلقا أسنيدها, وتعقبت منها كثيرا على وجه الإختصار, على نحو ما صنع الذهبي في (المستدرك), ثم جمعت كتابا حافلا في الأحاديث المتعقبة خاصة [10], بسطت فيها الكلام على كل حديث, مع ذكر طرقها وشواهدها, وما وقفت عليه من كلام الحفاظ, وما عثرت أنا عليه في ضمن المطالعة من المتابعات, ونحو ذلك, غير أن الهمم عن الإعتناء بتحصيله قواصر, وأهل هذا الفن كانوا في الصدر الأول قليلا فما ظنك به في هذا العصر الدائر, فأردت أن ألخص الكتاب المذكور في تأليف وجيز, اقتصرت فيه على إيراد الحديث على طريقة الأطراف, أعقبه بذكر من أعله بهو, ثم أردفه برده, إما بتوثيقه, أو بذكر متابعه, أو شاهده, وأنبه على من خرجه من الأئمة المعتبرة في شيء من كتبه الجليلة, وها هو هذا, وإلى الله الضراعة في القبول, وبلوغ غاية المأمول, واعلم أن هذا الكتاب وإن كان وجيز الحجم, فهو عندي من مفردات الكتب التي يتعين على كل طالب علم تحصيلها, وقد قلت فيه:

هذا الكتاب مفرد حقه *** يكتبه الراوي بماء الذهب

ما ألف الحفاظ من قبله *** كمثله ولا ما اقتــرب

وهذا فهرسة أبوابه : التوحيد, العلم, فضائل القرآن، الطهارة, الصلاة, الجنائز, الحج, البيع, النكاح, الفرائض, الجنايات, الأطعمة, اللباس, الأدب, والرقائق, بدء الخلق, والأنبياء, أشراط الساعة, البعث, المناقب

ورمزت لما أخرجه أحمد ( ح ), وأبو داود ( د ), والترمذي ( ت ), والنسائئ ( ن ), وابن ماجة ( هـ ), والحاكم في (المستدرك) ( ك ),وابن حبان ( حب ), والدارمي ( ي ),والدراقطني ( ط ) والييهقي في شيء من تصانيفه ( ق ), [ والبخاري في تاريخه ( تخ ) ] [11]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تمييز الطيب من الخبيث

فيما يدور على السنة الناس من الحديث

للشيخ عبد الرحمن بن علي الشيباني ابن الديبع

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي  رفع بعض خلقه على بعض في الدرجات والمنازل, وميز بين الخبيث والطيب بمحكمات الدلائل, وتفرد بالملك و إليه المنتهى وإليه ينتهي مطلب كل طالب وسؤال كل سائل

أحمده على ما من به من نعمه التي لا تحصى بعد الدلائل, وأشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له, و لا شبيه ولا مماثل, الناقد البصير فلا تخفى عليه خافية وما الله بغافل, الحكم العدل فلا يظلم مثقال ذرة بل هو الحكيم العادل, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات وواضحات الدلائل, الآمر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المقامات والمنازل, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه السادات الكرماء العلماء الأفاضل

أما بعد : فإني وقفت على كتاب ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث الدائرة على الألسنة ) لشيخنا الإمام الحافظ الناقذ الحجة أبي الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي القاهري رحمه الله تعالى, وأجزل ثوابه, وجعل الفردوس على حسن علمه مآبه, فرأيته كتابا حسنا, اشتمل على جمل من النفائس والمهمات, والعوائد والتتمات, لكنه رحمه الله تعالى أطاله وبالغ في تطويله بما تضعف مطالعته, فضلا عن تحصيله, والهمم في هذا الزمان قاصرة الذيل, ولها الى المختصرات انحراف وميل, ورأيت شيخنا رحمه الله تعالى يورد الترجمة ويذكر ما ورد في معناها, وما يقارب فحواها, والمقصود الكلام على نفس الترجمة, وتبين ما ورد فيها للطالب حتى يفهمه, فجردت في هذا المختصر فوائده, وقيدت فيه أوابده, وبذلت في ذلك جهد المقل, وتجنبت من التطويل ما يضجر أو يمل, وتبعته في جميع ما ذكره من التصحيح والتمريض,وتركت ما وراء ذلك من الكلام الطويل العريض

وغرضي تقريبه للطالبين, وتيسيره إلى الراغبين, والله تعالى يصلح المقاصد, وينفع بما فيه من الفوائد, وجعلته على الحروف, تبعا لأصله, وأرجو من الله تعالى أن ينفعني ببركة هذا العلم وأهله, وقد أخبرني بالكتاب المذكور شيخنا المقدم ذكره, فيما شافهني به بالمسجد الحرام, تجاه بيت الله العلام, في أوائل سنة سبع وتسعين وثمانمائة, فأسال الله تعالى أن يجزيه أحسن الجزاء و يكافئه, ولي في هذا المختصر زيادات يسيرة, ميزتها عن كلام شيخنا المقدم بقولي في أولها ( قلت ) وفي آخرها ( انتهى ) والله تعالى اعلم

وسميت هذا الكتاب المبارك : ( تمييز الطيب من الخبيث مما يدر على السنة الناس من الحديث ), وأسأل الله تعالى أن يوفقني للصواب فيما أقول وأفعل, فهو حسبي وبه توفيقي وعليه أتوكل [12]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تنزيه الشريعة المرفوعة

عن الأخبار الشنيعة الموضوعة

للشيخ أبي الحسن بن عراق الكناني

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم قال الفقير إلى عفو الخلاق, على بن محمد بن علي بن عراق, الشافعي

الحمد لله الذي من بتنزيه الشريعة عن كل حديث مفترى, وهتك حجاب الكاذب عليها فلا يلقى إلا ساقطا مزدرى, أحمده و أشكره, وأدعوه وأستغفره, وألوذ به معتصما ومنتصرا, أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة لا شك فيها ولا امترا, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق بشيراً و منذرا,ً وعلى آله وصحبه سادة الورى وأئمة الأمصار والقرى, ما غبر جيوش الحق في وجوه المبطلين حتى رجعوا القهقرى

وبعد : فإن من المهمات عند أهل العلم والتقى معرفة الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين لتتقى, و للإمام الحافظ أبى الفرج ابن الجوزي فيها كتاب جامع, إلا أن عليه مؤاخذات ومناقشات في مواضع, و قد اعتنى شيخ شيوخنا الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر الأسيوطي بكتاب ابن الجوزي المذكور, فاختصره وتعقبه في كتاب سماه : ( اللآلى المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ), ثم عمل ذيلا ذكر فيه أحاديث موضوعة فاتت ابن الجوزي, وأفرد أكثر المواضع المتعقبة بكتاب سماه ( النكت البديعات ), وهذا كتاب لخصت فيه هذه المؤلفات بحيث لم يبق لمحصله إلى ما سواه التفات, وبالغت في اختصاره وتهذيبه, وتبعت ( اللآلى ) في تراجمه وترتيبه, وجعلت كل ترجمة غير كتاب المناقب في ثلاثة فصول :

الأول : فيما حكم ابن الجوزي بوضعه, ولم يخالف فيه, والثاني : فيما حكم بوضعه, وتعقب فيه, والثالث : فيما زاده الأسيوطي على ابن الجوزي حيث كانت له في تلك الترجمة زيادة, وقد أخل السيوطي في زياداته ببعض تراجم أصله, وأورد في الكتاب الجامع آخر الكتاب ما حقه أن يفرد بالترجمة المتروكة ويورد فيها, فأنا نقلت ذلك من الكتاب الجامع, وأوردته في التراجم اللائق بها, في ثالث فصولها, أما كتاب المناقب ففيه أبواب, وفي كل باب منها الفصول المذكورة, وحيث لم يكن في فصل منها شيء قلت, والفصل الفلاني خال

وجعلت أوائل الأحاديث في أوائل السطور تسهيلا للكشف والظفر بالحديث المطلوب, وإذا كان الحديث مرفوعا قلت حديث كذا واللفظ المضاف إليه لفظة حديث هو اللفظ المرفوع, وبعد تخريجه أذكر صحابيه المنسوب إليه بقولي من حديث فلان, إلا أن يكون في الحديث حكاية مخاطبة منه لمعين, أو مراجعة بينه وبين غيره, أو حكاية مخاطبة جبريل له , والحاكي غير النبي r أو حكاية قصة ليست من لفظ النبي r فأضيف لفظة حديث إلى اسم الصحابي, أو التابعي الذي نسب إليه الحديث, وإذا كان الحديث موقوفاً قلت أثر فلان وأتبعته لفظه, ثم أعقب كلا بذكر مخرجه, ثم بيان علته, وما في زيادات السيوطي مما لم يبين علته, ذكرت علته إن لاحت لي, ومواد ابن الجوزي التي يسند الأحاديث من طريقها غالبا ( الكامل ) لابن عدى, و( الضعفاء ) لابن حبان, وللعقيلي, وللأزدي, و( تفسير ابن مردويه ), و (معاجم الطبراني ), و( الأفراد ) للدارقطني, وتصانيف الخطيب, وتصانيف ابن شاهين, و( الحلية ), و( تاريخ أصبهان ) و غيرهما من مصنفات أبي نعيم, و( تاريخ نيسابور ), وغيره من مصنفات الحاكم, و( الأباطيل ) للجوزقاني

وقد جعلت لكل علامة للاختصار فلابن عدى ( عد ), ولابن حبان ( حب ), وللعقيلى ( عق ), ولأبي الفتح الأزدى ( فت ), ولابن مردويه ( مر ), وللطبراني ( طب ), وللدارقطني ( قط ), وللخطيب( خط ) , ولابن شاهين ( شا ), و لأبي نعيم ( نع ), وللحاكم ( حا ), وللجوزقاني

( قا ), وما كان من غير الكتب المذكورة سميت من رواه إن عرفته, و إلا نسبته لابن الجوزي, ومواد السيوطي, هي مواد أصله, وزاد ( تاريخ ابن عساكر ), و( تاريخ ابن النجار ), و( مسند الفردوس للديلمي ), وتصانيف أبي الشيخ

فأعلمت لابن عساكر ( كر ), ولابن النجار ( نجا ), وللديلمي ( مى ), ولأبي الشيخ ( يخ ), وإذا قلت قال ابن الجوزي أو السيوطي فلست أعني عبارتهما بلفظها, وإنما أعني ملخصها ومحصولها, وإذا قال ابن الجوزي في حديث: لا يصح أو منكر ونحوهما, أوردت لفظه في ذلك, فإن صرح بكونه موضوعا, أو باطلا, أو كذبا أحد ممن بعد ابن الجوزي ذكرته, فإن كان في أوله قلت فمن زيادتي, وإلا فمن مؤلف السيوطي, فأما إذا قال ابن الجوزي موضوع, أو لا أصل له أو كذب فلا أذكر ذلك غالباً اختصارا, ولأن موضوع الكتاب بيان الموضوع فهو كاف في الحكم عليه, بذلك إلا أن يقال ذلك في حديث لم يصرح بوصف أحد من رواته بكذب, ولا وضع فأذكره

وراجعت حال جمعي لهذا التلخيص ( موضوعات ابن الجوزي ), و( العلل المتناهية ) له, وتلخيصهما [13] للحافظ الذهبي و( تلخيص موضوعات الجوزقاني) و( الميزان للذهبي ) أيضا, و( لسان الميزان ) و( تخريج الرافعي ), و( تخريج الكشاف) و ( المطالب العالية ), و( تسديد القوس ), و( زهر الفردوس ) الستة للحافظ ابن حجر, و( تخريج الإحياء ) للحافظ العراقي, و( الأمالي ) له, و( تلخيص الموضوعات ) للعلامة جلال الدين إبراهيم بن عثمان بن إدريس بن درباس, فربما أزيد من هذه الكتب وغيرها, ما يحتاج إليه, وأميز ما أزيده غالبا بقولي في أوله: قلت, وفي آخره: والله أعلم, وقدمت قبل الخوض في المقصود فصولا نافعة في معرفة مقدار هذا الفن لطالبيه

وسميته : ( تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ), والله المسؤل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, و أن ينفعني به ومن طالعه بنية صادقة وقلب سليم [14]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تذكرة الموضوعات

للعلامة محمد طاهر الفتني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي ميز الخبيث من الطيب، وأحرز الحديث بالعلماء النقاد من الخطأ والكذب، والصلاة على سيد الورى وخير البرية، وجميع صحابته دعاة الله إلى سبله المرضية، وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته الطيبين‏,‏ ونسأله التوفيق والتأييد‏,‏ فبيده أزمة التحقيق و التسديد‏.‏

وبعد : فقال أضعف عباد القوي الولي, محمد بن طاهر بن علي الفتني, الهندي مسكنا ونسبا, والحنفي مذهبا‏,‏ هذا مختصر يجمع أقوال العلماء النقاد, والمحدثين السراد, في وضع الحديث أو ضعفه, حتى يتبين أن وضعه أو ضعفه متفق أو أنه بسبب قصور قاصر, أو سهو ساه مختلف, كيلا يتجاسر الكسل على الجزم بوضعه بمجرد نظرة في كلام قائل أنه موضوع, ولا يتسارع إلى الحكم بصحة كل ما نسب إلى الحديث غافل مخدوع, فإن الناس فيه بين إفراط وتفريط, فمن مفرط يجزم بالوضع, بمجرد السماع من أحد لعله ساه أو ذو تخليط, ومن مفرط يستبعد كونه موضوعا وظن الحكم به سوء أدب, ومخترعا ولم يدر أن ليس حكمه على الحديث بل على مخترع الكذب الخاذل, أو ما زل فيه قدم الغافل‏‏

ومما بعثني إليه أنه اشتهر في البلدان ( موضوعات الصغاني ) وغيره, وظني أن أمامهم كتاب ابن الجوزي و نحوه, ولعمري أنه قد أفرط في الحكم بالوضع حتى تعقبه العلماء من أفاضل الكاملين, فهو ضرر عظيم على القاصرين المتكاسلين‏.‏

قال مجدد المائة السيوطي,‏ قد أكثر ابن الجوزي في ( الموضوعات ) من إخراج الضعيف, بل ومن الحسان و من الصحاح, كما نبه عليه الحفاظ, ومنهم ابن الصلاح, وقد ميز في حيزه ثلاثمائة حديث, وقال لا سبيل إلى إدراجها في الموضوعات, فمنها حديث في ( صحيح مسلم ), وفي ( صحيح البخاري ) رواية حماد بن شاكر, وأحاديث في بقية الصحاح والسنن, ونقل فيه عن أحمد بن أبي المجد أنه قال : ومما ولم يصب فيه ابن الجوزي إطلاقه الوضع بكلام قائل في بعض رواته فلان ضعيف, أو ليس بقوي, أو لين, فحكم بوضعه من غير شاهد عقل ونقل, ومخالفة كتاب, أو سنة, أو إجماع, وهذا عدوان ومجازفة انتهى‏

وأنا أورد بعض ما وقع في ( مختصر ) الشيخ محمد بن يعقوب الفيروز آبادي من كتاب ( المغني من حمل الأسفار في الأسفار ) للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي, في تخريج (الإحياء), وفي (المقاصد الحسنة ) للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السخاوي, وفي كتاب ( اللآلئ ) للشيخ جلال الدين السيوطي, وفي كتاب ( الذيل ) له, وفي كتاب ( الوجيز ) له, و( موضوعات الصغاني ), و( موضوعات المصابيح ) التي جمعها الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني, ومؤلف الشيخ علي بن إبراهيم العطار, وغير ذلك

فأجمع أقوال العلماء في كل حديث, كي يتضح لك الحق الحقيق بالقبول, وقد حثني عليه بعض الأعزة الكرام, و استبطئوا حين شرعت الاختتام, وهو كالتذكرة للموضوعات, وكاف عن المطولات, وحين وقع الفراغ عن التسويد تحرك عزمي إلى أن أجمع من أجد من الكذابين والضعاف, ليكون قانونا في غير ما في هذا الكتاب, من الموضوعات و الضعاف, والله الموفق لهذا المرام, وبعونه التيسير للاختتام, والمرجو من الإخوان ذوي الطباع الصحيحة, إذا اطلعوا على سهو أو طغيان أن يصلحوا بأقلامهم الفصيحة, ويعذروا الكاتب الحقير بعين النصيحة, فإن الخطأ ديدني, لقلة عدتي, و كثرة أشغالي, وتشتت أحوالي, بتفاقم النوائب من أرباب الدولة الآخذين سيف العدوان على الضعفة من الإخوان, فالله المستعان‏,‏ هذا مع عدم من أراجعه في هذه البلاد من المحدثين, أو عالم العلماء, وأفاضل الفضلاء, فإن هز عطف أحد استطراف شيء من المكاتب, فلا ينس قراءة الفاتحة لمن تعنى فيه مدة مديدة, وإراحة من التبعات الشديدة, والمرجو من فضل الله العظيم, أن يجعله خالصا لوجهه الكريم‏.‏[15]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن

الشيخ نجم الدين محمد بن محمد الغزي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي حفظ سنة نبيه عليه الصلاة و والسلام بعلماء أمته الأعلام فصانها, وجمع بهم متفرقات جوامع كلمه فزانتهم وزانها, وامتازوا صحاحها وحسانها مما أدخله أهل الضلالة وأهل الجهالة و أبانوها, وفازوا بشهادته لهم بالعدالة, حيث قال: ( يحمل هذا العلم من أمتي عدولها ) فكانوها [16], وصلى الله عليه و سلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبته, وسائر علماء أمته الذين دونوا الشريعة ودانوها

أما بعد : فقد تواتر عنه r أنه قال : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) فاتفق أهل البصائر أن ذلك من أعظم الذنوب والأوزار

ولما كان كثيرا ما يجري على الألسنة كلمات ترفع إلى النبي r بعضها وارد عنه, وبعضها لم يؤثر ولم يعلم, تعين حينئذ على من امتن الله عليهم بالإطلاع على أصول الحديث, وأنعم أن يبينوا الثابت من ذلك من غيره, ويعربوا عما استعجم, فتصدى لذلك الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله تعالى, وألف في ذلك تأليفا [17], لكنه غير واف بالمقصود, لكونه قليلا لطيفا, فذيل عليه الحافظان الشمس السخاوي, والجلال السيوطي رحمهما الله تعالى, وأسبل عليهما من رضوان الله سجالا, وجمعا في ذلك كتابين حافلين, ومؤلفين كاملين, غير أن تأليف السخاوي أتم فائدة, وأكثر عائدة, وقد سماه : ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث الجارية على الألسنة ), وسمى السيوطي كتابه : ( بالدرر المنثرة في الأحاديث المشتهرة ), ولا يخلو من أحاديث ليست في ( المقاصد ) موجودة, لكنها قليلة معدودة

فرأيت الجمع بين الكتب الثلاثة في كتاب, مع زيادات لا غنى عنها لطالب هذا الباب, يستفاد الجميع منه بشيء كثير, ولا ينبئك مثل خبير, فجاء كتابا نافعا, مفردا في بابه جامعا, مع جودة الإختصار وحسن التأليف, وبيان الصحيح والحسن والضعيف, وما كان من الأحاديث مرسلا أو موقوفا, صرحت بإرساله أو وقفه, وما كان متصلا مرفوعا اكتفيت بذكر صحابيه, ولم أعرج على وصفه

ولما أردت المبالغة في الإختصار والإيجاز رمزت لأصحاب الأصول بقصد الإمتياز: فللبخاري ( خ ), و للمسلم ( م ), و لهما ( ق ), ولأبي داود ( د ), وللترمذي ( ت ), وللنسائي ( ن ), ولابن ماجة ( ما ), و للإمام أحمد ( أ ), وللدارمي ( مي ), ولابن ابي الدنيا ( نيا ), وللبزار ( بز ), ولأبي يعلى ( ع ), وللطبراني ( ط ) , ولابن حبان ( حب ), و للحاكم ( حا ), وللدراقطني ( قط ), وللبيهقي ( هـ ), ولأبي نعيم الأصبهاني ( عم ), ولابن عدي ( ي ), ولأبي الشيخ ( ش ) , وللعقيلي ( عق ), وللعسكري ( عس ), وللقضاعي ( قض ), وللديلمي ( ل ), و للخطيب البغدادي ( خط ) ومن سوى هؤلاء أذكر أسماؤهم, واخترت أن أحذف لفظة حديث من أول كل لفظ يذكر, لأن بعض الألفاظ الموردة موضوع أو منكر, وذكرت أول كل لفظ في أول كل سطر بالأحمر, ورمزت على الأوائل لما اتفق عليه الثلاثة الزركشي, والسخاوي, والسيوطي ( ث ) ولما انفرد به السخاوي ( و ), ولما انفرد به السيوطي ( ط ), و لما اتفقا عليه دون الزركشي ( طو ), ولما زدته عليهما ( ز )

ورتبت كتابي كالسخاوي, والسيوطي, على ترتيب حروف المعجم, حرفا بعد حرف, ليكون ذلك أقرب على التناول, و أسهل في الكشف

وسميته : ( إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الالسن ), جعله الله خالصا لوجهه الكريم, موجبا للفوز بجنات النعيم, إنه ولي النعمة, ومولى الرحمة, وهو القريب المجيب, وما توفيقي إلا بالله و عليه توكلت, وإليه أنيب [18]

الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث

للشيخ أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي نزل الذكر و حفظه على ممر الأزمان, فقيض له عدولا يحملون العلم في كل عصر وأوان, لينفوا عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وغلو الغالين من أهل الكذب والهوان

أحمده على تمام الإحسان, وأشكره على كمال الامتنان, و أشهد أن لا إله إلا الله الملك الديان, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى الخلائق أملاكها وإنسها والجان, صلى الله و سلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجد والعرفان, وعلى التابعين لهم بإحسان, من كل من حفظ الشريعة ولها صان, صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الملوان وتتابع الجديدان

أما بعد : فلما كان الكتاب المسمى ب( اتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن ) لجدنا شيخ الإسلام نجم الدين الغزي العامري سقى الله ثراه صبيب الرحمة والرضوان, كتابا كمل في بابه, وفاق على أترابه, يحتوي على بيان ما دار من الأحاديث على الألسن, وما يصح فيها وما يحسن, وعلى بيان ما لم يرد عن سيد البشر, لكنه ورد في الأثر, وما هو كذب وموضوع, ومختلق ومصنوع

أحببت أن أنتقي منه القسمين الأخيرين, أعني ما ورد في الأثر وما هو كذب عليه ومَيْنٌ, ليعلم أن ما عداهما قد ورد في السنن, غير أنه منقسم إلى صحيح وضعيف وحسن, فهو وإن لم يصح جله, لكنه ورد في السنة كله

فوضعت هذا الجزء اللطيف لذلك وإن كنت لست هنالك ولكنه من قبيل بذل الوسع والهمم والاقتداء بالآباء في العلم والحكم جعله الله خالصا لوجهه الكريم وسببا للفوز بالنعيم المقيم

وقد وسمته : ( بالجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ), ورتبته كالأصل على حروف المعجم لتسهل مطالعته, و تقرب مراجعته, وقد وافقت الأصل في مصطلحه من أنه إذا أورد حديثا مرسلا أو موقوفا صرح بإرساله أو وقفه أو متصلا مرفوعا اكتفى بذكر صحابيه, وقد ابتدأت في المقصود, مستعينا بالملك المعبود, سبحانه فقلت [19]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

كشف الخفا ومزيل الألباس

عما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس

للشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي حفظ السنة المصطفوية بأهل الحديث, والصلاة و السلام على نبينا محمد المرسل بأصدق الكلام و الحديث, وعلى آله وأصحابه الذين أعزوا دينه الصحيح بسيرهم في نصرته السير الحثيث, و على التابعين بإحسان وسائر المؤمنين في القديم و الحديث

أما بعد : فيقول العبد الفقير إلى مولاه الفتاح, اسماعيل العجلوني بن محمد جراح, إن الأحاديث المشتهرة على الألسنة قد كثرت فيها التصانيف, وقلما يخلو تصنيف منها عن فائدة لا توجد في غيره من التآليف, فأردت أن ألخص مما وفقت عليه منها مجموعا تقر به أعين المصنفين, ليكون مرجعا لي ولمن يرغب في تحصيل المهمات من المستفيدين, ولما أخرجه إبن ماجه, وابن خزيمة, عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله  r : ( إن مما يلحق المؤمن من حسناته بعد موته علما نشره ) [20]

وهو شامل للتصنيف والتعليم, وهو في التصنيف أظهر, لأنه أطول استمرارا وأكثر,وأنص إن شاء الله تعالى في هذا المجموع على بيان الحديث من غيره, وتميز المقبول منه السالم من ضيره, إذ من النصيحة في الدين كما قال الحافظ بن حجر في خطبة كتابه ( اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ) التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألفه الطبع, وليس له أصل في الشرع, قال وقد صنف الإمام تاج الدين الفزاري [21] كتابا في فقه العوام, وانكار أمور إشتهرت بين الأنام, لا أصل لها, أجاد فيها الانتفاد, وصان الشريعة أن يدخل فيها ما يخل بالإعتقاد, قال : وقد رأيت ما هو أهم من ذلك, وهو تبين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام, وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث, وهي إما أن يكون لها أصل يتعذر الوقوف عليه, لغرابة موضعه, أو لذكره في غير مظنته, وربما نفاه بعضهم لعدم إطلاعه عليه, والنافي له كمن تفي أصلا من الدين, وضل عن طريقه المبين, وأما لا أصل لها البتة فالناقل لها يدخل تحت ما رواه البخاري في ثلاثياته من قوله  r : ( من نقل عني ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) انتهى

ثم نقل فيها بسنده الى أبي قتادة أن رسول الله  r قال :: ( هلاك أمتي في ثلاث في القدرية والعصبية والرواية من غير تثبت ) [22] لكنه منكر

وبسنده أيضا الى ابن المبارك أنه قيل له في هذه الأحاديث الموضوعة قال : يعيش لها الجهابذة, وبسنده إلى الإمام أحمد أنه قال : إن للناس في أرباضهم, وعلى باب دورهم أحاديث يتحدثون بها عن النبي r لم نسمع نحن بشئ منها, ولذلك وجبت العناية بما وصل العلم إليه, ووقع الإطلاع عليه, قال الربيع بن خيثم : إن للحديث ضوءا كضوء النهار يعرف, وظلمة كظلمة الليل تنكر, وقال ابن الجوزي : الحديث المنكر يقشعر له جلد الطالب, وينفر منه قلبه في الغالب, وروى أبو نعيم في ( الحلية ) عن أبي هريرة رفعه : ( ان الله تعالى عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أولياءه يذب عن دينه ) [23] انتهى

وإن من أعظم ما صنف في هذا الغرض وأجمع ما ميز فيه السالم من العلة والمرض الكتاب المسمى :

( بالمقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ) المنسوب للإمام الحافظ الشهير أبي الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي, لكنه مشتمل على طول بسوق الأسانيد التي ليس لها كبير فائدة إلا للعالم الحاوي, ومن ثم لخصته في هذا الكتاب مقتصرا على مخرج الحديث وصحابيه روما للإختصار, غير مخل إن شاء الله تعالى بما اشتمل عليه مما يستطاب أو يستحسن عند أئمة الحديث الأخيار

وضاما إليه مما في كتب الأئمة المعتبرين ( كاللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ) لأمير الحفاظ والمحدثين من المتأخرين, الشهاب أحمد بن حجر العسقلاني, بلغنا الله وإياه في الدارين الأماني

واعلم أني حيث أقول قال في ( اللآلئ ) أو ذكرها فيها فالمراد به كتاب الحافظ العسقلاني المذكور, وحيث أقول قال في الأصل أو في ( المقاصد ) فمرادي به : ( المقاصد الحسنة ) المذكورة, وحيث أقول قال في ( التمييز) فمرادي الكتاب المسمى ( بتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث ) للحافظ عبد الرحمن بن الديبع, تلميذ الإمام السخاوي, فإنه اختصر ( المقاصد الحسنة ) لشيخه المذكور, لكنه أخل بأشياء مما فيه مسطور, وحيث أقول قال في ( الدرر ) فالمراد الكتاب المسمى ( بالدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ) للحافظ جلال الدين السيوطي, وهي نسختان صغرى, وكبرى, وحيث أقول رواه أبو نعيم فمرادي في ( الحلية ), وحيث أقول : رواه الشيخان أو اتفقا عليه فالمراد أنه في ( الصحيحين ) لشيخي الحديث البخاري ومسلم, وإن كان في أحدهما قلت : رواه البخاري أو مسلم, وحيث أقول رواه أحمد فالمراد الامام أحمد في ( مسنده ), وحيث أقول رواه البيهقي فالمراد في ( الشعب ), وحيث أقول رواه الأربعة فالمراد أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه في ( سننهم ), وحيث اقول رواه الستة فالمراد هؤلاء الأربعة والشيخان في الكتب الستة, وكذا إذا أفردت واحدا منهم فالمراد في كتابه أحد السنن الستة, وحيث أقول : قاله النجم فالمراد : شيخ مشايخنا العلامة محمد نجم الدين الغزي في كتابه المسمى ( اتفاق ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن ), وحيث أقول : قال القاري فالمراد به :الملا على القاري في كتابه ( الموضوعات ) المسمات ( بالأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ), وهي صغرى, وكبرى, وقد نقلت منهما, وحيث أقول : قاله الضغاني, فالمراد به : العلامة حسن بن محمد الضغاني مؤلف ( المشارق )

وما لم يكن كذلك في جميع ما مر فأنص على الكتاب الذي رواه مؤلفه فيه, وربما تعرضت لحديث ليس من المشهورات لمناسبة أو غيرها من المقاصد الصحيحات, هذا والحكم على الحديث بالوضع أو الصحة أو غيرهما إنما هو بحسب الظاهر للمحدثين, باعتبار الإسناد أو غيره, لا باعتبار نفس الأمر والقطع, لجواز أن يكون الصحيح مثلا باعتبار نظر المحدث موضوعا أو ضعيفا في نفس الأمر, وبالعكس, ولو لما في الصحيحين على الصحيح, خلافا لابن الصلاح, كما أشار إلى

ذلك الحافظ العراقي في ( ألفيته ) بقوله

وقطع بصحة لما قد أسـندا *** كذا لــه وقيـــل ظنا ولد

محققيهم قد عـزاه النووي ***  وفي الصحيح بعض شيء قد روي

نعم المتواتر مطلقا قطعي النسبة لرسول الله r اتفاقا, ومع كون الحديث يحتمل ذلك فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين, ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين

وفي ( الفتوحات المكية ) للشيخ الأكبر قدس الله سره الأنور ما حاصله : فرب حديث يكون صحيحا من طريق رواته يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله r فيعلم وضعه, ويترك العمل به, وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه, ورب حديث ترك العمل به لضعف طريقه من أجل وضاع في رواته, يكون صحيحا في نفس الأمر لسماع المكاشف له, من الروح حين إلقائه على رسول الله rانتهى

واعلم أن الحافظ جلال الدين السيوطي قال في خطبة ( جامعه الكبير ) [24]ما حاصله : كل ما كان في ( مسند أحمد ) فهو مقبول, فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن, وكل ما كان في كتاب ( الضعفاء للعقيلي ), ولابن عدي في ( الكامل ), وللخطيب البغدادي, ولابن عساكر في ( تاريخه ), وللحكيم الترمذي في ( نوادر الأصول ), وللحاكم في ( تاريخه ), ولابن النجار في ( تاريخه ), وللديلمي في ( مسند الفردوس ) فهو ضعيف فيستغنى عن بيان حاله بالعزو إليها أو إلى أحدها انتهى, لكنه مقيد بما لم يجبر بتعدد طرقه, وإلا فيصير حسنا لغيره, فيعمل به, ولعل ما ذكره أغلبي, وإلا فيبعد كل البعد أنه لا يكون في كتاب منها حديث حسن أو صحيح, فتأمل

وسميت ما جمعته من ذلك : ( كشف الخفا ومزيل الإلباس عما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ), ورتبته على حروف المعجم كأصله, ليكون أسهل في المراجعة لنقله, لكن لا أرمز بحروف الى المخرجين, ( كالنجم )بل أصرح بأسمائهم, دفعا للبس والوهم, جعله الله خالصا لوجهه الكريم, وسببا للفوز بجنات النعيم, وهذا أوان الشروع في المقصود, بعون الملك المعبود [25]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية

للشيخ محمدبن محمد الأمير الكبير المالكي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين

وبعد : فيقول المضطر لمن يغفر المساوي, عبده الفقير محمد الأمير الكبير المالكي, العلامة الشهير الذي للفضائل والفواضل حاوي :

هذه رسالة لطيفة صغيرة خفيفة, قد جمعت فيها الأحاديث المكذوبة على النبي الباطلة, التي لا أصل لها, الجارية على ألسنة العوام, على قدر ما تيسر لي جمعه من كتب السنة المعتبرة, لأجل معرفة الأحاديث الصحيحة من المكذوبة الباطلة, خدمة للنبي rولنفع إخواني المسلمين, ليظهر لهم الغث من السمين, فكان جميع الذي تيسر لي جمعه على قدر الإمكان أربعمائة حديث, كلها مكذوبة, وباطلة, ومنكرة, و تركت أسانيدها لكونها لا أصل لها, وقليل ما أبين قائله, تبعاً للأصل المأخوذ منه

وسميتها : ( النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية ), راجياً من رسول الله r النبي الصادق الأمين أن يشفع لي يوم الموقف العظيم, والكرب الجسيم, عند رب العالمين, ورتبتها كأصلها على حروف المعجم, لأجل التسهيل على القارئ, وعلى الذي يريد الكشف على حديث اشتبه فيه, فيجده في حرفه براحة, وليدعو لي دعوة صالحة من أخ صالح عند الله تعالى عند الله مقبول, وعلى الله القبول, وقد استعنت على جميع ذلك بالله,وقلت مسابقاً للقلم في مجراه: لا حول ولا قوة إلا بالله [26]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة

للعلامة محمد بن علي الشوكاني اليمني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وبه نستعين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الطاهرين

وبعد : فلما كان تمييز الموضوع من الحديث على رسول الله rمن أجل الفنون وأعظم العلوم, و أنبل الفوائد من جهات يكثر تعدادها ولو لم يكن منها إلا تنبيه المقصرين في علم السنة على ما هو مكذوب على رسول الله r ليجتنبوه, ويحذروا من العمل به, واعتقاد ما فيه, وإرشاد الناس إليه, كما وقع لكثير من المصنفين في الفقه, و المتصدرين للوعظ, والمشتغلين بالعبادة, والمتعرضين للتصنيف في الزهد, فيكون لمن بين لهؤلاء ما هو كذب من السنة أجر من قام بالبيان الذي أوجبه الله, مع ما في ذلك من تخليص عباد الله من معرة العمل بالكذب, وأخذه على أيدي المتعرضين لما ليس من شأنهم من التأليف, والاستدلال والقيل والقال

وقد أكثر العلماء رحمهم الله من البيان للأحاديث الموضوعة, وهتكوا أستار الكذابين, ونفوا عن حديث رسول الله rانتحال المبطلين, وتحريف الغالين, وافتراء المفترين, وزور المزورين, وهم رحمهم الله تعالى قسمان : قسم جعلوا مصنفاتهم مختصة بالرجال الكذابين والضعفاء,وما هو أعم من ذلك, وبينوا في تراجمهم ما رووه من موضوع, أو ضعيف كمصنف ابن حبان, والعقيلي, والأزدي في ( الضعفاء ), و( أفراد ) الدارقطني, و( تاريخ ) الخطيب, والحاكم, و( كامل ) ابن عدي, و ( ميزان ) الذهبي.

وقسم جعلوا مصنفاتهم مختصة بالأحاديث الموضوعة, ( كموضوعات ابن الجوزي ), والصغاني, و الجوزقاني, والقزويني, ومن ذلك ( مختصر ) المجد [27]صاحب القاموس, و( مقاصد ) السخاوي, و( تمييز الطيب من الخبيث ) للديبع, و( الذيل على موضوعات ابن الجوزي ) للسيوطي, وكذلك كتاب ( الوجيز ) له, و ( اللآلىء المصنوعة ) له, و ( تخريج الإحياء ) للعراقي, و ( التذكرة ) لابن طاهر الفتني

وها أنا بمعونة الله وتيسيره أجمع في هذا الكتاب جميع ما تضمنته هذه المصنفات من الأحاديث الموضوعة, وقد أذكر ما لا يصح إطلاق اسم الموضوع عليه, بل غاية ما فيه أنه ضعيف بمرة, وقد يكون ضعيفا ضعفا خفيفا, وقد يكون أعلى من ذلك, والحامل على ذكر ما كان هكذا التنبيه على أنه قد عد ذلك بعض المصنفين موضوعا, كابن الجوزي, فإنه تساهل في ( موضوعاته ), حتى ذكر فيها ما هو صحيح, فضلا عن الحسن, فضلا عن الضعيف, وقد تعقبه السيوطي بما فيه كفاية, وقد أشرت إلى تعقباته تارة منسوبة إليه, وتارة منسوبة إلى كتبه, واختصرتها اختصارا لا يخل بالمراد, ودفعت ما يستحق الدفع منها, وأهملت ما لا يتعلق به فائدة

وسميت هذا الكتاب : ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ), فمن كان عنده هذا الكتاب فقد كان عنده جميع مصنفات المصنفين في الموضوعات, مع زيادات وقفت عليها في كتب الجرح والتعديل, وتراجم رجال الرواية, و تخريجات المخرجين, وتصنيفات المحققين, وقد اقتصرت على قولي حديث كذا فيما كان قد رفعه واضعه إلى النبي r , فإن كان الواضع وضعه على صحابي أو من بعده اقتصرت على لفظ قول فلان كذا, ثم أذكر من روى ذلك الموضوع من المصنفين في الجرح والتعديل, والتاريخ فإن لم أجده إلا في كتب المصنفين في المتون الموضوعة, اقتصرت على عزوه إلى من أورده في مصنفه

وأسأل الله الإعانة على التمام, وأن يجعله من الأعمال المبلغة إلى دار السلام, والموجبة للفوز بحسن الختام

وقد قدمت الأحاديث الموضوعة في مسائل الفقه, مبوبا ذلك على الأبواب, ثم ذكرت بعد ذلك سائر الموضوعات, وقد ذكرت في أخريات مناقب الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة ومن بعدهم أبحاثا مفيدة في ذكر النسخ الموضوعة, ومن هو مشهور بالوضع, والأسباب الحاملة على الوضع, وكذلك ذكرت في آخر باب فضائل القرآن الكتب الموضوعة في التفسير, فليراجع ذلك من احتاج إليه, وأسأل الله الإعانة على التمام, وأن يجعله من الأعمال المبلغة إلى دار السلام, و الموجبة بالفوز بحسن الختام [28]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب أحاديث الأحكام والخلاف

 

 

التحقيق في أحاديث التعليق

للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الإمام العلامة, الحافظ المتقن المحقق, أبو الفرج بن الجوزي, رضي الله عنه و أرضاه, وجعل الجنة منقلبه و مثواه :

أحمد الله على الإنعام المترادف, وأشكره على الإكرام المتكاثف, حمدا يقوم بشكر التالد و الطارف, وشكرا يصدر من مقر بالفضل عارف, وكيف لا وبحر فهمي يهمي, وكم فهم واقف, وبصر بصيرتي في العلوم ينفي, في نقده الزائف, وأصلي على أشرف راكب وملب و طائف, محمد الذي شرع أحسن الشرائع, و وظف أزين الوظائف, وعلى كل من صحبه وتبعه خالفا لسالف

وبعد : فهذا كتاب نذكر فيه مذهبنا في مسائل الخلاف, ومذهب الخالف, ونكشف عن دليل المذهبين من النقل كشف مناصف, لانميل لنا و لا علينا فيما نقول ولا نجازف, وسيحمدنا المطلع عليه إنه كان منصفا والواقف, ويعلم أنا أولى بالصحيح من جميع الطوائف, و الله الموفق لأرشد الطرق و أهدى المعارف

فصل : كان السبب في إثارة العزم لتصنيف هذا الكتاب أن جماعة من إخواني و مشايخي في الفقه, كانوا يسألوني في زمن الصبا جمع أحاديث ( التعليق ) [29] وبيان ما صح منها, و ما طعن فيه, و كنت أتوانى عن هذا لشيئين, أحدهما اشتغالي بالطلب, والثاني ظني أن ما في التعاليق في ذلك يكفي, فلما نظرت في التعاليق, رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة, يعول أكثرهم على أحاديث لا تصح, ويعرض عن الصحاح, ويقلد بعضهم بعضا فيما ينقل, ثم قد انقسم المتأخرون ثلاثة أقسام :

القسم الأول : قوم غلب عليهم الكسل, ورأوا أن في البحث تعبا و كلفة, فتعجلوا الراحة, واقتنعوا بما سطره غيرهم

والقسم الثاني : قوم لم يهتدوا إلى أمكنة الحديث, وعلموا أنه لا بد من سؤال من يعلم هذا, فاستنكفوا عن ذلك

والقسم الثالث : قوم مقصودهم التوسع في الكلام, طلبا للتقدم والرئاسة, واشتغالهم بالجدل والقياس, ولا التفات لهم إلى الحديث, لا إلى تصحيحه, ولا إلى الطعن فيه, وليس هذا شأن من استظهر لدينه, وطلب الوثيقة من أمره, ولقد رأيت بعض الأكابر من الفقهاء ويقول في تصنيفه عن ألفاظ قد أخرجت في الصحاح : لا يجوز أن يكون رسول الله r قال هذه الألفاظ ويرد الحديث الصحيح, ويقول : هذا لا يعرف, و إنما هو لا يعرفه, ثم رأيته قد استدل بحديث زعم أن البخاري أخرجه, وليس كذلك, ثم نقله عنه مصنف آخر كما قال تقليدا له, ثم استدل في مسألة فقال : دليلنا ما روى بعضهم أن النبي  r قال كذا

ورأيت جمهور مشايخنا يقولون في تصانيفهم دليلنا ما روى أبو بكر الخلال [30] بإسناده عن رسول الله r  ودليلنا ما روى أبو بكر عبد العزيز [31] بإسناده, و دليلنا ما روى ابن بطة [32] بإسناده, و جمهور تلك الأحاديث في الصحاح, و في (المسند), وفي (السنن), غير أن السبب في اقتناعهم بهذا التكاسل عن البحث

والعجب ممن ليس له شغل سوى مسائل الخلاف, ثم قد اقتصر منها في المناظرة على خمسين مسألة, وجمهور هذه الخمسين لا يستدل فيها بحديث, فما قدر الباقي حتى يتكاسل عن المبالغة في معرفته

فصل : و ألوم عندي ممن قد لمته من الفقهاء جماعة من كبار المحدثين, عرفوا صحيح النقل وسقيمه, و صنفوا في ذلك, فإذا جاء حديث ضعيف يخالف مذهبهم بينوا وجه الطعن فيه, وإن كان موافقا لمذهبهم سكتوا عن الطعن فيه, وهذا ينبيء عن قلة دين, وغلبة هوى, أخبرنا أبو الحسين بن عبد الخالق, قال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف, قال أنبأنا محمد بن عبد الملك بن بشران, قال حدثنا علي بن عمر بن الدارقطني, قال حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد, قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد السكوني, قال سمعت أبي قال سمعت وكيعا يقول : أهل العلم يكتبون ما لهم و ما عليهم, و أهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم

وهذا حين شروعنا فيما انتدبنا له من ذكر الأحاديث, معرضين عن العصبة التي نعتقدها في مثل هذا حراما, ولو ذكرنا كل حديث بجميع طرقه,وأشبعنا الكلام فيها لطال ومل, وإنما هذا موضوع للفقهاء, وغرضهم يحصل مع الاختصار, و للمحدثين فيه يد بقليل من البسط و الأسانيد, والله الموفق.[33]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق

للحافظ شمس الدين ابن عبدالهادي

بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم صل على وسلم على محمد وآله, الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستهديه و نستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله, وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

أما بعد : فهذا كتاب أذكر فيه المسائل والأحاديث التي ذكرها الشيخ الإمام العلامة الحافظ أبوالفرج بن الجوزي رحمه الله في كتاب ( التحقيق ) محذوفة الأسانيد في الغالب منه إلى مؤلفي الكتب من الأئمة الحفاظ, كالإمام أحمد, و البخاري, ومسلم, والترمذي, والنسائي, والدراقطني, وغيرهم

ثم أتبعها بزيادات مفيدة, من ذكر من روى الحديث, أو صححه, أو ضعفه, وذكر بعض علل الأحاديث, والتنبيه على أحوال رجل سكت عنهم المؤلف, وهم غير محتج بهم, أو محتج بهم تكلم فيهم, وهم صادقون محتج بهم, ورجال وثقهم في موضع, وضعفهم في موضع آخر, وغير ذلك من الزيادات المحتاج إليها, و ذلك على وجه الإختصار في الغالب, و أكتب في أول الزيادة  ( ز ) بالأحمر, وآخرها دائرة ( o ) بالأحمر أيضا , لكي يتميز من كلام المؤلف

وسميته كتاب : ( تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ), والله أسأل أن ينفع به, إنه قريب مجيب, و ما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب [34]

الأحكام الوسطى

للحافظ عبدالحق الإشبيلي

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, قال الفقيه المحدث الحافظ, أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي, رحمه الله تعالى

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والتسليم على محمد خاتم النبيين, وإمام المرسلين و على جميع عباد الله الصالحين

أما بعد : وفقنا الله وإياك, فإني جمعت في هذا الكتاب مفترقا من حديث رسول الله r في لوازم الشرع وأحكامه, و حلاله وحرامه, وفي ضروب من الترغيب والترهيب, وذكر الثواب والعقاب, إلى غير ذلك من الآداب والرقائق و الحكم والمواعظ, وفنونا من الأدعية والأذكار, وجملا في الفتن والأشراط, و أحاديث في معان أخر, مع نبذ من التفسير, مما يكسب حافظه العلم الكثير, والعامل به الحظ الخطير, والملك الكبير, ونقلتها الأئمة المشهورين, والجلة السابقين, سُرُج الدين, وهداة المسلمين, أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي, وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وأبو داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي, وأبو عيسى محمد بن سورة الترمذي

وأضفت إلى ذلك أحاديث من كتب أخر, أذكرها عند ذكر الحديث منها, أو أذكر أصحابها أو المشهور برواية ذلك الحديث الذي أخرج, مثل أن أقول ومن ( مسند أبي بكر بن أبي شيبة ), أو ذكر ابن أبي شيبة, أو روى وكيع بن الجراح, أو فلان, وإذا ذكرت الحديث لمسلم أو لغيره عن صاحب, ثم أقول و عنه, أو عن فلان, وإذا ذكرت الحديث لمسلم, أو لغيره, وعن صاحب, ثم أقول وعنه, أو عن فلان و أذكر ذلك الصاحب أو صاحب آخر, فإنما كل ذلك لمسلم, أو من الكتاب الذي أذكر أولا, حتى أسمي غيره, وربما تخللها كلام في رجل, أو في شيء

وإذا قلت وفي رواية أخرى أو وفي طريق آخر, ولا أذكر الصاحب, فإنه من ذلك الكتاب, وإن كانت الزيادة عن صاحب آخر ذكرت الصاحب وذكرت النبي r وعن ذلك الصاحب عن النبي r عليه السلام, وإذا ذكرت الحديث لمسلم أو لسواه, ثم أقول زاد البخاري كذا وكذا وزاد فلان كذا كذا, أو قال كذا و كذا, ولم أذكر الصحاب ولا النبي r فإنه عن ذلك الصاحب عن النبي r وإن كانت الزيادة عن صاحب أخر ذكرت الصاحب وذكرت النبي r

وربما ذكرت الزيادة وقلت: خرجها من حديث فلان, ولم أذكر النبي عليه السلام, وإن كانت الزيادة أو الحديث الكامل بإسناد معتل ذكرت علته, ونبهت عليها, بحسب ما اتفق من التطويل أو الإختصار, وإن لم تكن فيه علة كان سكوتي عنه دليلا على صحته, هذا فيما أعلم, ولم أتعرض لإخراج الحديث المعتل كله, وأنما أخرجت منه يسيرا مما عمل به, أو بأكثره عند بعض الناس, واعتمد عليه, وفزع عند الحاجة إليه, والحديث السقيم أكثر من أن أتعرض له, أو أشتغل به, و بعض هذه الأحاديث المعتلة ورد من طريق واحد, فذكرته منها, وربما بينته, ومنها ما ورد من طريقين, أو أكثر, فذكرت منها ما أمكن, وأضربت عن سائرها, ومنها ما لم أحص طرقه, ولو أردت ذلك لم أقدر عليه, ولا وجدت سبيلا إليه لضيق الباع, وقلة الإتساع, مع ما أكرهه أيضا من التكرار, وأرغب فيه من التقريب و الإختصار.

وكثيرا ما أخذت متن كتب أبي أحمد بن عدي الجرجاني حديثا وتعليلا, وكذلك من كتاب أبي الحسن علي بن عمر الدراقطني, كتاب ( السنن ) وكتب ( العلل ) له, وأخذت كلاما كثيرا في التجريح والتعليل من كتاب أبي محمد عبد الرحمن بن حاتم الرازي, ومن كتاب غيره, وربما أخذت حديثا وتعليلا من كتاب آخر, أو كلاما في رجل, وقد بينت ذلك في المواضع.

وأكثر ما أذكر من العلل ما يوجب حكما, ويثبت ضعفا, ويخرج الحديث من العمل به إلى الرغبة عنه, والترك له, أو على الاعتبار بروايته, مثل القطع, والإرسال, والتوقيف, وضعف الراوي, والإختلاف الكثير,في الإسناد

وليس كل إسناد يفسده الإختلاف, وليس كل الإرسال أيضا علة عند قوم, إذا كان الذي أرسله إمام, و لا التوقيف علة أخرى, إذا كان يسنده ثقة, وضعف الراوي علة عند الجميع.

وضعف الراوي يكون بالتعمد للكذب, ويكون بالوهم, وقلة الحفظ, وكثرة الخطأ, وإن كان صادقا, ويكون بالتدليس, وإن كان ثقة, فيحتاج حديثه إلى نظر, ويكون أيضا لجرحة أخرى مما يسقط العدالة أو يوهنها, أو رأي يراه الراوي, أو مذهب يذهب إليه مما يخالف السنة, ويفارق الجماعة, وقد يكون داعية إلى مذهبه ذلك, وقد يكون يعتقده ويقول به ولا يدعو إليه, وبينهما عند بعضهم فرق.

وللكلام في هذا موضع آخر, وإنما أذكر في هذا الباب كلام الأئمة في الراوي مختصرا, وإذا ذكرته في موضع, و ذكرت الكلام فيه, ووقع ذكره في موضع آخر

وربما ذكرت من تكلم فيه, وربما ذكرت ضعفه خاصة, وربما ذكرت إلا لجرحة في بعض المواضع

وربما قلت: لا يصح هذا من قبل إسناده, اتكالا على شهرة الحديث في الضعف

وإنما أعلل من الحديث ما كان فيه أمر أو نهي أو يتعلق به حكم, وأما ما سوى ذلك فربما كان في بعضها سمح, وليس منها شيء عن متفق علي تركه فيما أدري, وليس فيه أيضا من هذا النوع إلا القليل.

ولعل قليلا يقول قد كان فيما جمع أبو القاسم [ الزيدزي ] رحمه الله [35] ما يريحك من تعبك , ويغنيك عن نصبك فما فائدتك فيما قصدت, وما الفائدة التي تعود عليك في هذا الذي جمعت, فأقول والله المستعان, إن لكل أحد رأيا يراه, و طريقا يلتمسه ويتوخاه.

وإن أبا القاسم رحمه الله أخذ الأحاديث غثها وسمينها, وصحيحها وسقيمها, فأخرجها بجملتها, ولم يتكلم في شيء من عللها, إلا في الشيء اليسير, والنادر القليل, وقد ترك أحاديث في الأحكام لم يخرجها, إذ لم تكن في الكتب التي أخرج حديثها, وإن كان فيها أحاديث معتلة, فقد أخرج أمثالها في الوهن

وأيضا فان أبا القاسم عمد إلي الحديث فأخرجه من كتب كثيرة, وترجم عليه بأسماء عديدة, ولم يذكر إلا لفظا واحدا , ولم يبين لفظ من هو, ولا من انفرد به.

وقلما يجيء الحديث الواحد في كتب كثيرة إلا باختلاف لفظ أو معنى, أو زيادة أو نقصان, ولم يبين هو شيئا من ذلك إلا في النزر القليل, أو في الحديث من المائة, أو في أكثر, أو في مكان من ذلك, وليس الاختلاف في الحديث مما يقدح في الحديث, إذا كان المعنى متفقا, ولكن الأولى أن ينسب كل كلام إلى قائله, ويعزى كل لفظ إلى الناطق به.

وأما ما كان في الحديث من الإختلاف معنى أو زيادة أو نقصان, فإنه يحتاج إلى تبيين ذلك وتمييزه, وتهذيبه, وتحصيله, حتى يعرف صاحب الحكم الزائد, والمعنى المختلف, وإنما ترجم رحمه الله على الحديث الواحد بما ترجم عليه من الكتب, لتعرف شهرة الحديث, وإخراج الناس له.

وعمدت أنا إلى الحديث وأخرجته من كتاب واحد, ولفظ واحد, وكذلك ذكرت الزيادة من كتاب واحد, و بلفظ واحد ليعرف صاحب اللفظ, ويتبين صاحب النص, وتقع نسبة الحديث إليه صحيحة.

وإن الحديث إذا جاء من طريق واحد صحيح, ولم يجئ ما يعارضه فإنه يوجب العمل, وتلزم به الحجة, كما يوجب العمل وتلزم به الحجة إذا جاء من طريق كثيرة, وإن كانت النفس إلى الكثرة أميل, وبها أطيب, إذا كانت الكثرة إنما اجتمعت ممن يوثق بحديثه,ويعتمد على روايته, وإن ذكر الحديث في مواضع كثيرة, ومجيئه في دواوين عديدة, شهرته عند الناس لا يخرجه عن منزلته, ولا يرفعه عن درجته في الحقيقة, وإنه إذا رجع إلى طريق واحد حكم له بحكم الواحد, فإن كان صحيحا حكم له بحكم الصحيح, وإن كان سقيما حكم له بحكم السقيم, لأن الفرع لا يطيب إلا بطيب الأصل, وكما أن التواتر إذا رجع إلى آحاد حكم له بحكم الآحاد, إلا أن يكون الإجماع على عمل يوافق حديثا معتلا, فإن الإجماع حكم آخر وهو الأصل.الثالث الذي يرجع إليه, وليس ينظر على علة الحديث, ولا لضعف الراوي ولا لتركه

ولم يشتهر بالصحة من الكتب التي أخرج أبي القاسم رحمه الله حديثها إلا كتاب الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسن مسلم بن الحجاج, رحمة الله عليهما وسائرها لم يعرف بالصحة,ولا اشتهر بها و إن كان فيها من الصحيح ما لم يجيء في الكتابين, كما أن فيها من السقيم ما يحتاج إلى الكلام فيه, والتنبيه عليه, والتمييز له, وإلا كان قارئه والعامل به يسير في ظلماء, ويخبط في عشواء

مع أن أحاديث في الكتابين قد تكلم فيها, ولم يسلم لصاحبها إخراجها في جملة الصحيح, وإن كان ذلك الإعتراض لا يخرج الكتابين عن تسميتها بالصحيحين, ومع أن بعض الكلام في تلك الأحاديث تعسف وتشطط لا يصغى إليه, ولا يعرج عليه

وقد أخرجت في هذا الكتاب أحاديث قليلة من كتاب, وتركتها في كتاب أشهر من الكتاب الذي أخرجتها منه, ثم نبهت على كونها في ذلك الكتاب المشهور, وإنما فعلت ذلك لزيادة في الحديث , أو لبيانه, أو لكماله, و حسن سياقه, أو لقوة سند في ذلك الحديث على غيره, ومنها ما فعلته نسيانا, ونبهت على الكل, وقد يكون حديثا بإسناد صحيح, و له إسناد آخر أنزل منه في الصحة, لكن يكون لفظ الإسناد النازل أحسن مساقا أو أبين, فآخذه لما فيه من البيان و حسن المساق, إذ المعنى واحد, وإذ هو صحيح من أجل الإسناد الآخر

أو يكون حديث تعضده آية ظاهرة البيان من كتاب الله تعالى, فإنه وإن كان معتلا أكتبه, لأن معهما يقويه ويذهب علته, وهذا النوع المعتذر عنه غي هذا المجموع قليل

وجعلت هذا الكتاب المختصر, ليسهل حفظه, ويقرب تناوله, وتتيسر فائدته, إلا أحاديث يسيرة ذكرت سندها, أو بعضه ليتبين الراوي المتكلم فيه, لأنه ربما كان الراوي لا يعرف إلا حتى يذكر عن من روي, ومن روى عنه, وربما فعلت ذلك لقرب السند, وربما ذكرت من الإسناد رجلا مشهورا يدور الحديث عليه, ويعرف به كما تقدم, وعلى كتاب مسلم في الصحيح عولت, ومنه أكثر ما نقلت.

وإلى الله عز وجل أرغب, ومنه تبارك وتعالى أسأل وأطلب, أن يجعل ذلك خالصا لوجهه, مقربا إليه, مزلفا لديه, وأن يعين على العمل به, والأخذ بما فيه, وأن ييسر لنا طريق النجاة, وسبيل الهداة, وأن يرزقنا طيب الحياة, وكرم الوفاة, برحمته لا رب غيره, وهو المستعان, وعليه التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [36]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الأحكام الصغرى

للحافظ عبدالحق الإشبيلي

بسم الله الرحمن الرحيم, رب تمم بخير, قال الشيخ الفقيه الحافظ المحدث أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي رحمه الله :

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والتسليم على محمد خاتم النبيين, وإمام المرسلين, وعلى صحابته الطاهرين, وجميع عباد الله الصالحين

أما بعد : وفقنا الله أجمعين لطاعته, وأمدنا بمعونته, وتوفانا على شريعته, فإني جمعت في هذا الكتاب مفترقا من حديث رسول الله r في لوازم الشرع وأحكامه, وحلاله وحرامه, وفي ضروب من الترغيب والترهيب, وذكر الثواب والعقاب, إلى غير ذلك مما تميز حافظها, وتسعد العامل بها, وتخيرتها صحيحة الإسناد, معروفة عند النقاد, قد نقلتها الأثبات, وتداولتها الثقات, أخرجتها من كتب الأئمة وهُداة الأمة, أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي, وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وأبو داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وأبو عيسى محمد بن سورة الترمذي

وفيه أحاديث من كتب أخر, أذكرها عند ذكر ما أخرج منها, وإذا ذكرت الحديث لواحد ممن أخرجت حديثه, فكل حديث أذكره بعد ذلك فهو له, ومن كتابه, وعن ذلك الصاحب المذكور فيه, حتى أذكر غيره, وأسمي سواه, وربما تخللها في تفسير لغة, أو في شيء ما

وإذا ذكرت الحديث لأحدهم وقلت: زاد فلان كذا وكذا, أو قال فلان كذا وكذا, فهو عن ذلك الصاحب عن النبي r , وإن لم أذكر الصاحب ولا النبي r , وان كان من غيره سميته, وذكرت عمن أخرجته, وربما وقع في هذا الكتاب ما قد تكلم فيه من طريق الإرسال والتوقيف, أو تكلم في بعض نقلته, و ليس كل كلام يقبل, ولا كل قول به يعمل, ولو ترك كل من تكلم فيه لم يبق بأيدي أهل هذا الشأن منه إلا القليل, وللكلام في هذا الموضوع موضع آخر, وهذا النوع المعتذر عنه في هذا المجموع قليل, وربما نبهت على بعضه.

وكتبت هذه الأحاديث مختصرة الأسانيد, لتسهل على من أراد حفظها, وتقرب على من أراد التفقه فيها, والنظر في معانيها, إذ التفقه في حديث رسول الله r هو المعنى المقصود, والرأي المحمود, والعمل الموجود, في المقام المحضور, و اليوم المشهود, وإلى الله عز وجل أرغب في أن يجعل ذلك خالصا لوجهه, مدنيا من رحمت, مقربا إلى جنته, معينا على أداء ما أوجب, منهضا إلى ما فيه رغب, وإليه ندب, برحمته, لا رب سواه, وهو المستعان, وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به, وهو حسبنا ونعم الوكيل [37]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

بيان الوهم والإيهام

الواقعين في كتاب الأحكام

للحافظ أبي الحسن بن القطان الفاسي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الفقيه المحدث العالم الأوحد أبو الحسن علي بن الشيخ الفقيه المرحوم أبي عبد الله محمد بن عبد الملك بن يحيى المعروف بابن القطان رحمه الله و رضي عنه :

الحمد لله كما يحق له ويجب, التسليم على محمد نبيه المصطفى المنتخب

وبعد: فإن أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي ثم الإشبيلي رحمة الله عليه قد خلد في كتابه الذي جمع فيه أحاديث أحكام أفعل المكلفين علما نافعا, وأجرا قائما زكا به عمله, ونجح فيه سعيه, وظهر عليه ما صلح فيه من نيته, وصح من طويته, فلذلك شاع الكتاب المذكور وانتشر, و تلقي بالقبول, وحق له ذلك, لجودة تصنيفه, واقتصاده, وجودة اختياره, فلقد أحسن فيه ما شاء, وأبدع فوق ما أراد, وأربى على الغاية وزاد, ودل منه على حفظ وإتقان, وعلم وفهم, واطلاع و اتساع, فلذلك لا تجد أحدا ينتمي إلى نوع من أنواع العلوم الشرعية إلا والكتاب المذكور عنده, أو نفسه معلقة به

فقد حداهم حسن تأليفه على الإكباب عليه, وإيثاره, وخاصة من لا يشارك في طلبه بشيء من النظر في علم الحديث من فقهاء ومتكلمين وأصوليين, فإنهم الذين قد قنعوا به, ولم يبغوا سواه, حتى لربما جر عليهم جهالات.

منها اعتقاد أحدهم أنه لو نظر في كتب الحديث نظر أهله, فرواها وتفقد أسانيدها, وتعرف أحوال رواتها فعلم بذلك صحة الصحيح, وسقم السقيم, وحسن الحسن, فاته كثير مما احتوى عليه الكتاب المذكور من مشتت الأحاديث, التي لا تحتوي إلا ما يتعذر على الأكثر من الناس جمعه

وهذا ممن اعتقده غلط, بل إتقان كتاب من كتب الحديث, وتعرفه كما يجب, يحصل له أكثر مما يحصل له الكتاب المذكور من صناعة النقل, فإنه ما من حديث يبحث عنه حق البحث, إلا ويجتمع له من أطرافه وضم ما في معناه إليه, و التنبه لما يعارضه في جميع ما يقتضيه, أو بعضه, أو ما يعاضده, ومعرفة أحوال نقلته, وتواريخهم ما يفتح له في الألف من الأحاديث.

وكذلك يجر عليهم أيضا اعتقاد أن ما ذكره من عند البخاري مثلا لا بد فيه من البخاري, وما علم أنه ربما يكون عند جميعهم, وما ذكره من عند أبي داود, ربما ليس هو عند الترمذي, أو النسائي, ولذلك ذكره من عند أبي داود, وما علم أنه ربما لم يخل منه كتاب أيضا.

وكذلك أيضا يجر عليهم تحصيل الأحاديث مشتتة غاية التشتت, بحيث يتعرض للغلط في نسبتها إلى مواضعها بأدنى غيبة عنها, ولذلك ما ترى المشتغلين به, الآخذين أنفسهم بحفظه, ينسبون إلى مسلم ما ليس عنده, أو إلى غيره ما لم يذكر كذلك, وربما شعر أحدهم بأنه بذلك مدلس, كتدليس من يروي ما لم يسمع عمن قد روي عنه, من حيث يوهم قوله ذكر مسلم, أو البخاري كذا, أنه قد رأى ذلك في موضعه, ونقله من حيث ذكر, فيتحرج من ذلك أحدهم, فيحوجه ذلك إلى أن يقول ذكره عبد الحق فيحصل من ذلك في مثل ما يحصل فيه من يذكر من النحو مسألة وهي في كتاب سيبويه, أو يذكر مسألة في الفقه هي في أمهات كتبه, فينسبها إلى متأخري الناقلين منها, بخلاف ما يتحصل الأمر عليه في نفس قارئ كتاب مسلم, أو أبي داود مثلا, فإنه يعلم الأبواب مرتبة مصنفة, وأطرافها من غيره, وما عليه من زيادات , أو معارضات أو معاضدات, مرتبة في خاطره بحيث لا يختل ولا يتثبج إلا في النذرة

والذي يحصل من علم صحة هذا الذي وصفناه للمزاول أكثر, وأبين مما وصفنا منه, فالكتاب المذكور من حيث حسنه وكثرة ما فيه, قد جر الإعراض عن النظر الصحيح, والترتيب الأولى من تحصيل الشيء من معدنه, وأخذ من حيث أخذه هو وغيره.

هذا على تقدير سلامته من اختلال نقل, أو إغفال, أو خطأ, في نظر أهل هذا الشأن, فأما والأمر على هذا, فقد يجب أن يكون نظر من يقرؤه وبحثه أكثر وأكبر من بحث من يقرأ أصلا من الأصول, لا كما يصنعه كثير ممن أكب عليه, من اعتمادهم على ما نقل, وتقليدهم إياه فيما رأى وذهب إليه من تصحيح أو تسقيم, وقد يعمم بعضهم هذه القضية في جميع نظر المحدث, ويقول: إنه كله تقليد, وإن غاية ما ينتهي إليه الناظر بنظرهم, تقليد معدل أو مجرح, فهو كتقليد مصحح أو مضعف للحديث

وهذا ممن يقوله خطأ, بل ينتهي الأمر بالمحدث إلى ما هو الحق من قبول الرواية, ورد الرأي, فهو لا يقلد من صحح, ولا من ضعف, كما لا يقلد من حرم, ولا من حلل, فإنها في العلمين مسائل مجتهدة, لكنه يقبل من رواية العدل الناقل له من أحوال من روى عنه الحديث, ما يحصل عنده الثقة بنقله, أو عكس ذلك

ونقلهم لذلك إما مفصلا, وإما مجملا, بلفظ مصطلح عليه, كألفاظ التعديل والتجريح, فإنهم قد تواضعوا عليها بدلا من التطوف على جزئيات الأحوال, وتأديتها على التفصيل

فكما كان يحصل لنا من نقل العدل إذا قال لنا: إن فلانا كان ورعا حافظا, ضابطا, فهما, عالما أن فلانا المذكور مقبول الرواية, مرجح جانب صدقه على جانب كذبه, فكذلك يحصل لنا ذلك, إذا قال لفظا من الألفاظ المصطلح عليها, و لبيان المعنى والانفصال عما يعترض به عليه مواضعه

ولما كان الحال على ما وصفت من احتواء الكتاب المذكور على ما لا يعصم منه أحد, ولا سيما من جمع جمعه, وأكثر إكثاره, وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه, تجردت لذكر المعثور عليه من ذلك, فذكرته مفيدا به, وممثلا لما لم أعثر عليه من نوعه, إذ الإحاطة متعذرة, وانحصر لي ذلك في أمرين وهما نقله ونظره أما نقله فأبواب منها:

1- باب ذكر الزيادة في الأسانيد, 2- باب ذكر النقص في الأسانيد, 3- باب نسبة الأحاديث إلى غير رواتها, 4- باب ذكر الأحاديث يوردها من موضع عن راو , ثم يردفها زيادة, أو حديثا من موضع آخر, موهما أنها عن ذلك الراوي أو بذلك الإسناد, أو في تلك القصة, أو في ذلك الموضع, وليس كذلك, 5- باب ذكر أحاديث يظن من عطفها على آخر, أو إردافها إياها, أنها مثلها في مقتضياتها, وليست كذلك, 6- باب أشياء مفترقة تغيرت في نقله, أو بعده عما هي عليه, 7- باب ذكر رواة تغيرت أسماؤهم أو أنسابهم عما هي عليه, 8- باب ذكر أحاديث أوردها ولم أجد لها ذكرا, أو عزاها إلى مواضع ليست هي فيها, أو ليست كما ذكر, 9- باب ذكر أحاديث أوردها على أنها مرفوعة, وهي موقوفة, أو مشكوك في رفعها, 10- باب ذكر ما جاء موقوفا, وهو في الموضع الذي نقله منه مرفوع, 11- باب ذكر أحاديث أغفل نسبتها إلى المواضع التي أخرجها منها, 12- باب ذكر أحاديث أبعد النجعة في إيرادها, ومتناولها أقرب وأشهر

وها هنا انتهى القسم الأول الراجع إلى نقله, فإن جميع هذه الأبواب أوهام, إما منه, وإما ممن بعده

فأما ما يرجع إلى نظره فمنه: 1- باب ذكر أحاديث أوردها إلى أنها متصلة, وهي منقطعة, أو مشكوك في اتصالها, 2- باب ذكر أحاديث ردها بالانقطاع, وهي متصلة, 3- باب ذكر أحاديث ذكرها على أنها مرسلة, لا عيب لها سوى الإرسال, وهي معتلة بغيره, ولم يبين ذلك منها, 4- باب ذكر أحاديث أعلها برجال, وفيها من هو مثلهم, أ, أضعف, أو مجهول لا يعرف, 5- باب ذكر أحاديث أعلها بما ليس بعلة, وترك ذكر عللها, 6- باب ذكر أحاديث أعلها, ولم يبين من أسانيدها مواضع العلل, 7- باب ذكر أحاديث سكت عنها, وقد ذكر أسانيدها, أو قطعا منها, ولم يبين من أمرها شيئا 7- باب ذكر أحاديث أتبعها منه كلاما يقضي ظاهره بتصحيحها, وليست بصحيحة, 10- باب ذكر أحاديث أتبعها كلاما منه كلاما لا يبين منه مذهبه فيها, فنبين أحوالها, من صحة أو سقم, أو حسن, 11- باب ذكر أحاديث أوردها على أنها صحيحة, أو حسنة, وهي ضعيفة من تلك الطرق, صحيحة أو حسنة من غيرها, 12- باب ذكر أحاديث ضعفها من الطرق التي أوردها منها, وهي ضعيفة منها, صحيحة أو حسنة من طرق أخر, 13- باب ذكر أحاديث ضعفها وهي صحيحة, أو حسنة, وما أعلها به ليس بعلة, 14- باب ذكر أحاديث ضعفها, ولم يبين بماذا, وضعفها إنما هو الانقطاع, أو توهمه, 15- باب ذكر أمور جميلة من أحوال رجال يجب اعتبارها, فأغفل ذلك أو تناقض فيه, 16- باب ذكر رجال لم يعرفهم, وهم ثقات, أو ضعاف, أو اختلف فيهم, 17- باب ذكر أحاديث عرف ببعض رواتها فاخطأ في التعريف بهم, 18- باب ذكر رجال ضعفهم بما لا يستحقون, وأشياء ذكرها عن غيره, محتاجة إلى التعقب, 19- باب ذكر أحاديث أغفل منها زيادات مفسرة, أو مكملة, أو متممة, 20- باب ذكر المصنفين الذين أخرج عنهم في كتابه ما أخرج من حديث, أو تعليل, أو تجريح, أو تعديل, 21- باب ذكر مضامين هذا الكتاب على نسق التصنيف

فهذا هو القسم الراجع إلى نظره, ما عدا البابين الأخيرين, فجميع هذا القسم إيهام منه لصحة سقيم, أو لسقم صحيح, أو لاتصال منقطع, أو لانقطاع متصل, أو لرفع موقوف, أو لوقف مرفوع, إن لثقة ضعيف, أو لضعف ثقة, أو لتيقن مشكوك, أو لتشكك في مستيقن, إلى غير ذلك من مضمنه, وباعتبار هذين القسمين من الأوهام والايهامات

سميناه كتاب : ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ), والباب الذي هو لذكر الزيادة المفسرة, أو المكملة هو باب يتسع, ويكثر مضمنه, ولن نقصده بالجمع, فالذي ذكرنا فيه إنما هو المتيسر ذكره, ولعلنا نعثر منه على أكثر من ذلك بعد إن شاء الله

وقد كنت شرعت في باب أذكر فيه ما ترك ذكره من الأحاديث الصحاح, المفيدة أحكاما لأفعال المكلفين, لست أعني ما ترك من حسن, أو ضعيف فان هذا قد اعترف هو بالعجز عنه, وهو فوق ما ذكر, بل من قسم الصحيح

فرأيته أمرا يكثر, أو يتعذر الإحاطة به, ورأيت منه أيضا كثيرا لا أشك في أنه تركه قصدا, بعد العلم به, والوقف عليه, وعلمت ذلك إما بأن رأيته قد كتبه في كتابه الكبير [38], الذي يذكر فيه الأحاديث بأسانيدها, الذي منه اختصر هذا, وإما بان يكون مذكورا في باب واحد من مصنف, أو في حديث صحابي واحد من مسند, مع ذكر ما ذكر هنا

فعلمت أنه ترك ذلك قصدا, خطأ أو صوابا, فأعرضت عن هذا المعنى, وهو أيضا إذا تعرض له لا يصلح أن يكون في باب من كتاب, بل ديوانا قائما بنفسه, يتجنب فيه ما ذكره هو فقط

وقد يظن ظان أن كتابنا هذا مقصور الإفادة على من له بكتاب أبي محمد عبد الحق اعتناء, فذلك الذي يستفيد منه إصلاح خلل, أو تنبيها على مغفل

وهذا الظن ممن يظنه خطأ, بل لو كان كتابنا قائما بنفسه, غير مشير إلىكتاب أبي محمد المذكور, كان بما فيه من التنبيه على نكت حديثية خلت عنها وعن أمثالها الكتب, وتعريف برجال يعز وجودهم, ويتعذر الوقوف على الموضع الذي استفدنا أحوالهم منها, وأحاديث أفدنا فوائد في متونها, أو في أسانيدها, وعلل نبهنا عليها, وأصول أشرنا إليها أفيد كتاب, وأعظم ثمرة تجتنى

ومن له بهذا الشأن اعتناء, يعرف صحة ما قلناه, وقد كاد مما لم نسبق إلي مثله في الصناعة الحديثية, وترتيب النظر فيها, المستفاد بطول البحث, وكثرة المصاحبة, والمناظرة, والمفاوضة, وشدة الاعتناء, ووجود الكتب المتعذر وجودها على غيرنا, مما تيسر الإنعام به من الله سبحانه علينا, له الحمد والشكر, فليس في كتاب أبي محمد عبد الحق حديث إلا وقفت عليه في الموضع الذي نقله منه, بل وفي مواضع لم يرها هو قط, بل لعله ما سمع بها, إلا أحاديث يسرة جدا, لم أقف عليها في مواضعها, ولم آأل جهدا, ولا أدعي سلامة من الخطأ, لكني أتيت بالمستطاع, فإن أصبت فأرجو تضعيف الأجر, والله يعفو عن الزلل, ويتفضل بإجزال ثواب بذل المجهود, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وهذا حين ابتدئ مستعينا بالله سبحانه [39]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

خلاصة الأحكام

في مهمات السنن وقواعد الأحكام

للحافظ أبي زكرياء محيي الدين النووي

بسم الله الرحيم , قال الشيخ الإمام العالم العامل, الورع الزاهد الحافظ, محيي الدين أبو زكرياء يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محد بن حزام النووي رحمه الله

الحمد لله رب العالمين, وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خير خلقه, وعلى سائر النبيين, وآل كل وسائر الصالحين, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا r عبده ورسوله, وزاده فضلا وشرفا لديه

أما بعد : فإنه ينبغي لكل أحد أن يتخلق بأخلاق رسول الله r ويقتدي بأقواله, وأفعاله, وتقريره في الأحكام, والآداب وسائر معالم الإسلام, وأن يعتمد في ذلك على ما صح, ويجتنب ما ضعف, ولا يغتر بمخالفي السنن الصحيحة, ولا يقلد معتمدي الأحاديث الضعيفة

فإن الله سبحانه قال: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )(الحشر:7) و قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران:31)

فهذه الآيات وما في معناها حثنا على اتباعه r , ونهانا عن الابتداع, والاختراع, وأمرنا الله سبحانه وتعالى عند التنازع بالرجوع الى الله و الرسول, أي الكتاب والسنة, وهذا كله في سنة صحت, أما ما لم تصح فكيف تكون سنة, وكيف يحكم على رسول الله r أنه قاله, أو فعله من غير مسوغ لذلك, ولا تغترن بكثرة المتساهلين في العمل, والاحتجاج في الاحكام بالأحاديث الضعيفة, وإن كانوا مصنفين, وأئمة في الفقه وغيره, وقد أكثروا من ذلك في كتبهم, ولو سئلوا عن ذلك لأجابوا بأنه لا يعتمد في ذلك الضعيف, وإنما أباح العلماء العمل بالضعيف في القصص, وفضائل الأعمال, التي ليست فيها مخالفة لما تقرر في أصول الشرع مثل فضل التسبيح, وسائر الأذكار, والحث على مكارم الأخلاق, والزهد في الدنيا, وغير ذلك مما أصوله معلومة مقررة.[40]

وقد استخرت الله الكريم, الرؤوف الرحيم, في جمع مختصر في الأحكام, اعتمد فيها الصحيح, والحسن, وأفرد الضعيف في أواخر الأبواب, تنبيها على ضعفه, لئلا يغتر به, وأذكر فيه إن شاء الله جملا متكاثرة, هي أصول قواعد الأحكام, و أضيفها إلى الكتب المشهورة, مصرحا بصحتها وحسنها, وأنبه على بعض خفي معانيها, وضبط لفظها

فما كان في (صحيحي) البخاري, ومسلم أو أحدهما اقتصرت على إضافته إليهما, أو إليه, لحصول المقصود, وهو بيان صحته, فإنهما صحيحان بإجماع المسلمين, وما كان في غيرهما ذكرت جماعة ممن رواه من المشهورين كأبي داود,والترمذي, و الدراقطني, والحاكم, و البيهقي, وغيرهم من أعلام الحفاظ المصنفين, فما كان في (صحيحي) البخاري, ومسلم رحمهما الله قلت في آخره : ( متفق عليه ), فإن اتفق لفظهما اقتصرت على : ( متفق عليه ), وإلا قلت : ( لفظه لفلان ),وإن زاد أحدهما أو غيرهما زيادة فيه نبهت عليها, وما اتفق عليه أبو داود,و الترمذي, والنسائي قلت في آخره : ( رواه الثلاثة ), وما سوى هذا أصرح بإضافته

وقد التزمت في هذا المختصر أن لا أهمل بيان شيء من الأحاديث في الصحة, والحسن, والضعف, والحسن كالصحيح في جواز الاحتجاج به في الأحكام, وإن كان دونه, وأما الضعيف فأنبه عليه مختصرا جدا, وعلى الله الكريم اعتمادي, و إليه تفويضي واستنادي, حسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم [41]

عمدة الأحكام من كلام خير الأنام

للحافظ  تقي الدين  أبي محمد عبد الغني المقدسي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الملك الجبار, الواحد القهار, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار, وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الخيار

أما بعد : فإن بعض إخواني سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري, ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري, فأجبته إلي سؤاله رجاء المنفعة

وأسأل الله أن ينفعنا به, ومن كتبه, أو سمعه, أو قرأه, أو حفظه, أو نظر فيه, وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم, موجباً للفوز لديه في جنات النعيم, فإنه حسبنا ونعم والوكيل [42]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

دلائل الأحكام في أحاديث الأحكام

للشيخ  بهاء الدين يوسف بن رافع ابن شداد

بسم الله الرحمن والرحيم, وبه العون والعصمة والتوفيق, الحمد للله على الهداية على الإسلام, والإرشاد إلى حكم ما شرع من الأحكام, والتمسك بشريعة محمد نبيه المبعوث إلى سائر الأنام, صلى الله عليه وعلى آله و صحبه أفضل الصلوات والسلام

وبعد : فانه لما رأيت الأحاديث عن النبي r هي أدلة غالب الأحكام, وأصولها التي تجري بمعرفتها على نظام, وإن الفقهاء قد شحنوا كتبهم و تصانيفهم, ولم ينبهوا على الصحيح منها والحسن والغريب, ولم يشيروا إلى أي كتاب تضمنها, ولم يشرحوا غريبها, ولا نبه أكثرهم على وجه الدليل منها, رأيت أن أجمع كتابا يجمع بين التنبيه على الحديث في أي كتاب ذكر, ومن اتفق على نقله من أئمة الحديث المشهورين, و أنبه على أنه صحيح أو حسن أو غريب, وأنبه على اختلاف العلماء من الصحابة فمن بعدهم من المجتهدين في أخذ الأحكام منه, مع الاختصار عن التطويل, المانع من التحصيل, سيما لأبناء الزمان المجبولين [ على ضعف الهمم, ورتبته ] [43] على أبواب الفقه, لتسهل على المتعلم مطالعته, و حل الأشكال منه [44]

 

المنتقى في أحاديث الأحكام عن خير الأنام

للامام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن تيمية

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي الذي لم يتخذ ولدا, ولم يكن له شريك في الملك , وخلق كل شيء فقدره تقديرا, وصلى الله على محمد النبي الأمي المرسل كافة للناس بشيرا ونذيرا, و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

هذا كتاب يشتمل على جملة من الأحاديث النبوية التي ترجع إليها أصول الأحكام إليها ويعتمد علماء الإسلام عليها انتقيتها من ( صحيحي ) البخاري, ومسلم, و( مسند ) الإمام أحمد بن حنبل, و( جامع ) أبي عيسى الترمذي, وكتاب ( السنن ) لأبى عبدالرحمن النسائي, وكتاب ( السنن ) لأبى داود السجستاني, وكتاب(  السنن ) لابن ماجة, واستغنيت بالعزو إلى هذه المسانيد عن الإطالة بذكر الأسانيد, والعلامة لما رواه البخاري ومسلم ( أخرجاه ), ولبقيتهم ( رواه الخمسة ), ولهم سبعتهم ( رواه الجماعة ), ولأحمد مع البخاري ومسلم ( متفق عليه ), وفيما سوى ذلك أسمي من رواه منهم, ولم أخرج فيما عزوته عن كتبهم إلا في مواضع يسيرة

وذكرت في ضمن ذلك شيئا يسيرا من آثار الصحابة r , ورتبت الأحاديث في هذا الكتاب على ترتيب فقهاء زماننا, لتسهل على مبتغيها, وترجمت لها أبوابا ببعض ما دلت عليه من الفوائد, ونسأل الله أن يوفقنا للصواب, ويعصمنا من كل خطأ وزلل, إنه جواد كريم [45]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإلمام  بأحاديث الأحكام

للحافظ تقي الدين محمد بن علي ابن دقيق العيد

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ المصنف الإمام تقي الدين أبو الفرج محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد, رحمه الله تعالى

الحمد لله منزل الشرائع والأحكام, ومفصل الحلال و الحرام, والهادي من اتبع رضوانه سبل السلام, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, توحيدا هو في التقرير محكم النظام, وفي الإخلاص وافد الاقسام, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله رحمة للأنام, فعليه منه أفضل صلاة وأكمل سلام, ثم على آله اطيبين الكرام, وأصحابه نجوم الهدى الأعلام

وبعد : فهذ ا مختصر في علم الحديث, تأملت مقصوده تأملا, ولم أدع الأحاديث إليه الجفلا, ولا ألوت في وضعه محررا, ولا أبرزته كيف اتفق تهورا, فمن فهم معناه شد عليه يد الضنانة, وأنزله من قلبه وتعظيمها الأعزين,مكانا وكنانة, و سميته بكتاب : ( الإلمام بأحاديث الأحكام ), وشرطي فيه أن لا أورد إلا حديث من وثقه إمام من مزكي رواة الأخبار, وكان صحيحا على طريقة أهل الحديث الحفاظ, أو أئمة الفقه النظار, فان لكل منهم معزى قصده وسلكه, و طريقا أعرض عنه وتركه, وفي كل خير, والله تعالى ينفع به دنيا ودينا, ويجعله نورا يسعى بين أيدينا, ويفتح لدارسيه حفظا وفهما, ويبلغنا ببركته منزلة من كرامته عظمى, إنه الفتاح العليم, الغني الكريم [46]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المحرر في اختصار الإلمام

للحافظ أبي عبدالله ابن عبدالهادي

بسم الله الرحمن الرحيم,قال الشيخ الإمام العلامة, الزاهد الناسك, شمس الدين, أبوعبد الله محمد ابن لشيخ الصالح عماد الدين أحمد بن عبدالهادي بن عبدالحميد بن عبدالحميد بن يوسف بن قدامة المقدسي الحنبلي, تغمده الله برحمته: الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين, وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد : فهذا مختصر يشتمل على جملة من الأحاديث النبوية في الأحكام الشرعية, و انتخبته من كتب الأئمة المشهورين, والحفاظ المعتمدين, (كمسند الإمام أحمد بن حنبل ), و( صحيحي ) البخاري ومسلم, و( سنن ) أبي داود, وابن ماجة, والنسائي,و( جامع ) أبي عيسى الترمذي, و( صحيح ) أبي بكر بن خزيمة, وكتاب ( الأنواع والتقاسيم ) لأبي حاتم بن حبان, و( المستدرك ) للحاكم أبي عبدالله النيسابوري, و( السنن الكبرى ) للبيهقي, وغيرهم من الكتب المشهورة, وذكرت بعض من صحح الحديث, أوضعفه, والكلام على بعض رواته, من جرح وتعديل, واجتهدت في اختصاره, وتحرير ألفاظه, ورتبته على ترتيب بعض فقهاء زمانا, ليسهل الكشف منه, وما كان فيه متفقا عليه فهو ما اجتمع البخاري ومسلم على روايته, وربما أذكر فيه شيئا من آثار الصحابة, رضي الله عنهم أجمعين

والله المسئول أن ينفعنا بذلك, ومن قرأه, أو حفظه, أو نظر فيه, وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, موجبا لرضاه, إنه على كل شيء قدير, وهو حسبنا ونعم الوكيل [47]

إحكام الأحكام الصادرة من شفتي سيد الأنام

للشيخ شمس الدين محمد بن علي النقاش المغربي

بسم الله الرحمن الرحيم, رب يسر, الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونؤمن به, ونتوكل عليه, ونعوذ بالله من شرو أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله

أما بعد : فقد جمعت مما يناسب ( العمدة ) من الأحكام الصادرة من بين شفتي سيد الأنام, من غير ما ذكره الشيخ فيها غالبا, ولم أذكر غير متن الحديث, ومن خرجه مرتبا على أبواب ( العمدة ), مخرجا من الكتب العشرة, وغيرها, وهي : كتاب ( الجامع الصحيح ) لمحمد بن إسماعيل البخاري, الذي هو أصح الكتب المصنفة, ومن ( تاريخه ) أيضا, ومن كتاب مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وكتاب الإمام أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وكتاب ( السنن ) لأبي عبدالرحمن النسائي, وكتاب ابن ماجة, وكتاب ( السنن ) لأبي داود, وكتاب الدراقطني, وكتاب الإمام أحمد بن حنبل, وغيرهم, كسعيد بن منصور, ومالك بن أنس, والشافعي, وابن أبي شيبة, وخلق من الأئمة, كالأثرم, والحاكم, وابن حبان, و عبدالله بن أحمد, والحميدي, وغيرهم, رحمهم الله تعالى.

والله تعالى أسأله أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم, ومقربا إلى جانب النعيم, وأن يجعلنا من العلماء العاملين, ويتوفانا على الإسلام والإيمان به, وبما جاءنا عن نبيه, عليه أفضل الصلاة والسلام, إنه ولي ذلك, والقادر عليه, وهو حسبنا, و نعم الوكيل [48]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد

للحافظ أبى الفضل العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم, وهو حسبي ونعم الوكيل, قال الشيخ الإمام العالم زين الدين عبد الرحيم العراقي, رحمه الله , ونفعنا بعلمه وتأليفه, وجميع المسلمين, الحمد لله الذي أنزل الأحكام لإمضاء علمه القديم, وأجزل الإنعام لشاكر فضله العميم, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, البر الرحيم, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالدين القويم, المنعوت بالخلق العظيم, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أفضل الصلاة والتسليم.

وبعد : فقد أردت أن أجمع لابني أبي زرعة [49] مختصرا في أحاديث الأحكام, يكون متصل الأسانيد بالأئمة الأعلام, فإنه يقبح بطالب الحديث, بل بطالب العلم أن لا يحفظ  بإسناده عدة من الأخبار, ويستغني بها عن حمل الأسفار في الأسفار, وعن مراجعة الأصول عند المذاكرة والاستحضار, ويتخلص به من الحرج بنقل ما ليست له به رواية, فإنه غير سائغ بإجماع أهل الدراية, ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها, وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها, رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم  محصورة, وتكون تلك التراجم فيما عد من أصح الأسانيد مذكورة إما مطلقا على قول من عممه, أو مقيدا بصحابي تلك الترجمة, ولفظ الحديث الذي أورده في هذا المختصر هو لمن ذكر الإسناد إليه من ( الموطإ ), و( مسند أحمد ) فإن كان الحديث في ( الصحيحين ) لم أعزه لأحد, وكان ذلك علامة كونه متفقا عليه, وإن كان في أحدهما اقتصرت على عزوه إليه, وإن لم تكن في واحد من ( الصحيحين ) عزوته إلى من خرجه من أصحاب ( السنن ) الأربعة وغيرهم ممن التزم الصحة, كابن حبان, والحاكم, فإن كان عند من عزوت الحديث إليه زيادة تدل على حكم ذكرتها, وكذلك أذكر زيادات أخر من عند غيره, فإن كانت الزيادة من حديث ذلك الصحابي لم أذكره, بل أقول : ولأبي داود أو غيره كذا, وإن كانت من غير حديثه قلت : ولفلان من حديث فلان كذا, وإذا اجتمع حديثان فأكثر في ترجمة واحدة كقولي عن نافع عن ابن عمر لم أذكرها في الثاني وما بعده, بل أكتفي بقولي : وعنه, ما لم يحصل اشتباه, وحيث عزوت الحديث لمن خرجه, فإنما أريد أصل الحديث لا ذلك اللفظ, على قاعدة المستخرجات, فإن لم يكن الحديث إلا في الكتاب الذي رويته منه عزوته إليه, بعد تخريجه, وإن كان قد علم أنه فيه, لئلا يلبس ذلك بما في ( الصحيحين )

فما كان فيه من حديث نافع عن ابن عمر, ومن حديث الأعرج عن أبي هريرة, ومن حديث أنس, ومن حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة, فأخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي, ومحمد بن محمد بن محمد القلانسي بقراءتي عليهما, قالا : أخبرنا يوسف بن يعقوب المشهدي, وسيدة بنت موسى المارانية, قال يوسف أخبرنا الحسن بن محمد البكري, قال أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي

( ح ), وقالت سيدة أنبأنا المؤيد, قال أخبرنا هبة الله بن سهل, قال أخبرنا سعيد بن محمد, قال أخبرنا زاهر بن أحمد, قال أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد, قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر, قال حدثنا مالك بن أنس, عن نافع, عن ابن عمر, و مالك, عن أبي الزناد, عن الأعرج, عن أبي هريرة, ومالك, عن الزهري, عن أنس, ومالك, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن عائشة

وما كان فيه من غير هذه التراجم الأربعة فأخبرني به محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز, بقراءتي عليه بدمشق في الرحلة الأولى, قال أخبرنا المسلم بن مكي, قال أخبرنا حنبل بن عبد الله, قال أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني, قال أخبرنا الحسن بن علي التميمي, قال أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي, قال حدثنا عبد الله بن أحمد, قال حدثني أبو أحمد بن محمد بن حنبل

فما كان من حديث عمر بن الخطاب, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, قال حدثنا معمر, عن الزهري, عن سالم عن أبيه, عن عمر

وما كان من حديث سالم عن أبيه, فقال أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة, عن الزهري, عن سالم عن أبيه

وما كان من حديث علي بن أبي طالب فقال أحمد : حدثنا يزيد هو ابن هارون, قال أخبرنا هشام, عن محمد, عن عبيدة, عن علي

وما كان من حديث عبد الله بن مسعود فقال أحمد : حدثنا أبو معاوية, قال, حدثنا الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة , عن عبد الله

وما كان من حديث همام, عن أبي هريرة, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, قال : حدثنا معمر, عن همام, عن أبي هريرة

وما كان من حديث سعيد عن أبي هريرة فقال أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة, عن الزهري, عن سعيد, عن أبي هريرة

وما كان من حديث أبي سلمة وحده عن أبي هريرة فقال أحمد : حدثنا حسن بن موسى, قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن, قال حدثنا يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة

وما كان من حديث جابر فقال أحمد : حدثنا سفيان, عن عمر وعن جابر

وما كان من حديث بريدة, فقال أحمد : حدثنا زيد بن الحباب, قال : حدثني حسين بن واقد, عن عبد الله بن بريدة, عن أبيه

وما كان من حديث عقبة بن عامر, فقال أحمد : حدثنا حجاج بن محمد, قال : حدثنا ليث بن سعد, عن يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير, عن عقبة بن عامر

وما كان من حديث عروة عن عائشة, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة

وما كان من حديث عبيد الله, عن القاسم, عن عائشة , فقال أحمد : حدثنا يحيى هو ابن سعيد, عن عبيد الله, قال سمعت القاسم يحدث عن عائشة

ولم أرتبه على التراجم بل على أبواب الفقه لقرب تناوله, وأتيت في آخره بجملة من الأدب والاستئذان وغير ذلك, وسميته : ( تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد ) والله أسأل أن ينفع به من حفظه, أو سمعه, أو نظر فيه, وأن يبلغنا من مزيد فضله ما نؤمله, ونرتجيه, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, ورأيت الابتداء بحديث النية مسندا بسند آخر, لكونه لا يشترك مع ترجمة أحاديث عمر, فقد روينا عن عبد الرحمن بن مهدي قال : من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث { الأعمال بالنيات } [50]

البلغة في أحاديث الأحكام

للحافظ أبي حفص ابن الملقن

بسم الله الرحمن الرحيم, ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)

الحمد لله على إسباغ النعم, وأشكره على دفع النقم, وأصلي على سيدنا محمد نبيه أفضل العرب والعجم, وعلى آله وصحبه أهل الفضل والكرم

وبعد : فهذه بلغة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان محمد بن إسماعيل البخاري, ومسلم بن الحجاج, مرتبة عبى أبواب ( المنهاج ) للعلامة محيي الدين النووي, انتخبتها من تأليفي ( تحفة المحتاج على أدلة المنهاج ) لا يستغنى عنها, مع زيادات يسيرة مهمة, ليسهل حفظها في أيسر مدة, وتكون للطالب اعتمادا وعدة, وربما ذكرت أحاديث يسيرة من أفراد الصحيحين وغيرهما, لأني لم أجد في ذلك الباب ما يستدل به غيره, أو دلالته أظهر من دلالة غيره, وإلى الله أرغب في النفع بها, إنه بيده, والقادر عليه, وهو حسبي ونعم الوكيل.[51]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

بلوع المرام

في أحاديث الاحكام

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمه الظاهرة و الباطنة, قديما وحديثا, والصلاةوالسلام على نبيه ورسوله محمد وآله وصحبه الذين ساروا في نصرة نبيه سيرا حثيثا, و على أتباعهم الذين درسوا علمهم, والعلماء ورثة الأنبياء أكرم بهم وارثا وموروثا.

أما بعد : فهذا مختصر يشتمل على أصول الأدلة الحديثية, للأحكام الشرعية, حررته تحريرا بالغا, ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا, ويستعين به الطالب المبتدئ, ولا يستغني عنه الراغب المنتهي, وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة, ولإرادة نصح الأمة, فالمراد بالسبعة أحمد, و البخاري, و مسلم, وأبو داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة, وبالستة من عدا أحمد, وبالخمسة من عدا البخاري ومسلما, وقد أقول الأربعة وأحمد, وبالأربعة من عدا الثلاثة الأول, وبالثلاثة من عداهم, وعدا الأخير, وبالمتفق عليه البخاري ومسلم, وقد لا اذكر معهما غيرهما, وما عدا ذلك فهو مبين

وسميته : ( بلوغ المرام من أدلة الأحكام ), والله أسأل أن لا يجعل ما عملنا علينا وبالا, وأن يرزقنا العمل بما برضيه سبحانه وتعالى [52]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإعلام  بأحاديث الأحكام

للشيخ  زكرياء بن الأنصاري السنيكي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد, الذي أنزل عليه الكتاب هدى وموعظة وتفصيلا, وعلى آله و أصحابه وأتباعه بكرة وأصيلا

وبعد : فهذا مختصر يشتمل على أدلة نبوية, للأحكام الشرعية, لخصته من البخاري, ومسلم وغيرهما, ( كسنن ) أبى داود, و الترمذي, و النسائي, ولا أذكر فيه إلا ما صح, أو قاربه, بأن يكون حسنا, أو معتضدا بما يلحقه ما في الاحتجاج به, وسميته : ( الإعلام بأحاديث الأحكام ), والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, وأن ينفع به مع الفوز بجنان النعيم.[53]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب أبي حنيفة

للشيخ أبي الفيض محمد بن محمد مرتضى الحسيني  الزبيدي

بسم الله الرحمن الرحيم , وصلى لله على سيدنا محمد وسلم, والحمد لله منور البصائر بحقائق معارفه, وجاعل الخواطر خزائن لدقائق لطائفه, الذي أودع القلوب من حكمه جواهر, جعل نجوم الهداية بذكره زواهر, أحمده ولا يستحق الحمد على الحقيقة سواه, وأعتقد التقصير في أداء شكر ما أنعم به على عبده وأولاه, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تكون للنجاة وسيلة, وبرفع الدرجات كفيلة, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وحبيبه وخليله, , المبعوث من ذي الجلال لتبيين الحرام والحلال,.إمام المتقين, وعصمة أهل اليقين, خير الخلائق, وبحر العلوم والحقائق, الذي بعثه وطرق الإيمان قد عفت آثارها, وبت أنوارها, ووهت أرهانها, وجهل مكانها, فأحياه إحياء الأرض بالأمطار, ونشره في جميع الأقطار, وبلغ به غاية الأوطار, وأعاد روضه نضيرا, وماءه نميرا, و موارده صافية, وحلله ضافية, وأقسامه وافية, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, صلاة تستنزل غيث الرحمة من سحابه,وتحل صاحبها من الرضوان أوسع رحابه, و كرم تكريما, وزاده شرفا وتعظيما

ورضي الله عن إمامنا وهمامنا المقدم, ومقدمنا الأفخم , الجليل قدره, المشرق في أفق الفضائل بدره, المملوء بعلوم الشريعة صدره, بحر العلوم الزاخر, الحائز لأنواع المفاخر,المجتهد الحنيفي, الإمام أبو حنيفة النعمانبن ثابت الكوفي, أسكنه الله الفردوس الأعلى, ورواه من الكوثر الأحلى, وتغنده بارحمة الكاملة, والمغفرة الشاملة, وعن بقية المجتهدين الكرام, والعلماء الأعلام, الذين دنوا العلوم وقرروها, وهذبوا المذاهب وحرروها, وسلكوا شعابها, وراضوا صصعابها, وأعربوا عنها, وبينوا ما أستشكل منها بالأدلة القاطعة, والبراهين الساطعة, حتى وضح سبيلها للمقلدين, وصفا سلسبيلها للواردين, وراق زلالها للشاربين, وامتدت ظلالها للساربين, وأحكمت قواعدها للمستنبطين, واشتدت سواعدها للمخرجين, وعلا مكانها وثبت أركانها, أفحم من رام معارضتها, وقصد ناقضتها, فأغرق عندما انهلت سحب صوابها وهطلت, واضمحلت حجته عند ظهور الحق الواضح وعطلت, وعن التابعين لمنهاجهم الواضح, والمقلدين لمذاهبهم بالإحسان والعمل الصالح, وعن سائر مشايخنا الفاتحين لنا باب الفهم, المخلصين أذهاننا من الوهم, المرشدين إلى الصواب, المتكلين بحسن الجواب

أما بعد : فهذا كتاب نفيس, أذكر فيه أحاديث الأحكام التي رواها إمامنا الأعظم المشار إليه, روح الله روحه, ونور ضريحه,مما وافقه الأئمة الستة, البخاري, ومسلم, و أبو داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة في كتبهم المشهورة, و سننهم المأثورة, أو بعضهم, وأشير إلى موافقاتهم باللفظ في سياق المتن, والسند, أو بالمعنى, وقد أذكر غيرهم تبعا لهم, و إذا وجدت حديثا للإمام استدل به على حكم من الأحكام, ولم يخرجه أحد من هؤلاء الأعلام, لم أعرج عليه, إذ المقصود موافقات الأئمة المذكورين فقط, لما اشتهر فضلهم المعلوم, وسارت كتبهم في الآفاق مسير النجوم, حتى ظن من لا دراية له في الفن أن كل حديث لا يوجد في كتب هؤلاء فلا يعول عليه, وهذا القول ليس بصحيح بل مخالف النص الصريح,.معتمدا فيما أخرجته على مسانيد الإمام الأربعة عشر, المنسوبة إليه من تخاريج الأئمة, فمنها ما لأصحابه الأربعة, حماد ابنه, وأبي يوسف, ومحمد يعرف ( بالآثار ), والحسن بن زياد اللؤلؤي, روايتهم عنه بلا واسطة, وللأئمة من بعدهم, أي محمد عبداله بن محمد بن يعقوب بن الحرث الحارثي البخاري,العمروف بالأستاذ, تلميذ أبي حفص الصغير, وأبي القاسم طلحة بن محمد بن جعفرالعدل, وأبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني, صاحب ( الحلية ), , وأبي أحمد بن عدي الجرجاني, وتامر بن الحسن الأشناني, وأبي الحسين محمد بن المظفر , وهؤلاء الستة حفاظ, والإمامين أبي بكر أحمد بن محمد بن خالد الكلاعي, ومحمد بن عبدالباقي الأنصاري, وأبي القاسم عبد اللله بن محمد بن أبي العوام السعدي, وأبي بكر المقرئ, والحسين بن محمد بن خسرو.[54]

وقد جمع كل ذلك الإمام المؤيد محمد بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة 675هـ  في كتاب سماه ( جامع المسانيد ) مما وصل إلي بعضها بالسماع المتصل, وبعضها بالإجازة المشافهة, وبعضها فيما يندرج تحت الإجازة العامة, وسميت ما جمعته : ( عقود الجواهر المنيفة في أدلة الإمام أبي حنيفة ), فيما وافق الأئمة الستة, أو بعضهم, , ورتبته ترتيب كتب الحديث, من تقديم ما روي عنه في الإعتقاديات, ثم في العمليات على ترتيب كتب الفقه, واقتصرت في كل باب على حديث أو حديثين, أو اكثر على ما تيسر وجدانه, وظهرت لي فيه الموافقة مع أحد المذكورين, وإلا فحديث الإمام t أكثر من أن يحاط في الصحاف, إذ أخذه عن رجال القرن الأول المشهود لهم بالخيرية معروف عند أهل الإنصاف, ونبهت أحيانا على من في السند ممن جرح بقادح, إلا أن يكون  الحديث له طرق كثيرة متباينة, و الضعف إنما طرأ ممن هو دونه الإمام, فلا أذكره أصلا بعد أن يكون الحديث ثابتا في حد ذاته, وربما ذكرت من خرج الحديث بلفظه, أو خرج أصله أو معناه, سواء كان من حديث الصحابي المروي عنه, أو من حديث غيره, مقتطفا مما وقفت عليه من الكتب المعتمدة المشهورة ,( كالسنن الكبرى ) للبيهقي, ( العلل ), و( الغرائب والأفراد ) كلاهما للإمام أبى الحسن الدراقطني, و( شرح معاني الآثار ) للإمام أبى جعفر الطحاوي, و( تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأربعة ), و ( مختصر تخريج أحاديث كتاب الهداية ) [55], و( تخريج أحاديث شرح الرافعي ) [56], و( تقريب التهذيب), الأربعة للحافظ ابن حجر, و( شرح جامع المسانيد ) للحافظ أبى العدل قاسم لن قطلوبغا الحنفي, و( الجوهر النقي في الرد على البيهقي ) لقاضي القضاة علاء الدين علي بن عثمان الحنفي الشهير بابن التركماني, و( الجامع الكبير) للحافظ جلال الدين السيوطي, و( المنهج المبين في أدلة المجتهدين ) للشيخ الشعراني, وغير ذلك من مسانيد , و سنن, ومعاجم, وأجزاء متفرقات, التي طالعتها واستفدت منها, ولو مسألة, مع ما انضم إليها من كتب المذهب الأصلية والفرعية, متونها وحواشيها, مما يسر الله على مراجعتها حسب الإمكان, وسعة الوقت وفرصة الزمان .اهـ [57]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي

للشيخ أبي اليسر فالح بن محمد الظاهري

بسم الله الرحمن الرحيم, يقول عبيدربه المتعرض لنفحة من نفحاته تسعده بقربه, فالح بن عبداله الظاهري حامدا الله تعالى لذاته, ومصليا ومسلما على أشرف مخلوفاته, محمد المبعوث بدين الفطرة, وعلى آله وأصحابه القائمين له بالمحبة والنصرة, في حالتي المنشط والمكره, بدون توان ولا فترة

أما بعد : فإن المصيب في العقليات واحد, والمخطئ آثم بل كافر, إن نفى الإسلام, وهو التصديق بوجود إله واحد متصف بصفات الكمال, و الإيمان برسله الصادقين في المقال, والإعتراف بوعد بثواب, ووعيد بعقاب, لهذا الهيكل الإنساني في المآل, والقيام بعبادات يمجد الله تعالى فيها بنعوت الجلال, والإنقياد للقوانين الشرعية الحافظة للأمور الدينية من طوارق الإختلال, وهذا إجمال تفصيله ما أودعته في هذا المؤلف الذي جمعته, وسميته : ( أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي )

وما هو إلا أحاديث نبوية, وحكم مصطفوية, ليس فيها لي إلا زيادة الترصيف إجادة, وإيضاح المعنى لتتم الإفادة, والذي حداني على ذلك أن فن الحديث في هذه القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته, وعلت في الخافقين رتبنه, وارتفع له أعلى منار, وتبين أن زمنه قد استدار, والسبب في ذلك بديارنا الحجازية وجود مسانيد الحجاز السبعة, أولهم الحافظ الفقيه العلامة أبو مهدي عيسى الثعالبي الجعفري المتوفى سنة اثنين وثمانين وألف [58], ويليه الإمام المسند العلامة محمد بن محمد بن سليمان الروداني [59], ويليه الإمام المسند العلامة أبو إسحاق الكوراني السهراني [60], بضم السين المهملة فالهاء فراء فالالف فالنون, ويليه الفقيهةالمسندة قريش الطبرية آخر فقهاء الطبريين, تروي عاليا عن الإمام عبدالواحد بن إبراهيم الحصاري المكي, عن السيوطي, و زكرياء, وبيني وبينها واسطتان, ووفاتها سنة سبع ومائة وألف, ويليها أبوالبقاء, وأبو الاسرار حسن بن علي العجيمي الأنصاري, ويليه الشمس محمد بن أحمد النخلي, ويليه الإمام المسند عبدالله بن سالم البصري المتوفى سنة أربع وثلاثين و مائة وألف, وهو آخرهم وفاة

وأسانيدي المتصلة بهم مبينة في ثبتي الذي عنوانه: ( ما تشتد إليه الحال وحاجة الطالب الرحال ) كأصله ( شيم البارق من ديم الهارق ), وإذا جعلت أيها الموفق هذا المجموع سميرك, بل أميرك, فأنت المدني الماهر, بل الرباني الذي لم يزل على الحق ظاهر, أنشدنا شيخنا الأستاذ أبو عبدالله محمد بن علي السنوسي الحسني الشريف المغربي, أخبرنا شيخنا الأستاذ ابوسليمان العجيمي حفيد المسند المذكور, أنشدنا الإمام المسند الشيخ محمد سعيد صفر المدني المحدث الحنفي نظمه ( رسالة الهدى) [61] ومنها :

وقول أعلام الهدى لا يعمل *** بقولنا بـدون نص يقبـــل

فيه دليل الأخـذ بالحديث *** وذاك في القديم والحـــديث

قال أبو حنيـفة الإمــام *** لا ينبغي لمــن لـه إسـلام

أخذ بأقـوالي حتى تُعرَضَـا *** على الكتاب والحديث المرتضى

ومالك إمـام دار الهجــرة *** قال وقد أشـار نحو الحجـرة

كل كلام منـه ذو قبـول *** ومنه مردود سوى الرسـول

والشافعي قـال إن رأيـتم *** قولي مخالفــا لم رويتــم

من الحديث فاضربوا الجدارا *** بقولي المخالف الأخبــارا

وأحمد قال لهـم لا تكتبـوا *** ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا

فاسمع مقـالات الهداة الأربعة *** واعمل بها فإنها منفعــة

لقمعها لكــ ذي تعصـب *** والمنصوفون يكتفـون بالنبي

إلى أن قال:

وقال بعض لو أتتـني مائـة *** من الأحاديث رواها الثقة

وجائني قـول عن الإمــام *** قدمته يا قبح ذا الكـلام

من استخـف عامدا بنص مـا *** عن النبي جا كفرته العلما

فليحذر المغـرور بالتعصـب *** من فتنة برده قول النـبي

إلى أن قال في رد قولهم إن الإجتهاد انقطع :

إن قيل بالعجز مع المخالفـه *** قال النبي لا تزال طـائفة

أو قيل بالعجز عن التحديث *** فعصرنا أكـثر للحديـث

كم تـرك الأول للآخيـر *** وذاك فضل الواسع القدير

واعجب لما قالوا من التعصب *** أن المسيح حنفي المذهب

 

والحاصل أنه قد جرب على ممر الأعصار, ، محلا تكثر فيه مقلدة المذاه لا بد أن يؤول أمره إلى البدع و الدمار, ووقوعه بآخرة في قبضة الفجرة الكفار, فالوااجب على المسلمين وأهل حلف الفضول, أن تكون الصولة دائما فيهم الأقوال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم [62]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

فيض الغفار في أحاديث المختار

للشيخ محمد بن أحمد الداه الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل العلم أفضل ما سعى له وما له المرء دعى, ولا سيما علم الحديث, فإنه أفضل العلوم واشرفها, والصلاة والسلام على من أعطي جوامع الكلم, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه, ومن تبعه إلى يوم الدين

وبعد: فيقول أفقر العبيد إلى مولاه, ولا سيما في رمسه, وفي وقوفه بين يدي الإله, الطالب من ربه أن يقابله بما يرضاه, وأن يجعل الجنة الفردوس مثواه, محمد بن أحمد الملقب بالداه, الشنقيطي إقليما

فإني جمعت في هذا المصنف ما اتفق عليه الصحاح الخمسة [63] من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام, تاركا السند و التكرار, وإن اتفقوا في اللفظ والراوي أثبت بلفظ البخاري غالبا, ومسلم نادرا, وإن اختلفوا في اللفظ أو الراوي و اتحد المعنى أتيت بلفظ المخالف

والصحاح الخمسة هي : ( صحيح البخاري ), وهو محمد بن إسماعيل البخاري, ولد ببخارى يوم الجمعة ثالث شوال سنة مائة وأربع وتسعين, وتوفي ليلة عيد الفطر سنة مائتين وست وخمسين, تربى في بلاده, وحفظ القرآن, وتفقه في الدين, و برع في علم الحديث, وألف كتابه ( الجامع الصحيح ) في ست عشرة سنة, وضمنه أربعة آلاف حديث أصول دون المكرر, والمكرر سبعة الاف ومائتان وخمسة وسبعون

و( صحيح مسلم ) وهو مسلم بن الحجاج النيسابوري, ولد سنة مائتين وست, وتوفي سنة إحدى وستين ومائتين, وكان t عالما ورعا متقنا, اتفق العلماء على صحة صحيحه, وقد ضمنه أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات

و( سنن أبي داود ).وهو سليمان بن الأشعث السجستاني, ولد رحمه الله في سنة مائتين واثنين, وتوفي في شوال سنة مائتين وخمس وسبعين, كان t عالما متقنا, وكتابه على صحته, وقد ضمنه أربعة وسبيعين ومائتي حديث وخمسة آلاف حديث

و( سنن الترمذي ) وهو محمد بن عيسى الترمذي ولد سنة مائتين, وتوفي بترمذ في رجب سنة مائتين وتسع وسبعين, و كان t عالما, أخذ عن البخاري, وكتابه معدود من الصحاح

و( سنن النسائي ) هو أحمد بن شعيب الخراساني, أول سنة مائتين وخمس عشرة, وتوفي في صفر سنة

[ ثلاث ] مائة و ثلاث, وكان t عالما, وكتابه معدود من الصحاح

وأرجو ممن اطلع على كتابي هذا أن ينظر إلي بعين الرضا, فما كان من نقص كمله, ومن خطأ أصلحه, فقلما يخلص مصنف من الهفوات, إما لغفلة, أوسبق قلم في المنقولات.

وأطلب من الله العون والتوفيق, وقبول العمل, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, فهو حسبي ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [64]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب الاطراف

 

 

الإيماء إلى أطراف الموطأ

لأبي العباس أحمد بن طاهر الداني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على محمد خاتم النبييين, وعلى آله الطيبين, والسلام عليهم أجمعين

أما بعد : فإني أومئ في هذا الكتاب إلى أحاديث مالك بن أنس في

( موطئه ), أترجم عنها بذكر أطرافها, وما يدل عليها من مشهور ألفاظها ومعانيها, وأذكر أسانيدها, مختصرا ما دل على مواقعها فيه, بذكر الكتاب, أو ترجمة الباب, و أشير إلى مواضع الخلف منها, بتعيين النكت المختلف فيها, وأنبه على القصص المنوطة بها, وأبين ما أبهم من أسماء ناقليها, وأسند مراسلها, وأصل مقطوعها, وأرفع موقوفها, وأتقصى عللها وأجبر خللها, وأوضح ما أشكل معناه, وأنفي عنها طرق التعارض والإشتباه, وأذيلها بنكت لا يستغني المحدث عنها, و أحيل في هذا كله إلى الكتب المستخرج ذلك منها

وأبنيه على رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي القرطبي عنه, أقدم ما رواه مما انفرد به أو شورك فيه, ثم أتبع ذلك ما شذ من سائر الروايات الواصلة إلينا, وأذكر رواته, و بعض رواته عن مالك, ليتصل سنده بذلك, وأرتب الكل على حروف المعجم, فيما اشتهر به من أسند الحديث, إليه من اسم أو كنية

وأقسمه على خمسة أقسام: الأول: في الأسماء خاصة, الثاني: في الكنى والأنساب وسائر الألقاب, الثالث: في النساء, الرابع: في الزيادات على رواية يحيى بن يحيى الليثي لسائر رواة ( الموطأ ), الخامس: في المراسل

وأرتب المراسل على أسماء المرسلين في ( الموطأ ) من التابعين فمن دونهم, وأنسبها إلى من أمكن من رواتها من الصحابة في غير ( الموطأ ), وأدل على بعض من أسندها من أئمة الحديث في التواليف المشهورة

وأذكر المقطوع والموقوف و اللاحق بالمرفوع, وسائر الحديث المعلول المضاف إلى الصحابة, مع المسند المتصل المرفوع الصحيح, وأنبه على ذلك كله, وأميز بعضه من بعض, وأحيل على مظان وجوده إن شاء الله تعالى, وبه أستعين, وهو حسبي ونعم الوكيل

[ ثم ذكر أسانيده في كتاب ( الموطأ ) رواية يحيى بن يحيى ] [65]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

دخيرة الحفاظ   أطراف المجروحين لابن حبان

للحافظ محمد بن طاهر المقدسي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه أحاديث رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء و المتروكون يتداولها الناس في احتجاجهم ومناظرتهم, أوردتها على ترتيب ألفاظ حروفها, لتكون أقرب على من أراد معرفة الحديث الذي يريده منها, و الله أسأل العصمة من الخطإ والزلل [66]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

أطراف  الغرائب والأفراد

للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد : فإن أبا الحسن علي بن عمر الحافظ الدار قطني رحمه الله خرج لنفسه فوائد من الغرائب والأفراد, دونت عنه فنقلت, وأجمع حفاظ عصره على تفوقه في علمه,[67] وجمعوا هذا الكتاب منه ستمائة, وسمعت جماعة من أهل الحديث يذكرون أنَّ عيب هذا الكتاب إيراده على غير ترتيب, وأنه لو كان مرتباً لعظمت به المنفعة, وعمت, وأنه لا يمكن استخراج الفائدة منه إلا بعد مشقة وتعب

فافتح كتابه بحديث لعائشة رضي الله عنها, أخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الخطيب الصريفيني (.....), قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي الفراء, قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الفقيه الأنصاري, ح وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الحسن الخلال, قال حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكناني, قال وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي, قال حدثنا علي بن الجعد, قال حدثنا سفيان الثوري, عن علي بن الأقمر, عن أبي حذيفة, عن عائشة قالت :

حكيت إنساناً فقال النبي r : ( ما أحب أني حكيت إنساناً وإن لي كذا وكذا ), وكلامه عليه ويكون برحمته إن شاء الله تعالى, ثم أتبعه بحديث عمار بن ياسر, وعلى من عهد السباق, ومائة جزء من أجزائه, ولما دخلت بغداد في أول رحلتي إليها, وذلك في سنة سبع وستين وأربعمائة, كنت مع جماعة من طلاب الحديث في بعض المساجد, ننتظر شيخنا فوقف علينا أبو الحسن أحمد بن الحسن المقري وكيل القضاة ببغداد فقال:

يا أصحاب الحديث اسمعوا ما أقول لكم, فأنصتنا إليه, فقال : كتاب الدار قطني في الأَفراد غير مُرتب, فمن قدر منكم على ترتيبه أفاد واستفاد, فوقع إذ ذاك في نفسي ترتيبه, إلى أن تسهّل الله عز وجل ذلك في سنة خمسمائة, فحصلت نسخه بخط أبي الحسن علي بن محمد الميداني الحافظ, نقلها في خط الدار قطني, وقابلها به, فاستخرت الله عز وجل , ورتبته على ترتيب الأطراف, ليكون فائدة لكل من عرض له حديث أراد معرفته, فإن أصحابنا قديما وحديثا استدلوا على معرفة الصحيح بما صنعه أبو مسعود الدمشقي رحمه الله, وغيره من ( أطراف الصحيحين ) فاهتدوا بذلك إلى معرفته من غير مشقة وتعب

وأما الغريب والأفراد فلا يمكن الكلام عليها لكل أحد من الناس, إلا من برع في صنعة الحديث, فمن جمع بين هذين الكتابين أمكنه الكلام على أكثر الصحيح, والغريب والأفراد

ثم إنا ذاكرون بعون الله أمام هذا الكتاب نُبَذَا تدل على استحقاقه للاقتداء به والاعتماد على قوله, فإنا رأيناه استدرك على أبي بكر داود قوله على حديث عبد الله بن وهب, عن عمرو بن الحارث, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن ابن عمر عن رسول الله r قال: ( صلاة الليل مثنى مثنى )

قال إن أبي داود لم يروه عن ابن وهب إلا أحمد بن صالح المقري, قال الدارقطني مستدركاً عليه : قد يتابعه عيسى بن إبراهيم الغافقي, فرواه عن ابن وهب, فعلمنا أن فيما خرّجه من الأحاديث إنما تكلم على توثيقه واحتاط

(وذكر نقولا في سعة علم الحافظ أبي الحسن الدراقطني وثناء العلماء عليه)

قال المقدسي : اعلم أن الغرائب والأفراد على خمسة أنواع : النوع الأول : غرائب وأفراد صحيحة, وهو أن يكون الصحابي مشهورا برواية جماعة من التابعين عنه, ثم ينفرد بحديث عنه أحد الرواة الثقات, لم يروه عنه غيره, ويرويه عن التابعي رجل واحد من الأتباع ثقة, وكلهم من أهل الشهرة والعدالة, وهذا حد في معرفة الغريب والفرد الصحيح, وقد أخرج نظائر في الكتابين

والنوع الثاني : من الأفراد أحاديث يرويها جماعة من التابعين عن الصحابي, ويرويها عن كل واحد منهم جماعة, فينفرد عن بعض رواتها بالرواية عنه رجل واحد, لم يرو ذلك الحديث عن ذلك الرجل غيره من طرق تصح, فإن كان قد رواه عن الطبقة المتقدمة عن شيخه إلا أنه من رواية هذا المتفرد عن شيخه لم يرويه عنه

والنوع الثالث : أحاديث يتفرد بزيادة ألفاظ فيها واحد عن شيخه, لم يرو تلك الزيادة غيره عن ذلك الشيخ, فينسب إليه التفرد بها, وينظر في حاله

والنوع الرابع : متون اشتهرت عن جماعة من الصحابة, أو عن واحد منهم, فروي ذلك المتن عن غيره من الصحابة ممن لا يعرف به إلا من طريق هذا الواحد, ولم يتابعه عليه غيره

والنوع الخامس : من التفرد أسانيد ومتون ينفرد بها أهل بلد, لا توجد إلا من روايتهم, وسنن ينفرد بالعمل بها أهل مصر لا يعمل بها في غير مصرهم, وليس هذا النوع مما أراده الدار قطني, ولا ذكره في هذا الكتاب إلا أن ذكراه في بابه, ولكل نوع من هذه الأنواع شواهد وأدلة لم نذكرها للاختصار, والمتبحر يعلم ذلك في أثناء هذا الكتاب

ورُب حديث صحيح متنه مخرج في الصحيح, إلا أن أبا الحسن أورد هاهنا من طريق آخر, ينفرد بروايته بعض المقلة, و له طرق صحيحة على ما بيناه, فيعتقد من لا خبرة له بالحديث أن هذا الأمر لم يروه عن هذا الرجل المتفرد به ليس كذلك, فإن الرواة يتميز بعضهم على بعض بالحفظ والإتقان, فإن عيسى بن يونس يروي عن هشام بن عروة, عن أخيه عبد الله بن عروة, عن عروة, عن عائشة حديث أم زرع, ويرويه غيره ممن لا يحفظ عن هشام غير أبيه عن عائشة, فتلك الطريق المشهورة, فيورده أبو الحسن من هذه الرواية الثانية, ويذكر تفرده به عن هشام, وعلى هذا المثال أحاديث كثيرة, يختلف الرواة في إيراد طرقها, وينفرد بها رجل فيعد في أفراده, ويكون الصحيح خلافه, وإن كانت متونها صحيحة ثابتة من رواية الثقات, ممن ينظر في تفرد باب الحديث في هذا الكتاب عن غيره, فإن كان من الأحاديث المشهورة الصحيحة عرف تفرد هذا الراوي, وأنه قد روي من غير وجه من غير طريقه, وإن كان حُكماً لم يرد إلا من طريق هذا المتفرد, نظر في حاله وحال رواته عن آخرهم, فإن كانوا هم من أهل العدالة, والثقة, والحفظ قبل منه ما تفرد به عنهم, وقد تقدم بابه وهو الصحيح من الأفراد, وإن كانوا من أهل الجرح, والضعف, وسوء الحفظ, وكثرة الخطأ لم يحتج بتفرده, ولم يعتد به, لا سيما الأحاديث التي يتفرد بروايتها أهل الأهواء عن الكذبة المتروكين, والضعفاء و المجروحين, عن الثقات, أو عن أمثالهم من الضعفاء, مثل تعلق معتقداتهم ومذاهبهم, والله يعصمنا من الأهواء المعتلة , والانا المضمحلة, بمنه ولطفه

فصل : وتختصر على إيراد أطراف ما ذكر أبو الحسن في فوائده, لأنا قصدنا ترتيبه, وأما الغريب والأفراد في الحديث فأضعاف هذا, وليس قصدنا استقصاء هذا النوع

ورتبناه على الأطراف مختصرا للفائدة, لأنا لو أوردناه بأسانيده ومتونه لطال الكتاب, ولم ينتفع به إلا من كان مسموعا له, وهذا الكتاب لو وقع إلينا عن أصحاب أبي الحسن كان عاليا, ولا يقع إلا عن رجلين عنه, فيكون نزولا لنا, فإنا نظرنا فوجدنا أسند رجل عنده أبو القاسم البغوي, وأقدمهم متونا أبو بكر بن أبي داود, وقد حدثونا عن جماعة من أصحابهما, ثم نظرنا في مولد أبي الحسن فقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الميداني رحمه الله على ظهر جزء من الأفراد روايته عن أبي طالب العُشاري, توفي أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله آخر نهار يوم الثلاثاء, السابع من ذي القعدة, سنة خمس وثمانين ودفن في مقابر قبر معروف يوم الأربعاء, وكان مولده لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة فكمل له ست وسبعون سنة ويومان

فعلى هذا يكون آخر سماعه من البغوي وله إحدى عشرة سنة لأن البغوي توفي سنة سبع عشرة, ومن ابن أبي داود وله عشر سنين لأنه توفي سنة ست عشرة

وتراه حدث عنهما بالكثير, وكان له رحمه الله مذهباً في التدليس سليم عما يسقط العدالة, ويخفى على كثير من المحدثين,

كان يقول فيما جمعه من البغوي, حدثنا أبو القاسم إملاء وقراءة, وقرىء عليه وأنا أسمع, ويقول فيما لم يسمع قرىء على أبي القاسم البغوي, حدثكم فلان ولا ينسب إلى نفسه من ذلك شيئاً

فكان إيراد أحاديثه على الأطراف (       ) لجميع المحدثين, من روى الكتاب من (     ) أحاديثه ينتفع بعلمه, ويخرج آخرون أطراف هذا الكتاب على فصول خمسة, يهتدي بها الطالب إلى بغيته من غير تعب

فالفصل الأول المسند بالعشرة في هذا الكتاب

والفصل الثاني مسانيد من اشتهر بالآباء من الصحابة t على المعجم, وترتيب الرواة منهم على المعجم أيضاً, في حين كثرة الرواة عنه

الفصل الثالث من اشتهر بالكنى, وإن كان له اسم معروف, أو لم يكن مثل أبي هريرة والخدري و الأشعري وغيرهم

الفصل الرابع ما أسند عن التسامي هذا النوع من سمى وكنى على المثال الأول

الفصل الخامس ما تفرد به من المراسيل والمجاهيل, ومن لم يسم ليعرف بذاك المسترشد مقصوده

والله المستعان لذلك والمعين عليه إنه سميع مجيب [68]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف

للحافظ أبي الحجاج  يوسف  المزي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وما توفيقي إلا بالله , رب يسر وأعن يا كريم, الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, إله الأولين والآخرين, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, إمام المتقين, وخاتم النبيين, وخيرته من خلقه أجمعين, صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين, وإخوانه من النبيين والمرسلين و الصالحين, من أهل السماوات والأرضين, وسلم تسليما

أما بعد : فإني عزمت على أن أجمع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أطراف الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام وعليها مدار عامة الأحكام وهي: ( صحيح محمد بن إسماعيل البخاري ), و( صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ), و( سنن أبي داود السجستاني ), و( جامع أبي عيسى الترمذي ), و( سنن أبي عبدالرحمن النسائي ), و( سنن أبي عبدالله بن ماجة القزويني )وما يجري مجراها من ( مقدمة كتاب مسلم ), وكتاب ( المراسيل ) لأبي داود , وكتاب ( العلل ) للترمذي, وهو الذي في آخر كتاب ( الجامع ) له, و كتاب ( الشمائل ) له, وكتاب ( عمل اليوم والليلة ) للنسائي, معتمدا في عامة ذلك على كتاب أبي مسعود الدمشقي [69], و كتاب خلف الواسطي [70] في أحاديث ( الصحيحين ), وعلى كتاب ابن عساكر [71] في كتب ( السنن ), وما تقدم ذكره, ورتبته على نحو ترتيب كتاب أبى القاسم, فإنه أحسن الكل ترتيبا, و أضفت إلى ذلك بعض ما وقع لي من الزيادات التي أغفلوها, أو أغفلها بعضهم, أو لم يقع له من الأحاديث, ومن الكلام عليها, و أصلحت ما عثرت عليه في ذلك من وهم أو غلط

وسميته : ( تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ), طالبا من الله تعالى التوفيق والمعونة على إتمامه, راجيا ن كرمه و إحسانه أن ينفعني بذلك , ومن كتبه, أو قرأه, أو نظر فيه, وأن يجعله لوجهه خالصا, وإلى مرضاته مقربا, ومن سخطه مبعدا, فإنه لا حول ولا قوة إلا به, وهو حسبنا ونعم الوكيل

فصل في شرح الرقوم المذكورة في هذا الكتاب : علامة ما اتفق عليه الجماعة الستة ( ع ), وعلامة ما أخرجه البخاري ( خ ), وعلامة ما استشهد به تعليقا ( خت ), وعلامة ما أخرجه مسلم ( م ), وعلامة ما أخرجه أبوداود ( د ), و علامة ما أخرجه الترمذي في (الجامع) ( ت ), وعلامة ما أخرجه في (الشمائل)

( تم ), وعلامة ما أخرجه النسائي في (السنن) ( س ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (عمل وليلة) ( سي ), و علامة ما أخرجه ابن ماجة القزويني ( ق )

وما في أوله ( ز ) من الكلام على الأحاديث فهو مما زدته أنا, وما قبالته (كـ ) فهو مما استدركته على الحافظ أبي القاسم ابن عساكر رحمة الله عليهم جميعا, وكان الشروع فيه يوم عاشوراء سنة ستة وتسعين و ستمائة, وتم في الثالت من ربيع الآخر سنة اثنين وعشرين و سبعمائة [72]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تحفة الظراف  بأوهام الأطراف

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا تتعقب أحكامه, و لا ينفذ ولو كان البحر مدادا مداد كلمات كلامه, والصلاة و السلام على محمد الذي نعمه إن توفرت في أغراض الدين سهامه, ولم ينتثر في طالب الصواب نظامه, وعلى آله وصحبه الذي كل منهم شيخ الإسلام وإمامه

أما بعد : فإن من الكتب الجليلة المصنفة في علوم الحديث كتاب ( تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ) تأليف شيخ شيوخنا الحافظ أبى الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي, وقد حصل الإنتفاع به شرقا وغربا, وتنافس العلماء في تحصيله بعدا وقربا, وكنت ممن مارسه ودارسه, فوقفت أثناء العمل على أوهام يسيرة, فكنت أكتبها في طرر عندي تارة, وفي هوامش النسخة أخرى, ثم وقفت على (جزء) جمعه العلامة مغلطاي في ذلك, فيه أوهام منه, ثم وجدت جملة من الأحاديث أغفلها, وخصوصا من كتاب النسائي, رواية ابن الأحمر وغيره, وكذلك من تعاليق البخاري, ثم وقفت على (جزء) لطيف بخط المصنف, تتبع فيه أشياء كثيرة من كتاب النسائي رواية ابن الأحمر, وسماه ( لَحْقُ الأطراف ), ثم رأيتها بخطه في هوامش نسخة تلميذه الحافظ عماد الدين ابن كثير بدمشق, ونقلت كثيرا من هوامش نسخة شيخي حافظ العصر أبي الفضل, ثم وقع لي (جزء) لطيف بخط الإمام الحافظ القاضي ولي الدين ابن شيخنا المذكور, جمع فيه بين حواشي والده وبين (جزء) مغلطاي, و أضاف إليه من عمله هو شيئا يسيرا, و أكثر فيه من التنبيه على أوهام مغلطاي, فذاكرته (بالجزء) الذي جمعه المزي, وفي ( الأشراف ), وأوقفته عليه, فألحق ما فيه في هوامش نسخته بخطه, فسألني الآن جماعة من الإخوان خصوصا المغاربة في جمع ذلك, فجمعته كله على ترتيب الأصل, ليستفاد, وأكثر ذلك ما هو من عملي و تنقيبي, ولا أدعي العصمة ولا الإستيعاب, مع أن حجمه أضعاف حجم كتاب العراقي, ومع ذلك فكتابه يكون قدر العشر من كتابي هذا, والله المستعان, مع أنى لم أتشاغل فيه بمغلطاي غالبا, بل اقتصرت على ما لا اعتراض فيه, ولا تعقب

وهذه رقوم الأصل البخاري ( خ ), وله في التعليق ( خت ), ومسلم ( م ), وأبوداود ( د ), والترمذي

( ت ), وله في (الشمائل) ( تم ), والنسائي ( س ) وله في (عمل يوم ليلة) ( سي ), وابن ماجة ( ق )

والله أسأل أن ينفع به سامعه وناظره, ويعلى درجاتنا في الدنياو الآخرة, إنه سميع قريب [73]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

أطراف مسند الإمام أحمد

المسمى إطرف المُسْنِد المُعْتَلي

بأطراف المسند الحنبلي )

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه ثقتي, رب زدني علما يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم

الحمد لله الذي أحاط علمه بأطراف المخلوقات, وأرسل محمدا بالحق واصطفاه بالآيات البينات, وخص أمته باتصال سبب الإسناد بينهم وبينه فكان ذلك من أجزل الكرامات, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد : فهذا كتاب أطراف الأحاديث التي اشتمل عليها المسند الشهير الكبير للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل مع زيادات ابنه, رتبت أسماء الصحابة الذين فيه على حروف المعجم, ثم من عرف بالكنية, ثم المبهم, ثم النساء كذلك, فإن كان الصحابي مكثرا رتبت الرواة عنه على حروف المعجم, فإن كان بعض الرواة مكثرا على ذلك المكثر فربما رتبت الرواة عنه أيضا, أو رتبت أحاديثه على الألفاظ , وقد أشرت في أوائل تراجم الصحابة المقلين إلى أماكنها من الأصل

وأما من كان مكثرا فأني أرمز على اسم شيخ أحمد عددا بالهندي, يعلم منه محل ذلك في أي جزء هو من مسند ذلك الصحابي, وإذا كان الحديث عنده من طريق واحدة سقت إسناده بحروفه, فان كان المتن قصيرا سقته أيضا بحروفه, إن لم يكن مشهور اللفظ , وإلا اكتفيت بطرفه, وإذا كان الحديث عنده من طرق جمعتها في مكان واحد بالعنعنة, واللفظ حينئد لأول شيخ يذكر, وإذا كان من زيادات عبد الله قلت في أول الإسناد : قال عبد الله, ( وأسند عن إبراهيم النخعي : قال: لا باس بكتابة الأطراف )

وهذه أسماء المسانيد التي اشتمل عليها أصل المسند: 1- مسند العشرة, وما معه 2- ومسند أهل البيت, وفيه مسند العباس وبنيه 3- ومسند ابن عباس 4- ومسند عبد الله بن عباس 5- ومسند أبي هريرة 6- ومسند عبد الله بن عمر 7- ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص 8- ومسند أبي سعيد الخدري 9- ومسند أنس 10- ومسند جابر 11- ومسند الأنصار 12- ومسند المكيين والمدنيين 13- ومسند الكوفيين 14- ومسند البصريين 15- ومسند الشاميين 16- ومسند عائشة 17- ومسند النساء

[ وذكر أسانيده إلى المسند ] وعلى الله سبحانه أتوكل فيما قصدت له أعتمد, ومن فيض كرمه أستمد, لا إله إلا هو عليه توكلت, وإليه أنيب, وهو حسبي ونعم الوكيل [74]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا يحيط العاد لنعمائه بطرف, و أشهد أن لا إله الا الله, وحده لا شريك له, إقرار من لاح له الهدى فعرف, وأشهد أن محمدا عبده و رسوله منتهى الكرم و الشرف, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن قف أثرهم ومن بحار علومهم غرف

أما بعد : فقد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الحاكم أن عمر بن حسين أخبرهم قال: أنا أبو الفرج ابن نصر أنا أبوطاهر بن المعطوش, أنا الحافظ أبوالبركات الأنماطي, أبو محمد الخطيب, أنا عمر بن إبراهيم الكناني, ثنا أبو القاسم البغوي , ثنا أبو خيثمة في كتاب ( العلم ) له, حدثنا جرير, عن منصور, عن إبراهيم قال : لا بأس بكتابة الأطراف, وهذا الأثر إسناده صحيح , وهو موقوف على ابراهيم بن يزيد النخعي, أحد فقهاء التابعين, وعنى بذلك ما كان السلف يصنعونه من كتابة أطراف الأحاديث, ليذاكروا بها الشيوخ فيحدثوهم بها, قال ابن أبي خيثمة في ( تاريخه ) حدثنا مسدد, ثنا حماد بن زيد, عن ابن عون, عن محمد بن سيرين, قال: كنت ألقى عبيدة هو ابن عمرو السلماني بالأطراف, إسناده صحيح أيضا

ثم صنف الأئمة قفي ذلك تصانيف قصدوا بها ترتيب الأحاديث, وتسهيلها على من يروم كيفية مخارجها, فمن أول من صنف في ذلك خلف الواسطي, جمع أطراف ( الصحيحين ), وأبو مسعود الدمشقي جمعها أيضا, و عصرهما متقارب, وصنف الداني أطراف ( الموطأ ), ثم جمع أبوالفضل ابن طاهر أطراف السنن, وهي لأبي داود والنسائي, والترمذي, و ابن ماجة, وأضافها الى أطرف ( الصحيحين ), ثم تتبع الحافظ أبو القاسم بن عساكر أوهامه في ذلك, وأفرد أطراف الأربعة, ثم جمع الستة أيضا الحافظ قطب الدين القسطلاني, ثم الحافظ أبو الحجاج المزي, وقد كثر النفع به

ثم إني نظرت فيما عندي من المرويات فوجدت عدة تصانيف, قد التزم مصنفوها الصحة, فمنهم من تقيد بالشيخين كالحاكم, ومنهم من لم يتقيد كابن حبان, والحاجة ماسة إلى الإستفادة منها, فجمعت أطرافها على طريقة الحافظ أبي الحجاج المزي وترتيبه, إلا أني أسوق ألفاظ الصيغ في الإسناد غالبا, لتظهر فائدة ما يصرح به المدلس, ثم إن كان حديث التابعي كثيرا رتبته على أسماء الرواة عنه غالبا, وكذا الصحابي المتوسط, وجعلت لها رقوما أبينها :

فللدارمي وقد أطلق عليه الحافظ المنذري اسم الصحيح, فيما نقله الشيخ علاء الدين مغلطاي فيما رأيته بخطه ( مي ), ولابن خزيمة ( خز ), ولم أقف إلا على ربع العبادات بكامله, ومواضع مفرقة من غيره, ولابن الجارود, وقد سماه ابن عبدلبر وغيره (صحيحا) ( جا ) , وهو في التحقيق مستخرج على ( صحيح ابن خزيمة ) باختصار, ولابي عوانة وهو في الأصل مستخرج على مسلم, لكنه زاد فيه زيادات كثيرة جدا من الطرق المفيدة, بل ومن الأحاديث المستقلة( عه ), و لابن حبان ( حب ), وللحاكم أبي عبد الله في ( المستدرك ) ( كم ), ثم أضفت إلى هذه الكتب الستة كتب أخرى, و هي ( الموطأ ) لمالك , و( المسند ) للشافعي, و( المسند ) للامام أحمد, و ( شرح معاني الآثار ) للطحاوي, لأني لم أجد عن أبي حنيفة مسندا يعتمد عليه, فلما صارت هذه عشرة كلملة أردفتها ( بالسنن ) للدراقطني جبرا لما فات من الوقوف على جميع ( صحيح ابن خزيمة) وجعلت للطحاوي ( طح ) وللدراقطني ( قط ), فإن أخرجه الثلاثة الأول أفصحت بذكرهم, أعني مالكا والشافعي وأحمد, وقد ذكرت أسانيدي إلى أصحاب التصانيف المذكورين بتصانيفهم المذكورة ( وذكر الأسانيد )

وسميت هذا الكتاب : ( إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ), و هذا حين الشروع فيما إليه قصدت, و الإعتماد فيما أردت من ذلك على من عليه اعتمدت, وهو الله لا إله إلا هو, عليه توكلت, وإليه أنيب [75]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تسديد القوس في ترتيب الفردوس

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم ....................................

أما بعد : فإني كنت أرى شيخنا الإمام شيخ الإسلام حافظ عصره زين الدين المكنى بأبي الفضل العراقي تغمده الله برحمته, يكشف كثيرا عن الأحاديث الغريبة التي يسال عنها من (مسند الفردوس) الذي أخرجه الحافظ أبو منصور شهردار بن الإمام أبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الأصل الهمداني, فأسند الأحاديث التي ذكرها والده في كتاب (الفردوس), الذي ضاهى به كتاب الفضائل, مقتصرا فيه على الألفاظ النبوية, وذكر أن كتاب (الشهاب) ألف حديث, فجمع هو في (الفردوس) اثني عشر ألف من المسانيد, والجوامع, والنسخ, والصحف, ورتب ذلك على حروف المعجم.

فلما تأملته وجدته بالنسبة لأصل موضعه سهل الكشف على من لم يستحضر كثيرا من هذه الأحاديث, بدلالته على من خرجها, ليراجع الناظر في ذلك ما يحتاج إلى مراجعته بحسب وسعه, مع تسهيله بتوتيب الكتاب على الحروف, وعسر ذلك جدا فإنه رتب الحرف الواحد على فصول كثيرة, بحسب تصاريف الكلمة, وبالغ في ذلك حتى فات مقصود الترتيب, وهو تسهيل الكشف, وصار من يريده يحتاج في مراجعة الكلمة إلى تصفح الفصول المتعددة, فرأيت أن ترتيبه على الحروف, مراعيا الثاني والثالث وكذا الرابع وما بعده غالبا أولى, فاختصرت الكتاب المذكور مقتصرا طرق كل حديث [76]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث

للشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الكبير المتعال, المفيض ذخائر المواريث بأنواع الأحاديث من أنوار الأحوال على أهل الكمال, والموصل سند الأخلاف بالأسلاف مع تحقيق الأطراف في المبدإ والمآل, والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا محمد الذي رفع الله تعالى قدره بالبعث والإرسال, لهداية الأمة بسنته الغراء الثابتة بأسانيد الرجال, تأكيدا للهداية بمحكم كتابه المجيد في الماضي والاستقبال, فمهدت ملته الحنيفية بالصحيحين من المعقول والمنقول على كل حال

أما بعد : فيقول العبد الفقير إلى مولاه الخبير عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة النابلسي الدمشقي الحنفي عاملهم الله تعالى في الدنيا والآخرة بلطفه الخفي :

لما كانت كتب الحديث الشريف النبوي جامعة لأنواع الروايات, ولامعة في قلوب الأفاضل بأسرار العلوم والدرايات, وحاوية للأسانيد المختلفة, والتخاريج والتحاويل المؤتلفة, عن الأساتذة الثقات, و كانت الكتب الستة من بين كتب الحديث مشهورة عند علماء الإسلام, وقد اعتنت بروايتها ودرايتها الأكابر الاماجد من الحفاظ الأعلام, وهي : كتاب ( الصحيح من السنن ) للشيخ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري, وكتاب ( الصحيح ) للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري, وكتاب ( السنن ) للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وكتاب ( السنن ) للحافظ أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وكتاب (السنن الصغرى ) المسماة ( المجتبى من السنن ) للحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن علي النسائي, وقد اختلف في السادس فعند المشارقة هو كتاب ( السنن ) لأبي عبد الله محمد بن ماجة القزويني, و عند المغاربة كتاب ( الموطأ ) للإمام مالك بن أنس الأصبحي رحمهم الله تعالى

وكانت الحاجة داعية لعمل أطراف لهذه الكتب السبعة المذكورة على طريقة الفهرست, لمعرفة موضع كل حديث منها, ومكان كل رواية مأثورة, وأن يكون ذلك على وجه الاختصار من غير إخلال ولا إملال, ولا إكثار, شرعت في كتابي هذا على هذا الوصف المشروح, فجاء بحمد الله تعالى مما تقر به العين, ويفرح به القلب, وتنشط له الروح.

وقد سبقني إلى التصنيف في ذلك أجلاء الأئمة من العلماء الأخيار, فتشبتث بأذيالهم في اقتفاء هذا الأثر ولحوق هذا الغبار, إذ كان أول من صنف في ذلك الإمامان الحافظان أبو محمد خلف بن محمد بن علي الواسطي, وأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي, فجمعا أطراف ( الصحيحين ) فقط, فكان كتاب خلف أحسنهما جمعا, وأقلهما خطأ ووهما, ثم صنف في ذلك الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي, فجمع أطراف الكتب الستة المذكورة غير ( الموطأ ), لكن حصل في كتابه من الخلل, ما شهد به بعض أقرانه من أئمة القول والعمل, ثم صنف بعده الحافظ الإمام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي أطراف الكتب الأربعة, وهي ما عدا ( الصحيحين ), و( الموطأ ), فإنه اكتفى بأطراف خلف وأبى مسعود المذكورين

فلما رأى ذلك العلامة عمدة الحفاظ أبو الحجاج يوسف المزي مشى على طريقته الأنيقة, وسار على سيرته متمسكا بعراه الوثيقة, وجمع أطراف الكتب الستة أكمل جمع, فشرح صدر الطالبين وأطرب السمع, ولكنه أطال إلى الغاية و أسهب, وركب في تكرار الروايات كل أدهم وأشهب, وأكثر من ذكر الوسائط فيما بعد الصحابي من الرواة, بحيث من أراد استخراج حديث منه فلا بد من معرفة صحابيه, وتابعيه, وتابع تابعيه, وما بعد ذلك بلا اشتباه, وسرد أسانيد الكتب الستة على التمام, مما يحصل به الغنية بمراجعة المتون الموجودة بأيدي أهل الإسلام, مع إخلاله في بعض المواضع بروايات لم يحذ فيها على حذوه في إتمام الأسانيد الموجودة عند الثقات, حتى جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى فاستدرك عليه أشياء عديدة, ومواضع محتاجة إلى البيان مما كانت إعادته لها مفيدة في مجلدة كبير, واف بعلم كثير سماه ( النكات الظراف على الأطراف )

وقد ظفرنا للشيخ الإمام العمدة الرحلة الشريف ابن الشريف أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن أبي المحاسن الحسيني تلميذ الحافظ المزي ببعض أجزاء من أطراف للكتب الستة أحاديثها مرتبة على حروف المعجم, و أسماء الصحابة فيها مذكورة في أثناء ذلك, وقد تبع فيه شيخه المزي في سرد أسانيد كلها من الكتب الستة, ولكنه حذف الوسائط والتكرار, وسلك فيه مسلكا لطيفا تنشرح به الخواطر والأفكار

فدونك أيها الطالب الراغب في حصول أسنى المواهب, كتابي هذا المفيد للمراد بأدنى ارتياد, وقد سلكت فيه مسلك من تقدمني من الترتيب, وبنيته على مثال تلك الأبنية مع التبويب, ولكني اقتصرت على بيان الرواية المصرح بها دون المرموزة, ولن أذكر من الأسانيد غير مشايخ أصحاب الكتب على طريقة وجيزة

واقتصرت على ذكر الصحابة الأولين, وتركت ذكر الوسائط كلها من التابعين, وتابعي التابعين, ولم أكرر رواية, بل وضعت كل شيء في موضعه بداية ونهاية, وزدت أطراف روايات ( الموطأ ) للإمام مالك, من رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي فإنها المشهورة بين الممالك, وجعلت كان ( سنن ) الإمام النسائي الكبرى حيث قل وجودها في هذه الأعصار ( سننه الصغرى ) المسماة ( المجتبى من سنن النبي المختار )

وقد اعتبرت المعنى أو بعضه دون اللفظ في جميع الروايات, بحيث تذكر الرواية من الحديث, و يشار برموز الحروف إلى ما يوافقها في المعنى دون الكلمات, فعلى الطالب أن يعتبر في مطلوبه المعاني, وهذا أمر واضح عند من يتداول كتب الأطراف ولها يعاني, وإن روى الحديث الواحد عن جملة من الصحابة ذكرت أسماؤهم في محل واحد, أذكر ذلك في مسند واحد منهم, اكتفاء بحصول المقصود والإصابة, وإذا أردت الاستخراج منه فتأمل في معنى الحديث الذي تريده في أي شيء هو, ولا تعتبر خصوص ألفاظه, ثم تأمل الصحابي الذي عنه رواية ذلك الحديث, فقد يكون في السند عن عمر أو انس مثلا والرواية عن صحابي آخر مذكور في ذلك الحديث, فصحح الصحابي المروي عنه ثم اكشف عنه في محله تجده إن شاء الله تعالى

ورمزت للكتب السبعة بالحروف هكذا ( خ ) (لصحيح البخاري), ( م ) (لصحيح مسلم), ( د ) (لسنن أبي داود),( ت ) (لسنن الترمذي), ( س ) (لسنن النسائي), ( هـ ) (لسنن ابن ماجة), ( ط ) (لموطأ الإمام مالك), ورتبته على سبعة أبواب, كل باب منها مرتب ما فيه على ترتيب حروف المعجم, تسهيلا للاستخراج منه على أولي الألباب

الباب الأول في مسانيد الرجال من الصحابة أهل الكمال, الباب الثاني في مسانيد من اشتهر منم بالكنية, الباب الثالث في مسانيد المبهمين من الرجال على حسب ما ذكر فيهم من الأقوال, الباب الرابع في مسانيد النساء من الصحابيات

الباب الخامس في مسانيد من اشتهر منهن بالكنية, الباب السادس في مسانيد النساء المبهمات من النساء الصحابيات, الباب السابع في ذكر المراسيل من الأحاديث, وفي آخره ثلاثة فصول في الكنى وفي المبهمين وفي مراسيل النساء

وسميت كتابي : ( ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث ), وأسال من الله تعالى أن يوفقني إلى إكماله وإتمامه, ويرزقني حسن الخاتمة بحسن اختتامه, ويحفظني من الخطإ فيه والخطل, وينفع من استعمله من علماء هذا الشأن, ويسهل عليهم به كل إيضاح وتبيان, إنه على ما يشاء قدير, وبالإجابة جدير, وحسبنا الله ونعم الوكيل, والله يقول الحق وهو يهدي السبيل [77]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب التخاريج

 

 

تحفة الطالب في تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب

للحافظ عماد الدين  ابن كثير الدمشقي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله حق حمده, وصلواته وسلامة على محمد خير خلقه, وآله أجمعين وصحبه

وبعد :فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ و َالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2), وكان مما من الله سبحانه وتعالى علي أني قرأت الكتاب المختصر الصغير في أصول الفقه, للشيخ الإمام العالم العلامة المتقن, المحقق وحيد عصره, جمال الدين أبي عمرو عثمان بن عمر المالكي, المعروف بابن الحاجب, رحمه الله تعالى, وهو كتاب نفيس جدا في هذا الفن, ووجدت فيه أحاديث جمة, لا يستغني من قرأه عن معرفتها, ولا تتم فائدة الكتاب إلا بمعرفة سقمها من صحتها, فأحببت إذ كان الأمر كذلك أن أجمعها كلها, والآثار الواقعة فيه معها على حدة, وأن أعزو ما يمكن عزوه منها إلى الكتب الستة, البخاري, ومسلم, و أبي داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجة, أو إلى بعضها, أو إلى غيرها إن لم يكن في شيء منها إن شاء الله تعالى

فما كان في البخاري ومسلم معا, أو في أحدهما, إكتفيت بعزوه إليهما, أو إلى أحدهما, وإن كان مع ذلك في كتب ( السنن ) وإن لم يكن فيهما ولا في أحدهما وهو في ( السنن ) الأربعة قلت : رواه الأربعة, وإلا بينت من رواه منهم, و ما لم يكن في شيء من الكتب الستة المذكورة ذكرت من رواه من غيرهم, وقد أذكر سند الحديث, ليعرف حال صحته من سقمه, وما لا يعرف له سند بالكلية كقليل من أحاديث الكتاب, سألت عنه مشايخي في الحديث, ونبهت عليه, و الكلام في الآثار كالأحاديث سواء, وجعلت ذلك كله مرتبا بحسب وقوعه في الكتاب, أولا فأولا, ومتى كرر المصنف حديثا, أو آثرا في موضعين, أو مواضع, تكلمت عليه أول مرة, ونبهت على ما عداها, ثم إن ذكر المصنف حديثا ليس هو في شيء من هذه الكتب الستة بذلك اللفظ الذي أورده, نبهت على ذلك, وذكرت أقرب الألفاظ إلى لفظه, إن شاء الله تعالى, ووسمته : ( بتحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ), والله أسأل أن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, إنه قريب مجيب [78]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المغني عن حمل الأسفار  في الأسفار

في تخريج ما في الإحياء من الاخبار

للحافظ  زين الدين العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أحيا علوم الدين فأينعت بعد اضمحلالها، وأعيا فهوم الملحدين عن دركها فرجعت بكلالها، أحمده وأستكين له من مظالم أنقضت الظهور بأثقالها, وأعبده وأستعين به لعصام الأمور وعضالها, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة وافية بحصول الدرجات وظلالها، واقية من حلول الدركات و أهوالها, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أطلع به فجر الإيمان من ظلمة القلوب وضلالها، وأسمع به وقر الآذان وجلا به زين القلوب بصقالها، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة لا قاطع لاتصالها

وبعد : فلما وفق الله تعالى لإكمال الكلام على أحاديث ( إحياء علوم الدين ) في سنة إحدى وخمسين تعذر الوقوف على بعض أحاديثه, فأخرت تبييضه إلى سنة ستين, فظفرت بكثير مما عزب عني علمه, ثم شرعت في تبييضه في مصنف متوسط حجمه, وأنا مع ذلك متباطئ في إكماله, غير معترض لتركه وإهماله, إلى أن ظفرت بأكثر ما كنت لم أقف عليه, وتكرّر السؤال من جماعة في إكماله, فأجبت وبادرت إليه, ولكني اختصرته في غاية الاختصار, ليسهل تحصيله وحمله في الأسفار, فاقتصرت فيه على ذكر طرف الحديث, وصحابيه, ومخرجه, وبيان صحته, أو حسنه, أو ضعف مخرجه, فإن ذلك هو المقصود الأعظم عند أبناء الآخرة, بل وعند كثير من المحدثين عند المذاكرة والمناظرة, وأبين ما ليس له أصل في كتب الأصول, والله أسأل أن ينفع به إنه خير مسؤول.

فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بعزوه إليه, وإلا عزوته إلى من خرجه من بقية الستة, وحيث كان في أحد الستة لم أعزه إلى غيرها إلا لغرض صحيح, بأن يكون في كتاب التزم مخرجه الصحة, أو يكون أقرب إلى لفظه في ( الإحياء ), وحيث كرر المصنف ذكر الحديث، فإن كان في باب واحد منه اكتفيت بذكره أول مرة, وربما ذكرته فيه ثانياً, وثالثاً لغرض, أو لذهول عن كونه تقدم، وإن كرره في باب آخر ذكرته, ونبهت على أنه قد تقدم, وربما لم أنبه على تقدمه لذهول عنه, وحيث عزوت الحديث لمن خرجه من الأئمة فلا أريد ذلك اللفظ بعينه, بل قد يكون بلفظه, وقد يكون بمعناه, أو باختلاف على قاعدة المستخرجات، وحيث لم أجد ذلك الحديث ذكرت ما يغني عنه غالباً وربما لم أذكره

وسميته : ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ), جعله الله خالصاً لوجهه الكريم, ووسيلة إلى النعيم المقيم.[79]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير

لحافظ أبي حفص عمر بن علي ابن الملقن الشافعي

بسم الله الرحمن الرحيم, ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)

الحمد لله رافع منار الأحكام, ومظهر دينه بأقوى عرى وإحكام, ومشيده بحفاظ جهابذة أعلام, مستمرين مدى الدهور والأعوام, نحمده على ذلك كله وعلى سائر الإنعام, ونشكره على أن جعلنا ممن تصدى لجمع سنن الكرام, ونشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له , شهادة مستمرة على الدوام, وأن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وأزواجه,وذرياته, وأتباعه الغر الكرام

وبعد : فإن أولى العلوم بعد معرفة كتاب الله تعالى سنة الرسول r, إذ هي مبينة الكتاب العزيز الذي : ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) ولذلك أدلة ظاهرة, وبراهين متظاهرة, قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل:44)0( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:64)

وقال عليه الصلاة والسلام في حديث طويل : ( إن ما حرم رسول الله كما حرم الله عز وجل ) حديث صحيح من غير شك ولا مرية, أوده الأئمة الترمذي في (جامعه)[2664], والحاكم في (مستدركه)[1\109], وصححه, والبيهقي [9\331], وقال : إسناده صحيح

هذا مع اتفاق أهل لحل والعقد على أن من شرط المجتهد من القاضي والمفتي أن يكون عالما بأحاديث الأحكام, ليعرف بها الحلال من الحرام, والخاص من العام, والمطلق من المقيد, والناسخ من المنسوخ, وقد ندب الشارع عليه أفضل الصلاة والسلام إلى نقلها, وحثهم على حفظها, و تبليغها من لم يشهدها, فقال في خطبة حجة الوداع : ( هل بلغت ؟, قالوا نعم, قال: فليبلغ الشاهد منكم الغائب, فرب مبلغ أوعى من سامع ) حديث صحيح باتفاق الأئمة, أودعه الشيخان في (صحيحهما) [خ 1741 م 1679]

وقال أيضا ( نضر الله أمرا سمع مقالتي فحفظها ووعاها, فأداها إلى من لم يسمعها, فرب حامل فقه غير فقيه, ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) رواه ابن حبان في (صحيحه)[66], والحاكم أبو عبد الله في (المستدرك على الصحيحين )[1\87] قال : صحيح على شرط الشيخين

وقال : ( بلغوا عني ولو آية ) رواه البخاري في (صحيحه)[3461]

وقال : ( تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم ) رواه أبو حاتم في ( صحيحه )[62] والحاكم في (المستدرك)[1\95], وقال صحيح على شرط الشيخين

فامتثلت الصحابة حينئد الذين هم خير قرون هذه الأمة, بشهادته عليه أفضل الصلاة والسلام فحفظوا عنه أحواله, و أقواله, وأفعاله, امتثالا لأمره, وابتغاء ثوابه وأجره, ثم فعل ذلك بعدهم التابعون وتابعوهم, قبيلا بعد قبيل, وجيلا بعد جيل, تلقوا ذلك عنهم, و استفادوه منهم, رضي الله عنا وعنهم

لكن دخل في ذلك قوم ليسوا من أهل هذا الشأن، ولا جري لهم في هذا الميدان, فأخطأوا فيما نقلوا, و حرفوا, وربما وضعوا, فدخلت الآفة من هذا الوجه, واختلط الصحيح بالسقيم, والمجروح بالسليم, فحينئد أقام الله سبحانه وله الحمد والمنة طائفة كبيرة من هذه الأمة, هم نجوم للدين, و علم للمسترشدين, فدونوا التصانيف المبتكرة, المبسوطة و المختصرة, ونظروا في رجالها جرحا و تعديلا, وانقطاعا وصلا بالنظر التام, وبذلوا وسعهم في ذلك وقاموا به أحسن قيام, أعظم الله أجرهم, ولا خيب سعينا وسعيهم, وهم مستمرون على ذلك مدى الدهور والأعوام, من زمنه عليه الصلاة والسلام إلى انقضاء الدنيا والذهاب بإخباره عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) [80]

فكانت هذه الطائفة كما وصفهم عليه أفضل الصلاة والسلام في الخبر المروي عنه مرسلا من جهة إبراهيم بن عبد الرحمن العذري, ومسندا من جهة أبي هريرة, وعبد الله بن عمرو كما رواهما العقيلي, قال عبد الحق : والأول أحسن, ونازعه ابن القطان, وفيه وقفة, فقد سئل أحمد عنه, فقال : صحيح , ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله, ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين ) [81]

ومَنَّ الله سبحانه وتعالى وله الحمد والنعمة على هذه الطائفة بالحفظ الوافر, كالبحر الزاخر, و هذه نبذة من حالهم لتعرف قدرهم واجتهاده ومحلهم [ وذكر نقولا كثير ة في حفظ أئمة الحديث ]

فصل : فهذه نبذة من أحوال هؤلاء الحفاظ الذين تتنزل الرحمة بذكرهم, وهي مختصرة بالنسبة إلى ما تركناه, ذكرتها لك مجموعة أيها الناظر في هذا الموضع لتعرف منازلهم, وما كانوا عليه, و كيف حالهم في اجتهادهم في هذا العلم, والإكباب عليه, فلعل ذلك يكون محركا في المسارعة إلى تتبع أثرهم, والسير إليه, لعلك تصل إلى بعض ما وصلوا إليه, أو إلى كله, ففضل الله وعطاؤه واسع, لا زال منهلا لديه

ثم وفق الله العظيم وله الحمد والمنة, هؤلاء الحفاظ, الأئمة النقاذ إلى [ وصول ٍ] ما حفظوه إلينا و تقريب ما تقلدوه علينا, فصنفوا في ذلك مصنفات مبتكرة, مطولة ومختصرة, واختلف العلماء في أول من صنف الكتب على ثلاثة أقوال, أحدها عبد الملك بن جريج, ثانيها الربيع بن صبيح, ثالثها سعيد بن أبي عروبة, حكاه ابن الجوزي في (جامع المسانيد), واختلفت في ذلك مقاصدهم, وتشعبت آراؤهم, وكلها مقاصد حسنة, وأفعال مستحسنة, فمنهم من رأى أن تدوينه على مسانيد الصحابة y أقرب إلى ضبطه, فرتبه كذلك, كالإمام أحمد بن حنبل في (مسنده) ونظرائه, قال الحاكم : أول من صنف (المسند) على تراجم الرجال عبيد الله بن موسى العبسي, وأبو داود ومنهم من رأى تدوينه على ترتيب أبواب الفقه أسرع لتناوله, فرتبه كذلك, وقيل أول من فعل ذلك الربيع بن صبيح, وقيل مالك بن أنس في (موطئه), و به جزم الإمام الرافعي في (أماليه), ثم من بعدهم جمع كبير, وجم غفير, كعبد الرزاق, وابن أبي شيبة, وغيرها

وهلم جرا إلى زمن الإمامين الحافظين الناقدين, أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, في كتابيهما (الصحيحين), والتزما ألا يوردا فيهما إلا حديثا صحيحا, وتلقتهما الأمة بالقبول, ثم ألف جماعة في زمنهما كتبا على الأبواب, من غير التزام فيها ما التزمناه, فلم تلتحق بها, (كسنن أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني), و(جامع أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي الضرير), و(سنن أبي عبد الرحمن النسائي), و(سنن أبي عبد الله بن ماجة القزويني), وألف جماعة أخر كتبا كذلك, فبعضهم شرط أن يكون مصنفه مخرجا على أحاديث (الصحيحين) أو أحدهما, ككتاب أبي نعيم, والبرقاني, والإسماعيلي, وأبي عوانة, وبعضهم شرط أن يستدرك ما أهمله الشيخان في (صحيحيهما), كما فعل الحاكم أبو عبد الله في الكتاب الذي سماه (بالمستدرك على الصحيحين), وبعضهم شرط في مصنفه الصحة مطلقا, لا على رأي, بل على رأيهم, (كصحيح إمام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة), و(صحيح أبي حاتم بن حبان) المسمى (بالتقاسم و الأنواع), لم يرتبه مصنفه على الترتيب المذكور, وإنما رتبه على ترتيب خاص بديع, وبعضم لم يشترط شرطا, وإنما أودعا في تصانيفهما الصحيح, ولضعيف, مبينبن ذلك, (كسنن أبي الحسن الدراقطني), و (السنن الكبير) للحافظ أبي بكر البيهقي, المرتب على ترتيب (المبسوط) الذي صنفه على ترتيب (مختصر المزني)

هذا كله كان على رأي السلف الأول, يذكرون الأحاديث بالأسانيد في هذه التصانيف, إذ عليه المعول, وأما المتأخرون فاقتصروا على إيراد الأحاديث في تصانيفهم بدون الإسناد, مقتصرين على العزو إلى الأئمة الأول, إلا أفرادا من ذلك و آحادا, كأحكام عبد الحق (الكبرى) , و(الصغرى)[82] و(الوسطى) [83], وعلى (الوسطى) اعتراضات للحافظ أبي الحسن ابن القطان [84], وما أكثر نفعه, وعن بعضها أجوبة لبعض المتأخرين [85], و(أحكام) الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المعروف بالضياء المقدسي [86], و لم يتمم كتابه, وصل فيه إلى أثناء الجهاد, وهو أكثرها نفعا, و (أحكام) الحافظ عبد الغني المقدسي

( الكبرى) [87], و(الصغرى) [88], و(أحكام) الحافظ مجد الدين عبد السلام ببن تيمية المسمى : (بالمنتقى)[89], وهو كاسمه وما أحسنه, لولا إطلاقه في كثير من الأحاديث العزو إلى كتب الأئمة دون التحسين و التضعيف, يقول مثلا رواه أحد رواه الدراقطني, رواه أبو داود, و يكون الحديث ضعيفا, و أشد من ذلك كون الحديث في (جامع الترمذي) مبينا ضعفه فيعزيه إليه من غير بيان ضعفه, و ينبغي للحافظ جمع هذه المواضع, وكتبها على حواشي هذا الكتاب, أو جمعها في مصنف, لتكمل فائدة الكتاب المذكور, وقد شرعت في كتب ذلك على حواشي نسختي, وأرجو إتمامه, و(أحكام) الحافظ محب الدين الطبري [90], نزيل مكة شرفها الله تعالى, وهو أبسطها, وأطولها, و (أحكام) بقية المجتهدين في هذا الفن تقي الدين أبي الفتح القشيري المسمى (بالإلمام) [91], وشرط فيه كما قال في خطبته : أن لا يخرج إلا حديثا قد صححه أحد من الأئمة, أو زكى رواته واحد منهم, وإن كان غيره قد ضعفه.

وأما كتابه (الإمام) [92] فهو للمسلمين إمام, ولهذا الفن زمام, لا نظير له لو تم جاء في خمسة وعشرين مجلدا كما قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه (سير النبلاء), وهو حقيق بذلك, فقد رأيت من أوله على أثناء كتاب الصلاة في الكلام على رفع اليدين في ثلاث مجلدات ضخمات.

ونقل الذهبي في الكتاب المذكور عن شيخنا قطب الدين عبد الكريم الحلبي [93] رحمة الله عليه أنه كمل تسويد هذا الكتاب, كذلك سمعته من بعض مشايخنا يحكي عن الهمذاني عن المصنف أنه كمله, و الموجود بأيدينا منه متواليا ما قدمته, و قطعة من الحج والزكاة, ولو بيض هذا الكتاب, و خرج إلى الناس لاستغى به عن كل كتاب صنف في نوعه, أو بقيت مسودته, ويقال : إن بعضهم أفسد قطعة منه حسدا, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [94]

هذا كلامهم فيما يتعلق بمتن الحديث, وأما متعلقاته, فأمر غريبه فأفرده بالتصنيف أبو عبيد معمر بن المثنى, وتلميده أبي عبيد القاسم بن سلام, و النضر بن شميل, والهروي, وابن الأثير, وغيرهم

وأمر أسماء رواته جرحا وتعديلا, وأول من تكلم في ذلك شعبة, ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان, ثم أحمد بن حنبل, ويحيى بن معين, كما قاله صالح بن محمد البغدادي [95], فأفرده بالتصنيف يحيى بن معين, وهو أول من وضع كتابا في ذلك, ثم البخاري ثم أبو زرعة , وأبو حاتم, والنسائي, ومن بعدهم كالعقيلي, والأزدي, وابن حبان

قال الشيخ تقي الدين في كتابه (الإقتراح): أعراض المسلمين حفرة من حفر النار, وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدثون والحكام.

قال : و كان شيخ شيوخنا أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح : هذا جاز القنطرة, يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه, قال الشيخ : وهكذا نعتقد, وبه نقول, ولا نخرج عنه إلا ببيان شاف, وحجة ظاهرة.

وأمر صحابته أفرده بالتصنيف أبو نعيم, وأبو موسى الأصبهانيان, وابن قانع, وابن عبد البر, وابن الأثير, وغيرهم, و كذلك فعلوا قدس الله أرواحهم ونور ضرائحهم بباقي أنواعه, وفنونه الزائدة على الستين نوعا, أنجح الله قصدهم, ولا خيب سعينا وسعيهم, فلقد بذلوا جهدهم فيما صنفوه, وأتعبوا فكرهم فيما وضعوه, وحرروه, ولم يبق همة أكثر الفضلاء من المتأخرين إلا النظر فيما هذبوه, والإقتباس مما قيدوه, وضبطوه, ولعمري إن ذلك اليوم لمن أشرف المطالب, وأعظم المقاصد

وكنت ممن أنعم الله سبحانه وتعالى وله الحمد والمنة عليه محبة العلوم الشرعية, خصوصا هذا العلم الشريف, فكنت أعلق فوائده, وأضبط شوارده, وأقيد أوابده, وأسمع عاليه ونازله, كاشفا عن فنونه, باحثا عن علمه, أعني صحيحه, وحسنه, وضعيفه, ومتصله, ومرسله, و منقطعه, ومعضله, ومقلوبه, مشهوره, وغريبه, وعزيزه, و منكره, ومعروفه, وآحاده, ومتواتره, و أفراده, وشاذه, ومعلله, ومدرجه, ومسلسله, وموضوعه, ومختلفه, إلى غير ذلك من معرفة حال أسانيده جرحا, وتعليلا , وأنسابا, وتاريخا, وصدقا, و تدليسا, واعتبارا, ومتابعة, ووصلا, و إرسالا, ووقفا, وانقطاعا, وزيادة الثقات, وما خولف فيه الأثبات, و معرفة الصحابة, وتابعيهم, و تابعي التابعين, رضي الله عنهم أجمعين, ويسر الله تعالى لنا سبحانه وله الحمد والمنة من الكتب التي يحتاج إليها طالب هذا الفن زيادة على مائة تأليف, كما سأعدها لك في آخر الخطبة, فأحببت أن أشتغل بكتابة الحديث النبوي عليه أفضل الصلاة والسلام, وأعظم التحية والإكرام, رجاء شفاعته في يوم القيامة, يوم الهول و الملامة, وثواب الله الكريم, وفضله العميم

وقد قال عبد الله بن مسعود فيما روينا عنه : ( اغد عالما, أو متعلما, ولا تغد الثالثة فتهلك ), وفي (المعجم الكبير) للطبراني من حديث عطاء بن مسلم, عن خالد الحذاء, عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال سمعت رسول الله r يقول: ( اغد عالما, أو متعلما, أو مستمعا, أو محبا, ولا تكن الخامسة فتهلك ) [96]

قال يعني بالخامسة المبغض, ورجاء وصول هذا العلم الشريف إلى ذهني الركود, وقريحتي التي قل أن تجود, وامتثالا لقول العلماء أولي الفضل والتفضيل, التصنيف أحد طريقي التحصيل, ولا شك ولا مرية أن أهم أنواعه قبل الخوض في فهمه, معرفة صحيحه من سقيمه, قال الشيخ تقي الدين في كتابه (الاقتراح) نحن نرى أن من أهم علوم الحديث ما يؤدي إلى معرفة صحيح الحديث

فبقيت زمنا متحيرا فيم أكتبه, وما أعلقه, وأصنفه, إلى أن أختار الله سبحانه وتعالى و الخيرة بيده, كما قال في كتابه ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) (القصص:68), وله الحمد والمنة بتأليف كتاب نفيس, لم أسبق إلى وضعه, ولم ينسج على منواله و جمعه, وأهل زمانا وغيرهم شديدوا الحاجة إليه, وكل المذاهب تعتمد في الإستدلال عليه, وهو أن أتكلم على الأحاديث والآثار الواقعة في ( الفتح العزيز في شرح الوجيز ) [97]وهو الشرح الكبير الذي صنفه إمام الملة والدين أبو القاسم عبد الكريم ابن الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي قدس الله روحه, ونور ضريحه, فإنه كتاب لم يصنف في المذهب على أسلوبه, ولم يجمع أحد سلف كجمعه, في ترتيبه وتنقيحه وتهذيبه, ومرجع فقهائنا في كل الأقطار اليوم في الفتوى و التدريس والتصنيف إليه, واعتمادهم في هذه الأمور عليه, لكنه أجزل الله مثوبته مشى في هذا الشرح المذكور على طريقة الفقهاء الخلص, في ذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعات والمنكرة والواهيات, والتي لا تعرف أصلا في كتاب حديث, لا قديم ولا حديث, في معرض الإستدلال من غير بيان ضعيف من صحيح, وسليم من جريح, وهو رحمه الله إمام في الفن المذكور, وأحد فرسانه كما سيأتي إيضاحه في ترجمته, فتوكلت حينئد على الله سبحانه وتعالى في ذلك وسألته التوفيق في القول والعمل, والعصمة من الخطأ والخطل

وكنت عزمت على أن أرتب أحاديث وآثار الكتاب المذكور على مسانيد الصحابة, فأذكر الصحابي وعدة ما روي من الأحاديث, وماله من الآثار, فثنيت العنان عن ذلك لوجهين :

أحدهما أن الإمام الرافعي في كثير من المواطن لا يذكر إلا نفس الحديث, ويحدف الراوي إذ هو موضع الحاجة, فلا يهتدي طالب الحديث إليه, لأنه لا يعرف مظنته

الثاني: أن ذلك يعسر على الفقيه, فإنه يستدعي معرفة جميع الأحاديث والآثار الواقعة في (شرح الرافعي), واستحضارها وهي زائدة على أربعة آلاف بمكررها, وربما عسر ذلك عليهم

فرتبته على ترتيب (شرح الرافعي) لا أغير منه شيئا بتقديم ولا بتأخير, فأذكر كل باب وما تضمنه من الأحاديث و الآثار, فمتى طلب الطالب حديثا أو أثرا في كتاب الطهارة منه, فزع إلى كتاب الطهارة من هذا التأليف, أو في كتاب الصلاة فزع إلى كتاب الصلاة منه, وهكذا أولا فأول, على الترتيب والولاء, إلى آخر الكتاب, إن شاء الله تعالى ذلك وقدره.

معزيا إلى الأصول المخرج منها,فإن كان الحديث أو الأثر في (صحيحي) الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, أو أحدهما, اكتفيت بعزوه إليهما, أو إليه, و لا أعرج على من رواه غيرهما من باقي أصحاب الكتب الستة, والمسانيد, و الصحاح, لأنه لا فائدة في الإطالة بذلك, وإن كان الحافظ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية اعتمد ذلك في (أحكامه), لأن الغرض الإختصار, وذلك عندي بحمد الله من أيسر شيء, اللهم إلا يكون في الحديث زيادة عند غيرهما, والحاجة داعية إلى ذلك, فأشفعه بالعزو إليهم

وإن لم يكن الحديث في واحد من (الصحيحين) عزوته إلى من أخرجه من الأئمة, كمالك في (موطئه), والشافعي في (الأم), و(مسنده), الذي جمع من حديثه, و(سننه) التي رواها الطحاوي, عن المزني عنه, و(سننه) التي رواها أبو عبدا لله محمد بن عبد الحكم عنه, وأحمد في (مسنده), و عبد الله بن وهب في (موطئه), وأبي داود في (سننه), وأبي عيسى الترمذي في (جامعه), وأبي عبد الرحمن النسائي في (سننه الكبير) المسمى (المجتبى) [98], و(الصغير) المسمى (المجتبى), وأبي عبد الله بن ماجة القزويني في (سننه), وأبي عوانة في (صحيحه), وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في القطعة التي وقف عليها من (صحيحه), و أبي حاتم ابن حبان في (صحيحه) المسمى : (بالتقاسيم و الأنواع) [99] , وفي كتابه ( وصف الصلاة بالسنة)[100] , وأبي بكر الإسماعيلي في (صحيحه), وأبي عبد الله الحاكم فيما استدرك على (الصحيحين), و ابن أبي شيبة, والحميدي, والدارمي, وأبي داود الطيالسي, وإسحاق بن راهويه, وأبي يعلى, والبزار, و الحارث بن أبي أسامة في (مسانيدهم), وابن الجارود في (المنتقى), والدراقطني في (سننه), وأبي بكر البيهقي في (السنن الكبير), وانتقد عليه بعض شيوخنا مواضع يمكن الجواب عنها [101], و(معرفة السنن والآثار), و (شعب الإيمان), و (المعاجم الثلاثة) للطبراني, وجميع (المعجم الكبير) [102] ستون ألف حديث, كما قاله ابن دحية في كتاب (الآيات البينات), وقال في موضع آخر منه: وقيل ثمانون ألفا, وجمع بين القولين في كتابه (خصائص أعضاء رسول الله r) وعاش مائة سنة, وقال صاحب (مسند الفردوس)[103] : ويقال (الأوسط) [104] ثلاثون ألفا حديث, و( الطهور) لأبي عبيد القاسم بن سلام [105], و(سنن الألكائي) [106], و (سنن) أبي علي بن السكن المسمى (بالسنن الصحاح المأثورة) [107]

ناظرا على ذلك من كتب الصحابة ما صنفه أبو نعيم [108], وأبو موسى الأصبهانيان, وابن عبد البر, و ابن قانع في ( معجمه) [109], وعبد الكريم الجزري في كتابه (أسد الغابة)[110], وما زاده الحافظ أبو عبد الله الذهبي من (طبقات ابن سعد) وغيره, في اختصاره للكتاب المذكور وما أهمله [111]

ومن كتب الأسماء جرحا وتعديلا وغير ذلك (تواريخ البخاري)[112], و(الضعفاء) له [113], و (الضعفاء) للنسائي [114], و (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم [115], و(الضعفاء) للعقيلي [116], و (الكامل) [117] لابن عدي, و(الضعفاء) لابن حبان [118], و(الثقات ) له [119], و(الثقات) لابن شاهين [120], و(المختلف فيهم) له[121] , و (الضعفاء) لأبي العرب [122], و(الضعفاء) لأبي الفرج ابن الجوزي [123], وما جمعه الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه المسمى (بالمغني في الضعفاء) [124] وما ذيل عليه, وما جمعه آخرا, وسماه (بميزان الإعتدال في نقد الرجال) [125], وهو من أنفس كتبه, و(رجال الصحيحين) لابن طاهر [126], غير معتمد عليه, و(الكنى) للنسائي [127], و (الكنى) للدولابي [128], و (الكنى) للحافظ أبي أحمد الحاكم [129], وهو أكبرها, و(المدخل إلى الصحيحين) للحاكم أبي عبد الله [130], و(التذهيب) [131] للحافظ أبي عبد الله الذهبي, و أصله المسمى (بتهذيب الكمال) للحافظ جمال الدين المزي [132], وما نقب عليه, و(الكمال), و (الكاشف) [133], و(الذب عن الثقات) [134], و (من تكلم فيه وهو موثق) [135] للحافظ أبي عبد الله الذهبي, و(الأسماء المفردة) للحافظ أبي بكر البرديجي [136], و(أسماء رواة الكتب) لأبي عبد الله ابن نقطة [137], و (كشف النقاب عن الأسماء و الألقاب) لأبي الفرج ابن الجوزي [138], و(الأنساب) لابن طاهر [139], و(إيضاح الإشكال) للحافظ عبد الغني المصري [140], و(غنية الملتمس في إيضاح الملتبس) للخطيب البغدادي [141], و (موضح أوهام الجمع والتفريق) له [142], وهو كتاب نفيس, وقع لي بخطه, و (تلخيص المتشابه في الرسم و حماية ما أشكل نه عن بوادر التصحيف والوهم) له أيضا [143], و (أسماء من روى عن مالك) له [144], وكتاب (الفصل للوصل المدرج في النقل) له[145], و(التهذيب) [146] للشيخ محيي الدين النواوي

ومن كتب العلل: ما أورده أحمد [147], وابن المديني [148], وابن أبي حاتم [149], والدراقطني [150], وابن القطان [151], وابن الجوزي [152] في عللهم, قال ابن مهدي: لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي

ومن كتب المراسيل: ما أودعه أبو داود [153], وابن أبي حاتم [154], وابن بدر الموصلي [155], وشيخنا صلاح الدين العلائي حافظ زمانه [156], أبقاه الله في خير وعافية في (مراسيلهم)

ومن كتب الموضوعات: ما أودعه ابن طاهر[157], والجوزقاني [158], وابن الجوزي [159], والصغاني [160], وابن بدر الموصلي [161] في موضوعاتهم

ومن كتب الأطراف (أطراف) الحافظ جمال الدين المزي, حافظ الوقت, المسماة (بتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) [162], اقتصرت عليه, لكونه هذب الأطراف المتقدمة عليه, مع جمعه لها, (كأطراف) خلف وأبي مسعود, وابن عساكر, وابن طاهر, واستدرك جملة عليهم, و(أطراف) خلف أقل وهما و خطأ من (أطراف) أبي مسعود, و(أطراف) ابن طاهر كثيرة الوهم, كما شهد بذلك حافظ الشام ابن عساكر

ومن كتب الأحكام: (أحكام) عبد الحق (الوسطى) و(الصغرى), و(أحكام الضياء), و (الأحكام الكبرى) لعبد الغني المقدسي, و(أحكام أبي عبد الله محمد بن فرج المعروف بالطلاع) [163], و (المنتقى) لمجد الدين ابن تيمية, و(الإلمام) للشيخ تقي الدين,والموجود من (الإمام) له, و(الخلاصة) للشيخ محيي الدين النووي [164], وهي مفيدة, ولم يكملها, وما ذكره الحافظ أبو محمد المنذري في كتاب (اختصار سنن أبي داود) [165] من اعتراضات وفوائد

ومن كتب الخلافيات: (خلافيات) الحافظ أبي بكر البيهقي [166], ولم أر مثلها, بل ولا صنف, و (خلافيات) الحافظ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي, المسماة ( التحقيق في أحاديث التعليق) [167], و هي مفيدة, وما نقب عليها

ومن كتب الأمالي: (أمالي) ابن السمعاني, و(أمالي) ابن منده [168], و(أمالي) ابن عساكر, و (أمالي) إمام الملة والدين أبي القاسم الرافعي, الذي تصدينا لإخراج أحاديث شرحه الكبير, وهي مفيدة جدا, لم أر أحدا مشى على منوالها, فإنه أملاها في ثلاثين مجلسا, ذكر في كل مجلس منها حديثا بإسناده, على طريقة أهل الفن, ثم تكلم عليه بما يتعلق بإسناده, و حال رواته, وغريبه, وعربيته, و فقهه, ودقائقه, ثم يختمه بفوائد, وأشعار, وحكايات, ورتبها ترتيبا بديعا على نظم كلمات الفاتحة, بإرداف كلمة أمين لأنها بها ثلاثون كلمة, فاشتمل الحديث الأول على كلمة الإسم, و الثاني على اسم الله العظيم, والثالث على الرحمن, و هلم جرا إلى آخرها, وهذا ترتيب بديع , وسماها (الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة), ومن نظر في الكتاب المذكور عرف قدر هذا الإمام, و حكم له بتقدمه في هذا العلم خصوصا

ومن كتب الناسخ والمنسوخ : ما أودعه الإمام الشافعي في (اختلاف الحديث) [169], والأثرم [170], و الحازمي [171], وابن شاهين [172], وابن الجوزي [173], في تواليفهم

ومن كتب المبهمات في الحديث: ما أودعه الحافظ الخطيب أبو بكر البغدادي [174], وابن بشكوال [175], و ابن طاهر [176] في تواليفهم, وما زاده الشيخ محيي الدين النووي في اختصاره لكلام الخطيب [177], والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في أخر كتابه المسمى (بتلقيح فهوم الأثر في المغازي والسير) [178]

ومن شروح الحديث والغريب: ما ذكره القاضي عياض [179], والمازري قبله [180], والنووي, القرطبي [181], في شروحهم (لمسلم), وما شرحه الخطابي من (سنن أبي داود) [182] و(البخاري) المسمى (بالأعلام) [183], و ما شرحه النووي من (البخاري) [184], و(سنن أبي داود) [185], ولم يكملهما, وما شرحه الشيخ تقي الدين من أوائل (الإلمام) [186], وما شرحه شيخنا حافظ مصر فتح الدين ابن سيد الناس من (جامع الترمذي)[187], و لو كمل كان في غاية الحسن, و(شرح مسند الإمام الشافعي) لابن الأثير [188], وللإمام أبي القاسم الرافعي أيضا [189], وهو من جملة ما يعرف به قدره في هذا الفن,وما أودعه أبو عبيد القاسم بن سلام في (غريبه) [190] الذي جمعه في أربعين سنة, وكان خلاصة عمره, والحربي صاحب الإمام أحمد في (غريبه الكبير) [191], والزمخشري في (فائقه) [192], وابن قرقول في (مطالعه) [193], و الهروي في (غريبه) [194], وابن الأثير في (نهايته), وما ذكره في (جامع الأصول), وما ذكره القلعي [195], وابن باطيش [196], وابن معن[197], في كلامهم على (المهذب), والخطابي في (تصحيفات المحدثين) [198], والصولي فيه أيضا, و العسكري فيه أيضا [199], و المطرزي في (مغربه) [200], وما أكثر فوائده

ومن كتب أسماء الأماكن : ما أدعه الوزير أبو عبيد البكري في (معجم ما استعجم من البلدان), والحافظ أبو بكر الحازمي في تأليفه المسمى (بالمختلف والمؤتلف من أسماء الأماكن), وهما غاية في بابهما

ومن كتب أخرى حديثية: (كمعجم أبي يعلى الموصلي) [201], و(جامع المسانيد بألخص الأسانيد)[202] لأبي الفرج بن الجوزي, وهو تلخيص (مسند الإمام أحمد بن حنبل), و(نقي النقل) له [203], وكتاب (تحريم الوطء في الدبر) [204] له, و (بيان خط من أخطأ على الشافعي في الحديث) للبيهقي [205], و(في اللغة ) له أيضا, و(حياة الأنبياء في قبورهم) [206] له أيضا, وكتاب (الأشربة) للإمام أحمد [207], و(الحلية)[208] لأبي نعيم, و(أمثال الحديث) للرمهرمزي [209], و(الأوائل) للطبراني [210], و(علوم الحديث) للحاكم أبي عبد الله, وابن الصلاح, و(الدعوات الكافية في الأدوية الشافية) لابن القسطلاني , و (الأدعية) للحافظ أبي الفضل المقدسي, و0(الصوم) له [211], و(الصيام من السنن المأثورة) للقاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل [212], و (كلام الحافظ أبي الفضل بن طاهر على حديث معاذ) [213], و (أحاديث الشهاب) [214], و(المحلى شرح المجلى) لأبي محمد بن حزم [215], وما رده عليه ابن عبد الحق, وابن مفوز, وشيخنا قطب الدين عبد الكريم الحلبي الحافظ في جزء جيد [216], وما أكثر فوائده, و(رسائل ابن حزم في القياس), و(فضائل الجهاد) لبهاء الدين ابن عساكر ابن الحافظ المشهور[217]

ومن مصنفات أبي الخطاب ابن دحية, (الآيات البينات في أعضائه عليه السلام) [218], و(مرج البحرين في فوائد المشرقين والمغربين), و(العلم المشهور في فضائل الأيام والشهور), و(خصائص الأعضاء), و(التنوير في مولد السراج المنير) [219], وغيرها من مؤلفاته المفيدة

ومن كتب أخرى متعلقة بالفقه: (كتخريج أحاديث المهذب)[220] للشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري, رأيت منه إلى أواخر الحج, وشأنه إيراد الأحاديث بأسانيده, وكلام الشيخ تقي الدين ابن الصلاح, والنووي على 0الوسيط) [221],و(المهذب), وكلام الإمام الرافعي في (التذنيب) الذي له على (الوجيز), وكلام الشيخ نجم الدين ابن الرفعة في (شرحي الوسيط) و(التنبيه) وغير ذلك

هذا ما حضرني الآن من الكتب التي نظرتها واعتمدت عليها في هذا التصنيف وانتخبتها, وأما الأجزاء الحديثية, و المصنفات اللطيفة, والفوائد المنتخبة من الخبايا والزوايا, فلا تنحصر مصنفاتها, وكل نقولاتها في الكتاب معزوة على قائلها وناقلها فإن كان في المظنة أطلقته, وإن لم يكن فيها قيدته ببابه

وعددت هذه الكتب هاهنا لفائدتين: إحداهما أن الناظر قد يشكل عليه شيء مما ذكرناه عن هؤلاء الأئمة فيراجعه من تواليفهم, الثانية:ليعرف مقدار هذا الكتاب وبذل جهد الطاقة والوسع فيه, فإن كمل ما رمناه, وحصل ما قصدناه,حصل عندك أيها الطالب خزانة من أنواع العلوم المذكورة فيه, وكملت فائدة (شرح الرافعي), لأن محصلهما حينئد يكون جامعا للفنين, أعني الفقه والحديث, وحائزا للمنفعتين, و يلتحق بمن إذا ذكروا في القديم والحديث, يقال في حقهم الجامعون بين الفقه والحديث,وأتوسط في العبارة فيما أورده من علل الحديث, ومتعلقاته, وإذا تورد على التعليل أو غيره من الفنون المتعلقة به أئمة ذكرت قول أشهرهم لئلا يطول الكتاب,وأنبه مع ذلك على ما أظهره الله على يدي مما وقع للمتقدمين والمتأخرين من وهم, أو غلط, أو اعتراض, أو استدراك, قاصدا بذلك النصيحة للمسلمين, حاشا الظهور أو التنقيص, معاذ الله من ذلك, فهل الفضل إلا للمتقدم, وغالب ذلك إنما يقع من التقليد, ونحن برآء منه بحمد الله, وأتبع الكلام غالبا بعد بيان صحة الحديث, وضعفه, وغرابته, إلى غير ذلك من فنونه, بما وقع فيه من ضبط ألفاظ, وأسماء, وفوائد وإشكالات, وهذا النوع وإن كان كتابنا هذا غير موضوع له, فبه تكمل الفائدة,.وتتم العائدة, غلا أنا نتحرى الإختصار في إيراده, ونقتصر في إبرازه, حذر السآمة والملل

ووسمته : ( بالبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير ), وقدمت في أوله فصولا, تكون لمحصله وغيره قواعد يرجع إليها, وأصولا في شروط الكتب الستة, وغيرها من الكتب المصنفة المتقدمة, ليعتمد على شرطها من أول الكتاب إلى آخره, وفي أخرها فصلا في حال الإمام الرافعي, ومولده, ووفاته, وشيوخه, ومصنفاته, فإنه في الإسلام بمحل خطير, وبكل فضيلة جدير, ليعرف قدره, ويرد على من جهل حاله وفضله, وبيان حال والده, ووالدته, فإنهما من الذين تتنزل الرحمة بذكرهم, ويبتهل على الله ببركتهم, جعله الله مقربا من رضوانه, مبعدا من سخطه وحرمانه, نافعا لكاتبه, وسامعه, نفعا شاملا في الحال والمآل, إنه لما يشاء فعال, لا رب سواه, ولا مرجوا إلا إياه

الهم انفعني به يوم القيامة, يوم الحسرة والندامة, ووالدي مشايخي, وأحبابي, والمسلمين أجمعين, إنه على ما يشاء قدير, و بكل مأمول جدير

[ثم ذكر فصولا في شروط الأئمة في كتبهم, وفصلا في معرفة حال الإمام الرافعي وسيرته,ثم قال]

هذا آخر ما أردت ذكره من هذه الفصول وهي مهمة, نافعة, سيما مناقب الإمام الرافعي ووالده, ووالدته, فإن بذلك يعرف قدرهم, وفضلهم, بسطناها هنا بسطا حسنا,و لا يوجد كذلك في كتاب, وإذ قد فرغنا من هذه الفصول, فلنشرع الآن في الغرض الأهم, المقصود, متوكلين على الصمد المعبود, أسأل الله الكريم إتمامه مصونا عاجلا على أحسن الوجوه, وأبركها, وأعمها, وأنفعها, وأدومها, بمحمد وآله [222]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

خلاصة البدر المنير تخريج أحاديث الشرح الكبير

للحافظ أبي حفص ابن الملقن

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه نستعين, وعليه نتوكل, الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, ونشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, و نشهد أن محمدا عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

وبعد : فلما يسر الله تعالى وله الحمد والمنة الفراغ من كتابي المسمى ( بالبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير ) لإمام الملة والدين حجة الإسلام والمسلمين, أبي القاسم عبد الكريم الرافعي شرح وجيز حجة الإسلام أبي حامد الغزالي, أسكنهما الله وإياي بحبوحة جنته, وجمع بيني وبينها في دار كرامته, حمدت الله سبحانه وتعالى على إتمامه, وسألته المزيد من فضله وإنعامه, وشكرته إذ جعلني من خدام العلوم الشرعية, سيما هذا العلم الذي هو أساس العلوم بعد كتاب الله تعالى

وكان الكتاب المذكور قد اشتمل على زبد التآليف الحديثية, أصولها وفروعها, قديمها وحديثها, زائدة على مائة تأليف, نظرتها كما عددتها فيه, أرجو أن باحثه ومحصله يلتحق بأئمته الأكابر, ولا يفوته من المحتاج إليه إلا النادر, لأن شرح ( الوجيز ) احتوى على غالب ما في كتب الأصحاب من الأقوال, والوجوه والطرق, وعلى ألوف من الأحاديث و الآثار, تنيف على أربعة آلاف بمكررها, وقد بيناها في الكتاب المذكور, على حسب أنواعها من الصحة, والحسن, و الضعف, والاتصال, والإرسال, والإعضال, والانقطاع, والقلب, والغرابة, والشذوذ, والنكرة, والتعليل, والوضع, و الإدراج, والاختلاف, والناسخ, والمنسوخ إلى غير ذلك من علومه الجمة, كضبط ألفاظ, وأسماء, وتفسير غريب, و إيضاح مشكل, وجمع متن أحاديث متعارضة, والجواب عنها, فمن جمع بين الكتابين المذكورين أعني كتابنا هذا, و الشرح الكبير للإمام الرافعي وفقه مغزاهما فقد جمع بين علمي الفقه والحديث, وصار حافظ أوانه, وشافعي زمانه, وبرز على شيوخه عوضا عن أقرانه, لا يساوونه ولا يدانونه, إلا أن العمر قصير, والعلم بحر مداه طويل, والهمم فاترة, و الرغبات قاصرة, والمستفيد قليل, والحفيظ كليل, فترى الطالب ينفر من الكتاب الطويل, ويرغب في القصير, ويقنع باليسير, وكان بعض مشايخنا عامله الله بلطفه في الحركات والسكنات, وختم أقواله وأفعاله بالصالحات, أشار باختصاره في نحو عشر الكتاب, تسهيلا للطلاب, وليكون عمدة لحفظ الدارسين, ورأس مال لإنفاق المدرسين

فاستخرت الله تعالى في ذلك, وسألته التوفيق في القول والعمل, والعصمة من الخطأ والخطل, من غير إعراض عن الأول, إذ عليه المعول, فشرعت في ذلك ذاكرا من الطرق أصحها, أو أحسنها, ومن المقالات أرجحها, مشيرا بقولي : ( متفق عليه ), لما رواه إماما المحدثين, أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردذبه الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وبقولي : ( رواه الأربعة ) لما رواه الترمذي في ( جامعه ), وأبو داود, والنسائي, وابن ماجه في ( سننهم ), وبقولي : ( رواه الثلاثة ) لما رواه المذكورون خلا ابن ماجه في ( سننهم ), وبقولي: ( غريب ), أني لا أعلم من رواه, وما عدا ذلك أسمي من رواه, وحيث أطلقت النقل عن البيهقي فهو في ( سننه ) الكبير, وهذا المختصر على ترتيب أصله, لا أغير منه شيئا, بتقديم ولا تأخير, فلعلك ترى أيها الناظر حديثا غير مناسب للباب, فأعلم أن الرافعي ذكره كذلك, فإن دعي هذا المختصر ( بالخلاصة ) كان باسمه وافيا, ولما يرومه طالبا كافيا, أو ( المدخل ) كانت سمة صادقة, وللحقيقة مطابقة

وهذا المختصر أسلك فيه طريق الإيضاح قليلا, لا الاختصار جدا, فإن رمت جعلته كالأحراف, فقد لخصته في كراريس لطيفة, مسمى ( بالمنتقى ), نفع الله بالجميع بمحمد وآله, وجعلهم مقربين من رضوانه, مبعدين من سخطه وحرمانه, نافعين لكاتبهم وسامعهم, نفعا شاملا في الحال والمآل, إنه لما يشاء فعال, لا رب سواه, ولا مرجو إلا إياه [223]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تحفة المحتاج لأدلة المنهاج

للحافظ ابن الملقن

بسم الله الرحمن الرحيم, رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10), الحمد لله على إحسانه وإنعامه وإرشاده للقيام بالسنة وإلهامه, و أشهد أن لا إله, إلا الله لا شريك له, شهادة دائمه بدوامه, وأن محمدا عبده ورسوله خاتم رسله ومسك ختامه, صلى الله عليه وعلى آله صلاة مقرونة بسلامه

و بعد : فهذا مختصر في أحاديث الأحكام, ذو إتقان وإحكام, عديم المثال لم ينسج مثله على منوال, شرطي أن لا أذكر فيه إلا حديثا صحيحا, أو حسنا, دون الضعيف, وربما ذكرت شيئا منه لشدة الحاجة إليه, منبها على ضعفه, مشيرا بقولي ( متفق عليه ) لما رواه البخاري ومسلم في ( صحيحهما ), وبقولي ( رواه الأربعة ) لما رواه أبو داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجة, في ( سننهم ), وبقولي ( رواه الثلاثة ) لهم خلا ابن ماجة, وما عدا ذلك أوضح من رواه, كالشافعي, وأحمد, والدارمي في ( مسانيدهم ), وابن خزيمة, وابن حبان, وأبي عوانة في ( صحاحهم , والحاكم في ( مستدركه ), والدار قطني والبيهقي في ( سننهما ), وغيرهم كما ستراه واضحا إن شاء الله تعالى

وأقتصر فيما أورده من قسم الصحيح, والحسن على الأصح, والأحسن مما روى فيه, وربما نبهت مع الأصح والأحسن على الصحيح, و الحسن, كما فعلت في أوائل كتاب الطهارة, حيث ذكرت حديث : ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) أولا من حديث جابر, ثم عزوته إلى رواته الإمام أحمد, وابن ماجة, وابن حبان, وأن ابن السكن قال: إنه أصح ما روي في الباب, ثم قلت بعده : وهو للأربعة من حديث أبي هريرة, وأن الترمذي وغيره صححه, وكذا حديث بئر بضاعة, حيث أخرجته أولا من حديث سهل بن سعد الساعدي, وعزوته إلى رواية قاسم بن أصبغ, ثم قلت بعد ذلك : وهو للثلاثة من حديث أبي سعيد الخدري, وأنه صحح وحسن إلى غير ذلك من المواضع الآتية

وقد يخطر للناظر في كتابنا هذا أنه يجب تقديم رواية الأشهر على غيره, فليعلم إنما فعلت ذلك لأن الأول أصح, أو أحسن من الثاني, فتدبر ذلك, واعرف لما وقع في هذا المختصر من الاعتناء والفحص حقهما

وقد استخرت الله سبحانه وتعالى في ترتيب هذا المختصر المبارك على ترتيب كتاب ( المنهاج ) للعلامة محي الدين النووي t في المسائل والأبواب, وخصصت هذا المختصر به, لإكباب الطلبة في هذه الأزمان عليه, وانتفاعهم بما لديه,

وأرجو أنه واف بكل مسألة ذكرها, وورد فيها حديث صحيح, أو حسن, وأما الأحاديث الضعيفة والآثار فلم أتعرض لشيء منها, إلا نادرا, نعم تعرضت لهما في شرحي له المسمى : ( بعمدة المحتاج إلى كتاب المنهاج ), فإذا لم تجد حديثا عقب المسألة فذلك إما لعدمه, أو لضعفه, أو لذكره في مواضع أخر من الباب, اقتضى الإختصار عدم إعادته, وكذا إذا كان الحديث يصلح للاستدلال به في عدة أبواب, فإني أذكره في أولها, وربما نبهت على تقدمه كحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ), وحديث : ( رفع القلم عن ثلاثة ), وما وقع من الأحكام على سبيل الاستطراد فقد لا ألتزم الاستدلال عليه هناك, وأؤخر دليله إلى موضعه, كما في أغسال الحج المذكورة في باب الجمعة, على سبيل الاستطراد, فمن تأمل هذا المختصر حق التأمل, وجده وافيا لما ذكرته, قائما بما شرطته

وسميته : ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج ), والله أسأله أن يعم النفع به وبأمثاله في الحال والمآل, إنه لما يشاء فعال, لا رب سواه, ولا نرجو إلا إياه, وحسبنا الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [224]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تلخيص الحبيرتخريج أحاديث الشرح الكبير

للحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله مخرج الحي من الميت, ومخرج الميت من الحي, العليم بما تخفي الصدور, وتبديه من كل شيء, أحمده على نعمه, وأعوذ به في أداء شكرها من المطل واللي, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, الذي هدانا إلى الرشد على رغم أنف أهل الغي, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أباح له الفيء, وأظل أمته من ظل هديه بأوسع فيء, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه من كل قبيلة وحي

أما بعد : فقد وقفت على تخريج أحاديث ( شرح الوجيز ) للإمام أبي القاسم الرافعي [225], شكر لله سعيه لجماعة من المتأخرين, منهم القاضي عز الدين بن جماعة [226], والإمام أبو أمامة بن النقاش [227], والعلامة سراج الدين عمر بن علي الأنصاري [228], والمفتي بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي [229], وعند كل منهم ما ليس عند الآخر من الفوائد و الزوائد, وأوسعها عبارة, وأخلصها إشارة, كتاب شيخنا سراج الدين, إلا أنه أطاله بالتكرار فجاء في سبع مجلدات, ثم رأيته لخصه في مجلدة لطيفة, أخل فيها بكثير من مقاصد المطول وتنبيهاته, فرأيت تلخيصه في قدر ثلث حجمه, مع الالتزام بتحصيل مقاصده, فمن الله بذلك ثم تتبعت عليه الفوائد الزوائد, من تخاريج المذكورين معه, ومن ( تخريج أحاديث الهداية ) [230] في فقه الحنفية, للإمام جمال الدين الزيلعي, لأنه ينبه فيه على ما يحتج به مخالفوه, وأرجو الله إن تم هذا التتبع أن يكون حاويا لجل ما يستدل به الفقهاء في مصنفاتهم في الفروع, وهذا مقصد جليل

والله تعالى المسئول أن ينفعنا بما علمنا, ويعلمنا ما ينفعنا, وأن يزيدنا علما, وأن يعيذنا من حال أهل النار, وله الحمد على كل حال [231]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الدرايةفي تخريج أحاديث الهداية

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على التوفيق إلى الهداية, و سلوك طريق أهل الدراية, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وله على ذلك في كل شيء آية, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي له في الشرف أعلى غاية, وفي السؤدد أقصى نهاية, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما دائمين ما استلزمت النهاية والبداية

أما بعد : فإنني لما لخصت تخريج الأحاديث التي تضمنها ( شرح الوجيز ) للإمام أبي القاسم الرافعي, وجاء اختصاره جامعا لمقاصد الأصل, مع مزيد كثير, كان فيما راجعت عليه ( تخريج أحاديث الهداية ) الكتاب الآخر, لينتفع به أهل مذهبه, كما انتفع أهل المذهب, فأجبته إلى طلبه وبادرت إلى وفق رغبته, فلخصته تلخيصا حسنا مبينا, غير مخل من مقاصد الأصل, إلا ببعض ما قد يستغنى عنه, والله المستعان في الأمور كلها, لا إله إلا هو, وهذه فهرسة كتبه :

الطهارة, الصلاة, الجنائز, الزكاة, الصوم, الحج, النكاح, وتوابعه, العتق, وتوابعه, الإيمان و النذور, الحدود والسير, و فيه الجزية والموادعة, والبغاة وأحكام المرتدين, واللقيط واللقطة, والآبق والمفقود, والشركة, الوقف, البيوع, الصرف, الحوالة, والكفالة, القضاء, والشهادات وفيه الوكالة, والدعوى و الإقرار,والصلح, المضاربة والوديعة العارية, الهبة الإجارة, المكاتب, الولاء, الإكراه, الحجر, الغصب, الشفعة, القسمة, المزارعة, المساقاة, الذبائح الأضحية, الكراهية, إحياء الموات, الأشربة, الصيد, الرهن, الجنايات, الديات, القسامة, العقول, الوصايا, آخر الكتاب [232]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تغليق التعليق

للحافظ ابن حجر

بسم الله الرحمن الرحيم, ربنا آتنا من لدنك رحمة, وهيئ لنا من أمرنا رشدا, وصل و سلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

الحمد لله الذي من تعلق بأسباب طاعته فقد أسند أمره إلى العظيم جلاله, ومن انقطع لأبواب خدمته متمسكا بنفحات كرمه قرب اتصاله, ومن انتصب لرفع يديه جازما بصحة رجائه مع انكسار نفسه صلح حاله, وصلى الله على سيدنا محمد المشهور جماله المعلوم كماله, وعلى آل محمد وصحبه الطيبين الطاهرين, فصحبه خير صحب وآله

أما بعد : فإن الاشتغال بالعلم خير عاجل, وثواب حاصل, لا سيما علم الحديث النبوي, ومعرفة صحيحة من معلله, و موصوله من مرسله, ولما كان كتاب ( الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور سيدنا رسول الله rوسننه وأيامه ) تأليف الإمام الأوحد عمدة الحفاظ تاج الفقهاء أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رحمه الله, وشكر سعيه, قد اختص بالمرتبة العليا, ووصف بأنه لا يوجد كتاب بعد كتاب الله مصنف أصح منه في الدنيا, وذلك لما اشتمل عليه من جمع الأصح والصحيح, وما قرن بأبوابه من الفقه النافع, الشاهد لمؤلفه بالترجيح, إلى ما تميز به مؤلفه عن غيره بإتقان معرفة التعديل والتجريح, وكنت ممن من الله عز وجل عليه بالاشتغال بهذا العلم النافع, فصرفت فيه مدة من العمر الذي لولاه لقلت البضائع, وتأملت ما يحتاج إليه طالب العلم من شرح هذا ( الجامع ) فوجدته ينحصر في ثلاثة أقسام من غير رابع :

الأول : في شرح غريب ألفاظه, وضبطها وإعرابها, والثاني في معرفة أحاديثه, وتناسب أبوابه, والثالث : وصل الأحاديث المرفوعة, والآثار الموقوفة المعلقة فيه, وما أشبه ذلك من قوله تابعه فلان, ورواه فلان, و غير ذلك, فبان لي أن الحاجة الآن إلى وصل المنقطع منه ماسة, أن كان نوعا لم يفرد ولم يجمع, ومنهلا لم يشرع فيه ولم يكرع, وإن كان صرف الزمان إلى تحرير القسمين الأولين أولى وأعلى, والمعتني بهما هو الذي حاز القدح المعلى, ولكن ملئت منهما بطون الدفاتر, فلا يحصى كم فيها من حبلى, وسبق إلى تحريرهما من قصاراي وقصارى غيري أن ينسخ نص كلامه فرعا و أصلا

فاستخرت الله في جمع هذا القسم, إلى أن حصرته, وتتبعت ما انقطع منه, فكل ما وصلت إليه وصلته, وسردته على ترتيب الأصل, بابا بابا, وذكرت من كلام الأصل ما يحتاج إليه الناظر, وكان ذلك صوابا, وغيبته عن عيون النقاد, إلى أن أطلعته في أفق الكمال شهابا

وسميته : ( تغليق التعليق ), لأن أسانيده كانت كالأبواب المفتحة, فغلقت, ومتونه ربما كان فيها اختصار فكملت واتسقت, وقد نقلت من كتاب ( ترجمان التراجم ) للحافظ أبي عبد الله بن رشيد [233] ما نصه :بعد أن ذكر التعليق, وهل هو لاحق بحكم الصحيح, أم متقاصر عنه, قال : وسواء كان منسوبا إلى النبي r أو إلى غيره, وأكثر ما وقع للبخاري من ذلك في صدور الأبواب, وهو مفتقر إلى أن يصنف فيه كتاب يخصه, تسند فيه تلك المعلقات, وتبين درجتها من الصحة, أو الحسن, أو غير ذلك من الدرجات, وما علمت أحدا تعرض لتصنيف في ذلك, وإنه لمهم, لا سيما لمن له عناية بكتاب البخاري انتهى

وكفى بها شهادة من هذا المحقق الحافظ, المدقق الرحال إلى المشرق والمغرب, ولقد وقفت على فوائد (رحلته) [234] في ست مجلدات, أتى فيها بالعجب العجاب, ولقي فيها مسند دمشق الفخر بن البخاري, ومسند مصر العز الحراني, و مجتهد العصر ابن دقيق العيد, وأقرانهم, ورجع إلى بلده سبتة, بعلم جم رحمه الله تعالى

فأما تسمية هذا النوع بالتعليق فأول ما وجد ذلك في عبارة الحافظ الأوحد أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني, وتبعه عليه من بعده, فقال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح, فيما أخبرنا أبو الحسن بن أبي المجد, عن محمد بن يوسف بن عبد الله الشافعي عنه, كأنه مأخوذ من تعليق الجدار, وتعليق الطلاق ونحوه لما يشترك الجميع فيه من قطع الاتصال, والله أعلم

قلت أخذه من تعليق الجدار فيه بعد وأما أخذه من تعليق الطلاق وغيره فهو أقرب للسببيه لأنهما معنويان

وأما التعريف به في ( الجامع ) فهو أن يحذف من أول الإسناد رجلا فصاعدا, معبرا بصيغة لا تقتضي التصريح بالسماع, مثل قال, وروي, وزاد وذكر أو يروى, ويذكر, ويقال, وما أشبه ذلك من صيغ الجزم والتمريض, فإن جزم به فذلك حكم منه بالصحة إلى من علقه عنه, ويكون النظر إذ ذاك فيمن أبرز من رجاله, فإن كانوا ثقات فالسبب في تعليقه إما لتكراره, أو لأنه أسند معناه في الباب, ولو من طريق أخرى, فنبه عليه بالتعليق اختصارا, أو ليبين سماع أحد رواته من شيخه, إذا كان موصوفا بالتدليس, أو كان موقوفا, لأن الموقوف ليس من موضوع الكتاب, أو كان في رواته من لم يبلغ درجة الضبط والإتقان, أو إن كان ثقة في نفسه فلا يرتقي إلى شرط أبي عبد الله المؤلف في ( الصحيح ) فيعلق حديثه, تنبيها عليه تارة أصلا, وتارة في المتابعات

فهذه عدة أوجه من الأسباب الحاملة له على تعليق الإسناد المجزوم به, وسيأتي مزيد بيان لذلك في أثناء هذا التصنيف

وإن أتى به بصيغة التمريض فهو مشعر بضعفه عنده إلى من علقه عنه, لكن ربما كان ذلك الضعف خفيفا, حتى ربما صححه غيره, إما لعدم اطلاعه على علته, أو لأن تلك العلة لا تعد عند هذا المصحح قادحة, و النظر فيما أبرزه من رجاله كالنظر فيما أبرزه من رجال الأول, والسبب في تعليقه بعض ما تقدم

فهذا حكم جميع ما في الكتاب من التعاليق, إلا إذا ما علق الحديث عن شيوخه الذين سمع منهم, فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح أن حكم قال    حكم  عن    وأن ذلك محمول على الاتصال, ثم اختلف كلامه في موضع آخر فمثل التعاليق التي في البخاري بأمثلة ذكر منها شيوخ البخاري, كالقعنبي, والمختار الذي لا محيد عنه أن حكمه مثل غيره من التعاليق, فإنه وإن قلنا يفيد الصحة لجزمه به, فقد يحتمل أنه لم يسمعه من شيخه الذي علق عنه, بدليل أنه علق عدة أحاديث عن شيوخه الذين سمع منهم, ثم أسندها في موضع آخر من كتابه, بواسطة بينه وبين من علق عنه, كما سيأتي إن شاء الله تعالى في مواضعه

وقد رأيته علق في ( تاريخه ) عن بعض شيوخه شيئا, وصرح بأنه لم يسمعه منه, فقال في ترجمة معاوية قال: إبراهيم بن موسى فيما حدثوني عنه, عن هشام ابن يوسف فذكر خبرا

فإن قلت هذا يقتضي أن يكون البخاري مدلسا, ولم يصفه أحد بذلك إلا أبو عبد الله بن منده, وذلك مردود عليه

قلت : لا يلزم من هذا الفعل الاصطلاحي له أن يوصف بالتدليس, لأنا قد قدمنا الأسباب الحاملة للبخاري على عدم التصريح بالتحديث في الأحاديث التي علقها, حتى لا يسوقها مساق أصل الكتاب, فسواء عنده علقها عن شيخه, أو شيخ شيخه, وسواء عنده كان سمعها من هذا الذي علقه عنه, أو سمعها عنه بواسطة,  ثم ان ( عن ) في عرف المتقدمين محمولة على السماع, قبل ظهور المدلسين, وكذا لفظة ( قال ) لكنها لم تشتهر اصطلاحا للمدلسين مثل لفظة ( عن ) فحينئذ لا يلزم من استعمال البخاري لها أن يكون مدلسا, وقد صرح الخطيب بأن لفظة ( قال ) لا تحمل على السماع إلا إذا عرف من عادة المحدث أنه لا يطلقها إلا فيما سمع

وقد قرأت على أحمد بن عمر اللؤلؤي, عن يوسف بن عبد الرحمن القضاعي, أن يوسف بن يعقوب بن المجاور أخبره, أن أبو اليمن الكندي, أنا أبو منصور القزاز, أنا أبو بكر الخطيب, حدثني أبو النجيب الأرموي, حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني, أخبرني محمد بن إدريس الوراق, ثنا محمد بن حم بن ناقب البخاري, ثنا محمد بن يوسف الفريابي, ثنا محمد بن أبي حاتم, قال : سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث فقال : يا أبا فلان, أتراني أدلس, وأنا تركت عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر, يعني إذا كان يسمح بترك هذا القدر العظيم, كيف نشره لقدر يسير, فحاشاه من التدليس المذموم

وبه إلى الخطيب, أخبرني أبو الوليد الدربندي, ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان, ثنا محمد بن سعيد, ثنا محمد بن يوسف هو الفربري, ثنا محمد بن أبي حاتم قال سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري, سمعت رجاء بن مرجى يقول : فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء

فأما إذا قال البخاري قال لنا, أو قال ل,ي أو زادنا, أو زادني, أو ذكر لنا, أو ذكر ل,ي فهو وإن ألحقه بعض من صنف في الأطراف بالتعاليق, فليس منها, بل هو متصل صريح في الاتصال, وإن كان أبو جعفر ابن حمدان قد قال : إن ذلك عرض ومناولة, وكذا قال ابن منده : إن قال لنا إجازة

فإن صح ما قالاه فحكمه الاتصال أيضا, على رأي الجمهور, مع أن بعض الأئمة ذكر أن ذلك مما حمله عن شيخه في المذاكرة, والظاهر أن كل ذلك تحكم,وإنما للبخاري مقصد في هذه الصيغة وغيرها, فإنه لا يأتي بهذه الصيغة إلا في المتابعات والشواهد, أو في الأحاديث الموقوفة, فقد رأيته في كثير من المواضع التي يقول فيها في ( الصحيح ) قال لنا قد ساقها في تصانيفه بلفظ حدثنا, وكذا بالعكس, فلو كان مثل ذلك عنده إجازة, أو مناولة, أو مكاتبة, لم يستجز إطلاق حدثنا فيه من غير بيان القاعدة, فإن المخالف لها إذا رأى حديثا علقه البخاري ولم يوصل إسناده حكم عليه بالانقطاع, لا سيما إن كان علقه عن شيوخ شيوخه, أو عن الطبقة التي فوق

فإن قال له خصمه هذا معلق بصيغة الجزم, فطلب منه الدليل على أنه موصول عند البخاري ما يكون جوابه, إن أجاب بأن القاعدة أنه لا يجزم إلا بما صح عنده, قال له : أنا لا ألتزم هذه القاعدة بلا دليل, لأنها على خلاف الأصل, وإنما أحكم بما ظهر لي من أن هذا السياق حكمه الانقطاع, وأن البخاري لم يلق هذا الرجل المعلق عنه, وأي فرق يبقي بين هذا وبين المنقطع, وإن أجابه بأن الإمام فلانا روى هذا الحديث في تصنيفه مسندا متصلا, كان ذلك أدعى لرجوعه و أذعن لخضوعه, ولم يبق إلا التسليم, وفوق كل ذي علم عليم

والتزمت في وصل هذا التعليق أن أسوق أحاديثه المرفوعة, وآثاره الموقوفة, بإسنادي إلى من علق عنه المصنف, لا إلى غيره, إلا أن يتكرر النقل من كتاب كبير, هو عندي, أو أكثره بإسناد واحد إلى مصنفه, فإني أحيل عليه غالبا, وأجمع أسانيدي في الكتب التي أحيل عليها, في فصل أختم به هذا المجموع, يتلو فصلا آخر في سياق ترجمة المؤلف ومناقبه

فإن علق الحديث في موضع, وأسنده, نبهت عليه, واكتفيت به إلا أن يختلف لفظ المعلق, ولفظ الموصول, فأنبه حينئذ على من وصله بذلك اللفظ, وإذا لم يسم أحدا من الرواة بل قال رسول الله r مثلا كذا, فإنني أخرجه من أصح طرقه, إن لم يكن عنده في موضع آخر كما سبق

وأما التبويب فإنه يبوب كثيرا بلفظ حديث, أو أثر, ويسوقه في ذلك الباب مسندا, أو يورد معناه, أو ما يناسبه, كقوله في كتاب الأحكام باب الأمراء من قريش, وساق في الباب حديث معاوية : ( لا يزال وال من قريش ), واللفظ الأول لم يخرجه, وهو لفظ حديث آخر, وقوله باب اثنان فما فوقهما جماعة, ثم ساق فيه حديث : ( أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ) فلم أتكلف لتخريج ذلك, إلا إذا صرح فيه بالرواية

وإذا أخرجت الحديث من مصنف غير متداول فذلك لفائدتين : أحدهما, أن يكون من مسموعي, والثانية, أن يكون عاليا, ومع ذلك فأنبه على من أخرجه من أصحاب الكتب المشهورة, وعلى كيفية ما أخرجوه في الغالب

وقد قرأت على شيخ الإسلام أبي حفص بن أبي الفتح, عن الحافظ أبي الحجاج المزي, أن يوسف بن يعقوب بن المجاور أخبره أنا أبو اليمن الكندي, أنا أبو منصور القزاز, أنا الحافظ أبو بكر الخطيب, أنا البرقاني يعني أبا بكر أحمد ابن محمد بن غالب الفقيه الحافظ فيما أنشد لنفسه من أبيات

أعلل نفسي بكـتب الحديث *** وأجمل فيه لها الموعــدا

وأشغـل نفـسي بتصنيـفه *** وتخريجه دائما سرمــدا

وأقفـوا البخاري فيمـا نحاه *** وصنفه جاهدا مرشــدا

ومالي فيـه ســـوى أنني***  أراه هوى صادف المقصدا

وأرجو الثواب بكتب الصلاة *** على السيد المصطفى أحمدا

وأسـأل ربي إلــه العبـاد *** جريا على ما لنا عــودا

قلت : وهذه الأبيات أطول من هذا, وهي حسنة في معناها, مناسب لمغزانا مغزاها, فأسأل الله السميع القريب, الإعانة على إكماله مخلصا له, فما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب [235]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) (الكهف1) وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له يخشى, ولا نظير له يرتجى, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله مصباح الدجى, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في النهار إذا ضحى, والليل إذا سجى

أما بعد : فهذا تخريج الأحاديث الواقعة في التفسير المسمى ( بالكشاف ) الذي أخرجه الإمام أبو محمد الزيلعي [236], لخصته مستوفيا غير مخل بشيء من فوائده

وقد كنت تتبعت جملة كثيرة لا سيما من الموقوفات فاته تخريجها, إما سهوا و إما عمدا, ثم أخرت ذلك, و أضفته إلى المختصر من هذا التلخيص, واقتصرت في هذا على تجريد الأصل, والله المستعان [237]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة

للحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمه التي لا تحصى عددا دائما أبدا, و صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه و سلم, و شرف وكرم, ومجد وبجل وعظم

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, و الصلاة والسلام من الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد وعلى آله محمد وصحبه ومتبعه رضي الله عنهم

أما بعد : فإني وقفت على كتاب ( المشكاة ) الذي لخصه الخطيب الفاضل ولي الدين محمد بن عبدالله التبريزي من كتاب ( المصابيح ) لأبي محمد الحسين بن عبدالله الفراء البغوي رحمة الله عليهما, وخرج فيه أحاديثه فعزاها على مخرجيها بحسب طاقته, وزاد في أبوابه فصولا مخرجه أيضا [238]

ثم وقفت على ( تخريج المصابيح ) لقاضي القضاة صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوي رحمه الله [239], وقد سمعت عليه بعضه, فوجدت الأول قد أطال بإيراد الأحاديث, والثاني ساق الأحاديث أيضا بتمامها, وأطال النفس في التخريج, و تجاوز ذلك إلى بيان الغريب, وربما أَلَمَّ  بنقل الخلاف وبيان الحكم, ثم وقفت على

( شرح المشكاة ) [240] للإمام شرف الدين الحسين بن عبدالله بن محمد الطيبي, فوجدته حدف العزو أصلا, و كتابه أحسن ما وضع على ( المصابيح ) لذكائه وتبحره في العلوم, وتأخره, فحداني ذلك إل أن ألخص في هذا الكتاب عزو الأحاديث إلى مخرجيها بألخص عبارة, لينتفع بذلك من تسمو همته ممن يشتغل في شرح ( المشكاة ) إلى الإطلاع على معرفة تلك الأحاديث, ولا سيما الفصل الثاني من ( المصابيح ) الذي اصطلح على تسمية ( لحسان ) وقد نوقش في هذه التسمية, وأجيب عنه بأنه لا مشاحة في الإصطلاح, و قد التزم في خطبته كتابه بأنه مهما أورد فيه من ضعيف, أو غريب, يشير إليه, وأنه أعرض عما كان منكرا, أو موضوعا

قلت : وقد وجدت في أثناء كلامه ما يقتضي مشاححته فيما تكلم عليه من ذلك الفصل الثاني من الإعراض عن بعض ما يكون منكرا, ووجدته ينقل تصحيح الترمذي أحيانا, وأحيانا لا ينقل ذلك, مع نص الترمذي على ذلك, ووجدت في أثناء الفصل الاول وهو الذي سماه ( الصحاح ) وذكر أنه يقتصر فيه على ما يخرجه الشيخان, أو أحدهما عدة روايات ليست فيهما, ولا في أحدهما لكن العذر عنه أنه يذكر أصل الحديث منهما, أو من أحدهما, ثم يتبع ذلك باختلاف في لفظ ولو بزيادة في نفس ذلك الخبر يكون بعض من خرج السنن أوردها, فيشير هو إليها لكمال الفائدة

فالتزمت في هذا التخريج أن أبين حال كل حديث من الفصل الثاني من كونه صحيحا, أو ضعيفا, أو منكرا, أو موضوعا, وما سكت عن بيانه فهو حسن

وقد أخبرنا بجميع ( المصابيح ) إجازة الشيخ أبو إسحاق التنوخي, عن أبي نصر الشيرازي عن أبي المحاسن يوسف بن شداد, عن محمد بن الحسين العطاري, عن مصنفه, وأخبرنا بجميع ( المشكاة ) و( شرحها ) شيخنا مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي إجازة بجميع ( المشكاة ), عن جمال الدين حسين الأخلاطي, وشمس الدين القرشي, كلاهما عن الطيب والخطيب, وألحقت في كل فصل منه مما ألحقه صاحب ( المشكاة ) معزوا كما عزاه ما أغفله, ولم أسق المتون بتمامها غالبا , بل أوردت طرف الحديث الدال على بقيته , فمن أراد مراجعة بقية لفظه, وجدها في ( المصابيح ) أو في (المشكاة) أو في الكتاب الذي أعزوها إليه, وقد رمزت للمصنفين : فللبخاري ( خ ), ولمسلم ( م ), ولأبي داود ( د ), وللترمذي ( ت ), وللنسائي ( س ), و لابن ماجة ( ق ), ولمالك ( كاف ), وللشافعي ( شف ), ولأحمد ( أ ), و للدارمي ( مي ), وللدراقطني ( قط ), ولابن حبان ( حب ), ولابن خزيمة ( خز ), وللحاكم ( كم ) و للبيهقي ( هق ), وللمصنف في (شرح السنة) ( غس ), و لرزين في (جامعه) ( ز ), والمراد بالجماعة الستة المتقدم ذكرها, وبالخمسة الستة إلا ابن ماجة, وبالأربعة من عدا البخاري ومسلم, وبالثلاثة الشيخان و أحمد رحمهم الله في فصل الصحاح, و أصحاب السنن إلا ابن ماجة في غيره, و بالمتفق عليه البخاري و مسلم , وأكتفي برمزهما أو أحدهما غالبا

وقد رتبت الأصل هكذا وإذا قلت الجماعة فالمراد بهم الستة المقدمة, وإذا قلت الاربعة فهم إلا البخاري ومسلم, وإذا قلت الخمسة فهم إلا ابن ماجة, وإذا قلت الثلاثة فهم إلا البخاري ومسلم وابن ماجة, وإذا قلت متفق عليه فالمراد البخاري ومسلم, وأكتفى برمزهما أو أحدهما غالبا, فإن أخرجه غيرهما من الستة اكتفيت برمزه

وهذا ترتيب الكتاب : الإيمان, والإعتصام, والعلم, والطهارة, الصلاة وفي آخره بعد صلاة العيدين, الأضحية, كتاب الجنائز, الزكاة, الصيام, فضائل القرآن, الدعوات, الإستغفار, الأذكار, والمناسك, البيوع, الفرائض, الوصايا, النكاح, العتق, الأيمان والنذور, القصاص, الديات, البغاة, الحدود, الإمارة, القضاء, الشهادات, الجهاد وفيه أداب السفر, و قسمة الغنيمة, والجزية, والصيد, والذبائح, الأطعمة, وفيه الضيافة, الأشربة, اللباس, الطب والرقى, الرؤيا, الأدب, البر والصلة, والرقاق, الفتن والملاحم, علامات الساعة, أحوال القيامة والجنة والنار, بدء الخلق, الفضائل والشمائل , جامع المناقب, والله سبحانه وتعالى أسأل عوني, وأرغب إليه أن يديم عن الخطأ والخطل صوني, إنه سميع مجيب [241]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

الفتح السماوي في تخريج أحاديث تفسير البيضاوي

للشيخ عبدالرؤوف المناوي

بسم الله الرحمن الرحيم, الله أحمد أن جعلني من خدام أهل الكتاب و السنة النبوية, وجبلني على الاعتناء بتمييز صحيح الحديث وسقيمه من غير تحامل ولا عصبية, والصلاة والسلام على خير البرية, وعلى آله و صحبه ذوي المناقب العلية

وبعد : فيقول العبد المقصر القاصر, الراجي عفو الرءوف القادر, إنني قد وقفت على عدة تخاريج للأحاديث الواقعة في ( الكشاف ), ولم أقف على من أفرد تخريج الأحاديث الواقعة في ( تفسيرالقاضي ) طيب الله ثراه و جعل الجنة مثواه, بتأليف مستقل, مع دعاء الحاجة بل الضرورة إلى ذلك, أشد إذ منها الصحيح, والضعيف, والموضوع, وما لا أصل له, ولم يوقف له على خبر بالكلية

فأفردت لذلك هذه العجالة, مع شغل البال, وسوء الحال, وكثرة الهموم, وترادف المصائب والغموم, حتى أصبحت القريحة قريحة, والجوارح جريحة, والدمع منهمل, والخاطر منكسر, إلى الله أشكو صدعة أذهبت بالي, فمن هولها ربع اصطباري غدا بالي

وسميته : ( الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي ), ومن ممد الكون أستمد العون, وهو حسبي ونعم الوكيل [242]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التنكيت والافادة في تخريج احديث خاتمة سفر الاسعادة

للشيخ شمس الدين محمد بن حسن ابن همات الدمشقي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله وكفى, وسلام على عباده الذين اصطفى

أما بعد : فهذا تخريج لطيف, وتحرير ان شاء الله تعالى منيف, على خاتمة (سفر السعادة) [243] للشيخ الامام مجد الدين الفيروابادي اللغوي روح الله تعالى روحه, ونور ضريحه, وهو كتاب نفيس غير أنه محتاج الى تنقيح وزيادة, وتنكيت وإفادة, ولم يتيسر لي الكتابة على جميع الكتاب, فاقتصرت على الخاتمة, و لخصت من كلام الأئمة ما هو الجم الغفير, ونبهت على ما فيه اعتراض من كلامه وتغيير, وعلى الله سبحانه اعتمادي, وعليه في كل الامور استنادي [244]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل

للشيخ صالح بن عبد العزيز  بن محمد آل الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حَمْداً لا يَنْفد، أفضل ماينبغي أن يُحْمَد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطَفَيْن محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تَعَبَّد

أما بعد : فهذا كتابٌ في التخريج وجيزٌ سميتُه : ( التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل ), خرجت فيه جملةً من الأحاديث والآثار التي جاءت في كتاب : ( منار السبيل شرح الدليل ) للشيخ الفقيه إبراهيم بن ضويان رحمه الله تعالى، مما لم يقفْ على مَخْرَجِها العلامةُ الشيخُ محمد ناصر الدين نوح نجاتي الأرنؤوط الألباني في كتابه : ( إرواء الغليل), وشرطي فيه أن أخرج مالم يخرجه الألبان,ي بأن ذكر الحديث وجعله غفلاً من التخريج، أو قال في تخريجه : لم أقف عليه, أو لم أجده ونحوهما من العبارات المفيدة أنه لم يَعْثُر على مخرج الحديث, أو الأثر، وكذا ماعزاه في ( منار السبيل ) لأحد الأئمة ولم يخرجُه الألباني من ذلك المصدر، ونحو ذلك مما ستراه، إلا قليلاً خرج عن ذلك, وتركتُ فيه التطويلَ في  التراجم، وذكرَ أقوال أهل الجرح والتعديل في الرواة، ولو نقلت الكلام عليهم لصار الكتاب أضعاف حجمه, كما هو معلوم عند المشتغلين بالحديث وعلومه .

ومرادي بقولي : قال المصنف ابن ضويان رحمه الله، وبـ قال مخرجه الألباني ختم الله لي وله براه, ، وبـقال مقيده نفسي, والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله, وصلى الله على سيد ولد آدم والآل والصحب أجمعين.[245]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب معرفة الصحابة

 

 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب

للحافظ أبي عمر ابن عبد البر القرطبي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الفقيه الحافظ الأندلسي رحمه الله : بحمد الله أبدىء, وإياه أستعين وأستهدي, وهو ولي عصمتى من الزلل في القول والعمل, وولى توفيقي لا شريك له, ولا حول ولا قوة إلا به, الحمد الله رب العالمين, جامع الأولين و الآخرين, ليوم الفصل والدين,حمدا يوجب رضاه, ويقتضي المزيد من فضله ونعماه, وصلى الله على محمد نبي الرحمة وهادي الأمة وخاتم النبوة, وعلى آله أجمعين وسلم تسليما

أما بعد : فإن أولى ما نظر فيه الطالب وعني به العالم بعد كتاب الله عز وجل سنن رسوله صلى لله عليه وآله وسلم, فهي المبنية لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه, والدالة على حدوده والمسرة له, والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله من اتبعها اهتدى, ومن سلك غير سبيلها ضل وغوى, وولاه الله ما تولى, ومن أوكد آلات السنن المعنية عليها و المؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم r إلى الناس كافة, وحفظوها عليبه وبلغوها عنه وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين, حتى أكمل بما نقلوه الدين, وثبت بهم حجة الله تعالى على المسلمين, فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس, ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم, وثناء رسوله عليه السلام, و لا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته, ولا تزكية أنضل من ذلك, ولا تعديل أكمل منه, قال الله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ   الآية)(الفتح:29)

فهذه صفة من بادر إلى تصديقه, والإيمان به, وآزره ونصره ولصق به و صحبه, وليس كذلك جميع من رآه, ولا جميع من آمن به, وسترى منازلهم من الدين والإيمان, وفضائل ذوي الفضل و التقدم منهم, فالله قد فضل بعض النبيين على بعض, وكذلك سائر المسلمين, والحمد الله رب العالمين, وقال عز وجل : ( و َالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ,الآية ...) (التوبة:100)

[ وأسند أحاديث في فضائل الصحابة ]

وبعد : فإن العلم محيط بأن السنن أحكام جارية على المرء في دينه, في خاصة نفسه, وفي أهله وماله, ومعلوم أن من حكم بقوله وقضى بشهادته فلا بد من معرفة اسمه, ونسبه, وعدالته, والمعرفة بحاله, ونحن وإن كان الصحابة y قد كفينا البحث عن أحوالهم, لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول, فواجب الوقوف على أسمائهم, والبحث عن سيرهم, وأحوالهم ليهتدي بهديهم, فهم خير من سلك سبيله, واقتدى به, وأقل ما في ذلك معرفة المرسل من المسند, وهو علم جسيم لا يعذر أحد ينسب إلى علم الحديث بجهله, ولا خلاف علمته بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله r من أوكد علم الخاصة, وأرفع علم أهل الخبر, وبه ساد أهل السير, وما أظن أهل الدين من الأديان إلا وعلماؤهم معنيون بمعرفة أصحاب أنبيائهم, لأنهم الواسطة بين النبي وبين أمته,

وقد جمع قوم من العلماء في ذلك كتبا صنفوها, ونظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك, وتأملت ما ألفوه, فرأيتهم رحمة الله عليهم قد طولوا في بعض ذلك, وأكثروا من تكرار الرفع في الأنساب, ومخارج الروايات, وهذا وإن كان له وجه فهو تطويل على من أحب علم يعتمد عليه من أسمائهم ومعرفتهم, وهم مع ذلك قد أضربوا عن التنبيه على عيون أخبارهم, التى يوقف بها على مراتبهم, ورأيت كل واحد منهم قد وصل إليه من ذلك شيء ليس عند صاحبه

فرأيت أن أجمع ذلك, وأختصره وأقربه على من أراده, وأعتمد في ذلك على النكت التى هي البغية من المعرفة بهم, و أشير إلى ذلك بألطف ما يمكن, وأذكر عيون فضائل ذي الفضل منهم وسابقته ومنزلته, وأبين مراتبهم بأوجز ما تيسر و أبلغه, ليستغني اللبيب بذلك, ويكفيه عن قراءة التصنيف الطويل فيه

وجعلته على حروف المعجم, ليسهل على من ابتغاه, ويقرب تناوله على طالب ما أحب منه, رجاء ثواب الله عز وجل وإلى الله أرغب, وسلامة النية وحسن العون على ما يرضاه, فإن ذلك به لا شريك له, وأرجو أن يكون كتابي هذا أكبر كتبهم تسمية, وأعظمها فائدة, وأقلها مثونة, على أني لا أدعي الإحاطة, بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس, وبالله أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل

وأعتمد في هذا الكتاب على الأقوال المشهورة عند أهل العلم بالسير, وأهل العلم بالأثر والأنساب, على التواريخ المعروفة, التى عليها عول العلماء, في معرفة أيام الإسلام, وسير أهله

[ وذكر أسانيده إلى كتب موسى بن عقبة, وابن إسحاق, والواقدي في كتاب ( الطبقات ) له,(التاريخ ), و خليفة بن خياط, و [ الزبير بن بكار ], ومصعب بن عبدالله والمدائني من كتاب ابن أبي خثيمة عنهما, وكذلك ما كان فيه عن أبي معشر فمن كتاب ابن أبي خثيمة أيضا, وما كان فيه عن البخاري فمن كتابه الكبير في تاريخ المحدثين, وما كان فيه من تاريخ أبي العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج فمن طريق أبي جعفر الطبري في كتابه ( ذيل الذيل ), وما كان فيه عن الدولاني فمن كتابه ( المولد والوفاة )

وأما ما فيه من تسمية الرواة من الصحابة y دون من قتل في المشاهد منهم أو مات على عهد رسول الله r , أو أدركه بمولده, أو كانت له لقية, أو رواية, أو كان مسلما على عهده ولم يره, فإن هذه الطبقات كثير منها مذكور في الكتب التى قدمنا ذكرها, وما عداهم من الرواة خاصة, فمن كتاب أبي علي بن عثمان بن السكن الحافظ المعروف بكتاب ( الحروف في الصحابة ), ومن كتاب ( الآحاد ) لأبي محمد عبدالله بن محمدالجارود في الصحابة, ومن كتاب أبي جعفر العقيلي محمد بن عمرو بن موسى المكي في ( الصحابة ), وقد طالعت أيضا كتاب ابن أبي حاتم الرازي, وكتاب الأزرق والدولابي والبغوي في الصحابة, وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد والمعلقات عن الشيوخ مالا يخفى على متأمل ذي عناية والحمد الله ]

ولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته, حتى ذكرنا من لقي النبي r ولو لقية واحدة, مؤمنا به, أو رآه رؤية, أو سمع منه لفظة, فأداها عنه, واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا, وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين, فدعا له, أو نظر إليه, وبارك عليه, ونحو هذا, ومن كان مؤمنا به وقد أدى الصدقة إليه, ولم يرد عليه, وبهذا كله يستكمل القرن الذي أشار عليه رسول الله r على ما قاله عبدالله عن أبي أوفى صاحب رسول الله r وقد ذكرنا أنساب القبائل من الرواة من قريش والأنصار,وسائر العرب في كتاب ( الإنباه على القبائل الرواة ), و جعلناه مدخلا ل هذا الكتاب, ليغنينا عن الرفع في الأنساب, ويعيننا على ما شرطناه من الاختصار والتقريب, وبالله العون, لا شريك له, ونبدأ بذكر رسول الله r, ونقتصر من خبره وسيرته على النكت التى يجب الوقوف عليها, ولا يليق بذي علم جهلها, وتحسن المذاكرة بها, لتتم الفائدة للعالم الراغب, والمتعلم الطالب, في التعرف بالمصحوب والمصاحب, مختصرا ذلك أيضا موعبا مغنيا, عما سواه كافيا, ثم نتبعه ذكر الصحابة بابا بابا, على حروف المعجم, على ما شرطنا من التقصي و الاستيعاب مع الاختصار, وترك التطويل والإكثار, وبالله عز وجل أتوصل إلى ذلك كله, وهو حسبي, عليه توكلت, و إليه أنيب [246]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

أسد الغابة في معرفة الصحابة

لابن الاثير الجزري

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير t :

الحمد لله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، و الحمد لله المنزه عن أن يكون له نظراء وأشباه، المقدس فلا تقرب الحوادث حماه، الذي اختار الإسلام ديناً وارتضاه، فأرسل به محمد r واصطفاه، وجعل له أصحاباً فاختار كلاً منهم لصحبته واجتباه، وجعلهم كالنجوم بأيهم اقتدى الإنسان اهتدى إلى الحق واقتفاه، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة توجب لهم رضاه، أحمده على نعمه كلها حمداً يقتضي الزيادة من نعمه، ويجزل لنا النصيب من قسمه.

أما بعد : فلا علم أشرف من علم الشريعة, فإنه يحصل به شرف الدنيا والآخرة، فمن تحلى به فقد فاز بالصفقة الرابحة، والمنزلة الرفيعة الفاخرة، ومن عري منه فقد حظي بالكرة الخاسرة, والأصل في هذا العلم كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله r  فأما الكتاب العزيز فهو متواتر مجمع عليه, غير محتاج إلى ذكر أحوال ناقليه، وأما سنة رسول الله r فهي التي تحتاج إلى شرح أحوال رواتها, وأخبارهم,.وأول رواتها أصحاب رسول الله r , ولم يضبطوا ولا حفظوا في عصرهم,كما فعل بمن بعدهم من علماء التابعين وغيرهم إلى زماننا هذا, لأنهم كانوا مقبلين على نصرة الدين, وجهاد الكافرين, إذ كان المهم الأعظم, فإن الإسلام كان ضعيفاً وأهله قليلون، فكان أحدهم يشغله جهاده ومجاهدة نفسه في عبادته عن النظر في معيشته, والتفرغ لمهم، ولم يكن فيهم أيضاً من يعرف الخط إلا النفر اليسير، ولو حفظوا ذلك الزمان لكانوا أضعاف من ذكره العلماء، ولهذا اختلف العلماء في كثير منهم, فمنهم من جعله بعض العلماء من الصحابة، ومنهم من لم يجعله فيهم، ومعرفتهم أمورهم, وأحوالهم, وأنسابهم, وسيرتهم مهم في الدين

ولا خفاء على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن من تبوأ الدار والإيمان من المهاجرين و الأنصار السابقين إلى الإسلام والتابعين لهم بإحسان الذين شهدوا الرسول r وسمعوا كلامه, وشاهدوا أحواله, ونقلوا ذلك إلى من بعدهم من الرجال و النساء, من الأحرار والعبيد والإماء أولى بالضبط و الحفظ، وهم الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم, أولئك لهم الأمن و هم مهتدون, بتزكية الله، سبحانه و تعالى لهم, وثنائه عليهم، ولأن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام, ومعرفة الحلال والحرام, إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها، و أولهم والمقدم عليهم أصحاب رسول الله r, فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلاً، وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم, و أحوالهم, هم وغيرهم من الرواة، حتى يصح العمل بما رواه الثقات منهم، وتقوم به الحجة, فإن المجهول لا تصح روايته، ولا ينبغي العمل بما رواه، والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح و التعديل, فإنهم كلهم عدول, لا يتطرق إليهم الجرح, لأن الله عز وجل ورسوله زكياهم, وعدلاهم، وذلك مشهور لا نحتاج لذكره، ويجيء كثير منه في كتابنا هذا، فلا نطول به هنا

وقد جمع الناس في أسمائهم كتباً كثيرة، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب, والمغازي, و غير ذلك، و اختلفت مقاصدهم فيها، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله بن منده[247], وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان [248]، والإمام أبو عمر بن عبد البر القرطبي y، وأجزل ثوابهم، وحمد سعيهم، وعظم أجرهم وأكرم مآبهم, فلقد أحسنوا فيما جمعوا، وبذلوا جهدهم, وأبقوا بعدهم ذكراً جميلاً, فالله تعالى يثيبهم أجراً جزيلاً, فإنهم جمعوا ما تفرق منه, فلما نظرت فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريق الآخر، وقد ذكر بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه، وقد أتى بعدهم الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني [249]، فاستدرك على ابن منده ما فاته في كتابه، فجاء تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتاب ابن منده

فرأيت أن أجمع بين هذه الكتب، وأضيف إليها ما شذ عنها ما استدركه أبو علي الغساني، علي أبي عمر بن عبد البر، كذلك أيضاً ما استدركه عليه آخرون وغير من ذكرنا فلا نطول بتعداد أسمائهم هنا، ورأيت ابن منده وأبا نعيم وأبا موسى عندهم أسماء ليست عند ابن عبد البر، وعند ابن عبد البر أسماء ليست عندهم. فعزمت أن أجمع بين كتبهم الأربعة، وكانت العوائق تمنع, والأعذار تصد عنه، وكنت حينئذ ببلدي, وفي وطني، وعندي كتبي, وما أراجعه من أصول سماعاتي، وما أنقل منه، فلم يتيسر ذلك لصداع الدنيا و شواغلها,.فاتفق أني سافرت إلى البلاد الشامية عازماً على زيارة البيت المقدس جعله الله سبحانه وتعالى داراً للإسلام أبداً, فلما دخلتها اجتمع بي جماعة من أعيان المحدثين، وممن يعتني بالحفظ والإتقان فكان فيما قالوه: إننا نرى كثيراً من العلماء الذين جمعوا أسماء الصحابة يختلفون في النسب و الصحبة والمشاهد التي شهدها الصاحب, إلى غير ذلك من أحوال الشخص, ولا نعرف الحق فيه، وحثوا عزمي على جمع كتاب لهم في أسماء الصحابة y, أستقصي فيه ما وصل إلي من أسمائهم، وأبين فيه الحق فيما اختلفوا فيه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم, مع الإتيان بما ذكروه, واستدراك ما فاتهم، فاعتذرت إليهم بتعذر وصولي إلى كتبي وأصولي, و أنني بعيد الدار عنها، ولا أرى النقل إلا منها, فألحوا في الطلب, فثار العزم الأول وتجدد عندي ما كنت أحدث به نفسي، وشرعت في جمعه, والمبادرة إليه، وسألت الله تعالى أن يوفقني إلى الصواب في القول والعمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم بمنه وكرمه.

واتفق أن جماعة كانوا قد سمعوا علي أشياء بالموصل, وساروا إلى الشام فنقلت منها أحاديث مسندة, وغير ذلك، ثم إنني عدت إلى الوطن بعد الفراغ منه, وأردت أن أكثر الأسانيد, وأخرج الأحاديث التي فيه بأسانيدها، فرأيت ذلك متعباً يحتاج أن أنقض كل ما جمعت، فحملني الكسل وحب الدعة والميل إلى الراحة إلى أن نقلت ما تدعو الضرورة إليه، مما لا يخل بترتيب، ولا يكثر إلى حد الإضجار والإملال.وأنا أذكر كيفية وضع هذا الكتاب، ليعلم من يراه شرطنا وكيفيته، والله المستعان

فأقول : إني جمعت بين هذه الكتب كما ذكرته قبل، وعلمت على الاسم علامة ابن منده صورة ( د ), و علامة أبي نعيم صورة ( ع )، وعلامة ابن عبد البر صورة ( ب ), وعلامة أبي موسى صورة ( س ), فإن كان الاسم عند الجميع علمت عليه جميع العلائم، وإن كان عند بعضهم علمت عليه علامته، وأذكر في آخر كل ترجمة اسم من أخرجه, وإن قلت أخرجه الثلاثة فأعني ابن منده وأبا نعيم وأبا عمر بن عبد البر, فإن العلائم ربما تسقط من الكتابة وتنسى

ولا أعني بقولي أخرجه فلان وفلان أو الثلاثة أنهم أخرجوا جميع ما قلته في ترجمته, فلو نقلت كل ما قالوه لجاء الكتاب طويلاً, لأن كلامهم يتداخل, ويخالف بعضهم البعض في الشيء بعد الشيء، وإنما أعني أنهم أخرجوا الاسم,.ثم إني لا أقتصر على ما قالوه إنما أذكر ما قاله غيرهم من أهل العلم، وإذا ذكرت اسماً ليس عليه علامة أحدهم، فهو ليس في كتبهم. ورأيت ابن منده وأبا نعيم قد أكثرا من الأحاديث والكلام عليها، وذكرا عللها، ولم يكثرا من ذكر نسب الشخص، ولا ذكر شيء من أخباره وأحواله، وما يعرف به

ورأيت أبا عمر قد استقصى ذكر الأنساب وأحوال الشخص ومناقبه، وكل ما يعرفه به، حتى إنه يقول: هو ابن أخي فلان وابن عم فلان وصاحب الحادثة الفلانية، وكان هذا هو المطلوب من التعريف, أما ذكر الأحاديث وعللها وطرقها فهو بكتب الحديث أشبه, إلا أني نقلت من كلام كل واحد منهم أجوده وما تدعو الحاجة إليه طلباً للاختصار، ولم أخل بترجمة واحدة من كتبهم جميعها, بل أذكر الجميع، حتى إنني أخرج الغلط كما ذكره المخرج له، وأبين الحق والصواب فيه إن علمته, إلا أن يكون أحدهم قد أعاد الترجمة بعينها، فأتركها, وأذكر ترجمة واحدة، وأقول: قد أخرجها فلان في موضعين من كتابه,.وأما ترتيبه ووضعه فإنني جعلته على حروف أ، ب، ت، ث، ولزمت في الاسم الحرف الأول والثاني الثالث وكذلك إلى آخر الاسم، وكذلك أيضاً في اسم الأب والجد ومن بعدهما والقبائل أيضاً.مثاله: أنني أقدم ( أبانا ) على ( إبراهيم ), لأن ما بعد الباء في ( أبان ) ألف، وما بعدها في ( إبراهيم ) راء، وأقدم ( إبراهيم بن الحارث )، على ( إبراهيم بن خلاد ), لأن ( الحارث ) بحاء مهملة و( خلاد ) بخاء معجمة، وأقدم ( أبانا العبدي ) على ( أبان المحاربي )

وكذلك أيضاً فعلت في التعبيد, فإني ألزم الحرف الأول بعد عبد، وكذلك في الكنى فإني ألزم الترتيب في الاسم الذي بعد ( أبو ) فإني أقدم ( أبا داود ) على ( أبي رافع )، وكذلك في الولاء، فإني أقدم ( أسود مولى زيد) على ( أسود مولى عمرو ), وإذا ذكر الصحابي ولم ينسب إلى أب, بل نسب إلى قبيلة, فإنني أجعل القبيلة بمنزلة الأب, مثاله: ( زيد الأنصاري ) أقدمه على ( زيد القرشي )، ولزمت الحروف في جميع أسماء القبائل, وقد ذكروا جماعة بأسمائهم، ولم ينسبوهم إلى شيء، فجعلت كل واحد منهم في آخر ترجمة الاسم الذي سمعي به مثاله: ( زيد ), غير منسوب، جعلته في آخر من اسمه زيد, وأقدم ما قلت حروفه على ما كثرت, مثال: أقدم ( الحارق ) على ( حارثه ).

وقد ذكر ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى في آخر الرجال والنساء جماعة من الصحابة والصحابيات لم تعرف أسماؤهم, فنسبوهم إلى آبائهم, فقالوا: ابن فلان، وإلى قبائلهم وإلى أبنائهم، وقالوا: فلان عن عمه، وفلان عن جده وعن خاله، وروى فلان عن رجل من الصحابة, فرتبتهم أولاً بأن ابتدأت بابن فلان، ثم بمن روى عن أبيه, لأن ما بعد الباء في ابن نون، وما بعدها في أبيه ياء، ثم بمن روى عن جده، ثم عن خاله، ثم عن عمه, لأن الجيم قبل الخاء، وهما قبل العين، ثم بمن نسب إلى قبيلة، ثم بمن روى عن رجل من الصحابة

ثم رتبت هؤلاء أيضاً ترتيباً ثانياً, فجعلت من روى عن ابن فلان مرتبين على الآباء، مثاله: ابن الأدرع أقدمه على ابن الأسقع، وأقدمهما على ابن ثعلبة، وأرتب من روى عن أبيه على أسماء الآباء، مثاله: إبراهيم عن أبيه أجعله قبل الأسود عن أبيه، وجعلت من روى عن جده على أسماء الأحفاء، مثال: أقدم جد الصلت على جد طلحة وجعلت من روى عن خاله على أسماء أولاد الأخوات، مثاله: أقدم خال البراء على خال الحارث، ومن روى عن عمه جعلتهم على أسماء أولاد الإخوة، مثاله: عم أنس مقدم على عم جبر، ومن نسب إلى قبيلته ولم يعرف اسمه جعلتهم مرتبين على أسماء القبائل, فإنني أقدم الأزدي على الخثعمي

وقد ذكروا أيضاً جماعة لم يعرفوا إلا بصحبة رسول الله r فرتبتهم على أسماء الراوين عنهم، مثاله: ( أنس بن مالك ) عن رجل من الصحابة أقدمه على ( ثابت بن السمط )عن رجل من الصحابة, وإن عرفت في هذا جميعه اسم الصحابي ذكرت اسمه, ليعرف ويطلب من موضعه

ورأيت جماعة من المحدثين إذا وضعوا كتابا على الحروف يجعلون الاسم الذي أوله ( لا )، مثل: ( لاحق ), و(لاشر ) في باب مفرد عن حرف اللام، وجعلوه قبل الياء، فجعلتها أنا من حرف الله في باب اللام مع الألف, فهو أصح وأجود، وكذلك أفعل في النساء سواء, وإذا كان أحد من الصحابة مشهوراً بالنسبة إلى غير أبيه ذكرته بذلك النسب: ك ( شرحبيل ابن حسنة )، أذكره فيمن أول اسم أبيه حاء، ثم أبين اسم أبيه، ومثل ( شريك ابن السحماء )، وهي أمه، أذكره أيضاً فيمن أول اسم أبيه سين، ثم أذكر اسم أبيه، أفعل هذا قصداً للتقريب وتسهيل طلب الاسم.

وأذكر الأسماء على صورها التي ينطق بها, لا على أصولها، مثل: ( أحمر )، أذكره في الهمزة, ولا أذكره في الحاء، ومثل ( أسود ) في الهمزة أيضاً، ومثل ( عمار ) أذكره في ( عمار ) ولا أذكره في ( عمر ), لأن الحرف المشدد حرفان الأول منهما ساكن, فعلته طلباً للتسهيل, وأقدم الاسم في النسب على الكنية، إذا اتفقا، مثاله: أقدم ( عبد الله بن ربيعة ) على: ( عبد الله بن أبي ربيعة )

وأذكر الأسماء المشتبهة في الخط وأضبطها بالكلام لئلا تلتبس, فإن كثيراً من الناس يغلطون فيها، وإن كانت النعتية التي ضبطها تعرف الاسم وتبينه، ولكني أزيده تسهيلاً ووضوحاً، مثال ذلك: ( سلمة ) في الأنصار، بكسر اللام، والنسبة إليه سلمي، بالفتح في اللام والسين، وأما ( سليم ) فهو ابن منصور من قيس عيلان,.وأشرح الألفاظ الغريبة التي ترد في حديث بعض المذكورين في آخر ترجمته.

وأذكر في الكتاب فصلاً يتضمن ذكر الحوادث المشهورة للنبي r وأصحابه، كالهجرة إلى الحبشة، وإلى المدينة، وبيعة العقبة، وكل حادثة قتل فيها أحد من الصحابة, فإن الحاجة تدعو إلى ذلك, لأنه يقال: أسلم فلان قبل دخول رسول الله r دار الأرقم، أو وهو فيها، وهاجر فلان إلى الحبشة، وإلى المدينة، وشهد بدراً، وشهد بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وقتل فلان في غزوة، كذا أذكر ذلك مختصراً, فليس كل الناس يعرفون ذلك ففيه زيادة كشف.

وأذكر أيضاً فصلاً أضمنه أسانيد الكتب التي كثر تخريدي منها, لئلا أكرر الأسانيد في الأحاديث طلباً للاختصار, وقد ذكر بعض مصنفي معارف الصحابة جماعة ممن كان في زمن النبي r ولم يره، ولم يصحبه ساعة من نهار، كالأحنف بن قيس وغيره، ولا شبهة في أن الأحنف كان رجلاً في حياة رسول الله r ولم يره, ودليل أنه كان رجلاً في حياة رسول الله r قدومه على عمر بن الخطاب t في وفد أهل البصرة، وهو رجل من أعيانهم، والقصة مشهورة إلا أنه لم يفد إلى النبي r ولم يصحبه، فلا أعلم لم ذكروه وغيره ممن هذه حاله ? , فإن كانوا ذكروهم لأنهم كانوا موجودين على عهد رسول الله r مسلمين فكان ينبغي أن يذكروا كل من أسلم في حياته ووصل إليهم اسمه، لأن الوفود في سنة تسع وسنة عشر قدموا على رسول الله rمن سائر العرب بإسلام قومهم, فكان ينبغي أن يذكروا الجميع قياساً على من ذكروه,.وأذكر فيه في فصل جميع ما في هذا الكتاب من الأنساب، وجعلتها على حروف المعجم، ولم أذكر من الأنساب إلا ما في هذا الكتاب، لئلا يطول ذلك، وإنما فعلت ذلك, لأن بعض من وقف عليه من أهل العلم والمعرفة أشار به, ففعلته، وليكون هذا الكتاب أيضاً جامعاً لما يحتاج إليه الناظر فيه, غير مفتقر إلى غيره, وما يشاهده الناظر في كتابي هذا من خطأ ووهم فليعلم أني لم أقله من نفسي، وإنما نقلته من كلام العلماء وأهل الحفظ والإتقان، ويكون الخطأ يسيراً إلى ما فيه من الفوائد والصواب، ومن الله سبحانه استمد الصواب في القول والعمل، فرحم الله امرأ أصلح فاسده، ودعا لي بالمغفرة والعفو عن السيئات، و أن يحسن منقلبنا إلى دار السلام عند مجاورة الأموات والسلام.[250]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تجريد أسماء الصحابة

للحافظ أبي عبد الله الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم, وهو حسبي ونعم الوكيل, الحمد لله العلي الأعلى, الذي خلق فسوى, وقدر فهدى, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, ذو الصفات العلى, والأسماء الحسنى, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, النبي المصطفى, والخليل المجتبى, صلى الله عليه وعلى آله أهل الفضل والتقوى

وبعد : فهذا تجريد أسماء الصحابة الذي صنفه العلامة عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري رحمه الله, ورضي عنه, فإنه كتاب نفيس مستقصى لأسماء الصحابة t الذين ذكروا في الكتب الأربعة المصنفة في معرفة الصحابة : كتاب أبي عبد الله بن منده, وكتاب أبي نعيم, وكتاب أبي موسى الأصبهانييين, وهو ذيل على كتاب ابن منده, وكتاب أبي عمر ابن عبد البر, وما زاده أيضا المصنف عز الدين, و قد علم المصنف على الصحابي إذا كان في هذه الكتب الأربعة أو أحدها ( د ), إذا كان في كتاب ابن منده, و( ع ) إذا كان في كتاب أبي نعيم, و( ب ) إذا كان في كتاب ابن عبد البر, و( س ) إذا كان في كتاب أبي موسى

وزدت أنا طائفة كثيرة من ( تاريخ الصحابة الذين نزلوا حمص), وزدت من ( تاريخ دمشق ) كثيرا, و زدت من ( مسند أحمد ) طائفة, وزدت من ( عدد الصحابة الذين في مسند بقي بن مخلد ) جماعة [251], و زدت من حواشي على ( الاستيعاب ) عدة, ولا سيما من ( طبقات محمد بن سعد ) خصوصا النساء

وزدت أنا أسماء الصحابة الشعراء الذين دونهم الإمام أبو الفتح بن سيد الناس [252], والاسم منهم مخضر, ومن حمر اسمه فهو تابعي, وخبره مرسل

ومن ضبب عليه بحمرة فهو غلط,ومن عليه ( ع ) فرووا له في الكتب الستة, وكذا من عليه رمز أحد الستة فقد خرج له في كتابه, و من عليه, ( هـ ) فهو في ( مسند أحمد ), ومن أوله ( د ) فقد روى له بقي حديثا واحدا, ومن أوله ( س ) فله حديثان عند بقي

وقد قال الشافعي : توفي النبي r والمسلمون ستون ألفا, ثلاثون ألفا بالمدينة, وثلاثون ألفا بغيرها, وقال أبو زرعة توفي رسول الله r وقد رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان, قال الحاكم : روى عن النبي r أربعة آلاف نفس, قلت: بل لعل الرواية عنه نحو ألف وخمسمائة نفس بالغون ألفين أبدا, وأظن أن المذكورين في كتابي هذا يبلغون ثمانية ألف نفس [253]

وأكثرهم لا يعرفون, ثم ذكر ابن الأثير فصلا في ذكر أسانيده الى الكتب التي يخرج منها الأحاديث, فذكر سنده إلى الثعلبي ( بتفسيره ) [254], الى الواحدي ( بوسيطه) [255], والى البخاري من طريق أبي الوقت, وإلى مسلم عن يحيى الثقفي أنبأنا الفراوي, والى مالك ( بموطأه ) من طريق المغاربة, وإليه بالكتاب طريق القعنبي, والى الإمام أحمد ( بمسنده ) سمعه من أبي حبة, وإلى أبي داود الطيالسي ( بمسنده ), والى الترمذي ( بجامعه ), وإلى أبي داود ( بسننه), وإلى النسائي

( بسننه ), و إلى أبي يعلى ( بمسنده ), وإلى ابن اسحاق ( بمغازيه ), من طريق يونس بن بكير, وإلى ابن أبي عاصم بكتاب ( الآحاد و المثاني ), وإلى أبي زكرياء الأزدي ب( تاريخ الموصل ), وإلى المعافى ( بمسنده ), روى الكتابين عن أبي منصور بن مكارم ثم ابتدأ الكتاب بترجمة مختصرة نبوية في عدة أوراق, ثم قال: [256]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإصابة في تمييز الصحابة

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, قال شيخنا شيخ الاسلام, ملك العلماء الأعلام, حافظ العصر, أبو الفضل أحمد شهاب الدين بن علي بن محمد بن محمد بن علي العسقلاني الشافعي, أدام الله تعالى أيامه

الحمد لله الذي أحصى كل شيء عددا, ورفع بعض خلقه على بعض فكانوا طرائق قددا, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, لم يتخذ صاحبة ولا ولدا, ولم يكن له شريك في الملك ولا يكون أبدا, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله, أكرم به عبدا سيدا, و أعظم به حبيبا مؤيدا, فما أزكاه أصلا ومحتدا, وأطهره مضجعا ومولدا, وأكرمه أصحابا كانوا نجوم الإهتدا, وأئمة الإقتدا, صلى الله عليه وسلم وعليهم صلاة خالدة وسلاما مؤبدا

أما بعد : فإن من أشرف العلوم الدينية الحديث النبوي, ومن أجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله r, ممن خلف بعدهم, وقد جمع في ذلك جم من الحفاظ تصانيف بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم

فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد الله البخاري, أفرد في ذلك تصنيفا, فنقل منه أبو القاسم البغوي وغيره, وجمع أسماء الصحابة مضمومة إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه, كخليفة بن خياط, ومحمد بن سعد , ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان [257], وأبي بكر بن أبي خيثمة [258], وصنف في ذلك جمع من بعدهم كأبي القاسم البغوي [259], وأبي بكر بن أبي داود [260], وعبدان [261], ومن قبلهم بقليل, كمطين [262], ثم كأبي علي بن السكن [263], وأبي حفص بن شاهين [264], و أبي منصور الباوردي [265], وأبي حاتم بن حبان[266], وكالطبراني ضمن ( معجمه الكبير ), [267], ثم كأبي عبد الله بن منده [268], وأبي نعيم, ثم كأبي عمر بن عبد البر, وسمى كتابه ( الاستيعاب ), لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله, ومع ذلك ففاته شيء كثير, فذيل عليه أبو بكر بن فتحون [269] ذيلا حافلا, وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة [270], وذيل أبي موسى المديني على ابن منده ذيلا كبيرا

وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك [271] أيضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع فجمع عز الدين بن الأثير كتبا حافلا سماه ( أسد الغابة ) جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة, إلا أنه تبع من قبله, فخلط من ليس صحابيا بهم, وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم, ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبوعبدالله الذهبي, وأعلم لمن ذكر غلطا, ولمن لا تصح صحبته, ولم يستوعب ذلك ولا قارب

وقد وقع لي فيه بالتتبع كثير من الأسماء التي ليست في كتابه, ولا أصله على شرطهما, فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم, ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسامي الصحابة, بالنسبة على ما جاء عن أبي زرعة الرازي قال :توفي رسول الله r ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان, من رجل وامرأة, كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية

قال ابن فتحون في ذيل ( الاستيعاب ) بعد أن ذكر ذلك أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة, فكيف بغيرهم, ومع هذا فجميع من في ( الإستيعاب ) يعني فمن ذكر فيه باسم وكنية, وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة, وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكر.

قلت: وقرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتبه ( التجريد ): لعل الجميع ثمانية آلاف, إن لم يزيدوا لم ينقصوا, ثم رأيت بخطه أن جميع من في ( أسد الغابة ) سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا

ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في ( الصحيحين ) عن كعب بن مالك في قصة كعب بن مالك في قصة تبوك: ( والناس كثير لا يحصيهم ديوان)

وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قَدَّمَ عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا مات رسول الله r وهو عنهم راض.

فقال النووي وذلك بعد النبي r باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردة و الفتوح الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم, ثم مات في خلافة عمر, وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك ممن لا يحصى كثرة, وسبب خفاء أسماؤهم أن أكثرهم أعراب, وأكثرهم حضروا حجة الوداع, والله اعلم

وقد كثر السؤال جماعة من الإخوان في تبييضه, فاستخرت الله تعالى في ذلك, ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه

فالقسم الأول: فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه, أو عن غيره سواء كانت الطريقة صحيحة أو حسنة أو ضعيفة, أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة, بأي طريق كان, وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام, ثم بدا لي أن أجعله قسما واحدا, وأميز ذلك في كل ترجمة

القسم الثاني: فيمن ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم لبعض الصحابة من النساء والرجال ممن مات r وهو في دون سن التمييز, إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق, لغلبة الظن علي أنه صلى الله عليه وآله وسلم رآهم, لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عند ولادتهم ليحنكهم, ويسميهم, ويبرك عليهم, والأخبار بذلك كثيرة شهيرة, وفي ( صحيح مسلم )(286) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( أن النبي r كان يؤتى بالصبيان قيبرك عليهم )

وأخرجه الحاكم في كتاب الفتن من ( المستدرك ) عن عبد الرحمن بن عوف قال: ( ما كان يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي r فدعا له ... ) الحديث, وأخرج ابن شاهين في كتاب ( الصحابة ) في ترجمة محمد بن طلحة بن بيد الله من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن محمد بن طلحة قال: ( لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبي r ليحنكه, ويدعو له, وكذلك كان يفعل بالصبيان ), لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث, ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الأول

القسم الثالث : فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام, ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم, ولا رأوه, سواء أسلموا في حياته أم لا, وهؤلاء ليسوا من أصحابه باتفاق من أهل العلم بالحديث, وإن كان بعضهم قذ ذكر بعضهم في كتب معرفة الصحابة, فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا لمقاربتهم لتلك الطبقة, لا أنهم من أهلها, وممن أفصح بذلك ابن عبد البر, وقبله أبو حفص بن شاهين, فاعتذر عن إخراجه ترجمة النجاشي لأنه صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وغير ذلك, ولو كان من كان هذا سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار, وغلط  من جزم في نقله عن ابن عبد البر بأنه يقول بأنهم صحابة, بل مراد ابن عبد البر بذكرهم واضح في مقدمة كتابه, بنحو ما قررناه, وأحاديث هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وآله سلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث, وقد صرح ابن عبد البر نفسه بذلك في ( التمهيد ) وغيره من كتبه

القسم الرابع : فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط, وبيان الظاهر الذي يعول عليه على طرائق أهل الحديث, ولم أذكر فيه إلا ما كان الوهم فيه بَيِّنا, وأما مع احتمال عدم الوهم فلا, إلا إن كان ذلك الإحتمال يغلب على الظن بطلانه, وهذا القسم لا أعلم من سبقني إليه, ولا من حام طائر فكره عليه, وهو الضالة المنشودة في هذا الباب الزاهر, وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيب الماهر,والله تعالى أسأل أن يعين على إكماله, وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, ويجازيني به خير الجزاء في دار إفضاله, إنه قريب مجيب, وقبل الشروع في الأقسام المذكورة أذكر فصولا مهمة يحتاج إليها في هذا النوع

[ ثم ذكر الفصل الأول في تعريف الصحابي ..., الفصل الثاني في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا..., الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة ...]

ثم قال: وقد جعلت على كل اسم أردته زائدا على ما في ( تجريد الذهبي ) وأصله, والله المسؤول أن يهدينا على سواء الطريق, وأن يسلك بنا مسالك التحقيق, وأن يرزقنا التسديد والتوفيق, وأن يجعلنا في الذين أنعم الله عليهم مع خير فريق وأعلى رفيق, آمين آمين [272]

 

 

انتهى القسم الثاني من كتاب ( جامع المقدمات )

ويليه القسم الثالث وأوله

كتب الرجال ورواة

الحديث



[1]- طبع بالمكتبة السلفية بالمدينة المنورة 1966 بتحقيق ( عبد الرحمن محمد عثمان ) في ( 3 ) مجلدات و صور في دار الفكر بيروت ثم  بدار الكتب العلمية1995 في مجلدين بتحقيق (توفيق حمدان), وقد لخصه الحافظ الذهبي فحذف أسانيد الأحاديث و المكررات, وهو مطبوع باسم ( ترتيب الموضوعات ) ا في دار الكتب العلمية 1994 بتحقيق ( كمال بسيوني زغلول) وعدد أحاديثه ( 1172 ) حديثا

وابن الجوزي هو الإمام العلامة الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي القرشي البكري الصديقي البغدادي الحنبلي الواعظ , صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم, عرف جدهم بالجوزي لجوزة كانت في دراهم لم يكن بواسط سواها, توفي سنة 597هـ (طبقات الحفاظ ) للسيوطي (1\480\1036)

[2]- طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة 1343هـ, ثم في دار الكتاب العربي 1987 وبهامشه كتاب ( جنة المرتاب ) للشيخ ( أبي اسحق الحويني ) وله عليه (كتاب) آخر اصغر منه سماه ( فصل الخطاب بنقد كتاب المغني عن الحفظ والكتاب ) طبع في دار الكتب العلمية 1985

والموصلي هو الإمام المحدث المفيد الفقيه ضياء الدين أبو حفص عمر بن بدر بن سعيد الكردي الحنفي, تلميذ على أبي الفرج ابن الجوزي, وجمع وصنف وحدث بحلب ودمشق, له تواليف مفيدة منها ( الجمع بين الصحيحين ) و( العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة ) و( الوقوف على الموقوف ), توفي سنة 622هـ  ترجمته في (السير)(22/ص287)

 

 

[3] - طبع في دار الكتب العلمية 1403 هـ في مجل واحد بتحقيق (مصطفى عبد القادر عطا)

[4]- هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني, والد إمام الحرمين, كان يلقب بركن الإسلام, أوحد زمانه علما ودينا وزهدا وتقشفا, له المعرفة التامة بالفقه والأصول والنحو والتفسير, توفي سنة 438هـ ( طبقات الشافعية) للسبكي (5\73\440)

[5]- طبع ( المقاصد ) في مكتبة الخانجي بمصر بتحقيق الشيخ ( عبد الله بن الصديق الغماري ) وعدد أحاديثه ( 1356 ), ثم في دار الكتب العلمية 1987, و في دار الكتاب العربي, بيروت  بتحقيق ( عثمان الخشت ) وقد اختصره الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي تلميذ ( السخاوي) المتوفى سنة 931 هـ وسماه ( الدرة اللامعة في بيان كثير من الأحاديث الشائعة) ذكره في (كشف الظنون)(ص 1780), وكذا للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي، المتوفى سنة 1122هـ عليه مختصران:  كبير وصغير, طبع الأخير في المكتب الإسلامي بيروت, وللشيخ أبي الحسن علي بن محمد المنوفي تلميذ السيوطي كتاب ( الوسائل السنية من المقاصد السخاوية والجامع والزوائد الأسيوطية ), وممن اختصره أيضا الشيخ محمد بن عمر اليمني المشهور ( ببحرق ) المتوفى سنة 930هـ و سماه ( تحرير المقاصد عن الأسانيد و الشواهد), وللشيخ أحمد بن عبد الله بن أحمد الوزيراليمني المتوفى سنة985 هـ  كتاب ( تحرير مختصر المقاصد الحسنة ) و هو مخطوط , ذكره الحبشي في (مصادر الفكر باليمن)(ص54)

[6]- الجوزقاني هو الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني, مصنف كتاب (الأباطيل و المناكير والصحاح والمشاهير ) وغيره توفي سنة 543هـ , ترجمته في ( طبقات الحفاظ) للسيوطي(1\471\1050)

[7]- طبع ( اللالئ ) في دار المعرفة بدون تحقيق قي مجلدين, ثم في دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( صلاح عويضة )

[8]- زيادة مني يقتضعيها السياق, وقد له في المطبوع, قال المؤلف في ( تدريب الراوي )(1\279) : قد اختصرت هذا الكتاب فعلقت أسانيده وذكرت منها موضع الحاجة وأتيت بالمتون وكلام ابن الجوزي عليها و تعقبت كثيرا منها, وتتبعت كلام الحفاظ في تلك الأحاديث خصوصا شيخ الإسلام في تصانيفه وأماليه, ثم أفردت الأحاديث المتعقبة في تأليف وذلك أن شيخ الإسلام ألف القول المسدد في الذب عن المسند أورد فيه أربعة و عشرين حديثا في المسند وهي في الموضوعات وانتقدها حديثا حديثا, ومنها حديث في صحيح مسلم ( 7374 ) و هو ما رواه من طريق أبي عامر العقدي عن أفلح بن سعيد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال رسول الله r : ( إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله, ويروحون في لعنته, في أيديهم مثل أذناب البقر ), قال شيخ الإسلام : لم أقف في كتاب ( الموضوعات ) على شيء حكم عليه بالوضع وهو في أحد الصحيحين غير هذا الحديث, وإنها لغفلة شديدة, ثم تكلم عليه وعلى شواهده اهـ

[9]- قال المؤلف في ( تدريب الراوي )(1/\280 ): ومنها ما هو في ( صحيح البخاري ) رواية حماد بن شاكر, وهو حديث ابن عمر : كيف يا ابن عمر إذا عمرت بين قوم يخبئون رزق سنتهم ...)هذا الحديث أورده الديلمي في ( مسند الفردوس ) وعزاه للبخاري, وذكر سنده إلى ابن عمر, ورأيت بخط العراقي أنه ليس في الرواية المشهورة, وأن المزي ذكر أنه في رواية حماد بن شاكر, فهذا حديث ثان من أحاديث الصحيحين

[10]- هو كتاب ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) وقد تقدمت مقدمته

[11]- طبع ( النكت البديعيات ) في مؤسسة الكتب الثقافية بتحقيق الشيخ ( أحمد عماد حيدر )

[12]- طبع في دار الكتاب العربي لبنان 1985 بدون تحقيق, وفي مكتبة ابن سينا بالقاهرة 1985 بتحقيق ( محمد عثمان الخشت ) وعدد أحاديثه كما في الطبعة الأخيرة ( 1679) حديثا, وللشيخ عبد الحق بن فضل الله النيوتني الهندي  كتاب بنفس الاسم لخصه من ( المقاصد ) ذكره الحسني في( معارفه ) (ص158)

[13]- والأول مطبوع باسم ( ترتيب الموضوعات ) في دار الكتب العلمية 1994 بتحقيق ( كمال بسيوني زغلول ) وعدد أحاديثه (1172) حديثا حذف منه أسانيد الأحاديث و المكررات, والثاني باسم ( تلخيص العلل الواهية ) طبع في مكتبة الرشد الرياض 1419هـ في مجلد بتحقيق ( أبي تميم ياسر بن إبراهيم بن محمد )

[14]- قال (الجلبي) : أهداه إلى السلطان (سليمان خان العثماني), طبع في دار الكتب العلمية 1981  في مجلدين بتحقيق الشيخ ( عبد الله الغماري ) و ( عبد الوهاب هبد اللطيف )

وابن عراق هو الشيخ العلامة أبوالحسن سعد الدين علي بن محد بن عراق الكناني الدمشقي الشافعي نزيل المدينة وخطيبها, له (شرح مسلم) و(شرح العباب) في فقه الشافعية, وغير ذلك, توفي سنة 963هـ

[15]- طبع في دار إحياء التراث العربي,بدون تحقيق, وبذيله كتابه الآخر ( قانون الموضوعات ).والفتني هو العلامة جمال الدين محمد طاهر الهندي الملقب بملك المحدثين,برع في فنون عديدة,أخذ عن أبي الحسن البكري وابن حجر الهيتمي والمتقي الهندي له مصنفات منها مجمع ( بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار), توفي رحمه الله مقتولا شهيدا سنة 986هـ ترجمته في (الشذرات)(8\410)

[16]- إشارة إلى حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري وقد تقدم تخريجه (ص110)

[17]- هو كتاب ( التذكرة في الأحاديث المشتهرة ) طبع في دار الكتب العلمية1986 بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا )

[18]- طبع في دار الفاروق الحديثة مصر 1415هـ في مجلدين بتحقيق (خليل بن محمد العربي ), وعدد أحاديثه ( 2444) وقد اختصره حفيده في( الجد الحثيث ) الآتي, والغزي هو نجم الدين أبو السعود محمد بن محمد الدمشقي, فقيه محدث شافعي, له تصانيف كثيرة منها (الكواكب السائرة بمناقب اعيان المائة العاشرة) و (حسن التنبه لما ورد في التشبه) وغير ذلك توفي سنة 1061هـ , (خلاضة الأثر)(04\189)

[19]- طبع في دار الراية 143 بتحقيق الشيخ ( بكر أبوزيد ) وعدد احاديثه ( 547 ) حديثا, والغزي هو أحمد بن عبدالكريم بن سعودي بن نجم الدين محمد العامري, فقيه شافعي, تولي الفتيا بدمشق, توفى سنة 1143هـ

[20]- حديث : (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ) أخرجه ابن ماجة (242) و قال الشيخ الألباني : حسن

[21]- هو تاج الدين أبو محمد عبدالرحمن بن إبراهيمالفزاري البدري المصري الأصل الدمشقي الفركاح, تفقه في صغره على الشيخين ابن الصلاح وابن عبد السلام, وبرع في المذهب, من تصانيفه (شرح التنبيه) (شرح الورقات ط) و(شرح الوجيز) وغير ذلك, توفي سنة 690هـ (طبقات الشافعية)(2\174)

[22]- أخرجه ابن أبي عاصم في ( السنة )( 326 ) قال الألباني : ضعيف جدا, وقال في ( السلسلة الضعيفة )(3406) : موضوع

[23]- من حديث أبي هريرة ولفظه:( إن لله تعالى عند كل بدعة كيد بها الإسلام و أهله وليا صالحا يذب عنه, و يتكلم بعلاماته فاغتنموا حضور تلك المجالس بالذب عن الضعفاء, و توكلوا على الله و كفى بالله وكيلا ) (الحلية )(10\400) وقال تفرد به عبدالغفار عن سعيد وعنه عباد اهـ قال الألباني : ( ضعيف الجامع الصغير) (1951) : موضوع

 

[24]- (الجامع الكبير)(1\21)

[25]- طبع في مؤسسة الرسالة في  مجلدين بتحقيق ( أحمد القلاش ), وفي دار الكتب العلمية بتصحيح ( محمد عبد العزيز الخالدي ), والعجلوني هو إسماعيل بن محمد الجراحي الدمشقي, فقيه شافعي, من تصانيفه : (شرح على البخاري) و (شرح الشمائل) وغير ذلك, توفي سنة 1162هـ , ترجته في (سلك الدرر)(   )

[26]- طبع في المكتب الإسلامي بيروت 1409هـ بتحقيق ( زهير الشاويس ), والأمير هو محمد بن محمد السنباوي الأزهري, فقيه مالكي مشهور, ذو تصانيف منها : (المجموع), و(شرح مختصر خليل) وغير ذلك توفي سنة 1232هـ ترجمته في (عجائب الآثار) للجبرتي (3\573)

[27]- هو مجد الدين الفيروأبادي اللغوي صاحب ( القاموس المحيط ) المتوفى سنة 817هـ

[28]-  طبع في مطبعة السنة المحمدية بتحقيق العلامة (عبد الرحمن بن يحيى المعلمي) وإشراف (عبد الوهاب عبد اللطيف)

[29]- ( التعليق ) كتاب في الخلاف العالي من تأليف الشيخ الإمام أبي يعلى الفراء محمد بن الحسين الحنبلي المتوفى سنة 526هـ , وهو مخطوط المجلد الرابع منه يبتدئ بكتاب الحج وينتهي بكتاب العتق (دار الكتب المصرية رقم 140 فقه حنبلي)

[30]- هو أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الفقيه الحنبلي, صنف ( الجامع ) في عدة مجلدات, و(السنة ), و( العلل لأحمد ابن حنبل), توفي سنة 311هـ

[31]- هو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر المعروف بغلام الخلال, فقيه حنبلي,كان أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم متسع الرواية مشهورا بالديانة,  له مصنفات منها (الشافي) و(المقنع) و ( تفسير القرآن)و (الخلاف مع الشافعي), وغير ذلك, توفي سنة 363هـ , ترجمته في ( طبقات أبي يعلى)(2\119)

[32]- هو أبو عبدالله عبيد الله بن محمد العكبري المعروف بابن بطة, محدث حنبلي, سافر الكثير إلى مكة والثغور والبصرة وغير ذلك من البلاد, له مصنفات كثيرة منها (الإبانة الكبيرة) و(الإبانة الصغيرة) و(السنن) وغير ذلك, قيل إنها تزيد على مائة مصنف توفي سنة 387هـ ,ترجمته في (طبقات أبي يعلى)(2\144\622)

[33]- طبع ( التحقيق ) في دار الكتب العلمية 1415هـ في مجلدين بتحقيق (محمد حسن إسماعيل ) و (مسعد السعدني) , و عدد أحاديثه ( 2072) حديثا, وللكتاب (مختصر) للحافظ الذهبي, طبع في مكتبة الباز مكة 1422هـ بتحقيق ( رضوان جامه رضوان) في مجلدين , و (مختصر) آخر للشيخ برهان الدين إبراهيم بن علي الحنفي المعروف بابن عبدالحق الدمشقي المتوفى سنة 744هـ

[34]- طبع ( التنقيح ) في دار الكتب العلمية 1419هـ في (3) مجلدات بتحقيق ( أيمن صالح شعبان ), وابن عبدالهادي هو الإمام الأوحد المحدث الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي الحنبلي أحد الأذكياء تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ومهر في الحديث والفقه والأصول والعربية, له تصانيف منها ( الصارم المنكي ) و( المحرر في اختصار الإلمام ) وغيرها توفي سنة 844 هـ ترجمته في ( ذيل تذكرة الحفاظ ) (1\351)

 

 

[35]- كذا في المطبوع ولعل الصواب [ زيدون ] فهو الشيخ ( أبي القاسم زيدون بن علي السبيعي القيرواني ) وكتابه اسمه (الجامع لنكت الأحكام المستخرج من الكتب المشهورة في الإسلام), وهو من مرويات القاضي عياض في فهرسته (الغنية)(ص99)

[36]- طبعت ( الوسطى ) في مكتبة الرشد 1416هـ في ( 4 ) مجلدا بتحقيق ( حمدي السلفي ) و ( صبحي السامرائي ) قال محقق كتاب ( بيان الوهم لابن القطان )(ص1\176): لما كانت ( الأحكام الكبرى ) طويلة بأسانيدها اختصر منها المؤلف ( الأحكام الوسطى ) بحذف الأسانيد, وجملة من الكتب والمتون , توجد في تلك دون هذه, وعوضها في هذه بالإكثار من الكلام على علل الأحاديث, واختلاف ناقليه وتحرير الزيادات فيه.. ومن خصائص ( الأحكام الوسطى ) أن المؤلف حشد فيها من الأحاديث كًما هائلا الزم فيها الصناعة الحديثية  من الكلام على كل حديث حديث, و التعقيب عليه بما فيه من علة إن كانت, ثم التنصيص على التصحيح والتضعيف.اهـ

وأما ( الأحكام الكبرى ) فقد طبعت في مكتبة الرشد الرياض 1422هـ  بتحقيق (أبي عبد الله حسين بن عكاشة) في (6) مجلدات, عن نسخة واحدة فريدة موجودة في بدا الكتب المصرية برقم ( 29 ) حديث فرغ من نسخها سنة 774هـ بخط محمد بن قنان, وعلى طرة المجلد الأول شهادة الحافظ ( ابن حجر ) على السلطان الملك المؤيد أبي النصر شيخ المحمودي المتوفى سنة 824هـ أنه وقف هذا الكتاب بخط الحافظ , وفي الكتاب نقص, فقد فقدمنه المجلد الثالث والرابع ويشتملان على: كتب الصيام, والحج, والجهاد, والصلح والجزية, و النكاح,والطلاق, والبيوع, والديات والحدود, والصيد والذبائح, والضحايا, و الأطعمة, والأشرة, والزينة واللباس.

والإشبيلي هوأبو محمد عبدالحق بن غالب المحاربي, كان فقيها عالما بالتفسير والأحكام والحديث والفقه و النحو واللغة و الأدب, ولي القضاء بمدينة المرية, وكان غاية في الدهاء والذكاء, من كتبه (الجمع بين الصحيحين ط) و(الجمع بين الكتب الستة) وكتاب في المعتل من الحديث, وغير ذلك , توفي سنة 518هـ ترجمته في (الديباج المذهب)(1\174)

[37]- طبعت ( الأحكام الصغرى ) في مكتبة ابن تيمية مصر 1413 في مجلدين بتحقيق ( أم محمد بنت أحمد الهليس )

[38]- يقصد ( الأحكام الكبرى ) وقد طبع الموجود منها

[39]- طبع ( بيان الوهم ) في دار طيبة الرياض 1997 في ( 6 ) مجلدات بتحقيق ( الحسين آيت سعيد ), وقد تعقب كتابه هذا في توهيمه لعبد الحق تلميذه الحافظ الناقد المحقق أبو عبد الله محمد بن الإمام يحيى بن المواق في كتاب سماه: بكتاب ( المآخذ الحفال السامية عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام من الإخلال والإغفال وما انضاف إليه من تتميم و إكمال ), تعقبا ظهر فيه كما قاله الشيخ  القصار إدراكه و نبله وبراعة نقده إلا أنه تولى تخريج بعضه من المبيضة ثم اخترمته المنية ولم يبلغ من تكميله الأمنية، فتولى تكميل تخريجه مع زيادة تتمات وكتب ما تركه المؤلف بياضا أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن رُشيد السبتي الفهري صاحب (الرحلة), وللحافظ الذهبي ( مختصر كتاب الوهم والإيهام) طبع في دار الثقافة 1988 في جزء لطيف, بتحقيق( د.فاروق حمادة ) بلغت الأحاديث التي تتبعه فيها( 91 ) حديثا, وقام الحافظ مغلطاي بن قليج الحنفي المتوفى سنة762 هـ  بترتيب ( بيان الوهم لابن القطان ) وأضافها إلى ( الأحكام ) وسماه ( منارة الإسلام ) ذكره الحافظ في (الدرر الكامنة)(|6\116)

وابن القطان هو الحافظ العلامة قاضي الجماعة أبو الحسن علي بن محمد الحميري الكتامي الفاسي, سمع أبا ذر الخشني و طبقته, وكان من أبصر الناس بصناعة الحديث, وأحفظهم لأسماء رجاله, وأشدهم عناية في الرواية, صنف (الوهم والإبهام), و أحكام النظر, وغير ذلك, توفي  سنة 628هـ , ترجمته في (طبقات الحفاظ)(1\498\1096)

 

[40]- قال ابن عبد البر: إنهم يتساهلون في الحديث إذا كان من فضائل الأعمال، فإن قيل: كيف هذا مع اشتراطهم في جواز العمل بالضعيف عدم اعتقاد ثبوته؟ قلنا: بحمله على ما صح مما ليس بقطعي حيث لم يكن صحيحاً في نفس الأمر، أو بحمله إن كان عاماً بحيث يشمل الضعيف على اعتقاده الثبوت من حيث إدراجه في العمومات لا من جهة السند.اهـ من ( مقاصد للسخاوي ) وقال في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع)(  ): سمعت شيخنا (أي ابن حجر) مرارا يقول وكتبه لي بخطه : إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة: الأول : متفق عليه أن يكون الضعف غير شديد, فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب, ومن فحش غلطه, الثاني : أن يكون متدرجا تحت أصل عام,. فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل, الثالت: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب على النبي r ما لم يقله قال: والأخيران عن ابن عبدالسلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد, والأول نقل العلائي: الإتفاق عليه اهـ

[41]- طبع ( الخلاصة )في مؤسسة الرسالة 1997 في مجلدين بتحقيق ( حسين إسماعيل الجمل ), ثم في دار الكتب العلمية في ( 3 ) مجلدات, ,ولم يكمله مصنفه وصل فيه إلى كتاب الزكاة باب اسن التي يؤخد من الغنم وغيرها

[42]- طبع باسم ( العمدة في الأحكام في معالم الحلال والحرام عن خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام ) سنة 1373هـ, بتحقيق الشيخ (أحمد محمد شاكر), ثم صور في دارالجيل1991, وعدد أحاديثه ( 501 ) حديثا, وله طبعات عديدة وشروح كثيرة

والمقدسي هو أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي, صنف في الحديث كتبا منها (المصباح) و(نهاية المراد) و(الكمال) في رجال الكتب الستة, وغير ذلك, وكان غزير الحفظ والإتقان, كثير العبادة ورعا ماشيا على قانون السلف, توفي سنة 600هـ  ترجمته في (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\487)

[43]- زيادة مني يقتضيها السياق

[44]- طبع في دار الكتب العلمية 1412هـ في مجلدين بتحقيق الشيخ (محمد بن يحيى التميمي) ومؤلفه ابن شداد هو قاضي القضاة بهاء الدين أبو العز يوسف بن رافع الأسدي الحلبي الشافعي, وبرع في الفقه والعلوم, وساد أهل زمانه ونال رياسة الدين والدنيا, وصنف التصانيف, منها (دلائل الأحكام) وكتاب (الموجز الباهر) في الفقه, وكتاب (ملجأ الحكام) و(سيرة صلاح الدين) توفي سنة 632هـ (شذرات الذهب)(5\158)

[45]- طبع (المنتقى) في مطبعة السنة المحمدية مصر في مجلدين بتحقيق الشيخ ( محمد حامد الفقي ) ,ثم صور في دار المعرفة. بيروت1978, وعدد أحاديثه ( 5029 )  حديثا ,ثم في دار الكتب العصرية 2000بيروت بتحقيق ( عبد الكريم الفضيلي )

ومؤلفه هو الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني, جد شيخ الإسلام أبي العباس بن تيمية, كان فرد زمانه في معرفة المذهب, مفرط الذكاء, متين الديانة, كبير الشأن, من مصنفاته (أطراف أحاديث التفسير) في عدة مجلدات, و(المحرر) في الفقه, وغير ذلك, توفي سنة 652هـ , ترجمته في (شذرات الذهب)(5\257)

[46]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بدون تحقيق وعدد أحاديثه (1473) حديثا, و ابن دقيق العيد هو الإمام الفقيه الحافظ تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري, كان من أذكياء زمانه, واسع العلم, له تصانيف منها (شرح العمدة) و(الإمام في الأحكام) و(الإلمام) و(الاقتراح في علوم الحديث ) وغير ذلك, توفي سنة 702هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\516\1134)

[47]- طبع ( المحرر ) في دار الكتب العلمية1997 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) وعدد أحاديثه( 1304 ) حديث, قال الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة)(5\62) في ترجمته : اختصره من (الإلمام) فجوده جدا.اهـ , ومؤلفه هو شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى بن قدامة المقدسى الحنبلى أحد الأذكياء, قال ابن كثير: كان حافظا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ الكبار, وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال حسن الفهم جدا صحيح الذهن, من كتبه (الأحكام) في ثمان مجلدات, و (الصارم المنكي في الرد على السبكي), و(تنقيح التحقيق) و(شرح التسهيل) في مجلدين,وغير ذلك سنة 744 هـ ترجمته في (الدرر الكامنة)(5\61\888

[48]- طبع في مكتبة الخانجي بالقاهرة 1409هـ بتحقيق ( رفعت فوزي عبدالمطلب ) وعدد احاديثه ( 1037 ) حديثا, مؤلفه هو الإمام شمس الدين أبو أمامة محمد بن علي المغربي الأصل المصري المعروف بابن النقاش, كان من الفقهاء المبرزين و الفصحاء المشهورين, له نظم ونثر حسن, من كتبه (شرح العمدة) في نحو ثمان مجلدات, و (شرح ألفية ابن مالك), و(شرح التسهيل) وخرج أحاديث الرافعي, وغير ذلك, , توفي سنة 763هـ (طبقات الشافعية)(3\131)

[49]- أبوزرعة ابن العراقي هو الإمام الحافظ ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم الكردي المصري الشافعي, ظهرت نجابته و اشتهرت نباهته, وأجيز وهو شاب بالافتاء والتدريس, وصار يزداد فضلا مع ذكائه وتواضعه, فأقبل عليه الناس وساد بجميع ذلك في حياة والده, له كتب منها (البيان والتوضيح لمن خرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح) و(المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ط), و(تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ط) وغير ذلك توفي سنة 826هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)(1\284)

 

[50]- طبع ( تقريب المسانيد ) في دار الكتب العلمية 1404هـ بدون تحقيق, ثم فيمكتبة اللباز مكة 1419هـ بتحقيق (عبد المنعم إبراهيم) وعدد أحاديثه (1111) حديثا,قال ا لحافظ السيوطي في ( تدريب الراوي)(ص 48) : جمع الحافظ أبو الفضل العراقي في الأحاديث التي وقعت لأحمد و الموطأ بالتراجم الخمسة التي حكاها المصنف, وهي المطلقة وبالتراجم التي حكاها الحاكم, وهي المقيدة ورتبها على أبواب الفقه, وسماها ( تقريب المسانيد ) قال ابن حجر : وقد أخلى كثيرا من الأبواب لكونه لم يجد فيها تلك الشريطة وفاته أيضا جملة من الأحاديث على شرطه لكونه تقيد بالكتابين الغرض الذي أراده من كون الأحاديث المذكورة تصير متصلة الأسانيد مع الاختصار البالغ قال: ولو قدر أن يتفرغ عارف لجمع الأحاديث الواردة بجميع التراجم المذكورة من غير تقييد لكتاب ويضم إليه التراجم المزيدة عليه لجاء كتابا حافلا حاويا لأصح الصحيح. اهـ  قال في ذيل تذكرة الحفاظ: ثم اختصره في نحو نصف حجمه, وشرح قطعة صالحة من الأصل في قريب من مجلد ثم أكمله ولده شيخنا الحافظ أبو زرعة بعده.اهـ والشرح اسمه ( طرح التثريب ) طبع فيدار إحياء التراث العربي مصرفي (4) مجلدات بدون تحقيق, ثم في دار الكتب العلمية 1995 بتحقيق ( عبد القادر محمد علي )

والعراقي هو الإمام العلامة الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين الكردي المصري الشافعي, كان إماما مفننا حافظا ناقدا,له المؤلفات المفيدة المشهورة في علم الحديث والتخاريج الحسنة من ذلك (إخبار الإحياء بأخبار الأحياء)في أربع مجلدات , ثم اختصره في مجلد ضخم سماه (المغني عن حمل الاسفار), و (الألفية) المسماة (بالتبصرة والتذكرة)في علم الحديث, وغير ذلك توفي سنة 826هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)\230)

[51]- طبع في دار البشائر بتحقيق ( محيي الدين نجيب ) وعدد أحديثه (508) حديثا, وابن الملقن الإمام الحافظ سراج الدين أبو علي عمر بن علي الأنصاري المصري الشافعي, عرف بابن النحوي,كان أكثر أهل زمانه تأليفا بلغت مصنفاته في الحديث والفقه وغير لك قريبا من ثلاثمائة مؤلف, منها (شرح البخاري) في (20) مجلدا, و (البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير) في (6)جلدات, و(خلاصة البدر المنير ) وغير ذلك, توفي سنة 804هـ ,(ذيل تذكرة الحفاظ)(1\197)

[52]- طبع على حجر ب لكناو 1837 1253هـ و لاهور 1305ههـ وعلى طبع حروف هند 1312  مط التمدن الصناعية 1320 هـ  ثم تعدد طبعاته وعليه عدة شروح منها(شرح) للشيخ إبراهيم بن أبى القاسم بن إبراهيم جعمان الذؤالي المتوفى سنة 897هـ  ذكره في الضوء (1\117), و(شرح) للشيخ عبد الرحمن بن محمد الحيمي اليمني المتوفى سنة 1068هـ ذكره في هدية العارفين(1\548), و(شرح) للشيخ الحسين بن محمد المغربي اللاعي, سماه (البدر التمام شرح بلوغ المرام), وهو شرح حافل نقل ما في (التلخيص) من الكلام على متون الأحاديث و أسانيدها ثم إذا كان الحديث في البخاري نقل شرحه من (فتح الباري) ومن سائر شروح المتون, ولكنه لا بنسب هذه الأقوال إلى أهلها, مع كونه يسوقها باللفظ , ذكره الشوكاني في البدر الطالع في ترجمته (1\230), وقد اختصره العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في كتابه (سبل السلام الموصلة إلى سبل السلام ) مع زيادات,وهو مطبوع مرارا ,أقدمها بالهند سنة1302 هـ , و(شرح) للشيخ محمد عابد السندي ذكره الحسني في (المعارف) ( ص156)  و(شرح) الشيخ يوسف بن محمد البطاح الأهدل اليمني المتوفى سنة 1246هـوسماه (إفهام الإفهام بشرح بلوغ المرام ), ذكره الحبشي في مصادر الفكر باليمن(ص69) وشرحه بالفارسية العلامة صديق حسن خان القنوجي في أربع مجلدات وسماه ( مسك الختام ), و(شرح) له أيضا بالعربية سماه (فتح العلام) وهو مطبوع في مجلدين, ونظم (بلوغ المرام ) العلامة الصنعاني ولم يكمله و أتمه تلميذه الحسين بن عبدالقادر الكوكباني المتوفى سنة 1198هـ,طبع

[53]- شرحه في كتاب سماه (فتح العلام ), طبع مع وشرحه في دار الكتب العلمية1990 في مجلد, بتحقيق ( علي محمد معوض) و ( عادل احمد عبد الموجود )

[54]- تقدمت تراجم هؤلاء عند مقدمة (جامع المسانيد ) لأبي المؤيد

[55]- هو كتاب (الدراية تخريج احاديث الهداية ) للحافظ, وهو مطبوع وتأتي مقدمته

[56]- هو كتاب (التلخيص الحبير) للحافظ, وهو مطبوع وتأتي مقدمته

[57]- طبع في مؤسسة الرسالة بتحقيق (وهبي سليمان غاوجي الألباني) في جزءين, والزبيدي هو الشيخ ابو القبض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسيني الحنفي,اللغوي المحدث الفقيه له مصنفات كثيرة منها ( تاج العروس شرح القاموس) في (20) مجلدا, و(شرح الاحياء), ورسائل كثيرة جدا, وفي سنة 1205هـ (عجائب الآثار)(2\104)

[58]- هو الشيخ العلامة جار الله أبو مكتوم عيسى بن محمد المغربى الجعفرى الثعالبى الهاشمى نزيل المدينة المنورة ثم مكة المشرفة امام الحرمين وعالم المغربين والمشرقين له مؤلفات منها (مقاليد الاسانيد) ذكر فيه شيوخه المالكيين, ترجمته في (خلاصة الأثر) (3\240)

[59]- هو صاحب ( جمع الفوائد ) تقدمت مقدمة كتابه وترجمته

[60]- هوشيخ الشيوخ برهان الدين ابراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني المدني, لازم الصيفي القشاشي ويه تخرج و أجازه الشهاب الخفاجي والشيخ سلطان , توفي سنة 1101هـ ترجمته في (عجائب الآثار)(1\117)

[61]- هو الشيخ محمد سعيد بن محمد أمين سفر المدني الحنفي الأثري,شيخ (صالح الفلاني), نزيل كة والمدرس بحرمها, المتوفى سنة 1194هـ ترجمه الكتاني في (فهرس الفهارس)(2\986) وقال: له قصيدة عجيبة في الحض على السنة, و العمل بها, والرد على متعصبة المقلدة, سماها (رسالة الهدى)

[62]- طبع أولا بتحقيق السيد ( عبدالله هاشم اليماني المدني ) ثم في دار الشريف الرياض 1414هـ بتحقيق

( إبراهيم بن عبدالله الحازمي ), والمؤلف هو الشيخ أبواليسرفالح بن محمد المدني الظاهري نسبة إلى عرب الظواهر قبيلة حجازية, له حواش على (الصحيح ) و(الموطأ) في عدة أسفار, ومنظومة في مصطلح الحديث, و شرحها, و(صحائف العامل بالشرع الكامل) توفي سنة 1328هـ ترجمته في (فهرس الفهارس) للكتاني(2\895)

[63]- إطلاق الصحا على الكتب الستة فيه تساهل كبير قال الحافظ العراقي في ألفية الحديث:

ومن عليها أطلق الصحيحا *** فقد أتى تساهلا صريحا

[64]- طبع ( فيض الغفار ) في دار الفكر بيروت بدون تاريخ بتعليق الشيخ ( عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري), ومعه شرح للمؤلف عليه سماه ( فتح الإله ), والمؤلف محمد بن أحمد الشنقيطي إمام جامع الختمية بالأيض السودان, ولد سنة 1334هـ بشنقيط, وتفقه على علمائها في المذهب المالكي, ثم انتقل إلى الحرمين الشريفين, وأقام بهما مدة له مصنفات منها (اختصار سنن البيهقي) طبع في (5) مجلدات في دار الفكر , و(الآيات المحكمات في آيات اأحكام ط) و(فتح الرحيم على فقه الإمام مالك بالأدلة) ط) و(الفتح الرباني شرح نظم الرسالة) توفي سنة

[65]- طبع كتاب ( الإيماء ) في مكتبة المعارف الرياض 1414هـ في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( أبي عبدالباري رضا بوشامة الجزائري )

[66]- طبع سنة 1323هـ ثم سنة 1327هـ, وطبع أيضا باسم ( معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ) في مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ بتحقيق ( عماد الدين حيدر), ثم طبع أخيرا باسمه الصحيح ( تذكرة الحفاظ ) في دار الصميعي بالرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ (حمدي السلفي) وعدد أحاديثه(1139) حديثا, والكتاب ترتيب لأطراف أحاديث كتاب (المجروحين لابن حبان)

[67]- قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(16\455): قال أبو بكر البرقاني : كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه, قلت(والقائل الذهبي) : إن كان كتاب ( العلل ) الموجود قد املاه الدارقطني من حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية فهذا امر عظيم, يقضى به للدارقطني أنه أحفظ اهل الدنيا, وان كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن اهـ , كتب ( العلل ) طبع في دار طيبة الرياض في ( 11 ) مجلدا بتحقيق ( محفوظ الرحمن زين الله السلفي)

 

[68]- طبع في دار الكتب العلمية 1998 في (5) مجلدات بتحقيق ( محمود محمد نصار ) و ( السيد يوسف ), وهو مرتب على مسانيد الصحابة ذكر في الفصل الأول : مسانيد الصحابة العشرة المبشرون , وفي الفصل الثاني مسانيد من اشتهر بالآباء منهم  مرتبين على حروف المعجم وكذا الرواة عنهم إذا كثروا, وفي الفصل الثالث من اشتهر بالكنى أولم يكن له, والفصل الرابع ما أسند عن التسامي هذا النوع من سمي وكنى على المثال الأول  والفصل الخامس ما تفرد به من المراسيل  والمجاهيل ومن لم يسم . وعدد أطراف أحاديثه (6400), و الدارقطني هو الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن البغدادي الحافظ الهشير صاحب السنن و العلل والأفراد وغير ذلك توفي سنة  سنة 385هـ (طبقات الحفاظ)(1\393\893)

[69]- هو الحافظ أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي المتوفى سنة 401هـ

[70]- خلف بن محمد الواسطي الحافظ الكبير صاحب الأطراف سمع أبا بكر القطيعي وطبقته, كان له فضل ومعرفةوتعانى التجارة جود تصنيف أطراف الصحيحين وأفاد ونبه قال الذهبي : وهو أقل اوهاما من أطراف أبي مسعود الدمشقي, ( تذكرة الحفاظ )(3\\1067\976)

[71]- ابن عساكر هو الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف و( تاريخ دمشق ) في ثمانين مجلدا, وا و( الأطراف الأربعة ) أربع مجلدات وغي ذلك توفي سنة 571هـ ( تذكرة الحفاظ )(4\1328\1094)

[72]- طبع في المطبعة القيمة بالهند 1384 هـ بتحقيق ( عبدالصمد شرف الدين ) و كذا في دار الكتب العلمية1999 في ( 16 ) مع فهارس علمية  مجلدات و عدد أحاديثه ( 19626 ) حديثا, وقد طبع أيضا في مؤسسة الكتب الثقافية 1994 باسم ( تقريب تحفة الإشراف ) في (3) مجلدات بتحقيق( أبى عبد الله المندوه ) و( سامي التوني ) و( محمد بسيوني زغلول ) و قد قام المحققون بتخريج الأحاديث على أصول ( الكتب الستة ) المطبوعة وحذفوا الأسانيد  اكتفاء بالرقم التسلسلي للحديث , و زادوا مجلدا رابعا فيه فهرس للرواة مرتبين على حروف المعجم  ومجلدين آخرين  وفيه فهرس لأحاديث ( الكتب  الستة ) و مواضعها في ( التحفة ) وهو من إعداد ( محمد عبد القادر عطا ) فمجموع مجلدات هذه الطبعة ( 6 ) مجلدات

والمزي الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن القضاعي الشافعي, رحل وسمع الكثير, ونظر في اللغة ومهر فيها, وفي التصريف وقرأ العربية, وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها, و القائم بأعبائها, لم تر العيون مثله, صنف ( تهذيب الكمال ) و( تحفة الأطراف ) وأملى مجالس, توفي سنة 742هـ في (تذكرة الحفاظ)(4\1498) و(طبقات الحفاظ) السيوطي(1\521\1143)

[73]- طبع بذيل ( تحفة الأشراف )

[74]- طبع في دار ابن كثير ودار الكلم الطيب 1414 في ( 10 ) مجلدات بتحقيق ( زهير الناصر )

[75]- طبع في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية المدينة المنورة 1415هـ بتحقيق مجموعة من الباحثين

[76]- هو مخطوط , وقد أخدت مقدمته متن تقديم ( د-زهير الناصر ) لكتاب ( أطراف مسند أحمد )

[77]- طبع في دار المرفة في مجلدين, وفي دار الكتب العلمية بيروت  1998 في (3) مجلدات بتحقيق ( عبدالله محمود عمر )

[78]- طبع في دار حراء مكة 1406هـ بتحقيق ( عبدالغني بن حميد الكبيسي ) وعدد أحاديثه (377) حديثا

[79]- طبع عدة مرات بهامش ( الإحياء ), وطبع مفردا في مكتبة طبرية بالرياض 1995 في مجلدين مع ثالث للفهارس بتحقيق (أشرف بن عبد المقصود), وعدد أحاديثه (4613) حديثا, وللعراقي أيضا تخريج وسط سماه ( الكشف المبين عن تخريج إحياء علوم الدين ) و تخريج كبير قال الحافظ في ( النكت )(ص 305) : التخريج الكبير الذي مات عن أكثره وهو مسودة .اهـ ,وقد نقل منه العلامة الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين), ذكر ذلك في مقدمة كتابه(1\5) فقال:لم أظفر منه إلا على كراريس .اهـ  و سماه (إخبار الإحياء بأخبار الأحياء), قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\32) : بيض منه قدر مجلدين, ولو كمل لكان في ستة, مع أن مسودته كاملة بخطه, ثم اختصر هذا في مجلد سماه ( المغني ).اهـ  , وللشيخ تقي الدين أبي بكر محمد بن عبد المؤمن الحصني المتوفى سنة 929هـ ( تلخيص تخريج الإحياء ), قال (ابن قاضي شهبة)(4\77): في مجلد, وللشيخ عبد الحق بن فضل الله النيوتني الهندي كتاب ( تذكرة الأصفياء بتصفية الأحياء ), قال الحسني في ( معارفه ) (ص158):مختصر مأخوذ من كتاب العراقي

[80]- حديث صحيح أخرجه البخاري (7311) ومسلم (1921) من حديث المغيرة بن شعبة

[81]- تقدم تخريجه (ص110)

[82]- مطبوع تأتي مقدمته

[83]- مطبوع تأتي مقدمته

[84]- وهو كتابه المسمى ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ) تأتي مقدمته

[85]- تعقبه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن المواق في كتاب سماه: ( المآخذ الحفال السامية عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام من الإخلال والإغفال وما انضاف إليه من تتميم وإكمال) بيض بعضه ولم يتم ه فتولى تكميل تخريجه مع زيادة الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رُشيد السبتي الفهري المتوفى سنة 722هـ .

[86]- قال الذهبي في ( السير )(23\128) : لم يتم, في ثلاث مجلدات, اهـ, وقال ابن رجب في (طبقاته) (4\192) في نحو عشرين جزءا في ثلاث مجلدات اهـ

[87]- طبعت في مكتبة الخانجي مصر, في مجلد بتحقيق ( رفعت فوزي عبد المطلب )

[88]- هي المشهورة ( بعمدة الأحكام ) وهي متداولة وتقدمت مقدمته

[89]- مطبوع تأتي مقدمته

[90]- هو الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي , صاحب ( الرياض النضرة ) و ( ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ) المتوفى سنة 694هـ قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(2\162): صنف كتابا كبيرا إلى الغاية في الأحكام في ست مجلدات, وتعب عليه مدة ,ورحل إلى اليمن وأسمعه للسلطان صاحب اليمن, وقال ابن كثير : مصنف الأحكام المبسوطة, أجاد فيها و أفاد , وأكثر وأطنب, وجمع الصحيح و الحسن, ولكن ربما أورد الأحاديث الضعيفة ولا ينبه على ضعفها. اهـ وقال السبكي في ( طبقاته )(8\19) : اـلأحكام الكتاب المشهور المبسوط دل على فضل كبير.اهـ

[91]- مطبوع تأتي مقدمته

[92]- طبع في دار المحقق الرياض 1420 بتحقيق ( سعد بن عبد الله آل حميد ) في(4) مجلدات , وهو غير تام, وصل فيه إلى كتاب الصلاة باب فضل وقت الفضيلة.اهـ

[93]- هو الإمام الحافظ أبو علي عبد الكريم بن عبد النور الحلبي الشافعي المتوفى سنة 735هـ

[94]- قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(4\1482): عمل كتاب (الإمام) في الأحكام, ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا. اهـ, وقال في (سير الإعلام)(17\143): شرع في عمل كتاب (الإمام) في الأحكام, وفرغ منه في  مجلدات نحو الربع, ولو كمل لكان عديم النظير, تكلم على علل الحديث ورجاله وأحوالهم, وقوة الحديث وسقمه .اهـ  وقال أيضا: كمل تسويد كتاب (الإمام) وبيض منه قطعة.اهـ ,وقال الادفوي: لو كملت نسخه في الوجود لأعنت عن كل مصنف موجود.اهـ, وقال الأسنوي في (طبقات الشافعية)(2\229): كان رحمه الله قد أكمل كتابه الكبير العظيم الشأن المسمى (بالإمام) وهو الذي استخرج منه كتابه المختصر المسمى (بالإلمام) فحسده بعض كبار هذا الشأن ممن في نفسه منه عداوة, فدس من سرق أكثر هذه الأجزاء وأعدمها, وبقي منه الموجود عند الناس اليوم,وهو نحو أربعة أجزاء, فلا حول ولا قوة إلا بالله, كذا سمعته من الشيخ شمس الدين ابن عدلان رحمه الله, وكان عارفا بحاله.اهـ, وقال الحافظ في (الدرر الكامنة)(4\92): جمع كتاب (الإمام) في عشرين مجلدة, عدم أكثره بعده .اهـ, وقال في (رفع الإصر)(ص395): قد كنت أسمع شيخنا حافظ العصر أبا الفضل بن الحسين يحكي أن الشيخ أكمل (الإمام) فجاء في عشرين مجلدا.اهـ  وانظر مقدمة (سعد بن عبد الله) لكتاب (الإمام) فقد استوفى الكلام حول اسم الكتاب وعدد أجزائه فجزاه الله خيرا,فغالب النقول منه.وقال تلميذه السخاوي في (الغاية في شرح الهداية)(2\615): عندي منه خمس مجلدات, وهو القدر الذي وجد منه, ويقال أنه أكمله.اهـ

[95]- هو أبو علي الحافظ الأسدي مولاهم الملقب ب ( جزرة ) المتوفى سنة 293هـ , ترجمته في (تاريخ بغداد)(9\322)

[96]- أخرجه في ( المعجم الصغير )( 786 ) و( البزار), قال الهيثمي في (المجمع)(1\122) رجاله موثقون

[97]- هو الشرح المشهور الكبير على كتاب (الوجيز) لأبي حامد الغزالي المسمى ( العزيز في شرح الوجيز ) الذي يقول فيه النووي : اعلم أنه لم يصنف في مذهب الشافعي t ما يحصل لك مجموع ما ذكرته أكمل من كتاب الرافعي ذي التحقيقات, بل اعتقادي واعتقاد كل مصنف أنه لم يوجد مثله في الكتب السابقات, ولا المتأخرات, فيما ذكرته من المقاصد المهمات اهـ , وقال السبكي في (طبقاته)(8\281): (الشرح الكبير المسمى : ( بالعزيز ) وقد تورع بعضهم عن إطلاق لفظ ( العزيز ) مجردا على غير كتاب الله, فقال ( الفتح العزيز في شرح الوجيز ), اهـ, وللرافعي شرح آخر أصغر منه, وقد اختصر الشيخ محيي الدين يحيى بن شرف النووي كتاب ( روضة الطالبين ) من شرح الرافعي, وطبع ( العزيز ) في دار الفكر بهامش ( المجموع شرح المهذب للنووي) و (التلخيص الحبير ) وهي طبعة ناقصة, ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية في ( 14 ) مجلدا بتحقيق ( عادل عبدالموجود ) و ( علي معوض )

 

[98]- كذا في المطبوع وإنما يعرف بهذا الإسم (سننه الصغرى), ذكر ابن خير في (فهرسته)(ص97) عن أبي علي الغساني قال: اختصره من كتابه الكبير في (السنن), وذلك أن بعض الأمراء سأله عن كتابه في (السنن):أكله صحيح ؟, فقال:لا,قال: فاكتب لنا الصحيح منه مجودا, فصنع المجتبى, فهو (المجتبى من السنن), ترك كل حديث أورده في (السنن) مما تكلم في إسناده بالتعليل.اهـ

-[99] تقدمت مقدمته

[100]- قال في كتاب ( التقاسيم) له: وهو ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان )(5\184) كتاب الصلاة, باب ذكر وصف بعض صلاة الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به, حديث رقم (1867): في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن النبي r , أخرجناها بفصولها في كتاب ( صفة الصلاة ) اهـ

[101]- هي حاشية للشيخ علاء الدين عز الدين علي بن فخر الدين عثمان المارديني الحنفي، المعروف بابن التركماني المتوفى سنة 750هـ ، سماها ( الجوهر النقي في الرد على البيهقي ) في سفر كبير، أكثرها اعتراضات عليه ومناقشات له و مباحثات معه, طبعت بهامش (السنن) الطبعة الهندية,والطبعة العلمية, وقد لخصها الحافظ زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي, وسماه : ( ترصيع الجوهر النقي ) و رتبه على ترتيب حروف المعجم, وصل فيه إلى حرف الميم. وقد عزم الشيخ محمد عبد الرحمن المباركفوري على الرد عليه, و علق في برنامجه مذكرة ومباحث تتعلق بالرد عليه, غير أنه توفي قبل ذلك رحمه الله, ذكره في مقدمة ( تحفة الأحوذي )(ص631)

[102]- طبع في دار إحياء التراث العربي 1983 بتحقيق الشيخ (حمدي عبد المجيد السلفي) (25)مجلدا, وفيه نقص, و طبع (جزء) مفرد فيه أحاديث العبادلة في دار       بتحقيق (  \  )

[103]- هو الحافظ أبو منصور شهردار بن الحافظ شهرويه الديلمي المتوفى سنة 558 هـ

[104]- طبع ( المعجم الأوسط ) في مكتبة المعارف الرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ ( محمود الطحان ) وعدد أحاديثه (9495) حديثا و في دار الحديث بمصر1996 في (10) مجلدات  بتحقيق ( أيمن صالح شعبان ) و( سيد أحمد إسماعيل ) وعدد أحاديثه (9489) حديثا,و في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل )

[105]- طبع في مكتبة الصحابة بالشارقة بتحقيق ( مشهور حسن سلمان ), وفي دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) وفي مكتبة الصحابة بطنطا 1413هـ بتحقيق ( مسعد السعدني ), وعدد أحاديثه ( 420 ) حديثا

[106]-قال الخطيب: صنف كتابا في السنة, وكتابا في رجال الصحيحين, وكتابا في السنن اهـ

[107]- نزيل مصر، المتوفى بها سنة 353هـ,و هو كتاب محذوف الأسانيد. جعله أبوابا في جميع ما يحتاج إليه من الأحكام، ضمنه ما صح عنده من السنن المأثورة،قال السبكي في كتابه ( شفاء السقام )(ص 19)قال: وما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا على صحته، وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم. فقد بينت حجته في قبول ما ذكره، ونسبته إلى اختياره دون غيره. وما ذكرته مما ينفرد به أحد من أهل النقل للحديث فقد بينت علته، ودللت على انفراده دون غيره .اهـ , وكتابه ذكره ابن خير في (فهرسته) (170) وقال : جمع فيه سنن المصنفات الأربعة : كتاب البخاري ومسلم و أبى داود و النسائي , قال ابن عساكر:رأيت له جزءا من كتاب كبير صنفه في معرفة أهل النقل يدل على توسعه في الرواية إلا أن فيه أغالط

[108]- في ( معرفة الصحابة ) له طبع في دار الوطن الرياض 1419هـ في ( 7 ) مجلدات بتحقيق (عادل بن يوسف العزازي ), ثم في دار الكتب العلمية بيروت

[109]- طبع في مكتبة الغرباء1997 في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( صلاح بن سالم المصراتي ) وعدد تراجمه (1226) ترجمة,ثم طبع في مكتية نزار  بمكة1998 في(15) مجلدا بتحقيق ( حمدي الدمرداش محمد ), وللشيخ أبي بكر محمد بن أبي القاسم خلف بن سليمان بن فتحون الأندلسي المتوفى سنة 520هـ كتاب (إصلاح أوهام المعجم لابن قانع) ذكره ابن الأبار في (معجمه)(ص105)

[110]- هو كتاب ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) تقدمت مقدمته

[111]- في كتابه ( تجريد أسماء الصحابة ) وتأتي مقدمته

[112]- يقصد (التاريخ الكبير) و(الأوسط) و(الصغير), وكلها مطبوعة, (فالكبير) وهو في ( 30 ) جزء حديثي, طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند, ثم صور في دار الفكر بيروت في ( 9 ) مجلدات, وطبع في دار الكتب العلمية 2001في ( 9 ) مجلدات بتحقيق (عبد القادر أحمد عطا), أخرج الخطيب في(تاريخ بغداد)(2\7)عن البخاري قوله: لما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين و أقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى,وصنفت كتاب( التاريخ ) إذ ذاك ثم قبر الرسول r في الليالي المقمرة,وقال:قَلَّ اسم في( التاريخ ) إلا وله عندي قصة إلا إني كرهت تطويل الكتاب.اهـ, وعن محمد بن أبى حاتم وراق البخاري قال سمعت البخاري يقول:لو نشر بعض أساتذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب ( التاريخ ) ولا عرفوه, ثم قال:صنفته ثلاث مرات.اهـ وعن محمد بن إسماعيل(البخاري) قال:أخذ إسحاق بن راهويه كتاب ( التاريخ ) الذي صنفت فادخله على عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قال:فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه, وقال : لست أفهم تصنيفه,وعن أبي العباس بن سعيد قال : لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب ( التاريخ ) تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري, وللحافظ  عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي كتاب ( بيان خطأ محمد بن إسماعيل في تاريخه ) طبع بآخر المجلد, وفيه أحاديث أسندها البخاري خرجها الشيخ (محمد بن عبدالرحيم بن عبيد) في كتاب (تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير) طبع في مكتبة الرشد الرياض 1420هـ في (3) مجلدات, و(الأوسط ) طبع في دار المعرفة 1406هـ, بتحقيق ( محمود إبراهيم زايد ) في مجلدين, وقد طبع خطأ باسم (التاريخ الصغير), ثم طبع على الصواب في دار الصميعي 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن إبراهيم اللحيدان ), و( التاريخ الصغير )وهو المعروف بكتاب ( الضعفاء ) طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا

[113]- له كتاب ( الضعفاء ) المعروف ( بالتاريخ الصغير ), طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا

[114]- طبع في دار القلم بيروت1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وعدد تراجمه ( 675 ) ترجمة

[115]- طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرأباد الهند 1373هـ في(9) مجلدات, ثم صور في دار الفكر بيروت  بدون تاريخ,ثم فيها أخرى في (10) مجلدات بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا ), قال ابن عساكر في( تاريخ دمشق ) في ترجمة ابن أبي حاتم : صنف كتاب ( الجرح و التعديل ) فأكثر فائدته وأسند عن أبي عبد الله الحافظ قال سمعت أبا أحمد الحافظ (أي محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق الحاكم) يقول : كنت بالري فرأيتهم يوما يقرؤون على أبي محمد بن أبي حاتم كتاب ( الجرح والتعديل ) فلما فرغوا قلت لابن عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة, أراكم تقرءون كتاب ( التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري ) على شيخكم على الوجه, وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم فقال: يا أحمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا:هذا علم حسن لا يستغني عنه, ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا, فأقعدا (أبا محمد عبدا الرحمن) حتى سألهما عن رجل بعد رجل, وزادا فيه ونقصا, ونسبه عبد الرحمن إليهما, قال قلت لأبي أحمد رحمه الله :فيهما زادا ونقصا فوائد كثيرة لا توجد في كتاب البخاري اهـ

[116]- طبع في دار الكتب العلمية في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( عبد المعطي قلعجي ), وعدد تراجمه ( 2101 ) ترجمة, ثم الرياض في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي )

[117]- طبع ( الكامل ) في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( د.عبد المعطي قلعجي ), ثم في دار الكتب العلمية في(9) مجلدات بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود ),وقد سقط ت منه بعض التراجم جمعها ( أبو الفضل عبد المحسن الحسيني ) في ( جزء ) طبع باسم ( التراجم الساقطة من الكامل في معرفة الضعفاء ) في مكتبة ابن تيمية 1993, قال الذهبي في(السير)(12\287) قال حمزة بن يوسف [ يعني السهمي]:سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في الضعفاء ,فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي ؟ , قلت: بلى, قال: فيه كفاية لا يزاد عليه .اهـ, و( للكامل ) عدة مختصرات: 1- (مختصر) للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأشبيلي، المعروف بابن الرومية في مجلدين, ذكره المقرى في ترجمته من (نفح الطيب)(3\352) وله أيضا( الحافل في تكملة الكامل ) ذكر المقرى أنه كتاب كبير, 2- (مختصر) للشيخ تقي الدين المقريزي المؤرخ,حذف الأحاديث الأسانيد, واقتصر على كلام الأئمة في الرجال, طبع في مجلد ضخم في دار الجيل بيروت 2002 بتحقيق ( أيمن عارف الدمشقي ), وفي دار الكتب العلمية بيروت 1424هـ بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ), 3- (مختصر) للشيخ أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي المتوفى سنة 1183هـ , ذكره في كتابه ( فتح البصير ) كما في (فهرس الكتاني)(2\816)

[118]- مطبوع تأتي مقدمته

[119] - مطبوع تأتي مقدمته

[120]- كتاب (تاريخ أسماء الثقات) للحافظ (ابن شاهين) طبع بالدر السلفية1404 اهـ  بتحقيق (صبحي السامرائي)

[121]- هو كتاب (ذكر من اختلف في توثيقه وتضعيفه) وهو مخطوط في الجامعة الإسلامية (487)

[122]- هو العلامة المفتي ذو الفنون أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الإفريقي المتوفى سنة 333هـ

[123]- مطبوع تأتي مقدمته

[124]- مطبوع تأتي مقدمته

[125]- مطبوع تأتي مقدمته

[126]- مطبوع تأتي مقدمته

[127]- ذكره ابن خير في (فهرسته)(358) وسماه : (الأسماء والكنى) وذكر أنه من تبويب أبي عبدالله محمد بن أحمد بن مفرج القاضي

[128]- طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند 1322 هـ في مجلد كبير,ثم صور بدار الكتب العلمية 1983, ثم فيها في مجلدين بتحقيق (أحمد شمس الدين) وعدد تراجمه (2145) ترجمة, وعدد أحاديثه(3090) حديثا, ثم طبع في دار ابن حزم 1421هـ في (3) مجلدات بتحقيق( أبي قتيبة محمد نظر الفريابي)

[129]- طبع في مكتبة الغرباء الأثرية المدينة المنورة 1414هـ في(4) مجلدات بتحقيق (يوسف الدخيل), و هو لأبي أحمد محمد بن محمد النيسابوري الكَرَابِيسي الحاكم الكبير, المتوفى سنة 378هـ

[130]- طبع باسم (المدخل في أصول الحديث) سنة1932 بتحقيق الشيخ (راغب الطباخ), ثم طبع مع (المنار المنيف) للحافظ  (ابن القيم) في دار الكتب العلمية 1988, وطبع بالمكتبة التجارية بمكة بتحقيق (فؤاد عبد المنعم أحمد), وذكر أن اسمه في المخطوط  (المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل, المصنف للأمير أبى علي محمد بن محمد بن إبراهيم صاحب الجيش, وفيه كيفية معرفة الصحيح والسقيم وأقسامه وأنواع الجرح), ثم في دار الهدى مصر2002 بتحقيق (أبى إسحاق إبراهيم بن مصطفى الدمياطي)

[131]- هو كتاب (تذهيب الكمال) طبع مؤخرا في دار الفاروق الحديثة مصر

[132]- في رجال الكتب الستة وهو مطبوع تأتي مقدمته

[133]- في رجال الكتب الستة مطبوع تأتي مقدمته

[134]- لعله كتابه ( معرفة الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ) طبع دار البشائر الإسلامية بيروت بتحقيق ( محمد إبراهيم الموصلي ) 1992 هـ, وفي دار المعرفة 1986 بتحقيق ( أبى عبد الله إبراهيم سعيداي إدريس ) وفي مصر بتحقيق ( عبد المجيد زكرياء ) وعدد تراجمه ( 92 ) ترجمة

[135]- مطبوع تأتي مقدمته

[136]- طبع في دار طلاس دمشق 1987 بتحقيق (سكينة الشهابي)

[137]- كتاب ( التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ) جمع الحافظ المفيد تقي الدين ابي بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن النقطة البغدادي الحنبلي

[138]- طبع في دار ابن كثير بيروت بتحقيق (رياض محمد المالح), وفي دار الجيل.بيروت بتحقيق (إبراهيم السامرائي), وفي دار السلام 1993 الرياض بتحقيق (عبد العزيز بن راجي الصاعدي) في مجلدين

[139]- اسم الكتاب (الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبظ), ذكره السيوطي في (تدريب الراوي)02\327) وقال: لابن طاهر فيه تأليف حسن اهـ قد ذيله في (جزء) لطيف لتلميذه (أبي موسى الأصبهاني المديني)الحافظ المشهور, طبع في حيدر آباد سنة 1323هـ وفي ليدن 1825م , وفي دار الكتب العلمية 1411هـ بتحقيق (كمال يوسف الحوت) ومعه ذيل لأبي موسى المديني

[140]- قال السيوطي في ( تدريب الراوي ): صنف فيه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتابا نافعا سماه (إيضاح الإشكال ) وقفت عليه اهـ

[141]- طبع في مكتبة الرشد 1422هـ في مجلد بتحقيق ( محمد بن عبد الله البكري الشهري )

[142]- طبع في مؤسسة الكتب الثقافية في مجلدين بتحقيق العلامة ( عبد الرحمن المعلمي), وفي دار المعرفة بيروت 1497هـفي مجدلين بتحقيق (عبد المعطي قلعجي) وهو ذيل التاريخ الكبير

[143]- طبع في دار طلاس بدمشق1985 بتحقيق (سكينة الشهابي) في مجلد ين ثم في دار الكتب العلمية 2003 في مجلد واحد بتحقيق (محمد حسن اسماعيل), قال الحافظ  (ابن الصلاح) في (مقدمته)(ص417) : وهو من أحسن كتبه.اهـ

[144]- هو (كتاب أسماء من روى عن مالك مبوبا على حروف المعجم), وهو مخطوط في مكتبة أحمد الثالث بتركيا, ومصور في الجامعة الإسلامية 1818هـ.والكتاب في (9) أجزاء, وقد لخصه الحافظ (جلال الدين السيوطي) في كتابه (تزيين الممالك) وهو مطبوع في مقدمة (مدونة سحنون) وعدد رجاله (964) حسب ترقيمي, فلعل في الطبعة سقط.والله أعلم, قال (الذهبي) في (السير)(7\234): ما علمت أحدا من الحفاظ روى عنه عدد أكثر من (مالك), وبلغوا بالمجاهيل وبالكذابين ألفا وأربع مائة اهـ  وقال أيضا: (8\52): كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مائة اهـ

[145]- طبع في دار الهجرة الرياض 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن مطر الزهراني)

[146]- هو كتاب ( تهذيب الأسماء واللغات )  في دار الفكر 1416هـ  في (3) مجلدات , جمع فيه الألفاظ الموجودة في (مختصر أبي إبراهيم المزني) و (المهذب) و(التنبيه) و(الوسيط) و(الوجيز) و(الروضة) و هو الكتاب الذي اختصرته من (شرح الوجيز) للإمام (أبي القاسم الرافعي)

[147]- طبع في مكتبة المعارف 1409 بتحقيق (صبحي البدري السمرائي) و هو من رواية (أبى بكر أحمدبن محمد بن الحجاج المروذي) و(أبى الحسن الميموني) و(صالح بن أحمد)و في المكتب الإسلامي ودار الخاني 1408 بتحقيق (وصي الله بن محمد عباس) وهو من رواية ابنه (عبد الله) وعدد أحاديثه وسؤالا ته(6161) و كذا في مؤسسة الكتب الثقافية باسم (الجامع في معرفة العلل) باعتناء (محمد حسام بيضون) وهذه الطبعة جامعة لكل الروايات

[148]- طبع في المكتب الإسلامي 1980 بتحقيق (محمد مصطفى الأعظمي), وفي دار غراس بتحقيق (حسام محمد بوقريص)

[149]- قال (الذهبي) في (السير)(13\265): مجلد كبير, طبع في دار المعرفة في مجلدين, مصورا عن طبعة (محب الدين الخطيب) ومعه مجلد ثالث للفهارس من إعداد (يوسف المرعشلي), ثم طبع في مكتبة الفاروق الحديثة مصر في (4) مجلدات, بتحقيق (أبي يعقوب نشأت بن كمال المصري) وفي دار ابن حزم 1424هـ في (3) مجلدات تحقيق (محمد بن صالح بن محمد الدباسي), وشرع الحافظ ابن عبد الهادي المقدسي في ( شرحه) وتوفي قبل إتمامه, طبع الموجود منه في دار الفاروق الحديثة مصر في مجلد بتحقيق (مصطفى أبو الغيط) و (إبراهيم فهمي)

[150]- طبع في دار طيبة 1405 في( 11 ) مجلدا بتحقيق (محفوظ الرحمن بن زين الله السلفي) وهو مرتب على المسانيد

[151]- يقصد كتابه ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ) وهو مطبوع وتقمت مقدمته

[152]- طبع بدار الكتب العلمية 1983 بتحقيق الشيخ ( خليل الميس ) وعدد أحاديثه ( 1579 ) حديثا, وقد لخصه الحافظ الذهبي

[153]- لكتاب (المراسيل)عدة طبعات منها: طبعة مطبعة التقدم بالقاهرة 1310هـ بعناية الشيخ ( علي السني المغربي ) وهي مجردة الأسانيد, ثم في مطبعة محمد علي صبيح بمصر, ثم في دار القلم 1406 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وقد أضاف إليها الأسانيد من ( تحفة الأشراف ) للمزي , ثم في دار المعرفة ببيروت 1406 هـ بتحقيق ( يوسف المرعشلي ) وهي محذوفة الأسانيد أيضا, وقد رقمت أحاديثها ترقيما تسلسليا, ثم في دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية 1988 بتحقيق (كمال يوسف الحوت) وعدد أحاديثه ( 580 ) حديثا, وفي مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ ( شعيب الارناؤوط ) وعدد أحاديث هذه الطبعة (544) حديثا, وهي مخرجة الأحاديث

[154]- طبع في دار الكتب العلمية 1983 بتحقيق ( أحمد عصام الكاتب ) و بعد الباب الأول ذكر الباب الثاني وهو في شرح المراسيل المروية عن النبي وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم على حروف الهجاء وعدد تراجمه ( 476 ) ترجمة

[155]-هو الشيخ ضياء الدين عمر بن بدر الموصلي الحنفي المتوفى سنة 622هـ, وكتابه المذكور لعله يقصد ( الوقوف على الموقوف) طبع في دار العاصمة الرياض 1407هـ, وله ( مختصر ) للحافظ ابن الملقن

[156]- طبع في عالم الكتب 1978 بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي ) وعدد تراجمه ( 1039 ) ترجمة

[157]- طبع سنة 1323هـ ثم سنة 1327هـ, وطبع أيضا باسم ( معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ) في مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ بتحقيق ( عماد الدين حيدر ), ثم طبع أخيرا باسمه الصحيح ( تذكرة الحفاظ ) في دار الصميعي بالرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ ( حمدي السلفي ), وعدد أحاديثه( 1139) حديثا, و عد بعضهم هذا الكتاب من الكتب المصنفة في ذكر الأحاديث الموضوعة خطأ, وإنما هو ترتيب لأطراف أحاديث كتاب ( المجروحين لابن حبان )

[158]- هو كتاب اسم الكتاب ( الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ),طبع بالمطبعة السلفية ببنارس بالهند 1403بتحقيق ( عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي ) ثم في دار الفكر1996  بتحقيق( كمال عبد الله ), وفي دار الكتب العلمية 2001 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل )

[159]- طبع بالمكتبة السلفية  بالمدينة المنورة 1966 بتحقيق ( عبد الرحمن محمد عثمان ) في (3 ) مجلدات و صور في دار الفكر بيروت ثم  بدار الكتب العلمية1995 في مجلدين بتحقيق (توفيق حمدان)

[160]- هو رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد العدوي العمري الصَّغاني المتوفى سنة 650هـ له رسالتان في الباب, الأولى سماها ( الدر الملتقط في تبيين الغلط ) وهو في بيان أحاديث موضوعة في كتابي ( الشهاب ) للقضاعي, وكتاب ( النجم ) للاقليشي, والثانية سماها ( الموضوعات ) وقد طبعتا في دار الكتب العلمية  بتحقيق (عبد الله القاضي)

[161]- له كتابان في الباب, الأول : ( المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب) طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة 1343هـ, ثم في دار الكتاب العربي 1987 وبهامشه كتاب (جنة المرتاب) للشيخ (أبي اسحق الحويني) وله عليه (كتاب) آخر أصغر منه  باسم (فصل الخطاب بنقد كتاب المغني عن الحفظ والكتاب) طبع في دار الكتب العلمية 1985, والثاني ( العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة)

[162]- طبع في المطبعة القيمة بالهند بتحقيق (عبد الصمد شرف الدين)  1384 و كذا بدار الكتب العلمية1999 في (16) مع فهارس علمية  مجلدات و عدد أحاديثه (19626) حديثا, وقد تقدمت مقدمته

[163]- هو الإمام مفتي الأندلس القرطبي المالكي المتوفى سنة 497هـ, وكتابه سماه (أحكام النبي r ) ذكره ابن خير في (فهرسته)(   )

[164]- هو كتاب ( خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الأحكام ),طبع ( الخلاصة )في مؤسسة الرسالة 1997 في مجلدين بتحقيق ( حسين إسماعيل الجمل ),وفي دار الكتب العلمية في (3) مجلدات

[165]- اختصر ( سنن أبي داود ) وسماه ( المجتبى ), وطبع في مطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر 1948م, ثم أعيد طبعه في دار المعرفة1980 في( 8 ) مجلدات بتحقيق العلامة ( أحمد شاكر ) و( محمد حامد الفقي ), وأعيد طبعه دار ابن كثير, ثم طبع مؤخرا في دار الكتب العلمية2000 في( 4 ) مجلدات بتحقيق ( كامل مصطفى هنداوي )

[166]- طبع منه إلى ألان (3) مجلدات بتحقيق ( مشهور حسن سلمان ), وقد اختصر ( الخلافيات ) الشيخ أحمد بن فرح الإشبيلي الشافعي المتوفى سنة 699هـ, وطبع (مختصره) في مكتبة الرشد.الرياض 1997 بتحقيق ( د.إبراهيم الخضيري ) و ( ذياب عبد الكريم ذياب عقل ) في( 5 ) مجلدات وطبع أيضا بدار الكتب العلمية 1420هـ في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( علاء إبراهيم الأزهري ) وعدد مسائل الكتاب (609 ) مسألة

[167]- مطبوع تأتي مقدمته, وقد اختصره الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه ( تنقيح التحقيق) مطبوع أيضا

[168]- لعله (الأمالي) للحافظ أبي زكرياء يحيى بن عبد الوهاب بن منده, وكذا لجده (أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده)

[169]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بتحقيق ( محمد عبد العزيز ) وفي دار الفكر بيروت 1996 وعدد أحاديثه ( 238 ) حديثا قال العراقي في( شرح الألفية )(ص336)ذكر فيه جملة من ذلك يتنبه بها على طريق الجمع, ولم يقصد استيفاء ذلك ولم يفرده بالتأليف إنما هو جزء من كتاب ( الأم ) .اهـ

[170]- طبع في دار الحرمين مصر 1419هـ بتحقيق ( إبراهيم إسماعيل القاضي ) و(السيد عزت المرسي) و( محمد عوض المنقوش ) وهي طبعة محذوفة الأسانيد على غير عادة مصنف الكتاب

[171]- هو كتاب ( الإعتبار في الناسخ و المنسوخ من الأخبار ) طبع في إدارة الطباعة المنيرية بمصر 1346 وفي مطبعة دائرة المعارف بالهند 1359هـ,ثم صور في دار إحياء التراث العربي عن الطبعة المنيرية, ثم دار الوعي بحلب 1403هـ بتحقيق ( د.عبد المعطي قلعجي ), واختصره الشيخ شهاب الدين أبي الفتح أحمد بن عثمان الكرماني الحنفي المعروف بالكلوتاني المتوفى سنة 835هـ,ذكره في (الضوء اللامع)(1\379)

[172]- طبع في دار التراث العربي بمصر 1988 بتحقيق ( محمد إبراهيم الحفناوي ) ومكتبة المنار بالأردن 1988 بتحقيق ( سمير بن أمين الزهيري ) وعدد أحاديثه ( 676 ) حديثا, ودار الكتب العلمية 1992 بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود ) وعدد أحاديث هذه الطبعة ( 652 ) حديثا

[173]- اسمه ( إعلام العالم بعد رسوخه ) طبع في دار ابن حزم تحقيق ( أحمد بن عبد الله الزهراني ) و عدد أحاديثه ( 403 ) حديثا, واختصره في كتاب ( إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ و الناسخ من الحديث ) طبع في دار الوفاء بالمنصورة بتحقيق ( محمد الحفناوي ), ثم دار المأمون للتراث دمشق بتحقيق ( علي رضا بن عبد الله بن علي رضا ) و عدد أحاديثه ( 21 ) حديثا

[174]- واسمه بالكامل ( الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ), طبع في مكتبة الخانجي القاهرة 1992 بتحقيق ( عز الدين علي السيد )

[175]- طبع في دار الأندلس جدة 1415 بتحقيق ( حمود مغراوي ), وقد اختصره الشيخ أبو الخطاب أحمد بن محمد القيسي البلنسي المتوفى سنة 64هـ, ذكره الزركلي في (أعلامه)(1\217) و كذا اختصره الحافظ برهان الدين إبراهيم بن محمد الحلبي سبط ابن العجمي المتوفى سنة 840هـ, وهو مخطوط

[176]- في كتابه ( إيضاح الإشكال في من أبهم اسمه من النساء والرجال ) طبع في مكتبة المعلا الكويت 1408هـ بتحقيق ( باسم الجوابرة )

[177]- طبع باسم (الإشارات إلي بيان الأسماء المبهمات) بذيل (كتاب الخطيب (الأسماء المبهمة )

[178]- طبع في مجلد ضخم بمكتبة الآداب مصر 1975 بدون تحقيق

[179]- سماه ( إكمال المعلم ) كمل به ( المعلم للمازري ) طبع مؤخرا في

[180]- في كتابه ( المعلم بفوائد مسلم ) طبع في دار الغرب الإسلامي 1988 في (3) مجلدات بتحقيق (محمد الشاذلي النيفر)

[181]- هو أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي المتوفى سنة656 هـ, وهو شرح على (مختصره لصحيح مسلم) وسماه (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) وقد طبع في (6) مجلدات في دار ابن كثير دمشق

[182]- هو الإمام أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي المتوفى سنة 388 هـ و شرحه سماه (معالم السنن ), طبع عدة مرات منها بحاشية (مختصر السنن للمنذري) في مطبعة أنصار السنة المحمدية, بتحقيق الشيخين ( حامد الفقي ) و( أحمد شاكر ), و في دار الكتب العلمية في مجلدين

[183]- وسماه ( أعلام السنن) ذكر فيه انه لما فرغ عن تأليف (معالم السنن) ببلخ سأله أهلها أن يصنف شرحا فأجاب, وهو في مجلد, طبع في منشورات عكاظ المغرب, في مجلدين, بتحقيق (يوسف الكتاني)

[184]- وهو شرح قطعة من أوله إلى آخر كتاب الإيمان, ذكر في ( شرح مسلم ): أنه جمع فيه جملا مشتملة على نفائس من أنواع العلوم, طبع الموجود منه في دار الكتب العلمية بدون تاريخ مع شرح القسطلاني

[185]- قال السيوطي في ( المنهاج السوي في ترجمة النووي )(ص   ): كتب منه يسيرا .اهـ

[186]- قال الذهبي في (سير الأعلام)(17\143): شرح من أول ( الإلمام ) ورقات جاءت في مجلدين لا مثل لها في الحسن اهـ , وقال الحافظ ابن حجر في ( الدرر الكامنة )(5\348): شرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين, أتى فيهما بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم, خصوصا في الاستنباط,.اهـ ونقل الذهبي (4\1482) عن قطب الدين الحلبي قوله: وشرح بعض ( الإلمام ) شرحا عظيما .اهـ، طبع الموجود من ( شرح الإلمام ) في دار أطلس 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( عبد العزيز السعيد )

[187]- سماه ( النفح الشذي في شرح جامع الترمذي ) بلغ فيه إلى دون ثلثي الجامع في نحو عشر مجلدات, ولم يتم, ولو اقتصر على فن الحديث لكان تماما, ثم  أكمله الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي, وهو مخطوط وصل فيه إلى باب ما جاء من الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام, قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\31) : كتب منه عشر مجلدات إلى دون ثلثي ( الجامع ).اهـ, طبع الموجود منه في مجلدين في دار العاصمة الرياض بتحقيق ( أحمد معبد عبد الكريم )

[188]- سماه ( الشافي ), قال ياقوت الحموي في( معجم الأدباء ): أبدع في تصنيفه فذكر أحكامه و لغته ونحوه ومعانيه, نحو مائة كراسة, وهو لا يزال مخطوطا في أربع مجلدات في دار الكتب المصرية ( 306 حديث)

[189]- قال الذهبي في (السير)(16\221): في مجلدين تعب عليه,قال الجلبي : ابتدأه عقيب ( الشرح الكبير ) في رجب سنة612 هـ

[190]- طبع في دائرة المعارف العثمانية 1396هـ, ثم بالمكتبة الأزهرية للتراث بالقاهرة, و في دار الكتب العلمية 1986 في مجلدين

[191]- طبع في معهد البحوث العلمية و إحياء التراث الإسلامي بمكة في(3) مجلدات  بتحقيق (سليمان بن إبراهيم بن محمد العايد), ونقل عن راويه عنه (محمد بن إسحاق المقرئ) أن (أبا اسحق الحربي) مات ولم يتم الديوان, وأن الذي انتهى إليه بالتأليف حديث لابن عمر (ليت الأشج من ولد عمر .).اهـ

[192]- طبع في دار الفكر1993 في(4) مجلدات بتحقيق (علي محمد البجاوي) و (محمد أبو  الفضل إبراهيم), وفي دار الكتب العلمية في(4) مجلدات بتحقيق (إبراهيم شمس الدين)

[193]- هو ( مطالع الأنوار على صحاح الآثار) للحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المعروف بابن قرقول المتوفى سنة 569هـ ,اختصره من ( مشارق الأنوار على صحاح الآثار ) للقاضي عياض

[194]- هو أبو عبيد أحمد بن محمد العبدي المؤدب الهروي المتوفى سنة 401هـ وكنابه ( الغريبين ) طبع في المكتبة العصرية بيروت في (6) مجلدات بتحقيق (أحمد فريد المزيدي

[195]- هو الإمام أبو عبد الله محمد بن علي القلعي المتوفى سنة 630هـ وكتابه ذكره السبكي في (طبقاته)(6\155) فقال: له كتاب آخر في مستغرب ألفاظه(أي المهذب) وف أسماء رجاله اهـ

[196]- هو أبو المجد إسماعيل بن هبة الله الوصلي المتوفى سنة 655هـ وكتابه ( المغني في غريب المهذب)

[197]- هو محمد بن معن بن سلطان الشيباني الدمشقي المتوفى سنة 640هـ وكتابه ( التنقيب )

[198]- هو كتاب ( إصلاح خطأ المحدثين ) طبعت في مؤسسة الرسالة 1405هـ بتحقيق ( حاتم الضامن )

[199]- طبع في نصفه الأول بهامش ( النهاية لابن الأثير ) سنة 1326هـ وهي طبعة مشوهة, ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية 1988 بتصحيح ( أحمد عبد الشافي ),منسوبا لتلميذه أبي هلال العسكري, وقد اختصره مؤلفه في جزء صغير,طبع باسم ( أخبار المصحفين ) في عالم الكتب 1406 هـ بتحقيق ( صبحي البدري السامرائي ) وهو بالأسانيد, وله أيضا كتاب ( التصحيف والتحريف وشرح ما يقع فيه ) طبع الجزء الأول في مطبعة  الظاهر سنة 1327 هـ  ذكره في (معجم المطبوعات العربية)(2\1327)

[200]- هو الإمام أبو الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي المتوفى سنة 61 هـ, وكتابه (المعرب في شرح المغرب), قال ابن خلكان : وهو للخنفة ككتاب الأزهري, و( المصباح المنير ) للشافعية, تكلم فيه على الألفاظ الذي يستعملها الفقهاء من الغريب

[201]- طبع في إدارة العلوم الأثرية باكستان في مجلد واحد بتحقيق ( إرشاد الحق الأثرى ) وعدد أحاديثه ( 334 ) حديثا

[202]- بل جمع فيه بين (الصحيحين) و(الترمذي) و (مسند أحمد)، رتبه على المسانيد, في سبع مجلدات, ذكره في (كشف الظنون)(1\572) وسماه (جامع المسانيد و الألقاب)قال:.وهو كتاب كبير اهـ  قال الذهبي في (السير)(21\368): ما استوعب ولا كاد

[203]- ذكره ابن رجب في ( ذيل طبقات الحنابلة )(2\417) وقال : في خمسة أجزاء, وذكره الذهبي في (التذكرة) (4\1343) وقال : مجلد كبير

[204]- ذكره ابن رجب في ( ذيل طبقات الحنابلة )(2\419) وسماه : ( تحريم المحل المكروه )

[205]- طبع في مؤسسة الرسالة بيروت بتحقق ( نايف الدعاس )

[206]- طبع في دار الحديث بمص1988 بتحقيق ( فريد عبد العزيز الجندي ) وعدد أحاديثه ( 21 ) حديثا, و في مكتبة السنة 1419هـ بتحقيق ( أبي عبد الله سيد بن عباس الجليمي )

[207]- له كتابان بهذا الإسم ( كبير) و( صغير ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( الفتاوى )(21\26) : صنف الإمام أحمد كتابا كبيرا في الأشربة, ما علمت أحدا صنف أكبر منه, وكتابا أصغر منه اهـ

( الأشربة الصغير ) في دار الجيل بيروت 1985 بتخريج ( عبد الله حجاج) و عدد أحاديثه ( 242 ) حديثا, و في دار الضياء مصر 1423هـ بتحقيق ( أبي يعقوب نشأت بن كمال المصري )

[208]- طبع في دار الفكر وفي غيرها في ( 101 ) مجلدبدون تحقيق, ثم في دار الكتب العلمية 1997في ( 10 ) مجلدات مع مجلدين للفهارس بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا ) وهي مرقمة ومخرجة الأحاديث, وعدد أحاديثها (15790)

[209]- طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1409هـ بتحقيق ( أحمد عبد الفتاح تمام ) عدد أحاديثه (140) حديثا, قال الذهبي: ما أحسنه من كتاب, قيل إن السلفي كان لا يكاد يفارق كمه, يعني في بعض عمره اهـ , وقال أيضا: كتابه المذكور ينبئ بإمامته

[210]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ) وعدد أحاديثه ( 86 ) حديثا

[211]- هو الحافظ ( أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي ) المتوفى سنة611 هـ, قال الذهبي في(السير)(16\100): رأيت له في سنة 86 كتاب ( الصيام ) بالأسانيد.اهـ

[212]- ذكره الذهبي في (السير)(14\86), والكتاني في (رسالته)(ص36)

-[213] اسمه ( علة حديث معاذ في القياس )

[214] - سماه ( الكشف عن أحاديث الشهاب ومعرفة الخطأ فيها والصواب )

[215]- طبع في دار الفكر في ( 8 ) مجلدات كبار بتحقيق العلامة ( أحمد محمد شاكر ), وفي دار الكتب العلمية و غيرها في ( 12 ) مجلدا بتحقيق (عبد الغفار البنداري )

[216]- هو كتاب ( القدح المعلى في الرد  على أحاديث المحلى )

[217]- هو من تأليف بهاء الدين أبي محمد قاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر, الحافظ ابن الحافظ، المتوفى بدمشق، سنة 600هـ, وهو ولد أبي القاسم بن عساكر صاحب (تاريخ دمشق) الشهير وكتابه هذا في مجلدين, غير أنه أطال بكثرة أسانيده وطرقه إلى نحو خمسه عند الاختصار. كشف الظنون)(2\1275) وقد هذبه الشيخ محيي الدين أحمد بن إبراهيم النحاس الدمشقي المتوفى سنة 814هـ في كتابه ( مشارع الأشواق ) و زاد عليه

[218]- سماه ( الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله r من المعجزات )

[219]- ذكره في (كشف الظنون)(1\502) وقال: ألفه بأربل سنة 604 هـ وهو متوجه إلى خراسان بالتماس الملك المعظم الأيوبي, وقد قرأه عليه بنفسه و أجازه بألف دينار غير ما أجرى عليه مدة إقامته.

[220]- قال ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية)\112): خرج بعض أحاديث المهذب بأسانيده في مجلد اهـ وقد خرج أحاديث المهذب أيضا لحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي والحافظ ابن الملقن

[221]- طبع في هامش ( الوسيط ) في دار السلام عمان

[222]- غفر الله للمؤلف وتجاوز عنه , فهذا من التوسل الذي لا يجوز, وإنما المشروع هو التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى, و التوسل بالأعمال الصالحة التي يوفق الله لها من يشاء من عباده, ومن أفضلها محبة رسول الله r ومتابعته ومحبة سنته, وأصحابه, وأهل بيته, والله أعلم

طبع ( البدر المنير ) في دار العاصمة بتحقيق ( جمال محمد السيد ) و ( أحمد شريف الدين عبد الغني ) وطبع منه ( 3 ) مجلدات ولم يكمل طبعه بعد,قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\46): من تصانيفه ( تخريج أحاديث الرافعي ) سماه ( البدر المنير ) في ست مجلدات, واختصره في نحو عشره, سماه ( الخاصة ), ثم اختصره في تصنيف لطيف وسماه ( المنتقى ).اهـ , طبع (الخلاصة ) في دار الرشد بالرياض 1989 في مجلدين  بتحقيق

( حمدي السلفي ) وعدد أحاديثه ( 2995 ) حديثا, واختصره أيضا الشيخ ( محمد بن درويش الحوت البيروتي ) المتوفى سنة 1276 هـ, وطبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1987 بتحقيق ( كمال يوسف الحوت ), و عدد أحاديثه (2288) حديثا

[223] طبع في دار الرشد بالرياض1989 في مجلدين  بتحقيق ( حمدي السلفي ) وعدد أحاديثه ( 2995 ) حديثا و طبع أصله 0الدر المنير) في دار العاصمة بتحقيق ( جمال محمد السيد ) و( أحمد شريف الدين عبد الغني ) و طبع منه ( 3 ) مجلدات ولم يكمل بعد, واختصره أيضا الشيخ ( محمد بن درويش الحوت البيروتي ) المتوفى سنة 1276 هـ, طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1987 بتحقيق ( كمال يوسف الحوت ), و عدد أحاديثه ( 2288 ) حديثا, وابن الملقن الإمام العلامة الحافظ عمر بن علي عرف بابن النحوي الأنصاري المصري, نزيل القاهرة الشافعي, تفقه واشتغل في فنون, فبرع ودرس وأفتى, وصنف وجمع, بلغت مصنفاته في الحديث والفقه وغير لك قريبا من ثلاثمائة مؤلف منها ( شرح البخاري ) في عشرين مجلدا, و( شرح عمدة الأحكام ) و( شرح الأربعين النواوية ) وغير ذلك توفي سنة 804هـ . ترجمه في (ذيل طبقات الحفاظ)(1\199)

 

[224]- طبع في دار حراء بمكة في مجلدين , بتحقيق ( عبد الله بن سعاف اللحياني )

[225]-- الرافعي الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد صاحب الشرح المشهور ( العزيز في شرح الوجيز )

[226]- هو قاضي القضاة عز الدين أبي عمر عبد العزيز بن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي المتوفى سنة 767هـ , وكتابه ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(3\102) فقال: من تصانيفه ( تخريج أحاديث الرافعي ) مجلدين, و هو كتاب نفيس جليل.اهـ

[227]- هو الإمام شمس الدين أبو أمامة محمد بن علي المعروف بابن النقاش, المتوفى سنة 763هـ تقدمت ترجمته عند مقدمة كتابه (إحكام الأحكام), وكتابه ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية)(3\132) قال: وخرج أحاديث الرافعي

[228]- هو المعروف (بابن الملقن) وقد تقدمت مقدمة (خلاصته)

[229]- هو الحافظ بدر الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن بهادر المصري الشافعي، المشهور بالزَّركَشي المتوفى سنة 794هـ, وكتابه ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(3\168), وسماه (الذهب الإبريز في تخريج أحاديث الفتح العزيز) وهو مخطوط بمكتبة طبقبو سراي رقم (2973), و للحافظ السيوطي،أيضا تخريج لأحاديث الرافعي وهو المسمى : ( نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير) نسبه لنفسه في (حسن المحاضرة)(1\292)

[230]- هو كتاب (نصب الراية لأحاديث الهداية) طبع في المكتب العلمي بالهند في (4) مجلدات,وبهامشه حاشية في تخريج أحاديثه للشيخ (عبدالعزيز الفنجاني) وصل فيها إلى كتاب الحج , ثم أتمه الشيخ (محمد يوسف الكاملفوري),وقد صورت هذه الطبعة عدة مرات, منها في مكتبة الرياض الحديثة , و طبع أيضا في دار الحديث بمصر في بتحقيق (أيمن صالح شعبان), و أخرى في دار الكتب العلمية1416هـ في (5) مجلدات على هامش كتاب (الهداية) بتحقيق ( أحمد شمس الدين)

[231]- طبع ( التلخيص الحبير ) على الحجرفي الهند سنة1303 هـ,ثم في شركة الطباعة الفنية المتحدة بالقاهرة في مجلدين 1384 هـ بتحقيق ( عبد الله هاشم اليماني المدني ), وفي دار الكتب العلمية 1419هـ بتحقيق ( عادل عبدالموجود ) و( علي محمد عوض ) في ( 4 ) مجلدات

[232]- فرغ من تلخيصه في ذي القعدة سنة827 هـ, طبع في دهلي 1882 م طبعة حجرية ثم في لكنو ثم في دار المعرفة بيروت 1384هـ في مجلد بتحقيق ( عبد هاشم اليماني المدني )

[233]- هو المحدث الحافظ محمد بن عمر الفهري السبتي يكنى أبا عبدالله, ويعرف بابن رشيد, كان رحمه الله تعالى فريد عصره جلالة وعدالة وحفظا وأدبا وسمتا وهديا, توفى بفاس  سنة 721هـ ترجمته في (الديباج المذهب)(ص310)

[234]- سماها ( ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة, في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة) طبع الموجود منها في مجلد في دار الغرب الإسلامي بيروت

[235]- طبع في المكتب الإسلامي بيروت 1405هـ في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( سعيد عبدالرحمن القزقي ), وقد لخصه الحافظ, و ضمنه مقدمته ل( فتح الباري ) المسماة ( هدي الساري ) وهو فيها (ص21 ) إلى (94) طبعة دار الكتب العلمية

[236]- طبع في دار ابن خزيمة بالرياض 1414 في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( سلطان بن فهد الطبيشي ) وقد خرج أحاديثه أيضا الشيخ أحمد بن علي بن محد الغرباني, وفرغ من تأليفه سنة 763هـ ,وهو مخطوط ذكره الحبشي في كتابه( مصادر الفكر باليمن) (ص45)

[237]- طبع (الكافي) في دار عالم المعرفة بآخر ( تفسير الكشاف ) في المجلد الرابع في (190) صفحة, بدون تحقيق في دار عالم المعرفة, وطبع مرة أخرى مفرقا على مواضع أحاديث ( الكشاف ) في دار الكتب العلمية

[238]- تقدمت مقدمة ( مشكاة المصابيح ) وفيه تبيين لمنهجه

[239]- سماه ( المناهج و التناقيح في تخريج أحاديث المصابيح ) وهو للشيخ صدر الدين أبي المعالي محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلمي المناوي ثم القاهري، الشافعي، المتوفى ، سنة 803

[240]- هو المسمى ( الكشف عن حقائق السنن ) وقد تقدمت مقدمته

[241]- طبع في دار ابن عفان الرياض 14220 في ( 6 ) مجلدات بتحقيق ( علي حسن عبدالحميد الحلبي )

[242]- طبع في دار العاصمة 1409هـ في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( أحمد مجتبى بن نذير السلفي ) وعدد أحاديثه

( 1051 ) حديثا

[243]- كتاب ( سفر السعادة ) طبع في دا ر لبنان 1408هـ بتحقيق ( عبدالعزيز عز الدين السيروان )

[244]- طبع في دار المأمون للتراث دمشق 1407هـ بتحقيق ( أحمد البرزة )

[245]- طبع في دار العاصمة

[246]- طبع ( الاستيعاب ) في مطبعة السعادة بمصر 1328 في ( 4 ) مجلدات وبهامشه كتاب ( الإصابة ), وقد صورت هذه الطبعة في دار إحياء التراث العربي وغيرها, و طبع في مطبعة نهضة مصر 1960 في( 4 ) مجلدات بتحقيق ( علي محمد البجاوي ),ثم في دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( عادل عبد الموجود ) و ( علي معوض ) وعدد تراجمه ( 3659 ) ترجمة

 

[247]- ابن منده هو الإمام الحافظ المحدث الجوال محدث العصر أبو عبد الله أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن زكريا يحيى بن منده, قال الذهبي : ولم يبلغنا أن أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع ولا جمع ما جمع وكان ختام الرحالين وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف توفي سنة 395هـ

( طبقات الحفاظ )(1\408\924)

[248]- هو الحافظ الإمام الكبير صاحب ( حلية الأولياء ) المتوفى سنة 430هـ

[249]- هو الحافظ الكبير شيخ الإسلام أبو موسى محمد بن أبي بكر عمر المديني الإصبهاني, صاحب التصانيف, سمع الكثير و رحل وعني بهذا الشأن وانتهى إليه التقدم فيه له ( الطوالات ) و( تتمة الغريبين ) و( عوالي التابعين ) وغير ذلك  توفي لى سنة 581هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\477\1060)

 

 

[250]- طبع ( أسد الغابة )في دار الشعب مصر 1390 بتحقيق ( محمد إبراهيم البنا ) و( محمد أحمد عاشور ), وفيدار الكتب العلمية1994 في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( عادل عبد الموجود ) و( علي معوض ) وعدد تراجمه ( 7711 ) ترجمة, واختصر (أسد الغابة) الحافظ النووي, قال السيوطي في (تدريب الراوي) (ص378) : ولم يشتهر هذا المختصر اهـ , واختصره أيضا الشيخ محمد بن محمد الكاشغري النحوي اللغوي المتوفى سنة 705هـ , وهو مخطوط في (شستر بتي)(3213), واختصره الحافظ الذهبي وهو المسمى ( تجريد أسماء الصحابة ) في مجلدين وهو مطبوع، واختصره الشيخ الفقيه بدر الدين محمد بن أبي زكريا يحيى القدسي الحنفي الواعظ,  وسماه ( درر الآثار وغرر الأخبار ) ذكره في (كشف الظنون)(1\82)

ومؤلفه هو العلامة عز الدين أبو الحسن علي بن محمد الشيباني الجزري المؤرخ الحافظ المعروف بابن الأثير, كان إماما نسابة مؤرخا أخباريا أديبا,صنف التاريخ المشهور ( بالكامل ) في عشر مجلدات, واختصر الأنساب لأبي سعد السمعاني وهذبه غير ذلك, توفي سنة 630هـ ( طبقات ابن قاضي شهبة )(2\80)

[251]- أي في ( المسند ) للحافظ أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي صاحب (التفسير) الجليل, و(المسند) الكبير, قال ابن حزم : كان ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي, توفي  سنة 276هـ, و( مسنده ) ذكره ابن خير في ( فهرسته ) وقال : في نحو ( 200 ) جزء, وذكر الذهبي في (السير) (11\631) أن الحافظ أبا محمد عبد الله بن محمد بن حسن الكلاعي الصائغ المتوفى سنة 318هـ اختصره

[252]- في كتابه ( منح المدح ) أو (شعراء الصحابة الذين مدحوا الرسول أو رثاه), طبع في دار الفكر بيروت

[253]- قال الحافظ في ( الإصابة ) : قرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتبه ( التجريد ): لعل الجميع ثمانية آلاف, إن لم يزيدوا لم ينقصوا, ثم رأيت بخطه أن جميع من في ( أسد الغابة ) سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا

[254]- اسم تفسيره ( الكشف والبيان في تفسير القران ) طبع مؤخرا في دار إحياء التراث العربي بتحقيق ( أبي محمد بن عاشور ) وقد جمع بينه وبين ( الكشاف ) الشيخ مجد الدين المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير صاحب ( جامع الأصول ) المتوفى سنة 606هـ وسماه ( الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف), واختصره الشيخ أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي ذكره ابن خير في (فهرسته)(99), و تفسيره هذا قال في حقه الإمام ابن تيمية  رحمه الله: الثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين, وكان حاطب ليل, ينقل ما وجد في كتب التفسير, من صحيح وضعيف وباطل

[255]- طبع في دار الكتب العلمية   بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود )

[256]- طبع ( التجريد ) في بومباي الهند بتصحيح ( صالحة عبد الحكيم شرف الدين ) في مجلدين نشره ( شرف الدين الكتبي ) سنة 1389 هـ

[257]- هو الحافظ الإمام الحجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي, صاحب ( التاريخ الكبير), و( المشيخة ) سمع عنه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وأبو عوانة وابن أبي حاتم وآخرون, وبقى في الرحلة ثلاثين سنةتوفي سنة 377هـ (تذكرة الحفاظ)(2\582\607)

[258]- هو الحافظ الحجة الإمام أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثم البغدادي صاحب ( التاريخ الكبير ), قال الخطيب: ثقة عالم متقن حافظ بصير بأيام الناس راوية للأدب, أخذ علم الحديث عن احمد بن حنبل و ابن معين, وعلم النسب عن مصعب, وأيام الناس عن علي بن محمد المدائني, والأدب عن محمد بن سلام الجمحي, ولا اعرف اغزر فوائد من تاريخه اهـ توفي  سنة 299هـ (تذكرة الحفاظ)(2/\596\619)

[259]- البغوي الحافظ الكبير الثقة أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي ابن بنت أحمد بن منيع, سمع ابن الجعد وأحمد وابن المديني وخلقا, وصنف ( معجم الصحابة ), و( الجعديات ), وطال عمره وتفرده في الدنيا توفي سنة  317 هـ , (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\315\712 )

[260]- ابن أبي داود الحافظ العلامة أبو بكر عبد الله ابن الحافظ الكبير سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب التصانيف, حدث عنه الدارقطني, صنف ( المسند ), و( السنن ), و( التفسير), وغير ذلك توفي سنة 316هـ (طبقات الحفاظ)(1\324)

[261]- هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى الفقيه المروزي, المعروف بعبدان, قال أبو بكر السمعاني : إمام أصحاب الحديث بمرو وقال الإسنوي كان إماما حافظا زاهدا صنف كتاب (المعرفة ) في مائة جزء, وكتاب (الموطأ) وانتفع به خلق كثيرون, وصاروا أئمة منهم ابن خزيمة, توفي سنة 293هـ (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة (2/\79)

[262]- (أبي جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي) الملقب ( بمطين ) المتوفى سنة 297هـ

[263]- هو الحافظ أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري وكتاه ويسمى :( بالحروف )

[264]- ابن شاهين الحافظ الإمام المفيد الكبير محدث العراق أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي, صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفا منها ( الترغيب ), و(التفسير الكبير) ألف جزء, و( المسند) ألف وثلاثمائة جزء, وغير ذلك, توفي سنة 385هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\392\891)

[265]- هو الحافظ أبو منصور محمد بن سعد الباوردي نسبة إلى ( باورد ) ويقال ( أبيورَد ْ)، بليدة بخراسان بين سرخس ونسا، وهو من شيوخ أبي عبد الله بن مَنْده الأصبهاني

[266]- طبع باسم ( تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار ) في دار الكتب العلمية1988, بتحقيق( بوران الضناوي ) وهو جزء من كتابه ( الثقات )

[267]- بل له كتاب مفرد اسمه ( معرفة الصحابة ), ذكره (الذهبي) في (السير)(12\269) و(تذكرة الحفاظ )(3\914) فقال : له (معرفة الصحابة) مجلد

[268]- وله أيضا كتاب ( معرفة أسامي أرداف النبي r) طبع في دار المدينة 1410هـ بتحقيق ( يحيى مختار عزاوي ) وعدد أحاديثه ( 62 ) حديثا, وله أيضا ( من عاش من الصحابة مائة وعشرين ) طبع في الدر الشامية عمان

[269]-( أبي بكر محمد بن أبي القاسم خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون الأندلسي المتوفى سنة 517هـ وهو من شيوخ القاضي عياض,قال الكتاني :وهو ذيل حافل أحسن من ذيل من قبله, ذكر فيه: أن ابن عبد البر ذكر في كتابه من الصحابة ثلاثة آلاف وخمسمائة، يعني: ممن ذكره بإسمه أو كنيته أو حصل له فيه وهم، وأنه استدرك فيه عليه ممن هو على شرطه قريبا ممن ذكره.

[270]- من ذيولاته أيضا : ذيل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن الأمين القرطبي المالكي المتوفى سنة 544هـ , سمى كتابه: ( الإعلام بالخيرة الأعلام من أصحاب النبي عليه السلام ) ذكره ابن الأبار في (معجمه)(ص64), وذيل الشيخ أبي الحجاج يوسف بن محمد الجماهري التنوخي الشافعي المتوفى سنة 558هـ ، سماه :( الارتجال في أسماء الرجال ), ذكر الزركلي في (أعلامه):عن السبكي قوله: وقفت له على المجلد الأول من كتاب ( الارتجال في أسماء الرجال ) بخطه و تصنيفه, وهو وقف في دار الحديث القوصية بدمشق, وربما استدرك فيه على ابن عبد البر أسامي لم يذكرها في ( الاستيعاب ) اهـ,, وذيل  الشيخ أبي القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي الغرناطي الملاحي المتوفى سنة 619هـ,  قال الذهبي : له استدراك على الحافظ أبي عمر بن عبد البر في الصحابة اهـ

[271]- و للحافظ أبي عيسى الترمذي كتاب ( تسمية أصحاب رسول الله r) طبع في دار البارودي بيروت بتحقيق (حيدر), وأبى العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي المتوفى سنة 325هـ وأبى الحسن محمد بن صالح الطبري), والعثماني, ولأبى القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي كتاب ( من نزل منهم حمص خاصة ), ولمحمد بن الربيع الجيزي كتاب ( من نزل منهم مصر ), قال السيوطي في (حسن المحاضرة)(1\132): في مجلد, ذكر فيه مائة و نيفا وأربعين صحابيا, وقد فاته مثل ما ذكر أو أكثر, وقد الفت في ذلك تأليفا لطيفا, استوعبت فيه ما ذكره, وزدت  عليه ما فاته من ( تاريخ ابن عبد الحكم ), و( تاريخ ابن يونس ), و( طبقات ابن سعد ), و( تجريد الذهبي ), وغيرها, فزاد في العدة على ثلاثمائة .اهـ , والإمام الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي محدث الأندلس المتوفى سنة 634هـ, قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(4\1418) :له مؤلف حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله اهـ و( نهج الإصابة في معرفة الصحابة ) للحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود البغدادي)، المعروف ( بابن النجار ),المتوفى سنة 643هـ و(لمحب الدين أحمد بن عبد الله  الطبري) الشافعي المتوفى سنة 694هـ كتاب ( الرياض النضرة في مناقب العشرة ) طبع في دار الكتب العلمية في مجلدين بدون تحقيق,  وللحافظ أبى محمد بن الجارود كتاب ( الآحاد ) نقل منه أبو عمر في ( الإستيعاب ), ولأبى عبيدة معمر بن المثنى, وزهير بن العلاء, ذكر أغلب هذه السخاوي في ( الإعلان بالتوبيخ )(ص112) و( الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار ) لابن قدامة للمقدسي طبع في مجلد في دار الفكر بيروت ,و في دار إحياء التراث العربي بيروت , وللحافظ للسيوطي كتاب (در السحابة فيمن دخل مص من الصحابة ), ضمنه كتابه ( حسن المحاضرة )(1\132) لخص كتاب محمد بن الربيع الجيزي,ورتبه على حروف المعجم, وزاد  في  تراجمه, طبع مفردا في مؤسسة الكتب الثقافية بيروت بتحقيق ( خالد شبل ), وفي المكتبة القيمة القاهرة, و( عنوان النجابة فيمن مات بالمدينة من الصحابة ) تأليف مصطفى الرافعي طبع في المكتبة القيمة  القاهرة 1998 بتحقيق( النشرتي ) و( مصنف في أسماء الصحابة الذين خرج لهم في الصحيحين ) تأليف الشيخ ( فتح الدين أبي محمد عبد الله بن محمد بن احمد بن خالد المخزومي المعروف بابن القيسراني المتوفى سنة   ذكره ابن كثير في (البداية)(14\31) فقال: وأورد شيئا من أحاديثهم في مجلدين كبيرين موقوفين بالمدرسة الناصرية بدمشق اهـ

 

 

[272]- طبع في مطبعة السعادة بمصر 1328 في ( 4 ) مجلدات, وبهامشه كتاب ( الاستيعاب ), وقد صورت هذه الطبعة في دار إحياء التراث العربي وغيرها, ثم في دار الكتب العلمية في(9) مجلدات بتحقيق ( عادل عبد الموجود ) و( علي معوض ) وهي أحسن طبعات هذا الكتاب,  قال السخاوي في (فتح المغيث)(3\93):انتدب شيخنا لجمع ما تفرق من ذلك وانتصب لدفع المغلق منه على السالك مع تحقيق غوامض, وتوفيق بين ما هو بحسب الظاهر كالمتناقض, وزيادات جمة, وتتمات مهمة, في كتاب سماه ( الإصابة ), ومات قبل عمل المبهمات وأرجو عملها .اهـ , و لكتاب ( الإصابة ) عدة مختصرات منها (مختصر) للحافظ السيوطي، وسماه ( عين الإصابة في معرفة الصحابة ) وعزاه لنفسه في (حسن المحاضرة)(1\291) و(فهرست مؤلفاته)( ص 29) وقال: لم يتم, و(مختصر) للشيخ أبي عبدا لله محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي الفهري المتوفى سنة 1134هـ ,ذكره (ابن الماحي) في (معجم المطبوعات)(ص269) قال: اختصره إلى حرف العين, و( مختصر ) للشيخ علي بن أحمد الحريشي الفاسي المتوفى سنة 1145هـ, ذكره القادري في (التقاط الدرر)(ص359), و(مختصر) للشيخ أبي عبد الله محمد فتحا بن أحمد السوسي الحضيكي المغربي المتوفى سنة 1189هـ ,ذكره ابن الماحي في (معجم المطبوعات)(ص177), و(مختصر) للشيخ أحمد بن محمد بن عبد الهادي اليمني المعروف (بابن قاطن) المتوفى سنة 1199هـ, ذكره الزركلي في ( الأعلام )(1\244)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب: المزهر في علوم اللغة وأنواعها{2 جزء} المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: فؤاد علي منصور

  ال كتاب: المزهر في علوم اللغة وأنواعها{2 جزء} المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) المحقق: فؤاد علي ...